You are on page 1of 39

‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫الفلسفة التحليلية في أميركا الالتينية‬

‫• موسوعة ستانفورد للفلسفة‬


‫ترجمة‪ :‬مروان محمود‬

‫حول الفلسفة التحليلية وتاريخها ف ف أم ريكا الالتينية‪ ،‬نص رميجم للـد‪ .‬ديانا أنيس ربييز‪ ،‬والمنشور عىل (موسوعة‬
‫ا‬ ‫ستانفورد للفلسفة)‪ .‬ننوه بأن راليجمة ه للنسخة المؤرشفة ف الموسوعة عىل هذا الرابط‪ ،‬ر‬
‫والت قد تختلف قليًل‬
‫األخية بعض التحديث أو التعديل من فينة ألخرى منذ تتمة‬
‫ر‬ ‫عن النسخة الدارجة للمقالة‪ ،‬حيث أنه قد يطرأ عىل‬
‫نخص بالشكر محرري موسوعة ستانفورد‪ ،‬وعىل رأسهم د‪ .‬إدوارد زالتا‪ ،‬عىل تعاونهم‪،‬‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫وختاما‪،‬‬ ‫هذه راليجمة‪.‬‬
‫واعتمادهم رلليجمة ر‬
‫والنش عىل مجلة حكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬‫‪Perez, Diana Ines, "Analytic Philosophy in Latin America", The Stanford Encyclopedia of‬‬
‫= ‪Philosophy (Winter 2018 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL‬‬
‫‪<https://plato.stanford.edu/archives/win2018/entries/latin-american-analytic/>.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪1‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫أخذت الفلسفة التحليلية موطئ قدم هلا يف أمريكا الالتينية يف منتصف القرن العشرين‪ .‬كان تطور الفلسفة‬
‫التحليلة متباينا يف خمتلف بلدان املنطقة‪ ،‬ولكنها تصل اليوم إىل حد كبري من النضج واألصالة‪ ،‬حيث يوجد‬
‫اآلن وسط قوي يعمل ضمن إطار اإلرث التحليلي يف أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫‪ .1‬بعض احلدود اجلغرافية والنظرية‬


‫‪ .2‬اتريخ الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‬
‫‪ 1.2‬األرجنتني‬
‫‪ 2.2‬املكسيك‬
‫‪ 3.2‬الربازيل‬
‫‪ 4.2‬بلدان أخرى‬
‫‪ .3‬بعض األمثلة على التطورات األصلية يف الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‬
‫‪ 1.3‬الفلسفة النظرية‬
‫‪ 2.3‬الفلسفة العملية‬
‫‪ 3.3‬فلسفة الفلسفة‬
‫‪ .4‬خامتة‬

‫‪ .1‬بعض احلدود اجلغرافية والنظرية‬

‫دخلت فلسفة التحليل أمريكا الالتينية يف منتصف القرن العشرين‪ ،‬على الرغم من أهنا مل تذع بسهولة يف مجيع‬
‫أحناء املنطقة‪ .‬يقدم هذا املدخل حملة اترخيية عن الفلسفة التحليلية املنتجة يف أمريكا الالتينية‪ ،‬وليس حول‬
‫ُ‬
‫أمريكا الالتينية‪ ،‬وينطوي على التطورات الفلسفية املتعلقة ابملشكالت األكثر تنوعا واألكثر عاملية واليت هي‬
‫يف صلب الفلسفة الغربية‪ .‬وابلنظر إىل العدد اهلائل من األفراد واملؤسسات والدورايت والقضااي اليت تتعايش يف‬
‫هذا اجملال اجلغرايف للتقاليد التحليلية‪ ،‬جيب أن نبدأ بتحديد بعض حدود هذا العمل‪ .‬نظرا للعدد املهول من‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪2‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫األفراد واملؤسسات والدورايت والقضااي املتعايشة يف هذا اجملال اجلغرايف للتقاليد التحليلية‪ ،‬يتعني علينا أن نبدأ‬
‫بتحديد بعض حدود هذا العمل‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬يركز هذا املدخل على أفكار الفالسفة الذين طوروا أحباثهم وممارساهتم التدريسية‪ ،‬خالل معظم حياهتم‪،‬‬
‫يف بلد أمريكي التيين (بدال من أخذ بلد املنشأ ابعتباره معيارا)‪ .‬إحدى مسات املفكرين يف أمريكا الالتينية هي‬
‫أن كثري منهم اضطر للهجرة إىل بلدان أخرى داخل اإلقليم أو خارجه‪ ،‬ألسباب سياسية أحيان‪ ،‬ويف حاالت‬
‫أخرى ألسباب اقتصادية أو شخصية‪ .‬وألن املقام ال يتسع لذكر اجلميع‪ ،‬سيتم استبعاد هؤالء الفالسفة ذوي‬
‫اجلذور األمريكية الالتينية الذين طوروا عملهم الفلسفي خارج هذه املنطقة]‪. [1‬‬

‫اثنيا‪ ،‬لن يناقش هذا املدخل التاريخ املعاصر هلذا املوضوع‪ ،‬كونه ال يزال قيد التطور‪ .‬كما سبق الذكر‪ ،‬فإن‬
‫الفلسفة التحليلية نشأت يف منتصف القرن العشرين‪ ،‬بداية يف األرجنتني واملكسيك‪ ،‬ومث بصورة أقل يف الربازيل‪.‬‬
‫قام أول فيلسوف حتليلي يف املنطقة بعمل تعليمي مكثف خلف أجياال من الفالسفة املختصني يعملون يف‬
‫إطار اإلرث التحليلي‪ .‬ومع استمرار البحث‪ ،‬من املستحيل ذكر مجيع األشخاص الذين يعملون حاليا ضمن‬
‫هذا التقليد يف أمريكا الال تينية‪ .‬انظر يف مصادر اإلنرتنت األخرى للحصول على روابط للجمعيات املتعلقة‬
‫ابألمر‪.‬‬

‫وأخريا‪ ،‬من املهم حتديد ما سيتم تناوله ضمن نطاق الفلسفة التحليلية هلذا العمل‪ .‬لن ينصب اهتمامنا ابلفلسفة‬
‫التحليلية فقط على العمل الذي يشتمل التحليل املفاهيمي‪ .‬يف الواقع‪ ،‬وحبسب إيزكورداي (‪ ،)2015‬ليس كل‬
‫الفالسفة الذين يعتربون أنفسهم حتليليني يتبنون هذا املنهج‪ ،‬وهؤالء ال يتفقون على الطريقة اليت يتعني علينا‬
‫فهم الفلسفة التحليلية هبا‪ .‬يدافع رابوسي (‪ )1975‬عن فكرة أن الفلسفة التحليلية ميكن حتديدها من خالل‬
‫النظر يف التشاهبات العائلية‪ .‬يقرتح رابوسي السمات العائلية التالية للفلسفة التحليلية‪ :‬موقف إجيايب جتاه املعرفة‬
‫العلمية؛ موقف حذر من امليتافيزيقيا؛ مفهوم الفلسفة بوصفها مهمة مفاهيمية‪ ،‬واليت بدورها تتخذ من حتليل‬
‫املفاهيم منهجا هلا؛ والعالقة احلميمية بني الفلسفة واللغة؛ السعي إلجياد إجاابت جدلية للمشاكل الفلسفية؛‬
‫ابإلضافة للتوق للوضوح املفاهيمي‪ .‬ويف سياق الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‪ ،‬يتوجب علينا أن نضيف‬
‫مستني إىل املذكورات أعاله‪ ،‬ومتيز هذه السمات الطريقة اليت متارس هبا الفلسفة يف أمريكا الالتينية عن األجزاء‬
‫األخرى من العامل‪ .‬أوال‪ ،‬منذ أن بزغت الفلسفة التحليلية يف وقت هيمنة التقاليد الفلسفية األخرى‪ ،‬انصب‬
‫التفكري الفلسفي ضمن اإلرث التحليلي بغزارة وبتالزم‪ ،‬على قضااي فلسفة الفلسفة (مثال‪ ،‬طبيعة الفلسفة‪،‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪3‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫دورها يف اجملتمع‪ ،‬طريقتها املعينة يف التدريس‪ ،‬والعالقات بني خمتلف التقاليد الفلسفية‪ ...‬وغري ذلك)‪ .‬اثنيا‪،‬‬
‫والرتباط دخول الفلسفة التحليلية إىل أمريكا الالتينية ابلسعي إىل تغيري األعراف التقليدية‪ ،‬وتغيري البىن‬
‫االجتماعية والسياسية‪ ،‬وأشكال اإلدارة فيها‪ ،‬فإن الروح احليوية والبناءة للفلسفة التحليلية أدت الخنراط الكثري‬
‫من مشتغليها سياسيا بطرق متنوعة يف بالدهم‪.‬‬

‫حىت هذه القائمة الواسعة من السمات ليست كافية لوصف الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‪ .‬العديد من‬
‫الفالسفة غري التحليليني يظهرون هذه الصفات نفسها‪ .‬يقرتح غلوك (‪ )2008‬أن الطريقة الصحيحة لفهم‬
‫الفلسفة التحليلية هي إضافة بُعد اترخيي هلذه السمات وفهم الفلسفة التحليلية كتقليد فكري‪ .‬يف سياق مماثل‪،‬‬
‫جيادل جراسيا (‪ )2010‬أبن االعتبارات االجتماعية تلعب دورا هاما يف متييز الفلسفة التحليلية عن املناهج‬
‫األخرى من الفلسفة‪:‬‬

‫ما لدينا‪ ،‬إذن‪ ،‬هو بناء عائلي ال يقوم على أساس وراثي ولكن على أساس فكري‪ ،‬أصل ثقايف شيدته‬
‫املمارسات اليت مت متريرها وتعديلها ضمن السياق‪ .‬يف الواقع‪ ،‬نستمر يف التنظيم كعائالت وقبائل‪ ،‬وهناك‬
‫استثناءات وخيارات‪ .‬تتكون البشرية يف املقام األول من اجملتمعات‪ ،‬والفلسفة ال ختتلف عن املساعي البشرية‬
‫األخرى‪ .‬وهذا ما يفسر أمهية االعتبارات الثقافية والسياسية والعرقية‪ ،‬يف لعب دور يف املشاريع البشرية‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك املشاريع األكادميية (‪.)Gracia 2010: 29‬‬

‫ال ميتلك اإلرث التحليلي اترخيا فحسب‪ ،‬بل يتكون أيضا من عدة أجيال من األشخاص الذين يرتبطون بطرق‬
‫معينة (على سبيل املثال العالقات بني الطالب واملرشد والزميل)‪ .‬يشارك هؤالء األشخاص يف األنشطة املشرتكة‬
‫اليت يتعرفون فيها على بعضهم البعض كأعضاء يف نفس اجملتمع‪ ،‬ويناقشون ويبحثون مواضيع مشاهبة ابستخدام‬
‫هنج مماثل‪ ،‬ويعملون خبلفية نظرية مشرتكة‪ .‬هذا ال يعين أن فالسفة حتليليني من أمريكا الالتينية ال يتشاركون‬
‫الروابط مع اجملتمع األوسع من الفالسفة التحليلني األوروبيني واألجنلو ساكسونيني‪ .‬على النقيض من هذا‪،‬‬
‫تلقى العديد منهم تعليمهم خارج أمريكا الالتينية‪ ،‬واخنرطوا يف أعمال خارج سياقات أمريكا الالتينية‪ ،‬وارتبطوا‬
‫بعالقات مهمة مع اجملتمعات األكادميية األجنلوسكسونية واألوروبية‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪4‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫يقدم هذا املدخل جمتمع الفالسفة التحليليني املوجودين اليوم يف أمريكا الالتينية‪ ،‬ويصف الطريقة اليت تطور هبا‬
‫هذا التقليد الفلسفي يف املنطقة‪ .‬يعرض القسم الثاين املوضوع يف سياق اترخيي‪ ،‬بينما يقدم القسم الثالث أمثلة‬
‫على أهم مسارات البحث األساسية اليت مت تطويرها يف أمريكا الالتينية ضمن اإلرث التحليلي‪.‬‬

‫‪ .2‬اتريخ الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‬

‫كانت الفلسفة يف أمريكا الالتينية ذات صلة وثيقة ابلثقافة األوروبية منذ العصر االستعماري‪ ،‬كما ينطبق احلال‬
‫على مجيع املؤسسات الثقافية األخرى‪ .‬يف ظل خلفية من الفلسفة التومانية‪ ،‬واملاركسية‪ ،‬والوضعية‪ ،‬والظاهرية‪،‬‬
‫والوجودية واملثالية‪ ،‬عُرضت أعمال الفالسفة من أمثال فرجيه ورسل وكواين وارنب وفتجنشتاين وسرتاوسون‬
‫وغريهم‪ .‬تطورت الفلسفة التحليلية بطريقة غري متجانسة عرب أمريكا الالتينية‪ .‬يظهر اإلرث التحليلي يف‬
‫األرجنتني واملكسيك يف منتصف القرن العشرين‪ ،‬وبدرجة أقل يف الربازيل وبريو وكولومبيا وأوروغواي يف نفس‬
‫الفرتة‪ .‬كان التطور يف األرجنتني واملكسيك أسرع بكثري‪ ،‬وقد نضجت الفلسفة التحليلية يف البلدين حبلول‬
‫الثمانينات‪ .‬لعبت املؤسسات القوية اليت أنشأها الفالسفة التحليليون األوائل هناك (على سبيل املثال‪ ،‬معهد‬
‫البحوث الفلسفية يف اجلامعة الوطنية املستقلة يف املكسيك (‪ )IIF-UNAM‬واجلمعية األرجنتينية للتحليل‬
‫الفلسفي (‪ ،))SADAF‬دورا مهما يف ذلك‪ .‬كان تطوير الفلسفة التحليلية حمدودا بدرجة أكرب يف البلدان‬
‫األخرى حيث مل تكن هناك سوى شخصيات منفردة‪ ،‬ويف كثري من احلاالت‪ ،‬مل تنتج طالاب‪.‬‬

‫‪ 1.2‬األرجنتني‬

‫ظهرت الفلسفة التحليلية يف األرجنتني يف منتصف القرن العشرين يف جمالني خمتلفني للغاية‪ )1( :‬فلسفة‬
‫الرايضيات والعلوم و(‪ )2‬فلسفة القانون‪.‬‬

‫قدم عدد من علماء الرايضيات والفيزايء املهتمني أبسس الرايضيات والعلوم الطبيعية التطورات املنطقية يف أوائل‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وقدموا أفكار الوضعية املنطقية حللقة فيينا‪ .‬لعب ماريو بوجني‪ ،‬الذي أسس يف عام ‪1944‬‬
‫‪ ،Minerva‬وهي أول جملة فلسفية يف األرجنتني‪ ،‬دورا مرموقا‪ .‬كان بوجني أيضا مؤلف أول كتاب حتليلي‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪5‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫مكتوب يف أمريكا الالتينية بعنوان‪ :‬السببية‪ :‬مكانة املبدأ السبيب يف العلوم احلديثة ‪Causality: The -‬‬
‫‪ ،Place of the Causal Principle in Modern Science‬وقد نشرته جامعة هارفرد يف‬
‫عام ‪ ،1959‬ومتت ترمجته فيما بعد إىل األسبانية‪ .‬يف العام الذي يليه نشر كتاب ‪Antología‬‬
‫‪ – Semántica‬خمتارات داللية‪ ،‬مشل أول ترمجات لربتراند رسل وكارنب ومهبل واترسكي وكواين وجودمان‬
‫إىل األسبانية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬انتقل بوجني إىل كندا بعد ذلك بوقت قصري‪ ،‬ومل يرتك أي طالب يف األرجنتني‪.‬‬
‫ابلتزامن مع بوجني‪ ،‬قدم خوليو راي ابستور ‪ Julio Rey Pastor‬وغريغوريو كليموفسكي ‪Gregorio‬‬
‫‪ Klimovsky‬قضااي يف املنطق وأسس الرايضيات يف كلية العلوم الدقيقة يف جامعة بوينس آيرس‪ .‬على‬
‫الرغم من أن غريغوريو كليموفسكي نشر أوراق قليلة‪ ،‬إال أنه قد عزز تطور الفلسفة التحليلية يف األرجنتني‪ .‬إن‬
‫معرفته العميقة ومحاسه ألسس الرايضيات ومنهجية العلوم الطبيعية وأسس التحليل النفسي واتريخ العلوم ترك‬
‫انطباعا عميقا على طالبه‪ .‬قام كليموفسكي بتدريس املنطق وفلسفة العلوم يف جامعة بوينس آيرس من عام‬
‫‪ 1957‬حىت عام ‪ ،1966‬حيث تعرف طالب الفلسفة على املنطقيني والتحليليني املعاصرين‪ ،‬والذي أصبح‬
‫بعضهم أول جيل من الفالسفة التحليليني األرجنتينيني‪.‬‬

‫مت تقدمي فلسفة اللغة كنظام يف األرجنتني من قبل توماس مورو سيمبسون الذي نشر ‪realidad y‬‬
‫‪ - significado : Formas lógicas‬األشكال املنطقية‪ :‬الواقع واملعىن‪ ،‬يف عام ‪ ،1964‬وهو كتاب‬
‫للمؤلفات التحليلية ألمريكا الالتينية‪ ،‬ومل يقتصر أتثريه يف األرجنتني واملكسيك فحسب (حيث سافر يف عام‬
‫‪ 1967‬لتدريس هذه الموضوعات)‪ ،‬وإمنا توسع نطاق أتثريه إىل دول أمريكا الالتينية األخرى‪ .‬نشر‬
‫سيمبسون أيضا دالالت فلسفية ‪ Semántica Filosófica -‬عام ‪ ،1973‬وهو كتاب يتضمن ترمجات‬
‫لبعض األعمال األساسية يف الفلسفة التحليلية (مثل كتاب يف التدليل – ‪ On Denoting‬لربتراند رسل‪،‬‬
‫وكتاب املعىن واإلشارة لفرجيه‪ )– Sense and Reference‬ابإلضافة إىل املناقشات املتعلقة ابلقياس‬
‫الكمي والوجود وإسناد املعتقد‪ .‬عمل طالب سيمبسون راؤول أوراين وألربتو مورييت على املنطق‪ ،‬وفلسفة‬
‫املنطق‪ ،‬وفلسفة اللغة‪ .‬ختصص مورييت يف فرجيه ودرس أيضا فلسفة دافيدسون يف اللغة ونظرية اترسكي يف‬
‫احلقيقة وقد مت مؤخرا مجع بعض أهم مسامهاته‪ :‬التفسري واإلشارة‪ :‬ممارسات التحليل الفلسفي ‪Interpretar‬‬
‫‪ .)2008( y referir. Ejercicios de análisis filosófic‬عمل أوراين يف األرجنتني حىت‬
‫سبعينيات القرن املاضي عندما هاجر إىل املكسيك‪ ،‬حيث انضم ‪( IIF-UNAM‬مؤسسة البحث‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪6‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫الفلسفي)‪ .‬هناك رعى أوراين عدة أجيال من الفالسفة التحليليني وقدم مسامهاته األكثر أصالة مبا يف ذلك‬
‫أهم أعماله‪ :‬املنطق‪ ،‬املعىن‪ ،‬والوجود‪ . Lógica, significado y ontología‬ركز يف حبثه على فلسفة‬
‫املنطق واللغة‪ ،‬مبا يف ذلك أعمال راسل وفرجيه وكواين وكريبك وغريهم‪.‬‬

‫ركز فيلكس شوسرت عمله على فلسفة العلوم االجتماعية‪ .‬كتابه التفسري والتنبؤ‪ :‬صحة املعرفة يف العلوم‬
‫االجتماعية ‪Explicación y predicción: La validez del conocimiento en -‬‬
‫‪ ،ciencias sociales‬والذي مت تشره يف عام ‪ ،1982‬هو كتاب كالسيكي‪ ،‬مت طبعه عدة مرات‪ .‬يف هذا‬
‫العمل‪ ،‬كان مهتما مبنهجية وصحة علم االجتماع والتاريخ واالقتصاد واألنثروبولوجيا وعلم النفس والتحليل‬
‫النفسي‪ ،‬فضال عن البناء واإلمكانيات التنبؤية للنظرايت املختلفة‪.‬‬

‫قدم عدد من احملامني واخلرباء يف أسس القانون تطورات منهجية‪ ،‬ابإلضافة إىل أدوات حتليلية مت تطويرها يف‬
‫فلسفة اللغ ة العادية لدراسة لغة القانون‪ .‬فيما يتعلق ابألدوات التحليلية‪ ،‬فمن الضروري اإلشارة إىل كارلوس‬
‫كوسيو وأمربوسيو جيوجا من كلية احلقوق يف جامعة بوينس آيرس‪ .‬يف حني أهنما مل يكون حتليليني ابملعىن‬
‫الدقيق للكلمة (تدرب كالمها ضمن إطار التقليد الظاهرايت)‪ ،‬إال أهنم قدموا لطالهبم قراءات حتليلية جديدة يف‬
‫حلقاهتم الدراسية‪ .‬قدم جيوجا النصوص التحليلية الكالسيكية يف الفلسفة القانونية واألخالق للطالب الصغار‬
‫املشاركني يف جمموعة القراءة معه‪ .‬ذهب بعض هؤالء الفالسفة الشجعان ليصبحوا مؤسسي اإلرث التحليلي‬
‫يف البالد‪ .‬اهتم كثري من الفالسفة بتحليل اللغة العادية‪ ،‬وخاصة جينارو كاريو وإدواردو رابوسي‪ .‬رابوسي كتب‬
‫عن العديد من القضااي‪ ،‬كانت أكثر أعماله أتثريا يف األخالق هو كتاب املربر األخالقي للعقاب (‪-)1976‬‬
‫‪ ،)1976( La justificación moral del castigo‬كما نشر كتاب التحليل الفلسفي‪ :‬اللغة‬
‫وامليتافيزيقا(‪ ،)1975( Análisis filosófico, lenguaje y metafísica-)1975‬وهو كتاب‬
‫قدم أفكارا أساسية من اإلرث التحليلي للمرة األوىل ابللغة األسبانية‪ .‬بعد وفاته‪ ،‬نشر أحد أهم أعمال مسريته‬
‫وهو كتاب يف البداية خلق هللا الشريعة‪،2008 ( En el comienzo Dios creó el canon-‬‬
‫انظر أدنه يف الفقرة ‪]9[ .)3.3‬‬

‫من بني الفالسفة التحليليني األوائل الذين تدربوا يف كلية احلقوق‪ ،‬كان هناك أيضا خط فكري ينحرف عن‬
‫اللغة العادية ويسعى لتطبيق أدوات رمسية لدراسة لغة القانون‪ .‬وجتدر اإلشارة بشكل خاص يف هذا اجملال إىل‬
‫‪ ،)1971( Alchourrón and Bulygin’s Normative Systems‬حول منطق القواعد‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪7‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫واملقرتحات املعيارية‪ .‬يقدم هذا العمل األنظمة القانونية كنظم استنتاجية ويهدف إىل دراسة التباينات املنطقية‬
‫بني إجراءات إصدار وإلغاء القوانني‪ .‬اهتم كورشرون ابلتغيريات يف النظم القانونية اليت تنتج عن إصدار القوانني‬
‫وإلغائها‪ ،‬سعيا إىل وضع نظام رمسي يعطي اجلوهر للهيئات القانونية‪ ،‬والتوازي مع النظم العقائدية دفعه إىل‬
‫الرتكيز على تغري املعتقد‪ ،‬وإنتاج أول ورقة رمسية حول ديناميكية اإلميان (‪)1985 .Alchourrón et al‬‬
‫وهي النظرية املعروفة ابسم ‪( AGM‬ابألحرف األوىل من األمساء األخرية ملنشئيها‪ :‬كارلوس شورترون‪ ،‬بيرت‬
‫غاردينفورس وديفيد ماكينسون)‪ ،‬وحظيت بتأثري كبري يف مجيع أحناء العامل‪.‬‬

‫كارلوس نينو هو واحد من أصغر األعضاء يف تقاليد كلية احلقوق‪ ،‬وقد لعب دورا مؤثرا يف كل من الفلسفة‬
‫العملية والتاريخ املؤسسي لألرجنتني‪ .‬قدم مسامهات نظرية مهمة يف األخالق وفلسفة القانون والنظرية‬
‫الدستورية‪ ،‬ومجلة من األمور األخرى يف كتاب األخالق وحقوق اإلنسان ‪Etica y derechos -‬‬
‫‪ .humanos‬ويُذكر نينيو أيضا اللتزامه السياسي ابستعادة الدميقراطية يف األرجنتني يف الثمانينيات‪ .‬كان‬
‫مستشار للرئيس ألفونسني‪ ،‬وأحد املصممني (مع إدواردو رابوسي) لسياسة حقوق اإلنسان يف عهد الفونسني‪،‬‬
‫وهي سياسة مشلت احلكم التارخيي الصادر لقادة احلكومة العسكرية يف عام ‪ ،1985‬من بني تدابري أخرى‪،‬‬
‫مما مسح بسجن قادة إرهاب الدولة يف األرجنتني‪ .‬تويف نينو يف سن صغرية جدا يف عام ‪.1993‬‬

‫بينما اجتمع وتشكل مجيع آابء الفلسفة التحليلية يف األرجنتني وبدأوا العمل يف جامعة بوينس آيرس‪ ،‬فإن‬
‫التاريخ املؤسسي للبالد أجربهم على مغادرة اجلامعة يف وقت مبكر‪ ،‬واللجوء إىل مؤسسة مت إنشاؤها لتعزيز‬
‫تنمية الفلسفة التحليلية يف املنطقة‪ .‬يف الواقع‪ ،‬دفع االنقالب يف عام ‪1966‬العديد من املثقفني إىل ترك اجلامعة‬
‫احلكومية‪ ،‬مما اضطرهم إىل ترك وظائفهم وتطورهم الفكري‪ .‬بعد فرتة وجيزة‪ ،‬بدأ العديد من الفالسفة ابلتجمع‬
‫خارج األوساط الرمسية من أجل مواصلة عملهم الفلسفي‪ ،‬بتأسيس ‪ SADAF‬يف عام ‪ .1972‬شاركت‬
‫العديد من الفيلسوفات أيضا يف هذا املشروع مثل سيسيليا هيداجلو ‪ ،Cecilia Hidalgo‬وكريستينا‬
‫جونزاليس‪ ،Cristina Gonzalez‬وداين مافيا ‪ ،Diana Maffia‬وغالديس ابالو ‪Gladys‬‬
‫‪ Palau‬ونورا ستيغول ‪ .Nora Stigol‬عمل أتسيس هذه املؤسسة على املقاربة بني الفالسفة من السياقني‬
‫املذكورين أعاله‪ ،‬وخلق بعد ذلك جمتمعا موحدا من الفالسفة التحليليني يف البالد‪ .‬ابإلضافة إىل احلفاظ على‬
‫روح وممارسة الفلسفة التحليلية خالل السنوات اليت استُبعدت فيها من اجملال العام (‪ ،)1983-1966‬قامت‬
‫‪ SADAF‬وأعضاؤها بثالث مهام رئيسية‪ )1( :‬مواصلة تدريب األجيال الشابة داخل اإلرث التحليلي ؛‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪8‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫(‪ )2‬تعزيز الروابط مع اجملتمعات التحليلية من البلدان األخرى‪ ،‬وخاصة مع اجملتمع التحليلي يف ‪IIF-‬‬
‫‪ UNAM‬يف املكسيك و ‪Centro de lógica, epistemología e história da‬‬
‫‪( ciência‬من اآلن فصاعدا‪ )CLE :‬يف الربازيل ؛ و (‪ )3‬إنشاء أول جملة حتليلية ابللغة األسبانية يف‬
‫األرجنتني والثانية يف أمريكا الالتينية‪ Análisis Filosófico :‬يف عام ‪.1981‬‬

‫كما ذكر أعاله‪ ،‬كان للتطور السريع للفلسفة التحليلية يف األرجنتني سببني‪ :‬إضفاء الطابع املؤسسي عليها يف‬
‫وقت مبكر‪ ،‬واإلرث التعليمي لكثري من مؤسسيها الذين أنتجوا أجيال جديدة من الفالسفة التحليليني الذين‬
‫انتقلت أعماهلم إىل خارج حدود بلدهم األصلي‪.‬‬

‫كان توماس سيمبسون ‪ Thomas Simpson‬هو املرشد الفكري ألجيال من فالسفة اللغة‪ ،‬وأبرزهم‬
‫ألربتو مورييت ‪ ،Alberto Moretti‬الذي شكل بدوره جيال جديدا وقواي من الفالسفة التحليليني‪ .‬غطى‬
‫إدواردو رابوسي ‪ Eduardo Rabossi‬قضااي أوسع يف الفلسفة وضم طالاب ركزوا على أخالقيات البيولوجيا‬
‫وفيتجنشتاين وفلسفة القرن العشرين‪ ،‬رغم أن معظم طالبه ركزوا على فلسفة العقل‪ .‬خلف كارلوس الشورون‬
‫‪ Carlos Alchourrón‬وإوجينيو بوليجني ‪Eugenio Bulygin‬العديد من الطالب الذين يعملون‬
‫‪Ricardo‬‬ ‫على منطق القواعد‪ ،‬مثل هوغو زوليتا ‪ Hugo Zuleta‬وريكاردو كاراتشولو‬
‫‪ ،Caracciolo‬كما شجعا الطالب أيضا يف املنطق الفلسفي‪ .‬كان لدى كارلوس نينو ‪Carlos Nino‬‬
‫أيضا العديد من الطالب‪ ،‬على الرغم من وفاته املبكرة‪.‬‬

‫حبلول منتصف الثمانينيات من القرن العشرين‪ ،‬مت تطوير الفلسفة التحليلية أيضا خارج بوينس آيرس‪ ،‬يف جامعة‬
‫قرطبة الوطنية مع الرتكيز على ثالثة جماالت‪ :‬فلسفة اللغة‪ ،‬حتت إشراف كارولينا سكوتو ‪Carolina‬‬
‫‪Scotto‬؛ واملنطق‪ ،‬حتت إشراف هوراسيو فاس ‪Horacio Faas‬؛ وفلسفة العلوم‪ ،‬حتت إشراف فيكتور‬
‫رودريغيز ‪.Victor Rodriguez‬‬

‫‪ 2.2‬املكسيك‬

‫قام العديد من الفالسفة املكسيكيني يف النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وهم ليسوا فالسفة حتليليني ابملعىن‬
‫الدقيق للكلمة‪ ،‬بتقدمي سلسلة من األدوات املنهجية‪ ،‬والنصوص‪ ،‬ومواضيع الفلسفة التحليلية يف البالد‪ .‬أصدر‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪9‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫خوان ديفيد غارسيا ابكا ‪ Juan David García Bacca‬أول كتاب للفلسفة واتريخ العلوم ابللغة‬
‫األسبانية يف عام ‪ . 1936‬وحلق به املزيد من األعمال التحليلية ككتاب عن الوضعية املنطقية ودائرة فيينا يف‬
‫عام ‪ 1941‬من قبل أنطونيو كاسو‪ ،‬وتُرمجت أعمال آير ‪ Ayer‬وكارنب ‪ Carnap‬من قبل تلميذه‬
‫نيكوالس مولينا فلوريس ‪ ،Nicolás Molina Flores‬الذي كان أيضا أول مكسيكي جيادل لصاحل‬
‫التجريبية املنطقية‪ .‬قدم إدواردو غارسيا ماينز‪ ،‬فيلسوف القانون‪ ،‬أدوات املنطق الرايضي يف عمله‪ .‬ويف عام‬
‫‪ 1953‬قام بنشر كتاب مبادئ األنطولوجيا الرمسية للقانون وتعبريها الرمزي ‪Los principios de la -‬‬
‫‪ ،ontología formal del derecho y su expresión simbólica‬وهو واحد من األعمال‬
‫الفلسفية األوىل اليت مت التعبري عنها يف الرموز املنهجية يف املكسيك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهناك اختالفان ملحوظان يف‬
‫كيفية تطور الفلسفة التحليلية يف األرجنتني‪ .‬استخدم غارسيا ماينز ‪ García Maynez‬األدوات املنطقية‬
‫بشكل سطحي‪ ،‬ومل يرتك خلفا بعده‪ ،‬لذا مل يكن ألعماله صدى يف التطورات الالحقة يف املكسيك‪ ،‬ومل يكن‬
‫له أي أتثري خارج البالد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد حقق إراث مؤسسيا مهما حيث دعا هو وآخرون إىل إنشاء مركز‬
‫للدراسات الفلسفية ‪ ،Centro de Estudios Filosóficos‬والذي أصبح فيما بعد ‪IIF-‬‬
‫‪ .UNAM‬بينما كان غارسيا ماينز رئيسا له‪ ،‬قام ‪ Centro‬إبدراج ابحثني متفرغني وإنشاء جملة‬
‫‪ Dianoia‬يف عام ‪ .1955‬خالل هذه الفرتة مت تشجيع املناقشات واملنشورات الفلسفية ابللغة األسبانية‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل غارسيا ماينز‪ ،‬كان خوسيه غاوس ‪ ،José Gaos‬الفيلسوف األسباين الذي هاجر إىل املكسيك‬
‫بسبب احلرب األهلية األسبانية‪ ،‬مؤثرا أيضا يف تطور الفلسفة التحليلية يف املكسيك‪ .‬قام غاوس برتمجة العديد‬
‫من األعمال املهمة يف الفلسفة الظاهراتية لألسبانية‪ ،‬مبا يف ذلك كتاب الوجود والزمان ‪Sein und -‬‬
‫‪ ، ،Zeit‬وهو نفسه ظاهرايت‪ .‬جند يف لقاءات اجملموعة اليت نظمها غاوس‪ ،‬ثالثة من الشخصيات اليت قادت‬
‫الفلسفة التحليلية املكسيكية‪ :‬أليخاندرو روسي ‪ ،Alejandro Rossi‬ولويس فيلورو ‪،Luis Villoro‬‬
‫وفرنندو ساملريون ‪ .Fernando Salmerón‬مت تقدمي قراءات حتليلية كالسيكية‪ ،‬مثل أعمال راسل‪،‬‬
‫فيتجنشتاين‪ ،‬ومور‪ ،‬خالل تلك الندوات‪ .‬وبذلك تبدأ الفلسفة التحليلية يف املكسيك يف اجلدال والصراع مع‬
‫الظواهر (‪ .)2003 Salmerón‬تعزز هذا االنتقال من الظاهراتية إىل التحليلية يف ‪ IIF-UNAM‬بني‬
‫عامي ‪ 1966‬و‪ ،1977‬حني كان ساملريون ‪ Salmerón‬مديرا هلا‪ .‬يف عام ‪ 1967‬مت أتسيس أول جملة‬
‫حتليلية ابملعىن احلريف للكلمة ابللغة األسبانية‪Crítica: Revista hispanoamericana de :‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪10‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪ .filosofía‬رحبت املكسيك دائما ابملهاجرين السياسيني‪ ،‬وكانت لديها سياسة دعوة لزمالء آخرين من‬
‫أمريكا الالتينية ممن ساعدوا يف تقوية الروابط بني الباحثني يف املنطقة‪ .‬يف تلك السنوات‪ ،‬متت دعوة العديد من‬
‫الفالسفة التحليليني األرجنتينيني (مثل رابوسي وألشورون وسيمبسون) للتدريس يف املكسيك‪.‬‬

‫نشرت أول مقالة ابألسبانية حول الفلسفة التحليلية لللغة ‪ -‬وبشكل أكثر حتديدا‪ ،‬حول حجة اللغة اخلاصة‬
‫‪ -‬من قبل أليخاندرو روسي‪ ،‬وهو من أصل إيطايل وفنزويلي لكنه طور أحباثه يف املكسيك‪ .‬أعيد طبع هذا‬
‫العمل وغريه يف وقت الحق يف كتاب اللغة واملعىن (‪ ،Lenguaje y Significado )1969‬وهو كتاب‬
‫مؤلف من مخس ورقات‪ ،‬يعكس بوضوح التحول من الظواهر إىل الفلسفة التحليلية‪ ،‬مع أخذ فيتجنشتاين‬
‫كنقطة انطالق‪ .‬تتناول الورقة األوىل كتاب هوسرل حبوث منطقية ‪،Logical Investigations -‬‬
‫وتتناول آخر ثالث ورقات اخلالف بني سرتاوسن ‪ Strawson‬وراسل ‪ Russell‬حول األوصاف احملددة‪،‬‬
‫ومشكلة األوصاف الفارغة‪ ،‬والعالقة بني األمساء الصحيحة واألوصاف احملددة‪ .‬كما كتب روسي العديد من‬
‫املقاالت األدبية إىل جانب عمله الفلسفي ضمن اإلرث التحليلي‪ ،‬وعمله اهلائل لتعزيز املعهد ‪،Instituto‬‬
‫مت جتميعها الحقا يف كتاب دليل التشتت (‪.Manual del distraído - )1978‬‬

‫مت تقدمي نظرية املعرفة التحليلية يف املكسيك من قبل لويس فيلورو ‪ ،Luis Villoro‬وهو مؤلف كتاب‬
‫أسباين أساسي عن املعرفة واالعتقاد والوعي ‪ ،Saber, creer, conocer‬والذي مت نشره يف عام ‪.1982‬‬
‫يستعرض فيلورو يف هذا الكتاب العديد من املوضوعات اليت مت تطويرها يف نظرية املعرفة يف القرن العشرين‪،‬‬
‫مثل التمييز بني املعرفة واإلميان‪ ،‬وارتباطها ابحلقيقة‪ ،‬والتمييز بني أنواع املعرفة املختلفة (معرفة الشيء وكيفية‬
‫معرفته)‪ ،‬واالعتبارات األخالقية يف نظرية املعرفة (مثل مسألة تفاوت معتقدات اآلخرين غري املشرتكة وقواعد‬
‫الصدق‪ ،‬عقالنية و استقالل العقل الذي حيكم معرفتنا)‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يعد كتاب فيلورو أساسا يف‬
‫سياق أمريكا الالتينية ألنه حاول منهجة املصطلحات الفنية ابللغة األسبانية حول هذه املوضوعات ألول مرة‪.‬‬
‫تعترب مسألة الرتمجة مركزية‪ ،‬كما سيتم مناقشتها يف الفقرة ‪ .3.3‬يوجد يف اللغة اإلجنليزية‪ ،‬اللغة املهيمنة يف‬
‫الفلسفة التحليلية‪ ،‬فعل واحد لبيان املعرفة ”‪ - “to know‬بينما يوجد يف األسبانية (كما هو احلال يف‬
‫األملانية والفرنسية ولغات أخرى) فعلني‪ "saber" :‬و"‪ ،"conocer‬وابلتايل فإن مسألة العالقة بني أنواع‬
‫املعرفة املختلفة اليت حددها فالسفة اللغة العادية‪ ،‬مثل رايل ‪ ،Ryle‬وترمجاهتا إىل األسبانية ليست قضية‬
‫فلسفية هينة‪ .‬ابإلضافة إىل هذه املسامهات القيمة يف نظرية املعرفة‪ ،‬أحرز فيلورو أيضا تقدما ابرزا يف القضااي‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪11‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املتعلقة ابلتاريخ السياسي والفلسفة السياسية يف املكسيك‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة إىل املناقشات حول إمكانية‬
‫أتسيس فلسفة أمريكية‪ ،‬وهي قضية أساسية يف جمموعة ‪.)1952–1948( Hyperion‬‬

‫قدم فرينندو ساملريون الفلسفة العملية‪ ،‬مبا يف ذلك أخالقيات وفلسفة التعليم‪ .‬كان كتابه التحليلي الواضح‬
‫األول هو الفلسفة واملواقف األخالقية (‪.La filosofía y las actitudes morales - )1971‬‬
‫يتضمن هذا الكتاب ثالث مقاالت مكتوبة بني عامي ‪ 1966‬و ‪ 1969‬حيث يسعى ساملريون إىل‪)1 :‬‬
‫تسليط الضوء على الطبيعة اجلدلية والنقدية للنشاط الفلسفي؛ ‪ )2‬ربط هذا املشروع احليوي (اعتماد الفلسفة‬
‫كمهنة) مبعىن أوسع ابلفلسفة يفهم كأنه رؤية للعامل‪ )3 ،‬التأكيد على قضااي مثل االلتزام العملي للفالسفة‪،‬‬
‫والربط بني هذه املمارسات واملمارسات االجتماعية األخرى‪ ،‬ودور البحوث الفلسفية والتدريس يف اجملتمع‬
‫املنخرط فيه‪ ،‬والعالقة مع املعرفة العلمية‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬ونشر ساملريون مع إدواردو رابوسي سلسلة من الرتمجات‬
‫لألعمال الكالسيكية يف الفلسفة التحليلية العملية‪ ،‬مثل ترمجاهتم عن مور ‪ ،Moore‬سرتوسون‬
‫‪ ،Strawson‬هري ‪ ،Hare‬ستيفنسون ‪ ،Stevenson‬سريل ‪ ،Searle‬هارمان ‪ ،Harman‬وما إىل‬
‫ذلك‪ .‬ومن بني أعماله البارزة مقاالت فلسفية (‪ ،)1988( Ensayos filosóficos - )1988‬وكتاب‬
‫التدريس والفلسفة (‪ .)1991( Enseñanza y filosofía - )1991‬يبدو أن أحد شواغله العميقة‬
‫هو وضع الفلسفة ‪ -‬اليت تُفهم على أهنا ممارسة حرجة ومثرية للجدل ‪ -‬يف موقع مركزي للتطور السياسي‬
‫والفكري للمجتمع‪ .‬جتدر اإلشارة أيضا إىل عمله املؤسسي‪ ،‬ونشر الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‪،‬‬
‫والعروض األجنبية للمسامهات التحليلية اليت قدمها فالسفة أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫تبع مؤسسو اإلرث التحليلي املذكور أعاله يف املكسيك جمموعة أخرى من الفالسفة الذين عملوا على منطق‬
‫وفلسفة العلوم‪ .‬ختلى اجليل القادم‪ ،‬الذي يضم روبرتو كاسو بريشت ‪ ،Roberto Caso Bercht‬وهوغو‬
‫ابديال ‪ Hugo Padilla‬ووينفيليو ترجيو ‪ ،Wonfilio Trejo‬متاما عن الظاهراتية‪ ،‬وميكن اعتباره اجليل‬
‫األول من الفالسفة التحليليني "األصيلني"‪ .‬مت توسيع القضااي التحليلية ومؤلفاهتا يف مجيع أحناء البالد من قبل‬
‫ترجيو الذي درس يف جامعات أخرى خارج ‪ .UNAM‬قدم هوجو مارجان ‪Hugo Margáin‬‬
‫مسامهات كبرية يف فلسفة اللغة‪ ،‬ويف فلسفة القانون‪ ،‬قدم أوليسيس مشيل ‪ Ulises Schmill‬وخافيري‬
‫إسكيفيل ‪ Javier Esquivel‬إسهاماهتم كذلك‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪12‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫خالل العقدين األخريين من القرن العشرين‪ ،‬زاد إنتاج ‪ IIF-UNAM‬الفلسفي بشكل كبري‪ .‬من بني‬
‫الفالسفة الذين سامهوا يف ذلك‪ :‬مارجريتا فالديس‪ Margarita Valdés‬اليت تعمل يف جمال األخالقيات‬
‫التطبيقية‪ ،‬وفلسفة اللغة والعقل‪ ،‬ونظرية املعرفة‪ ،‬ومؤخرا على اتريخ الفلسفة التحليلية والفلسفة بشكل عام يف‬
‫أمريكا الالتينية‪ ،‬وابوليت ديرتلني ‪ Paulette Dieterlen‬الذي يعمل يف الفلسفة السياسية‪ ،‬وحتديدا يف‬
‫جمال الفقر والعدالة التوزيعية‪ ،‬ويعمل أولبيث هانزبرغ ‪ Olbeth Hansberg‬يف فلسفة العقل‪ ،‬وخاصة يف‬
‫العواطف واإلدراك والوعي وفلسفة ديفيدسون‪ .‬انتقل مارك بالتس ‪ ،Mark Platts‬ذو األصل الربيطاين‪،‬‬
‫إىل املكسيك حيث نشر طرق املعىن يف عام ‪( 1979‬الطبعة الثانية يف عام ‪ )1997‬والواقع األخالقي‪ :‬مقال‬
‫يف علم النفس الفلسفي (‪ ،)1991‬حيث يستعرض مفهوم الرغبة ويطور نظرية ضد نظرية هيوم يف الدافع‬
‫األخالقي‪ .‬وقد أثر يف العديد من أعضاء ‪ ،IIF-UNAM‬مبا يف ذلك لورديس فالديفيا ‪Lourdes‬‬
‫‪ ،Valdivia‬وأولبيث هانسربغ ‪ ،Olbeth Hansberg‬وسلمى صعب ‪ ،Salma Saab‬وغيريمو‬
‫هوراتدو ‪ ،Guillermo Hurtado‬وماييت إزكورداي ‪ .Maite Ezcurdia‬كارلوس برييدا ‪Carlos‬‬
‫‪( Pereda‬أوروغواين األصب) يعمل بشكل أساسي على األخالق ونظرية املعرفة‪ ،‬والنظرية السياسية‪ ،‬ولكن‬
‫أيضا على أفعال الكالم والتواصل اللغوي‪ .‬منذ ذلك احلني‪ ،‬قامت األجيال الشابة من الفالسفة بتنويع وتعميق‬
‫املنهج التحليلي‪.‬‬

‫على عكس ما حدث يف األرجنتني‪ ،‬فلدى املكسيك سياسات حكومية متسقة تشجع العلماء الشباب على‬
‫متابعة الدراسات العليا يف اخلارج مع االلتزام ابلعودة إىل العمل يف بلدهم‪ ،‬كما هو احلال يف الربازيل‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫حصل العديد من الفالسفة على درجة الدكتوراه يف اخلارج‪ ،‬ويعمل املشرفون عليهم خارج املكسيك‪ ،‬عادة يف‬
‫اململكة املتحدة أو الوالايت املتحدة‪ .‬هذا هو السبب يف أن اجملتمعات الفلسفية املكسيكية يتم جتميعها من‬
‫قبل مؤسسات مثل ‪ ،IIF-UNAM‬على عكس األرجنتني حيث العالقة بني الطالب واملشرفني ضرورية‬
‫لتعزيز اجملتمعات الفلسفية‪.‬‬

‫‪ 3.2‬الربازيل‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪13‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫جند يف الربازيل العديد من اللمحات املبكرة واملتفرقة للتقليد التحليلي‪ .‬نشر فرانسيسكو كافالكانيت بونتيس‬
‫دي مرياندا ‪ Francisco Cavalcante Pontes de Miranda‬كتاب منهج التحليل النفسي‬
‫االجتماعي ‪ O Método de Análise Sócio-Psicológica -‬يف عام ‪ ،1925‬ويف عام‬
‫‪ 1937‬نشر أيضا كتاب مشكلة املعرفة األساسية ‪O Problema Fundamental do -‬‬
‫‪ ،Conhecimento‬وهو الكتاب الذي أتثر برسالة فتجنشتاين ‪،Wittgenstein’s Tractatus‬‬
‫ورامزي ‪ ،Ramsey‬وحلقة فيينا‪ .‬نشر فيسنيت فرييرا دا سيلفا ‪ Vicente Ferreira da Silva‬كتااب‬
‫عن أساسيات املنطق الرايضي يف عام ‪ .1940‬ومن اجلدير ابملالحظة أن ويالرد فان أورمان كواين‬
‫‪ W.V.O. Quine‬بقي لفرتة من الوقت يف ساو ابولو‪ ،‬حيث نشر هناك ابللغة الربتغالية معىن املنطق‬
‫اجلديد (‪ .)1944( O sentido da nova lógica - )1944‬رغم أن عمل كواين أثر على اجليل‬
‫القادم من الفالسفة‪ ،‬إال أنه مل يرتك أي طالب يف املنطقة‪ .‬يف املقابل‪ ،‬كان للفيلسوف التحليلي الفرنسي جيل‬
‫غاستون جراجنر ‪ ،Gilles-Gaston Granger‬الذي درس يف جامعة ساو ابولو من عام ‪ 1947‬إىل‬
‫عام ‪ 1953‬وعاد إىل الربازيل عدة مرات بعد ذلك‪ ،‬أتثري دائم على أمثال نيوتن دا كوستا ‪Newton da‬‬
‫‪ Costa‬وخوسيه آرثر جيانويت ‪ ،José Arthur Giannotti‬الذي عمل على نقاط االلتقاء بني‬
‫الظاهراتية واملاركسية حتت أتثري فيتجنشتاين‪ .‬ضمن هذا اجليل األول من الفالسفة التحليليني الربازيليني‪ ،‬رمبا‬
‫يكون نيوتن دا كوستا ‪ -‬مؤسس املنطق املتباين ‪ -‬هو الذي حقق أكرب قدر من األمهية خارج الربازيل‪.‬‬

‫بصرف النظر عن التقليد املنطقي‪ ،‬فإن بقية الفلسفة التحليلية الربازيلية ال تظهر كامتداد للوضعية‪ ،‬ولكن‬
‫كاستحداث فلسفي‪ .‬ظهرت املؤلفات األوىل يف املنطقة يف السبعينيات‪ .‬يف الربازيل‪ ،‬مل أتت األعمال التحليلية‬
‫املبكرة من التقاليد الظاهرية‪ ،‬ولكن من علماء يف اتريخ الفلسفة‪ ،‬على عكس احلال يف املكسيك واألرجنتني‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬هناك شخصان رئيسيان يف هذه القصة‪ ،‬ممن عملوا يف اتريخ الفلسفة ولكن كان لديهم طالب‬
‫حتليليني‪ :‬جواو ابولو مونتريو ‪( João Paulo Monteiro‬ابحث يف هيوم‪ ،‬مهتم يف مسائل نظرية املعرفة‪،‬‬
‫والشك‪ ،‬وفلسفة العلوم) وأوزفالدو بورشات ‪ ( Oswaldo Porchat‬ابحث يف أرسطو‪ ،‬ركز على الشكية‬
‫ولكنه مهتم أيضا ابملنطق وفلسفة اللغة والعلوم)‪ .‬يف عام ‪ ،1976‬أسس بورشات ‪Centro de lógica,‬‬
‫‪ ،)epistemología e história da ciência (CLE‬يف جامعة كامبيناس يف ساو ابولو‪ ،‬ويف‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪14‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫العام الذي يليه بدأ بتحرير جملة ‪ ،Manuscrito‬اليت حررها م‪.‬رجيلي ‪ ،M. Wrigley‬والحقا م‪.‬روفينو‬
‫‪.M. Ruffino‬‬

‫هناك جمموعة كبرية من الفالسفة التحليليني يف منطقة ريو دي جانريو‪ ،‬مبن فيهم أوزوالدو شاتوبراين‬
‫‪ ،Oswaldo Chateaubriand‬الذي يعمل يف فلسفة املنطق وامليتافيزيقا وفلسفة اللغة‪ ،‬وساهم يف‬
‫موضوعات مثل الشكل املنطقي والنحو والقواعد النحوية واحلقيقة املنطقية‪ ،‬نظرية األوصاف‪ ،‬نظرايت احلقيقة‪،‬‬
‫األساليب واحلقائق املضادة‪ .‬الفالسفة التحليليون اآلخرون العاملون يف ريو هم دانيلو ماركونديز فيلهو‬
‫‪( Danilo Marcondes Filho‬فلسفة اللغة‪ ،‬نظرية املعرفة‪ ،‬الشك)‪ ،‬ويلسون ميندونسا ‪Wilson‬‬
‫‪( Mendonça‬فلسفة العقل‪ ،‬األخالق‪ ،‬وعلم األخالق) وماراي كالرا دايس ‪Maria Clara Dias‬‬
‫(األخالق‪ ،‬فلسفة احلركة‪ ،‬والعقل)‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬متركزت جمموعة كبرية من فالسفة العلوم يف جامعة سانتا كااترينا الفيدرالية (فلوراينوبوليس)‬
‫‪ Federal University of Santa Catarina Florianópolis‬حول ‪( NEL‬مركز املعرفة‬
‫واملنطق)‪ ،‬والذي حيرر جملة ‪ .Principia‬حيث ينظمون كل عامني ندوة دولية حول موضوعات فلسفة‬
‫العلوم‪ ،‬ونظرية املعرفة‪ ،‬واملنطق‪ ،‬وامليتافيزيقيا‪ .‬تضم اجملموعة نيوتن دا كوستا ‪ ،Newton da Costa‬ديسيو‬
‫كراوس ‪ ،Décio Krause‬لويز هنريك دي أ‪ .‬دوترا ‪ ،Luiz Henrique de A. Dutra‬ومهاجران‬
‫أرجنتينيان مها ألربتو كوابين ‪ Alberto Cupani‬وجوستافو كابوين‪.Gustavo Caponi‬‬

‫على عكس األرجنتني واملكسيك‪ ،‬حيث يرتكز معظم النشاط يف العاصمتني‪ ،‬تتمتع الربازيل مبساحة واسعة‬
‫متكننا من إجياد العديد من الفالسفة التحليليني يف جامعات خمتلفة‪ ،‬وإن كانوا يعملون على اتصال مع بعضهم‬
‫البعض بواسطة جمموعات العمل التابعة للرابطة الوطنية للدراسات العليا يف الفلسفة ‪Anpof -‬‬
‫‪ .associação nacional de pós-graduação em filosofia‬مل يتم أتسيس اجلمعية الربازيلية‬
‫للفلسفة التحليلية (‪ )SBFA‬حىت عام ‪.2008‬‬

‫‪ 4.2‬بالد أخرى‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪15‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫يف كولومبيا‪ ،‬كما هو احلال يف بلدان أخرى يف املنطقة‪ ،‬مت إنتاج األعمال األوىل يف الفلسفة التحليلية يف النصف‬
‫الثاين من القرن العشرين‪ .‬هناك جملتان‪ :‬األفكار والقيم ‪ ،Ideas y valores‬ومذكرات يف الفلسفة واآلداب‬
‫‪ – Cuadernos de Filosofía y Letras‬حيث يتم نشر األعمال التحليلة (وغري التحليلية)‪ .‬بدأ‬
‫روبن سيريا ميخيا ‪ ،Rubén Sierra Mejia‬يف النصف الثاين من الستينيات‪ ،‬مبساقات بوغوات‬
‫‪ Bogotá courses‬وترمجات لبعض األعمال الكالسيكية ضمن اإلرث التحليلي‪ ،‬ونشر مقاالته يف كتاب‬
‫بعنوان تقييم الفلسفة التحليلية (‪Apreciación de la Filosofía Analítica - )1987‬‬
‫(‪ .)1987‬يف جامعة فايل (كايل) ‪ ،)University of Valle (Cali‬قدم أدولفو ليون لوبوس‬
‫‪ Adolfo León Lobos‬نظرية احلجاج وفلسفة اللغة العادية‪ .‬يف الثمانينات كان هناك نشاط كبري يف‬
‫فلسفة اللغة العادية‪ ]35[ .‬يشتهر خوان خوسيه بوتريو ‪ Juan José Botero‬بعمله الذي يركز على‬
‫األصول املشرتكة بني التقاليد الظاهرية والتحليلية‪ ،‬حيث يناقش التماثل بني هوسرل وفرجيه وأعمال النشر‬
‫املتعلقة ابلوعي واالجتاه االفرتاضي واملعىن واإلشارة‪ .‬هناك العديد من الفالسفة الكولومبيني املعاصرين الذين‬
‫يقدمون مسامهات كبرية ضمن اإلرث التحليلي‪.‬‬

‫يف بريو‪ ،‬مت تقدمي الفلسفة التحليلية بواسطة فرانسيسكو مريو كيسادا ‪.Francisco Miró Quesada‬‬
‫يف عام ‪ 1946‬نشر أول كتاب يف املنطقة‪ :‬املنطق ‪ .Lógica‬وقد كتب العديد من األعمال يف املنطق‪،‬‬
‫واملنطق اإللزامي‪ ،‬وفلسفة الرايضيات‪ ،‬وكذلك على الواقع االجتماعي والسياسي لبالده‪ .‬وأسس يف السبعينات‬
‫مع الربتو كورديرو ‪ Alberto Cordero‬برنجما عن فلسفة العلوم‪ .‬يف الستينيات ترجم أوغستو ساالزار‬
‫بوندي ‪ Augusto Salazar Bondy‬جلورج مور و فيتجنشتاين وكتب سلسلة من املقاالت حول اللغة‬
‫التقييمية‪ ،‬واليت نشرت يف هناية املطاف يف تشيلي ككتاب يف عام ‪.1971‬‬

‫إىل جانب هذه الشخصيات املنفردة اليت مل ترتك أي طالب‪ ،‬فقط يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬جند جمموعتني‬
‫صغريتني يف بريو تعمالن على قضااي حتليلية‪ .‬يف اجلامعة البابوية الكاثوليكية يف بريو‪ ،‬يقود اببلو كوانتانيال‬
‫‪ Pablo Quintanilla‬جمموعة متعددة التخصصات مكرسة لدراسة فلسفة اللغة والعقل وتطورها‬
‫(‪ .)Grupo Mente y Lenguaje‬ويف جامعة سان ماركوس الوطنية جمموعة صغرية يقودها أوسكار‬
‫جارسيا زارايت الذي أسس مركز الدراسات التحليلية (‪ )CESFIA‬يف عام ‪ .2006‬ينشر ‪CESFIA‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪16‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫جملة ‪( Analítica‬على الرغم من أن هذا املركز يبدو أنه يعمل منعزال نوعا ما عن بقية فالسفة أمريكا الالتينية‬
‫التحليليني)‪.‬‬

‫يف أوروغواي‪ ،‬قدم كارلوس فاز فرييرا ‪ Carlos Vaz Ferreira‬بعض األفكار والنصوص من اإلرث‬
‫التحليلي يف النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬لكنه تويف يف سن مبكرة عام ‪ 1956‬دون ترك طالب‪ .‬حبلول‬
‫أواخر اخلمسينيات من القرن العشرين‪ ،‬قدمت يزرا هيمان ‪ Ezra Heymann‬كل من فرجيه وأوسنت‪،‬‬
‫وقامت بتدريس املنطق يف مونتيفيديو قبل االنتقال إىل فنزويال‪ .‬كان الفيلسوف األكثر شهرة دوليا من‬
‫األوروغواي هو ماريو أوتريو ‪ ،Mario Otero‬الذي تلقى تعليمه يف الوالايت املتحدة ونفي إىل ‪IIF-‬‬
‫‪UNAM‬سبعينيات القرن العشرين‪ .‬عاد يف النهاية إىل أوروغواي مع عودة الدميقراطية يف الثمانينيات وعمل‬
‫يف جامعة اجلمهورية يف اتريخ املنطق وفلسفة العلم‪ .‬يواصل طالبه لوسيا ليوفيتش ‪Lucía Leiwowicz‬‬
‫العمل على هذه القضااي‪ .‬نفي أيضا يف السبعينات‪ ،‬مع عدم العودة إىل أوروغواي‪ ،‬وكان خافيري ساسو‬
‫‪ Javier Sasso‬وإدواردو بياتشنسا ‪ Eduardo Piacenza‬الذين ذهبوا إىل فنزويال‪ ،‬وكارلوس برييدا‬
‫‪ Carlos Pereda‬الذي ذهب إىل ‪ .IIF-UNAM‬حاليا‪ ،‬أبرز فيلسوف يف أوروجواي هو كارلوس‬
‫إنريكي كورسي ‪ Carlos Enrique Caorsi‬الذي يعمل يف فلسفة اللغة مع الرتكيز على فلسفة‬
‫ديفيدسون‪.‬‬

‫تظهر تشيلي درجة معينة من االنغالق‪ .‬حىت االنقالب يف عام ‪ ،1973‬كانت التطورات تقتصر على املنطق‬
‫الصوري خلوان ريفانو ‪ ،Juan Rivano‬جريولد ستال ‪ ،Gerold Stahl‬وروالندو تشاكي‬
‫‪ .Rolando Chuaqui‬مث روبرتو تورييت‪ ،‬الذي مت نفيه إىل بورتوريكو‪ ،‬وقد كان له أتثري مبكر مع كتاب‬
‫حيظى ابحرتام كبري عن كانط نشر يف عام ‪ .1967‬أدت هذه الدراسات التارخيية إىل مزيد من الدراسات‬
‫املنهجية يف جمال فلسفة العلوم واتريخ اهلندسة اليت نشرت يف التسعينات‪ .‬اختذ ألفونسو غوميز لوبو‬
‫‪ Alfonso Gómez Lobo‬املسار املعاكس عندما نشر ألول مرة "سبعة كتاابت عن املنطق والدالالت"‬
‫‪ Siete escritos sobre lógica y semántica‬عام ‪ ،1972‬قبل تركه الفلسفة التحليلية لالخنراط‬
‫يف الفلسفة القدمية عندما مت نفيه إىل الوالايت املتحدة‪ .‬يف التسعينيات‪ ،‬كان هناك شخصني فقط يعمالن‬
‫على فلسفة العقل واللغة يف تشيلي‪ .‬يف القرن احلادي والعشرين ينمو اإلرث التحليلي‪ ،‬ويرجع ذلك يف الغالب‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪17‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫إىل العديد من الفالسفة الذين عادوا إىل بالدهم بعد الدراسة يف اخلارج‪ .‬أتسست اجملموعة التشيللية للفلسفة‬
‫التحليلية ‪ Sociedad Chilena de Filosofía Analítica‬يف عام ‪ 2008‬تقريبا‪.‬‬

‫يف الستينات بفنزويال‪ ،‬قدم خوان ديفيد غارسيا ابكا ‪ Juan David García Bacca‬مؤلفات من‬
‫اإلرث التحليلي‪ ،‬رغم أنه ليس فيلسوفا حتليليا بذاته‪ .‬نشر جوان نينو ‪ Juan Nuño‬يف عام ‪ 1965‬كتاب‬
‫مفهوم الفلسفة املعاصرة‪ Sentido de la filosofía contemporánea‬والذي تضمن املنطق‬
‫والقضااي التحليلية األخرى‪ ،‬وتناول مسألة أمساء األعالم والنظرية الفطرية يف كتاب عن املنطق نشر عام‬
‫‪ .1973‬عمل أدولف جارسيا دايز ‪ Adolfo García Díaz‬من أصل مكسيكي يف فنزويال يف‬
‫الستينيات‪ .‬يف قضااي املنطق وامليتافيزيقا واتريخ الفلسفة‪ .‬يف سبعينيات القرن املاضي‪ ،‬رحبت فنزويال واملكسيك‬
‫ابملنفيني سياسيا من أوروجواي مثل إرنستو ابتيستيال ‪ Ernesto Batistella‬وخافيري ساسو ‪Javier‬‬
‫‪ Sasso‬وإدواردو بياتشنسا ‪ .Eduardo Piacenza‬كان هناك أيضا املزيد من الفنزويليني الباحثني يف‬
‫جمال الفلسفة التحليلية حينذاك‪ ،‬مبا يف ذلك رافائيل بورغوس (فيتجنشتاين وعلم الوجود) وبيدرو لوبرييس (علم‬
‫الوجود وفلسفة العلوم)‪ .‬ويف الثمانينيات‪ ،‬عمل فيكتور كريبس على فلسفة فيتجنشتاين وفينسينزو لو مونكو‬
‫على فلسفة ديفيدسون ونظرية التفسري‪ ،‬ودالالت أمساء العلم‪ ،‬وااللتزام األنطولوجي‪.‬‬

‫يف كوستاريكا‪ ،‬نشر كالوديو جوترييز ‪ Claudio Gutierrez‬أوراق يف جمال فلسفة املنطق‪ ،‬نظرية املعرفة‪،‬‬
‫فلسفة اللغة وفلسفة العقل‪ .‬يقدم لويس كاماتشو نراجنو‪ Luis Camacho Naranjo‬مسامهات يف‬
‫نظرية املعرفة وفلسفة العلوم‪ .‬اشتغل ماكس فرويند على منطق املصنفات واملنطق املوجه‪ ،‬وعلى النتائج الفلسفية‬
‫احلوسبية واملنطقية للنزعة التصورانية‪.‬‬

‫يف غواتيماال‪ ،‬نشر هيكتور نريي كاستانيدا ‪( Hector-Neri Castañeda‬الذي هاجر الحقا إىل‬
‫الوالايت املتحدة) العديد من األحباث حول الوعي واملنطق املعياري يف أواخر اخلمسينيات‪ ،‬وحول حجة اللغة‬
‫اخلاصة يف أوائل الستينيات‪ .‬وتعاون يف مكان عمله يف الوالايت املتحدة (جامعة إنداين)‪ ،‬مع طالب الدكتوراة‬
‫من كوستاريكا وغواتيماال واملكسيك‪ .‬وابملثل‪ ،‬هاجر فالسفة أمريكا الالتينية اآلخرون إىل الوالايت املتحدة؛‬
‫ومن األمثلة النموذجية على ذلك‪ :‬إرنستو سوسا ‪ ،Ernesto Sosa‬وهو فيلسوف كويب املولد‪ ،‬درس وعمل‬
‫طوال حياته يف الوالايت املتحدة اليت سعت ابستمرار إلقامة روابط مع الفلسفة ابللغة األسبانية‪ ،‬وخاصة‬
‫الفالسفة التحليليني يف املكسيك واألرجنتني‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪18‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫أدى منو الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية إىل أتسيس رابطة أمريكا الالتينية للفلسفة التحليلية‬
‫‪ Asociación Latinoamericana de Filosofía Analítica‬يف عام ‪ ،2007‬واليت جتمع‬
‫األفراد واملؤسسات املختصني ابلفلسفة التحليلية يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ .3‬بعض األمثلة على التطورات املبتكرة يف الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية‬

‫سأذكر يف هذا القسم مناذج عن العمل األصلي الذي مت تطويره من قبل الفالسفة الذين قاموا مبعظم عملهم‬
‫االختصاصي يف أمريكا الالتينية ضمن جماالت الفلسفة التحليلية (إذ ال يتسع اجملال حلصر كافة األعمال)‪.‬‬

‫معظم املسامهات األصلية كانت يف جمال املنطق‪ ،‬حتديدا حول ما ميكن تسميته "املنطق الفلسفي"‪ ،‬مثل املنطق‬
‫املتباين‪ ،‬وديناميات االعتقاد‪ ،‬واملنطق اإللزامي‪ ،‬والفلسفة العملية‪ ،‬وقد سامهت الفلسفة التليلية يف تعزيز‬
‫الدميقراطية يف املنطقة‪ .‬من املهم أيضا اإلسهامات املقدمة يف قضااي فلسفة الفلسفة الناشئة عن التفكري فيما‬
‫تنطوي عليه الفلسفة "املستوردة"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك مسامهات مهمة يف مجيع التخصصات الفلسفية ألن‬
‫الفالسفة التحليليني يف أمريكا الالتينية عاجلوا معظم املشاكل العاملية اليت تطرحها الفلسفة الغربية‪.‬‬

‫‪ 1.3‬الفلسفة النظرية‬

‫يف حالة الفلسفة النظرية‪ ،‬فإن معظم األحباث يف أمريكا الالتينية مل تنشأ من األفكار أو املصاحل احمللية‪ ،‬ولكن‬
‫من خالل أتثري الفالسفة يف اخلارج‪ ،‬أي من خالل استرياد النظرايت الفلسفية ووجهات النظر‪ .‬يف معظم‬
‫احلاالت‪ ،‬ال تقتصر األفكار الفلسفية املقرتحة على حدود األعضاء اآلخرين يف جمتمع أمريكا الالتينية‪ ،‬ولكن‬
‫تتداخل مع اجملتمع الدويل األوسع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك بعض االستثناءات يف جمال املنطق الفلسفي وفلسفة‬
‫املنطق حيث ُولدت تقاليد مهمة‪ :‬املنطق املتباين ومنطق مراجعة االعتقاد‪.‬‬

‫املنطق املتباين (أو املنطق شبه املتناقض) هو أحد املنتجات الفلسفية األصلية يف أمريكا الالتينية‪ .‬الفكرة وراء‬
‫هذه التطورات بسيطة وذات دوافع فلسفية‪ :‬املنطق غري متناسق إذا كان مبدأ عدم التناقض غري صاحل بشكل‬
‫عام؛ من الناحية الرتكيبية‪" ،‬يكون املنطق متناسقا إذا كان ميكن أن يكون املنطق األساسي للنظرايت غري‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪19‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املتناسقة ولكن غري البديهية" (‪ .)221 :2010 Da Costa & Bueno‬كما ذُكر يف القسم السابق‪،‬‬
‫فإن منشئ هذه املنطقيات هو نيوتن دا كوستا ‪ Newton da Costa‬الذي أسس ما أطلق عليه "املدرسة‬
‫الربازيلية للتباين"‪.‬‬

‫كان كارلوس الشورون ‪ Carlos Alchourrón‬الشخصية البارزة األخرى يف جمال املنطق واليت ولدت‬
‫تقليدا حبثيا‪ .‬إىل جانب مسامهته يف املنطق اإللزامي‪ ،‬كان الشورون أيضا من أول املناطقة الذين طوروا نظاما‬
‫منطقيا لديناميات االعتقاد (‪ .)AGM‬املفاهيم األساسية هلذه النظرية هي املراجعة (عندما نقدم جزء جديد‬
‫م ن املعلومات يف احلالة املعرفية احلالية ونعدل املعلومات األساسية حبيث جنعل النتيجة اجلديدة متسقة)‪،‬‬
‫والتقلص (عندما يتم حذف جزء من املعلومات من حالة معرفية) (‪Arló-Costa and Fermé‬‬
‫‪ .)483 :2010‬تضمنت التطورات اليت قام هبا الشورون واملتعاونني معه (حىت وفاته املبكرة يف عام ‪)1996‬‬
‫قضااي تتعلق ابملنطق غري الرتيب والتطورات يف الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫من القضااي الفلسفية األقل شهرة اليت نشأت وتطورت يف أمريكا الالتينية هي مفارقة أوراين ‪Orayen’s‬‬
‫‪ ،Paradox‬واليت عمدها الشورون على هذا النحو‪ .‬مفارقة أوراين هي مشكلة حددها راؤول أوراين وقدمها‬
‫يف األصل يف ندوة حول كواين‪ ،‬يف غرنطة عام ‪ .)1992 Orayen( 1986‬تنشأ عندما يتم أتكيد‬
‫االفرتاضات التالية بشكل متزامن‪:‬‬

‫‪ .1‬إن دالالت النظرية التسويرية ‪ ،TQ‬مت بناءها مبساعدة ‪(T‬نظرية اجملموعات اليت تعود لزيرميلو فرانكل)‪،‬‬
‫وبشكل خاص‪ ،‬مع حتديد أن اجملموعات املقدمة بواسطة ‪ T‬فقط ميكن استعماهلا كمجاالت للتأويل‪.‬‬

‫‪ .2‬إن ‪ T‬ميكن صياغته داخل ‪(TQ‬أي ميكن التعبري عنهم خالل نظرية الرتبة األوىل)‪.‬‬

‫ال ميكن للمرء قبول هذين البيانني يف وقت واحد‪ ،‬ألنه إذا نظرن إىل (‪ ،)1‬ال ميكن إضفاء الطابع الرمسي على‬
‫نظرية اجملموعة مبعىن (‪ .)2‬مل يقدم أوراين هذه املفارقة فحسب‪ ،‬بل قدم حلني ممكنني‪ .‬االستئناف األول‬
‫للدالالت يستند على اعتماد اللغة الطبيعية لتفسري اإلسنادات الصورية‪ ،‬أي أهنا تقرتح طريقة جديدة لتفسري‬
‫رموز اللغة الكمية مع لغة مرتمجة ابلفعل‪ .‬احلل الثاين مستوحى من التسلسالت اهلرمية اليت طورت يف نظرية‬
‫األنواع لدى رسل‪ .‬مفارقة أوراين ولدت العديد من النقاشات‪ ،‬منها ردود من جانب ويلفارد كواين‪ ،‬هيالري‬
‫بوتنام‪ ،‬وويليام هارت‪ ،‬ابإلضافة إىل منطقيني مشهورين من جمتمع أمريكا الالتينية‪ ،‬مثل أتوشا أليسيدا‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪20‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫‪ ،Atocha Aliseda‬أغوستني رايو ‪ ،Agustin Rayo‬إدواردو ابريو ‪،Eduardo Barrio‬‬


‫ماكس فريوند ‪ ،Max Freund‬ماريو غوميز تورينت ‪ ،Mario Gómez-Torrente‬ساندرا‬
‫الزير‪ ،Sandra Lazzer‬أدولفو غارسيا دي ال سيينا‪ ،Adolfo Garcia de la Sienra‬و أكسل‬
‫ابرسيلو‪ .Axel Barceló‬املقرتحات الرئيسية حول هذه املفارقة مدرجة مع مورييت ‪ Moretti‬وهورتيدو‬
‫‪ )2003( Hurtado‬وجارسيا دي ال سيينا ‪.)2008( García de la Sienra‬‬

‫متت دراسة كل من فلسفة العلم اخلاصة والعامة‪ ،‬ابإلضافة إىل اتريخ وعلم اجتماع العلوم‪ ،‬على نطاق واسع‬
‫يف أمريكا الالتينية‪ .‬ينعكس النشاط املكثف يف فلسفة العلوم يف املؤسسات اإلقليمية اليت كانت مبثابة قوة‬
‫دافعة لتطويره‪ .‬يف األرجنتني‪ ،‬يتم تنظيم مؤمتر املعرفة واتريخ العلوم يف كل عام منذ عام ‪ 1989‬من قبل جمموعة‬
‫حملية بقيادة فيكتور رودريغيز ‪ Victor Rodriguez‬وماريسا فيالسكو ‪ Marisa Velasco‬وخوسيه‬
‫أهومادا ‪ .Jose Ahumada‬يف تشيلي‪ ،‬يتم تنظيم أايم للربوفيسور روالندو شواكي كيتلون ‪Jornadas‬‬
‫‪ Rolando Chuaqui Kettlunen‬كل عام منذ عام ‪ 1999‬تكرميا لعامل الرايضيات والفيلسوف‬
‫واملفكر التشيلي الذي رمبا كان أهم قائد يف تطوير العلوم املنهجية يف البالد خالل القرن العشرين‪ .‬من بني‬
‫املنظمني أندريس بوبنريث ‪ ،Andrés Bobenrieth‬روالندو ريبوليدو ‪،Rolando Rebolledo‬‬
‫خوسيه توماس ألفارادو‪ ،José Tomás Alvarado‬جويدو فاليخوس‪ ،Guido Vallejos‬كلوداي‬
‫مونيوز‪ ، Claudia Muñoz‬وويلفريدو كويزادا ‪ .Wilfredo Quezada‬هناك أيضا منظمة ذات‬
‫نطاق إقليمي‪ ،‬وهي رابطة الفلسفة واتريخ العلوم يف املخروط اجلنويب (أقصى جنوب أمريكا اجلنوبية)‬
‫‪ ،Asociación de Filosofía e Historia de la ciencia del Cono Sur‬اليت أتسست‬
‫يف عام ‪ 2000‬من أجل تعزيز العالقات بني املتخصصني اإلقليميني‪ ،‬وتنظيم االجتماعات كل عامني يف‬
‫خمتلف البلدان األعضاء‪.‬ىراجع مدخل فلسفة العلم يف أمريكا الالتينية لالطالع على مراجعة تفصيلية‬
‫للمسامهات الرئيسية يف هذا اجملال‪.‬‬

‫تعد نظرية املعرفة ختصصا شائعا يف الربازيل‪ ،‬وليس هذا ابلغريب‪ ،‬إذ أن أصول الفلسفة التحليلية يف هذا البلد‬
‫مرتبطة بشخصني – بورشات ‪ Porchat‬ومونتريو‪ - Monteiro‬الذين عملوا على الشكية وأسس العلم‪،‬‬
‫وتالهم بلينيو جونكويرا مسيث ‪ Plinio Junqueira-Smith‬وبولو فاراي ‪ .Paulo Faria‬ميكن‬
‫العثور على التطورات الرئيسية يف هذا اجملال يف الربازيل وبقية أمريكا الالتينية‪ ،‬يف دخول الشكية إىل أمريكا‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪21‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫الالتينية وكريستو ‪ .2010‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬مل تشهد امليتافيزيقيا التحليلية سوى تطور ضئيل يف املنطقة‪،‬‬
‫مع استثناءات قليلة فقط‪.‬‬

‫شهدت فلسفة اللغة والعقل تطورا واسع النطاق يف املنطقة‪ .‬ينتشر التفكري الفلسفي يف اللغة يف مجيع أحناء‬
‫أمريكا الالتينية‪ ،‬وهو قلب الفلسفة التحليلية‪ُ .‬كرست أول منشورات حتليلية يف أمريكا الالتينية‪ ،‬من قِبل‬
‫أليخاندرو روسي وتوماس سيمبسون‪ ،‬هلذا اجملال‪ ،‬وقد ولدات يف بلداهنما تقليدا قواي يف فلسفة اللغة‪ .‬كما هو‬
‫احلال يف بقية العامل‪ ،‬حتول العديد من الفالسفة املهتمني أصال ابلقضااي يف فلسفة اللغة إىل فلسفة العقل يف‬
‫الثمانينيات‪ .‬وهكذا‪ ،‬كان لكل من فلسفة اللغة والعقل تطورا متجانسا للغاية يف مجيع أحناء أمريكا الالتينية‪.‬‬
‫يكون أتثري الفلسفة األجنبية واضحا يف هذه املواضيع‪ ،‬لكن على الرغم من أن املشكالت واحلجج اليت متت‬
‫معاجلتها مل تولد يف أمريكا الالتينية‪ ،‬ميكن العثور على مسامهات أصلية من فالسفة أمريكا الالتينية‪ .‬تفرتض‬
‫معظم األحباث يف هذا اجملال مقاربة طبيعية تربط التطورات احلديثة يف اللغوايت‪ ،‬العلوم املعرفية‪ ،‬وعلوم‬
‫األعصاب‪ ،‬للتعامل مع القضااي الفلسفية حول اللغة والعقل‪ ،‬مبا يف ذلك نظرايت املرجعية‪ ،‬والسياقية‪ ،‬واملفاهيم‬
‫النفسية والظاهرية‪ ،‬مشكلة العقل واجلسم‪ ،‬فهم اآلخرين‪ ،‬ونظرية الفعل‪ .‬كانت العواطف أيضا هدفا للفكر‬
‫الفلسفي يف املنطقة‪ ،‬وال يتم تناوهلا كثريا يف فلسفة العقل السائدة‪ .‬فيما يتعلق ابلتطورات الكالسيكية يف‬
‫الفلسفة التحليلية لللغة‪ ،‬متت دراسة تراث فرجيه بعمق يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ 2.3‬الفلسفة العملية‬

‫مت تناول العديد من املسائل التقليدية املتعلقة ابلفلسفة األخالقية والسياسية وكذلك يف فلسفة القانون من قبل‬
‫فالسفة أمريكا الالتينية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد أنتجت اخلصائص االجتماعية والسياسية يف املنطقة قضااي حمددة‬
‫ستكون هي موضوع هذا الباب‪.‬‬

‫ساد انعدام االستقرار السياسي يف أمريكا الالتينية معظم مراحل القرن العشرين‪ .‬عانت مجيع بلدان املنطقة‬
‫تقريبا من انقالب‪ ،‬وتزوير انتخايب‪ ،‬وإلغاء احلقوق الدستورية‪ ،‬واالضطهاد السياسي ؛ ابختصار‪ ،‬لقد كانت‬
‫الدميقراطية مبثابة الوهم‪ .‬يف معظم البلدان‪ ،‬تغري الوضع السياسي يف الثالثني عام املاضية‪ ،‬ورجع هذا إىل حد‬
‫ما إىل الفالسفة األخالقيني والسياسيني والقانونيني الذين قدموا مناقشة مستفيضة حول أسس الدميقراطية‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪22‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫وحقوق اإلنسان والقضااي األخرى ذات الصلة‪ .‬من وجهة النظر االقتصادية‪ ،‬كانت أمريكا الالتينيةمنطقة يعيش‬
‫فيها معظم السكان حتت خط الفقر‪ ،‬والفجوة بني األثرايء والفقراء كبرية للغاية‪ ،‬والصحة والتعليم يف بعض‬
‫األحيان عناصر "رفاهية" قلما ميكن لألشخاص الوصول إليها‪ .‬ابختصار كانت والتزال اهلوة الطبقية موجودة‪،‬‬
‫وابلتايل التفاوت يف الوضع التعليمي والثقايف والصحي للسكان كذلك‪.‬‬

‫شهدت األخالقيات التطبيقية‪ ،‬وخاصة أخالقيات البيولوجيا‪ ،‬تطورات فلسفية واسعة ومبتكرة يف أمريكا‬
‫الالتينية‪ .‬أدى الوضع السياسي واالقتصادي واالجتماعي يف املنطقة إىل تركيز األفكار حول قضااي مثل‬
‫اإلجهاض‪ ،‬واملمارسة الطبية‪ ،‬والبحث يف املوضوعات احلساسة (‪ .)365 :2010 Rivera López‬يعد‬
‫التزام اجلمهور ابملناقشات املستمرة اليت هتم جمتمعاهتم احمللية مسة مهمة للتقاليد الفلسفية التحليلية يف املنطقة‪.‬‬
‫االنعكاسات الفلسفية لإلجهاض هي حالة منوذجية جيب مراعاهتا‪ .‬يف معظم بلدان أمريكا الالتينية‪ ،‬ال يعترب‬
‫اإلجهاض قانونيا متاما‪ ،‬وقد ماتت الكثري من النساء أو تعرضن للسجن بسبب هذه احلقيقة‪ ،‬على عكس‬
‫أورواب والوالايت املتحدة‪ .‬كانت املكسيك رائدة يف إلغاء جترمي اإلجهاض‪ ،‬لكن مل يتم إضفاء الشرعية على‬
‫اإلجهاض حىت عام ‪ - 2007‬وفقط يف مكسيكو العاصمة‪ ،‬وليس يف بقية أحناء البالد‪ .‬شارك اجملتمع‬
‫الفلسفي املكسيكي يف العملية اليت أدت إىل هذا التغيري‪.‬‬

‫كانت مارغريتا فالديس ‪ )2001 ,1997( Margarita Valdés‬رائدة يف هذا اجملال‪ ،‬حيث هتدف‬
‫مسامهاهتا إىل إحداث أتثري إصالحي (كتغيري القوانني املوجودة)‪ ،‬والسعي إىل تقويض التفكري الدوغمائي‬
‫للغالبية العظمى من السكان واملشرعني‪ ،‬والتأكيد على قضااي حمددة مثل محل القاصرات‪ ،‬واحلمل الناتج عن‬
‫االغتصاب‪ ،‬إخل‪ .‬تقدم فالديس (‪ )2001‬احلجج الرئيسية املؤيدة واملعارضة إلضفاء الشرعية على اإلجهاض‪،‬‬
‫وتفرق بني ثالثة مفاهيم عن "الفرد" يف احلجج‪:‬‬

‫املفهوم البيولوجي‪ ،‬وفكرة قدرة الفرد‪ ،‬واملفهوم امليتافيزيقي واألخالقي للفرد‪ .‬لقد أظهرت يف النهاية أبنه ال‬
‫ميكن تطبيق احلجج التقليدية‪ ،‬ألهنا إما أن متيل ملفهوم الشخص الذي ال عالقة له ابلسؤال األخالقي‪ ،‬أو تزعم‬
‫– زورا – أبن مفهوم الفرد األخالقي حاضر يف حلظة احلمل ذاهتا‪.‬‬

‫يقوم غوستافو أورتيز‪-‬ميالن (‪ ،)2009‬يف املكسيك أيضا‪ ،‬إبجراء دراسة منهجية وشاملة لقضية اإلجهاض‪،‬‬
‫حيث ينظر يف احلجج األخالقية الرئيسية لصاحل اإلجهاض وضده‪ ،‬واحلقوق اإلجنابية للمرأة‪ ،‬وتعارضها مع‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪23‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫حقوق اجلنني‪ ،‬حكم القانون يف بلده واإلحصاءات املتعلقة ابملواضيع اليت قيد املناقشة‪ ،‬ابإلضافة إىل النظر يف‬
‫االقرتاح التقليدي املتبين لفكرة عدم اإلجهاض‪ ،‬حقوق األبوة‪ ،‬والسياسة‪ ،‬والنقاشات الدينية السائدة‪.‬‬

‫يف األرجنتني‪ ،‬قام كل من إدواردو ريفريا لوبيز ‪ ،Eduardo Rivera López‬وفلورينسا لون‬
‫‪ ،Florencia Luna‬وأرلني ساليس ‪ Arleen Salles‬بتطوير العديد من األحباث يف أخالقيات علم‬
‫األحياء‪ .‬يف البداية‪ ،‬مت نشر بعض الكتب ذات الرتمجات األسبانية ألوراق رائدة يف هذا اجملال‪ ،‬هبدف تقدمي‬
‫قضااي مهمة يف اجملتمعات الناطقة ابألسبانية‪ ،‬مثل املشكالت اليت يثريها علم الوراثة‪ ،‬والتالعب اجليين‪ ،‬والقتل‬
‫الرحيم‪ ،‬واإلجهاض‪ ،‬واحلقوق اإلجنابية‪ ،‬ومبدأ االستقالل الذايت‪ ،‬والعالقة بني املريض والطبيب‪ ،‬والعدالة‪ ،‬واحلق‬
‫يف الصحة‪ ،‬والتجريب على البشر‪ ،‬وزرع األعضاء‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬ولكن سرعان ما طور هؤالء الفالسفة عملهم‬
‫يف هذا اجملال‪ ،‬وانتقلوا من ترمجة عمل اآلخرين إىل إنتاج أعماهلم األصلية‪ .‬تركز لون (‪ )2006‬حبثها على‬
‫األشخاص املستضعفني‪ ،‬أي "األشخاص الذين يعيشون يف احلرمان والقمع والعجز ‪ -‬وهي ظروف شائعة جدا‬
‫ابلنسبة للعديد من سكان أمريكا الالتينية" (‪ .)1 :2006 Luna‬تطرح املوضوعات احلساسة أسئلة عاجلة‬
‫لفيلسوف األخالق ابلنظر إىل السلطة األبوية القائمة على األمية الواسعة االنتشار‪ ،‬وحرمان املرأة من حقوقها‬
‫اإلجنابية‪ ،‬والقيود القانونية للغاية فيما يتعلق ابإلجهاض‪ ،‬ونقص التثقيف اجلنسي‪ ،‬ووسائل منع احلمل‪ .‬تتضمن‬
‫الصعوابت املوجودة يف األحباث الطبية احليوية مع األشخاص املستضعفني عدم احرتام املوضوعات البحثية‪،‬‬
‫على سبيل املثال عندما خيفي الباحثون املعلومات ذات الصلة عن األشخاص‪ ،‬أو يفشلون يف طلب موافقتهم‬
‫املسبقة‪ ،‬أو أيخذون سجل حالتهم دون موافقة‪ .‬يتناول لون أيضا مسألة التزامات ما بعد التجربة مع مواضيع‬
‫التجارب وبراءات االخرتاع وامللكية الفكرية للنتائج الطبية احليوية‪ .‬يتعامل ريفريا لوبيز مع املسائل األخالقية‬
‫الكالسيكية مثل القتل الرحيم‪ ،‬والتحدايت اليت تطرحها التكنولوجيات اجلديدة مثل املساعدة يف اإلجناب‪،‬‬
‫وزرع األعضاء والتالعب ابجلينات‪ ،‬ولكنه يتناول أيضا مسائل العدالة التوزيعية على املوارد واخلدمات الصحية‪،‬‬
‫والتقنيات الطبية‪ ،‬واملوقف األخالقي يف بيع األعضاء لزرعها‪ ،‬إىل جانب قضااي أخرى‪.‬‬

‫أدى الوضع السياسي غري املستقر يف أمريكا الالتينية خالل القرن العشرين الذي اتسم ابالنتهاكات املتكررة‬
‫للنظام الدستوري إىل دفع أجيال من الفالسفة للتعامل مع القضااي املتعلقة أبسس القانون وحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫مبا يف ذلك النظرية العامة لألخالقيات وحقوق اإلنسان‪ ،‬ونظرية الدميقراطية ونظرية العقوبة والنظرية العامة‬
‫للمعايري القانونية‪ .‬يناقش غارسون فالديس ‪ )27 :1998( Garzón Valdés‬أبنه ميكن للمرء أن‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪24‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫صنعت يف األرجنتني‪ ،‬بسبب‬


‫يتحدث بصدق عن فلسفة القانون األرجنتيين‪ ،‬وليس فقط فلسفة القانون اليت ُ‬
‫أصالتها وأتثريها‪ .‬كان كارلوس نينو ‪ Carlos Nino‬شخصية ابرزة يف فلسفة القانون‪ ،‬ليس فقط بسبب‬
‫أمهية عمله خارج أمريكا الالتينية‪ ،‬ولكن أيضا للتأثري السياسي والنظري الكبري الذي أحدثه عمله يف املنطقة‪،‬‬
‫مبا يف ذلك ترك قائمة طويلة من الطالب الذين سامهوا بقوة يف تطوير هذه القضااي‪ .‬كان من أهم األحداث‬
‫السياسية اليت سامهت يف استعادة الدميقراطية حماكمة عام ‪ 1985‬للحكومة العسكرية اليت حكمت األرجنتني‬
‫من ‪ 1976‬إىل ‪.1983‬‬

‫استندت سياسة حقوق اإلنسان اليت قام هبا الرئيس ألفونسني إىل مناقشات نظرية عقدت يف ‪،SADAF‬‬
‫بقيادة كارلوس نينو يف أوائل الثمانينيات‪ .‬مت تطوير االعتبارات األخالقية والقانونية اليت تستند إليها هذه‬
‫السياسات يف ‪( 1996 Nino‬بعد وفاته)‪ .‬يتضمن هذا الكتاب خلفية اترخيية يستعرض فيها نينو احللول‬
‫املسبقة لالنتهاك املنهجي واحلكومي حلقوق اإلنسان بعد تغيري احلكومة (مثل حماكمة نورمربغ‬
‫‪ Nuremberg‬وحماكمة أخيمان ‪ ،Eichmann‬وعدم وجود إجاابت على انتهاكات حقوق اإلنسان‬
‫السابقة خالل التحوالت الدميقراطية يف أورواب يف سبعينيات القرن العشرين‪ ،‬ويف أورواب الشرقية يف الثمانينيات‬
‫والتسعينيات‪ ،‬وكذلك الوضع يف آسيا وأفريقيا وأمريكا اجلنوبية واألرجنتني‪ ،‬مبا يف ذلك السياق التارخيي للقرارات‬
‫السياسية والقانونية اليت اختذها الرئيس ألفونسني‪ .‬يف اجلزء الثاين من الكتاب‪ ،‬حيلل نينو املشكالت السياسية‬
‫واألخالقية والقانونية اليت يطرحها قرار مقاضاة منتهكي حقوق اإلنسان‪ .‬بعض املشاكل الرئيسية هي‪ :‬كيفية‬
‫تربير التطبيق الرجعي للعدالة اجلنائية‪ ،‬ونشر املسؤولية (ألنه يف حالة حدوث انتهاك جسيم حلقوق اإلنسان‪،‬‬
‫جيب إشراك العديد من األشخاص يف مواقع خمتلفة يف سلسلة القيادة)‪ ،‬ومبوجب أي قانون جيب أن حيكم‬
‫عليهم‪ ،‬ويف أي والية قضائية جيب أن ُحيكم عليهم‪ ،‬واملسؤولون قانونيا عن انتهاك حقوق اإلنسان (الشخص‬
‫الذي أصدر األمر أو الشخص الذي أعدم الضحية)‪ ،‬وما إذا كان ينبغي للمجتمع الدويل أن يتدخل‪ ،‬إىل‬
‫جانب العديد من األسئلة األخرى‪.‬‬

‫‪ 3.3‬فلسفة الفلسفة (ميتافيلوسويف)‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪25‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫من الطبيعي أن تولد الفلسفة التحليلية‪ ،‬وهي تقليد له جذور خارج أمريكا الالتينية‪ ،‬ثورة فلسفية عندما وصلت‬
‫إىل املنطقة‪ .‬فال عجب إذن أن يكون العديد من فالسفة أمريكا الالتينية التحليليني قد كرسوا جهودهم للتفكري‬
‫يف قضااي فلسفة الفلسفة‪ ،‬مثل أساليب الفلسفة وطبيعتها‪ ،‬والدور االجتماعي للفلسفة‪ ،‬ومنهجيات التدريس‪،‬‬
‫وغري ذلك‪ .‬قام رواد الفلسفة التحليلية يف املنطقة مبعاجلة هذه القضااي‪ ،‬حيث سعى روسي ‪ ،Rossi‬وساملريون‬
‫‪ ،Salmerón‬وفيلريو ‪ ،Villoro‬ومريو كويسادا ‪ ،Miró Quesada‬وساالزار بوندي ‪Salazar‬‬
‫‪ ،Bondy‬إىل فلسفة علمية‪ ،‬مستندين أوال إىل الظواهر وبعد ذلك إىل الفلسفة التحليلية واملنطق كأدوات‪.‬‬
‫ثالث من املناقشات اليت جرت مؤخرا يف هذا احلقل تعد أساسية‪.‬‬

‫كانت هناك مسامهات كبرية فيما يتعلق بطبيعة وممارسة الفلسفة عندما يتم تقدميها وإضفاء الطابع املؤسسي‬
‫هلا يف منطقة معينة‪ ،‬والعديد من املؤسسات العامة واخلاصة اليت أتسست لتوجيه املمارسة الفلسفية‪ ،‬وتطوير‬
‫االحرتافية‪ .‬يرى ساملريون (‪ )1971‬أن الفلسفة يف أمريكا الالتينية جيب أن حتافظ على طبيعتها الفلسفية‬
‫واحرتافها‪ ،‬وارتباطها مع العلم‪ ،‬وجتنب املضاربة امليتافيزيقية واألسلوب األديب‪ .‬يف وقت الحق‪ ،‬جيادل أبن هناك‬
‫جانبان للفلسفة‪ :‬جانب ابلغ األمهية يرتبط ابلعلوم‪ ،‬وجانب آخر يتعلق مبفهوم العامل‪ ،‬على سبيل املثال فلسفة‬
‫التعليم واألخالق‪ .‬يسعى إىل التوفيق بني هذين اجلانبني من الفلسفة (‪.)Salmerón 1999‬‬

‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬مييز هوراتدو ‪ )2007( Hurtado‬بني فلسفة الفلسفة النظرية وفلسفة الفلسفة العملية‬
‫(أي التفكري الفلسفي يف الظروف واملشاكل اليت تطرحها املمارسة امللموسة للفلسفة يف مكان وزمان معني)‪،‬‬
‫وجيادل أبن فلسفة الفلسفة العملية تعتمد على فلسفة الفلسفة النظرية (أي املفهوم العام الفلسفة)‪.‬‬

‫يُعد كتاب رابوسي‪ ،‬الذي نشر بعد وفاته مثاال منوذجيا للتفكري يف فلسفة الفلسفة يف املنطقة‪ .‬يقدم رابوسي‬
‫(‪ )2008‬فرضية أصيلة جدا حول سبب امتالك املمارسة الفلسفية خلصائصها احلالية استنادا على حتليل‬
‫اترخيي دقيق إلضفاء الطابع املؤسسي على الفلسفة الناجتة عن االنقسام بني الفلسفة والتخصصات النظرية‬
‫األخرى يف الفكر األملاين املثايل يف القرن التاسع عشر‪ .‬إن "االفرتاضات" املهمة الثالثة اليت طورها يف الكتاب‬
‫هي‪ )1( :‬الفلسفة‪ ،‬أو ما نتخيله ومنارسه ونقدره كفلسفة يف الوقت احلاضر‪ ،‬هي فرع معريف حديث يبلغ عمره‬
‫مائيت عام فقط؛ (‪ )2‬إن التاريخ الطويل الذي يعزى عادة إىل الفلسفة هو نتيجة لسرد اترخيي مت تصوره أيضا‬
‫منذ مائيت عام؛ و (‪ )3‬الفلسفة هي ختصص غري عادي (‪ .)13 :2008 Rabossi‬مسح له التاريخ الذي‬
‫أعاد بناءه فيما يتعلق ابالنقسام بني الفلسفة والالهوت يف القرن التاسع عشر‪ ،‬بتقدمي "الشريعة الفلسفية"‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪26‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫بشكل صريح أو ضمين يف املمارسات الفلسفية‪ ،‬وهي جمموعة القواعد املأثورة اليت توجه مجيع البحوث الفلسفية‬
‫عرب التقاليد الفلسفية‪ .‬ويعمل أيضا يف هذا الكتاب على القضااي اجليوسياسية األكادميية‪ ،‬مبا يف ذلك التوتر‬
‫بني عوملة الفلسفة املتنامية وتعزيز "الفلسفات الوطنية" (مثل الفلسفة الفرنسية‪ ،‬فلسفة أمريكا الالتينية‪ ،‬وما إىل‬
‫ذلك)‪ ،‬والعالقة بني املنتجون املركزيون واملنتجون احمليطيون للفلسفة‪.‬‬

‫املسألة الثانية اليت نوقشت على نطاق واسع هي تدريس الفلسفة‪ ،‬سواء يف اجلامعة أو على مستوى املدرسة‬
‫الثانوية‪ .‬ترسخت مسألة تدريس الفلسفة مع مفهوم الفلسفة نفسها‪ .‬منذ العصور االستعمارية‪ ،‬كانت أمريكا‬
‫الالتينية جمرد مستقبل للفلسفة املنتجة يف مناطق أخرى‪ ،‬وبقي احلال كذلك لعقود‪ .‬مث متت يف النصف الثاين‬
‫من القرن العشرين تسوية النقاش الدائر حول فكرة فلسفة أمريكا الالتينية األصيلة بوضوح‪ ،‬وقد ساعدت هذه‬
‫احلركات السياسية واألكادميية‪ ،‬إىل جانب الفلسفة التحليلية (اليت تركز عادة على املشاكل واحلجج بدال من‬
‫الشخصيات والنظرايت)‪ ،‬يف التشكيك يف املمارسات األكادميية التقليدية يف املنطقة‪ .‬كانت الفرضية اليت دافع‬
‫عنها العديد من الفالسفة التحليليني يف املنطقة تنص على أن تدريس الفلسفة ينبغي أن يشجع التفكري‬
‫الفلسفي األصيل بدال من جمرد تكرار التطورات الفلسفية لآلخرين‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬أصر غاوس (‪)1956‬‬
‫‪ Gaos‬على تغيري املناهج اجلامعية للفلسفة‪ ،‬والسعي إىل حتويل املؤسسات التعليمية من أجل خلق فالسفة‬
‫قادرين على إنتاج فلسفاهتم اخلاصة‪ .‬كانت هناك فكرة قوية أخرى‪ ،‬اقرتحها رابوسي ‪ Rabossi‬وجمموعته‬
‫البحثية‪ ،‬وهي أخذ ادعاء كانط أبنه ال ميكننا تعليم الفلسفة ولكن ميكننا تعليم التفلسف‪ ،‬وتطوير سلسلة من‬
‫اسرتاتيجيات التدريس من أجل الغرس يف طالب الفلسفة "الدراية" ذات الصلة املناسبة للممارسة الفلسفية‬
‫(‪ )1993 Rabossi 1987; González and Stigol‬على حممل اجلد‪ .‬مل يعد تدريس الفلسفة‬
‫جمرد وسيلة لنقل املعلومات إىل الطالب حول الشخصيات والنظرايت التارخيية (ملنحهم معرفة فرضية حول‬
‫الفلسفة)؛ بل بدال من ذلك‪ ،‬يُنظر إىل التدريس على أنه وسيلة لتعزيز التفكري الفلسفي‪ ،‬يف ظل "النموذج‬
‫النقدي" لفلسفة التدريس (على عكس النموذج التقليدي "الدوغمائي")‪.‬‬

‫أخريا‪ ،‬يتعلق السؤال األخري البارز حول فلسفة الفلسفة ابللغة الفلسفية‪ .‬حقيقة أن معظم األعمال التحليلية‬
‫تنشر ابللغة اإلجنليزية‪ ،‬وأن عوملة التخصص احلالية تدفع الفالسفة التحليليني يف أمريكا الالتينية إىل إنتاج‬
‫فلسفة ابللغة اإلجنليزية (على الرغم من أهنم يعملون يف بلدان لغتها األم هي األسبانية أو الربتغالية)‪ .‬وقد أاثر‬
‫هذا الكثري من اجلدل حول ما إذا كان جيب ترك اللغة األم أو عدم تركها أثناء ممارسة الفلسفة‪ .‬يتم فتح بعض‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪27‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫املسارات الرئيسية للجدل يف عدد من جملة ‪( Crítica‬اجمللد ‪ ،54‬العدد ‪ )133‬مع مسامهات من جونزالو‬
‫رودريغيز‪-‬برييرا‪ ،Gonzalo Rodriguez-Pereyra‬وماركو روفينو ‪ ،Marco Ruffino‬وداين‬
‫برييز ‪ ،Diana Pérez‬وغيريمو هوراتدو ‪ .Guillermo Hurtado‬يف عام ‪ ،2014‬عقدت مناقشة‬
‫حول هذا املوضوع يف معهد ‪ Cervantes‬جبامعة هارفارد‪ .‬على أحد اجلانبني‪ ،‬جيادل رودرجييز برييرا وروفينو‬
‫وتوريبيو أبن اللغة اإلجنليزية جيب أن تنظر يف الالتينية اجلديدة‪ ،‬مبعىن أنه ينبغي اعتماد اللغة اإلجنليزية على‬
‫نطاق واسع كلغة مناسبة لكتابة الفلسفة يف أسباب مهنية عملية معينة‪ ،‬وأسباب مثالية لوجود لغة مشرتكة‬
‫للتواصل داخل اجملتمع التحليلي‪ .‬من نحية أخرى‪ ،‬يدافع برييز وهوراتدو وغراسيا عن فكرة أن التطبيق العملي‬
‫ليس هو العامل الوحيد املناسب الذي جيب مراعاته عند حتديد اللغة اليت يتم اختيارها للتواصل‪ ،‬حيث توجد‬
‫أيضا عوامل سياسية وثقافية ولغوية وسياقية وجتريبية جيب أن نضعها بعن االعتبار‪ ،‬وذلك إىل جانب أمور‬
‫أخرى نقشوها يف هذا اجملال‪ .‬ابإلضافة ذلك‪ ،‬كانت املشكلة املشرتكة هي االعتقاد أبن اختيار اللغة اليت تنقل‬
‫هبا أفكار الفرد ليست عملية حمايدة ألن (‪ )1‬هناك قضااي متعلقة ابلرتمجة مهمة للفلسفة‪ ،‬واستخدام عدد وافر‬
‫من اللغات غالبا ما يساعد املؤلف على حتسني أفكاره‪ ،‬و (‪ )2‬اللغة ليست جمرد وسيلة لتوصيل األفكار اليت‬
‫مت أتسيسها ابلفعل يف أذهاننا‪ ،‬ولكنها وسيلة تساهم يف تشكيل أفكارن‪.‬‬

‫‪ .4‬خامتة‬

‫كان تطور الفلسفة التحليلية يف أمريكا الالتينية منذ طرحها على مدار الستني سنة املاضية مثريا لإلعجاب‪،‬‬
‫ليس فقط يف أصالة العديد من املسامهات‪ ،‬ولكن أيضا يف التأثري الدويل الذي حققه الفالسفة الذين يعيشون‬
‫ويعملون يف املنطقة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن أمريكا الالتينية اليوم ال تستورد للفلسفة التحليلية فحسب‪ ،‬بل هي أيضا‬
‫مصدرة هلا‪ .‬تتزايد اإلمكانيات املتاحة يف املنطقة‪ ،‬واليت تنبئ مبستقبل خصب للتقليد التحليلي يف أمريكا‬
‫الالتينية‪ .‬وقد سامهت العوملة واملوارد التكنولوجية اليت تسمح ابلتواصل بشكل أسرع يف هذا التطور‪ .‬كما أن‬
‫األنظمة السياسية الدميقراطية األكثر استقرارا خالل الثالثني عاما املاضية شجعت أيضا البحث وحرية التعبري‬
‫والتفكري النقدي يف املنطقة‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪28‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬مكنت العوملة واإلمكانيات املتزايدة يف املنطقة فالسفة أمريكا الالتينية من أن يكونوا أكثر‬
‫ارتباطا ببعضهم البعض‪ ،‬مما يدعم تطوير جمتمع فلسفي يف أمريكا الالتينية‪ .‬يف الواقع‪ ،‬هناك خطوط حبث نشئة‬
‫عن االحتياجات السياسية واالجتماعية والثقافية للمنطقة‪ ،‬واليت مكنت من تطوير اإلنتاج الفلسفي األصلي‬
‫يف املاضي‪ .‬هذه التطورات ستؤسس لنفسها ابلتأكيد وتتضاعف يف السنوات القادمة‪.‬‬

‫حكمة © ‪Copyright 2018‬‬ ‫‪29‬‬


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

‫الببلوغرافيا‬
Alchourrón, C., 1987, “On the Philosophical Adequacy of Set Theories”, Theoria, 2: 567–574.
Alchourrón, C. and E. Bulygin, 1971, Normative systems, New York: Springer-Verlag.
Alchourrón, C., P. Gärdenfors and D. Makinson, 1985, “On the logic of theory change: partial
meet contraction and revision functions”, Journal of Symbolic Logic, 50: 510–30.
Alegre, M. and J. Montero, 2015, “Homenaje a Carlos S. Nino”, Análisis Filosófico, XXXV.
Alegre, M., R. Gargarella and C. Rosenkrantz, 2008, Homenaje a Carlos S. Nino, Buenos Aires:
Facultad de Derecho (UBA)–La Ley.
Arló-Costa, H. and E. Fermé, 2010, “Formal Epistemology and Logic”, in Nuccetelli, Schutte,
and Bueno 2010: 482-495.
Alvarado Marambio, J.T., 2012, “La explicación reductiva de los estados de cosas y el regreso de
Bradley”, Análisis filosófico, 32: 155–178.
–––, 2013a, “Fórmulas Barcan de segundo orden y universales trascendentes”, Ideas y valores,
62: 111–131.
–––, 2013b, “Principios causales y metafísica modal”, Revista latinoamericana de filosofía, 39:
3–42.
Facultad de Filosofía y Letras, 1994, Aproximaciones a Alejandro Rossi: memoria del coloquio
celebrado en el mes de febrero de 1993, Instituto de Investigaciones Filosóficas/Universidad
Nacional Autónoma de México, 1994.
Barceló Aspeitia, A., A. Eraña, and R. Stainton, 2010, “The Contribution of Domain SpeciÞcity
in the Highly Modular Mind”, Mind & Machines, 20: 19–27.
Bénitez, L., 1987, “El problema de las materias propedéuticas en la enseñanza actual de la
filosofía” in Valdivia and Villanueva 1987: 227–32.
Bulygin, E. and G., Palau, 2006, “Homenaje a Carlos E. Alchourrón”, Análisis Filosófico, XXVI:
1–2.
Bunge, M., 1959, Causality: The Place of the Causal Principle in Modern Science, Cambridge:
Harvard University Press.
–––, 1960, Antología semántica, Buenos Aires: Nueva Visión.
Caracciolo, R., 1988, Sistema jurídico. Problemas actuales, Madrid: Centro de Estudios
Constitucionales.
–––, 1995, La noción del sistema en la teoría del derecho, México: Fontamara.
–––, 2009, El derecho desde la filosofía, Madrid: Centro de Estudios Políticos y Constitucionales.
–––, 2013, “Homenaje a Eugenio Bulygin”, Análisis Filosófico, XXXIII: 1–2.
Caso, A., 1941, Positivismo, neopositivismo y fenomenología, Mexico: México.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 30


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

Chateaubriand, O., 2001, Logical forms I: truth and description, Campinas: Editora
CLE/UNICAMP.
–––, 2005, Logical forms II: logic, language and knowledge, Campinas: Editora CLE/UNICAMP.
Couló, A.C., 2008, “Enseñar a filosofar: la experiencia del curso de posgrado de filosofía”, in
Pérez and Moreno, 2008: 555-572.
Cresto, E., 2010, “Epistemology”, A Companion to Latin American Philosophy, Malden, MA:
Wiley-Blackwell.
Da Costa, N., 1963, Sistemas formais inconsistentes, Curitiba, Brazil: Universidade Federal do
Paraná.
–––, 1993, Lógica indutiva e probabilidade, São Paulo: EdUSP.
–––, 1997, Logique classique et non-classique, Paris: Masson.
Da Costa, N. and O. Bueno, 2010, “Paraconsistent Logic”, in Nuccetelli, Schutte, and Bueno
2010: 215–229. doi:10.1002/9781444314847.ch15
Da Costa, N. and S. French, 2003, Science and partial truth: a unitary approach to models and
scientific reasoning, Oxford: OUP.
Da Costa, N., J.Y. Béziau and O. Bueno, 1997, Elementos de teoria paraconsistente de conjuntos,
Campinas: Editora CLE/UNICAMP.
Engelmann, M.L., 2013, Wittgenstein’s Philosophical Development, London: Palgrave
Macmillan.
Eraña, A., 2012, “Dual Process Theories Versus Massive Modularity Hypotheses”, Philosophical
Psychology, 25.
Ezcurdia, M., 2007, Orayen: de la forma lógica al significado, Instituto de Investigaciones
Filosóficas, México: Universidad Nacional Autónoma de México.
–––, 2015, “El lenguaje y la mente en Iberoamérica”, in Leon Olivé, Osvaldo Guariglia, and
Reyes Mate (comps.), La Filosofía Iberoamericana en el Siglo XX, Madrid: Ed. Trotta.
Ezcurdia, M. and R. Stainton, 2013, The Semantics-Pragmatics Boundary in Philosophy: A
Reader, Calgary, Canada: Broadview Press.
Ezcurdia, M and O. Hansberg, 2003, La Naturaleza de la Experiencia Vol. 1 Sensaciones,
Instituto de Investigaciones Filosoficas, México: Universidad Nacional Autónoma de México.
Gaos, J., 1956, La filosofía en la universidad, México: Imprenta universitaria.
García Bacca, J.D., 1936, Introducción a la lógica moderna, Barcelona: Labor.
García de la Sienra, A., 2008, Reflexiones sobre la paradoja de Orayen, México: Instituto de
Investigaciones Filosóficas/Universidad Nacional Autónoma de México.
García Máynez, E., 1953, Los principios de la ontología formal del derecho y su expresión
simbólica, Mexico: Imprenta Universitaria.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 31


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

Garzón Valdés, E., 1970, Derecho y la naturaleza de las cosas, Córdoba: Universidad Nacional de
Córdoba.
–––, 1998, “Algunos aspectos de la filosofía del derecho argentina a fines del siglo XX”,
Cuadernos de Filosofía, 43: 27–47.
Garzón Valdés, E. and F. Salmerón, 1993, Epistemología y cultura. En torno a la obra de Luis
Villoro, Mexico: Universidad Nacional Autónoma de México.
Glock, H.J., 2008, What is Analytic Philosophy? Cambridge: Cambridge University Press.
Gómez-Lobo, A., 1972, “Siete escritos de Lógica y Semántica”, Introducción, traducción y
selección bibliográfica, Valparaíso, Chile: Ediciones Universitarias.
González, J. and L. Olivé, 1994, Aproximaciones a Alejandro Rossi, México: Universidad
Nacional Autónoma de México.
González, M.C. and N. Stigol, 1993, “La enseñanza de la filosofía como la enseñanza de una
técnica”, in E. Rabossi and G. Obiols (eds.), La filosofía y el filosofar: problemas en su
enseñanza, Buenos Aires: Centro Editor de América Latina, pp. 47–57.
–––, 2010, “Teaching Philosophy”, in Nuccetelli, Schutte, and Bueno 2010: 412–424.
doi:0.1002/9781444314847.ch29.
Gonzalez, M.E.Q., M.C. Broens, and F.L. D’Otaviano, 2007, “Abductive reasoning,
informationand mechanical systems”, Studies in Computational Intelligence, 64: 91–102.
Gortari E. de, 1950, La ciencia de la lógica, México: Universidad Michoacana de San Nicolás de
Hidalgo.
Gracia, J., 2010, “Cánones filosóficos y tradiciones filosóficas. El caso de la filosofía
latinoamericana”, Análisis Filosófico, XXX(1): 17–34.
Gracia, J., E. Rabossi, E. Villanueva and M. Dascal, 1984, Philosophical analysis in Latin
America, Dordrecht: Reidel.
Guzmán Jorquera, E., 2002, Existencia y realidad, Arequipa: Universidad Nacional de San
Agustín.
Hansberg, O., 1996, La diversidad de las emociones, México: Fondo de Cultura Económica.
Hansberg, O. and G. Hurtado (eds.), 2012, Alejandro Rossi, México: Fondo de Cultura
Económica.
Heidegger, M, 1927/1951, Ser y Tiempo, with an Introduction by José Gaos (trans.), México:
Fondo de Cultura Económica.
Hidalgo, C. and V. Tozzi, 2010, Filosofía para la ciencia y la sociedad, Buenos Aires:
CICCUS/CLACSO.
Hurtado, G., 1998, Proposiciones Russellianas, México: Universidad Nacional Autónoma de
México.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 32


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

–––, 2007, El búho y la serpiente. Ensayos sobre la filosofía en México en el siglo XX, México:
Universidad Nacional Autónoma de México.
–––, 2009, Por qué no soy falibilista y otros ensayos filosóficos, México: Los libros de Homero.
–––, 2013 “Filosofía analítica en lengua vernácula”, Crítica, 45(133): 107–110.
Klimovsky, G., 2008, Mis diversas existencias, Buenos Aires: AZ.
Klimovsky, G. and C. Hidalgo, 2010, La inexplicable sociedad. Cuestiones de epistemología en
las ciencias sociales, Buenos Aires: AZ.
Leclerc, A., 2012, “Spontaneous Linguistic Understanding”, Disputatio (Lisboa), IV(34): 713–
738.
–––, 2014, “Frege’s Puzzle, Ordinary Proper Names, and Individual Constants”, Revista de
Filosofia, 53: 41–50.
Luna, F., 2006, Bioethics and Vulnerability: A Latin American View, Value Inquiry Book Series,
Amsterdam–NY: RODOPI.
Luna, F. and E. Rivera López, 2004, Ética y Genética. Los problemas morales de la genética
humana, Buenos Aires: Catálogos.
–––, 2005, Los desafíos éticos de la genética humana, México: Fondo de Cultura
Económica/Universidad Nacional Autónoma de México.
Luna, F. and A. Salles, 1995, Decisiones de vida y muerte. Eutanasia, aborto y otros temas de
ética médica, Buenos Aires: Editorial Sudamericana.
–––, 1998, Bioética. Investigación, muerte, procreación y otros temas de ética aplicada, Buenos
Aires: Editorial Sudamericana.
–––, 2008, Bioética: nuevas reflexiones sobre debates clásicos, México: Fondo de Cultura
Económica.
–––, 2010, “On Moral Incoherence and Hidden Battles: Stem Cell Research in Argentina”,
Developing World Bioethics, 10(3): 120–128.
Maffía, D., 2003, Sexualidades Migrantes. Género y Transgénero, Buenos Aires: Feminaria
Editora.
Mastroleo, I., 2015, “Post-trial obligations in the Declaration of Helsinki 2013: classification,
reconstruction and interpretation”, Developing world bioethics, published online 19 October
2015. doi:10.1111/dewb.12099
Miró Quesada, F., 1946, Lógica, Lima: D. Miranda.
–––, 1963, Apuntes para una teoría de la razón, Lima: Universidad Nacional Mayor de San
Marcos.
–––, 1969, Humanismo y revolución, Lima: Casa de la cultura.
–––, 1986, Ensayos de filosofía del derecho, Lima: Universidad de Lima.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 33


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

Moretti, A., 2008, Interpretar y referir. Ejercicios de análisis filosófico, Buenos Aires: Grama.
Moretti, A. and G. Hurtado, 2003, La paradoja de Orayen, Buenos Aires: EUDEBA.
Moretti, A., E. Orlando and N. Stigol, 2015, A medio siglo de Formas lógicas, realidad y
significado de T.M. Simpson, Buenos Aires: EUDEBA.
Navarro, P., 2010, “Deontic Logic and Legal Philosophy”, in Nuccetelli, Schutte, and Bueno
2010: 439–453. doi:10.1002/9781444314847.ch31
Nino, C.S., 1984, Ética y derechos humanos, Buenos Aires: Paidós.
–––, 1991, The Ethics of Human Rights, Oxford: Oxford University Press, translation of Nino
1984.
–––, 1996, Radical Evil on Trial, New Heaven: Yale University Press.
Nuccetelli, Susana, Ofelia Schutte, and Otávio Bueno, 2010, A Companion to Latin American
Philosophy, Oxford: Wiley-Blackwell.
Nuño, J., 1965, Sentido de la filosofía contemporánea, Caracas: Universidad Central de
Venezuela.
–––, 1973, Elementos de lógica formal, Caracas: Universidad Central de Venezuela.
Olivé, L. and L. Villoro, 1996, Filosofía moral, educación e historia: homenaje a Fernando
Salmerón, Mexico: Universidad Nacional Autónoma de México.
Orayen, R., 1989, Lógica, significado y ontología, Mexico: Universidad Nacional Autónoma de
México.
–––, 1992, “La teoría de modelos vista por el ojo de Dios”, Diánoia, 38: 161–170.
Orlando, E., 2008, “Fictional Terms without Fictional Entities”, Revista Hispanoamericana de
Filosofía, 40: 111–127.
–––, 2014, “General Terms and Rigidity: Another Solution to the Trivialization Problem”,
Manuscrito, 37: 51–84.
–––, 2015, Significados en contexto y verdad relativa, Buenos Aires: Título.
Ortiz Millán, G., 2009, La moralidad del aborto, México: Siglo XXI.
Otero, M., 1977, La filosofía de la ciencia hoy: dos aproximaciones, Mexico: Universidad
Nacional Autónoma de México.
Pérez, D., 1999, La mente como eslabón causal, Buenos Aires: Catálogos.
–––, 2011, “The ontology of art: What can we learn from Borges’ Menard?” The New Centennial
Review, 11 (1): 75–89.
–––, 2013a, Sentir, desear, creer. Una aproximación filosófica a los conceptos psicológicos,
Buenos Aires: Prometeo.
–––, 2013b, “The will to communicate”, Crítica, 45 (133): 91–97.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 34


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

Pérez, D. and L. Fernández Moreno, 2008, Cuestiones filosóficas. Ensayos en honor de Eduardo
Rabossi, Buenos Aires: Catálogos.
Pérez, D.I. and G. Ortiz-Millán, 2010, “Analytic Philosophy”, in Nuccetelli, Schutte, and Bueno
2010: 199–213. doi:10.1002/9781444314847.ch14
Pérez Jiménez, M.A., 2007, “La triangulación del círculo: discusión sobre el significado de la
tesis de la ontología hermenéutica”, Cuadernos Salmantinos de Filosofía, 34: 387–402.
–––, 2011, “Un Primate de Tercera y Una Persona de Segunda: Sobre El Valor Del Rostro, la
Mirada y la Piel Para Comprender a Un Extraño”, Universitas Philosophica, 57:265–293.
Platts, M., 1991, Moral Realities: An essay in philosophical psychology, Londres & Nueva York:
Routledge.
–––, 1997 [1979], Ways of Meaning, 2nd edición, Cambridge: MIT Press.
Pontes de Miranda, F.C., 1925, Método de Análise Sócio-Psicológica, Rio de Janeiro: Pimenta de
Melo e Cia.
–––, 1937, O Problema Fundamental do Conhecimento, Porto Alegre: Editora do Globo.
Porchat, O., 2006, Rumo ao Ceticismo, Brasil: Editora UNESP.
Quine, W. V. O., 1944, O Sentido da Nova Lógica, São Paulo: Livraria Martins Editora.
Quintanilla, P., 2004, “Comprender al otro es crear un espacio compartido: Caridad, empatía y
triangulación”, Ideas y Valores, Bogotá, (124)
Quintanilla, P., C. Mantilla and P. Cépeda, 2014, Cognición social y lenguaje. La
intersubjetividad en la evolución de la especie y en el desarrollo del niño, Lima: Pontificia
Universidad Católica de Perú.
Rabossi, E., 1975, Análisis filosófico, lenguaje y metafísica [Philosophical analysis, language and
metaphysics], Caracas: Monte çvila Editores.
–––, 1976, La justificación moral del castigo, Buenos Aires: Astrea.
–––, 1987 “Enseñar filosofía y aprender a filosofar”, in Valdivia and Villanueva 1987: 201–8.
–––, 1990, “La teoría de los derechos humanos naturalizada”, Revista del Centro de Estudios
Constitucionales, 5: 159–175.
–––, 2008, En el comienzo Dios creó el canon, Buenos Aires: Gedisa.
–––, 1986, “Un modelo de enseñanza aprendizaje para un enfoque crítico de la filosofía”, Revista
de Filosofía y teoría política, 27 (7): 158–63.
Rabossi, E., M.C. Gonzalez, and N. Stigol, 1986, “Un modelo de enseñanza-aprendizaje para un
enfoque crítico de la filosofía”, Revista de Filosofía y Teoría Política, 27(7): 158–63.
Rivera López, E., 2001, Ética y trasplantes de órganos, México: Instituto de Investigaciones
Filosóficas–UNAM y Fondo de Cultura Económica.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 35


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

–––, 2010, “Contemporary Ethics and Political Phiolosophy”, in Nuccetelli, Schutte, and Bueno
2010: 357–369. doi:10.1002/9781444314847.ch25
–––, 2011, Problemas de vida o muerte. Diez ensayos de bioética, Madrid: Marcial Pons.
Rodríguez Larreta, J., 2013, Metafísica, ética y conocimiento, (edited by T.M. Simpson, N.
Stigol, and I. Zuberbüller). Buenos Aires: Prometeo.
Rodríguez-Pereyra, G., 2013, “The Language of Publication of ‘Analytic’ Philosophy”, Crítica,
45 (133): 83–90.
Rosas, A., 2004, “Mind Reading, Deception and the Evolution of Kantian Moral Agents”, Journal
for the Theory of Social Behaviour, 34 (2):127-139.
–––, 2007, “Beyond the Sociobiological Dilemma: Social Emotions and the Evolution of
Morality”, Zygon, 42(3): 685–700.
–––, 2010, “Beyond Inclusive Fitness? On A Simple And General Explanation For The Evolution
of Altruism”, Philosophy and Theory in Biology, 2 (20130604).
Rossi, A., 1963, “Lenguaje privado”, reprinted in Rossi 1969.
Rossi, A., 1969, Lenguaje y significado, Mexico: Siglo XXI.
–––, 1978, Manual del distraído, Mexico: Joaquín Mortiz.
Ruffino. M., 2000, “Extensions as Representative Objects in Frege’s Logic”, Erkenntnis,
Dordrecht, 52: 239–252.
–––, 2003, “Why Frege would not be a Neo-Fregean”, Mind, 112: 51–78.
–––, 2013, “Some Remarks about Gonzalo Rodriguez Pereyra’s Advice on the Language of
Philosophy”, Crítica, 45 (133): 99–105.
Salazar Bondy, A., 1971, Para una filosofía del valor, Santiago de Chile: Editorial Universitaria.
Salles, A. and Bertomeu, M.J., 2002, Bioethics. Latin American Perpectives, Amsterdam:
Rodopi.
Salmerón, F., 1971, La filosofía y las actitudes morales, Mexico: Siglo XXI.
–––, 1988, Ensayos filosóficos, México: Secretaría de Educación pública.
–––, 1991, Enseñanza y filosofía, México: Fondo de Cultura Económica.
–––, 2003, “The Reception of Analytical Philosophy in Latin America”, G. Fløistad (ed.)
Philosophy of Latin America, Contemporary Philosophy 8, Dordrecht: Springer Netherlands.
doi:10.1007/978-94-017-3651-0
Salmerón, F., 2007, Filosofía e historia de las ideas en México y en América Latina, México:
Universidad Nacional Autónoma de México.
Sebastián, M.A., 2014, “Dreams an Empirical way to settle the discussion between cognitive and
non-cognitive theories of consciousness”, Synthese, 191(2): 263–285.
–––, 2015a, “Borderline experiences one cannot undergo”, Crítica, 47(140): 31–42.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 36


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

–––, 2015b, “What Panpsychists should reject. On the incompatibility of Panpsychism and
Organizational Invariantism” Philosophical Studies, 172(7): 1833–1846.
Sierra Mejía R., 1987, “Apreciación de la filosofía analítica”, Bogotá: Universidad Nacional de
Colombia–Centro Editorial.
Silva, Vicente Ferreira da, 1940, Elementos de Lógica Matemática, São Paulo: Cruzeiro do Sul.
Skidelsky L., 2006, “Personal-Subpersonal: The problems of Inter-level Relations”,
Protosociology. An international journal of interdisciplinary research, 22: 120–139.
–––, 2013, “Faculty of Language, Functional Models, and Mechanisms”, Journal of cognitive
science, 14: 111–149.
Several authors, 1993, “Número dedicado al libro de Raúl Orayen’s Lógica, significado y
ontología”, Análisis Filosófico, XIII(1): 1-103.
Schuster, F., 1982, Explicación y Predicción. La validez del conocimiento en ciencias sociales,
Buenos Aires: CLACSO.
Sierra Mejía, R., 1985, Apreciación de la filosofía analítica, Bogotá: Universidad Nacional de
Colombia.
Simpson, T.M., 1964, Formas lógicas, realidad y significado, Buenos Aires: Eudeba.
–––, 1973, Semántica Filosófica: Problemas y discusiones, Buenos Aires: Siglo XXI.
Torretti, R, 1967, Manuel Kant. Estudio sobre los fundamentos de la filosofía crítica, Buenos
Aires: Charcas.
Torza A., 2012, “‘Identity’ Without Identity”, Mind, 121(481) :67–95.
–––, 2015, “Speaking of Essence”, Philosophical Quarterly, May 12, 2015.
doi:10.1093/pq/pqv036
Valdés, M., 1997, “Abortion and contraconception in México: The attitudes and the arguments of
the Catholic Church”, Bioethics. Latin American Perspectives, Amsterdam and New York:
Rodopi.
–––, 2001a, “Aborto y personas”, in Valdés, M. (ed.) Controversias sobre el aborto, México:
Fondo de Cultura Económica/Universidad Nacional Autónoma de México.
–––, 2001b, Controversias sobre el aborto, México: Fondo de Cultura Económica/Universidad
Nacional Autónoma de México.
Valdivia, L. and E. Villanueva (eds.), 1987, Filosofía del lenguaje, de la ciencia de los derechos
humanos y problemas de su enseñanza, México: Universidad Nacional Autónoma de México.
Villoro, L., 1982, Creer, saber, conocer, Mexico: Siglo XXI. Translated into English as Belief,
personal, and propositional knowledge, Amsterdam: Rodopi.
–––, 1996, Los grandes momentos del indigenismo en México, México: FCE.
Zerbudis, E., 2012, “Natural Kinds, Natural Kind Terms and the Notion of Rigidity”, Teorema;
31: 171–185.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 37


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

–––, 2013, “Second Order Descriptions and General Term Rigidity”, Crítica; 45: 3–27

‫أداوات أكاديمية‬
How to cite this entry.

Preview the PDF version of this entry at the Friends of the SEP Society.

Look up this entry topic at the Indiana Philosophy Ontology Project (InPhO).

Enhanced bibliography for this entry at PhilPapers, with links to its database.

Other Internet Resources


‫مؤسسات ف أمريكا الالتينية حول الفلسفة التحليلية‬

• Asociación Latinoamericana de Filosofía Analítica (ALFA).


• Asociación de Filosofía e Historia de la Ciencia del Cono Sur (AFHIC).
• Sociedad Argentina de Análisis Filosófico (SADAF).
• Sociedades Brasileira de Filosofia Analítica (SBFA).
• Sociedad Chilena de Filosofía Analítica (SCHFA).
‫مؤسسات أخرى ف أمريكا الالتينية حول الفلسفة التحليلية‬

• Centro de Lógica, Epistemologia e História da Ciência at Universidade


Estadual de Campinas (UNICAMP).
• Instituto de Investigaciones Filosóficas (IIF), at La Universidad Nacional
Autónoma de México.
• Asociación de Filosofía de México (AFM).
• Asociación Chilena de Filosofía (ACHF).
• Associação Nacional de Pós-Graduação em Filosofia (ANPOF).
• Asociación Filosófica de la República Argentina (AFRA).
• Centro de Investigaciones Filosóficas (CIF).
• Sociedad Filosófica del Uruguay
‫أميكا الالتينية ف الفلسفة التحليلية‬
‫مجالت ف ر‬

• Abstracta

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 38


‫ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ‬

• Análisis Filosófico
• Analítica
• Areté
• Crítica
• Dianoia
• Ideas y Valores
• Isonomía. Revista de teoría y filosofía del derecho
• Manuscrito, a publication of Universidade Estadual de Campinas (UNICAMP),
Centro de Lógica, Epistemologia e História da Ciência
• Perspectivas Bioéticas, FLACSO – Sede Académica Argentina.
• Principia, an international journal of epistemology, Universidade Federal de
Santa Catarina.
• Scientiae Studia, Universidade de São Paulo.
‫مقاالت ذات صلة‬
Chile: philosophy in | epistemology: in Latin America | Latin American
Philosophy | Latin American Philosophy: metaphilosophical foundations | liberation,
philosophy of | logic: of belief revision | Mexico: philosophy in | philosophy of
science: in Latin America | skepticism: in Latin America
Acknowledgments
I am grateful to Fernando Broncano, Maite Ezcurdia, Paulo Faría, Guillermo Hurtado,
Alberto Moretti, and Eduardo Lopez Rivera for the data provided and their valuable
comments on a previous version of this paper.

Copyright 2018 © ‫حكمة‬ 39

You might also like