You are on page 1of 26

‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫د د‬ ‫د‬ ‫الدف اررر ال لسغو ي‬


‫ي في كستاَدب سيبويه ‪ -‬دسار س‬
‫سةة في استقرائه واصطلحاه وعلله‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬صاَلح كاَظم عجيل‬
‫كلية التربية الساَسية‪ /‬جاَمعة باَبل‬
‫‪The Linguistic Avoidance in the Book of Sibawaih – A Study in its Analysis,‬‬
‫‪Concept, and Justifications‬‬
‫)‪Assist. Prof. Saleh Khadim Ujail (Ph.D.‬‬
‫‪College of Basic Education / University of Babylon‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The Book of Sibawaih was and is considered an indispensible source in the study of‬‬
‫‪Arabic, and the rules of eloquence, its traditions, the changes that take place in its‬‬
‫‪vocabularies, the justifications of its structure transformations, the recognition of the‬‬
‫‪influence of various factors and the identifying of the intentions and connotations. Avoidance‬‬
‫‪is one of the linguistic phenomena in the Book: phonetic, morphological, grammatical, and‬‬
‫‪connotative used by the linguists to straighten what is deviate, elongate what is short, and to‬‬
‫‪justify what the eloquent Arab orator replaces, changes, omits, and vocalizes purposefully.‬‬
‫‪They say on his behalf that he avoids speaking in a certain way using another and avoids this‬‬
‫‪expression employing another. Further, they put for what is left some reasons and for what is‬‬
‫‪used some rules.‬‬
‫المقدمة‬
‫يعد كتاب سيبويه كان ومازال معين ا ل ينضب في دراسة ظواهر العربية‪ ،‬واستقصاء لغة الفصحاء‪ ،‬وتقعيد ضوابطها‪،‬‬
‫إواحكام أقيستها‪ ،‬وتعليل ما يط أر على مفرداتها من تغويراتا‪ ،‬وتأويل ما يحدث لتراكيبها من تحفوولتا‪ ،‬ومعرفففة أثففر العوامففل فففي‬
‫المعمولتا‪ ،‬ورصد علل الحركاتا والسكناتا‪ ،‬والتمييز بين المعرباتا والمبنياتا‪ ،‬وتحري المقاصد والدللتا؛ حتى تبوين لراكبففه‬
‫أون في كثيره تأملتا وفي بعضه تمحلتا‪.‬‬
‫ففك فرة الف فرار فففي الكتففاب واحففدةة مففن ظ فواهره اللغوويففة‪ :‬الصففوتوية والص فرفوية والنحوويففة والدللويففة الففتي تص فوورها اللغويففون؛‬
‫طففرد لففديهم مففا قننففوه‪ ،‬فأضفففوا بظلل آرائهففم علففى العربففي الفصففيح وكففأننه ييبففدل وييقلففب وييحففذف‬ ‫ليسففتقم عنففدهم مففا قعففدوه‪ ،‬ولي و‬
‫وييسسففكن عففن قصففد ووعففي‪ ،‬فتكلم فوا بلسففانه علففى أينففه يف ف رر مففن هففذا النطففق ويلجففأ إلففى غي فره‪ ،‬ويك فره هففذا التعففبير فيجنففح عنففه‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وجعلوا للما فنر إليه أحكاماا‪.‬‬ ‫ورصدوا للما فنر منه عل ا‬
‫ب البحفير متحرويفا هفذه الفكفرة ففي كتفاب سفيبويه؛ لن فه منجفم العربيفة ومعفدنها‪ ،‬ومقنفن اللغفة وظواهرهفا‪،‬‬ ‫فحاولتا أسن أركف ي‬
‫ي بمفا يقارب أربعيفن مفورداا‪ ،‬أحصفيتها‪ ،‬وقفد تفبوين أون ما ييففور منفه وييف رر إليفه يشفتغل‬
‫تا سيبويه قفد ذكفر فكفرة الففرار اللغفو و‬‫فوجد ي‬
‫على مستوياتا اللغة الربعة‪.‬‬
‫ظر لفكفرة الففرار مففن حيفث أسفاليب‬‫تا فيها فكرةي البحث ومنهجيته‪ ،‬وتمهيدد ن و‬ ‫تا أسن يأقسم البحث على مقدمدة بوين ي‬
‫وقد آثر ي‬
‫تا لكفلل علففة مفن عللهففا‬
‫ث تعريفا لها نظفون أنففه أحفاط بجزئياتهففا وحيثياتهففا‪ ،‬وسففتة مطفالب جعلف ي‬
‫التعبير عنها إلى أسن وضع البح ي‬
‫ص فا‬
‫أو سبب من أسبابها مطلباا‪ ،‬واتخذتا منهجا أسن أذكر العلةي وحقيقيتها ‪-‬وقد وضعنا لبعض العلل تعريفا ‪ -‬ومففن ثيفوم أذكففر ن و‬
‫ف به حقيقة هذه العلة وكيف يوظفتا في فكرة الفرار‪ ،‬وأشهر الموارد اللغووية المكتنفة لهففا‬ ‫من كتاب سيبويه بوصفه شاهدا أص ي‬
‫ب مسألةا واحدةا لكلل علدة أعرضها تحليلا وتفصي ا‬
‫ل‪.‬‬ ‫وقاسمها المشترك العلة نفسها‪ ،‬وأخي ار انتخ ي‬
‫تا مطففالب العلففل‬ ‫تا تقسففيم البحففث بحسففب المسففتوياتا اللغوويففة وآثففر ي‬ ‫وهنففاك مففا ل ب فند مففن أسن ننففوه بففه‪ ،‬وهففو أونففي ترك ف ي‬
‫د‬
‫ي علفى نحفو أعم مومفا عرضفناه‪،‬‬ ‫والسباب؛ لنن البحث ل يسمح أن يكون مستوياتا‪ ،‬ولو أنن الفكفرة ايسفتقريتا ففي تراثنفا اللغفو و‬
‫ضفلتا منهجيفة المسفتوياتا حينئفدذ لسفعة الموضفوع‪ ،‬ومفا اختيفاري للكتفاب إل لد ارسفة جفذور‬ ‫ولم تقتصر علفى كتفاب سفيبويه؛ لف و‬
‫تا بعض العلل في غير الكتاب إحاطة بالموضوع واستقصااء لحقيقته‪.‬‬
‫الفكرة وتحري مظانها الولى ومع ذلك تحري ي‬

‫‪112‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫التمهيد‬
‫الفرار لغةة‪ً:‬‬
‫ل ل‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫ب‪ ،‬يويريجفةل فيفروةر وفيفرورةة وفيفنرار‬
‫ب مفن يش سيء خفايفه‪ ،‬في نر ييففرر فف يارارا‪ :‬يهفير ي‬ ‫فييرير‪ :‬الفيفرر بالفتسفح والفف يارير باليكسسفلر‪ :‬النريوغفان يواسلهيفير ي‬
‫ف بالمصدسر‪ ،‬يفاسليوالحيد يواسليجسمعي لفيله يسيواةء)‪.(1‬‬ ‫ص ة‬ ‫يغسيير يك ناردر‪ ،‬وفيرر يو س‬
‫الفرار اصطلحاةاَ‪ً:‬‬
‫لم يسولط الباحثون الضوء على فكرة الففرار بوصفها ظفاهرةا لغوويفاة؛ ليحطفوا بحقيقتهفا ومفن ثيفنم يضفعون لهفا تعريففاا‪ ،‬فبفدا‬
‫لي أسن اضطلع بهذه المهمففة‪ ،‬وهففي بفضففل ال ف وملنففه )ظففاهرة تصوورهاَ اللغويون حاين يهرب فيهاَ العربططي الفصططيح مططن نططط ق‬
‫ق‬
‫ق رملبس؛ٍ فيأمن معه‪ ،‬أو قبيقح؛ٍ فيتجنبه‪ ،‬أو كلقم طويططقل؛ٍ فيختصططره‪ ،‬أو يجططري‬ ‫يستثقله؛ٍ فيلجأ إلى ماَ يستخفه‪ ،‬أو من نط ق‬
‫ي إلى صنعته أو يجنرح عنهاَ(‪.‬‬
‫فيهاَ اللغو و‬
‫ي‪ ،‬ففالفرار ففي اللغفة هفو الهفروب علفى نحفو عفام‪،‬‬
‫والذي يلحظ المعنى الصطلحوي يجده ل يخرج عن معناها اللغفو و‬
‫أما في الصطلحا فهروب من النطق بطائفة من المفرداتا أو التراكيب العربية‪ ،‬ولكن الفانر من النطق اثنان‪:‬‬
‫أحادهماَ‪ ً:‬العربي الفصيح من وجهة نظر اللغويين‪.‬‬
‫ي المقنن لقواعد العربوية من وجهة نظر الباَحاث‪.‬‬ ‫والخر‪ ً:‬اللغو و‬
‫ي حيفن‬
‫وهذا الجنوحا عن النطفق والففرار منفه‪ ،‬لفه عللفه الفتي تسفووغّ للعربفي العفدول عنفه وفق ا لتصفووراتا اللغفويين‪ ،‬وللغفو و‬
‫يلجأ إلى ما ألزم به نفسه من صناعة‪ ،‬وقد ضومنا هذه العلل في التعريف‪.‬‬
‫طرائق التعبير عنهاَ في الكتاَب وغيره‪ً:‬‬
‫أورد سففيبويه مصففاديق هففذه الظففاهرة فففي كتففابه متفرقف فاة وفففي مف فوارد لغوويففة موزعففة بيففن المبففاحث الصففوتوية والصف فرفوية‬
‫والنحوويففة والدللويففة‪ ،‬إل أنن مصففاديقها متباينففة بيففن هففذه المبففاحث‪ ،‬فأكثرهففا وجففودا فففي الجففانب الصف فرفوي‪ ،‬ومففن ثف فنم الجففانب‬
‫ي‪ ،‬والجانب الدللي وأقلها مصداق ا في الجانب الصوتوي‪.‬‬ ‫النحو و‬
‫عوبر سيبويه عنها بمفادة الفعفل "ففنر" ومشفتقاته‪" :‬يف رر" و"فف ار ارا"‪ ،‬وعوبفر اللغويفون مفن بعفده بمفادة الفعفل "هفرب" ومشفتقاته‬
‫صففياا"‪ ،‬ويمكففن أسن تكففون هنالففك‬
‫وهففو المعنففى اللغففوي ل فف"ف فور"‪ ،‬وعوبففروا أيض فا بمففادة"خففاف" ومشففتقاتها‪ ،‬وعوبففروا أخي ف ار بلفظففة "تف و‬
‫أسففاليب أيخففر فففي التعففبير عففن فك فرة الموضففوع‪ ،‬وكففثي ار مففا نجففد مفهففوم الك ارهففة بأسففاليبه المختلفففة وتص فريف مففادته )ك فره يك فره‬
‫مكروها وكراهاة( في سياق التعبير عن فكرة الفرار موما يدرل – بحسب استعمالتا اللغويين للمصطلحين‪-‬على شيئين‪:‬‬
‫أحادهماَ‪ ً:‬أننهما من المصطلحاتا المترادفة‪ ،‬يقوم أحدهما مقام الخر في التعبير عن المفهفوم‪ ،‬بدللفة أنن كفثي ار مفن مصفاديقها‬
‫ترود مع مادة "كره" ومشفتقاتها مفن دون مفادة "ف ور" ومشفتقاتها ولعفل أبرزهفا قضفوية "ك ارهفة تفوالي المثفال" ومسفألة "ك ارهفة التقفاء‬
‫الساكنين"‪ ،‬إذ يعوبرون بالفرار والمعنى واحد "ف ار ار من توالي المثال" و"فف ار ار مفن إلتقفاء الساكنين" فتأديفة المصفطلحين للتعفبير‬
‫عن المفهوم نفسه جعلنا نحتمل ترادفهما‪.‬‬
‫والخر‪ ً:‬أنن الكراهة حكم والفرار وسيلة تخلص موما كفره نطقفه‪ ،‬فيعفبرون أسن تفوالي المثفال مكففروه؛ لففذا يففرون منففه إلفى القلفب‬
‫أو الحذف أو العلل‪ ،‬قال اللوسوي‪) :‬ف ار ار من كراهة التكرار( فالفرار مففن الك ارهفة وليفس مرادفف ا لفه‪ ،‬وأرى أون ففي هفذا الفرأي‬
‫تكمن حقيقة الفكرة ومضمونها‪ ،‬ومن ثيوم فالفرار هو فرار من الك ارهففة إلفى ظفواهر لغوويففة عففدة فففي حقيقتهفا وسفائل تخلفص مومفا‬
‫كره نطقه‪.‬‬

‫ب التية‪:‬‬ ‫ل‬
‫وموما يمكن أسن نورده مصداق ا لما يذكر السالي ي‬

‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬لسان العرب‪ 50 / 5 :‬مادة )فييرير( وتاج العروس‪ 311 /13 :‬مادة )فرر(‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫أوةل‪ ً:‬ماَدة "فسور" ومشتقاَتهاَ‪.‬‬


‫مادة "فيور" بصفيغة الماضفي‪ ،‬قفال سفيبويه‪) :‬وقفد ييبنفى على لفعلدن لكفثر العفدد‪ ،‬وذلفك‪ :‬قفوةز قيف ازةن‪ ،‬وثيفوةر وثيف ارةن‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ونظيره من غير هذا الباب يوجةذ ووجيذاةن‪ ،‬فلنما يبنفي عليفه مفا لفم يعتفل فلروا إليه كمفا لزمفوا اللفعفايل ففي يسودط وثيفودب()‪.(1‬‬
‫تا بجاريفة ففارهين؛ لنفك ل تسفتطيع‬ ‫تا علفى الشفتم ]‪ [...‬عنفدي يغلم وقفد أتيف ي‬
‫)وان شفئتا نصفب ي‬
‫ي‪ ،‬قال‪ :‬إ‬
‫وفي مورد نحو و‬
‫أن تجعل فارهين صفة للول واللخر ]‪ [...‬فيجعل نصب ا كأننه قال‪ :‬عندي عبد ال وقد أتيتا بأخيه فارهين ]‪ [...‬وفرروا‬
‫تا بجارية إلى النصب‪ ،‬كماَ فرروا إليه في قولهم‪ :‬فيها قائم ا رجةل()‪.(1‬‬
‫من الحااَلة في عندي غلةم ويأتي ي‬
‫مادة "فينر" بصيغة المضارع "يفورون" و"يف وروا" بثبوتا النون وحذفها‪ ،‬وضفمير الجماعفة يعفود إلفى العفرب الفصفحاء‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قال سفيبويه‪) :‬وتقفول مثفل جلعلفدع‪ :‬رددةد‪ ،‬ولفم تفودغم في الخفرة كمفا لفم تفعفل ذلفك ففي ردد‪ ،‬ففتركوا الحفرف علفى أصله‬
‫لنهم يرجعون إلى مثل ما يفورون منه‪ ،‬فيففدعون الحففرف علففى الصففل‪ ،‬وتقففول فففي مثففل خلفنفدة‪ :‬رددنفةة‪ ،‬ل تففدغم؛ لنن‬
‫الحفرف ليس ممفا يصل إليفه التحريفك‪ ،‬فإنمفا هفو بمنزلفة رددتا()‪ .(2‬وففي مفورد آخر‪ ،‬قال‪ ):‬ففالميم ل تفودغم ففي البفاء‪،‬‬
‫وذلك قولك‪ :‬أكرم به؛ لنهم يقلبون النون ميما في قولهم‪ :‬العنبر ومن بدا لك‪ ،‬فلنما وقع مع الباء الحففرف الففذي يفررون‬
‫إليه من النون لم يغيروه؛ وجعلوه بمنزلففة النفون‪ ،‬إذ كانفا حرففي غنفدة‪ ،‬وأمففا الدغفام ففي الميففم فنحفو قففولهم‪ :‬اصفحمط ارا‪،‬‬
‫تريد‪ :‬اصحب مط ارا‪ ،‬مودغم()‪.(3‬‬
‫مادة "فينر" بصيغة المصدر "ف ار ارا"‪ ،‬والمصدر أكثر الصيغ ورودا للتعففبير عففن الظففاهرة قففال‪) :‬فإذا أردتا بنففاء أكففثر‬ ‫‪.3‬‬
‫ق‪ ،‬وبنوهمففا علففى فيعفلل دف ار ارة من فررعوقل‪ ،‬كففأننهم أرادوا أن يكلسففروهما علففى‬ ‫العففدد قلففتا فففي الففدار‪ :‬يدوةر‪ ،‬وفففي السففاق‪ :‬يسففو ة‬
‫ي‬
‫ق فيهييميز كراهية الواوين والضمة في الواو( ‪ .‬وفي مورد نحو و‬ ‫فييعودل كما كوسروهما على أفيعدل‪ ،‬وقد قال بعضهم‪ :‬يسؤُو ة‬
‫)‪(4‬‬

‫آخر‪ ،‬قال‪) :‬ولو حيسن أن تقول‪ :‬فيها قائةم لجاز فيها قائم رجةل‪ ،‬ل على الصفة‪ ،‬ولكنه كأنه لما قال فيها قائم‪ ،‬قيل له‬
‫يمن هو؟ وما هو؟ فقال‪ :‬رجفل أو عبفد الف‪ ،‬وقفد يجفوز علفى ضفعفه‪ ،‬ويحمفل هفذا النصفب على جفواز فيهفا رجفةل قائمفاا‪،‬‬
‫وصار حين أوخر وجه الكلم‪ ،‬ف ار ار من القبح()‪.(5‬‬
‫ي‪،‬‬‫ثاَنويةاَ‪ ً:‬وظف اللغويون غير سففيبويه لفظة "هرب" ومشتقاَتهاَ بوصفففها المعنففى المفرادف لفف"ففور" فففي التعففبير عففن الففرار اللغففو و‬
‫ي للهروب هو الفرار‪ ،‬والفرار هو الهروب‪ ،‬ولم ترد هذه اللفظة في الكتاب‪ ،‬وقد اكتففى سففيبويه بفف"ففور" ومشففتقاتها‬ ‫والمعنى اللغو و‬
‫في توظيف مفهوم الظاهرة‪ ،‬ويمكن أسن نذكرها بإيجاز وعلى النحو التي‪:‬‬
‫ي المفبورد‪ ،‬قفال‪ [...]) :‬ي إولانيمففا يجايز يذلففك؛ ل ي‬
‫لن اسلفيواو‬ ‫‪ .1‬لفظ المصدر "هرباا" أقدم من ذكره وييراد بفه مضفمون الففرار اللغففو و‬
‫يواسليفاء يل ينفصلن للينهي يل لبحرف يوالحد فصارتا بليمسنلزيلة يما يهيو لفي اسليكليمة فأسكنتا النلم هرباَة مفن الكسفرة يكقيسولفك لففي‬
‫علم عسلم يولفي يفخذ فسخذ()‪ .(1‬وتوالى استعماله من بعده)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الكتاب‪.349 / 3:‬‬


‫)‪ (1‬الكتاب‪.58 /2 :‬‬
‫)‪ (2‬المصدر نفسه‪.428 /4 :‬‬
‫)‪ (3‬المصدر نفسه‪.447 /4 :‬‬
‫)‪ (4‬المصدر نفسه‪.591 /3 :‬‬
‫)‪ (5‬المصدر نفسه‪.2/122 :‬‬
‫)‪ (1‬المقتضب‪.133 /2:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الخصائص‪ 57 /3:‬وسر صناعة العراب‪ 375 /2:‬والمفصل‪ 494:‬وأسرار العربية‪ 248 :‬والممتع الكبير في‬
‫التصريف‪.217:‬‬

‫‪114‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫‪ .2‬لفففظ الفعليففن‪ :‬الماضففي والمضففارع مففع واو الجماعففة "هرب فوا"‪ ،‬و"يهربففون"‪ ،‬قففال ابففن جنففي‪ [...] ):‬فيعففود الكلم مففن‬
‫ي‪) :‬وكثي ار ما يهربون من هذا الثقل()‪.(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الشكال واللبس إلى ما هربوا منه‪ ،‬فتركوا ذلك لذلك( ‪ .‬وقال المراد و‬
‫ثاَلثةاَ‪ ً:‬وظففف اللغويففون لفظة "خطاَف" ومشطتقاَتهاَ علففى أنهففا معنففى مرادف فا لمفهففوم الف فرار مففع أنن الف فرار لغ فاة غيففر الخففوف‪ ،‬بففل‬
‫الفرار قد يكون سببا من أسباب الخفوف‪ ،‬وكمفا تفبوين ذلفك مفع مفهفوم الك ارهفة الملزم ذكفره للففرار‪ ،‬إل أنن واقفع الحفال وطبيعفة‬
‫ي ويمكن أسن نعرضه باختصار وعلى النحو التي‪:‬‬ ‫استعمال لفظة "خاف" تعوبر عن فكرة الفرار اللغو و‬
‫‪ .1‬لفظ الفعفل الماضي مفع واو الجماعفة‪ ،‬ومفن دونهفا‪ ،‬وواو الجماعفة تعفود إلفى العفرب الفصحاء بتصفوراتا اللغفويين‪،‬‬
‫ف حيفن خاف اسلتبفايس‬ ‫يقول سيبويه في "رويدك"‪) :‬لون يريوسييد تقع للواحد والجميفع‪ ،‬والفنذكر والينفثى‪ ،‬فلإنمفا يأدخفل الكفا ي‬
‫تا لإلى عبد‬ ‫يمسن ييعني بمن ل يعني( ‪ ،‬وقال ابن الس راج في النسبة إلى المركب تركيب ا إضافوياا‪ ) :‬تقويل لإذا يأضف ي‬
‫)‪(5‬‬

‫ف يمنفالفري يفأمفا‬ ‫س‪ :‬امرئري فلإن خافوا اللبس نسفبوا إلى مفا ليفس فيفله فقفالوا في‪ :‬عبفلد منفا د‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي إولالى امرئ اليقي ل‬ ‫س‪:‬يعبد ر‬ ‫القي ل‬
‫ي‪ :‬وقيففد ييركبففوين لمف فين‬ ‫ي ويك ارلعف فري وتقففويل فففي أيبففي بكف فلر بففن كلدب‪ :‬يبسكففر ر‬
‫ابففن يكف فراع وابففن الرزبيف فلر فل يجففويز إل‪ :‬يزبيف فلر ر‬
‫ي فففي يعبفلد‬ ‫س ويعسبفيدلر ر‬‫السففميلن المضففاف أيحففدهما لإلففى الخفلر اسفاما لإذا خففافوا اللبفيس فيقولففوين‪ :‬يعسبيشففمري فففي يعبففد يشففم د‬
‫الدالر ولييس بقيا د‬
‫س()‪.(1‬‬
‫ي‪ ،‬قال في أحد موارده‪:‬‬
‫ي رضي الدين الستراباذ و‬
‫‪ .2‬لفظ المصدر"خوفاا" وظفه كثي ار في التعبير عن مفهوم الفرار اللغو و‬
‫)‪(2‬‬
‫) إوانما لم يقلب التنوين عند سيبويه ألف ا بعد قلب التاء هاء خوف ا من اللبس( ‪ .‬وفي م وارد آخر خوف ا من التباس‬
‫المثنى بالمفرد)‪ ،(3‬وغيره أيض ا خوف ا من اجتماع همزتين)‪ (4‬ومصاديقه كثيرة‪.‬‬
‫‪ .3‬ورد في كتاب سيبويه بلفظ "مخافة" قال‪ ):‬وأما النفيان والغثيان فإنما دعاهم إلى التحريك أن بعدها سففاكنان فحركفوا‬
‫كما حركوا رميا وغزوا‪ ،‬وكرهوا الحذف مخاَفة اللتباَس‪ ،‬فيصير كأنه فعاةل من غير بناتا الياء والواو()‪.(5‬‬
‫صففي فففي اللغففة التخلوففص‪ ،‬قففال ابففن‬
‫صيةاَ" للتعففبير عففن فكفرة الموضففوع‪ ،‬والتف و‬
‫ي لفظة "تف و‬‫رابعةاَ‪ ً:‬اسففتعمل رضففي الففدين السففتراباذ و‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫منظور‪ ):‬وتيفي ن ل‬
‫ص( ‪.‬‬ ‫صى مين النشسيء‪ :‬تييخل ي‬
‫)‪(6‬‬

‫يعني تخلص ا من أو‬ ‫)‪(7‬‬


‫صيا من استثقال ياء بعد ضمة لو بقيتا كذلك(‬
‫وقد وظفها الرضي بصيغة المصدر فقط )وتيفي ل‬
‫ص يففتيم‪ ،‬وفففي الم فوارد نفسففها "خففاف ومشففتقاتها"‬
‫صففياا" ن ف و‬
‫ص الرضففي هففذا بلفظففة "تف و‬‫خوف ف ا مففن أو ف ف ار ار إلففى أو هرب ف ا إلففى‪ ،‬ون ف و‬
‫رصدنا تعبير "حذ ار من اللتباس")‪ (8‬وهو عين ما ييراد منها‪.‬‬

‫ي‪ً:‬‬
‫أسباَب الفرار اللغو و‬

‫)‪ (3‬سور صناعة العراب‪.343 /2:‬‬


‫)‪ (4‬الجنى الداني في حروف المعاني‪.460:‬‬
‫)‪ (5‬الكتاب‪.1/244:‬‬
‫)‪ (1‬الصول في النحو‪.69 /3:‬‬
‫)‪ (2‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬الرضي الستراباذي‪.289 /2:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.229 /2:‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.259 /2:‬‬
‫)‪ (5‬الكتاب‪.388 /4:‬‬
‫)‪ (6‬لسان العرب‪.156 /15:‬‬
‫)‪ (7‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬الرضي الستراباذي‪.289 /2:‬‬
‫)‪ (8‬ينظر‪ :‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬الرضي الستراباذي‪ 301 /2:‬وهمع الهوامع‪.312 /3:‬‬

‫‪115‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ي نشأ مع نشأتها وتطوور مع تطورها وتعوقد مع تكولفها إلفى أسن صففار أصفلا مففن‬ ‫التعليل أصل من أصول التفكير اللغو و‬
‫تا عليهففا النظرويففة اللغوويففة العربويففة الففى جنففب السففماع والقيففاس‪ ،‬أولففع اللغوويففون بففه فغلففب علففى تفكيرهففم‪،‬‬
‫بيففن ثلثففة أصففول يبنيف س‬
‫ولهميته وسطوته أفردوا له يكيتبا يتعنى به وبتفصيلته‪.‬‬
‫تا علفةا اعتباطيفةا )واعتللتا النحفويين على ضفربين‪ :‬ضفرب منهفا هفو‬ ‫فل بود لكلل معلودل مفن علفدة أوجبتفه إواول صفار س‬
‫المؤُدي إلى كلم العرب كقولنا‪ :‬كل فاعففل مرففوع‪ ،‬وضففرب آخفر يسففمى علفة العلففة‪ ،‬مثففل أسن يقولفوا‪ :‬لفيم صفار الفاعففل مرفواعفا‬
‫والمفعففول بففه منصففوب ا ]‪ [...‬وهففذا ليففس يكسففبنا أسن نتكلففم كمففا تكلمففتا العففرب‪ ،‬إوانمففا تسففتخرج منففه حكمتهففا فففي الصففول الففتي‬
‫وضعتها()‪.(1‬‬
‫اعتمد الخليل وسيبويه في استنباط العلل على مفا تيوقنففاه مفن سففلمة ذوق العففرب ورهافففة حسفهم‪ ،‬وحبهففم للتخفيفف مففن‬
‫الثقففل‪ ،‬وسففعيهم إلففى يحسففن الكلم تخلوص ف ا مففن قففبيحه ورديئففه وضففعيفه ومحففاله‪ ،‬فففوقر فففي نفسففهما حكمففة العففرب فففي لغتهففا‪،‬‬
‫فحففاولوا أسن يتووخ فوا هففذه الحكمففة بمففا يتفففق مففع واقففع اللغففة‪ ،‬فلففم نعففدم مففن أنن سففيبويه قففد انتقففد اللغففويين حينمففا أخضففعوا اللغففة‬
‫لصنعتهم وحملوها ما ل تطيق)‪ ،(2‬فعقد باب ا في كتابه بعنوان ما اسيتكرهه النحوويون‪ ،‬وهو قبيح فوضعوا الكليم فيه على غير‬
‫ما وضعتا العرب)‪.(3‬‬
‫ي ظاهرة ل بند لها من أسباب‪ ،‬فلم ييفور من مفردة إلى غيرها‪ ،‬ومن تركيب إلى آخر إول لسبب دفعه إليففه‪،‬‬
‫فالفرار اللغو و‬
‫وقد رصودنا للفرار أربع علل وسببين ل ينهضنا علة‪:‬‬
‫أ وما العلل الربعة فثلثة منها من كتفاب سففيبويه أوجبهففا اسفتقراء كلم العففرب مففن وجهفة نظفر اللغففويين‪ ،‬والرابعفة مفن‬
‫غير الكتاب‪.‬‬
‫ي‪ ،‬والخفر مفن غيفر الكتفاب ل ينهفض علفاة‪،‬‬ ‫أوما السببان فأحدهما من الكتاب أيضاا‪ ،‬وقد فرضه أصفول التفكيفر اللغفو و‬
‫فرضه شعور اللغويين بتعسف صنعتهم‪ ،‬وقد ذكرنا العلة الرابعة والسفبب الثفاني مفن غيفر الكتفاب إحاطفاة مفن البحفث بأسفباب‬
‫الفرار واستقصائه‪ ،‬أما العلل التي أوجبها استقراء كلم العرب في الكتاب فهي على النحو التي‪:‬‬
‫المطلب الول‬
‫الفرار من الثوسقل إلى خفته‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وثييقفل الحمففل علفى ظهفره‪ ،‬ومعففادن مجازويففة‪ ،‬أشففهرها ثييقفل سففمعي‪،‬‬
‫مففادة ثييقفل لهفا معففادن حقيقيفة‪ ،‬أشفهرها ثييقفل الشفيء ثق ا‬
‫ي )تا ‪1‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وثييقل علوي كلمك ‪ ،‬وقد ذكرتا كتب التعريفاتا التلزم بين الثقل والخفة بمعناهما الحقيقي‪ ،‬قال عبد الرؤُوف المناو و‬
‫‪031‬ه(‪) :‬والثقيل والخفيف يستعملن على وجهين أحدهما على سفبيل المضفايفة وهفو أن ل يقال لشيء ثقيفل أو خفيفف إل‬
‫باعتبففاره بغي فره‪ ،‬ولهففذا يصففح للشففيء الواحففد أن يقففال خفيففف إذا اعتففبر لففه مففا هففو أثقففل منففه‪ ،‬وثقيففل إذا اعتففبر مففا هففو أخففف‬
‫منه()‪.(2‬‬
‫ي )تا ‪1093‬ه( معنفى الثقفل في الكلمفاتا ولكفن بمعناهفا الجفدلوي الفلسففوي وليفس علفة الثقفل الفتي‬ ‫وذكر أبو البقاء الكففو و‬
‫تيففوجب الف فرار إلففى الخفففة‪ ،‬قففال‪) :‬والثقيففل مففن اسليكليمففاتا‪ :‬يمففا كففثرتا مففدلولته ولففوزامه كالفعففل‪ ،‬في فلإن مففدلولته اسليحففدث يوالنزيمففان‪،‬‬
‫صررف يوغير يذللك()‪.(3‬‬ ‫ل‬
‫ولوازمه اسليفاعل يواسليمسفيعول يوالتن ي‬

‫)‪ (1‬الصول في النحو‪.35 /1:‬‬


‫)‪ (2‬النحو العربوي العلة النحووية‪ :‬نشأتها وتطورها‪ ،‬د‪.‬مازن المبارك‪.65:‬‬
‫)‪ (3‬يينظر‪ :‬الكتاب‪.334 /1:‬‬
‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬أساس البلغة‪.111-110 /1 :‬‬
‫)‪ (2‬التوقيف على مهماتا التعاريف‪.116 :‬‬
‫)‪ (3‬الكلياتا‪.324 :‬‬

‫‪116‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ل‪ ،‬والحرف لفي اسليكليمة شودده‪ ،‬ويعلى فيلن ش و‬


‫ق يعليسيفه‬ ‫ووريد في المعجم الوسيط معنى التضعيف والمشقة )"ثوقله" جعله ثقي ا‬
‫ل()‪.(4‬‬
‫وما يعنينا من الثقل المعنى المجازي ثقل الكلم‪ ،‬ويمكن أنن نصطلح على علة الثقل بأرنهاَ علةة لغوويةة حاين يش ل‬
‫ق على‬
‫المتكلم نطقاَة معينةاَ؛ٍ فيفور إلى ماَ يستخفه من اللفظ؛ٍ فتوجب ظواهر لغوويةة‪ ،‬منهاَ العلل والبدال والدغاَم والقلب والحاذف‬
‫وغيرهاَ‪.‬‬
‫ومن المصاديق العملوية لهذه العلة الموجبة لفرار المتكلففم إلفى مفا يسففتخفه‪ ،‬وتخريجفاتا اللغففويين لهفا قفول سففيبويه‪) :‬وفففي‬
‫ي‪ ،‬إوانم ففا منعهففم م ففن اليففاء إذا كففانتا مبدل ففة اسططتثقاَلة لظهارهففا أنهففم لففم يكونف فوا ليظهروهففا إلففى مففا‬
‫رجففل اس ففمه رحففى‪ :‬رح ففو ر‬
‫يستخلفون‪ ،‬إنما كانوا يظهرونها إلى توالي الياءاتا والحركاتا وكسرتها‪ ،‬فيصير قريب ا من أميي؛ فلم يكونوا ليرردوا الياء إلفى مفا‬
‫يسططتثقلون إذ كففانتا معتلنففة مبدلففة ف ف ار ار مومففا يسططتثقلون قبففل أسن يضففاف السففم‪ ،‬فكره فوا أن يففرردوا حرف ف ا قففد اسططتثقلوه قبففل أسن‬
‫يضيفوا إلى السم في الضافة()‪.(1‬‬
‫وال لفرار من الثقل إلى خفته له مصاديق كفثيرة ففي مسفتوياتا اللغفة وففي مسائل متفرقفة أكفثر مفا يسفوجل لها مفن حضفور‬
‫في المستويين‪ :‬الصوتوي والصرفوي‪ ،‬ويمكن أن نذكر أشهر مسائلها‪:‬‬
‫‪ .1‬اجتماع المثال وتواليها)‪.(2‬‬
‫‪ .2‬تقارب الصواتا المتفقة مخرج ا أو صفةا)‪.(3‬‬
‫‪ .3‬إلتقاء الساكنين والتخلص منهما)‪.(4‬‬
‫ب)‪.(5‬‬‫‪ .4‬الجمع بين الجمع والنس ي‬
‫ل )‪(6‬‬
‫ف؛ لنها أخ ر‬
‫ف الحركاتا ‪.‬‬ ‫‪ .5‬فتح همزة للم التعري ل‬
‫ت" و"ودد" و"دعودان"‬
‫الدغاَم الشاَذ في "س د‬
‫يمكن أسن ننتخب مسألةي ما أدغم شاذا وكيف فينر العربوي إلى ما يسفتخفه ففي هفذا الدغفام ولفم يطوفرد في العربيفة‪ ،‬قال‬
‫طرد‪) :‬فمن ذلك س ر‬
‫تا‪ ،‬إوانما أصففلها سففدةس ]‪ [...‬فكرهفوا إدغففام‬ ‫سيبويه في باب ما كان شاذا موما خوففوا على ألسنتهم وليس بم و‬
‫الدال فيزداد الحرف سيناا‪ ،‬فتلتقي السيناتا‪ ،‬ولم تكن السين لتودغم في الدال لما ذكرتا لك‪ ،‬فأبدلوا مكان السين أشبه الحففروف‬
‫تا‪ ،‬ثم أدغفم الفدال‬ ‫بها من موضع الدال‪ ،‬لئل يصيروا إلى أثقل موماَ فلروا منه إذا أودغمفوا‪ ،‬وذلفك الحفرف التفاء‪ ،‬كفأنه قفال سفد ة‬
‫في التاء ]‪.[...‬‬
‫ومن ذلك قولهم‪" :‬ورد"‪ ،‬إواونما أصيله يوتلةد‪ ،‬وهفي الحجازيفة الجيفدة‪ ،‬ولكفن بنفي تميفم أسفكنوا التاء كمفا قفالوا في فيلخفدذ فيسخفةذ‬
‫طففدا ويوتسففداا‪ ،‬وكففان الجففود عنففدهم تلفيدةا ولطفيداة‪ ،‬إذ‬
‫ففأدغموا‪ ،‬ولفم يكففن هففذا مطففردا لمففا ذكففرتا لففك مففن اللتبففاس‪ ،‬حففتى تجشففموا يو س‬
‫كانوا يتجشمون البيان‪.‬‬

‫)‪ (4‬المعجم الوسيط‪.98 /1:‬‬


‫)‪ (1‬الكتاب‪.342 /3:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬شرحا الكافية الشافية‪.129 /1:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد والمسالك بشرحا ألفية ابن مالك‪.1620 /3:‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬الممتع الكبير في التصريف‪.217 :‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬اللباب في علل البناء والعراب‪.193 /2:‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪:‬المصدر نفسه‪.155 /2:‬‬

‫‪117‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ومومففا بوين فوا فيففه قففولهم‪ :‬لعتسفيداةن‪ ،‬وقففال بعضففهم‪ :‬لعتسفيداةن ف ار ارة من هذا‪ ،‬وقففد قففالوا‪ :‬لع فوداةن شففبهوه بف ف “ويد"‪ ،‬وقلومففا تقففع فففي‬
‫كلمهم ساكنة‪ ،‬يعني التاء في كلمدة قبل الدال‪ ،‬لما فيه من الثقل‪ ،‬فإونما يفلرون بهاَ إلى موضع تتحفرك فيفه‪ ،‬فهفذا شاوذ مشفوبه‬
‫بما ليس مثله نحو يهتدي ويقتدي()‪.(1‬‬
‫فففإذا اجتمففع حرفففان متقاربففان فإومففا أسن يكونففا فففي كلمففتين أو فففي كلمففة واحففدة‪ ،‬فففإن كانففا فففي كلمففتين نحففو‪ :‬يم فسن لمسثلففك‬
‫فيودغم أحيدهما في الخر‪ ،‬ول يحدث لبس؛ لننهما ففي معفرض النفكفاك‪ ،‬فبالنفكففاك يعفرف أصفل كفل واحففد منهمففا‪ ،‬إوان كانفا‬
‫طفيد ‪ :‬أي أحكفم‪ ،‬ووتيفيد‪ :‬أي ضففرب اليولتففد‪ ،‬وكففذا ففي‬ ‫في كلمة واحدة ‪ :‬فإن تحركا ويألبففس الدغفايم ل يجففوز أسن يفودغم كمففا ففي يو ي‬
‫السم‪ ،‬نحو يوتلدد‪ ،‬إوان لم ييسلبس جاز الدغام نحو انزنميل لفي تييزنميل؛ لنن افننعل ‪ -‬بتضعيف الفاء والعين ‪ -‬ليس من أبنيتهم‪ ،‬بل‬
‫ب‪ ،‬إوان كففان تقاربهمففا كففاملا فجففاز‬ ‫ض فير ي‬ ‫ل يجففئ إل وقففد أيودغففم فففي فففائه تففاء تيفينع فيل كففاتننرك وانزنم فيل‪ ،‬ومففن ثففم ل تقففول‪ :‬اقن ي‬
‫ط فيع وا ن‬
‫طدا ولعتسفيدادن‬ ‫طيد ييلطيد يو س‬
‫الظهار نظ ار إلى اللتباس بالدغام‪ ،‬وجاز الدغام نظ ار إلى شدة التقارب‪ ،‬وذلك نحو وتييد يتليد وستدا يويو ي‬
‫في جمع يعيتودد ومنهم من يودغم التاء في الدال فيقول وتييد يتليد وودا ويعيتودا ولعندانا)‪.(2‬‬
‫ويظهر موما تقودم أنن اللفاظ مدار البحث يجوز فيها أمران‪:‬‬
‫صه المتقدم ذكره ‪ -‬نظف ار لعلففة اللتبففاس؛ لونففه‬
‫أوةل‪ ً:‬الظهاَر‪ ،‬جاز الظهار ‪-‬وقد اصطلح عليه سيبويه )البيان( في ن و‬
‫يؤُودي إلى التباس الصول وتداخلها‪ ،‬فيظفون أونفه مفن إدغفام المثليفن؛ فييشفك في أصفله هل "وود" مفن "ود د" أو مفن "و تا د" ؟‬
‫تا" هل هو من "س د س"‬ ‫ي‪ ،‬وابن منظور لفظة "وود" في الصلين المذكورين‪ ،‬وكذلك إلتبس أصل "س ر‬ ‫ومن هنا وضع الجوهر و‬
‫‪ ‬‬ ‫الصلين المذكور‪‬ين)‪.(1‬‬ ‫لفظة "وود" في ‪‬‬ ‫ي‪ ،‬وابن منظور‪ ،‬والفيروزآبادي ‪‬‬ ‫أو من "س تا تا"؟ ومن ثينم وضع الجوهر و‬
‫‪          ‬‬
‫التداخل أيض ا بين "ع تا د" و "ع ‪‬د د" في قوله تعالى‪        :‬‬ ‫‪‬وقد وقع ‪‬‬
‫‪                            ‬‬
‫‪                     ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪       ‬‬
‫‪]   ‬يوسف‪ [31:‬وقد وضع ابن منظور هذا اللفظ في الصلين المذكورين )‪ ،(2‬فخوف ا من اللتباس والتداخل تجشموا‬
‫‪‬‬
‫طداا" و"لعتسيدان"‪.‬‬
‫"يوستداا" و" يو س‬
‫طففرد فففي العربيففة علتففه الف فرار مومففا يسففتثقل‬
‫ثاَنيةاَ‪ ً:‬الدغاَم‪ ً:‬يجففوز الدغففام خوف ف ا مففن الثقففل إوان كففان إدغام ف ا شففاذا لففم ي و‬
‫نطقه‪ ،‬فاستثقلوا في "لعستدان" اجتماع التفاء السفاكنة مفع الففدال؛ للتقفارب الففذي بينهمففا حتنفى كأنهمففا لمثلن‪ ،‬ليففس بينهمفا حفاجز‪،‬‬
‫ضففا "يوتل فةد" لي نمففا سففكنتا التففاء فففي لغففة بنففي تميففم‪ ،‬اجتمعففتا التففاء سففاكنة مففع الففدال‪ ،‬فاسففتثقلوا ذلففك كمففا اسففتثقلوا فففي‬
‫وكففذلك أي ا‬
‫"لعتسففدادن")‪ ،(3‬والعلففة الصففوتوية سفووغتا هففذا الدغففام بيففن التففاء والففدال نظف ار لشفودة التقففارب بيففن مخرجففي الصففوتين‪ ،‬واتفاقهمففا فففي‬
‫تا" و"لعودان"‪.‬‬‫صفة الهمس‪ ،‬فقالوا‪" :‬ورد" و"س ر‬
‫ص مهم قاله سيبويه تقودم ذكره أظرن أون خللا وقع فيه وهو‪:‬‬ ‫ويبدو لي أسن أقف على ن و‬
‫)ومما بوينوا فيه قولهم‪ :‬لعتسيداةن‪ ،‬وقاَل بعضهم‪ ً:‬دعتتسداةن ف ار ارة من هذا‪ ،‬وقد قالوا‪ :‬لعوداةن شبهوه بف"ويد"(‪.‬‬
‫ل أرى معنى لقوله‪) :‬وقاَل بعضهم‪ ً:‬دعتتسداةن ف ار ارة من هذا( هل يفررون من لعستدان الى لعستدان؟ ل فائدة من أن ييفور من‬
‫ص تصففحيفا أو تحريففا‬‫ل مثففل هففذا الففرار‪ ،‬فالظفاهر ‪-‬والف العففالم‪ -‬أن خطفأا وقففد وقففع ففي النف و‬ ‫لفففظ الفى مففثيله‪ ،‬بففل ل ييقبففل عق ا‬
‫ل لهذا المشكل عسى أسن يكون أحدها هو الصواب‪:‬‬
‫يمكن أن نقودم حلو ا‬

‫)‪ (1‬الكتاب‪.482 /4:‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬رضي الدين‪.268-267 /3:‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪:‬تداخل الصول اللغوية وأثره في بناء المعجم‪ ،‬عبد الرزاق بن فراج الصاعدي‪.720-2/719:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.513-512 /1 :‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الممتع الكبير في التصريف‪.453:‬‬

‫‪118‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫أوةل‪" ً:‬لعتس فيدان" فففي قففوله‪) :‬وقططاَل بعضططهم‪ ً:‬دعتتططسداةن فطط ار ارة مططن هططذا( هففو "لع فودان" المودغمففة شففذوذا للتخفيففف والظففاهر أنن‬
‫ص سففيبويه بعففد التصففويب )وممففا بوين فوا فيففه قففولهم‪:‬‬ ‫ل‬
‫الناسففخ أو المحقففق قففد ظ فون نقطففتي التففاء شففدةا فأثبتهففا "عتس فيدان" فيكففون ن ف و‬
‫لعتسيداةن‪ ،‬وقاَل بعضهم‪ ً:‬دعوداةن ف ار ارة من هذا‪ ،‬وقد قالوا‪ :‬لعوداةن شبهوه بف"ويد"(‪.‬‬
‫وهذا هو موطن الشاهد في المسألة "لعتسيدان" مع ثقلها فيهفا إظهفار التفاء والفدال‪ ،‬وقفال بعضفهم‪ :‬لعفودان بالدغفام الشفاذ‬
‫ف ف ار ار مففن لعستففدان الثقيلففة علففى اللسففان‪ ،‬ومومففا يووكففد صففحة هففذا ال فرأي أنن ابففن الس فراج عنففدما ذكففر المسففألة ذكرهففا كمففا أوردهففا‬
‫سيبويه إل أننه أسقط العبارة محل الشك‪ ،‬قال‪) :‬وموما بويينوا فيله "لعتسيداةن" ويقد قالوا‪" :‬لعوداةن" شبهوهي بف"ويد"()‪.(1‬‬
‫ثاَنيططةاَ‪" ً:‬لعست ففدان" ف ففي ق ففوله‪) :‬وقططاَل بعضططهم‪ ً:‬دعتتططسداةن فطط ار ارة مططن هططذا ( هففو "يعتيففد" جم ففع يعتيففود‪ ،‬وق ففد ذك ففر ه ففذا المعن ففى‬
‫ي فففي المففورد نفسففه إدغففام الشففاذ‪ ،‬قففال‪) :‬ومففن الدغففام الشففاذ ]‪ [...‬لع فودان فففي لعستففدان‪ .‬وقففال بعضففهم يعتفيفد ف ف ار ار مففن‬ ‫الزمخشففر و‬
‫صففل‪ ،‬قففال‪ ):‬وأومففا لعستففدان فهففو جمففع عتففود وهففو الففتيس‪ ،‬وفيففه‬ ‫ي فففي شففرحه للمف و‬ ‫ضففح ابففن يعيففش قففول الزمخشففر و‬
‫)‪(2‬‬
‫هففذا( ‪ .‬وقففد و و‬
‫لغتان‪ :‬لعستدان ولعودان‪ ،‬فأوما لعودان فشاذ كشذوذ "وود" في "وتد" ]‪ [...‬وقال بعضهم يعتيفد ففي جمفع عتفود على حفود رسفول ويريسفل‬
‫ف ار ار من الدغام في لعودان()‪.(3‬‬
‫والظفاهر ‪-‬والف أعلفم‪ -‬أسن تحريفف ا وقفع بيفن "يعتيفد" و"لعستفدان" وهنفاك احتمففالين‪ :‬أحادهماَ‪ ً:‬أنن سففيبويه نصفب "يعتيفداا" ففي‬
‫صه )وقاَل بعضهم‪ ً:‬عتداة ف ار ارة من هذا( وهو وجه جائز في العربوية بعد القفول إل أن الناسفخ أشفبع التنفوين نطقف ا فكتبفه نونف ا‬ ‫ن و‬
‫فصار "عتدان"‪.‬‬
‫والخر‪ ً:‬احتمففال ل يخلففو مففن ضففعف؛ لضففعف السففلوب حينفدذ ومثففل هففذا السففلوب ل يمكففن أسن ننسففبه إلففى سففيبويه‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وهففو أنن اللففف والنففون فففي لعتسفيدان همففا "أون" حففرف التوكيففد‬
‫ومففع ذلففك يبقففى وجهف ا محتملا علففى ضففعفه يمكففن أسن يكففون ح ا‬
‫صففه )وقففال بعضهم‪ ً:‬رعترططد‬
‫صه )وقال بعضهم‪ ً:‬رعرتد أرن ف ار ارة من هذا( أو "إسن" مكسففورة الهم فزة سففاكنة النففون‪ ،‬فيكففون ن و‬
‫فيكون ن و‬
‫ي إن كان ف ار ارا‪.‬‬
‫إتن ف ار ارة من هذا( وتوجيهه النحو و‬
‫وموما تجدر الشارة إليه أوني لم أعثر في معجماتا اللغة على من قال‪ :‬إنن يعتود جمعها يعيتد‪ ،‬وما يسمع مففن أنن عتففود‬
‫جمعها لعودان وأعتليدة)‪.(1‬‬
‫أومففا يعتيففد فجمففع عتيففد‪ ،‬قففال الخليففل‪) :‬والعتي فيد‪ :‬الوشففييء اليميع فرد‪ ،‬يأعتيفسدناه‪ ،‬أي‪ :‬أعففددناه لم فدر إن حففزب‪ ،‬وجمعففه‪ :‬يعتيفةد‪،‬‬
‫وأيسعلتدة()‪ ،(2‬ويعتيةد جمع عتاد أيضاا‪ ،‬قال أحمد ابن فارس‪) :‬يويجسمعي اسليعيتالد يعتيةد يوأيسعتليدةة()‪.(3‬‬
‫ي‪) :‬يوسفمعتا أييبفا بكففر ا سللييفالدي‬ ‫ويعتيفةد ويعتفةد بفتفح التففاء وكسففرها صففةة للففرس وليففس صففةا ول جمعف ا للمعففز‪ ،‬قفال الزهففر و‬
‫ل‬
‫ييقيفول‪ :‬يسفلمعتا شفم ار ييقيفول‪ :‬ففرةس يعتلفةد ويعتيفةد‪ :‬يميعفرد يمسعتيفةد؛ وهمفا لييغتيفالن‪ .‬يوقيفايل اسبفن الوسفكيتا‪ :‬ففرةس يعتلفد ويعتيفد يويهفيو النشفديد التفاوم‬
‫اليخسلق اليميعود للجري()‪.(4‬‬
‫والظففاهر أون الففذي دفففع ابففن يعيففش الففى أسن يقففول‪ :‬يعتيفةد جمففع يعتفيفود حملففه علففى يريسففل جمففع يريسففول‪ ،‬ول أرى ضفوي ار مففن‬
‫جمعففه هففذا الجمففع؛ لنن أعتففدة جمففع مشففترك لف ف “عتيففد وعتففاد وعتففود"‪ ،‬ويعتيفةد‪ :‬جمففع مشففترك لف ف “عتففاد وعتيففد" فلمففاذا ل يص فوح‬
‫لقسيمهم الثالث "عتود" وقد ذكر ابن يعيش له نظي ارا؟‬
‫المطلب الثاَني‬

‫)‪ (1‬الصول في النحو‪.432 /3:‬‬


‫صل في صنعة العراب‪.556:‬‬‫‪ (2‬المف و‬
‫)‬

‫صل‪.10/103:‬‬‫‪ (3‬شرحا المف و‬


‫)‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪.116 /2:‬‬


‫)‪ (2‬العين‪.2/29:‬‬
‫)‪ (3‬مقاييس اللغة‪.216 /4:‬‬
‫)‪ (4‬تهذيب اللغة‪.2/116:‬‬

‫‪119‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫الفرار من اللبس إلى أمنه‪.‬‬


‫اللغاتا تنظر إلى أمن اللبس بوصفه غايةا ل يمكن التفريط فيها؛ لنن اللغة الملبسة ل تصلح للفهم والفهام)‪ ،(1‬واللغة‬
‫وسففيلة تواصففل اجتمففاعي ل يمكففن أن تكففون ملبس فةا إوال انتفففى تواصففلها ومففن ثيفيم اجتماعيتهففا‪ ،‬فل يعوبففر بهففا النففاطقون عففن‬
‫أغراضهم‪.‬‬
‫ومففا دامففتا المبففاني الص فرفية والففتراكيب النحوويففة تعوبففر عففن معففادن فل ب فود مففن أن يكففون أمففن اللبففس قائم ف ا فففي المبففاني‬
‫ي وذاك)‪.(2‬‬ ‫والتراكيب من طريق القيم الخلفوية التي تتكفل بالتمييز بين هذا المبنى الصرفوي وذاك‪ ،‬وبين هذا المعنى النحو و‬
‫استعمل سيبويه مصطلح اللبس للدللة على الغموض الناشئ عفن وجفود لففظ يحتمفل أكفثر مفن معنفى أو تركيفب يفؤُدي‬
‫إلفى تعدد المعنفى وغموضفه)‪ ،(3‬قال‪) :‬ول يبفدأ بما يكون فيفه اللب يس‪ ،‬وهفو النك رة يأل تفرى أنفك لو قلفتا‪ :‬كان إنسان حليم ا أو‬
‫تا تيسلبفيس؛ لنففه ل ييسففتنيكير أن يكففوين فففي الففدنيا إنسففاةن هكففذا‪ ،‬فكرهفوا أسن ييسبفيدءوا بمففا فيففه انللبففس وييجعلفوا‬
‫كففان رجففل منطلقفاا‪ ،‬كنف ي‬
‫المعرفة خب ار لما يكون فيه هذا اللبيس()‪.(4‬‬
‫وقد عقد المبورد باب ا للما تتبع فيه ألففف الندبففة غيرهففا‪ ،‬وعلففة هفذا البففاب الففرار مففن اللبففس‪ ،‬قفال‪) :‬يهفيذا يبفاب يمفا تكفون ألفف‬
‫الندبة يتابليعة لفيله ليغسيريها لف ياراار من اللوسبس يبين اسليمذكر والمؤُنث يويبين اللثسينسيلن يواسلجمع()‪.(5‬‬
‫ومن مصاديق إزالة اللبس ففي اسفتقراء سفيبويه مفا عوبفر عنفه بفالفرار مفن اللبفس إلى مفا يضفمن عفدمه ‪ -‬إوان لم يصفرحا‬
‫بلففظ اللتبفاس ‪ -‬ففي بفاب مفا ضفوعفتا فيفه العيفن واللم‪ ،‬قفال‪) :‬وذلفك نحفو‪ :‬ذرحفرحا‪ ،‬وحلبلدب‪ ،‬وسفرطراط ]‪ [...‬يفدلك على‬
‫ذلك قفولهم‪ :‬ذ ارةحا‪ ،‬فكمفا ضاعفوا الفراء كفذلك ضاعفوا الفراء والحفاء‪ ،‬وقفالوا الحلب‪ ،‬إوانمفا يعنفون الحلبلب‪ ،‬وكفذلك على ذلفك‬
‫قولهم‪ :‬صمامح وب ارره‪ ،‬فلو كانتا بمنزلة سفرجدل لم يكسففروها للجمفع‪ ،‬ولفم يحففذفوا منهففا؛ لنهففم يكرهففون أن يحففذفوا مفا هفو مففن‬
‫نفس الحرف أل تراهم لم يفعلوا ذلك ببناَت الخمسة وفوروا إلى غير ذلك حاين أرادوا أن يجمعوا‪ ،‬وقولهم سرط ارطة دليفةل؛ لنفه‬
‫ليس في الكلم سفرجاةل‪ ،‬وأدخلوا اللف ههنا كما أدخلوها في حلبلدب()‪.(1‬‬
‫فأمن اللبس مظهر من مظاهر التخفيف في العربية؛ لننه يعطفي المتكلفم حرويفة في صفوغّ الفتراكيب واللففاظ مفع التنفبيه‬
‫علفى أ نن أمففن اللبففس فففي العربيففة يتمثففل فففي المسففتوى الفصففيح المعففرب مففن كلم العففرب الففذين يسففتعملون اللغففة اسففتعمال فنيف ا‬
‫مقصودا منه المواءمة بين المبنى والمعنى)‪.(2‬‬
‫ي ومففن ثيفنم‬
‫والففرار مففن اللبففس إلففى أمنففه لففه وقففائع عملويففة كففثيرة فففي مسففائل العربويففة وأكففثر مففا يتجلففى فففي المسففتوى النحففو و‬
‫الصرفي‪ ،‬ويمكن أسن نذكر بعض مسائله‪:‬‬
‫‪ .1‬اللبس في موارد البدل والمبدل منه)‪.(3‬‬
‫‪ .2‬اللبس بين المذكر والمؤُنث والمثنى والجمع)‪.(4‬‬
‫‪ .3‬اللبس فيما ييوجب العتلل وما ييوجب التصحيح)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬اللغة العربية معناها ومبناها‪.233:‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.146:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬العربية والغموض‪.116:‬‬
‫)‪ (4‬الكتاب‪.1/48:‬‬
‫)‪ (5‬المقتضب‪.4/247:‬‬
‫)‪ (1‬الكتاب‪.4/327 :‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬نظروية التعليل في النحو العربي بين القدماء والمحدثين‪ ،‬د‪.‬حسن خميس الملخ‪.130:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الصول في النحو‪.2/46:‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬المقتضب‪.4/274:‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬إيجاز التعريف في علم التصريف‪.175:‬‬

‫‪120‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫‪ .4‬اللبس في المنسوب بغيره‪ ،‬واللبس في الجمع بغيره)‪.(6‬‬


‫دللة الكاَف في "رويدك"‬
‫يمكفن أسن ننتخفب مسفألية دللفة الكفاف في "رويفدك" شاهدا علفى علفة اللبس وكيفف يفؤُمن منفه حيفن يلتبفس المفراد مفن‬
‫"رويد" التي يشترك فيها المفرد والجمع والمذكر والمؤُنث‪ ،‬وقبل دللتها ل بند من أسن نذكر مواضع "رويد" الربعة وأوجهها)‪:(1‬‬
‫الوجه الول‪ :‬أن يكون اسيم فعدل؛ لننه وقع موقع فعل المر‪ ،‬وهو مبني‪.‬‬
‫الوجه الثاَني‪ ً:‬أن يكون مصد ارا‪ ،‬وهو على قسمين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن يكون مفرداا‪ ،‬نحو قولك‪ :‬رويدا يفا زيففد‪ ،‬ورويففدا عمف ار يففا زيفد‪،‬‬
‫ب زيدد‪.‬‬
‫ضسر ي‬
‫د‬
‫والخر‪ :‬أسن يكون مضافاا‪ ،‬نحو‪ :‬روييد زيد‪ ،‬بمنزلة قولك‪ :‬ي‬
‫ل‪ ،‬وذلك إذا حذفتا الموصوف‪ ،‬فتقول‪ :‬ساروا رويداا‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الوجه الثاَلث‪ ً:‬أن يكون حا ا‬
‫الوجه الرابع‪ :‬أن يكون صفة فيعرب‪ ،‬نحو‪ :‬ساروا سي ار رويداا‪.‬‬
‫فالوجه الول من أوجه "روييد" اسيم فعلل أمدر مبني على الفتح تتصل بهففا الكفاف‪ ،‬قفال سفيبويه‪) :‬واعلففم أن يريوسيفدا يتلحقهفا‬
‫ف وهففي ففي موضففع لاسفعفسل‪ ،‬وذلفك كقولفك‪ :‬رويففدك زيففداا‪ ،‬ورويففدكم زيففداا‪ ،‬وهفذه الكفاف الففتي لحقفتا رويففدا إونمففا لحقفتا لتيفبنيين‬
‫الكففا ي‬
‫ص()‪.(2‬‬ ‫ب المخصو ي‬ ‫طي‬‫المخا ي‬
‫فعلففل سففيبويه ومففن تففابعه إلحففاق هففذه الكففاف فففي "رويففد"؛ لنهففا تلتبففس بغيرهففا‪ ،‬قففال‪) :‬لون يريوسي فيد تقففع للواحففد والجميففع‪،‬‬
‫س سمططتن سيعنططي بمططن ل يعنططي‪ ،‬إوانمففا حففذيفها فففي النول اسففتغناء بعلففم‬ ‫والف فنذكر والينففثى‪ ،‬فلإنمففا يأدخففل الكففا ي‬
‫ف حايططن خططاَف اتلتبططاَ س‬
‫ب أونه ل ييعني غييره()‪.(3‬‬ ‫المخاط ي‬
‫فقد تبوين أنن دخول الكاف على "روييد" فرار من اللبس بين المخاطب وغيره‪ ،‬ولم يكتف سيبويه بإيضاحه‪ ،‬بففل حففاول أسن‬
‫ق الكففاف كقولففك‪ :‬يففا فلين‪ ،‬للنريجففل حتفنفى ييسقبلفيل عليففك‪،‬‬‫يقففرب دللففة الخطففاب فففي "رويففدك" و"رويففدكم" بأمثلففة أخففر‪ ،‬قففال‪) :‬فليحففا ي‬
‫تا يفا فلين حيففن قلفتا‪ :‬أنففتا يتفيعفيل؛ اسفتغنااء‬ ‫صفت ا لفك‪ ،‬فففترك ي‬‫وتريكهفا كقولففك للرجفل‪ :‬أنفتا يتفعفيل‪ ،‬إذا كففان مسقلبل عليفك بففوجهه مسن ل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بلإقبالله عليفك‪ ،‬وقفد تقفول أيض اا‪ :‬يريوسيفيديك‪ ،‬لمفن ل ييخفاف أسن ييلتبفيس بسفواه توكيفداا‪ ،‬كمفا تقفول للمقبلفل عليفك اليمسنصفتا لفك‪ :‬أنف ي‬
‫تا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يتفعيل ذاك يا فلين‪ ،‬توكيداا()‪.(4‬‬
‫فالذي ييلحظ على قياس سيبويه أننه احتكم إلى سياق الحال في التباس الخطاب من عدمه‪ ،‬فتقففول لرجفدل "رويفدك" وقفد‬
‫ل من دون ذكر اسمه بف"أنتا تفعل" إذا كففان مقبلا عليففك منصففت ا‬
‫أقبل عليك وهو يعي جيدا أن الحديث معه‪ ،‬كما تخاطب رج ا‬
‫لك‪ ،‬فكاف الخطاب في "رويدك" بمنزلة ندائه‪.‬‬
‫وقد أولى سيبويه دللة الكاف على الخطاب والفرار من التباسها أهموياة‪ ،‬فبحث لها عففن نظيففر معنففوي؛ لتقريففب دللتهففا‪،‬‬
‫قففال‪) :‬ونظي فير الكففاف فففى يريوسي فيد فففي المعنففى ل فففي اللفففظ "لففك" الففتي تجيففء بعففد يهليفنم فففي قولففك‪ :‬يهليفنم لففك‪ ،‬فالكففاف ههنففا اس فةم‬
‫مجروةر باللم‪ ،‬والمعنى في التوكيد والختصاص بمنزلة الكاف التي في يريوسييد وأشباهها كيأنه قال‪ :‬يهليفنم‪ ،‬ثففم قفال‪ :‬إرادتففي بهففذا‬
‫لفك‪ ،‬فهفو بمنزلفة يسقي ا لفك()‪،(1‬ف أوما الفوجه الثاني مفن" رويفد" فهفو مصفدر فييقفال‪ :‬يريوسيفيدك نفلسفك إذا أراد أن يحمفل نفيسفك علفى‬
‫كاف الخطاب فهفو في موضفع ج ير إواذا حملفه علفى الضفمير فيهفا رفعفه‪ ،‬تقفول‪ :‬رويفدك نفيسفك أوما إذا نصفبتا نفيسفك فبمنزلفة‬
‫ف إلففى الكففاف‪.‬‬
‫رويدك عبيد ال‪ ،‬تكون قد حملته على الفعلوية‪ ،‬قال سيبويه‪) :‬إذا جعليته مصد ارا؛ لون اليحيذير مصدةر وهو مضا ة‬
‫تا‪ .‬وكفذلك‪ :‬يريوسيفيديكسم‪ ،‬لإذا أردتا الكاف تقفول‪:‬‬
‫تا‪ ،‬إولان حملتيفه علفى المضفمر ففى النويفة رفعف ي‬ ‫فلإن حمل ي‬
‫تا نفيسك على الكفاف جفرر ي‬

‫)‪ (6‬ينظر‪:‬همع الهوامع‪.3/405:‬‬


‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬الصول في النحو‪ ،143 /1:‬ومنازل الحروف‪ ،‬الرمانوي‪.51:‬‬
‫)‪ (2‬الكتاب‪.244/ 1:‬‬
‫)‪ (3‬المصدر نفسه‪ 1/244:‬والمقتضب‪ ،209 /3:‬والصاحبي في فقه اللغة العربية‪.73:‬‬
‫)‪ (4‬الكتاب‪.1/244:‬‬
‫)‪ (1‬الكتاب‪.1/246:‬‬

‫‪121‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫يريوسييديكم يأجمعيين‪ .‬وأيوما قويل العرب‪ :‬يريوسييديك نفيسك‪ ،‬فلإننهم ييجعلون النفيس بمنزلة عبد ال إذا أمرتا به‪ ،‬كأيننك قلفتا‪ :‬يريوسيفيديك عبفيد‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ال‪ ،‬إذا أردتا‪ :‬أيسرلوسد عبيد ال()‪.(2‬‬
‫‪      ‬‬
‫الخطاب وليستا فاعلا مستشهدا بقوله تعالى‪      :‬‬ ‫‪‬وقد بوين المبورد أنن الكاف زائدة ‪‬لدللة‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪             ‬‬
‫‪]        ‬السراء‪ [٦٢ :‬بدليل لو أننها كانتا فاعلا لييكاين من الخطأ لإذا‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫لن يعليمة الفاعل اسليواو يكقيسوللك‪ :‬أرودوا)‪ ،(3‬ففوروا وخافوا وهربوا من التباسها بغيرها‪.‬‬ ‫قلتا‪ " :‬يريوسييديكم"؛ ل ي‬
‫المطلب الثاَلث‬
‫الفرار من القبح إلى رحاسنه‪.‬‬
‫القبففح لغفاة نقيففض الحسففن عففام فففي كففل شففيء)‪ ،(1‬هففذا مففا ذكرتففه المعففاجم‪ ،‬وقففد فوسفرته بمعنففى ضفوده‪ ،،‬وضفردهي اليحسففن‪،‬‬
‫واليحسس فين‪ ،‬بالض فلم‪ :‬اليجمففايل)‪ (2‬فتركنففا المعجمويففون أسن نفهففم القيبففح بففالمفهوم المخففالف وهففو اليحسففن‪ ،‬وقففد استشففف أحففد البففاحثين‬
‫ي من معنى الضود بأننه ما ل يقبله النسان بطبعه من الفعفال والشفكال إل أنفه جانب الصفواب حيفن اعتقفد أنن‬ ‫المعنى اللغو و‬
‫اللغففويين ذكففروا معنييففن آخريففن ل فف"قييبففح" أحففدهما‪ :‬نوحففاه وأقصففاه‪ ،‬والخففر‪ :‬بففثرةا فففي الففوجه إذا فضففخها حففتى يخففرج قيحهففا)‪،(3‬‬
‫والصواب أون هذين المعنيين لف"قييبيح" بفتح الباء ومصدره قيسبيحاا‪ ،‬وهو من باب فيتييح ييسفتييح‪ ،‬أومفا "قييبفيح" فمصفدره قيسبيح ا مفن بفاب يكفيريم‬
‫ييسكيريم ففرق بين المصدرين والبابين إواسن لمسنا رابط ا دللوي ا بينهما‪.‬‬
‫وأظون أنن المعجم الوسيط استدرك على اللغويين اقتصارهم علفى تفسفيرها بالضفود ففورد فيفه )القيسبفح ضفد اسلحسفن يويكفون‬
‫)‪(4‬‬
‫صويرة يويما نفر النذسوق السوي(‬
‫لفي القيسول يواسللفسعل يوال ر‬
‫ف علفى أنفه )الحكفم علفى‬ ‫ل فقففد تتبعففه البفاحث نفسففه إلفى أسن خففرج بتعريف د‬
‫أوما القبح في مفهوم سيبويه اصطلح ا واسفتعما ا‬
‫)‪(5‬‬
‫ي المخففالف لفظف ا لمففا يعففرف عففن العففرب فففي كلمهففم سفواء أأثففر ذلففك علففى المعنففى أم لففم يففؤُثر( ‪ .‬والففرار مففن‬ ‫السففتعمال اللغففو و‬
‫القبح هو فرار من كلم لم يستقم لفظه بما يتفق وطريقة الفصحاء في نسج كلمهم‪ ،‬قال سيبويه في باب السففتقامة مففن الكلم‬
‫والحالة‪) :‬وأنما المستقيم القبيح فأسن تضع اللفظ في غير موضعه‪ ،‬نحو قولك‪ :‬قد زيدا رأيتا‪ ،‬وكي زيدا يأتيك‪ ،‬وأشباه هذا()‪.(6‬‬
‫س وسآتيك غداا‪ ،‬وسآتيك أمس()‪.(7‬‬‫فييفور إلى ما يستحسن مثله‪ ،‬ليكون مستقيم ا حسن ا )فأما المستقيم الحسن فقولك‪ :‬أتييتك أسم ل‬
‫صاَحاب الحااَل نكرة‬
‫ب مسففألةي مجيففء صففاحب الحففال نكفرة‪ ،‬ومففا يقبففح فيهففا وكيففف ييففرر منهففا إلففى مففا يستحسففن نطقففه؟ قففال‬
‫يمكففن أسن ننتخف ي‬
‫سيبويه في باب ما ينتصب؛ لننه قبيح أسن ييوصف بما بعده وييبنى علفى مففا قبلفه‪ ) :‬وذلففك قولففك هففذا قائمف ا رجفةل‪ ،‬وفيهفا قائمف ا‬
‫رجةل لما لم يجز أن توصفف الصففة بالسم‪ ،‬ويقبفح أن تقفول‪ :‬فيهفا قفائةم‪ ،‬فتضفع الصففة موضفع السم‪ ،‬كمفا قيبفح مفررتا بقفائم‬
‫وأتاني قائم‪ ،‬جعلتا القائم حال وكان المبني على الكلم الول ما بعده()‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬المصدر نفسه ‪ 1/251‬والصول في النحو‪.1/143:‬‬


‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬المقتضب‪.3/210:‬‬
‫)‪ (1‬لسان العرب‪.552 /2:‬مادة )قبح(‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬تاج العروس‪.418 /34:‬‬
‫ي القبيح دراسة في الصطلحا والستعمال عند سيبويه‪:‬؟؟؟؟‬
‫‪ (3‬يينظر‪:‬الستعمال اللغو و‬
‫)‬

‫)‪ (4‬المعجم الوسيط‪.710 /2:‬‬


‫ي القبيح دراسة في الصطلحا والستعمال عند سيبويه‪:‬؟؟؟؟‬
‫‪ (5‬الستعمال اللغو و‬
‫)‬

‫)‪ (6‬الكتاب‪.26 /1:‬‬


‫)‪ (7‬المصدر نفسه‪.25 /1:‬‬
‫)‪ (1‬الكتاب‪.122 /2 :‬‬

‫‪122‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ق المبتدأ أن يكففون معرففاة‪ ،‬وفففي اسففتقراء كلم الفصففحاء‬‫ل يجوز أسن يأتي صاحب الحال نكرة؛ لننه كالمبتدأ في معناه‪ ،‬وح و‬
‫وجدنا مجيء صاحب الحال نكرة مع وجود مسووغّ لذلك فاختصر ابن مالك تلك المسووغاتا في بيتين تعليميين‪ ،‬قال)‪:(2‬‬
‫صص أو ييبلسن‬ ‫ولم ييننكسر ‪-‬غالباا‪ -‬ذو الحال إسن لم يتأخر أو ييخ ن‬
‫يبغ امرةؤُ على امرئ مستسهلا‬ ‫من بعلد نفي أو مضاهيه كل‬
‫صف الصفة بالموصوف؛ فقبح‬ ‫وما يعنينا من تلك المسوغاتا المسوغّ الول تأوخر صاحب الحال‪ ،‬فإونه ل يجوز أن ين ل‬
‫و‬ ‫و‬
‫في كلمهفم أن يضفعوا الصفة مكفان السفم فل يجفوز "فيهفا قفائةم" )ولفو يحيسفن أن تقفول‪" :‬فيهفا قائةم" لجاز "فيهفا قائةم رجفةل" ل‬
‫على الصفة‪ ،‬ولكنفه كفأننه لمفا قفال‪" :‬فيهفا قائةم"‪ ،‬قيفل له يمفن هفو؟ ومفا هفو؟ فقفال‪" :‬رجفةل أو عبفيد الف" وقفد يجفوز على ضفعفه‬
‫ويحمل هذا النصب على جواز "فيها رجةل قائماا"‪ ،‬وصار حين يأخر وجه الكلم‪ ،‬ف ار ار من القبح()‪.(3‬‬
‫فتففأخير صففاحب الحففال صففار وجففه الكلم مففن وجهففة نظففر سففيبويه ف ف ار ار مففن قبففح قففولهم‪":‬فيهففا قففائةم" فل يجففوز وضففع‬
‫الوصف موضع السم فيجوز حينئدذ على ضعف "فيها قائةم رجةل" )كما أننهم حيث استقبحوا أن يكون السيم صفففةا فففي قففولهم‪:‬‬
‫تا الصفة‪ ،‬وكفان هفذا الفوجهي أمثفيل عنفدهم مفن أسن يحملفوا الكلم علفى غيفر‬ ‫فيها قائم ا رجةل‪ ،‬حملوه على وجه قد يجوز لو أوخر ي‬
‫وجهه()‪.(4‬‬
‫استشهد سيبويه للوجه الذي استحسنه بقول الفصحاء من شعراء العرب)‪ :(1‬قال كثير‪:‬‬
‫ييلويحا كأونه يخلييل‬ ‫ليمنية يموحش ا ي‬
‫طلييل‬
‫لظباةء أعاريتها العيوين الجآذير‬ ‫تا الوعواللي في اليقناي مسلتظلةا‬ ‫وقال ذو الورمة‪ :‬وتيسح ي‬
‫ب إولاسن يتستيسشلهدي اليعسيين تيسشهيلد‬
‫وقول الخر‪ :‬يوفي اللجسسم لموني يبليناا‪ ،‬ليسو يعلسمته يشيحو ة‬
‫أوود أسن أشففير الففى أنن الحففال مففن النك فرة ليففس محففل اتفففاق‪ ،‬فمففا يذكففر رأي سففيبويه وللكففوفيين والخفففش رأي آخففر )‪،(2‬‬
‫عرض هذا الختلف السهيلي بسفؤُال طرحفه يبفدو فيفه مسفتغرب ا وهفو أنن الحال لفو كانتا ممتنعفة مفن النكفرة‪ ،‬وكفان قبحف ا ففي‬
‫ل إذا كفانتا الحفال متقدمفة علفى السم كمفا أنشفد سفيبويه للشفعراء‬
‫الكلم بسبب التنكيفر‪ ،‬فلمفاذا اتفقتا العفرب علفى جعلها حفا ا‬
‫الثلثة على جواز نصبها متقدمة على صاحبها النكرة)‪.(3‬‬
‫يففرى الخفففش والكوفيففون أنن طللا وظبففااء وشففحوب ا ورج ا‬
‫ل فففي أقف فوال الشففعراء وتمثيففل سففيبويه فاعففل لفعففل السففتقرار‬
‫المتعلق بالجار والمجفرور والظفرف وليفس مبتفدأا علفى رأي سفيبويه‪ ،‬وأنن الحال منصفوب مفن الضفمير ففي شفبه الجملفة وليفس‬
‫ل نصففر فيففه مففذهب الخفففش إل أنففه يميففل إلففى مففذهب سففيبويه‪ ،‬قففال‪:‬‬ ‫مففن المبتففدأ المتففأخر النك فرة‪ ،‬وقففد ط فرحا السففهيلوي س فؤُا ا‬
‫ل مفن رجفل‪ ،‬إذا قلتا‪ :‬فيهفا قائمف ا‬ ‫)فإن قيل‪ :‬وما حمل سفيبويه وغيفره علفى أن يجعلفوا "يمولحش اا" حالا مفن " ي‬
‫طليفيل" و" قفائم " حا ا‬
‫ل فاعل بالستقرار الذي تعلق به الجار؟ فلو قال بهذا القول عففذرناه‪،‬‬ ‫رجل‪ ،‬وهو ل يقول بقول الخفش‪ :‬إنن قولك‪ :‬رجلا وطل ا‬
‫ولكن السم النكرة عنده مبتدأ‪ ،‬وخبره في المجرور قبله‪ ،‬ول بند في خفبر المبتفدأ مفن ضفمير )يعفود( علفى المبتفدأ‪ ،‬تقفدم الخفبر‬
‫أو تأخر‪ ،‬فلم ل تكون هذه الحال من ذلك الضمير ول تكون من النكرة؟ ما الذي دعاهم إلى هذا؟()‪.(4‬‬
‫صفيا ولم يجفد جوابف ا شافي ا مفن يشفراحا الكتفاب وأنن الجفواب يسفتدعي‬
‫وقد أشار إلى أنن الجابفة عنفه تتطلفب اعتنفاء وتق و‬
‫الدور المنطقي بين رأي سيبويه والخفش‪ ،‬قال‪) :‬ففأنتا إسن جعلتا الحال مفن قولفك‪ :‬فيهفا قائمفا رجفل مفن الضفمير‪ ،‬لفم يصفوح‬

‫)‪ (2‬ألفية ابن مالك‪.33:‬‬


‫)‪ (3‬الكتاب‪.122 /2:‬‬
‫)‪ (4‬المصدر نفسه‪.2/335:‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.2/123:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪:‬مغني اللبيب‪.1/865:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪:‬نتائج الفكر في النحو‪.183:‬‬
‫)‪ (4‬نتائج الفكر في النحو‪.184:‬‬

‫‪123‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫تقدير المضمر إل مع تقدير فعل يتضمنه‪ ،‬ول يصوح تقدير فعل بعده مبتدأ؛ لنن معنى البتداء يبطل ويصير المبتدأ فففاع ا‬
‫ل‪،‬‬
‫إواذا صار فاعلا بطل أسن يكون في الفعل ضمير لتقودم الفعل على الفاعل‪ ،‬إواذا بطل وجففود الضففمير بطففل وجففود الحفال منففه‪،‬‬
‫وهذا بديع في النظر‪ ،‬ففإسن قيفل‪ :‬إون المجفرور ينفوى بفه التفأخير؛ لنن خفبر المبتفدأ )حقفه( أن يكفون مفؤُخ ار قيفل‪ :‬إواذا نفويتا بفه‬
‫التأخير لم يصوح وجفود الحفال مقدمفة علفى المبتفدأ؛ لنهفا ل تتقفودم علفى عاملهفا إذا كان معنويفا فبطفل كفون الحال مفن شفيء‬
‫غير السم النكرة‪ ،‬الذي هو مبتدأ عنففد سفيبويه‪ ،‬وفاعففل عنفد الخففش‪ ،‬وهفذا السفؤُال ل يلففزم الخففش علفى مففذهبه‪ ،‬إوانمففا يلففزم‬
‫تا قففول الخفففش نصف ار مففؤُز ارا‪ ،‬وجلففوتا مففذهبه ففي‬
‫سففيبويه ومففن قفال بقففوله‪ ،‬ولففول الوحشفةي مففن مخالفففة المففام أبففي بشففر لنصففر ي‬
‫منصة التحقيق مفس ارا!ً ولكن النفس إلى نصرة سيبويه أميل()‪.(1‬‬
‫فخلصة المسألة والختلف فيها أون ما رآه سيبويه ف ار ار من قبح تركيدب لم يكن كذلك في تفوجيه الخففش والكفوفيين‪،‬‬
‫فلم يألتا الحال من النكرة‪ ،‬بل جاء على أصله حا ا‬
‫ل من الضمير وهو أعرف المعارف‪ ،‬فلففم يتصفوور الخففش ومففن تبعففه فف ار ار‬
‫من شيء ول يقبحاا‪ ،‬ويبدو لي أنن استقراء سيبويه لهذا التركيب بباب ما ينتصب؛ لننه قبيح أسن ييوصففف بمففا بعففده وييبنففى علفى‬
‫ي كثر استعماله على ألسنة الفصفحاء‪ ،‬إوان طفال عنفوان البفاب‪ ،‬ونحففن أحفوج مفا نكفون إلفى‬ ‫ف علمي لتركيب لغو و‬ ‫ما قبله وص ة‬
‫أسن ين ل‬
‫صففف قواعففد عربيتنففا بهففذه الطريقففة البعيففدة عففن التكلوففف ل بمنهففج أسن نقفودير متعلوقف ا وهففذا المتعلوففق هففو فعفةل؛ ليرفففع النكفرة‪،‬‬
‫ونقودير فيه ضمي ارا؛ ليأتي منه الحال‪.‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫طول إلى اختصاَره‪.‬‬
‫الفرار من ال و‬
‫)‬
‫طول عل اة لحذف شيء منها‪ ،‬ولكن النحاة جعلوه عل ةا للحذف ‪،(1‬‬
‫ليس لطول الجمل العربية مقدار معين؛ ليصلح ال و‬
‫وقد ينسب بعض ما يحذف من حروف الكلمة إلى اختلف لهجتين كمفا ففي "افعللفتا وافعففاللتا"‪ ،‬قفال ابفن جنفي‪) :‬وليفس شفيء‬
‫تا" ول شيء يقال فيه‪" :‬افعللتا" إل يقال فيه‪" :‬افعاللتا"‪ ,‬إل أنه قد تيلقول إحففدى اللغففتين‬ ‫تا" إل يقال فيه‪" :‬افعلل ي‬
‫يقال فيه‪" :‬افعالل ي‬
‫ض‪ ,‬واسففوند" أكففثر‪ ،‬إواثبففاتا اللفف ففي‬
‫ضفنر‪ ,‬واحمفنر‪ ،‬واصففنر‪ ،‬وابيف ن‬
‫في الشيء وتكثر في الخففرى‪ ،‬إل أن طفرحا اللفف مففن "اسخ ي‬
‫ب واسدهاوم‪ ،‬واسكيما ن‬
‫تا" أكثر()‪.(2‬‬ ‫"اسشيها و‬
‫تباينتا آراء البصريين والكوفيين في جواز حذف بعض الحروف من السم المقصور والممدود في تثنيتهمففا إذا كففثرتا‬
‫تا حروففه سقطتا ألففه في التثنيفة]‪[...‬‬
‫ي‪ ):‬ذهفب الكوفيفون إلفى أن السفم المقصفور إذا يكثيفير س‬
‫حروففه‪ ،‬قال أبفو البركفاتا النبفار و‬
‫وذهبوا أيضا فيما طال من الممدود إلى أنه يحذف الحرفان الخران]‪ [...‬وذهب البصريون إلى أنه ل يجوز حذف شيء مففن‬
‫ي‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ذلك في مقصور ول ممدود( ‪ .‬ومواضع الحذف؛ لطول اللفظ مفردا كان أو جملاة كثيرة في موروثنا اللغو و‬
‫ي‪ ،‬إحفداهما‪ :‬علففة الثقففل الففتي تسفتدعي‬
‫طول متداخلةة مفع علفتين يذكرتففا مفن علففل الففرار اللغفو و‬
‫والذي يبدو لي أون علة ال و‬
‫خفاة‪ ،‬والخرى‪ :‬علة القبح التي تستدعي يحسناا‪.‬‬
‫أما تداخلها مفع الثقل؛ فلنن الطوفويل ييثسقفل الكليم ومفن ثيفنم يسفتدعي أسن نخفففه بحفذف شيء منفه‪ ،‬وقفد جعفل اللغويفون‬
‫مصففطلح التخفيففف أو الخفففة ملزم ف ا للطففول بوصفففه وسففيلة فففي الف فرار أو التخلففص منففه‪ ،‬وهففذا دليففل علففى تففداخلهم‪ ،‬قففال أبففو‬
‫ب اسش فلهيباابا‪ ،‬واسحيمففانر‬
‫ي‪ ):‬والففذي يففدول علففى أنن طففول الكلمففة‪ ،‬وكففثرة حروفهففا لففه أث فةر فففي الحففذف قففولهم "اسش فيها ن‬
‫البركففاتا النبففار و‬
‫اسحلم ف يارارا"‪ ،‬وأصففله اشففهيباابا واحمي ف ار ارا‪ ،‬فحففذفوا اليففاء لطففول الكلمففة وكففثرة حروفهففا‪ ،‬وكففذلك زعمتففم أن "كينونففة" أصففلها كنينونففة‬

‫)‪ (1‬نتائج الفكر في النحو‪.185-184:‬‬


‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬نظروية التعليل في النحو العربوي بين القدماء والمحدثين‪.143:‬‬
‫)‪ (2‬المنصف لبن جني‪.80:‬‬
‫)‪ (3‬النصاف في مسائل الخلف‪.621 /2:‬‬

‫‪124‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫بالتشديد‪ ،‬ثم أوجبتم الحذف لطول الكلمة طلبا للتخفيف؛ فدنل على أنن طول الكلمة وكثرة حروفها له أثففر فففي الحففذف؛ فكففذلك‬
‫ههنا‪ ،‬وعلى هذا يخرج ما لم يكثر حروفه منهما؛ فإننه ل يجوز أن يحذف منه شيء لقلة حروفه()‪.(1‬‬
‫طففول قففد يفسففد الكلم فبحففذف بعضففه يكمففن يحسففنه‪ ،‬قففال‬ ‫أومففا تففداخل عولففة القبففح الففتي تسففتدعي تحسففين اللفففظ؛ فلنن ال و‬
‫لن‬ ‫ضيحايها" فيلإنيما يوقفع اسلقسفم علفى قيفسوله‪" :‬قفد أيسفلفح مفن زكاهفا" وحفذفتا النلم لطفول اسللق ن‬
‫صفة؛ ل ي‬ ‫المبرد‪ ) :‬فييأما قيسوله‪ " :‬يوالنشسمس يو ي‬
‫طال يكاين اسليحذف أجمل()‪.(2‬‬ ‫اسليكيلم لإذا ي‬
‫ي‪) :‬ويجميفعي الرربفاعي ليفهي جسمفعة واحفةد يويهفيو فييعالفل‬ ‫طفول الحفذف مفن الخماسفوي‪ ،‬قفال العكفبر و‬ ‫‪ .1‬ومن مصاديق الفرار مفن ال و‬
‫ف التكسففير لتيفيدنل‬ ‫سفواء يكففاينتا حروففيفه كلوهففا أصففولا يأو يكففاينتا بعضففها لللحففاق؛ لنن الربعفةي يل بفود لفيهففا مففن زيففادلة ألف ل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ة‬
‫)‬
‫طول( ‪.(3‬‬ ‫ل‬
‫تا الكلمةي ويهم قد يحيذفوا من الخماسني ف ار ار من ال و‬ ‫على اسلجمع يفليسو يزادوا يحسرف ا آخير لطال س‬
‫ط ففول ل تك ففون مقنع ففة إل ف ففي حففالتا جف فواز ح ففذف رواب ففط المطابق ففة‬ ‫وي ففرى ال ففدكتور حس ففن خمي ففس المل ففخ أنن عل ففة ال و‬
‫والرجاع‪ ،‬أما حذف روابط الستحقاق كالتنوين والنون فقد يكون بابه المنهج التأريخوي)‪.(4‬‬
‫طففول حيففن رأى أن النحففاة تمسففكوا بهففا؛ لنهففا تخففدم منهجهففم‬
‫وقففد أجففاد الففدكتور نهففاد الموسففى فففي رصففد حقيقففة علففة ال و‬
‫التعليلفوي الففذي أخففذوا بففه أنفسففهم)‪ ،(5‬وهففذا مففا دفعنففا إلففى أن نصفففها بأنهففا علففل اسففتدعتها الصففنعة اللغوويففة‪ ،‬إوان كففانتا‬
‫متداخلةا مع علدل روبما استوجبها استقراء كلم العرب‪.‬‬
‫طول إلى اختصاره أو تخفيفه له وقائع عملوية كثيرة في مسفائل العربويفة وأكفثر مففا تتجلفى علفة الطفول ففي‬‫والفرار من ال و‬
‫)‪(6‬‬
‫ي ويليه المستوى الصرفي‪ ،‬ويمكن أسن نذكر طائفةا من مسائله ‪:‬‬ ‫المستوى النحو و‬
‫‪ .2‬الفرار من الطول بحذف عائد الصلة‪.‬‬
‫‪ .3‬الفرار من طول التنوين وتعويضه بالضافة‪.‬‬
‫‪ .4‬الفرار من طول الكلم فيلزم الضمار‪.‬‬
‫‪ .5‬الفرار من طول الشرط فجزمتا "إسن" فعلها وجوابها‪.‬‬
‫حاذف العاَئد من الصلة‬
‫طففول وهفي مففن أشفهر المسفائل الففتي توظفف‬ ‫ل علفى الفف ارلر مفن ال و‬
‫ب مسألية حذف العائد من الصلة بوصففها دلي ا‬
‫يمكن أسن ننتخ ي‬
‫فيها علة الطول‪ ،‬فالموصول ل بند له من عائد يرجع إليه‪ ،‬والعائد له أحكام‪ ،‬وما يعنينا هنا حففذفه مففن جملففة الصففلة‪ ،‬فيحففذف‬
‫العائد إذا كان مرفوع ا ويحذف أيض ا إذا كان منصوب ا إواذا كان مجرو ار ولكلل نوع من أنواع العراب أحكام‪:‬‬
‫أوةل‪ ً:‬ييشترط في حذفه مرفوع ا أسن يكففون مبتفدأا وخففبره مفففرد‪ ،‬ف ييحفذف مفع "أي" مففن دون شففرط إطالفة الصفلة‪ ،‬ول يحفذف صفدر‬
‫ب زيفدا ومنفه‬‫ب زيدا فيجوز حذف هفو فتقفول جاء الفذي ضفار ة‬ ‫الصلة مع غير أي إل إذا طالتا نحو‪ :‬جاء الذي هو ضار ة‬
‫قولهم‪" :‬ما أنا بالذي قائل لك سوءاا" التقدير بالذي هو قائل لففك سفوء ا ففإن لفم تطفل الصفلة فالحففذف قليفل وأجفازه الكوفيففون‬
‫قياس ا نحو‪" :‬جاء الذي قائةم" التقدير "جاء الذي هو قائةم"‪ ،‬ومنه قفراءة يحيفى بفن يعمفر‪" :‬تمامف ا علفى الفذي أيسحيسفين" بفالرفع‪،‬‬
‫وقراءة مالك بن دينار وابن السماك "ما بعوضةة" بالرفع)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬النصاف في مسائل الخلف‪.2/621:‬‬


‫المقتضب‪2) 337 /2:‬‬
‫(‬

‫)‪ (3‬اللباب في علل البناء والعراب‪.185 /2:‬‬


‫)‪ (4‬يينظر‪ :‬نظروية التعليل في النحو العربي بين القدماء والمحدثين‪.144:‬‬
‫ي وموقف النحويين منه‪) 15:‬بحث(‪.‬‬ ‫‪ (5‬يينظر‪ :‬في التطور النحو و‬
‫)‬

‫)‪ (6‬يينظر‪ :‬نظروية التعليل في النحو العربي بين القدماء والمحدثين‪.144-143:‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬شرحا ابن عقيل‪ 165 /1:‬وشرحا الشموني للفية ابن مالك‪.154 /1:‬‬

‫‪125‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ك لإسن ييتنلخفيذوين ي‬
‫ك‬ ‫ثاَنيةاَ‪ ً:‬يشترط في حذفه منصوبا أن يكففون متصفلا منصفوبا بفعفدل تفادم أو بوصف د‬
‫ف‪ ،‬ومنفه قففوله تعفالى‪  :‬ي إولايذا يأيرسو ي‬ ‫ي‬
‫ث اللنهي يريسوال‪]‬الفرقان‪ [41:‬أي بعثه ال ‪.(2‬‬
‫)‬
‫لإنل يهيزاوا أيهيهيذا النلذي يبيع ي‬
‫ثاَلثةاَ‪ ً:‬ييشففترط فففي حففذفه مجففرو ار أن يكففون مجففرو ار بالضففافة أو بففالحرف فففإن كففان مجففرو ار بالضففافة لففم يحففذف إل إذا كففان‬
‫مجرو ار بإضافة اسم فاعففل بمعنفى الحفال أو السفتقبال‪ ،‬ومنفه قففوله تعففالى‪  :‬قيفاليوا ليفسن ينفسؤُثليريك يعليفهى يمفا يجايءينفا لمفين اسليبليينفالتا‬
‫ضي هيهفلذله اسليحييفاةي الفردسنييا‪ ]‬طه‪ [ 72:‬والتقفدير مفا أنتا قاضفيه‪ ،‬إوان كان مجفرو ار‬ ‫تا يقاض لإنمفا تيسق ل‬
‫ي‬ ‫يوالنلذي في ي‬
‫طيرينا يفاسق ل‬
‫ض يما أيسن ي‬
‫بحرف فل يحذف إل إن دخل على الموصول حرف مثله لفظا ومعنى واتفق العامل فيهما مادة ومنه قوله تعففالى‪ :‬يوقيففايل‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل‬ ‫ن‬ ‫ل نل‬ ‫ل‬
‫اسليميلي مسن قيسولمه الفذيين يكفيفيروا يويكفذيبوا بلليقاء اسلخفيرلة يوأيتسيرسفينفايهسم ففي اسليحييفاة الفردسنييا يمفا هيهفيذا لإنل يبيشفةر مسثلييكفسم ييسأيكفيل منمفا تيفسأيكيلوين مسنفهي‬
‫ب لمنما تيسشيريبوين‪] ‬المؤُمنون‪ [٣٣ :‬أي منه)‪.(1‬‬ ‫يوييسشير ي‬
‫فمففدار البحففث فففي حففذف العائففد هففو مففا يمكففن أسن يس فوجله النحويففون مففن ف ف اردر فففي بعففض أحكففامه وتحديففدا فيمففا كففان‬
‫لخفففش مففن حففذف اسليعائلففد لفففي ينسحففو‪" :‬ال فلذي يأيرسيتففه ينفسففه زيففد"؛ لينن‬ ‫منصففوب ا منففه‪ ،‬قففال ابففن هشففام‪) :‬يوقيففايل الصفففار لإنيمففا ف فنر ا ي‬
‫ضففي للحففذف الطففول يولهيفيذا يل يحففذف لفففي ينسحففو‪" :‬النفلذي يهفيو قيففالئم زيففد" فيفلإذا ف فرروا مففن الطوففول يفكيففف يؤُكففدون‪ ،‬يوأمففا حففذف‬ ‫اسلمسقتي ل‬
‫ي‬
‫ل )‪(2‬‬
‫ن‬
‫ف ليدليل يكالثابلتا( ‪.‬‬‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫النشسيء ليدليل وتوكيده فييل تينافي يبينهيما؛ لينن اسليمسحيذو ي‬
‫والذي يلحظ عوما ينقل عن الخفش أننه هو يمن فنر من نطق الضمير العائد وكفأنن السفتقراء وقفع على كلمفه‪ ،‬هكفذا‬
‫ي إذا كان لفه رأي ففي المسفألة مفدار البحفث‪ ،‬والحقيقففة‬ ‫يعوبر اللغويون في كثير من الحيان فينسبون ما كان للعربوي إلى اللغو و‬
‫أ نن المسألة فيها اختلف والخفش أهم أطرافه واتفق معه الكسائي وخفالفهم فيهفا ابفن السفراج وينقفل أنن أكفثر المغاربفة مفع رأي‬
‫ي )تا ‪749‬ه(‪ ) :‬إذا حفذف‬ ‫ابن السراج من دون أسن يحفددوا يمففن منهففم؟ وينقفل أيضف ا أنن النقفل عففن الففراء ياختيلفف‪ ،‬قفال المفراد و‬
‫العائففد المنصففوب بشففرطه ففففي توكيففده والنسففق عليففه خلف أجففازه الخفففش والكسففائي‪ ،‬ومنعففه ابففن السف فراج وأكففثر المغاربففة‬
‫واختلف عن الفراء()‪.(3‬‬
‫فم ففدار الختلف ف ففي العائ ففد المنص ففوب‪ ،‬ف ففإذا يحف فلذف أيج ففوز توكي ففد المح ففذوف والعط ففف علي ففه؟ وق ففد ت ففبوينتا أطف فراف‬
‫الختلف إل أنن المهم هو أسن نبوين أين وقع طول الكلم؟ ولماذا ويحذف العائد المنصوب من دون غيره؟‪.‬‬
‫طول تكمن في السفيم فقفد‬ ‫فلو حوللنا قوله تعالى‪):‬أييهذا النلذي بعث ال رسول( من وجهة نظر النحويين نجد أنن مسألةي ال و‬
‫طايل لجتماعه من أيسريبيعة أيسشيياء‪ :‬النلذي "السم الموصول"‪ ،‬يواسللفسعل "بعث"‪ ،‬يواسليفالعل "ال"‪ ،‬يواسليمسفيعول "رسول"؛ لذلك جاز الحفذف‬
‫ف اسليمسريفوع؛ لننه فاعةل‪ ،‬والفاعيل يل ييحذف)‪.(1‬‬ ‫ف ار ار من الطول‪ ،‬أنما حذف المنصوب دون غيره فيل يجويز حذ ي‬
‫فهذا العائد المنصوب المحذوف لعلففة الطففول أيجفوز أن نؤُوكفده أو نعطففف عليفه فنقففول‪ " :‬يجفايءلني الفلذي ضفربتا ينفسفه"‬
‫و" جاءني اللذي ضربتا وعمف ارا" ؟ منفع الخففش توكيفد العائفد المحفذوف وهفو أوول مفن ذكفر شفرط أن ل يؤُكفد المحفذوف‪ ،‬وقفد‬
‫ينقل عنه أننه فور من حذف العائد إذا يووكد‪ ،‬أي ل يجوز عنده حفذف العائفد مفع توكيفده؛ لون المقتضفي التوكيفد ييفراد بفه الطفول‬
‫والحذف يراد به الختصار‪ ،‬فإذا فروا من الطول فكيف يؤُكدون؟)‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬المصدر نفسه‪ 1/169:‬والمصدر نفسه‪.1/156:‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬شرحا ابن عقيل‪ 1/173:‬وشرحا الشموني للفية ابن مالك‪.159 /1:‬‬
‫)‪ (2‬مغني اللبيب‪.794:‬‬
‫)‪ (3‬توضيح المقاصد والمسالك بشرحا ألفية ابن مالك‪ .456 /1:‬وشرحا الشموني للفية ابن مالك‪154 /1:‬‬
‫وهمع الهوامع‪.350 /1:‬‬
‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬اللباب في علل البناء والعراب‪.126-125 /2:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪.794:‬‬

‫‪126‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ومومففا يسففتغرب منففه أ نن المف فرادي وتففابعه السففيوطي قففد نسففبوا إلففى الخفففش أنففه أجففاز التوكي ففد والعطففف علففى العائففد‬
‫المحذوف وهو عكس الحقيقة المتقدم ذكرها التي أوردها ابن هشام وقد نسبوا المنع إلى ابن السراج وأكثر المغاربة)‪.(3‬‬
‫المطلب الخاَمس‬
‫الفرار من ظواهر لغووية إلى متطلباَت الصنعة‬
‫حرص ا من البحث على استقصاء حقيقة الموضوع بتفاصيله وأسبابه وحقيقته‪ ،‬حفاولتا تتبففع مصفطلح الففرار ومشففتقاته‬
‫ي بحيثيفاته المبنويفة ففي كفثير مفن تفاصفيلها‬ ‫وكيف يوظف في موارده اللغووية‪ ،‬فتبوين أنن صناعة اللغفويين وأصفول التفكيفر اللغفو و‬
‫على العلوم العقلوية كان لها أثةر واضح في توظيف فكرة )الفرار من( و)الفرار إلى(‪.‬‬
‫ضفح حقيقفة الصفنعة وفيفه مفن البيفان مفا يغنفي مبحثنفا هفذا‪ ،‬ونمسفك عفن‬ ‫ص ينقفل عفن ابفن عصففور يو و‬ ‫فوقعتا على نف و‬
‫ل‬
‫صفيفور فييقايل هربفوا مفن يمسحفيذور يويهفيو يأن يفصلوا يبيفن يكفاين‬ ‫التعليق‪ ،‬قال ابفن هشام‪ [...] ):‬يوقفد خفيتا يهفذه الرنسكتيفة علفى اسبفن يع س‬
‫ث يل يتيقيفندم خففبر اسليمسبتيفيدأ يوقففد يبينففا يأن اسمتينففاع تيسقفلديم‬‫يواسسميها بمعمول يخيبريها فوقعوا لفي يمسحيذور آخر يويهيو تيسقلديم يمسعيمول اسليخيبر يحسي ي‬
‫اسليخيبر لفي يذللك ليمسعنى يمسفيقود لفي تيسقلديم معموله()‪.(1‬‬
‫فبدا لي أن نذكر أمثلاة من الظواهر اللغوويفة الواقعفة ففي لغفة الفصحاء‪ ،‬وكيفف ألجأتهم الصفناعة إلفى أسن يففوروا إليهفا‪،‬‬
‫ل‪:‬‬
‫وسنقتصر على صنعة واحدة بوصفها مصداق ا فنتناولها تحلي ا‬
‫‪ .1‬الفرار من الدور إلى قطعه)‪.(2‬‬
‫‪ .2‬الفرار من الفصل بين المتلزمين)‪.(3‬‬
‫‪ .3‬الفرار من الضمار قبل الذكر)‪.(4‬‬
‫‪ .4‬الفرار من العطف على المضمر المخفوض)‪.(5‬‬
‫‪ .5‬الفرار من تقديم الحال على صاحبها المجرور)‪.(6‬‬
‫‪ .6‬الفرار من عمل لتا في غير الزمان)‪.(7‬‬
‫‪ .7‬الفرار من اجتماع حرفي عطف)‪.(1‬‬
‫‪ .8‬الفرار من العطف قبل تمام الجملة المعطوف عليها)‪.(2‬‬
‫الفرار من الدور إلى قطعه‪.‬‬
‫بففدا لففي أسن انتخففب مسففألة الففدور المنطقففي؛ لتكففون شففاهدا علففى إجفراءاتا الصففنعة اللغوويففة واسففتعمال الففدور وغيفره مففن‬
‫ف صنعدة وتففداخل ثقافففاتا العلففوم العقليففة‪ ،‬فتعفود جزئيفةا ضففمن‬ ‫ي‪ ،‬إننما هو توظي ي‬ ‫المفاهيم المنطقوية التي يوظفتا في البحث اللغو و‬
‫تا أسن أخص التأثير المنطقوي في البحث اللغوي بمطلب ليما يله من أثدر بالغ فففي قفوانين‬ ‫ي فقصد ي‬ ‫إجراءاتا أصول التفكير اللغو و‬
‫ل عففن أهميففة مفهففوم الففدور فففي المعالجففاتا‬ ‫تا فففي طريقففة تفكيففر اللغففويين‪ ،‬فض ف ا‬
‫العربويففة روبمففا يفففوق الصففول اليخففر الففتي أثففر س‬

‫)‪ (3‬توضيح المقاصد والمسالك بشرحا ألفية ابن مالك‪ 456 /1:‬وهمع الهوامع‪.350 /1:‬‬
‫)‪ (1‬مغني اللبيب‪.796:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪:‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬ركن الدين الستراباذي‪.344 /1:‬‬
‫)‪ (3‬يينظر‪:‬النصاف في مسائل الخلف‪ 249 /1 :‬وشرحا التصريح على التوضيح‪.478 /1:‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬توضيح المقاصد والمسالك بشرحا ألفية ابن مالك‪ 132 /1:‬وهمع الهوامع‪.120 /3:‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪:‬الصول في النحو‪.251 /2:‬‬
‫)‪ (6‬ينظر‪:‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪.268 /2:‬‬
‫)‪ (7‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان على شرحا الشموني‪.378 /1:‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان على شرحا الشموني‪.279 /2:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪:‬النحو الوافي‪.669 /1:‬‬

‫‪127‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ظن أنن هذه الهموية دفعتا ابن جني إلى أسن يعقيد له بابا في خصائصه‪ ،‬قال‪ ):‬باب في الففدور والوقفوف منفه علفى‬ ‫اللغووية‪ ،‬وأ و‬
‫أوول رتبفة هففذا موضففع كفان أبفو حنيففة ‪-‬رحمففه الف‪ -‬يفراه ويأخففذ بففه‪ ،‬وذلففك أن تفؤُدي الصففنعة إلفى حكفم مففا مثلفه مومفا يقتضفي‬
‫ضا إلى مراجعة مثل ما منه هربتا‪ ،‬فإذا حصلتا علفى هفذا وجففب أن تقيففم علفى أول رتبففة‪،‬‬
‫التغيير؛ فإن أنتا غيرتا صرتا أي ا‬
‫ول تتكلف عناء ول مشقة()‪.(1‬‬
‫وذكر ابن جني أنن أبا علي ‪-‬رحمه ال‪ -‬أنشده بياتا مبني معناه على مفهوم الدور قال فيه)‪ :(2‬رأى المر يفضي إلى‬
‫آخر فصوير آخره أول‪،‬وقد ضومن الشعراء مفهوم الدور في أشعارهم بطريقة طريفة‪ ،‬قال الشيخ جمال الدين بن نباتة)‪:(3‬‬
‫يبسيلني ويبسين يمسن أيلحب‬ ‫يمسسأيليةي الندسولر يجيرتا‬
‫يوليسويل يجيفاهي ليسم أيلش س‬
‫ب‬ ‫ليسويل يملشيلبي يما يجفا‬
‫والففدور مصففطلح ومفهففوم منطقففي‪ ،‬ييفراد بففه توقففف ك فول يوالحففد مففن النشفسييئسيلن علففى الخففر)‪ ،(1‬وبطريقففة أخففرى‪ ،‬يه فيو توقففف‬
‫طة علففى أيمففر يتييوقنففف يذلففك اسليمففر علففى يذلففك النش فسيء)‪ ،(2‬وأظونففه يصففلح أسن يكففون عل فةا لفك فرة الف فرار‬ ‫يش فسيء لبال فنذالتا يولبغيففر اسليوالس ف ي‬
‫ي‪.‬‬ ‫اللغو و‬
‫ضنية يقول ييحتمففل الصفسدق يواسلكفذب وهفي تفرادف اسليخيبفر فتعريفففه تيسعلريفهيفا يولهيفيذا يسعتفيفرض بلفيأن‬ ‫ومثاله عند المناطقة أنن اسلقي ل‬
‫لن اسليخيبففر يمفسأيخوذ لفففي تيسعلريففف الصفسدق يواسلكففذب‪ ،‬وهمففا‬ ‫طابقيففة اسليخيبففر لسليوالقففع يوعففدم مطففابقته ليفهي يفيسلففزم الفودور؛ ل ي‬
‫الصفسدق يواسلكففذب يم ي‬
‫ض فنية النتلففي لهفيي اسليخيبففر‪ ،‬فتوقففف معرفيففة اسليخيبففر علففى اسليخيبففر يويييجففاب بلفيأن الص فسدق يه فيو اسليم ي‬
‫طابقيففة لسليوالقففع‬ ‫مففأخوذان لفففي تيعلريففف اسلقي ل‬
‫س‬
‫ل‬
‫يواسلكذب يهيو اللمطابقة لسليواقع وهما بلهييذا اسليمسعنى يل يتوقفان على اسليخيبر والقضية فييل يسلزم الودور ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫ي بتأثيراتا النزعة المنطقوية‪ ،‬فأعمل اللغويون كثي ار من مسائل اللغة والنحو‬


‫فهذا المصطلح بمفهومه دخل البحث اللغو و‬
‫وفق ا لمفهوم الدور‪ ،‬إذ يتوقف الشيئان في قضية لغوية أحدهما على الخر في البدال أو العلل أو المالة أو غيرهففا بفعففل‬
‫النزعة العقلوية والثقافة المنطقوية‪.‬‬
‫ولع فول أوضففح مصففاديق الصففنعة اللغوويففة فففي علففة الففدور والففرار منهففا مففا أورده ابففن جنففي فففي البففدال‪ ،‬قففال‪ ):‬وكففذلك‬
‫قياس فعالة من القوة إذا كسرتا أن تصير بها الصنعة إلى قواء ثم تبدل من الهمزة الواو كما فعل من قال "التلويا " فيصففير‬
‫اللفظ إلى "قواو"‪ ،‬فإن أنتا استوحشتا من اكتناف الواوين للف التكسير على هذا الحد وقلففتا‪ :‬أهمففز كمففا همففزتا فففي "أوائففل"‬
‫ضفا قفواو‬
‫لزمك أن تقول‪" :‬قواء" ثم يلزمك ثانايا أن تبدل من هذه الهمزة الواو علفى ما مضفى مفن حفديث " التاويفا " فتعفاود أي ا‬
‫ثم ل تزال بك قوانين الصنعة إلى أن تبدل من الهمزة الواو ثم من الواو الهمزة ثففم كفذلك ثففم كفذلك إلفى مفا ل غايففة‪ ،‬ففإن أدتا‬
‫الصنعة إلفى هفذا ونحفوه وجبفتا القامفة على أول رتبفة منفه وأل تتجفاوز إلفى أمفر تفرد بعفد إليهفا‪ ,‬ول توجفد سفبيل ول منصفرافا‬
‫عنها()‪.(4‬‬
‫ويمكن أنن نذكر طائفة من مسائل الدور في الفكر النحو و‬
‫ي‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ .1‬لزوم الدور في ألف"أعلى" يثبتا لمنع صرفه وييصرف لزواله ‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخصائص‪.1/209:‬‬
‫)‪ (2‬المصدر نفسه‪.1/209:‬‬
‫ي‪ 1/356:‬وتاج العروس‪.170 /3:‬‬‫‪ (3‬ينظر‪ :‬خزانة الدب وغاية الرب‪ ،‬ابن حجة الحمو و‬
‫)‬

‫)‪ (1‬يينظر‪ :‬الكلياتا‪.447 :‬‬


‫)‪ (2‬دستور العلماء‪ ،‬جامع العلوم في اصطلحاتا الفنون‪.79 /2:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪. 3/5:‬‬
‫)‪ (4‬الخصائص‪.1/211:‬‬
‫)‪ (5‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬ركن الدين الستراباذي‪.344 /1:‬‬

‫‪128‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ف على العط ل‬
‫ف)‪.(1‬‬ ‫ف على حرفله‪ ،‬ومعرفة الحر ل‬ ‫‪ .2‬لزوم الدور في حود العطف فمعرفلة المعطو ل‬
‫‪ .3‬لففزوم الففدور فففي أن العلففم بالصفففة المشففبهة متوقففف علففى استحسففان إضففافتها إلففى الفاعففل‪ ،‬واستحسففان إضففافتها إلففى‬
‫الفاعل موقوف على العلم بكونها صفة مشبهة)‪.(2‬‬
‫‪ .4‬لزوم الدور في تفسير العراب بمعنى العامل‪ ،‬والعامل بمعنى العراب)‪.(3‬‬
‫الماَلة في "رمى"‬
‫أظنن أنن مسألية إمالة "رمى" خير دليل على قضفوية الففرار مفن الفدور‪ ،‬فالمالفة )أسن تنحفو بالفتحفة نحفو الكسفرة‪ ،‬فتميفل‬
‫اللف التي بعدها نحو الياء لضرب من تجانس الصوتا()‪.(4‬‬
‫وللمالففة أسففباب سففتة وهفي‪ :‬الكسففرةي ففي اللففظ‪ ،‬أو كسففرةة تعففرض للحفرف ففي بعفض المواضففع‪ ،‬أو اليففايء الموجفودةي ففي‬
‫ف منقلبةة عن الياء‪ ،‬أو لنن الل ي‬
‫ف تنزيل منزلية المنقلبة عن الياء‪ ،‬أو إمالة لمالة)‪.(5‬‬ ‫اللفظ‪ ،‬أو لنن الل ي‬
‫ف منقلبفاة عففن يففاء‪ ،‬قففال سففيبويه‪):‬وقففال أكففثر الفريقيففن إمالفية‪ :‬رمففى‪ ،‬فلففم‬
‫فالسففبب ال اربففع هففو مففدار بحثنففا إذا كففانتا اللف ي‬
‫يمل‪ ،‬كره أسن ينحو نحو الياء‪ ،‬إذ كان إنما فرر منهاَ‪ ،‬كمففا أن أكففثرهم يقففول رند فففي فعففل‪ ،‬فل ينحففو نحففو الكسفرة؛ لنففه فرر مماَ‬
‫تبين فيه الكسرة‪ ،‬ول يقول ذلك في حبلى‪ ،‬لننه لم يفور فيهاَ من ياء‪ ،‬ول في معزى()‪.(6‬‬
‫فففاللف ل تكففون أصف ال‪ ،‬بففل ازئففدة‪ ،‬أو منقلبففة عففن يففاء أو واو فمثففال المنقلبففة عففن اليففاء ألففف "يريمففى" لنففه مففن النرسمففي‪،‬‬
‫واللف ل تخلفو أسن يكفون معهفا حرففان أو أكفثر‪ ،‬ففلإن سكفان معهفا حرففان حكمتا عليهفا بانقلبهفا مفن أصفل‪ ،‬فل بفند مفن الففاء‬
‫والعين والنلم‪ ،‬نحو‪" :‬يريمى ويغزا"‪ ،‬إواسن كان معها أكثر من حرفين‪ ،‬فل يخلو أسن يكون معها ثلثة أحفرف أصفيلةا فصفاعادا‪ ،‬أو‬
‫حرفالن أصليان وما عداهما زائةد‪ ،‬أو محتيلمةل أن يكون أصال وأن يكون زائادا)‪.(1‬‬
‫أنما حكم المضارع من هذه الفعال "رمففى وغفزا" فففإنن الماضفي ففإن كفان علففى "فييعفيل" ففإنن مضفارعه إسن كففان مفن ذواتا‬
‫الياء على "ييسفلعيل" بكسر العين نحو‪ :‬ييسرلمي‪ ،‬إوان كان من ذواتا الواو‪ ،‬على "ييسفيعيل" نحو‪ :‬ييغيزو)‪.(2‬‬
‫ف متحففردك وقبليهففا فتحفةة‪ ،‬فلففو يحاولنففا‬ ‫ضفلع حففر د‬‫فالفعففل المعتففل اللم "رمففى" أصففله "رمففي" قلبفلتا اليففاء يألفافاا؛ لينهففا فففي مو ل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يي‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ف منقلبةة عن ياء‪ ،‬فسنجري عليها حكفيم الياء المعتلفة ففي يموضفلع‬ ‫ل‬
‫إمالتها بحسلب الوسبب الرابع من أسيباب المالة وهو أنن الل ي‬
‫ل‬
‫ب ألفاا‪ ،‬ومن ثينم يتمال‪ ،‬وهكذا إلى مفا ل نهايفة‪ ،‬فييكفلره أن ييميفل ألفف"رمفى" يفااء؛ لنفه ف نر مسفبق ا مفن‬ ‫ل‬
‫المتحرك وقبلها فتحةة؛ فتنقل ي‬
‫ف متحففردك وقبليهفا فتحفةة‪ ،‬وبففذلك قطفع الففدور الففذي ل ينتهففي؛ وقفد حفاول سففيبويه أسن‬ ‫ضلع حر د‬
‫الياء حين قلبها ألفاا؛ ليننها في مو ل‬
‫ي‬
‫صه المتقدم‪ ،‬فييذكير نظي ار لللف مع فارق لم يحدث فيه دو ارا‪ ،‬فل نقول ذلك في يحبيلى ومعففزى؛ لنففه لففم يفور‬ ‫يقورب الفكرة في ن و‬
‫فيهاَ من ياء‪.‬‬
‫ص سيبويه هذا ورصده للفرار من الدور ومن ثنم قطعه بين اللف والياء أثةر في بحث ظاهرة المالففة‪ ،‬فقففد‬ ‫وقد كان لن و‬
‫ل أيخففر تشففترك فففي العلففة نفسففها‪ ،‬قففال رضففي الففدين‪ ):‬قففال سففيبويه‪ :‬ويك فلره بعففض‬
‫وظفهففا اللغويففون مففن بعففده وقاس فوا عليففه أفعففا ا‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬همع الهوامع‪.3/185:‬‬


‫)‪ (2‬ينظر‪:‬شرحا التصريح على التوضيح‪.47 /2:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬حاشية الصبان على شرحا الشموني‪.72 /1:‬‬
‫)‪ (4‬سر صناعة العراب‪67 /1:‬‬
‫ي‪.279:‬‬
‫‪ (5‬ينظر‪ :‬الصول في النحو‪ 3/160:‬وأسرار العربوية‪ ،‬أبو البركاتا النبار و‬
‫)‬

‫)‪ (6‬الكتاب‪.4/126:‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪:‬الممتع الكبير في التصريف‪.186 :‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.339:‬‬

‫‪129‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ف بعفيد ذلفك يفااء‪،‬‬


‫العرب إمالة نحو‪" :‬يريمى" لكراهة أسن يصيروا إلى ما ففرروا منفه‪ :‬يعنفي أنهفم قبلفوا اليفايء ألف ا أول فلم يقبلفوا الل ي‬
‫قلتا‪ :‬وينبغي على هذا أسن يكرهوا إمالية نحو‪ :‬باب وعاب وباع وهاب؛ لحصول العلة المذكورة()‪.(3‬‬
‫وفي مورد آخر من كتاب سيبويه فينر من دور اللف واليفاء ففي الفعفل "رمفى" نفسفه ولكفن ليفس في بفاب المالفة إوانمفا‬
‫فففي بففاب الحففذف عنففد التقففاء السففاكنين‪ ،‬قففال فففي بففاب مففا يحففذف مففن الس فواكن إذا وقففع بعففدها سففاكن‪ )ً:‬وذلففك ثلثففة أحففرف‪:‬‬
‫ف مضموم‪ ،‬فأما حفذف اللفف فقولفك‪" :‬رمفى الرجفل" وأنفتا تريففد‬ ‫ف مكسوةر‪ ،‬والواو التي قبلها حر ة‬‫اللف‪ ،‬والياء التي قبلها حر ة‬
‫تا يااء أو واواا‪ ،‬فكرهوا أسن تصير إلى ما يستثقلون فحذفوا اللفف‬
‫تا صار س‬‫يرلمي‪ ،‬ولم يخف‪ ،‬إواننما كرهوا تحريكها؛ لننها إذا يحرك س‬
‫حيث لم يخافوا التباساا()‪.(1‬‬
‫ف متحفردك وقبليهفا فتحفةة فكرهفوا تحريكهفا ففي قولنفا‪":‬رمفى‬
‫ضفلع حفر د‬ ‫ففف"رمى" أصلها "رمفي" قلبفلتا اليفاء يألفافاا؛ لينهفا في مو ل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫الرجل"؛ لننها اذا تحركتا صارتا يفااء واذا صفارتا يفااء قلبتا ألف اا؛ لينهفا ففي يموضفلع حفرف متحفرك وقبليهفا فتحفةة‪ ،‬فقلبهفا يفاء‪،‬‬
‫الياء ألف ل ينتهي إل بالفرار من الدور من طريق قطعه بتسكين اللف ثم حذفه‪.‬‬
‫وفي خلصفة المسفألة أظفن أ نن التعليفق على أثفر المنطفق ففي قفوانين اللغفة العربيفة سفيكون لغفواا‪ ،‬فقفد تفبوين أثفر الفدور‬
‫ي وكيف يوظف مفهوم الفدور وقطعفه في الففرار مفن قضفايا لغوويفة فرضفتها الصفنعة اللغوويفة وأصفول‬ ‫المنطقي في البحث اللغو و‬
‫ي‪.‬‬
‫التفكير اللغو و‬
‫المطلب الساَدس‬
‫الفرار من الصنعة اللغووية إلى متطلباَت تخفيفهاَ‬
‫هففذا المطلففب يعففرض الفك فرة بخلف مضففمونها فففي المطلففب السففابق فيلجففأ اللغويففون إلففى صففنعتهم كلمففا وجففدوا مففا ل يتفففق‬
‫وضفوابطهم الفتي قففالوا بهفا‪ ،‬فصفارتا صففنعتهم ملجفأا يففرون إليفه إلففى أسن استشففعروا بتكولفف بعفض ضفوابطها فأصفدروا إحكامف ا‬
‫تدول على أننهم يتراجعون في طائفة منها‪ ،‬فظهرتا على ألسنتهم مفاهيم‪ :‬التعسف‪ ،‬والتكلف‪ ،‬والجحفاف‪ ،‬وغيرهففا مففن الحكففام‬
‫تا بها اجراءاتهم ومعالجاتهم اللغووية إلى أن فوروا منها‪.‬‬
‫التي يوصف س‬
‫الفرار من الجحااَف‪.‬‬
‫يمكن أن ننتخب مسألة الفرار من الجحااَف بوصففها شاهدا علفى إجفراءاتا الصفنعة اللغوويفة‪ ،‬وتبعفاتا أصفول التفكيفر‬
‫ي‪ ،‬ومنهجوية تقنين قواعد اللغة العربوية‪.‬‬ ‫اللغو و‬
‫ل؛ للنفور منه‪.‬‬
‫ول أظن أنن الفرار من الجحاف يمكن أسن يوتضح على نحو جلي ما لم نفهم الجحاف أو ا‬
‫الجحااَف لغةة‪ً:‬‬

‫وردتا فففي المعجمففاتا اللغوويففة معففا دن عففدة لمففادة "جحففف"‪ ،‬فمففا يتعلففق منهففا بمفهففوم الجحففاف اللغففو و‬
‫ي‪ ،‬ومففا يقففرب مففن‬
‫معناه الصطلحي ثلثة معادن‪ ،‬وهي على النحو التي‪:‬‬
‫ب اللسخليل بلله)‪.(1‬‬ ‫ف باليسملر‪ :‬قاير ي‬ ‫‪ .1‬أيسجح ي‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .2‬أجحف بهم فلةن‪ :‬كولفهم ما ل ييطاق ‪.‬‬
‫‪ .3‬سينةة مسجلحفةة‪ :‬م ل‬
‫ضنرةة لباسليمالل)‪.(3‬‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫الجحااَف اصطلحاةاَ‪ً:‬‬

‫)‪ (3‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬رضي الدين الستراباذي‪.3/11:‬‬


‫)‪ (1‬الكتاب‪.156 /4:‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪.22 /9:‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬أساس البلغة‪.124 /1:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬أساس البلغة‪ 124 /1:‬و لسان العرب‪.22 /9:‬‬

‫‪130‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫ل أعلم ‪-‬في حدود اطلعي‪ -‬أنن باحثا وضع تعريفا لمفهوم الجحاف الذي وظفه اللغويون في مؤُلفاتهم‪‬؛ ليختصر‬
‫علوي الوقتا والجهد؛ فكان ل بند من دونه خرط القتاد‪.‬‬
‫ورد مصطلح الجحاف عند سيبويه في مواضع عدة)‪ ،(1‬ولم يرد عند المبرد مع أونه اقتضب الكتاب‪ ،‬وق ول استعماله‬
‫جدا عند ابن السراج)‪ ،(2‬واستعمله النحاس)‪ ،(3‬وابن الوراق)‪ ،(4‬ووظفه كثي ار ابن جني في خصائصه‪ ،‬ولمعه‪ ،‬وس ور صناعته‪،‬‬
‫ومحتسبه‪ ،‬وقد نقله عن شيخه أبي علي)‪.(5‬‬
‫فتف فوالى اسففتعماله وكففثر عنففد اللغففويين بعففد ابففن جنففي وفففي مسففتوياتا اللغففة الربعففة‪ :‬الصففوتية والصف فرفية والنحويففة‬
‫والدلليففة إل أنن أوسففع المسففتوياتا توظيف ف ا للجحففاف هففو المسففتوى الص فرفي ويليففه المسففتوى النحففو و‬
‫ي وق فول جففدا فففي المسففتوى‬
‫الصففوتوي‪ ،‬أمففا المسففتوى الففدلل وي فففإذا نظرنففا إلففى علففة اللتبففاس والسففعي إلففى أمنففه لتففبوين أرن الجحااَف حاكم غرضه أمن لبس‬
‫لخر‪.‬‬ ‫المعنى من انتهاَكاَت الصناَعة اللغووية‪ ،‬ومن ثيوم نجد الدللةي ماثلةا في المستوياتا ا ي‬
‫ولو تصفحنا نصوص اللغويين في توظيف فكرة الجحاف لوتضح لنا أنن أكثر ظواهر العربوية مصداق ا لحكم الجحاف هما‪:‬‬
‫أوةل‪ ً:‬الحاططذف وتطواليه ‪ ،‬وهففو أوسففع مضففامينه وأكففثر تطبيقففاته حففتى بففدا لففي أوول المففر فففي اسففتقراء حقيقتففه أنن الجحففاف فففي‬
‫الحذف ل غير؛ لكثرة إصدار حكم الجحاف على الحذف وتواليه واختصار المختصراتا‪.‬‬
‫ثاَنيةاَ‪ ً:‬العلل وتواليه‪ ،‬وهو ثاني أوسع ظاهرة بعد الحذف‪.‬‬
‫ف قليةل‪ ،‬ولم يشذ علينا منفه شفيء إل مفا ل‬ ‫فنبدأ بسيبويه توثيق ا لجذورها‪ ،‬قال‪ ):‬واعلم أنن ما جاء في الكلم على حر د‬
‫بال له إسن كان شوذ؛ وذلك لننه عندهم إجحاف أسن يذهب من أقل الكلم عددا حرفان‪ ،‬وسنبين ذلك إسن شففاء الفف‪.‬واعلففم أنففه ل‬
‫يكففون اس فةم مظه فةر علففى حففرف أبففداا؛ لنن المظهففر يسففكتا عنففده وليففس قبلففه شففيةء ول يلحففق بففه شففيةء‪ ،‬ول يوصففل إلففى ذلففك‬
‫بحرف‪ ،‬ولم يكونوا ليجحفوا بالسم فيجعلوه بمنزلة ما ليس باسم ول فعدل إوانما يجيء لمعنى()‪.(1‬‬
‫ونلحظ ابن جني في أحد نصوصه يقفرر بإجحفاف حفذفين ففي كلمففة واحفدة إل انفه يحتفج لفه ويقيسففه بكلمفة فيهففا أكفثر‬
‫من حذفين ولم تلتبس‪ ،‬قال‪ [...] ):‬فمن قال كأي فهي "أي" دخلفتا عليهفا الكفاف]‪ [...‬ومفن قال كفأي بفوزن كعيفن‪ ،‬فأشفبه مفا‬
‫فيه أننه لما أصاره التعبير على ما ذكرنا إلى كيء‪ ،‬قدم الهمزة‪ ،‬وأوخر الياء‪ ،‬ولم يقلب اليفاء ألف اا‪ ،‬ويحيسفن لفه ذلفك ضعف هفذه‬
‫الكلمة‪ ،‬وما اعتورها من الحذف والتغيير‪ ،‬ومن قال‪" :‬كأ" بوزن كعن‪ ،‬فإنه حذف الياء من كيئ تخفيف ا أيضاا‪.‬‬
‫فإن قلتا‪ :‬إنن في هذا إجحاف ا بالكلمة؛ لننه حذف بعد حذف‪ ،‬قلتا‪ :‬ليس ذاك بأكثر من مصيرهم من أيمن ال إلففى م‬
‫ال وم ال‪ ،‬إواذا كثر استعمال الحرف حسن فيه ما ل يحسن في غيره من التغيير والحذف‪ ،‬فاعرف ذلك إن شاء ال()‪.(2‬‬
‫ومن مصاديق القول بفكرة الجحاف ما رسخ في فكر اللغويين من ظاهرة العلل إوامكانية تواليه فففي بنيففة واحففدة مففا‬
‫قاله ابن مالك‪ ):‬وكذلك يجب إبدال الواو يااء إذا كانتا عين لفيعال وكان لفيعفال جمعفا لواحففد صفحتا لمفه وأعلفتا عينففه ك فف"دار‬
‫ولدييار" أو سكنتا ك فف"ثيسوب وثليياب" أو جمع فيها المران ك فف"ريفح ولرييففاحا"‪ ،‬فلففو كفانتا اللم واوا أو يففااء وجفب تصفحيح العيففن ففي‬
‫الجمففع؛ لئل يتفوالى إعللن‪ ،‬وذلففك أ نن اللم فففي هففذا الجمففع تتطففرف بعففد ألففف ازئففدة فيجففب إبففدالها همفزة لمففا تقففدم ذكفره‪ ،‬فلففو‬

‫ي(‬
‫هنالك أطروحة دكتوراه قويد البحث في كلية التربوية للعلوم النسانية بجامعة بابل بعنوان )الجحاف في الدرس اللغو و‬
‫‪‬‬

‫للطالبة نجلء حميد‪ ،‬أرجو أسن يتوفق ويتثمر نتائجها؛ لنتبوين موضوع الجحاف على نحو أوسع ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪:‬الكتاب‪ ،218 /4:‬و ‪ 376 /4‬و ‪.460 /4‬‬
‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬الصول في النحو‪.296 /3:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪:‬إعراب القرآن‪.78 /1:‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪:‬علل النحو‪,351 ،203 :‬‬
‫)‪ (5‬ينظر‪:‬سر صناعة العراب‪ 1/316:‬والخصائص‪ 1/226:‬و ‪ 2/281‬واللمع‪ 117:‬والمحتسب‪.1/51:‬‬
‫)‪ (1‬الكتاب‪.218 /4:‬‬
‫)‪ (2‬سر صناعة العراب‪.316 /1:‬‬

‫‪131‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫أعلتا العين أيضا بإبدالها يااء فقيفل ففي جمفلع يج يو‪ :‬جياء‪ ،‬وففي جمفع رنيفان‪ :‬لرواء لفزم تفوالى إعلليفن وذلفك إجحاف بالصفل‬
‫ئ إلى تصحيح العين فقيل‪ :‬لجيواء ولريواء‪ ،‬وكذلك حكم ما أشبههما()‪.(3‬‬ ‫ل‬
‫يفليج ي‬
‫وبعد عرضنا المتعجل لفكرة الجحاف يمكن أن نعورفه بأونه حاكم أجراه اللغويطون تخفيفطاَة من تبعطاَت الص نعة اللغوويطة‬
‫واستشعاَراة بتعسفهاَ فيماَ تلتبس فيه الدللت‪ ،‬وأكثر مصاَديقه الحاذف والعلل‪.‬‬
‫وعودا على بدء اوتضح لنا الجحاف وليس هناك ما يجحفنا من أسن نتفبوين كيفف ففنر اللغويفون منفه‪ ،‬وهفذه المسألة مفن‬
‫ق مففن‬
‫بيففن مسففائل الف فرار مففن الصففنعة اللغوويففة تففد ول علففى عكففس فك فرة المطلففب الخففامس‪ ،‬وفيهففا مفارقتففان‪ :‬الثانيففة منهمففا أفففر ي‬
‫الولى‪:‬‬
‫إحاداهماَ‪ ً:‬أنن هذا الف ارير هو ف ارير لغو ي‬
‫ي من صنعته ل فرار عربيي من لهجته كما افترضه اللغوويون‪ ،‬وكما قوررناه في المطالب‬
‫لول‪.‬‬ ‫الربعة ا ي‬
‫والخرى‪ ً:‬أنن الففرار مففن الجحففاف هففو فف ارةر مففن الصففنعة وتعسفففها وليففس فف ار ار إليهففا‪- ،‬كمففا هففو مقتضففى المطلففب الخففامس‪-‬‬
‫فحكموا عليها بالجحاف‪ ،‬وقد اتضح ذلك في المقدماتا والتعريف‪ ،‬وسنتثوبتا منه في تحليل أحد مصاديقها‪.‬‬
‫النسبة إلى "رأموية" "رأمدو و‬
‫ي"‬
‫بدا لي أسن نختار قضوية النسبة إلى "يأموية" بوصفها شاهدا على الفرار مفن الجحفاف‪ ،‬فففي النسفبة إلى مدينفة أو قبيلفة‬
‫أو صفنعة ل بفند مففن أسن نزيففد علفى المنسفوب يفااء مشفوددة تكفون حففرف إعفراب يتفوالى عليفه الرفففع والنصفب والجفر‪ ،‬وأسن نكسفره‬
‫لمناسبة ياء النسبة‪ ،‬إواضافة هذه الياء إلى السم نسباة يقتضي حدوث تغييراتا في آخفره ومففا قبفل آخفره بحسفب طبيعففة السفم‬
‫المراد النسبة إليه وعدد حروفه وأهم هذه التغييراتا الحذف من السم المنسوب إليه)‪.(1‬‬
‫ي‪ ،‬وذلفك أنهفم كرهفوا أن تفوالي ففي السم أربفع يفاءاتا‪ ،‬فحفذفوا اليفاء‬‫قال سيبويه في النسبة إلى يأموية‪ ):‬وفي أمنية‪ :‬أمو ر‬
‫الزائدة التي حذفوها من سليم وثقيف حيث استثقلوا هذه الياءاتا‪ ،‬فأبدلوا الواو من الياء الفتي تكفون منقوصفة؛ لنفك إذا حفذفتا‬
‫الزائدة فإننما تبقى التي تصير ألفاا‪ ،‬كأنه أضاف إلى فعدل أو فعدل()‪.(2‬‬
‫فعنففدما يينسففب إلففى اسففم مففا نحففذف مففن آخ فره أص فواتاا‪ ،‬منهففا اليففاء المش فوددة وهمففا صففوتان‪ ،‬واليففاء المش فوددة لهففا أح فوال‬
‫بحسب عدد الحرف التي تسبقها وهي على النحو التي)‪:(3‬‬
‫‪ .1‬اليففاء المش ف وددة بعففد ثلثففة أحففرف فففأكثر‪ ،‬س فواء أكففانتا اليففاءان ازئففدتين أم إحففداهما ازئففدة والخففرى أصففلية‪ ،‬نحففو‪:‬‬
‫"كرس فوي" مومففا آخ فره يففاءان ليسففتا للنسففب‪" ،‬وشففافعوي" مومففا آخ فره يففاءان للنسففب‪ ،‬فتقففول فففي النسففب إليهمففا‪" :‬كرس فوي"‪،‬‬
‫و"شافعوي"‪ ،‬فتحذف الياء المشددة منهما‪ ،‬وتجعل مكانها يااء للنسب‪.‬‬
‫‪ .2‬الياء المشوددة بعد حرفين يحذفتا الولى فقط‪ ،‬نحو‪ :‬يأموية‪.‬‬
‫‪ .3‬الياء المش وددة بعد حرف واحد لم تحذف واحدة منها‪ ،‬بل تفتح الياء الولى أو تففرد إلففى أصففلها إذا كففانتا واوا إوال‬
‫ي"؛ لننهمفا‬
‫ي‪ ،‬وحيفو و‬ ‫يأبقيتا على صورتها‪ ،‬وتقلب الياء الثانية واوا لئل تجتمع الياءاتا تقول في‪ :‬طفوي‪ ،‬وحفوي‪ :‬طفوو و‬
‫من "طويتا‪ ،‬وحييتا"‪.‬‬
‫ي ويأمويفة‪ ،‬ولفو حاولنفا أن‬ ‫ل‬
‫ما يعنى به مدار بحثنا هو النسبة إلى مفا كفان آخفره يفااء مشفوددة بعفد حرفيفن‪ ،‬نحو‪ :‬تحويفة وثفد و‬
‫ي" لتفبوين لنا أونهفم يخورجونهفا على قفولين قاسفمهما المشفترك الصفنعة‬ ‫نتحرى أقوال العلماء في النسبة إلى يأموية حين قالوا‪" :‬يأملو و‬
‫ي في تقنين الظواهر‪ ،‬ويمكن عرضهما على النحو التي‪:‬‬
‫اللغووية وطريقة التفكير المعيار و‬

‫)‪ (3‬إيجاز التعريف في علم التصريف‪.123-122:‬‬


‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الصول في النحو‪ 77-73 /3:‬وشرحا التصريح على التوضيح‪.588 /2:‬‬
‫)‪ (2‬الكتاب‪.344 /3:‬‬
‫)‪ (3‬ينظر‪:‬المصدر نفسه‪ 77-3/73:‬وشرحا التصريح على التوضيح‪.2/588:‬‬

‫‪132‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫صففه المتقفودم ذكفره مففن أونهففم حففذفوا اليففاء الثانويففة المتحركففة "أييمسيييفوي" فصففارتا "أييمسيفوي؛ لننففا لففو‬
‫أحادهماَ‪ ً:‬مففا خورجففه سففيبويه فففي ن و‬
‫حذفنا الساكنة لنقلبتا الياء الثانية ألفف اا؛ لتحركهفا وانفتفاحا مفا قبلهفا فحفذف المتحركفة أولفى‪ ،‬ومفن ثيفوم يقلبفتا اليفاء السفاكنة‬
‫واوا لجل النسب فصارتا يأملوويا ‪.‬‬
‫تا "أييمييوي" وقلبتا الياء الثانية ألفاا؛ لتحركها وانفتاحا ما قبلهفا‪ ،‬ومففن ثيفنم قلبفتا‬
‫والخر‪ ً:‬حذف الياء الولى الساكنة "أييمسيييوي" فصار س‬
‫اللف واوا لوجوب كسر ما قبل ياء النسب وك ارهففة اجتمففاع اليفاءاتا مفع الكسفرة لفو يقلبففتا يفااء)]‪ [...‬يكفاين حففذف النسفالكن‬
‫يييؤُلدي لإيلى قلب المتحركة واواا‪ ،‬وخروجها يعن شبه اسليياء‪ ،‬وهم يفرون لفي يهيذا اسليباب من الياءاتا()‪ .(1‬فصارتا يأملووياا‪.‬‬
‫يبدو لي أ سن نتحرى صفنعتهم الفتي ألزمفوا بهفا أنفسفهم ‪ -‬فيمفا يتعلفق بالمسفألة المطروحفة للبحفث‪ -‬والفتي أخضفعوا في ضفوئها‬
‫كلم العرب الذي وردهم سماع ا إلى أسن صار حكمهم بالجحاف‪:‬‬
‫‪ .1‬كراهة اجتماع الياءاتا؛ فل بود من حذف بعضها‪.‬‬
‫‪ .2‬كل واو وياء إذا تحركتا بأي حركة وانفتح ما قبلهما؛ فل بند من قلبهما ألفاا‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا اجتمعففتا يففاءان فالمتحركففة أولففى بالحففذف؛ للينففك يلففو حففذفتا السففاكنة بقيففتا المتحركففة يوقبلهيففا فيتسحففة‪ ،‬يفيجففب يقلبهيففا‬
‫ألفاا‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا اجتمعتا ياءان فالساكنة أولى بالحذف؛ لنن حذفها يييؤُلدي لإيلى قلب المتحركة واواا‪ ،‬فيخرجها يعن شبه اسليياء‪.‬‬
‫‪ .5‬قلب الياء واوا لوجوب كسر ما قبل ياء النسب‪.‬‬
‫ي" فلففم يجففدوا فففي هففذه النسففبة اليففاءين المودغمففة‬
‫فنظففر اللغويففون إلففى مففا ورد عففن العففرب فففي النسففب إلففى أمويففة ب فف"أمففو و‬
‫إحداهما في الخرى وواقع الحال وجود صوتين جديدين‪:‬‬
‫أحادهماَ‪ ً:‬الواو التي قبل ياء النسب‪.‬‬
‫والخر‪ ً:‬الياء المشوددة التي يأضيفتا لمعنى النسب‪.‬‬
‫ي" فمففا كففان عليهففم إل أسن يلتمسف فوا لختفائهمففا‬
‫فحففاولوا أسن يفوسففروا اختفففاء اليففاءين فففي "يأمويففة" حيففن ينسففب إليهففا "أمففو و‬
‫مخرجف اا؛ فقففالوا بالحففذف‪ ،‬فبعضففهم حففذف اليففاء الولففى وقلففب الثانيففة‪ ،‬وبعضففهم حففذف الثانيففة وقلففب الولففى‪ ،‬ولففم يسففتطع أحفةد‬
‫منهم القول بحذف الثنين معاا‪ ،‬قال سيبويه‪ ):‬وذلك لننه عندهم إجحاف أسن يذهب من أقل الكلم عددا حرفان()‪.(1‬‬
‫وهذا ما استشعر به الشيخ خالد الزهفري حيفن حفذف أحفدى اليفاءين‪ ،‬فأصفدر حكمفه‪ ،‬قال‪):‬يحفذفتا الولفى فقفط" فف اراار‬
‫من الجحاف( ‪ .‬شعو ار منه بتكولف حذفهم للياء الولى فكيف يتحذف الثانوية!ً ففي حذفها حينئدذ احجا ة‬
‫ف‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫فاتوضففح لنففا بعففد هففذا السففجال بيففن فف ف اردر إواجحففاف أنن الفف فرار مففن الجحففاف هففو فف ف ارةر مففن تعسففف الصففنعة وتكلوففف‬
‫إجراءاتها مع أونهم في كثيدر من ظواهر العربوية يهرعون إلى صنعتهم؛ ليخورجوا مففا ل يتفففق معهففا‪ ،‬وفففي فرارهففم مففن الجحفاف‬
‫نجدهم قد فوروا منها‪ ،‬وما وصفهم لجراءاتهم بالجحاف إل اعتراف منهم بتبعاتا النزعة العقلوية في معالجففة الظفواهر اللغوويفة‬
‫ف‪ ،‬هكفذا يبفدو لي ‪-‬والف أعلفم‪ -‬أنن‬ ‫ف‪ ،‬ومفا كفان ليتعسفف إل بعفد تكلوف د‬
‫ومفا كفان لي أحفد أن يجحفف ففي شيء إل بعفد تعسف د‬
‫و‬
‫تبعاتا النزعة العقلوية لطبائع الشياء تتدرج من التكولف ثم التعوسف ثم الجحاف ثم النتهاك‪ ،‬وهذه المصفطلحاتا كلوهفا أحكفام‬
‫وردتا على ألسنة اللغويين تجاه صناعتهم‪.‬‬
‫إوان كان لي لعسنةد ‪-‬كما عوبر الجاحظ‪ -‬فما عندي أنن اللغويين لو نظروا في النسبة إلى يأموية نظرةا وصفففوية مصففحوبةا‬
‫بشففيدء يسففيدر مففن التعليففل لكففان أفضففل للعربويففة مففن هففذه التعقيففداتا أو ا‬
‫ل‪ ،‬ولمكننففا أسن نحففذف اليففاءين دفعفةا واحففدةا مففن دون أسن‬

‫)‪ (1‬علل النحو‪.532:‬‬

‫)‪ (1‬الكتاب‪.218 /4:‬‬


‫)‪ (2‬شرحا التصريح على التوضيح‪.589 /2:‬‬

‫‪133‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫يكون هناك إجحاف ومن ثينم ل ف ارير‪ ،‬والستقراء الوصفي أنن النسبة إلى يأموية يأملو و‬
‫ي وما حدث أون الياءين يحذفتا وجيء بففالواو‬
‫لجل النسب وكفى ال اللغويين شور الجحاف والفرار‪.‬‬
‫ب معترض يقول‪ :‬كيف ييحيذف حرفان دفعة واحدة ول إجحفاف فيهمففا‪ ،‬واللغويففون القففدماء حفذفوا يففااء واحففدة وحكمفوا‬ ‫ور و‬
‫على حذف الثانوية بالجحاف ولم يحذفوها ف ار ار منه؟‪.‬‬
‫ف الفكففر المعيففاري المتشففدد فففي أحكففامه والمتكلوففف فففي تعليلتففه العقلويففة البعيففدة عففن واقففع‬ ‫الجفواب أنن الجحففا ي‬
‫ف إجحففا ي‬
‫اللغة‪ ،‬فمحاولة الحذف بعد الحذف بوصفها إج اراء تعليلي ا لم يكن حكم ا لغويا بمعزل عن أحكام يأخر يأجريتا على اللفظ نفسففه‬
‫ي" فالجحاف قائم في‪:‬‬
‫محاولاة منهم لتفسير البنية التي نطق بها العربوي الفصيح حين قال‪" :‬يأمو و‬
‫‪ .1‬فوك تشديد الياءين فظهر سكون الولى وفتح الثانية‪.‬‬
‫‪ .2‬اختيار حذف الياء الثانوية خوف ا من تغيير سيلحق الياء الولى‪.‬‬
‫‪ .3‬قلب الياء الثانوية واوا لوجوب كسر ما قبل ياء النسب‪.‬‬
‫‪ .4‬اختيار حذف الياء الولى وقلب الثانية ألف ا لعلة ذكرناها‪.‬‬
‫‪ .5‬قلب اللف واوا لوجوب كسر ما قبل ياء النسب‬
‫فلم يكفن حفذف اليفاء الثانويفة إجحافف ا بمعفزل عفن كفول هفذه الجحافاتا المفذكورة‪ ،‬فحكمهفم بفالفرار مفن الجحفاف صفدر‬
‫وهذه التمحلتا كرلها راسخة في عقولهم ويتقاس بعضها على بعض قياس شبه وقياس علة‪ ،‬وما سمع من الشواهد على ما لم‬
‫ييسمع منهفا‪ ،‬بفل على ما ييففترض لو ينطق بفه‪ ،‬فصارتا هفذه إحكامفا ل يجفوز الخفروج عنهفا؛ لفذلك جفاء حكمهفم علفى حفذف‬
‫الياء الثانوية بأننه إجحفاف وقففد فيفنر منفه‪ ،‬فهففذه التخرصفاتا كلرهفا تخلصفنا منهففا بنظرتنفا الوصففوية فلففم ييرصفد إجحفاف ففي حففذف‬
‫اليففاءين وتعليلنففا بمجيففء الفواو للجففل النسففب مقبففول‪ ،‬وقففد لقيففل بففه مففن قبفيل‪ ،‬مففع أنن الصففنعة قففد سففمحتا بتفوالي إعلليففن ولففم‬
‫يحكموا بالجحاف ومن ث نم لم يكن هنالك فرار‪ ،‬قال ركن الدين السترابادي في أصل "جاء"‪ [...] ):‬إذا اجتمعتا همزتففان فففي‬
‫مثلها قلبتا الثانية ياء ثم أعلتا إعلل قاض‪ ،‬ول يهربون عن توالي إعللين‪ :‬هما قلب العين همزة‪ ،‬وقلب اللم ياء()‪.(1‬‬
‫وما أوود أسن أختم به أننا ل ننظر إلى فكرة الجحاف نظرة جزئوية من توالي حذفين أو توالي إعلليففن‪ ،‬بففل ننظففر إليهففا‬
‫ي ومعالجة الظواهر‪.‬‬
‫على أونها إجحاف في منهج التفكير اللغو و‬
‫النتاَئج‬
‫‪ .1‬استقصينا بفضل ال ومونه علينا فكرة لغووياة ففي مصفدر العربيففة القففدم لفم ييسفلط عليهفا الضفوء مفهومف ا ومصفطلح ا‬
‫ظن أننه من الحدود المانعة الجامعة لحقيقتها‪.‬‬ ‫فوضعنا لها حودا ن و‬
‫‪ .2‬الففرار وسفيلة تييخلرففص يكمفن ففي إجراءاتففه ظفواهر لغوويففة عفدة‪ :‬إعلل إوابفدال وقلفب إوامالفة إوادغفام وحفذف وغيرهففا‬
‫تستدعيه علل‪ ،‬تسعى كولها إلى استقامة النطق ويحسن التعبير‪.‬‬
‫ي على ضمانه بوصفه وسيلة تخرلص مفن موانفع الفصاحة‬‫‪ .3‬فصاحة اللفظ وبلغة التركيب غاية يعمل الفرار اللغو و‬
‫وقوادحا البلغة فما ييستثقل نطقه يلجأ الى خفته‪ ،‬وما يلتبس يسفعى إلفى أمنفه‪ ،‬ومفا ييقبفح تركيبفه يعمفد إلى يحسفنه‪،‬‬
‫وما يطول من لفدظ ييسرع إلى اختصاره وتخفيفه على اللسان‪.‬‬
‫‪ .4‬يففرى اللغويففون أ نن طائفففة مففن السففباب الففتي تكمففن وراء الف فرار اسففتقتا مففن اسففتقراء كلم العففرب‪ ،‬وقففد رصففدنا أنن‬
‫ي‪ ،‬وك ففانتا النزع ففة المنطقوي ففة له ففا الث ففر الب ففالغ ف ففي‬
‫طائفف فاة منه ففا فرض ففتها الص ففنعة اللغووي ففة وأص ففول التفكي ففر النح ففو و‬
‫صنعتهم‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ .5‬خيلص البحث في بعض مطالبه إلى أسن يضع حودا لعلة الثقل وحودا لظاهرة الجحاف اللغو و‬

‫)‪ (1‬شرحا شافية ابن الحاجب‪ ،‬ركن الدين السترابادي‪.189 /1:‬‬

‫‪134‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫‪ .6‬تففبوين أنن الففرار مففن الجحففاف هففو فف ارةر مففن تكلوففف الصففنعة وتعسففف معالجاتهففا‪ ،‬وقففد قفورر البحففث أول يجف أز ظففاهرة‬
‫الجحاف بفالنظر إلفى إجراءاتهفا الجزئويفة مفن تفوالي حفذفين أو تفوالي إعلليفن‪ ،‬بفل صفار الحكفم علفى أونفه إجحاف‬
‫ي ومعالجة الظواهر‪.‬‬
‫في منهج التفكير اللغو و‬
‫المصاَدر والمراجع‬
‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -‬أساس البلغة‪ ،‬جار ال الزمخشري‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروتا‪1426 ،‬هف‪2006/‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬أسرار العربية‪ ،‬أبو البركاتا النباري‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬فخر صالح قودارة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروتا‪1415 ،‬هف‪1995/‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬الصول في النحو‪ ،‬أبو بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الحسين الفتلي‪ ،‬الطبعفة الثالثفة‪،‬‬
‫مؤُسسة الرسالة‪ ،‬بيروتا‪1408 ،‬هف‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ألفية ابن مالك‪ ،‬ابن مالك الطائي الجياني‪ ،‬دار التعاون )د‪.‬ط( )د‪.‬تا( ‪.‬‬
‫‪ -‬النصففاف فففي مسففائل الخلف بيففن النحففويين البصفريين والكففوفيين‪ ،‬أبففو البركففاتا النبففاري‪ ،‬تففح‪ :‬محمففد محيففي الففدين عبففد‬
‫الحميد‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار إحياء التراث العربي‪1380 ،‬هف‪1961/‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬إيجففاز التعريففف فففي علففم التصفريف‪ ،‬ابففن مالففك الطففائي الجيففاني‪ ،‬تحقيففق‪ :‬محمففد المهففدي عبففد الحففي عمففار سففالم‪ ،‬عمففادة‬
‫البحث العلمي بالجامعة السلمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪1422 ،‬هف‪2002 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاج العروس من جواهر القاموس ‪ ,‬مرتضى الحسيني الزبيدي‪ ،‬تحقيق محمود محمد الطناجي )د‪.‬ط( )د‪.‬تا( ‪.‬‬
‫‪ -‬تداخل الصول اللغوية وأثره في بناء المعجم‪ ،‬عبد الرزاق بن فراج الصاعدي‪ ،‬عمففادة البحففث العلمففي‪ ،‬الجامعففة السففلمية‬
‫بالمدينة المنورة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪1422 ،‬هف‪2002/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تهففذيب اللغففة‪ ،‬أبففو منصففور محمففد بففن أحمففد الزهففري‪ ،‬تحقيففق‪ :‬محمففد عففوض مرعففب‪ ،‬دار إحيففاء الففتراث العربففي ‪ ،‬بيففروتا‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح المقاصد والمسالك بشرحا ألفية ابن مالك‪ ،‬ابن قاسم المرادي‪ ،‬شرحا وتحقيق‪ :‬عبد الرحمن علي سففليمان‪ ،‬دار الفكففر‬
‫العربي‪1428 ،‬هف ‪2008/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيف على مهماتا التعاريف‪ ،‬محمد عبد الرؤُوف المناوي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪ .‬محمد رضفوان الدايففة‪ ،‬دار الفكفر المعاصفر‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروتا ‪1410‬هف‪.‬‬
‫‪ -‬الجنى الفداني ففي حفروف المعفاني‪ ،‬ابفن قاسم المفرادي‪ ،‬تحقيفق‪ ،‬د‪ .‬فخفر الفدين قبفاوة والسفتاذ محمفد نفديم فاضفل‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروتا‪1413 ،‬هف‪1992/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حاشففية الصففبان علففى شفرحا الشففمونى للفيففة ابففن مالففك ‪ ،‬محمففد بففن علففي الصففبان الشففافعي‪ ،‬دار الكتففب العلميففة ‪ ،‬بيففروتا‪،‬‬
‫‪1417‬هف‪1997/‬م‪.‬‬
‫‪-‬خزانة الدب وغاية الرب‪ ،‬ابن حجة الحموي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عصام شقيو‪ ،‬دار ومكتبة الهلل‪ ،‬دار البحار‪ ،‬بيروتا‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الخصائص‪ ،‬أبو الفتح عثمان ابن جني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬عالم الكتب – بيروتا‪) .‬د‪.‬ط( )د‪.‬تا(‪.‬‬
‫‪ -‬دسففتور العلمفاء جفامع العلففوم فففي اصففطلحاتا الفنففون‪ ،‬القاضففي عبففد النففبي بففن عبففد الرسففول الحمففد نكففري‪ ،‬عفورب عبففاراته‬
‫الفارسية‪ :‬حسن هاني فحص‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروتا‪1421 ،‬هف‪2000/‬م‪.‬‬
‫سر صناعة العراب‪ ،‬أبو الفتح عثمان ابن جني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬حسن هنداوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪1405 ،‬هف‪1985/‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬شرحا ابن عقيل على ألفيفة ابفن مالففك‪ ،‬ابففن عقيفل العقيلفي المصفري‪ ،‬تحقيففق‪ ،‬محمففد محيففي الففدين عبفد الحميفد‪ ،‬ط‪،20‬ف دار‬
‫التراث القاهرة‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬سعيد جودة السحار وشركاه‪1400 ،‬هف‪1980/‬م‪.‬‬
‫‪-‬شف فرحا الشففمون وي علففى ألفيففة ابففن مالففك‪ ،‬نففور الففدين الشففموني‪ ،‬تحقيففق محمففد محيففي الففدين عبففد الحميففد‪ ،‬مكتبففة النهضففة‬
‫المصرية ‪1970‬م ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫‪-‬شرحا التصريح على التوضيح‪ ،‬خالد بن عبد ال الزهري‪ ،‬مطبعة الستقامة‪ ،‬القاهرة ‪1947‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ش فرحا شففافية ابففن الحففاجب‪ ،‬الرضففي السففتراباذي‪ ،‬تحقيففق محمففد نففور الحسففن ومحمففد الزف فزاف ومحمففد محيففى الففدين عبففد‬
‫الحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروتا‪1395 ،‬هف‪1975/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شرحا الكافية الشافية‪ ،‬ابفن مالفك‪ ،‬تحقيفق‪ ،‬عبفد المنعفم أحمفد هريفدي‪ ،‬جامعفة أم القفرى مركفز البحفث العلمفي إواحيفاء الفتراث‬
‫السلمي كلية الشريعة والدراساتا السلمية مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪-‬شرحا المفصل‪ ،‬موفق الدين ابن يعيش ‪,‬عالم الكتب بيروتا )د‪.‬تا( )د‪.‬ط(‪.‬‬
‫‪ -‬الصففاحبي فففي فقففه اللغففة العربيففة ومسففائلها وسففنن العففرب فففي كلمهففا‪ ،‬أحمففد بففن فففارس‪ ،‬الناشففر‪ :‬محمففد علففي بيضففون‪،‬‬
‫‪1418‬هف‪1997/‬م‪.‬‬
‫طبقاتا النحويين واللغويين‪ ،‬أبو بكر الزبيدي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1973 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬علل النحو‪ ،‬ابن الوراق‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪.‬محمود جاسم محمد الدرويش‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪1420 ،‬هف‪1999/‬م‪.‬‬
‫الكتاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬تح‪ :‬عبد السلم هارون‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1988 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬كتاب العين‪ ،‬الخليل بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهلل‪.‬‬
‫‪-‬الكليففاتا معجففم فففي المصففطلحاتا والفففروق اللغويففة‪ ،‬أبففو البقففاء الكفففوي‪ ،‬تحقيففق عففدنان درويففش ومحمففد المصففري‪ ،‬مؤُسسففة‬
‫الرسالة – بيروتا )د‪.‬تا(‪.‬‬
‫‪ -‬اللبففاب فففي علففل البنففاء والع فراب‪ ،‬أبففو البقففاء العكففبري‪ ،‬تحقيففق‪ ،‬د‪ .‬عبففد اللففه النبهففان‪ ،‬دار الفكففر‪ ،‬دمشففق‪1416 ،‬هف ف‪/‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪-‬لسان العرب‪ ،‬جمال الدين بن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروتا )د‪.‬تا( )د‪.‬ط(‪.‬‬
‫‪ -‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ ،‬تمام حسان عمر‪ ،‬ط ‪ ،5‬عالم الكتب‪1427 ،‬هف‪2006/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اللمع في العربية‪ ،‬أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي‪ ،‬تحقيق د‪ .‬فائز فارس‪ ،‬دار الكتب الثقافية‪ ،‬الكويتا‪.‬‬
‫‪ -‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءاتا واليضاحا عنهفا‪ ،‬ابفو الفتفح بفن جني تحقيفق محمفد عبفد القادر عطا‪ ،‬دار الكتفب‬
‫العلمية‪1419 ،‬ﮬ ‪1998/‬م‪.‬‬
‫معاني القرآن‪ ،‬أبو زكريا الفراء‪ ،‬تح‪ :‬ج ‪ 1‬محمد علي النجار واحمد يوسفف نجفاتي ج ‪ 2‬السففتاذ محمفد علفي النجفار ج‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬عبد الفتاحا إسماعيل شلبي و الستاذ علي النجدي ناصف‪ ،‬ط ‪ ،3‬عالم الكتب‪ ،‬بيروتا‪1403 ،‬ﮬ ‪1983/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السلم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬هف‪1979/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المعجفم الوسفيط‪ ،‬مجمفع اللغفة العربيففة بالقفاهرة‪) :‬إبراهيفم مصفطفى وأحمفد الزيفاتا وحامففد عبفد القفادر ومحمفد النجفار(‪ ،‬دار‬
‫الدعوة‪.‬‬
‫‪ -‬مغني اللبيب عن كتب العاريب‪ ،‬ابن هشام‪ ،‬تحقيق‪ ،‬د‪ .‬مازن المبفارك ومحمفد علفي حمفد الف‪ ،‬ط‪،6‬ف دار الفكفر‪ ،‬دمشفق‪،‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫المفصل في علم العربية‪ ،‬جار ال الزمخشري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬مطبعة حجازي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقتضب‪ ،‬المبرد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الخالق عضيمة‪ ،‬القاهرة‪1415 ،‬هف‪1994/‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقرب‪ ،‬ابن عصفور‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬احمد عبد الستار الجواري‪ ،‬ود‪ .‬عبد ال الجبوري‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬منازل الحروف‪ ،‬علي بن عيسى الرماني‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان )د‪.‬تا( )د‪.‬ط(‪.‬‬
‫المنصف شرحا كتاب التصريف‪ ،‬أبو الفتح عثمان بن جني‪ ،‬دار إحياء التراث القديم‪1373 ،‬هف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الممتع الكبير في التصريف‪ ،‬ابن عصفور‪ ،‬مكتبة لبنان‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬نتائج الفكر في الننحو للرسيهيلي‪ ،‬أبو القاسم السهيلي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروتا‪1412 ،‬ه‪1992/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النحو العربوي العلة النحووية‪ :‬نشأتها وتطورها‪ ،‬د‪ .‬مازن المبارك‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫حزيران‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية الساسية‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪16/‬‬

‫‪ -‬النحو الوافي‪ ،‬الستاذ عباس حسن‪ ،‬ط‪ ،15‬دار المعارف‪.‬‬


‫‪ -‬همع الهوامع في شرحا جمع الجوامع‪ ،‬جلل الدين السيوطي‪ ،‬تحقيق عبد الحميد هنداوي‪ ،‬المكتبة التوفيقية – مصر‪.‬‬

‫‪137‬‬

You might also like