Professional Documents
Culture Documents
Books Library - Online Nooaa6b0989f77bdb0a4563e3 36556 2
Books Library - Online Nooaa6b0989f77bdb0a4563e3 36556 2
نقض المنطق
لشيخ اإلسالم ابن تيمية
رحمه هللا
األول :أنه تفطن ألصول المنطق الفلسفية التي بُني عليها ،فإن كل منطق مرتبط بفلسفة معينة
يبنى على أصولها ،ولهذا اختلفت أنواع المنطق تب ًعا الختالف أصول الفلسفات التي يمكن أن تأثر
3المنطق إال وتختلف النظرةفيه ،وفي هذا يقول زكي نجيب « :ما من موضوع من موضوعات
إليه باختالف المذهب الفلسفي األساسي الذي يتجه إليه الباحث" .
3مبني على أصول مخالفة فابن تيمية تفطن لهذه القضية فبنى نقده على أن المنطق األرسطي
3فيكثيرا مما ذكروه في أصولهم
3هذا يقول « :تبين لي أن ً للشرع والعقل باطلة في نفسها ،وفي
3المنطق هو من أصول الفساد في اإللهيات ،مثل ما ذكروه من تركب الماهيات من اإللهيات وفي
الصفات التي سموها ذاتيات …
الثاني :أنه استوعب مواطن الخلل في المنطق بالنقد ،وتوسع فيه وتتبع تفاصيله ،وهذا التوسع ال
يوجد عند غيره ممن سبقه ،فإن من نقده منهم يكتفي باإلجمال أو التفاصيل في بعض المسائل،
ولم يستوعب المنطق في النقد ،وهذا بخالف ابن تيمية ؛فإنه تتبع المنطق في تفاصيله فنقد المنطق
3
3والتصديق ،ونقده في الدالالت وتفسيرها ،وفي الكليات ،وفي األرسطي في قسميه :التصور
3
3طريقة القياس ،وفي 3تركب القياس ،وفي 3القضايا ،وفي 3الغرض من الحد ،وفي طريقة الحد ،وفي
3حتى في حقيقة المنطق،شروطه ومواده ،بل وتكلم على الترجمة وعلى حال أرسطو ونازعهم
وأنه آلة تعصم مراعاته الذهن عن الخطأ ،ومع هذا فابن تيمية لم ينقد كل المنطق ،ألن المنطق
ليس كله باطلًا ،وهذا الكالم يوضحه ما سيأتي بعده.
الثالث :تنوع الجهات التي ينقد ابن تيمية منها المنطق ،فإنه في نقده للمنطق حاول أن يستوعب
الجهات التي يمكن نقد المنطق منها ،فهو تارة ينقده لبطالنه ،وتارة ينقده لعدم فائدته ،وتارة ينقده
لطول مقدماته ،وتارة ينقده الشتباه الحق فيه بالباطل ،وتارة ينقده لعدم موافقته للغة العرب ،وتارة
ينقده لعدم موافقته للغاية من العلم في الشريعة ،وتارة ينقده لعدم موافقته للفطر ولتعامل الناس في
حياتهم ,وال تكاد توجد هذه الجهات مجموعة عند غير ابن تيمية
واجتماع هذه الجهات في نقد المنطق عند ابن تيمية أوجبت أمرين:
األول :جعلته من أعدل الناس في نقده للمنطق فهو ينقد المنطق ال ألجل أنه منطق أو ألجل أنه
3فحسب .. علم دخيل ،أو ألجل شخص أرسطو
3في البيان وهذا بخالف من نقد المنطق لكونه مدخ ً
ال للفلسفة والثاني :قوة في الحجة ووضوح
3والسلف الصالح ،أو ألجل ومدخل الشر شر ،أو لكون المنطق لم يعرفه الصحابة والتابعون
حدوث مصطلحاته ،فابن تيمية يبين حجته في نقده ويوضح قوله ال لمجرد هذه االعتبارات فقط.
الرابع :ذكره آلثار المنطق والتنبيه عليها ،فإنه لما ذكر خطأ المناطقة في الماهيات ،وأنها إنما
3سابقة على وجودها ،ذكر ما ترتب على هذا من أغالطهم كشبهة تتركب من الذاتيات وكونها
التركيب في نفي الصفات ،ومسألة األلفاظ التي تطلق على الخالق وعلى العبد هل هي مقولة
3وغيرها من المسائل ،ولما ذكر خطأهم في الكليات من جهة قولهم 3أم باالشتراك؟
بالتواطؤ
3الخارجي ذكر ما ترتب على 3الذهني والوجود 3في الخارج ،وكونهم لم يفرقوا بين الوجود بوجودها
3اهلل ،وكون اإليمان ال يزيد وال ينقص، قولهم هذا من أغالط كمسألة األحوال ومسألة حقيقة وجود
وذكر أثره في بعض مسائل أصول الفقه ،كمسألة الواجب المخير ،ومسألة األمر بالشيء المطلق
هل هو أمر بكل جزئياته أم ال؟ وغيرها من المسائل ،ولهذا فإنه لما ذكر القول الصحيح في وجود
3وجود ذهني قال « :وهذا األصل ينفع في عامة العلوم ،فلهذا يتعدد ذكره في الكليات وأن وجودها
كالمنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه ،كما تقدم ،وبسبب الغلط
كثيرا مما دخل
3الرب تعالى …… ومن علم هذا علم ً 3من الناس ،حتى في وجود فيه ضل طوائف
، … 3وما ذكروه من الفرق بين الذاتيات في المنطق من الخطأ في كالمهم في الكليات والجزئيات
3للماهية ،وما ادعوه من تركيب األنواع من الذاتيات المشتركة المميزة التي يسمونها واللوازم
الجنس والفصل ،وتسمية هذه الصفات أجزاء الماهية ،ودعواهم أن هذه الصفات التي يسمونها
3في األعيان الموجودة في 3جمي ًعا ،وإثباتهم 3الذهني والخارجي أجزاء تسبق الموصوف في الوجود
3التي تقود منالخارج حقيقة عقلية مغايرة للشيء المعين الموجود ،وأمثال ذلك من أغاليطهم
اتبعها إلى الخطأ في اإللهيات .
3عند ابن الخامس :ذكره للبديل عن المنطق في الحد وفي القياس ،وهو ما يسمى بالجانب اإلنشائي
تيمية ،فإن ابن تيمية لم يكن نقده للمنطق نقدًا مجردًا ،بل كان نقدًا و ِبنَا ًء في نفس الوقت ،فقد
تكون
ِّ 3 استطاع ابن تيمية أن ينثر في كتابه "الرد على المنطقيين" وغيره من كتبه قواعد وأصول
بمجموعها نظرية علمية في المنطق من الحدود واألقيسة واالستدالل وطرقه وأقسامه ،وقواعد
في طبيعة المعرفة البشرية المطلوبة ،وهذه الجهة في التميز أشاد بها علي سامي النشار ،فإنه
يعتبر من أول من تنبه لها ،ولهذا قسم نقد ابن تيمية للمنطق إلى جانب هدمي وإلى جانب إنشائي .
3أو في السادس :أن ابن تيمية سبق غيره ممن جاء بعده سواء في تقعيد بعض األفكار وإنشائها
تفعيل بعضها وتطويرها ،ومن هذه األفكار:
3على ذكر الخواص ،وهذه الفكرة لم يتفرد بها ابن تيمية ،ولكنه تميز األولى :قصر التعريف
أيضا ،وهم قد سبقوا أصحاب المنطق بتفصيلها وتطويرها ،وإال فإن المتكلمين قد قالوا بها ً
3بقصر االستقراء على الخواص. الحديث في قولهم
3في المعرفة ،فليس هناك في الحقيقة من تكلم فيها قبل العصور والثانية :تفعيله للمنهج التجريبي
الحديثة بما تكلم به ابن تيمية في هذا المنهج.
3المفرد ال يسمى 3أن التصور والثالثة :إنكاره لفكرة التصور المفرد الخالي عن كل قيد ،وقرر
3وراءه حكم مكون من محمول وموضوع، عل ًما ،وال يتعلق به اإلدراك ،وهو يرى أن كل تصور
3الذين اكتشفوا األحكام الممكنة
3كوزان" ومدرسته من المناطقة السيكلوجيين وبهذا سبق "فيكتور
وعملها في تكوين التصورات.
3في الدليل وتفعيله لها ،فإن الحقيقة المعتبرة في كل دليل عند ابن تيمية هي
والرابعة :فكرة اللزوم
اللزوم ،فكل ما استلزم شي ًئا ما فهو دليل عليه ،وكل من عرف أن هذا الز ًما لهذا استدل بالملزوم
على الالزم ،وبهذا أبطل أن يكون القياس األرسطي هو الصورة الوحيدة للبراهين ،وهو بهذا قد
سبق المناطقة المحدثين في نقدهم للقياس األرسطي من هذه الجهة.
السابعة :ومما يدل على تميّز ابن تيمية أنه ر ّكز في نقده على بيان خصوصية المنطق
منهجا يعمم على كل الناس ،وهذا يبطل فكرة األرسطي ،وأنه منهج خاص ال يصلح أن يكون ً
3للعلم عند كل الناس إال طريقه ،وقد بين ابن تيمية أرسطو التي أرادها لمنطقه ،وأنه ال طريق
3بثالثة طرق: خصوصية منطق أرسطو
3هو في حقيقته اصطالح خاص به بنى الحقائق على األول :أن المنطق الذي جاء به أرسطو
مقتضاها.
والثاني :أن المنطق األرسطي يبنى على مقتضى اللغة اليونانية.
3فقط.
3ليخدم علومهم والثالث :أنهم قالوا بالمنطق
أما بالنسبة لألمر األول وهو أن المنطق هو في الحقيقة اصطالح خاص بأرسطو بنى الحقائق
3ومتبعوه جعلوا الحقائق تابعة الصطالحهم ،ففرقوا بين الحقائق العلمية على مقتضاها ،فأرسطو
3الخاصة بهم ،وحقيقة هذا الفعل هو أن الحقائق العلمية تكون تابعة العلمية الخارجية بمصطلحاتهم
لمصطلحات الناس ،واالصطالحات تابعة للتصورات ،فعلى هذا تكون الحقائق الخارجية تابعة
3عنها ،ومن المعلوم بداهة أن الحقائق الخارجية المستغنية عنا ال تكون تابعة لتصوراتنا
3
3تابعة لها ،ولهذا لما ذكر ابن تيمية بطالن تفريقهم بين الذاتي والعرضي 3بل تصوراتنا لتصوراتنا،
3إال في مجرد االصطالح ،قال « :وهذا وضع مخالف لصريح المالزم وأنه في الحقيقة ال فرق
العقل ،وهو أصل صناعة الحدود الحقيقية عندهم ،فتكون صناعة باطلة؛ إذ الفرق بين الحقائق ال
يكون بمجرد أمر وضعي بل بما هي عليه الحقائق نفسها .
3أنه كتب على مقتضى اللغة وأما األمر الثاني الذي يدل على خصوصية المنطق األرسطي
اليونانية « :وال يقول أحد إن سائر العقالء يحتاجون إلى هذه اللغة » ,وال إلى شيء من قواعدها
3المنطق ال تجوز في اللغة العربية، خاصة وأنه قد اعترف الفارابي وابن سينا بأن بعض قضايا ّ
ومثل اعتراف الفارابي بأن من إشكاليات الترجمة عدم وجود ألفاظ في العربية ما عند اليونان .
3وضع منطقه لتقاس به العلوم 3التي تبين خصوصية منطق أرسطو :أن أرسطو والثالث من األمور
التي يطلبونها وهي العلوم الكلية؛ ألنه ظن أنها منتهى العلوم وأكملها ،وأما العلوم الشرعية فلم
3هذا يقول ابن تيمية « :معلمهم وضع منطقهم ليزن به ما يقولونه من هذه يضع المنطق لها ،وفي
األمور التي يخوضون فيها ...
فإما أن يوزن بهذه الصناعة ما ليس من علومهم وما هو فوق قدرهم ،أو يوزن بها ما يوجب
3والنجاة من العذاب األليم ،فهذا أمر ليس هو فيها . السعادة والنعيم
الثامنة :ومما يميّز ابن تيمية في نقده للمنطق أنه استغل تناقض حال المناطقة مع منطقهم
منهجا
ِأن يكون ً واعترافهم بصعوبته وعسره ،فقد ركز على هذا في بيان عدم صالح المنطق ل ْ
3يصحح به طريقة التفكير (.)1 ومعيارا
ً للعلم
علم المنطق :هو علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح .
العلم :هو انطباع صورة الشيء في الذهن :
.3 3والتصديق ينقسم العلم إلى قسمين هما :التص ّور
-2التصديق :
3أن (
3فيه شيئين أو معنيين بينهما عالقة ما ؛ كأن تتصور
هو االعتقاد بالشيء .أو إدراك تتصور
الشجرة خضراء ) أو أن ( الشمس مضيئة ) أو بعبارة أخرى :إدراك معقد فيه حكم شيء على
شيء .
3
3والنظريينقسم كل من التصور والتصديق إلى قسمين هما :الضروري
: 3وهو اإلدراك البديهي الذي ال يتطلب تفكيرًا .
الضروري -1
النظري :هو اإلدراك غير البديهي والذي يتطلب تفكيرًا . -2
أمثلة :
.3 التصور الضروري :كتصورنا معنى الشيء وتصورنا معنى الوجود أ-
3حقيقة الكهرباء . : 3كتصورنا
ب -التصور النظري
3بأن الواحد نصف االثنين .ج -التصديق الضروري :كتصديقنا
3
3بأن زوايا المثلث تساوي
: 3كتصديقنا بأن األرض متحركة وتصديقنا التصديق النظري د-
زاويتين قائمتين .
الداللة
هي ما يوجب إدراك شيء بسبب إدراك شيء مالزم له .
أقسامها :
3التالية :
تنقسم الداللة إلى األقسام
الداللة العقلية اللفظية – مثل :داللة سماع الصوت خارج الدار على وجود متكلم. -1
3نار .
الداللة العقلية غير اللفظية – مثل :داللة رؤية الدخان على وجود -2
الداللة الطبيعية اللفظية – مثل :داللة لفظ (آخ) على التألم . -3
3الحمى .الداللة الطبيعية غير اللفظية – مثل :داللة سرعة حركة النبض على وجود -4
الداللة الوضعية غير اللفظية – مثل :داللة إشارات السير الكهربائية على االتجاه . -5
الداللة الوضعية اللفظية – مثل :داللة األلفاظ على معانيها ،كداللة لفظ قلم على معناه . -6
)?( 5هذه المقدمة لخصت من كتاب "خالصة المنطق" لعبد الهادي الفضلي ,وكتاب " مدخل لدراسة المنطق
القديم " للدكتور أحمد الطيب .
أقسام الداللة الوضعية اللفظية :
3هي :
تنقسم الداللة الوضعية اللفظية إلى ثالث أقسام
الداللة المطابقية :وهي داللة اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له .كداللة لفظ (الدار) -1
على جميع مرافقها .
الداللة التضمنية :وهي داللة اللفظ على جزء المعنى الذي وضع له .كداللة لفظ -2
(الصف) على الطالب فقط .
الداللة االلتزامية :هي داللة اللفظ على معنى مالزم للمعنى الذي وضع له .كداللة لفظ -3
( حاتم ) على الكرم .
3
فمثال :حينما يقال ( خالد حاتم ) ال يراد بكلمة حاتم هنا ( حاتم الطائي ) وإنما يراد وصف
3المالزم لحاتم الطائي .خالد بالكرم
فكلمة حاتم هنا استعملت في المعنى لالزم ( وهو الكرم ) .
أنواع اللفظ
3له أو المستعمل فيه إلى مختص ،ومشترك ،ومنقول ، ينقسم اللفظ باعتبار المعنى الموضوع
.3ومرتجل ،وحقيقة ،ومجاز
المختص :وهو اللفظ الذي له معنى واحد ،مثل :حديد ،حيوان . -1
المشترك :وهو اللفظ الذي له عدة معاني ،مثل :عين ،فهي تطلق على ينبوع الماء -2
والذهب والعين الباصرة .
المنقول :وهو اللفظ الذي وضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر لوجود مناسبة بين -3
المعنيين ،وهجر استعماله في المعنى األول الذي وضع له .مثل :صالة ،مذياع .
المرتجل :وهو اللفظ الذي وضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر مع عدم المناسبة -4
بينهما .مثل :حارث ،أسد ( ،من أسماء األعالم ) .
الحقيقة :وهي اللفظ المستعمل في معناه الذي وضع له .مثل :لفظ ( أسد ) حينما -5
يستعمل في الحيوان الخاص .
المجاز :وهو اللفظ المستعمل في غير معناه الذي وضع له لوجود عالقة بين المعنيين . -6
مثل :لفظ ( أسد ) حينما يستعمل في الرجل الشجاع .
المفرد والمركب
وينقسم اللفظ باعتبار داللته على معناه إلى مفرد ومركب
-1المفرد
وهو اللفظ الذي ال يدل جزؤه على جزء معناه .مثل :محمد .
أقسامه :
ينقسم المفرد إلى ما يلي :
االسم – مثل :قلم ،مدرسة ،محمد ( ،وهو االسم في علم النحو ) . أ-
ب -الكلمة – مثل :ذهب ،يأكل ،اكتب ( ،وهي الفعل في علم النحو ) .
ت -األداة – مثل :هل ،لم ،في ( ،وهي الحرف في علم النحو ) .
-2المركب
وهو اللفظ الذي يدل جزؤه على جزء معناه مثل :محمد نبي .
ينقسم المركب إلى ما يأتي :
التأم :وهو الجملة التامة .مثل :محمد رسول اهلل . أ-
ب -الناقص :وهو الجملة الناقصة .مثل :إذا ذهبت إلى الجامعة .
أنواع المعنى
.3
ينقسم المعنى باعتبار وجوده إلى قسمين هما :المفهوم والمصداق
المفهوم :وهو المعنى الموجود في الذهن . -1
3في الخارج .المصداق :وهو المعنى الموجود -2
أقسامه :
ينقسم الجزئي إلى قسمين أيضا هما :الحقيقي واإلضافي :
3المذكور في أعاله "
3عليه التعريف
3الحقيقي " :هو الجزئي المتقدم الذي ينطبق
أ.الجزئي
: 3وهو المفهوم المندرج تحت مفهوم أوسع منه – مثل :قحطان ،إنسان . ب.الجزئي اإلضافي
-2الكلي
3واحد -مثل :إنسان ،كتاب ،
تعريفه :هو المفهوم الذي ال يمتنع انطباقه على أكثر من مصداق
مدرسة .
تقسيمه :
3والمشكك : ينقسم الكلي إلى قسمين أيضا هما :المتواطئ
3مثل :اإلنسان ،فإن كل أفراده
3عليه مصاديقه بالتساوي
: 3هو الكلي الذي ينطبق -1المتواطئ
تشترك في معناه (اإلنسانية )
3على مصاديقه بالتفاوت مثل :الوجود ،البياض ؛ -2المشكك :وهو الكلي الذي ينطبق
فالبياض مثال هناك األشد بياضا ,فالقطن مثال أشد بياضا من العاج ,وإن كان كل منهما يقال له
أبيض .
النسب األربع
3كل واحد منهما على مصاديق اآلخرويراد بها النسبة بين الكليين في مجال انطباق
3على كل مصاديق الطائر ،والطائر ،مثال النسبة بين الطائر والحيوان ،هي :أن الحيوان ينطبق
3الطائر نفسه ) .
3الحيوان ( وهي مصاديقينطبق على بعض مصاديق
الكليات الخمسة
تقسيمه :
ينقسم الذاتي إلى ما يلي :
3على جزئيات ذات حقيقة واحدة مثل " اإلنسان " المنطبق النوع :وهو الكلي المنطبق أ-
على :خالد وعلي وأحمد وما ماثلها من الجزئيات المتفقة في حقيقة اإلنسانية .
3على :ب -الجنس :وهو الكلي المنطبق على أنواع مختلفة مثل " :الحيوان " المنطبق
3والسمك .اإلنسان والطير
ج -الفصل :وهو الكلي المميز للنوع عن األنواع المشاركة له في الجنس مثل "الناطق"
المميز لنوع ( اإلنسان ) عن األنواع المشاركة له في جنس " الحيوان " كنوع األسد ،ونوع
3السمك . 3الفيل ،ونوع
الطير ،ونوع
-2العرضي
تعريفه :
هو الكلي الذي يعد وصفا للحقيقة مثل ( :الضاحك ) الذي يعد وصفا لإلنسان ومثل:
( الماشي ) الذي يعد وصفا لإلنسان والفرس .
تقسيمه :
ينقسم إلى ما يلي :
الخاصة :وهي الكلي المختص وصفا لنوع واحد مثل ( الضاحك ) المختص صفة -1
لإلنسان .
العرض العام :وهو الكلي العام وصفا ألنواع مختلفة مثل ( الماشي ) العام صفة -2
لإلنسان والفرس واألسد والفيل .
تقسيم الجنس
ينقسم الجنس إلى ما يلي :
الجنس القريب :وهو أقرب جنس إلى نوعه :مثل " الحيوان " باإلضافة إلى اإلنسان . -1
الجنس البعيد :وهو ما يقع بعد الجنس القريب مثل " :الجسم الحي " باإلضافة إلى -2
اإلنسان .فإنه يقع بعد الحيوان " إنسان – حيوان – جسم حي "
تقسيم الفصل
وينقسم الفصل إلى ما يلي :
الفصل القريب :وهو أقرب فصل إلى نوعه مثل " :الناطق " باإلضافة إلى اإلنسان . -1
الفصل البعيد :وهو ما يقع بعد الفصل القريب مثل ":الحساس المتحرك باإلرادة" - -2
الذي هو فصل لنوع الحيوان – باإلضافة إلى اإلنسان .
التعريف
تعريفه :هو بيان حقيقة الشيء أو إيضاح معناه .
أقسامه :
ينقسم التعريف إلى اآلتي :
الحد التام :وهو التعريف بالجنس والفصل القريبين مثل :اإلنسان :حيوان ناطق. -1
الحد الناقص :وهو التعريف بالجنس البعيد والفصل القريب أو بالفصل وحده مثل: -2
.3
اإلنسان :جسم حي ناطق ،أو اإلنسان :ناطق
3بالجنس والخاصة مثل :اإلنسان :حيوان ضاحك .
الرسم التام :وهو التعريف -3
3بالخاصة وحدها .مثل :اإلنسان :ضاحك . الرسم الناقص وهو التعريف -4
ومن الرسم الناقص :التعريف بالتشبيه :
3بالتشبيه :هو التعريف بذكر ما يشبه الشيء المعرف مثل :الكليان المتباينان
والتعريف
كالخطين المتوازيين .
ومن الرسم الناقص أيضا :التعريف بالقسمة
3بذكر أقسام الشيء ال ُمعرف مثل :الكلمة ،اسم وفعل
3بالقسمة :هو التعريفوالتعريف
وحرف .
شروط التعريف
3ما يلي :
يشترط في التعريف
3على مصاديقه . 3للشيء المعرف في االنطباقأن يكون التعريف مساويا -1
ً
فمثال حينما نعرف اإلنسان بأنه ( حيوان ناطق ) يشترط في تعريفه هذا أن يصبح انطباقه
على كل مصاديق اإلنسان ،وعدم انطباقه على غيرها ،أو على بعضها فقط .
التعريف بما يساوي الشيء المعرف بالوضوح .مثل :تعريف األب بأنه والد االبن ، أ-
3االبن بأنه ولد األب .
وتعريف
3في الوضوح ،وليس احدهما أوضح من اآلخر حتى يعرف به . ألن االبن واألب متساويان
.)3 : 3قوة تشبه الوجود
ب -التعريف بما هو أخفى من الشيء المعرف ،مثل ( :النور
– 3هنا – وهو النور – أوضح من التعريف لدى المخاطب ،فال يتحقق ألن الشيء المعروف
المطلوب من التعريف وهو بيان الحقيقة أو إيضاح المعنى .
أن يكون التعريف بألفاظ تغاير الشيء المعرف في مفهومه :مثل ( اإلنسان :حيوان -3
ناطق ) .
3
3ضوئه .ال يجوز التعريف فإن مفهومي الحيوان والناطق مغايران لمفهوم اإلنسان وفي
بألفاظ هي نفس الشيء المعرف في المفهوم مثل ( :اإلنسان :بشر ) .فإن مفهوم
( 3بشر ) شيء واحد .( اإلنسان ) ومفهوم
3معرفته على معرفة نفس الشيء المعرف ،مثل : أن يكون التعريف بما ال يتوقف -4
) 3ال تتوقفان على معرفة
( اإلنسان :حيوان ناطق ) .فإن معرفة ( الحيوان ) ومعرفة ( الناطق
3بما تتوقف معرفته على معرفة نفس الشيء المعرف : 3ضوئه :ال يجوز التعريف اإلنسان .وفي
مثل ( :الشمس :كوكب يرى في النهار ) .
في حين أن معرفتنا للنهار تتوقف على معرفتنا للشمس ألن النهار هو زمان رؤية الشمس .
3بألفاظ واضحة المعاني غير مبهمة أو غامضة . أن يكون التعريف -4
التقسيم والتصنيف
التقسيم
تعريفه
التقسيم ( القسمة ) :هو تجزئة الشيء إلى أنواعه أو تحليله إلى عناصره .
أنواعه :
تتنوع القسمة إلى نوعين هما :القسمة الطبيعية والقسمة المنطقية .
القسمة الطبيعية :هي تحليل الشيء إلى أجزائه التي يتألف .مثل :تقسيم الماء إلى -1
3أوكسيد السلكونعنصري األوكسجين والهيدروجين .وقسمة الزجاج إلى عنصري الرمل وثاني
وهكذا ...
3عليها .مثل :تقسيم الكلمة
القسمة المنطقية :هي تحليل الشيء إلى أنواعه التي ينطبق -2
إلى االسم والفعل والحرف وقسمة الزاوية إلى الحادة والقائمة والمنفرجة .
القضايا
تعريفها :
القضية :هي الخبر .
تقسيمها :
تنقسم القضية إلى قسمين هما :الحملية والشرطية .
-1الحملية
تعريفها :
الحملية :هي ما حكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفي شيء عن شيء .
مثل :خالد حاضر ،طالب ليس بغائب .
تتألف القضية الحملية من ثالثة أركان هي :
.)3 ( 3الموضوع المحكوم عليه ،ويسمى -1
( 3المحمول ) .المحكوم به ،ويسمى -2
( 3النسبة ) .
الحكم :ويسمى -3
ففي المثالين المتقدمين :
: 3خالد ،طالب .الموضوع
المحمول :حاضر ،ليس بغائب .
النسبة :في المثال األول :ثبوت الحضور لخالد ,في المثال الثاني :نفي الغياب عن الطالب .
-2الشرطية
تعريفها :
3نسبة بينهما .
3أو عدم وجود
3نسبة بين قضية وأخرى الشرطية :هي ما حكم فيها بوجود
3موجود .مثل :إذا أشرقت الشمس فالنهار
ليس كلما دق الجرس فقد حان وقت الدرس .
تأليفها :
تتألف القضية الشرطية من ثالثة أركان هي :
3المثال الثاني :دق الجرس .المقدم :وهو في المثال األول :أشرقت الشمس ،وفي -1
3المثال الثاني :قد حان وقت ، 3وفيالتالي :وهو في المثال األول :النهار موجود -2
الدرس .
الرابطة :وهي أدوات الربط :كإذا والفاء في المثال األول ،وكلما والفاء في المثال -3
الثاني .
أقسام الحملية
وتنقسم القضية الحملية – موجبة كانت أو سالبة – باعتبار موضوعها إلى :
شخصية وطبيعية ومهملة ومحصورة
الشخصية :وهي ما كان موضوعها جزئيا ،مثل :البصرة ميناء العراق ،محمود ليس -1
بمجتهد .
3الحكم فيها عليه بصفته كليا ،مثل :
الطبيعية :وهي ما كان موضوعها كليا ،ووجهنا -2
اإلنسان نوع ،الضاحك ليس بجنس .
3الحكم فيها على مصاديقه مع إهمال بيان 3كليا ووجهنا
المهملة :وهي ما كان موضوعها -3
3عليها مثل :اإلنسان في خسر ،الطالب المجد ال يرسب .كمية المصاديق المحكوم
المحصورة :وهي ما كان موضوعها كليا ووجهنا الحكم فيها على مصاديقه مع حصر -4
3عليها كال أو بعضا .مثل :كل نبي مبعوث من قبل اهلل ،بعض الطالب
كمية المصاديق المحكوم
فقراء .
والقضية المحصورة هي المعتبرة في المنطق ,فالمنطق يهتم فقط بدراسة القضية المحصورة
.3
بأقسامها
تقسيمها :
تنقسم المتصلة إلى ما يلي :
اللزومية :وهي التي بين مقدمها وتاليها اتصال حقيقي مثل :إذا سخن الماء فإنه يتمدد . أ-
3اتصال حقيقي مثل :كلما دق الجرس تأخر ب -االتفاقية :وهي التي ليس بين مقدمها وتاليها
زكي قليال عن الدخول إلى الصف (إذا اتفق ذلك دائما)
-2المنفصلة :
تعريفها :
المنفصلة :هي ما حكم فيها باالنفصال بين قضيتين أو بنفي االنفصال بينهما .
مثالها :
، 3ليس اإلنسان أما أن يكون كاتبا أو شاعرا .
العدد أما أن يكون فردا أو زوجا
تقسيمها :
تنقسم المنفصلة إلى ما يلي :
3تناف وعناد حقيقي مثل :العدد الصحيح إما أنالعنادية :وهي التي بين مقدمها وتاليها أ-
3أو مفردا .
يكون زوجا
3تناف اتفاقي غير حقيقي مثل :إما أن يكون
ب -االتفاقية :وهي التي بين مقدمها وتاليها
المدرس في الصف األول عليا أو أحمد ( إذا اتفق أن غيرهما من المدرسين ال يأتون إلى الصف
األول ) .
االستدالل
تعريفه
االستدالل :إقامة الدليل إلثبات المطلوب .
تقسيمه :
ينقسم االستدالل إلى قسمين هما :
، 3عكس
3هي :التناقض ،العكس المستوي االستدالل غير المباشر :وله ثالث طرائق -1
النقيض .
3هي :القياس ،االستقراء ،التمثيل .
االستدالل المباشر :وله ثالث طرائق -2
االستدالل غير المباشر
تعريفه :االستدالل غير المباشر :هو إقامة الدليل على الزمه المطلوب إلثباته :
3عليها .
يستعمل االستدالل غير المباشر في القضايا التي يصعب أو يمتنع االستدالل المباشر
التناقض
التناقض :هو تالزم قضيتين يوجب صدق أحداهما وكذب األخرى .
مجال استعماله :
3من أنواع التالزم بين القضيتين وهما :
يستعمل التناقض في القضايا من النوعين األول والثاني
لزوم صدق القضية الثانية ( المطلوب ) لكذب القضية األولى ( المبرهن عليها ) . أ-
ب -لزوم كذب القضية الثانية ( المطلوب ) لصدق القضية األولى ( المبرهن عليها ) .
شروطه :
يشترط في التناقض أن يكون بين القضيتين اتحاد في أمور واختالف في أخرى وهي ما يلي :
أ -شروط االتحاد ،وتسمى ( الوحدات الثمان )
3مثل :علي تلميذ . 3فلو اختلفت القضيتان في الموضوع لم تتناقضا االتحاد في الموضوع -1
– أحمد ليس بتلميذ .
االتحاد في المحمول . -2
االتحاد في الزمان . -3
االتحاد في المكان . -4
االتحاد في القول والفعل . -5
االتحاد في الكل والجزء . -6
االتحاد في الشرط . -7
االتحاد في اإلضافة . -8
ب -شروط االختالف
االختالف بالكم ( الكلية والجزئية ) . -1
االختالف في الكيف ( اإليجاب والسلب ) . -2
العكس المستوي
تعريفه :
.3
: 3هو تبديل طرفي القضية مع بقاء الكيف والصدق
العكس المستوي
:3شرح التعريف
3القضية ( المحكوم بصدقها ) إلى محمول ، المراد بالتبديل – هنا – هو :تحويل موضوع
3إلى موضوع أو تحويل المقدم تاليا والتالي مقدما مع ا لمحافظة على بقاءوتحويل محمولها
الصدق وبقاء الكيف ( اإليجاب والسلب ) .
وتسمى القضية األولى بـ ( األصل )
)3وتسمى القضية الثانية بـ ( العكس المستوي
شروطه :
يشترط في العكس المستوي ما يلي :
تبديل الطر فين . -1
بقاء الكيف . -2
بقاء الصدق . -3
نتائجه :
3الشروط المتقدمة تكون نتائج العكس المستوي هي ما يلي : ومع توفر
موجبة جزئية تنعكس -1الموجبة الكلية
بعض السائل ماء يصدق كل ماء سائل
بعض الناطق إنسان يصدق كل إنسان ناطق
موجبة جزئية تنعكس -2الموجبة الجزئية
بعض الماء سائل يصدق بعض السائل ماء
بعض السائل ماء يصدق بعض الماء سائل
بعض األبيض طير بعض الطير أبيض يصدق
بعض الناطق إنسان بعض اإلنسان ناطق يصدق
سالبة كلية تنعكس -3السالبة الكلية
ال شيء من الحيوان بجماد يصدق ال شيء من الجماد بحيوان .
-4السالبة الجزئية :ال عكس لها ،وذلك لتخلف إنتاج االستدالل في بعض صورها وهي :فيما
إذا كان موضوع القضية السالبة الجزئية أعم من محمولها ( بعض الحيوان ليس بإنسان ) فإنه ال
يصح أن يقال ( ال شيء من اإلنسان بحيوان ) أو ( بعض اإلنسان ليس بحيوان ) ،ألنهما
3بقاء الصدق .
3العكس المستويكاذبتان ،وتقدم أن من شروط
عكس النقيض
تعريفه :
3نقيض محمول القضية األولى ،
عكس النقيض :هو تحويل القضية إلى قضية أخرى موضوعها
.3
3القضية األولى ،مع بقاء الكيف والصدق
3نقيض موضوع ومحمولها
مثاله :
كل كاتب إنسان .تنعكس :كل إنسان هو ال كاتب .
شروطه :
يشترط في عكس النقيض ما يلي :
3إلى نقيضه ،أي تحويل نقيض محمول القضية 3القضية مع قلب الطرف تبديل طرفي -1
3القضية األولى محموال للقضية الثانية . األولى موضوعا للقضية الثانية ونقيض موضوع
بقاء الكيف :أي القضية الموجبة تبقى موجبة بعد التبديل ،والسالبة تبقى سالبة كذلك . -2
بقاء الصدق :أي يراعى أن ال يكون تبديل الطرفين موجبا لكذب القضية الثانية. -3
نتائجه :
3المذكورة تكون نتائج عكس النقيض كما يلي :مع توفر الشروط
سالبة جزئية تنعكس -1السالبة الكلية
بعض الالجماد ليس بال إنسان . يصدق ال شيء من اإلنسان بجماد
سالبة جزئية تنعكس -2السالبة الجزئية
بعض الال حديد ليس بال معدن 3
يصدق بعض المعادن ليس بحديد
موجبة كلية تنعكس -3الموجبة الكلية
كل ال إنسان ال كاتب يصدق كل كاتب إنسان
-4الموجبة الجزئية :ال تنعكس وذلك لتخلف إنتاج االستدالل فيها ،فمثال :قضية ( بعض الال
حديد معدن ) ال تنعكس إلى ( بعض الال معدن حديد ) وال إلى ( كل ال معدن حديد ) ألنهما
3عكس النقيض بقاء الصدق .كاذبتان ،وتقدم أن من شروط
االستدالل المباشر
تعريفه :
االستدالل المباشر :هو إقامة الدليل على المطلوب إلثباته .
طرائقه :
3وهي :
لالستدالل المباشر ثالث طرائق
القياس ،االستقراء ،التمثيل
القياس
تعريفه :
3لمعرفة حكم الجزئيات .
3القاعدة الكلية على جزئياتها
القياس :هو تطبيق
مصطلحاته :
للقياس مصطلحات خاصة به ،وهي :
( صورة القياس ) وهي شكل تأليفه وتركيبه ،والقياس يتألف من مقدمتين – كما سيأتي -1
-مثل :الحديد معدن – كل معدن عنصر بسيط .
3بهذا الوضع الخاص من الترتيب – والذي سيتضح فيما بعد – يسمى صورة فالمجموع
القياس .
( 3مادة القياس ) أيضا : -وهي كل قضية يتألف منها صورة ( المقدمة ) – وتسمى -2
القياس .
فقضية ( الحديد معدن ) في المثال المتقدم مقدمة وكذلك قضية ( كل معدن عنصر بسيط )
3والكبرى .مقدمة .وتنقسم المقدمة إلى قسمين هما :الصغرى
3
( الصغرى ) وهي المقدمة التي تشمل على الجزئي الذي يطلب معرفة حكمه عن طريق -3
االستدالل بالقياس وتقع المقدمة األولى للقياس ،كالمقدمة ( الحديد معدن ) في المثال .
( الكبرى ) وهي المقدمة التي تؤلف القاعدة الكلية التي يعمد إلى تطبيقها على الجزئي -4
لمعرفة حكمه عن طريق االستدالل بالقياس وتقع المقدمة الثانية للقياس كالمقدمة ( وكل معدن
عنصر بسيط ) في المثال .
3أو المقدم والتالي .مثل:
( الحدود ) وهي مفردات المقدمتين - :الموضوع والمحمول -5
( الحديد – معدن – معدن – عنصر بسيط ) في المثال .
. 3مثل:
( النتيجة ) :وهي القضية التي ينتهي إليها بعد تطبيق الكبرى على الصغرى -6
( الحديد عنصر بسيط ) في المثال .
.3( المطلوب ) :وهي النتيجة قبل مزاولة تطبيق الكبرى على الصغرى -7
أقسامه :
3واالقتراني
ينقسم القياس إلى قسمين هما :االستثنائي
: 3وهو ما صرح في مقدمتيه بالنتيجة أو بنقيضها ( مثاله ) : -1القياس االستثنائي
أ -إن كان هاشم عالما فواجب احترامه – لكنه عالم فهاشم واجب احترامه .
ب -ولو كان زيد عادال فهو ال يعصي اهلل – ولكنه قد عصى اهلل ،ما كان زيد عادال .
-2القياس االقتراني :وهو ما لم يصرح في مقدمته بالنتيجة وال بنقيضها ( .مثاله ) العالم
متغير – وكل متغير حادث فالعالم حادث .
االقتراني الحملي
حدوده :
3الحملي إلى ثالثة أقسام هي :
تنقسم حدود االقتراني
األوسط :وهو الحد المتكرر في المقدمتين . -1
3فقط .
األصغر :وهو الحد المذكور في الصغرى -2
3في الكبرى فقط .األكبر :وهو الحد المذكور -3
القواعد العامة
.3تكرر الحد االوسط -1
أال يتألف من سالبتين . -2
يتألف من جزئيتين . -3
3جزئية .
أال يتألف من صغرى سالبة وكبرى -4
أن تكون تابعة ألضعف المقدمتين . -5
األشكال األربعة
3في مقدمتيه إلى أربعة أقسام تسمى بـ
3باعتبار كيفية وضع الحد األوسط
ينقسم االقتراني
(األشكال األربعة ) وهي :
الشكل األول
تعريفه :
3موضوعًا في الكبرى . الشكل األول :هو ما كان األوسط فيه محموال في الصغرى
شروطه :
3العامة المتقدمة ما يلي :
3فيه اإلضافة إلى الشروط
ألجل أن يكون الشكل األول منتجًا يشترط
أن تكون صغراء موجبة . -1
أن تكون كبراه كلية . -2
أقسامه :
3الشكل األول على شروط اإلنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة أربعة إذا توفر
وهي :
3صغراه من موجبة كلية ،وكبراه من موجبة كلية أيضا ،وينتج موجبة كلية . ( األول ) وتتألف
( مثاله ) كل خمر مسكر – وكل مسكر حرام .كل خمر حرام
( الثاني ) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية ،وينتج سالبة كلية .
(مثاله) كل خمر مسكر – وال شيء من المسكر بنافع ،ال شيء من الخمر بنافع .
3صغراه من موجبة جزئية وكبراه من موجبة كلية ،وينتج موجبة جزئية . ( الثالث ) وتتألف
(مثاله) بعض المعدن جديد – وكل حديد يتمدد بالحرارة -بعض المعدن يتمدد بالحرارة .
3صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية . ( الرابع ) وتتألف
3ال يبيض . 3له أذنان – وال شيء مما له أذنان يبيض ،بعض الطيور ( مثاله) بعض الطيور
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهلل :وهم معترفون بأن الشكل األول من الحمليات يغنى عن
3القياس وتصويره فطرى ال يحتاج إلى تعلمه منهم مع أن االستدالل ال يحتاج إلى
جميع صور
تصوره على الوجه الذي يزعمونه .مجموع الفتاوى ()159|9
الشكل الثاني
تعريفه :
3فيه محموال في المقدمتين معا
الشكل الثاني :هو ما كان األوسط
شروطه :
ألجل أن يكون الشكل الثاني منتجا يشترط فيه باإلضافة إلى الشروط العامة ما يلي :
3سالبة .
أن تختلف مقدمتاه بالكيف أي أن تكون أحداهما موجبة واألخرى -1
أن تكون كبراه كلية . -2
أقسامه :
3اإلنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما 3الشكل الثاني على شروط إذا توفر
يلي :
3صغراه من موجبة كلية ،وكبراه من سالبة كلية ،وينتج سالبة كلية . ( األول ) وتتألف
( مثاله ) كل ورد زهر – ال شيء من الجماد بزهر – ال شيء من الورد بجماد
( الثاني ) وتتألف صغراه من سالبة كلية وكبراه من موجبة كلية ،وينتج سالبة كلية .
(مثاله) ال طالب من الكسالى بناجح – وكل مجد ناجح ،ال طالب من الكسالي بمجد .
3صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية ،وينتج سالبة جزئية . ( الثالث ) وتتألف
(مثاله) بعض المعدن ذهب – وال شيء من الفضة بذهب ،بعض المعدن ليس بفضة .
3صغراه من سالبة جزئية وكبراه من موجبة كلية وينتج سالبة جزئية ( الرابع ) وتتألف
( مثاله) بعض الحيوان ليس إنسانا – كل مفكر إنسان – بعض الحيوان ليس مفكر .
الشكل الثالث
تعريفه :
3فيه موضوعا في المقدمتين معا
الشكل الثالث :هو ما كان األوسط
شروطه :
ألجل أن يكون الشكل الثاني منتجا يشترط فيه باإلضافة إلى الشروط العامة ما يلي :
-1أن تكون صغراه موجبة .
-2أن تكون إحدى مقدمتيه كلية .
أقسامه :
3اإلنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما 3الشكل الثالث على شروط إذا توفر
يلي :
3صغراه من موجبة كلية ،وكبراه من موجبة كلية أيضا ،وينتج موجبة جزئية . ( األول ) وتتألف
( مثاله ) كل ذهب معدن – وكل ذهب غالي الثمن ،بعض المعدن غالي الثمن .
( الثاني ) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية ،وينتج سالبة جزئية .
(مثاله) كل برتقالة فاكهة – ال شيء من الرتقال بعنب – بعض الفاكهة ليس عنبا .
3صغراه من موجبة جزئية وكبراه من موجبة كلية ،وينتج موجبة جزئية . ( الثالث ) وتتألف
(مثاله) بعض الطائر أبيض – وكل طائر حيوان ،بعض األبيض حيوان .
3صغراه من موجبة كلية وكبراه من موجبة جزئية وينتج موجبة جزئية . ( الرابع ) وتتألف
( مثاله) كل طائر حيوان – بعض الطائر أبيض – بعض الحيوان أبيض .
(الخامس) تتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة جزئية وينتج سالبة جزئية
(مثاله) كل حيوان حساس – بعض الحيوان ليس إنسانا – بعض الحساس ليس إنسانا .
(السادس) تتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية .
(مثاله) بعض الذهب معدن – الشيء من الذهب بحديد – بعض المعدن ليس بحديد .
الشكل الرابع
تعريفه :
3في الصغرى ومحموال في الكبرى . الشكل الرابع :هو ما كان األوسط فيه موضوعا
شروطه :
3العامة ما يلي : 3فيه باإلضافة إلى الشروطألجل أن يكون الشكل الرابع منتجا يشترط
-1أن ال تكون إحدى مقدمتيه سالبة جزئية .
-2أن تكون صغراه كلية إذا كانت مقدمتاه موجبتين .
أقسامه :
3الشكل الرابع على شروط اإلنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما إذا توفر
يلي :
3صغراه من موجبة كلية ،وكبراه من موجبة كلية ،وينتج موجبة جزئية . ( األول ) وتتألف
( مثاله ) كل إنسان حيوان – وكل ناطق إنسان ،بعض الحيوان ناطق .
( الثاني ) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من موجبة جزئية ،وينتج موجبة جزئية .
.3
3إنسان ،بعض الحيوان ولود (مثاله) كل إنسان حيوان – وبعض الولود
3صغراه من سالبة كلية وكبراه من موجبة كلية ،وينتج سالبة كلية . ( الثالث ) وتتألف
(مثاله) ال شيء من اإلنسان بجماد – وكل ناطق إنسان ،ال شيء من الجماد بناطق .
3صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية . ( الرابع ) وتتألف
(مثاله) كل سائل يتبخر – وال شيء من الحديد بسائل بعض ما يتبخر ليس بحديد .
(الخامس) تتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية .
(مثاله) بعض المعدن ذهب – الشيء من الحيوان بمعدن – بعض الذهب ليس بحيوان .
والخالصة :ينتج الشكل األول جميع القضايا المحصورة ومن ثم أطلق عليه الشكل األول ذلك أن
نتاجه بين بنفسه ,وقياساته كاملة وتتبين به جميع األشكال وألنه ينتج جميع المطالب األربعة
وينتج الكلي الموجب الذي هو أفضل المطالب .
وينتج الشكل الثاني القضية السالبة فقط سواء كانت سالبة كلية أو سالبة جزئية .
وينتج الشكل الثالث القضية الجزئية فقط سواء كانت جزئية موجبة أو جزئية سالبة .
أما الشكل الرابع فإنه الينتج ما عدا الكلية الموجبة وهذا الشكل غير مقبول عند معظم الفالسفة
3
المسلمين ألن حركة الفكر فيه تجري بشكل معكوس فالنتيجة في هذا الشكل تحكم بموضوع
الكبرى على محمول الصغرى وهذا خالف ما يقتضيه الطبع .
االستقراء
االستقراء :هو تتبع الجزئيات للحصول على حكم كلي ( قاعدة عامة ) .
أقسامه :
ينقسم االستقراء إلى قسمين هما :االستقراء التام ،واالستقراء الناقص .
االستقراء التام :هو تتبع جميع جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه . -1
االستقراء الناقص :وهو تتبع بعض جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه . -2
أو ً
ال :مرحلة المالحظة والتجربة
وهي مرحلة توجيه المستقرئ فكرة نحو المطلوب لمعرفة حقيقته أو تبيان معناه .
والمالحظة :هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه .
3يهيئها المستقرئ حسبما يريد .
والتجربة :هي مشاهدة المطلوب في ظروف
التمثيل
تعريفه :
التمثيل :هو إثبات حكم لجزئي لثبوته في جزئي آخر مشابه له .
مثاله :
.3 كإثبات حكم حرمة الخمر للنبيذ ألنه يشبه الخمر في اإلسكار
أركانه :
3وهي :للتمثيل أركان ال يتم االستدالل به إال عند توفرها
.3األصل :وهو الجزئي المعلوم ثبوت الحكم له كالخمر في المثال المذكور -1
.3
الفرع :وهو الجزئي المطلوب إثبات الحكم له كالنبيذ في المثال المذكور -2
.3
3في المثال المذكور
الجامع :وهو جهة المشابهة بين األصل والفرع كاإلسكار -3
الحكم :وهو الحكم المعلوم ثبوته لألصل والذي يحاول إثباته للفرع كالحرمة في المثال -4
المذكور .
الخالصة
والخطوات التي تتبع في االستدالل بالتمثيل هي ما يلي :
تعيين المطلوب . -1
تعيين األصل . -2
محاولة حصر سبب الحكم في نقطة مشتركة بين األصل والفرع تصلح ألن تكون سببا -3
للحكم .
النتيجة . -4
تقريب وتهذيب نقض المنطق لشيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهلل
الرد العام
3وحديثا أنك التجد من يلزم نفسه أن ينظر قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهلل :بل الواقع قديما
3به ؛إال وهو فاسد النظر والمناظرة ؛ كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه في علومه بل ويناظر
...
ومن المعلوم أن القول بوجوبه قول غالته وجهال أصحابه ,ونفس الحذاق منهم ال يلتزمون
3بل يعرضون عنها إما لطولها ,وإما لعدم فائدتها وإمالفسادها ,وإما لعدم قوانينه فى كل علومهم
تميزها وما فيها من الإجمال واالشتباه ؛ فإن فيه مواضع كثيرة هي لحم جمل غث على رأس جبل
3والسمين فينتقل . وعر؛ السهل فيرتقى
مجموع الفتاوى()6|9
وقال :ولهذا مازال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمون أهله وينهون عنه وعن أهله حتى رأيت
3من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم فيها للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة من أعيان زمانهم
كالم عظيم فى تحريمه وعقوبة أهله حتى إن من الحكايات المشهورة التى بلغتنا أن الشيخ أبا
3مدرسة معروفة من أبى الحسن اآلمدي وقال :أخذها منه أفضل عمرو بن الصالح أمر بانتزاع
من أخذ عكا .
مجموع الفتاوى ()7|9
وقال :وأيضا هم متفقون على أنه اليفيد إال أمورا كلية مقدرة فى الذهن ال يفيد العلم بشيء موجود
محقق في الخارج إال بتوسط شيء آخر غيره ,واألمور الكلية الذهنية ليست هي الحقائق
3عن غيره هو بها 3حقيقة يتميزبها
الخارجية وال هي أيضا علما بالحقائق الخارجية إذ لكل موجود
3اليكون علما بها فال يكون فى القياس المنطقى علم هو وتلك ليست كلية ؛فالعلم باألمر المشترك
تحقيق شيء من األشياء وهو المطلوب .
مجموع الفتاوى ()18|9
وقال :وأيضا التجد أحدا من أهل األرض حقق علما من العلوم وصار إماما فيه مستعينا
3يحققون ما بصناعة المنطق ال من العلوم الدينية وال غيرها؛ فاألطباء والحساب والكتاب ونحوهم
3بغير صناعة المنطق. 3وصناعاتهم يحققون من علومهم
وقد صنف في الإسالم علوم النحو واللغة والعروض والفقه وأصوله والكالم غير ذلك وليس فى
أئمة هذة الفنون من كان يلتفت إلى المنطق بل عامتهم كانوا قبل أن يعرب هذا المنطق اليونانى
...
وإن كان فيهم من قد يحقق شيئا من العلم ؛فذلك لصحة المادة واألدلة التى ينظر فيها وصحة ذهنه
وإدراكه ال ألجل المنطق بل إدخال صناعة المنطق فى العلوم الصحيحة يطول العبارة ويبعد
الإشارة ويجعل القريب من العلم بعيدا واليسير منه عسيرا ,ولهذا تجد من أدخله فى الخالف
والكالم وأصول الفقه وغير ذلك لم يفد إال كثرة الكالم والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق ,فعلم أنه
من أعظم حشو الكالم وأبعد األشياء عن طريقة ذوى األحالم .
مجموع الفتاوى ()24|9
وقال :وعامة الحدود المنطقية هي من هذا الباب حشو لكالم كثير يبينون به األشياء وهي قبل
بيانهم أبين منها بعد بيانهم ؛فهي مع كثرة ما فيها من تضييع الزمان وإتعاب الفكر واللسان ال
توجب إال العمى والضالل ,وتفتح باب المرء والجدال إذ كل منهم يورد على حد اآلخر من
األسئلة ما يفسد به ويزعم سالمة حده منه ,وعند التحقيق تجدهم متكافئين أو متقاربين ليس
3من ألحدهم على اآلخر رجحان مبين ؛فإما أن يقبل الجميع أو يرد الجميع أو يقبل من وجه ويرد
وجه .
مجموع الفتاوى ()66|9
)?( 6التسلسل :مصطلح كالمي يراد به ( ترتيب أمور غير متناهية ) وإنما سمى تسلس ً
ال أخذًا من السلسلة
وهي قابلة لزيادة الحلقات إلى ما ال نهاية له فالمناسبة بينهما عدم التناهي بين طرفيها ففي السلسة مبتدؤها
ومنتهاها ,وأما في التسلسل فطرفاه هما الزمن الماضي والمستقبل .عن كتاب رسائل الشيخ محمد الحمد .
وأما الدور فهو توقف كل من األمرين على اآلخر ومثلوا لذلك بقول الشاعر
قضية الدور جرت *** بيني وبين من أحب
لوال مشيبي ما جفت*** لوال جفاها لم أشب
إرشاد الفحول ( )50تحقيق محمد صبحي حالق
وكذلك الحدود التى يتكلفها بعض الفقهاء للطهارة والنجاسة وغير ذلك من معانى الأسماء
3فى أصول الفقه لمثل الخبر والقياس والعلم
المتداولة بينهم ,وكذلك الحدود التى تكلفها الناظرون
,وغير ذلك لم يدخل فيها إال من ليس بإمام فى الفن ,وإلى الساعة لم يسلم لهم حد ,وكذلك حدود
أهل الكالم ؛ فإذا كان حذاق بنى آدم فى كل فن من العلم أحكموه بدون هذه الحدود المتكلفة بطل
3المعرفة عليها .
دعوى توقف
مجموع الفتاوى()47|9
3على معانيها المفردة الخامس :أن سامع الحد إن لم يكن عارفا قبل ذلك بمفردات ألفاظه وداللتها
لم يمكنه فهم الكالم والعلم بأن اللفظ دال على المعنى وموضوع له مسبوق بتصور المعنى وإن
3لمسمى اللفظ ومعناه قبل سماعه امتنع أن يقال إنما تصوره بسماعه(. )7 كان متصورا
مجموع الفتاوى ( )86|9والرد على المنطقيين ()10
3غير فطري السادس :صناعة الحد وضع اصطالحي
3الحقيقة العلمية ,وهي مع ذلك مخالفة قال :هذه صناعة وضعية اصطالحية ليست من األمور
لصريح العقل ,ولما عليه الوجود في مواضع ؛فتكون باطلة ليست من األوضاع المجردة كوضع
3, 3وأما وضعهم فمخالف أسماء األعالم ؛فإن تلك فيها منفعة وهي ال تخالف عقال وال وجودا
3مجردا لم يكن ميزانا للعلوم والحقائق ؛فإن األمور لصريح العقل والوجود ,ولو كان وضعا
3كالمعرفة بصفات األشياء وحقائقها 3واالصطالحات الحقيقية العلمية ال تختلف باختالف األوضاع
3أو مريد أو متحرك أو ساكن أو حساس أو غير حساس ؛فالعلم بأن الشيء حي أو عالم أو قادر
3اهلل تعالى عباده 3الحقيقية الفطرية التي فطرليس هو من الصناعات الوضعية بل هو من األمور
3المستقيمة .
عليها ؛كما فطرهم على أنواع االرادات الصحيحة والحركات
السيما وهؤالء يقولون إن المنطق ميزان العلوم العقلية ومراعاته تعصم الذهن عن أن يغلط في
3ميزان األلفاظ العربية المركبة 3والتصريف فكره ؛ كما أن العروض ميزان الشعر والنحو
والمفردة وآالت المواقيت موازين لها.
ولكن ليس األمر كذلك؛ فإن العلوم العقلية تعلم بما فطر اهلل عليه بني آدم من أسباب االدراك ال
تقف على ميزان وضعي لشخص معين وال يقلد في العقليات أحد بخالف العربية فانها عادة لقوم
ال تعرف اال بالسماع وقوانينها ال تعرف إال باالستقراء بخالف ما به يعرف مقادير المكيالت
والمذونات والمزروعات والمعدودات فانها تفتقر إلى ذلك غالبا لكن تعيين ما به يكال ويوزن
بقدر مخصوص أمر عادي كعادة الناس في اللغات .
الرد على المنطقيين ()27
السابع :إلى الساعة ال يعلم للناس حد مستقيم على أصلهم بل أظهر الأشياء الإنسان وحده
بالحيوان الناطق عليه االعتراضات المشهورة ,وكذا حد الشمس وأمثاله حتى إن النحاة لما دخل
3في الحدود ذكروا لالسم بضعة وعشرين حدا وكلها معترضة على أصلهم , متأخروهم
3ذكروا للقياس بضعة وعشرين حدا وكلها أيضا معترضة ,وعامة الحدود المذكورة والأصوليون
في كتب الفالسفة والأطباء والنحاة وأهل األصول والكالم معترضة لم يسلم منها إال القليل فلو
3الناس شيئا من هذه الأمور كان تصور الأشياء موقوفا على الحدود ولم يكن إلى الساعة قد تصور
)?( 7قال شيخ اإلسالم :فمن لم يتصور مسمى الخبر والماء والسماء واألرض واألب واألم لم يعرف داللة
اللفظ عليه ,وإذا كان متصورا لمسمى اللفظ ومعناه قبل استماعه وإن لم يعرف داللة اللفظ عليه امتنع أن يقال إنه
إنما تصوره باستماع اللفظ ألن في ذلك دورا قبليا إذ يستلزم أن يقال لم يتصور المعنى حتى سمع اللفظ وفهمه ولم
يمكن أن يفهم المراد باللفظ حتى يكون قد تصور ذلك المعنى قبل ذلك .الرد على المنطقيين ()10
3فال يكون عند بني آدم
3لم يحصل تصديق
3على التصور ؛فإذا لم يحصل تصور 3موقوفوالتصديق
علم من عامة علومهم وهذا من أعظم السفسطة .
مجموع الفتاوى( )85|9والرد على المنطقيين ()8
3الماهية – حقيقة الشيء -إنما يحصل عندهم بالحد الحقيقي المؤلف من الثامن :أن تصور
3
الذاتيات المشتركة والمميزة ,وهو المركب من الجنس والفصل وهذا الحد إما متعذر أو متعسر
3
3فال يكون قد تصور حقيقة من الحقائق دائما أو غالبا وقد تصورت 3بذلك وحينئذ
كما قد أقروا
3عن الحد .
الحقائق فعلم استغناء التصور
مجموع الفتاوى( )86|9والرد على المنطقيين ()9
3بين بعض الصفات وبعض؛ إذ جعلوا التصور بما قال :ولما راموا ذلك لم يكن بد من أن يفرقوا
جعلوه ذاتيا فال بد أن يفرقوا بين ما هو ذاتي عندهم وما ليس كذلك ؛فأدى ذلك إلى التفريق بين
المتماثالت حيث جعلوا صفة ذاتية دون أخرى مع تساويهما أو تقاربهما وطلب الفرق بين
3؛فإن كان متعذرا بطل المتماثالت ممتنع وبين المتقاربات عسر ؛فالمطلوب إما متعذر أو متعسر
بالكلية وإن كان متعسرا فهو بعد حصوله ,ليس فيه فائدة زائدة على ما كان يعرف قبل حصوله
3بين أن يمتنع عليهم ما شرطوه أوينالوه وال يحصل به ما قصدوه على التقديرين فليس ما فصاروا
3الحقائق في نفس من ال يتصورها بدون الحد ,وإن كان قد يفيد وضعوه من الحد طريقا لتصور
من تمييز المحدود ما تفيده األسماء .
3ال تكون وقد تفطن الفخر الرازي لما عليه أئمة الكالم وقرر في محصله وغيره أن التصورات
3المحدود (.)8
3أن الحد ال يفيد تصور
مكتسبة وهذا هو حقيقة قولنا
مجموع الفتاوى( )89|9والرد على المنطقيين ()31( )29
3صفات مشتركة ومختصة حق ؛لكن التمييز بين تلك الصفات بجعل وقال أيضا :إن العلم بوجود
, 3وبعضها الزما لحقيقة المحدود تفريق باطل ؛بل جميع بعضها ذاتيا تتقوم منه حقيقة المحدود
الصفات المالزمة للمحدود طردا وعكسا هي جنس واحد فال فرق بين الفصل والخاصة وال بين
()9
)?( 8وقد سطر الغزالي اعترافه باستعصاء الحد على طريقة المتكلمين في كتابه "معيار العلم " انظر الرد على
المنطقيين ()19
)?( 9الطرد هو التالزم في الثبوت وهنا حيث وجدت الصفات وجد المحدود ,وأما العكس فهو ضد الطرد وهنا
حيث انتفت انتفى المحدود.
مجموع الفتاوى ()53|9
التاسع :أن يقال كون الذهن ال يعقل هذا إال بعد هذا إن كان إشارة إلى أذهان معينة وهي التي
()10
تصورت هذا :لم يكن هذا حجة ألنهم هم وضعوها هكذا ؛فيكون التقدير أن ما قدمناه في أذهاننا
3األمر إلى أنا تحكمنا بجعل بعض على الحقيقة فهو الذاتي ,وما أخرناه فهو العرضي ويعود
3عرضيا الزما وغير الزم ,وإن كان األمر كذلك كان هذا الفرقان مجرد الصفات ذاتيا وبعضها
3بين المتماثلين .
()11
3من هؤالء أن يجمعوا بين المفترقين ويفرقوا تحكم بال سلطان وال يستنكر
3ما 3التي ضلوا بها وأضلوا ,وهو أول من أفسد دين المسلمين وابتدع فما أكثر هذا في مقاييسهم
غير به الصائبة مذاهب أهل الإيمان المهتدين .
3نطقه ببالها وإن قالوا بل جميع أذهان بني آدم واألذهان الصحيحة ال تدرك الإنسان إال بعد خطور
دون ضحكه .
قيل لهم ليس هذا بصحيح ,وال يكاد يوجد هذا الترتيب إال فيمن يقلد عنكم هذه الحدود من المقلدين
3آدم قد ال يخطر ألحدهم أحد الوصفين 3ميزان المعقوالت ,وإال فبنو 3التي جعلتموهالكم في األمور
,وقد يخطر له هذا دون هذا وبالعكس ,ولو خطر له الوصفان وعرف أن الإنسان حيوان ناطق
ضاحك لم يكن بمجرد معرفته هذه الصفات مدركا لحقيقة الإنسان أصال وكل هذا أمر محسوس
معقول ...
ومن هنا يقولون الحدود الذاتية عسرة ,وإدراك الصفات الذاتية صعب وغالب ما بأيدي الناس
3تفريقا بين شيئين بمجرد التحكم الذي هم أدخلوه .)12(.حدود رسمية وذلك كله لأنهم وضعوا
مجموع الفتاوى()54|9
3والفصل هو العاشر :قولهم الحقيقة مركبة من الجنس والفصل والجنس هو الجزء المشترك
الجزء المميز.
يقال لهم هذا التركيب إما أن يكون في الخارج أو في الذهن ؛فإن كان في الخارج فليس في
3بهذا الحد إال الأعيان المحسوسة والأعيان في كل عين صفة يكون الخارج نوع كلي يكون محدودا
نظيرها لسائر الحيوانات كالحس والحركة الإرادية ,وصفة ليس مثلها لسائر الحيوان وهي النطق
3القائمة لأمور مركبة من ,وفي كل عين يجتمع هذان الوصفان كما يجتمع سائر الصفات والجواهر
الصفات المجعولة لها .
3ناطق بل وإن أردتم بالحيوانية والناطقية جوهرا فليس في الإنسان جوهران أحدهما حي واآلخر
هو جوهر واحد له صفتان ؛فإن كان الجوهر مركبا من عرضين لم يصح وإن كان من جوهر
عام وخاص فليس فيه ذلك فبطل كون الحقيقة الخارجة مركبة .
(?)أي الصفات العرضية بعد الذاتية أو الذاتية بعد العرضية . 10
)?( 11ومعلوم أن الحقائق الخارجية المستغنية عنا ال تكون تابعة لتصوراتنا بل تصوراتنا تابعة لها ؛ فليس إذا
فرضنا هذا مقدما وهذا مؤخرا يكون هذا في الخارج كذلك ,وسائر بني آدم الذين لم يقلدوهم في هذا الوضع ال
يستحضرون هذا التقديم والتأخير ,ولو كان هذا فطريا لكانت الفطرة تدركه بدون التقليد المغير لها كما تدرك
سائر األمور الفطرية .الرد على المنطقيين ()71
)?( 12قال شيخ اإلسالم :وأما جعل بعض الصفات داخلة في حقيقة الموصوف وبعضها خارجة فال يعود إلى
أمر حقيقي وإنما يعود ذلك إلى جعل الداخل ما دل عليه اللفظ بالتضمن والخارج الالزم ما دل عليه اللفظ باللزوم
فتعود الصفات الداخلة في الماهية إلى ما دخل في مراد المتكلم بلفظه والخارجة الالزمة للماهية إلى ما يلزم
مراده بلفظه وهذا أمر يتبع مراد المتكلم فال يعود إلى حقيقة ثابتة في نفس األمر للموصوف .الرد على المنطقيين
()9
3في الأقانيم وهو من أعظم وإن جعلوها تارة جوهرا وتارة صفة كان ذلك بمنزلة قول النصارى
الأقوال تناقضا باتفاق العلماء .
وإن قالوا المركب الحقيقة الذهنية المعقولة !
قيل أوال :تلك ليست هي المقصودة بالحدود إال أن تكون مطابقة للخارج ؛فإن لم يكن هناك
3الحي الناطق وهو جوهر تركيب لم يصح أن يكون في هذه تركيب وليس في الذهن إال تصور
واحد له صفتان كما قدمنا فال تركيب فيه بحال .
مجموع الفتاوى()56|9
وقال أيضا :إن في الصفات الذاتية المشتركة والمختصة كالحيوانية والناطقية إن أرادوا
باالشتراك أن نفس الصفة الموجودة في الخارج مشتركة؛ فهذا باطل إذ ال اشتراك في المعينات
3من وقوع الشركة فيها. التي يمنع تصورها
وإن أرادوا باالشتراك أن مثل تلك الصفة حاصلة للنوع اآلخر.
قيل لهم ال ريب أن بين حيوانية الإنسان وحيوانية الفرس قدرا مشتركا ,وكذلك بين صوتيهما
3قدرا مشتركا ؛فإن الإنسان له تمييز وللفرس تمييز ولهذا صوت هو النطق ولذاك وتمييزهما
صوت هو الصهيل ؛فقد خص كل صوت باسم يخصه ؛فإذا كان حقيقة أحد هذين يخالف اآلخر
ويختص بنوعه ؛فمن أين جعلتم حيوانية أحدهما مماثلة لحيوانية اآلخر في الحد والحقيقة .
3ومميزا كما أن بين صوتيهما كذلك ,وذلك أن الحس وهال قيل أن بين حيوانيتهما قدرا مشتركا
3بالإرادة والنفس تحس والحركة الإرادية إما أن توجد للجسم أو للنفس ؛فإن الجسم يحس ويتحرك
وتتحرك بالإرادة ,وإن كان بين الوصفين من الفرق ما بين الحقيقتين وكذلك النطق هو للنفس
بالتمييز والمعرفة والكالم النفساني وهو للجسم أيضا بتمييز القلب ومعرفته والكالم اللساني ؛فكل
3بهذين الوصفين وليست حركة نفسه وإرادتها ومعرفتها ونطقها مثل ما من جسمه ونفسه يوصف
للفرس وإن كان بينهما قدر مشترك ,وكذلك ما يقوم بجسمه من الحس والحركة الإرادية ليس مثل
3؛فإن الذي يالئم جسمه من مطعم ومشرب وملبس ومنكح ما للفرس وإن كان بينهما قدر مشترك
3ومرئي ومسموع بحيث يحسه ويتحرك إليه حركة إرادية ليس هو مثل ما للفرس . ومشموم
3الخاص ليس إال للإنسان فالحس والحركة الإرادية هي بالمعنى العام لجميع الحيوان وبالمعنى
,وكذلك التمييز سواء ,ولهذا قال النبي صلى اهلل عليه وسلم :أحب األسماء إلى اهلل عبداهلل وعبد
3الأسماء حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة .رواه مسلم الرحمن وأصدق
فالحارث هو العامل الكاسب المتحرك والهمام هو الدائم الهم الذي هو مقدم الإرادة ؛ فكل إنسان
حارث فاعل بإرادته ,وكذلك مسبوق بإحساسه ؛فحيوانية الإنسان ونطقه كل منهما فيه ما يشترك
مع الحيوان فيه ,وفيه ما يختص به عن سائر الحيوان وكذلك بناء بنيته فإن نموه واغتذاءه ,وإن
3
كان بينه وبين النبات فيه قدر مشترك فليس مثله هو ,إذ هذا يغتذى بما يلذ به ويسر نفسه وينمو
بنمو حسه وحركته وهمه وحرثه وليس النبات كذلك .
3قلوبهم وبيان ألسنتهم أكمل من نطق غيرهم ؛ 3العرب بتمييزوكذلك أصناف النوع وأفراده فنطق
حتى ليكون في بني آدم من هو دون البهائم في النطق والتمييز ومنهم من ال يدرك نهايته .
وهذا كله يبين اشتراك أفراد الصنف وأصناف النوع وأنواع الجنس واألجناس السافلة في مسمى
الجنس األعلى( )13ال يقتضي أن يكون المعنى المشترك فيها بالسواء كما أنه ليس بين الحقائق
3نظيره في هذا ,وقد تبين أنه الخارجة شيء مشترك ولكن الذهن فهم معنى يوجد في هذا ويوجد
)?( 13الجنس العالي هو الذي ال يقع تحت جنس ,وتقع تحته أجناس كثيرة ,والجنس القريب أو السافل هو
الذي ال تقع تحته أجناس بل تقع تحته أنواع ,ويمثل المناطقة لألول بالجوهر الذي يقال على أجناس كثيرة ,
وبالثاني الحيوان ألنه يقع تحته أنواع كاإلنسان ,فرس ,غزال .مدخل لدراسة المنطق ()46
3هو فيليس نظيرا له على وجه المماثلة لكن على وجه المشابهة وأن ذلك المعنى المشترك
أحدهما على حقيقة تخالف حقيقة ما في اآلخر .
3الجامع دون الفارق المميز . ومن هنا يغلط القياسيون الذين يلحظون المعنى المشترك
مجموع الفتاوى ()62|9
3محض الحادي عشر :اشتراط الصفات الذاتية المشتركة أمر وضعي
3أن يكون مؤلفا من الذاتي المميز 3الحقيقة واشتراطهم
3إن الحد التام يفيد تصوير
أن يقال قولهم
3وهو الجنس . والذاتي المشترك
يقال لهم هل تشترطون فيه أن تتصور جميع صفاته الذاتيه المشتركة بينه وبين غيره أم ال ؟فإن
3ذلك لزم أن تقولوا مثال جسم نام حساس متحرك بالإرادة فأما لفظ الحيوان فال يدل على اشترطتم
3بمجرد المميز كالناطق مثال ؛فإن 3ذلك فاكتفوا
هذه الصفات بالمطابقة وال بفصلها وإن لم تشترطوا
الناطق يدل على الحيوان كما يدل الحيوان على النامى إذ النامى جنس قريب للحيوان يشترك فيه
الحيوان والنبات فإذا أردت حد الحيوان على وضعهم ,قلت :الجسم النامى الحساس المتحرك
بالإرادة .
والمقصود أنهم إن اكتفوا في الداللة على الصفات المشتركة بما يدل بالتضمين أو بااللتزام ؛
فالفصل يدل على ذلك ,وإن أرادوا تفصيلها بداللة المطابقة ؛فلم يفعلوا ذلك وهذا يبين أن إيجابهم
في الحد التام الجنس القريب دون غيره تحكم محض .
الرد على المنطقيين ()75
3غير ممكن وهو أن اشتراطهم 3ذكر الفصول مع التفريق بين الذاتي والالزم الثاني عشر :اشتراط
3الالزم للماهية غير مثال ذكر الفصول التي هي الذاتيات المميزة مع تفريقهم بين الذاتي والعرضى
ممكن( )14إذ ما من مميز هو من خواص المحدود المطابقة له في العموم والخصوص إال ويمكن
شخصا أن يجعله ذاتيا مميزا ,ويمكن اآلخر أن يجعله عرضيا الزما للماهية .
الرد على المنطقيين ()77
3الحقيقة عندهم هو الحد العام المؤلف من الذاتيات دون الثالث عشر :أن يقال المفيد لتصور
3هذا الكالم على الفرق بين الذاتي والعرضي وهم يقولون الذاتي ما كان داخل العرضيات ,ومبنى
3لوجودها. 3ما كان خارجا عنها وقسموه إلى الزم للماهية والزم الماهية ,والعرضي
3ثم الفرق بين وهذا الكالم الذي ذكروه مبني على أصلين فاسدين الفرق بين الماهية ووجودها
3لها:
الذاتي لها والالزم
, 3وهذا شبيه بقول من فاألصل األول قولهم أن الماهية لها حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها
3شيء ,وهو من أفسد ما يكون ,وأصل ضاللهم أنهم رأوا الشيء قبل وجوده يعلم يقول المعدوم
3بين المقدور عليه والمعجوز عنه ونحو ذلك فقالوا :لو لم يكن ثابتا لما كان كذلك ويراد ,ويميز
3في الخارج ؛فتخيل كما أنا نتكلم في حقائق الأشياء التي هي ماهياتها مع قطع النظر عن وجودها
الغالط أن هذه الحقائق والماهيات أمور ثابتة في الخارج .
3في األعيان والتحقيق أن ذلك كله أمر ثابت في الذهن والمقدر في األذهان أوسع من الموجود
3
3وال ثابتا ؛فالتفريق بين الوجود ,وهو موجود وثابت في الذهن وليس هو في نفس األمر ال موجودا
والثبوت ,وكذلك التفريق بين الوجود والماهية مع دعوى أن كليهما في الخارج غلط عظيم .
)?( 14قال :وهذا وضع مخالف لصريح العقل وهو أصل صناعة الحدود الحقيقية عندهم فتكون صناعة باطلة
إذ الفرق بين الحقائق ال يكون بمجرد أمر وضعي بل بما هي عليه الحقائق في نفسها وليس بين ما سموه ذاتيا وما
سموه الزما للماهية في الوجود والذهن فرق حقيقي في الخارج وإنما هي فروق اعتبارية تتبع الوضع واختيار
الواضع وما يفرضه في ذهنه .الرد على المنطقيين ()24
وهؤالء ظنوا أن الحقائق النوعية كحقيقة الإنسان والفرس وأمثال ذلك ثابتة في الخارج غير
األعيان الموجودة في الخارج ,وأنها أزلية ال تقبل االستحالة وهذه التي تسمى المثل األفالطونية
3مادة مجردة عن ,ولم يقتصروا على ذلك بل أثبتوا أيضا ذلك في المادة والماهية والمكان فأثبتوا
3
الصور ثابتة في الخارج وهي الهيولى األولية التي بنوا عليها قدم العالم ,وغلطهم فيها جمهور
العقالء.
3هنا التنبيه
3في غير هذا الموضع ,والمقصود 3والماهية مبسوط والكالم على من فرق بين الوجود
على أن ما ذكروه في المنطق من الفرق بين الماهية ووجودها في الخارج هو مبنى على هذا
3في النفس من الشيء ,والوجود ما األصل الفاسد ,وحقيقة الفرق الصحيح أن الماهية هي ما يرتسم
يكون في الخارج منه وهذا فرق صحيح ؛فإن الفرق بين ما في النفس وما في الخارج ثابت معلوم
3فهو باطل . ال ريب فيه ,وأما تقدير حقيقة ال تكون ثابتة في العلم وال في الوجود
3ال حقيقة له ؛فإنه إن جعلت الماهية التي و األصل الثاني وهو الفرق بين الالزم للماهية والذاتي
في الخارج مجردة عن الصفات الالزمة ,وأمكن أن يجعل الوجود الذي في الخارج مجردا عن
هذه الصفات الالزمة ,وإن جعل هذا هو نفس الماهية بلوازمها كان هذا بمنزلة أن يقال هذا
3للإنسانالوجود بلوازمه وهما باطالن ؛فإن الزوجية والفردية للعدد مثال مثل الحيوانية والنطق
3مع الصفة لم يمكن تقدير الموصوف دون الصفة ,وما ,وكالهما إذا خطر بالبال منه الموصوف
ذكروه من أن ما جعلوه هو الذاتي يتقدم بصورة في الذهن فباطل من وجهين :
أحدهما :أن هذا خبر عن وضعهم إذ هم يقدمون هذا في أذهانهم ,ويؤخرون هذا وهذا حكم
محض ,وكل من قدم هذا دون ذا فإنما قلدهم في ذلك .
3هذا مقدما 3فليس إذا فرضنا ومعلوم أن الحقائق الخارجية المستغنية عنا ال تكون تابعة لتصوراتنا
3في هذا الموضع ال وهذا مؤخرا يكون هذا في الخارج كذلك ,وسائر بني آدم الذين يقلدونهم
3كانت الفطرة تدركه بدون التقليد كما تدرك يستحضرون هذا التقديم والتأخير ,ولو كان هذا فطريا
, 3وقد يخطر بالبال 3للموصوف 3كلها لوازم
سائر األمور الفطرية والذي في الفطرة أن هذه اللوازم
,وقد ال يخطر أما أن يكون هذا خارجا عن الذات وهذا داخال في الذات فهذا تحكم محض ليس له
شاهد ال في الخارج وال في الفطرة .
و الثاني :أن كون الوصف ذاتيا للموصوف هو أمر تابع لحقيقته التي هو بها سواء تصورته
أذهاننا أو لم تتصوره ؛فال بد إذا كان أحد الوصفين ذاتيا دون اآلخر أن يكون الفرق بينهما أمرا
يعود إلى حقيقتهما الخارجة الثابتة بدون الذهن وأما أن يكون بين الحقائق الخارجة ما ال حقيقة له
3في الذهن ؛فهذا ال يكون إال أن تكون الحقيقة والماهية هي ما يقدر في إال مجرد التقدم والتأخر
3فيعود حاصل هذا الذهن ال ما يوجد في الخارج ,وذلك أمر يتبع تقدير صاحب الذهن ,وحينئذ
الكالم إلى أمور مقدرة في األذهان ال حقيقة لها في الخارج وهي التخيالت والتوهمات الباطلة
وهذا كثير في أصولهم .
مجموع الفتاوى()100|9والرد على المنطقيين ()62
الرابع عشر :أن يقال لهم هل تشترطون في الحد التام وكونه يفيد تصور الحقيقة أن تتصور
3لزم استيعاب جميع الصفات وإن جميع صفاته الذاتية المشتركة بينه وبين غيره أم ال ؟فإن شرطوا
لم يشترطوا واكتفوا بالجنس القريب دون غيره فهو تحكم محض وإذا عارضهم من يوجب ذكر
جميع األجناس أو يحذف جميع األجناس لم يكن لهم جواب إال أن هذا وضعهم واصطالحهم
3؛ فقد تبين أن ما ذكروه هو من باب ,ومعلوم أن العلوم الحقيقية ال تختلف باختالف األوضاع
3وهذا عين الضالل والإضالل الوضع واالصطالح الذي جعلوه من باب الحقائق الذاتية والمعارف
كمن يجيء إلى شخصين متماثلين فيجعل هذا مؤمنا وهذا كافرا وهذا عالما وهذا جاهال وهذا
3بين ذاتيهما بل بمجرد وضعه واصطالحه ؛فهم مع دعواهم سعيدا وهذا شقيا من غير افتراق
القياس العقلي يفرقون بين المتماثالت ويسوون بين المختلفات .
مجموع الفتاوى()101|9
الخامس عشر :أن فيما قولوه دورا فال يصح وذلك أنهم يقولون أن المحدود ال يتصور إال بذكر
صفاته الذاتية ثم يقولون الذاتي هو ما ال يمكن تصور الماهية بدون تصوره ,فإذا كان المتعلم ال
3صفاته الذاتية ,وال يعرف أن الصفة ذاتية حتى يتصور الموصوف 3المحدود حتى يتصور يتصور
3حتى يتصور الصفات الذاتية ويميز بينها وبين غيرها 3الموصوف الذي هو المحدود ,وال يتصور
3معرفة الذات على معرفة الذاتيات ,ويتوقف معرفة الذاتيات على معرفة الذات فال ؛فتتوقف
يعرف هو وال تعرف الذاتيات ,وهذا كالم متين يجتاح أصل كالمهم ,ويبين أنهم متحكمون فيما
وضعوه لم يبنوه على أصل علمي تابع للحقائق لكن قالوا هذا ذاتي وهذا غير ذاتي بمجرد التحكم
3إال بالحد والحد
ولم يعتمدوا على أمر يمكن الفرق به بين الذاتي وغيره فإذا لم يعرف المحدود
غير ممكن لم يعرف وذلك باطل .
مجموع الفتاوى( )102|9والرد على المنطقيين ()77
السادس عشر :أنه يحصل بينهم في هذا الباب نزاع ال يمكن فصله على هذا األصل وما استلزم
تكافؤ األدلة فهو باطل .
مجموع الفتاوى()102|9
3الذاتية والعرضية ويسمونها أجزاء السابع عشر :أنهم يحدون المحدود بالصفات التي يسمونها
الحد وأجزاء الماهية والمقومة لها والداخلة فيها ونحو ذلك من العبارات ؛فإن لم يعلم المستمع إن
المحدود موصوف بتلك الصفات امتنع تصوره وإن علم أنه موصوف بها كان قد تصوره بدون
الحد فثبت أنه على التقديرين ال يكون قد تصوره بالحد وهذا بين .
فإنه إذا قيل االنسان هو الحيوان الناطق وال يعلم أنه الإنسان احتاج إلى العلم بهذه النسبة ,وإن لم
3المسمى الحيوان الناطق احتاج إلى شيئين تصور ذلك والعلم بالنسبة المذكورة ,وإن يكن متصور
عرف ذلك كان قد تصور الإنسان بدون الحد .
3كما ينبه االسم ؛فإن الذهن قد يكون غافال عن الشيء ؛فإذا نعم الحد قد ينبه على تصور المحدود
سمع اسمه وحده أقبل بذهنه إلى الشيء الذي أشير إليه باالسم أو الحد فيتصوره فتكون فائدة الحد
3لألعيان بالجهات كما إذا قيل حد من جنس فائدة االسم ,وتكون الحدود لألنواع بالصفات كالحدود
3كذا ,ميزت األرض باسمها وحدها ,وحد األرض من الجانب القبلي كذا ,ومن الجانب الشرقي
األرض يحتاج إليه اذا خيف من الزيادة في المسمى أو النقص منه فيفيد إدخال المحدود جميعه
وإخراج ما ليس منه كما يفيد االسم ,وكذلك حد النوع وهذا يحصل بالحدود اللفظية تارة
3المحدود عن غيره وبالوضعية أخرى وحقيقة الحد في الموضعين بيان مسمى االسم فقط وتمييز
.3ال تصور المحدود
مجموع الفتاوى()94|9والرد على المنطقيين ()39
الثامن عشر :أن هذه الصفات الذاتية قد تعلم وال يتصور بها كنه المحدود ؛ فعلم أن ذلك ليس
بموجب لفهم الحقيقة .
مجموع الفتاوى()57|9
3؛التاسع عشر :أن الحدود عندهم إنما تكون للحقائق المركبة وهي الأنواع التي لها جنس وفصل
فأما ما ال تركيب فيه وهو ما ال يدخل مع غيره تحت جنس كما مثله بعضهم بالعقل فليس له حد
,وقد عرفوه وهو من التصورات المطلوبة عندهم فعلم استغناء التصور عن الحد .
مجموع الفتاوى( )86|9والرد على المنطقيين ()9
3التام الذي يحصل بالحد الحقيقي بل يكفي 3ال يقف على التصور وقال :وهم يقولون إن التصديق
فيه أدنى تصور ؛ولو بالخاصة وتصور العقول من هذا الباب ,وهذا اعتراف منهم بأن جنس
3التام
3عليه هو تصور الحقيقة أو التصور التصور ال يقف على الحد الحقيقي لكن يقولون الموقوف
3لصفات 3أتم منه ..وأنه كلما كان التصور
3إال وفوقه تصور وسنبين إن شاء اهلل أنه ما من تصور
3أكثر كان التصور أتم .
المتصور
3خارجة فال يعود إلى أمر حقيقي وأما جعل بعض الصفات داخلة في حقيقة الموصوف وبعضها
وإنما يعود ذلك إلى جعل الداخل ما دل عليه اللفظ بالتضمن والخارج الالزم ما دل عليه اللفظ
3الصفات الداخلة في الماهية إلى ما دخل في مراد المتكلم بلفظه والخارجة الالزمة باللزوم فتعود
للماهية إلى ما يلزم مراده بلفظه وهذا أمر يتبع مراد المتكلم فال يعود إلى حقيقة ثابتة في نفس
.3األمر للموصوف
والرد على المنطقيين ()9
الثاني والعشرون :أنهم يقولون للمعترض أن يطعن على الحد بالنقض في الطرد أو في المنع
وبالمعارضة بحد آخر ؛فإذا كان المستمع للحد يبطله بالنقض تارة وبالمعارضة أخرى ومعلوم أن
3بدون الحد وهو المطلوب 3المحدود علم أنه يمكن تصور المحدود
كليهما ال يمكن إال بعد تصور
(.)15
مجموع الفتاوى ( )87|9والرد على المنطقيين ()11
الثالث والعشرون :أنهم يقولون الحد ال يمنع وال يقام عليه دليل وإنما يمكن إبطاله بالنقض
3
والمعارضة فيقال إذا لم يكن الحاد قد أقام دليال على صحة الحد امتنع أن يعرف المستمع المحدود
به إذا جوز عليه الخطأ ؛فإنه إذا لم يعرف صحة الحد بقوله ,وقوله محتمل الصدق والكذب امتنع
أن يعرفه بقوله .
3عقلية يقينية ويجعلون العلم بالمفرد أصل العلم ومن العجب أن هؤالء يزعمون أن هذه طرق
بالمركب ,ويجعلون العمدة في ذلك على الحد الذي هو قول الحاد بال دليل وهو خبر واحد عن
3والصدق الكذب ثم يعيبون على من يعتمد على أمر عقلي ال حسي يحتمل الصواب والخطا
األمور السمعية على نقل الواحد الذي معه من القرائن ما يفيد المستمع العالم بها العلم اليقيني
3في الحد ؛ 3الواحد وإن لم يفد العلم لكن هذا بعينه قولهمزاعمين أن خبر الواحد ال يفيد العلم ,وخبر
فإنه خبر واحد ال دليل على صدقه بل ,وال يمكن عندهم إقامة الدليل على صدقه فلم يكن الحد
3المحدود قبل هذا أو تصوره معه أو بعده 3المحدود ولكن إن كان المستمع قد تصور مفيدا لتصور
3وهذا بين . 3فال يكون الحد أفاد التصور بدون الحد وعلم أن ذلك حده علم صدقه في حده وحينئذ
3قوله ال يعلم
3قول الحاد وصدق 3المحدود بالحد ال يمكن بدون العلم بصدق وتلخيصه أن تصور
بمجرد الخبر فال يعلم المحدود بالحد .
مجموع الفتاوى ( )92|9والرد على المنطقيين ()37
الرابع والعشرون :المعاني الكلية وجودها في الذهن وما هو خارج الذهن ال يتعين وال يعرف
بمجرد الحد .
قال رحمه اهلل :إن الحدود إنما هي أقوال كلية كقولنا حيوان ناطق و لفظ يدل على معنى ونحو
3الشركة فيها ,وإن كانت الشركة ممتنعة لسبب آخر فهى 3معناها ال يمنع من وقوع
ذلك ؛فتصور
3فى
, 3وإنما تدل على معنى كلى والمعانى الكلية وجودها
إذن ال تدل على حقيقة معينه بخصوصها
الذهن ال فى الخارج ؛فما فى الخارج ال يتعين وال يعرف بمجرد الحد وما فى الذهن ليس هو
3حقيقة أصال .حقائق األشياء فالحد ال يفيد تصور
)?( 15النقض إما في الطرد وإما في العكس أما الطرد فهو أنه حيث وجد الحد وجد المحدود فيكون الحد مانعا
فإذا بين وجود الحد وال محدود لم يكن مطردا وال مانعا بل دخل فيه غيره كما لو قال في حد اإلنسان إنه الحيوان
وأما العكس وهو أن يكون حيث انتفى الحد انتفى المحدود لكون الحد جامعا وإذا لم يكن جامعا انتفى الحد مع بقاء
بعض المحدود كما لو قال في حد اإلنسان إنه العربي فال يكون الحد منعكسا ..والمقصود أنه ال بد من اتفاق الحد
والمحدود في العموم والخصوص فال بد أن يكون مطابقا للمحدود ال يدخل فيه ما ليس من المحدود وال يخرج منه
ما هو من المحدود فمتى كان أحدهما أعم كان باطال باالتفاق وسمى ذلك نقضا .الرد على المنطقيين ()12
مجموع الفتاوى ()48|9
3حقيقة
الخامس والعشرون :حقيقة الحد هو الفصل والتمييز ال تصور
3بين المحدود وغيره ؛ يفيد ما تفيده الأسماء من التمييز والفصل بين
إن الحد هو الفصل والتمييز
المسمى وبين غيره ؛فهذا ال ريب فى أنه يفيد التمييز ,فأما تصور حقيقة فال لكنها قد تفصل ما دل
3فى ذلك أن تكون الصفات عليه االسم بالإجمال ,وليس ذلك من إدراك الحقيقة فى شىء والشرط
3ذلك .
ذاتية بل هو بمنزلة التقسيم والتحديد للكل كالتقسيم لجزئياته ويظهر
مجموع الفتاوى ()49|9
وقال رحمه اهلل :المحققون من النظار على أن الحد فائدته التمييز بين المحدود وغيره كاالسم
3المحدود وتعريف حقيقته ,وإنما يدعى هذا أهل المنطق اليونانيون أتباع
ليس فائدته تصوير
أرسطو ومن سلك سبيلهم تقليدا لهم من الإسالميين وغيرهم ؛فأما جماهير أهل النظر والكالم من
المسلمين وغيرهم فعلى خالف هذا وإنما أدخل هذا من تكلم في أصول الدين والفقه بعد أبي حامد
في أواخر المائة الخامسة وهم الذين تكلموا في الحدود بطريقة أهل المنطق اليوناني ,وأما سائر
3إنما يفيد الحد
3األشعرية والمعتزلة والكرامية والشيعة وغيرهم فعندهم
النظار من جميع الطوائف
3والقاضي أبي بكر وأبي 3في كتب أبي الحسن األشعري التمييز بين المحدود وغيره وذلك مشهور
3والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وإمام الحرمين والنسفى وأبي علي وأبي هاشم إسحق وابن فورك
3بن الهيصم وغيرهم .وعبد الجبار والطوسي ومحمد
3وقد كانت األمم قبلهمثم إن ما ذكره أهل المنطق من صناعة الحد ال ريب أنهم وضعوها وضعا
تعرف حقائق األشياء بدون هذا الوضع وعامة األمم بعدهم تعرف حقائق األشياء بدون وضعهم
3وجدوا أنفسهم يعملون حقائق األشياء بدون هذه الصناعة الوضعية .وهم إذا تدبروا
مجموع الفتاوى ( )89|9والرد على المنطقيين ()14
التاسع والعشرون :تصور الحد ال يكون إال بتصور المعنى المراد حده
3مفرداتقال :ألن الحد من باب الألفاظ واللفظ ال يدل المستمع على معناه إن لم يكن قد تصور
اللفظ بغير اللفظ لأن اللفظ المفرد ال يدل المستمع على معناه إن لم يعلم أن اللفظ موضوع للمعنى
3المعانى المفردة يجب أن يكون سابقا على فهم المراد وال يعرف ذلك حتى يعرف المعنى ؛فتصور
بالألفاظ فلو استفيد تصورها من الألفاظ لزم الدور ,وهذا أمر محسوس ؛فإن المتكلم باللفظ المفرد
3إدراكه له بقول مؤلف من إن لم يبين للمستمع معناه حتى يدركه بحسه أو بنظره وإال لم يتصور
.3
جنس وفصل
مجموع الفتاوى()49|9
3إنما هو حد لألسماء
الثاني والثالثون :الحد باألقوال
فكل ما كان من حد بالقول فإنما هو حد لالسم بمنزلة الترجمة والبيان ؛فتارة يكون لفظا محضا إن
كان المخاطب يعرف المحدود ,وتارة يحتاج إلى ترجمة المعنى وبيانه إذا كان المخاطب لم
يعرف المسمى وذلك يكون بضرب المثل أو تركيب صفات ,وذلك ال يفيد تصوير الحقيقة لمن لم
3بغير الكالم فليعلم ذلك .
يتصورها
وأما ما يذكرونه من حد الشيء أو الحد بحسب الحقيقة أو حد الحقائق فليس فيه من التمييز إال
ذكر بعض الصفات التي للمحدود كما تقدم وفيه من التخليط ما قد نبهنا على بعضه (.)16
مجموع الفتاوى ()67|9
الثالث والثالثون:األسماء تعطي ما يعطيه الحد
ليس فى الحد إال ما يوجد فى الأسماء أو فى الصفات التى تذكر للمسمى وهذان نوعان معروفان
الأول :معنى الأسماء المفردة .
والثانى :معرفة الجمل المركبة الإسمية والفعليه التى يخبر بها عن الأشياء وتوصف بها الأشياء
وكال هذين النوعين ال يفتقر إلى الحد المتكلف فثبت أن الحد ليس فيه فائدة إال وهى موجودة فى
الأسماء والكالم بال تكلف فسقطت فائدة خصوصية الحد(. )17
مجموع الفتاوى ()51|9
)?( 16قال شيخ اإلسالم :وإذا لم يكن المقصود من الأسماء تصوير معانيها المفردة وداللة الحد كداللة االسم لم
يكن المقصود من الحد تصوير معناه المفرد وإذا كان داللة االسم على مسماه مسبوقا بتصور مسماه وجب أن
تكون داللة الحد على المحدود مسبوقا بتصور المحدود وإذا كان كل من المحدود والمسمى متصورا بدون االسم
والحد وكان تصور المسمى والمحدود مشتركا في داللة الحد واالسم على معناه امتنع أن تتصور المحدودات
3تصور المسميات بمجرد الأسماء وهذا هو المطلوب .الرد على المنطقيين ()34 بمجرد الحدود كما يمتنع
وقال أيضا :إذا كان فائدة الحد بيان مسمى االسم ,والتسمية أمر لغوي وضعي رجع في ذلك إلى
3ومنها ما يعرف قصد ذلك المسمى ولغته ,ولهذا يقول الفقهاء من الأسماء ما يعرف حده بالشرع
حده بالعرف .
ومن هذا تفسير الكالم وشرحه إذا أريد به تبيين مراد المتكلم ؛فهذا يبنى على معرفة حدود كالمه
وإذا أريد به تبيين صحته وتقريره ؛فإنه يحتاج إلى معرفة دليل بصحته .
3مسميات الأسماء بالترجمة تارة لمن 3كالمه لتصوير فاألول فيه بيان تصوير كالمه أو تصوير
3المسمى فيشار إلى 3المسمى ولم يعرف أن ذلك اسمه وتارة لمن لم يكن قد تصور يكون قد تصور
المسمى بحسب الإمكان إما إلى عينه وإما إلى نظيره ولهذا يقال الحد تارة يكون لالسم وتارة
يكون للمسمى .
وأئمة المصنفين في صناعة الحدود على طريقة المنطقيين يعترفون عند التحقيق بهذا كما ذكره
3
الغزالي في كتاب المعيار الذي صنفه في المنطق ,وكذا يوجد في كالم ابن سينا والرازي
3من جنس فائدة الأسماء وأن ذلك من جنس الترجمة 3وفي غيرهم أن الحدود فائدتها والسهروردي
بلفظ عن لفظ ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما بل تفسير القرآن وغيره من
أنواع الكالم هو في أول درجاته من هذا الباب ؛فإن المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء
وبذلك الكالم
وهذا الحد هم متفقون على أنه من الحدود اللفظية مع أن هو الذي يحتاج إليه في إقراء العلوم
المصنفة بل في قراءة جميع الكتب بل في جميع أنواع المخاطبات ؛فإن من قرأ كتب النحو أو
3بتلك األسماء ويعرف مرادهم بالكالم المؤلف الطب أو غيرهما ال بد أن يعرف مراد أصحابها
وكذلك من قرأ كتب الفقه والكالم والفلسفة وغير ذلك وهذه الحدود معرفتها من الدين في كل لفظ
3فرض عين وقد تكون فرض كفاية هو في كتاب اهلل تعالى وسنة رسوله ثم قد تكون معرفتها
3وأجدر أن ال يعلموا ,ولهذا ذم اهلل تعالى من لم يعرف هذه الحدود بقوله {الأعراب أشد كفرا ونفاقا
حدود ما أنزل اهلل على رسوله } والذي أنزله على رسوله فيه ما قد يكون االسم غريبا بالنسبة إلى
3لكن ال يعلم
3يكون مشهورا المستمع كلفظ( :ضيزى) و (قسورة) و (عسعس) وأمثال ذلك ,وقد
3والحج ؛فتبين أن تعريف حده بل يعلم معناه على سبيل الإجمال كاسم الصالة والزكاة والصيام
3عينه أو ما يشبهه ؛فمن عرف عين الشيء ال يفتقر في معرفته إلى حد الشيء إنما هو بتعريف
ومن لم يعرفه فإنما يعرف به إذا عرف ما يشبهه ولو من بعض الوجوه فيؤلف له من الصفات
3هذا وجد حقيقته وعلم معرفة المشتبهة المشتركة بينه وبين غيره ما يخص المعرف ومن تدقق
3من أنواع النعيم الخلق بما أخبروا به من الغيب من المالئكة واليوم اآلخر وما في الجنة والنار
والعذاب وبطل قولهم في الحد .
مجموع الفتاوى ()96|9
الرابع والثالثون :قولهم الحد ال يحصل بالمثال
وكذلك قولهم فى الحد إنه ال يحصل بالمثال إنما ذلك فى المثال الذي يحصل به التميز بين
3المحدود طردا وعكسا بحيث يوجد حيث وجد وينتفى المحدود وغيره بحيث يعرف به مايالزم
3طردا وعكسا ؛فكلما 3هو ما به يعرف المالزم المطابق حيث انتفى ؛فإن الحد المميز للمحدود
3من غيره وهذا هو الحد عند جماهير النظار وال يسوغون إدخال حصل هذا فقد ميز المحدود
الجنس العام فى الحد ؛فإذا كان المقصود الحد بحسب االسم فيسأل بعض العجم عن مسمى الخبر
)?( 17بل ذكر شيخ اإلسالم :أن فائدة الحدود قد تكون أضعف من فائدة الأسماء ألنها تفيد معرفة الشئ
بنظيره واالسم يكتفى به من عرفه بنفسه .الرد على المنطقيين ()42
فأرى رغيفا وقيل له هذا ؛فقد يفهم أن هذا لفظ يوجد فيه كل ما هو خبز سواء كان على صورة
الرغيف أو غير صورته .
مجموع الفتاوى ()122|9
القسم الثاني
3عليه فى مقامين قال رحمه اهلل :وأما مسألة القياس فالكالم
أحدهما :فى القياس المطلق الذى جعلوه ميزان العلوم وحرروه فى المنطق .
و الثانى :فى جنس األقيسة التى يستعملونها فى العلوم .
مجموع الفتاوى ()67|9
3عليه دليال فمادةاألول :قولهم أنه ال يعلم شيء من التصديقات إال بالقياس وهذا مما لم يذكروا
3مدعين ما 3عليها دليال أصال وصاروا هذا القياس قضية سلبية ليست معلومة بالبديهة ,ولم يذكروا
لم يثبتوه قائلين بغير علم.
إذ العلم بهذا السلب متعذر على أصلهم ؛فمن أين لهم أنه ال يمكن أحدا من بني آدم أن يعلم شيئا
من التصديقات التي ليست بديهة عندهم إال بواسطة القياس المنطقي الشمولي الذي وصفوا مادته
وصورته ثم هم معترفون بما ال بد منه من أن التصديقات منها بديهي ومنها نظري ,وأنه يمتنع
3ما تقدم في التصورات من أن أن تكون كلها نظرية الفتقار النظري إلى البديهي ,وحينئذ فيأتي
3
الفرق بينهما إنما هو بالنسبة والإضافة فقد يكون النظري عند شخص بديهيا عند غيره والبديهي
من التصديقات ما يكفي تصور طرفيه -موضوعه ومحموله -في حصول تصديقه فال يتوقف
على وسط يكون بينهما وهو الدليل الذي هو الحد األوسط سواء كان تصورالطرفين بديهيا أم ال
3في قوى األبدان . 3األذهان أعظم من تفاوتهم ,ومعلوم أن الناس يتفاوتون في قوى
3وجودته في غاية يباين بها غيره مباينة كثيرة ,وحينئذ فمن الناس من يكون في سرعة التصور
3تاما بحيث يتبين بذلك التصور التام اللوزم التي ال تتبين لمن لم فيتصور الطرفين تصورا
3الذي هو الدليل قد يفتقر إليه في بعض القضايا بعض الناس دون بعض يتصوره ,وكون الوسط
أمر بين ؛فإن كثيرا من الناس تكون عنده القضية حسية أو مجربة أو برهانية أو متواترة ,وغيره
3إلى
3واالستدال ولهذا كثير من الناس ال يحتاج في ثبوت المحمول للموضوع إنما عرفها بالنظر
دليل لنفسه بل لغيره ,ويبين ذلك لغيره بأدلة هو غنى عنها حتى يضرب له أمثاال .
مجموع الفتاوى ()103|9والرد على المنطقيين ()68
وقال أيضا :قولهم إن شيئا من التصديقات المطلوبة التنال إال بما ذكروه من القياس ؛فإن هذا
النفي العام أمر ال سبيل إلى العلم به وال يقوم عليه دليل أصال مع أنه معلوم البطالن بما يحصل
3مطلوبة بدون ما من التصديقات المطلوبة بدون ما ذكروه من القياس كما تحصل تصورات
يذكرونه من الحد بخالف هذا المقام الرابع ؛ فإن كون القياس المؤلف من المقدمتين يفيد النتيجة
هو أمر صحيح فى نفسه .
3أن ما 3المنسوب إلى أرسطو لكن الذى بينه نظار السلمين فى كالمهم على هذا المنطق اليونانى
ذكروه من صور القياس ومواده مع كثرة التعب العظيم ليس فيه فائدة علمية بل كل ما يمكن علمه
3الذى ال يعلم
بقياسهم يمكن علمه بدون قياسهم ؛فلم يكن فى قياسهم ما يحصل العلم بالمجهول
3عديم التأثير فى العلم وجودا وعدما وفيه تطويل بدونه ,وال حاجة إلى ما يمكن العلم بدونه ؛فصار
كثير متعب فهو مع أنه ال ينفع فى العلم فيه إتعاب األذهان وتضييع الزمان وكثرة الهذيان والمطل
من الأدلة والبراهين بيان العلم وبيان الطرق المؤدية الى العلم .
3عند موت إمام المنطقيين فى زمانه الخونجي أنه قال عند موته أموت ولهذا حكي من كان حاضرا
3سلبى أموت وما والأعلم شيئا إال علمي بأن الممكن يفتقر إلى الواجب ثم قال االفتقار وصف
علمت شيئا .
3
فهذا حالهم إذا كان منتهي أحدهم الجهل البسيط ,وأما من كان منتهاه الجهل المركب فكثير
3يده على رأسه ومدها إلى أذنه بكلفة والواصل منهم إلى علم يشبهونه بمن قيل له أين أذنك فأدار
وقد كان يمكنه أن يوصلها إلى أذنه من تحت رأسه وهو أقرب وأسهل .
3الفطرية متى جعل لها طرق غير الفطرية كان تعذيبا للنفوس بال منفعة لها كما لو قيل واألمور
الرجل اقسم هذه الدراهم بين هؤالء النفر بالسوية ؛فإن هذا ممكن بال كلفة ؛ فلو قال له قائل اصبر
3بينها وبين الضرب ؛فإن القسمة عكس الضرب فإنه ال يمكنك القسمة حتى تعرف حدها وتميز
فإن الضرب هو تضعيف آحاد أحد العدد بآحاد العدد اآلخر ,ولهذا إذا ضرب الخارج بالقسمة فى
3
المقسوم عليه عاد المقسوم وإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد المضروبين خرج المضروب
اآلخر ثم يقال ما ذكرته فى حد الضرب ال يصح ؛فإنه إنما يتناول ضرب العدد الصحيح دون
المكسور بل الحد الجامع لهما أن يقال الضرب طلب جملة تكون نسبتها إلى أحد المضروبين
كنسبة الواحد إلى المضروب اآلخر ؛فإذا قيل اضرب النصف فى الربع فالخارج هو الثمن
ونسبته إلى الربع كنسبة النصف إلى الواحد ؛فهذا وإن كان كالما صحيحا لمن من المعلوم أن معه
3بالسوية إذا ألزمه نفسه أن ال يقسمه حتى يتصور هذا كله مال يريد أن يقسمه بين عدد يعرفهم
كان هذا تعذيبا له بال فائدة وقد ال يفهم هذا الكالم وقد تعرض له فيه إشكاالت .
مجموع الفتاوى ()209|9
3القياس ما تكون فطريةالثاني :من صور
قال :ال نزاع أن المقدمتين إذا كانتا معلومتين وألفتا على الوجه المعتدل أنه يفيد العلم بالنتيجة
,وقد جاء فى صحيح مسلم مرفوعا :كل مسكر خمر وكل خمر حرام .لكن هذا لم يذكره النبى
صلى اله عليه وسلم ليستدل به على منازع ينازعه بل التركيب فى هذا كما قال أيضا فى
الصحيح :كل مسكر خمر وكل خمر حرام.
أراد ان يبين لهم أن جميع المسكرات داخلة فى مسمى الخمر الذى حرمه اهلل فهو بيان لمعنى
3يسألونه عن أشربة من عصير العنب كما فى الخمر ,وهم قد علموا أن اهلل حرم الخمر ,وكانوا
3أنه سئل عن شراب يصنع من الذرة يسمى المزر وشراب يصنع من الصحيحين عن أبى موسى
العسل يسمى البتع ,وكان قد أوتى جوامع الكلم فقال :كل مسكر حرام .
فأراد أن يبين لهم بالكلمة الجامعة وهى القضية الكلية أن كل مسكر خمر ثم جاء بما كانوا
3كما صرح به فى قوله :كل يعلمونه من أن كل خمر حرام حتى يثبت تحريم المسكر فى قلوبهم
مسكر حرام .
ولو اقتصر على قوله كل مسكر حرام لتأوله متأول على أنه أراد القدح الأخير كما تأوله
بعضهم.
والغرض هنا أن صورة القياس المذكورة فطرية ال تحتاج إلى تعلم بل هى عند الناس بمنزلة
.3الحساب ولكن هؤالء يطولون العبارات ويغربونها
مجموع الفتاوى ()68|9
3إلى القياس
الثالث :من قواعدهم ما اليستند
3والإضافة
3إلى الجواهر والأعراض التسعة التى هى الكم والكيف قال :والكالم فى انقسام الوجود
3فيها:
3والمللك وأن يفعل وأن ينفعل كما أنشد بعضهموالأين ومتى والوضع
زيد الطويل الأسود بن مالك فى داره بالأمس كان يتكي
فهذه عشر مقوالت سواء فى يده سيف نضاه فانتضى
3قياس منطقى بل غالبها مجرد استقراء قد نوزع صاحبه فى كثير منه ليس عليها وال على أقسامها
.
3
فإذا كانت صناعتهم بين علوم ال يحتاج فيها إلى القياس المنطقى وبين ماال يمكنهم أن يستعملوا
فيه القياس المنطقى كان عديم الفائدة فى علومهم بل كان فيه من شغل القلب عن العلوم والأعمال
3العلم وأوقعهم فى أودية الضالل النافعه ما ضر كثيرا من الناس كما سد على كثير منهم طريق
3من العلوم التى ال تحد لألولين واآلخرين .
والجهل فما الظن بغير علومهم
مجموع الفتاوى()22|9
3القضية الكلية
الرابع :العلم بنتيجة القياس المنطقي ممكن بدون توسط
قال :ما من قضية من هذه القضايا الكلية تجعل مقدمة في البرهان إال والعلم بالنتيجة ممكن بدون
توسط ذلك البرهان بل هو الواقع كثيرا ؛فإذا علم أن كل واحد فهو نصف كل اثنين وأن كل اثنين
نصفهم واحد ؛فإنه يعلم أن هذا الواحد نصف هذين االثنين وهلم جرا في سائر القضايا األخر من
غير استدالل على ذلك بالقضية الكلية ,وكذلك كل جزء يعلم أن هذا الكل أعظم من جزئه بدون
توسط القضية الكلية ,وكذلك هذان النقيضان من تصورهما نقيضين؛ فإنه يعلم أنهما ال يجتمعان
3كما يعلم المعين اآلخر ,وال يحتاج ذلك إلى وكل أحد يعلم أن هذا العين ال يكون موجودا معدوما
3معا ,وكذلك الضدان فإن الإنسان يعلم أن أن يستدل عليه بأن كل شيء ال يكون موجودا معدوما
3ساكنا كما يعلم أن اآلخر كذلك وال يحتاج في هذا الشيء ال يكون أسود أبيض وال يكون متحركا
العلم بذلك إلى قضية كلية بأن كل شيء ال يكون أسود أبيض وال يكون متحركا ساكنا .
مثال ذلك ...إذا قيل أن هذا ممكن وكل ممكن فال بد له من مرجح لوجوده على عدمه على أصح
القولين أو ألحد طرفيه على قول طائفة من الناس .
3كل محدث ال أو قيل هذا محدث وكل محدث فال بد له من محدث ؛فتلك القضية الكلية وهي قولنا
بد له من محدث وكل ممكن ال بد له من مرجح يمكن العلم بأفرادها المطلوبة بالقياس البرهاني
عندهم بدون العلم بالقضية الكلية التي ال يتم البرهان عندهم إال بها ؛فيعلم أن هذا المحدث ال بد له
3أن يحدث هو بال محدث أحدثه من محدث وهذا الممكن ال بد له من مرجح ؛فإن شك عقله وجوز
-3بدون مرجح يرجح وجوده جوز ذلك في غيره من أو أن يكون وهو ممكن -يقبل الوجود والعدم
المحدثات والممكنات بطريق األولى ,وإن جزم بذلك في نفسه لم يحتج علمه بالنتيجة المعينة وهو
.3
قولنا وهذا محدث فله محدث أو هذا ممكن فله مرجح إلى القياس البرهاني
3ويستدل عليه بقياس ومما يوضح هذا أنك ال تجد أحدا من بني آدم يريد أن يعلم مطلوبا بالنظر
برهاني يعلم صحته إال ويمكنه العلم به بدون ذلك القياس البرهاني المنطقي ,ولهذا ال تجد أحدا
من سائر أصناف العقالء غير هؤالء ينظم دليله من المقدمتين كما ينظمه هؤالء بل يذكرون
3يكون ثالث 3للمدلول ثم الدليل قد يكون مقدمة واحدة وقد يكون مقدمتين وقد الدليل المستلزم
مقدمات بحسب حاجة الناظر المستدل .
مجموع الفتاوى ()109|9
الخامس :زعمهم أن البديهية والفطرة قد تحكم بما يتبين لها بالقياس فساده غلط قال :ألن
القياس ال بد له من مقدمات بديهية فطرية ؛فإن جوز أن تكون المقدمات الفطرية البديهية غلطا
3المقدمات الفطرية بنفسها ,ومقتضى القياس من غير تبيين غلطها إال بالقياس لكان قد تعارضت
الذي مقدماته فطرية فليس رد هذه المقدمات الفطرية ألجل تلك بأولى من العكس بل الغلط فيما
تقل مقدماته أولى فما يعلم بالقياس وبمقدمات فطرية أقرب إلى الغلط مما يعلم بمجرد الفطرة .
مجموع الفتاوى ()13|9
3أمر نسبي محض السادس :الفرق بين البديهي والنظري
, 3وأنهقال رحمه اهلل :هم معترفون بما ال بد منه من أن التصديقات منها بديهي ومنها نظري
3إلى البديهييمتنع أن تكون كلها نظرية الفتقار النظري
3إنما هو بالنسبة والإضافة فقد يبده هذا من العلم 3بين البديهي والنظري وإذا كان كذلك فالفرق
3أو طويل بل قد يكون ويبتدى في نفسه ما يكون بديهيا له ,وإن كان غيره ال يناله إال بنظر قصير
3عليه حصوله بالنظر. غيره يتعسر
3لكن نزيده هنا دليال يختص هذا فنقول وقد تقدم التنبيه على هذا في التصورات
3طرفيه موضوعه ومحموله في حصول تصديقه فال البديهي من التصديقات هو ما يكفى تصور
3على وسط يكون بينهما ,وهو الدليل الذي هو الحد الأوسط سواء كان تصور الطرفين يتوقف
بديهيا أو لم يكن .
3في قوى الأبدان فمن الناس من 3الأذهان أعظم من تفاوتهم ومعلوم أن الناس يتفاوتون في قوى
3الطرفين 3وجودته في غاية يباين بها غيره مباينة كبيرة ,وحينئذ فيتصور يكون في سرعة التصور
3التي ال تتبين لغيره الذي لم يتصور الطرفين 3التام اللوازم
تصورا تاما بحيث تتبين بذلك التصور
التصور التام .
3الطرفين إال ببعض صفاتهما المميزة فيكون من وذلك أن من الناس من يكون لم يتصور
3ببعض صفاتهما المشتركة مع ذلك سواء سميت ذاتية أو لم تسم عالما بثبوت تلك تصورهما
3إال الصفات المميزة . الصفات لهما وثبوت كثير مما يكون الزما لهما بخالف من لم يتصور
الرد على المنطقيين ()89
السابع :اختالف أحوال الناس في احتياجهم وعدم احتياجهم إلى الدليل
)18(3الذي هو الدليل قد يفتقر إليه في بعض القضايا بعض الناس دون بعض قال :وأما كون الوسط
فهذا أمر بين ؛فإن كثيرا من الناس تكون القضية عنده حسية أو مجربة أو برهانية أو متواترة
3واالستدالل .
,وغيره إنما عرفه بالنظر
ولهذا كثير من الناس ال يحتاج في ثبوت المحمول للموضوع إلى دليل لنفسه بل لغيره ويبين
ذلك لغيره بأدلة هو غنى عنها حتى يضرب له أمثاال ويقول له أليس كذا أليس كذا ويحتج عليه
من الأدلة العقلية والسمعية بما يكون حدا أوسط عند المخاطب مما ال يحتاج إليه المستدل بل قد
3على ثبوته لغيره بالدليل .يعلم الشئ بالحس ويستدل
وهذا أكبر من أن يحتاج الى تمثيل ؛فما أكثر من يرى الكواكب ويرى الهالل وغيره فيقول قد
3فيها أو مظنونة أو خبرية طلع الهالل وتكون هذه القضية له حسية ,وقد تكون عند غيره مشكوكا
بل قد يظنها كذبا إذا صدق المنجم الخارص القائل إنه ال يرى .
الرد على المنطقيين ()91
الثامن :قال :إذا كان البرهان ال يفيد إال العلم بالكليات والكليات إنما تتحقق فى الأذهان ال فى
3معين لم يعلم بالبرهان شىء من المعينات فال يعلم به األعيان وليس فى الخارج إال موجود
موجود أصال بل انما يعلم به أمور مقدرة فى الأذهان .
مجموع الفتاوى ( )124|9والرد على المنطقيين ()125
3والتجربة والحواس يختص بها العاشر :قال :قد ذكر المناطقة أن القضايا المعلومه بالتواتر
من علمها وال تكون حجة على غيره بخالف غيرها ؛فإنها مشتركة يحتج بها على المنازع ,وهذا
3منتفريق فاسد ,وهو أصل من أصول الإلحاد والكفر ؛فإن المنقول عن األنبياء بالتواتر
المعجزات وغيرها.
يقول أحد هؤالء بناء على هذا الفرق هذا لم يتواتر عندي فال تقوم به الحجة علي وليس ذلك
بشرط ,ومن هذا الباب إنكار كثير من أهل البدع والكالم والفلسفة لما يعلمه أهل الحديث من
اآلثار النبوية ؛فإن هؤالء يقولون أنها غير معلومة لنا كما يقول من يقول من الكفار أن معجزات
3لم يعلموا السبب الموجب للعلم بذلك والحجة قائمة عليهم األنبياء غير معلومة له ,وهذا لكونهم
تواتر عندهم أم ال .
مجموع الفتاوى ()104|9
الحادي عشر :قال :و أيضا إذا قالوا إن العلوم ال تحصل إال بالبرهان الذي هو عندهم قياس
شمولي ,وعندهم ال بد فيه من قضية كلية موجبة ,ولهذا قالوا إنه ال نتاج عن قضيتين سالبتين وال
3المتصل والمنفصل جزئيتين في شيء من أنواع القياس ال بحسب صورته كالحملى والشرطي
3وال الجدلي بل وال الشعري ؛فيقال إذا كان ال بد في 3وال الخطابي
,وال بحسب مادته ال البرهاني
كل ما يسمونه برهانا من قضية كلية ؛فال بد من العلم بتلك القضية الكلية أي من العلم بكونها
كلية وإال فمتى جوز عليها أن ال تكون كلية بل جزئية لم يحصل العلم بموجبها والمهملة
والمطلقة التي يحتمل لفظها أن تكون كلية وجزئية في قوة الجزئية ,وإذا كان ال بد في العلم
الحاصل بالقياس الذي يخصونه باسم البرهان من العلم بقضية كلية موجبة .فيقال العلم بتلك
3
3بديهيا بطريق األولى ,وإن كان نظريا القضية إن كان بديهيا أمكن أن يكون كل واحد من أفرادها
احتاج إلى علم بديهي فيفضى إلى الدور المعي أو التسلسل في المتواترات وكالهما باطل .
مجموع الفتاوى ()106|9
3هو واجب الوجود ووجوده معين ال كلي ؛فإن الثاني عشر :قال :أن يقال أشرف الموجودات
3الشركة فيه 3يمنع تصوره من وقوع الكلي ال يمنع تصوره من قوع الشركة فيه ,وواجب الوجود
3بينه وبين
,وإن لم يعلم منه ما يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه بل إنما علم أمر كلي مشترك
. 3وكذلك الجواهر العقلية عندهم وهى العقول العشرة أو أكثر غيره لم يكن قد علم واجب الوجود
من ذلك عند من يجعلها أكثر من ذلك عندهم كالسهروردى المقتول وأبى البركات وغيرهما كلها
جواهر معينة ال أمور كلية ؛فإذا لم نعلم إال بالكليات لم نعلم شيئا منها ,وكذلك األفالك التى يقولون
3وال العقول وال شيئا
أنها أزلية أبدبة فإذا لم نعلم إال الكليات لم تكن معلومة فال نعلم واجب الوجود
3وال المولدات وهذه جملة الموجودات عندهم فأى علم هنا من النفوس وال األفالك وال العناصر
تكمل به النفس .
مجموع الفتاوى ()125|9والرد على المنطقيين ()125
3الرياضى )20(3والرياضي والإلهي وجعلهم الثالث عشر :قال إن تقسيمهم العلوم إلى الطبيعي
3هو مما قبلوا به الحقائق ؛فإن العلم الطبيعى أشرف من الطبيعى ,والإلهى أشرف من الرياضى
3من حال الى حال وما فيها 3وتحوالتها 3الموجودة فى الخارج ومبدأ حركاتها وهو العلم باألجسام
من الطبائع أشرف من مجرد تصور مقادير مجردة وأعداد مجرده ؛فإن كون االنسان ال يتصور
3إال أعدادا مجردة 3كل ما فى إقليدس أوال يتصور 3أو مثلثا أو مربعا ,ولو تصور إال شكال مدورا
3فى الخارج وليس ذلك كمال النفس , ليس فيه علم بموجود
ولوال أن ذلك طلب فيه معرفة المعدودات والمقدرات الخارجية التى هى أجسام وأعراض لما
جعل علما...
فإن علم الحساب الذى هو علم بالكم المنفصل و الهندسة التى هى علم بالكم المتصل ؛علم يقينى ال
3ونسبه بعضهاإلى بعض ؛فإنك إذا جمعت 3وضربها يحتمل النقيض ألبته مثل جمع األعداد وقسمتها
3على عشرة كان لكل واحد عشرة ,وإذا ضربتها مائة إلى مائةعلمت أنهما مائتان ؛فإذا قسمتهما
3مقابل للقسمة ؛فإن ضرب الأعداد الصحيحة تضعيف آحاد فى عشرة كان المرتفع مائة والضرب
أحد العددين بآحاد العدد اآلخر ؛فإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد العددين خرج المضروب
اآلخر ,وإذا ضرب الخارج بالقسمة فى المقسوم عليه خرج المقسوم فالمقسوم نظير المرتفع
بالضرب ؛فكل واحد من المضروبين نظير المقسوم والمقسوم عليه ,والنسبة تجمع هذه كلها ؛
3اآلخر ,ونسبه المرتفع إلى أحد فنسبة أحد المضروبين إلى المرتفع كنسبة الواحد إلى المضروب
3مما يتكلم فيه الحساب أمر معقول مما المضروبين نسبة اآلخر إلى الواحد؛ فهذه األمور وأمثالها
3فى العلم
3العقول ,وما من أحد من الناس إال يعرف منه شيئا ؛فإنه ضرورى يشترك فيه ذووا
,ولهذا يمثلون به فى قولهم الواحد نصف االثنين وال ريب أن قضاياه كلية واجبة القبول ال تنتقض
ألبته .
)3وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد ,وكانوا ( 3فيثاغورس 3التى وضعها وهذا كان مبدأ فلسفتهم
3وأصحابه غلط ذلك يظنون أن األعداد المجردة موجودة خارجة عن الذهن ثم تبين ألفالطون
3خارج الذهن ,وأنها أزلية أبدية ,وظنوا أن الماهيات المجردة كالإنسان والفرس المطلق موجودات
ثم تبين ألرسطو وأصحابه غلط ذلك ؛فقالوا بل هذه الماهيات المطلقة موجودة فى الخارج مقارنة
لوجود األشخاص ومشى من مشى من أتباع أرسطو من المتأخرين على هذا ,وهو أيضا غلط ؛
فإن ما فى الخارج ليس بكلي أصال ,وليس فى الخارج إال ما هو معين مخصوص ,وإذا قيل
3فى الخارج ؛ فمعناه إنما هو كلي فى الذهن يوجد فى الخارج لكن إذا وجد فى الكلى الطبيعي
الخارج ال يكون إال معينا ال يكون كليا فكونه كليا مشروط بكونه فى الذهن ,ومن أثبت ماهية ال
3تاما يكفى فى العلم بفساد قوله.
3قوله تصورا فى الذهن وال فى الخارج فتصور
مجموع الفتاوى ()128|9والرد على المنطقيين ()133
الرابع عشر :ليس العلم االلهي عندهم علما بالخالق وال بالمخلوق
قال رحمه اهلل :أن يقال العلم الأعلى عندهم الذي هو الفلسفة االولى والحكمة العليا علم ما بعد
الطبيعة باعتبار االستدالل وما هو قبلها باعتبار الوجود ,وهو الذي يسميه طائفة منهم العلم الإلهي
3
,وموضوع هذا العلم هو الوجود المطلق الكلى المنقسم الى واجب وممكن وقديم ومحدث وجوهر
وعرض ....
)?( 20ولهذا كانت العلوم عندهم ثالثة :إما علم ال يتجرد عن المادة ال في الذهن وال في الخارج وهو الطبيعي
وموضوعه الجسم ,وإما علم مجرد عن المادة في الذهن ال في الخارج وهو الرياضي كالكالم في المقدورات
3والمقدار والعدد ,وإما ما يتجرد عن المادة فيهما وهو الإلهى وموضوعه الوجود المطلق بلواحقه التيالمعدودة
تلحقه من حيث هو وجود كانقسامه الى واجب وممكن وجوهر وعرض .مجموع الفتاوى ()123|9
وهذا الوجود الكلي إنما يكون كليا في الذهن ال في الخارج ؛فإذا كان هذا هو العلم الأعلى عندهم
3في الخارج ؛بل علما بأمر مشترك بين جميع لم يكن الأعلى عندهم علما بشيء موجود
, 3وذلك كمسمى الشيء والذات والحقيقة والنفس والعين والماهية الموجودات ,وهو مسمى الوجود
ونحو ذلك من المعاني العامة ,ومعلوم أن العلم بهذا ليس هو علما بموجود في الخارج ال بالخالق
3فيه الموجودات ال يوجد إال في الذهن . 3كلي يشترك , 3وإنما هو علم بأمر مشتركوال بالمخلوق
وهذا بخالف العلم الأعلى عند المسلمين فإنه العلم باهلل الذي هو في نفسه أعلى من غيره من كل
وجه ,والعلم به أعلى العلوم من كل وجه ,والعلم به أصل لكل علم وهم يسلمون أن العلم به إذا
.3حصل على الوجه التام يستلزم العلم بكل موجود
3
3؛فإن هذا ال حقيقة له في الخارج وال العلم بالقدر المشترك
وهذا بخالف العلم بمسمى الوجود
3ال تصور يستلزم العلم بأجناسه وأنواعه ,وما يتميز به كل شئ بل ليس فيه إال علم بقدر مشترك
.3
له في الخارج ,وإنما هو علم بهذه المشتركات
الرد على المنطقيين ()131
الخامس عشر :أن يقال هب أن النفس تكمل بالكليات المجردة كما يزعمون ؛فما يذكرونه فى
3فقط أمر العلم األعلى عندهم الناظر فى الوجود ولواحقه ليس كذلك؛ فإن تصور معنى الوجود
3عن الحد عندهم لظهوره ؛ فليس هو المطلوب وإنما المطلوب أقسامه ,ونفس ظاهر حتى يستغنى
3وحادث هو أخص من مسمى 3وقديم
أقسامه إلى واجب وممكن وجوهر وعرض وعلة ومعلول
3ما يقتضى 3بدون معرفة الأقسامالوجود ,وليس فى مجرد انقسام الأمر العام فى الذهن إلى أقسام
.3علما كليا عظيما عالياعلى تصور الوجود
3صال 3ال يقبل التغيير واالستحالة وليس معهم دليل أ 3فليس ما هو علم بمعلومفإذا عرفت الأقسام
يدلهم أن العالم لم يزل وال يزال هكذا وجميع ما يحتجون به على دوام الفاعل والفاعلية والزمان
3شىء معين وال دوام شىء معين والحركة وتوابع ذلك ؛فإنما يدل على قدم نوع ذلك ودوامه القدم
3أن مدلول تلك الأدلة هو هذا العالم أو شىء منه جهل محض ال مستند له إال عدم العلم ؛فالجزم
3غير هذا العالم وعدم العلم ليس علما بالعدم .
بموجود
ولهذا لم يكن عند القوم إيمان بالغيب الذى أخبرت به الأنبياء فهم ال يؤمنون ال باهلل وال بمالئكته
وال البعث كتبه وال رسله وال البعث بعد الموت ,وإذا قالوا نحن نثبت العالم العقلي أو المعقول
الخارج عن المحسوس وذلك هو الغيب ؛فإن هذا وإن كان قد ذكره طائفة من المتكلمة والمتفلسفة
خطأ وضالل ؛فإن ما يثبتونه من المعقوالت إنما يعود عند التحقيق إلى أمور مقدرة فى الأذهان ال
موجودة فى الأعيان .
3مما نشهده فى الدنيا ؛فأينوالرسل أخبرت عما هو موجود فى الخارج وهو أكمل وأعظم وجودا
3
هذا من هذا وهم لما كانوا مكذبين بما أخبرت به الرسل ,قالوا إن الرسل قصدوا إخبار الجمهور
بما يتخيل إليهم لينتفعوا بذلك فى العدل الذى أقاموه لهم .
مجموع الفتاوى()132|9والرد على المنطقيين ()138
السادس عشر :البرهان ال يفيد أمورا كلية واجبة البقاء في الممكنات
3الممكنة فتلك ليس فيها ما هو واجب قال :إذا كان المطلوب بقياسهم البرهانى معرفة الموجودات
البقاء على حال واحدة أزال وأبدا بل هى قابلة للتغير واالستحالة ,وما قدر أنه من الالزم
3ليس واجب البقاء فال يكون العلم به علما بموجود واجب الوجود لموصوفه فنفس الموصوف
,وليس لهم على أزلية شىء من العالم دليل صحيح كما بسط فى موضعه ,وإنما غاية أدلتهم
3عين بعد عين من ذلك النوع 3المادة والمدة ,وذلك ممكن بوجود تستلزم دوام نوع الفاعلية ونوع
3بالعدم كما هو مقتضى العقل الصريح والنقل أبدا مع القول بأن كل مفعول محدث مسبوق
الصحيح ؛فإن القول بأن المفعول المعين مقارن لفاعله أزال وأبدا مما يقضى صريح العقل
بامتناعه .أى شىء قدر فاعله ال سيما إذا كان فاعال باختياره كما دلت عليه الدالئل اليقينية ليست
3وأمثاله كما بسط فى موضعه ... التى يذكرهاالمقصرون فى معرفة أصول العلم والدين كالرازي
وكذلك أساطين الفالسفة يمتنع عندهم قديم يقبل العدم ويمتنع أن يكون الممكن لم يزل واجبا سواء
قيل أنه واجب بنفسه أو بغيره ,ولكن ما ذكره ابن سينا وأمثاله فى أن الممكن قد يكون واجبا بغيره
أزليا أبديا كما يقولونه فى الفلك هو الذى فتح عليهم فى الإمكان من الأسئلة القادحة فى قولهم ما ال
يمكنهم أن يجيبوا عنه كما بسط فى موضعه ؛فإن هذا ليس موضع تقرير هذا و,لكن نبهنا به على
3القياسى اليفيدوا أمورا كليه واجبة البقاء فى الممكنات .أن برهانهم
3تبارك وتعالى ؛فالقياس ال يدل على ما يختص به ,وإنما يدل على أمر وأما واجب الوجود
مشترك كلى بينه وبين غيره.
3عندهم ليس إال أمورا كلية مشتركة وتلك ال تختص بواجب إذ كان مدلول القياس الشمولى
3ال
3التى يجب دوامها 3ببرهانهم شيئا من األمور
-3فلم يعرفواالوجود -رب العالمين سبحانه وتعالى
من الواجب وال من الممكنات .
3ببرهانهم ما تكمل به النفس وإذا كانت النفس إنما تكمل بالعلم الذى يبقى ببقاء معلومه لم يستفيدوا
, 3ولهذا كانت من العلم فضال عن أن يقال أن ما تكمل به النفس من العلم ال يحصل إال ببرهانهم
طريقة األنبياء صلوات اهلل عليهم وسالمه االستدالل على الرب تعالى بذكر آياته .
3أفراده وال
وإن استعملوا فى ذلك القياس استعملوا قياس األولى لم يستعملوا قياس شمول تستوى
3أفراده بلقياس تمثيل محض ؛فإن الرب تعالى ال مثيل له وال يجتمع هو وغيره تحت كلي تستوي
3األولى ,وما تنزه غيره عنه من النقائص ما ثبت لغيره من كمال ال نقص فيه فثبوته له بطريق
3األولى ,ولهذا كانت األقيسة العقلية البرهانية المذكورة فى القرآن من هذا فتنزهه عنه بطريق
الباب كما يذكره فى دالئل ربوبيته وإلهيته ووحدانيته وعلمه وقدرته وإمكان المعاد وغير ذلك من
3الإلهية التى هى أشرف العلوم ,وأعظم ما تكمل به النفوس من المطالب العالية السنية والمعالم
المعارف ,وإن كان كمالها البد فيه من كمال علمها و قصدها جميعا فال بد من عبادة اهلل وحده
المتضمنة لمعرفته ومحبته والذل له .
مجموع الفتاوى ( )142|9والرد على المنطقيين ()147
السابع عشر :أن يقال إذا كان ال بد فى كل قياس من قضية كلية فتلك القضية الكلية ال بد أن
3كلية
3؛فإذا كان ال بد أن تكون لهم قضاياتنتهى إلى أن تعلم بغير قياس ؛وإال لزم الدور والتسلسل
معلومة بغير قياس .
3ما تعلم له الفطرة قضية كلية بغير قياس إال وعلمها بالمفردات المعينة فنقول ليس فى الموجودات
3من علمها بتلك القضية الكلية مثل قولنا الواحد نصف االثنين ,والجسم من تلك القضية الكلية أقوى
ال يكون فى مكانين والضدان ال يجتمعان ؛فإن العلم بأن هذا الواحد نصف االثنين فى الفطرة
أقوى من العلم بأن كل احد نصف كل اثنين وهكذا كل ما يفرض من اآلحاد .
3أو العلم بالمقدرات
فيقال المقصود بهذه القضايا الكلية إما أن يكون العلم بالموجود الخارجي
3معين إال وحكمه بعلم تعينه أظهر أقوى الذهنية أما الثانى ففائدته قليلة ,وأما األول فما من موجود
من العلم به عن قياس كلي يتناوله فال يتحصل بالقياس كثير فائدة بل يكون ذلك تطويال ,وإنما
3الكلية ردا لغلطه
3فيضرب له المثل وتذكر استعمل القياس في مثل ذلك ألجل الغالط والمعاند
وعناده بخالف من كان سليم الفطرة .
وكذلك قولهم الضدان ال يجتمعان فأى شيئين علم تضادهما ؛فإنه يعلم أنهما ال يجتمعان قبل
3قضية كلية بأن كل ضدين اليجتمعان ,وما من جسم معين إال يعلم أنه ال يكون فى استحضار
مكانين قبل العلم بأن كل جسم ال يكون فى مكانين وأمثال ذلك كثير .
فما من معين مطلوب علمه بهذه القضايا الكلية إال وهو يعلم قبل أن تعلم هذه القضية ,وال يحتاج
فى العلم به إليها ,وإنما يعلم بها ما يقدر فى الذهن من أمثال ذلك مما لم يوجد فى الخارج .
مجموع الفتاوى ()222|9والرد على المنطقيين ()316
الثامن عشر :قال :وهو أن يقال ال ريب أن المقدمة الكبرى أعم من الصغرى أو مثلها ال يكون
3أو مساوية لها كالحدود أخص منها ,والنتيجة أخص من الكبرى أومساوية لها وأعم من الصغرى
الثالثة فإن الأكبر أعم من الأصغر أو مثله والأوسط مثل الأصغر أو أعم ومثل الأكبر أو أخص
وال ريب أن الحس يدرك المعينات أوال ثم ينتقل منها إلى القضايا العامة؛ فإن الإنسان يرى هذا
3أن هذا حساس متحرك بالإرادة ناطق ,وهذا كذا وهذا الإنسان وهذا الإنسان وهذا الإنسان ,ويرى
كذا ؛فيقضى قضاء عاما أن كل إنسان حساس متحرك بالإرادة ناطق.
3قياس؛ فإن كان ال بد من 3قياس أو بغير توسطفنقول العلم بالقضية العامة إما أن يكون بتوسط
توسط قياس ,والقياس ال بد فيه من قضية عامة لزم أن ال يعلم العام إال بالعام ,وذلك يستلزم الدور
أو التسلسل ؛فال بد أن ينتهى الأمر إلى قضية كلية عامة معلومة بالبديهة وهم يسلمون ذلك .
وإن أمكن علم القضية العامة بغير توسط قياس؛ أمكن علم الأخرى ؛فإن كون القضية بديهية أو
3بحسب حال نظرية ليس وصفا الزما لها يجب استواء جميع الناس فيه ؛بل هو أمر نسبى إضافي
علم الناس بها ؛فمن علمها بال دليل كانت بديهية له ,ومن احتاج إلى نظر واستدالل بدليل كانت
نظرية له .
3أو الحس ليس هو أمرا وكذلك كونها معلومة بالعقل أو الخبر المتواتر أو خبر النبي الصادق
3يعلم ذلك منالزما لها بل كذب مسيلمة الكذاب مثال قد يعلم بقول النبي الصادق إنه كذاب ,وقد
باشره ورآه يكذب ,ويعلم ذلك من غاب عنه بالتواتر ويعلم ذلك باالستدالل ؛فإنه ادعى النبوة وأتى
يناقض النبوة ؛فيعلم باالستدالل .وكذلك الهالل قد يعلم طلوعه بالرؤية فتكون القضية حسية
,ويعلم ذلك من لم يره بالأخبار المتواترة فتكون القضية عنده من المواترات ,ويعلم ذلك من علم
3الواحد يعلمه هذا, 3ومثل هذا كثير ؛فالمعلومأن تلك الليلة إحدى وثالثون بالحساب واالستدالل
3العلم لبني آدم ,وهكذا القضايا الكلية إذا كان منها ما
, 3وهذه طرقبالحس وهذا بالخبر وهذا بالنظر
يعلم بال قياس وال دليل ,وليس لذلك حد في نفس القضايا بل ذلك بحسب احوال بنى آدم لم يمكن
أن يقال فيما علمه زيد بالقياس إنه ال يمكن غيره ان يعلمه بال قياس بل هذا نفى كاذب .
مجموع الفتاوى ( )237|9والرد على المنطقيين ()364
أ -قال :ومما يبين أن حصول العلوم اليقينية الكلية والجزئية ال يفتقر إلى برهانهم من قضية
كلية أن العلم بتلك القضية الكلية ال بد له من سبب ؛فإن عرفوها باعتبار الغائب بالشاهد ,وأن حكم
3الغائبة محرقة ألنها مثلها وحكم الشيء الشيء حكم مثله كما إذا عرفنا أن هذه النار محرقة فالنار
حكم مثله ؛فيقال هذا استدالل بالقياس التمثيلي وهم يزعمون أنه ال يفيد اليقين بل الظن ؛فإذا كانوا
إنما عملوا القضية الكلية بقياس التمثيل رجعوا في اليقين إلى ما يقولون إنه ال يفيد إال الظن ,وإن
3يحصل في النفس علم كلي من واهب العقل أو تستعد النفس عند قالوا بل عند الإحساس بالجزئيات
3ألن يفيض عليها الكلي من واهب العقل أو قالوا من العقل الفعال –عندهم- الإحساس بالجزئيات
أو نحو ذلك قيل لهم كالم فيها به يعلم أن الحكم الكلي الذي في النفس علم ال ظن وال جهل ؛فإن
قالوا هذا العلم بالبديهة أو الضرورة كان هذا قوال بأن هذه القضايا الكلية المعلومة بالبديهة
والضرورة وأن النفس مضطرة إلى هذا العلم ,وهذا إن كان حقا فالعلم باألعيان العينة وبأنواع
الكليات يحصل أيضا في النفس بالبديهة والضرورة كما هو الواقع ؛فإن جزم العقالء بالشخصيات
)?( 21قياس الشمول هو انتقال الذهن من المعين إلى المعنى العام المشترك الكلي المتناول له ولغيره وقياس
التمثيل فهو انتقال الذهن من حكم معين إلى حكم معين الشتراكهما فى ذلك المعنى المشترك الكلي .مجموع
الفتاوى()121|9
3بكلية األنواع أعظم من جزمهم بكلية األجناس من الحسيات أعظم من جزمهم بالكليات وجزمهم
3العقل اتسعت الكليات ,والعلم بالجزئيات أسبق إلى الفطرة فجزم الفطرة بها أقوى ثم كلما قوى
3واألجناس ,وال أن 3على العلم باألنواع,وحينئذ فال يجوز أن يقال أن العلم باألشخاص موقوف
3على العلم باألجناس بل قد يعلم الإنسان أنه حساس متحرك بالإرادة قبل أن 3موقوف العلم باألنواع
يعلم أن كل إنسان كذلك ,ويعلم أن الإنسان كذلك قبل أن يعلم أن كل حيوان كذلك فلم يبق علمه بأن
غيره من الحيوان حساس متحرك بالإرادة موقوفا على البرهان ,وإذا علم حكم سائر الناس وسائر
الحيوان فالنفس تحكم بذلك بواسطة علمها أن ذلك الغائب مثل هذا الشاهد أو أنه يساويه في
3ذلك من قياس التمثيل والتعليل الذي يحتج به 3بالإرادة ونحو
السبب الموجب لكونه حساسا متحركا
الفقهاء في اثبات األحكام الشرعية .
مجموع الفتاوى ()115|9
3هو الذى يفيد اليقين وقد بينا وقال أيضا :وهؤالء يزعمون أن ذلك القياس إنما يفيد الظن وقياسهم
3الشمول سواء فى غير هذا الموضع أن قولهم هذا من أفسد األقوال ,وأن قياس التمثيل وقياس
وإنما يختلفان بالمادة المعينة ؛فإن كانت يقينية فى أحدهما كانت يقينية فى اآلخر ,وإن كانت ظنية
3
فى أحدهما كانت ظنية فى اآلخر ,وذلك أن قياس الشمول مؤلف من الحدود الثالثة األصغر
3وجامعا . 3فيه هو الذى يسمى فى قياس التمثيل علة ومناطا 3واألكبر ,والحد األوسطواألوسط
فإذا قال فى مسألة النبيذ كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام ؛ فال بد له من إثبات المقدمة الكبرى
3على خمر العنب 3فيمكنه أن يقول النبيذ مسكر فيكون حراما قياسا وحينئذ يتم البرهان وحينئذ
3فى 3فى األصل وهو موجود وبجامع ما يشتركان فيه من الإسكار ؛فإن الإسكار هو مناط التحريم
3بطريق األولى بل الفرع فبما به يقرر أن كل مسكر حرام به يقرر أن السكر مناط التحريم
التفريق فى قياس التمثيل أسهل عليه لشهادة األصل له بالتحريم ؛فيكون الحكم قد علم ثبوته فى
بعض الجزئيات ,وال يكفى فى قياس التمثيل إثباته فى أحد الجزئين لثبوته فى الجزء اآلخر
3فى أمر لم يقم دليل على استلزامه للحكم كما يظنه بعض الغالطين بل البد أن يعلم أن الشتراكهما
.3
3للحكم والمشترك بينهما هو الحد األوسط المشترك بينهما مستلزم
مجموع الفتاوى ()116|9
3ال يفيد إالوقال أيضا :تفريقهم بين قياس الشمول وقياس التمثيل بأن الأول قد يفيد اليقين والثانى
الظن فرق باطل بل حيث أفاد أحدهما اليقين أفاد اآلخر اليقين وحيث ال يفيد أحدهما إال الظن ال
يفيد اآلخر إال الظن ؛فإن إفادة الدليل لليقين أو الظن ليس لكونه على صورة أحدهما دون اآلحر
بل باعتبار تضمن أحدهما لما يفيد اليقين ؛فإن كان أحدهما اشتمل على أمر مستلزم للحكم يقينا
حصل به اليقين وإن لم يشتمل إال على ما يفيد الحكم ظنا لم يفد إال الظن ,والذى يسمى في أحدهما
3والقضية الكبرى المتضمنة لزوم الحد الأكبر لألوسط : 3هو فى اآلخر الوصف المشترك حدا أوسط
3المشترك بين الأصل والفرع فما به يتبين صدق القضية الكبرى به يتبين هو بيان تأثير الوصف
3الأكبر لألوسط هو لزوم الحكم للمشترك . 3للحكم ؛فلزوم
أن الجامع المشترك مستلزم
3
3على الخمر ألن الخمر إنما حرمت لكونه مسكرة وهذا الوصف موجود فإذا قلت النبيذ حرام قياسا
فى النبيذ كان بمنزلة قولك كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام فالنتيجة قولك النبيذ حرام والنبيذ هو
3بين 3هو المتوسط موضوعها وهو الحد الأصغر والحرام محمولها وهو الحد الأكبر ,والمسكر
3والمحمول وهو الحد الأوسط المحمول فى الصغرى الموضوع فى الكبرى . الموضوع
3فى فإذا قلت النبيذ حرام قياس على خمر العنب لأن العلة فى الأصل هو الإسكار ,وهو موجود
3النبيذ بالسكر وهو الحد الأوسط لكن 3علته ؛فإنما استدللت على تحريمالفرع فثبت التحريم لوجود
3الفرعزدت فى قياس التمثيل ذكر الأصل الذى يثبت به الفرع ,وهذا لأن شعور النفس بنظير
3المشترك أقوى في المعرفة من مجرد دخوله فى الجامع الكلى ,وإذا قام الدليل على تأثير الوصف
لم يكن ذكر الأصل محتاجا إليه ....
والمقصود هنا الكالم المنطق وما ذكر من البرهان وأنهم يعظمون قياس الشمول ويستخفون
بقياس التمثيل ويزعمون أنه إنما يفيد الظن ,وأن العلم ال يحصل اال بذاك ,وليس الأمر كذلك بل
3التمثيل الصحيح أولى بإفادة المطلوب علما كان أو ظنا من هما فى الحقيقة من جنس واحد وقياس
مجرد قياس الشمول ,ولهذا كان سائر العقالء يستدلون بقياس التمثيل أكثر مما يستدلون بقياس
الشمول بل ال يصح قياس الشمول فى األمر العام إال بتوسط قياس التمثيل ,وكل ما يحتج به على
صحة قياس الشمول فى بعض الصور فإنه يحتج على صحة قياس التمثيل فى تلك الصورة.
مجموع الفتاوى ()205|9
3المكرر فى قياس الشمول وهو الخمر من قولك كل مسكر ب -وقال أيضا :إن الحد الأوسط
3الجامع بين الأصل خمر وكل خمر حرام هو مناط الحكم فى قياس التمثيل ,وهو القدر المشترك
والفرع ؛فالقياسان متالزمان كل ما علم بهذا القياس يمكن علمه بهذا القياس ثم إن كان الدليل
3فيهما.
3فى القياسين أو ظنيا فظنىقطعيا فهو قطعي
وأما دعوى من يدعى من المنطقيين وأتباعهم أن اليقين إنما يحصل بقياس الشمول دون قياس
3يعلم بنص أن كل 3حقيقة القياسين ,وقدالتمثيل فهو قول فى غاية الفساد وهو قول من لم يتصور
مسكر حرام كما ثبت فى الحديث الصحيح ,وإذا كان كذلك لم يتعين قياس الشمول لإفادة الحكم بل
3ال علم تصديقى إال بالقياس المنطقي كما وال قياس من الأقيسة؛ فإنه قد يعلم بال قياس فبطل قولهم
تقدم .
والمقصود هنا بيان قلة منفعته أو عدمها ؛فإن المطلوب إن كان ثم قضية علمت من جهة الرسول
تفيد العموم وهو أن كل مسكر حرام حصل مدعاه فالقضايا الكلية المتلقاة عن الرسول تفيد العلم
فى المطالب الإلهية .
مجموع الفتاوى ()235|9
()22
ج -قياس الشمول يمكن جعله قياس تمثيل وبالعكس
فإن قيل من أين تعلم بأن الجامع يستلزم الحكم
قيل من حيث تعلم القضية الكبرى فى قياس الشمول
فإذا قال القائل هذا فاعل محكم لفعله وكل محكم لفعله فهو عالم فأي شىء ذكر فى علة هذه
القضية الكلية فهو موجود فى قياس التمثيل وزيادة أن هناك أصال يمثل به قد وجد فيه الحكم مع
3ان ذكر الكلي 3الشمول لم يذكر شىء من االفراد التى ثبت الحكم فيها ومعلوم المشترك وفي
المشترك مع بعض افراده أثبت فى العقل من ذكره مجردا عن جميع االفراد باتفاق العقالء
3كلي ولهذا قالوا ان العقل تابع للحس فإذا أدرك الحس الجزئيات أدرك العقل منها قدرا مشتركا
فالكليات تقع في النفس بعد معرفة الجزئيات المعينة فمعرفة الجزيئات المعينة من أعظم االسباب
3يكون ذكرها مضعفا للقياس وعدم ذكرها موجبا لقوته وهذه خاصة فى معرفة الكليات فكيف
3معرفة الجزيئات فمن أنكرها انكر خاصة عقل االنسان ومن جعل العقل معرفة الكليات بتوسط
3المعينة كان مكابرا . ذكرها بدون شيء من محالها المعينة اقوى من ذكرها مع التمثيل بمواضعها
)?( 22وقد تنازع الناس في مسمى القياس فقالت طائفة من أهل االصول هو حقيقة في قياس التمثيل مجاز في
قياس الشمول كأبي حامد الغزالي وأبي محمد المقدسي وغيرهما وقالت طائفة بل هو بالعكس حقيقة في الشمول
مجاز في التمثيل كابن حزم وغيره ,وقال جمهور العلماء بل هو حقيقة فيهما والقياس العقلي يتناولهما جميعا وهذا
قول اكثر من تكلم في أصول الدين وأصول الفقه وأنواع العلوم العقلية وهو الصواب وهو قول الجمهور من أتباع
االئمة االربعة وغيرهم .الرد على المنطقيين ()119
مجموع الفتاوى ()238|9
د :-الموجودات في الخارج تعرف بغير القياس المنطقي
3الخارجية فتعلم بدون هذا القياس ,وإذا قيل إن من الناس من يعلم بعض قال :أما الموجودات
الأعيان الخارجية بهذا القياس فيكون مبناه على قياس التمثيل الذى ينكرون أنه يقينى فهم بين
3بطل تفريقهم أمرين :إن اعترفوا بأن قياس التمثيل من جنس قياس الشمول ينقسم إلى يقينى وظني
,وإن ادعوا الفرق بينهما وأن قياس الشمول يكون يقينيا دون التمثيل منعوا ذلك ,وبين لهم أن
3إال أن يحصل بالتمثيل فيكون العلم بما لم يعلم من المفردات اليقين ال يحصل فى هذه األمور
3على ما علم منها ,وهذا حق ال ينازع فيه عاقل بل هذا من أخص الموجودة فى الخارج قياسا
صفات العقل التى فارق بها الحس ,إذ الحس ال يعلم إال معينا والعقل يدركه كليا مطلقا لكن
بواسطة التمثيل ثم العقل يدركها كلها مع عزوب الأمثلة المعينة عنه.
لكن هي في الأصل إنما صارت فى ذهنه كلية عامة بعد تصوره لأمثال معينة من أفرادها ,وإذا
بعد عهد الذهن بالمفردات المعنية فقد يغلط كثيرا ؛بأن يجعل الحكم إما أعم وإما أخص ,وهذا
يعرض للناس كثيرا حيث يظن أن ما عنده من القضايا الكلية صحيح ويكون عند التحقيق ليس
كذلك .
3عليه ويظنون أنهم وهم يتصورون الشىء بعقولهم ويكون ما تصوروه معقوال بالعقل فيتكلمون
تكلموا فى ماهية مجردة بنفسها من حيث هي هى ,من غير أن تكون ثابتة فى الخارج وال فى
3من حيث هو هو ونحو الذهن فيقولون الإنسان من حيث هو هو والوجود من حيث هو هو والسواد
ذلك .
3عن جميع القيود السلبية والثبوتية محققة فى الخارج على ويظنون أن هذه الماهية التى جردوها
هذا التجريد ,وذلك غلط كغلط أوليهم فيما جردوه من العدد والمثل الأفالطونية وغيرها بل هذه
المجردات ال تكون إال مقدرة في الذهن ,وليس كل ما فرضه الذهن أمكن وجوده فى الخارج وهذا
الذى يسمى الإمكان الذهني.
فإن الإمكان على وجهين ذهني وهو أن يعرض الشىء على الذهن فال يعلم امتناعه بل يقول يمكن
هذا ال لعلمه بإمكانه بل لعدم علمه بامتناعه مع أن ذلك الشىء قد يكون ممتنعا في الخارج.
3وهو أن يعلم إمكان الشىء فى الخارج ,وهذا يكون بأن يعلم وجوده فى الخارج أو و خارجي
3موجودا وجود نظيره أو وجوده ما هو أبعد عن الوجود منه ؛فإذا كان الأبعد عن قبول الوجود
3منه أولى .ممكن الوجود فاألقرب إلى الوجود
مجموع الفتاوى()224|9
3اليقين في الصورة القياسية حصروه فى المادة التى ذكروها الثاني والعشرون :أنهم كما حصروا
3أن ال دليل على نفي 3والحدسيات ومعلوم من القضايا الحسيات والأوليات والمتواترات والمجربات
3فى الحسيات والعقليات وغيرها ما جرت العادة ما سوى هذه القضايا ثم مع ذلك إنما اعتبروا
3في ذلك فإن بني آدم إنما يشتركون كلهم فى بعض المرئيات باشتراك بنى آدم فيه ,وتناقضوا
وبعض المسموعات؛ فإنهم كلهم يرون عين الشمس والقمر والكواكب ويرون جنس السحاب
والبرق ,وإن لم يكن ما يراه هؤالء عين ما يراه هؤالء عين ,وكذلك يشتركون في سماع صوت
3
الرعد ,وأما ما سمعه بعضهم من كالم بعض وصوته فهذا ال يشترك بنو آدم فى عينه بل كل قوم
يسمعون ما لم يسمع غيرهم وكذا أكثر المرئيات
3جميع الناس فى شيء معين فيه ؛بل الذي يشمه هؤالء 3واللمس فهذا ال يشترك وأما الشم والذوق
ويذوقونه ويلمسونه ليس هو الذي يشمه ويذوقه ويلمسه هؤالء .
3عندلكن قد يتفقان فى الجنس ال فى العين وكذلك ما يعلم بالتواتر والتجربة والحدس فإنه قد يتواتر
هؤالء ويجرب هؤالء ما لم يتواتر عند غيرهم ويجربوه ,ولكن قد يتفقان فى الجنس كما يجرب
قوم بعض الأدوية ويجرب آخرون جنس تلك األدوية فيتفق فى معرفة الجنس ال في معرفة عين
المجرب ...
3وهو ما وعامة ما عندهم من العلوم الكلية بأحوال الموجودات هي من العلم بعادة ذلك الموجود
يسمونه الحدسيات وعامة ما عندهم من العلوم العقلية الطبيعية والعلوم الفلكية كعلم الهيئة فهو من
قسم المجربات ,وهذه ال يقوم فيها برهان ؛فإن كون هذه الأجسام الطبيعية جربت وكون الحركات
جربت ال يعرفه أكثر الناس إال بالنقل ,والتواتر في هذا قليل .
وغاية الأمر أن تنقل التجربة في ذلك عن بعض الأطباء أو بعض أهل الحساب وغاية ما يوجد أن
3هذا مما رصده فالن وأن يقول جالينوس هذا مما جربته أو ذكر لي فالن أنه يقول بطليموس
جربه وليس فى هذا شيء من المتواتر ,وإن قدر أن غيره جربه أيضا فذاك خبر واحد وأكثر
الناس لم يجربوا جميع ما جربوه وال علموا بالأرصاد ما ادعوا أنهم علموه ,وإن ذكروا جماعة
3الخاص الذي تنقله طائفة . رصدوا فغايته أنه من المتواتر
3نه ال يقوم عليه برهان بما تواتر عن الأنبياء كيف يمكنه أن يقيم على غيره برهانا بمثل فمن زعم أ
3ويعظم علم الهيئة والفلسفة ويدعي أنه علم عقلي معلوم بالبرهان ,وهذا أعظم ما يقوم هذا التواتر
عليه البرهان العقلي عندهم هذا حاله فما الظن بالإلهيات التى إذا نظر فيها كالم معلمهم الأول
أرسطو وتدبره الفاضل العاقل لم يفده إال العلم بأنهم كانوا من أجهل الخلق برب العالمين ,وأن
كفار اليهود والنصارى أعلم منهم بهذه الأمور .
مجموع الفتاوى ()246|9
الثالث والعشرون :إن الأنبياء والأولياء لهم من علم الوحي والإلهام ما هو خارج عن قياسهم الذي
ذكروه بل الفراسة أيضا ومثالها فإن ادخلوا ذلك فيما ذكروه من الحسيات والعقليات ,لم يمكنهم
3ذكر ابن سينا وأتباعه أن القضايا الواجب قبولها التى نفي ما لم يذكروه ,ولم يبق لهم ضابط ,وقد
3ضموا إلى ذلك 3والحدسيات والمتواترات وربما هي مادة البرهان الأوليات والحسيات والمجربات
3دليال على هذا الحصر ,ولهذا اعترف المنتصرون لهم أن هذا قضايا معها حدودها ,ولم يذكروا
3يتعذر إقامة دليل عليه ,وإذا كان كذلك لم يلزم ان كل ما لم يدخل فى التقسيم منتشر غير منحصر
قياسهم ال يكون معلوما وحينئذ فال يكون المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها من الخطأ .
فإنه وعامة هؤالء المنطقيين يكذبون بما لم يستدل عليه بقياسهم ,وهذا فى غاية الجهل السيما إن
كان الذي كذبوا به من أخبار الأنبياء
فإذا كان أشرف العلوم ال سبيل الى معرفته بطريقهم لزم أمران :
أحدهما :إن ال حجة لهم على ما يكذبون به مما ليس فى قياسهم دليل عليه .
3اذا علم انه ال يفيد النجاة وال السعادة .
و الثانى :إن ما علموه خسيس بالنسبة الى ما جهلوه فكيف
مجموع الفتاوى ()247|9
الرابع والعشرون :أنهم يجعلون ما هو علم يجب تصديقه ليس علما وما هو باطل وليس بعلم
يجعلونه علما
قال :فزعموا ما جاءت به الأنبياء فى معرفة اهلل وصفاته والمعاد ال حقيقة له فى الواقع وأنهم إنما
3بما يتخيلونه فى ذلك لينتفعوا به فى إقامة مصلحة دنياهم ال يعرفوا بذلك الحق أخبروا الجمهور
3نه من جنس الكذب لمصلحة الناس ويقولون أن النبى حاذق بالشرائع العملية دون العلمية ,وأ
, 3وال يوجبون ,ومنهم من يفضل الفيلسوف على كل نبى وعلى نبينا عليه أفضل الصالة والسالم
3أخبر النبى عن اهلل بأسمائه وصفاته المعينة وعن المالئكةاتباع نبى بعينه ال محمد ..وقد
, 3وليس فى ذلك شيء من ذلك بقياسهم وكذا أخبر عن أمور 3والجنة والناروالعرش والكرسي
3وال غيره ؛فإن
3وليس شيء من ذلك يمكن معرفته بقياسهم ال البرهاني معينة مما كان وسيكون
3أن يعرف الإنسان أنهم يقولون من أقيستهم ال تفيد إال أمورا كلية وهذه أمور خاصة ..والمقصود
3من الزم ليس قط دليل على نفيه . الجهل والكفر ما هو فى غاية الضالل فرارا
مجموع الفتاوى ()249|9
3إليها بيان لألمور أوضح وأجلى من قياسهم 3التي استندوا
الخامس والعشرون :أن في غير الطرق
المنطقي
قال رحمه اهلل :أما األمور الموجودة المحققة فتعلم بالحس الباطن والظاهر وتعلم بالقياس
التمثيلى وتعلم بالقياس الذى ليس فيه قضية كلية وال شمول وال عموم بل تكون الحدود الثالثة فيه
3جزئية ,وعلم هذه األمور 3أعيانا جزئية والمقدمات والنتيجة قضايا
األصغر واألوسط واألكبر
المعينة بهذه الطرق أصح وأوضح وأكمل ؛فإن من رأى بعينه زيدا فى مكان ,وعمرا فى مكان
آخر استغنى عن أن يستدل على ذلك بكون الجسم الواحد ال يكون فى مكانين ,وكذلك من وزن
دراهم كل منها ألف درهم استغنى عن أن يستدل على ألف درهم منها بأنها مساوية للصنجة,وهى
شيء واحد ,والأشياء المساوية لشىء واحد متساوية وأمثال ذلك كثير ,ولهذا يسمى هؤالء أهل
, 3وإنما أتوا بزيادة كالم قد اليفيد وهو ما ضربوه من القياسكالم أى لم يفيدوا علما لم يكن معروفا
لإيضاح ماعلم بالحس ,وإن كان هذا وهو ما ضربوه من القياس لإيضاح ما علم بالحس ,وإن كان
هذا القياس وأمثاله ينتفع به فى موضع آخر...
3
وكذلك إذا علم الإنسان أن هذا الدينار مثل هذا وهذا الدرهم مثل هذا ,وأن هذه الحنطة والشعير
مثل هذا ثم علم شيئا من صفات أحدهما وأحكامه الطبيعية مثل االغتذاء واالنتفاع أو العادية مثل
3أو الشرعية مثل الحل والحرمة علم أن حكم اآلخر مثله ؛فأقيسة التمثيل تفيد اليقين القيمة والسعر
بال ريب أعظم من أقيسة الشمول وال يحتاج مع العلم بالتماثل إلى أن يضرب لهما قياس شمول
3عرفت القضايا الجزئية بقياس التمثيل ....بل يكون من زيادة الفضول وبهذا الطريق
مجموع الفتاوى ()76|9
السادس والعشرون :أنهم معترفون بالحسيات الظاهرة والباطنة كالجوع واأللم واللذة ونفوا
وجود ما يمكن أن يختص برؤيته بعض الناس كالمالئكة والجن ,وما تراه النفس عند الموت .
3هذه الأمور موضع آخر وإنما المقصود أن ما تلقوه من والكتاب والسنة ناطقان بإثبات ذلك ولبسط
القواعد الفاسدة المنطقية من نفي ما لم يعلم نفيه أوجب لهم من الجهل والكفر ما صار حاجبا
,وأنهم به أسوأ حاال من كفار اليهود والنصارى .
مجموع الفتاوى ()249|9
3
السابع والعشرون :أن يقال كون القضية برهانية معناه عندهم أنها معلومة للمستدل بها ,وكونها
جدلية معناه كونها مسلمة ,وكونها خطابية معناه كونها مشهورة أو مقبولة أو مظنونة ,وجميع هذه
الفروق هي نسب وإضافات عارضة للقضية ليس فيها ما هو صفة مالزمة لها فضال عن أن
تكون ذاتية لها على أصلهم بل ليس فيها ما هو صفة لها فى نفسها بل هذه صفات نسبية باعتبار
3أن القضية قد تكون حقا والإنسان ال يشعر بها فضال عن أن يظنها أو 3بها ,ومعلوم
شعورالشاعر
يعلمها ,وكذلك قد تكون خطابية أو جدلية وهي حق فى نفسها بل تكون برهانية أيضا كما قد
3بالقضايا التى هي حق فى نفسها ال سلموا ذلك ,وإذا كان كذلك فالرسل صلوات اهلل عليهم أخبروا
3
3من الطرق العلمية التى يعرف بها صدق القضايا ما هو مشترك تكون كذبا باطال قط ,وبينوا
فينتفع به جنس بني آدم وهذا هو العلم النافع للناس .
وأما هؤالء المتفلسفة فلم يسلكوا هذا المسلك بل سلكوا في القضايا األمر النسبى فجعلوا
البرهانيات ما علمه المستدل وغير ذلك لم يجعلوه برهانيا ,وإن علمه مستدل آخر ,وعلى هذا
فيكون من البرهانيات عند إنسان وطائفة ما ليس من البرهانيات عند آخرين ؛فال يمكن أن تحد
القضايا العلمية بحد جامع بل تختلف باختالف أحوال من علمها ومن لم يعلمها حتى أن أهل
الصناعات عند أهل كل صناعة من القضايا التى يعلمونها ماال يعلمها غيرهم ,وحينئذ فيمتنع أن
3من الكذب باعتبار ما هو األمر عليه فى نفسه 3مميزة للحق من الباطل والصدق تكون طريقتهم
عند أهل كل صناعة من الحق والباطل ومن الصدق والكذب ,ويمتنع أن تكون منفعتها مشتركة
بين اآلدميين بخالف طريقة الأنبياء ؛فإنهم أخبروا بالقضايا الصادقة التى تفرق بين الحق والباطل
والصدق والكذب ؛فكل ما ناقض الصدق فهو كاذب وكل ما ناقض الحق فهو باطل ؛فلهذا جعل
اهلل ما أنزله من الكتاب حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه وأنزل أيضا الميزان وما يوزن به
ويعرف به الحق من الباطل ولكل حق ميزان يوزن به بخالف ما فعله الفالسفة المنطقيون فإنه ال
يمكن أن يكون هاديا للحق وال مفرقا بين الحق والباطل وال هو ميزان يعرف به الحق من الباطل
.
وأما المتكلمون فما كان في كالمهم موافقا لما جاءت به الأنبياء فهو منه وما خالفه فهو من البدع
الباطلة شرعا وعقال .
فإن قيل نحن نجعل البرهانيات إضافية فكل ما علمه الإنسان بمقدماته فهو برهاني عنده وإن لم
يكن برهانيا عند غيره .
قيل :لم يفعلوا ذلك فإن من سلك هذا السبيل لم يجد مواد البرهان فى أشياء معينة مع إمكان علم
كثير من الناس لأمور أخرى بغير تلك المواد المعينة التى عيونها وإذا قالوا نحن ال نعين المواد
فقد بطل أحد أجزاء المنطق وهو المطلوب .
مجموع الفتاوى ()251|9
الثامن والعشرون :أنهم لما ظنوا أن طريقهم كلية محيطة بطرق العلم الحاصل لبني آدم مع أن
الأمر ليس كذلك وقد علم الناس إما بالحس وإما بالعقل وإما باألخبار الصادقة معلومات كثيرة
3ذكروها ,ومن ذلك ما علمه الأنبياء صلوات اهلل عليهم من العلوم أرادوا إجراء ذلك تعلم بطريقهم
3الفاسد فقالوا النبى له قوة أقوى من قوة غيره ,وهو أن يكون بحيث ينال الحد االوسط على قانونهم
من غير تعليم فإذا تصور أدرك بتلك القوة الحد الذي قد يتعسر أو يتعذر على غيره إدراكه بال
3الأنفس فى الإدراك غير محدودة ؛فجعلوا ما يخبر به الأنبياء من أنباء الغيب إنما تعليم لأن قوى
بواسطة القياس المنطقى ,وهذا فى غاية الفساد فإن القياس المنطقي إنما تعرف به أمورا كلية كما
تقدم .
مجموع الفتاوى ()252|9
التاسع والعشرون :قول بعضهم ليس في العقليات قياس باطل
3وأبي محمد المقدسي ومن قال من متأخري أهل الكالم والرأي كأبي المعالي وأبي حامد والرازي
وغيرهم من أن العقليات ليس فيها قياس ,وإنما القياس فى الشرعيات ولكن االعتماد فى العقليات
3العقالء ؛فإن
3مخالف لقول نظار المسلمين بل وسائر على الدليل الدال على ذلك مطلقا فقولهم
3المشتركالقياس يستدل به فى العقليات كما يستدل به فى الشرعيات ؛فإنه إذا ثبت أن الوصف
مستلزم للحكم كان هذا دليال فى جميع العلوم ,وكذلك إذا ثبت أنه ليس بين الفرع واألصل فرق
3
مؤثر كان هذا دليال فى جميع العلوم وحيث ال يستدل بالقياس التمثيلي ال يستدل بالقياس الشمولي
.
مجموع الفتاوى ( )118|9والرد على المنطقيين ()118
()23
3االستدالل البد فيه من مقدمتين بال زيادة وال نقصان
الثالثون :قولهم
)?( 23ولهذا ال تجد أحدا من سائر اصناف العقالء غير هؤالء ينظم دليله من المقدمتين كما ينظمه هؤالء بل
3وقد يكون مقدمات بحسب يذكرون الدليل المستلزم للمدلول ثم الدليل قد يكون مقدمة واحدة وقد يكون مقدمتين
حاجة الناظر المستدل إذ حاجة الناس تختلف ,وقد بسطنا ذلك في الكالم على المحصل وبينا تخطئة جمهور
أ -وأما قولهم االستدالل البد فيه من مقدمتين بال زيادة وال نقصان فهذا قول باطل طردا وعكسا
,وذلك أن احتياج المستدل إلى المقدمات مما يختلف فيه حال الناس فمن الناس من ال يحتاج إال
إلى مقدمة واحدة لعلمه بما سوى ذلك كما أن منهم من ال يحتاج فى علمه بذلك إلى استدالل بل قد
3من يحتاج الى ثالث ,ومنهم من يحتاج الى 3من يحتاج الى مقدمتين ,ومنهم يعلمه بالضرورة ومنهم
أربع وأكثر فمن أراد أن يعرف أن هذا المسكر المعين محرم ؛فإن كان يعرف أن كل مسكر
محرم ولكن ال يعرف هل هذا المسكر المعين يسكر أم ال لم يحتج إال إلى مقدمة واحدة وهو أن
يعلم أن هذا مسكر فإذا قيل له هذا حرام فقال ما الدليل عليه فقال المستدل الدليل على ذلك أنه
مسكر تم المطلوب .
وكذلك لو تنازع اثنان فى بعض أنواع الأشربة هل هو مسكر أم ال كما يسأل الناس كثيرا عن
بعض الأشربة وال يكون السائل ممن يعلم أنها تسكر أو ال تسكر ولكن قد علم أن كل مسكر حرام
؛فإذا ثبت عنده بخبر من يصدقه أو بغير ذلك من الأدلة أنه مسكر علم تحريمه ,وكذلك سائر ما
3
يقع الشك فى اندراجه تحت قضية كلية من الأنواع والأعيان مع العلم بحكم تلك القضية كتنازع
3فيه هل هو من الناس فى النرد والشطرنج هل هما من الميسر أم ال ,وتنازعهم فى النبيذ المتنازع
3والعتاق هل هو داخل فى قوله {قد فرض اهلل 3فى الحلف بالنذر والطالق الخمر أم ال ,وتنازعهم
3فى قوله {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} هل هو الزوج أو لكم تحلة أيمانكم} أم ال وتنازعهم
الولى المستقل وأمثال ذلك .
3فيه محرم ولم يعلم أن وقد يحتاج االستدالل إلى مقدمتين لمن لم يعلم أن النبيذ المسكر المتنازع
3يعلمهذا المعين مسكر فهو ال يعلم أنه محرم حتى يعلم أنه مسكر ,ويعلم أن كل مسكر حرام ,وقد
أن هذا مسكر ويعلم أن كل مسكر خمر لكن لم يعلم أن النبى صلى اهلل عليه وسلم حرم الخمر
لقرب عهده بالإسالم أو لنشأته بين جهال أو زنادقة يشكون فى ذلك أو يعلم أن النبى صلى اهلل
عليه وسلم قال :كل مسكر حرام أو يعلم أن هذا خمر وأن النبى حرم الخمر لكن لم يعلم أن محمدا
رسول اهلل أو لم يعلم أنه حرمها على جميع المؤمنين بل ظن أنه أباحها لبعض الناس ؛فظن أنه
3هذا النبيذ
3للتداوى أو غير ذلك ؛فهذا ال يكفيه فى العلم بتحريم
منهم كمن ظن أنه أباح شربها
المسكر تحريما عاما إال أن يعلم أنه مسكر وأنه خمر وأن النبى صلى اهلل عليه وسلم حرم كل
3أو للتلذذ 3عاما لم يبحه للتداوى مسكر ,وأنه رسول اهلل حقا فما حرمه حرمه اهلل وأنه حرمه تحريما
...
والمقصود أن قولكم أن الدليل الذى هو القياس ال يكون إال جزئين فقط إن أردتم لفظين فقط وإن
ما زاد على لفظين فهو أدلة ال دليل واحد لأن ذلك اللفظ الموصوف بصفات تحتاج كل صفة إلى
دليل .
قيل لكم وكذلك يمكن أن يقال فى اللفظين هما دليالن ال دليل واحد ؛فإن كل مقدمة تحتاج إلى دليل
3العدد باثنين دون ما زاد تحكم ال معنى له؛ فإنه إذا كان المقصود قد يحصل ,وحينئذ فتخصيص
3ال يحصل إال بثالثة أو بأربعة وأكثر فجعل الجاعل بلفظ مفرد وقد ال يحصل إال بلفظين وقد
اللفظين هما الأصل الواجب دون ما زاد وما نقص ,وأن الزائد إن كان فى المطلوب جعل مطالب
متعددة ,وإن كان فى الدليل تذكر مقدمات جعل ذلك فى تقدير أقيسة متعددة تحكم محض ليس هو
أولى من أن يقال بل الأصل فى المطلوب أن يكون واحدا ودليله جزاء واحدا فإذا زاد المطلوب
على ذلك جعل مطلوبين أو ثالثة أو أربعة بحسب داللته ,وهذا إذا قيل فهو أحسن من قولهم لأن
اسم الدليل مفرد فيجعل معناه مفردا والقياس هو الدليل .
العقالء لمن قال إنه ال بد في كل علم نظري من مقدمتين ال يستغنى عنهما وال يحتاج الى أكثر منهما كما يقوله من
يقوله من المنطقيين .الرد على المنطقيين ()110
3يحصل بواحد وإذا قدر باثنين ولفظ القياس يقتضى التقدير كما يقال قست هذا بهذا ,والتقدير
3
وثالثة يكون تقديرين وثالثة ال تقديرا واحدا ؛فتكون تلك التقديرات أقيسة ال قياسا واحدا فجعلهم
ما زاد على االثنين من المقدمات فى معنى أقيسة متعددة وما نقص عن االثنين نصف قياس تام؛
اصطالح محض ال يرجع الى معنى معقول كما فرقوا بين الصفات الذاتية والعرضية الالزمة
3بمثل هذا التحكم .للماهية والوجود
3إلى حقيقة موجودة وال أمر معقول بل وحينئذ فيعلم أن القوم لم يرجعوا فيما سموه حدا وبرهانا
إلى اصطالح ...
مجموع الفتاوى ( )170|9والرد على المنطقيين ()167
ب -ثم إنهم لما علموا أن الدليل قد يحتاج إلى مقدمات وتكفي فيه مقدمة واحدة قالوا ربما أدرج
3أو صحيح كبيان المقدمتين في القياس قول زائد أى مقدمة ثالثة على مقدمتين لغرض فاسد
ويسمونه المركب قالوا ومضمونه أقيسة متعددة سيقت لبيان أكثر من مطلوب واحد إال أن
المطلوب منها بالذات ليس إال واحدا قالوا وربما حذفت إحدى المقدمات أما للعلم بها أو لغرض
.3 فاسد وقسموا المركب مفصول وموصول
فيقال هذا اعتراف منكم بأن من المطالب ما يحتاج إلى مقدمات ,وما يكفى فيه مقدمة واحدة ثم
قلتم إن ذلك الذى يحتاج إلى مقدمات هو فى معنى أقيسة متعددة فيقال لكم :إذا ادعيتم أن الذى
البد منه إنما هو قياس واحد مشتمل على مقدمتين وأن ما زاد على ذلك هو فى معنى أقيسة .
3إن الذى ال بد منه هو مقدمة واحدة وأن ما زاد على كل قياس لبيان مقدمة من المقدمات فقولوا
تلك المقدمة من المقدمات ؛فإنما هو لبيان تلك المقدمة ,وهذا أقرب إلى معقول ؛فإنه إذا لم يعلم
3عليه وهو ثبوت الخبر للمبتدأ أو المحمول ثبوت الصفة للموصوف وهو ثبوت الحكم للمحكوم
3ال بد منه هو مقدمة واحدة وما زاد على ذلك فقد 3إال بوسط بينهما هو الدليل فالذى للموضوع
يحتاج إليه وقد ال يحتاج إليه .
وأما دعوى الحاجة إلى القياس الذي هو المقدمتان لالحتياج إلى ذلك فى بعض المطالب فهو
كدعوى االحتياج فى بعضها إلى ثالث مقدمات وأربع وخمس لالحتياج إلى ذلك فى بعض
المطالب ,وليس تقدير عدد بأولى من عدد.
وما يذكرونه من حذف إحدى المقدمتين لوضوحها أو لتغليط يوجد مثله فى حذف الثالثة والرابعة
ومن احتج على مسألة بمقدمة ال تكفى وحدها لبيان المطلوب أو مقدمتين أو ثالثة ال تكفى طولب
بالتمام الذى تحصل به كفاية ...
مجموع الفتاوى ()178|9
3الحكمج -وما بين لك أن المقدمة الواحدة قد تكفى فى حصول المطلوب أن الدليل هو ما يستلزم
3للأوسط واألوسط للثالث ثبت أن الأول المدلول عليه كما تقدم بيانه ,ولما كان الحد الأول مستلزما
3الدليل 3الالزم الزم ؛فإن الحكم الزم من لوازم 3ملزوم والزم مستلزم للثالث ؛فإن ملزوم الملزوم
,لكن لم يعرف لزومه إياه إال بوسط بينهما فالوسط ما يقرن بقولك ألنه .وهذا مما ذكره المنطقيون
3وردوا بذلك 3وأن منها ما يكون بين اللزوم وابن سينا وغيره؛ ذكروا الصفات الالزمة للموصوف
3بخالف 3بين الذاتى والالزم للماهية بأن الالزم ما افتقر إلى وسط على من فرق من أصحابهم
3عند 3والوسط الذاتى فقالوا له كثير من الصفات الالزمة ال تفتقر إلى وسط وهى البينة اللزوم
هؤالء هو الدليل .
مجموع الفتاوى ( )179|9والرد على المنطقيين ()189
3
الحادي والثالثون :الدليل والبرهان هو اللزوم
3الدليل للمدلول وما ذكروه فى وما تقسيمهم إلى األنواع الثالثة فكلها تعود إلى ما ذكر فى استلزام
3
, 3وكذلك االستثنائى يمكن تصويره بصورة االقترانى 3يمكن تصويره بصورة االستثنائى االقترانى
3األمر الى معنى واحد وهو مادة الدليل والمادة ال تعلم من صورة القياس الذى ذكروه بل ؛فيعود
3لهذا علم الداللة سواء صورت بصورة قياس أو لن من عرف المادة بحيث يعلم أن هذا مستلزم
تصور ,وسواء عبر عنها بعباراتهما و بغيرها بل العبارات التى صقلتها عقول المسلمين وألسنتهم
خير من عباراتهم بكثير كثير .
3هذا لهذا وهذا لهذا ؛كما ذكر وهذا بعينه هو االستثنائى المؤلف من و االقترانى كله يعود إلى لزوم
المتصل والمنفصل .
3الذى هو المقدم وهو الشرط على ثبوت 3المتصل استدالل باللزوم بثبوت اللزوم فإن الشرطى
الالزم الذى هو التالى وهو الجزاء أو بانتفاء الالزم وهو التالي الذى هو الجزاء على انتفاء
الملزوم الذى هو المقدم وهو الشرط .
, 3وقد يسميه أيضا الجدليون وأما الشرطي المنفصل وهو الذى يسميه الأصوليون السبر والتقسيم
3؛فمضمونه االستدالل بثبوت أحد النقيضين على انتفاء اآلخر وبانتفائه على ثبوته التقسيم والترديد
,و أقسامه أربعة ولهذا كان فى مانعة الجمع والخلو االستثناءات الأربعة وهو أنه إن ثبت هذا
انتفى نقيضه وكذا اآلخر ,وإن انتفى هذا ثبت نقيضه وكذا الآخر ,ومانعة الجمع االستدالل يثبوت
أحد الضدين على انتفاء اآلخر والأمران متنافيان ومانعة الخلو فيها تناقض لزوم والنقيضان ال
3الشيء وعدمه يرتفعان فمنعت الخلو منهما ,ولكن جزاءها وجود شيء وعدم آخر ليس هو وجود
3شيء وعدم آخر قد يكون أحدهما الزما لآلخر وإن كانا ال يرتفعان لأن ارتفاعهما يقتضى ووجود
3شيء وعدمه معا . ارتفاع وجود
وبالجملة ما من شيء إال وله الزم ال يوجد بدونه وله مناف مضاد لوجوده فيستدل عليه بثبوت
3على انتفائه بوجود منافيه ويستدل بانتفاء منافيه على ملزومه وعلى انتفائه بانتفاء الزمه ,ويستدل
3جميعا ,وهذا 3الأمر فيهما ؛فلم يمكن عدمهما جميعا كما لم يمكن وجودها وجوده إذا انحصر
3والزمها ,وإذا تصورته الفطرة عبرت عنه االستدالل يحصل من العلم بأحوال الشيء وملزومها
3الأدلة ال يختص شيء من ذلك بالصورة التى بأنواع من العبارات وصورته فى أنواع صور
ذكروها فى القياس فضال عما سموه البرهان؛ فإن البرهان شرطوا له مادة معينة وهى القضايا
3من الأوليات ما سموه وهميات وما سموه مشهورات وحكم الفطرة بهما ال 3وأخرجوا التى ذكروها
سيما بما سموه وهميات أعظم من حكمها بكثير من اليقينيات التي جعلوها مواد البرهان .
مجموع الفتاوى ()193|9
3إلى المقصود وكلما كان 3إلى المطلوب والموصل وقال :فكذلك الدليل والبرهان هوالمرشد
مستلزما لغيره ؛فإنه يمكن أن يستدل به عليه ,ولهذا قيل الدليل ما يكون النظر الصحيح فيه
موصال إلى علم أو ظن .
3أن كل ما كان مستلزم لغيره بحيث يكون ملزوما له؛ فإنه يكون دليال عليه وبرهانا له فالمقصود
3عدميا فأبدا الدليل ملزوم للمدلول عليهسواء كانا وجوديين أو عدميين أو أحدهما وجوديا واآلخر
والمدلول الزم للدليل ...
والمقصود هنا أن المطلوب هو العلم والطريق إليه هو الدليل ؛فمن عرف دليل مطلوبه عرف
3يعرف مطلوبه سواء نظمه بقياسهم أم ال ,ومن لم يعرف دليله لم ينفعه قياسهم وال يقال أن قياسهم
3؛فإن حقيقة قياسهم 3؛فإن هذا إنما يقوله جاهل ال يعرف حقيقة قياسهم صحيح األدلة من فاسدها
ليس فيه إال شكل الدليل وصورته
3ما يتعرض له بنفي وال إثبات ,وإنما هذا 3لمدلوله فهذا ليس فى قياسهم وأما كون المعين مستلزما
3بيان صحة شىء من المقدمات بحسب علمه بالمقدمات التى اشتمل عليها الدليل وليس فى قياسهم
3وإنما يتكلمون فى هذا إذا تكلموا فى مواد القياس وهو الكالم فى المقدمات من جهة ما وال فسادها
يصدق بها وكالمهم فى هذا فيه خطأ كثير كما نبه عليه فى موضع آخر .
والمقصود هنا أن الحقيقة المعتبرة فى كل برهان ودليل فى العالم هو اللزوم فمن عرف أن هذا
3معنى هذا اللفظ بل من 3وال تصور 3على الالزم وإن لم يذكر لفظ اللزوم الزم لهذا استدل بالملزوم
عرف أن كذا البد له من كذا أو أنه إذا كان كذا كان كذا وأمثال هذا ؛فقد علم اللزوم كما يعرف أن
3آية هلل فإنه مفتقر إليه محتاج إليه البد له من محدث كما قال تعالى{ أم خلقوا من كل ما فى الوجود
غير شىء أم هم الخالقون} قال جبير بن مطعم :لما سمعت هذه االية أحسست بفؤادى قد
انصدع .
3يقول أخلقوا من غير خالق خلقهم فهذا ممتنع فى بدائه العقول أم خلقوا فإن هذا تقسيم حاصر
أنفسهم فهذا أشد امتناعا فعلم أن لهم خالقا خلقهم.
وهو سبحانه ذكر الدليل بصيغة استفهام الإنكار ليبن أن هذه القضية التى استدل بها فطرية بديهية
3حادث بدون مستقرة فى النفوس ال يمكن لأحد إنكارها فال يمكن صحيح الفطرة أن يدعى وجود
محدث أحدثه وال يمكنه أن يقول هذا أحدث نفسه ,وكثير من النظار يسلك طريقا فى االستدالل
على المطلوب ويقول ال يوصل إلى مطلوب إال بهذا الطريق وال يكون الأمر كما قاله فى النفى
3؛فإن المطلوب كلما كان الناس إلى معرفته أحوج يسر اهلل وإن كان مصيبا فى صحة ذلك الطريق
على عقول الناس معرفة أدلته ؛فأدلة إثبات الصانع وتوحيده وأعالم النبوة وأدلتها كثيرة جدا
3الناس فى معرفتها كثيرة . وطرق
مجموع الفتاوى ( )213|9والرد على المنطقيين ()252
3على كلي 3وليس من باب االستدالل بجزئي االستقراء من باب اللزوم
3فتكون قد حكمت على القدر قال :وأما االستقراء فإنما يكون يقينيا إذا كان استقراء تاما وحينئذ
المشترك بما وجدته في جميع الأفراد وهذا ليس استدالال يجزئى على كلى وال بخاص على عام
بل استدالل بأحد المتالزمين على الآخر ؛فإن وجود ذلك الحكم في كل فرد من أفراد الكلى العام
يوجب أن يكون الزما لذلك الكلى العام .
3ذلك والدليل ال بد أن يكون فقولهم إن هذا استدالل بخاص جزئي على عام كلي ليس بحق وكيف
3الدليل مع عدم المدلول عليه ولم يكن المدلول الزما له لم يكن ملزوما للمدلول ؛فإنه لو جاز وجود
إذا علمنا ثبوت ذلك الدليل نعلم ثبوت المدلول معه إذا علمنا أنه تارة يكون معه وتارة ال يكون
معه فإنا إذا علمنا ذلك ثم قلنا إنه معه دائما كنا قد جمعنا بين النقيضين ,وهذا اللزوم الذي نذكره
3كانت
3أقوى وأتم وأظهر هنا يحصل به االستدالل بأي وجه حصل اللزوم ,وكلما كان اللزوم
.3الداللة أقوى وأتم وأظهر
الرد على المنطقيين ()202
تم بحمد اهلل