You are on page 1of 27

‫القائمةمنصة معنى اللكترونية‬

‫الرئيسية‪/‬مقالتا‬

‫مقالتا‬

‫اليلسانيياتا الجنائيية‪ :‬تحقيق العدالة عن طريق اليلغّة – أنطونيوس نادر‬

‫أنطونيوس نادر ‪ 13‬يونيو‪ 8 2019 ،‬دقائق‬

‫‪FacebookTwitterWhatsAppTelegram‬‬

‫من الجييد أن يعرف اليلغّو ي‬


‫ي أينهّ ييمكن أن يكون مفيددا…‬

‫“معظم الناس يعتبرون اللغّة أمدرا مفرودغا منهّ‪ ،‬ولكن ليس أنتا…أنتا وأنا نقيدر كلنا قيوةّ الكلماتا وخصوصييتها”‪ .‬ييليخصّ هذا‬
‫القتباس‪ ،‬المأخوذ من سلسلة اليتحقيقاتا الفيديراليية “‪ – ”Manhunt: Unabomber‬والذي ييعرض على ‪– Netflix‬‬
‫إحدى أهيم الحقول المتداخلة بين اليلسانيياتا وعلم الديلة الجنائيية‪ ،‬وييطلق على هذا المجال “اليلسانيياتا الجنائيية أو علم اليلغّة‬
‫الجنائيي )‪”.(Forensic Linguistics‬‬

‫صوتية والبصريية والجتماعيية التي تتمييزّ بها لغّة شخصّ يكون‬‫يقوم هذا العلم‪ ،‬على تحليل دقيق ومنهجيي للخصائصّ ال ي‬
‫صصين في حقول لسانيية شيتى‬ ‫مرتبدطا بإحدى اليدعاوى القضائيية‪ .‬وتعمل على استخراج نتائج هذا التحليل‪ ،‬مجموعة من المتخ ي‬
‫ة‬
‫منها‪“ :‬اليلسانيياتا الوظيفيية واليلسانيياتا الجتماعيية”‪ .‬يتسهم هذه اليتحليلتا في تضييق دائرةّ المشتبهّ بهم‪ ،‬وهي بذلك تتزّيد من‬
‫فعاليية العمل الجنائيي‪ .‬وييعيد تقييم الستجواباتا واليتصريحاتا القضائيية لدى الشيرطة وفي المحاكم‪ ،‬أبرزّ مجالتا تطبيق هذا‬
‫العلم؛ حيث يتقارن هذه اليتصريحاتا لتبيان براءةّ المشتبهّ بهّ أو لعادةّ تحقيق العدالة في إحدى القضايا‪.‬‬

‫البصمة اليلغّويية…وحيل ألغّازّ الجريمة عن طريق اليلسانيياتا‪.‬‬

‫إذا أمسكتا بشيءء ما بيدييك‪ ،‬فإينك ستترك بصماتا أصابعك عليهّ بحيث يمكن بعد إجراء فحصّ دقيق لهذا الشيء‪ ،‬الكشف عن‬
‫هيويتك بسهولة‪ .‬إين المر نفسهّ ييطيبق عند التليفظ بالكلماتا سواء أتيم ذلك عن طريق المشافهة أو الكتابة‪ .‬كيل فرد لديهّ ما ييسيميهّ‬
‫اليلغّوييون باليلغّدية )‪ .(Idiolect‬وهي مصطلح لسانيي‪ ،‬يشير إلى اليلغّة الفرديية لشخصّ معيين‪ ،‬مثل “المفرداتا التي يتقنها‪،‬‬
‫سلوكهّ اليلفظيي وطريقتهّ في اليتعبير والكلم”‪ .‬يقابل هذا المصطلح‪ ،‬مصطلةح آخر هو “لهجة اجتماعيية” )‪،(Sociolect‬‬
‫ضرورةّ إلى مجتمع واحد؛‬ ‫ييستخدم لوصف الخصائصّ الممييزّةّ للهجة ما أو للغّة مرتبطة بمجموعة من الفراد ينتمون بال ي‬
‫ومن مثيل هذه اليلغّاتا‪“ :‬لغّة الشارع السريية لتداول المخيدراتا أو لغّة التجار بالعضاء أو لغّة البغّاء…”‬

‫طرق التي تيعتمد عليها علماء اليلسانيياتا الجتماعيية‪ ،‬لتحليل الخصائصّ الفرديية‬ ‫يتعيد تلك البصماتا اليلغّويية‪ ،‬واحدةّ من ال ي‬
‫لعضاء الجماعاتا اليلغّويية‪ ،‬ومن ثيم تحديد أطرها الدقيقة بهدف استخلصّ اليسماتا المشتركة بين أفراد هذه الجماعاتا‪ .‬أيما‬
‫صّ باليلسانيياتا الجنائيية‪ ،‬فإين “اليلغّديية” و “اليلهجة الجتماعيية” يشيكلن مدعا “المايدةّ الخام” التي ييعتمد عليها كدليل‬
‫فيما يخت ي‬
‫صا أولئك ايلذين ييتبعون رسائل اليتهديد لقتناصّ ضحاياهم‪.‬‬ ‫شبهة على أحد مرتكبي الجرائم‪ .‬وخصو د‬ ‫جنائيي‪ ،‬لثباتا ال ي‬

‫صدد‪ ،‬يقول البروفيسور اللماني ريموند دروميل ‪ – ((Raimund Drommel‬وهو أحد أعلم اليلسانيياتا‬ ‫وفي هذا ال ي‬
‫الجنائيية – “…في كثير من الحالتا‪ ،‬تكفي عيينة من الديلة اليلغّويية لفتح قضيية جنائيية ضيد مشتبهّ بهّ مثل “لهجة شخصية” أو‬
‫صة…”‬ ‫استخدام المشتبهّ بهّ لنوع من الكلماتا والعباراتا أو لتركيب لغّوي معيين‪ ،‬يتكيرر لديهّ بصورةّ خا ي‬

‫يدفعنا هذا اليتصريح إلى العتراف بقيمة الكلماتا المنطوقة أو المكتوبة‪ ،‬فهي قادرةّ على اليتأثير في عمليية إدراك الحداث‬
‫ومعرفة هويية المشاركين فيها‪ ،‬وهذا ما ييفيسر لماذا قد تفشل بعض القضايا الجنائيية في تحقيق العدالة‪.‬‬

‫تاريخ ظهور المصطلح‬

‫لعيل مبدأ تحقيق العدالة‪ ،‬كان الباعث الساسيي لولدةّ “اليلسانيياتا الجنائيية”؛ إذ أبصر هذا المصطلح الينور للميرةّ الولى عام‬
‫‪ 1968‬عندما استخدمهّ أستاذ اليلسانيياتا “جان سفارتفيك” في إعادةّ تحليل تصريحاتا “تيموثني جون إيفانزّ”‪ .‬كان “إيفانزّ”‬
‫مشتبدها بهّ بجريمة قتل زّوجتهّ وابنتهّ وقد تثيبتتا إدانتهّ‪ ،‬فحكمتا عليهّ المحكمة بالموتا شندقا‪ .‬وبعد تنفيذ حكم العدام بثلث‬
‫شرطة وقد‬ ‫سنواتا‪ ،‬شرع “سفارتفيك” يدرس “اليتصريحاتا الربعة” التي أدلى بها “إيفانزّ” خلل فترةّ استجوابهّ لدى ال ي‬
‫لحظ وجود علماتا أسلوبيية )‪ (Stylistics Signs‬مختلفة بين اليتصريح الساسي الذي أعلن فيهّ إقدامهّ على قتل زّوجتهّ‬
‫وتصريحاتهّ الخرى‪ ،‬المر الذي جعلها متناقضة‪.‬‬
‫ارتكزّتا اليدراسة على ملحظة العلقاتا السنادية الخارجيية بين جمل اليتصريحاتا‪ ،‬وذلك عبر تحليل الفعال السناديية )‬
‫‪ (Finite verb‬وهي تراكيب فعليية يكون الفاعل فيها ظاهدرا أو مستتدرا‪ .‬وبالعتماد على تأويل تركيبيي )‪Syntactic‬‬
‫‪ ،(Interpretation‬لمجموعة من اليتراكيب الواردةّ في نصوصّ اليتصريحاتا ومنها‪ ”:‬جمل صلة الموصول )‪Relative‬‬
‫‪ ،(Clause‬الجمل التي تكثر فيها أدواتا اليربط وحروف العطف‪ ،‬فضدل عن الجمل الفعليية حيث يكون المسند إليهّ مستتدرا‬
‫ومرتبدطا بتركيب فعليي آخر ورد في تصريح معيين من التصريحاتا الربعة”‪ .‬تبيين أين جمل اليتصريح الساسيي‪ ،‬يكثر فيها‬
‫استخدام أدواتا اليربط وحروف العطف مع إبقاء المسند إليهّ مستتدرا‪ .‬وكأين “إيفانزّ” كان يحاول إخفاء “الفاعل” الحقيقيي‬
‫المسؤول عن تلك اليجرائم!‬

‫وبعد استجواب “جون كريستي” – وهو جار “إيفانزّ” – تميكن هذا الخير‪ ،‬من خداع المحكمة مقيددما دلئل حاسمة تؤيكد أن‬
‫“إيفانزّ” هو القاتل‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬كان “كريستي” صاحب سجيل إجراميي طويل وخطير؛ إذ أقدم على قتل ستا نساء‪ ،‬بما في‬
‫ذلك زّوجتهّ‪ .‬وبعد اكتشاف المحكمة الحقيقة‪ ،‬وإصدار حكم العدام بحيقهّ‪ ،‬اعترف بقتل “السيدةّ إيفانزّ” وقد جاء تصريحهّ‪،‬‬
‫بعد تحليلهّ لسانديا‪ ،‬مختلدفا تمادما عن تصريح “إيفانزّ” الذي فشل يومها بإقناع المحكمة بأين جاره هو القاتل الحقيقيي‪.‬‬

‫وانطلدقا من هذه البياناتا منحتا المحكمة “إيفانزّ” عفدوا بعد الوفاةّ‪ .‬وإلى الن تعتبر أعمال “سفارتفيك” أولى الحالتا‬
‫الرئيسية التي تيم فيها استخدام اليلسانيياتا الجنائيية بهدف إعادةّ تحقيق العدالة‪ .‬دفعتا أعمال هذا المحيقق إلى إعادةّ تدقيق كثير‬
‫من اليتصريحاتا حول العالم‪ ،‬وفرضتا إجراءاتا الشرطة المعروفة في ذلك الوقتا‪ ،‬أن تكون إفاداتا المشتبهّ بهم مديونة‬
‫شهود قليلة جديدا وتفتقر إلى اليتنظيم‬
‫بحسب ورودها حرفدييا على ألسنتهم وليس بأسلوب البلغا؛ ففي البداية‪ ،‬كانتا تصريحاتا ال ي‬
‫د‬
‫شهاداتا سريعة للغّاية ميما يؤيدي‬ ‫المنطقيي والكرونولوجيي‪ ،‬فيترسل إلى المحكمة بطريقة غير متناسقة‪ ،‬وغالدبا ما كانتا هذه ال ي‬
‫إلى إهمال كثير من تفاصيلها المهيمة‪.‬‬

‫اهتيمتا الولياتا الميتحدةّ في أيول ظهور ليلسانيياتا القضائيية‪ ،‬بحقوق المشتبهّ بهم في أثناء عمليية الستجواب ويتسيمى هذه‬
‫شرطة‬ ‫الحقوق ب “حقوق الميراندا”‪ .‬ولعيلك على دراية بذلك المشهد الذي يتكيرر في كيل الفلم البوليسيية حيث تضع ال ي‬
‫ي شيء‬
‫صمتا‪ ،‬ييمكن استخدام أ ي‬‫صا رهن العتقال ويبدأ الستجواب معهّ بعبارةّ تحذيريية شهيرةّ‪“ :‬لديك الحيق في التزّام ال ي‬ ‫شخ د‬
‫تقولهّ ضيدك‪ . ”.‬يتعتبر هذه العبارةّ مهيمة للغّاية لنها يتعلم المشتبهّ بهّ بحقوقهّ وتتضمن لهّ الحماية بموجب القانون‪.‬‬

‫أبرزّ مجالتا تطبيق هذا العلم‬


‫‪ -1‬لغّة النصوصّ القانونيية‪ :‬تشتمل اليلسانيياتا الجنائيية في جزّء كبير من مجالتا تطبيقها‪ ،‬على دراسة الينصوصّ القانونيية أو‬
‫القضائيية من زّوايا مختلفة منها “نوع الينصوصّ والتديرج المنطقي اليلسانيي في الحكام القضائيية‪ ،‬إضافدة إلى تحليل الكلماتا‬
‫المستعملة ودللتها المعجميية والينحويية واليسياقيية”‪ .‬ويتضمن هذا اليتحليل اليلغّوي‪-‬القانونيي‪ ،‬مراجعة الوثائق المتنيوعة‬
‫صة وأحكام المحكمة واستدعاءاتها والقوانين‬ ‫صادرةّ عن هيئاتا قانونيية “كدساتير اليدول والحكام ال ي‬
‫شرعيية والوصايا الخا ي‬ ‫ال ي‬
‫صادرةّ عن اليدوائر الحكوميية”‪ .‬ومن أبرزّ هذه الوثائق “قانون حمورابي”‪ ،‬الذي يعيد أهيم وثيقة قانونيية تيم العثور عليها‬ ‫ال ي‬
‫صا قضائدييا‪ ،‬عندما ييستخدم في سياق‬ ‫صّ أو عنصر من اليلغّة ن دي‬
‫ين ي‬‫وذلك لكتمال نصوصها‪ .‬وتجدر الشارةّ إلى اعتبار أ ي‬
‫قانونيي أو جنائيي‪.‬‬

‫صصّ في علم اليلغّة الجنائيي على اكتشاف الحداث ايلتي‬‫‪ -2‬المكالماتا الطارئة‪ :‬يشيكل هذا المجال‪ ،‬ميدان اختبار لقدرةّ المتخ ي‬
‫د‬
‫يمير بها المتكيلم‪ ،‬وذلك عبر استخراج المعلوماتا اليلغّوية التي تديل على حالتا معيينة من قبيل اليتهديد مثل‪ .‬ومن المور‬
‫المهيمة في تحليل المكالماتا الطارئة وفق آليياتا اليلسانيياتا الجنائيية‪“ :‬ارتفاع الصوتا وانخفاضهّ‪ ،‬نبرةّ الصوتا ونغّمتهّ‪،‬‬
‫صوتيي الذي يديل على أن هناك تديخل طرف ثالث في التصال”؛ على سبيل المثال‪ ،‬إين إلحاح المتكيلم عبر تكرار‬ ‫والمدى ال ي‬
‫الكلماتا نفسها‪ ،‬يلعب دودرا مهديما في الكشف عن حالتهّ وكذلك أي د‬
‫ضا التريدد وعلماتا التهيرب والجاباتا غير الكاملة أو‬
‫القصيرةّ جددا…‬

‫هذه المور قد تديل على أن الميتصل مخادع أو تحتا تهديد معيين‪ ،‬كما أين استخدام نبرةّ صوتا عالييدة في نهاية كيل جملة يديل‬
‫صوتا في نهاية الكلم هو “حيلدة دفاعيية” لخفاء معلوماتا معيينة‪ .‬بينما يتمييزّ اليتصال‬ ‫صدق؛ لين ارتفاع ال ي‬
‫على عدم ال ي‬
‫ي‬
‫صوتا بشكل يثير لدى المتليقي‪ ،‬نودعا من الثقة أو اليقين بأين الميتصل بهّ سيزّيوده‬
‫العادي بتشابك الكلماتا وبصفاء نبرةّ ال ي‬
‫بمعلوماتا دقيقة وواضحة‪.‬‬

‫‪ -3‬طلباتا الفدية أو اليرسائل واليتصالتا اليتهديديية‪ :‬اليتهديد هو السلوب الذي يرافق طلب الفدية‪ .‬وفي القضايا التي ل يوجد‬
‫فيها مشتبهّ بهم‪ ،‬قد يكشف فحصّ الديلة اليلغّوية‪ ،‬عن معلوماتا إثنيية‪-‬دينيية أو اجتماعيية محتملة عن اليمهيدد‪ .‬أيما في المواقف‬
‫ايلتي توجد فيها مجموعةة محدودةّة من المشتبهّ بهم‪ ،‬فقد تساعد المقارنة والمشابهة )‪ ،(Analogy‬بين لغّة اليتهديد من جهة‬
‫والوثائق المكتوبة لكيل مشتبهّ بهّ من جهة أخرى‪ ،‬في تضييق نطاق مجموعة المشتبهّ بهم‪ .‬ويمكننا أن نرى تحليل رسالة الفدية‬
‫في قضيية الخطف التية‪.‬‬

‫في الول من آذار عام ‪ ،1932‬دخل متسيلل إلى منزّل الطييار “تشارلزّ ليندبيرغا” في نيو جيرسي واختطف طفلهّ الصغّير‪.‬‬
‫طفل في مكان قريب‪ .‬ترك اليدخيل رسالة فدية على حايفة الينافذةّ في غرفة‬ ‫بعد أكثر من شهرين بقليل‪ ،‬تيم العثور على جيثة ال ي‬
‫طفل‪ ،‬فدفع “ليندبيرغا” أموال الفدية وسرعان ما ظهرتا الموال في مدينة نيويورك‪ .‬في الينهاية‪ ،‬قاد اليتحقيق إلى معرفة‬ ‫نوم ال ي‬
‫هويية القاتل‪ ،‬وهو مهاجر ألمانيي صاحب سجيل إجراميي طويل‪ ،‬يدعى “هاوبتمان”‪ .‬خلل محاكمة “هاوبتمان”‪ ،‬عمل ثمانية‬
‫خبراء في الكتابة اليدويية )‪ (Handwriting‬على دراسة أوجهّ اليتشابهّ بين مذيكرةّ الفدية وعييناتا أخرى من كتاباتهّ‪ .‬يأدين بعد‬
‫ذلك بجريمة القتل‪ ،‬بعد أربع سنواتا من حادثة الختطاف!‬

‫ط اليد – وهو جزّء من تطبيقاتا اليلسانيياتا‬ ‫شهيرةّ ايلتي كان فيها تحليل خ ي‬‫قضيية “هاوبتمان”‪ ،‬هي واحدةّ من القضايا الجنائيية ال ي‬
‫ط” )‪ ،(Graphology‬حيث يتعيقب المحيقق‬ ‫الجنائيية – بمثابة دليل جنائيي رئيسيي‪ .‬ويقع هذا التحليل فيما يسيمى ب “علم الخ ي‬
‫ط وطريقة رسم الحروف بالضافة إلى اليتركيباتا اليلغّويية المستعملة لمعرفة هويية المشتبهّ بهّ‪.‬‬ ‫شكل الخ ي‬
‫وعن الفاصلة التي كشفتا القاتل…إليكم هذه القضيية المثيرةّ‪.‬‬

‫كشف اليلسانيي الجنائيي “جون أولسن” عن كيفيية معرفتهّ لهويية مجرم عن طريق مجموعة من اليرسائل النصيية ايلتي أرسلها‬
‫المجرم نفسهّ من هاتف ضحييتهّ‪ .‬اعتمد هذا اليتحقيق اليلسانيي على ملحظة الختلفاتا البسيطة في علماتا اليترقيم‪.‬‬

‫جون أولسون‪ ،‬هو من أهيم المحيققين اليلسانييين‪ ،‬لهّ أكثر من ‪ 300‬تحقيق في جرائم تتراوح بين البتزّازّ والقتل‪ .‬استطاع‬
‫التعيرف على هويية قاتل السييدةّ “ديانا لي” وهو عشيقها “دايفيد ريان”‪.‬‬

‫في شباط ‪ ،2012‬وتحديددا في منزّل “ديانا لي” في انجلترا‪ ،‬تعيرضتا هذه الخيرةّ للضرب المبرح‪ ،‬وقد شيوه عشيقها الجزّء‬
‫اليسفلي من جسدها بمنشار حايد‪ .‬وقبل إقدامهّ على إلقاء الجيثة في المرآب ثيم إشعال النار لخفاء آثار الجريمة والبصماتا )‬
‫صية كاذبة إلى عملئها‪،‬‬‫‪ ،(DNA‬بهدف اكتساب مزّيد من الوقتا للهروب‪ .‬استخدم هاتف عشيقتهّ الثريية فأرسل رسائل ن ي‬
‫يطلب منهم البتعاد عن المنزّل‪.‬‬

‫كان اليدليل الجنائيي الذي اعيتمد عليهّ في إصدار حكم السجن لمدةّ )‪ 34‬عادما(‪ ،‬تو ي‬
‫ضيع المجرم لفراغاتا فريدةّ بعد الفواصل‪.‬‬
‫ضح المحيقق أولسن أين السييدةّ “ديانا” ل تضع فرادغا بعد الفواصل كما أينها تستخدم “الوقفة” لنهاء جملها‪.‬‬‫وقد و ي‬

‫وقد أشار في موضع آخر‪ ،‬إلى أين “ريان” وضع فراغين بعد علمة الستفهام‪ ،‬بينما “السييدةّ لي” ل تفعل ذلك‪ .‬شيكلتا هذه‬
‫الملحظاتا‪ ،‬دليدل ثابدتا على أين “ريان” هو المجرم الحقيقيي‪.‬‬
‫‪ -4‬اليرسائل النتحاريية‪ :‬غالدبا ما تكون اليرسالة النتحاريية قصيرةّ ومختصرةّ جديدا – أقل من ‪ 300‬كلمة – وتتمييزّ هذه‬
‫اليرسائل عاددةّ بالوضوح والديقة‪ .‬تكون اليرسالة مويجهة إلى المرسل إليهّ )أو المرسل إليهم(‪ ،‬بحيث يتذكر أسماؤهم بشكل‬
‫صريح‪ ،‬وهم على علقة معيينة مع المرسل‪ .‬تحتوي اليرسائل النتحارية على جمل‪ ،‬تشير إلى طريقة النتحار أو الوسيلة‬
‫المعتمدةّ‪ .‬وقد تشتمل على كلماتا وعباراتا ل تستعمل سوى بين المرسل والمرسل إليهّ‪ .‬وهي تحمل عاددةّ مدلولتا حميميية‪،‬‬
‫النيية من إيرادها جعيل المرسل إليهّ يشعر باليذنب‪.‬‬

‫‪ -5‬تصريحاتا المحكوم عليهم بالعدام‪ :‬هي تصريحاتا يعترفون بها باليجريمة‪ ،‬مما يترك انطباع المانة لدى المستجووب‪.‬‬
‫صة‪ .‬وقد تكون أيضا‬‫ويمكن أن تكون تصريحاتا ينكرون فيها فعل الجريمة ميما يترك انطباع البراءةّ لدى السلطاتا المخت ي‬
‫تصريحاتا ييتهمون فيها الشهود بالكذب من أجل محاولة ايدعاء البراءةّ‪.‬‬

‫‪ -6‬مجالتا أخرى‪ :‬تستخدم آليياتا اليلسانيياتا الجنائيية في حل النزّاعاتا المتعيلقة بالعلمة التجارية وحق الملكيية وقضايا‬
‫اليسرقاتا الفكريية‪ .‬ومن أبرزّ هذه القضايا قضيية التنازّع على أحقيية مورفيم “”‪ Mc‬بين سلسلة مطاعم “‪”McDonald’s‬‬
‫وسلسلة فنادق “‪.”McSleep‬‬

‫“اليلسانيياتا الجنائيية”…أكثر الفروع الكاديميية تشيعدبا !‬

‫يمكن أن تقسم “اليلسانيياتا الجنائيية”‪ ،‬إلى فروع كثيرةّ ولكين أبرزّها ما يلي‪:‬‬

‫علم السلوب الجنائيي ‪ (Forensic stylistics):‬يخت ي‬


‫صّ هذا الفرع بالمواد المكتوبة أو المنطوقة وتحديد قياس المحتوى‬
‫اللساني‪ ،‬للكشف عن هويية المؤيلف الحقيقي‪ .‬غالدبا ما يعتمد في قضايا النتحال أو اليسرقاتا الدبية‪.‬‬

‫تحليل الخطاب )‪ :(Discourse Analysis‬هو إظهار وظيفة كل جزّء من الكلم المنطوق أو المكتوب من خلل ال ي‬
‫شرح‬
‫واليتفسير واليتأويل‪ .‬تستخدم فيهّ آليياتا الهرمينوطيقا والسيمياء‪.‬‬

‫علم اليلهجاتا اليلغّوي )‪ :(Dialectology‬هو فرع من فروع اليلسانيياتا الجتماعيية‪ ،‬يهدف إلى دراسة اليلهجاتا بطريقة‬
‫منهجيية بالستناد إلى معلوماتا أنثروبولوجيية وجغّرافيية‪ .‬يساهم هذا الفرع في تحديد المنطقة الجغّرافيية أو البيئة الجتماعيية‬
‫التي ينتمي إليها المتكيلم )المجرم(‪.‬‬
‫صوتيياتا الجنائيي )‪ :(Forensic Phonetics‬يهتيم هذا العلم‪ ،‬إلى بيان أوجهّ اليتشابهّ والختلف بين اليتسجيلتا‬ ‫علم ال ي‬
‫صوتيية‬ ‫د‬
‫صوتيية التي قد ترد على ألسنة المشتبهّ بهم‪ ،‬ومن ثيم تحديد حالتهم الينفسية أو المرضيية انطلقا من الخصائصّ ال ي‬ ‫ال ي‬
‫ي‬
‫الفيزّيائيية‪ .‬ويتكامل هذا الفرع مع علم النفس الجنائي‪.‬‬

‫علم النفس الجنائيي )‪ :(Forensic Psychology‬يشتمل هذا العلم بشكل أساسيي‪ ،‬على إعادةّ صياغة نتائج المعاينة الينفسيية‬
‫طبيب الينفسيي على تقييم الحالة اليذهنية للميدعى‬
‫اليسريريية باليلغّة القانونيية‪ ،‬بهدف الستفادةّ منها في مرافعاتا المحاكم‪ .‬يعمل ال ي‬
‫عليهّ وقتا ارتكاب اليجريمة‪.‬‬

‫واقع اليلسانيياتا الجنائيية في الوطن العربيي‬

‫تفتقر المكتبة العربيية اليوم‪ ،‬إلى المصادر والمراجع التي تتناول موضوعاتا هذا المجال‪ .‬وأمام الختصاصاتا الجامعيية‬
‫ي‪،‬‬‫اليتقليديية والينقاشاتا والبحوث‪ ،‬التي تدور كيلها في دائرةّ واحدةّ تعيد تكرار نفسها! نتساءل‪“ :‬أل يستحيق هذا المجال الحيو ي‬
‫صين في العلوم الجنائيية والقضاء والحقوق‪ ،‬أن يولوه الهتمام الفريد الذي يستحيقهّ في زّمن‬ ‫من علماء اليلغّة العرب ومن المخت ي‬
‫اللعدالة؟”‪ .‬يبدو أين العربيي اليوم بعيد نسب يديا عن عبور الحدود التقليديية للختصاصاتا‪ ،‬هذا العبور ايلذي من شأنهّ أن يربط‬
‫بين الحقول الكاديميية المختلفة عبر اليدمج بين مدارسها الفكريية والعلميية‪ ،‬أي ما يعرف اليوم بمصطلح “حقول أكاديميية‬
‫ي في ميادينها الكاديميية وهذا من‬ ‫متداخلة ‪ .”Interdisciplinarity‬فالجامعاتا العربيية‪ ،‬ل تزّال تحافظ على طابعها اليتقليد ي‬
‫أسباب تراجع حركة “البداع والنهوض الفكري والعمليي” في وطننا‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫– ‪.John Olsson, More Wordcrime: Solving Crime With Linguistics, Bloomsbury, 2018‬‬

‫– ‪.Ronald Wardhaugh, An Introduction to Sociolinguistics, Blackwell publishing, 2006‬‬

‫– ‪Malcom Coulthard, Alison Johnson, An Introduction to Forensic Linguistics, Routledge,‬‬


‫‪.2007‬‬

‫– ‪Raimund Drommel, Sprachprofiling – Grundlagen und Fallanalysen zur Forensischen‬‬


‫‪.Linguistik, frank & timme, 2015‬‬
https://www.dailytrust.com.ng/can-peoples-writing-styles-be-used-to-guess-their- –
identity.html

https://www.dailymail.co.uk/news/article-6028507/Forensic-linguist-reveals-murderer- –
snared-sending-texts-commas.html

https://digilib.phil.muni.cz/bitstream/handle/11222.digilib/101438/A_Linguistica_18-1970- –
1_20.pdf?sequence=1

‫الوسوملغّوياتا معنى‬

‫لماذا ل يتحدث الفلسفة عن معنى الحياةّ؟‬

‫بدرالدين مصطفى‬.‫ د‬:‫ ترجمة‬- ‫ موريس ميرلوبونتي‬- ‫ك سيزّان‬


‫ش ي‬

‫مقالتا ذاتا صلة‬

‫حياةّ جديرةّ بالعيش – باتريك ستوكس‬

‫ ساعاتا‬3 ‫منذ‬

‫القوةّي في تقيوول »ل أدري« – ستيفين غامبارديل‬

‫منذ يوم واحد‬


‫الحاضرةّ والذهنيية – غيورغا زّييمل‬

‫منذ يومين‬

‫الددال يمقابل التمدلول‪ :‬ما السوتلزّام الدتخا ي‬


‫طوبي؟‬

‫منذ ‪ 4‬أيام‬

‫اشترك بقائمتنا البريدية‬

‫بريدك اللكتروني‬

‫سجل الن‬

‫أخر المنشوراتا‬

‫منذ ساعة واحدةّ‬

‫حياةّ جديرةّ بالعيش – باتريك ستوكس‬

‫منذ ‪ 23‬ساعة‬

‫القوةّي في تقيوول »ل أدري« – ستيفين غامبارديل‬

‫منذ يومين‬

‫الحاضرةّ والذهنيية – غيورغا زّييمل‬

‫منذ ‪ 4‬أيام‬

‫الددال يمقابل التمدلول‪ :‬ما السوتلزّام الدتخا ي‬


‫طوبي؟‬

‫منذ ‪ 5‬أيام‬

‫تطيور مفهوم الجميل في الفين من الكلسيكية إلى ما بعد الحداثة – عزّالدين بوركة‬

‫منذ ‪ 6‬أيام‬

‫مهيمة القارئ – عبد السلم بنعبد العالي‬

‫منذ أسبوع واحد‬

‫البستمولوجيا الجتماعية – صلح إسماعيل‬

‫منذ أسبوع واحد‬

‫»ممسودسا بالذاكرةّ« أو كيف يقرؤنا ال ش‬


‫شعر؟ – يزّن الحاج‬

‫منذ أسبوعين‬

‫العزّلة‪ :‬فنن البقاوء وحيددا‬


‫منذ أسبوعين‬

‫قراءةّ مسرحية »اليام الجميلة في أرانخويث« لبيتر هاندكهّ – سعيد بوكرامي‬

‫© حقوق النشر ‪ ،2019‬جميع الحقوق محفوظة |‬

‫الرئيسية من نحن اتصل بنا تسجيل الدخول التسجيل صفحة الكتاب‬

‫‪Facebook‬‬

‫‪Twitter‬‬

‫‪WhatsApp‬‬

‫‪Telegram‬‬

‫زّر الذهاب إلى العلى‬

‫تخطى إلى المحتوى‬

‫علم اللغّة الشرعي‪ :‬نظرةّ عامة موجزّةّ‬

‫بواسطة أ‪ .‬فرج محمد صوان ‪14-07-2018‬‬

‫ملخصّ‬

‫تفحصّ هذه الدراسة إطارا وعرضا موجزّا للعناصر الرئيسية لعلم اللغّة الشرعي )‪ (Forensic Linguistics‬يغّطي مجالهّ‬
‫وتاريخهّ وتطوره‪ ،‬واستخدام الدلة اللغّوية في الجراءاتا القانونية‪ .‬وعلوةّ على ذلك‪ ،‬تستكشف هذه الدراسة النواع‬
‫النموذجية للدلة اللغّوية مثل التعرف على المؤلفين‪ ،‬والسلوب القانوني‪ ،‬وتحليل الخطاب‪ ،‬والصوتياتا الشرعية‪ ،‬والنسخ‬
‫الشرعي‪ ،‬والختلف )ضمن نفس المؤلف وبين المؤلفين(‪ .‬بعد تقديم موجزّ عن المجال يبين بعض القضايا العامة‪ ،‬سيتم‬
‫استعراض المجالتا المرتبطة مباشرةّ بعلم اللغّة الشرعي )أو اللغّوياتا الشرعية(‪ .‬ولتحقيق هذه الغّاية‪ ،‬سيتم تضمين قسم‬
‫حول فحصّ الوثائق‪ ،‬وشرعية البرمجياتا‪ ،‬والسيميائية والكشف عن النتحال‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬تولي الدراسة اهتمامها‬
‫لبعض التطبيقاتا الشرعية لعلم اللغّة الوصفي مثل اللغّويين الشرعيين‪ ،‬وأنواع النصوصّ‪ ،‬والمؤلف‪ ،‬والتحقيق اللغّوي في‬
‫التأليف‪ .‬وتختتم الدراسة باقتراح أن يعمل المحامون واللغّويون بشكل أوثق مع بعضهم البعض لصالح العدالة وأنهّ ليس على‬
‫علماء اللغّة أن يحسنوا فهمهم لقضايا القانون فقط‪ ،‬ولكن ينبغّي على المحامين أي د‬
‫ضا أن يستفيدوا من تجارب علماء اللغّة‬
‫ضا إلى أن مستقبل علم اللغّة الشرعي سيكون واعداد إذا عمل علماء اللغّة في‬
‫كمستشارين وشهود خبراء‪ .‬كما تشير الدراسة أي د‬
‫القضايا القانونية‪ ،‬وعلى اكتساب المؤهلتا والمهاراتا المعرفة في التخصصاتا الخرى ذاتا الصلة من أجل إعدادهم بشكل‬
‫أفضل للعمل في ومع المحاكم‪.‬‬

‫كلماتا البحث‪ :‬علم اللغّة الشرعي؛ الدلة اللغّوية؛ التطبيقاتا الشرعية‬


‫‪ .1‬مقدمة‬

‫علم اللغّة هو الدراسة العلمية للغّة كنشاط بشري‪ ،‬ويهتم بكل من بنية اللغّة والطرق التي تعمل بها في بيئاتا مختلفة‪ .‬هناك‬
‫العديد من المجالتا في علم اللغّة‪ ،‬ومن بين أحد مجالتهّ المتزّايد الهمية في مجال البحوث التطبيقية هو علم اللغّة الشرعي‪.‬‬
‫لقد تطور هذا المجال من فهم اللغّة المبني على البحث‪ .‬يتضمن علم اللغّة الشرعي تطبيق المعرفة العلمية على اللغّة في سياق‬
‫القانون الجنائي والمدني‪ .‬يهتم اللغّويين الشرعيين بفهم لغّة القانون المكتوب‪ ،‬وتعقيداتهّ وأصولهّ‪ ،‬وكذلك استخدام اللغّة في‬
‫الجراءاتا القضائية‪ .‬كما يدرسون العملية القضائية من نقطة العتقال‪ ،‬إلى التحقيق‪ ،‬والتهام‪ ،‬ومراحل المحاكمة واصدار‬
‫الحكم‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يهتم اللغّويون بلغّة التحقيقاتا التي تجريها الشرطة مع الشهود والمشتبهّ بهم‪ ،‬وبلغّة المحامين‬
‫والشهود في الستجواب )‪.(AHRC, 2009‬‬

‫‪ .2‬لمحة تاريخية حول بحوث علم اللغّة الشرعي‬

‫هل اللغّة مهمة حقا؟ قطعا نعم! خاصة في مجال اللغّوياتا الشرعية )‪ ،(Forensic Linguistics‬لن اللغّة هي العنصر‬
‫الرئيسي‪ .‬لكن ما هو علم اللغّة الشرعي وما هو غرضهّ؟ هل هو فقط حول اللغّة والقانون أم أنهّ مرتبط بمجالتا تطبيقية‬
‫أخرى؟ أين يمكنك دراستهّ؟ ما هي الحالتا الشهيرةّ التي استخدمتا هذا العلم الخاصّ؟ هذه القسم سوف يجيب على هذه‬
‫السئلة وغيرها‪.‬‬

‫أحد الهداف الرئيسية لعلم اللغّة الشرعي هو توفير تحليل دقيق ومنهجي للغّة‪ .‬يمكن استخدام نتائج هذا التحليل من قبل العديد‬
‫من المهنيين المختلفين‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن لضباط الشرطة استخدام هذه الدلئل ليس فقط للتحقيق مع الشهود والمشتبهّ‬
‫ضا في حل الجرائم بموثوقية أكثر‪ .‬يمكن للمحامين والقضاةّ وأعضاء هيئة المحلفين استخدام هذه‬ ‫بهم بفعالية أكثر‪ ،‬ولكن أي د‬
‫التحليلتا للمساعدةّ في تقييم أسئلة الذنب والبراءةّ بشكل عادل أكثر‪ .‬ويمكن للمترجمين والمترجمين الفوريين استخدام هذا‬
‫البحث للتواصل بدقة أكبر‪ .‬إن علم اللغّة الشرعي يخدم العدالة ويساعد الناس على اكتشاف الحقيقة عند ارتكاب الجرائم‪.‬‬

‫منذ أكثر من أربعين عادما‪ ،‬أظهر الخبير اللغّوي جان سارفارتفيك )‪ (Jan Svartvik‬مدى فائدةّ اللغّوياتا الشرعية بشكل‬
‫كبير‪ ،‬حيث شمل تحليلهّ نسخة من مقابلة للشرطة مع تيموثي إيفانزّ)‪ ،[1](Timothy Evans‬وهو رجل أدين بتهمة قتل‬
‫زّوجتهّ وابنتهّ الرضيعة في عام ‪ .1949‬أظهر سفارتفيك أن أجزّاء من النصّ اختلفتا بشكل كبير في أسلوبها النحوي عندما‬
‫قارنها بباقي المقابلة المسجلة‪ .‬على أساس هذا البحث وحقائق أخرى‪ ،‬قضتا المحاكم بأن إيفانزّ قد اتهم خطدأ‪ .‬وللسف‪ ،‬تم‬
‫إعدام إيفانزّ بالفعل في عام ‪ .1950‬ومع ذلك‪ ،‬وبفضل عمل سفارتفيك‪ ،‬بعد مرور ‪ 16‬عادما‪ ،‬تم العفو عنهّ رسمديا وتمتا‬
‫تبرئة اسمهّ‪ .‬تعتبر أعمال سفارتفيك اليوم واحدةّ من أولى الحالتا الرئيسية التي استخدم فيها علم اللغّة الشرعي لتحقيق‬
‫العدالة في محكمة قانونية‪ .‬اليوم‪ ،‬يعد علم اللغّة الشرعي مجادل مستقلد للدراسة معترف بهّ دولديا]‪.[2‬‬

‫الهم من ذلك‪ ،‬ل يتم استخدام علم اللغّوياتا فقط ليجاد المذنبين‪ ،‬ولكن أيضا لحماية البرياء‪ .‬يتضمن أحد المثلة الممتازّةّ‬
‫عن كيفية القيام بذلك نصّ مكتوب خاصّ وثابتا يسمى ‘تحذيراتا ميراندا’ )‪ .[3](Miranda Warnings‬إن معظم من شاهد‬
‫صا يضعونهّ رهن العتقال بعبارةّ‪‘ :‬لديك الحق في‬‫ضا لجريمة يكون على دراية بالمشهد الذي تخبر فيهّ الشرطة شخ د‬ ‫عر د‬
‫التزّام الصمتا‪ .‬يمكن استخدام أي شيء تقولهّ ضدك ]…[’]‪ .[4‬تعتبر الكلماتا في هذا النصّ مهمة جدا لنها تبلغ الناس‬
‫بحقوقهم وحمايتهم بموجب القانون‪.‬‬

‫صا ما تم اعتقالهّ ل يعني بالضرورةّ أنهّ مذنب؛ وحتى عندما يرتكب شخصّ مشتبهّ بهّ جريمة ما‪ ،‬فإن الشرطة ل‬ ‫حقيقة أن شخ د‬
‫تزّال ملزّمة قانونا بالتأكد من احترام قوانين البلد وحمايتها‪ .‬وللمساعدةّ على ضمان احترام هذه اللوائح والجراءاتا بشكل‬
‫دائم‪ ،‬يلزّم الشرطة في العديد من البلدان قراءةّ النصّ الرسمي‪ .‬في الولياتا المتحدةّ‪ ،‬يسمى هذا النصّ ‘تحذيراتا ميراندا’‪.‬‬
‫يمكن لعلماء علم اللغّة الشرعي المتخصصين في تحليل ‘حقوق ميراندا’ أن يبيينوا كيف يمكن للختلفاتا في كيفية قراءةّ‬
‫النصّ أن تغّير الطريقة التي يتم بها فهمهّ‪ .‬وقد يبحثون أي د‬
‫ضا في كيفية تغّيير نصوصّ النية القانونية الصلية‪.‬‬

‫وينقسم علم اللغّة الشرعي في الوقتا الحاضر إلى قسمين رئيسيين بهما العديد من التخصصاتا الفرعية المختلفة‪.‬‬

‫اللغّة المكتوبة‪ :‬على سبيل المثال ‪ ،‬اللغّة المستخدمة في القانون القليمي والوطني والدولي‪ ،‬اليوم وفي الماضي؛ نسخ مقابلتا‬
‫الشرطة مع الشهود والمشتبهّ بهم؛ الرسائل الجرامية المستخدمة في حالتا التهديد الرهابي‪ ،‬والنتحار‪ ،‬والختطاف‪،‬‬
‫والبتزّازّ‪ ،‬وما إلى ذلك؛ ترجمة الوثائق القانونية من لغّة إلى أخرى؛ فحصّ المواد النصية للجابة على أسئلة حول من قد‬
‫يكون المؤلف أو ل يكون‪ .‬يمكن أن تكون اللغّة المكتوبة التي يفحصها اللغّويون الشرعيون بأشكال مختلفة تشمل الرسائل‬
‫الهاتفية‪ ،‬ملحظاتا‪ ،‬رسائل مكتوبة بخط اليد‪ ،‬منشوراتا في وسائل التواصل الجتماعي‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫اللغّة المحكية‪ :‬اللغّة التي يستخدمها المترجمون الشفويون خلل المقابلتا الرسمية للشهود والمشتبهّ فيهم والضحايا؛ اللغّة‬
‫المستخدمة من قبل المجرمين أو الضحايا خلل جريمة‪ .‬التركيزّ في هذا المجال ليس ببساطة على ما قيل ‪ ،‬ولكن كيف قيل‪.‬‬

‫ينظر اللغّويون الذين يبحثون في اللغّة المكتوبة في ميزّاتا مثل التهجئة‪ ،‬وبناء الجملة‪ ،‬واختيار الكلماتا‪ ،‬وعلماتا الترقيم‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬أما اللغّويون الذين يدرسون اللغّة المحكية فيركزّون في المقام الول على اللكنة‪ ،‬واللهجة‪ ،‬والنطق‪ ،‬ونبرةّ الصوتا‪،‬‬
‫وسرعة وإيقاع الكلم‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫وكما يوحي السم‪ ،‬فإن معظم الخبراء الذين يعملون في علم اللغّة الشرعي لديهم شهادةّ في علم اللغّة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العديد‬
‫ضا شهادةّ أو تدريب متقدم في مجالتا أكاديمية أخرى مثل القانون وعلم النفس وعلم الجتماع‬ ‫من اللغّويين الشرعيين لديهم أي د‬
‫والعلوم الحاسوبية وعلم الجرام‪.‬‬

‫هناك العديد من الحالتا الشهيرةّ التي تضمنتا تحليل اللغّة بواسطة علم اللغّة الشرعي‪ .‬وقد تعاملتا هذه الحالتا مع رسائل‬
‫النتحار التي كتبها فنانين مشهورين مثل كورتا كوبين )‪ .[5](Kurt Cobain‬مذكراتا فدية مرتبطة بتشارلزّ ليندبيرغا )‬
‫‪ ،[6](Charles Lindbergh‬الطيار الول الذي تمكن من عبور المحيط الطلسي من نيويورك إلى باريس‪ ،‬والذي اختطف‬
‫ابنهّ وعثر عليهّ ميتا في الفناء الخلفي لمنزّل عائلة ليندبيرغا‪ .‬اكتشفتا مذكرةّ اختطاف بعد اختفاء جون بينتا رامزّي )‬
‫‪ ،[7](JonBenét Ramsey‬ملكة جمال الطفال التي أفادتا بأنها مفقودةّ من قبل أسرتها‪ ،‬وتم العثور عليها بعد ذلك ميتة في‬
‫قبو العائلة‪.‬‬

‫لم تشمل جميع الحالتا التي عمل فيها علماء اللغّة الشرعيين جرائم عنيفة‪ .‬هناك أي د‬
‫ضا العديد من النزّاعاتا القانونية حول‬
‫العلمة التجارية‪ ،‬أشهرها الدعوى القضائية التي رفعتها شركة أبل بيتلزّ ضد شركة أبل لستيفن جوبزّ‪ ،‬النوع الشائع الخر‬
‫صا مثل قصيدةّ‪ ،‬قصة‬ ‫من الجرائم اللعنفية التي قد يقدم فيها علماء اللغّة الشرعيين دليلد مفيددا تتضمن الجدل حول من كتب ن د‬
‫قصيرةّ‪ ،‬أو رواية‪ .‬هذه الحالتا تنطوي على مسألة النتحال أو السرقة الدبية‪ .‬عندما يكون من غير الواضح من الذي كتب‬
‫ن د‬
‫صا ما‪ ،‬يمكن للغّوي الشرعي تحليل عيناتا اللغّة من مؤلفين متعددين ثم تحديد لغّة المؤلف التي تتطابق مع النصّ المتنازّع‬
‫عليهّ أكثر من غيره‪ .‬القطعتين الدبيتين المشهورتين اللتان استخدمتا معهما هذه التقنية هما هاري بوتر )‪J.K. Rowling’s‬‬
‫‪ [8](Harry Potter‬وشفرةّ دافنشي )‪.[9](The Da Vinci Code‬‬

‫وكما أسلفنا فإن مصطلح “اللغّوياتا الشرعية” تم استخدامهّ لول مرةّ من قبل أستاذ اللغّوياتا جان سفارتفيك )‪Jan‬‬
‫‪ (Svartvik, 1968‬في كتابهّ ‘بياناتا إيفانزّ‪ :‬حجة لعلم اللغّة الشرعي’ )‪The Evans Statements: A Case for‬‬
‫‪ .(Forensic Linguistics‬في الثمانينياتا ‪ ،‬ناقش علماء اللغّة الستراليون تطبيق علم اللغّة وعلم اللغّة الجتماعي في‬
‫القضايا القانونية‪ .‬اكتشفوا أن عبارةّ مثل ‘نفس اللغّة’ مفتوحة للتأويل‪ .‬نظم مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالي اللماني مؤتمراد‬
‫استمر يومين في علم اللغّة الشرعي في عام ‪ .1988‬كما يعقدتا أول ندوةّ بريطانية حول اللغّوياتا الشرعية في جامعة‬
‫برمنجهام في عام ‪ 1992‬وحضرها مندوبون من أستراليا والبرازّيل وإيرلندا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬واليونان‪ ،‬وأوكرانيا‪ ،‬وألمانيا‪،‬‬
‫بالضافة إلى المملكة المتحدةّ‪ .‬وعلوةّ على ذلك‪ ،‬تم تأسيس أول برنامج ماجستير في علم اللغّة الشرعي في جامعة كارديف‬
‫) ‪ (Cardiff University‬في عام ‪ 1999‬ويأنشأ مركزّ علوم اللغّة الشرعي في جامعة أستون )‪ (Aston University‬في‬
‫برمنغّهام للتعامل مع الطلب المتزّايد على مهاراتا اللغّوياتا الشرعية في عام ‪.(Jie Gao, 2010) 2008‬‬

‫اللغّوياتا الشرعية هي واحدةّ من أسرع المجالتا نموا في علم اللغّة التطبيقي‪ .‬إن صلتها بممارساتا القانون والعدالة تجعلها‬
‫مجادل علميا مهدما جددا ومثيدرا للهتمام‪ .‬إن تنوع التخصصاتا وإمكانياتا البحث بالضافة إلى علقتهّ بالتخصصاتا المرتبطة‬
‫مثل علم اللغّة الجتماعي وعلم النفس والبراغماتية وعلم الجتماع والقانون يجذب النتباه ويزّيد من شعبية علم اللغّة‬
‫الشرعي بين العلماء والممارسين الشباب‪.‬‬

‫‪ .3‬استخدام الدلة اللغّوية في الجراءاتا القانونية‬

‫تتمتع مجالتا التطبيق التالية بدرجاتا متفاوتة من الموثوقية داخل المجال‪ .‬قدم علماء اللغّة أدلة حول )‪:(AHRC, 2009‬‬

‫التعرف على المؤلف‪ :‬إن تحديد ما إذا كان شخصّ ما قد قال أو كتب شيدئا ما يعتمد على تحليل لهجتهّ‪ ،‬أو أنماط معينة من‬
‫استخدامهّ للغّة )المفرداتا‪ ،‬تنظيم ورصف الكلماتا‪ ،‬النطق‪ ،‬التهجئة‪ ،‬القواعد(‪.‬‬

‫علم السلوب الشرعي )‪ :(Forensic stylistics‬يخضع هذا التخصصّ المواد المكتوبة أو المنطوقة )أو كليهما( للتحليل‬
‫العلمي لتحديد وقياس المحتوى‪ ،‬والمعنى‪ ،‬تحديد المتكلم‪ ،‬أو تحديد المؤلف الحقيقي للتعرف على النتحال أو السرقاتا‬
‫الدبية‪.‬‬

‫تحليل الخطاب‪ :‬يتناول تحليل الخطاب تحليل الستخدام المكتوب أو الشفوي أو استخدام لغّة الشارةّ أو أي حدث سيميائي‬
‫مهم‪.‬‬

‫علم اللهجاتا اللغّوي‪ :‬يشير هذا إلى دراسة اللهجاتا بطريقة منهجية تعتمد على المعلوماتا النثروبولوجية‪ ،‬حيث أن إجراء‬
‫دراساتا منهجية على اللهجاتا أصبح أكثر أهمية‪ ،‬وخاصة في اللغّة النجليزّية‪.‬‬
‫علم الصوتياتا الشرعي‪ :‬يتعامل العالم الشرعي بالصوتياتا مع إنتاج نسخ مكتوبة دقيقة لما تم قولهّ‪ .‬يمكن أن تكشف النسخ‬
‫المكتوبة عن معلوماتا حول الخلفية الجتماعية والجهوية للمتحدث‪ .‬يمكن أن يحدد علم الصوتياتا الشرعي أوجهّ التشابهّ بين‬
‫المتحدثين في تسجيلين منفصلين أو أكثر )‪.(John Olsson, 2007‬‬

‫النسخ الشرعي‪ :‬النوعان الرئيسيان من النسخ هما الوثائق المكتوبة وتسجيلتا الفيديو والصوتا‪ .‬يعد النسخ النصي الموثوق‬
‫مهدما لن النصّ هو البياناتا التي ستصبح الدليل المتاح‪.‬‬

‫الختلف‪ :‬الختلفاتا ضمن نفس المؤلف هي الطرق التي تختلف بها نصوصّ المؤلف الواحد عن بعضها البعض‪ .‬أما‬
‫الختلفاتا بين المؤلفين هي الطرق التي تختلف بها كتابة مؤلفين مختلفين‪ .‬ل يختلف نصان لمؤلف واحد بالضرورةّ أقل من‬
‫نصوصّ لمؤلفين مختلفين‪.‬‬

‫‪ .4‬التطبيقاتا الشرعية لعلم اللغّة الوصفي‬

‫أ‪ -‬علماء اللغّة الشرعيين‪ :‬يتم استدعاء علماء اللغّة الشرعيين بشكل متكرر لمساعدةّ المحكمة في الجابة عن سؤال أو‬
‫سؤالين‪ :‬ما ‘يقولهّ’ نصّ ما‪ ،‬ومن هو مؤلفهّ؟ وفي الجابة على هذه السئلة‪ ،‬يعتمد علماء اللغّة على المعرفة والتقنياتا‬
‫المستمدةّ من واحد أو أكثر من المجالتا الفرعية لعلم اللغّة الوصفي‪ :‬علم الصوتياتا‪ ،‬علم الصواتا‪ ،‬علم بناء الجمل‪ ،‬علم‬
‫الدللة‪ ،‬البراغماتية‪ ،‬تحليل الخطاب والنصّ )‪.(Malcolm Coulthard, 1997‬‬

‫ب‪ -‬النصّ‪ :‬بالنسبة لعالم الصوتياتا‪ ،‬هذه مسألة فك تشفير الكلماتا والعباراتا من تسجيلتا الشرطة‪ ،‬حيث أنهّ عندما يكون‬
‫التسجيل ضعيف الجودةّ‪ ،‬فقد يسمع غير الخبير شيدئا واحددا‪ ،‬في حين أن الخبير ذو الذن المدربة ومساعدةّ الجهزّةّ والبرامج‬
‫المتطورةّ قد يدرك شيدئا ما مختلف تماما‪ .‬كما أن عالم اللغّة الشرعي ل يهتم بفك رموزّ الكلماتا‪ ،‬ولكن بتفسيرها )‪Malcolm‬‬
‫‪.(Coulthard, 1997‬‬

‫ضا أن يتعامل مع مشكلة التأليف المشكوك فيها بالموقف النظري الذي‬ ‫ج‪ -‬التحقيق اللغّوي في التأليف‪ :‬يمكن لعالم اللغّة أي د‬
‫يقول أن لدى كل متحدث أصلي نسختهّ الخاصة والفريدةّ من اللغّة التي يتكلمها ويكتبها‪ ،‬ولهجتهّ الفردية الخاصة بهّ‪،‬‬
‫والفتراض القائل أن هذا اللجة الفردية سوف تتجلى من خلل اختياراتا فردية مميزّةّ في النصوصّ )‪.(Halliday 1964‬‬

‫‪ .5‬المجالتا المتعلقة بعلم اللغّة الشرعي‬

‫فحصّ الوثائق‪ :‬التداخل الموجود بين اللغّوياتا وفحصّ الوثائق يوفر تغّطية مزّدوجة مفيدةّ لصانعي السلوب في علماتا‬
‫الترقيم‪ ،‬والهجاء‪ ،‬والختصار‪ ،‬والتواريخ‪ .‬يعتمد فحصّ الوثائق المشكوك فيها على الدراسة العلمية للدليل المادي للوثيقة )‬
‫‪.(Gerald R. MacMenamin, 2002‬‬

‫البرمجياتا الشرعية‪ :‬آخر تطور مثير للهتمام وحديث في تحديد المؤلف الشرعي هو تطبيق التحليل السلوبي على برمجة‬
‫الحاسوب‪ .‬يستخدم أستاذ الحاسوب الذي يشتبهّ بالسرقة الدبية تطبيقا برمجديا للتعرف على سلسلة مشابهة من التعليماتا‬
‫البرمجية يشتبهّ بها في مهام واجباتا البرمجة )‪.(Gerald R. MacMenamin, 2002‬‬

‫السيميائية‪ :‬وهي دراسة تكوين المعنى‪ .‬وهذا يشمل دراسة عملياتا العلماتا والشارةّ‪ ،‬والتسمية‪ ،‬والتشابهّ‪ ،‬والتشبيهّ‪،‬‬
‫والستعارةّ‪ ،‬والرمزّية‪ ،‬والدللة‪ ،‬والتواصل ) ‪.(Gerald R. MacMenamin, 2002‬‬
‫كشف النتحال والسرقاتا الدبية‪ :‬لقد سيهل الستخدام الواسع لجهزّةّ الحاسوب وظهور النترنتا سرقة أعمال الخرين‪.‬‬
‫يمكن العثور على السرقاتا الدبية في أي حقل تقريدبا‪ ،‬بما في ذلك الوراق العلمية والتصميماتا الفنية‪ ،‬وشفراتا البرمجة‪.‬‬
‫يمكن الكشف عن النتحال إما يدويا أو بمساعدةّ البرامج ) ‪.(Gerald R. MacMenamin, 2002‬‬

‫تفاعل علماء اللغّة والقانونيين‪ :‬سنحاول في هذا القسم إظهار بعض المشكلتا التي يتعامل معها علماء اللغّة عند التعامل مع‬
‫النظام القانوني‪ .‬يرى علماء اللغّة الن أنهّ من الضروري لكل من علماء اللغّة والمهنيين القانونيين أن يعملوا نحو فهم أفضل‬
‫لوجهاتا نظرهم‪ .‬إذا ادعى علماء اللغّة أن المحامين يجهلون علم اللغّة‪ ،‬فالمر متروك للغّويين لضمان عدم استمرار هذا‬
‫الوضع‪ .‬وبالمثل يمكن للمحامين أن يزّعموا أيضا أن علماء اللغّة جاهلون بالقانون‪ ،‬ومن المؤكد أن المر متروك للغّويين‬
‫ضا بالنسبة لعلماء اللغّة‪ ،‬في عصر المحاكم‬‫لضمان معالجة هذه الثغّرةّ في معارفهم كمسألة ذاتا أولوية‪ .‬وسيكون من المهم أي د‬
‫الدولية‪ ،‬فهم ممارساتا الخطاب في القانون الدولي‪ ،‬والتعرف على عاداتا وأعراف النظم القانونية في البلدان الخرى‪ .‬من‬
‫المرجح في المستقبل أن يكون لدى العداد المتزّايدةّ من أولئك الذين يسعون لدخول مجال اللغّوياتا الشرعية مؤهلتا‬
‫إضافية في مجالتا مثل القانون‪ ،‬ولتحقيق فهم أكبر للتقنياتا والطرق والعروض العلمية‪.‬‬

‫‪ .6‬الخلصة‬

‫أصبح العلم مهما د بشكل متزّايد فيما يتعلق بالقانون‪ ،‬كما أن علم اللغّة الشرعي هو أحد المجالتا التي يؤدي فيها البحث إلى‬
‫تقدم متزّايد في حل الجرائم )‪ .(AHRC, 2009‬لقد استكشف في هذا الفصل تخصصّ علم اللغّة الشرعي واستخدام الدلة‬
‫اللغّوية في الجراءاتا القانونية‪ .‬كما قدمنا لمحة عن التطبيقاتا الشرعية لعلم اللغّة الوصفي والمجالتا المتعلقة باللغّوياتا‬
‫الشرعية‪ ،‬واختتمنا الفصل بتفاعل اللغّويين والمحامين‪ .‬ويخلصّ الفصل إلى اقتراح عمل القانونيين واللغّويين بشكل وثيق مع‬
‫بعضهم البعض لصالح العدالة‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪Art & Humanities Research Council. (2009). Forensic linguistics. Retrieved from‬‬
‫‪.http://www.ahrc.ac.uk/What-We- Do/Build-the…/Forensiclinguistics.pdf‬‬

‫‪.Coulthard, M. (1986). Talking about text. Birmingham: ELR‬‬

‫‪.Coulthard, M. (1992). Advances in spoken discourse analysis. London: Routledge‬‬

‫‪Coulthard, M. (1997). ‘A failed appeal’, appeal in forensic linguistics. The International Journal‬‬
‫‪.of Speech, Language and the Law, 4(2), 287- 302‬‬
Coulthard, M., & Johnson, A. (2007). An introduction to forensic linguistics: language in
.evidence. The International Journal of Speech, Language and the Law, 15(2), 275-280

Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (2010). An Introduction to Forensic Linguistics:


.Language in Evidence. London and New York: Routledge

Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (eds.) (2013). The Routledge Handbook of Forensic
.Linguistics. London and New York: Routledge

Eades, D. (1994). Forensic linguistics in Australia. An overview, Forensic Linguistics. The


.International Journal of Speech, Language and the Law, 1(2), 113-132

.Halliday, M. A. K.(1989). Spoken and written language. Oxford: OUP

http://www.mirandawarning.org

https://en.wikipedia.org/wiki/Timothy_Evans

http://www.dailymail.co.uk/tvshowbiz/article-3271385/VIDEO-EXCLUSIVE-Experts-
examining-Kurt-Cobain-s-suicide-note-suggest-murdered-dramatic-teaser-new-documentary-
Soaked-Bleach.html#v-4915045802672603568

https://www.fbi.gov/history/famous-cases/lindbergh-kidnapping

https://youtu.be/kBUQO2u-eD4

https://www.theguardian.com/books/2000/mar/17/news
Gao, J. (2010). Review and prospects of the research of forensic linguistics in China. The
.Journal of Asian Social Science, 6(10), 55-75

.Gibbons, J. (1994). Language & Law. London & New York: Longman Publishing

MacMenamin, G. R. (2002). Forensic linguistics: Advances in forensic stylistics. Florida, USA:


.CRS Press

.Olsson, J. (2003). What is forensic linguistics? England: Nebraska Wesleyan University

Olsson, John (2009). Word Crime: Solving Crime Through Forensic Linguistics.London and
.New York: Continuum International Publishing Group

.Vandijk, T. A., (1977). Text & Context. London, UK: Longman

https://en.wikipedia.org/wiki/Timothy_Evans [1]

Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (2010): An Introduction to Forensic Linguistics: [2]
.Language in Evidence. London and New York: Routledge, p. 5

Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (2010): An Introduction to Forensic Linguistics: [3]
.Language in Evidence. London and New York: Routledge, p. 7

http://www.mirandawarning.org [4]

http://www.dailymail.co.uk/tvshowbiz/article-3271385/VIDEO-EXCLUSIVE-Experts- [5]
examining-Kurt-Cobain-s-suicide-note-suggest-murdered-dramatic-teaser-new-documentary-
Soaked-Bleach.html#v-4915045802672603568

https://www.fbi.gov/history/famous-cases/lindbergh-kidnapping [6]
‫]‪https://youtu.be/kBUQO2u-eD4 [7‬‬

‫]‪https://www.theguardian.com/books/2000/mar/17/news [8‬‬

‫]‪Olsson, John (2009): Word Crime: Solving Crime Through Forensic Linguistics. London and [9‬‬
‫‪New York: Continuum International Publishing Group, pp. 22-34‬‬

‫أ‪ .‬فرج محمد صوان‬

‫استاذ علم اللغّة التطبيقي واللغّة النجليزّية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعاتا الليبية‪ .‬حصل على الشهادةّ الجامعية‬
‫والماجستير من ليبيا‪ ،‬وشهادةّ في تعليم اللغّة النجليزّية من جامعة سري البريطانية )‪ ،(Surrey‬ودرس برنامج الدكتوراه في‬
‫جامعة إيسيكس ببريطانيا )‪ .(Essex‬قام بنشر ثمانية كتب والعديد من المقالتا والدراساتا والبحاث‪.‬‬

‫شارك هذا الموضوع‪:‬‬

‫مرتبط‬

‫أهمية دراسة علم اللغّة‬

‫علم اللغّة المعرفي‬

‫دور علم اللغّة في الترجمة‬

‫الوسوم‪:‬علم اللغّة‬

‫السابق‬

‫علم اللغّة الحاسوبي )‪(Computational linguistics‬‬

‫التالي‬

‫مراعاةّ الفروق الفردية‬


‫ابحث في عالم أكاديميا‬

‫بحث …‬

‫بحث‬

‫اشترك بنشرتنا البريدية‬

‫أدخل بريدك اللكتروني للشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلل البريد اللكتروني‪.‬‬

‫انضم مع ‪ 1،199‬مشترك‬

‫عنوان البريد اللكتروني‬

‫اشترك‬

‫الكثر مشاهدةّ‬

‫استراتيجياتا الترجمة )‪(7،016‬‬

‫مشاكل الترجمة والمفاهيم الخاطئة الشائعة )‪(5،442‬‬

‫ما هي الترجمة ؟ )‪(4،878‬‬

‫البرامج الحصائية المستخدمة في تحليل البياناتا الكمية والنوعية )‪(4،311‬‬

‫أنواع المقالتا )‪(4،018) (Types of Essays‬‬

‫تابعونا على فيسبوك‬

‫أعلى المواضيع اليوم‬

‫تحديد مشكلة البحث‬


‫استراتيجياتا الترجمة‬

‫كتابة الفقرةّ‬

‫علم اللغّة التطبيقي‬

‫‪orcid.org/0000-0003-3931-9484‬‬

‫الترجمة في البحث العلمي‬

‫دليل الباحث المبتدئ‬

‫إجراء البحوث اللغّوية‬

‫طرق البحث الساسية‬

‫عن أكاديميا‬

‫مدير الموقع‬

‫السئلة المتكررةّ‬
‫سياسة الخصوصية‬

‫اتصل بنا‬

‫‪English‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة © ‪. 2019 - 2014‬‬

‫‪Al Jazirah NewsPaper Friday 07/03/2008 G Issue 12944‬‬

‫مقـالتا‬

‫الجمعة ‪ 29‬صفر ‪ 1429‬العدد ‪12944‬‬

‫اللسانياتا الرهابية ‪Terrolinguistics‬‬

‫د‪ .‬محمد ناصر الحقباني‬

‫‪Decrease Font Size‬‬

‫‪Increase Font Size‬‬

‫لقد كان من دواعي سروري أن أترجم كتاب الخبير الدولي في علم اللغّة القضائي جون أولسون ‪ John Olsson‬لصالح‬
‫مركزّ الترجمة بجامعة الملك سعود بالرياض‪ ،‬والمعنون ‪Forensic Linguistics: Introduction Language, Crime,‬‬
‫‪ ،and Law‬وترجمتهّ العربية )علم اللغّة القضائي‪ :‬مقدمة في اللغّة والجريمة والقانون(‪ .‬يعتبر هذا العلم بحق من العلوم‬
‫الحديثة التي تدخل ضمن تطبيقاتا علم اللغّة الحديث‪ ،‬ول يوجد ما يقابلهّ في اللغّة العربية‪ -‬بحسب علمي المحدود‪.‬‬

‫يهدف هذا العلم الحديث نسبيا إلى تحليل النصوصّ المكتوبة والمنطوقة بطريقة علمية‪ ،‬وتوظيف النتائج لخدمة المحكمة‬
‫ورجال القانون في التوصل لدلة تساعد على حل القضايا التي تكون اللغّة جزّءاد من أدلتها‪ .‬ل يتجاوزّ العمر الزّمني لهذا‬
‫العلم خمس عشرةّ سنة‪ ،‬وهو ما زّال في بداياتهّ‪ ،‬ولم يصل بعد للنضج مما يجعلهّ مجالد خصبا د لمزّيد من الضافاتا والتنقيح‪.‬‬

‫خلل ترجمة هذا الكتاب التي استمرتا لسنة تقريبا د تواردتا علي بعض المصطلحاتا الجديدةّ‪ ،‬والتي كان أهمها على الطلق‬
‫مصطلح أسميتهّ )اللسانياتا الرهابية( ‪ ،Terrolinguistics‬وهي تسمية تحمل مظاهر علم جديد لم يتطرق إليهّ أحد في‬
‫الغّرب ‪-‬مصدر مفهوم الرهاب‪ -‬بشهادةّ زّميلي الخبير الدولي جون أولسون‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬ماذا أقصد بهذا المصطلح الجديد؟‪ ،‬وما مدى قابليتهّ لن يكون علما د جديددا؟‪ ،‬يتفق العلماء على أن أي علم يتكون من‬
‫عنصرين أساسيين‪ ،‬وهما‪ :‬الماهية )التعريف( والمحتوى )مما يتكون؟(‪ .‬لذا أرى أنهّ من الضروري أن أوضح للقارئ ماهية‬
‫ومحتوى هذا العلم الجديد‪ .‬أقصد باللسانياتا الرهابية )هذا التعريف إجرائي مؤقتا( )الدراسة العلمية للنصوصّ المكتوبة‬
‫والمنطوقة من قبل عناصر إرهابية أو إجرامية بقصد التعرف على مصدرها الحقيقي‪ ،‬وما تحملهّ من إشاراتا ورموزّ‬
‫وإيحاءاتا )لغّوية( لعناصر الخليا الرهابية النائمة أو المنظماتا الجرامية(‪.‬‬

‫أما محتوى )موضوعاتا( هذا العلم الجديد فتتمثل في جانبين‪ :‬النصوصّ المدونة كتابيا د والنصوصّ المسجلة صوتيا د أو مرئيدا‪.‬‬

‫مع مطلع القرن الحادي والعشرين الميلدي‪ ،‬أصبحتا اللغّة تلعب دوراد مختلفا د بشكل كبير عن الدور التقليدي الذي عرفتا بهّ‪،‬‬
‫وهو تحقيق التواصل بين البشر ونقل وحفظ المعرفة النسانية‪ .‬لقد أصبحتا اللغّة أحد أهم الوسائل التي تستخدمها الجماعاتا‬
‫الرهابية لتوصيل رسائلها لفرادها في مناطق مختلفة من العالم‪ ،‬ولنشر الرعب وأنواع شتى من التهديد والوعيد‪ .‬ومن أشهر‬
‫المثلة على النصوصّ المكتوبة التي تحمل إشاراتا إرهابية ما يعرف باسم )الجمرةّ الخبيثة( ‪ ،The Anthrax‬والتي‬
‫انتشرتا في الولياتا المتحدةّ المريكية مباشرةّ بعد تفجيراتا الحادي عشر من سبتمبر ‪ 2001‬في مدينة نيويورك‪ .‬ظن عدد‬
‫من المعلقين آنذاك أن هجوم الجمرةّ الخبيثة شكل جزّءاد من هجوم القاعدةّ المزّعوم على أمريكا‪ ،‬ومن بين السئلة الولية‬
‫المطروحة‪ -‬فيما يتعلق بالظروف البريدية ومحتواها المكتوب‪ -‬كان ما إذا الكاتب )ا( متحدثا د أصليا د باللغّة النجليزّية أو بلغّة‬
‫ما تستخدم فيها الحروف الرومانية‪ -‬من الممكن اللغّة النجليزّية‪ ،-‬أو )ب( متحدثا د بإحدى اللغّاتا التي تستخدم نظام الكتابة‬
‫العربي ‪ -‬قائمة تشتمل على اللغّة العربية‪ ،‬الفارسية‪ ،‬الوردو‪ ،‬والبنجابية المستعملة في باكستان‪ .‬بالطبع‪ ،‬جزّء أساسي من‬
‫السؤال يتعلق بدور الدلة اللغّوية في تحقيق كهذا‪ .‬اتخذ قرار بأن يتم محاولة الجابة عن هذا السؤال بالرجوع إلى الظرف‬
‫البريدي والنصّ المرسلين لرئيس مجلس الشيوخ المريكي‪ ،‬سيناتور داشل ‪ .Senator Daschle‬المهمة الولى كانتا‬
‫فحصّ أسلوب الطباعة ‪ .Style of printing‬ربما نميل للعتقاد إلى أن اللغّة الولي هي اللغّة العربية بسبب سهولة أسلوب‬
‫ل‪ .‬ربما يمكن تصور ذلك على أنهّ نصّ لمتحدث عربي ليس لديهّ خبرةّ‬ ‫الطباعة‪ ،‬يعني حروف كبيرةّ مستديرةّ منحدرةّ نزّو د‬
‫كثيرةّ في اللغّة النجليزّية ولهذا السبب يحتاج للطباعة بدل من الكتابة بحروف متصلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬الطباعة بعيدةّ عن النتظام‬
‫في السلوب‪ .‬فهي تظهر مزّيجا د من الحروف الكبيرةّ والصغّيرةّ وحقدا‪ ،‬بعض الحروف تقريبا صغّيرةّ في الشكل مثل حروف‬
‫‪ o‬في ‪ .School‬ربما يشير هذا المزّيج من الحروف الكبيرةّ والصغّيرةّ إلى أن أسلوب الكتابة الصحيح لهذا الكاتب يمكن أن‬
‫يكون أسلوبا د متصلد ملئما د بحيث تستخدم الحروف الصغّيرةّ والكبيرةّ‪ .‬يمكن أن يشير هذا إلى أن الكاتب على الغلب‬
‫متحدث أصلي باللغّة النجليزّية‪ ،‬أو قد تلقى تعليما د جيداد في اللغّة النجليزّية‪ ،‬وهو ببساطة يطبع لكي يخفي خط يده أو يدها أو‬
‫لخلق النطباع بأن الخط لطفل )لذلك يتعلق النصّ بالصف الرابع كما هو في الجزّء العلوي اليسر من الظرف المرسل‬
‫والمحتوي على الجمرةّ الخبيثة(‪ .‬من ناحية ثانية‪ ،‬يوجد عامل آخر قد يسهم في اعتقادنا أن الكاتب ليس متحدثا أصليا للغّة‬
‫النجليزّية وهذا بسبب الميل العام الواضح للكتابة لليمين‪ .‬لكون اللغّة العربية تكتب من اليمين لليسار‪ ،‬ربما يعتقد أن الكاتب‬
‫يواجهّ صعوباتا في التكيف مع اتجاه الكتابة من اليسار لليمين‪ ،‬وهكذا مؤديا د بالخط إلى أن يحيد للسفل نحو اليمين‪ .‬ولكن‪ ،‬ل‬
‫يبدو ميل زّاوية الخط أنهّ بسبب صعوبة الكتابة من اليسار لليمين بدل من اليمين لليسار‪ ،‬ولكن لها علقة بأسلوب الكاتب‬
‫الفطري‪ .‬إذا وجد مثال على إنتاج الكاتب الصلي )بالحروف الرومانية(‪ ،‬سيبدو تقريبا حتما د أنهّ سيكون هناك في الواقع‬
‫انحدار للمخطوطة ولليمين بطريقة ما‪.‬‬

‫عرضيدا‪ ،‬ربما يكون عنوان المرسل الخاطئ دليل على خداع الكاتب الكامل‪ ،‬يعني أن يستخدم دليل نصّ الظرف البريدي‬
‫للتمويهّ‪ .‬يشير هذا إلى أن أسلوب خط اليد هو أيضا مستعمل للتمويهّ‪ ،‬أعني نصيا د بعبارةّ أخرى يبدو تأكيداد على كون أسلوب‬
‫الكتابة‪ -‬الطباعة مموها د للخداع بدلد أن يكون طبيعيدا‪ .‬الشارةّ الخرى لمكانية كون الكاتب عربيا د هي الستخدام القل‬
‫الواضح لعلماتا الترقيم‪ .‬لحظ محللون آخرون مثل جوناثان تشارتيرزّ بلك ‪ Jonathan Charteris Black‬أن‬
‫المتحدثين العرب )من بين آخرين( باللغّة النجليزّية يميلون إلى التقليل من استخدام علماتا الترقيم في اللغّة النجليزّية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ل يحتوي الظرف البريدي المرسل لداشل على مناسباتا عديدةّ لعلماتا الترقيم‪ ،‬سوى‪ ،‬على سبيل المثال‪ .N.J،‬و‬
‫‪ D.C‬ويبدو أنهما مزّودان بعلماتا الترقيم كاختصاراتا‪ ،‬على أية حال‪ .‬يعني هذا أنهّ في الواقع ل يوجد أساس للعتقاد في‬
‫أن هذا الكاتب أما أن يكون من أصول عربية أو من لغّة تستخدم الخط العربي مثل الفارسية‪ ،‬والوردو‪ ،‬والبنجابية‬
‫الباكستانية‪ ،‬إلخ‪ .‬محتوياتا الظرف البريدي مشوقة‪ ،‬خصوصا الطريقة المستخدمة لكتابة التاريخ‪ :‬الشهر‪ +‬اليوم‪ +‬السنة‪.‬‬
‫هذه هي الطريقة المريكية القياسية لكتابة التاريخ‪ .‬البريطانيون‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يستخدمون صيغّة‪ :‬اليوم‪+‬الشهر‪+‬السنة‪،‬‬
‫بينما يستخدم الصينيون صيغّة‪ :‬السنة ‪ +‬الشهر ‪ +‬اليوم‪ .‬آخرون غالبا يستخدمون صيغّة‪ :‬السنة‪ +‬اليوم‪ +‬الشهر‪ .‬ولكن‪،‬‬
‫تستخدم معظم البلدان العربية نفس الصيغّة المتبعة في الولياتا المتحدةّ المريكية‪.‬‬

‫وفقا لموقع ‪ ،www.dawn.com‬يمكن قراءةّ النصّ الكامل للرسالة التي‪. 01-11-09 :‬ل يمكنك منعنا ‪ .‬لدينا هذه الجمرةّ‬
‫الخبيثة‪.‬‬

‫ستموتا الن‪ .‬هل أنتا خائف؟ الموتا لمريكا‪.‬الموتا لسرائيل‪.‬ا أكبر‪. 01-11-09 .‬‬

‫‪You cannot stop us. We have this anthrax. You die now. Are you afraid? Death to america.‬‬
‫‪Death to Israel. Allah is Great‬‬

‫هذا مشابهّ جدا للرسالة التي استلمها توم بروكاو ‪ ،Tom Brokaw‬وتقرأ‪ . 01-11-09 :‬هذا قادم‪ .‬تناول عقار البنسلين‬
‫الن‪.‬‬

‫الموتا لمريكا‪ .‬الموتا لسرائيل‪ .‬ا أكبر‪. 01 -11-09 .‬‬

‫‪.This next. Take penacilin now Death to America. Death to Israel. Allah great‬‬

‫لحظ اليجازّ في السلوب‪.‬‬

‫استخدام اللغّة بهذا السلوب المختصر والدقيق هو أبعد ما يكون من السهولة لمتعلم اللغّة النجليزّية‪ .‬علوةّ على ذلك‪ ،‬ربما‬
‫تكون هذه إشارةّ على شخصّ ما لديهّ تعليم جيد ‪-‬وعلى نحو متناقض‪ -‬شخصّ ما متعود على الكتابة كثيردا‪ .‬ربما تكون سوء‬
‫تهجئة ‪ penacili‬والسلوب شبهّ الرطن )أنتا تموتا الن( ‪You die now‬فقط لصرف النظر عن المسألة الحقيقية ولذلك‬
‫يجب تجاهلها‪.‬‬

‫ما سبق من تحليل هو لجون أولسون‪ ،‬وفيهّ تطبيق علمي وعملي على كيفية تحليل النصوصّ الرهابية المدونة كتابيا د‬
‫للوصول إلى نتائج تخدم البشرية في صراعها ضد الجماعاتا الرهابية والجرائم المنظمة‪ .‬يمثل منهج أولسون ‪-‬بالنسبة لي‪-‬‬
‫المدخل العلمي لعلم اللسانياتا الرهابية المقترح‪ ،‬وقد أثبتا فاعليتها عند تطبيقها على نصوصّ مشابهة‪.‬‬

‫ومن جانب أخر‪ ،‬استحوذتا النصوصّ المسجلة صوتيا د أو مرئيا د على اهتمام العالم بأسره‪ ،‬والصادرةّ من جماعاتا يطلق‬
‫عليها )جماعاتا إرهابية( في أماكن شتى من العالم‪ .‬وأشهر هذه التسجيلتا هي تلك المنسوبة لبن لدن والظواهري‬
‫والزّرقاوي وقائد فتح السلم‪ .‬من السئلة التي تكررتا بعد ظهور هذه التسجيلتا‪ :‬هل الصوتا الموجود في التسجيل هو‬
‫ل‪ :‬ابن لدن‪ ،‬الظواهري‪ ،‬الزّرقاوي(؟ كيف يمكن إثباتا ذلك؟ ما‬ ‫حقا د صوتا حقيقي للشخصّ الموجود في التسجيل )مث د‬
‫الرموزّ أو الشفراتا اللغّوية التصالية التي تحملها هذه التسجيلتا الرهابية بالنسبة للجماعاتا المرتبطة بالشخصية‬
‫الموجودةّ في التسجيل؟ مما لشك فيهّ أن مهمة تحديد هوية الشخاصّ على أساس عيناتا اللغّة المسجلة المنطوقة تعتبر أكثر‬
‫نجاحا د من تحديد هوية الفراد من خلل اللغّة المكتوبة‪ ،‬ربما بسبب أنهّ يعتمد على تمييزّ الصوتا النساني‪ ،‬بينما تعتمد مهمة‬
‫تحديد مفهوم هوية النصّ المكتوب على مفهوم لغّة الفرد ‪ ،Idiolect‬وهو مفهوم من الصعب جداد إقامة البرهان عليهّ بواسطة‬
‫تمييزّ الصوتا‪ .‬وعلى الرغم من التقدم الكبير في مجال تحديد هوية الصوتا بفضل تطور تقنياتا بعض العلوم مثل علم‬
‫الصوتياتا ‪ Phonetics‬وعلم الصوتياتا القضائي ‪ ،Forensic Phonetics‬إل أنهّ ل توجد حتى الن طريقة اكتشفتا‬
‫بنجاح تميزّ الصواتا البشرية عن بعضها البعض في كل قضية‪.‬‬

‫تعتمد بعض الطرق على التحديد النطباعي ‪ - Impressionistic Identification‬انطباعاتا المحلل نفسهّ‪ ،‬بينما تعتمد‬
‫طرق أخرى على التحديد اللي ‪ -Instrumental Identification‬استخدام أنواع متعددةّ من اللتا الميكانيكية‬
‫والحاسوبية‪ .‬على كل حال‪ ،‬يوجد الن قبول واسع بأن أفضل النتائج يمكن اكتسابها من خلل دمج قوةّ وتحمل أجهزّةّ‬
‫الحاسوب من تقدير المتخصصين‪.‬‬

‫ويندرج تحتا مسمى هذا العلم نصوصّ أخرى مثل رسائل التهديد والنتحار والخطف والتسجيلتا المحرضة والمكالماتا‬
‫الخبيثة وإفاداتا الشهود والمتهمين‪ ،‬إلخ‪ .‬وتعتبر هذه القضايا شائكة وتتطلب علما د مستقلد يتناولها بالدراسة والتحليل‪ ،‬وهو ما‬
‫دعاني إلى ابتكار علم اللسانياتا الرهابية‪.‬‬

‫أعتقد أن العلوم الحالية كعلم اللغّة القضائي وعلم تحليل النصوصّ )الخطاب( ‪ Discourse Analysis‬لديهما ما يكفيهما من‬
‫الموضوعاتا‪ .‬فدراسة النصوصّ الرهابية ضمن هذه العلوم يقلل من فرصة حصولها على قدر كبير من الدراسة والتحليل‪،‬‬
‫وبالتالي يضعف الثقة بالنتائج التي يتم التوصل إليها‪.‬‬

‫ما الذي يحتاجهّ هذا العلم المقترح لن يكون علما د قائما د بذاتهّ؟ بعد تحديد ماهية ومحتوى هذا العلم‪ ،‬فإنهّ لبد من وجود متن أو‬
‫مادةّ ‪ ،Corpus‬يتم من خللها التحليل العلمي المنظم‪ ،‬ومنها تصاغا الفرضياتا والنظرياتا للوصول لنتائج علمية مثبتة تقبل‬
‫التكرار والقياس‪ .‬يقتضي هذا إنشاء قاعدةّ بياناتا ‪ Database‬تتبناها مؤسساتا أمنية وعلمية دولية أو ‪-‬مبدئيدا‪ -‬مجموعة من‬
‫الباحثين المدعومين‪ ،‬وتشتمل قاعدةّ البياناتا هذه على كافة النصوصّ المكتوبة والملفوظة المرتبطة بالرهاب والجرائم‬
‫المنظمة لتكون مرجعا د للباحثين والدارسين لتحليل هذه النصوصّ كل بحسب اللغّة التي صدرتا عنها هذه النصوصّ‪ .‬أعتقد‬
‫أن هذا التجاه سوف يساعد على بلورةّ مفاهيم جديدةّ وصياغة فرضياتا ونظرياتا تكون منطلقا د للعاملين في مكافحة‬
‫الرهاب والجرائم المنظمة التي تكون اللغّة طرفا د فيها‪.‬‬

‫ويعتبر العالم العربي‪ -‬من وجهة نظري الشخصية‪ -‬أرضا د خصبة لهذا العلم وتطبيقاتهّ المقترحة‪ .‬فاللغّة العربية تتميزّ بتعدد‬
‫اللهجاتا وتنوع المفرداتا العامية على مستوى العالم العربي‪ ،‬وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى صعوبة تحديد مصدر النصّ‬
‫المكتوب أو المنطوق نظراد لمكانية تبني هذه اللهجاتا والمفرداتا من أشخاصّ ربما ل ينتمون للبيئاتا الصلية التي نشأتا‬
‫فيها‪ .‬في الواقع هذا يزّيد من صعوبة مهمة مكافحي الرهاب والجرائم المنظمة في العالم العربي‪ ،‬ويجعلها شبهّ مستحيلة في‬
‫حال عدم وجود علم مستقل‪-‬مثل هذا العلم المقترح هنا‪ -‬يهتم بدراسة هذه النصوصّ لغّويا د وأسلوبيا د ليجاد أرضية صلبة‬
‫ينطلق منها مكافحو الرهاب والجرائم المنظمة‪ .‬و نحن ‪-‬في العالم العربي‪ -‬أحق من غيرنا بتبني هذا العلم وتطويره ليساعدنا‬
‫عل نبذ تهمة الرهاب البغّيضة التي‬

‫تحاول بعض البواق إلصاقها بنا كسمة أيدولوجية نابعة من معتقداتنا الدينية والثقافية‪ .‬إن نتائج الدراساتا والبحوث التي تهتم‬
‫بهذه النصوصّ والساليب صادرةّ من مؤسساتا أجنبية‪ ،‬وركزّتا على اللغّة النجليزّية‪ ،‬وهو ما يعني أن هذه النتائج ‪-‬من‬
‫الناحية التطبيقية‪ -‬ربما تكون عديمة الفائدةّ نظراد للختلف الشاسع بين اللغّة العربية واللغّة النجليزّية في البنية اللغّوية‬
‫والسلوبية‪ .‬ولكن‪ ،‬من الناحية النظرية ‪-‬على القل‪ -‬تعتبر هذه الدراساتا والبحاث مفيدةّ للباحثين العرب لتطبيق مبادئها‬
‫على النصوصّ الرهابية المكتوبة أو الملفوظة من قبل أشخاصّ يتحدثون اللغّة العربية‪ .‬ومن السئلة البحثية القابلة للتطبيق‬
‫العلمي في هذا العلم المقترح‪ :‬هل النصّ )الرهابي( مكتوب بلهجة عربية معينة؟ هل هذه اللهجة المكتوبة أو الملفوظة‬
‫صادرةّ من شخصّ متعلم أم من شخصّ غير متعلم بشكل جيد؟ هل السلوب الذي تبناه الكاتب أو المتكلم مصطنع أم حقيقي؟‬
‫هل يحمل النصّ المكتوب أو الملفوظ بصماتا جماعة مصنفة على أنها إرهابية؟ ما هي العناصر اللغّوية والسلوبية الموجودةّ‬
‫في النصّ التي تشير إلى أنهّ من تلك الجماعة وليس من غيرها؟ هل كاتب النصّ حقا د من المتحدثين العرب الصليين باللغّة‬
‫العربية أم أنهّ غير ذلك؟ وكغّيره من العلوم المتفرعة من علم اللغّة الحديث )و ما أكثرها!(‪ ،‬يعتمد هذا العلم المقترح على‬
‫علوم أخرى في تكوينهّ ونموه ليعطي النتائج المرجوةّ‪ .‬من بين هذه العلوم التي ل غنى لعلم اللسانياتا الرهابية عنها‪ :‬علم‬
‫الصوتياتا‪ ،‬علم تحليل النصوصّ )الخطاب(‪ ،‬علم الرموزّ التصالية ‪ ،Pragmatics‬علم اللغّوياتا الحاسوبية‬
‫‪ ،Computational Linguistics‬علم الحصاء ‪ ،Statistics‬علم النفس ‪ ،Psychology‬علم الجريمة ‪،Criminology‬‬
‫علم اللغّة القضائي‪ ،‬علم الدلة الجنائية ‪ ،Criminal Evidence Science‬إلخ‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لتحديد هوية الصوتا في‬
‫تسجيل إرهابي أو إجرامي لبد من الستعانة بتقنياتا علم الصوتياتا‪ ،‬وأبرزّها ما يعرف بعلم الصور الطيفية‬
‫‪ ،Spectrogrphy‬وذلك للمساعدةّ في تحديد هوية الصوتا من خلل تصوير الكلم طيفيدا‪ .‬و لتحديد مصدر النصّ الرهابي‬
‫المكتوب نحتاج إلى تبني مفاهيم علمية في علم تحليل النصوصّ )الخطاب(‪ ،‬ومنها المبادئ التي اشتملتا عليها نظرية غرايس‬
‫‪ Grice‬فيما يتعلق بالفعل الكلمي ‪.Speech Act‬‬

‫ولكن من هم المستفيدون من هذا العلم المقترح؟ أعتقد أن هناك فئاتا عديدةّ يمكن أن تجد في هذا العلم الجديد مساعدةّ عملية‬
‫وعلمية للتعرف على الجانب اللغّوي للجماعاتا الرهابية والجرامية‪ ،‬ومنها‪ :‬الوكالتا المنية في العالم المعنية بمكافحة‬
‫الرهاب والعملياتا الجرامية المنظمة‪ ،‬رجال القانون الذين ربما يجدون في هذا العلم نافذةّ تساعدهم على تأكيد أو نفي تهم‬
‫الرهاب والجرائم المنظمة عن المدعى عليهم‪ ،‬ضباط المن‪ ،‬والمحققون في جرائم الرهاب والتهديد والبتزّازّ والنتحار‪،‬‬
‫والتي تكون اللغّة أحد الدلة الملموسة فيها على جرم المتهم بالرهاب‪ .‬تحتاج مؤسساتنا المنية في العالم العربي والمعنية‬
‫بمحاربة الجماعاتا الرهابية والجرائم المنظمة التي تكون اللغّة أحد وسائلها إلى وجود كوادر أمنية مدربة ومؤهلة على نحو‬
‫كبير للتعامل مع هذه الدلة اللغّوية‪ .‬كذلك تحتاج هذه الجهاتا إلى الستعانة بخبراء من مجالتا لغّوية معينة‪ ،‬خصوصا د علم‬
‫الصوتياتا وعلم تحليل النصوصّ )الخطاب(‪.‬‬

‫وختاما د أشكر زّميلي جون أولسون على تبنى هذه التسمية الجديدةّ‪ ،‬ومشاركتي في تطوير كتاب يحمل مصطلح اللسانياتا‬
‫الرهابية‪ ،‬ليكون بذلك الكتاب الول من نوعهّ الذي يربط بطريقة علمية منظمة بين الرهاب واللسانياتا الحديثة‪ .‬أرجو أن‬
‫يرى هذا العلم النور في المستقبل القريب ليساهم في صياغة فكر جديد يخدم البشرية في التعرف على مصادر الرهاب‬
‫والجرائم المنظمة التي تكون اللغّة طرفا فيها‪ .‬كذلك أدعو الباحثين وطلب الدراساتا العليا في التخصصاتا اللغّوية والمنية‬
‫إلى الهتمام بهذا الموضوع ودراستهّ دراسة علمية‪ .‬كما أرحب بالمداخلتا العلمية في هذا المجال من خلل مراسلتي على‬
‫بريدي اللكتروني أدناه‪.‬‬

‫أستاذ اللسانياتا النفسية والتطبيقية المساعد‬


‫‪Mohammed@alhuqbani.com‬‬

‫صفحة الجزّيرةّ الرئيسية‬

‫الصفحة الرئيسية‬

‫رأي الجزّيرةّ‬

‫صفحاتا العدد‬

‫اذهب‬

‫واقام قسم اللغّة العربية في كلية التربية للبناتا بجامعة البصرةّ ندوةّ علمية بعنوان )علم اللغّة الجنائي في العراق ‪ ..‬المشكلتا‬
‫والحلول ( ‪.‬‬

‫وبدأتا الندوةّ بطرح أوراق الباحثين وقد تألفتا من اربعة محاور وكان الول بعنوان )مجالتا علم اللغّة الجنائي ودورها في‬
‫الكشف عن الجريمة ( قدمهّ التدريسي في كلية التربية للبناتا الدكتور خالد جال المالكي وفيهّ اعطى تعريفا لعلم اللغّة الجنائي‬
‫بأنهّ فرع من فروع علم اللغّة التطبيقي ويقوم على دراسة وتحليل البياناتا اللغّوية المصاحبة لوقوع الجريمة وان الدول‬
‫المتقدمة تمتلك مختبراتا لفحصّ البياناتا اللغّوية والستفادةّ منها قانونيا اما المحور الثاني فهو بعنوان )جرائم الدلة الرقمية(‬
‫قدمهّ ضابط شعبة جرائم الكمبيوتر في مديرية الدلة الجنائية في البصرةّ الرائد محمد عذاري لفتة وفيهّ ذكر انهّ تم تأسيس‬
‫العمل بهذه الشعبة عام ‪2008‬م نتيجة دخول الكثير من وسائل التواصل للعراق مثل أجهزّةّ الهاتف النقال والنترنتا وغير‬
‫ذلك ولذلك استوجب التعامل مع هذه المستجداتا خصوصا وان جرائم المعلوماتا انتشرتا بصورةّ واسعة فأصبحتا الدلة‬
‫الرقمية مهمة كدليل في المحاكم ‪.‬‬

‫وأوضح أيضا ان الدلة الرقمية تختلف عن الدلة المادية وبعدها قدم شرحا عما تقوم بهّ شعبة جرائم الكمبيوتر من اعمال‬
‫منها مثل تفريغ محتوياتا الهواتف النقالة وكذلك استخراج المعلوماتا من الحواسيب وتحليلها وأيضا رسم وجوه المشتبهّ بهم‬
‫وكذلك تحليل التسجيل الصوتي وتفريغ كاميراتا المراقبة وغيرها الكثير ‪.‬‬

‫أما المحور الثالث فحمل عنوان )اللغّوياتا القانونية والقضائية بين الضوابط والمفاهيم ( قدمهّ من كلية الداب عبد الرزّاق‬
‫رحيم صلل أما المحور الرابع فكان بعنوان )الخطاء اللغّوية وأثرها على الحكام الموضوعية للقانون الجنائي ( للدكتور‬
‫حسن حماد حميد ‪.‬‬
‫وذكرتا رئيس قسم اللغّة اللعربية الدكتورةّ أمل محمد عبدالكريم أن الهدف من الندوةّ هو التعريف بعلم اللغّة الجنائي لما لهّ‬
‫من اهميهّ في الدوائر العدلية والمنية باعتبار اللغّة احدى الوسائل المستعملة في الكثير من القضايا مثل رسائل التهديد‬
‫ورسائل النتحار وتسجيلتا الرهابيين وغيرها‬

You might also like