You are on page 1of 192

‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬

‫مشكاة السلمية‬

‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬


‫لـ زين الدين المليبارى‬
‫دة‪ ،‬وفقه من طهارة وصلة وزكاة وصيام وحج‬ ‫كتاب شامل فيه عقيدة من إيمان ور ّ‬
‫) مع بيان فضائلها ( على مذهب الشافعية‪ ،‬وآيات وفضائلها وأذكار وأخلقا ومعاملت‪.‬‬
‫كما تطرقا إلى بعض المسائل من التنجيم والسحر والزنا والسحاقا واللواط والخمر‬
‫والبنج ‪.‬والحشيشة وغير ذلك من المواضيع‬

‫هو زين الدين بن عبد العزيز بن زين الدين المليباري‪ ,‬الشافعي‪ .‬فقيه مشارك‬
‫في بعض العلوم من آثاره‪ - :‬فتح المعين بشرح قرة العين‪ - .‬مختصر في‬
‫أحاديث ذكر الموت‪ - .‬إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‪.‬‬
‫عدد الجأزاء ‪1 /‬‬
‫دار النشر ‪ /‬دار المعرفة‬
‫الكتاب موافق للمطبوع‬
‫__________________‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة المؤلف‬
‫الحمد لله الذي أرشدنا إلى طاعته‪ ،‬وزجأرنا عن معصيته‪ ،‬وأشهد أن ل اله إل‬
‫صلة‬ ‫وته‪ ،‬وال ّ‬ ‫الله إقرارا ً بوحدانيته‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً رسول الله اعترافا ً بنب ّ‬
‫سلم على من أرسله الله لرشاد العباد‪ ،‬وعلى آله وصحبه المهتدين إلى‬ ‫وال ّ‬
‫سبيل الرشاد‪.‬‬
‫ي‪ :‬الزواجأر‪ ،‬ومرشد الطلب‪ ،‬لشيخي مشايخ‬ ‫)وبعد( فهذا كتاب انتخبته من كَتاب َ ْ‬
‫السلم وملكي العلماء العلم‪ ،‬شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر‬
‫دنا زين الدين بن علي المعبري رضي الله عنهما وحشرنا في‬ ‫الهيثمي‪ ،‬وجأ ّ‬
‫زمرتهما‪ ،‬وزدت فيه ما يسر من الحاديث والمسائل الفقهيات‪ ،‬والمواعظ‬
‫والحكايات‪ ،‬وسميته )بإرشاد العباد إلى سبيل الرشاد( راجأبا ً من الله الجواد أن‬
‫يرشدني به وجأميع العباد إلى دار الخلود‪ ،‬إنه كريم ودود‪.‬‬
‫روى الشيخان البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‪:‬‬
‫وى‪،‬‬ ‫ت َوإّنما ل ِك ُ ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬
‫ما ن َ َ‬
‫رىٍءء َ‬ ‫م ِ‬
‫لا ْ‬ ‫ل ِبالن ّّيا ِ‬ ‫ما الع ْ َ‬ ‫سمعت رسول الله يقول‪» :‬إن ّ َ‬
‫ت‬‫كان َ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ه إلى الله وََر ُ‬‫َ‬ ‫جَرت ُ ُ‬‫سول ِهِ فَهِ ْ‬ ‫ه إلى الله وََر ُ‬ ‫جَرت ُ ُ‬‫ت هِ ْ‬ ‫كان َ ْ‬‫فمن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ ‪.‬‬ ‫جأَر إلي ْ ِ‬ ‫ها َ‬
‫ما َ‬ ‫ه إلى َ‬ ‫جَرت ُ ُ‬‫حها فَهِ َ‬ ‫مَرأةٍء ي َن ْك ِ ُ‬
‫صيُبها أو ا ْ‬ ‫ه ل ِد ُن َْيا ي ُ ِ‬
‫جَرت ُ ُ‬
‫هِ ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫باب اليمان‬
‫َ‬
‫دوا{ )سورة البقرة‪ (21 :‬أي وحدوا }َرب ّك ُ ُ‬
‫م‬ ‫س اع ْب ُ ُ‬‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫ن{ )سورة البقرة‪ (21 :‬عقابه‬ ‫قو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م ت َت ّ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫م َوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫خل َ َ‬
‫قك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ض فَِراشًا{ )سورة‬ ‫َ‬
‫ل{ )سورة البقرة‪ (22 :‬أي خلق }ل َك ُ ُ‬
‫م الْر َ‬ ‫جأعَ َ‬‫ذي َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ماَء ب َِناًء{ )سورة البقرة‪ (22 :‬سقفا ً‬ ‫س َ‬ ‫البقرة‪ (22 :‬أي بساطا ً يفترش }َوال ّ‬
‫َ‬ ‫}وَأ َن َْز َ‬
‫ت‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ن{ )سورة البقرة‪ ( 22 :‬أنواع }الث ّ َ‬ ‫م َ‬‫ج ب ِهِ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ماًء فَأ ْ‬ ‫ماِء َ‬
‫س َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬
‫دادًا{ )سورة البقرة‪(22 :‬‬ ‫َ‬
‫جعَُلوا لله أن ْ َ‬ ‫م{ )سورة البقرة‪َ} (22 :‬فل ت َ ْ‬ ‫رِْزقا ً ل َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن{ )سورة البقرة‪ (22 :‬أنه لخالق ول‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫أي شركاء في العبادة }وَأن ْت ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫سو‬
‫ََ ُ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫بالله‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬
‫َ َ ْ ْ ُ ِ ْ ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫}‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫يخلق‪،‬‬ ‫من‬ ‫يخلقون‪ ،‬ول يكون إلها ً إل‬
‫سِعيرًا{ )سورة الفتح‪ (13 :‬أي نارا ً شديدة‪ .‬وأخرج مسلم‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬‫كافِ ِ‬ ‫فَإ ِّنا أ َع ْت َد َْنا ل ِل ْ َ‬
‫عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‪» :‬بينما نحن عند رسول الله ذات يوم‬
‫إذ طلع علينا رجأل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ل يرى عليه أثر السفر‬
‫ول يعرفه منا أحد حتى جألس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه‪ ،‬ووضع كفيه‬
‫م‬ ‫سل ُ‬ ‫على فخذيه وقال‪ :‬يا محمد أخبرني عن السلم‪ ،‬فقال رسول الله ‪» :‬ال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ي الّزكا َ‬ ‫صلة‪ ،‬وَت ُؤ ْت ِ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قي َ‬ ‫ل الله‪ ،‬وَت ُ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫مدا ً َر ُ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ل اله إل الله وَأ ّ‬ ‫شهَد َ أ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫سِبيلً«ِ قال صدقت‪ .‬قال فعجبنا‬ ‫ت إل َي ْهِ َ‬‫ست َط َعْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫تإ ِ‬ ‫ج الب َي ْ َ‬ ‫ن‪ ،‬وََتح ّ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫صو َ‬ ‫وَت َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِكت ِهِ‬ ‫ن ِبالله وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ت ُؤ ْ ِ‬ ‫دقه‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني عن اليمان‪ .‬قال‪» :‬أ ْ‬ ‫له يسأله ويص ّ‬
‫ن الله تعالى«ِ قال‪ :‬صدقت‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫شّره ُ ِ‬ ‫خْيرهِ وَ َ‬ ‫قد َرِ َ‬ ‫ر‪ ،‬وال َ‬ ‫خ ِ‬‫وكتب ِهِ ورسل ِهِ واليوم ِ ال َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََراه ُ‬ ‫م ت َك ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫ه‪ ،‬فإ ِ ْ‬ ‫ن ت َعْب ُد َ الله كأن ّك ت ََرا ُ‬ ‫قال‪ :‬فأخبرني عن الحسان‪ .‬قال‪» :‬أ ْ‬
‫ك«ِ ‪ .‬قال‪ :‬فأخبرني عن الساعة‪ ،‬أي عن زمن وجأود يوم القيامة‬ ‫ه ي ََرا َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬

‫) ‪(1/2‬‬

‫ل«ِ ‪ .‬قال‪ :‬فأخبرني عن أماراتها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سؤو ُ‬


‫سائ ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬‫عل َ‬ ‫ل ع َْنها ب ِأ ْ‬ ‫م ْ‬‫قال‪» :‬ما ال َ‬
‫ة َرب َّتها«ِ أي سيدتها‪ ،‬يعني يكثر عقوقا الولد لمهاتهم‬ ‫م ُ‬
‫ن ت َل ِد َ ال َ‬
‫قال‪» :‬أ ْ‬
‫فاة ُ العَُراة َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََرى ال ُ‬
‫ب »وَأ ْ‬ ‫ن معاملة السيد أمته من الهانة والس ّ‬ ‫فيعاملونه ّ‬
‫ن«ِ يعني يصير السافل كالملوك »ثم‬ ‫ن ِفي الب ُن َْيا ِ‬ ‫ُ‬
‫شاء يتطاوَلو َ‬ ‫الَعاَلة رعاَء ال ّ‬
‫َ‬
‫ت الله‬ ‫ل؟ِ قُل ْ ُ‬‫سائ ِ ِ‬‫ن ال ّ‬‫م ِ‬
‫مُر أت َد ِْري َ‬ ‫انطلق فلبثت مليا ً أي زمانا ً كثيرًا‪ ،‬ثم قال‪َ :‬يا ع ُ َ‬
‫م«ِ ‪ .‬قال التاج السبكي‪:‬‬ ‫م ِدين َك ُ ْ‬ ‫م ي ُعَل َ ُ‬
‫مك ُ ْ‬ ‫ل أَتاك ُ ْ‬ ‫ري ُ‬
‫جأب ْ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ورسوله أعلم‪ .‬قال‪» :‬فَإ ِن ّ ُ‬
‫السلم أعمال الجوارح‪ ،‬ول يعتبر إل مع اليمان واليمان تصديق القلب‪ ،‬ول‬
‫يعتبر إل مع التلفظ بالشهادتين‪ .‬ونقل النووي في شرح مسلم اتفاقا أهل السنة‬
‫دثين والفقهاء والمتكلمين على أن من آمن بقلبه‪ ،‬ولم ينطق بلسانه‬ ‫من المح ّ‬
‫مع قدرته كان مخلدا ً في النار انتهى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬

‫) ‪(1/3‬‬

‫ف ُ‬
‫ظ بالشهادتين ل التيان بلفظ‪:‬‬ ‫واعلم أنه يشترط في إسلم كل كافر الت ّل َ ّ‬
‫أشهد‪ ،‬فالظأهر الكتفاء بل اله إل الله محمد رسول الله‪ ،‬وهو مقتضى كلم‬
‫الروضة‪ ،‬لكن الذي اعتمده بعض المتأخرين اشتراطه‪ ،‬وهو مقتضى كلم‬
‫العباب فعليه لو قال‪ :‬أعلم أو أسقطهما‪ .‬فقال ل اله إل الله محمد رسول الله‬
‫لم يكن مسلمًا‪ .‬ولبعض أئمتنا رأي ثالث‪ ،‬وهو اشتراط أشهد أو مرادفها كأعلم‪،‬‬
‫فينبغي لكل من يسلم الحتياط بأن يقول‪ :‬أشهد أن ل اله إل الله وأشهد أن‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫محمدا ً رسول الله‪ ،‬ومعنى أشهد أعلم وأبين‪ ،‬ويشترط ترتيبهما فل يص ّ‬


‫ح‬
‫اليمان بالنبي قبل اليمان بالله‪ ،‬ل الموالة بينهما ول العربية وإن أحسنها‪ ،‬لكن‬
‫يشترط فهم معنى ما تلفظ به‪ ،‬وهو أنه ل معبود بحق في الوجأود إل الله‬
‫المنفرد باللوهية‪ ،‬وأن يزيد المشرك‪ :‬كفرت بما كنت أشركت به‪ ،‬وأنا بريء‬
‫من كل دين يخالف دين السلم‪ ،‬فل يصير المشرك مؤمنا ً حتى يضم إلى‬
‫الشهادتين ذلك‪ ،‬كما في الروضة والعباب‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يجب زيادة ذلك‪.‬‬

‫) ‪(1/4‬‬

‫واعلم أن اليمان بالله اعتقاد أنه واحد ل نظير له في ذاته وصفاته ول شريك له‬
‫قا ل انتهاء‬
‫في اللوهية وهي استحقاقا العبادة‪ ،‬وأنه قديم ل ابتداء لوجأوده‪ ،‬وبا ٍء‬
‫لبديته‪ ،‬وبالملئكة اعتقاد أنهم مكرمون ل يعصون الله ما أمرهم‪ ،‬ويفعلون ما‬
‫يؤمرون صادقون فيما أخبروا به‪ ،‬وبالكتب اعتقاد أنها كلم الله الزلي القائم‬
‫بذاته المنزه عن الحرف والصوت‪ ،‬وأن كل ما تضمنته حق‪ ،‬وأن الله تعالى‬
‫أنزلها على بعض رسله بألفاظ حادثة في ألواح أو على لسان الملك‪ ،‬وبالرسل‬
‫اعتقاد أن الله أرسلهم إلى الخلق ونزههم عن كل وخيمة ونقص‪ ،‬فهم‬
‫وة وبعدها‪ ،‬وباليوم الخر‪ ،‬وهو من‬ ‫معصومون من الصغائر والكبائر قبل النب ّ‬
‫الموت إلى آخر ما يقع اعتقاد وجأوده‪ ،‬وما اشتمل عليه من سؤال الملكين‬
‫ونعيم القبر أو عذابه‪ ،‬والبعث والجزاء والحساب والميزان‪ ،‬والصراط والجنة‬
‫دره الله في الزل ل بد من وقوعه‪ ،‬وما لم يقدره‬ ‫والنار‪ ،‬وبالقدر اعتقاد أن ما ق ّ‬
‫يستحيل وقوعه‪ ،‬وأنه تعالى قدر الخير والشّر قبل خلق الخلق‪ ،‬وأن جأميع‬
‫الكائنات بقضائه وقدره‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬

‫) ‪(1/5‬‬

‫وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه‪ .‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫ل الله؟ِ قال‪» :‬أك ْث ُِروا‬ ‫جد ّد ُ إيمان ََنا يا َرسو َ‬ ‫م«ِ قيل‪ :‬قيل وكيف ن ُ َ‬ ‫مان َك ُ ْ‬‫دوا إي ْ َ‬ ‫جأد ّ ُ‬ ‫» َ‬
‫م‬
‫حّر َ‬ ‫ن الله قَد ْ ح َ‬ ‫ل ل اله إل الله«ِ ‪ ،‬والشيخان عن عثمان بن مالك »إ ّ‬ ‫ن قَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ه الله«ِ وابن عساكر عن عل ّ‬ ‫جأ َ‬ ‫َ‬
‫ل ل اله إل الله ي َب ْت َِغي ِبذال ِك وَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫على الّنارِ َ‬ ‫َ‬
‫ل الله َتعالى‪ :‬ل اله إل الله‬ ‫قو ُ‬ ‫ل‪ :‬ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪ ،‬قا َ‬ ‫ري ُ‬ ‫حد ّث َِني جأب ْ ِ‬ ‫رضي الله عنه عن النبي ‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ن ع َب ْد ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ذاِبي«ِ والطبراني عن أبي الدرداء‪» :‬لي ْ َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬‫هأ ِ‬ ‫ن دَ َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صِني فَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫ة الب َد ْرِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مرِ لي ْل َ‬ ‫ق َ‬‫ه كال َ‬ ‫جأهُ ُ‬ ‫مةِ وَوَ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه الله ي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫قول ل اله إل الله مائة مرة إل َبعث ُ‬ ‫ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل قَوْل ِهِ أوْ َزاَد«ِ وابن‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ن‬‫َ ْ‬‫م‬ ‫إل‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِ ْ َ َ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫عم‬ ‫ذ‬ ‫ئ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫ْ َ ٍء َ ْ َ ِ ٍء َ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ير‬ ‫ولم‬
‫ماجأه عن أم هانىء‪» :‬ل اله إل الله ل يسبقها عمل ول تترك ذنبًا«ِ والترمذي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ُ لله«ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫عاِء ال َ‬‫ل الد ّ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ل الذ ّك ْرِ ل اله إل الله‪ ،‬وَأفْ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫والنسائي عن جأابر‪» :‬أفْ َ‬
‫م‪:‬‬ ‫سل ُ‬ ‫سى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ل ُ‬ ‫والنسائي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ‪ .‬قال‪َ» :‬قا َ‬
‫ك‬‫عَباد ِ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ل اله إل الله‪ .‬فَ َ‬ ‫ل قُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫شْيئا ً أذ ْك ُُر َ‬ ‫ب ع َّلمني َ‬ ‫َيا َر ّ‬
‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ل هاذا إّنما أِريد ُ َ‬ ‫قو ُ‬
‫سب ْعَ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن السموا ِ‬ ‫سى لو أ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫ل َيا ُ‬ ‫صِني ب ِ ِ‬ ‫شْيئا َتخ ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫مال َ ْ‬
‫ت‬ ‫ت في كفةٍء ول اله إل الله في كفةٍء ل َ َ‬ ‫جأعِل َ ْ‬
‫سب ْعَ ُ‬ ‫ن غيري والرضين ال ّ‬ ‫وعامره ّ‬
‫م بل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن ل اله إل الله«ِ وأبو يعلى عن أبي بكر رضي الله عنه وعن ذرّيته »ع َلي ْك ْ‬ ‫به ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫س بالذ ُّنو ِ‬ ‫ت الّنا ُ‬‫س قال‪ :‬أهْل ِك ِ‬ ‫ن إب ِْلي َ‬‫من ُْهما فإ ِ ّ‬ ‫فارِ وَأكث ُِروا ِ‬
‫ست ِغْ َ‬‫اله إل الله َوال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫واِء وَهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت ذال ِك أهْلكت ُُهم بالهْ َ‬
‫ما َرأي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫فار‪ ،‬فل ّ‬ ‫وَأهَْلكوِني ِبل اله إل الله وال ْ‬
‫ست ِغْ َ‬
‫ن«ِ‪ .‬وابن أبي‬ ‫دو َ‬‫مهْت َ ُ‬‫م ُ‬
‫ن أن ّهُ ْ‬‫حسُبو َ‬‫يَ ْ‬

‫) ‪(1/6‬‬

‫ت‬‫مو ُ‬ ‫جأل ً ي َ ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل ِ ُ‬


‫ضَر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الدنيا والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فك لحيي ْهِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫خْيرا ف َ‬ ‫جد ْ ِفيهِ َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫َ‬
‫ه فل ْ‬ ‫شقّ قَل ْب َ ُ‬
‫م َ‬‫خيرًا‪ .‬ث ُ ّ‬
‫مل ً َ‬ ‫ضاَءه ُ فََلم ي َ ِ‬
‫جد ْ ع َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫شقّ أع ْ َ‬
‫ص«ِ‪.‬‬‫خل ٍء‬ ‫مةِ إ ِ ْ‬ ‫ه ب ِك َل ِ َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬
‫ل‪ :‬ل اله إل الله فَغُ ِ‬ ‫صقا ً بحنك ِهِ َيقو ُ‬ ‫ف ِلسان ِهِ ل ِ‬ ‫فوجأد َ طر َ‬
‫ة«ِ‬ ‫جن ّ َ‬‫خل ال َ‬ ‫َ‬ ‫مهِ ل اله إل الله د َ َ‬ ‫ن آخُر كل ِ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬‫م ْ‬‫وأبو داود وأحمد عن معاذ‪َ » :‬‬
‫نسأل الله الكريم الودود أن يختم كلمنا بكلمة التوحيد‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬

‫) ‪(1/7‬‬

‫وحكى إمامنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قال‪ :‬رأيت بمكة‬
‫نصرانيا ً يدعى بالسقف‪ ،‬وهو يطوف بالكعبة‪ ،‬فقلت له‪ :‬ما الذي رغبك عن دين‬
‫آبائك؟ِ فقال‪ :‬بدلت خيرا ً منه‪ ،‬قلت‪ :‬فكيف كان ذلك؟ِ فحكى لي أنه ركب‬
‫البحر‪ .‬قال‪ :‬فلما توسطنا فيه انكسرت المركب‪ ،‬فسلمت على لوح‪ ،‬فما زالت‬
‫المواج تدافعني حتى رمتني في جأزيرة من جأزائر البحر فيها أشجار كثيرة‪،‬‬
‫ولها أثمار أحلى من الشهد‪ ،‬وألين من الزبد‪ ،‬وفيها نهر جأارٍء عذب‪ .‬قال‪ :‬فقلت‬
‫الحمد لله على ذلك آكل من هذا الثمر‪ ،‬وأشرب من هذا النهر حتى يأتي الله‬
‫ب‪،‬‬ ‫تعالى بالفرج‪ ،‬فلما ذهب النهار وجأاء الليل خفت على نفسي من الدوا ّ‬
‫فعلوت شجرة ونمت على غصن‪ ،‬فلما كان في وسط الليل‪ ،‬وإذا بدابة على‬
‫وجأه الماء تسّبح الله تعالى بلسان فصيح‪ :‬ل اله إل الله الغفار‪،‬محمد رسول‬
‫الله النبي المختار‪.‬فلما وصلت الدابة إلى البّر إذا رأسها رأس نعامة ووجأهها‬
‫وجأه إنسان‪ ،‬وقوائمها قوائم بعير‪ ،‬وذنبها ذنب سمكة‪ ،‬فخفت على نفسي‬
‫ي وقالت‪ :‬قف وإل هلكت‪،‬‬ ‫الهلكة‪ ،‬فنزلت من الشجرة ووليت هاربًا‪ ،‬فالتفتت إل ّ‬
‫فوقفت فقالت لي‪ :‬ما دينك؟ِ فقلت النصرانية‪ .‬فقالت‪ :‬ويحك يا خاسر ارجأع‬
‫ن ل ينجو منهم إل‬ ‫إلى الحنيفية‪ .‬فإنك قد حللت بفناء قوم من مؤمني الج ّ‬
‫ن محمدا ً‬ ‫مسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬وكيف السلم؟ِ قالت‪ :‬تشهد أن ل اله إل الله وأ ّ‬
‫رسول الله فقلتها‪ ،‬ثم قالت الدابة‪ :‬تريد المقام هنا أم الرجأوع إلى أهلك؟ِ‬
‫فقلت الرجأوع إلى أهلي‪ ،‬فقالت‪ :‬امكث مكانك حتى يجتاز بك مركب‪ ،‬فمكثت‬
‫مكاني ونزلت الدابة في البحر‪ ،‬فما غابت عن عيني حتى مّر مركب وركاب‪،‬‬
‫فأشرت إليهم فحملوني فإذا في المركب اثنا عشر رجأل ً كلهم نصارى‪،‬‬
‫فأخبرتهم خبري وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كلهم‪.‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/8‬‬

‫وحكى الشيخ عبد الله اليافعي رحمه الله في كتابه )روض الرياحين‪ (:‬أنه كان‬
‫في المم الماضية ملك تمّرد على ربه فغزاه المسلمون‪ ،‬فأخذوه أسيرا ً‬
‫فقالوا‪ :‬بأيّ قتلة نقتله فاجأتمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما ً عظيما ً ويجعلوه‬
‫فيه‪ ،‬وتوقد تحته النار‪ ،‬ول يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب‪ ،‬ففعلوا ذلك‬
‫به‪،‬فجعل يدعو آلهته واحدا ً بعد واحد‪ :‬يا فلن إنما كنت أعبدك أنقذني مما أنا‬
‫فيه‪ ،‬فلما رأى اللهة ل تغني عنه شيئا ً رفع رأسه إلى السماء وقال‪ :‬ل اله إل‬
‫ب ماٍءء من السماء فاطفأ تلك النار‪،‬‬ ‫شعَ َ‬ ‫ب الله ع َل َي ْهِ َ‬
‫م ْ‬ ‫الله‪ ،‬ودعا مخلصا ً فَ َ‬
‫ص ّ‬
‫وجأاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم‪ ،‬وجأعلت تدور به بين السماء والرض‪ ،‬وهو‬
‫ل‪ ،‬وهو يقول‪ :‬ل اله‬ ‫يقول‪ :‬ل اله إل الله فقذفته إلى قوم ل يعبدون الله عّز وجأ ّ‬
‫إل الله فاستخرجأوه وقالوا‪ :‬ويحك مالك؟ِ فقال أنا ملك بني فلن كان من أمري‬
‫ص عليهم القصة فآمنوا‪.‬‬ ‫وخبري كيت كيت‪ ،‬وق ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬

‫) ‪(1/9‬‬

‫وحكى أيضا ً فيه عن الشيخ أبي زيد القرطبي قال‪ :‬سمعت في بعض الثار أن‬
‫من قال‪ :‬ل اله إل الله سبعين ألف مرة كانت له فداء من النار‪ ،‬فعملت على‬
‫ذلك رجأاء بركة الوعد فعملت منها لهلي وعملت منها أعمال ً ادخرتها لنفسي‬
‫وكان إذ ذاك يبيت معنا شاب يقال إنه يكاشف في بعض الوقات بالجنة والنار‪،‬‬
‫وكانت الجماعة ترى له فضل ً على صغر سنه‪ ،‬وكان في قلبي منه شيء‪ ،‬فاتفق‬
‫أن استدعانا بعض الخوان إلى منزله‪ ،‬فنحن نتناول الطعام والشاب معنا إذ‬
‫صاح صيحة منكرة‪ ،‬واجأتمع في نفسه وهو يقول‪ :‬يا عم هذه أمي في النار‪ ،‬وهو‬
‫يصيح بصياح عظيم ل يشك من سمعه أنه عن أمر‪ ،‬فلما رأيت ما به من‬
‫النزعاج قلت في نفسي اليوم أجأرب صدقه فألهمني الله السبعين ألفًا‪ ،‬ولم‬
‫يطلع على ذلك أحد إل الله‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬الثر حق‪ ،‬والذين رووه‬
‫م هذا الشاب‪ ،‬فما استتمت‬ ‫صادقون‪ :‬اللهم إن السبعين ألفا ً فداء هذه المرأة أ ّ‬
‫م ها هي أخرجأت الحمد لله‪.‬‬ ‫الخاطر في نفسي إل أن قال‪ :‬يا ع ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪5 :‬‬
‫فصل في الردة‬

‫) ‪(1/10‬‬

‫فُر‬ ‫شَر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫َ‬


‫ك ب ِهِ وَي َغْ ِ‬ ‫فُر أ ْ‬‫ن الله ل ي َغْ ِ‬ ‫هي أفحش أنواع الكفر‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬
‫ضلل ً ب َِعيدًا{ )سورة‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ َ‬‫رك ِبالله فَ َ‬‫ش ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن يَ َ‬
‫شاُء وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ذال ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫دو َ‬
‫ما ُ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫م‬ ‫ر‬‫ح‬
‫ْ َ ّ َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫بالله‬ ‫رك‬ ‫ش‬‫ْ‬
‫ُ َ ْ ُ ِ ِ‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫}إ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫(‬ ‫‪116‬‬ ‫النساء‪:‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ظال ِمين م َ‬ ‫و َ‬
‫صاٍءر{ )سورة المائدة‪ (72:‬ـــــ وأخرج ابن‬ ‫ن أن ْ َ‬‫ما ِلل ّ ِ َ ِ ْ‬ ‫مأَواه ُ الّناُر وَ َ‬ ‫َ َ‬
‫شرِكَ‬‫ماجأه والبيهقي عن أبي الدرداء‪ .‬قال‪» :‬أوصاني خليلي رسول الله أن ل ت ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ت ََرك ََها‬
‫م ْ‬ ‫مدًا‪ ،‬فَ َ‬ ‫مَتع ّ‬ ‫ة ُ‬‫مك ُْتوب َ ً‬ ‫صلة ً َ‬ ‫ت‪َ ،‬ول ت َْترك َ‬ ‫حرِقْ َ‬ ‫ت أوْ ُ‬ ‫ن قُط ِعْ َ‬ ‫شْيئا ً وَإ ِ ْ‬ ‫ِبالله َ‬
‫ح كل شَر والطبراني‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فَتا ُ‬‫هم ْ‬ ‫مَر فإن ّ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫َ‬
‫ة‪َ ،‬ول ت َشَر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ّ‬
‫ه الذ ّ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬
‫مدا فقد ب َرِئ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫مت َعَ ّ‬
‫ُ‬
‫ه«ِ أي ما دام‬ ‫م‬‫سل‬
‫َ َْ َ ْ ِ ِ‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ٍء‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ي‬
‫ُ ُ َ َ َ‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫لو‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫فا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ ْ َ ّ ِ َ ُ‬‫د‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬
‫ه«ِ أعاذنا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫عن‬
‫ُ‬ ‫بوا‬ ‫ر‬
‫ْ ُِ‬ ‫ض‬ ‫فا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫ر‬
‫َ ْ َّ ِ َ ُ‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫والبيهقي‪:‬‬ ‫والشافعي‬ ‫كفره‪.‬‬ ‫مصّرا ً على‬
‫الله منها بمنه وكرمه‪.‬‬

‫) ‪(1/11‬‬

‫واعلم أن من أنواعها‪ :‬أن يعزم مكلف مختار على الكفر في زمن قريب أو‬
‫بعيد‪ ،‬أو يتردد فيه‪ ،‬أو يعلقه باللسان أو القلب على شيء ولو محال ً عقليا ً‬
‫فيكفر حالً‪ ،‬أو يعتقد ما يوجأبه أو يفعله‪ ،‬أو يتلفظ بما يدل عليه مع اعتقاد أو‬
‫عناد أو استهزاء‪ :‬كأن يعتقد قدم العالم أو الروح أو حدوث الصانع‪ ،‬أو ينفي ما‬
‫هو ثابت لله تعالى بالجأماع‪ :‬كالعلم والقدرة‪ ،‬أو يثبت ما هو منفي عنه بالجأماع‬
‫كاللون‪ ،‬أو يعتقد وجأوب غير واجأب كصلة سادسة وصوم غير رمضان‪ ،‬أو يشك‬
‫في تكفير اليهود والنصارى‪ ،‬وكأن يسجد لمخلوقا كصنم وشمس‪ ،‬أو يمشي‬
‫إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير وغيرها‪ ،‬أو يلقي ورقة فيها شيء من‬
‫القرآن أو العلم الشرعي أو اسم الله تعالى أو اسم نبي أو ملك في مستقذر‪،‬‬
‫ولو طاهرا ً كبزاقا أو مخاط أو يلطخ ذلك‪ ،‬أو مسجدا ً بنجس ولو معفوّا ً عنه‪،‬‬
‫وة نبي ُأجأمع عليها‪ ،‬أو إنزال كتاب كذلك‪ :‬كالتوراة والنجيل وزبور‬ ‫وكأن ينكر نب ّ‬
‫وذتين‪ ،‬أو ينكر‬ ‫ً‬
‫ماود وصحف إبراهيم أو آية من القرآن مجمعا عليها كالمع ّ‬
‫وجأوب واجأب‪ ،‬أو ندب مندوب أو تحريم حرام‪ ،‬أو تحليل حلل أجأمع عليها‪،‬‬
‫وعلم من الدين ضرورة كركعة من إحدى المكتوبات‪ ،‬وصوم رمضان‪،‬‬
‫وكالرواتب وصلة العيد‪ ،‬وكشرب الخمر‪ ،‬والزنى واللواط ووطء الحائض‪،‬‬
‫وإيذاء مسلم‪ ،‬وأخذ مكس وربا ورشوة‪ ،‬وصلة بل وضوء‪ ،‬وكالبيع والنكاح أو‬
‫ينكر إعجاز القرآن‪ ،‬أو صحبة أبي بكر رضي الله عنه‪ ،‬أو البعث أو الجنة أو النار‪،‬‬
‫ذب نبيًا‪ ،‬أو يستخف به أو بملك‪ ،‬أو يسبهما ولو تعريضًا‪ ،‬أو يقذف‬ ‫أو كأن يك ّ‬
‫وة أو يصدقا مدعيها‪ ،‬وكأن يرضى بالكفر‬ ‫دعي النب ّ‬
‫عائشة رضي الله عنها أو ي ّ‬
‫كإكراه مسلم عليه‪ ،‬أو إشارته عليه به‪ ،‬أو إشارته على كافر بأن ل يسلم‪ ،‬وإن‬
‫لم يستشره‪ ،‬وكمنع تلقين كافر كلمة السلم إذا طلبه‪ ،‬واستمهاله منه ولو‬
‫ساعة خلف الدعاء‪ ،‬بنحو‪ :‬ل رزقه الله اليمان‪ ،‬أو سلبه عن فلن المسلم إن‬
‫ي على النبي‪ ،‬أو‬‫أراد تشديد المر ل الرضا به‪ ،‬وكأن يفضل الول ّ‬
‫) ‪(1/12‬‬

‫ي بعد نبينا ‪ ،‬وكأن يقول إنه رأى الله عيانا ً في الدنيا‪ ،‬أو كلمه‬
‫وز بعثة نب ّ‬
‫يج ّ‬
‫ل في صورة حسنة‪ ،‬أو أنه يطعمه ويسقيه‪ ،‬أو أسقط عنه‬ ‫ً‬
‫شفاها‪ ،‬أو أن الله يح ّ‬
‫التمييز بين الحلل والحرام‪ ،‬أو أن العبد يصل إلى الله من غير طريق العبودية‪،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أو أنه وصل رتبة سقط عنه التكليف بها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪11 :‬‬
‫وكذا يكفر من سخر باسم الله تعالى أو نبيه أو بأمره أو نهيه أو بوعده‪ ،‬أو‬
‫ي‪ ،‬أو غّير شيئا ً من القرآن‪ ،‬أو زاد‬‫وعيده أو صّغر اسم الله أو وصفه كالله مل ّ‬
‫كلمة فيه معتقدا ً أنها منه‪ ،‬أو بسمل عند شرب خمر أو زنى استخفافا ً باسم‬
‫الله‪ ،‬أو قال‪ :‬لو أمرني الله أو رسوله بكذا لم أفعله‪ ،‬أو أنه لو أعطاني الجنة ما‬
‫دخلتها استخفافا ً أو عنادا ً أو‪ :‬لو آخدني بترك الصلة مع ما بي من الش ّ‬
‫دة‬
‫ي أو ملك ما صدقته أو قال‪ :‬المؤذن‬ ‫والمرض ظألمني أو‪ :‬لو شهد عندي نب ّ‬
‫يكذب أو صوته كالجرس‪ ،‬وأراد تشبيهه بناقوس الكفرة‪ ،‬أو الستخفاف بالذان‬
‫ومن قال‪ :‬مستخفًا‪ :‬شبعت من القرآن أو الصلة أو الذكر‪ ،‬أو ل أخاف القيامة‪،‬‬
‫أو أيّ شيء‪ :‬المحشر أو جأهنم‪ ،‬أو أيّ شيء عملت‪ ،‬وقد ارتكب معصية‪ ،‬أو أيّ‬
‫شيء أعمل بمجلس العلم‪ ،‬وقد أمر بحضوره أو قصعة ثريد خير من العلم‪ ،‬أو‬
‫لعنة الله على كل عالم إن لم يرد الستغراقا‪ ،‬وإل لم يشترط استخفاف‬
‫لشموله النبياء والملئكة‪ ،‬أو تشبه بالعلماء أو الوعاظ أو المعلمين على هيئة‬
‫مزرية بحضرة جأماعة حتى يضحكوا‪ ،‬أو يلعبوا استخفافًا‪ ،‬أو ألقى فتوى عالم‪،‬‬
‫أو قال‪ :‬أيّ شيء هذا الشرع وقصد الستخفاف‪ .‬ومن تمنى كفرا ً ثم إسلما ً‬
‫حتى يعطى دراهم مثلً‪ ،‬أو أن ل يحرم الله ما لم يكن حلل ً في زمن قط‬
‫كالزنى والظلم والقتل‪ ،‬أو نسب الله إلى الجور في التحريم‪ ،‬أو قال في‬
‫المكس ونحوه‪ :‬إنه حق السلطان معتقدا ً أنه حق‪ ،‬ومن لبس زيّ كافر ميل ً‬
‫ب الشيخين أو الحسن والحسين‪ ،‬ومن قيل له‪ :‬ما‬ ‫لدينه‪ ،‬أو ضلل المة‪ ،‬أو س ّ‬
‫اليمان؟ِ‬

‫) ‪(1/13‬‬

‫فقال‪ :‬ل أدري استخفافًا‪ ،‬أو‪ ،‬ألست مسلمًا؟ِ فقال‪ :‬ل عمدا ً أو لم تأمر‬
‫بالمعروف؛ فقال‪ :‬ما لي بهذا الفضول‪ ،‬أو قلم أظأفارك فهو سنة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫استهزاء بها ل أفعل‪ ،‬وإن كان سنة ومن قال لمحوقل‪ :‬الحوقلة ل تغني من‬
‫جأوع‪ ،‬أو لمن شمت كبيرا ً بيرحمك الله‪ :‬ل تقل هكذا‪ ،‬قاصدا ً أنه غني عن‬
‫ل من أن يقال له ذلك أو لمن فعل قبيحا ً شرعا ً كقتل السارقا‪،‬‬ ‫الرحمة أو أجأ ّ‬
‫ي من الله ورسوله‪،‬‬ ‫ً‬
‫وضرب المسلم ظألما أحسنت‪ ،‬أو لزوجأته أنت أحب إل ّ‬
‫وأراد محبة التعظيم ل الميل‪ ،‬أو لمسلم‪ :‬يا كافر بل تأويل‪ ،‬أو‪ :‬دع العبادات‬
‫وة‪،‬‬
‫الظاهرة الشأن في عمل السرار؛ ومن قال إنه يوحى إليه‪ ،‬وإن لم يدع نب ّ‬
‫أو أنه يدخل الجنة‪ ،‬ويأكل من ثمارها‪ ،‬ويعانق الحور قبل موته‪ ،‬أو أن النبيوة‬
‫مكتسبة‪ ،‬أو أن مرتبتها تنال بصفاء القلب‪ ،‬أو أن صدقا النبياء فيما قالوه نجونا‪،‬‬
‫أو الله يعلم أني فعلت كذا‪ ،‬وهو كاذب فيه‪ ،‬أو مطرنا بنجم كذا مريدا ً أن للنجم‬
‫تأثيرا ً فيه؛ ومن قال إن نبينا محمدا ً كان أسود‪ ،‬أو ليس بقرشي أو عربي أو‬
‫إنسي أو ل أدري‪ ،‬أهو الذي بعث بمكة أو مات بالمدينة‪ ،‬أعاذنا الله من الكفر‬
‫وحمانا مما يجّر إليه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪11 :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/14‬‬

‫م‬‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِفي َ‬ ‫مل ِ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫وروى مسلم عن صهيب قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ُ‬
‫حَر‬ ‫س ْ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫غلما ً أع َل ّ ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫ث إل َ ّ‬ ‫ت َفاب ْعَ ْ‬ ‫ك‪ :‬إّني ك َب ِْر ُ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫ما ك َب َِر َقا َ‬ ‫حٌر‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫نل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫وَ َ‬
‫مع َ‬ ‫س ِ‬ ‫قعَد َ إل َي ْهِ وَ َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫ك َراه ِ ٌ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫قهِ إ َ‬ ‫ن ِفي ط َرِي ِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫غلما ً ي ُعَل ّ ُ‬ ‫ث إل َي ْهِ ُ‬ ‫فَب َعَ َ‬
‫ه‬
‫ضَرب َ ُ‬ ‫حُر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ذا أَتى ال ّ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ب وَقَعَد َ إل َي ْ ِ‬ ‫مّر ِبالّراه ِ ِ‬ ‫حُر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ذا أَتى ال ّ‬ ‫نإ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫كل ِ‬ ‫َ‬
‫سِني أهِْلي‪َ ،‬وإذا‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫حَر فَ ُ‬ ‫لإ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َ‬ ‫كا ذال ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫فَ َ‬
‫حب َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫شي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ى الّراه ِ ِ‬ ‫ك إل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫داب َةٍء‬ ‫ك إذ ْ أَتى ع ََلى َ‬ ‫ما هُوَ ع ََلى ذال ِ َ‬ ‫حُر‪ ،‬فَب َي ْن َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫سِني ال ّ‬ ‫حب َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ك فَ ُ‬ ‫ت أهْل َ َ‬ ‫شي َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضل؟ِ‬ ‫ب أفْ َ‬ ‫م الّراه ِ ُ‬ ‫لأ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫حُر أفْ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م اع ْل ُ‬ ‫قال‪ :‬الي َوْ َ‬ ‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت الّنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫حب َ َ‬ ‫مةٍء قَد َ َ‬ ‫ظي َ‬ ‫عَ ِ‬
‫حرِ َفاقْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب إلي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ّ‬ ‫جرا فَ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سا ِ‬ ‫مرِ ال ّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ك ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫بأ َ‬ ‫ِ‬ ‫مُر الّراه ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ح َ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫فَأ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫س فَأَتى الّراه ِ َ‬ ‫ضى الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫قت ََلها وَ َ‬ ‫ها فَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫س فََر َ‬ ‫ي الّنا ُ‬ ‫ض َ‬ ‫م ِ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫داب ّةِ َ‬ ‫هاذ ِهِ ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫مرِك َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مّني‪ ،‬وَقَد ْ ب َلغَ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫م أفْ َ‬ ‫ت الي َوْ َ‬ ‫ي أن ْ َ‬ ‫ب‪ :‬أيْ ب ُن َ ّ‬ ‫ه الّراه ِ ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ .‬فَ َ‬ ‫خب ََر ُ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ه‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫رىُء الك ْ َ‬ ‫م ي ُب ْ ِ‬ ‫ن الُغل ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ي‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ع َل َ ّ‬ ‫ت َفل ت َد ُ ّ‬ ‫ن اب ْت ُِلي َ‬ ‫ست ُب ْت ََلى‪ ،‬وإ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫أ ََرى‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬
‫ن قَد ْ ع َ ِ‬ ‫ك‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫م َ‬ ‫كا َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫س ال َ‬ ‫جأِلي ُ‬ ‫مع َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ساِئر الد َْواِء فَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫داِوي الّنا َ‬ ‫ص‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫َوا َلب َْر َ‬
‫حدًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل إّني ل أ َ ْ‬ ‫كإ َ‬
‫في أ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫قا َ‬ ‫في ْت َِني‪ ،‬فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ي لَ َ ْ‬ ‫ل‪ :‬ه ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ .‬فَ َ‬ ‫داَيا ك َِثيَر ٍء‬ ‫فَأَتاه ُ ب ِهَ َ‬
‫فاه ُ الله‪،‬‬ ‫ش َ‬ ‫ن ِبالله فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك‪َ ،‬فآ َ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت الله فَ َ‬ ‫ت ِبالله د َع َوْ ُ‬ ‫من ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫في الله‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫إن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صَرك؟ِ‬ ‫ن َرد ّ ع َلي ْك ب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مل ِك‪َ :‬‬ ‫ه ال َ‬ ‫قال ل ُ‬ ‫َ‬ ‫س‪ .‬ف َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ما كا َ‬ ‫س إلي ْهِ ك َ‬ ‫جل َ‬ ‫مل ِك ف َ‬ ‫فَأَتى ال َ‬
‫ل‪َ :‬رّبي‪َ .‬قا َ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬

‫) ‪(1/15‬‬

‫ل ع ََلى‬ ‫َ‬ ‫أ َوَل َ َ‬


‫حّتى د َ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ي ُعَذ ّب ُ ُ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫خذ َه ُ فَل َ ْ‬ ‫ك الله‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ل َرّبي وََرب ّ َ‬ ‫ري؟ِ َقا َ‬ ‫ِ‬ ‫ب غ َي ْ‬ ‫ك َر ّ‬
‫ل ل َه المل ِ ُ َ‬
‫رىءُ ب ِهِ‬ ‫ما ت ُب ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫حرِ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي قَد ْ ب َل َغَ ِ‬ ‫ك‪ :‬أيْ ب ُن َ ّ‬ ‫قا َ ُ َ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫جيَء ِبالُغل ِ‬ ‫الُغلم ِ فَ ِ‬
‫في الله ت ََعاَلى‪،‬‬ ‫حدا ً إّنما ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫في أ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل‪ :‬إّني ل أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ل وَت َ ْ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ص وَت َ ْ‬ ‫ه َوالب َْر َ‬ ‫م َ‬ ‫الك ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫جأعْ ع َ ْ‬ ‫ل‪ :‬اْر ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ب فَ ِ‬ ‫جيَء بالّراه ِ ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ل ع ََلى الّراه ِ ِ‬ ‫حّتى د َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ذب ُ‬ ‫ل ي ُعَ ّ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫خذ َه ُ فَل َ ْ‬
‫دين َ َ‬
‫فَأ َ‬
‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬
‫حّتى‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫س ِ‬ ‫قا َرأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فر‬ ‫م ْ‬ ‫شاُر ِفي َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ضعَ ال ِ‬ ‫شاِر‪ ،‬فَوُ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫دعا ِبال ِ‬ ‫ك فَأَبى‪ :‬فَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ك‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫ُ ِ َ‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫بى‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ ِ ِ‬ ‫دي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ُ ْ ِ ْ‬‫جأ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ه‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قي‬ ‫ف‬ ‫ك‬
‫ِ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫لي‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جأي‬ ‫وَقَ َ ِ ُ ّ ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ه‬ ‫شقا‬ ‫ع‬
‫ْ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫جأيَء ِبالُغلم ِ فَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫حّتى وَقَعَ ِ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ّ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫قا َرأ ِ‬ ‫فرِ َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شاُر ِفي َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ال ِ‬
‫ل اذ ْهَُبوا ب ِهِ إَلى جأبل ك َ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ه إَلى ن َ َ‬ ‫ن ِدين ِ َ‬
‫ذا‬ ‫قا َ‬ ‫حاب ِ ِ‬ ‫ن أص َ‬ ‫م ْ‬ ‫فرٍء ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَأَبى فَد َفَعَ ُ‬ ‫جأعْ ع َ ْ‬ ‫اْر ِ‬
‫ه‪،‬‬‫حو ُ‬ ‫ْ‬
‫دين ِهِ وَِإل َفاطَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جأعَ ع َ ْ‬ ‫ن َر َ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫م ذ ُْروَت َ ُ‬ ‫ذا ب َلغْت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫جب َ َ‬ ‫دوا ب ِهِ ال َ‬ ‫صعَ ُ‬ ‫ذا‪َ ،‬فا ْ‬ ‫وَك َ َ‬
‫ل‪،‬‬‫جب َ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫ف ب ِهِ ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫ت فََر َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫فِنيهِ ْ‬ ‫م اك ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫جب َ َ‬ ‫دوا ب ِهِ ال َ‬ ‫صعِ ُ‬ ‫فَذ َهَُبوا ب ِهِ فَ َ‬
‫ك؟ِ َقا َ‬ ‫حاب ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ما فَعَ َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬ ‫سق ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫لل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫شي إلى ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫جأاَء ي َ ْ‬ ‫طوا وَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كَ َ‬
‫ملوه ُ ِفي قرقورٍء‬ ‫ح ِ‬ ‫ل‪ :‬اذ ْهَُبوا ب ِهِ َفا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ه؛ فَ َ‬ ‫حاب ِ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فرٍء ِ‬ ‫ه إلى ن َ َ‬ ‫م الله فَد َفَعَ ُ‬ ‫فاِنيهِ ُ‬
‫م‬‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ .‬فَ َ‬ ‫ه‪ ،‬وإل َفاقْذ ُِفوه ُ فَذ َهَُبوا ب ِ ِ‬ ‫ن ِدين ِ ِ‬ ‫جأعَ ع َ ْ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫حَر‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫طوا ب ِهِ الب َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫وَت َوَ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫قا َ‬ ‫ك‪ .‬فَ َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫شي إلى ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫جأاَء ي َ ْ‬ ‫ة فََغرُقوا وَ َ‬ ‫فين َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ت ب ِهِ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فانك َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫فِنيهِ ْ‬ ‫اك ْ ِ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ك إن ّ َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ل ل ِل ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م الله‪ ،‬فَ َ‬ ‫فاِنيهِ ُ‬ ‫ل‪ :‬ك َ َ‬ ‫ك؟ِ َقا َ‬ ‫حاب ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ما فَعَ َ‬ ‫ك‪َ :‬‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫لَ ُ‬

‫) ‪(1/16‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫صِعيد ٍء‬ ‫س ِفي َ‬ ‫معُ الّنا َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل‪ :‬ت َ ْ‬ ‫و؟ِ َقا َ‬ ‫ما هُ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫مُر َ‬ ‫ما آ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫فعَ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫قات ِِلي َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫س َ‬ ‫لَ ْ‬
‫م ِفي ك َب ِد ِ‬ ‫سهْ َ‬ ‫ضِع ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َِنان َِتي‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫سْهما ً ِ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جأذ ٍْءع؛ ث ُ ّ‬ ‫على ِ‬ ‫صل ِب ُِني َ‬ ‫حد ٍء وَت َ ْ‬ ‫َوا ِ‬
‫ك قَت َلت َِني‪،‬‬‫ْ‬ ‫ت ذال ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ذا فَعَل َ‬ ‫كإ َ‬ ‫م اْرم فَإ ِن ّ َ‬ ‫م؛ ث ُ ّ‬ ‫م قُ ْ‬ ‫س؛ ث ُ ّ‬
‫َ‬ ‫ب الُغل ِ‬ ‫سم ِ الله َر ّ‬ ‫ل‪ :‬ب ِ ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫م‬‫ه‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ن ك َِنان َت ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫سْهما ِ‬‫ً‬ ‫خذ َ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫جأذ ٍْءع‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ه ع َلى ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلب َ ُ‬ ‫حد ٍء وَ َ‬ ‫صِعيد ٍء َوا ِ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫معَ الّنا َ‬ ‫ج َ‬ ‫فَ َ‬
‫ماه فَوَقَعَ‬ ‫م َر َ‬ ‫ب الُغلم‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫سم ِ الله َر ّ‬ ‫ل بِ ْ‬ ‫م َقا َ‬ ‫س؛ ث ُ ّ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫م ِفي كب ِد ِ ال َ‬‫َ‬ ‫سهْ َ‬ ‫ضعَ ال ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ب‬‫مَنا ب َِر ّ‬ ‫س‪ :‬آ ّ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫صد ِْغهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫ضعَ ي َد َه ُ ع َلى ُ‬ ‫ه‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫صد ِْغ ِ‬ ‫في ُ‬ ‫م ِ‬ ‫سهْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حذ َُرك‪ ،‬قَد ْ‬ ‫ل ب ِك َ‬ ‫حذ َُره ُ قَد ْ َوالله ن ََز َ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ما كن ْ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ه أَرأي ْ َ‬ ‫لل ُ‬ ‫قي َ‬ ‫مل ِك فَ ِ‬ ‫م‪ ،‬فَأَتى ال َ‬ ‫الُغل ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن وَقا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ِفيها الّنيَرا ُ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ت وَأ ْ‬ ‫خد ّ ْ‬ ‫ك‪ ،‬ف ُ‬ ‫سك ِ‬ ‫واهِ ال ّ‬ ‫دود ِ ب ِأف َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مَر ِبال ْ‬ ‫س فأ َ‬ ‫ن الّنا ُ‬ ‫م َ‬ ‫آ َ‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جأاَء ِ‬ ‫حّتى َ‬ ‫فعَلوا َ‬ ‫مف َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه‪ :‬اقت َ ِ‬ ‫موه ُ ِفيَها‪ ،‬أوْ ِقيل ل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن ِدين ِهِ فأق ِ‬ ‫جأعْ ع َ ْ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫نل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ق«ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬‫ك ع َلى ال َ‬ ‫ري فإ ِن ّ ِ‬ ‫صب ِ ِ‬ ‫ها ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قال الُغلم‪ :‬يا أ ّ‬ ‫تف َ‬ ‫س ْ‬ ‫قاع َ َ‬ ‫ي لَها‪ ،‬فت َ‬ ‫صب ِ ّ‬ ‫معََها َ‬ ‫مَرأة ٌ وَ َ‬ ‫ا ْ‬
‫‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪11 :‬‬

‫) ‪(1/17‬‬

‫شام كانوا‬ ‫ة إخوةٍء من ال ّ‬ ‫ن َثلث َ َ‬


‫وحكى ابن الجوزي عن أبي علي البربري قال‪» :‬إ ّ‬
‫يغزون وكانوا فرسانا ً شجعانًا‪ ،‬فأسرهم الروم مرة‪ .‬فقال الملك‪ :‬إني أجأعل‬
‫فيكم الملك‪ ،‬وأزوجأكم بناتي وتدخلون في النصرانية‪ ،‬فأبوا وقالوا‪ :‬يا محمداه‪،‬‬
‫ن في‬ ‫ضو َ‬‫ب فيها الزيت‪ ،‬ثم أوقد تحتها النار ثلثة أيام ي ُعَْر ُ‬ ‫فأمر بثلث قدور فص ّ‬
‫ن فألقى الكبر في‬ ‫ن إلى النصرانية‪ ،‬فيأُبو َ‬ ‫ك ّ‬
‫ل يوم على تلك القدور‪ ،‬وي ُد ْع َوْ َ‬
‫القدر‪ ،‬ثم الثاني ثم أدنى الصغر‪ ،‬فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر‪ ،‬فقام إليه علج‬
‫فقال‪ :‬أيها الملك أنا أفتنه عن دينه قال‪ :‬بماذا؟ِ قال‪ :‬قد علمت أن العرب‬
‫ي حتى‬ ‫أسرع شيء إلى النساء‪ ،‬وليس في الروم أجأمل من بنتي فادفعه إل ّ‬
‫أخليه معها‪ ،‬فإنها ستفتنه‪ ،‬فضرب له أجأل ً أربعين يومًا‪ ،‬ودفعه إليه فجاء به‪،‬‬
‫فأدخله مع ابنته وأخبرها بالمر فقالت له‪ :‬دعه فقد كفيتك أمره‪ ،‬فأقام معها‬
‫نهاره صائم وليله قائم حتى مضى أكثر الجأل‪ ،‬فقال العلج لبنته‪ :‬ما صنعت؟ِ‬
‫قالت‪ :‬ما صنعت شيئا ً هذا رجأل فقد أخويه في هذه البلدة‪ ،‬فأخاف أن يكون‬
‫امتناعه من أجألهما كلما رأى آثارهما‪ ،‬ولكن استزد الملك في الجأل‪ ،‬وانفني‬
‫وإياه إلى بلد غير هذا‪ ،‬فزاده أياما ً فأخرجأها إلى قرية أخرى‪ ،‬فمكث على ذلك‬
‫أياما ً صائم نهاره‪ ،‬وقائم الليل حتى إذا بقي من الجأل أيام قالت له الجارية‬
‫ليلة‪ :‬يا هذا إني أراك تقدس ربا ً عظيمًا‪ ،‬وإني قد دخلت معك في دينك‪ ،‬وتركت‬
‫دين آبائي‪ ،‬قال لها فكيف الحيلة في الهرب؟ِ قالت‪ :‬أنا أحتال لك‪ ،‬وجأاءته بدابة‬
‫فركبا‪ ،‬وكانا يسيران الليل ويكمنان النهار‪ ،‬فبينما هما يسيران ليلة إذ سمعا وقع‬
‫خيل‪ ،‬فإذا بأخويه ومعهما ملئكة رسل ً إليه‪ ،‬فسلم عليهما وسألهما عن حالهما‬
‫فقال‪ :‬ما كانت إل الغطسة التي رأيت حتى خرجأنا في الفردوس‪ ،‬وإن الله‬
‫أرسلنا لنشهد تزويجك بهذه الفتاة‪ ،‬فزّوجأوه إياها ورجأعوا‪ ،‬وخرج إلى بلد الشام‬
‫فأقام معها‪ ،،‬ثبتنا الله بالقول الثابت وحمانا من الكفر والنفاقا‪.‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/18‬‬

‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( أن من ارتكب مكفرا ً يحبط جأميع أعماله‪ ،‬ويجب عليه قضاء‬
‫الواجأب منها وينفسخ النكاح حال ً ولو بعد الدخول عند جأماعة من الئمة‪ :‬كأبي‬
‫حنيفة بل عند إمامنا الشافعي رضي الله عنهما أن ثواب العمل يحبط‪ ،‬لكن ل‬
‫يحبط نفس العمل‪ :‬أي من حيث إنه ل يجب القضاء‪ ،‬وإن النكاح ينفسخ حال ً إن‬
‫كان قبل الدخول‪ ،‬وبعد العدة إن كان بعده‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه يجب على المام أو نائبه استتابته فورًا‪ ،‬ويحرم إمهاله فإن تاب قبل‬
‫منه على الصح‪ ،‬وإل فيقتله بضرب عنقه ل بنحو إحراقا‪ ،‬ول يدفن في مقبرة‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪11 :‬‬
‫وثالثها‪ :‬أنه يشترط في صحة توبته النطق بالشهادتين‪ ،‬فل يحصل إسلمه‬
‫ي إل بذلك ويزيد حتما ً من كفر بإنكار معلوم من الدين بالضرورة‬
‫ككافر أصل َ‬
‫اعترافه بما كفر بإنكاره‪ ،‬وندب لكل مرتد الستغفار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪11 :‬‬

‫) ‪(1/19‬‬

‫باب العلم‬
‫قال الله تعالى‪} :‬يرفَع الله ال ّذين آمنوا منك ُم وال ّذي ُ‬
‫ت{‬ ‫م درجأا ٍء‬ ‫ن أوُْتوا العِل ْ َ‬ ‫ِ َ َ ُ ِ ْ ْ َ ِ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫)سورة المجادلة‪ (11 :‬أي ويرفع درجأات العلماء منهم خاصة‪ ،‬وقال الله عّز‬
‫ن{ )سورة الزمر‪ (9 :‬أي‬ ‫مو َ‬ ‫ن ل ي َعْل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن َوال ّ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َعْل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫وي ال ّ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ل‪} :‬قُ ْ‬ ‫وجأ ّ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل يستويان‪ .‬وأخرج ابن عبد البر عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬اطلُبوا العِل َ‬
‫َ‬ ‫ة ع ََلى ك ُ ّ‬
‫حت ََها‬ ‫جأن ِ َ‬
‫ضع ُ أ ْ‬ ‫ة تَ َ‬ ‫ملئ ِك َ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫سل ِم ٍء إ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ض ٌ‬ ‫ري َ‬ ‫ب العِل ْم ِ فَ ِ‬ ‫ن ط َل َ َ‬ ‫ن‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫صي ِ‬ ‫وَل َوْ ِبال ّ‬
‫ة‬
‫ساع َ ً‬ ‫ب العِل ْم ِ َ‬ ‫ب«ِ والديلمي عن ابن عباس‪» :‬ط َل َ ُ‬ ‫ضا ِبما ي َط ْل ُ ُ‬ ‫ب العِل ْم ِ رِ َ‬ ‫طال ِ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫َ‬ ‫وما ً َ‬
‫ر«ِ والترمذي عن‬ ‫شهُ ٍء‬ ‫صَيام ِ َثلث َةِ أ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ب العِل ْم ِ ي َ ْ‬ ‫ن قَِيام ِ ل َي ْل َةٍء وَط َل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫َ‬
‫ضى«ِ والشيرازي عن عائشة رضي‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫فاَرة ً ل ِ َ‬ ‫ن كَ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ب العِل ْ َ‬ ‫ن ط َل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪َ » :‬‬ ‫جَر َ‬ ‫سن ْ َ‬ ‫َ‬
‫طو«ِ‪ .‬وابن عساكر‬ ‫خ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫عل‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫من‬ ‫»‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ّ ُ َْ َ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ما‬
‫َّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫»‬ ‫عنهما‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫والديلمي‬
‫ْ‬ ‫مل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م«ِ‬ ‫خت َِيارِهِ العِل َ‬ ‫لل ْ‬ ‫ك َوالما َ‬ ‫ي ال ُ‬
‫َ‬ ‫م فَأع ْط ِ َ‬ ‫خَتاَر العِل َ‬ ‫ك والعِلم ِ َفا ْ‬ ‫مل ِ‬ ‫ل َوال ُ‬ ‫الما ِ‬
‫حّتى‬ ‫ب العِلم ِ َوالعَِباد َةِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫شأ ِفي طل ِ‬ ‫َ‬ ‫شىٍءء ن َ َ‬ ‫ما َنا ِ‬ ‫والطبراني عن أبي أمامة‪» :‬أي ّ َ‬
‫ً‬ ‫كبَر أ َع ْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ديقا«ِ وابن النجار عن‬ ‫ص ّ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ب ا َث ْن َي ْ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫مةِ ث َ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫طاه ُ الله ي َوْ َ‬
‫ن في‬ ‫حيَتا ُ‬ ‫م ال ِ‬ ‫فُر ل َهُ ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ماِء‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م أهْ ُ‬ ‫حب ّهُ ْ‬ ‫ة الن ْب َِياِء ي ُ ِ‬ ‫ماُء وََرث َ ُ‬ ‫أنس‪» :‬العُل َ َ‬
‫ه‬
‫قهْ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫خْيرا ً ي ُ َ‬ ‫ن ي ُرِد ِ الله ب ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة«ِ والبخاري عن معاوية‪َ » :‬‬ ‫م ِ‬ ‫م القيا َ‬ ‫حرِ إذا ماتوا ي َوْ َ‬ ‫الب َ ْ‬
‫ض َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ما ع ُب ِد َ الله ب ِ َ‬
‫يًء أف َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن«ِ والطبراني والبيهقي عن أبي هريرة‪َ » :‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫د‪ ،‬وَل ِك ُلّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شد ّ ع َلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ أ َ‬ ‫َ‬
‫عاب ِ ٍء‬‫ف َ‬ ‫ن أل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫شي ْطا ِ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫قي ٌ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن‪ ،‬وَل َ‬ ‫دي ِ‬ ‫قه ِفي ال ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫يٍءء‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/20‬‬

‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه«ِ وابن النجار عن محمد بن علي‪َ» :‬رك َْعتا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ماد ُ هاذا ال ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ماد ٌ وَ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ِ‬
‫م«ِ ‪ .‬وأبو نعيم والخطيب عن أبي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عال ِ ِ‬ ‫ن غي ْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ن َركعَ ً‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ُ‬
‫ضل ِ‬ ‫عال ِم ٍء أف َ‬
‫فُر‬ ‫غ‬
‫َْ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬
‫ََ‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫ن‬
‫َِ ّ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫أل‬ ‫ؤها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ما‬ ‫َِ ُ َ َ‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫ها‬ ‫ئ‬ ‫لما‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ُ َ َ َ َ ُْ ُ‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫ؤ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫تي‬ ‫هريرة‪ِ ّ ُ َ ِ » :‬‬
‫م‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جيُء‬ ‫م يَ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫م الّر ِ‬ ‫ن الَعال ِ َ‬ ‫حدًا‪ .‬أل وَإ ِ ّ‬ ‫ل ذ َْنبا ً َوا ِ‬ ‫جاه ِ ِ‬ ‫فَر ل ِل ْ َ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن ذ َْنبا ً قَب ْ َ‬ ‫ل ِل َْعال ِم ِ أْرب َِعي َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ب‪ ،‬ك َ َ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫قا َوال َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫شي ِفيهِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ضاَء ي َ ْ‬ ‫ن نوَره ُ قَد ْ أ َ‬ ‫مةِ وَإ ِ ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫صوَّر الله‬ ‫م َ‬ ‫ت الَعال ِ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ي«ِ والديلمي عن ابن عباس‪» :‬إ َ‬ ‫ب الد ّّر ّ‬ ‫ضيُء الك َوْك َ ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ُ‬
‫ض«ِ وأبو الشيخ‬ ‫م الْر ِ‬ ‫وا ّ‬ ‫ه هَ َ‬ ‫ة‪ ،‬وَي َد َْرأ ع َن ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ه ِفي قَب ْرِهِ ي ُؤ ْن ِ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م َوالَعاب ِد ُ ع َلى‬ ‫معَ الَعال ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫جأت َ َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما‪» :‬إ َ‬
‫فع ْ‬‫ش َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ف هَُنا ف َ‬ ‫ل ل ِلَعال ِم ِ قِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك‪ ،‬وَِقي َ‬ ‫م ب ِعَِباد َت ِ َ‬ ‫ة وَت َن ْعّ ْ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫د‪ :‬أد ْ ُ‬ ‫ل ل ِل َْعاب ِ ِ‬ ‫ط‪ِ ،‬قي َ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫م الن ْب َِياِء«ِ والخطيب عن‬ ‫ت فَ َ‬ ‫حد ٍء إل َ‬ ‫َ‬
‫ت فَإ ِن ّك ل ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫قا َ‬ ‫فعْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫فع ُ ل َ‬ ‫ش َ‬ ‫حب َب ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ َ‬
‫ماُء ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫م العُل َ‬ ‫مةِ الن ْب َِياُء ث ُ ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫فعُ ي َوْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عثمان رضي الله عنه‪» :‬أوّ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ وعن‬ ‫مت ِ ِ‬
‫ي ع َلى أ ّ‬ ‫ضل الن ّب ِ ّ‬ ‫ف ْ‬ ‫ل الَعال ِم ِ ع َلى غي ْرِهِ ك َ‬ ‫ض ُ‬ ‫داُء«ِ وعن أنس‪» :‬فَ ْ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫م الله‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م وََرث َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قد ْ أكَر َ‬ ‫مف َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ن أكَر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة الن ْب َِياِء ف َ‬ ‫ماَء فإ ِن ّهُ ْ‬ ‫موا العُل َ‬ ‫جأابر‪» :‬أكرِ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ً‬
‫ب الله أو بابا ِ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫م آي َ ً‬ ‫ّ‬
‫ن ع َل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ وابن عساكر عن أبي سعيد‪َ » :‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ة«ِ وابن ماجأه عن معاذ بن أنس‪َ » :‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫جأَره ُ إلى ي َوْم ِ ال ِ‬ ‫مى الله أ ْ‬ ‫عل ْم ٍء أن ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ل«ِ وأحمد عن معاذ‪:‬‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫جأ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫جأ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لم‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ُ ِ ْ ْ ِ َ ِ ِ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ َ ِ ِ ِ َ ََ‬ ‫َ َ ِ‬
‫دي الله وب ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َْ ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫»ل َ‬

‫) ‪(1/21‬‬

‫ح‬
‫ما ِفيها«ِ وابن النجار عن ابن عباس‪» :‬الُغدوّ والّرَوا ُ‬ ‫ن الد ّْنيا وَ َ‬‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫خي ٌْر ل َ َ‬ ‫جأل ً َ‬ ‫َر ُ‬
‫ل الله«ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سِبي ِ‬ ‫جَهاد ِ ِفي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْد َ الله ِ‬ ‫ضل ِ‬ ‫جأد ِ ِفي ت َعِْليم ِ العِلم ِ أف َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬
‫إلى ال َ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ه الله ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬‫ج َ‬‫ه أل َ‬ ‫م ُ‬‫علما فكت َ َ‬ ‫جأل آَتاه ُ ِ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫والطبراني عن ابن مسعود‪» :‬أي ّ َ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫غي‬
‫ََْ ِ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫مما‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ْ‬
‫لم‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫َ ْ ََ َ ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫هريرة‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫ن َناٍءر«ِ والنسائي‬ ‫م ْ‬‫مةِ ب ِِلجام ٍء ِ‬ ‫قَيا َ‬‫ال ِ‬
‫ة«ِ‬‫م ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫جن ّةِ ي َوْ َ‬ ‫ف ال َ‬ ‫جد ْ ع ُْر َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ن الد ّْنيا ل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب غ ََرضا ً ِ‬ ‫صي َ‬ ‫ه الله ل ي َت َعَّلم ُ‬
‫ه إل ل ِي ُ ِ‬ ‫َوجأ َ‬
‫َ‬
‫ماِري ب ِهِ‬ ‫ماَء أوْ ي ُ َ‬ ‫م لُيباهي ب ِهِ العُل َ َ‬ ‫م العِل ْ َ‬ ‫ن ت َعَل ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يعني ريحها‪ .‬وابن ماجأه عنه‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ وابن أبي الدنيا‬ ‫جأهَن ّ َ‬‫ه الله َ‬ ‫خل َ ُ‬‫س إل َي ْهِ أد ْ َ‬ ‫جأوه َ الّنا ِ‬ ‫ف ب ِهِ و ُ‬
‫صرِ َ‬ ‫فَهاَء أوْ ي َ ْ‬ ‫س َ‬‫ال ّ‬
‫ه ع َن َْها‬ ‫ُ‬
‫سائ ِل ُ‬ ‫ة إل الله َ‬ ‫ْ‬
‫خطب َ ً‬ ‫ب ُ‬ ‫خط ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن ع َب ْد ٍء ي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫والبيهقي عن الحسن مرسلً‪َ » :‬‬
‫دث بهذا بكى‪ ،‬ثم‬ ‫ن مالك بن دينار إذا ح ّ‬ ‫مةِ ما أراد َ بها«ِ قال‪ :‬فكا َ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫يقول‪ :‬أتحسبون عيني تقّر بكلمي عليكم‪ ،‬وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم‬
‫ب إليك‬ ‫القيامة ما أردت به‪ ،‬فأقول‪ :‬أنت الشهيد على قلبي لو لم أعلم أنه أح ّ‬
‫لم أقرأ على اثنين أبدًا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪19 :‬‬

‫) ‪(1/22‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وقال شيخنا شيخ مشايخ السلم والمسلمين قطب الزمان شمس دائرة‬
‫العرفان‪ ،‬لسان الملكوت القدسي في عالم التمكين زين العابدين أبو بكر‬
‫ديقي رضي الله عنه فيما أوصاني به‪ :‬اجأعل‬ ‫محمد بن أبي الحسن البكري الص ّ‬
‫الخلص فيما تفيده وتستفيده شعارك‪ ،‬والدب مع الله فيما تعلمه وتتعلمه‬
‫دثارك‪ ،‬ول تبخل على طالب بتعليم ما علمه الله إياك متحّريا ً فيه تحّري من‬
‫يعلم أن الله يراه انتهى‪ .‬رزقنا الله الخلص في طلب العلم ونشره‪ ،‬وفي‬
‫ن‬
‫جأميع الطاعات‪ .‬وفي الغاية للحصني قال السيد الجليل ضرار بن عمرو‪ :‬إ ّ‬
‫قوما ً تركوا العلم ومجالسة أهل العلم‪ ،‬واتخذوا محاريب وصلوا وصاموا حتى‬
‫يبس جألد أحدهم على عظمه خالفوا فهلكوا‪ ،‬والذي ل اله غيره ما عمل عامل‬
‫على جأهل إل كان ما يفسد أكثر مما يصلح‪ ،‬وصفهم بالهلك‪.‬‬
‫ي بعث بمكة ومات‬ ‫ن أول واجأب على الباء للولد تعليمهم أن النب ّ‬ ‫)تنبيه‪ (:‬إ ّ‬
‫ودفن بالمدينة‪.‬‬
‫اعلم أن أّول ما يلزم المكلف تعلم الشهادتين ومعناهما وجأزم اعتقاده‪ ،‬ثم تعلم‬
‫ظأواهر علم التوحيد وصفات الله تعالى‪ ،‬وإن لم يكن عن الدليل‪ ،‬ثم ما يحتاج‬
‫إليه لقامة فرائض الدين كأركان الصلة والصوم وشروطهما‪ ،‬والزكاة إن ملك‬
‫ج إن كان مستطيعا ً له‪ ،‬ثم علم الحكام‬ ‫مال ً نصابًا‪ ،‬ولو كان هناك ساٍءع‪ ،‬والح ّ‬
‫التي يكثر وقوعها إن أراد أن يباشر عقدا ً بيعا ً كان أو غيره كالركان والشروط‪،‬‬
‫ول سيما في الّرَبوّيات لمن خاض فيها‪ ،‬وكواجأبات القسم بين الزوجأات والقيام‬
‫بالمماليك‪ ،‬ويجب أيضا ً تعلم دواء أمراض القلب‪ :‬كالحسد والرياء والعجب‬
‫والكبر واعتقاد ما ورد به الكتاب والسنة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪19 :‬‬

‫) ‪(1/23‬‬

‫باب الوضوء‬

‫صلة‬ ‫ل الله َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫أخرج الشيخان عن أبي هريرة‪ .‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ل ي َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ذا أ َحدث حتى يتو َ‬ ‫َ‬
‫عَباد ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مَر ب ِعَب ْد ٍء ِ‬ ‫ضأ«ِ وأبو الشيخ عن ابن مسعود‪» :‬أ ِ‬ ‫مإ َ ْ َ َ َ ّ ََ َ ّ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫جأل ْد َة ً‬ ‫ت َ‬ ‫صاَر ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫عو َ‬ ‫ل وَي َد ْ ُ‬ ‫سأ َ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫ة‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫جأل ْد َ ٍء‬ ‫ب ِفي قَب ْرِهِ ماَئة َ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫الله ت ََعاَلى ي ُ ْ‬
‫موِني؟ِ َقالوا‪ :‬إن ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ه َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫جألد ْت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫فعَ ع َن ْ ُ‬ ‫ما اْرت َ َ‬ ‫مت َل قَب ُْره ُ ع َلي ْهِ نارا‪ ،‬فَل ّ‬ ‫ة‪َ ،‬فا َ‬ ‫واحد ً‬
‫ه«ِ والبيهقي عن سلمان‪:‬‬ ‫صْر ُ‬ ‫م ت َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫مظلوم ٍء فَل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مَرْر َ‬ ‫صلة ً بغير طهور‪ ،‬و َ‬ ‫ت َ‬ ‫صل ّي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ ومسلم عن‬ ‫ت وََرقاُ هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ّ‬ ‫حا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ُ َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫حا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫ض‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ذا‬ ‫»إ‬
‫ل‬ ‫جأهِهِ ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أبي هريرة »إذا توضأ َ العبد المسل ِم أ َ‬
‫ن وَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ َ‬‫خ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫جأ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫س‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬
‫ُ ْ ُ‬‫ال‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫َ‬
‫فإ‬ ‫ء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الما‬ ‫قطر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫آ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫خطيئ َة نظ َر إل َيها بعينيه مع الماِء أ َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ٍء َ َ ْ َ‬
‫َ‬
‫جألي ْهِ‬ ‫ل رِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ماِء‪ ،‬فإذا غ َ‬ ‫معَ آخر قَطرِ ال َ‬‫َ‬ ‫معَ الماِء أوْ َ‬ ‫داه ُ َ‬ ‫شْتها ي َ َ‬ ‫َ‬
‫طيئ َةٍء ب َط َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ي َد َي ْهِ ك ُ ّ‬
‫َ‬ ‫جأل َي ْهِ ك ُ ّ‬
‫حّتى‬ ‫خرِ َقطرِ الماِء َ‬ ‫مع َ آ َ‬ ‫معَ الماِء أوْ َ‬ ‫جأله ُ َ‬ ‫شت َْها رِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫طيئ َةٍء َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫هَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ً‬
‫بل ُ‬ ‫على طهْرٍء كت ِ َ‬ ‫ضأ َ‬ ‫ن َتو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب«ِ وأبو داود عن ابن عمر‪َ » :‬‬ ‫ذنو ِ‬ ‫م َ‬ ‫قيا ِ‬ ‫خُرج ن َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت«ِ‪.‬‬ ‫حسنا ٍء‬ ‫ع َشُر َ‬ ‫ْ‬
‫وحكى الغزالي‪ :‬أنه رئي بعض الموتى في المنام فقيل له‪ :‬كيف حالك؟ِ فقال‪:‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ي ذئب يرّوعني في قبري فحالي معه في أسوإ‬ ‫صليت يوما ً بل وضوء‪ ،‬فوُ ّ‬
‫كل عل ّ‬
‫حال‪.‬‬

‫) ‪(1/24‬‬

‫وحكى أنه رمدت عين الجنيد مّرة‪ .‬فقال الطبيب‪ :‬إن ترد عينيك فل توصل‬
‫إليهما ماء‪ ،‬فلما ذهب الطبيب توضأ وصلى ونام فبرئت عينه فسمع هاتفا ً‬
‫يقول‪ :‬ترك الجنيد عينه في رضاي‪ .‬فلو طلب مني الجهنميين بذلك العزم‬
‫لجأبت‪ .‬فلما جأاء الطبيب ورأى العين صحيحة قال‪ :‬ما فعلت؟ِ قال‪ :‬توضأت‬
‫وصليت‪ ،‬وكان الطبيب نصرانيًا‪ ،‬فآمن في الحال‪ .‬وقال‪ :‬هذا علج الخالق ل‬
‫المخلوقا وكنت أنا أرمد وكنت أنت الطبيب‪.‬‬
‫وحكى اليافعي عن سهل بن عبد الله قال‪ :‬أول ما رأيت من العجائب‬
‫ل‪ ،‬فطاب لي المقام فيه‪ ،‬ووجأدت‬ ‫والكرامات أني خرجأت يوما ً إلى موضع خا ٍء‬
‫ل‪ ،‬وحضرت الصلة وأردت الوضوء‪ ،‬وكانت‬ ‫من قلبي ميل ً إلى الله عّز وجأ ّ‬
‫عادتي من صباي تجديد الوضوء لكل صلة‪ ،‬فكأني اغتممت لفقد الماء‪ ،‬فبينما‬
‫ب يمشي على رجأليه كأنه إنسان معه جأّرة خضراء قد أمسك‬ ‫أنا كذلك‪ ،‬وإذا د ّ‬
‫ي‪،‬‬ ‫بيده عليها‪ ،‬فلما رأيته من بعيد توهمت أنه آدمي حتى دنا مني وسلم عل ّ‬
‫ووضع الجّرة بين يديّ فجاءني أعراض العلم‪ .‬فقلت‪ :‬الجرة والماء من أين هو؟ِ‬
‫ب وقال‪ :‬يا سهل إنا قوم من الوحوش قد انقطعنا إلى الله تعالى‬ ‫فنطق الد ّ‬
‫بعزم المحبة والتوكل‪ ،‬فبينما نحن نتكلم مع أصحابنا في مسألة إذ نودينا‪ :‬أل إن‬
‫سهل ً يريد ماء لتجديد الوضوء‪ ،‬فوضعت هذه الجّرة بيدي‪ ،‬وإذا بجنبي ملكان‬
‫فدنوت منهما وصبا فيها هذا الماء من الهواء‪ ،‬وأنا أسمع خرير الماء‪ .‬قال سهل‪:‬‬
‫ب إلى أين ذهب‪،‬‬ ‫ي فلما أفقت إذا بالجّرة موضوعة‪ ،‬ول أعلم بالد ّ‬ ‫فغشي عل ّ‬
‫وأنا متحسر إذ لم أكلمه وتوضأت‪ ،‬فلما فرغت أردت أن أشرب منها فنوديت‬
‫من الوادي‪ :‬يا سهل لم يأذن لك في شرب هذا الماء بعد فبقيت الجرة‬
‫تضطرب وأنا أنظر إليها فل أدري أين ذهبت‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪23 :‬‬
‫فصل في أحكام الوضوء‬

‫) ‪(1/25‬‬

‫شروطه‪ :‬ماء مطلق وظأن أنه مطلق‪ ،‬وإسلم‪ ،‬وتمييز‪ ،‬وعلم فرضيته‪ ،‬وعدم‬
‫ظأن فرضه نفل ً وعدم حائل‪ ،‬ول مغير للماء على العضو تحت ظأفر‪ ،‬وكزعفران‬
‫وصندل‪ ،‬وجأري الماء عليه‪ ،‬ودخول وقت لدائم حدث‪.‬‬
‫وفروضه‪ :‬نية أداء فرض الوضوء‪ ،‬أو الطهارة لستباحة الصلة عند غسل أول‬
‫جأزء من الوجأه‪ .‬وغسل الوجأه واليدين مع المرفقين‪ ،‬ومسح بعض الرأس‪،‬‬
‫وغسل الرجألين مع الكعبين والترتيب‪.‬‬
‫)فرع( لو شك في تطهير عضو قبل الفراغ من الوضوء طهره‪ ،‬وما بعده أو بعد‬
‫ضوَء ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن ل وُ ُ‬
‫م ْ‬
‫صلة َ ل ِ َ‬
‫الفراغ لم يؤثر‪ .‬وسننه‪ :‬التسمية‪ ،‬قال رسول الله ‪» :‬ل َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه«ِ رواه أحمد وأبو داود‪ ،‬ثم غسل الكفين‬ ‫م الله ع َل َي ْ ِ‬ ‫م ي َذ ْك ُرِ اس َ‬‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ضوَء ل ِ َ‬‫َول وُ ُ‬
‫َ‬
‫نأ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شق ّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ثم السواك بكل خشن إل لصائم بعد الزوال‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬ل ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضوٍءء«ِ رواه مالك والشافعي‪ .‬ثم‬ ‫ل وُ ُ‬ ‫مع َ ك ُ ّ‬‫ك َ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫م ِبال ّ‬
‫مْرت ُهُ ْ‬‫مِتي ل َ‬ ‫ع ََلى أ ّ‬
‫المضمضة والستنشاقا والمبالغة فيهما لمفطر‪ ،‬وجأمعهما بثلث غرف‬
‫والستنشار ومسح كل الرأس والذنين ظأاهرا ً أو باطنًا‪ ،‬وتخليل شعر كثيف من‬
‫لحية‪ ،‬وعارض وأصابع اليدين بالتشبيك‪ ،‬والرجألين من أسفل بخنصر يده‬
‫اليسرى‪.‬‬
‫حي َت َ َ‬ ‫خل ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك«ِ رواه ابن أبي‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫ل‪ :‬إ َ‬
‫ذا َتوضأ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫جأب ْ ِ‬‫قال رسول الله ‪» :‬أَتاِني ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫خل ُّلوا بي َ‬
‫ب‬
‫قا ِ‬‫ل ل ِلع ْ َ‬ ‫ل وَي ْ ٌ‬‫م َقا َ‬ ‫خلل الله َبينها بالّنارِ ث ُ ّ‬ ‫م ل يُ َ‬ ‫صاب ِعِك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫شيبة وقال ‪َ » :‬‬
‫ً‬
‫ن الّناِر«ِ رواه الدارقطني‪ ،‬ودلك العضاء وأن يقول ثلثا‪ :‬آخره مستقبل ً إلى‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫القبلة رافعا يديه وبصره إلى السماء ولو أعمى‪ :‬أشهد أن ل اله إل الله وحده ل‬ ‫ً‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪ :‬اللهم اجأعلني من التوابين واجأعلني‬
‫من المتطهرين سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ل اله إل أنت أستغفرك‬
‫وأتوب إليك‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم‪ ،‬وأن‬
‫يقرأ إنا أنزلناه بعده كذلك‪.‬‬

‫) ‪(1/26‬‬

‫قال رسول الله ‪» :‬من تو َ َ‬


‫ماِء ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫س َ‬ ‫صَره ُ إ َِلى ال ّ‬ ‫م َرفَعَ ب َ َ‬ ‫ضوَء ث ُ ّ‬ ‫ن الوُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ضأ فَأ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪ :‬أ َ ْ‬
‫جن ّةِ‬‫ب ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ة أب ْ َ‬‫مان ِي َ ُ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫تل ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫حد َه ُ ِإلى آخره‪ ،‬فُت ِ َ‬ ‫ن ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫شهَد ُ أ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫حان َكَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫ه‪ُ :‬‬ ‫ل ب َعْد َ فََراِغ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ضأ فَ َ‬ ‫ن ت َوَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫شاَء«ِ رواه مسلم‪ .‬وقال ‪َ » :‬‬ ‫ن أّيها َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سْر إلى‬ ‫ْ‬
‫م ي ُك َ‬ ‫ل في طاب ٍِءع فَل ْ‬ ‫جأعِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ب في َرقاَ ث ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ب إلي ْك كت ِ َ‬ ‫َ‬ ‫مد ِك إني أُتو ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ْ‬ ‫م وَب ِ َ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ة«ِ رواه الحاكم‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ي َوْم ِ ال ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪25 :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ديقي َ‬ ‫ن من الص ّ‬ ‫مّرة ً كا َ‬ ‫ن قََرأ سورة َ إنا أنزلناه ُ ِفي أثرِ وضوئ ِهِ َ‬
‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال » َ‬
‫معَ ال َن ِْبياِء«ِ‬ ‫ً‬ ‫شهداِء‪ ،‬ومن قَرأ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫الله‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ َ ُ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ثلث‬ ‫ها‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ديوا‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫م ّ َْ ِ ِ َ ِ‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫قََرأها َ‬
‫ل‪ ،‬وقرن النية بأّول السنن‬ ‫ل والتوجأه للقبلة في ك ّ‬ ‫رواه الديلمي وتثليث ك ّ‬
‫المتقدمة على غسل الوجأه ليثاب عليها والتلفظ بها سّرًا‪ .‬وتعهد الغضون‪ ،‬وكذا‬
‫الموقا واللحاظ بالسبابة إذا لم يكن فيهما رمص يمنع وصول الماء إلى محله‬
‫وإل فوجأب وأخذ ماء الوجأه بكفيه معا ً وعدم لطمه به والبداءة فيه بأعله وفي‬
‫ب عليه غيره‪ ،‬وفي الرأس بمقدمه‪ ،‬وإطالة‬ ‫اليدين والرجألين بالصابع‪ ،‬وإن ص ّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫جِلي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مةِ غ ُّرا ُ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مِتي ي ُد ْع َوْ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫الغرة والتحجيل‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ْ‬ ‫من آَثار الوضوِء فَمن است َ َ‬
‫ل«ِ رواه الشيخان‪ .‬وقال ‪:‬‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ه فَلي َ ْ‬ ‫ل غ ُّرت َ ُ‬ ‫طي َ‬‫ن يُ ِ‬ ‫طاع َ أ ْ‬ ‫َ ِ ْ َ‬ ‫ِ ُ ُ‬ ‫ِ ْ‬
‫ضوِء«ِ رواه مسلم‪ ،‬والتيامن والولء‬ ‫ُ‬
‫ث ي َب ْلغُ الوُ ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬ ‫ن المؤ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫حلي َ ُ‬ ‫»ت َب ْلغُ ال ِ‬
‫وترك التكلم والستعانة والتنشيف والنفض بل حاجأة‪ ،‬وتوقي الرشاش ووضع ما‬
‫ب منه عن يساره‪ ،‬والشرب من فضل وضوئه‬ ‫يغترف منه عن يمينه‪ ،‬وما يص ّ‬
‫والجأتهاد في إسباغ الوضوء‪.‬‬

‫) ‪(1/27‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫خَر«ِ‬‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬‫ما ت َ َ‬‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬
‫ضوَء إل غ ُ ِ‬ ‫سب ِغُ ع َب ْد ٌ ال ْوُ ُ‬
‫قال رسول الله ‪» :‬ل ي ُ ْ‬
‫ل ِفي‬ ‫ري ُ‬‫جأب ْ ِ‬
‫ش ماء بين إزاره بعده كبعد استنجاء‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬أَتاِني ِ‬ ‫ور ّ‬
‫خذ َ غ َْرفَ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن الماِء‬ ‫م َ‬
‫ة ِ‬ ‫ضوُء أ َ‬ ‫ما فََرغ َ الوُ ُ‬ ‫ضوَء‪ ،‬فَل ّ‬ ‫مِني الوُ ُ‬ ‫ي فَعَل َ‬
‫ي إل ّ‬‫ح َ‬ ‫ما أو ِ‬‫ل َ‬ ‫أوّ ِ‬
‫جأه«ِ رواه أحمد والحاكم ل مسح الرقبة ودعاء العضاء‪ .‬أما‬ ‫ح ِبها فَْر َ‬ ‫ض َ‬‫فَن َ َ‬
‫حديثهما فموضوع أو شديد ضعفه فل يعمل بهما‪.‬‬
‫)فرع( يقتصر حتما ً على الواجأب لضيق وقت عن إدراك الصلة كلها فيه‬
‫ج‬‫وإدراك جأماعة أولى من التثليث‪ ،‬وسائر سنن الوضوء غير الدلك ما لم ير ّ‬
‫جأماعة أخرى‪.‬‬
‫)ومكروهاته( السراف في الماء وتقديم اليسرى على اليمنى‪ ،‬والنقص عن‬
‫الثلثة والزيادة عليها من غير ماء موقوف‪ ،‬فمنه حرام قال رسول الله ‪» :‬هاك َذاَ‬
‫قص فَ َ َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ رواه أبو داود‪.‬‬ ‫ساَء وَظأ َل َ َ‬ ‫قد ْ أ َ‬ ‫ن َزاد َ ع ََلى هاذا أوْ ن َ َ َ‬ ‫م ْ‬‫ضوُء‪ ،‬فَ َ‬ ‫الوُ ُ‬
‫وحكى الشيخ معين الدين حسن السجزي‪ :‬أنه كان مع الشيخ أجأل سري يوما ً‬
‫فحضر وقت الصلة‪ ،‬فجدد الشيخ أجأل سري الوضوء‪ ،‬وسها عن تخليل الصابع‪،‬‬
‫دعي محبة محمد ‪ ،‬وتكون من أمته وتترك سنته‪ ،‬فحلف‬ ‫فهتف هاتف‪ :‬يا أجأل ت ّ‬
‫الشيخ أجأل‪ :‬ل أترك سنة من سننه عليه الصلة والسلم من وقتنا هذا إلى‬
‫وقت الموت‪ .‬وقال الشيخ معين الدين‪ :‬كنت إذا رأيت الشيخ أجأل رأيته كأنه‬
‫ينام‪ ،‬فسألته عنه فقال‪ :‬أنا من ذلك الوقت الذي نسيت تخليل الصابع إلى هذا‬
‫الوقت في الحيرة‪ ،‬كيف ألقي بهذا الوجأه محمدا ً ؟ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪25 :‬‬
‫وحكي عن الفضيل بن عياض أنه نسي في الوضوء غسل اليد مرتين‪ ،‬فلما‬
‫صلى ونام في تلك الليلة رأى النبي فقال‪ :‬يا فضيل العجب منك إنك تترك في‬
‫الوضوء سنتي‪ .‬فانتبه الفضيل من هيبته وجأدد الوضوء من أوله‪ ،‬ووظأف على‬
‫نفسه خمسمائة ركعة إلى سنة كفارة لذلك نفعنا الله به وبسائر الولياء ورزقنا‬
‫اتباعهم‪.‬‬

‫) ‪(1/28‬‬

‫)ونواقضه( تيقن خروج غير منيه ولو ريحا ً من فرج‪ ،‬وغلبة على العقل ل بنوم‬
‫ممكن مقعده‪ ،‬ومس فرج آدمي ببطن كفه‪ ،‬وتلقي بشرتي ذكر وأنثى بكبر ل‬
‫س وحمل ما كتب فيه‬‫مع محرمية‪ ،‬ويحرم بالحدث صلة وطواف وسجود وم ّ‬
‫قرآن لدراسة ل مع تفسير‪ ،‬زاد عليه ول قلب ورقه بعود إن لم ينفصل عليه‪،‬‬
‫ويجب على نحو الولي منع غير مميز مصحفًا‪ ،‬ولوحا ً فيه قرآن ولو بعض آية ل‬
‫مميز لحاجأته‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪25 :‬‬

‫) ‪(1/29‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫باب الغسل‬

‫ن‬
‫ختاَنا ِ‬ ‫قى ال َ‬ ‫ذا ال ْت َ َ‬ ‫أخرج الطبراني عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إ َ‬
‫ل أ َنز َ َ‬
‫ل«ِ والنسائي وابن ماجأه عن‬ ‫م ي ُن ْزِ ْ‬ ‫ل أوْ ل َ ْ‬ ‫س ُ َْ‬ ‫ب الغُ ْ‬ ‫جأ َ‬ ‫قد ْ و َ َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت الحش َ‬ ‫غاب َ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ي ََر أن ّ ُ‬ ‫مهِ فََرأى ب ََلل ً وَل َ ْ‬ ‫ن ن َوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫ظأ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ست َي ْ َ‬‫ذا ا ْ‬ ‫عائشة رضي الله عنها‪» :‬إ َ‬
‫ه«ِ وسمويه عن‬ ‫ل ع َل َي ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ي ََر َبلل ً َفل غ ُ ْ‬ ‫م وَل َ ْ‬ ‫حت َل َ َ‬ ‫ل‪ ،‬وإذا رأى أنه ا ْ‬ ‫س َ‬ ‫م اغ ْت َ َ‬ ‫حت َل َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ل«ِ والطبراني عن‬ ‫س ْ‬ ‫ل فَل َت ْغْت َ ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫جد ُ الّر ْ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫مَنام ِ َ‬ ‫مْرأة ُ ِفي ال َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫جأد َ ِ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫أنس‪» :‬إ َ‬
‫سل«ِ‬ ‫حّتى ي َغْت َ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫خُلو ِ‬ ‫خ ِبال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ض ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ب َول ال ُ‬ ‫جن ُ َ‬ ‫ضُر ال ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة ل تَ ْ‬ ‫ملئ ِك َ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ابن عباس‪» :‬إ ّ‬
‫ب«ِ‬ ‫جأن ُ ٌ‬ ‫ب َول ُ‬ ‫ْ‬
‫صوَرة ٌ ول ك َل ٌ‬ ‫ة بيتا فيه ُ‬ ‫ً‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫وأبو داود والنسائي‪» :‬ل ت َد ْ ُ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫جأَناب َةٍء ل ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شعَْرةٍء ِ‬ ‫ضع َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي رضي الله عنه‪َ » :‬‬ ‫وأحمد وأبو داود عن عل ّ‬
‫ي‪ :‬فمن ثم عاديت شعر رأسي‬ ‫ن الّناِر«ِ قال عل ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل بها كذا وكذا ِ‬ ‫سْلها فَعَ َ‬ ‫ي َغْ ِ‬
‫شعَْرةٍء‬ ‫ل َ‬ ‫تك ّ‬‫ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وكان يجّز شعره‪ .‬وابن ماجأه والترمذي عن أبي هريرة‪» :‬إ ّ‬
‫ُ‬ ‫شعَْر وَأ َن ْ ُ‬
‫ب‬ ‫جن ُ ُ‬ ‫قَرأ ال ُ‬ ‫ة«ِ وهما عن ابن عمر‪» :‬ل ي َ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫قوا الب َ َ‬ ‫سلوا ال ّ‬ ‫ة فاغ ْ ِ‬ ‫جأناب َ ً‬
‫جأُهوا‬ ‫ن«ِ والنسائي عن عائشة رضي الله عنها‪» :‬وَ ّ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ً‬
‫شْيئا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫حائ ِ ُ‬ ‫َوال َ‬
‫ب«ِ وأبو داود‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫جأن ُ ٍء‬ ‫ض َول ُ‬ ‫حائ ِ ٍء‬ ‫جد َ ل ِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫جد ِ فإني ل أ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ت عَ ِ‬ ‫هاذ ِهِ البيو َ‬
‫َ‬
‫والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه‪» .‬من أتى حائضا في فْرجأها أو امرأة‬ ‫ً‬
‫على محمد ٍء «ِ والشيخان عن عائشة‬ ‫ل َ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬ ‫فَر ب ِ َ‬ ‫رها أو كاهنًا؛ فقد ك َ َ‬ ‫في د ُب ُ ِ‬
‫ل أ َو ينام توضأ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫نب‬ ‫جأ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫ن‬ ‫»كا‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬
‫ْ ََ َ َ َ ّ‬ ‫َ ُ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أَراد َ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫م أهْل َ ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫ذا أتى أ َ‬ ‫ة«ِ ومسلم عن أبي سعيد الخدري‪» :‬إ َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ضوَءه ُ ِلل ّ‬ ‫وَ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن الله ينهاكم عن الت ّعَّري‬ ‫ما«ِ والبزار عن ابن عباس‪» :‬إ ّ‬ ‫ضأ ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن ي َُعود َ فَل ْي َت َوَ َ‬ ‫أ ْ‬
‫حُيوا‬ ‫ست َ ْ‬ ‫فا ْ‬

‫) ‪(1/30‬‬

‫جنابة‬
‫ت‪ :‬الغائط وال َ‬ ‫حال ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫عن ْد َ ثل ِ‬ ‫م إل ِ‬ ‫فارُِقون َك ُ ْ‬ ‫ن ل يُ َ‬ ‫ذي َ‬‫ملئ ِك َةِ الله ال ّ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ط أوْ ببعيره«ِ‬ ‫حائ‬ ‫ة‬‫بجذم‬ ‫و‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫را‬ ‫بالع‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫غ‬‫ا‬ ‫فإذا‬ ‫سل‪،‬‬ ‫غ‬ ‫وال‬
‫ٍء‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َِْ ِ ِْ ِ ْ‬ ‫َ ُ ْ ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ج فإذا هو بأجأير له يغتس ُ‬
‫ل‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ّ ّ ّ َ َ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫نب‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫»أ‬ ‫بلغني‬ ‫قال‪:‬‬ ‫جأريح‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الرزاقا‬ ‫وعبد‬
‫ك«ِ‪.‬‬‫ة ل ََنا ب ِ َ‬
‫جأ َ‬
‫حا َ‬ ‫كل َ‬ ‫جأاَرت َ َ‬‫خذ ْ إ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬‫حي ِ‬ ‫ست َ ِ‬‫ك تَ ْ‬ ‫عاريا ً فقال‪ :‬ل أَرا َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪28 :‬‬
‫وحكى أبان بن عبد الله البجلي‪ :‬هلك جأار لنا فشهدنا غسله وحمله إلى قبره‪،‬‬
‫فإذا فيه شبيه بالهّرة فزجأرناه فلم ينزجأر‪ ،‬فضرب الحفار جأبهته ببيرمه‪ ،‬فلم‬
‫ولوا إلى قبر آخر‪ ،‬فلما ألحد فإذا هو فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا‪،‬‬ ‫يبرح فتح ّ‬
‫فلم يلتفت فقال القوم‪ :‬إن هذا المر ما رأينا مثله فادفنوا صاحبكم فدفنوه؛‬
‫وي عليه اللبن سمعنا قضقضة عظامه فذهب عمي وغيره إلى امرأته‬ ‫فلما س ّ‬
‫دثوها بما رأوا‪ .‬فقالت كان ل يغتسل من الجنابة‪.‬‬ ‫فقالوا‪ :‬ما حال زوجأك؟ِ وح ّ‬
‫وحكى الغزالي‪ :‬أنه رؤي رجأل في المنام فقيل له‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ قال‪:‬‬
‫دعني فإني لم أتمكن من غسل يوما ً من الجنابة‪ ،‬فألبسني الله ثوبا ً من النار‬
‫أتقلب فيه‪.‬‬
‫وحكى اليافعي‪ :‬أن الشيخ عز الدين بن عبد السلم احتلم في ليلة باردة فأتى‬
‫دة البرد؛ ثم‬ ‫إلى الماء‪ ،‬وهو جأامد فكسره واغتسل‪ ،‬وكادت روحه تخرج من ش ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫احتلم في ليلة ثانيا ً فأتى إلى الماء واغتسل‪ ،‬فغشي عليه فسمع ما يقال له‪:‬‬
‫وضنك بها عّز الدنيا والخرة؛ أعزنا الله معه في الدارين‪.‬‬‫لع ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪28 :‬‬
‫فصل‬
‫موجأب الغسل جأنابة بخروج منيه أو دخول حشفة أو قدرها فرجأا ً وحيض‬
‫ونفاس‪ ،‬ونحو ولدة وموت‪ .‬وشروطه‪ :‬ماء مطلق وعدم حائل ول مغير للماء‬
‫على العضو‪ :‬كوسخ تحت ظأفر وكزعفران وصندل وسدر؛ وجأري الماء عليه‪.‬‬

‫) ‪(1/31‬‬

‫وفروضه‪ :‬نية أداء فرض الغسل أو رفع نحو الجنابة‪ ،‬وتعميم ظأاهر البدن حتى‬
‫ما تحت القلفة من القلف بالماء‪.‬‬
‫)فرع( ل يجب تيقن عموم الماء‪ ،‬بل يكفي فيه كالوضوء غلبة الظن بالعموم‪.‬‬
‫وسننه‪ :‬تسمية؛ وإزالة قذر؛ ثم وضوء وتخليل‪ ،‬وبعهد غضون وموقا ولحاظ‪،‬‬
‫ب والشهادتان بعده وتثليب‬‫ودلك وتيامن‪ ،‬وتوجأه للقبلة وترك استعانة في ص َ‬
‫وولء‪.‬‬
‫ومكروهاته‪ :‬إسراف في الماء وترك وضوء ومضمضة واستنشاقا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪30 :‬‬

‫) ‪(1/32‬‬

‫باب فضل الصلة المكتوبة‬

‫ن ك َِتابًا{ )سورة النساء‪(103 :‬‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ع ََلى ال ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫صلة َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬
‫موُْقوتا{ )سورة النساء‪ (103 :‬أي مقدرا وقتها فل تؤخر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أي‪ :‬مفروضا ً ـــــ } َ‬
‫عنه وقال تعالى‪} :‬يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر‬
‫الله{ أي‪ :‬الصلوات الخمس‪َ} :‬ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون{ )سورة‬
‫المنافقون‪ (9 :‬وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما‪ .‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي ُْرفَعُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫س‪ ،‬وَأ َوّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ َ‬ ‫مِتي ال َ ّ‬
‫ُ‬
‫ض الله ع ََلى أ ّ‬ ‫ما افْت ََر َ‬ ‫ل َ‬ ‫الله ‪» :‬أوّ ُ‬
‫س‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫س‪ ،‬وَأوّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫مال ِهِ ُ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما َيسألو َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫وا ُ‬ ‫صل َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫أع ْ َ‬
‫دي‬ ‫ن ل ِعَب ْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى‪ :‬ان ْظ ُُروا هَ ُ‬ ‫ل الله ت ََباَر َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مْنها ي َ ُ‬ ‫شْيئا ً ِ‬ ‫ضي ّعَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫فَ َ‬
‫شهَْر‬ ‫دي َ‬ ‫صَيام ِ ع َب ْ ِ‬ ‫ضةِ َوان ْظ ُُروا ِفي ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ب َِها ما ن َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫صلةٍء ت ُت ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫َنافِل َ ً‬
‫صَيام ٍء‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫دي َنافِل َ ً‬ ‫ن ل ِعَب ْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ه َفان ْظ ُُروا هَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫شيئ ْا ً ِ‬ ‫ضي ّعَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫َر َ‬
‫من َْها‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫شيئ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫َ َ ّ َ‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫دي‬ ‫ب‬‫ع‬
‫ِ َ ِ َْ ِ‬ ‫ة‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ز‬ ‫في‬ ‫روا‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬
‫ّ َ ِ َ ْ ُ‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ ِ َ‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ت َت ِ ّ َ ِ َ َ َ‬
‫ن‬ ‫ما‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫مو‬
‫كاةِ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫م َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ن ب َِها َ‬ ‫مو َ‬ ‫صد َقَةٍء ت ُت ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫دي َنافِل َ ً‬ ‫ن ل ِعَب ْ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫َفان ْظ ُُروا هَ ْ‬
‫ضل ً وَ َ‬ ‫جأد َ فَ ْ‬ ‫مةِ الله َوعد ْل ِهِ فَإ ِ ْ‬ ‫ض الله َوذال ِ َ‬ ‫خذ ُ ذال ِ َ َ‬
‫ضعَ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ك ب َِر ْ‬ ‫ك ع َلى فََرائ ِ ِ‬ ‫فَي ُؤ ْ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ن ذال ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يٌء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫جأد ْ ل ُ‬ ‫م ُيو َ‬ ‫نل ْ‬ ‫َ‬ ‫سُرورا وَإ ِ ْ‬‫ً‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه اد ْ ُ‬ ‫َ‬
‫لل ُ‬ ‫ِفي ميَزان ِهِ وَِقي َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ف ب ِهِ ِفي الّناِر«ِ ومسلم عن جأابر‪:‬‬ ‫قذ َ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬‫جألي ْ ِ‬ ‫خذ ُه ُ ب ِي َد َي ْهِ وَرِ ْ‬ ‫ة ت َأ ُ‬ ‫ت ب ِهِ الّزبان ِي َ ُ‬ ‫مَر ْ‬ ‫أ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ل ِفيهِ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫س ُ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬
‫م ي َغْت َ ِ‬ ‫بأ َ‬‫ب ع ََلى َبا ِ‬
‫جأارٍء ع َذ ْ ٍء‬
‫ل ن َهْرٍء َ‬ ‫س كَ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬‫ت ال َ‬‫وا ِ‬‫صل َ َ‬ ‫مث َ ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫» َ‬
‫س«ِ وأحمد عن‬ ‫ن الد ّن َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫قي ذال ِك ِ‬ ‫ما ي ُب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬ف َ‬ ‫مّرا ٍء‬
‫س َ‬ ‫م َ‬‫خ ْ‬
‫ي َوْم ٍء َ‬

‫) ‪(1/33‬‬

‫ن النبي خرج زمن الشتاء والورقا يتهافت‪ ،‬فأخذ بغصنين من شجرة‬ ‫أبي ذّر‪» :‬أ ّ‬
‫قال‪ :‬فجعل ذلك يتهافت‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬يا أبا ذّر‪ ،‬فقلت‪ :‬لبيك يا رسول الله‬
‫ه ذ ُُنوب ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫ه الله‪ ،‬فَت ََهافَ َ‬ ‫جأ َ‬
‫ريد ُ ب َِها وَ ْ‬ ‫صلة َ ي ُ ِ‬ ‫صّلي ال ّ‬ ‫م ل َي ُ َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن العَب ْد َ ال ُ‬ ‫فقال‪ :‬إ ّ‬
‫ة«ِ‪ .‬والطبراني والبيهقي عن ابن عمر‪:‬‬ ‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ن هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫ت هاذا الوََرقاُ ع َ ْ‬ ‫ما ت ََهافَ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫قي ْهِ فَك ُل ّ َ‬
‫ما‬ ‫عات ِ َ‬
‫سهِ وَ َ‬ ‫ت ع ََلى َرأ ِ‬ ‫ضعَ ْ‬ ‫صّلي أَتى ب ِذ ُُنوب ِهِ ك ُل َّها فَوُ ِ‬ ‫م يُ ّ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن العَب ْد ُ إ َ‬ ‫»إ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه«ِ ومسلم عن عثمان رضي الله عنه‪» :‬ما ِ‬ ‫ه ذ ُُنوب ُ ُ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫ساقط ْ‬ ‫َ‬ ‫جد َ ت َ َ‬ ‫س َ‬ ‫َرك َعَ أوْ َ‬
‫كوع ََها إل‬ ‫شوع ََها وَُر ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ضوَءها وَ ُ‬ ‫ن وُ ُ‬ ‫حس ُ‬ ‫ة فَي ُ ْ‬ ‫مك ُْتوب َ ٌ‬ ‫ضُره ُ صلة ٌ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫سل ِم ٍء ي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫امرىٍءء ُ‬
‫ك الد ّهَْر ك ُل ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ‬ ‫ة‪َ ،‬وذال ِ َ‬ ‫بير‬ ‫َ‬
‫ُ ِ َ ْ َ ِ ِ ً‬‫ك‬ ‫ت‬ ‫أ‬‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫نو‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ َ‬ ‫م‬ ‫لها‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ ً ِ َ ْ‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫فا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ه‬ ‫كان َ ْ‬‫َ‬
‫مع َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫صلةٍء َر ُ‬ ‫ن إلى الله تعالى ب َ َ‬ ‫ظين ي َْرَفعا ِ‬ ‫حافِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫والبيهقي عن أنس‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما«ِ وفي كتاب‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ت ل ِعَب ْ ِ‬ ‫فْر ُ‬ ‫ما أِني قَد ْ غ َ َ‬ ‫شهِد ُك ُ َ‬ ‫ه تعالى‪ :‬أ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫صلةٍء إل قا َ‬
‫الزواجأر لشيخنا خاتمة المحققين أحمد بن حجر الهيتمي رضي الله عنه قال‬
‫َ‬
‫ل‬
‫خصا ٍء‬ ‫س ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬‫ه بِ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫صلةِ أك َْر َ‬ ‫ظ ع ََلى ال ّ‬ ‫حافَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫بعضهم ورد في حديث‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫مين ِهِ ويمّر ع َلى‬ ‫ه ب ِي َ ِ‬ ‫ه ك َِتاب َ ُ‬ ‫ّ‬
‫ر‪ ،‬ويعطيه الل ُ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ش‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫ي َْرفَعُ ع َن ْ ُ‬
‫ضيقَ العَي ْ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫هّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫صلةِ عاقب َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ن تَهاوَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب‪ ،‬وَ َ‬ ‫سا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫ة ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫قا‪ ،‬وَي َد َ ُ‬ ‫ط كالَبر ِ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ت‪ ،‬وََثلَثة َفي قَب ْرِ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫ة ِفي الد ّْنيا وَثلَثة ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬‫ة َ‬ ‫قوب َ ً‬ ‫شَرة َ ع ُ ُ‬ ‫مس ع َ َ‬ ‫خ ْ‬‫بِ َ‬
‫ر«ِ ‪.‬‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫جأهِ ِ‬ ‫عن ْد َ خُرو ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫وََثلث َ ٌ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪30 :‬‬

‫) ‪(1/34‬‬

‫ه‪ ،‬والثانية يمحي سيما‬ ‫ن عمرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما اللواتي في الدنيا‪ :‬فالولى ينزع ُ البَركة ِ‬ ‫َفأ ّ‬
‫ه‪ ،‬والرابعة ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‪َ ،‬والّثاِلثة ك ّ‬
‫ه ع َلي ْ ِ‬ ‫جأُره ُ الل ُ‬ ‫ه ل ي َأ ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫ل ي َعْ َ‬ ‫م ٍء‬‫ل عَ َ‬ ‫ن وجأهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ‬ ‫ال ّ‬
‫صالحين ‪.‬‬ ‫حظ في دعاِء ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماِء‪ ،‬والخامسة لي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫دعاء إلى ال ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫ي َْرفَعُ ل ُ‬
‫جأائعا‪ً،‬‬ ‫ت َ‬ ‫ذليل‪ ،‬والثانية يمو ُ‬ ‫ً‬ ‫ت َ‬ ‫ه َيمو ُ‬ ‫ت فالولى أن ّ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫وأما التي ُيصيُبه ِ‬
‫ه‪ .‬وأما التي‬ ‫ش ِ‬ ‫ن عط ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دنَيا ما روِيَ ِ‬ ‫ت ع َطشان ولو سقي بحاَر ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫والثالثة َيمو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬والثانية ُيوقد ُ‬ ‫ضلع ُ ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خت َل ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫قب ُْر َ‬ ‫تصيبه في قبره‪ :‬فالولى يضيقُ ع َلي ْهِ ال َ‬
‫سلط ع َلي ْهِ في قبرِهِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫مرِ ليل ً ونهارا‪ ،‬والثالثة ي ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ج ْ‬ ‫ب على ال َ‬ ‫قب ُْر نارا ً يتقل ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ال َ‬
‫سيَرة‬ ‫م ِ‬ ‫فرٍء َ‬ ‫ل ظأ ُ ْ‬ ‫حديد ٍء ك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شجاع ُ القَْرع ُ عيناه ُ من نار‪ ،‬وأظأفاره ُ ِ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫م ُ‬‫ن اس ُ‬ ‫ث ُعَْبا ٌ‬
‫ف يقول‪:‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ل الّرع ْد ِ القا ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫صوْت ُ ُ‬ ‫جاع ُ القَْرع ُ وَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت فيقول‪ :‬أّنا ال ّ‬ ‫مي َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ي َوْم ٍء ي ُك َل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ضرِب َ َ‬ ‫س‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ح إلى طلوِع ال ّ‬ ‫صب ِ‬ ‫ضييِع صلةِ ال ّ‬ ‫ك ع ََلى ت َ ْ‬ ‫ضرِب َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مَرِني الله أ ْ‬ ‫أ َ‬
‫صرِ إلى‬ ‫صلةِ العَ ْ‬ ‫ك على تضِييِع َ‬ ‫ضرب َ َ‬ ‫ر‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫صلةِ الظ ُهْرِ إلى العَ ْ‬ ‫ضييِع َ‬ ‫ع ََلى ت َ ْ‬
‫على َتضِييِع‬ ‫ك َ‬ ‫ضرب َ َ‬ ‫َ‬ ‫ب إلى الع َ‬ ‫ضرب َ َ‬ ‫َ‬
‫شاء‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫صلةِ ال َ‬ ‫ضييِع َ‬ ‫على ت َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ب‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫ال َ‬
‫ن ذ َِراعا ً‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ض َ‬ ‫ّ‬
‫ر‪ ،‬فَك ُل َ‬ ‫صلةِ العَ َ‬
‫ة ي َُغوص في الْر ِ‬ ‫ضْرب َ ً‬ ‫ب َ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫شاِء إلى ال َ‬ ‫َ‬
‫ة‪.‬‬‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫وم‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫إلى‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫ذب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ْ ِ ُ‬‫ض‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫زا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/35‬‬

‫ب‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة‪َ ،‬فشد ّة ُ ال ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ف ال ِ‬ ‫موْقِ ِ‬ ‫قب ْرِ في َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُرو ِ‬ ‫عن ْد َ ال ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫وأما الِتي ت ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوسخ ُ‬
‫جأهِهِ‬ ‫على وَ ْ‬ ‫مةِ وَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َأِتي ي َوْ َ‬ ‫خول الّناِر«ِ وفي رواية »فإ ِن ّ ُ‬ ‫ب ود ُ‬ ‫ط الّر ّ‬
‫س ْ‬ ‫َ‬
‫حقّ الله‪ ،‬والسطر الثاني‪ :‬يا‬ ‫ضيعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪َ :‬يا ُ‬ ‫طر الوّ ِ‬ ‫ت ِفي ال ّ‬ ‫مك ُْتوَبا ٍء‬ ‫سط ُرِ َ‬ ‫َثلَثة أ ْ‬
‫حق ّ‬ ‫ت في الد ّْنيا َ‬ ‫ضي ّعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك الله ك َ َ‬ ‫ضي ّعَ َ‬ ‫سطر الثالث‪َ :‬‬ ‫ب الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫ض ِ‬ ‫خصوصا ً ب ِغَ َ‬ ‫م ْ‬
‫مُلم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه لَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َواِديا ً ي ُ َ‬ ‫جأهَن ّ َ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫مةِ الله«ِ وروي »أ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫الله‪َ ،‬فايأس الي َوْ َ‬
‫ة‪،‬‬‫صل ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫سعُ تار َ‬ ‫شهْر‪ ،‬ت َل ْ َ‬ ‫سيَرة ُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َرقْب َةِ الب َِعيرِ طوَلها َ‬ ‫خ ِ‬ ‫حي ّةٍء ب ِث ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫حّيا ٌ‬ ‫ِفيهِ َ‬
‫ة ث ُم يتهرى لحمه«ِ ٍءوروي أيضا ِ ً »إن امرأة ًَ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫سن َ ً ّ َ َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مهِ سبعي َ‬ ‫مها في جأس ِ‬ ‫س ّ‬ ‫فيغلي َ‬
‫ت ذنبا ً‬ ‫ي الله أذ ْن َب ْ ُ‬ ‫م‪ .‬فقالت‪ :‬يا نب ّ‬ ‫سل ُ‬ ‫سى ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫مو َ‬ ‫ت إلى ُ‬ ‫جأاَء ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ِبني إ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ل‬‫ي‪ .‬فقا َ‬ ‫ي ذ َن ِْبي وَي َُتوب ع َل ّ‬ ‫فَر ل ِ َ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫ت إلى الله ت ََعالى‪َ ،‬فاد ِْع الله أ ْ‬ ‫ظيما وَقَد ْ ت ُب ْ ُ‬ ‫ع ِ‬
‫ه‪ .‬فقال‬ ‫ْ‬
‫ت ولدا وَقَت َلت ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ت وولد ْ ُ‬ ‫ي الله َزن َي ْ ُ‬ ‫ت‪ :‬يا نب ّ‬ ‫َ‬
‫ك؟ِ َقال ْ‬ ‫ما ذ َن ْب ُ ِ‬ ‫سى‪ :‬وَ َ‬ ‫َلها مو َ‬
‫ماِء َفتحرقَنا‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ناٌر ِ‬ ‫جأرة ُ لَئل ت َن ْزِ َ‬ ‫خُرجأي يا َفا ِ‬ ‫م‪ :‬ا ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫موسى عليه ال ّ‬
‫م وقال‪:‬‬ ‫سل ُ‬ ‫ل ع َلي ْهِ ال ّ‬‫َ‬ ‫جأْبري ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَن َزِ َ‬ ‫قل ِ‬‫ْ‬ ‫سَرة َ ال َ‬ ‫َ‬
‫من ْك ِ‬ ‫عن ْد ِهِ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫شؤ ْ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫شّرا ً‬ ‫دت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫جأ ْ‬‫ما وَ َ‬ ‫سى أ َ‬ ‫ة يا مو َ‬ ‫ت الّتائ ِب َ َ‬ ‫م َرد َد ْ َ‬ ‫ل لك‪ :‬ل َ‬ ‫ب ت ََعالى ي َ ُ‬ ‫سى الّر ّ‬ ‫مو َ‬ ‫يا ُ‬
‫مدا ً‬ ‫عا ِ‬ ‫صلة َ َ‬ ‫ن ي َْترك ال ّ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫مْنها؟ِ قال َ‬ ‫َ‬ ‫شّر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ريل وَ َ‬ ‫ُ‬ ‫جأب ْ ِ‬ ‫سى‪َ :‬يا ِ‬ ‫َ‬
‫مْنها؟ِ قال مو َ‬ ‫ِ‬
‫مدا«ِ انتهى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪30 :‬‬

‫) ‪(1/36‬‬

‫هانا ً‬‫ه ُنورا ً وَب ُْر َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫صل َ َ‬‫ظ ع ََلى ال ّ‬ ‫حافَ َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫وأخرج أحمد وابن حبان‪َ » :‬‬
‫ة‪،‬‬ ‫جا ٌ‬
‫ن ول ن َ َ‬ ‫ه ُنوٌر ول برها ٌ‬ ‫َ‬
‫نل ُ‬ ‫ُ‬
‫م ي َك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ُيحافِظ ع َلي َْها ل ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ وَ َ‬‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫َونجاة ً ي َوْ َ‬
‫ف«ِ ومسلم وأبو داود‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خل ِ‬ ‫ي بن َ‬ ‫مان وأب ّ‬ ‫ها َ‬‫ن وَ َ‬ ‫ن وَفِْرع َوْ َ‬ ‫معَ قاُرو َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬‫ن ي َوْ َ‬ ‫وكا َ‬
‫ن‬
‫ة«ِ والترمذي‪» :‬ب َي ْ َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ُ‬
‫فرِ ت َْرك ال ّ‬ ‫ُ‬
‫ن الك ْ‬ ‫ل وَب َي ْ َ‬ ‫جأ ِ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫والترمذي وابن ماجأه‪» :‬ب َي ْ َ‬
‫ة«ِ‪.‬‬ ‫ّ ِ‬‫صل‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ت‬
‫ِ َْ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫َْ َ َ ْ ِ َ َْ َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫»‬ ‫داود‪:‬‬ ‫وأبو‬ ‫ة«ِ‪.‬‬ ‫صل ِ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن ت َْر ُ‬‫ما ِ‬ ‫فرِ َوالي َ‬ ‫الك ُ ْ‬
‫ذي‬ ‫وأحمد والترمذي والنسائي وابنا ماجأه وحبان والحاكم عن بريدة‪» :‬العَهْد ُ ال ّ ِ‬
‫مدا ً‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫صلة َ ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَر«ِ‪ .‬والطبراني‪َ :‬‬ ‫قد ْ ك َ َ‬ ‫ن ت ََرك ََها فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬‫صل ُ‬ ‫ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َُهم ال ّ‬
‫م‪ ،‬وقواعد الدين ثلث‬ ‫عرا السل َ‬ ‫جأهارًا‪ .‬وفي رواية سندها حسن‪ُ :‬‬ ‫فَر ِ‬ ‫قد ْ ك َ َ‬‫فَ َ‬
‫ن‬
‫ن فهو بها كافر حلل الدم‪ :‬شهادة أ ّ‬ ‫ن أسس السلم من ترك واحدة منه ّ‬ ‫عليه ّ‬
‫ل اله إل الله والصلة المكتوبة وصوم رمضان‪.‬‬
‫ن فهو بالله كافر‪ ،‬ول‬ ‫وفي رواية أخرى سندها حسن أيضًا‪ :‬من ترك واحدة منه ّ‬
‫ل دمه وماله‪ ،‬والترمذي‪ :‬كان أصحاب رسول‬ ‫يقبل منه صرف ول عدل‪ ،‬وقد ح ّ‬
‫فر غير الصلة‪ .‬وابن أبي شيبة والبخاري‬ ‫الله ل يرون شيئا ً من العمال تركه ك ْ‬
‫ل فهو كافر‪.‬‬ ‫ي رضي الله عنه قال‪ :‬من لم يص ّ‬ ‫في تاريخه موقوفا ً على عل ّ‬
‫ومحمد بن نصر وابن عبد البر موقوفا ً على ابن عباس‪ :‬من ترك الصلة فقد‬
‫ل فهو كافر‪ .‬وقال محمد بن‬ ‫كفر‪ .‬وابن عبد البّر موقوفا ً على جأابر‪ :‬من لم يص ّ‬
‫ي ‪ :‬أن تارك الصلة كافر‪.‬‬ ‫نصر‪ :‬سمعت إسحاقا بن راهويه يقول‪ :‬صح عن الّنب ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وقال ابن حزم‪ :‬قد جأاء‪ ،‬عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪ :‬أن من ترك‬
‫د‪.‬‬
‫صلة واحدة حتى يخرج وقتها فهو كافر مرت ّ‬

‫) ‪(1/37‬‬

‫)تنبيه( قال جأماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بكفر تارك الصلة وإباحة‬
‫دمه منهم عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف‬
‫ومعاذ بن جأبل وأبو هريرة وأبو الدرداء وجأابر بن عبد الله رضي الله عنهم‪.‬‬
‫ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاقا بن راهويه وعبد الله بن المبارك‬
‫والنخعي والحاكم وابن عيينة وأيوب السختياني‪ ،‬وأبو داود والطيالسي وأبو بكر‬
‫بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن حبيب وغيرهم‪ .‬وقال الشافعي رضي الله‬
‫ل الترك أو جأحد الوجأوب‪ ،‬إل يقتل‬ ‫ن تارك الصلة يكفر إن استح ّ‬ ‫عنه وآخرون‪ :‬إ ّ‬
‫بترك أداء صلة واحدة حتى يخرج وقت الجمع بضرب عنقه بالسيف إن لم يتب‬
‫بعد استتابته‪ ،‬كتارك الصلة‪ ،‬وقيل‪ :‬يضرب بالعصا‪ .‬وقيل‪ :‬ينخس بحديدة إلى‬
‫م أن بينه وبين الله حالة‬
‫أن يصلي أو يموت‪ ،‬وقال الغزالي‪ :‬لو زعم زاع ٌ‬
‫أسقطت عنه الصلة‪ ،‬فل شك في وجأوب قتله‪ ،‬وقتل مثله أفضل من قتل مائة‬
‫كافر‪ .‬وقال أحمد بن حنيل‪ :‬ل يصح نكاح تاركة الصلة‪ ،‬ولكن في مذهبنا أن‬
‫نكاح الذمية أولى من نكاح تاركتها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪30 :‬‬
‫ً‬
‫فصل في تحريم تأخير الصلة عن وقتها عمدا واستحباب تعجيلها لّول الوقت‬

‫) ‪(1/38‬‬

‫ن{ )سورة‬ ‫هو َ‬ ‫سا ُ‬ ‫م َ‬ ‫صلت ِهِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫هم ع َ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫صّلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬فَوَي ْ ٌ‬
‫ن وَْقتها‪َ :‬والوَي ْ ُ‬
‫ل‬ ‫صلة َ ع َ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫هم ال ِ‬ ‫الماعون‪ (504 :‬قال الّنبي ‪ُ » :‬‬
‫شد ّةِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ذاب َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل الد ّْنيا ل َ‬ ‫جأَبا ُ‬ ‫ت ِفيهِ ِ‬ ‫سي َّر ْ‬ ‫م لو ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫جأهَن ّ َ‬ ‫ب‪َ .‬وقيل واد ٍء ِفي َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫شد ّة ُ العَ َ‬ ‫ِ‬
‫ن وَقِْتها«ِ وأخرج الحاكم والترمذي عن ابن‬ ‫صلة َ ع َ ْ‬ ‫خُر ال ّ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سك ُ‬‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫حّرهِ فَهُوَ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ن فَ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ْ أَتى بابا ِ‬ ‫صلت َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫معَ ب َي ْ َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عباس‪ .‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫م‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ل الله تَعالى ِ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ة ل يَ ْ‬ ‫ر«ِ وأبو داود وابن ماجأه عن ابن عمر‪َ» :‬ثلث َ ٌ‬ ‫الك ََبائ ِ ِ‬
‫صلة َ إل دبارًا«ِ‬ ‫ْ‬
‫ل ل ي َأِتي ال ّ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬والّر ُ‬ ‫هو َ‬ ‫كارِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫وما ً وهُ ْ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫ل ي َؤ ُ ّ‬ ‫جأ ُ‬‫ة‪ :‬الّر ُ‬ ‫صل ً‬ ‫َ‬
‫ه ع َْبدا«ِ وروى‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫جأعَل ُ‬ ‫ً‬
‫ل اع ْت َب َد َ محررا أيْ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫والدبار أن يأتيها بعد أن يفوتها »وََر ُ‬
‫ماِء‬ ‫س َ‬ ‫ت إلى ال ّ‬ ‫صعِد َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ل الوق ِ‬ ‫صلة َ في أوّ ِ‬ ‫صَلى العَب ْد ُ ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫الذهبي أنه قال‪» :‬إ َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫َ‬
‫قول ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫مةِ وَت َ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫حبها إلى ي َوْم ِ ال ِ‬ ‫فُر ِلصا ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ش‪ ،‬فت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وَل ََها ُنوٌر َ‬
‫حّتى تنتهي إلى العَْر ِ‬
‫ى‬
‫ت إل َ‬ ‫صعِد َ ْ‬ ‫صلة َ في غ َي ْرِ َوقِتها َ‬ ‫صّلى العَب ْد ُ ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫فظ َِني‪َ ،‬وإ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ك الله ك َ َ‬ ‫فظ َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خل‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ْ ُ‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ي‬
‫ّ َ ُ ّ َ ُ ّ‬‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫ت‬ ‫ََْ ْ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫فإذا‬ ‫ة‪.‬‬ ‫َ ٌ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ظأ‬ ‫وعليها‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ما‬‫ال ّ َ‬
‫س‬
‫ت الوّ ُ‬
‫ل‬ ‫ل الوَقْ ِ‬ ‫ض ُ‬‫حبها«ِ وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر‪» :‬فَ ْ‬ ‫صا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ب ب ِِها وَ ْ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫وَي ُ ْ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ت الوّ ُ‬ ‫خَرةِ ع َلى الد ّْنيا«ِ والترمذي عنه‪» :‬الوَقْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫خرِ ك َ َ‬ ‫ع ََلى ال ِ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ح ّ‬ ‫م فروة‪» :‬أ َ‬ ‫فوُ الله«ِ والطبراني عن أ ّ‬ ‫خُر ع َ ْ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫ن الله َوالوَقْ ُ‬ ‫صلة َ ِرضوا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ل وَقِْتها«ِ‪.‬‬ ‫جي ُ‬ ‫َ‬
‫صلةِ لوّ ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل إلى الله ت َعْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫الع ْ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/39‬‬

‫روى البخاري عن الزهري قال‪ :‬دخلت على أنس بن مالك بدمشق‪ ،‬وهو يبكي‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ما يبكيك؟ِ فقال‪ :‬ل أعرف شيئا ً مما أدركت إل هذه الصلة‪ ،‬وهذه‬
‫الصلة قد ضيعت‪ .‬قال الكرماني والمراد بتضييعها تأخيرها عن الوقت‬
‫المستحب‪ ،‬ل أنهم أخروها عن وقتها بالكلية‪ :‬وروي عن عقيل بن أبي طالب‪:‬‬
‫كنت أمشي مع رسول الله ‪ .‬فإذا جأمل يعدو حتى بلغ رسول الله وقال‪ :‬يا‬
‫رسول الله المان‪ ،‬فلم يلبث حتى جأاء خلفه أعرابي ومعه سيف مسلول‪ .‬فقال‬
‫ل يا رسول الله اشتريته بثمن كثير‪،‬‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬
‫كي ِ‬
‫مس ِ‬ ‫ن ها َ‬
‫ذا ال ِ‬ ‫م ْ‬
‫ريد ُ ِ‬ ‫ما َ‬
‫ذا ي ُ ِ‬ ‫الّنبي ‪َ » :‬‬
‫م‬
‫وليس هو يطيعني فأريد أن أذبحه وأنتفع بلحمه‪ .‬فقال النبي للجمل‪ :‬ل ِ ْ‬
‫ت أعصيه‪ ،‬لني لست أقدر على العمل‪ ،‬ولكن‬ ‫صيه؟ِ فقال‪ :‬يا رسول الله ل َ ْ‬
‫س ُ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫أعصيه لن القبيلة التي أنا فيها ينامون عن صلة العشاء الخيرة‪ ،‬فلو عاهدك‬
‫أن يصلي العشاء الخيرة عاهدتك أن ل أعصيه ما دمت حيًا‪ ،‬فإني أخاف أن‬
‫ينزل عليهم عذاب من الله عز وجأل فأكون فيهم فأخذ النبي العهد على‬
‫العرابي أن ل يترك الصلة وسلم إليه الجمل فرجأع إلى أهله«ِ ‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪36 :‬‬
‫ً‬
‫وحكي عن بعض السلف‪ :‬أنه دفن أختا له ماتت فسقط منه كيس فيه مال في‬
‫قبرها‪ ،‬ولم يشعر به حتى انصرف عن قبرها‪ ،‬ثم ذكره فرجأع إلى قبرها فنبشه‬
‫بعد ما انصرف الناس‪ ،‬فوجأد القبر يشتعل عليها نارا ً فرد ّ التراب إليها‪ ،‬ورجأع‬
‫إلى أمه باكيا ً حزينًا‪ .‬فقال‪ :‬يا أماه أخبريني عن أختي‪ ،‬وما كانت تعمل؟ِ قالت‪:‬‬
‫وما سؤالك عنها؟ِ قال‪ :‬يا أمي رأيت قبرها يشتعل عليها نارًا‪ .‬قال‪ :‬فبكت‬
‫وقالت‪ :‬يا ولدي كانت أختك تتهاون بالصلة‪ ،‬وتؤخرها عن وقتها‪ ،‬فهذا حال من‬
‫يؤخر الصلة عن وقتها‪ ،‬فكيف حال من ل يصلي؟ِ فنسأل الله تعالى أن يعيننا‬
‫على المحافظة عليها بكمالتها في أوقاتها‪ ،‬إنه جأواد كريم رؤوف رحيم‪.‬‬

‫) ‪(1/40‬‬

‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( أن إخراج الصلة عن وقتها بل عذر من أكبر الكبائر المهلكة‪،‬‬


‫وتها بغير عذر القضاء فورا ً وصرف جأميع زمنه للقضاء‪ ،‬ما عدا‬ ‫فيجب على من ف ّ‬
‫الوقت الذي يحتاج لصرفه في تحصيل ما عليه من مؤنة نفسه وعياله‪ ،‬وكما‬
‫يحرم الخراج عن الوقت يحرم تقديمها عنه عمدًا‪ .‬وثانيها أن الصلة تجب أّول‬
‫ن فوتها‪،‬‬‫الوقت وجأوبا ً موسعًا‪ ،‬فله التأخير عن أّوله إلى وقت يسعها ما لم يظ ّ‬
‫بشرط العزم على فعلها فيه‪ ،‬وإل عصى بالتأخير كمن نام بل غلبة بعد دخول‬
‫ن الستيقاظ قبل ضيق الوقت أو إيقاظ غيره‬ ‫الوقت‪ ،‬وقبل فعلها حيث لم يظ ّ‬
‫له‪ .‬وثالثها أن فضيلة أّول الوقت تحصل باشتغاله بأسباب الصلة كطهارة وستر‬
‫أّول الوقت ثم يصليها‪ ،‬ورابعها أنه يندب تأخير الصلة عن أّول الوقت لمن تيقن‬
‫جأماعة أثناءه‪ ،‬وإن فحش التأخير ما لم يضق الوقت‪ ،‬وكذا لمن ظأنها إذا لم‬
‫يفحش التأخير بحيث ل يزيد على نصف الوقت‪ ،‬ول يندب التأخير مطلقا ً لمن‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫شك فيها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪36 :‬‬
‫)فصل في أحكام الصلة(‬
‫ف من العلى‬ ‫شروطها‪ :‬ستر رجأل وأمة ما بين سرة وركبة‪ ،‬وحّرة غير وجأه وك ّ‬
‫دة‬
‫ّ‬ ‫ش‬ ‫صلة‬ ‫والجوانب بما ل يحكي اللون إن قدروا عليه‪ ،‬وتوجأه للقبلة إل في‬
‫الخوف‪ ،‬ونفل سفر مباح‪ ،‬ومعرفة دخول وقت‪ ،‬ولو ظأنا ً ومعرفة كيفية الصلة‬
‫بأن يعرف فرضيتها‪ ،‬ويميز فرائضها من سننها إل في حق العامي إذا لم يقصد‬
‫النفل بما هو فرض‪ ،‬وطهارة عن حدث‪ ،‬وطهارة بدن وملبوس‪ ،‬ومكان عن‬
‫نجس ل عن دم نحو برغوث ودمل وحجم‪ ،‬وإن كثر بغير فعله‪ ،‬ول عن قليل دم‬
‫أجأنبي غير نحو كلب ودم نحو حيض‪ ،‬ول عن روث وبول نحو خفاش‪ ،‬وإن كثر‪،‬‬
‫ويعفى عن ذرقا طيور في المسجد‪ ،‬وإن كثر ما لم يتعمد ملقاته من غير حاجأة‪،‬‬
‫ولم يكن هو أو مماسه رطبًا‪.‬‬

‫) ‪(1/41‬‬

‫وفروضها‪ :‬نية فعلها مع تعيين ذات وقت أو سبب‪ ،‬ومع نية الفرض فيه كأصلي‬
‫فرض الظهر‪ ،‬ويجب قرنها بأّول التكبير واستصحابها إلى آخرها‪ ،‬كما في‬
‫الروضة وأصلها‪ ،‬والمختار الكتفاء بالمقارنة العرفية بحيث يعد ّ مستحضرا ً‬
‫للصلة وتكبيرة تحّرم‪ ،‬وتعين فيه الله أكبر‪ ،‬ويجب إسماع التكبير نفسه إن كان‬
‫ي وقيام لقادر في‬ ‫صحيح السمع‪ ،‬ول عارض من لفظ ونحوه‪ ،‬وكذا كل ركن قول ّ‬
‫فرض والعاجأز عنه‪ ،‬ولو بنحو دوران رأس في سفينة قعد‪ ،‬ثم اضطجع ثم‬
‫استلقى‪ ،‬وقراءة الفاتحة مع البسملة كل ركعة إل ركعة مسبوقا‪ ،‬ويجب رعاية‬
‫ل للمعنى وموالتها كالتشهد‪ ،‬فإن‬ ‫حروفها ومخارجأها وتشديداتها‪ ،‬وإعرابها المخ ّ‬
‫تخلل سكوت طال أو قصد به قطع القراءة‪ ،‬أو ذكر قطع الموالة‪ ،‬فإن تعلق‬
‫بالصلة كتأمينه وسجوده لقراءة إمامه‪ ،‬وفتحه عليه فل وترتيبها‪ ،‬ولو شك في‬
‫حرف أو آية قبل فراغها ل بعده‪ ،‬أو هل قرأ استأنفها‪ ،‬وكالفاتحة في ذلك سائر‬
‫الركان‪ ،‬ويحرم وقفة لطيفة بين السين والتاء من نستعين‪ ،‬وتعمد تشديد‬
‫مخفف ثم قدرها من بقية القرآن‪ ،‬فمن ذكر أو دعاء ثم وقفة بقدرها وركوع‬
‫بانحناء بلغ راحتيه ركبتيه‪ ،‬واعتدال يعود لبدء وسجود مرتين بوضع بعض الجبهة‬
‫مكشوفا ً إن أمكن على غير محمول يتحّرك بحركته‪ ،‬والركبتين وبطن الكفين‬
‫وأصابع القدمين ويجب أن ينال مسجده ثقل رأسه‪ ،‬ويرتفع أسافله على أعاليه‬
‫وجألوس بينهما‪ ،‬ول يطوله ول العتدال وطمأنينة فيها‪ ،‬ويجب أن ل يقصد‬
‫بالركن غيره‪ ،‬وتشهد أخير‪ :‬التحيات لله سلم عليك أيها النبي ورحمة الله‬
‫وبركاته سلم علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن ل اله إل الله‪ ،‬وأن‬
‫ل على محمد‪ ،‬وتسليمة‬ ‫محمدا ً رسول الله وصلة على النبي بعده اللهم ص ّ‬
‫أولى‪ :‬السلم عليكم وقعود للثلثة‪ ،‬وترتيبها كما ذكر‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬

‫) ‪(1/42‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫وسننها نوعان‪ :‬هيآت منها الضافة إلى الله تعالى والتعّرض للستقبال‪ ،‬وعدد‬
‫داة والنطق‬ ‫الركعات والداء والقضاء‪ ،‬وإن لم يكن عليه فائتة مماثلة للمؤ ّ‬
‫ي‪ ،‬ونظر موضع سجوده مطرقا ً رأسه قليلً‪ ،‬ثم رفع يديه بكشف حذو‬ ‫بالمنو ّ‬
‫منكبيه مع ابتداء تحّرم وركوع‪ ،‬ورفع منه ومن تشهد أّول‪ ،‬ووضع يمين على كوع‬
‫يساره تحت صدره‪ ،‬وتفريق قدميه قدر شبر في القيام‪ ،‬وافتتاح سّر المتمكن‬
‫وذ أو يجلس مع إمامه‪ ،‬وهو ـــــ وجأهت وجأهي للذي فطر السموات‬ ‫إن لم يتع ّ‬
‫والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلتي ونسكي ومحياي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ب العالمين ل شريك له‪ ،‬وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ـــــ ثم‬ ‫ومماتي لله ر ّ‬
‫ل ركعة سّرا‪ ،‬ووقف على رأس كل آية من الفاتحة حتى البسملة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تعوذ له بك ّ‬
‫ويكره الوقف على أنعمت عليهم‪ ،‬وتأمين بتخفيف ومد ّ ولمأموم سمع قراءة‬
‫َ‬ ‫إمامه معه‪ ،‬ولو تركه المام‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬إ َ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مُنوا فَإ ِن ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م فَأ ّ‬ ‫ما ُ‬
‫ن ال َ‬ ‫م َ‬‫ذا أ ّ‬
‫وافَق تأ ْمين ْ‬
‫ه«ِ رواه الشيخان ثم قراءة‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬‫م ْ‬‫م ِ‬
‫قد ّ َ‬
‫ما ت َ َ‬ ‫ملئ ِك َةِ غفر ل َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن ال َ‬
‫مي َ‬‫ه ت َأ ِ‬‫َ َ ِ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫شيء من القرآن ولو آية‪ ،‬والولى ثلث آيات في الوليين لغير مأموم سمع‬
‫قراءة إمامه‪ ،‬وفهمه‪ ،‬فتكره له كجهر خلفه‪ ،‬وتحصل بإعادته الفاتحة إن لم‬
‫يحفظ غيرها‪ ،‬وبتكرير سورة واحدة في الركعتين وسورة كاملة أفضل من‬
‫البعض‪ ،‬وإن طال في غير التراويح وكون السورتين متواليتين ما لم تكن التي‬
‫ل أ ََتى{ في‬ ‫ل{ و }هَ ْ‬ ‫زي ُ‬ ‫م ت َن ْ ِ‬ ‫تليها أطول‪ ،‬وعلى ترتيب المصحف وقراءة‪} :‬آل َ َ‬
‫ك{ ِفيها وَِفي‬ ‫َ‬
‫ل أَتا َ‬ ‫سّبح{ و }هَ ْ‬ ‫صبح جأمعة }والجمعة والمنافقين{ أو } َ‬
‫خلص{ في مغربها وفي صبح المسافر‪،‬‬ ‫ن{ و }ال ِ ْ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫شاِئها‪ .‬و }ال َ‬ ‫عَ َ‬
‫وذتين وفي مغرب السبت‪ ،‬وجأهر وإسرار في محليهما وتدبر قراءة‪ ،‬وذكر‬ ‫والمع ّ‬
‫ده إلى أن يصل إلى الركن‬ ‫ل خفض ورفع من غير ركوع‪ ،‬وم ّ‬ ‫وتكبير في ك ّ‬
‫المنتقل إليه‪ ،‬ووضع راحتيه على ركبتيه وتسوية ظأهر وعنق في الركوع‪ ،‬وأن‬
‫يقول فيه‪ :‬سبحان ربي العظيم‬

‫) ‪(1/43‬‬

‫وبحمده ثلثًا‪ ،‬وفي رفعه منه‪ :‬سمع الله لمن حمده‪ .‬وفي اعتداله‪ :‬ربنا لك‬
‫الحمد ملء السموات وملء الرض وملء ما شئت من شيء بعد‪ ،‬ورفع اليدين‬
‫في القنوت حذو منكبيه وجأهر إمام به‪ ،‬وتأمين مأموم سمع قنوت إمامه سماعا ً‬
‫محققا ً للدعاء منه‪ ،‬والصلة على النبي وآله فيه‪ ،‬وإتيان إمام بصيغة جأمع فيه‪.‬‬
‫وفي دعاء التشهد فيكره تخصيص نفسه‪ ،‬ووضع ركبتيه مفّرقتين بقدر شبر‪ ،‬ثم‬
‫كفيه مكشوفتين حذو منكبيه ناشرا ً أصابعه مضمومة للقبلة‪ ،‬ثم جأبهته وأنفه‬
‫معا ً وتفريق قدميه بشبر منصوبتين‪ ،‬موجأها ً أصابعهما للقبلة وإبرازهما من ذيله‬
‫في السجود‪ ،‬وأن يقول فيه‪ :‬سبحان ربي العلى وبحمده ثلثًا‪ ،‬ومجافاة ذكر‬
‫م غيره وافتراش في‬ ‫عضديه عن جأنبيه وبطنه عن فخذيه فيه‪ ،‬وفي ركوع وض ّ‬
‫جألوس بين السجدتين‪ ،‬ووضع كفيه قريبا ً من ركبتيه ناشرا أصابعه‪ ،‬وأن يقول‬
‫ً‬
‫فيه‪ :‬رب اغفر لي ثلثا ً وارحمني واجأبرني وارفعني وارزقني واهدني وعافني‪،‬‬
‫وجألسة الستراحة‪ ،‬وافتراش فيه وفي تشهد أّول‪ ،‬واعتماد على الرض ببطن‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫كفيه عند نهوضه من سجود وقعود‪ ،‬وتوّرك في تشهد أخير ل يعقبه سجود سهو‪،‬‬
‫ووضع كفيه في تشهديه على طرف ركبتيه ناشرا ً أصابع يسراه بضم‪ ،‬وجأاعل ً‬
‫أصابع يمناه كعاقد ثلثة وخمسين‪ ،‬ورفع مسبحتها عند همزة إل الله منحنية‬
‫قليلً‪ ،‬وإبقاؤها مرفوعة إلى القيام أو السلم‪ ،‬وأن ل يجاوز بصره إشارة‪ ،‬ونظر‬
‫إليها حال رفعها‪ ،‬وأن يأتي في التشهدين بأكمل التشهد‪ ،‬وهو التحيات‬
‫المباركات الصلوات الطيبات لله‪ ،‬السلم عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته‪،‬‬
‫السلم علينا وعلى عباد الله الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل اله إل الله‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمدا ً رسول الله‪ ،‬وبعد تشهد أخير بأكمل الصلة على النبي ‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم ص ّ‬
‫ل‬
‫على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬وبارك‬
‫على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك‬
‫دمت وما أخرت‪ ،‬وما‬ ‫حميد مجيد‪ .‬ثم بالدعاء المأثور‪ :‬اللهم اغفر لي ما ق ّ‬

‫) ‪(1/44‬‬

‫دم وأنت‬ ‫أسررت وما أعلنت‪ ،‬وما أسرفت وما أنت أعلم به مني‪ .‬أنت المق ّ‬
‫المؤخر ل اله إل أنت‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر‪ ،‬ومن عذاب النار‪،‬‬
‫ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجأال‪ ،‬اللهم إني ظألمت نفسي‬
‫ظألما ً كثيرا ً ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من عندك‪ ،‬وارحمني إنك‬
‫أنت الغفور الرحيم‪ ،‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‪ ،‬وتسليمة ثانية‬
‫وزيادة ورحمة الله فيهما‪ ،‬والتفات بوجأهه يمينا ً وشمال ً في تسليمته‪ ،‬ناويا ً‬
‫ن وينويه على من‬ ‫السلم على من التفت إليه من ملئكة ومؤمني إنس وجأ ّ‬
‫د‪ ،‬ونية‬‫خلفه وأمامه بأيهما شاء‪ ،‬ومأموم الرد ّ على من سلم عليه‪ ،‬وإدراجأه بل م ّ‬
‫خروج من الصلة بالتسليمة الولى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬

‫) ‪(1/45‬‬

‫وأبعاض‪ :‬وهي تشهد أّول وقعود له وصلة على النبي بعده‪ ،‬وعلى آله بعد‬
‫التشهد الخير‪ ،‬وقنوت في اعتدال آخر صبح ووتر نصف أخير من رمضان‪:‬‬
‫كاللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك‬
‫ل‬‫لي فيما أعطيت وقني شّر ما قضيت‪ ،‬فإنك تقضي ول ُيقضى عليك‪ ،‬وإنه ل يذ ّ‬
‫من واليت‪ ،‬ول يعّز من عاديت‪ ،‬تباركت ربنا وتعاليت‪ ،‬فلك الحمد على ما‬
‫قضيت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪ ،‬ويجزىء آية فيها دعاء إن قصده‪ ،‬وكذا يجزىء‬
‫دعاء محض‪ ،‬ولو غير مأثور وقيام له وصلة على النبي وعلى آله بعده ل قبله‪،‬‬
‫فلو ترك شيئا ً من هذه البعاض‪ ،‬ولو عمدا ً أو شك في تركه سجد سجدتين ندبا ً‬
‫قبيل السلم كمن سها ممن يبطل عمده كتطويل ركن قصير‪ ،‬وقليل كلم وأكل‬
‫ي أو نقل قوليا ً إلى غير محله‪ ،‬أو شك فيما صله واحتمل‬
‫وتكرير ركن فعل ّ‬
‫دمة عن الدخول في الصلة الذان والقامة فسنتان‬ ‫زيادة‪ .‬ومن السنن المتق ّ‬
‫لمكتوبة ذكر‪ ،‬وإن بلغه أذان غيره‪ ،‬وإقامة لمرأة ويجيب سامعهما‪ ،‬ولو تاليا ً‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل وسلم‬ ‫وب ويقول بعدهما‪ :‬اللهم ص ّ‬ ‫دقا إن حيعل‪ ،‬وث ّ‬ ‫ومتوضئا ً ويحوقل ويص ّ‬
‫مة والصلة القائمة آت محمدا ً الوسيلة‬ ‫ب هذه الدعوة التا ّ‬ ‫على محمد اللهم ر ّ‬
‫ً‬
‫والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته‪ .‬لما روى الشيخان‪ :‬إذا حضرت‬ ‫ً‬
‫الصلة‪ ،‬فليؤذن لكن أحدكم‪ .‬وابن النجار عن أبي هريرة‪ :‬ثلث لو يعلم الناس‬
‫ن من الخير والبركة‪ :‬التأذين‬ ‫ن ما أخذن إل بسهم حرصا ً على ما فيه ّ‬ ‫ما فيه ّ‬
‫بالصلة‪ ،‬والتهجير بالجماعات‪ ،‬والصلة في أّول الصفوف‪ ،‬وابن أبي شيبة‬
‫والبيهقي عن سلمان الفارسي موقوفًا‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان الرجأل في أرض فأقام‬
‫الصلة صلى خلفه ملكان‪ ،‬فإذا أذن وأقام صلى خلفه من الملئكة ما ل يرى‬
‫منون على دعائه‪ ،‬وأحمد‬ ‫طرفاه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده‪ ،‬ويؤ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬
‫ي فإن ّ ُ‬
‫صلوا عل ّ‬ ‫ل‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫ما َيقو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫مؤ َذ ّ َ‬
‫ن فقولوا ِ‬ ‫م ال ُ‬
‫معْت ُ ُ‬
‫س ِ‬ ‫ومسلم‪» :‬إ َ‬
‫ذا َ‬
‫سلوا الله ِلي‬ ‫م َ‬ ‫ً‬
‫ي صلة ً صلى الله عليه بها عشرا‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫صّلى عل ّ‬
‫) ‪(1/46‬‬

‫ن‬ ‫كو َ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬


‫جأو أ ْ‬
‫َ‬
‫عَباد ِ الله‪ ،‬وأْر ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ ل تنبغي إل ل ِعَب ْد ٍء ِ‬ ‫ة ِفي ال َ‬ ‫من َزِل َ ٌ‬ ‫ة‪ ،‬فإن َّها ُ‬ ‫سيل َ َ‬ ‫الوَ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عة‪.‬‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫حل ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سيل َ‬ ‫ل ِلي الوَ ِ‬ ‫سأ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫و‪ ،‬فَ َ‬ ‫أَنا هُ َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬
‫وروي‪ :‬من تكلم في وقت الذان خيف عليه زوال اليمان والرتداء‪ ،‬والتعمم‬
‫والستياك عند القيام إلى الصلة لما روى الشيخان‪» :‬ل يصل ّي َ‬
‫م في‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬
‫وع أو فريضة‬ ‫يٌء«ِ وابن عساكر‪ :‬صلة تط ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قهِ ِ‬ ‫س على عات ِ ِ‬ ‫حد ِ ل َي ْ َ‬ ‫ب الوا ِ‬ ‫الث ّوْ ِ‬
‫بعمامه تعدل خمسا وعشرين صلة بل عمامة‪ ،‬وجأمعة بعمامة تعدل سبعين‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ك ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫مْرت ُهُ ْ‬ ‫مِتي ل َ‬ ‫على أ ّ‬ ‫شقّ َ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫جأمعة بل عمامة‪ .‬والشيخان‪» :‬ل َ ْ‬
‫َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ن‬
‫سب ِْعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك أفْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬‫صلة ٌ ِبال ّ‬ ‫ة«ِ وابن زنجويه وصححه الحاكم‪َ » :‬‬ ‫صل ٍء‬ ‫ل َ‬
‫قهِ ثوبًا‪،‬‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬
‫عات ِ ِ‬ ‫ل في َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ك«ِ ‪ .‬قال النووي في المجموع‪» :‬ي ُ َ‬ ‫سوا ٍء‬ ‫صلةٍء ب ِغَي ْرِ ِ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يٍءء وَي ُكَره ُ ت َْرك ذال ِك ككش ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نش ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫خلو ِ‬ ‫ُ‬ ‫حّتى ل ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫جأعَل حبل ع َلي ْهِ َ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫جد ْه ُ َ‬ ‫فإن لم ي َ ِ‬
‫ن التعمم والستياك يستحبان ولو بعد الدخول‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫حجر‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫شيخنا‬ ‫وقال‬ ‫س‪.‬‬‫رأ ٍء‬
‫في الصلة إن أمكن فعلهما بفعل قليل‪ ،‬واتخاذ سترة‪ ،‬وهي شاخص طوله ثلثا‬
‫ذراع وبينهما ثلثة أذرع‪ ،‬فبسط المصلي فخط أمامه طولً‪ ،‬فندب دفع ماّر‬
‫مكلف وحرم مرور حينئذ‪ .‬وقال البغوي في شرح السنة‪ :‬إذا بّين المام موضع‬
‫صلته بعصا أو غيرها ل حاجأة للمأمومين إلى غرز العنزة وغيرها‪ .‬لما روى أبو‬
‫َ‬
‫ه‬
‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫عصا فَإ ِ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫جأهِهِ شيئا ً فَل ْي َْنص ْ‬ ‫ل تلقاء وَ ْ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫م‪ ،‬فَل ْي َ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫صّلى أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫داود‪ :‬إ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫عصا فَل ْي ُ َ‬
‫م‬‫حد ُك ْ‬ ‫صلى أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه‪ .‬والشيخان‪ :‬إ َ‬ ‫م ُ‬
‫ما َ‬ ‫مَر أ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ل يضره ُ َ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫خطط ب ِي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬فإن أبى‬ ‫ن ي َد َي ْهِ فَلي َد ْفَعْ ُ‬ ‫جَتاَز ب َي ْ َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫حد ٌ أ ْ‬ ‫ن الّناس‪ ،‬فَأَراد َ أ َ‬ ‫م َ‬ ‫ست ُُره ُ ِ‬ ‫إلى شيء ي َ ْ‬
‫فليقاتله‪ ،‬فإنما‬

‫) ‪(1/47‬‬

‫ن‬ ‫ن َيديّ المصلي إلى السترة ماذا ع َل َي ْهِ ِ‬


‫م َ‬ ‫م الماّر ب َي ْ َ‬‫ن‪ :‬وهما‪ :‬ل َوْ ي َعْل َ ُ‬ ‫هو شيطا ٌ‬
‫ه‪ .‬والطبراني‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الْثم‪ ،‬ل َ َ‬
‫ن ي َد َي ْ ِ‬
‫مّر ب َي ْ َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫ه ِ‬
‫خْيرا ل ُ‬
‫ريفا‪َ ،‬‬ ‫خ ِ‬
‫ن َ‬
‫ف أْرب َِعي َ‬ ‫ق َ‬‫ن يَ ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫كا َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل‪ ،‬واستغفاٌر‬ ‫ميد ٌ وت َك ِْبيٌر وتهلي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ح وَت َ ْ‬‫سِبي ٌ‬
‫مام ست َْرة ٌ من خلفه‪ :‬وَت َ ْ‬ ‫ن ست َْرة َ ال َ‬ ‫إ ّ‬
‫م رافِع أنها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫شرا إ َ‬ ‫ً‬
‫شرا ع َ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫سني عن أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫صلةِ لما روى اب ُ‬ ‫م إلى ال ّ‬ ‫قَيا َ‬‫ذا أَراد َ ال ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫قالت‪ :‬يا رسول الله دلني على عمل يأجأرني الله عّز وجأل عليه‪ .‬قال‪َ» :‬يا أ ّ‬
‫ديهِ‬ ‫شرا ً وا ْ‬
‫حم ِ‬ ‫شرا ً وَهَل ِّليهِ ع َ ْ‬ ‫حي الله ت ََعاَلى ع َ ْ‬ ‫صلةِ فَ َ‬
‫سب ّ ِ‬ ‫ت إَلى ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ذا قُ ْ‬ ‫َرافٍِءع‪ :‬إ َ‬
‫ل الله َتعالى‪ :‬هذا‬ ‫ت قا َ‬ ‫ح ِ‬‫سب ّ ْ‬ ‫ك إذا َ‬ ‫شرًا‪ ،‬فَإ ِن ّ ِ‬‫فريهِ ع َ ْ‬ ‫شرًا‪ ،‬وا ْ‬
‫ست َغْ ِ‬ ‫شرا ً وَك َّبريهِ ع َ ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫ت قال الله ت ََعاَلى‪ :‬هذا لي‪.‬‬ ‫حمد ْ ِ‬ ‫ل الله ت ََعاَلى‪ :‬هذا لي‪ ،‬وإذا َ‬ ‫ت قا َ‬ ‫لي‪ ،‬وإذا هَل ّل ْ ِ‬
‫ل الله ت ََعاَلى‪ :‬قد فعلت‬ ‫ت َقا َ‬ ‫فْر ِ‬‫ست َغْ َ‬ ‫ت قال الله ت ََعاَلى‪ :‬هذا لي‪ ،‬وإذا ا ْ‬ ‫وإذا ك َب ّْر ِ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬
‫ومكروهاتها‪ :‬ترك كشف يديه عند تحّرمه وسجوده وإلصاقا قدميه‪ ،‬وتقديم‬
‫إحداهما واعتماد عليها في القيام وجأهر بمحل إسرار وعكسه‪ ،‬وخفض رأس‬
‫في ركوع‪ ،‬ومخالفة ترتيب ذكرناه في وضع أعضاء السجود‪ ،‬وبسط الذراعين‬
‫على الرض‪ ،‬وترك وضع النف فيه وترك رجأل مجافاة فيه وفي الركوع‪ ،‬وترك‬
‫ل تسبيح ركوع وسجود‪ ،‬وذكر اعتدال وجألوس‬ ‫وذ وسورة وتكبير انتقال‪ ،‬وأق ّ‬ ‫تع ّ‬
‫بين السجدتين‪ ،‬وتعوذ بعد تشهد أخير‪ ،‬وإسراع وتخصيص إمام نفسه بالدعاء‪،‬‬
‫ف شعر وثوب‪ ،‬ومسح وجأهه‬ ‫وتخلف مأموم لجلسة استراحة تركها المام وك ّ‬
‫من نحو غبار‪ ،‬وترويح على نفسه وبصق أماما ً ويمينا وإشارة مفهمة وتثاؤب‬
‫ً‬
‫واختصار واعتماد على اليد اليسرى في الجلوس‪ ،‬وتقليب اليدين عند‬
‫التسليمتين‪.‬‬

‫) ‪(1/48‬‬

‫)فائدة( يحرم اللتفات في الصلة على ما قاله المتولي والحليمي‪ ،‬ورفع البصر‬
‫م ِفي‬ ‫ن َقا َ‬‫م ْ‬‫عن موضع سجوده على ما قاله الذرعي‪ ،‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫وام ٍء‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ما َبال أق َ‬ ‫ه«ِ رواه الطبراني‪ .‬وقال ‪َ » :‬‬ ‫صلت ُ‬ ‫ت َرد ّ الله ع َل َي ْهِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫صلةِ َفال ْت َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م«ِ فاشتد ّ قوله في ذلك حتى قال‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫َ ِِ ْ‬‫صل‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ما‬
‫ّ َ‬‫س‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫م‬‫ي َْرفَ ُ َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫صا‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫عو‬
‫م«ِ رواه البخاري وروى أن سبب ابتلء‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ذال ِ َ‬
‫صاَرهُ ْ‬‫ن أب ْ َ‬ ‫طف ّ‬ ‫ك أوْ ل ِت َ ْ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫»ل ِي َن َْته ّ‬
‫يعقوب بابنه يوسف عليهما السلم أنه التفت في صلته إليه وهو نائم محبة له‪.‬‬
‫ويكره تحريما ً صلة عند الستواء إل يوم جأمعة‪ ،‬وبعد أداء صبح وعصر حتى‬
‫ترتفع وتغرب شمس إل لسبب غير متأخر كركعتي تحية ووضوء‪ ،‬وكفائتة لم‬
‫يقصد تأخيرها إليها‪ ،‬وتنزيها ً صلة بمدافعة حدث وبحضرة طعام يتوقا إليه‪،‬‬
‫وبطريق في بنيان ومقبرة سواء أصلى إلى القبر أم عليه أم بجانبه‪.‬‬
‫)ومبطلتها‪ (:‬نطق بحرفين ولء‪ ،‬ولو في تنحنح أو حرف مفهم من كلم سبق‬
‫بشر ل يسير كلم لسانه إليه أو نسي أو جأهل تحريمه فيها‪ ،‬وقرب عهده‬
‫بالسلم أو نشأ بعيدا ً عن العلماء ول يتنحنح لتعذر ركن قولي‪ ،‬وإن كثر ول‬
‫ضحك وبكاء وسعال وعطاس إن غلبت وقلت‪ ،‬وفعل فاحش كوثبة أو كثير يقينا ً‬
‫من غير جأنسها كثلث خطوات‪ ،‬وتحريك كف ثلثا ً بحك لغير شدة جأرب ولء‬
‫ل متصل ً على ما قبله ولو سهوًا‪ ،‬ل خفيف وإن كثر متواليا ً كتحريك‬ ‫بحيث يعد ك ّ‬
‫ي وإطالة فعلي قصير عمدًا‪،‬‬ ‫أصابعه وأجأفانه ومفطر وتعمد تكرير ركن فعل ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وإخلل شرط من شروطها وترك ركن من أركانها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬

‫) ‪(1/49‬‬

‫وحكي عن الشيخ معين الدين أنه قال‪ :‬كان الشيخ أحمد الغزنوي ساكنا ً في‬
‫غار قريب من الشام فزرته‪ ،‬فإذا ما عليه إل الجلد والعظم‪ ،‬وهو جأالس على‬
‫سجادة‪ ،‬وبين يديه أسدان‪ ،‬فقال لي‪ :‬من أين تصل؟ِ قلت‪ :‬من بغداد‪ .‬قال‬
‫مرحبا ً وأكثر خدمة الفقراء حتى يعظم أمرك‪ ،‬وإني سكنت في هذا الغار منذ‬
‫أربعين سنة‪ ،‬واعتزلت الخلق‪ ،‬ولكن ما استرحت من البكاء منذ ثلثين سنة‬
‫لجأل خوف شيء‪ ،‬قلت‪ :‬ما هو؟ِ قال‪ :‬الصلة إذا صليت نظرت فيها مفكرا ً‬
‫وبكيت‪ .‬وقلت‪ :‬لو اختلت ذّرة من الشروط ضاعت جأميع أعمالي وضرب‬
‫بطاعتي على وجأهي‪ ،‬فإن كنت يا فقير تقدر أن تخرج من عهدة الصلة فعلت‬
‫أمرا ً وإل ذهب العمر بالغفلة وضاع‪ .‬وأخرج الطبراني وابنا خزيمة وحبان في‬
‫م ركوعه وينقر في سجوده وهو‬ ‫صحيحيهما‪» :‬أن رسول الله رأى رجأل ً ل يت ّ‬
‫يصلي فقال ‪ :‬لو مات هذا على حاله مات على غير ملة محمد«ِ ‪ .‬ثم قال ‪:‬‬
‫ن‬ ‫مَرت َي ْ ِ‬ ‫مَرة َ أوِ الت ّ ْ‬ ‫ل الت ّ ْ‬ ‫جائ ِِع ي َأ ْك ُ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫جود ِهِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫قُر في ُ‬ ‫ه وَي َن ْ ُ‬ ‫كوع َ ُ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫ذي ل ي ُت ِ ّ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬
‫» َ‬
‫جود ِهِ‬ ‫س ُ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ْ‬
‫صلب َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫قي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه«ِ وأحمد‪» :‬ل ي َن ْظُر الله إلى ع َب ْد ٍء ل ي ُ ِ‬ ‫ن ع َن ْ ُ‬ ‫ل ي ُغِْنيا ِ‬
‫م لها‬ ‫م ي ُت ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ها وَل ْ‬ ‫ضوَء َ‬ ‫سب ِغْ وُ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن صلها ل ِغَي ْرِ وَقْت َِها وَل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫ع ِ‬‫كو ِ‬ ‫وَُر ُ‬
‫ك الله‬ ‫ضي ّعَ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ة تَ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫مظ ْل ِ َ‬ ‫داُء ُ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ت وَه ِ َ‬ ‫جأ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫ها َ‬ ‫جود َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫كوع ََها َول ُ‬ ‫شوع ََها َول ُر ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ُ‬
‫ب‬‫ضَر َ‬ ‫م َ‬ ‫خل ِقُ ث ُ ّ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ف الثو ُ‬ ‫َ‬
‫ما ي ُل ّ‬ ‫َ‬
‫تك َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ُ‬
‫شاَء الله ل ّ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ذا كان َ ْ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫ضي َعْت َِني َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫صلى كي ْ َ‬ ‫صلي إذا َ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫صلت َك أل ي َن ْظُر ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن أل ُتح ّ‬ ‫ه«ِ ومسلم‪» :‬يا ُفل ُ‬ ‫جأهَ ُ‬ ‫ب َِها وَ ْ‬
‫ت‬‫مو ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ه«ِ والديلمي وحسنه الحافظ ابن حجر‪» :‬اذ ْكرِ ال َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫صلي ل ِن َ ْ‬ ‫ما ي ُ َ‬ ‫صّلي فإن ّ َ‬ ‫يُ َ‬
‫ل‬
‫جأ ٍء‬ ‫صلة َ َر ُ‬ ‫ه‪ ،‬وصل َ‬‫ّ‬ ‫صلت َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ت لحريّ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫َ‬
‫جأل إذا ذ َكر ال َ‬ ‫َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلت ِك فإ ِ ّ‬ ‫ِفي َ‬
‫صلة ً غْيرها«ِ وأبو داود عن عبد الله بن‬ ‫َ‬ ‫صلي َ‬ ‫ّ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ن أن ُ‬ ‫ل يظ ّ‬
‫) ‪(1/50‬‬

‫ت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرجأل من البكاء‪.‬‬ ‫الشخير قال‪ :‬رأي ُ‬
‫)فائدة( قال السيد معين الدين الصفوي في تفسيره جأوامع التبيان‪ :‬والصح أن‬
‫الخشوع من فرائض الصلة؛ وقال سفيان الثوري‪ :‬من لم يخشع فسدت‬
‫صلته؛ وقال سيدي القطب العارف بالله محمد البكري رضي الله عنه ونفعنا‬
‫به‪ :‬وإنما يورث ذلك إطالة الركوع والسجود؛ وقال شيخ مشايخنا زكريا‬
‫ن نظر موضع السجود أقرب إلى الخشوع‪.‬‬ ‫النصاري رحمه الله تعالى‪ :‬إ ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬
‫ي بن أبي طالب رضي الله عنه‪ :‬أنه في بعض الحروب الجهادية‬ ‫وروي عن عل ّ‬
‫أصيب بسهم ثم جأذب السهم من عضوه الشريف‪ ،‬وبقي النصل فيه فقالوا‪ :‬إذا‬
‫لم يجرح العضو ل يمكن استخراج النصل منه‪ ،‬ونخاف من إيذاء أمير المؤمنين‬
‫وقطع عضوه؛ فقال رضي الله عنه‪ :‬إذا اشتغلت بالصلة فاستخرجأوه‪ ،‬فافتتح‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الصلة وهم قطعوا أم جأرحوا العضو‪ ،‬واستخرجأوا النصل وهو رضي الله عنه لم‬
‫يتغير في صلته‪ ،‬فلما فرغ قال‪ :‬لم لم تستخرجأوه؟ِ فقالوا‪ :‬قد استخرجأناه‪.‬‬
‫س بجرح العضو واستخراج النصل من‬ ‫فانظر إلى إقباله على ربه حتى لم يح ّ‬
‫وش‬ ‫جأوف اللحم‪ ،‬فنحن إذا عضنا قملة أو برغوث‪ ،‬بل إذا وقع علينا ذباب نتش ّ‬
‫ول يبقى لنا حضور‪ ،‬فأين نحن من تلك الحالت والمقامات‪.‬‬

‫) ‪(1/51‬‬

‫ي بن الحسين‪ :‬أنه كان إذا توضأ اصفّر لونه‪ ،‬وإذا‬ ‫وحكي عن زين العابدين عل ّ‬
‫قام إلى الصلة أخذته رعدة فقيل له‪ :‬مالك؟ِ فقال‪ :‬ويحكم أتدرون بين يدي‬
‫من أقوم ولمن أريد أن أناجأي؟ِ وأنه وقع حريق في بيته وهو ساجأد فجعلوا‬
‫يقولون له‪ :‬يا ابن رسول الله النار‪ ،‬فما رفع رأسه فقيل له في ذلك لما رفع‬
‫رأسه فقال‪ :‬ألهتني عنها النار الكبرى؛ فانظر أيها الغافل في الصلة بين يدي‬
‫من تقوم ومن تناجأي؛ واستحي أن تناجأي مولك بقلب غافل وصدر مشحون‬
‫بوساوس الدنيا‪ ،‬وخبائث الشهوات؛ أما تعلم أنه مطلع على سريرتك‪ ،‬وناظأر‬
‫إلى قلبك‪ ،‬وإنما يتقبل من صلتك بقدر خشوعك وخضوعك وتواضعك‬
‫وتضّرعك‪ ،‬فاعبده في صلتك كأنك تراه‪ ،‬فإن لم تكن تراه‪ ،‬فإنه يراك؛ فإن لم‬
‫يحضر قلبك بما ذكرنا‪ ،‬ولم تسكن جأوارحك لقصور معرفتك بجلل الله تعالى‪،‬‬
‫در أن رجأل ً صالحا ً من وجأوه أهل بيتك ينظر إليك كيف صلتك‪ ،‬فعند ذلك‬ ‫فق ّ‬
‫تحضر قلبك‪ ،‬وتسكن جأوارحك‪ ،‬ثم ارجأع إلى نفسك وقل‪ :‬أل تستحيين من‬
‫ل عندك من عبد‬ ‫خالقك ومولك الذي هو مطلع عليك‪ ،‬وناظأر إلى قلبك؛ أهو أق ّ‬
‫من عباده‪ ،‬وليس بيده ضّرك ول نفعك فما أشد ّ طغيانك وجأهلك‪ ،‬وما أعظم‬
‫عداوتك لنفسك؛ فعالج قلبك بهذا فعسى أن يحضر معك في صلتك‪ ،‬فإنه انعقد‬
‫إجأماع العلماء على أنه ل يكتب لك من صلتك إل ما عقلت منها؛ وأما ما أتيت‬
‫به مع الغفلة‪ ،‬ولو حكم بصحته ظأاهرا ً فهو إلى الستغفار أحوج لنه إلى العقوبة‬
‫أقرب‪ .‬قال الفقيه إسماعيل المقرىء رحمه الله‪:‬‬
‫مث ِْلها‬‫صلة ً ب ِ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫صّلي ِبل قَل ْ ٍء‬ ‫تُ َ‬
‫قوب َةِ‬ ‫وجأبا ً ل ِل ْعُ ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫م ْ‬ ‫فَتى ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫مَتها غ َي َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ت َظ َ ّ‬
‫عال ِم ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ل وَقَد ْ أت ْ َ‬
‫ة ب َعْد َ رك ْعَةِ‬ ‫حِتياطا رك ْعَ ً‬ ‫ً‬ ‫تزيد ُ ا ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬
‫رضا ً‬ ‫معْ ِ‬ ‫جأيهِ ُ‬ ‫ن ت َُنا ِ‬‫م ْ‬ ‫ك ت َد ِْري َ‬ ‫فَوَي ْل َ َ‬
‫ت‬‫حِني غ َي َْر مخب ِ‬ ‫ن ت َن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫قبل ً‬ ‫م ْ‬
‫ه إّياك ن َعْب ُد ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫تخاط ِب ُ ُ‬
‫ضُروَرةِ‬ ‫ع ََلى غ َي ْرِه ُ ِفيها ل ِغَي ْرِ َ‬

‫) ‪(1/52‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ك ل ِل ْغَي ْرِ ط َْرفَ ُ‬


‫ه‬ ‫ن َناجأا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَل َوْ َرد ّ َ‬
‫ظ ع َل َي ْهِ وَغ َْيرةِ‬ ‫ن غ َي ْ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مي ّْز َ‬ ‫تَ َ‬
‫ن ي ََرى‬ ‫كأ ْ‬ ‫مل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫ن مال ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫أ َ‬
‫مروَءةِ‬ ‫ه يا قليل ال ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫دود َك ع َن ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُ‬
‫خذ ْ ب َِنا‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫في‬ ‫دنا‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫هي‬ ‫َ‬
‫ْ ِ ِ َ ْ َ َْ َ َ ُ‬ ‫إل ِ‬
‫ةخاتمةفي الذكار المأثورة بعد الصلة‬ ‫ق ِ‬ ‫ري َ‬ ‫سواِء الط ّ ِ‬ ‫حقّ ن َْهجا ً في َ‬ ‫إلى ال َ‬
‫المكتوبة‬
‫روى الترمذي عن أبي أمامة‪ :‬قيل لرسول الله ‪ :‬أي الدعاء أسمع؟ِ قال‪:‬‬
‫»جأوف الليل الخر ودبر الصلوات المكتوبات‪ ِ«.‬قال النووي‪ :‬أجأمع العلماء على‬
‫استحباب الذكر والدعاء بعد الصلة‪ ،‬فمن الذكر المأثور ما خّرجأه ابن السني‬
‫صلةٍء‬ ‫ل َ‬ ‫فَر الله د ُُبر ك ُ ّ‬ ‫ست َغْ َ‬‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وأبو يعلى عن البراء‪ .‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ه‪،‬‬ ‫َ‬
‫ب إلي ْ ِ‬ ‫م وأتو ُ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذي ل اله إل هُوَ ال َ‬ ‫فُر الله ال ّ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ت‪ .‬فقال‪ :‬أ ْ‬ ‫مرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫َثل َ‬
‫ف«ِ ويزيد فيه العظيم بعد الصبح‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الّز ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن قَد ْ فَّر ِ‬ ‫ن كا َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪َ ،‬وإ ْ‬ ‫ت ذ ُُنوب ُ ُ‬ ‫فَر ْ‬ ‫غُ ِ‬
‫ً‬
‫والمغرب‪ .‬ومسلم‪ :‬كان رسول الله ‪ ،‬إذا انصرف من صلته استغفر ثلثا وقال‪:‬‬
‫الل ّه َ‬
‫م‪ :‬ل اله إل الله‬ ‫ل َوالك َْرا ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫ت َيا َ‬ ‫م‪ ،‬ت ََباَرك ْ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫من ْ َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫سل ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ُ ّ‬
‫م ل مان ِعَ‬ ‫ّ‬
‫ديٌر‪ ،‬اللهُ ّ‬ ‫َ‬
‫يٍءء ق ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫د‪ ،‬وَهُوَ ع َلى كل َ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬‫ه ال َ‬ ‫َ‬
‫ملك وَل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬ل ُ‬ ‫ريك ل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ‬ ‫وَ ْ‬
‫من ْك َول‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جد ّ ِ‬ ‫فعُ ذا ال َ‬ ‫ت‪َ ،‬ول ي َن ْ َ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫ما ق َ‬ ‫من َْعت ول َراد ّ ل ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫طي ل ِ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ت‪َ ،‬ول ُ‬ ‫لما أع ْطي ْ َ‬
‫ة وَل َُ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ّ ُ ُ ّْ َ ُ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫يا‬ ‫إ‬ ‫إل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫َ َْ ُ ُ‬‫ن‬ ‫ول‬ ‫الله‬ ‫إل‬ ‫اله‬ ‫ل‬ ‫م‪،‬‬ ‫العظي‬ ‫العلي‬ ‫بالله‬ ‫ِ‬ ‫إل‬ ‫ل َول قُ ّ َ‬
‫ة‬ ‫و‬ ‫حو ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ن‪.‬‬ ‫رو‬
‫ِ ُ َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ ْ ِ ِ َ ُ ّ َ َ ْ ِ َ‬‫و‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫صي‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫الله‬ ‫إل‬ ‫اله‬ ‫ل‬ ‫الحسن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫الثنا‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ال‬
‫د‬ ‫حم‬
‫َ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫وثلثي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ثلث‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫َ ٍء‬ ‫صل‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬
‫ُُ ِ‬ ‫ب‬‫د‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫الله‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫َ ْ َ ّ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يض‬ ‫وهو ْ‬
‫أ‬
‫حد َه ُ ل‬ ‫ة‪ :‬ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫م المائ َ ِ‬ ‫ل تما َ‬ ‫الله ثلثا ً َوثلثين وَك َب َّر الله ثلثا ً وثلثين؛ وََقا َ‬
‫ك‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬

‫) ‪(1/53‬‬

‫مث ْ َ‬
‫ل‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫طاَيا ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫فَر ْ‬ ‫ديٌر غ ُ ِ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫قوُلوا ِفي‬ ‫ض فَ ُ‬ ‫فْر ِ‬ ‫صلة َ ال َ‬ ‫م َ‬ ‫صل ّي ْت ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ر‪ .‬والرافعي قال رسول الله ‪» :‬إ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َزب َد ِ الب َ ْ‬
‫ه‬‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫شَ ِ‬ ‫ت‪ :‬ل اله إل الله َوحد َه ُ ل َ‬ ‫مّرا ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫صلةٍء ع َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ة«ِ ويزيد‬ ‫ما أع ْت َقَ َرقَب َ ً‬ ‫جأرِ ك َأن ّ َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ديٌر ي ُك ْت َ ُ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ال َ‬
‫فيها يحيى ويميت بيده الخير بعد الصبح والعصر والمغرب‪ ،‬والحرث بن عمر‬
‫ل‬ ‫سلم ِ وَقُ ْ‬ ‫سي وشهد الله إلى ال ْ‬ ‫ة الك ُْر ِ‬ ‫ب وآي َ َ‬ ‫حة الك َِتا ِ‬ ‫ن َفات ِ َ‬ ‫عن رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب أت ُهْب ِطَنا إلى‬ ‫ن َيا َر ّ‬ ‫ب قُل َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الله ِ‬ ‫ن وَب َي ْ َ‬ ‫ت ما ب َي ْن َهُ ّ‬ ‫ساب معلقا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫م إلى ِ‬ ‫الّله ّ‬
‫َ‬ ‫حل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫حد ٌ د ُب َُر ك ُ ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫قَرؤك ُ ّ‬ ‫ت ل يَ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن َيعصيك قال الله ت ََعاَلى‪ :‬ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك‪ ،‬وإلى َ‬ ‫ض َ‬ ‫أْر ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫س‪ ،‬وَن َظ َْر ُ‬ ‫قد ِ‬ ‫ظيَرة َ ال ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سك َن ْت ُ ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن ِفي ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫واه ُ ع ََلى َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫جأعَل َ ُ‬ ‫صلةٍء إل َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ن حاجأ ً‬ ‫َ‬ ‫سبعي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫وقضي‬ ‫ة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫سبعي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫إل َ‬
‫ْ ٍء‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ ٍء‬ ‫َ‬
‫ه«ِ والنسائي وابن حبان قال‬ ‫صْرت ُ ُ‬ ‫سد ٍء وَن َ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل عدوَ وَ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ة‪ ،‬وَأع َذ ْت ُ ُ‬ ‫فَر ُ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ها ال َ‬ ‫أ َد َْنا َ‬
‫ل‬
‫خو ِ‬ ‫ن دُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫من َعْ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مك ُْتوب َةٍء ل َ ْ‬ ‫صلةٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫سي د ُب َُر ك ُ ّ‬ ‫ة الك ُْر ِ‬ ‫ن َقرأ َ آي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ن‬ ‫معَ اليما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جأاَء ب ِهِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫َ‬
‫ت«ِ وأبو يعلى قال رسول الله ‪» :‬ثل ٌ‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جن ّةِ إل أ ْ‬ ‫ال َ‬
‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫ع‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ء‪:‬‬ ‫َ‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ِ َ ْ ُ‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫العي‬ ‫ر‬
‫ُ ِ‬ ‫حو‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ج‬
‫َُ ّ َ ِ ْ‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫شا‬ ‫ة‬ ‫ن‬
‫َ ّ ِ‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫أبوا‬ ‫ي‬
‫ِ َ ّ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫خ‬
‫دَ َ‬
‫َ‬
‫ل هُوَ‬ ‫ت قُ ْ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫شَر َ‬ ‫مك ُْتوب َةٍء ع َ ْ‬ ‫صلةٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن قََرأ ِفي د ُب ُرِ ك ُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫في ّا ً وَ َ‬ ‫خ ِ‬‫دى د َْينا ً َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َقات ِل ِهِ وَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫د«ِ وأبو داود والترمذي عن عقبة بن عامر قال‪ :‬أمرني رسول الله أن‬ ‫َ‬
‫ح ٌ‬
‫الله أ َ‬
‫أقرأ المعوذات دبر كل صلة‪ .‬وورد التهليل عشر مرات‪.‬‬

‫) ‪(1/54‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬


‫ً‬
‫وحكي عن الحفار بن يزيد المشهور بالفضل والصلح أنه احتفر قبرا‪ ،‬فإذا رجأل‬
‫قاعد على منبر وعنده طبق رطب قال‪ :‬فقال لي‪ :‬أقامت القيامة؟ِ فقلت‪ :‬ل‪.‬‬
‫م نلت هذا؟ِ قال‪ :‬كنت أقول دبر كل صلة‪:‬‬ ‫فقلت له بالذي أحلك هذه المحلة ب َ‬
‫ل اله إل الله أرضي بها ربي‪ :‬ل اله إل الله أفني بها عمري‪ ،‬ل اله إل الله أقطع‬
‫بها دهري‪ .‬ل اله إل الله أونس بها قبري‪ ،‬ل اله إل الله ألقى بها ربي‪ ،‬ل اله إل‬
‫دها لكل شيء يجري‪ .‬ومن الدعاء المأثور ما خّرجأه أبو داود والنسائي‬ ‫الله أع ّ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ك »فَ َ‬ ‫لحب ّ َ‬ ‫عن معاذ‪ :‬أن رسول الله أخذ بيدي وقال‪» :‬يا معاذ والله إّني َ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫عّني ع ََلى ذ ِك ْرِ َ‬
‫ك‬ ‫ل‪ :‬الل ّهم أ َِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن في د ُب ُرِ ك ُ ّ‬ ‫صي َ‬
‫ُ ّ‬ ‫صلةٍء أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مَعاذ ل ت َد َع َ ّ‬ ‫ك يا ُ‬ ‫أو ِ‬
‫ك«ِ وابن السني عن أبي أمامة‪ :‬ما دنوت من رسول الله‬ ‫عَباد َت ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك وَ ُ‬ ‫شك ْرِ َ‬ ‫وَ ُ‬
‫ي ذ ُُنوِبي‬ ‫فْر ل ِ َ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫في دبر كل صلة مكتوبة‪ ،‬ول تطوع إل سمعته يقول‪» :‬اللهُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هل‬ ‫قا إن ّ ُ‬ ‫خل ِ‬ ‫ل وال ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ح الع ْ َ‬ ‫صال ِ ِ‬
‫دني ل ِ َ‬ ‫رني واهْ ِ‬ ‫جأ ِ‬ ‫شني وأ ْ‬ ‫م أنعِ ْ‬ ‫طاَياي كلها‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ت«ِ ‪ .‬وهو أيضا عن أنس‪ :‬كان النبي يقول‬ ‫ً‬ ‫ف سيئها إل أن ْ َ‬ ‫صرِ ُ‬ ‫صاِلحها ول ي َ ْ‬ ‫يهدي ل ِ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م ُ‬ ‫وات ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫خي َْر عملي َ‬ ‫ري آخَره ُ وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫خي َْر ع ُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جأعَ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ّ‬
‫إذا انصرف من الصلة‪» :‬اللهُ ّ‬
‫ك«ِ وعن أبي بكرة‪ .‬قال‪ :‬كان رسول الله يقول في‬ ‫قا َ‬ ‫م أل ْ َ‬ ‫خي َْر أيامي ي َوْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأعَ ْ‬
‫وا ْ‬
‫ر«ِ وأحمد عن‬ ‫قب ْ ِ‬
‫ب ال َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قرِ وَع َ َ‬ ‫ف ْ‬
‫فرِ وال َ‬ ‫ُ‬
‫ن الك ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫عوذ ُ ب ِك ِ‬ ‫م إني أ ُ‬ ‫ّ‬
‫دبر الصلة‪» :‬اللهُ ّ‬
‫عْلما ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سألك ِ‬ ‫م إني أ ْ‬ ‫أم سلمة قالت‪ :‬كان رسول الله إذا صلى الصبح قال‪» :‬اللهُ ّ‬
‫قّبل ً وَرِْزقا ً ط َّيبًا«ِ وهو عن صهيب أن رسول الله كان يحرك‬ ‫مت َ َ‬‫مل ً ُ‬ ‫ناِفعا ً وع َ َ‬
‫شفتيه بعد صلة الفجر بشيء‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول الله ما هذا الذي تقول قال‪:‬‬
‫ل«ِ‬ ‫ك أ َُقات ِ ُ‬ ‫ل وَب ِ َ‬‫صاوِ ُ‬ ‫كأ َ‬
‫ل وب َ ُ‬
‫حاوِ ُ َ ِ‬
‫»الل ّهم ب َ ُ‬
‫كأ َ‬ ‫ُ ّ ِ‬

‫) ‪(1/55‬‬

‫وأبو داود عن مسلم بن الحرث التميمي عن رسول الله ‪ :‬أنه أسّر إليه فقال‪:‬‬
‫ت فَإ ِن ّكَ‬ ‫ل‪ :‬الل ّه َ‬ ‫ب فَ ُ‬
‫مّرا ٍء‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫ن النارِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جأرْني ِ‬
‫مأ ِ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫صلةِ ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫صَرفْ َ‬ ‫ذا ان ْ َ‬ ‫»إ َ‬
‫ل كذلك‪،‬‬ ‫ق ْ‬ ‫َ‬
‫حف ُ‬ ‫صب ْ َ‬‫ت ال ّ‬ ‫ّ‬
‫صلي ْ َ‬ ‫مْنها‪ ،‬وإذا َ‬ ‫جأواٌز ِ‬ ‫َ‬
‫ب لك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لي ْلت ّك كت ِ َ‬ ‫َ‬ ‫مم ّ‬ ‫َ‬
‫ت ذال ِك ث ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫إذا قل َ‬
‫مْنها«ِ ‪.‬‬ ‫واٌز ِ‬ ‫جأ َ‬ ‫َ‬
‫ب لك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مك كت ِ َ‬‫َ‬ ‫ن ي َوْ ِ‬‫م ْ‬ ‫ك إذا مت ِ‬ ‫فإن ّ َ‬
‫)فائدة( يسن لغير إمام يريد تعليم المأمومين إسرار بالذكر والدعاء وجأهر بهما‬
‫ل وخطيب رفع يديه الطاهرتين حذو منكبيه‪ ،‬ومسح‬ ‫لمام يريده‪ ،‬ولداع غير مص َ‬
‫وجأهه بهما بعد الفراغ‪ ،‬ورفع بصره إلى السماء‪ ،‬وافتتاحه بحمد الله والصلة‬
‫على النبي وختمه بهما‪ ،‬وبالتأمين واستقبال القبلة إن كان منفردا ً أو مأمومًا‪.‬‬
‫ل جألوس ذاكرا ً الله‬ ‫أما المام فيستقبل المأمومين بوجأهه في الدعاء‪ ،‬ولك َ‬
‫جَر‬ ‫ف ْ‬‫صلى ال َ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫تعالى بعد صلة الصبح إلى طلوع الشمس‪ .‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ت‬‫ن كان َ ْ‬ ‫م َ ّ‬
‫س‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫حّتى ت َط ُل َعُ ال ّ‬‫م قَعَد َ ي َذ ْك ُُر الله َتعالى َ‬ ‫ماع َةٍء ث ُ ّ‬
‫صلى ركعتي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫جأ َ‬‫ِفي َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن قَعَد َ‬‫م ْ‬‫ة«ِ رواه الترمذي وحسنه‪ .‬وقال ‪َ » :‬‬ ‫م ٍء‬ ‫مةٍء َتا ّ‬
‫مةٍء َتا ّ‬
‫مَرةٍء َتا ّ‬‫جةٍء وَع ُ ْ‬‫ح ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ك َأجأرِ ُ‬
‫ل إل‬ ‫قو ُ‬‫ضحى ل ي َ ُ‬
‫ح ركعتي ال ّ‬
‫سب ّ َ‬
‫حّتى ي ُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صب ْ ِ‬‫صلةِ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ف ِ‬‫صرِ ُ‬ ‫ن ي َن ْ َ‬
‫حي َ‬‫مصله ِ‬ ‫في ُ‬
‫ر«ِ رواه أبو داود‪ .‬وقال‪ :‬لن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خيرا ً غ َ‬
‫َ‬
‫ح ِ‬‫ن َزب َد ِ الب َ ْ‬‫م ْ‬ ‫ت أكثَر ِ‬ ‫ه‪ ،‬وإن كان َ ْ‬ ‫خطاَيا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل ُ‬
‫أجألس مع قوم يذكرون الله عز وجأل من صلة العصر إلى أن تغرب الشمس‪،‬‬
‫ي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل عليه السلم‪ .‬أعتق الله رقابنا‬ ‫أحب إل ّ‬
‫من النار‪ ،‬وغفر ذنوبنا وخطايانا‪ ،‬وأصلح ما فسد من أعمالنا‪ ،‬وتقبلها بمنه منا‬
‫آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪38 :‬‬

‫) ‪(1/56‬‬

‫باب صلة التطوع‬

‫ن الله ل ِعَب ْد ٍء‬ ‫ما أذ ِ َ‬ ‫أخرج أحمد والترمذي عن أبي أمامه قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ْ‬ ‫ل من رك ْعتي َ َ‬ ‫َ‬
‫س العَب ْد ِ‬ ‫ن َالبر ليذّر فَوْقاَ َرأ ِ‬ ‫ن ركعتين‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أوْ أك ْث ََر ِ‬ ‫ض َ ِ ْ َ َ َْ ِ‬ ‫يٍءء أفْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫في َ‬
‫ه«ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ب ِأفْ َ‬ ‫جأ ّ‬ ‫ب ع َب ْد ٌ إلى الله ع َّز وَ َ‬ ‫قّر َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫يؤذن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫له‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫خير‬ ‫نيا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫د‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫أوتي‬ ‫ما‬ ‫عنه‪:‬‬ ‫والطبراني‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ما‪ .‬ومسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها‪ :‬ركعتا الفجر خير من‬ ‫صّليهِ َ‬ ‫يُ َ‬
‫الدنيا وما فيها‪ .‬والبيهقي عن أبي هريرة‪ :‬ل يحافظ على ركعتي الفجر إل أّواب‪.‬‬
‫َ‬
‫جأن ْب ِهِ‬ ‫جعْ ع ََلى َ‬ ‫ضط َ ِ‬ ‫جرِ فَل ْي َ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ي ال َ‬ ‫م رك ْعَت َ ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫صّلى أ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وأبو داود والترمذي عنه‪» :‬إ َ‬
‫ن قَب ْ َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ن في الّركعَت َي ْ ِ‬ ‫قرآ ِ‬ ‫ما ت ُ ْ‬‫سورتان هُ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ن«ِ والبيهقي عن عائشة‪» :‬ن ِعْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫الي ْ َ‬
‫د{ وابن السني عن والد أبي‬ ‫َ‬ ‫ن{ }وَقُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جرِ }قُ ْ‬
‫ح ٌ‬‫ل هُوَ الله أ َ‬ ‫ل َيا أّيها الكافُِرو َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال َ‬
‫ن رسول الله صلى ركعتين خفيفتين ثم سمعته يقول وهو جأالس‪:‬‬ ‫المليح‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬
‫ن الّنارِ ثلث‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫عوذ ُ ب ِك ِ‬ ‫ميكائيل ومحمد النبي أ ُ‬ ‫َ‬ ‫سَرافيل وَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب جأبريل َوإ ْ‬ ‫م َر ّ‬ ‫»الل ّهُ ّ‬
‫َ‬
‫ت قَب ُ َ‬
‫ل‬ ‫ظ ع ََلى أْرب َِع َرك َْعا ٍء‬ ‫حافَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت«ِ وأبو داود والترمذي عن أم حبيبة‪َ » :‬‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫َ‬
‫صّلى‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫عمر‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫والطبراني‬ ‫ر‪.‬‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ها‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ظ‬ ‫ال‬
‫َ ْ َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ْ ِ َ ْ َ ٍء َ ْ َ َ َ ّ َ ُ‬
‫ه الله ع ََلى الّناِر‪ .‬وأحمد وأبو داود عن عبد الله المزني‪:‬‬ ‫َ‬
‫م ُ‬‫حّر َ‬ ‫صرِ أْربعا ً َ‬ ‫ل العَ ْ‬ ‫قَب ْ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫شاَء‪ .‬وعبد الرزاقا عن مكحول مرسلً‪َ :‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ب َرك ْعَت َي ْ ِ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫صّلوا َقبل ال َ‬ ‫َ‬
‫ن‪ .‬والبيهقي عن حذيفة‪:‬‬ ‫عليي‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫تا‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ َ َ ِ ِ َ َ ْ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م سلمة رضي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫عن‬ ‫السني‬ ‫وابن‬ ‫ل‪.‬‬ ‫َ َ ِ‬‫م‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫مع‬ ‫عا‬
‫ْ َ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫غ‬
‫ّ َ ْ ِ َْ َ َ ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫عج‬ ‫َ‬
‫الله عنها‪ ،‬قالت‪ :‬كان رسول الله إذا انصرف من صلة المغرب يدخل بيته‬
‫فيصلي‬

‫) ‪(1/57‬‬

‫ك( ‪.‬‬‫ت قَل ِْبي عَلى ِدين ِ َ‬ ‫ب ث َب ّ ْ‬


‫قلو ِ‬ ‫ب ال ُ‬‫قل ّ َ‬ ‫م َ‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم يقول فيما يدعو‪) :‬يا ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬
‫ت‬
‫س ّ‬
‫ب ِ‬‫مغْرِ ِ‬ ‫ّ‬
‫صلى ب َعْد َ ال َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬‫والشيخان والترمذي وابن ماجأه عن أبي هريرة‪َ :‬‬
‫ة‪ .‬وابن نصر‬‫سن َ ً‬
‫عشَرة َ َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ب ِعَِباد َةِ ثنتي َ‬ ‫سوٍءء ع َد َل ْ َ‬ ‫م ي َت َك َل ّ َ‬
‫م ِفيما ب َي ْن َُهن ب ِ ُ‬ ‫ت لَ ْ‬
‫َرك ََعا ٍء‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫عن ابن عمر‪ :‬من صّلى ست رك َعات بعد المغْرب قَب َ َ‬
‫ه ذ ُُنو ُ‬
‫ب‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫م غُ ِ‬ ‫ن ي َت َك َل ّ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ِ ّ َ َ ٍء َ ْ َ َ ِ ِ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ب‬‫ن الغُُرو ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫صلى َ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ .‬وابن نصر عن محمد بن المنكدر‪َ :‬‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫مسي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫َ‬
‫صليت مع النبي ركعتين بعد‬ ‫صلة َ الّوابين‪ .‬والشيخان عنه‪َ :‬‬ ‫شاء فإ ِن َّها َ‬‫َ‬ ‫والع َ‬
‫ن ك ُلّ‬ ‫ن قب ْل العَشاِء لخبر‪ :‬ب َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َركعََتا ِ‬‫ْ‬ ‫س ّ‬‫العشاء‪ .‬قال النووي في المجموع‪ :‬ي ُ َ‬
‫صلة‪ .‬وقال أيضا ً فيه‪ :‬يجب في سنة الظهر التعيين بالتي قبلها أو التي‬ ‫أذانين َ‬
‫دمة‪ ،‬وكذا كل صلة لها سنة قبلها وسنة بعدها‪ .‬وأبو‬ ‫بعدها وإن لم يؤخر المق ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫حقّ ع ََلى ك ُ ّ‬
‫ن يوت َِر‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫سل ِ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫داود والترمذي عن أبي أيوب‪ :‬الوِت ُْر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ث فَل ْي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‪ ،‬وم َ‬ ‫س فَل ْي َ ْ‬
‫حد َةٍء‬ ‫وا ِ‬‫ن ي ُوْت َِر ب ِ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن يوت َِر ب َِثل ٍء‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬‫نأ َ‬‫فعَ ْ َ َ ْ‬ ‫م ٍء‬ ‫خ ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ة‪.‬‬‫شَر َ‬ ‫دى ع َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ْ‬
‫فَلي َ ْ‬
‫سٍءع أوْ ِإح َ‬ ‫سب ٍْءع أوْ ت ِ ْ‬ ‫س أوْ َ‬ ‫م َ ٍء‬ ‫خ ْ‬ ‫ل‪ .‬والبيهقي والحاكم‪ :‬أوْت ُِروا ب ِ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ل فليوِتر أوّل ُ‬ ‫خَر اللي ْ ِ‬ ‫مآ ِ‬ ‫ن ل يقو ُ‬ ‫فأ ْ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ومسلم والترمذي عن جأابر‪َ :‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫شهود َة ٌ َوذال ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫خر اللي ْ ِ‬ ‫صلة آ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ل‪ ،‬فإ ّ‬ ‫خَر اللي ْ ِ‬ ‫خَره ُ َفليوِتر آ ِ‬‫مآ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مع َ أ ْ‬ ‫طَ ِ‬
‫َ‬
‫ل‪ .‬والنسائي وابن ماجأه‪ :‬سئلت عائشة رضي الله عنها‪ :‬بأي شيء كان‬ ‫ض ُ‬ ‫أفْ َ‬
‫ك ال َع َْلى{ وفي‬ ‫م َرب ّ َ‬ ‫س َ‬ ‫سّبح ا ْ‬ ‫يوتر رسول الله ؟ِ قالت‪ :‬كان يقرأ في الولى‪َ } :‬‬
‫ن أن يقرأ في كل من أولى‬ ‫وذتين‪ .‬ويس ّ‬ ‫ن{ والمع ّ‬ ‫ل َيا أ َي َّها ال َ‬
‫كافُِرو َ‬ ‫الثانية }قُ ْ‬
‫ي بن كعب‬ ‫الوتر بالخلص‪ .‬وأبو داود والترمذي عن أب ّ‬
‫) ‪(1/58‬‬

‫ث‬‫س َثل َ‬ ‫قدو ِ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫قال‪ :‬كان رسول الله إذا سلم في الوتر قال‪ُ » :‬‬
‫مرات يرفع في الثالثة صوته«ِ ‪ .‬وهما عن علي رضي الله عنه‪ :‬أن رسول الله‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫مَعاَفات ِ َ‬ ‫ك بِ ُ‬ ‫خط ِ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫عوذ ُ ب ِرِ َ‬ ‫م إّني أ ُ‬ ‫كان يقول في آخر وتره‪» :‬الل ّهُ ّ‬
‫ت ع ََلى ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صي ث ََناًء ع َل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‪ ،‬وَأ َ ُ‬
‫ك«ِ ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما أث ْن َي ْ َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫كلأ ْ‬ ‫من ْ َ‬‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫قوب َت ِ َ‬ ‫عُ ُ‬
‫ت ذ ُُنوب ُ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫فَر ْ‬ ‫حى غ ِ‬‫ُ‬ ‫ض َ‬ ‫فعَةِ ال ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫على ُ‬ ‫حافظ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وأحمد والترمذي عن أبي هريرة‪َ :‬‬
‫ن‬
‫دل ِ‬ ‫حى ت َعْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬
‫ر‪ .‬وأبو الشيخ عن أنس‪َ :‬ركعََتا ِ‬ ‫ح ِ‬‫ل َزب َد ِ الب َ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬‫ن َ‬ ‫وإ ْ‬
‫حى‬ ‫ض َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫سب ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ .‬وسمويه عن سعد‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫قب ّلت َي ْ ِ‬ ‫مت َ َ‬
‫مَرةٍء ُ‬ ‫جةٍء وَع ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫عن ْد َ الله ب ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ن‬
‫َ ّ ِ‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫هريرة‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫والطبراني‬ ‫ر‪.‬‬ ‫نا‬ ‫ال‬
‫ٌ ِ َ ّ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫براء‬ ‫ه‬
‫ِ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ً‬ ‫محول‬ ‫ً‬ ‫ول‬ ‫َ ْ‬ ‫ح‬
‫ن‬ ‫مو‬
‫ُ ِ ُ َ‬ ‫دي‬ ‫ي‬ ‫كانوا‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬
‫ٍء ْ َ ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫د‪:‬‬ ‫منا‬ ‫دى‬ ‫نا‬ ‫ة‬
‫َ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ‬‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫فإذا‬ ‫ضحى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫باب‬
‫مةِ الله‪ .‬والديلمي عن عبد الله بن‬ ‫ح َ‬ ‫خُلوه ُ ب َِر ْ‬ ‫م َفاد ْ ُ‬ ‫حى هذا َباب ُك ُ ْ‬ ‫ض َ‬‫صلةِ ال ّ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‪ .‬والشيخان‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ل َيا أي َّها ال َ‬ ‫قَرأ قُ ْ‬ ‫حى َول ي َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫صلة َ ال ّ‬ ‫صّلي َ‬ ‫مَنافِقُ ل ي ُ َ‬ ‫جأراد‪ :‬ال ُ‬
‫عن أم هانىء رضي الله عنها قالت‪ :‬إن رسول الله دخل بيتي يوم فتح مكة‪،‬‬
‫م الركوع‬ ‫فاغتسل وصلى ثماني ركعات‪ ،‬فلم أَر صلة قط أخف منها غير أنه يت ّ‬
‫حى‬ ‫ض َ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫صّلوا َرك ْعَت َ ْ‬ ‫حى‪ .‬وابن حبان عن عقبة بن عامر‪َ :‬‬ ‫والسجود وذلك ض ً‬
‫حى{ ‪ .‬وورد في حديث رواه العقيلي‪:‬‬ ‫ض َ‬ ‫ها{ }وال ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ما }َوال ّ‬ ‫سوَرت َي ْهِ َ‬ ‫بِ ُ‬
‫د{ وورد‬ ‫َ‬ ‫ن{ }وَقُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كان رسول الله يقرأ فيهما‪} :‬قُ ْ‬
‫ح ٌ‬‫ل هُوَ الله أ َ‬ ‫ل َيا أي َّها الكافُِرو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فوُر مائة مرة‪.‬‬ ‫ب الغَ ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت الت ّ ّ‬ ‫ي إن ّك أن ْ َ‬ ‫ب ع َل ّ‬ ‫فْر ِلي وَت ُ ْ‬ ‫ب اغ ْ ِ‬ ‫بعد الضحى‪َ :‬ر ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬

‫) ‪(1/59‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ل‪ .‬والديلمي عن‬ ‫صلة ُ الل ّي ْ ِ‬‫ضةِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬‫صلةِ ب َعْد َ ال َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫ومسلم عن أبي هريرة‪ :‬أفْ َ‬
‫طايا‪ .‬وأحمد والترمذي عن بلل‪:‬‬ ‫خ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫فرا ِ‬ ‫ل ت ُك ْ ّ‬ ‫ف الل ّي ْ ِ‬‫جأوْ ِ‬ ‫ن في َ‬ ‫جأابر‪َ :‬رك ْعََتا ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫من َْهاة ٌ ع َ ِ‬
‫ة إلى الله َتعالى وَ َ‬ ‫م وَقُْرب َ ٌ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ه د َأ ُ‬ ‫ل فَإ ِن ّ ُ‬‫قَيام ِ الل ّي ْ ِ‬ ‫م بِ ِ‬‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫د‪ .‬وابن نصر عن حسان بن‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫داِء ع َ ِ‬ ‫مط َْرد َة ٌ لل ّ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫كفَرة ٌ لل ّ‬ ‫م ْ‬ ‫الث ْم ِ وَ َ‬
‫ن الد ّْنيا‬
‫م َ‬ ‫ه ِ‬‫خي ٌْر ل َ ُ‬
‫خرِ َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ف اللي ِ‬ ‫جأوْ ِ‬ ‫م في َ‬ ‫ن آد َ‬ ‫ما اب ُ‬ ‫عطية مرسلً‪َ .‬ركعتان ي َْرك َعُهُ َ‬
‫ُ‬ ‫ن أَ ُ‬
‫م‪.‬‬‫ما ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ضت َهُ َ‬ ‫فَر ْ‬ ‫مِتي ل َ َ‬ ‫شقّ ع ََلى أ ّ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ما ِفيَها‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫وَ َ‬

‫) ‪(1/60‬‬

‫ل الله تعالى‬ ‫سأ َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ل يوافقها ع َب ْد ٌ ُ‬ ‫ساع َ ٌ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫ن في الل ّي ْ ِ‬ ‫ومسلم عن جأابر‪ :‬إ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فيها من أمر الدنيا والخرة إل أع ْطاه ُ وذالك كل لي ْلة‪ .‬والشيخان‪ :‬ي َن ْزِل َرب َّنا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ث الل ّْيل ال ِ‬ ‫ن ي َْبقى ث ُل ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫خر َِ‬ ‫حي َ‬ ‫ماِء الد ّْنيا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ل َي ْل َةٍء إلى َ‬ ‫مُره ُ ك ُ ّ‬ ‫ك وَت ََعاَلى أيْ أ ْ‬ ‫ت ََباَر َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فُر‬‫فرني فَأغ ْ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عطيهِ وَ َ‬ ‫سأل ُِني فَأ ْ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫سَتجي ُ‬ ‫عوني َفا ْ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫فيقو ُ‬
‫صّلى‪،‬‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن الل ّي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جأل ً َقا َ‬ ‫م الله َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه؟ِ وأحمد وأبو داود عن أبي هريرة‪َ :‬ر ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫م ْ‬ ‫م الله امرأة َقا َ‬ ‫ح َ‬ ‫جأهَِها الماَء‪ ،‬وََر ِ‬ ‫ح ِفي وَ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ت نَ َ‬ ‫ن أب َ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫ظا ْ‬ ‫ق َ‬‫وأي ْ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جأهِهِ الماَء‪،‬‬ ‫ت ِفي وَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ن أبى ن َ َ‬ ‫صلى‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫جأَها فَ َ‬ ‫ت َزوْ َ‬ ‫قظ ْ‬ ‫ت‪ ،‬وَأي ْ َ‬ ‫صل ْ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ن اللي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫جأ ُ‬
‫قظ أهْل ُ‬ ‫ل وَأي ْ َ‬ ‫ن اللي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة‪ :‬إذا استيقظ الّر ُ‬
‫ت‪ .‬وأبو داود عن عائشة‬ ‫ن الله كثيرا ً والذاكرا ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ذاك ِ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُت َِبا ِ‬ ‫صلَيا ركعتي ِ‬
‫وَ َ ّ‬
‫ب‬ ‫م إل ك َت َ َ‬ ‫ه عليها ن َوْ ٌ‬ ‫ل فيغل ِب ُ ُ‬ ‫صلة ً ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫رىٍءء ي َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫رضي الله عنها‪َ :‬‬
‫ة‪ .‬والشيخان عن عبد الله بن عمرو بن‬ ‫صد َقَ ً‬ ‫َ‬ ‫الله ل َ َ‬
‫ه ع َلي ْهِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه‪ ،‬وكان ن َوْ ُ‬ ‫صلت ِ ِ‬ ‫جأَر َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬
‫ل‪.‬‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫قيا‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫يقو‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ن‬
‫ٍء‬ ‫فل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫عب‬‫َ‬ ‫يا‬ ‫العاص‪:‬‬
‫وحكى اليافعي عن الشيخ أبي بكر الضرير‪ .‬قال‪ :‬كان في جأواري شاب حسن‬
‫يصوم النهار ول يفطر‪ ،‬ويقوم الليل ول ينام فجاءني يوما ً وقال‪ :‬يا أستاذي إني‬
‫نمت عن وردي الليلة‪ ،‬فرأيت كأن محرابي قد أنشق‪ ،‬وكأني بجوارٍء قد خرجأن‬
‫ن واحدة شوهاء فوهاء لم أر‬ ‫ن‪ ،‬وإذا فيه ّ‬ ‫من المحراب‪ ،‬لم أر أحسن وجأها ً منه ّ‬
‫ن‪ :‬نحن لياليك التي مضين‪.‬‬ ‫ن ولمن هذه؟ِ فقل ْ َ‬ ‫أقبح منها منظرًا‪ ،‬فقلت‪ :‬لمن أنت ُ ّ‬
‫ت في ليلتك هذه لكانت هذه حظك‪ ،‬فشهق شهقة وخّر‬ ‫وهذه ليلة نومك‪ ،‬ولو م ّ‬
‫ميتًا‪ .‬رحمه الله‪.‬‬

‫) ‪(1/61‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬


‫وحكي عن بعض الصالحين أنه قال‪ :‬رأيت سفيان الثوري في النوم بعد موته‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬كيف حالك يا أبا سعيد؟ِ فأعرض عني وقال‪ :‬ليس هذا زمان الكنى؟ِ‬
‫فقلت له‪ :‬كيف حالك يا سفيان؟ِ فأنشأ يقول‪:‬‬
‫ل ِلي‬ ‫ت إلى َرّبي ع ََيانا ً فَ َ‬
‫قا َ‬ ‫ن َظ َْر َ‬
‫سعيد ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ك َيا اب ْ َ‬‫ضاِئي ع َن ْ َ‬‫هَِنيئا ً رِ َ‬
‫جأى‬ ‫واما ً إذا الل ّي ْ ُ‬
‫ل قَد ْ د َ َ‬ ‫ت قَ ّ‬ ‫لَ َ‬
‫قد ْ ك ُن ْ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ميد ِ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫قا وَقَل ْ ِ‬ ‫م ْ‬


‫شَتا ٍء‬ ‫ب ِعَب َْرة َ ُ‬
‫ريد ُه ُ‬ ‫صرٍء ت ُ ِ‬ ‫َ‬
‫خت َْر أيّ ق ْ‬ ‫ك فا ْ‬‫دون َ َ‬‫فَ ُ‬

‫) ‪(1/62‬‬

‫ك غ َي ُْر ب َِعيد ِ وأبو داود والحاكم عن ابن عباس وصححه ابن‬ ‫وَُزْرِني فإني ع َن ْ َ‬
‫ن رسول الله قال للعباس بن المطلب‪َ» :‬يا‬ ‫خزيمة وحسنه الحافظ ابن حجر »أ ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ل ب ِك ع َ ْ‬ ‫َ‬
‫حُبوك أل أفْعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫طي َ‬
‫ل إذا أن ْ َ‬ ‫شَر َخصا ٍء‬ ‫ك أل أ ْ‬ ‫من َ ُ‬ ‫ك أل أ ْ‬ ‫ماه أل أع ْ ِ‬ ‫ع َّباس َيا ع َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد َه ُ‬ ‫ه‪ ،‬وخطأه ُ وَع َ ْ‬ ‫ديث َ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫هو َ‬ ‫خَره ُ وََقدي َ‬
‫م ُ‬ ‫ه وآ ِ‬ ‫َ‬
‫فَر الله لك ذ َن ْب َك أوّل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كغ َ‬ ‫ت ذل َ‬ ‫فَعَل ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قَرأ في كل َرك ْعَةٍء‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ه‪ :‬أن تصلي أْرب َعَ َركعا ٍء‬ ‫سّره ُ وعلنيت َ ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَ ِ‬ ‫وصِغيَره ُ وَك َِبيَر ُ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬‫م‪ ،‬قُل ْ َ‬ ‫ت َقائ ِ ٌ‬ ‫ل َرك ْعَةِ وَأن ْ َ‬ ‫قَراَءةِ في أوّ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ب وسورة ً فإذا فََرغ ْ َ‬ ‫ة الك َِتا ِ‬ ‫ح َ‬‫َفات ِ َ‬
‫َ‬
‫م ت َْرك َعُ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مّر ً‬ ‫عشرة َ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬‫مد ُ لله ول اله إل الله َوالله أك ْب َُر َ‬ ‫ح ْ‬‫ن الله َوال َ‬ ‫حا َ‬‫سب ْ َ‬‫ُ‬
‫ن الّركوِع فتقولها عشرًا‪ ،‬ثم تسجد‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س‬ ‫شرًا‪ ،‬ث ُم ترفَع رأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ك‬
‫َ ْ َ َ ِ ٌ َ‬ ‫را‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫فتقولها‬
‫ِ َ‬ ‫ّ َْ ُ َ َ‬
‫ت‬ ‫وأن‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫شر‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫فتقولها‬ ‫د‬ ‫جو‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س‬ ‫شرًا‪ ،‬ثم ترفع رأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫جأد ٌ‬‫فتقولها وأنت سا ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س َ‬
‫ك‬ ‫جأد ٌ عشرًا‪ ،‬ثم ت َْرفَعُ َرأ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫قوُلها وَأن ْ َ‬ ‫جد ُ فَت َ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جد َت َي ْ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س ب َي ْ َ‬
‫جأال ِ ٌ‬ ‫َ‬
‫ك ِفي‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ل َرك ْعَةٍء ت َ ْ‬ ‫ن ِفي ك ُ ّ‬ ‫عو‬ ‫ب‬
‫ْ ٌ َ َ ُْ َ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫فذلك‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫عشر‬ ‫فتقولها‬ ‫السجود‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫صّليَها ِفي ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫فعَ ْ‬
‫ل‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫فإن‬ ‫َ‬ ‫فافعل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫مر‬ ‫ل ي َوْم ِ َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ست َط َعْ َ‬ ‫ت‪ ،‬إن ا ْ‬ ‫أْرب ٍَءع َرك ََعا ٍء‬
‫مرِ َ‬
‫ك‬ ‫في ع ُ ْ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ة‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مّر ً‬ ‫سن َةٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫في ك ُ ّ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫مّرة‪ ،‬فإ ْ‬ ‫شهْرٍء َ‬ ‫ل َ‬ ‫في ك ُ ّ‬ ‫فَ ِ‬
‫ة«ِ‪.‬‬ ‫مّر ً‬ ‫َ‬
‫ل حين ول يتغافل‬ ‫ب أن يعتادها في ك ّ‬ ‫واعلم أن صلة التسبيح مرغب فيها يستح ّ‬
‫عنها‪ ،‬هكذا قال عبد لله بن المبارك وجأماعة من العلماء‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬

‫) ‪(1/63‬‬

‫وقال تاج الدين السبكي‪ :‬صلة التسبيح من المهمات في الدين فينبغي الحرص‬
‫عليها‪ ،‬فمن سمع ما ورد فيها من عظيم الفضل‪ ،‬ثم تغافل عنها بتركها‪ ،‬فهو‬
‫متهاون بالدين غير مكترث بأعمال الصالحين‪ ،‬ل ينبغي أن يعد ّ من أهل الخير‬
‫في شيء‪ .‬وقال ابن أبي الصيف اليمني يستحب صلة التسبيح عند الزوال يوم‬
‫كاُثر{ وفي الثانية }والعصر{ وفي‬ ‫الجمعة‪ ،‬يقرأ في الولى بعد الفاتحة }الت َ‬
‫الثالثة }الكافرون{ وفي الرابعة }الخلص{ ‪ ،‬فإذا كملت الثلثمائة تسبيحة‬
‫قال بعد فراغه من التشهد وقبل أن يسلم‪ :‬اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى‪،‬‬
‫وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجأد ّ أهل الخشية‬
‫وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك‪ .‬اللهم إني‬
‫ة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عمل ً استحق به‬ ‫أسألك مخاف ً‬
‫رضاك‪ ،‬وحتى أناصحك في التوبة خوفا ً منك‪ ،‬وحتى أخلص لك النصيحة حبا ً لك‪،‬‬
‫وحتى أتوكل عليك في المور كلها‪ ،‬وأحسن الظن بك سبحان خالق النور ـــــ‬
‫ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ـــــ برحمتك يا أرحم‬
‫َ‬
‫م‬‫ضأ ث ُ ّ‬ ‫ن ت َوَ ّ‬
‫م ْ‬
‫الراحمين‪ ،‬ثم يسلم ثم يدعو حاجأته‪ .‬وأبو داود عن زيد بن خالد‪َ » :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه«ِ ومسلم عن عقبة بن‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬
‫قد ّ َ‬
‫ما ت َ َ‬
‫ه َ‬‫فَر ل َ ُ‬‫سُهو ِفيهما غ ُ ِ‬ ‫ن ل يَ ْ‬ ‫صلى َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫َ ّ‬
‫ُ‬
‫قل ْب ِهِ‬
‫ما ب ِ َ‬ ‫قبل ً ع َل َي ْهِ َ‬ ‫م ْ‬
‫ن ُ‬‫صلي َرك ْعَت َي ْ ِ‬
‫م فَي ُ َ ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ضأ ث ُ ّ‬
‫م يَ ُ‬ ‫سل ِم ٍء ي َت َوَ ّ‬‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫عامر‪َ » :‬‬
‫ن إذا‬
‫فوَتا ِ‬ ‫وضوِء ت َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ة«ِ وقال شيخنا ابن حجر‪ :‬إن َركَعتي ال ُ‬ ‫جن ّ ُ‬
‫ه ال َ‬ ‫َ‬
‫تل ُ‬ ‫جأب َ ْ‬ ‫جأهِهِ إل وَ َ‬ ‫وَوَ ْ‬
‫ث ل ت ُْنسبان إلي ْهِ ع ُْرفا‪ ،‬وبحث بعض المتأخرين امتداد وقتهما ما‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ما ب ِ َ‬ ‫خْرهُ َ‬ ‫أَ ّ‬
‫م‬
‫سهُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫موا أ َن ْ ُ‬ ‫م إذ َ ظأ َل َ ُ‬
‫َ‬
‫بقي الوضوء ويسن أن يقرأ في الولى ـــــ }وَل َوْ أن ّهُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك{ )سورة النساء‪ (64 :‬إلى رحيما ً ـــــ وفي الثانية ـــــ }وَ َ‬ ‫جأاؤو َ‬ ‫َ‬
‫ه{ )سورة النساء‪ (110 :‬إلى رحيما ً ـــــ‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫و‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫سوء‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬

‫) ‪(1/64‬‬

‫وقيل‪ :‬تفوتان بجفاف العضاء وابن حبان عن أبي ذّر قال »دخلت المسجد فإذا‬
‫َ‬
‫ه َرك ْعََتا ِ‬
‫ن‬ ‫حي ّت َ ُ‬
‫ن تَ ِ‬
‫ة وَإ ِ ّ‬ ‫حي ّ ً‬
‫جد ِ ت َ ِ‬‫س ِ‬
‫م ْ‬‫ن ل ِل ْ َ‬‫رسول الله جأالس وحده فقال‪َ» :‬يا أَبا ذ ََر إ ّ‬
‫حّية‬‫ن تَ ِ‬
‫ما‪ ،‬فقمت فركعتهما ثم عدت«ِ وقال النووي في التحقيق‪ :‬إ ّ‬ ‫م َفاْرك َعْهُ َ‬ ‫ق ْ‬‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫ل وقصر الفصل‪ .‬وقال شيخنا ابن‬ ‫جهَ ْ‬‫ه أوْ ي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫س َ‬‫جلو ِ‬ ‫ت بال ُ‬
‫فو ُ‬ ‫جد ت َ ُ‬ ‫س ِ‬
‫م ْ‬‫ال َ‬
‫َ‬
‫ه قليل ً ثم يأتي بهما‪.‬‬ ‫قعُد َ ل َ ُ‬ ‫ب فَي َ ْ‬‫شْر ِ‬ ‫ج لل ّ‬ ‫حَتا َ‬ ‫جأهِ ما ل َوِ ا ْ‬‫حقُ بهما ع ََلى الوْ َ‬ ‫حجر‪ :‬وَي َل ْ َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬
‫واعلم أن ركعتي التحية والوضوء تتأديان بغيرهما من فرض أو نفل آخر‪ ،‬وإن لم‬
‫ينوهما معه‪ ،‬نعم الوجأه أن ل يحصل فضلهما إل إذا نويتا‪ .‬ويسن أن يقرأ في‬
‫التحية وسنة المغرب وصلة الستخارة‪ ،‬والحرام والطواف‪:‬الكافرون‬
‫والخلص‪ .‬وقال النووي في الذكار‪ :‬قال بعض أصحابنا‪ :‬من دخل المسجد‪،‬‬
‫ب له أن يقول أربع‬ ‫ولم يتمكن من صلة التحية لحدث أو شغل أو نحوه‪ ،‬فيستح ّ‬
‫مرات‪ :‬سبحان الله والحمد لله ول اله إل الله والله أكبر ول حول ول قوة إل‬
‫ي العظيم‪.‬‬ ‫بالله العل ّ‬
‫) ‪(1/65‬‬

‫م‬‫قو ُ‬ ‫ب ذ َْنبا ً فَي َ ُ‬ ‫س ع َب ْد ٌ ي ُذ ْن ِ ُ‬ ‫داود والترمذي عن أبي بكر رضي الله عنه‪» :‬ل َي ْ َ‬ ‫وأبو‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ه«ِ غفر الله ذنوبنا وقبل‬ ‫فَر ل ُ‬ ‫فُر الله إل غ ُ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫صلي َركعَت َي ْ ِ‬ ‫ضأ وَي ُ َ‬ ‫وَي َت َوَ ّ‬
‫ما‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فَر ل ُ‬ ‫ُ‬
‫حِتسابا غ ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مانا َوا ْ‬ ‫ن إي َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫توبتنا‪ .‬وأحمد عن أبي هريرة‪َ » :‬‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫حال ِم ٍء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ن ع َلى ك ّ‬ ‫َ‬ ‫جأبا ِ‬
‫ن وا ِ‬ ‫ه«ِ والديلمي عن ابن عباس‪ :‬العيدا ِ‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ذ َكرٍء أوْ أن َْثى‪ .‬وصح أيضا أنه كان يواظأب على صلة العيدين‪ .‬فهي سنة مؤكدة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عندنا واجأبة كالعيان عند أبي حنيفة‪ ،‬ويكفر من أنكر مشروعيتها وأبو داود عن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دي هذا إل‬ ‫ج ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬‫صلت ِهِ ِفي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬‫ض ُ‬ ‫م ِفي ب َي ْت ِهِ أفْ َ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫صلة أ َ‬ ‫زيد بن ثابت‪َ » :‬‬
‫ه‬ ‫ع‬
‫َ ّ ِ ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫يزي‬
‫َ ّ ُ ّ ُ ِ ِ َِْ ِ َ ُ َ‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫»‬ ‫رجأل‪:‬‬ ‫عن‬ ‫شيبة‬ ‫أبي‬ ‫ة«ِ وابن‬ ‫مك ُْتوب َ َ‬ ‫ال َ‬
‫ده«ِ وابن عساكر‬ ‫ح َ‬‫صلت ِهِ وَ ْ‬ ‫ماع َةٍء ع ََلى َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ل في َ‬ ‫جأ ِ‬
‫صلةِ الّر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ِ‬ ‫س كَ َ‬
‫ف ْ‬ ‫عن ْد َ الّنا ِ‬ ‫ِ‬
‫ه ب ََراَءة ٌ‬ ‫ب ل َُ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ملئك‬ ‫وال‬ ‫الله‬ ‫إل‬ ‫ه‬ ‫يرا‬ ‫ل‬ ‫ٍء‬ ‫ء‬ ‫خل‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫جأابر‪:‬‬ ‫عن‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ ِ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ن الّناِر«ِ كتب الله لنا البراءة من النار وعذاب القبر آمين‪ .‬وفي كتاب ابن‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫السني عن أبي أمامة قال‪» :‬ما دنوت من رسول الله في دبر كل صلة مكتوبة‬
‫طاَيايَ ك ُل َّها«ِ إلى آخره‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫فْر ِلي ذ ُُنوِبي وَ َ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫وع إل سمعته يقول‪» :‬الل ّهُ ّ‬ ‫ول تط ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫)فائدة( ومن البدع المذمومة التي يأثم فاعلها‪ ،‬ويجب على ولة المر منع‬
‫فاعلها صلة الرغائب اثنتا عشرة ركعة بين العشاءين ليلة أول جأمعة من رجأب‪.‬‬
‫وصلة ليلة نصف شعبان مائة ركعة‪ ،‬وصلة آخر جأمعة رمضان سبع عشرة‬
‫ركعة بنية قضاء الصلوات الخمس الذي لم يتيقنه‪ ،‬وصلة يوم عاشوراء أربع‬
‫ركعات أو أكثر‪ ،‬وصلة السبوع‪ .‬أما أحاديثها فموضوعة باطلة‪ ،‬ول تغتّر بمن‬
‫ذكرها‪ ،‬وفقنا الله لجأتلب الفضائل واجأتناب الرذائل‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪53 :‬‬

‫) ‪(1/66‬‬

‫باب صلة الجماعة‬


‫ل ِفي‬ ‫جأ ِ‬ ‫صلة ُ الّر ُ‬ ‫أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ة‪،‬‬ ‫جأ‬
‫َ ََ َ ً‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫وعشري‬ ‫مسا ً‬ ‫خ ْ‬ ‫سوقِهِ َ‬ ‫صلت ِهِ ِفي ُ‬ ‫صلت ِهِ ََفي َ ب َي ْت ِهِ وَ َ‬ ‫ماع َةٍء َتزيد ُ ع ََلى َ‬ ‫جأ َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫َ َ‬ ‫صل‬ ‫ال‬ ‫إل‬ ‫د‬ ‫يري‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫أتى‬ ‫ثم‬ ‫ء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الوضو‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫أ‬‫ض‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫وذلك‬
‫َ ْ ِ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ّ َ َ ْ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫حّتى ي َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫طي‬‫ِ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫بها‬ ‫ْ ُ ِ‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬
‫ط‬ ‫ح‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫بها‬ ‫له‬ ‫َ‬ ‫الله‬ ‫ع‬‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫إل‬ ‫خط ْوَة ً‬ ‫ط ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫سه وتصلي‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫صلة َ ت َ ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن ِفي صلةٍء ما َ‬ ‫جد َ كا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫د‪ ،‬فإذا د َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬
‫م‬
‫ه اللهُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫فْر ل ُ‬ ‫م اغ ْ ِ‬ ‫ن الله ّ‬ ‫صلى فيه يقولو َ‬ ‫ّ‬ ‫سهِ الذي َ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م في َ‬ ‫ة ع َلي ْهِ ما دا َ‬ ‫َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلة ُ‬ ‫ه«ِ وفي رواية لهما‪َ » :‬‬ ‫ث ِفي ِ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ه أوْ ي َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ي ُؤ ْذ ِ ِ‬ ‫ب ع َلي ْهِ ما ل ْ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ه اللهُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫اْر َ‬
‫ة«ِ وأحمد وابن حبان عن‬ ‫جأ ً‬ ‫ن د ََر َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫سب ٍْءع وَ ِ‬ ‫فذ ّ ب ِ َ‬ ‫صلةِ ال َ‬ ‫ل على َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ماع َةِ ت َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬
‫م لي ْلة«ِ‬ ‫َ‬ ‫ه قَِيا ُ‬ ‫بل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م كت ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ف ال َ‬ ‫حّتى ينصر َ‬ ‫مام ِ َ‬ ‫مع ال َ‬ ‫صلى َ‬ ‫ّ‬ ‫ل إذا َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫أبي ذر‪» :‬أ ّ‬
‫ماع َةِ فَِهي‬ ‫ج َ‬‫مكُتوب َةٍء ِفي ال َ‬ ‫ْ‬ ‫صلةٍء َ‬ ‫شى إلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والطبراني والضياء عن أنس‪َ » :‬‬
‫ة«ِ والترمذي عن أنس‪:‬‬ ‫َ‬
‫مَرةٍء َنافِل ٍء‬ ‫َ‬
‫ي كعُ ْ‬ ‫صلةِ ت َط َوٍّءع فَهِ َ‬ ‫شى إلى َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ .‬وَ َ‬ ‫ج ٍء‬ ‫كح ّ‬ ‫َ‬
‫ه براءتان‪:‬‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ك الّتكبيَرة َ الولى ك ُت ِ َ‬ ‫ماع َةٍء ي ُد ْرِ َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ن يوما ً في َ‬ ‫صّلى أْرب ََعي َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫قا«ِ ومسلم وأحمد عن عثمان رضي الله عنه‪:‬‬ ‫ن الّنفا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّنار وَب ََراَءة ٌ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ََراَءة ٌ ِ‬
‫ة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ف لي ْل ٍء‬ ‫َ‬ ‫ص ِ‬ ‫قَيام ِ ن ِ ْ‬ ‫نك ِ‬‫َ‬ ‫ماع َةٍء ي ُد ْرِك الت ّكِبيَرة َ الولى كا َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جأ َ‬ ‫من صلى العِشاَء ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫» َ‬
‫ه«ِ وابن ماجأه عن عمر‬ ‫ل ك ُل ُّ‬ ‫صّلى الل ّي ْ َ‬ ‫نما‬ ‫ومن ْ ص َّلى الصبح في جأماعة فَك َأ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍء‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ن‬‫ِ ْ‬ ‫م‬ ‫الولى‬ ‫ة‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ر‬
‫َ ْ ً َ ُ ُ ّ َ ُ‬‫ال‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫فو‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫أربعي‬ ‫ة‬
‫َ َ ٍء‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫جأ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫عنه‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬
‫ن الّناِر«ِ والطبراني عن أبي عبيدة‪» :‬ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫م َ‬ ‫ه ب َِها ع َْتقا ً ِ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫شاِء ك َت َ َ‬ ‫صلةِ العِ َ‬ ‫َ‬
‫صلةِ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫م َ‬ ‫ِ‬

‫) ‪(1/67‬‬

‫فجر يوم الجمعة في الجماع َة و َ‬ ‫َ‬


‫ها‬ ‫ن َ‬
‫شهِد َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫ما أ ْ‬
‫َ َ ِ َ َ‬ ‫ُ ْ َ ِ ِ‬ ‫ن صلة َ ال َ ْ ِ َ ْ َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫صلة ً أفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ وهو ومالك عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال‪ :‬إن‬ ‫م إل مغفورا ً ل َُ‬ ‫من ْك ُْ‬‫ِ‬
‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثمة في صلة الصبح‪،‬‬
‫وإن عمر عمد إلى السوقا ومسكن سليمان بين المسجد والسوقا‪ ،‬فمر على‬
‫الشفاء أم سليمان‪ ،‬فقال لها‪ :‬لم أر سليمان في الصبح‪ ،‬فقالت‪ :‬أنه بات يصلي‬
‫ي من أن‬ ‫فغلبته عيناه‪ ،‬فقال عمر‪ :‬لن أشهد صلة الصبح في جأماعة أحب إل ّ‬
‫ح‬
‫صب ْ َ‬
‫شاَء وال ّ‬ ‫ن يعني العِ َ‬ ‫صلت َي ْ ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ن هات َي ْ ِ‬‫ي‪» :‬إ ّ‬ ‫أقوم ليلة‪ .‬وأحمد وأبو داود عن أب َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫حبوًا‪.‬‬ ‫ما وَل َوْ َ‬
‫َ‬
‫ما فيهما لتوهُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن وَل َوْ ي َعْل َ ُ‬ ‫مَناِفقي َ‬ ‫صلةِ ع ََلى ال ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن أ َث ْ َ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ضيلت َ ُ‬ ‫نف ِ‬ ‫َ‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ ،‬وَلوْ ت َعْل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف الملئ ِك ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ه ع َلى ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دم فإ ِن ّ ُ‬ ‫ف المق ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫م بال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع َلي ْك ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مع َ‬ ‫ه َ‬ ‫صلت َ ُ‬ ‫ده‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صلت ِهِ وَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أْزكى ِ‬ ‫جأ ِ‬ ‫معَ الّر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ِ‬ ‫صلة ُ الّر ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫لب ْت َد َْرت ُ ُ‬
‫ب إلى الله«ِ وأبو داود‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الّر ُ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أكثَر فهُوَ أ َ‬ ‫ما كا َ‬ ‫ل‪ ،‬وَ َ‬ ‫جأ ِ‬ ‫معَ الّر ُ‬ ‫صلتهِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أْزكى ِ‬ ‫جألي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ّ‬
‫ل‬ ‫م يَ َ‬ ‫م‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ك الما َ‬ ‫حل ِهِ أد َْر َ‬ ‫م ِفي َر ْ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫صّلى أ َ‬ ‫والحاكم عن يزيد بن السود‪ :‬إذا َ‬
‫َ‬ ‫ة‪ ،‬والشيخان عن أبي هريرة‪ :‬ل َ َ‬ ‫ه فإ ِّنها َنافِل َ ٌ‬
‫صلةِ‬ ‫مَر ِبال ّ‬ ‫نآ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ْ ه َ َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ّ‬ ‫فَل ْي ُ َ‬
‫ب‬‫حط َ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م حَز ٌ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جأا ٍء‬ ‫مِعي ب ِرِ َ‬ ‫م أن ْط َِلق َ‬ ‫س ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫م الّنا َ‬ ‫جأل ً فَي َؤ ُ ّ‬ ‫مُر َر ُ‬ ‫مآ ُ‬ ‫م‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫قا ُ‬ ‫فَت ُ َ‬
‫م بالّناِر‪ .‬وأحمد والطبراني‬ ‫م ب ُُيوت َهُ ْ‬ ‫ة فَأحرقاْ ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ماع َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫إلى قَوْم ٍء ل ي َ ْ‬
‫معُ منادي الله‬ ‫س َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫فاقاُ َ‬ ‫فُر َوالن ّ َ‬ ‫فاِء َوالك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫فاُء ك ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫عن معاذ بن أنس‪ :‬ال َ‬
‫م مكتوم أنه أتى النبي ‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫ه‪ .‬وأبو داود عن ابن أ ّ‬ ‫جيب ُ ُ‬ ‫صلة َ َفل ي ُ ِ‬ ‫ي َُناِدي ال ّ‬
‫رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع وأنا ضرير البصر شاسع الدار‪،‬‬

‫) ‪(1/68‬‬

‫أي بعيدها ولي قائد ل يلزمني فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ِ فقال‪» :‬هَ ْ‬
‫ل‬
‫جأد ُ ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وهو من سمع‬ ‫ص ً‬
‫خ َ‬
‫ك ُر ْ‬ ‫ب فَإ ِّني ل أ ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫ل‪ :‬فَأ ِ‬ ‫داء؟ِ َقال‪ :‬ن ََعم‪َ ،‬قا َ‬ ‫معُ الن ّ َ‬
‫س َ‬
‫تَ ْ‬
‫ف أوَ‬
‫خو ْ ٌ ْ‬ ‫المنادي بالصلة‪ ،‬فلم يمنعه من اتباعه عذر‪ ،‬قيل‪ :‬وما العذر؟ِ قال‪َ » :‬‬
‫صّلى«ِ يعني في بيته وسئل ابن عباس عمن‬ ‫صلة ُ ال َِتي َ‬ ‫ه ال ّ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قب َ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ض لَ ْ‬
‫مَر ٌ‬‫َ‬
‫يصوم النهار ويقوم الليل‪ ،‬ول يصلي في الجماعة ول يجمع؟ِ فقال‪ :‬إن مات هذا‬
‫فهو في النار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪62 :‬‬
‫وروى ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر خرج إلى بستان‪ ،‬فرجأع وقد صلى‬
‫ن{ )سورة البقرة‪ (156 :‬فاتتني‬ ‫الناس العصر‪ ،‬فقال‪} :‬إّنا ل ِل ّهِ َوإّنا إل َي ْهِ َرا ِ‬
‫جأُعو َ‬
‫صلة العصر في الجماعة أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة‪ ،‬أي ليكون‬
‫كفارة لما ضيع‪ .‬قال حاتم الصم‪ :‬فاتتني مرة صلة الجماعة‪ ،‬فعزاني أبو‬
‫إسحاقا النجاري وحده‪ .‬ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلف نفس‪،‬‬
‫لن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا‪ ،‬وأنه لو مات لي البناء‬
‫ي من فوات هذه الصلة في الجماعة‪.‬‬ ‫جأميعًا‪ ،‬لكان أهون عل ّ‬
‫) ‪(1/69‬‬

‫وحكى الناشري عن محمد بن سماعة أنه قال‪ :‬أقمت أربعين سنة لم تفتني‬
‫التكبيرة الولى إل يوما ً واحدا ً ماتت فيه أمي ففاتتني صلة واحدة عن‬
‫الجماعة‪ ،‬فقمت فصليت خمسا ً وعشرين صلة أريد بذلك التضعيف‪ .‬فغلبتني‬
‫ت‪ .‬فقال يا محمد قد صليت خمسا ً وعشرين‪ .‬ولكن كيف لك‬ ‫عيني فأتاني آ ٍء‬
‫ق الله وليعلم أنه ضامن‬ ‫ً‬
‫م قوما فليت ّ ِ‬ ‫بتأمين الملئكة؟ِ وأخرج الطبراني‪ :‬من أ ّ‬
‫مسؤول لما ضمن‪ ،‬وإن أحسن كان له من الجأر مثل أجأر من صلى خلفه من‬
‫غير أن ينقص من أجأورهم شيئًا‪ ،‬وما كان من نقص فهو عليه‪ .‬وأبو الشيخ عن‬
‫ل‪.‬‬ ‫مين ِهِ ال َوّ ُ‬
‫ل َفالوّ ُ‬ ‫ن ع ََلى ي َ ِ‬‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫ل ع ََلى ال َ‬
‫ما ِ‬ ‫ة ت َن ْزِ ُ‬
‫م ُ‬
‫ح َ‬
‫أبي هريرة‪» :‬الّر ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫هون ل َم تجاوز صلت ُ‬
‫ه‪.‬‬‫ه أذ ُن َي ْ ِ‬ ‫كارِ ُ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬‫وما ً وَهُ ْ‬ ‫م قَ ْ‬ ‫لأ ّ‬ ‫جأ ٍء‬
‫ما َر ُ‬ ‫والطبراني عن طلحة‪ :‬أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫م‪ ،‬فإ ِن ّهُ ْ‬‫م ع ُلماؤ ُك ْ‬ ‫مك ْ‬ ‫م فلَيؤ ّ‬ ‫صلت ُك ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن تُ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫سّرك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وهو عن مرثد الغنوي‪ :‬إ ْ‬
‫م أقرؤهم‬ ‫قو ْ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫م‪ .‬ومسلم عن ابن مسعود‪ :‬ي َؤ ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ن َرب ّك ْ‬ ‫ما ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫م وَب َي ْ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫وَفْد ُك ُ ْ‬
‫َ‬
‫سّنة‬ ‫ن كانوا في ال ّ‬ ‫ة‪ ،‬فإ ْ‬ ‫سن ّ ِ‬‫م ِبال ّ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫سواًء فَأع ْل َ َ‬ ‫قَراَءةِ َ‬ ‫ن كانوا في ال ِ‬ ‫ب الله‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫لكتا‬
‫ل‬‫جأ ٌ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يؤ‬ ‫ول‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫سن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫دم‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ء‬ ‫سوا‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫اله‬ ‫في‬ ‫نوا‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬‫سواء ِ فَأ َ‬
‫َ ُ َ ّ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ ِ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫َ ُ ُ ْ ْ َ ً ِ ْ ُ‬
‫ه‪ .‬والعقيلي عن ابن‬ ‫ن‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫بإ‬ ‫إل‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫َ ِ َ ِ ِ‬‫م‬‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫لى‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫َِْ ِ‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫في‬ ‫س‬‫جل ِ ْ‬ ‫ه‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫سل ْ َ‬
‫طان ِ ِ‬ ‫جأل ً في ُ‬ ‫َر ُ‬
‫م قوما ً وفيهم من هو أقرأ منه لكتاب الله‪ ،‬وأعلم لم يزل في سفال‬ ‫عمر من أ ّ‬
‫إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪62 :‬‬

‫) ‪(1/70‬‬

‫ها‬‫ن َوائ ُْتو َ‬ ‫ومسلم عن أبي هريرة‪» :‬إذا ث ُوب للصلة َفل تأ ْتو َ َ‬
‫سَعو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ها وَأن ْت ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ّ َ‬
‫ة‪ ،‬فما أدرك ْتم َفصّلوا وما َفاتك ُم فَأ َت ِموا‪ ،‬فَإن أ َ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫إذا‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ِ ّ َ َ ْ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ ْ‬ ‫كين َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ال ّ‬ ‫وَع َل َي ْك ُ ُ‬
‫ة‪ .‬وأحمد وأبو داود وابن ماجأه والحاكم عن‬ ‫صل ِ‬ ‫صلةِ فَهُوَ ِفي ال ّ‬ ‫مد ُ إلى ال ّ‬ ‫ي َعْ ُ‬
‫ف الّول‪ .‬وأحمد عن أبي أمامة‪:‬‬ ‫ص ّ‬ ‫ن ع َلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫صلو َ‬ ‫ّ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ملئ ِك َت َ ُ‬ ‫ن الله تعالى وَ َ‬‫َ‬ ‫البراء إ ّ‬
‫ن‬
‫ذوا ب َي ْ َ‬ ‫حا ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫فوفَك ُ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ووا ُ‬ ‫ل‪َ ،‬فس ّ‬ ‫ف الوّ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن ع َلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫صلو َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ي َُ َ‬ ‫ملئ ِك َت َ ُ‬ ‫ن الله وَ َ‬ ‫إ ّ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ل فيما ب َي ْن َك ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫شْيطا َ‬ ‫ل فِإن ال ّ‬ ‫خل َ‬ ‫َ‬ ‫دوا ال َ‬ ‫س ّ‬‫م وَ ُ‬ ‫ُ‬
‫خوان ِك ْ‬ ‫دي إ ْ‬ ‫م‪ ،‬وَلي ُّنوا ب ِأي ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مَناك ِب ِك ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ن يصلو َ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫يصلو‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫َ َ‬ ‫و‬ ‫الله‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫عائشة‪:‬‬ ‫عن‬ ‫وأحمد‬ ‫ف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫فَر‬ ‫ة غُ ِ‬ ‫جأ ً‬ ‫سد ّ فُْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ .‬وفي رواية َ‬ ‫جأ ً‬ ‫ه الله ب َِها د ََر َ‬ ‫ة َرفَعَ ُ‬ ‫جأ ً‬ ‫سد ّ فُْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف‪ ،‬وَ َ‬ ‫فو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ال ّ‬
‫صفا ً‬ ‫ن قَطعَ َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه الله‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫صل ُ‬ ‫فا وَ َ‬ ‫ً‬ ‫ص ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ .‬والنسائي والحاكم عن ابن عمر‪َ :‬‬ ‫لَ ُ‬
‫ف‬
‫ص ّ‬ ‫ت إلى ال ّ‬ ‫صل ْ َ‬ ‫حد َه ُ أل وَ َ‬ ‫صّلي وَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه الله‪ .‬والطبراني عن وابصة‪ :‬أّيها ال ُ‬ ‫قَط َعَ ُ‬
‫ت إل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫صلت َ َ‬ ‫عد ْ َ‬ ‫كأ ِ‬ ‫معَ َ‬ ‫م َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫كا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ضاقاَ ب ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫جأل ً إ ْ‬ ‫ك َر ُ‬ ‫جأَرْر َ‬ ‫م أوْ َ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫فَد َ َ‬
‫ف‪ .‬والشيخان عن أبي‬ ‫ص ّ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫صلة َ ل ِل ّ ِ‬ ‫ك‪ .‬وابن ماجأه‪ :‬ل َ‬ ‫صلة َ ل َ َ‬ ‫هل َ‬ ‫فَإ ِن ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ه رأ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل الله َرأ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مام ِ أ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذا َرفَعَ َرأ َ‬ ‫مإ َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬ ‫شى أ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫هريرة‪ :‬أ َ‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫شيبان‪:‬‬ ‫عن‬ ‫قانع‬ ‫وابن‬ ‫ر‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫صو‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫صو‬ ‫الله‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ َ َ ِ َ ٍء‬ ‫مارٍء أوْ ي َ ْ َ‬
‫ع‬ ‫ج‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫صلة َ ل َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ .‬وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها ل َيزا ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫فل‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫َ ِ ْ َ َ َ ُ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قَ ْ‬
‫ب‬
‫َ‬
‫م الله ِفي الّناِر‪ .‬وهو وابنا ماجأه‬ ‫خَرهُ ُ‬ ‫حّتى يؤ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ف الوّ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫خرو َ‬ ‫م َيتأ ّ‬ ‫قَوْ ٌ‬
‫ن‬
‫م ِ‬ ‫مَيا ِ‬ ‫ن على َ‬ ‫صّلو َ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ملئ ِك َت َ ُ‬ ‫ن الله وَ َ‬ ‫وحبان عنها‪ :‬إ ّ‬

‫) ‪(1/71‬‬

‫ف‪.‬‬
‫فو ِ‬
‫ص ّ‬
‫ال ّ‬
‫)تنبيه( إن الجماعة في أداء مكتوبات الرجأال الحرار المقيمين فرض كفاية‬
‫على الرجأح في مذهبنا‪ ،‬وفرض عين عند أحمد بن حنبل وعطاء والوزاعي‬
‫وأبي ثور‪ ،‬وابن المنذر وابن خزيمة وشرط لصحة الصلة عند داود‪ ،‬وينبغي‬
‫تسوية الصف‪ ،‬وهي سد ّ الفرج فيه‪ ،‬وإتمام الصف الول فالول‪ ،‬فتسويته‬
‫مستحب في تأدية الجماعة‪ ،‬وشرط لنيل فضلها وصلة من تركها صحيحة على‬
‫الصح لكن جأزم ابن حزم بوجأوبها وببطلن صلة تاركها‪ ،‬وعدم مسابقة المام‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫برفع الرأس أو قيام أو هويّ قبله‪ ،‬فمسابقته مكروهة على المرجأح‪ .‬ويسن‬
‫العود إلى المام إن كان باقيا ً في ذلك الركن وحرام على ما جأزم به بعض‬
‫المتأخرين والعتناء بالوقوف في الصف الول‪ ،‬فالمحافظة عليه أولى من‬
‫المبادرة إلى الحرام لدراك الركوع مع المام في غير الركعة الخيرة‪.‬‬
‫)فرع( يندب قطع النافلة وقلب فريضة مؤداة نفل ً لخوف فوت جأماعة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪62 :‬‬
‫فصل‬

‫) ‪(1/72‬‬

‫شروط القتداء عدم تقدمه على إمامه بعقب‪ ،‬ونية القتداء بالمام الحاضر مع‬
‫تحرم‪ ،‬وشرط في جأمعة نية إمامة معه‪ ،‬وهي سنة في غيرها وعلمه بانتقالت‬
‫المام‪ ،‬واجأتماعهما بمكان‪ ،‬فلو كانا في بناءين‪ ،‬شرط عدم حائل‪ ،‬أو وقوف‬
‫واحد حذاء منفذ فيه‪ ،‬ولو وقف في علوَ وإمامه في سفل أو عكسه‪ ،‬لم يشترط‬
‫محاذاة بعض بدنه بعض بدنه على طريق العراقيين التي رجأحها النووي‪ ،‬وتوافق‬
‫صلتيهما نظما ً ل نية وعددا ً وموافقة في سنن تفحش مخالفة فيها فعل ً وتركا ً‬
‫كتشهد أول‪ ،‬وقنوت وتبعية بأن يتأخر إحرامه‪ ،‬وأن ل يتعمد مع علم تحريم‬
‫تقدما ً بتمام ركنين فعليين‪ ،‬ولو قصيرين أو تخلفا بهما بل عذر‪ ،‬فإن خالف‬
‫بطلت صلته أو بأربعة طويلة بعذر أوجأبه نحو بطء‪ ،‬أو شك في قراءة ل‬
‫وسوسة‪ ،‬فليوافق في الرابع‪ ،‬ويقطع مسبوقا الفاتحة‪ ،‬فإن قرأ ففاته الركوع‬
‫لغت ركعته‪ ،‬وتخلف بل عذر‪ ،‬فإن اشتغل بسنة أو سكت أو استمع قراءة المام‬
‫قرأ وجأوبا ً قدرها بعد ركوع المام‪ ،‬وعذر‪ ،‬فيتخلف ويدرك الركعة ما لم يسبق‬
‫بأكثر من ثلثة أركان طويلة على ما قاله الشيخان كالبغوي‪ ،‬فإن ركع بدون‬
‫قراءة بقدرها بطلت صلته‪ ،‬ول يصح اقتداؤه بمن يعتقد بطلن صلته‪ ،‬ول‬
‫ً‬
‫ت بألثغ‪ ،‬ولو اقتدى بمن ظأنه قارئا أو‬ ‫قارىء بأمي يخل بحرف من الفاتحة كأر ّ‬
‫غير مأموم‪ ،‬فبان أميا ً أو مأموما ً أعاد‪ ،‬وكذا ممن جأهله في الجهرية إن أسّر‪ ،‬ل‬
‫إن بان ذا حدث أو نجاسة خفية على المأموم‪ ،‬بحيث لو تأملها لم يرها‪ ،‬ويكره‬
‫اقتداء بفاسق ومبتدع‪ ،‬وإن لم يوجأد أحد سواهما‪ ،‬وكره تعمد مقارنة المام‬
‫بالركان حتى السلم والتخلف عنه إلى فراغ الركن‪ ،‬وانفراد عن الصف‪،‬‬
‫ووقوف الذكر الفرد عن يسار المام‪ ،‬ووراءه ومحاذيا ً له ومتأخرا ً ل كثيرا‪ً.‬‬

‫) ‪(1/73‬‬

‫دى أي يسقط إثم تركها مع هذه المكروهات‪ ،‬لكن ل يحصل‬ ‫اعلم أن الجماعة تتأ ّ‬
‫الثواب عليها مع سائر ما يكره من حيث الجماعة؛ وقال بعضهم‪ :‬انتفاء الفضيلة‬
‫يلزمه الخروج عن المتابعة حتى يصير كالمنفرد‪ ،‬ول تصح له الجماعة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪67 :‬‬

‫باب صلة الجمعة‬


‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫سَعوا‬‫معَةِ فا ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ي َوْم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬
‫صلةِ ِ‬ ‫مُنوا إذا ُنود ِيَ لل ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫صلة ُ‬‫ت ال ّ‬ ‫ضي َ ِ‬‫ذا قُ ِ‬ ‫ن فَإ ِ َ‬
‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫مإ ْ‬ ‫م َ‬ ‫إلى ذ ِك ْرِ الله وَذ ََروا الب َي ْعَ ذال ِك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن{‬‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫ل الله َواذ ْك ُُروا الله كثيرا ً ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫ض ِ‬‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ض َواب ْت َُغوا ِ‬ ‫شروا ِفي الْر ِ‬ ‫َفان ْت َ ِ‬
‫)سورة الجمعة‪ 9 :‬ـــــ ‪.(10‬‬

‫) ‪(1/74‬‬

‫وأخرج القضاعي وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ :‬قال‪ :‬قال‬
‫قَراِء«ِ والشافعي وأحمد عن سعد بن عبادة‪:‬‬ ‫ف َ‬ ‫ج ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫رسول الله ‪» :‬ال ُ‬
‫ر«ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فط ِ‬ ‫حرِ وَي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ن ي َوْم ِ الن ّ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫معَةِ وَهُوَ أع ْظ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫عن ْد َ الله ي َوْ ُ‬ ‫سي ّد ُ الّيام ِ ِ‬ ‫» َ‬
‫وفيه خمس خصال‪ :‬فيه خلق الله آدم‪ ،‬وفيه أهبط من الجنة إلى الرض‪ ،‬وفيه‬
‫توفي وفيه ساعة ل يسأل العبد فيها شيئا ً إل أعطاه إياه ما لم يسأل إثما ً أو‬
‫قطيعة رحم‪ ،‬وفيه تقوم الساعة‪ ،‬ومامن ملك مقّرب ول سماء ول أرض ول ريح‬
‫ول جأبل ول حجر‪ ،‬إل وهو مشفق من يوم الجمعة؛ ومسلم وأبو داود عن أبي‬
‫ن‬ ‫ة الجأابة ما بي َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ َ ِ َ َْ َ‬ ‫ساع َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫موسى الشعري أنه سمع رسول الله يقول‪» :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة«ِ وأحمد والترمذي عن ابن عمر‪َ » :‬‬ ‫صل ُ‬ ‫ضى ال ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ن تُ ْ‬‫م إلى أ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ال َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ر«ِ أعاذنا‬ ‫َ‬
‫معَةِ إل وَّقاه ُ الله ت ََعالى فِت ْن َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قب ْ ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫معَةِ أوْ لي ْل َ‬ ‫ج ُ‬‫م ال ُ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫سل ِم ٍء ي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مي‬ ‫قا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫الله‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫سعيد‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫والطبراني‬ ‫منها‪،‬‬ ‫الله‬
‫ن ت ََر َ‬
‫كها‬ ‫َ َ ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫يا‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫مي هاذا إلى ي َوْ َ‬ ‫عا ِ‬ ‫شهْرِيَ هاذا في َ‬ ‫ساع َِتي هاذ ِهِ في َ‬ ‫ذا ِفي َ‬ ‫ها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ره‬ ‫م ِ‬ ‫ه ِفي أ ْ‬ ‫ه ول ُبورِك ل ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مع َ ل ُ‬ ‫جأ ِ‬ ‫جأائ ِرٍء َفل ُ‬ ‫مام ٍء َ‬ ‫ل‪ ،‬أوْ إ َ‬ ‫عاد ِ ً‬ ‫معَ إمام ٍء َ‬ ‫ب ِغَي ْرِ ع ُذ ْرٍء َ‬
‫ه«ِ‪ .‬وأبو داود والحاكم‬ ‫َ‬ ‫صد َقَ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ةل ُ‬ ‫ه َول َ‬ ‫ه‪ ،‬أل َول ب َّر ل ُ‬ ‫جل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه‪ ،‬أل َول َ‬ ‫صلة َ ل ُ‬ ‫ِ‪،‬أل َول َ‬
‫ماع َةٍء إل ع ََلى‬ ‫جأ َ‬ ‫سل ِم ٍء ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ب ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫حقّ َوا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫عن طارقا بن شهاب‪» :‬ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك أ َو ا َ‬ ‫َ‬
‫ض«ِ وأحمد ومسلم عن أبي هريرة‪:‬‬ ‫ري ٌ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ي أوْ َ‬ ‫صب ِ ّ‬
‫مَر َأة ٌ أوْ َ‬ ‫ملو ٌ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ :‬ع َب ْد ٌ َ‬ ‫أْرب َعَ ٍء‬
‫َ‬ ‫»من توضأ َ يوم الجمعة فَأحسن الوضوء؛ ث ُ َ‬
‫فَر‬‫ت غُ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫معَ وَأن ْ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ة َوا ْ‬ ‫معَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م أَتى ال ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ َ ُ ُ‬ ‫ُ ُ َ ِ‬ ‫َ ْ َ َ ّ َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قد ْ لَغا«ِ‬ ‫صى ف َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫س ال َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫خَرى‪ ،‬وَِزياد َة َ ثلثة أيام ٍء وَ َ‬ ‫َ‬ ‫معَةِ ال ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ما ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬

‫) ‪(1/75‬‬

‫مَتهاِونا ً ِبها ط َب َعَ الله ع ََلى‬


‫مٍءع ُ‬
‫جأ َ‬
‫ث ُ‬ ‫ك َثل َ‬ ‫ن ت ََر َ‬
‫م ْ‬
‫وأحمد والحاكم عن أبي الجعد‪َ » :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن غي ْرِ ع ُذ ْرٍء كت ِ َ‬
‫ب‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫مَعا ٍء‬
‫جأ ُ‬
‫ث ُ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََرك َثل َ‬ ‫م ْ‬‫ه«ِ والطبراني عن أسامة بن زيد‪َ » :‬‬ ‫قَل ْب ِ ِ‬
‫ن«ِ‪.‬‬
‫قي َ‬
‫مَنافِ ِ‬
‫ن ال ُ‬‫م َ‬ ‫ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪68 :‬‬
‫دينوري عن الوزاعي قال‪ :‬كان عندنا صياد‪ ،‬وكان يخرج في الجمعة ل‬ ‫وحكى ال ّ‬
‫يمنعه مكان الجمعة من الخروج فخسف به وببغلته في الرض‪ ،‬فخرج الناس‬
‫وقد ذهبت بغلته في الرض فلم يبق منها إل أذنها وذنبها‪.‬‬
‫وحكى ابن أبي شيبة عن مجاهد‪ :‬أن قوما ً خرجأوا في سفر حين حضرت‬
‫الجمعة‪ ،‬فاضطرم عليهم خباؤهم نارا ً من غير نار يرونها‪ .‬قال اليافعي‪ :‬بلغنا أن‬
‫الموتى ل يعذبون ليلة الجمعة تشريفا ً لهذا الوقت‪.‬‬
‫وحكى الوزاعي عن ميسرة بن جأليس؛ أنه مّر بمقابر باب توماء وقائد يقوده‪،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وكان مكفوفا ً فقال‪ :‬السلم عليكم أهل القبور أنتم لنا سلف‪ .‬ونحن لكم تبع‪،‬‬
‫ورحمنا الله وإياكم وغفر لنا ولكم‪ ،‬ورد ّ الروح في رجأل منهم فأجأابه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫طوبى لكم يا أهل الدنيا حين تحجون في الشهر أربع مرات‪ .‬قال وإلى أين‬
‫يرحمك الله؟ِ قال‪ :‬إلى الجمعة أفما تعلمون أنها حجة مبرورة متقّبلة‪.‬‬
‫)تنبيهان‪ :‬أحدهما( أن أداء صلة الجمعة مع الجماعة على غير ذوي العذار‬
‫ل تركها وهو مخالط للمسلمين كفر‪ ،‬ومن ثم لو‬ ‫فرض عين إجأماعًا‪ ،‬فمن استح ّ‬
‫قال إنسان أصّلي ظأهرا ً ل جأمعة ُقتل على الص ّ‬
‫ح‪.‬‬

‫) ‪(1/76‬‬

‫وثانيهما‪ :‬أنه يحرم على من تلزمه الجمعة كمقيم لم يتوطن إنشاء سفر بعد‬
‫سُلوا ي َوْ َ‬
‫م‬ ‫فجرها ولو للطاعة‪ .‬وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عباس‪» :‬اغ ْت َ ِ‬
‫ب«ِ وابن أبي‬ ‫ن الط ّي ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫جأُنبا ً وَ ُ‬ ‫كوُنوا ُ‬ ‫م تَ ُ‬‫ن لَ ْ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫سُلوا ُرؤو َ‬ ‫معَةِ َواغ ْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ه‬
‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫فَر ْ‬ ‫معَةِ ك ُ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫من اغ ْت َ َ‬ ‫شيبة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه‪َ » :‬‬
‫ة«ِ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫شُرو َ‬ ‫ع ْ‬‫خط ْوَةٍء ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ب لَ ُ‬‫شي ك ُت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِفي ال َ‬ ‫طاَياه ُ فَِإذا أ َ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ذ ُُنوب ُ ُ‬
‫م‬‫معَةِ وَي َوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ل ِفي هاذه اليام ِ َوا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫والديلمي عن أبي هريرة‪» :‬الغُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ة«ِ وأبو داود والترمذي عن أوس بن أنس‪َ » :‬‬ ‫م ع ََرفَ َ‬ ‫حرِ وَي َوْ َ‬ ‫م الن ّ ْ‬ ‫فط ْرِ وَي َوْ َ‬ ‫ال ِ‬
‫مع َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫مام ِ وا ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ب وَد ََنا ِ‬ ‫َ‬
‫م ي َْرك ْ‬ ‫َ‬
‫شى وَل ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م ب َكَر واب ْت َكَر وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ل َواغ ْت َ َ‬ ‫س َ‬ ‫غَ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سن َةٍء‬ ‫ل َ‬ ‫م ُ‬ ‫جد ع َ َ‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ب َي ْت ِهِ إلى ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫خطوَةٍء يخطوها ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ه ب ِك ّ‬ ‫نل ُ‬ ‫م ي َلغ كا َ‬ ‫ت‪ ،‬وَل ْ‬ ‫ص َ‬ ‫فَأن ْ َ‬
‫ُ‬
‫معَةِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن اغ ْت َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مها«ِ وأحمد وأبو داود عن أبي سعيد‪َ » :‬‬ ‫مها وَقَِيا ِ‬ ‫صيا ِ‬ ‫جأَر ِ‬ ‫أ ْ‬
‫عنده ول َبس م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ستا َ‬
‫حّتى‬ ‫ج َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ث َِياب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن ِ ْ َ ُ َ ِ َ ِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫بإ ْ‬ ‫طي ٍء‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫وا ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ص َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ع‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ن ي َْرك َ‬ ‫شاَء الله أ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َركعَ َ‬ ‫ب الّناس ث ُ ّ‬ ‫خط رَِقا َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫جد َ وَل ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َأتي ال َ‬
‫ن‬
‫ما ب َي َْنها وَب َي ْ َ‬ ‫فاَرة ً ل ِ َ‬ ‫نك ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ن صلت ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَرغ َ ِ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ي َت َك َل ّ ْ‬ ‫م فَل َ ْ‬ ‫ج الما ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إ َ‬
‫معَةِ التي قب ْلها«ِ والبزار‪ :‬كان رسول الله يقلم أظأفاره ويقص شاربه يوم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ُ‬
‫الجمعة قبل الخروج إلى الصلة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪68 :‬‬

‫) ‪(1/77‬‬

‫َ‬
‫مائ ِم ِ‬ ‫ب العَ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ع ََلى أ ْ‬ ‫صّلو َ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ن الله َوملئ ِك َت َ ُ‬ ‫والطبراني عن أبي الدرداء‪» :‬إ ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫ن ع َلى ك ّ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫معَةِ كا َ‬ ‫ج ُ‬‫م ال ُ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫ة«ِ والشيخان عن أبي هريرة‪» :‬إذا كا َ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ل فال َوّل‪َ،‬‬ ‫م الوّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مَنازِل ِهِ ْ‬ ‫س ع َلى قد ْرِ َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ة ي َكت ُُبو َ‬ ‫ملئ ِك ٌ‬ ‫جأد ِ َ‬‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫َبا ٍء‬
‫ل‬
‫مث ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مثل المهجر ك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن الذكَر‪ .‬وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫مُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ف‪ ،‬وجأاؤوا ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ُ‬ ‫م طوَْوا ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ما ُ‬ ‫س ال َ‬ ‫جأل َ‬ ‫َ‬ ‫َفإذا َ‬
‫دي‬ ‫م كالذي ي َهْ ِ‬ ‫ش‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫دي الك َب ْ َ‬ ‫م كالذي ي َهْ ِ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬‫قَر ً‬ ‫دي ب َ َ‬ ‫م كالذي ي َهْ ِ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫دي ب ِد ْن َ ً‬ ‫الذي َيه ِ‬
‫ن الذي‬ ‫ة«ِ وأحمد والطبراني عن الرقم‪» :‬إ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫دي الب َي ْ َ‬ ‫م كالذي ي َهْ ِ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫جأ َ‬ ‫جأا َ‬‫الد ّ َ‬
‫طى رَِقا َ‬ ‫خ ّ‬
‫جاّر‬ ‫ج المام ِ كال َ‬ ‫خرو ِ‬ ‫ن ب َعْد َ ُ‬ ‫ن اث ْن َي ْ ِ‬ ‫فّرقاُ ب َي ْ َ‬ ‫معَةِ وَي ُ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬
‫س ي َوْ َ‬‫ب الّنا ِ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫س‬ ‫خطى رَِقا َ‬ ‫ّ‬ ‫قَ َ‬
‫ب الّنا ِ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫صَبه«ِ أي أمعاءه »في النار«ِ والترمذي وابن ماجأه‪َ » :‬‬
‫حضروا‬ ‫م«ِ وأحمد وأبو داود عن سمرة‪» :‬ا ْ‬ ‫جأهَن ّ َ‬ ‫سرا إلى َ‬ ‫ً‬ ‫جأ ْ‬ ‫معَةِ اتخذ َ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن‬
‫جن ّةِ وَإ ِ ْ‬ ‫خَر ِفي ال َ‬ ‫حّتى ي ُؤ َ ّ‬ ‫ل َيتَباع َد ُ َ‬ ‫ل ل ي ََزا ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫ن المام فإ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة واد ُْنوا ِ‬ ‫معَ َ‬‫ج ُ‬ ‫ال ُ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫خط ُ ُ‬
‫ب‬ ‫م يَ ْ‬ ‫معَةِ والما ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ذي ي َت َك َل ّ ُ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬‫خل ََها«ِ وأحمد عن ابن عباس‪َ » :‬‬ ‫دَ َ‬
‫ه«ِ‪ .‬وأبو داود‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫مث َ َ‬
‫ةل ُ‬ ‫معَ َ‬ ‫جأ ُ‬‫تل ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ه أن ْ ُ‬‫لل ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫فارا وال ِ‬ ‫س َ‬‫لأ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫مارِ ي َ ْ‬‫ل الح َ‬ ‫َ‬
‫والترمذي عن معاذ بن أنس‪ :‬نهى رسول الله عن الحبوة يوم الجمعة والمام‬
‫ة«ِ وابن‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬‫م ال ُ‬ ‫ف ي َوْ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ة تُ َ‬ ‫صد َقَ ُ‬ ‫يخطب‪ .‬وابن أبي شيبة عن كعب قال‪» :‬ال ّ‬
‫ف ل َُ‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ة‬
‫ُ ُ َ ِ ُ ّ َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ ْ َ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ير‬‫َ ْ‬‫خ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫زنجويه عن المسيب بن رافع قال‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ك«ِ والبيهقي عن أبي‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫شّرا ً فَ ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م؛ وَ َ‬ ‫سائ ِرِ الّيا ِ‬ ‫ف في َ‬ ‫ضَعا ٍء‬ ‫شَرةِ أ ْ‬‫ب ِعَ َ‬
‫َ‬
‫ق«ِ‬
‫ت الَعتي ِ‬ ‫ن الب َي ْ ِ‬
‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ما ب َي ْن َ ُ‬‫ه َ‬ ‫معَةِ أضاء ل َ ُ‬ ‫ج ُ‬‫ة ال ُ‬ ‫ف ل َي ْل َ َ‬‫سوَرة الك َهْ ِ‬ ‫ن قََرأ ُ‬ ‫م ْ‬‫سعيد؛ » َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬
‫وهو عن أبي هريرة‪َ » :‬‬

‫) ‪(1/78‬‬

‫َ‬ ‫قََرأ َ ل َي ْل َ َ‬
‫ه«ِ وابن زنجويه عن‬ ‫فورا ً ل َ ُ‬ ‫مغ ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫معَةِ }حم الدخان{ و }يس{ أ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬
‫ه ُنوٌر‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سورة البقرة وآل عمرا َ‬ ‫معَةِ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫ن قََرأ َ ل َي ْل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وهب بن منبه قال‪َ » :‬‬
‫عجيبًا«ِ وغريبا ً العرش‪ ،‬وعجيبا ً أسفل الرضين وابن مردويه عن‬ ‫غريبا ً وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ماِء‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ما‬ ‫تها‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫سو‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫أل‬ ‫َ‬ ‫»‬ ‫عنها‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عائشة‬
‫ّ َ‬ ‫َ ُ َ َْ َ‬ ‫ِ ُ ْ ِ ُ َ ٍء َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوال َْرض‪ ،‬وَل ِ َ‬
‫ه‬‫ما ب َي ْن َُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ع‬
‫ُ ُ َ‬‫م‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ن قََرأها َ ْ َ‬
‫و‬ ‫ي‬ ‫م ْ‬ ‫ل ذلك‪ .‬وَ َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫جأرِ ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫كات ِِبها ِ‬ ‫ِ‬
‫خرى وزيادة َ ثلَثة أيام ومن قَرأ َ‬
‫مهِ‬ ‫عن ْد َ ن َوْ ِ‬ ‫مْنها ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫س الَوا ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ٍء َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ن ال ُ‬
‫ج‬
‫ُ‬ ‫وَب َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‪ .‬والدارمي عن مكحول‪:‬‬ ‫ب الكهْ ِ‬ ‫صحا ِ‬ ‫سوَرة ُ أ ْ‬ ‫شاَء‪ ،‬وهي ُ‬ ‫ه الله أيّ الليل َ‬ ‫ب َعَث َ ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل وهو عن‬ ‫ة إلى اللي ْ ِ‬ ‫ت ع َلي ْهِ الملئ ِك ُ‬ ‫صل ْ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مَرا َ‬ ‫ل عُ ْ‬ ‫سوَرة َ آ ِ‬ ‫ن قََرأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن قََرأ حم‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫أمامة‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫والطبراني‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫هو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫سو‬ ‫اقرؤوا‬ ‫كعب‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ة‪ .‬وابن أبي شيبة‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ه بيتا ً في ال َ‬ ‫معَةٍء بنى الله ل َ ُ‬ ‫جأ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫معةِ أوْ ي َوْ َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫الدخان في ليلةِ ُ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ة الك َِتا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫معَةِ َفات ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن قََرأ ب َعْد َ ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق{ و }ق ْ‬ ‫ب ال َ َ‬ ‫ل أَ ُ‬ ‫د{ و }قُ ْ‬ ‫َ‬ ‫و }ق ُ ْ‬
‫سب ْعَ‬ ‫س{ َ‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬ ‫لأ ُ‬ ‫فل ِ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ل هُوَ الله أ َ‬
‫ُ‬
‫م‬
‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫خَرى‪ .‬وفي رواية ضعيفة‪ :‬غ ُ ِ‬ ‫معَةِ ال ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ما ب َي ْن َ ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫مّرات َ‬ ‫َ‬
‫خر‪ .‬وابن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأرِ ب ِعَد َد ِ كل َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫خَر‪ ،‬وَأع ْط ِ َ‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫فُر الله‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫َ ِ َ َ ِ ْ َْ ِ‬‫أ‬ ‫ة‬ ‫دا‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ة‬
‫َ ِ َ َ َ ْ ِ ُ ُ َ ِ ْ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫بي‬ ‫ص‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫أنس‪:‬‬ ‫عن‬ ‫السني‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫عالى‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫رات‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ثل‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫تو‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫يو‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ّ ُ َ ُ ُ ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ذي ل اله إل هُوَ ال َ‬ ‫ال ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ر‪ .‬وهو عن ابن عباس‪َ :‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َزب َد ِ الب َ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫وَل َوْ َ‬

‫) ‪(1/79‬‬

‫فَر الله‬ ‫مّرةٍء غ َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫مد ِهِ مائ َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ظيم ِ وَب ِ َ‬ ‫ن الله العَ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ة‪ُ :‬‬ ‫معَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ضي ال ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ل ب َعْد َ َ‬‫َقا َ‬
‫ن أل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ .‬والخطيب عن‬ ‫ف ذ َن ْ ٍء‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫وال ِد َي ْهِ أْرب َعَ ً‬ ‫ب‪ ،‬وَل ِ َ‬ ‫ف ذ َن ْ ٍء‬ ‫ة أل ْ ِ‬ ‫ه مائ َ َ‬ ‫ت ََعاَلى ل َ ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ساع َةٍء ِ‬ ‫ب في َ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫قا َوال َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫يء ب َي ْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫دعاِء ع ََلى َ‬ ‫عي ِبهذا ال ّ‬ ‫جأابر‪ :‬لو د ُ ِ‬
‫ن َيا‬ ‫حّنا ُ‬‫ت َيا َ‬ ‫ه‪ :‬ل اله إل أن ْ َ‬ ‫حب ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫سُتجي َ‬ ‫ة‪ ،‬يعني ساعة الجأابة إل ا ْ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ي َوْم ِ ال ُ‬
‫َ‬
‫م‪ .‬والبيهقي عن أبي‬
‫ُ‬ ‫ل والك َْرا ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫ذا ال َ‬ ‫ض‪َ ،‬يا َ‬‫ت َوالْر ِ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ديعَ ال ّ‬ ‫ن َيا ب َ ِ‬ ‫مّنا ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫ْ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ِ ّ َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ ُ َ‬ ‫جأ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫عل‬ ‫صلة‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫أكثروا‬ ‫هريرة‪:‬‬
‫َ‬ ‫كان أ َك ْث َرهُم ع َل َي ِصلة ً كان أ َ‬ ‫َ‬ ‫ِفي ك ُ ّ‬
‫ة‪.‬‬‫ي منزل ً‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫م‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫م ّ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬‫معَ ٍء‬‫جأ ُ‬‫ل َيوم ِ ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪68 :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/80‬‬

‫ت‬ ‫فْر ُ‬ ‫مّرة ً غ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ماِني َ‬ ‫معَةِ ث َ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ي ي َوْ َ‬ ‫صّلى عل َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والدارقطني وحسنه العراقي‪َ :‬‬
‫م‬ ‫ّ‬
‫ة‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول الله كيف الصلة عليك؟ِ قال تقول‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫سن َ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫ب َثماِني َ‬ ‫ه ذ ُُنو َ‬ ‫لَ ُ‬
‫صّلى‬ ‫ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وأبو نعيم‪َ :‬‬ ‫حد َ ً‬ ‫قد ُ َوا ِ‬ ‫مي وَت َعْ ِ‬ ‫ك الّنبي ال ّ‬ ‫سول ِ َ‬ ‫ك وََر ُ‬ ‫مد ٍء ع َب ْد ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ع ََلى ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ّ ُ َْ َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫نو‬ ‫ال‬ ‫ذلك‬ ‫م‬
‫ِ َ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫نور‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫َ َ ّ ً َ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َ َ ُ ُ‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جأا‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ما‬ ‫ة‬ ‫ع‬
‫ُ ُ َ ِ‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬‫عَ ّ َ ْ َ‬
‫و‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫معَةِ وَل َي ْل َ َ‬
‫ة‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ي َيو َ‬ ‫عل ّ‬ ‫صلةِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م‪ .‬والبيهقي‪ :‬أك ْث ُِروا ِ‬ ‫سعَهُ ْ‬ ‫م ل َوَ َ‬ ‫ق ك ُّله ْ‬ ‫خل ِ‬
‫ال َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫ة‪ .‬وفي رواية‪َ :‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫فيعا ً ي َوْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫شهيدا ً أوْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ك ك ُن ْ ُ‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ص ّ‬
‫ل‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ل قَب ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫معَةِ فَ َ‬ ‫ّ‬
‫م َ‬ ‫ه‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫كان ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن ي َوْم ِ ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صرِ ِ‬ ‫صلة العَ ْ‬ ‫صلى َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ه ذ ُُنو ُ‬ ‫َ‬
‫َ ْ ُ‬‫ل‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬
‫َ َ ّ‬‫م‬ ‫ن‬ ‫ثماني‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ليم‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫ّ َ‬ ‫ي‬ ‫الم‬ ‫نبي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ٍء‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ُ ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عَ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫صلةِ ع َل ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ة‪ .‬والبيهقي‪ :‬أكث ُِروا ِ‬ ‫سن ً‬ ‫ن َ‬ ‫عَباد َة ُ ثماني َ‬ ‫ه ِ‬ ‫تل ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫عاما‪ ،‬وَكت ِب َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ن َ‬ ‫َثماِني َ‬
‫شرا‪ .‬وأبو‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫صلى الله ع َلي ْهِ ِبها ع َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫صلة ً َ‬ ‫ي َ‬ ‫صلى ع َل ّ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَةِ فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫معَةِ وَي َوْ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫ل َي ْل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلةِ ِفيهِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫معَةِ فَأك ْث ُِروا ع َل َ ّ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫ل أيا ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫داود والنسائي‪ :‬إ ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫َ‬
‫ة ع َل ّ‬ ‫ض ٌ‬ ‫معُْرو َ‬ ‫م َ‬ ‫صلت َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫وحكي أن خلد بن كثير كان في النزع فوجأد تحت رأسه رقعة مكتوب فيها‪ :‬هذه‬
‫براءة من النار لخلد بن كثير فسألوا أهله‪ :‬ما كان عمله؟ِ فقال أهله‪ :‬كان‬
‫ل على محمد الّنبي المي‪.‬‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫يصلي على النبي كل يوم جأمعة ألف مرة‪ :‬الل ّهُ ّ‬
‫ب لنا البراءة من النار والخلود في‬ ‫جاهِ الّنبي البشير أن ي َك ْت ُ َ‬ ‫ديَر ب ِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫نسأل الله ال َ‬
‫دار القرار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪68 :‬‬
‫فصل‪ :‬في شروط صحة الجمعة‬

‫) ‪(1/81‬‬

‫شروط صحتها ستة‪ :‬وقوعها جأماعة بنية إمامة واقتداء‪ ،‬وبأربعين مكلفا ً ذكرا ً‬
‫دد إل‬ ‫حّرا ً متوطنا ً وبأبنية مجتمعة‪ ،‬ووقوع الصلة كلها في وقت ظأهر‪ ،‬وعدم تع ّ‬
‫لعسر اجأتماع‪ ،‬وتقديم خطبتين بالعربية‪ ،‬وإن لم يفهموا‪ .‬وأركانهما‪ :‬حمد الله‬
‫ل‪ ،‬وقراءة‬ ‫وصلة على النبي بلفظهما‪ ،‬ووصية بالتقوى‪ ،‬ولو أطيعوا الله في ك َ‬
‫آية مفهمة في إحداهما ودعاء للمؤمنين بأخروي في ثانية‪ ،‬وشرط جألوس‬
‫بينهما بطمأنينة وموالة عرفا ً بين أركانهما وبينهما وبين الصلة‪ ،‬وطهر وستر‬
‫وقيام لقادر‪ ،‬ويجب إسماع الربعين الذي تنعقد بهم الجمعة أركانهما‪ ،‬وأن يتأخر‬
‫إحرام من ل تنعقد بهم الجمعة عن إحرام من تنعقد بهم‪.‬‬
‫)فرع( من له مسكنان ببلدين‪ ،‬فالعبرة بما كثرت فيه إقامته فيما فيه أهله‬
‫وماله‪ ،‬فإن استويا في الكل فبالمحل الذي هو فيه حالة إقامة الجمعة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪75 :‬‬

‫) ‪(1/82‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ي نقد ومن تشّبه‬
‫باب ما يحرم على الرجأل من استعمال حرير صرف وحل ّ‬
‫بالنساء‬

‫أخرج أبو داود والنسائي عن علي رضي الله عنه‪َ» :‬رأيت رسول الله أخذ‬
‫م‬‫ح َ ٌ‬‫را‬ ‫ن َ‬ ‫ن هاذ َي ْ ِ‬ ‫حريرا ً فجعله عن يمينه‪ ،‬وذهبا ً فجعله عن يساره ثم قال‪» :‬إ ّ‬
‫ة‪،‬‬ ‫خَر ِ‬ ‫ه في ال ِ‬ ‫س ُ‬‫م ي َل ْب َ ْ‬ ‫ريَر في الد ّْنيا ل َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ال َ‬ ‫ن ل َب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كورِ أمتي«ِ والحاكم‪َ » :‬‬ ‫ع ََلى ذ ُ ُ‬
‫ب‬‫ب ِفي آن ِي َةِ الذ ّهَ ِ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ه في ال ِ‬ ‫شَرب ْ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مَر ِفي الد ّْنيا ل َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ريُر‪،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫جن ّةِ أي ال َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫س أهْ ِ‬ ‫ة‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل َِبا ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ب ب َِها ِفي ال ِ‬ ‫شَر ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ضةِ ل َ ْ‬ ‫ف ّ‬ ‫وال ِ‬
‫سوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫د‪ .‬والشيخان‪ :‬ل ت َلب ِ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ة الن ّ ْ‬ ‫ة‪ ،‬آن ِي َ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ة أهْ ِ‬ ‫مُر‪َ ،‬وآن ِي َ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫جن ّةِ أي ال َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ب أهْ ِ‬ ‫شَرا ُ‬
‫ة‪ .‬وروى النسائي‪ .‬قال ابن‬ ‫خَر ِ‬ ‫ه في ال ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ْ‬
‫م ي َلب َ ْ‬ ‫َ‬
‫ه في الد ّْنيا ل ْ‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫ن لب َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ريَر‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال َ‬
‫م ِفيها‬ ‫سهُ ْ‬ ‫ة‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬وَل َِبا ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫دخ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ِفي الد ّْنيا ل ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ن لب ِ َ‬‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫الزبير‪َ :‬‬
‫ريٌر{ )سورة الحج‪ (23 :‬وأحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجأه عن‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ة‪.‬‬
‫خَر ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫َ‬
‫خلقاَ ل ُ‬ ‫نل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حريَر في الد ّْنيا َ‬ ‫س ال ِ‬ ‫ْ‬
‫ما ي َلب ِ ُ‬ ‫عمر رضي الله عنه‪» :‬إن ّ َ‬
‫ن الّنارِ يوما ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫م َ‬ ‫وبا ِ‬ ‫ه الله ث َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ب حريرٍء ألب َ َ‬ ‫س ث َوْ َ‬ ‫ن لب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والبزار عن حذيفة موقوفا‪َ :‬‬
‫ن‬ ‫ل َيس من أيامك ُم‪ ،‬ول َكن م َ‬
‫م ْ‬ ‫ريرِ َ‬ ‫ح ِ‬
‫مت ِعُ ِبال َ‬ ‫ست َ ْ‬‫ل‪ .‬وأحمد‪ :‬ل ي َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن أّيام ِ الله الط َ‬ ‫ِ ْ َ ِ ْ ِ ْ‬ ‫ْ َ ِ ْ‬
‫َ‬
‫خَر‪ ،‬فل‬ ‫ن بالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م الله‪ :‬أي لقاءه وحسابه‪ ،‬وهو‪َ :‬‬ ‫جأو أّيا َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫س حريرا ول ذهبا‪ .‬والنسائي‪ :‬أن رجأل قدم من نجران إلى رسول الله ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي َل ْب ِ ُ‬
‫جأئ ْت َِني وَِفي يد ِ َ‬
‫ك‬ ‫ك ِ‬ ‫م من ذهب فأعرض عنه رسول الله وقال‪» :‬إن ّ َ‬ ‫وعليه خات َ ٌ‬
‫ن ناٍءر«ِ ومسلم‪ :‬أنه رأى خاتما ً من ذهب في يد رجأل فنزعه وطرحه‬ ‫م ْ‬ ‫مَرة ٌ ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ فقيل للرجأل بعد ما‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫جأ‬ ‫إلى‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫»‬ ‫وقال‪:‬‬
‫َ ْ َ ٍء ِ ْ َ ٍء َ ْ َ َ ِ َ ِ ِ‬ ‫َْ َ ُ َ ُ ْ‬
‫ذهب رسول الله ‪ :‬خذ خاتمك انتفع به‪ .‬فقال‪ :‬والله ل آخذه وقد طرحه رسول‬
‫الله ‪.‬‬

‫) ‪(1/83‬‬

‫ن النساء«ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫جأل ِ‬
‫مت ََر ّ‬
‫ل وال ُ‬ ‫جأا ِ‬
‫ن الّر َ‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫خنثي ِ‬
‫م َ‬‫ل الله ال ُ‬ ‫ن رسو ُ‬ ‫والبخاري‪» :‬ل َعَ َ‬
‫والّول جأمع مخنث بفتح النون وكسرها‪ ،‬وهو من فيه النخناث أي التكسر‪،‬‬
‫والتثني كما تفعله النساء‪ ،‬وإن لم يفعل الفاحشة الكبرى‪ ،‬والثاني المتشبهات‬
‫ة‬
‫س َ‬‫س ل َب ْ َ‬
‫ل ي َل ْب َ ُ‬‫جأ َ‬‫ل الله الّر ُ‬ ‫سو َ‬‫ن َر ُ‬‫من النساء بالرجأال‪ .‬وأبو داود والنسائي‪» :‬ل َعَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل«ِ والطبراني‪ :‬أن امرأة مّرت على رسول‬ ‫جأ ِ‬
‫ة الّر ُ‬ ‫س ل َب ْ َ‬
‫س َ‬ ‫مْرأة َ ت َل ْب َ ُ‬
‫ة‪َ ،‬وال َ‬‫مْرأ ِ‬‫ال َ‬
‫ل«ِ وأبو داود‬ ‫جأا ِ‬‫ساِء بالّر َ‬‫ن الن ّ َ‬‫م َ‬‫ت ِ‬‫شّبها ِ‬ ‫مت َ َ‬‫ن الله ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الله متقلدة قوسا‪ .‬فقال‪» :‬لعَ َ‬
‫ما‬
‫أتي رسول الله بمخنث قد خضب يديه ورجأليه بالحناء‪ .‬فقال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ذا؟ِ َقاُلوا‪ :‬يتشّبه بالنساء فأمر به فنفي إلى البقيع‪.‬‬ ‫ل ها َ‬ ‫َبا ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪75 :‬‬
‫وحكي عن القطب عبد القادر الجيلني رحمه الله أنه عطش في بعض سياحاته‬
‫فرأى إناًء من فضة معلقا ً في السماء‪ ،‬فأدلى عليه في سحابة وسمع صوتا ً‬
‫داخلها‪ :‬اشرب يا عبد القادر‪ ،‬قد أبحنا لك المحّرمات وأسقطنا عنك الواجأبات‪.‬‬
‫فقال رضي الله عنه ونفعنا به‪ :‬اجأتنبنا يا ملعون لست أكرم على الله من نبيه‬
‫محمد ‪ :‬فإنه لم يفعل له شيء من ذلك‪.‬‬
‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( أنه يحرم على الرجأل استعمال الحرير وما أكثره وزنا ً منه ل‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ظأهورًا‪ ،‬ولو باتخاذه بطانة‪ ،‬بافتراشه بل حائل أو اتخاذه سترًا‪ ،‬وكذا تزيين‬
‫البيوت والمساجأد به‪ ،‬أو بصورة وبغيرهما مكروه وكالحرير المزعفر‬
‫والمعصفر‪.‬‬
‫)فرع( لو لم يجد الرجأل إل ثوب حرير لزمته الصلة فيه‪ .‬قال السنوي‪ :‬يلزم‬
‫قطع ما زاد من الحرير على قدر العورة إن لم ينقص أكثر من أجأرة الثوب‪،‬‬
‫ويقدم الثوب المتنجس على الحرير في ستر العورة في غير الصلة‪ ،‬ويحرم‬
‫إنزال ثوبه أو إزاره عن كعبيه بقصد الخيلء وإل كره‪.‬‬

‫) ‪(1/84‬‬

‫وثانيها‪ :‬أنه يحرم عليه استعمال حلي ذهب أو فضه إل خاتما ً من فضة‪ ،‬فيجوز‬
‫ن‪ ،‬ويحرم تمويهه بالذهب‪ ،‬وإن لم يحصل منه شيء بالعرض على النار‪،‬‬ ‫بل يس ّ‬
‫وكذا جأعل شيء من ذهب داخل فضة الذي غطي بنحو بلور صاف‪ ،‬ويحرم على‬
‫المكلف ولو امرأة استعمال وتزيين بإناء‪ ،‬وإن صغر جأدا ً ومكحلة ومرود وخلل‬
‫وما يخرج به وسخ الذن من ذهب أو فضة‪ ،‬وكذا اقتناؤها‪.‬‬
‫ن عرفا ً غالبا من لباس أو كلم‬
‫ً‬ ‫ن تشّبه الرجأال بالنساء فيما يختص به ّ‬‫وثالثها‪ :‬أ ّ‬
‫أو حركة وعكسه حرام‪ ،‬فمن التشبه المحّرم خضب الرجأل يده ورجأله بالحناء‬
‫بغير عذر‪ ،‬واستعمال الرجأل الثياب والكوافي التي فيها خيوط القصب‪ ،‬ولو‬
‫يسيرًا‪ ،‬لنه من زينة النساء المختصة بهن‪ ،‬فمن فعله من الرجأال صار متشبها ً‬
‫ن ملعونا ً على لسان نبيه ‪ ،‬ومحروما ً من حلية الجنة‪ .‬ألبسنا الله تعالى بمنه‬ ‫به ّ‬
‫وكرمه حلية الجنة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪75 :‬‬

‫باب عيادة المريض‬


‫م ت َُعدِني‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت فل ْ‬ ‫َ‬ ‫ض ُ‬ ‫مرِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ة‪َ :‬ياب ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ن الله ت ََعالى َيقول ي َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫أخرج مسلم‪ :‬إ ّ‬
‫دي فلنا ً‬ ‫ب‬‫ع‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ن؟ِ‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ب ك َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ َِ ْ َ ّ َْ ِ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ ْ َ َ ّ‬ ‫ف ُ ُ‬
‫د‬ ‫عو‬ ‫أ‬ ‫ل َيا َر ّ‬
‫عن ْد َه ُ ثوابي‬ ‫ت ِ‬ ‫جأد ْ َ‬ ‫ه‪ ،‬أي ل َوَ َ‬ ‫عن ْد َ ُ‬ ‫جأد ْت َِني ِ‬ ‫ه ل َوَ َ‬ ‫ك ل َوْ ع ُد ْت َ ُ‬ ‫ت أن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ِ ْ‬ ‫ه‪ ،‬أ َ‬ ‫م ت َعُد ْ ُ‬ ‫ض فَل َ ْ‬ ‫مرِ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ن أل ْ َ‬ ‫عي‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ب‬ ‫الله‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫يظ‬ ‫د‬ ‫ئ‬ ‫العا‬ ‫ن‬ ‫»إ‬ ‫والطبراني‪:‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ِ ْ َ ٍء َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِ‬ ‫ل‬
‫ض‬
‫ري ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عَياد َة ُ ال َ‬ ‫م‪ِ .‬‬ ‫سل ِ ٍء‬
‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫حقّ ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫كلهُ ّ‬ ‫ث ُ‬ ‫ك«ِ والبخاري في الدب‪َ» :‬ثل ٌ‬ ‫مل َ ٍء‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫»إ‬ ‫وأحمد‪:‬‬ ‫لى«ِ‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫د‬
‫َ َ‬ ‫حم‬ ‫إذا‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫عا‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫مي‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫وَ ُ ُ َ َ َ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ز‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫هو‬ ‫ُ‬
‫ش‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫سي‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٍء‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫ن أل َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫َ‬
‫ن غ َد َْوة صلى ع َلي ْهِ َ‬ ‫ّ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م فإ ْ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أخاه ال ُ‬ ‫جأ ُ‬‫الّر ُ‬
‫ح«ِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫صب ِ َ‬
‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ٍء‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫صلى ع َلي ْهِ َ‬ ‫شيا َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ن كا َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬

‫) ‪(1/85‬‬

‫)تنبيه( إن العيادة مطلوبة إجأماعًا‪ .‬وأنها سنة عين عند الجمهور‪ ،‬وفرض كفاية‬
‫ن عيادة الفاسق‬ ‫عند بعض قدماء المالكية‪ ،‬وصرح البخاري بوجأوبها‪ ،‬ول يس ّ‬
‫المتجاهر بفسقه‪ ،‬بل يكره أو يحرم لتصريحهم بحرمة إيناسه‪ ،‬ولو بالجلوس‬
‫معه‪ ،‬ويكره عيادة بدعة دينية ل من عالم يترتب على عيادته له إغراء العامة‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫على اتباعه وحسن طريقته‪ ،‬فيحرم عليه ذلك‪ ،‬وضابط المرض الذي يس ّ‬
‫العيادة منه ما يبيح ترك الجمعة‪ ،‬ولو رمدا ً بأن يكون مشقة الخروج والمشي‬
‫معه‪ ،‬كمشقة المشي في الوحل فل أثر لصداع ووجأع ضرس خفيفين‪ ،‬وقال‬
‫ن للعائد أن‬
‫خرو أئمتنا‪ :‬إن العيادة يوم الجمعة أفضل منها في غيره‪ ،‬ويس ّ‬ ‫متأ ّ‬
‫يطيب نفسه بذكر بعض ثواب المرض‪ ،‬والصبر عليه أن يحصل مشتهاه إن لم‬
‫يضره‪ ،‬وأن ل يعترض عليه في النين‪ ،‬وقد غّلطوا من أطلق كراهته‪ ،‬نعم إن‬
‫أمكنه أن يرشده بلطف إلى أن الذكر أولى فعل‪ ،‬وأن يسأل المريض الدعاء له‬
‫لصحة الخبر بالمر به‪ ،‬وأنه كدعاء الملئكة‪ .‬وصح أنه كان إذا دخل على مريض‬
‫شاَء الله«ِ أي مرضك يطهر من الذنوب‪ .‬وصح أيضا ً‬ ‫ْ‬
‫س ط َُهوٌر‪ ،‬إ ْ‬
‫ن َ‬ ‫قال‪» :‬ل ب َأ َ‬
‫أن من قال‪ :‬أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك ويشفيك سبع‬
‫مرات عند مريض‪ ،‬لم يحضره أجأله عافاه الله من مرضه‪ .‬وينبغي فتح الكاف‬
‫في المؤنث مريدا ً الشخص اتباعا ً للفظ الوارد‪.‬‬
‫خاتمة في ثواب المريض‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪78 :‬‬

‫) ‪(1/86‬‬

‫ض َول‬ ‫مَر ٍء‬ ‫ب أي َ‬ ‫ص ٍء‬ ‫ب َول وَ َ‬ ‫ب أي ت َعَ ٍء‬ ‫ص ٍء‬ ‫ن نَ َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫صي ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫أخرج الشيخان » َ‬
‫ن‬ ‫ه«ِ وأبو داود‪» :‬إ ّ‬ ‫خطاَيا ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَر الله ِبها ِ‬ ‫َ‬
‫شاكها إل ك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫َ‬
‫شوْك َ‬ ‫حّتى ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫حَز ٍء‬ ‫م َول َ‬ ‫هَ َ‬
‫ن ذ ُُنوب ِهِ‬ ‫م ْ‬ ‫ضى ِ‬ ‫م َ‬ ‫فاَرة ً لما َ‬ ‫نك ّ‬ ‫َ‬ ‫ه كا َ‬ ‫َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م عافاه ُ الله ِ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫س َ‬‫ه ال ّ‬ ‫صاب َ ُ‬ ‫ن إذا أ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ُ‬
‫هُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه أهَل ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫ن كالَبعيرِ ع َ َ‬ ‫عوفي كا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ض ثُ ّ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن المنافِقَ إذا َ‬ ‫ل‪ ،‬وإ ّ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬‫ه يُ ْ‬ ‫ةل ُ‬ ‫عظ ً‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُرِد ِ الله ب ِهِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ والبخاري‪َ » :‬‬ ‫سلو ُ‬ ‫م ي َد ْرِ لم أْر َ‬ ‫قلوه ُ وَل ْ‬ ‫م عَ َ‬ ‫م ي َد ْرِ ل ِ َ‬ ‫سلوه ُ فَل ْ‬ ‫م أْر َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫شِهيد ِ‬ ‫ه«ِ أي يوجأه الله إليه مصيبة أو بلء‪ .‬والطبراني‪» :‬ي ُؤ ِْتى بال ّ‬ ‫من ْ ُ‬‫ب ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫خْيرا ي ُ ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م ي ُؤ َْتى‬ ‫ُ‬
‫ب‪ ،‬ث ّ‬ ‫سا ِ‬ ‫ب ِللح َ‬ ‫ص ُ‬ ‫قا في ُن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫صد ّ ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫م ي ُؤ َْتى ِبال ُ‬ ‫ب‪ ،‬ث ّ‬ ‫ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ِلل ِ‬ ‫مةِ فيوق ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫صب ّا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ع َليهم الجأُر َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن‪ ،‬في ُ َ‬ ‫م ِديوا ٌ‬ ‫ب لهُ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن َول ي ُن ْ َ‬ ‫ميَزا ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب لهُ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫ل الَبلء ل ي ُن ْ َ‬ ‫ب ِأهْ ِ‬
‫ل العافية ل َيتمنون في الموقف أ َ‬ ‫ن أ َهْ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫قاري ِ‬ ‫ت بالم َ‬ ‫ض ْ‬ ‫م قُرِ َ‬ ‫ساد َهُ ْ‬ ‫جأ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ْ ِ ِ ّ‬ ‫ِ َ ِ ََ َ ّ ْ َ ِ‬ ‫حتى أ ّ‬
‫ه‬‫ن ذ ُُنوب ِهِ ك َي َوْم ِ وَل َد َت ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ة أيام َ‬ ‫ض العَب ْد ُ َثلث َ َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ب الله«ِ وهو‪» :‬إ َ‬ ‫ن ثوا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ُ‬
‫وم‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الله‬ ‫ه‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫صا‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫وم‬ ‫ي‬ ‫مى‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫الدنيا‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫وابن‬ ‫ه«ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ ْ ُ ِ ِ َ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ّ َ ْ‬ ‫أ ّ ُ‬ ‫م‬
‫ست ََر بل َ الله ِفي الد ّْنيا«ِ‬ ‫ول َدت ُ‬
‫ما َ‬ ‫ست ََر ع َل َي ْهِ ك َ َ‬ ‫ن الّنارِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َبراءة ً ِ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَك َت َ َ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫َ‬ ‫مث ْ َ‬
‫حد ٍء‬ ‫لأ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ذ ُُنوب َ ُ‬ ‫ن‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ة ل يزالن بال ُ‬ ‫داع َ والليل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وأحمد والطبراني‪» :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مى كيٌر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل«ِ والقضاعي »ال ُ‬ ‫خْرد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حب ّةٍء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫عان ِهِ وَع َل َي ْهِ من ذنوب ِهِ ِ‬ ‫ما ي َد َ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ه‬
‫ه بطن ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن قَت َل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبالماِء البارِِد«ِ وأحمد والترمذي والنسائي‪َ » :‬‬ ‫ُ‬
‫حوها ع َن ْك ْ‬ ‫م فن ّ‬ ‫جأهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مال ِهِ أوْ ِفي‬ ‫صيب َةٍء ب ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب بِ ُ‬ ‫ن أصي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح‪َ » :‬‬ ‫ه«ِ وص ّ‬ ‫ب ِفي قَب ْرِ ِ‬ ‫م ي ُعَذ َ ْ‬ ‫لَ ْ‬

‫) ‪(1/87‬‬

‫فَر ل َ ُ‬
‫ه«ِ‪.‬‬ ‫حقا ً على الله أ ْ‬
‫ن ي َغْ ِ‬ ‫س كان َ‬
‫شكَها إلى الّنا ِ‬ ‫مها وَل َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫سهِ فَك َت َ َ‬
‫ف ِ‬
‫نَ ْ‬
‫)تنبيه( اعلم أن الئمة اختلفوا في أن ثواب المريض هل على الصبر على‬
‫مرضه‪ ،‬أو على نفس مرضه‪ ،‬والصح في ذلك أنه إن صبر أثيب على المرض‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫والصبر‪ ،‬وإل لم ي َُثب‪ .‬هذا ما دلت عليه الحاديث‪ ،‬قال عّز الدين بن عبد السلم‪:‬‬
‫ن المصائب ل ثواب فيها‪ ،‬لنها ليست من كسب العبد‪ ،‬بل الثواب في الصبر‬ ‫إ ّ‬
‫عليها ل غير‪ ،‬نعم فيها التكفير‪ ،‬وإن لم يصبر إذ ل يشترط في المكفر أن يكون‬
‫كسبًا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪78 :‬‬

‫) ‪(1/88‬‬

‫باب النياحة وتوابعها واستماعها‬

‫أخرج الشيخان عن أبي موسى الشعري أنه قال‪ :‬أنا بريء ممن برىء منه‬
‫رسول الله ‪ ،‬إن رسول الله برىء من الصالقة‪ :‬أي الرافعة صوتها بالندب‬
‫والنياحة‪ ،‬والحالقة‪ :‬أي لرأسها عند المصيبة‪ ،‬والشاّقة‪ :‬أي لثوبها‪ .‬وهما عن عبد‬
‫الله بن مسعود‪ :‬ليس منا من لطم الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدعوى‬
‫ب أي طوقا‬ ‫جي ْ ِ‬‫شقّ ال َ‬ ‫فرِ ِبالله‪ُ :‬‬ ‫ن الك َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫الجاهلية‪ .‬والحاكم وابن حبان‪َ :‬ثلث َ ٌ‬
‫َ‬
‫ة‪،‬‬
‫جاه ِل ِي ّ ِ‬
‫مرِ ال َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ب‪ ،‬وابن ماجأه الن َّيا َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِفي الن ّ َ‬ ‫ة والط ّعْ ُ‬ ‫ح ُ‬‫القميص والّنيا َ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ن لهَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬
‫ن قَطران‪ ،‬وَد ِْرعا ِ‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ب قَطعَ الله لَها ِثيابا ِ‬ ‫َ‬ ‫م ت َت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ت وَل ْ‬‫مات َ ْ‬‫ذا َ‬ ‫ةإ َ‬‫ح َ‬
‫ن الّنائ ِ َ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫ن‬
‫ف عَ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫جأهَن ّ َ‬
‫ن في َ‬ ‫ْ‬
‫في ْ ِ‬ ‫ص ّ‬‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬‫ن ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫جعَل َ‬ ‫ح يُ ْ‬ ‫ن هاذه النوائ َ‬ ‫الّناِر‪ .‬والطبراني إ ّ‬
‫ب‪ .‬وأبو داود‬ ‫كل ُ‬ ‫ح ال ِ‬‫ما ت َن ْب َ ُ‬ ‫َ‬
‫ل الّنارِ ك َ‬ ‫ن ع َلى أهْ ِ‬‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫م فَي َن ْب َ ْ‬‫سارِه ِ ْ‬ ‫ن يَ َ‬
‫ف عَ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ‬ ‫مين ِهِ ْ‬‫يَ ِ‬
‫عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬لعن رسول الله النائحة والمستمعة‪ .‬وابنا ماجأه‬
‫وحبان عن أبي أمامة أن رسول الله لعن الخامشة وجأهها‪ ،‬والشاّقة جأيبها‪،‬‬
‫والداعية بالويل والثبور‪ .‬وأبو داود عن امرأة من المبايعات قالت‪ :‬كان فيما أخذ‬
‫علينا رسول الله في المعروف الذي أخذ علينا رسول الله أن ل نخمش وجأها ً‬
‫ول ندعو ويل ً ول نشق جأيبا ً ول ننتف شعرًا‪.‬‬

‫) ‪(1/89‬‬

‫ت‬
‫مو ُ‬ ‫ت يَ ُ‬ ‫مي ّ ٍء‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ما ِ‬
‫ه‪ .‬والترمذي‪َ :‬‬ ‫ح ع َل َي ْ ِ‬ ‫قب ْرِ ِبما ِني َ‬
‫ب ِفي ال َ‬ ‫ت ي ُعَذ ّ ُ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫والشيخان‪ :‬ال َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫داه ُ ونحو ذلك‪ ،‬إل وَك َ‬ ‫َفيقو ُ‬
‫مل كي ْ ِ‬ ‫ل الله ب ِهِ َ‬ ‫سن َ َ‬
‫مله ُ وا َ‬ ‫جأ َ‬
‫م فيقول‪ :‬وا َ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫م َبا ِ‬
‫ت‪ .‬والبخاري عن النعمان بن بشير قال‪ :‬أغمي على عبد الله‬ ‫ُ‬
‫يلهزمانه‪ :‬أهكذا كن ْ َ‬
‫بن رواحة‪ ،‬فجعلت أخته تبكي واجأمله واكذا واكذا تعدد عليه‪ ،‬فقال لها حين‬
‫أفاقا ما قلت شيئا ً إل قيل لي أنت كذلك‪ ،‬فلما مات لم تبك عليه‪ .‬وفي رواية‬
‫ي فصاحت النساء واعزاه‬ ‫رواها الطبراني فقال‪ :‬يا رسول الله أغمي عل ّ‬
‫ي فقال‪ :‬أنت كما تقول قلت‪ :‬ل‪.‬‬ ‫واجأمله فقام ملك معه مرزبة فجعلها بين رجأل ّ‬
‫ولو قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ضربني بها‪.‬‬
‫جأْيبا ً أوْ ن َت َ َ‬ ‫خد ّا ً أوْ َ‬ ‫َ‬ ‫وروي‪ :‬م َ‬
‫ف‬ ‫شقّ َ‬ ‫خَرقاَ ع َل َي َْها َثوبا ً أوْ ل َط َ َ‬
‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫شعرا ً فَك َأ َنما أ َ‬
‫ه‪ .‬قال صالح المري‪ :‬نمت ليلة‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ُ ُ ْ ُ َ ِ َ ِ َ ّ ُ‬ ‫حا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫يري‬ ‫ا‬‫مح‬ ‫ُ ْ‬‫ر‬ ‫ذ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬
‫جأمعة بمقبرة فرأيت الموات خرجأوا من قبورهم وتحلقوا‪ ،‬ونزلت عليهم‬
‫أطباقا مغطاة‪ ،‬وفيهم شاب يعذب فتقدمت فسألته فقال‪ :‬لي والدة جأمعت‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫النوادب‪ ،‬فأنا معذب بذلك فل جأزاها الله عني خيرا ً وبكى‪ ،‬ثم أمرني أن أذهب‬
‫إليها‪ ،‬وأعلمني بمحلها وأن أناشدها بترك هذا العذاب العظيم الذي تسببت له‬
‫فيه‪ ،‬فلما أصبحت ذهبت إليها‪ ،‬ورأيت عندها تلك النوادب‪ ،‬ووجأهها قد أسود ّ من‬
‫كثرة اللطم والبكاء‪ ،‬فذكرت لها ذلك المنام فتابت وأخرجأت النوادب‪ ،‬وأعطتني‬
‫دقت عنه‬ ‫دقا بها عنه‪ ،‬فأتيت المقبرة ليلة الجمعة على عادتي‪ ،‬وتص ّ‬
‫دراهم لتص ّ‬
‫بتلك الدراهم‪ ،‬فنمت فرأيته وهو يقول لي جأزاك الله عني خيرا ً أذهب الله عني‬
‫ي الصدقة فأخبْر أمي بذلك‪ ،‬فاستيقظت فذهبت إليها‪،‬‬ ‫العذاب‪ ،‬ووصلت إل ّ‬
‫فوجأدتها ماتت فحضرت الصلة عليها‪ ،‬ودفنت بجنب ولدها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪78 :‬‬

‫) ‪(1/90‬‬

‫)تنبيه( قد أجأمعت الئمة على تحريم الندب وهو تعديد محاسن الميت‬
‫كواجأمله‪ ،‬والنوح وهو رفع الصوت بالندب ومثله إفراط رفعه بالبكاء‪ ،‬وإن لم‬
‫يقترن بندب‪ ،‬ول َنوح وضرب نحو الخد ّ والصدر وشق نحو الجيب ونشر الشعر‬
‫وحلقه ونتفه وتسويد الوجأه‪ ،‬وإلقاء الرماد على الرأس والدعاء بالويل والثبور‪،‬‬
‫أي الهلك وكل شيء فيه تغيير للزيّ كلبس ما ل يعتاد لبسه أصل ً أو على تلك‬
‫الصفة وكترك شيء من لباسه والخروج بدونه على خلف عادته‪ .‬أما البكاء‬
‫السالم من كل ذلك‪ ،‬فهو جأائز قبل الموت وبعده‪ ،‬لكن الولى تركه بعده‪ ،‬وما‬
‫مر من أن الميت يعذب ببكاء أهله اختلف الئمة فيما يحمل عليه؟ِ والصحيح‬
‫عندنا أنه محمول على ما إذا أوصى بذلك‪ ،‬بخلف ما إذا سكت‪ ،‬فلم يأمر به ولم‬
‫ه‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه إذا سكت ولم ينههم عن نحو النوح يعذب بذلك أيضًا‪ ،‬لن سكوته‬ ‫ين َ‬
‫رضا منه به‪ ،‬فعذب به كما لو أمر فمن أراد الخروج من ورطة هذا القول‪،‬‬ ‫ً‬
‫ينبغي إذا نزل به مرض أن ينهاهم عن بدع الجنائز‪ ،‬وغيرها من المحرمات‬
‫الشنيعة والقبائح الفظيعة‪ ،‬وفقنا الله لمرضاته‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪78 :‬‬
‫فصل فيما يقوله المريض للنجاة من العذاب‬

‫) ‪(1/91‬‬

‫أخرج الترمذي والنسائي وابنا ماجأه وحبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ه َرب ّ ُ‬ ‫صد ّقَ ُ‬ ‫ل ل اله إل الله َوالله أك َْبر َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وأبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ه‪ .‬قال الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريك ل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد َه ُ ل ش ِ‬ ‫ل ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫فقال‪ :‬ل اله إل أَنا وَأ ََنا أ َك ْب َُر‪ ،‬وإذا قا َ‬
‫َ‬
‫مد ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ل‪ :‬ل اله إل ّ الله ل َ ُ‬ ‫ك لي‪ ،‬وإذا َقا َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حدي ل َ‬ ‫ل اله إل ّ أَنا وَ ْ‬
‫ل َول‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ل ل اله إل الله ول َ‬ ‫د‪ ،‬وإذا قا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ك وَل ِ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ي ال ُ‬ ‫ل الله ل اله إل أنا ل ِ َ‬ ‫َقا َ‬
‫م‬‫ضهِ ث ُ ّ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ن َقاَلها في َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َول قُوّة َ إل ِبي َ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ل الله ل اله إل أَنا َول َ‬ ‫قُوّة َ إل ِبالله َقا َ‬
‫ه الّناُر«ِ وابن عساكر عن علي كّرم الله وجأهه عن النبي ‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫م ت َط ْعَ ْ‬ ‫ت لَ ْ‬‫ما َ‬ ‫َ‬
‫م ثلثا ً‬ ‫ُ‬ ‫الكري‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫لي‬‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫إل‬ ‫اله‬ ‫ل‬ ‫ة‪:‬‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ُ ّ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ٌ َ ْ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ك‬‫»‬
‫على‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ويمي‬ ‫يحيي‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫بي‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ثلث‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫مي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫العا‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َ‬
‫ر‬ ‫ح ْ‬
‫وال َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل ِفي‬ ‫سِلم َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ديٌر«ِ والحاكم عن سعد بن أبي وقاص عنه ‪» :‬أي ّ َ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫َ‬
‫ت في‬ ‫ما َ‬ ‫مّرة ً فَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن أْرب َِعي َ‬ ‫مي َ‬ ‫ن الظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك إِني ك ُن ْ ُ‬ ‫حان َ َ‬ ‫سب ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫ضهِ ل اله إل أن ْ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ‬ ‫ميعُ ذ ُُنوب ِ ِ‬ ‫جأ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫تل ُ‬ ‫فَر ْ‬ ‫ريَء وَقد ْ غ ِ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫د‪ .‬وإ ْ‬ ‫شِهي ٍء‬ ‫جأُر َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫يل ُ‬ ‫ضهِ ذال ِك أع ْط ِ َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫َ‬
‫ةَ‬
‫ت ِفيهِ مائ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫ضهِ ال ِ‬ ‫مَر ِ‬ ‫حد ٌ ِفي َ‬ ‫سوَرة َ قل هُوَ الله أ َ‬ ‫ن قَرأ ُ‬ ‫م ْ‬
‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫ْ ِ َ َ َ ْ ُ َ ِ ُ َ ْ َ ِ َ َ ِ‬‫ك‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫ال‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫طة‬ ‫غ‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ْ ِ ِ َ َ َ ِ ْ َ ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫مَرةٍء ل َ ْ‬
‫م يُ ْ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وعن أبي هريرة رضي الله عنه‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫ط‬ ‫را‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫يجيزو‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫تها‬ ‫ح‬ ‫جأن‬ ‫بأ َ‬
‫َ ّ ِ‬ ‫ّ َ ِ‬ ‫َ ُ ِ َ‬ ‫ِ ْ َ ِ َ ّ ُ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ع‬‫ج‬ ‫ض‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ك بأ َمر حق من تك َل ّم به في أ َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬أل أ َ‬
‫ّ ِ َ ْ َ ِ ْ‬ ‫َ ْ ٍء َ َ َ ْ َ َ ِ ِ ِ‬ ‫ُِ‬
‫ت ب ََلى َقا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬ل اله إل الله‬ ‫ن الّنارِ قُل ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جاه ُ الله ِ‬ ‫مَرضه ن َ ّ‬ ‫أ َ‬

‫) ‪(1/92‬‬

‫مد ُ ل ِل ّهِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب العَِباد ِ َوالِبلِد‪ ،‬وال َ‬ ‫ن الله َر ّ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ت وَ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ي ل يَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت‪ ،‬وَهُوَ َ‬ ‫مي ُ‬ ‫حِيي وَي ُ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫جأل‬ ‫و‬ ‫نا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫برياء‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ل حال الله أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫على‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رك‬ ‫با‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يب‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ثير‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مد‬
‫َ َّ َ َ ُ َ َْ ُ ُ‬ ‫َُ ِْ‬ ‫ٍء‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ّ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫حي‬ ‫رو‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫جأ‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫هاذا‬ ‫ضي‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫في‬ ‫حي‬ ‫رو‬ ‫بض‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ني‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫مكا‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ْ َ ُ ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ ّ ْ ْ َ ْ َ ْ َِ ِ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫بِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ت أولئ ِ َ‬ ‫ما أع َذ ْ َ‬ ‫سَنى‪ ،‬وَأع ْذ ِْني ك َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫من ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫في أْرَوا ِ‬
‫ن‬
‫ة‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ن الله والجن ِ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫ك‪ ،‬فإلى َر ْ‬ ‫ك ذال ِ َ‬ ‫ض َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫ت في َ‬ ‫نم ّ‬ ‫سَنى إ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ت ل َهُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬ ‫َ‬
‫مهِ ل اله‬ ‫كل ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫معاذ‪:‬‬ ‫وعن‬ ‫ك«ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫تا‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ذنوب‬ ‫ت‬‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫نت‬ ‫ْ‬ ‫كُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مة بل اله إل‬ ‫ل كل ِ َ‬ ‫م أوّ َ‬ ‫صب َْيان ِك ْ‬ ‫حوا على ِ‬ ‫ة«ِ وعن ابن عباس افْت َت ِ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫إل الله د َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مهِ ل اله إل الله‬ ‫ل كل ِ‬ ‫ن أوّ َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ل اله إل الله فَإ ِ ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫قُنوهُ ْ‬ ‫الله ول ّ‬
‫د«ِ وعن‬ ‫ح ٍء‬ ‫ب َوا ِ‬ ‫ن ذ َن ْ ٍء‬ ‫ل عَ ْ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫سن َةٍء ما ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ش أل َ‬ ‫ْ‬ ‫عا َ‬ ‫م َ‬ ‫مهِ ل اله إل الله ث ُ ّ‬ ‫كل ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫وآ ِ‬
‫ت‬‫مي ّ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫م يس«ِ وروى‪َ » :‬‬ ‫ُ‬
‫موَْتاك ْ‬ ‫ؤوا على َ‬ ‫معقل بن يسار عن النبي ‪» :‬اقَْر ُ‬
‫َ‬ ‫قَرأ ُ ِ‬
‫عن ْد َه ُ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مي ّ ُ‬ ‫ضَر ال َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ب إذا ا ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬‫ه‪ .‬وَي ُ َ‬ ‫ن الله ع َل َي ْ ِ‬ ‫عن ْد َه ُ يس إل هَوّ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ضهِ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ه أهْوَ ُ‬ ‫ت وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫سكَرة َ ال َ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ف عَ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ّ‬‫ن ذال ِك ي ُ َ‬ ‫سوَرة َ الّرع ْد ِ فإ ِ ّ‬ ‫أيضا ُ‬
‫ه‪ ،‬وذكر جأماعة أن السواك يسهل خروج الروح لستياكه عند‬ ‫ْ‬ ‫سُر ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫شأن ِ ِ‬ ‫وَأي ْ َ‬
‫ُ‬
‫ي‬
‫ضوٍءء أع ْط ِ َ‬ ‫ت وَهُوَ ع ََلى وُ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ن أَتاه ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫موته«ِ وروى أنس عن النبي ‪َ » :‬‬
‫ة«ِ ‪.‬‬ ‫شَهاد َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪83 :‬‬
‫فصل في الصبر على المصائب‬

‫) ‪(1/93‬‬

‫َ‬ ‫ت إل َي ْهِ ت َد ْ ُ‬ ‫َ‬


‫ت‪،‬‬ ‫مو ْ ِ‬‫ن اب ْن ََها ِفي ال َ‬ ‫خب ُِره ُ أ ّ‬ ‫عوه ُ وَت ُ ْ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫ن بنتا ً له أْر َ‬ ‫أخرج الشيخان‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫عن ْد َه ُ‬‫ما أع ْطى وَكل شيٍءء ِ‬ ‫ه َ‬ ‫خذ وَل ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ن ل ِلهِ َ‬ ‫ها أ ّ‬ ‫خب ِْر َ‬ ‫جأعْ إلي َْها فأ ْ‬ ‫ل للرسول اْر ِ‬
‫َ‬
‫ذا‬‫من إ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫دي ال ُ‬ ‫ما ل ِعَب ْ ِ‬‫ب والبخاري‪َ » :‬‬ ‫س ْ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫صب َِر وَل ْت َ ْ‬ ‫مْرها فَل ْت َ ْ‬ ‫مى فَ ُ‬ ‫س ّ‬
‫م َ‬
‫ل ُ‬‫جأ ٍء‬
‫ب ِأ َ‬
‫ب‬ ‫ة«ِ وفي حديث‪» :‬م ُ‬ ‫قَبضت صفيه من أ َهْل الدنيا ث ُ َ‬
‫ن أصي َ‬ ‫َ ْ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ه إل ال َ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّْ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ُ َ ِ ّ ُ ِ ْ‬
‫ن القاضي حسينا ً من‬ ‫وكأ‬ ‫ب«ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫صا‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫بمصيبة فَل ْيذ ُك ُر مصيبته بي فَإنها أ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ َ َ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ُ ِ َ ٍء َ ْ ُ ِ َ َ ُ ِ‬
‫ل مؤمن أن يكون‬ ‫أكابر أئمتنا أخذ من هذا قوله الذي أقروه عليه‪ :‬يجب على ك ّ‬
‫ب إليه من نفسه وأهله‬ ‫ي أح ّ‬ ‫حزنه على فراقا أبويه‪ ،‬كما يجب عليه أن يكون النب ّ‬
‫لوَلى«ِ أي إنما يحمد الصبر عند‬ ‫عن ْد الصدمةِ ا ُ‬
‫ّ ْ َ‬ ‫صب ُْر ِ َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫وماله‪ ،‬وفي آخر‪» :‬إن ّ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫مفاجأأة المصيبة‪ ،‬وأما فيما بعد فيقع السلوّ طبعًا‪ ،‬ومن ثم قال بعضهم‪ :‬ينبغي‬
‫للعاقل أن يفعل بنفسه أّول أيام المصيبة ما يفعله الحمق بعد خمسة أيام‪.‬‬
‫جأَر«ِ وورد في حديث‪:‬‬ ‫ط ال ْ‬ ‫حب ِ ُ‬ ‫صيب َةِ ي ُ ْ‬ ‫م ِ‬‫عن ْد َ ال ُ‬ ‫خذ ِ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ب ع ََلى ال َ‬ ‫ضْر َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وفي آخر‪» :‬إ ّ‬
‫َ‬
‫ن الّناِر‪ .‬فقال أبو‬ ‫م َ‬ ‫ً‬
‫صنا ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫ث كاُنوا ل ُ‬ ‫حن ْ َ‬ ‫م ي َب ْلُغوا ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الوَلد ِ ل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م َثلث َ ً‬ ‫ن قَد ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫حدًا‪.‬‬ ‫وا‬
‫ّ ْ ُ َ ِ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ني‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫آخر‪:‬‬ ‫قال‬ ‫واثنين‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫اثنين‬ ‫قدمت‬ ‫عنه‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الدرداء‬
‫ل‬‫فا َ‬ ‫ن ال َط ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫ة«ِ وفي حديث مسلم‪:‬‬ ‫م ٍء‬‫صد ْ َ‬ ‫ن ذلك في أّول َ‬ ‫قال وواحدا ً َولك ِ ْ‬
‫خذ ُ بث َوبه‪ ،‬أوَ‬ ‫ل أ َبويه فَيأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وابها ي َت َل َ ّ‬ ‫َ‬
‫م أَباه ُ أوْ َقا َ َ َ ْ ِ َ ُ ِ ْ ِ ِ ْ‬ ‫حد ُهُ ْ‬‫قى أ َ‬ ‫ب أب ْ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫جن ّةِ أي ُ‬ ‫ص ال َ‬ ‫دعامي ُ‬ ‫َ‬
‫ن لِبي‬ ‫ٌ‬ ‫اب‬ ‫ت‬ ‫ما‬
‫ُ َ َ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ن‬ ‫»أ‬ ‫مسلم‪:‬‬ ‫خبر‬ ‫وفي‬ ‫ة«ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬
‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫تهي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫َِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫شاَءه ُ فَأك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ت إلي ْهِ ع َ َ‬ ‫جأاَء قَّرب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إل أنا‪ ،‬فَل َ‬ ‫حد ّث ُ ُ‬ ‫ت ل يُ َ‬ ‫قال ْ‬ ‫م‪ .‬فَ َ‬ ‫م سلي ٍء‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ح َ‬ ‫طل َ‬
‫هَ‬
‫تل ُ‬ ‫صن ّعَ ْ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫شرِ َ‬ ‫وَ َ‬

‫) ‪(1/94‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫مْنها‪.‬‬
‫ب ِ‬
‫صا َ‬ ‫شب ِعَ وَأ َ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫ما َرأت ْ ُ‬ ‫ك فَوَقَعَ ب َِها‪ ،‬فَل َ َ‬ ‫ل ذال ِ َ‬‫صن ّعُ قَب ْ َ‬‫ت ت َت َ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن ما َ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬‫أ ْ‬
‫ت فَط َل َُبوا عاريت َُهم‬ ‫ل ب َي ْ ٍء‬‫م أ َهْ َ‬ ‫عارِي َت َهُ ْ‬ ‫وما ً َأعاروا َ‬ ‫ن قَ ْ‬
‫َ‬
‫ت ل َوْ أ ّ‬
‫َقال َت‪ :‬يا أبا ط َل ْح َ َ َ‬
‫ة أَرأي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ب وَأتى إَلى‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ك‪،‬‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬‫ا‬
‫ْ ْ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫م‪:‬‬ ‫لي‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ْ ّ َ‬
‫ل‪ :‬ل َقال َت أ ُ‬ ‫َ‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫م؟ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫عو‬‫من َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ل َه َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ْ‬
‫ما«ِ‪.‬‬ ‫ما في ل َي ْل َت ِك َُ‬
‫ٍء‬
‫ك الله ل َك َُ‬ ‫ه‪ ،‬فقال باَر َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ر ُسول الله فَأ َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪85 :‬‬
‫وروي أن ابن عمر ضحك عند دفن ابنه فقيل له‪ :‬أتضحك؟ِ فقال‪ :‬أردت أن‬
‫أرغم الشيطان‪ .‬وقال أبو علي الرازي صحبت الفضيل ثلثين سنة ما رأيته‬
‫ضاحكا ً ول متبسما ً ول مستبشرا ً إل يوم مات ابنه علي فقيل له في ذلك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن الله أحب أمرا ً فأحببته‪.‬‬

‫) ‪(1/95‬‬

‫جأا ً إلى بيت الله‬‫وحكى اليافعي عن أبي الحسن السراج قال‪ :‬خرجأت حا ّ‬
‫ت‪ :‬والله ما‬ ‫الحرام‪ ،‬فبينما أنا أطوف وإذا بامرأة قد أضاء حسن وجأهها‪ ،‬فقل ُ‬
‫م والحزن‪،‬‬ ‫رأيت اليوم قط نضارة وحسنا ً مثل هذه المرأة وما ذاك إل لقلة اله ّ‬
‫فسمعت ذلك القول مني‪ ،‬فقالت‪ :‬كيفما قلت يا هذا الرجأل؟ِ والله إني لوثيقة‬
‫بالحزان ومكلومة الفؤاد بالهموم والشجان ما يشركني فيها أحد‪ ،‬فقلت لها‪:‬‬
‫حى بها ولي ولدان صغيران يلعبان‪،‬‬ ‫وكيف ذلك؟ِ قالت‪ :‬ذبح زوجأي شاة ً ض ّ‬
‫ً‬
‫وعلى ثديي طفل يرضع‪ ،‬فقمت لصنع طعاما إذ قال ابني الكبير للصغير‪ :‬أل‬
‫أريك كيف صنع أبي بالشاة؟ِ قال‪ :‬بلى‪ ،‬فأضجعه وذبحه وخرج هاربا ً نحو الجبل‬
‫فأكله ذئب‪ ،‬فانطلق أبوه في طلبه فأدركه العطش‪ ،‬فمات فوضعت الطفل‬
‫ب الطفل إلى البرمة‪ ،‬وهي على النار‬ ‫وخرجأت إلى الباب أنظر ما فعل أبوه‪ ،‬فد ّ‬
‫فألقى يده فيها وصبها على نفسه وهي تغلي‪ ،‬فانتثر لحمه على عظمه‪ ،‬فبلغ‬
‫ذلك ابنة لي كانت عند زوجأها فرمت بنفسها إلى الرض فوافقت أجألها‪،‬‬
‫فأفردني الدهر من بينهم‪ .‬فقلت لها‪ :‬فكيف صبرك على هذه المصائب‬
‫العظيمة؟ِ فقالت‪ :‬ما من أحد ميز الصبر والجزع إل وجأد بينهما منهاجأا ً متفاوتا‪ً،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وض‪.‬‬ ‫فأما الصبر بحسن العلنية‪ ،‬فمحمود العاقبة‪ ،‬وأما الجزع فصاحبه غير مع ّ‬
‫وحكي عن بعض المشايخ أنه رأى سفيان الثوري في المنام‪ ،‬فقال له‪ :‬كيف‬
‫دته‪ .‬فقال‪ :‬أي‬
‫رأيت الموت؟ِ فقال‪ :‬أما الموت فل تسأل عن عظمته وش ّ‬
‫العمال وجأدته أنفع؟ِ فقال‪ :‬كل عمل صالح أنفع‪ ،‬ولكنني نجوت من الحساب‬
‫باسترجأاعي وصبري عند مصيبة بولد لي مات‪ .‬فقال سبحانه وتعالى أنسيت‬
‫ت وحمدتني اذهب فقد غفرت لك سيئاتك‪،‬‬ ‫وقد قبضت ثمرة فؤادك‪ ،‬فاسترجأع َ‬
‫وضاعفت حسناتك‪ ،‬ورفعت درجأاتك‪ .‬غفر الله سيئاتنا وضاعف حسناتنا ورفع‬
‫درجأاتنا‪.‬‬

‫) ‪(1/96‬‬

‫)خاتمة( قال أصحابنا وغيرهم يتأكد لمن ابُتلي بمصيبة بميت أو في نفسه أو‬
‫ن{ )سورة البقرة‪:‬‬ ‫جأُعو َ‬ ‫أهله أو ماله‪ ،‬وإن خفت أن يكثر }إّنا ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إل َي ْهِ َرا ِ‬
‫ي خيرا ً منها لما وعد الله تعالى من‬ ‫‪ ،(156‬اللهم أجأرني في مصيبتي واخلف عل ّ‬
‫قال ذلك بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأنهم هم المهتدون‪ ،‬أي للترجأيح‬
‫خْيرًا«ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ف لَ ُ‬‫خل َ َ‬ ‫جأَره ُ الله وَأ َ ْ‬ ‫كآ َ‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫من َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫أو للجنة والثواب‪ .‬ولخبر مسلم‪» :‬إ ّ‬
‫ها‪،‬‬ ‫ل ع َهْد ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن طا َ‬ ‫صيب َةٍء فَت َذ َك ََر َ‬ ‫َ‬
‫ها وَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ب بِ ُ‬‫مةٍء أصي َ‬ ‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫سل ِم ٍء َول ُ‬ ‫م ْ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬‫وأحمد‪َ » :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عن ْد َ ذال ِ َ‬
‫ب«ِ وقال ابن‬ ‫صي َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫رها ي َوْ َ‬ ‫جأ ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫مث ْ َ‬‫ك‪ ،‬فَأع ْطاه ُ ِ‬ ‫جأد ّد َ الله ِ‬‫جأعُ إل َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ست َْر ِ‬
‫جأبير‪ :‬لقد أعطيت هذه المة عند المصيبة ما لم يعطه غيرهم ـــــ إنا لله وإنا‬
‫إليه راجأعون ـــــ ولو أوتوه لقاله يعقوب عليه السلم ولم يقل‪ :‬ـــــ يا أسفا ً‬
‫على يوسف ـــــ جأعَلنا الله من الصابرين في الضراء والشاكرين في السراء‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪85 :‬‬
‫فصل في التعزية‬
‫هَ‬ ‫َ‬
‫صابا فل ُ‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َّزى ُ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرج الترمذي عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫مث ْ ُ َ‬
‫ي ب ِرَِداٍءء«ِ وابن ماجأه‬ ‫س َ‬ ‫ن ع َّزى ث َك َْلى ك ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ وهو عن أبي برزة‪َ » :‬‬ ‫جأرِ ِ‬‫لأ ْ‬ ‫ِ‬
‫ساه ُ الله‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫إل‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫صي‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫خا‬‫والبيهقي عن عمرو بن حزم‪» :‬ما من مؤ ْمن يعزي أ ََ‬
‫َ‬ ‫ُ ِ ُ ِ َ ٍء‬ ‫َ ِ ْ ُ ِ ٍء ُ َ ّ‬
‫ة«ِ‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫مةِ ي َوْ َ‬ ‫حل َ ِ‬
‫ل الك ََرا َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫جأ ّ‬‫ع َّز وَ َ‬

‫) ‪(1/97‬‬

‫)تنبيه( إن التعزية وهي التصبير وذكر ما يسلي صاحب الميت ويخفف حزنه‪،‬‬
‫ون مصيبته مستحبة قبل مضي ثلثة أيام من بعد الدفن وتكره بعد مضيها‪،‬‬ ‫ويه ّ‬
‫م بالتعزية جأميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجأال‬ ‫ن أن يع ّ‬
‫ويس ّ‬
‫والنساء‪ ،‬ويكره لهم الجلوس لها وصنع طعام يجمعون الناس عليه لما روى‬
‫أحمد عن جأرير بن عبد الله البجلي قال‪ :‬كنا نعد ّ الجأتماع إلى أهل الميت‬
‫وصنعهم الطعام بعد دفنه من النياحة‪ .‬ويستحب لجيران أهل الميت ولو أجأانب‬
‫ومعارفهم‪ ،‬وإن لم يكونوا جأيرانا ً وأقاربه الباعد‪ ،‬وإن كانوا بغير بلد الميت أن‬
‫يصنعوا لهله طعاما ً يكفيهم يوما ً وليلة‪ .‬وأن يلحوا عليهم في الكل‪ ،‬ويحرم‬
‫صنعه للنائحة‪ ،‬لنه إعانة على معصية‪.‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪88 :‬‬
‫فصل في زيارة القبور‬
‫أخرج العقيلي عن أبي هريرة قال أبو رزين‪ :‬يا رسول الله إن طريقي على‬
‫م َيا‬‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ُ‬ ‫الموتى فهل لي كلم أتكلم به إذا مررت عليهم؟ِ قال‪ُ» :‬قل ال ّ‬
‫قبور من المسل ِمين والمؤمني َ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫شاَء‬ ‫ن َ‬ ‫م ت ُب َعٌ وَإ ِّنا إ ْ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬‫ح ُ‬‫ف وَن َ ْ‬ ‫سل َ ٌ‬‫م ل ََنا َ‬
‫ن أن ْت ُ ْ‬
‫ل ال ُ ُ ِ ِ َ ُ ْ ِ َ َ ُ ِ َ‬
‫ن َول‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬‫ن«ِ ‪ .‬قال أبو رزين‪ :‬هل يسمعون؟ِ قال‪ :‬ي َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫مل ِ‬ ‫الله ب ِك ُ ْ‬
‫ن‬
‫ضى أ ْ‬ ‫ن ُيجيبوا‪ :‬أي جأوابا ً يسمعه الحي‪ ،‬قال‪ :‬يا أَبا رزين‪ ،‬أل ت َْر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ة«ِ وابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن واسع قال‪:‬‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫م ال َ‬‫ك ب ِعَد َد ِه ِ ُ‬ ‫ي َُرد ّ ع َل َي ْ َ‬
‫ه«ِ‬ ‫وما ب َْعد ُ‬ ‫ً‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وما قَب ْل ُ‬ ‫معَةِ وَي َ ْ‬
‫ج ُ‬‫م ال ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬
‫ن ب ُِزّوارِه ِ ْ‬
‫مو َ‬ ‫َ‬
‫موَْتى ي َعْل ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫»ب َل َغَِني أ ّ‬
‫ما ِفي ك ُ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫حد ِه ِ َ‬‫ن َزاَر قَب َْر أب َوَي ْهِ أوْ أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والبيهقي عن محمد بن النعمان مرسلً‪َ » :‬‬
‫ب َباّرًا‪.‬‬ ‫ه وَك ُت ِ َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫معَةٍء غ ُ ِ‬ ‫جأ ُ‬
‫ُ‬

‫) ‪(1/98‬‬

‫ه‬
‫حب ّ ُ‬
‫ن يُ ِ‬
‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِفي قَب ْرِهِ إذا َزاَره ُ َ‬ ‫مي ّ ُ‬‫ن ال َ‬‫كو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬‫س َ‬ ‫وروي عن النبي أنه قال‪» :‬آن َ ُ‬
‫ن رسول الله خرج إلى المقبرة‪.‬‬ ‫في الد ّْنيا«ِ وأخرج مسلم عن أبي هريرة أ ّ‬
‫ن‪ .‬وزاد ابن‬ ‫قو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫مل ِ‬ ‫ن شاَء الله ب ِك ُ ْ‬ ‫ن‪ ،‬وإّنا إ ْ‬ ‫مني َ‬ ‫دار قَوْم ٍء ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫سل ُ‬
‫فقال‪ :‬ال ّ‬
‫م‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فت َْنا ب َعْد َهُ ْ‬
‫م َول ت َ ُ‬ ‫جأَرهُ ْ‬
‫مَنا أ ْ‬
‫حرِ ْ‬ ‫م ل تَ ْ‬‫السني عن عائشة رضي الله عنها‪ :‬اللهُ ّ‬
‫ب الجأساد‬ ‫وابن أبي شيبة عن الحسن قال‪ :‬من دخل المقابر‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ر ّ‬
‫البالية والعظام النخرة التي خرجأت من الدنيا‪ ،‬وهي بك مؤمنة أدخل عليها‬
‫روحا ً من عندك وسلما ً متى استغفر له كل مؤمن مات مذ خلق الله آدم‪.‬‬
‫وأخرجأه ابن أبي الدنيا بلفظ‪ :‬كتب الله له بعدد من مات من لدن آدم إلى أن‬
‫تقوم الساعة حسنات‪ .‬والبيهقي عن بشر بن منصور قال‪ :‬كان رجأل يختلف‬
‫إلى الجبانة فيشهد الصلة على الجنائز‪ ،‬فإذا أمسى وقف على باب المقابر‬
‫فقال‪ :‬آنس الله وحشتكم ورحم الله غربتكم وتجاوز الله عن سيئاتكم‪ ،‬وقبل‬
‫الله حسناتكم ل يزيد على هؤلء الكلمات‪ .‬قال ذلك الرجأل‪ :‬فأمسيت ذات‬
‫ليلة‪ ،‬فانصرفت إلى أهلي‪ ،‬ولم آت المقابر‪ ،‬فبينما أنا نائم إذا أنا بخلق كثير‬
‫ودتنا منك‬ ‫جأاؤوني‪ ،‬قلت‪ :‬من أنتم وما حاجأتكم؟ِ قالوا‪ :‬نحن أهل المقابر وقد ع ّ‬
‫هدية عند انصرافك إلى أهلك‪ .‬قلت‪ :‬وما هي؟ِ قالوا‪ :‬الدعوات التي كنت تدعو‬
‫بها‪ ،‬قلت‪ :‬فأنا أعود لذلك؟ِ قال‪ :‬فما تركتها بعد‪ .‬وقال محمد بن أحمد‬
‫المروزي‪ :‬سمعت أحمد بن حنبل يقول‪ :‬إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة‬
‫وذتين‪ ،‬واجأعلوا ثواب ذلك لهل المقابر فإنه يصل‬ ‫الكتاب والخلص والمع ّ‬
‫إليهم‪ .‬فالختيار أن يقول القارىء بعد فراغه‪ :‬اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى‬
‫فلن‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪89 :‬‬

‫) ‪(1/99‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ن رجأل ً رأى في النوم أهل القبور في بعض المقابر قد‬ ‫وحكى بعض أهل العلم أ ّ‬
‫ً‬
‫خرجأوا من قبورهم إلى ظأاهر المقبرة‪ ،‬وإذا بهم يلتقطون شيئا ما يدري ما هو‪،‬‬
‫قال‪ :‬فتعجب من ذلك‪ ،‬ورأيت رجأل ً منهم جأالسا ً ل يلتقط معهم شيئا ً فدنوت‬
‫وسألت‪ :‬ما الذي يلتقط هؤلء؟ِ فقال يلتقطون ما يهدي إليهم المسلمون من‬
‫قراءة القرآن والصدقة والدعاء‪ ،‬فقال‪ :‬فقلت له‪ :‬فلم ل تلتقط أنت معهم؟ِ أنا‬
‫ي كل‬ ‫ي؟ِ قال‪ :‬بختمة يقرؤها ويهديها إل ّ‬ ‫ي عن ذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬بأي شيء أنت غن ّ‬ ‫غن ّ‬
‫يوم ولدي يبيع الزلبية في السوقا الفلني‪ ،‬فلما استيقظت ذهبت إلى السوقا‬
‫حيث ذكر‪ ،‬فإذا شاب يبيع الزلبية ويحّرك شفتيه‪ ،‬فقلت‪ :‬بأي شيء تحّرك‬
‫دة من‬ ‫شفتيك؟ِ قال‪ :‬أقرأ القرآن وأهديه إلى والدي في قبره‪ ،‬قال‪ :‬فلبثت م ّ‬
‫دم‪ ،‬وإذا بالرجأل الذي كان‬ ‫الزمان ثم رأيت الموتى قد خرجأوا من القبور كما تق ّ‬
‫ل يلتقط صار يلتقط فاستيقظت وتعجبت من ذلك‪ ،‬ثم ذهبت إلى السوقا‬
‫لتعّرف خبر ولده‪ ،‬فوجأدته قد مات‪.‬‬
‫وحكي أن بعض النساء توفيت فرأتها في المنام امرأة تعرفها‪ ،‬فإذا عندها تحت‬
‫السرير آنية من نور مغطاة فسألتها‪ :‬ما هذه الوعية؟ِ فقالت‪ :‬فيها هدية أهداها‬
‫ي أبو أولدي البارحة‪ ،‬فلما استيقظت المرأة ذكرت ذلك لزوج الميتة فقال‪:‬‬ ‫إل ّ‬
‫قرأت البارحة شيئا من القرآن وأهديته إليها‪.‬‬‫ً‬
‫خاتمة‬
‫أخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس قال‪ :‬لعن رسول الله زائرات القبور‬
‫َ‬
‫ة‪،‬‬‫مَر ٍء‬‫جأ ْ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫جل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫والمتخذين عليها المساجأد والسرج‪ .‬ومسلم‪ :‬ل ْ‬
‫خير ل َه م َ‬
‫ر‪ .‬وابن منده عن‬ ‫ٍء‬ ‫على قَب ْ‬ ‫س َ‬‫جل ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جأل ْد ِهِ َ َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬
‫ص إلى ِ‬ ‫خل ُ َ‬‫حرِقاَ ث َِياَبه فَت َ ْ‬‫فَت َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ح ّ‬ ‫دمي أ َ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَتى تبيد ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ٍء‬
‫ن ُر ْ‬ ‫سَنا ِ‬
‫على أ ْ‬ ‫ن أطأ َ‬ ‫القاسم بن مخيمرة قال‪ :‬ل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫إلي من أ َ َ َ‬
‫مع َ‬‫س ِ‬
‫ن إذ َ‬ ‫قظا ُ‬ ‫ه لي َ ْ‬ ‫ن قَلب َ ُ‬ ‫ر‪ ،‬وإ ّ‬ ‫طىَء ع َلى قَب ْ ٍء‬ ‫جأل ً وَ ِ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ر‪ ،‬وإ ّ‬‫ن أطأ ع ََلى قَب ْ ٍء‬ ‫ّ ِ ْ ْ‬
‫عني َول ت ُؤ ِْذني‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬
‫ر‪ :‬إلي ْ َ‬‫قب ْ ِ‬
‫ن ال َ‬‫م َ‬ ‫وتا ً ِ‬ ‫ص ْ‬
‫َ‬

‫) ‪(1/100‬‬

‫)تنبيهان‪ :‬أحدهما( قال أصحابنا‪ :‬تحرم الصلة إلى قبور النبياء والولياء‬
‫والشهداء والعلماء تبركا ً بذي القبر وإعظاما ً له‪ ،‬وإيقاد السراج على القبور‬
‫ل‪ .‬وثانيهما قال جأماعة من أصحابنا‪ ،‬وتبعهم النووي‬ ‫وتبركا ً وتعظيما ً به وإن ق ّ‬
‫في شرح مسلم بحرمة الجلوس والوطء على القبر‪ ،‬وجأزم آخرون كالنووي‬
‫وغيره بالكراهة بل حاجأة‪ ،‬وفقنا الله لطاعته‪ ،‬وأنالنا من سوابغ رضاه وهباته‪،‬‬
‫وحمانا من موجأبات سخطه وأليم عقوباته آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪89 :‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫) ‪(1/101‬‬

‫ة{ )سورة فصلت‪6 :‬‬ ‫كا َ‬‫ن الّز َ‬ ‫ن ل ي ُؤ ُْتو َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬


‫ذي َ‬ ‫كي َ‬ ‫ل ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫شرِ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬وَوَي ْ ٌ‬
‫ما‬
‫ن بِ َ‬ ‫ُ‬
‫خلو َ‬‫ن ي َب ْ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬
‫سب َ ّ‬‫ح َ‬‫ـــــ ‪ (7‬سماهم المشركين؛ وقال تعالى ـــــ }َول ت َ ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫خُلوا ب ِهِ ي َوْ َ‬


‫م‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سي ُط َوُّقو َ‬ ‫م َ‬ ‫شّر ل َهُ ْ‬ ‫ل هُوَ َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َهُ ْ‬ ‫ضل ِهِ هُوَ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م الله ِ‬ ‫آَتاهُ ُ‬
‫ب‬‫ن الذ ّهَ َ‬ ‫ن ي َكن ُِزو َ‬ ‫ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫مةِ { )سورة آل عمران‪ (180 :‬وقال تعالى ـــــ‪َ} :‬وال ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ِ‬
‫حمي ع َلي َْها في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ب ِعَ َ‬ ‫َ‬
‫ل الله فب َ ّ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ب أِليم ٍء ي َوْ َ‬ ‫ذا ٍء‬ ‫شْرهُ ْ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫قوها ِفي َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ة ول ي َن ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ّ‬ ‫وال ِ‬
‫ُ‬
‫م فذوقوا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سك ْ‬‫ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫م لن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م هاذا ما كن َْزت ُ ْ‬ ‫م وَظأُهوُرهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫جأُنوُبه ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫جأَباهُهُ ْ‬ ‫وى ب َِها ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جأهَن ّم ِ فت ُك َ‬ ‫َنارِ َ‬
‫ن{ )سورة التوبة‪ 34 :‬ـــــ ‪ (35‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة‬ ‫ما ك ُن ْ ُ ْ َ ِ ُ َ‬
‫زو‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫قَها إل إ َ‬
‫ذا‬ ‫ح ّ‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫دي‬ ‫يؤ‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫و‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫صا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫قال‪:‬‬
‫ّ ِ َْ َ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ ِ َ ٍء ْ ِ ّ ٍء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كوى ِبها‬ ‫م فَي ُ ْ‬ ‫َ ِ َ َ ّ َ‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫في‬ ‫يه‬
‫حمي ع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ن َنارٍء فَأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫فائ ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ف ْ‬‫ص َ‬‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫عيد َ ْ‬ ‫تأ ِ‬ ‫ما ب ََرد َ ْ‬ ‫ه«ِ أي يوسع جأسمه لها كلها وإن كثرت »ك ُل ّ َ‬ ‫جأِبيُنه وَظأ َهُْر ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫جأن ْب ُ ُ‬ ‫َ‬
‫هَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ِ ُ‬ ‫ل‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫رى‬ ‫ََ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫د‪،‬‬‫ِ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َْ َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ضي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫خمسي‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ ُ ُ‬ ‫دا‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ ْ ٍء‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫لَ ُ‬
‫لل‬ ‫ب إب ْ ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما إَلى الّناِر‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الله فالبل؟ِ قال‪َ :‬ول َ‬ ‫جن ّةِ وَإ ِ ّ‬ ‫ما إلى ال َ‬ ‫إ ّ‬
‫قاع‬ ‫ح لها ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫مةِ ب ُط ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ُوروِدها إل إذا كا َ‬ ‫قها ي َوْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قَها وَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫من َْها َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ي ُؤ َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫هها‬ ‫ه بأْفوا ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫فاِفها‪ ،‬وت َعَ ّ‬ ‫خ َ‬‫حدا ت َطؤه ُ بأ ْ‬ ‫منها َفصيل وا ِ‬ ‫قد ُ ِ‬ ‫ف ِ‬‫ت ل يَ ْ‬ ‫ما كان َ ْ‬ ‫قَْرَقر أوفََر َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مّر ع َل َي ْهِ أولها َرد ّ ع َلي ْهِ أ ْ‬
‫َ‬
‫سن َةٍء‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل َ‬ ‫سي َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫داُره ُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وم كا َ‬ ‫َ‬ ‫ها في ي َ ْ‬ ‫خَرا َ‬ ‫ك ُّلما َ‬
‫ما إلى الّناِر‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول‬ ‫جن ّةِ وإ َ‬ ‫ما إلى ال َ‬ ‫هإ ّ‬ ‫سبيل َ ُ‬ ‫ن العَِباِد‪ ،‬فيرى َ‬ ‫ضى َبي َ‬ ‫ق َ‬ ‫حتى ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الله فالبقر‬

‫) ‪(1/102‬‬

‫م‬
‫ن ي َوْ َ‬ ‫ذا َ‬
‫كا َ‬ ‫ما إل إ َ‬ ‫قهُ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ما َ‬ ‫من ْهُ َ‬ ‫دى ِ‬ ‫قرٍء َول غ َن َم ٍء ل يؤ ّ‬ ‫ب بَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫والغنم؟ِ قال‪َ :‬ول َ‬
‫صَباُء‬ ‫حاُء ول ع َ ْ‬ ‫ْ‬
‫جأل َ‬ ‫صاء‪َ ،‬ول َ‬ ‫ق َ‬ ‫س ِفيها ع َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫شيئا لي ْ َ‬ ‫قد ُ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح َلها ِبقاٍءع قَْرقََر ل ي َ ْ‬ ‫مةِ ب َط َ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‪ ،‬رد ّ ع َلي ْهِ أخراها في ي َوْم ٍء‬ ‫مّر ع َلي ْهِ أْول َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه بقرونها‪ ،‬وَت َطؤه ُ بأظألِفها كل َ‬
‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫ت َن ْط ُ‬
‫ه إما إلى‬ ‫َ‬
‫ن العَِباد ِ فَي ََرى سبيل ُ‬ ‫ضى ب َي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫سن َ ٍء‬
‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫ن أل َ‬ ‫ن مقداُره ُ خمسي َ‬ ‫كا َ‬
‫ن آَتاه ُ الله‬ ‫م ْ‬ ‫ما إلى الّناِر«ِ والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫جّنة وإ ّ‬ ‫ال َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫مةِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ه ي َوْ َ‬‫ه زبيبتان ُيطوّق ُ‬ ‫شجاعا أقَرع َ ل ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫مال ُ‬ ‫ه َ‬‫مثل ل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م يؤد ّ َزكات َ ُ‬ ‫مال فل ْ‬ ‫َ‬
‫مالك أنا ك َن ُْزك‪َ.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أَنا َ‬ ‫خذ بلهزمتيه‪ ،‬أي شد ْقي ْ ِ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫ة‪ ،‬ث ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪89 :‬‬

‫) ‪(1/103‬‬

‫والشيخان عن الحنف بن قيس قال‪ :‬جألست إلى مل من قريش‪ ،‬فجاء رجأل‬


‫حسن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال‪ :‬بشر الكانزين‬
‫برضف يحمى عليها في نار جأهنم‪ ،‬ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج‬
‫من نغض كتفه‪ ،‬ويوضع على نغص كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه‪ ،‬فيتزلزل‪ .‬ثم‬
‫ولى‪ ،‬فجلس إلى سارية وتبعته وجألست إليه‪ ،‬وأنا ل أدري من هو فقلت له‪ :‬ل‬
‫أرى القوم إل قد كرهوا الذي قلت‪ .‬قال‪ :‬إنهم ل يعقلون شيئًا‪ .‬والبيهقي عن‬
‫َ‬ ‫خال َط َت الصدقَ ُ َ‬
‫ه‪ ،‬أي‬ ‫دت ُ‬‫س َ‬‫مال ً إل أفْ َ‬ ‫كاة ُ َ‬ ‫ة أوْ َقال َ ِ‬
‫ت الّز َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ما َ‬
‫عائشة رضي الله عنها‪َ :‬‬
‫كاةِ‬‫مان ِعُ الّز َ‬ ‫ما تركت في مال ولم تخرج منه إل أهلكته‪ .‬والطبراني عن أنس‪َ :‬‬
‫ة‪ ،‬وإيتاِء الّز َ‬ ‫ُ‬
‫كاةِ‬ ‫مْرَنا ِبإَقام ِ ال ّ‬
‫صل ِ‬ ‫مةِ في الّناِر‪ .‬وصح عن ابن مسعود‪ :‬أ ِ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ي َُز ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫م ي ُؤ ْ ِ‬
‫ة‪ ،‬وَل ْ‬‫صل َ‬‫م ال ّ‬ ‫ن أَقا َ‬
‫م ْ‬
‫ه‪ ،‬وفي رواية عن عبد الله‪َ :‬‬ ‫ك َفل َ‬
‫صلة َ ل ُ‬ ‫نل ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه‬
‫ل ي ُب ْل ِغُ ُ‬‫ما ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ .‬وروي عن ابن عباس‪َ :‬‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ه عَ َ‬ ‫فعُ ُ‬ ‫سل ِم ٍء ي َن ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫ة‪ ،‬فَل َي ْ َ‬
‫كا َ‬ ‫الّز َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫مو ْ َ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬‫ة ِ‬ ‫جأعَ َ‬‫ل الّر ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه‪ ،‬وَل َ ْ‬
‫م ي َُز ّ‬ ‫ب الّز َ‬
‫كاة ُ ِفي ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ج أوْ ت َ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت الله‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ج ب َي ْ ِ‬‫ح ّ‬‫َ‬
‫ق الله يا بن عباس فإنما يسأل الرجأعة الكفار‪ ،‬فقال ابن‬ ‫فقال له رجأل‪ :‬ات ِ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ن قب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرَزقَناك ْ‬ ‫م ّ‬‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬
‫عباس سأتلو عليك بذلك قرآنا‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬وأن ْ ِ‬
‫ل رب ل َول أ َخرتني إلى َ أ َجأل قَريب فَأ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قا{ أي‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫َ ٍء ِ ٍء‬ ‫ّ ْ َِ‬ ‫قو ُ َ ّ ْ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫حد َك ُ ْ‬
‫ن ي َأِتي أ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن )سورة المنافقون‪ (10 :‬أي أحج‪.‬‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫دي الزكاة وأك ُ ْ‬ ‫أؤ ّ‬

‫) ‪(1/104‬‬

‫وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله تعالى‪ :‬أن جأماعة من التابعين خرجأوا لزيارة‬
‫أبي سنان‪ ،‬فلما دخلوا عليه وجألسوا عنده‪ ،‬قال‪ :‬قوموا بنا نزور جأارا ً لنا مات‬
‫ونعزيه‪ ،‬قال محمد بن يوسف الغرباني فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجأل‪،‬‬
‫فوجأدناه كثير البكاء والجزع على أخيه‪ ،‬فجعلنا نعزيه ونسليه‪ ،‬وهو ل يقبل‬
‫تسلية ول عزاء‪ ،‬فقلنا له‪ :‬أما تعلم أن الموت سبيل ل بد ّ منه قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن‬
‫على ما أصبح وأمسى فيه أخي من العذاب فقلنا له قد أطلعك الله على‬
‫ويت عليه التراب‪ ،‬وانصرف الناس عنه‪،‬‬ ‫الغيب؟ِ قال‪ :‬ل ولكن لما دفنته وس ّ‬
‫ً‬
‫وجألست عند قبره‪ ،‬وإذا صوت من قبره يقول‪ :‬آه أفردوني وحيدا أقاسي‬
‫العذاب قد كنت أصوم قد كنت أصلي‪ .‬قال‪ :‬فأبكاني كلمه فنبشت التراب عنه‬
‫لنظر ما حاله‪ ،‬وإذا القبر يلمع فيه نار‪ ،‬وفي عنقه طوقا من نار‪ ،‬فحملتني‬
‫وة ومددة يدي لرفع الطوقا من رقبته‪ ،‬فاحترقت أصابعي ويدي‪ ،‬ثم‬ ‫شفقة الخ ّ‬
‫أخرج إلينا يده فإذا هي سوداء محترقة قال‪ :‬فرددت عليه التراب‪ ،‬وانصرفت‬
‫فكيف ل أبكي على حاله وأحزن عليه؟ِ فقلنا‪ :‬فما كان أخوك يعمل في الدنيا؟ِ‬
‫قال‪ :‬كان ل يؤدي الزكاة من ماله قال‪ :‬فقلنا‪ :‬هذا تصديق قوله تعالى‪} :‬ل‬
‫شّر ل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫خي ٌْر ل َهُ ْ‬
‫م بَ ْ‬
‫ل هُوَ َ‬ ‫ن فَ ْ‬
‫ضل ِهِ هُوَ َ‬ ‫م ْ‬
‫م الله ِ‬ ‫ما آَتاهُ ُ‬‫ن بِ َ‬‫خُلو َ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬
‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬
‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬
‫تَ ْ‬
‫مةِ { )سورة آل عمران‪.(180 :‬‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ُ‬
‫خلوا ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫ن ما ب َ ِ‬ ‫وقو َ‬ ‫سيط ّ‬ ‫َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪89 :‬‬
‫خاتمة في ذم البخل‬

‫) ‪(1/105‬‬

‫ن أ ََبدًا«ِ وأبو‬ ‫مؤ ْ ِ‬


‫م ٍء‬ ‫ل ُ‬‫جأ ٍء‬
‫ب َر ُ‬‫ل ِفي قَل ْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن والب ُ ْ‬ ‫معُ اليما ُ‬ ‫جت َ ِ‬
‫أخرج ابن عدي‪» :‬ل ي َ ْ‬
‫حقَ الشح شيٌء‪ .‬والخطيب يقولون‪ :‬أو يقول قائلكم‬ ‫م ْ‬ ‫يعلى‪ :‬ما محق السلم َ‬
‫الشحيح أغدر من الظالم‪ ،‬وأيّ ظألم أظألم عند الله من الشح يحلف الله تعالى‬
‫ل كُ ّ‬
‫ل‬ ‫بعزته وعظمته وجألله أن ل يدخل الجنة شحيح ول بخيل‪ .‬والديلمي‪ :‬الوَي ْ ُ‬
‫ح‬
‫صل ُ‬‫شَر‪ .‬والطبراني والبيهقي َ‬ ‫م ع ََلى َرب ّهِ ب ِ َ‬ ‫ر‪ ،‬وَقَد ِ َ‬‫خي ْ ٍء‬‫ه بِ َ‬ ‫عَيال َ ُ‬ ‫ن ت ََر َ‬
‫ك ِ‬ ‫م ْ‬
‫ل لِ َ‬
‫الوَي ْ ِ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ن‪ ،‬وَي َهْل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬‫ل وال َ‬ ‫خ ِ‬‫ها ِبالب ُ ْ‬ ‫خُر َ‬ ‫كآ ِ‬ ‫قي ِ‬‫مةِ بالّزهْد ِ والي َ ِ‬ ‫ل هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫أوّ ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪89 :‬‬
‫فصل في زكاة الذهب والفضة‬
‫اعلم أنه تجب الزكاة في الذهب إذا بلغ عشرين مثقالً‪ ،‬وفي الفضة إذا بلغت‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫م حول بعد أن ملكهما‪ ،‬وأنه ل يجوز‬ ‫مائتي درهم ففيهما يجب ربع عشرهما إذا ت ّ‬
‫له تأخيرها بعد تمامه‪ ،‬لما روى أحمد وابن خزيمة وحبان وأبو يعلى عن ابن‬
‫مسعود إن لوي الزكاة‪ ،‬أي مؤخرها من جأملة الملعونين عن لسان محمد ‪.‬‬
‫ة‪ ،‬فإن أخرها وهو قادر على أدائها ضمنها‪ .‬ولو‬ ‫ده كبير ً‬‫ومن ثم جأزم بعضهم بع ّ‬
‫امتنع من أدائها جأاحدا ً وجأوبها كفر وقتل بكفره كما يقتل المرتد‪ ،‬وإن منعها‬
‫بخل ً بها أخذت منه قهرا ً وعّزر‪ ،‬فإن امتنع بمنعة قاتله المام‪ ،‬وأنه يشترط في‬
‫صرف الزكاة نية زكاة المال أو صدقة المال المفروضة عند دفعها‪ ،‬أو عزلها أو‬
‫دقا بجميع ماله‪ ،‬ولم ينوِ الزكاة لم تسقط زكاته‬ ‫إعطائها الوكيل‪ ،‬فلو تص ّ‬
‫وإعطاؤها للمستحقين‪ ،‬فلو أعطاها لكافر أو عبد غير مكاتب أو مكفي بنفقة‬
‫زوج أو قريب‪ ،‬أو غني ملك كفاية العمر الغالب‪ ،‬أو وجأد كسبا ً لئقا ً حلل ً يقع‬
‫موقعا ً من حاجأته‪ ،‬أو لهاشمي أو مطلبي أو مواليهما لم يقع عن الزكاة‪.‬‬

‫) ‪(1/106‬‬

‫وحكى الحصني‪ :‬أنه كان بعض الناس يخرج زكاته ثلث مرات ويقول‪ :‬يحتمل‬
‫أن الذي أخذها غير مستحق‪ ،‬ومن يقدر على هذه العقوبات‪ ،‬فبادر يا ابن آدم‬
‫إلى تخليص ذمتك بأداء زكاة مالك قبل أن يأتي بغتة عذاب ربك‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪95 :‬‬
‫وع‬ ‫فصل في صدقة التط ّ‬
‫صد َقَ َ‬
‫ة‬ ‫ن ال ّ‬ ‫صد ُّقوا فَإ ِ ّ‬ ‫أخرج الطبراني عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ت َ َ‬
‫مَرةٍء‬ ‫شق ّ ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫قوا الّناَر وَلوْ ب ِ ِ‬ ‫ن الّناِر«ِ والشيخان عن عدي بن حاتم‪» :‬ات ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫كاك ُك ُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ة‬
‫ميت َ َ‬ ‫من َعُ ِ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫صد َقَ ُ‬ ‫ة«ِ والقضاعي عن أبي هريرة‪» :‬ال ّ‬ ‫مةٍء ط َي ّب َ ٍء‬ ‫دوا فَب ِك َل ِ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫حّر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أهْل َِها َ‬ ‫فىُء ع َ ْ‬ ‫ة لت ُط ِ‬ ‫صد َق َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سوِء«ِ والطبراني عن عقبة بن عامر‪» :‬إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ه«ِ‪ .‬والبيهقي عن أبي‬ ‫َ‬
‫صد َقت ِ ِ‬ ‫مةِ في ظأ ِل َ‬‫ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ست َظ ِل المؤ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫قُبوِر‪ ،‬وإن ّ َ‬ ‫ال ُ‬
‫ه الله ع َلى الّناِر«ِ والنسائي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫م شهْوَت َ ُ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاه ُ ال ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن أطعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫هريرة‪َ » :‬‬
‫ن الماِء‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫عمر‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫والحاكم‬
‫َ َ َ ُ ُ َْ َ ّ ُ َِ ُ َ َ ُ ِ َ‬ ‫َ ْ‬
‫م«ِ وفي رواية‪:‬‬ ‫عا ٍء‬ ‫سْبعمائ َةِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫خن ْد َ ٍء‬ ‫ل َ‬ ‫خَناد ِقاَ ك ُ ّ‬ ‫سب ْعَ َ‬ ‫ن الّنارِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حّتى يروَيه ب َعّد َه ُ الله ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫»‬ ‫عباس‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫والنسائي‬ ‫م«ِ‬ ‫ٍء‬ ‫عا‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ئ‬ ‫مسما‬ ‫ْ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫سي‬ ‫م‬
‫ْ َ ْ ِ َ ِ َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ َْ َ‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫»‬
‫ه‬
‫من ُْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ِ‬ ‫َ َ َ‬‫دا‬ ‫ما‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫ظ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫إل‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ثوب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫َ ُ ْ‬ ‫م‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫س ٍء‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬
‫ض ً‬ ‫ها إل قَب ْ َ‬ ‫مهُْر َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ً‬
‫حوَْراَء ع َْينا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ة«ِ والعقيلي عن ابن عمر‪» :‬ك َ ْ‬ ‫خْرقَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ر«ِ وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري‪» :‬أي ّ َ‬ ‫م ٍء‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مث ْلَها ِ‬ ‫حن ْطةٍء أوْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ة‪ ،‬وَأي ّ َ‬ ‫جن ّ ِ‬‫مارِ ال َ‬ ‫ن ثِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه الله ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫جأوٍءع أطعَ َ‬ ‫منا على ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أطعَ َ‬ ‫م ٍء‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫تو‬‫ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ َ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫رحي‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫إ‬‫م‬ ‫َ‬ ‫ظأ‬ ‫على‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫من‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫قى‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٍء‬ ‫ُ‬ ‫ٍء‬ ‫ُ‬

‫) ‪(1/107‬‬

‫َ‬
‫ة«ِ وأبو‬ ‫جن ّ ِ‬
‫ل ال َ‬ ‫حل َ ِ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬
‫مةِ ِ‬‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬‫ساه ُ الله ي َوْ َ‬‫منا ً ع ََلى عْرى ك َ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫سا ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ٍء‬‫مؤ ْ ِ‬‫ما ُ‬
‫وَأي ّ َ‬
‫هَم ٍء‬ ‫حت ِهِ ب ِد ِْر‬
‫ص ّ‬‫حَيات ِهِ وَ ِ‬
‫ل ِفي َ‬ ‫جأ ُ‬
‫صد ّقاُ الّر ُ‬
‫ن ي َت َ َ‬
‫داود وابن حبان عن أبي سعيد‪» :‬ل ْ‬
‫ْ‬ ‫خير م َ‬
‫سيأِتي‬ ‫صد ُّقوا فَ َ‬ ‫ه«ِ والشيخان عن حارثة‪» :‬ت َ َ‬ ‫موْت ِ ِ‬
‫عن ْد َ َ‬
‫صد ّقاَ ِبمال ِهِ ِ‬‫ن ي َت َ َ‬‫نأ ْ‬ ‫َ ٌْ ِ ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫س‬
‫م ِ‬‫ت بال ْ‬ ‫ل الذي يأتيه بها ل َوْ ِ‬
‫جأئ ْ َ‬ ‫صد َقَت ِهِ َفيقو ُ‬ ‫جأ ُ‬
‫ل بِ َ‬ ‫شي الّر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫ما ٌ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫م َز َ‬
‫قب َُلها«ِ والبيهقي عن أبي‬ ‫َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫جد ُ َ‬ ‫ة ِلي ِفيها َفل ي َ ِ‬ ‫جأ َ‬
‫حا َ‬‫ن َفل َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫قب ِل ُْتها‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫لَ َ‬
‫صل َةٍء إل َزاد َه ُ الله ِبها‬ ‫َ‬
‫صد َقَةٍء أوْ ِ‬ ‫ب ع َط ِي ّةٍء ب ِ َ‬ ‫ل َبا َ‬‫جأ ّ‬
‫ح َر ُ‬ ‫ما فَت َ َ‬
‫هريرة‪َ » :‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪96 :‬‬

‫) ‪(1/108‬‬

‫ة«ِ والطبراني‬ ‫ريد ُ ِبها ك َث َْرة ً إل َزاد َه ُ الله ِبها قل ً‬


‫َ‬ ‫سأل َةٍء ي ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما فتح ع َب ْد ٌ باب َ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫ك َث َْر ً‬
‫م«ِ والبيهقي عن‬ ‫ن َرد ّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ما أفْل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي َك َذ ُِبو َ‬ ‫كي َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ول أ ّ‬ ‫عن أبي أمامة‪» :‬ل َ ْ‬
‫ة«ِ وأحمد‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫طى ك ُت ِ َ‬ ‫جأهِ الله فَأع ْ َ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫سئ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ابن عمر‪َ » :‬‬
‫ي ع َلى ِذي‬ ‫َ‬ ‫ة وَه ِ َ‬ ‫َ‬
‫صد َق ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كي ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ع َلى ال َ‬ ‫صد َق ُ‬ ‫والترمذي عن سلمان بن عامر‪» :‬ال ّ‬
‫ب‬‫ب الّر ّ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫فىُء غ َ‬ ‫ْ‬
‫سّر ت ُط ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫َ‬
‫صد َق ُ‬ ‫ة«ِ وابن حبان‪َ » :‬‬ ‫صل َ ٌ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫حم ِ ِثنتا ِ‬ ‫الّر ْ‬
‫سوِء«ِ وابن عدي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫َ َ ِ َ‬ ‫ر‬ ‫صا‬ ‫م‬ ‫قي‬ ‫ي‬
‫َ ْ ُ ِ َِ‬ ‫ف‬ ‫رو‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫ُ ْ ِ َ ِ ْ‬ ‫ر‪،‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫صل ُ ّ ْ ِ ُ ِ ُ‬
‫د‬ ‫زي‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عن أبي هريرة‪» :‬أع ْ ُ‬
‫ذا‬‫س«ِ وهو عن جأابر‪» :‬إ َ‬ ‫جأاَء ع َلى فََر ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫طوا ال ّ‬
‫َ‬
‫رقًا«ِ وابن عساكر عن ابن عمر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫مح‬ ‫ل َفضُعوا في ي َد ِهِ وَل َوْ ظأ ِْلفا ً ُ‬ ‫سائ ِ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫أَتاك ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫»ما ع ََلى أ َحدك ُم إ َ َ‬
‫ن َوال ِد َي ْهِ إذا‬ ‫جعََلها ع َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وع أ ْ‬ ‫ة ت َط َ ّ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫صد ّقاَ ل ِل ّهِ َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ذا أَراد َ أ ْ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن أجأورهما‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫بغير‬ ‫هما‬ ‫ر‬ ‫جأو‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ما‪،‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ر‬ ‫جأ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫مين‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كا ُ ْ َ‬
‫سل‬ ‫م‬ ‫نا‬
‫َ‬
‫جأَرى ن َْهرا ً‬ ‫عْلما ً أ َو أ َ‬ ‫ّ‬
‫ْ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ع َل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫سب ْعٌ تجري للعَب ْد ِ وهُوَ ِفي قَب ْرِ ِ‬ ‫شيئًا«ِ والبزار‪َ » :‬‬
‫ك وََلدًا‪،‬‬ ‫حفًا‪ ،‬أ َوْ ت ََر َ‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ُ‬ ‫جدا ً أوْ وَّر َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خلً‪ ،‬أوْ ب ََنى َ‬
‫َ‬ ‫فَر ب ِْئرًا‪ ،‬أ َوْ غ ََرس ن َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫أوْ َ‬
‫َ‬
‫فلةٍء‬ ‫ل بِ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ه«ِ ومسلم عن أبي هريرة أن النبي قال‪» :‬ب َي َْنا َر ُ‬ ‫موْت ِ ِ‬ ‫ه ب َعْد َ َ‬ ‫فُر ل َ ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫حى ذال ِكَ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن فَت َن َ ّ‬ ‫ة ُفل ٍء‬ ‫ق َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ق َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل‪ :‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫حاب َةٍء ي َ ُ‬ ‫س َ‬ ‫وتا في َ‬ ‫ص ْ‬ ‫مع َ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َ‬ ‫من الْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ذال ِكَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ست َوْع َب َ ْ‬ ‫ج َقد ا ْ‬ ‫شَرا ِ‬ ‫ن ت ِلك ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫شْر َ‬ ‫ة‪ ،‬فَِإذا َ‬ ‫حّر ٍء‬ ‫ماَءه ُ ِفي َ‬ ‫ب فَأْفرغ َ‬ ‫سحا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ه‪َ :‬يا‬ ‫َ‬
‫لل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ .‬ف َ‬ ‫حات ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل الماَء ِبم ْ‬ ‫حو ّ ُ‬ ‫م في حديقت ِهِ ي ُ َ‬ ‫ل قائ ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ذا َر ُ‬ ‫َ‬
‫الماَء‪ ،‬فت َت َب ّعَ الماَء‪ ،‬فإ َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫م ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ك؟ِ َقال‪ :‬فل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ع َب ْد َ الله َ‬

‫) ‪(1/109‬‬

‫مي؟ِ َقا َ‬ ‫ل ل َه‪ :‬يا عبد الله لم ت َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬


‫ل‪ :‬إني‬ ‫س ِ‬ ‫عن ا ْ‬ ‫سألني َ‬ ‫ِ َ َ ْ‬ ‫قا َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫حاب َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫معَ ِفي ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫سم‪ ،‬فَ َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ة ُفل َ ٍء‬ ‫ق َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ق َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب الذي هاذا ماؤ ُه ُ ي َ ُ‬ ‫ً‬
‫س ِ‬ ‫لا ْ‬
‫َ‬
‫حا ِ‬ ‫س َ‬ ‫وتا في ال ّ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫صد ّقاُ ب ُِثلث ِ ِ‬ ‫من َْها فَأت َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ت هاذا فإِني أن ْظُر إلى َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما إذ ْ قُل َ‬ ‫ل‪ :‬أ َ‬ ‫صن َعُ ِفيها؟ِ َقا َ‬ ‫تَ ْ‬
‫عياِلي ُثلثا وَأرد ّ ِفيها ث ُلثا«ِ وابن صصري عن ابن عباس أن النبي قال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ل أَنا وَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َوآك ُ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫م ت َلب َ ْ‬ ‫ساِئل‪ ،‬فل ْ‬ ‫ة فَناوَلْتها ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت الل ْ‬ ‫جأ ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ة‪ ،‬فأ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ق َ‬ ‫مها ل ْ‬ ‫مَرأة ً وفي ف ِ‬ ‫سائ ِل ا ْ‬ ‫»أَتى َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫دو في أثر الذئ ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ت َعْ ُ‬ ‫جأ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫هف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫حت َ َ‬ ‫ب‪ ،‬فا ْ‬ ‫جأاَء ذ ِئ ِ ٌ‬ ‫ت غلما‪ ،‬فلما ت ََرع َْرع َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ن ُرزِقَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫لك‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ابني‪،‬‬ ‫ابني‬ ‫تقول‬ ‫وهي‬
‫ّ ِ ّ ِ ْ ِ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫ة«ِ ‪ .‬وابن النجار عن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ها‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫قرئ ُ َ‬ ‫مهِ الله ي ُ ْ‬ ‫ل‪ :‬قُ ْ ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ ٌ ِ َ ٍء‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫لل ّ‬
‫ْ‬
‫ل ي َأِتي َوكَر‬ ‫جأ ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن في َ‬ ‫كا َ‬ ‫أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫طائر كل ّما أ َفْر َ ْ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ك الطائ ُِر إلى الله ت ََعالى َ‬ ‫كا ذال ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫خي ْهِ فَ َ‬ ‫خذ ُ فَْر َ‬ ‫خ ي َأ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫َ ِ‬
‫ما َ‬ ‫ه‪ ،‬فََلما أ َفَْر َ‬ ‫فَأ َوحى الله تعاَلى إل َيه إن عاد فَ ُ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ك الّر ُ‬ ‫ج ذال ِ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫خ َ‬ ‫سأهْل ِك ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ه َيتَغذا ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ل‪ ،‬فَأع ْطاه ُ َرِغيفا كا َ‬ ‫سائ ِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫قي ُ‬ ‫قْري َةِ ل ِ‬ ‫ق ال َ‬ ‫ري ِ‬ ‫ن في ط ِ‬ ‫ما كا َ‬ ‫ج‪ ،‬فَل َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هما‬ ‫وا ُ‬‫ن وَأب َ َ‬
‫خي ْ ِ‬‫فْر َ‬ ‫خذ َ ال َ‬‫صعَد َ فَأ َ‬ ‫ه‪ .‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬ ‫ضع َ س ل ّ َ‬
‫م ُ‬ ‫حّتى أَتى الوِك َْر فَوَ َ‬ ‫ضى َ‬ ‫م َ‬‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫د‪،‬‬ ‫ذا إ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف الميعاد َ وَقد ْ وَع َد ْت ََنا أن ّك ت ُهْل ِك ها َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عا َ‬‫ذا َ‬ ‫خل ِ ُ‬‫قال‪َ :‬رب َّنا إن ّك ل ت َ ْ‬ ‫ن إلي ْهِ ف َ‬ ‫ي َن ْظرا ِ‬
‫حدا ً‬ ‫ك أَ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ما أني ل أهْل ِ‬ ‫م ت َعْل َ‬ ‫ما أل ْ‬ ‫حى الله إلي ْهِ َ‬ ‫ه فأوْ َ‬ ‫م ت ُهْل ِك ُ‬ ‫خذ َ فْر َ‬
‫خي َْنا‪ ،‬وَل ْ‬ ‫عاد َ فأ َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫ميت َةِ‬‫مهِ ب ِ َ‬ ‫صد ّقاَ َفي ي َوْ ِ‬ ‫تَ َ‬

‫) ‪(1/110‬‬

‫سوٍءء«ِ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪96 :‬‬
‫وحكى اليافعي عن جأعفر بن سليمان قال‪ :‬مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة‪،‬‬
‫مل وإذا شاب جأالس ما رأيت أحسن وجأها ً‬ ‫فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر ُيع َ‬
‫منه‪ ،‬وإذا هو يأمر ببناء القصر وهو يقول افعلوا واصنعوا؛ فقال لي مالك أما‬
‫ترى إلى هذا الشاب وحسن وجأهه وحرصه على هذا البناء‪ ،‬ما أحوجأني إلى أن‬
‫أسأل ربي يخلصه‪ ،‬فلعله يجعله من شباب أهل الجنة‪ ،‬يا جأعفر ادخل بنا إليه؛‬
‫قال جأعفر‪ :‬فدخلنا وسلمنا فرد ّ السلم‪ ،‬ولم يعرف مالكًا‪ ،‬فلما عرفه قام إليه‬
‫فقال‪ :‬ما حاجأتك‪ :‬قال‪ :‬كم نويت أن تنفق على هذا القصر؟ِ قال‪ :‬مائة ألف‬
‫درهم؛ قال‪ :‬أل تعطيني هذا المال فأضعه في حقه‪ ،‬وأضمن لك على الله عز‬
‫وجأل قصرا ً خيرا ً من هذا القصر بولدانه وخدمه وقبابه وخيمه من ياقوتة حمراء‬
‫مرصعا ً بالجواهر‪ ،‬ترابه الزعفران وملطه المسك‪ ،‬أفسح من قصرك هذا ل‬
‫ن قال له الجليل‪ :‬كن فكان؛ فقال‪ :‬فخلني‬ ‫يخرب‪ ،‬لم يمسه يدان ولم يبنه با ٍء‬
‫ي غدًا‪ ،‬فقال‪ :‬نعم قال جأعفر‪ :‬فبات مالك وهو يفكر في الشاب‪،‬‬ ‫الليلة وبكر عل ّ‬
‫فلما كان وقت السحر دعا فأكثر من الدعاء‪ ،‬فلما أصبحنا غدونا‪ ،‬فإذا بالشاب‬
‫جأالس‪ ،‬فلما عاين مالكا ً هش إليه ثم قال‪ :‬ما تقول فيما قلت بالمس؟ِ قال‪:‬‬
‫تفعل‪ ،‬قال‪ :‬نعم فأحضر البدر ودعا بدواة وقرطاس‪ .‬ثم كتب‪ :‬بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلن بن فلن إني ضمنت لك على‬
‫الله قصرا ً بدل قصرك بصفته كما وصفت‪ ،‬والزيادة على الله‪ ،‬واشتريت لك‬
‫ل ظأليل بقرب العزيز‬ ‫بهذا المال قصرا ً في الجنة أفسح من قصرك في ظأ ّ‬
‫الجليل‪.‬‬

‫) ‪(1/111‬‬

‫ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب وحملنا المال‪ ،‬فما أمسى مالك حتى ما‬
‫بقي عنده فوقا مقدار قوت ليلة‪ ،‬وما أتى على الشاب أربعون يوما ً حتى وجأد‬
‫مالك كتابا ً موضوعا ً في المحراب عندما انفتل من صلة الغداة‪ ،‬فأخذه ونشره‬
‫فإذا في ظأهره مكتوب بل مداد‪ :‬هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن‬
‫دينار‪ ،‬ووفينا الشاب القصر الذي ضمنت له وزيادة سبعين ضعفًا‪ .‬قال‪ :‬فبقي‬
‫مالك متعجبا ً وأخذ الكتاب‪ ،‬فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب‪ ،‬فإذا الباب مسدود‬
‫والبكاء في الدار‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما فعل الشاب؟ِ قالوا‪ :‬مات بالمس‪ ،‬فأحضرنا‬
‫دثنا كيف صنعت؟ِ‬‫الغاسل فقلنا له‪ :‬أنت غسلته؟ِ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال مالك‪ :‬فح ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ت وكفنتني فاجأعل هذا الكتاب بين كفني‬ ‫قال‪ :‬قال لي قبل الموت إذا أنا م ّ‬
‫وبدني‪ ،‬فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه ودفنته معه‪ ،‬فأخرج مالك الكتاب‪ ،‬فقال‬
‫ي‪ .‬قال‬ ‫الغاسل هذا الكتاب بعينه‪ ،‬والذي قبضه لقد جأعلته بين كفنه وبدنه بيد ّ‬
‫فكثر البكاء فقام شاب آخر فقال‪ :‬يا مالك خذ مني مائتي ألف دينار واضمن لي‬
‫مثل هذا‪ .‬قال‪ :‬هيهات كان ما كان وفات ما فات والله يحكم ما يريد‪ .‬قال‪:‬‬
‫فكان مالك كلما ذكر الشاب بكى ودعا له‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪96 :‬‬
‫وحكي أيضا ً عن جأعفر بن خطاب قال‪ :‬وقف على بابي سائل فقلت لزوجأتي‬
‫ن للسائل ففعلت‪ ،‬فلما‬ ‫هل معك شيء؟ِ قالت‪ :‬أربع بيضات‪ ،‬فقلت‪ :‬ادفعيه ّ‬
‫ي بعض إخواني مخلة فيها بيض فقلت لزوجأتي؛ كم‬ ‫انصرف السائل أهدى إل ّ‬
‫فيها من بيضة؟ِ فقالت‪ :‬ثلثون بيضة‪ .‬فقلت لها‪ :‬ويحك أعطيت السائل أربع‬
‫بيضات‪ ،‬وجأاءك ثلثون أين حساب هذا‪ .‬فقالت‪ :‬هي أربعون إل أن عشرا ً‬
‫مكسورات‪ ،‬وقيل في هذه الحكاية كانت ثلث من البيض الذي أعطت السائل‬
‫ن عشر على صفتها‪.‬‬ ‫صحيحات‪ ،‬وواحدة مكسورة فجاء بكل واحدة منه ّ‬
‫) ‪(1/112‬‬

‫وحكي أيضا ً عن الشبلي قال‪ :‬خرجأت ذات يوم أريد البادية فرأيت شابا ً صغير‬
‫ن نحيل الجسم أشعث أغبر عليه ثياب رثة‪ ،‬وهو جأالس في الجبانة يمرغ‬ ‫الس ّ‬
‫خديه بين القبور‪ ،‬وجأعل يرمق السماء تارة بعد تارة‪ ،‬ويحرك شفتيه وتسيل‬
‫الدموع من عينيه‪ ،‬وهو مستغرقا في الدعاء والذكر والستغفار‪ ،‬ول يشغله‬
‫شاغل عن التسبيح والتقديس والتحميد والتمجيد والتعظيم‪ ،‬فلما رأيت الشاب‬
‫على تلك الحالة مالت نفسي إليه‪ ،‬وطابت على لقائه‪ ،‬فتركت الطريق التي‬
‫أروح عليها وقصدت نحوه‪ ،‬فلما رآني أقبلت إليه انتهض من مكانه‪ ،‬وقام يمشي‬
‫هاربا ً مني‪ ،‬فنّهضت نفسي في اتباعه لعلي ألحقه‪ ،‬فلم أقدر على إدراكه فقلت‬
‫ي الله فقال‪ :‬الله‪ ،‬فقلت بحقه إل ما صبرت‪ ،‬فأشار بأصبعه ل‬ ‫له‪ :‬رفقا ً يا ول ّ‬
‫أفعل‪ .‬وقال‪ :‬الله فقلت‪ :‬إن كان حقا ً ما تقول‪ ،‬فأرني صدقك مع الله تعالى‬
‫ل يا الله‪ :‬فوقع في الرض مغشيا ً عليه‪ ،‬فدنوت منه وحركته‪،‬‬
‫فنادى بصوت عا ٍء‬
‫فإذا هو ميت من ساعته‪ ،‬فوهمت من ذلك‪ ،‬وتعجبت من حاله‪ ،‬وصدقه مع الله‬
‫وة إل بالله‬
‫تعالى‪ ،‬وقلت‪ :‬يختص برحمته من يشاء ـــــ وقلت‪ :‬ل حول ول ق ّ‬
‫العلي العظيم‪.‬‬

‫) ‪(1/113‬‬

‫ي من أحياء العرب لخذ في جأهازه وإصلح‬ ‫ثم تركته في موضعه وسرت إلى ح َ‬
‫شأنه‪ ،‬فلما رجأعت إليه حجب عني فطلبته في المكان‪ ،‬فلم أجأد له أثرا ً ول‬
‫سمعت له خبرا ً فبقيت متحّيرًا‪ ،‬وقلت‪ :‬حجب عني هذا الشاب‪ ،‬ومن سبقني‬
‫إليه فسمعت قائل ً يقول لي‪ :‬يا شبلي قد كفيت أمر الفتى وما توله إل‬
‫الملئكة‪ ،‬فعليك أنت بعبادة ربك وأكثر الصدقة من مالك‪ ،‬فما بلغ الفتى ما بلغ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫إل بصدقته يوما ً في الدهر‪ ،‬فقلت‪ :‬سألتك بالله إل أخبرتني بصدقته يوما ً في‬
‫الدهر ما هي؟ِ فقال‪ :‬يا شبلي إن هذا الفتى كان في أّول عمره مذنبا ً عاصيا ً‬
‫فاسقا ً زانيًا‪ ،‬فعرض الله عليه رؤيا أفزعته وأقلقته‪ ،‬وهي أنه رأى في المنام‬
‫إحليله قد رجأع ثعبانا ً ودار بفيه‪ ،‬ثم إنه أطلق من فيه لهب النار‪ ،‬فأحرقته حتى‬
‫عاد كالفحمة السوداء‪ ،‬فقام فزعا ً مرعوبا ً وخرج فاّرا ً بنفسه مشتغل ً بعبادة‬
‫ربه‪ ،‬وله اليوم منذ رجأع إلى طاعة ربه اثنتا عشرة سنة‪ ،‬وهو على حالة التضّرع‬
‫والخشوع‪ ،‬فلما كان أمس وقف له سائل سأله قوت يومه‪ ،‬فخلع ثيابه وسلمها‬
‫إليه‪ ،‬ففرح السائل بذلك‪ ،‬وبسط كفيه‪ ،‬ودعا له بالمغفرة‪ ،‬فأجأاب الله دعاءه‬
‫ل‬
‫سائ ِ ِ‬ ‫فيه ببركة الصدقة التي فّرحه بها كما جأاء في الحديث‪ :‬اغ ْت َن ِ ُ‬
‫موا د َع ْوَة َ ال ّ‬
‫ة‪.‬‬ ‫حةِ قَل ْب ِهِ ِبال َ‬
‫صد ّقَ ِ‬ ‫عن ْد َ فَْر َ‬
‫ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪96 :‬‬
‫خاتمة في مدح السخاء والجود‬

‫) ‪(1/114‬‬

‫شجار الجن َ‬ ‫شجرة ٌ م َ‬


‫ت‬‫مت َد َل ِّيا ٌ‬‫صاُنها ُ‬ ‫ة‪ ،‬أغ ْ َ‬ ‫نأ ْ َ ِ َ ّ ِ‬ ‫خاُء َ َ َ ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫أخرج البخاري والبيهقي‪ :‬ال ّ‬
‫ْ‬
‫جَرة ٌ‬ ‫ش َ‬ ‫ل َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ة‪ .‬والب ُ ْ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن إلى ال َ‬ ‫ص ُ‬‫ك الغُ ْ‬ ‫من َْها َقاد َه ُ ذال ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ٍء‬ ‫خذ ُ ب ِغُ ْ‬
‫ص‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫في الد ّن َْيا‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫صاِنها‬ ‫ن أغ ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ص ٍء‬ ‫خذ ُ ب ِغُ ْ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت إلى الد ّْنيا‪ ،‬فَ َ‬ ‫مت َد َلَيا ٌ‬ ‫صاُنها ُ‬ ‫جارِ الّناِر‪ ،‬أغ ْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقاد َه ُ ذال ِ َ‬
‫خَياِء‪ .‬والطبراني‪ :‬إ ّ‬ ‫س ِ‬‫داُر ال ْ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ُ‬‫ن إلى الّناِر‪ .‬وابن عدي‪ :‬ال َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ك الغُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ي َقري ٌ‬ ‫خ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫خَياِء‪ .‬والترمذي والبيهقي‪ :‬ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫ه ب َي ْ ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫جن ّةِ ب َْيتا‪ ،‬ي ُ َ‬ ‫ِفي ال َ‬
‫ن الله‪،‬‬ ‫م َ‬‫ل ب َِعيد ٌ ِ‬
‫َ‬
‫خي ُ‬ ‫ن الّناِر‪ .‬والب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬ب َِعيد ٌ ِ‬ ‫جن ّ ِ‬‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫س قَ ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫الله‪ ،‬قَ ِ‬
‫ب إلى‬ ‫ح ّ‬ ‫يأ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن الّناِر‪ .‬والجاه ِ ُ‬ ‫م َ‬‫ب ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ة‪ ،‬قَ ِ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫س‪ ،‬ب َِعيد ٌ ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫بِعيد ٌ ِ‬
‫ض‬
‫ت الْر ُ‬ ‫َ‬
‫ي قال ِ‬ ‫َ‬ ‫خ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ل وقال سلمان الفارسي‪ :‬إذا َ‬ ‫خي ٍء‬ ‫عاب ِد ٍء ب َ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫الله ِ‬
‫والحفظة‪ :‬يا رب تجاوز عن عبدك بسخائه في الدنيا‪ .‬وإذا مات البخيل قالت‪:‬‬
‫اللهم احجب هذا العبد عن الجنة كما حجب عبادك عما في يده من الدنيا‪ .‬وقد‬
‫صح‪ :‬أن رسول كان أجأود من الريح المرسلة‪ .‬وصح أيضًا‪ :‬أنه لما مرض كان‬
‫ي ليتصدقا بها‪ ،‬فاشتغلت بإغمائه‬ ‫عنده سبعة دنانير‪ ،‬فأمر عائشة أن تعطيها لعل ّ‬
‫ي‪ ،‬فأمست ليلة موته ‪ ،‬وليس عندها‬ ‫فكان كلما أفاقا أمر بذلك حتى أعطتها لعل ّ‬
‫شيء فاحتاجأت لمصباح‪ .‬فأرسلت إلى امرأة من نسائه تطلب منها سمنًا‪،‬‬
‫دقا‪ ،‬فوافق ذلك مال ً عندي‬ ‫وقال عمر رضي الله عنه‪ :‬أمرنا رسول الله أن نتص ّ‬
‫ً‬
‫فقلت‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر رضي الله عنه إن سبقته يوما‪ ،‬فجئت بنصف مالي‪،‬‬
‫ه«ِ فأتى أبو بكر رضي الله عنه‬ ‫مث ْل َ ُ‬‫ت ِ‬ ‫قل ْ ُ‬‫ك فَ ُ‬ ‫ت ل َهْل ِ َ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫ما أب ْ َ‬ ‫فقال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ت لهْل ِك«ِ ؟ِ قال‪ :‬أبقيت لهم الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قي ْ َ‬ ‫ما أب ْ َ‬ ‫بكل ماله‪ .‬فقال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫يٍءء أبدا‪ .‬وروى الطبراني‪ :‬أن عمر رضي الله‬ ‫ً‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ساب ِ ُ‬‫ورسوله‪ ،‬فقلت‪ :‬ل أ َ‬
‫عنه أرسل مع‬

‫) ‪(1/115‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫غلمه بأربعمائة دينار لبي عبيدة بن الجراح‪ ،‬وأمره بالتأني ليرى ما يصنع فيها‪،‬‬
‫فذهب بها إليه وأعطاها له‪ ،‬وتأنى يسيرا ً ففرقها كلها‪.‬‬
‫فرجأع الغلم لعمر فأخبره‪ .‬فوجأده قد أعد ّ مثلها لمعاذبن جأبل‪ ،‬فأرسلها معه‬
‫إليه‪ ،‬وأمره بالتأني كذلك ففعل‪ ،‬ففرقها فاطلعت زوجأته وقالت‪ :‬نحن والله‬
‫مساكين فاعطنا‪ .‬فلم يبق في الخرقة إل ديناران فأعطاهما لها‪ .‬فرجأع الغلم‬
‫لعمر وأخبره فسّر بذلك وقال‪ :‬إنهم إخوة بعضهم من بعض‪ .‬وجأاء بسند حسن‪:‬‬
‫إن زوجأة طلحة بن عبيد الله رأت منه ثقل ً فقالت له‪ :‬ما لك؟ِ لعله رابك منا‬
‫شيء فنعتبك‪ .‬قال‪ :‬ل ولنعم حليلة المرء المسلم أنت‪ ،‬ولكن اجأتمع عندي مال‬
‫ول أدري كيف أصنع؟ِ قالت‪ :‬وما يغمك منه‪ .‬ادع قومك فاقسمه بينهم فقال‪ :‬يا‬
‫ي بقومي‪ .‬فكان جأملة ما قسم أربعمائة ألف‪.‬‬ ‫غلم عل ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪102 :‬‬

‫) ‪(1/116‬‬

‫وفي الرياض النضرة أعطى طلحة أعرابيا ً سأله ثلثمائة ألف‪ ،‬وباع أرضا ً من‬
‫عثمان بسبعمائة ألف فحملها إليه‪ .‬فلما جأاء بها قال‪ :‬إن رجأل ً يبيت عنده هذه‬
‫في بيته ل يدري ما يطرقه من أمر الله‪ .‬فبات ورسله تختلف في سكك المدينة‬
‫حتى أسحر وما عنده منها درهم‪ .‬وبعث عبد الله بن الزبير إلى عائشة رضي‬
‫الله عنها بمال في غرارتين عدته ثمانون ومائة ألف درهم وهي صائمة‪ .‬فجعلت‬
‫تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فقالت لجاريتها‪ :‬هلمي‬
‫فطوري‪ .‬فجاءت بخبز وزيت فقالت لها الجارية‪ :‬فما استطعت فيما قسمت‬
‫كرتني‬ ‫في هذا اليوم أن تشتري لنا لحما ً بدرهم؟ِ قالت ل تعنفيني لو كنت ذ ّ‬
‫لفعلت‪ .‬ووصل عبد الرحمن بن عوف أزواج النبي بمال بلغ أربعين ألفا ً وأوصى‬
‫بحديقة لمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف‪ .‬ولمن بقي من أهل بدر لكل‬
‫رجأل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها؛ وهي أيضا ً بخمسين ألف دينار؛ وألف‬
‫فرس في سبيل الله وباع أرضا ً له من عثمان بأربعين ألف دينار؛ فقسم ذلك‬
‫دقا على‬ ‫المال في رحمه بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين‪ ،‬وتص ّ‬
‫عهد رسول الله بشطر ماله أربعة آلف درهم؛ ثم بأربعين ألف دينار‪ ،‬ثم‬
‫خمسمائة فرس في سبيل الله؛ ثم وردت له قافلة من تجارة بالشام‪ ،‬فحملها‬
‫إلى رسول الله ؛ فدعا له النبي بالجنة؛ فنزل جأبريل فقال‪ :‬إن الله يقرئك‬
‫السلم ويقول لك‪ :‬أقرىء عبد الرحمان السلم وبشره بالجنة رضي الله عنهم‬
‫وعنا معهم‪.‬‬
‫وحكي لما قدم إمامنا الشافعي رضي الله عنه من صنعاء إلى مكة كان معه‬
‫ب‬
‫عشرة آلف دينار‪ ،‬فقيل له‪ :‬تشتري بها ضيعة؛ فضرب خيمة خارج مكة وص ّ‬
‫الدنانير‪ ،‬فكل من دخل عليه أعطاه قبضة‪ ،‬فلما جأاء وقت الظهر قام ونفض‬
‫الثوب ولم يبق شيء‪ .‬وقيل‪ :‬إن أمه قالت له‪ :‬لو دخلت ومعك درهم ما سلمت‬
‫عليك‪ .‬يا ابن آدم أنفق ينفق عليك ووسع يوسع عليك‪ ،‬ول تقتر فيقتر عليك‬
‫واشترِ بالفاني الباقي قبل أن تبلغ النفس التراقي‪.‬‬

‫) ‪(1/117‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪102 :‬‬


‫فصل في الضيافة‬
‫ف على‬ ‫ضي ْ ُ‬
‫ل ال ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا د َ َ‬‫أخرج الديلمي عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله ‪» » :‬إ َ‬
‫م«ِ «ِ وأبو الشيخ عن أبي‬ ‫فَرةِ ذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ج بِ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫ج َ‬‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ب ِرِْزقِهِ وَإ ِ َ‬ ‫خ َ‬ ‫قوْم ِ د َ َ‬ ‫ال َ‬
‫قرصافة‪ :‬إذا أراد الله تعالى لقوم خيرا أهدى إليهم هدية‪ .‬الضيف ينزل برزقه‪،‬‬ ‫ً‬
‫ويرتحل برزقه‪ ،‬وقد غفر الله لهل المنزل‪ .‬وابن أبي الدنيا عن حبان بن أبي‬
‫جأندة‪ :‬إن أسرع صدقة إلى السماء أن يضع الرجأل طعاما ً طيبًا‪ ،‬ثم يدعو إليه‬
‫ةل‬ ‫ن الملئ ِك َ َ‬ ‫ناسا ً من إخوانه‪ .‬والحكيم الترمذي عن عائشة رضي الله عنها‪ :‬إ ّ‬
‫َ‬
‫ة‪ .‬والحاكم عن أبي هريرة‪:‬‬ ‫ضوع َ ً‬ ‫مو ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫مائ ِد َت ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا َ‬‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫صّلي ع ََلى أ َ‬ ‫ل تُ َ‬ ‫ت ََزا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‬‫ن ذ َب َ َ‬‫م ْ‬ ‫ه الله ع ََلى الّناِر‪ .‬وهو عن جأابر‪َ :‬‬ ‫م ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫شهْوَت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫خاه ُ ال ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ن أط ْعَ َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫ن الّناِر‪ .‬والشيخان عن أبي هريرة‪ :‬جأاء رجأل إلى‬ ‫ُ ِ َ‬‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ء‬ ‫دا‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫لِ َ ْ ِ ِ ِ َ ً َ ْ ِ َ‬
‫ف‬ ‫كا‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫بي‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ه‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫النبي فقال‪ :‬إني مجهود‪ ،‬فأرسل‪ ،‬إلي بعض نسائه فقالت‪ :‬والذي بعثك بالحق‬
‫ن مثل‬ ‫ما عندي إل ماء‪ .‬ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كله ّ‬
‫ة؛ فقال‬ ‫ف هاذا الل ّي ْل َ‬
‫َ‬ ‫ن ُيضي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذلك‪ :‬ل والذي بعثك بالحق ما عندي إل ماء‪ .‬فقال‪َ :‬‬
‫رجأل من النصار‪ :‬أنا يا رسول الله‪ ،‬فانطلق به إلى رحله فقال لمرأته‪ :‬أكرمي‬
‫ضيف رسول الله ‪ .‬وفي رواية‪ :‬قال لمرأته هل عندك شيء؟ِ قالت‪ :‬ل إل قوت‬
‫وميهم‪ ،‬وإذا دخل ضيفنا‬ ‫صبياني‪ .‬قال‪ :‬فعلليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فن ّ‬
‫فأطفئي السراج‪ ،‬وأريه أنا نأكل‪ ،‬فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين‪ ،‬فلما أصبح‬
‫ة«ِ ‪ .‬فأنزل الله‪:‬‬ ‫ما الل ّي ْل َ َ‬ ‫فك ُ َ‬ ‫ضي ْ ِ‬‫ب الله ب ِ َ‬ ‫عج َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫غدا على رسول الله ‪ :‬فقال‪» :‬ل َ َ‬
‫ة{ )سورة الحشر‪.(9 :‬‬ ‫ص ٌ‬‫صا َ‬ ‫خ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِهِ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَل َوْ َ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ع ََلى أ َن ْ ُ‬ ‫}َويؤ ْث ُِرو َ‬

‫) ‪(1/118‬‬

‫وحكى اليافعي عن الشيخ أبي الربيع المالقي أنه قال‪ :‬سمعت بامرأة من‬
‫الصالحات في بعض القرى اشتهر أمرها‪ .‬وكان من دأبنا أن ل نزور امرأة‪،‬‬
‫فدعت الحاجأة إلى زيارتها للطلع على الكرامة التي اشتهرت عنها‪ ،‬وكانت‬
‫تدعى بالفضة‪ .‬فنزلنا القرية التي هي فيها‪ ،‬فذكر لنا أن عندها شاة تحلب لبنا ً‬
‫وعسلً‪ ،‬فاشترينا قدحا ً جأديدا ً لم يوضع فيه شيء ومضينا إليها وسلمنا عليها‪.‬‬
‫ثم قلنا لها‪ :‬نريد أن نرى هذه البركة التي ذكرت لنا عن هذه الشاة التي‬
‫عندكم‪ ،‬فأخذنا الشاة وحلبناها في القدح فشربنا لبنا ً وعسلً‪ .‬فلما رأينا ذلك‬
‫سألناها عن قصة الشاة؟ِ فقالت‪ :‬نعم كانت لنا شويهة‪ ،‬ونحن قوم فقراء ولم‬
‫يكن لنا شيء‪ .‬فحضر العبد فقال لي زوجأي‪ :‬وكان رجأل ً صالحًا‪ ،‬نذبح هذه‬
‫الشاة في هذا اليوم‪ ،‬قلت له‪ :‬ل تفعل فإنه قد رخص لنا في الترك‪ ،‬والله يعلم‬
‫حاجأتنا إليها‪ ،‬فاتفق أن استضاف بنا في ذلك اليوم ضيف‪ ،‬ولم يكن عندنا قرى‬
‫فقلت له‪ :‬يا رجأل هذا ضيف‪ ،‬وقد أمرنا بإكرامه‪ ،‬فخذ تلك الشاة فاذبحها قال‪:‬‬
‫فخفنا أن يبكي عليها صغارنا‪ ،‬فقلت له‪ :‬أخرجأها من البيت إلى وراء الجدار‬
‫فاذبحها‪ .‬فلما أراقا دمها قفزت شاة على الجدار فنزلت إلى البيت‪ ،‬فخشيت‬
‫أن تكون قد انفلتت منه‪ ،‬فخرجأت لنظرها‪ .‬فإذا هو يسلخ الشاة فقلت له‪ :‬يا‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫رجأل عجبا ً وذكرت له القصة‪ ،‬فقال‪ :‬لعل الله أبدلنا خيرا ً منها‪ ،‬فكانت تلك‬
‫تحلب اللبن‪ ،‬وهذه تحلب اللبن والعسل ببركة إكرامنا الضيف‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪105 :‬‬
‫فصل في الزهد‬

‫) ‪(1/119‬‬

‫ريد ُ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫حْرث ِ ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫خَرةِ ن ُزِد ْ ل َ ُ‬ ‫ث ال ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫ريد ُ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫ب{ )سورة الشورى‪(20 :‬‬ ‫ن ِنصي ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه في ال ِ‬ ‫من َْها َوما ل ُ‬ ‫ث الد ّْنيا ن ُؤ ْت ِهِ ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫َ‬
‫وأخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما‪ .‬قال‪» :‬أخذ رسول الله بمنكبي‬
‫ل«ِ وكان ابن عمر يقول‪ :‬إذا‬ ‫سبي ٍء‬ ‫عاب ُِر َ‬ ‫ب أ َوْ َ‬ ‫ك غ ََري ٌ‬ ‫ن ِفي الد ّن َْيا ك َأ َن ّ َ‬ ‫فقال‪» :‬ك ُ ْ‬
‫أمسيت فل تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فل تنتظر المساء‪ ،‬وخذ من صحتك‬
‫لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك‪ .‬وابن ماجأه عن سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جأاء رجأل إلى النبي فقال‪ :‬دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني‬
‫حب ّ َ‬
‫ك‬ ‫س يُ ِ‬ ‫دي الّنا‬ ‫َ‬ ‫حب ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ك الله‪ ،‬واْزهَد ْ ِفيما ِفي أي ْ ِ‬ ‫الناس؟ِ قال‪» :‬اْزهَد ْ ِفي الد ّْنيا ي ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫خذ َ‬ ‫فيهِ أ ِ‬ ‫ما ي َك ْ ِ‬ ‫من َْها فَوْقاَ َ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كوا الد ّْنيا لهْل َِها َفإ ّ‬ ‫س«ِ والديلمي‪» :‬ات ُْر ُ‬ ‫الّنا ُ‬
‫ل َول‬ ‫حل ِ‬ ‫ريم ِ ال َ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ب ِت َ ْ‬ ‫َ‬
‫هاد َة ُ ِفي الد ّْنيا لي ْ َ‬ ‫شعُُر«ِ والترمذي‪» :‬الّز َ‬ ‫فهِ وَهُوَ ل ي َ ْ‬ ‫حت ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ما ِفي ي َد ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما ِفي ي َد ِ‬ ‫ك أوْث َقَ ب ِ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ن ل ت َكو َ‬ ‫هاد َة َ ِفي الد ّْنيا أ ْ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫مال‪َ ،‬ولك ِ ّ‬ ‫عة ال َ‬ ‫ضا َ‬ ‫إ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ِفيها لوْ أن َّها ل َ‬ ‫َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك«ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ت‪ ،‬أْرغ َ َ‬ ‫صب ْ َ‬ ‫تأ ِ‬ ‫ذا أن ْ َ‬ ‫صيب َةِ إ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن ِفي ث َ َ‬ ‫ن ت َكو َ‬ ‫الله‪ ،‬وأ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ة ِفيها ت ُكث ُِر الهَ ّ‬ ‫ن‪ ،‬والّرغ ْب َ ُ‬ ‫ب َوالب َد َ َ‬ ‫قل َ‬‫ْ‬ ‫ح ال َ‬ ‫ري ُ‬ ‫والقضاعي‪ :‬الّزهْد ُ ِفي الد ّْنيا ي ُ ِ‬
‫ب‪ .‬والطبراني‪ :‬تفرغوا من هموم الدنيا ما‬ ‫قل ْ َ‬ ‫سي ال َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ة تُ َ‬‫طال َ ُ‬
‫ن والب َ َ‬ ‫حْز ُ‬ ‫وال ُ‬
‫استطعتم‪ ،‬فأنه من كانت الدنيا أكثر همه أفشى الله ضيعته وجأعل الله فقره‬
‫بين عينيه‪ ،‬ومن كانت الخرة أكثر همه جأمع الله تعالى أمره‪ ،‬وجأعل غناه في‬
‫قلبه‪ ،‬وما أقبل عبد بقلبه إلى الله‪ ،‬جأعل الله قلوب المؤمنين تغدو إليه بالود ّ‬
‫والرحمة‪ ،‬وكان الله بكل خير إليه أسرع‪.‬‬

‫) ‪(1/120‬‬

‫والشيخان قالت عائشة رضي الله عنها‪ :‬ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين‬
‫متتابعين حتى قبض‪ .‬والترمذي قال عبد الله بن مسعود‪ :‬نام رسول الله على‬
‫حصير فقام وقد أثر في جأنبه فقلنا‪ :‬يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء؟ِ فقال‪:‬‬
‫ست َظ َ ّ‬ ‫َ‬
‫ح‬
‫م َرا َ‬ ‫جَرةٍء ث ُ ّ‬
‫ش َ‬ ‫ت َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫با ْ‬‫ما أَنا ِفي الد ّْنيا إل ك ََراك ِ ٍء‬ ‫ما ِلي وَِللد ّْنيا َ‬ ‫» َ‬
‫وَت ََركَها«ِ ‪ .‬وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬لم يمتلىء جأوف النبي‬ ‫َ‬
‫ب إليه من الغنى‪ ،‬وإن‬ ‫شبعا ً قط‪ ،‬ولم يبث شكوى إلى أحد‪ ،‬وكانت الفاقة أح ّ‬
‫ل جأائعا ً يلتوي طول ليلته من الجوع‪ ،‬فل يمنعه صيام يومه‪ ،‬ولو شاء‬ ‫كان ليظ ّ‬
‫سأل ربه جأميع كنوز الرض وثمارها ورغد عيشها‪ ،‬فأعطي‪ ،‬ولقد كنت أبكي له‬
‫رحمة مما أرى‪ ،‬وأمسح بيدي على بطنه مما به من الجوع‪ ،‬وأقول‪ :‬نفسي لك‬
‫واني‬
‫خ َ‬
‫ما ِلي وَِللد ّْنيا إ ْ‬ ‫ة َ‬‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫الفداء لو تبلغت من الدنيا بما يقوتك‪ ،‬فيقول‪َ» :‬يا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬
‫ضوا ع َلى‬ ‫م َ‬ ‫ن هذا‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما هُوَ أشد ّ ِ‬ ‫صب َُروا ع ََلى َ‬
‫ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن الّر ُ‬
‫م َ‬ ‫ن أوِلي العَْزم ِ وَ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫حي إ ْ‬ ‫ست ِ‬‫جأد ُِني أ ْ‬‫م‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫ل ثَ َ‬
‫واب َهُ ْ‬ ‫جأَز َ‬
‫م وَأ ْ‬‫مآب َهُ ْ‬ ‫م‪ ،‬فَأك َْر َ‬
‫م َ‬ ‫موا ع ََلى َرب ّهِ ْ‬ ‫قد ِ ُ‬ ‫م فَ َ‬‫حال ِهِ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مِعي َ‬ ‫ّ‬
‫م َ‬
‫ي ِ‬‫ب إل ّ‬ ‫ح ّ‬‫يٍءء أ َ‬‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ‬‫دون َهُ ْ‬
‫صَر بي غدا ُ‬ ‫ق ّ‬
‫ن يُ َ‬‫شِتي أ ْ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ت ََرفهْ ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫خلِئي«ِ ‪ .‬قالت‪ :‬فما أقام بعد إل شهرا حتى توفي ‪.‬‬ ‫واِني‪ ،‬وَأ ِ‬‫خ َ‬ ‫قا ب ِإ ِ ْ‬
‫حو ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪107 :‬‬
‫وروي أن سليمان عليه السلم كان مع ما أعطى من الملك‪ ،‬ل يرفع بصره إلى‬
‫شعا ً وتواضعا ً لله‪ ،‬وكان يطعم الناس لذائذ الطعمة ويأكل خبز‬ ‫السماء تخ ّ‬
‫الشعير‪ ،‬وقد قيل له‪ :‬ما لك تجوع وأنت على خزائن الرض؟ِ قال‪ :‬أخاف أن‬
‫دقت عائشة رضي الله‬ ‫أشبع فأنسى الجائع‪ .‬وقال‪ :‬عروة بن الزبير‪ :‬لقد تص ّ‬
‫عنها بخمسين ألفا ً وإن درعها لمرقع‪.‬‬

‫) ‪(1/121‬‬

‫ة وتأنق وتغالى في‬‫وحكى اليافعي أن بعض ملوك المم السالفة بنى مدين ً‬
‫حسنها وزينتها‪ ،‬ثم صنع طعاما ً ودعا الناس‪ ،‬وأجألس أناسا ً على أبوابها يسألون‬
‫كل من خرج هل رأيتم عيبًا؟ِ فيقولون‪ :‬ل حتى جأاء ناس في آخر الناس عليهم‬
‫أكسية فسألوهم‪ :‬هل رأيتم عيبًا؟ِ قالوا‪ :‬عيبين اثنين‪ ،‬فحبسوهم ودخلوا على‬
‫الملك فأخبروه بما قالوا‪ .‬فقال‪ :‬ما كنت أرضى بعيب واحد‪ ،‬فائتوني بهم‬
‫فأدخلوهم عليه‪ ،‬فسألهم عن العيبين ما هما؟ِ فقالوا‪ :‬تخرب ويموت صاحبها‪.‬‬
‫قال‪ :‬أفتعلمون دارا ً ل تخرب ول يموت صاحبها؟ِ قالوا له‪ :‬نعم فذكروا له الجنة‬
‫وفوه منها‪ .‬ودعوه إلى عبادة‬ ‫وقوه إليها‪ ،‬وذكروا النار وعذابها‪ ،‬وخ ّ‬
‫ونعيمها‪ ،‬وش ّ‬
‫ً‬
‫الله عز وجأل‪ ،‬فأجأابهم إلى ذلك‪ ،‬وخرج من ملكه هاربا‪ ،‬إلى الله تعالى‪.‬‬

‫) ‪(1/122‬‬

‫)تنبيه( إن الزهد الحقيقي برودة الدنيا على قلب العبد‪ ،‬لجأل الله وعظيم ثوابه‬
‫ومقدماته ترك طلب المفقود من الدنيا‪ ،‬وتفريق المجموع منها‪ ،‬وترك إرادتها‬
‫واختيارها‪ ،‬فإذا أتى بها العبد أورثت تلك الزهد الحقيقي‪ .‬ثم الباعث على الترك‬
‫والتفريق وذكر آفات الدنيا وعيوبها‪ .‬قال بعضهم‪ :‬تركت الدنيا لقلة غنائها وكثرة‬
‫عنائها‪ ،‬وسرعة فنائها وخسة شركائها‪ .‬وقال الغزالي القول البالغ فيه ما قاله‬
‫ب‬‫ل‪ ،‬وأنت محبه فمن أح ّ‬ ‫شيخنا أبو بكر الطوسي‪ :‬إن الدنيا عدّوة الله عّز وجأ ّ‬
‫أحدا ً أبغض عدّوه جأعلنا الله من المبغضين للدنيا والمحبين للخرة‪ .‬وروى الليث‬
‫ي الله أكون معك‪،‬‬ ‫عن جأرير قال‪ :‬صحب رجأل عيسى عليه السلم‪ ،‬وقال‪ :‬يا نب ّ‬
‫وأصحبك فانطلقا إلى شط نهر‪ ،‬فجلسا يتغديان ومعهما ثلثة أرغفة‪ ،‬فأكل‬
‫رغيفين‪ ،‬وبقي رغيف‪ ،‬فقام عيسى عليه السلم إلى النهر فشرب‪ ،‬ثم رجأع فلم‬
‫يجد الرغيف‪ ،‬فقال للرجأل‪ :‬من أخذ الرغيف؟ِ قال‪ :‬ل أدري فانطلق ومعه‬
‫صاحبه‪ ،‬فرأى ظأبية ومعها خشفان لها‪ .‬قال‪ :‬فدعا أحدهما فأتاه فذبحه وشوى‬
‫منه‪ ،‬وأكل هو والرجأل‪ .‬ثم قال للخشف‪ :‬قم بإذن الله فقام فذهب‪ ،‬فقال‬
‫من أخذ الرغيف؟ِ قال‪ :‬ما أدري‪ ،‬قال‪ :‬ثم‬ ‫للرجأل‪ :‬أسألك بالذي أراك هذه الية َ‬
‫انتهيا إلى نهر فأخذ عيسى بيد الرجأل فمشيا على الماء فلما جأاوزا‪ .‬قال‪:‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أسألك بالذي أراك هذه الية من أخذ الرغيف؟ِ قال‪ :‬ل أدري‪ ،‬قال‪ :‬فانتهيا إلى‬
‫مفازة فجلسا‪ ،‬فأخذ عيسى فجمع ترابا ً أو رملً‪ ،‬وقال له‪ :‬كن ذهبا ً بإذن الله‬
‫فكان ذهبا ً فقسمه ثلثة أثلث‪ .‬فقال‪ :‬لي ثلث وثلث لك وثلث لمن أخذ‬
‫الرغيف‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أخذته‪ ،‬قال‪ :‬فكّله لك‪ ،‬وفارقه عيسى‪ ،‬فانتهى إليه رجألن‬
‫وهو في المفازة ومعه المال‪ ،‬فأرادا أن يأخذاه منه ويقتله‪ .‬فقال هو بيننا أثلثا ً‬
‫قال‪ :‬فابعثوا أحدكم إلى القرية ليشتري طعامًا‪ ،‬فقال الذي بعث لي شيء‬
‫ن لهما في الطعام سما ً فأقتلهما به‪ ،‬وآخذ هذا المال‬ ‫نقاسم هذا المال‪ ،‬لجأعل ّ‬
‫جأميعه‪ ،‬فجعل فيه السم وقال صاحباه في غيبته‪:‬‬

‫) ‪(1/123‬‬

‫لي شيء نقاسمه المال إذا جأاء قتلناه‪ ،‬واقتسمنا المال نصفين فجاء فقتله‪،‬‬
‫ثم أكل الطعام فماتا وبقي المال في المفازة‪ ،‬وأولئك الثلثة قتلى حوله‪ ،‬فمّر‬
‫عيسى عليه السلم بهم‪ ،‬وهم على تلك الحالة فقال لصحابه‪ :‬هذه الدنيا‬
‫فاحذروها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪107 :‬‬
‫خاتمة في فضل الفقر والفقراء‬
‫قَراَء‬ ‫ن فُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قَراِء أل أب َ ّ‬ ‫َ‬ ‫معْ َ‬
‫مأ ّ‬ ‫شُرك ْ‬ ‫ف َ‬ ‫شَر ال ُ‬ ‫أخرج ابن ماجأه عن ابن عمر‪َ» :‬يا َ‬
‫ة قَب َ َ‬
‫م«ِ وأبو نعيم عن‬ ‫عا َ ٍء‬ ‫سمائ َةِ َ‬ ‫خم ْ‬ ‫ف َيوم ٍء َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل الغ ْن َِياَء ب ِن ِ ْ‬ ‫جن ّ َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ُ‬
‫دارِ‬
‫ق َ‬ ‫م ْ‬‫ل الغ ْن َِياِء ب ِ ِ‬ ‫مةِ قَب ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫فوْزِ ي َوْم ٍء ال ِ‬ ‫ن بال َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫قَراُء ال ُ‬ ‫شر فُ َ‬ ‫أبي سعيد‪» :‬لي ُب َ ّ‬
‫ن«ِ ومسلم عن ابن‬ ‫سُبو َ‬ ‫حا َ‬ ‫ن َوهؤلء ي ُ َ‬ ‫مو َ‬ ‫جن ّةِ ي َت َن َعّ ُ‬ ‫عام ٍء هؤلِء في ال َ‬ ‫مائ َةِ َ‬ ‫س َ‬ ‫خم ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬‫ت ِفي الّنارِ فََرأي ْ ُ‬ ‫قَراَء َواطلعْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ت أكث ََر أهْل َِها ال ُ‬ ‫جن ّةِ فََرأي ْ ُ‬ ‫ت ِفي ال َ‬ ‫عباس‪» :‬اطلعْ ُ‬
‫م فََرحا ً‬ ‫حْزنا ً أ َط ْوَل ُك ُْ‬ ‫م ِفي الد ّْنيا ُ‬ ‫ُ‬
‫ن أطوَلك ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ساَء«ِ وابن عساكر‪» :‬إ ّ‬ ‫أك ْث ََر أهْل َِها الن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جأوعا ً ِفي ال ِ‬ ‫َ‬ ‫خرة وإ َ‬
‫ة«ِ وهو وأبو‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫شَبعا ً ِفي الد ّْنيا أك ْث ََرك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن أك ْث َُرك ُ ْ‬ ‫ِفي ال ِ َ ِ َ ِ ّ‬
‫م َول‬ ‫صَيا ُ‬ ‫صلة ُ َول ال ّ‬ ‫ها ال ّ‬ ‫فُر َ‬ ‫َ‬
‫ب ذنوبا ل ي ُك ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ن الذُنو ِ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫نعيم عن أبي هريرة‪» :‬إ ّ‬
‫ن الله‬ ‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫عساكر‪:‬‬ ‫وابن‬ ‫ة«ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫عي‬‫َ ِ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫في‬ ‫ها ُ ُ ُ ِ‬
‫م‬ ‫مو‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫فُر َ‬ ‫مَرة ُ ي ُك َ ّ‬ ‫ج َول العُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ال َ‬
‫جألِلي ل أن ْزِل َّنك إل ّ ِفي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عزِتي وَ َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ض ع َْنها‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫خل َقَ الد ّْنيا أع َْر َ‬ ‫ما َ‬ ‫ت ََعاَلى ل ّ‬
‫ما سقى‬ ‫ضةٍء َ‬ ‫ح ب َُعو َ‬ ‫جأَنا َ‬ ‫عن ْد َ الله َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ت الد ّْنيا ت َعْد ِ ُ‬ ‫كان َ ِ‬ ‫خل ِْقي«ِ‪ .‬والترمذي‪» :‬ل َوْ َ‬ ‫شَرارِ َ‬ ‫ِ‬
‫ن ي َأِتيني‬‫ْ‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ري‬ ‫ب‬ ‫جأ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫»‬ ‫والبيهقي‪:‬‬ ‫ء«ِ‬ ‫ٍء‬ ‫ما‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫فر‬ ‫كا‬‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ِ َ‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ :‬إني‬ ‫َ‬
‫مد َ وََيقول ل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م َيا ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫قرِئ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن الله ت ََعالى ي ُ ْ‬ ‫ة‪ .‬فقال‪ :‬إ ّ‬ ‫صوَر ً‬ ‫ُ‬

‫) ‪(1/124‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ددي إلى أوليائي ك َ ْ‬
‫ي‬ ‫ن تمّرِري وَت َك ْد ِّري وََتضّيقي وََتش ّ‬ ‫ت إلى الد ّْنيا أ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬‫قَد ْ أوْ َ‬
‫داِئي«ِ ومسلم عن أبي هريرة‬ ‫ة لع ْ َ‬ ‫جأن ّ ً‬ ‫جنا ً لوْل َِياِئي وَ َ‬ ‫س ْ‬‫قت َُها ِ‬ ‫خل َ ْ‬‫قاِئي فإِني َ‬ ‫حّبوا ل ِ َ‬‫يُ ِ‬
‫َ‬
‫ضي‬ ‫ذا هُوَ بأبي ب َك ْرٍء وَع ُ َ‬
‫مَر َر ِ‬ ‫ة‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت ي َوْم ٍء أوْ ل َي ْل َ ٍء‬ ‫ل الله َ‬
‫ذا َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ج ع َل َي َْنا َر ُ‬
‫خَر َ‬‫قال‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ة؟ِ قال‪ :‬الجوع يا رسول‬ ‫ساع َ َ‬
‫ما هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫ن ب ُُيوت ِك ُ َ‬
‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫جأك ُ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫الله عنهما فقال‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫موا فقاموا معه‪،‬‬ ‫ما ُقو ُ‬ ‫جأك ُ َ‬‫خَر َ‬
‫ذي أ ْ‬ ‫جأِني ال ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ ل ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫الله؟ِ قال‪ :‬وَأَنا وال ّ ِ‬
‫فأتى رجأل ً من النصار فإذا هو ليس في بيته‪ ،‬فلما رأته المرأة قالت‪ :‬مرحبا ً‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن‪ ،‬قالت‪ :‬ذهب يستعذب لنا الماء إذ جأاء‬ ‫ن ُفل ٌ‬ ‫وأهلً‪ .‬فقال لها رسول الله ‪» :‬أي ْ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫جأد ُ الي َوْ َ‬
‫ما أ ِ‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ َ‬‫ح ْ‬‫النصاري‪ ،‬فنظر إلى رسول الله وصاحبيه ثم قال‪ :‬ال ْ َ‬
‫مني‪ ،‬فانطلق بعذقا فيه بسر وتمر ورطب‪ .‬فقال‪ :‬ك ُُلوا وأخذ‬ ‫أ َك ْر َ‬
‫ضَيافا ً ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ب«ِ فذبح لهم فأكلوا من الشاة‬ ‫حلو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المدية‪ .‬فقال له رسول الله ‪» :‬إّياك وال َ‬
‫ومن العذقا وشربوا‪ ،‬فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله لبي بكر وعمر‪:‬‬
‫فسي بيده ل َت َ‬
‫ن ب ُِيوت ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬‫جأك ُ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫مةِ أ َ ْ‬‫قَيا َ‬ ‫ن هاذ ّ الن ِّعيم ِ ي َوْ َ‬
‫م ال ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫سأل ُ ّ‬
‫َِ ِ ِ ُ ْ‬ ‫ذي ن َ ْ ِ‬ ‫»َوال ّ ِ‬
‫َ‬
‫م«ِ ‪ .‬والبخاري عن إبراهيم بن عبد‬ ‫م هاذا الن ِّعي ُ‬ ‫صاب َك ُ ْ‬
‫حّتى أ َ‬ ‫جأُعوا َ‬
‫م ت ُْر ِ‬‫م لَ ْ‬
‫جوع ُ ث ُ ّ‬ ‫ال ُ‬
‫الرحمان بن عوف عن أبيه‪ :‬أتي بطعام وكان صائمًا‪ .‬فقال‪ :‬قتل أو توفي‬
‫مصعب بن عمير وهو خير مني فلم يوجأد له ما يكفن فيه إل بردة إن غطى بها‬
‫رأسه بدت رجأله‪ ،‬وإن غطى رجأله بدا رأسه‪ ،‬ثم بسط لنا من الدنيا‪ ،‬ما بسط‬
‫لنا‪ ،‬أو قال‪ :‬أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت‬
‫لنا‪ ،‬ثم جأعل يبكي حتى ترك الطعام‪ ،‬وهو عن أبي هريرة قال‪ :‬لقد رأيتني وإني‬
‫لخّر فيما بين منبر رسول الله إلى حجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا ً عل ّ‬
‫ي‬
‫فيجييء الجائي فيضع رجأله على‬

‫) ‪(1/125‬‬

‫عنقي‪ ،‬ويرى أني مجنون وما بي جأنون‪ ،‬وما بي إل الجوع وروي أنه كان يبيت‬
‫هو وأهله الليالي المتتابعة طاويا ً ل يجدون عشاء‪ .‬وروي »أن جأبريل عليه‬
‫السلم نزل فقال للنبي ‪ :‬إن الله يقرئك السلم‪ ،‬ويقول لك‪ :‬أتحب أن أجأعل‬
‫ل‬‫ري ُ‬ ‫هذا الجبل ذهبًا‪ ،‬ويكون معك حيثما كنت؟ِ فأطرقا ساعة ثم قال‪َ» :‬يا ِ‬
‫جأب ْ ِ‬
‫ه فقال له‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ق َ‬‫ن ل عَ ْ‬ ‫م ْ‬‫معَُها َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫نل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫داَر ل َ ُ‬
‫نل َ‬ ‫م ْ‬‫داُر َ‬
‫الد ّْنيا َ‬
‫جأبريل‪ :‬ثبتك الله يا محمد بالقول الثابت«ِ وروي عن الحسن البصري أنه قال‬
‫ما ي َعْت َذ ُِر‬‫ل كَ َ‬ ‫جأ ّ‬ ‫مةِ َفيعْت َذ ُِر الله ع َّز وَ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫قيرِ ي َوْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫قال النبي ‪» :‬ي ُؤ َْتى بالعَب ْد ِ ال َ‬
‫وان ِكَ‬ ‫َ‬
‫ت ع َن ْك الد ّْنيا ل ِهَ َ‬ ‫ما َزوَي ْ ُ‬ ‫جألِلي َ‬ ‫عّزِتي وَ َ‬ ‫قول‪ :‬وَ ِ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل ِفي الد ّْنيا في َ ُ‬ ‫جأ ِ‬ ‫ل إلى الّر ُ‬ ‫جأ ُ‬
‫الّر ُ‬
‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ها‬ ‫إلى‬ ‫دي‬ ‫ب‬‫ع‬ ‫يا‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ضي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫لما‬ ‫ع َل َ ّ َ ِ ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ك‬ ‫ول‬ ‫ي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ْ ُ ْ َ َْ ِ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خذ ْ ب ِي َد ِهِ فَهُوَ‬ ‫جأِهي فَ ُ‬ ‫ك وَأَراد َ ِبذال ِ َ‬
‫ك وَ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ك أوْ ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أط ْعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َوان ْظ ُْر إلى َ‬ ‫فو ِ‬ ‫ص ُ‬
‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ل ب ِهِ ذال ِ َ‬ ‫ن فَعَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف وَي َن ْظ ُُر َ‬‫فو َ‬ ‫ص ُ‬‫ل ال ّ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫م العََرقاُ فَي َت َ َ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫مئ ِذ ٍء قَد ْ أل َ َ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫ك‪َ ،‬والّنا ُ‬ ‫لَ َ‬
‫ْ‬
‫ة«ِ ‪.‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫خذ ُ ب ِي َد ِهِ وَي ُد ْ ِ‬ ‫ِفي الد ّْنيا فَي َأ ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪110 :‬‬
‫ن القيامة قد قامت‪ ،‬ويقال‪:‬‬ ‫وحكى القشيري عن بعضهم أنه قال‪ :‬رأيت كأ ّ‬
‫دم‪ ،‬فتقدم‬ ‫أدخلوا مالك بن دينار ومحمد بن واسع الجنة‪ ،‬فنظرت أيهما يتق ّ‬
‫دمه فقيل لي‪ :‬إنه كان له قميص واحد‪،‬‬ ‫محمد بن واسع فسألت عن سبب تق ّ‬
‫ولمالك قميصان‪.‬‬

‫) ‪(1/126‬‬

‫وحكى اليافعي عن الشيخ أبي محمد الجريري قال‪ :‬دخل علينا الرباط بعد‬
‫صلة العصر شاب مصفّر اللون أشعث الشعر حاسر الرأس حافي القدمين‪،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دد الوضوء وصلى‪ ،‬ثم جألس ووضع رأسه في جأيبه إلى المغرب‪ ،‬فلما صلى‬ ‫فج ّ‬
‫معنا المغرب جألس كذلك‪ ،‬وإذا رسول الخليفة يستدعينا في دعوة فقمت إلى‬
‫الشاب وقلت له‪ :‬هل لك أن توافقنا إلى دار الخليفة‪ ،‬فرفع رأسه وقال‪ :‬ليس‬
‫طرحت قوله حيث لم‬ ‫لي قلب إلى دار الخليفة‪ ،‬ولكن أشتهي عصيدة حارة فا ّ‬
‫يوافق الجماعة والتمس شهوة وقلت في نفسي‪ :‬هذا قريب العهد بالطريقة لم‬
‫دب‪ ،‬ومضيت إلى دار الخليفة‪ ،‬وأكلنا وشبعنا وتفرقنا أخر الليل‪ ،‬فلما دخلت‬ ‫يتأ ّ‬
‫الرباط رأيت الشاب على تلك الحالة‪ ،‬فجلست على سجادتي ساعة‪ ،‬فلهجت‬
‫عيناي بالنوم‪ ،‬وإذا جأماعة وقائل يقول‪ :‬هذا رسول الله والنبياء كلهم عليهم‬
‫السلم‪ ،‬فدنوت إليه وسلمت عليه‪ ،‬فولى وجأهه عني معرضًا‪ ،‬فكّررت عليه وهو‬
‫يعرض عني‪ ،‬ول يجيب فخفت من ذلك‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول الله ما الذي أذنبت‬
‫شت ََهى ع َل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ه‪،‬‬
‫ت بِ ِ‬‫شهْوَة ً فَت ََهاوَن ْ َ‬‫ك َ‬ ‫مِتي ا ْ‬ ‫قيُر أ ّ‬ ‫حتى تعرض عني بوجأهك؟ِ فقال‪» :‬فَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ت الَبا ِ‬ ‫صوْ َ‬‫ت َ‬ ‫سمعْ َ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫جأد ْ ُ‬
‫مأ ِ‬ ‫قيرِ فَل ْ‬ ‫ف ِ‬‫حوَ ال َ‬ ‫ت نَ ْ‬
‫م ُ‬‫عوبًا‪ ،‬وَقُ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قظ ْ ُ‬‫ست َي ْ َ‬‫َفا ْ‬
‫ه‪ .‬فإذا هو به قد خرج فناديته يا فتى اصبر حتى نحضر شهوتك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِفي طلب ِ ِ‬ ‫جأ َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫فَ َ‬
‫صلها إليه‬ ‫ْ‬ ‫شهْوَة ً َفل ُتو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قيٌر ع َلي ْك َ‬ ‫شت ََهى فَ ِ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫ي وقال‪ :‬إ َ‬ ‫التي طلبتها فالتفت إل ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حّتى َيتشفعَ إ ِل َي ْ َ‬
‫ة إلْيها‬ ‫جأ َ‬
‫حا َ‬‫ي فل َ‬ ‫ف نب َ‬ ‫ن أل ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ي وَأْرب َعَةٍء وَ ِ‬ ‫ف َنب َ‬ ‫ك ِبمائ َةِ أل ِ‬
‫ومضى‪ .‬حشرنا الله في زمرة المساكين وأدخلنا معهم الجنان آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪110 :‬‬
‫ن بالصدقة‬ ‫فصل في الم ّ‬
‫) ‪(1/127‬‬

‫َ‬
‫ذي‬ ‫ذى كال ّ ِ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫م ّ‬ ‫م بال َ‬ ‫صد ََقات ِك ُ ْ‬ ‫مُنوا ل ت ُب ْط ُِلوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أّيها ال ّ ِ‬
‫ن ع َل َي ْهِ‬‫وا َ‬
‫ف َ‬‫ص ْ‬
‫ل َ‬ ‫كمث ِ‬ ‫ه َ‬ ‫مث َل ُ ُ‬
‫خر فَ َ‬ ‫ن بالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م ُ‬‫س َول ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ه ِرئاَء الّنا ِ‬ ‫مال َ ُ‬ ‫فق ُ َ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫دي‬ ‫َ‬ ‫ن ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبوا والله ل ي َهْ ِ‬ ‫ما ك َ‬ ‫م ّ‬ ‫يٍءء ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫قد ُِرو َ‬
‫صِلدا ل ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َواب ِل فتَرك ُ‬
‫صاب َ ُ‬
‫ب فأ َ‬ ‫ت َُرا ٌ‬
‫دقا بشيء‬ ‫ن من تص ّ‬ ‫ن{ )سورة البقرة‪ (264 :‬بين الله تعالى أ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫َ‬
‫م الكافِ ِ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ال َ‬
‫ده الله‬ ‫ّ‬ ‫أع‬ ‫الذي‬ ‫العظيم‬ ‫الثواب‬ ‫ذلك‬ ‫لنيله‬ ‫اشترط‬ ‫الصدقات‬ ‫أنواع‬ ‫من‬
‫ن بها على المعطى والذى‪ .‬فالمن هو أن‬ ‫دقين أن تسلم صدقته من الم ّ‬ ‫للمتص ّ‬
‫ب الخذ اطلعه‪ .‬وقيل‪ :‬هو أن يرى‬ ‫دد نعمته على الخذ‪ ،‬أو يذكرها لمن ل يح ّ‬ ‫يع ّ‬
‫دقا عليه بإحسانه‪ ،‬ولذلك ل ينبغي أن يطلب منه دعاء‪،‬‬ ‫لنفسه مزية على المتص ّ‬
‫ول يطمع فيه لنه ربما كان في مقابلة إحسانه فيسقط أجأره‪.‬‬
‫دته‬ ‫أخبرنا شيخنا قطب الوجأود وشمس دائرة الشهود محمد البكري عن جأ ّ‬
‫عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها‪ :‬أنها كانت إذا تصدقت على أحد أرسلت‬
‫على أثره رسول ً يتبعه إلى مسكنه‪ ،‬ليتعرف هل يدعو لها‪ ،‬فتدعو له بمثل دعائه‬
‫لئل يكون دعاؤه في مقابلة الصدقة فينقص أجأرها‪ ،‬فلذا قال أصحابنا‪ :‬يستحب‬
‫دقا عليه بمثل ما دعا له‪ .‬وقال عبد الرحمن بن زيد‬ ‫دقا أن يدعوا للمتص ّ‬ ‫للمتص ّ‬
‫ً‬
‫بن أسلم‪ :‬كان أبي يقول‪ :‬إذا أعطيت رجأل شيئا ورأيت أن سلمك يثقل عليه‪:‬‬ ‫ً‬
‫ف سلمك عنه‪ .‬والذى‬ ‫أي لكونه يتكلف لك قياما ً ونحوه لجأل إحسانك إليه فك ّ‬
‫ن؛ مسقط للثواب كما أخبر الله‬ ‫هو أن ينهره أو يعّيره أو يشتمه‪ ،‬فهذا كالم ّ‬
‫تعالى‪ .‬وأخرج مسلم‪ :‬ثلثة ل يكلمهم الله يوم القيامة ول ينظر إليهم ول‬
‫ن الذي ل يعطي شيئا ً إل من ً‬
‫ة‬ ‫يزكيهم ولهم عذاب أليم‪ :‬المسبل إزاره والما ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫والمنفق سلعته بالحلف الكاذب‪ .‬والحاكم‪ :‬ثلثة ل يقبل الله منهم يوم القيامة‬
‫ب ول‬‫صرفا ً ول عدل ً عاقاّ ومنان ومكذب بالقدر‪ .‬والنسائي‪ :‬ل يدخل الجنة خ ّ‬
‫بخيل ول منان‪.‬‬

‫) ‪(1/128‬‬

‫ُ‬
‫صد َقَ ً‬
‫ة‬ ‫ل الله َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫حق ّ ل ي َ ْ‬ ‫ذي ب َعَث َِني ِبال َ‬ ‫مد ٍء َوال ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ُ‬ ‫م َ‬ ‫)مهمات( أخرج الطبراني‪َ :‬يا أ ّ‬
‫سي ب ِي َد ِهِ ل‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫م‪ ،‬وال ّ ِ‬ ‫صرِفَُها إلى غ َي ْرِه ِ ْ‬ ‫ه وَي َ ْ‬ ‫صل َت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫جأو َ‬ ‫حَتا ُ‬‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ه قََراب َ ٌ‬ ‫ل وَل َ ُ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ضل ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه فَ ْ‬ ‫سأل ُ‬ ‫مهِ فَي َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ذا َر ِ‬ ‫حم ٍء ي َأِتي َ‬ ‫ن ذي َر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة‪ .‬وهو أيضا‪َ :‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َن ْظُر إلي ْهِ ي َوْ َ‬
‫جاع ٌ‬ ‫قال لَها ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ َع ْ َ‬
‫ش َ‬ ‫ة يُ َ‬ ‫حي ّ ً‬ ‫جأهَّنم َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج الله ل ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ل ع َلي ْهِ إل أ ْ‬ ‫ه‪ ،‬في َب ْ َ‬ ‫طاه ُ الله إّيا ُ‬
‫ه‪ .‬والتلمظ‪ :‬تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام‪.‬‬ ‫ظ فَُيطوقاُ ب ِ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ي َت َل َ ّ‬
‫كيهم وَل َهُ ْ‬
‫م‬ ‫م َول ي ُْز ّ‬ ‫مةِ َول ي َن ْظ ُُر إل َي ْهِ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م الله ي َوْ َ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ة ل ي ُك َل ّ ُ‬ ‫والشيخان‪َ :‬ثلث َ ٌ‬
‫َ‬
‫ل َباي َعَ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ل‪ :‬وََر ُ‬ ‫سبي ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫من اب ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫من َعُ ُ‬‫فلةِ ي َ ْ‬ ‫ماٍءء ِبال َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ِ‬‫ل ع ََلى فَ ْ‬ ‫جأ ٌ‬‫م‪َ :‬ر ُ‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عَ َ‬
‫ه وَهُوَ ع ََلى غ َي ْرِ‬ ‫صد ّقَ ُ‬ ‫ذا‪ ،‬فَ َ‬ ‫ذا وَك َ َ‬ ‫خذها ب ِك َ َ‬
‫َ‬
‫ه ِبالله ل ْ‬ ‫ف لَ ُ‬ ‫حل َ َ‬ ‫صرِ فَ َ‬ ‫سل َْعة ب َعْد َ العَ ْ‬ ‫جأل ً ِ‬ ‫َر ُ‬
‫م يعْط ِهِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫من َْها وفى‪ ،‬وإ ْ‬ ‫طاه ُ ِ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫ه إل ل ِد ُن َْيا؛ فَإ ِ ْ‬ ‫ل َباي َعَ إماما ً ل ي َُباي ِعُ ُ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ك؛ وََر ُ‬ ‫ذال ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ما ل ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت فَ ْ‬ ‫من َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ضِلي ك َ َ‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫من َعُ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ف‪ .‬وفي رواية يقول الله‪:‬الي َوْ َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫من َْها ل ْ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫مل ي َد ُ َ‬ ‫ت َعْ َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪114 :‬‬

‫) ‪(1/129‬‬

‫وابن ماجأه قالت عائشة رضي الله عنها‪ :‬يا رسول الله ما الشيء الذي ل يحل‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ل ِلي أ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ي َت َك َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َوالّناُر«ِ وأخرج أبو داود والحاكم‪َ :‬‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ماُء َوال ِ‬ ‫منعه؟ِ قال‪» :‬ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة فَأن َْزلها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شْيئا أت َك َ ّ‬ ‫ً‬ ‫لي َ‬
‫ه َفاقَ ٌ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ .‬وهما وأحمد‪َ :‬‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ه ال َ‬ ‫لل ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫س َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫سأ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ل أْو‬ ‫جأ‬ ‫آ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫إ‬ ‫نى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫غ‬‫بال‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫و‬ ‫بالناس ل َم تسد َفاقَته وإن أ َنزل َها بالله أ َ‬
‫ِ ٍء‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ّ ِ ْ َ‬
‫ُ‬
‫قطَ‬ ‫س َ‬‫ن َ‬ ‫ك‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫سوْط َ‬ ‫ُ‬ ‫شْيئا َول َ‬ ‫ً‬ ‫س َ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫سأ ِ‬ ‫ل‪ .‬وأحمد عن أبي ذّر ل ت َ ْ‬ ‫جأ ٍء‬
‫عا ِ‬ ‫ى َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِغن ً‬
‫ب‬‫قضي ِ‬ ‫س بِ َ‬ ‫ُ‬ ‫خذ ُ ُ‬ ‫ل إلي ْهِ فَت َأ ُ‬ ‫َ‬ ‫حّتى ت َن ْزِ َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫حد ُك ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ه‪ .‬والبيهقي ل ِي َ ْ‬
‫َ‬
‫ك َ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫وي أي ِتا ّ‬ ‫س ِ‬ ‫وة َ‬ ‫ة‪ ،‬أي ق ّ‬ ‫ذي مّر ٍء‬ ‫ي‪َ ،‬ول ل ِ‬ ‫ل لغن َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ة ل تَ ِ‬ ‫َ‬
‫سأل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ك‪ .‬والترمذي إ ّ‬ ‫وا ٍء‬ ‫س َ‬‫ِ‬
‫مد ْقٍِءع‪ ،‬أي شديد أو غرم مفظع‪،‬‬ ‫ذي َفقرٍء ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخلق سالم من موانع الكتساب إل ل ِ‬
‫صفا‪ ،‬أي‬ ‫ً‬ ‫مةِ وَر ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫جأهِهِ ي َوْ َ‬ ‫موشا في وَ ْ‬ ‫ً‬ ‫خ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫مال ُ ُ‬ ‫ري ب ِهِ َ‬ ‫س ل ِي َث ْ ِ‬ ‫ل الّنا َ‬ ‫سأ َ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ل‪ .‬وأبو داود‬ ‫قل ِ ْ‬ ‫ْ‬
‫شاَء فلي ُ ْ‬‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫شاَء‪ ،‬فلي ُكث ِْر و َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫حجارة محماة يأكله من جأهنم‪ ،‬ف َ‬
‫ن الّناِر‪ ،‬قالوا‪ :‬وما الغنى الذي ل‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ست َكث ُِر ِ‬ ‫ه‪ ،‬فَِإنما ي َ ْ‬ ‫ما ي ُغِْني ِ‬ ‫عن ْد َه ُ َ‬‫ل وَ ِ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه‪ .‬يعني أن من وجأد غداء يومه‬ ‫ّ‬
‫ما ي ُغَد ّي ِهِ وَي ُعَشي ِ‬ ‫َ‬
‫ينبغي معه المسألة؟ِ قال‪ :‬قد َْر َ‬
‫وع‪ ،‬وأما صدقة الفرض فل يحرم‬ ‫ّ‬ ‫التط‬ ‫صدقة‬ ‫وعشاءه يحرم عليه أن يسأل‬
‫سؤالها إل على من عنده كفاية بقية العمر الغالب على الراجأح عندنا فيهما‪.‬‬
‫قال بعضهم إنما يحرم سؤال الصدقة على من وجأد غداء وعشاء على دائم‬
‫الوقات‪ ،‬أي للمدة الطويلة‪ ،‬والزكاة على من وجأد كفاية سنة‪ .‬وقال أبو حنيفة‪:‬‬
‫يجوز دفع الزكاة إلى من يملك دون النصاب‪ ،‬وإن كان صحيحا ً مكتسبًا‪ .‬لكن ل‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫يحل السؤال لمن كان له قوت يومه‪ .‬وأخرج البخاري عن عمر رضي الله عنه‬
‫إذا جأاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ول سائل‪ ،‬فخذه ومال ً فل‬

‫) ‪(1/130‬‬

‫ك ب ِغَي ْرِ‬ ‫طا ِ‬ ‫ن أ َع ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ش ُ‬ ‫عائ ِ َ‬ ‫تتبعه نفسك‪ .‬والشيخان عن عائشة رضي الله عنها‪َ :‬يا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫ن صَنع إلي ْهِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك‪ .‬والترمذي َ‬ ‫ه الله إل َي ْ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ما هُوَ رِْزقاٌ ع ََر َ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫سأل َةٍء فَأقْب َِلي ِ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خْيرا فَ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن الله‬ ‫قد ْ أب ْلغَ ِفي الث َّناِء‪ ،‬وابن ماجأه إ ّ‬ ‫جأَزاك الله َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫عل ِ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ف‪ ،‬فقال ل ِ َ‬ ‫معُْرو ٌ‬ ‫َ‬
‫جأهِ الله‪،‬‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫سائ ِ َ‬
‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ملُعو ٌ‬ ‫ح‪ .‬والطبراني‪َ :‬‬ ‫ف‪ ،‬أي المل ّ‬ ‫ح َ‬ ‫مل ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫ي َب ْغُ ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جرا‪ :‬أي فحشا أو‬ ‫ل ههَ ْ‬ ‫سأ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سائ ِل ُ‬ ‫من َعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫جأهِ الله‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مل ُْعو ٌ‬ ‫وَ َ‬
‫ً‬
‫أمرا قبيحا ل يليق‪ ،‬ويحتمل أنه يراد ما لم يسأل سؤال قبيحا بكلم قبيح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سأ َلُ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬ ‫ة؟ِ قالوا‪ :‬بلى يا رسول الله‪ .‬قال‪ :‬ال ّ ِ‬ ‫شّر الب َرِي ّ ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خب ُِرك ُ ْ‬ ‫وأحمد »أل أ ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫ضُر؟ِ قالوا‪ :‬بلى يا رسول‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫م عَ‬ ‫حد ّث ُك ُ ْ‬ ‫ِبالله َول ي ُْعطي«ِ والطبراني‪» :‬أل أ َ‬
‫م َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ذات يوم يمشي في سوقا بِني إسراِئي َ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫كات ِ ٌ‬ ‫ل ُ‬ ‫صَره ُ َر ُ‬ ‫ل أب ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ما َ َ َ ْ ٍء َ ْ ِ‬ ‫الله‪ .‬قال‪» :‬ب َي ْن َ َ‬
‫َ‬
‫مرٍء‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫شاَء الله ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ت َ‬ ‫من ْ َ‬
‫َ‬
‫ل الخضُر‪ :‬آ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ك‪ .‬فَ َ‬ ‫ك الله ِفي َ‬ ‫ي ِباَر َ‬ ‫صد ّقاْ ع َل َ ّ‬ ‫ل‪ :‬ت َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صد ّقْ َ‬
‫ت‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫جأهِ الله ل َ‬ ‫ك ب ِوَ ْ‬ ‫سأل َ‬ ‫ن‪ :‬أ ْ‬ ‫كي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫طيك َ ُ‬ ‫يء أع ْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫خضُر‪:‬‬ ‫ل‪ :‬ال ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ك‪ .‬فَ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ت الب ََرك َ َ‬ ‫جأوْ ُ‬ ‫ك‪ ،‬وََر َ‬ ‫جأهِ َ‬ ‫ة ِفي وَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫سما َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫َ‬
‫ي‪ ،‬فَِإني ن َظْر ُ‬ ‫َ‬
‫ع َل ّ‬
‫ن‪ :‬هَ ْ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫خذ َِني فََتبيعُِني‪ .‬فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عْندي َ‬
‫كي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ِ‬
‫َ‬
‫ن ت َأ ُ‬ ‫ه إل أ ْ‬
‫َ‬
‫طيك ُ‬ ‫يٌء أع ْ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ت ِبالله َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫آ َ‬
‫خي ّب ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م أُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫م هاذا؟ِ َقا َ‬
‫جأهِ‬
‫ك ب ِوَ ْ‬ ‫ما إني ل أ َ‬ ‫ظيم ٍء أ َ‬ ‫مرٍء ع َ ِ‬ ‫سألت َِني ب ِأ ْ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ل‪ :‬ل َ‬ ‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ث ِ‬ ‫مك َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ب ِأْرب َْعمائ َةِ د ِْرهَ ٍء‬ ‫قا فََباع َ ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه إلى ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫َرّبي ب ِعِْني قال‪ :‬فَ َ‬
‫دي‬ ‫عن ْ ِ‬‫خي ْرٍء ِ‬ ‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫قا َ‬ ‫يٍءء‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ُ‬ ‫ري َزمانا ً ل ي َ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ما ِ‬ ‫ما اشتري ْت َِني للت ِ َ‬ ‫ل‪ :‬إن ّ َ‬ ‫ش ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫ست َعْ ِ‬
‫َ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬
‫شق ّ‬ ‫نأ ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‪ .‬فقال‪ :‬أكَره ُ أ ْ‬ ‫م ٍء‬ ‫صني ب ِعَ َ‬ ‫فَأوْ ِ‬

‫) ‪(1/131‬‬

‫ل هاذهِ‬ ‫ق ْ‬ ‫م َفان ْ ُ‬ ‫ل‪ :‬قُ ْ‬ ‫ي‪َ .‬قا َ‬ ‫شقّ ع َل َ ّ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ف قال‪ :‬ل َي ْ َ‬ ‫ضِعي ٌ‬ ‫خ ك َِبيٌر َ‬ ‫شي ْ ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫ك إن ّ َ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫م‬‫جأات ِهِ ث ُ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫ض َ‬ ‫ل ل ِب َعْ َ ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ج الّر ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫فرٍء في يوم‪ ،‬فَ َ‬ ‫ست ّةِ ن َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫قُلها ُ‬ ‫ن ل ي َن ْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫جاَر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ف وَقَد ْ ن َ َ‬
‫ما ل ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت وَأط ْ‬ ‫مل َ‬ ‫جأ َ‬
‫ت وَأ ْ‬ ‫سن ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫ساع ٍء‬ ‫جاَرة َ ِفي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫صَر َ‬ ‫ان ْ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫سب ُك أمينا َفا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ ََرك َتطي ُ‬ ‫َ‬
‫فني في أهِْلي‬ ‫خل ِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فٌر فقال‪ :‬إني أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ِ‬ ‫ض ِللّر ُ‬ ‫م ع ََر َ‬ ‫ه‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫ق ُ‬
‫ل‪ :‬ل َي ْ َ‬
‫س‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫شقّ ع َل َي ْ َ‬ ‫ن أَ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬إّني أك َْره ُ أ ْ‬
‫َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫م ٍء‬ ‫صِني ب ِعَ َ‬ ‫ل‪ :‬أوْ ِ‬
‫ة َقا َ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫خلفَ ً‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫جأ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ع َلي ْك‪ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ي قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي ُ‬
‫مّر الّر ُ‬ ‫ل‪ :‬ف َ‬ ‫حّتى أقد ِ َ‬ ‫ن ِلبيتي َ‬ ‫ن اللب ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضرِ ِ‬ ‫ل‪ :‬فا ْ‬ ‫شقّ ع َل ّ‬
‫سب َب ُكَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جأل وَقد ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما َ‬ ‫جأهِ الله َ‬ ‫سألك ب ِوَ ْ‬ ‫ه‪ ،‬قال‪ :‬أ ْ‬ ‫شّيد ب َِناَء ُ‬ ‫جأعَ الّر ُ‬ ‫ه‪ .‬قال‪ :‬فَر ِ‬ ‫فرِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫لِ َ‬
‫قالَ‬ ‫ة‪ .‬ف ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه الله أوْقعَِني ِفي هاذ ِهِ العُُبوِدي ِ‬ ‫جأ ُ‬‫جأهِ الله وو ْ‬ ‫سألت َِني ب ِو ِ‬ ‫مُرك؟ِ قال َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫و َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫كي‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ني‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ك من أ َنا‪ ،‬أَ َنا الخضر َ ا َل ّذي سمعت به سأ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َالخضر‪ :‬سأ ُ‬
‫َ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ ِ ْ ِ ٌ َ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ‬
‫شيٌءْ أعطيه‪ ،‬فَسأ َل َُني بوجأه الله‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ُ‬
‫ن َرقْب َِتي فََباع َِني‬ ‫ْ ُْ ُ ِ ْ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫َ ِ ِ َ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫دي‬ ‫م يَ ْ ِ ْ ِ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫فَل َ ْ‬
‫َ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫جأل ْد ُه ُ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ف ي َوْ َ‬ ‫قدُر وَقَ َ‬ ‫ه وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫سائ ِل َ ُ‬ ‫جأهِ الله فََرد ّ َ‬ ‫ل ب ِوَ ْ‬ ‫سئ ِ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ك أن ّ ُ‬ ‫خب ََر َ‬
‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫ي الله ل َوْ أع ْل َ ُ‬ ‫ك يا َنب ّ‬ ‫ت ع َل َي ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ِبالله َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل‪ :‬آ َ‬ ‫ل الّرجأ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ع‪ ،‬فَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫قع ْ َ‬ ‫ه ي َت َ َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َول ل َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ت وَأ َب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ِفي‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫ي الله ا ْ‬ ‫مي َيا ن َب ِ ّ‬ ‫ل‪ :‬بأبي وَأ ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ل‪ :‬الّر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫قي ْ َ‬ ‫سن ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ل‪ :‬ل ب َأ َ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫سبيل َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبيلي‬ ‫ن ُتخلي َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل‪ :‬أ ِ‬ ‫خت ََر فَأخلي َ‬ ‫ت‪ ،‬أوِ ا ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ماِلي ب ِ َ‬ ‫أهِْلي وَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ذي أ َوْث َ َ‬ ‫َ‬
‫قِني ِفي العَُبود ِي ّةِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫مد ُ ل ِل ّهِ ال ّ ِ‬
‫ح ْ‬ ‫قا َ‬
‫ل الخضُر‪ :‬ال َ‬ ‫سِبيل َ ُ‬
‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫خّلى َ‬
‫فَأع ْب ُد ُ َرّبي فَ َ‬
‫من َْها«ِ ‪.‬‬
‫جاِني ِ‬ ‫نَ ّ‬

‫) ‪(1/132‬‬

‫اللهم اجأعلنا من المحسنين إلى الخوان والفائزين بالجنان آمين‪.‬‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪114 :‬‬

‫باب الصوم‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫ب ع َلى ال ِ‬ ‫ما كت ِ َ‬ ‫مك َ‬ ‫صيا ُ‬ ‫ب ع َلي ْكم ال ّ‬ ‫مُنوا كت ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أّيها ال ِ‬
‫ت{ )سورة البقرة‪ 183 :‬ــــ ‪(184‬‬ ‫قون أياما معدودا ٍء‬ ‫ً‬ ‫م ل ََعلكم ت َت ّ ُ‬ ‫ن قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫وأخرج ابن ماجأه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م قَِيا َ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫ه َوسنن ُ‬ ‫م ُ‬ ‫صَيا َ‬ ‫كم ِ‬ ‫ب الله ع َل َي ْ ُ‬ ‫شهٌْر ك َت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫شهُْر َر َ‬ ‫» َ‬
‫ُ‬
‫ه«ِ وأحمد عن أبي هريرة‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫دت ُ‬ ‫وم وَل َ ْ‬ ‫ن ذ ُُنوب ِهِ ك َي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫حتسابا ً َ‬ ‫ه إيمانا ً َوا ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫خَر«ِ وهو‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ن إيمانا ً واحتسابا ً غ ُ ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫َ‬ ‫ن أد َْر َ‬ ‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ه ل يُ ْ‬ ‫يٌء َفات َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَع َلي ْهِ ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ك َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫عنه‪َ » :‬‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ة ع َلي ْهُ ّ‬ ‫دين‪َ :‬ثلث َ ٌ‬ ‫عد ُ ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫سلم ِ وَقَ َ‬ ‫عرى ال ْ‬ ‫ه«ِ وأبو يعلى عن ابن عباس‪ُ » :‬‬ ‫م ُ‬ ‫صو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫ُ‬
‫ن ل اله‬ ‫دة أ ْ‬ ‫شَها َ‬ ‫دم‪َ ،‬‬ ‫ل ال ّ‬ ‫حل ُ‬ ‫ن فَهُوَ ب َِها كافٌِر‪َ ،‬‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫حد َة ً ِ‬ ‫ك َوا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫س السل ُ‬ ‫س َ‬ ‫أ ّ‬
‫دة‬
‫ح َ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن«ِ وفي رواية‪َ » :‬‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫م َر َ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫مك ُْتوب َ ُ‬ ‫صلة ُ ال َ‬ ‫إل الله‪ ،‬وال ّ‬
‫ه«ِ وأبو داود‬ ‫مال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل دَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل‪ ،‬وَقَد ْ ُ‬ ‫ف َول ع َد ْ ٌ‬ ‫صْر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫كافٌِر َول ي ُ ْ‬ ‫فَُهو ِبالله َ‬
‫ن أفْط ََر‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫والنسائي والترمذي والبيهقي وابنا ماجأه وخزيمة عن أبي هريرة‪َ » :‬‬
‫م الد ّهْرِ‬ ‫صو ْ ُ‬ ‫ضهِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ض لَ ْ‬ ‫مَر ٍء‬ ‫ه َول َ‬ ‫صَها الله ل َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫صةٍء َر ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ن غ َي ْرِ ُر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ضان ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫وما ِ‬ ‫ن أفطَر ي َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ي وابن مسعود رضي الله عنهما‪َ :‬‬ ‫ه‪ ،‬قال عل ّ‬ ‫م ُ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه وإ ْ‬ ‫ك ُل ُ‬
‫َ‬
‫ضان‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫وما ً ِ‬ ‫ن أفْط ََر ي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ر‪ .‬قال النخعي‪ :‬إ ّ‬ ‫م الد ّهْ ِ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫ضيهِ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ضان ل ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َر َ‬
‫ف ي َوْم ٍء والذي عليه أكثر‬ ‫ة آل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ع َلي ْهِ ثلث ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ُ‬ ‫يَ ِ‬

‫) ‪(1/133‬‬

‫العلماء أنه يجزىء عن اليوم يوم ولو أقصر منه‪.‬‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪119 :‬‬
‫خاتمة في سرد أحاديث تتعلق بالصوم‬
‫ل ك ُلّ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ن َرب ّك ْ‬ ‫أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫صو ْ ُ‬ ‫م ِلي وَأَنا أجأزي به وال ّ‬ ‫صو ْ ُ‬‫ف وال ّ‬ ‫سب ِْعمائ َةِ ضعْ ٍء‬ ‫مَثال َِها إلى َ‬ ‫شَرةِ أ ْ‬ ‫سن َةٍء ب ِعَ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫جأهِ َ‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫و‬ ‫سك‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ري‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الله‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ئ‬ ‫الصا‬ ‫فم‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫لو‬‫ُ‬ ‫خ‬ ‫ول‬ ‫ر‬ ‫نا‬
‫َ ّ ٌ ِ َ ّ ِ َ َ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫جأ‬
‫َِ ْ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ ْ ِ ِ‬ ‫َ ُ ِ ْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حي‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫َ ِ ٌ َ ّ ِ ِ ْ َ َ ِ ْ َ ٌ ِ َ‬ ‫تا‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ئ‬ ‫صا‬ ‫ولل‬ ‫م‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫صا‬ ‫ني‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬‫جأاه ِ َ ُ َ َ ِ ٌ‬
‫ئ‬ ‫صا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫ع ََلى أ َ‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه«ِ وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة‪» :‬إ َ‬ ‫قى َرب ّ ُ‬ ‫ن ي َل ْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ة ِ‬‫ح ٌ‬ ‫فط ُِر وَفَْر َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ب الّناِر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن‪ ،‬وَغ ُل َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َوّ ُ‬
‫وا ُ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫مَرد َة ُ ال ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫صعَد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫شهْرِ َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لي ْلةٍء ِ‬
‫َ‬
‫مِناد ً ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ب‪ ،‬وَي َُناِدي ُ‬ ‫من َْها َبا ٌ‬ ‫م ي ُغْل َقُ ِ‬ ‫ة‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ت أب ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب‪ ،‬وَفُت ِ َ‬ ‫من َْها َبا ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫فت َ ْ‬‫م يُ ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫صر‪ ،‬ول ِل ّهِ ع ُت َ َ‬ ‫ل ويا باِغي ال ّ َ‬ ‫َ‬
‫ك كُ ّ‬
‫ل‬ ‫ن الّنارِ َوذال ِ َ‬ ‫م َ‬‫قاُء ِ‬ ‫شّر أقْ ِ‬ ‫خي ْرِ أقْب ِ ْ َ َ َ‬ ‫ة‪َ :‬يا َباِغي ال َ‬ ‫ل َي ْل َ ٍء‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ة«ِ وابنا خزيمة وحبان‪ :‬أنه صعد المنبر فقال‪ :‬آمين آمين آمين؛ قيل‪ :‬يا‬ ‫ل َي ْل َ ٍء‬
‫ل ع َل َي ْهِ‬‫ري َ‬ ‫جأب ْ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫رسول الله إنك صعدت المنبر‪ ،‬فقلت آمين آمين آمين‪ .‬فقال‪» :‬إ ّ‬
‫خل الّناَر‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫فْر ل َ ُ‬‫م ي ُغْ َ‬‫ن فَل َ ْ‬ ‫ضا َ‬
‫م َ‬‫شهَْر َر َ‬ ‫ك َ‬‫ن أ َد َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬‫قا َ‬‫م أ ََتاِني فَ َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ما‬‫م ي َب ُّرهُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما فل ْ‬‫حد َهْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أد َْرك أب َوَي ْهِ أوْ أ َ‬ ‫م ْ‬‫ت آمين‪ .‬وَ َ‬ ‫ْ‬
‫قل ُ‬ ‫فَأ َب ْعَد َه ُ الله قل‪ :‬آمين ف ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫ه‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫عن ْد َ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ذ ُك ِْر َ‬‫م ْ‬‫ت آمين‪ ،‬وَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل آمين‪ .‬فَ ُ‬ ‫ل الّناَر فََأبعَد َه ُ الله‪ :‬قُ ْ‬ ‫خ َ‬‫ت؟ِ فَد َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ت آمين‪ ِ«.‬ومحمد بن‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫ل‪ :‬آمين فَ ُ‬ ‫ل الّناَر فَأب ْعَد َه ُ الله قُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَد َ َ‬‫ما َ‬ ‫ك فَ َ‬ ‫ل ع َل َي ْ َ‬‫ص ّ‬ ‫يُ َ‬
‫منصور السمعاني عن أنس‪ :‬إنما سمي رمضان لنه يرمض الذنوب‪ .‬والطبراني‬

‫) ‪(1/134‬‬

‫والبيهقي عن عمر رضي الله عنه‪ :‬ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله‬
‫فيه ل يخيب‪ .‬والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى‪ :‬نوم الصائم عبادة وصمته‬
‫تسبيح‪ ،‬وعمله مضاعف‪ ،‬ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور‪ .‬والحاكم عن ابن‬
‫دخر له‬ ‫عمر‪ :‬لكل عبد صائم دعوة مستجابة عن إفطاره أعطيها في الدنيا‪ ،‬أو ا ّ‬
‫في الخرة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪120 :‬‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫هي َ‬ ‫ف إب َْرا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫وفي المسند عن واثلة بن السقع عن النبي أنه قال‪» :‬أن ْزِل ْ‬
‫ُ‬
‫ن‪،‬‬‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫س َ‬ ‫ن‪ ،‬وَأن ْزَِلت الت ّوَْراة ُ ل ِ ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫شهْرِ َر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل َي ْل َةٍء ِ‬ ‫في أوّ ِ‬
‫ُ‬ ‫وَأ ُن ْزِ َ‬
‫ن‬
‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن لْرب ٍَءع وَ ِ‬ ‫فْرَقا ُ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ن؛ وَأن ْزِ َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫م َ‬ ‫شَرة َ َ‬ ‫ل ل َِثلث ع َ َ‬ ‫جي ُ‬ ‫ل الن ْ ِ‬
‫ن«ِ وروي عن سعيد بن المسيب عن سلمان مرفوعا ً قال‪:‬‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫س قَد ْ أظألك ْ‬ ‫خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال‪َ» :‬يا أي َّها الّنا ُ‬
‫خير م َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ض ً‬
‫ري َ‬ ‫ه فَ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صَيا َ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫جأعَ َ‬ ‫ر‪َ ،‬‬ ‫ٍء‬ ‫شهْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫ة َ ٌْ ِ ْ‬ ‫ك ِفيهِ ل َي ْل َ ٌ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫شهٌْر ُ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫شهٌْر ع َ ِ‬ ‫َ‬
‫ة ِفيما‬ ‫ض ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ري َ‬ ‫دى ف ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م َ‬ ‫نك ْ‬ ‫ر‪ ،‬كا َ‬ ‫خي ْ ِ‬
‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫صلةٍء ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ِفيهِ ب ِ ُ‬ ‫قّر َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وعا َ‬ ‫م لي ْل ِهِ ت َط ّ‬ ‫وَقَيا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬وَهُوَ‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫نف ِ‬ ‫سْبعي َ‬ ‫دى َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫نك َ‬ ‫ة كا َ‬ ‫ض ً‬ ‫ري َ‬ ‫دى ِفيهِ ف ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫قا‪َ ،‬‬ ‫ساةِ وَشهٌْر ُيزاد ُ ِفيهِ الّرْز ُ‬ ‫َ‬ ‫وا َ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬وَشهُْر ال ُ‬ ‫َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫واب ُ ُ‬ ‫َ‬
‫صب ُْر ث َ‬ ‫ر‪ ،‬وال ّ‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫شهُْر ال ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جأرِهِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الّناِر‪ ،‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عتقُ َرقَب َةٍء ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫فَرة ٌ ِلذُنوب ِ ِ‬ ‫مغْ ِ‬‫ه َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫صاِئما ً َ‬ ‫فَط َّر ِفيه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يٌء«ِ َقالوا‪ :‬يا رسول الله ليس كلنا نجد ما نفطر‬ ‫ش ْ‬ ‫جأرِهِ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫ن غ َي ْرِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ر‬
‫َ ْ َ ٍء‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ئم‬ ‫ِ‬ ‫صا‬ ‫َ َ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ها‬ ‫الله‬ ‫عطي‬ ‫ُْ‬ ‫ي‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫الصائم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شهر أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َوْ ُ‬
‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫ْ ٌ ّ ُ َ ْ َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ن‪ ،‬وَهُ َ‬
‫و‬ ‫مذ ْقَةِ لب َ ٍء‬ ‫ماٍءء أوْ َ‬ ‫شْرب َةِ َ‬

‫) ‪(1/135‬‬

‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫فَر الله ل َ ُ‬ ‫ك غَ َ‬ ‫مُلو ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫عن َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ن الّناِر‪ .‬وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خَره ُ ع َت ْقٌ ِ‬ ‫فَرة ٌ َوآ ِ‬ ‫مغْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سط ُ ُ‬ ‫وَأوْ َ‬
‫م؛‬ ‫ن ِبهما َرب ّك ُ ْ‬ ‫ضو َ‬ ‫ن ت ُْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫صل َت َي ْ‬
‫خ ْ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫صا ٍء‬‫خ َ‬ ‫ن أ َْرب َِع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َك ْث ُِروا ِفيهِ ِ‬ ‫ن الّنارِ َوا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ُ‬‫وَأ َع ْت َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫شَهاد َة ُ أ ْ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ما َرب ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن ب ِهِ َ‬
‫ضو ْ َ‬ ‫ن ت ُْر َ‬ ‫ن الل َّتا ِ‬ ‫ما الخصلتا ِ‬ ‫ما‪ :‬أ ّ‬ ‫ن ل ِغًنى ل َك ُ ْ‬
‫م ع َن ْهُ َ‬ ‫َوخصلتي ِ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫ن الله ال َ‬ ‫سأُلو َ‬ ‫ما‪ :‬فَت َ ْ‬ ‫م ع َن ْه َ‬ ‫ن ل ِغَنى ل َك ُ ْ‬ ‫ما اللتا ِ‬ ‫ه‪ .‬وَأ َ‬ ‫فرون َ ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ل اله إل الله وَت َ ْ‬
‫قاه الله م ُن حوضي شربة ل يظ ْمأ ُ‬ ‫ً‬ ‫وَت َُعو ُ‬
‫ْ َ ً َ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫س َ ُ‬ ‫صاِئما َ‬ ‫قى َ‬ ‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الّناِر؛ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ب ِهِ ِ‬ ‫ذو َ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫حل ٍء‬ ‫ب َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضا َ‬ ‫صاِئما في شهرِ َرم َ‬ ‫ن فَطَر َ‬ ‫م ْ‬‫بعدها أبدا«ِ ‪ .‬وفي رواية‪َ :‬‬
‫ةَ‬ ‫َ‬
‫م لي ْل َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬
‫جأْبريل ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫ه ِ‬ ‫ح ُ‬‫صافَ َ‬ ‫ن كلَها‪ ،‬وَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ل ََياِلي َر َ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ الملئ ِك َ ُ‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه‪.‬‬
‫دموع ُ ُ‬ ‫رقا قَل ْب ُ ُ‬
‫ه‪ ،‬وَت َك ْث ُُر ُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ال ّ‬
‫سل ُ‬ ‫ه جأبري ُ‬ ‫صافَ َ‬
‫ح ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫قد ِْر‪ ،‬وَ َ‬
‫ال َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪120 :‬‬

‫) ‪(1/136‬‬

‫وروى سلمة بن شبيب عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬لله في كل ليلة من ليالي شهر‬
‫رمضان عند الفطار ألف ألف عتيق من النار‪ ،‬فإذا كان ليلة الجمعة أعتق الله‬
‫في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجأب النار‪ ،‬فإذا كان‬
‫آخر ليلة من الشهر أعتق في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أّول الشهر إلى آخره‬
‫أعتقنا الله من النار‪ .‬وقال النخعي‪ :‬صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم‪،‬‬
‫وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة‪ ،‬وركعة فيه خير من ألف ركعة‪ ،‬والنفقة‬
‫ن‬‫كا َ‬ ‫فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله‪ .‬وروي عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬إذا َ‬
‫ْ‬ ‫خْيرا ً أ َع ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬وَأ ََراد َ ب ِعَب ْد ٍء َ‬
‫حتى ل‬ ‫سّرا ً َ‬ ‫ه اقَْرأ ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫جأْهرًا‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ه َ‬ ‫طاه ُ الله ك َِتاب َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ة‪ :‬إلهنا هاذ ِهِ‬ ‫ل الملئ ِك َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫حد ٌ فَت َ ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬‫سّرا ً فَل َ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قَرأ ك َِتاب َ ُ‬ ‫ه‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ه ب َي ْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬‫َيف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرِقَ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وَت َ ْ‬ ‫ن ت ُعَذ ّب َ ُ‬‫كأ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ة‪ ،‬وَقَد ْ أوْع َد ْ َ‬ ‫صا ِ‬‫ن العُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٍء ِ‬ ‫سبق ل َ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ة لَ ْ‬ ‫عناي َ ٌ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫جوِع‬ ‫ه ِفي الد ّن َْيا ب َِنارِ ال ُ‬ ‫حَرقْت ُ ُ‬ ‫كتي إّني أ ْ‬ ‫ه وََتعالى‪َ :‬يا َ‬ ‫حان َ ُ‬‫سب ْ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫بالّنارِ َفي ُ‬
‫َ‬ ‫َوالعَط َ‬
‫ن‪ ،‬وَقَد ْ‬ ‫م بالنيرا ِ‬ ‫ه الي َوْ َ‬ ‫حرقُ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬فل أ ْ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬‫شهْرِ َر َ‬ ‫ديد ِ ِفي َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حّر ال ّ‬ ‫ش ِفي ال َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫مّنا ُ‬‫م ال َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن‪ ،‬وَأَنا الك َ ِ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫ب والعِ ْ‬ ‫ن الذنو ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫فْر ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَغ َ َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫فو ْ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫وحكي عن بعض أهل العلم أنه قال‪ :‬كان عندنا رجأل اسمه محمد‪ ،‬وكان ل‬
‫يصلي إل قطعًا‪ ،‬فإذا دخل شهر رمضان زين نفسه بالثياب الفاخرة والطيب‪،‬‬
‫ويصوم ويصلي ويقضي ما فاته‪ .‬فقلت له في ذلك‪ .‬فقال‪ :‬هذا شهر التوبة‬
‫والرحمة والبركة‪ ،‬عسى الله أن يتجاوز عني بفضله فمات فرأيته في المنام‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ قال‪ :‬غفر لي لجأل حرمة شهر رمضان‪ ،‬غفر الله‬
‫لنا ولجميع المسلمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪120 :‬‬
‫فصل في أحكام الصوم‬

‫) ‪(1/137‬‬

‫فرضه‪ :‬نية ليل ً لكل يوم من رمضان‪ ،‬وأقلها نويت صوم رمضان‪ ،‬والكمل نويت‬
‫صوم غد ٍء عن أداء فرض رمضان هذه السنة لله تعالى والتلفظ بها وترك مفطر‬
‫نهارًا‪.‬‬
‫ب‪ ،‬ويحصل ولو بجرعة ماء‪ ،‬ووقته من نصف الليل‪،‬‬ ‫وسننه‪ :‬السحور وبالتمر أح ّ‬
‫حوُر ك ُل ُّ‬
‫ه ب ََركة َفل‬ ‫س‬
‫ّ ُ‬ ‫»ال‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫شك‬ ‫وتأخيره أولى ما لم يقع في‬
‫َ‬
‫ن على‬‫صّلو َ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ملئ ِك َت َ ُ‬ ‫ن الله وَ َ‬ ‫ن ماٍءء فَإ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جأْرع َ ً‬
‫م ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬
‫جَرع ُ أ َ‬‫ن يَ ْ‬‫عوه ُ وَل َوْ أ ْ‬ ‫ت َد َ ُ‬
‫ك«ِ رواه البيهقي‪.‬‬ ‫وا ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫صائ ِ َ‬‫ل ال ّ‬ ‫صا ِ‬ ‫خي ُْر خ َ‬ ‫ن«ِ رواه أحمد‪ .‬وقال ‪َ » :‬‬ ‫ري َ‬ ‫ح ِ‬‫س ّ‬‫مت َ َ‬‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫ي فَإ ِن ّ ُ‬ ‫سَتا ُ‬
‫صائ ِم ٍء‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫س ِ‬ ‫ه لي ْ َ‬ ‫سَتاكوا ِبالَعش ّ‬ ‫كوا بالَغداةِ َول ت َ ْ‬ ‫م فا ْ‬ ‫مت ُ ْ‬
‫ص ْ‬
‫قوال‪» :‬إذا ُ‬
‫ة«ِ رواه الطبراني‪:‬‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬‫ن ع َي ْن َْيه ي َوْ َ‬ ‫ً‬
‫ن ُنورا ب َي ْ َ‬ ‫ي إل َ‬
‫كا َ‬ ‫فَتاه ُ بالعش ّ‬ ‫ش َ‬ ‫س َ‬ ‫ت َي ْب َ ُ‬
‫وتعجيل فطر إذا تحقق الغروب وتقديمه على الصلة‪ ،‬وكونه بثلث رطبات‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫فتمرات فحسوات ماء ودعاء بعده وهو‪ :‬اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت‬
‫وبك آمنت‪ ،‬وعليك توكلت ورحمتك رجأوت‪ ،‬وإليك تبت ذهب الظمأ وابتلت‬
‫ل قال‬ ‫العروقا‪ ،‬وثبت الجأر إن شاء الله تعالى‪ .‬قال رسول الله عن ربه عّز وجأ ّ‬
‫طرًا«ِ رواه الترمذي‪ .‬وقال ‪» :‬ل تزا ُ ُ‬ ‫م فِ ْ‬ ‫عبادي إل َ‬ ‫َ‬
‫مِتي‬
‫لأ ّ‬ ‫ََ‬ ‫جل ُهُ ْ‬‫ي أع ْ َ‬
‫ّ‬ ‫ب ِ َ ِ‬ ‫ح ّ‬
‫الله‪» :‬أ َ‬
‫ن في‬ ‫م«ِ رواه الطبراني‪ .‬ويس ّ‬ ‫م ط ُُلوع َ الن ّ ْ‬
‫ج ِ‬ ‫فط ْرِه ِ ْ‬ ‫م ي َن ْت َظ ُِروا ب ِ ِ‬‫ما ل َ ْ‬
‫سن ِّتي َ‬‫ع ََلى ُ‬
‫رمضان إكثار تلوة القرآن وصدقة وتوسعة على العيال‪ ،‬وإحسان إلى القارب‬
‫والجيران وتهجد واعتكاف‪ ،‬ل سيما عشر آخره ودعاء‪ :‬اللهم إنك عفوّ تحب‬
‫ف عني في العشر الواخر‪.‬‬ ‫العفو فاع ُ‬
‫ف نفسه عن الشهوات المباحة من التلذذ بمسموع أو‬ ‫ويندب للصائم أن يك ّ‬
‫م ريحان ونظر إليه ولمسه‪ ،‬وأن يغتسل لنحو‬ ‫صرٍء أو ملموس أو مشموم‪ ،‬كش ّ‬ ‫مب َ َ‬
‫ُ‬
‫جأنابة قبل الفجر‪ ،‬وأن يحترز عن ذوقا طعام أو غيره‪ ،‬ومضغ نحو الخبز لطفل‪،‬‬
‫ولسانه عن الفحشاء‪.‬‬

‫) ‪(1/138‬‬

‫ومفسداته‪ :‬وصول عين جأوفه واستقاءة واستمناء ووطء في فرج مع تعمد‬


‫واختيار وعلم بتحريمه‪ ،‬وبكونه مفطرًا‪ ،‬ويجب مع القضاء المساك في رمضان‬
‫على متعمد أفطر وتارك نية ليلً‪ ،‬ومن تسحر ظأنا ً بقاءه أو أفطر ظأانا ً الغروب‪،‬‬
‫فبان خلفه ومن بان له يوم ثلثي شعبان أنه من رمضان‪ ،‬ومن سبقه ماء‬
‫المبالغة في المضمضة أو استنشاقا ل على مسافر ومريض زال عذرهما بعد‬
‫ض أو نفاس نهارًا‪ ،‬ومما يسن لهم‬ ‫الفطر‪ ،‬ول على امرأة طهرت من حي ٍء‬
‫المساك بقية النهار‪ ،‬فإن خالفوا ندب إخفاء أكلهم عمن يجهل عذرهم‪ ،‬ومما‬
‫يبطل ثواب الصوم إجأماعا ً الكذب والغيبة والمشاتمة لما قال رسول الله ‪:‬‬
‫ه‬
‫م ُ‬‫ن ي َد َع َ ط ََعا َ‬
‫ة في أ ْ‬ ‫جأ ٌ‬
‫حا َ‬‫ل ب ِهِ فَل َي ْس ل ِل ّهِ َ‬
‫م َ‬
‫ل الّزورِ والعَ َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م ي َد َع ْ قَوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫البخاري‪ ،‬وقال ‪» :‬رب صا َئم ل َيس ل َه من صيامه إل الظ ّمأ«ُِ‬ ‫ه«ِ رواه‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ ّ َ ِ ٍء ْ َ ُ ِ ْ ِ ِ ِ‬ ‫وَشَراب َ ُ‬
‫ما‬ ‫ن‬‫إ‬
‫َ ِ ّ َ‬‫ب‬ ‫را‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫وال‬ ‫م‬
‫َ ِ َ‬‫عا‬‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫يا‬
‫ّ َ ُ ِ َ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫س‬
‫ْ َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫»‬ ‫حديث‪:‬‬ ‫في‬ ‫وورد‬ ‫النسائي‬ ‫رواه‬
‫ث«ِ قال الحافظ أبو موسى المديني هو على شرط‬ ‫ن الل ّغْوِ والّرفْ ِ‬‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫صَيا ُ‬‫ال ّ‬
‫مسلم‪ ،‬قال بعض السلف‪ :‬أهون الصيام ترك الطعام والشراب وقال‪ :‬إذا‬
‫صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪124 :‬‬

‫) ‪(1/139‬‬

‫واعلم أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات‪ ،‬ل يكمل إل بعد التقرب بترك‬
‫المحرمات‪ .‬فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب بترك المباحات كان بمثابة من‬
‫يترك الفرائض‪ ،‬ويتقرب بالنوافل‪ ،‬وإن كان صومه مجزئا ً عند الجمهور بحيث ل‬
‫يؤمر بإعادته؛ لكن قال الوزاعي‪ :‬يفطر بالكذب والغيبة لما قال رسول الله ‪:‬‬
‫ة‬
‫ميم ُ‬
‫ة والن ّ ِ‬ ‫ضوَء‪ :‬الك َذ ِ ُ‬
‫ب والغَي ْب َ ُ‬ ‫ن الوُ ُ‬
‫ض َ‬
‫ق ْ‬
‫م وَي َن ْ ُ‬ ‫صائ ِ َ‬‫ن ال ّ‬
‫فط ِْر َ‬
‫ل يُ ْ‬
‫صا ٍء‬
‫خ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫خ ْ‬
‫» َ‬
‫ة«ِ رواه الزدي والديلمي عن أنس‪ .‬وفي مسند‬ ‫َ‬
‫ن الكاذ ِب َ ُ‬‫شهْوَةٍء َواليمي ُ‬ ‫ْ‬
‫والن ّظَرة ُ ب ِ ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫المام أحمد‪» :‬أن امرأتين صامتا في عهد رسول الله فأجأهدهما الجوع‬
‫والعطش في آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا‪ ،‬فبعثتا إلى رسول الله تستأذنانه‬
‫في الفطار فأرسل إليهما قدحا ً لهما ِقيآ فيه ما أكلتما‪ ،‬فقاءت إحداهما نصفه‬
‫دما ً عبيطا ً ولحما ً عريضا ً وقاءت الخرى مثل ذلك حتى ملتاه‪ ،‬فتعجب الناس‬
‫َ‬ ‫هاتان صامتا ع َ َ‬
‫ما‬‫ل الله ل َُهما وَأفْط ََرَتا ع ََلى َ‬ ‫ح ّ‬‫ما أ َ‬
‫ّ‬ ‫من ذلك فقال رسول الله ‪َ َ َ ِ َ َ » :‬‬
‫ما‬ ‫س َفها َ‬
‫ذا َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫جعَل ََتا ت َغَْتاَبا ِ‬
‫ما ع ََلى الخرى‪ ،‬فَ َ‬
‫داهُ َ‬
‫ح َ‬ ‫م الله ع َل َي ِْهما‪ ،‬فَغَد َ ْ‬
‫تإ ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ َ ِ ْ ُ ِ ِ ْ‬
‫ه‬‫م‬ ‫حو‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫تا‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫وروي عن أبي مسعود النصاري أنه قال‪ :‬ما من عبد صام رمضان في إنصات‬
‫وسكوت وذكر الله وأحل حلله وحّرم حرامه‪ ،‬ولم يرتكب فيه فاحشة إل انسلخ‬
‫ل تسبيحة‬ ‫من رمضان يوم ينسلخ‪ ،‬وقد غفرت له ذنوبه كلها‪ ،‬ويبنى له بك ّ‬
‫وتهليلة بيت في الجنة من زمردة خضراء في جأوفها ياقوتة حمراء في جأوف‬
‫تلك الياقوتة خيمة من درة مجوفة فيها زوجأة من الحور العين‪.‬‬

‫) ‪(1/140‬‬

‫إخواني اهتموا بأمر صومكم واحذروا مما يبطله ويرده عليكم‪ ،‬فقد قيل‪ :‬إذا‬
‫تعلق مظلوم بحسنات صوم ظأالمه‪ ،‬يقول الله سبحانه وتعالى‪ :‬الصوم لي وأنا‬
‫ل‪،‬‬ ‫أجأزىء به‪ .‬فل تفسدوا مثل هذا العمل بترك المبالة بحدود الله عّز وجأ ّ‬
‫واتركوا في رمضان المخالفة والجفاء‪ ،‬فإنه شهر الصفاء والمعاملة بالوفاء‪،‬‬
‫فطوبى لقوام صاموا عن الشهوات‪ ،‬وقاموا في الخلوات يتلون من آيات ذكره‬
‫صحفًا‪ ،‬ضاعف الله لهم بصيامهم أجأرًا‪ ،‬ووعدهم في الجنة قصورا ً وغرفًا‪:‬‬
‫مكّرما ً‬ ‫ت ُ‬ ‫قد ْ ع َل َوْ َ‬ ‫صَيام ِ ل َ َ‬ ‫شْهر ال ّ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫معَظما‬ ‫شهورِ ُ‬ ‫ن ب َْين ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬
‫وَغد َوْ َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫شْهرك ْ‬ ‫ن هاذا َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫مي َر َ‬ ‫صائ ِ ِ‬‫َيا َ‬
‫مغَْنما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مهَي ْ ِ‬ ‫م ال ُ‬ ‫حك ُ‬ ‫ِفيهِ أَبا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫اله‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫طا‬ ‫أ‬ ‫َيا فَوَْز َ ْ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪124 :‬‬
‫حّرما‬ ‫ما َ‬ ‫جّنبا ً َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫قّربا ً ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫ذي‬ ‫صي ال ّ ِ‬ ‫ل ل ِل َْعا ِ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ال‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫فالويل‬
‫جأَرما نسأل الله الكريم المنان أن يجعلنا ممن حافظ‬ ‫ل الحرام وأ َ‬ ‫شهْرِهِ أ َك َ َ‬ ‫في َ‬
‫َ َ َ َ ْ‬
‫على حدود صيام رمضان‪ ،‬ففاز بالفردوس والجنان‪ ،‬والقصور والحور العين‬
‫الحسان‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪124 :‬‬
‫فصل في فضل العشر الخير وليلة القدر والعتكاف وإحياء ليلتي العيد وصدقة‬
‫الفطر‬

‫) ‪(1/141‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت‪» :‬كان النبي إذا دخل العشر‬
‫الخير شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله«ِ وفي رواية لمسلم عنها قالت‪» :‬كان‬
‫النبي يجتهد في العشر الخير ما ل يجتهد في غيره«ِ وكان النبي يخص العشر‬
‫الواخر في رمضان بأعمال ل يعملها في بقية الشهر‪ .‬وأخرج الديلمي عن‬
‫ُ‬
‫م«ِ‬ ‫ن قَب ْل َهُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫طها َ‬ ‫م ُيع ِ‬ ‫قد ْرِ وَل َ ْ‬ ‫ة ال َ‬ ‫مِتي ل َي ْل َ َ‬ ‫بل ّ‬ ‫ن الله ت ََعاَلى وَهَ َ‬ ‫أنس‪» :‬إ ّ‬
‫خرِ فإن َّها وت ٌْر ِفي‬ ‫شرِ الَوا ِ‬ ‫ها في العَ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫والطبراني عن عبادة بن الصامت‪» :‬الت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أوْ ِتسٍءع‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫سب ٍْءع وَ ِ‬ ‫ن أوْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫س وَ ِ‬‫م ٍء‬ ‫خ ْ‬‫ن أوْ َ‬ ‫شري َ‬ ‫ع ْ‬‫ث وَ ِ‬ ‫ن‪ ،‬أوْ َثل ٍء‬ ‫عشري َ‬ ‫دى وَ ِ‬ ‫ح َ‬‫إ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫حِتسابا ً غ ُ ِ‬ ‫مَها إيمانا ً َوا ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫خر ل َي ْل َ ٍء‬ ‫ن أوْ آ ِ‬ ‫وعشري َ‬ ‫َ‬
‫ت ََأخَر«ِ وهو عن واثلة‪ :‬ليلة القدر ليلة بلجة ل حارة ول باردة ول سحاب فيها ول‬
‫مطر ول ريح‪ ،‬ول يرمي فيها بنجم من علمة يومها أن تطلع الشمس ل شعاع‬
‫لها‪ .‬والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت‪» :‬قلت يا رسول الله أرأيت إن‬
‫ب‬ ‫ح ّ‬ ‫فو ّ ت ُ ِ‬ ‫ك عَ ُ‬ ‫م إن ّ َ‬ ‫علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ِ قال‪ُ» :‬قوِلي الل ّهُ ّ‬
‫قد ْرِ إيمانا ً‬ ‫ة ال َ‬ ‫ف ل َي ْل َ َ‬ ‫ن اع ْت َك َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ع َِني«ِ وأخرج الديلمي عن عائشة‪َ » :‬‬ ‫فوا َفاع ْ ُ‬ ‫العَ ْ‬
‫ه«ِ وابن ماجأه والبيهقي عن ابن عباس‪:‬‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فَر ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫حِتسابا غ ِ‬ ‫وا ْ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت كلَها«ِ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫جأرِ َ‬ ‫جأرِ كأ ْ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫ب وَُيجَرى ل ُ‬ ‫ف الذ ُّنو َ‬ ‫ف ي َعْك ِ ُ‬ ‫معْت َك ِ ُ‬ ‫»ال ُ‬
‫سول الله يعتكف العشر‬ ‫ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫َ‬
‫والشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت‪» :‬كا َ‬
‫الواخر من رمضان حتى توفاه الله‪ ،‬ثم اعتكف أزواجأه من بعده«ِ‪ ،‬والبيهقي‬
‫ن‬
‫كا َ‬‫ضان َ‬ ‫م َ‬ ‫شرا ً في َر َ‬ ‫ف عَ ْ‬ ‫من اع ْت َك َ َ‬ ‫عن الحسن بن علي رضي الله عنهما‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫وما ً وَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ط أْرب َُعو َ‬ ‫م الّرَبا ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ن«ِ والطبراني عن أبي أمامة‪» :‬ت َ َ‬ ‫مَرت َي ْ ِ‬ ‫ن وَع ُ ْ‬ ‫جت َي ْ ِ‬‫ح ّ‬ ‫كَ َ‬
‫م ي َِبع وََلم‬ ‫وما ً ل َ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ط أْربعي َ‬ ‫َراب َ َ‬

‫) ‪(1/142‬‬

‫ذنوبه ك َيوم ول َدت ُ‬


‫ه«ِ وأخرج ابن عساكر عن‬ ‫م ُ‬‫هأ ّ‬ ‫ن ُ ِ ِ َ ْ َ َْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬‫ث َ‬ ‫حد ِ َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ر‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ةَ‬ ‫َ‬
‫ة وَلي ْل َ‬ ‫َ‬
‫ة ع ََرف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة الت ّْروِي َةِ وَلي ْل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬لي ْل َ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه ال َ‬ ‫تل ُ‬ ‫حَيا اللَياِلي الْرب َعَ ُوجأب َ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫معاذ‪َ » :‬‬
‫ر«ِ وأخرج الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر رضي الله‬ ‫فط ِْ‬ ‫حرِ وَل َي ْ ِ ِ‬
‫ال‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ُ‬ ‫ض ع ََلى ك ُ ّ‬
‫ن‬ ‫سل ِم ٍء حَر وَع َب ْد ٍء وَذ َك َرٍء وَأن َْثى ِ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫فط ْرِ فَْر ٌ‬ ‫كاة ُ ال ِ‬ ‫عنهما‪َ» :‬ز َ‬
‫شعير«ِ وهما عن ابن عباس رضي الله‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫صاع ٌ ِ‬ ‫مرٍء أوْ َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫صاع ٌ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫كين‪َ ،‬‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ث وَط ُعْ َ‬ ‫ن الل ّغْوِ والّرف ِ‬ ‫م َ‬ ‫صائ ِم ِ ِ‬ ‫فط ْرِ ط َهَْرة ٌ لل ّ‬ ‫كاة ُ ال ِ‬ ‫عنهما‪َ» :‬ز َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫صد َقَ ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫صلةِ فَهِ َ‬ ‫داها ب َعْد َ ال ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫قُبول ٌ‬ ‫م ْ‬‫كاة ٌ َ‬ ‫ي َز َ‬ ‫صلةِ فَهِ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫داها قَب ْ َ‬ ‫أ ّ‬
‫ماِء‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫معلقٌ ب َي ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ُ‬‫مضا َ‬ ‫شهَْر َر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت«ِ وابن صصرى عن جأرير‪» :‬إ ّ‬ ‫صد ََقا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ر«ِ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫فط ِ‬ ‫َ‬
‫ض ل ي ُْرفَعُ إل ّ ب َِزكاةِ ال ِ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪127 :‬‬
‫إخواني مضى شهر رمضان وشهد على المسيء بالساءة وعلى المحسن‬
‫ل على ما قسم له من ربح وخسران‪ ،‬فيا حسرة المفرط‬ ‫بالحسان‪ ،‬وحصل ك ٌ‬
‫وف كأنه أخذ من الموت المان أو علم أن‬ ‫لقد أضاع الزمان‪ ،‬ويا خيبة المس ّ‬
‫دعا وسار‬ ‫ً‬ ‫ن‪ ،‬هذا شهركم قد انتصب لكم مو ّ‬ ‫القضاء يمهله إلى صوم رمضان ثا ٍء‬
‫مسرعا ً فأين البكاء لرحيلة‪ ،‬وأين الستدراك لقليله‪ ،‬وأين القتداء بفعل الخير‬
‫ودليله‪ ،‬فل ِل ّهِ ما كان أطيب زمانه من صوم وسهر وما كان أصفى أوقاته من‬
‫آفات الكدر‪ ،‬وما كان ألذ الشتغال فيه باليات والسور‪ ،‬فيا ليت شعري من قام‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫بواجأباته وسننه‪ ،‬ومن اجأتهد في عمارة زمنه‪ ،‬ومن الذي أخلص في سره‬
‫وعلنه‪ ،‬ومن الذي خلص من آفات الصوم وفتنه‪ .‬رزقنا الله تعالى امتثال‬
‫ن علينا بحسن القبول والثواب الجزيل آمين‪.‬‬‫الفضائل واجأتناب الرذائل وم ّ‬
‫) ‪(1/143‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪127 :‬‬


‫وع‬ ‫فصل في صوم التط ّ‬
‫ل الله‬ ‫ل‪َ» :‬قا َ‬ ‫أخرج البيهقي عن جأابر قال‪ :‬قال رسول الله عن ربه عّز وجأ ّ‬
‫َ‬
‫ه«ِ والخطيب‬ ‫زي ب ِ ِ‬ ‫جأ ِ‬‫ن الّناِر‪ ،‬وَهُوَ لي وَأَنا أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِبها العَب ْد ُ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫جأن ّ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫صَيا ُ‬ ‫ت ََعاَلى ال ّ‬
‫َ‬
‫ض الله ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫م ي َْر َ‬ ‫حد ٌ ل َ ْ‬ ‫م ي َط ّل ِعْ ع َل َي ْهِ أ َ‬ ‫وعا ً ل َ ْ‬ ‫وما ً ت َط َ ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن سهل بن سعد‪َ » :‬‬
‫ل الله ب َعّد َ‬ ‫سبي ِ‬ ‫وما في َ‬ ‫ً‬ ‫م يَ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة«ِ والشيخان عن أبي سعد‪َ » :‬‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫دو َ‬ ‫ب ُ‬ ‫وا ٍء‬ ‫ب ِث َ َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫صائ ِم ِ إ َ‬ ‫خريفًا«ِ والترمذي عن عمارة‪» :‬ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫عن الّنارِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫جأهَ ُ‬ ‫الله وَ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ة«ِ وأخرج أحمد ومسلم عن أبي أيوب‪َ » :‬‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ت ع َل َي ْهِ ال َ‬ ‫صل ّ ْ‬ ‫طيُر َ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْد َه ُ ال َ‬ ‫ِ‬
‫ر«ِ والطبراني عن عمر‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫وال‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ت‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ضا‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫صا‬
‫َ ْ ِ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َََ ُ ِ ّ ِ ْ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ذنو‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫وا‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫رضي الله عنه‪» :‬من صام رمضان وأ َ‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ََ ُ‬
‫ة ي ُك َ ّ‬ ‫وم ع ََرفَ َ‬ ‫ول َدت ُ‬
‫ب‬ ‫فُر ذ ُُنو َ‬ ‫م ي َْ‬ ‫َ‬ ‫يا‬‫ّ‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫ه«ِ وأخرج مسلم عن أبي قتادة‪:‬‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ة«ِ وأبو سعيد عن ابن عمر رضي الله عنهما‪َ » :‬‬ ‫ة آت ِي َ ً‬ ‫سن َ ً‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ضي َ ً‬ ‫ما ِ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَر«ِ والبيهقي عن الفضيل‪:‬‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل ُ‬ ‫ة غُ ِ‬ ‫م ي َوْم ِ ع ََرفَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وأخرج ابن‬ ‫ة إلى ع ََرفَ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ع ََرفَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫َ‬
‫َ ُ‬‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫» َ ْ‬ ‫م‬
‫ه‬
‫مون َ ُ‬ ‫صو ُ‬ ‫ت الن ْب َِياُء ي َ ُ‬ ‫م كان َ ِ‬ ‫َ‬ ‫شوَراَء هُوَ ي َوْ ٌ‬ ‫عا ُ‬ ‫م َ‬ ‫موا ي َوْ َ‬ ‫صو ُ‬ ‫أبي شيبة عن أبي هريرة‪ُ » :‬‬
‫ه«ِ ومسلم عن أبي قتادة‪» :‬سئل رسول الله عن صيام يوم عاشوراء‬ ‫مو ُ‬ ‫صو ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ل‬
‫ت إلى قاب ِ ٍء‬‫َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وهو عن ابن عباس‪» :‬لئ ِ ْ‬ ‫ضي َ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫سن َ َ‬ ‫فُر ال ّ‬ ‫ْ‬
‫فقال‪ :‬ي ُك ّ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ة أيام ٍء ِ‬ ‫َ‬
‫م ثلث َ‬ ‫َ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع«ِ وأخرج أحمد والترمذي عن أبي ذّر‪َ » :‬‬ ‫س َ‬ ‫ن الّتا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫صو َ‬ ‫ل ُ‬
‫ه«ِ وهما وابن حبان‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م الد ّهَْر كل ُ‬ ‫صا َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل شهْرٍء ف َ‬ ‫َ‬ ‫كُ ّ‬

‫) ‪(1/144‬‬

‫س‬
‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫عشَرة َ وَ َ‬ ‫عشَرة َ وَأ َْربع َ‬ ‫م َثلث َ‬ ‫ص ْ‬ ‫شهْرِ َثلثا ً فَ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م َ‬ ‫عنه‪» :‬إذا ص ْ‬
‫ة«ِ والطبراني عن ابن عباس‪» :‬كان رسول الله ل يدع صوم أيام البيض‬ ‫عشَر َ‬ ‫َ‬
‫في سفر ول حضر«ِ وأخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي هريرة‪» :‬كان النبي يصوم‬
‫ن‬
‫الثنين والخميس فقيل‪ :‬يا رسول الله إنك تصوم الثنين والخميس‪ ،‬فقال‪ :‬إ ّ‬
‫ما‬
‫ل د َع ْهُ َ‬‫قو ُ‬ ‫جأَرين ي َ ُ‬ ‫مت ََها ِ‬‫سل ِم ٍء إل ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ما ل ِك ُ ّ‬ ‫فُر الله ِفيهِ َ‬ ‫س ي َغْ ِ‬
‫مي ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫م الث ْن َْين َوال َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫صط َِلحا«ِ والترمذي عنه‪» :‬كان يتحرى صوم الثنين والخميس وقال‪:‬‬ ‫ح ّ َ ْ‬
‫ي‬ ‫تى‬ ‫َ‬
‫م«ِ وأخرج الترمذي‬ ‫ئ‬ ‫صا‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫عمالي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫هما‬ ‫في‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ما‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫»‬
‫َ َ َ ِ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ّ ْ ُْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ ُ‬
‫شر ذي‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫م‬ ‫فيها‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫وابن ماجأه عنه‪» :‬ما ِ من أيام أ َحب إلى الله أ َ‬
‫ِ ْ‬ ‫ْ َُ َ ّ ُ ُ ِ‬ ‫ٍء َ ّ‬ ‫َ ِ ْ‬
‫قد ِْر«ِ‬‫مْنها ِبقيام ِ ل َي ْل َةِ ال َ‬ ‫ل ل َي ْل َةٍء ِ‬‫م كُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫وقيا‬ ‫ة‪،‬‬
‫ٍء‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫ِ َ‬ ‫م‬ ‫صيا‬
‫ِ‬ ‫م ْ ِ‬
‫ب‬ ‫نها‬ ‫ل ي َوْم ٍء ِ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫ة يْعد ُ‬‫ج َ‬‫ح ّ‬‫ال ِ‬
‫َ‬
‫صلةِ ب َْعد‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ض ُ‬ ‫وأبو داود‪» :‬أنه كان يصوم تسع ذي الحجة«ِ ومسلم عنه‪» :‬أفْ َ‬
‫َ‬
‫شهُْر الله‬ ‫ن َ‬ ‫شهْرِ َرمضا َ‬ ‫صَيام ِ ب َعْد َ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ف الل ّْيل‪ ،‬وَأفْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫جأوْ ِ‬ ‫صلة ُ ِفي َ‬ ‫مك ُْتوب َةِ ال ّ‬ ‫ال َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫شد ّ ب ََياضا ً‬ ‫جأب أ َ َ‬ ‫ه‪َ :‬ر َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫جن ّةِ نهرا ً ي ُ َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫م«ِ والبيهقي عن أنس‪» :‬إ ّ‬ ‫حّر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ُ‬
‫ن ذال ِكَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م ْ‬‫خْيرا ِ‬ ‫قاه ُ الله َ‬ ‫س َ‬‫جأب َ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬
‫وما ِ‬ ‫م يَ ْ‬‫صا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن العَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حلى ِ‬ ‫ن‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ن اللب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ضان َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ظيم ِ‬ ‫ن ل ِت َعْ ِ‬ ‫شعَْبا ُ‬ ‫م َ‬ ‫صوْم ِ ب َعْد َ َر َ‬ ‫ضل ال ّ‬ ‫ر«ِ وهو والترمذي عنه‪» :‬أف َ‬
‫َ‬ ‫الن ّهْ ِ‬
‫ن«ِ والنسائي والبيهقي عن عائشة‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫ة في َر َ‬ ‫َ‬
‫صد َق ٌ‬ ‫صد َقةِ َ‬ ‫َ‬ ‫ضل ال ّ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن وَأف َ‬ ‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫َر َ‬
‫يٌء‬‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ِ ْ َ ْ‬ ‫د‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ه‬‫»‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫النبي‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫عل‬ ‫»دخل‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫عنها‬ ‫الله‬ ‫رضي‬
‫ج‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ي‬‫»‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أنه‬ ‫مالك‬ ‫بن‬ ‫أنس‬ ‫عن‬ ‫وروي‬ ‫م«ِ‬ ‫صائ ِ ٌ‬ ‫ل‪ :‬إّني إذا ً َ‬ ‫قا َ‬ ‫قل َْنا ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫ج‬
‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫واه ِهِ ْ‬ ‫ن أفْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مهِ ْ‬ ‫صَيا ِ‬‫ف ِ‬ ‫ن ب ِعُْر ِ‬ ‫مةِ ي ُعَْرفو َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ن قُُبورِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫صائ ِ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ح‬‫ن ِري ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫أط ْي َ َ‬

‫) ‪(1/145‬‬

‫ختوم ً َ‬
‫قال ل َهُ ْ‬
‫م‪:‬‬ ‫ك فَي ُ َ‬
‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫هها بال ِ‬ ‫وا ُ‬‫ة أفْ َ‬ ‫م ْ ُ َ‬ ‫وائ ِد ُ والباريقُ َ‬ ‫م َ‬
‫م ال َ‬ ‫ل إل َي ْهِ ُ‬‫ق ُ‬ ‫ك‪ ،‬ت ُن ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫نا‬ ‫ال‬
‫َ َ ِ َ ّ َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫حي‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ش‬
‫ْ َ ِ ُ ْ‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫بوا‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫وا‬ ‫س‪،‬‬ ‫نا‬
‫ِ َ ّ ُ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫حي‬
‫ْ ُ ُْ ْ ِ َ‬‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫جأ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫لوا‬ ‫كُ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫شَرُبو َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬‫س‪ .‬قال فَي َأك ُُلو َ‬ ‫ح الّنا ُ‬ ‫ست ََرا َ‬
‫نا ْ‬ ‫م حي َ‬ ‫ستريحوا فَ َ‬
‫قد ُ ت َعِب ْت ُ ْ‬ ‫وا ْ‬
‫مٍءأ«ِ عن أبي سليمان‬ ‫ب في ع ََناٍءء وَظأ َ َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬‫س مشغولون في ال ِ‬ ‫ن‪ ،‬والنا ُ‬ ‫حو َ‬ ‫سَتري ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫الداراني أنه صام يوما في الحّر‪ ،‬ثم نام فرأى قائل ً يقول‪ :‬أتبيع ثواب صومك‬ ‫ً‬
‫في هذا اليوم بمائة دينار؟ِ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬وبمائة ألف قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬وبمائتي ألف‬
‫قال‪ :‬ل وعزة ربي وجألله‪ ،‬قال‪ :‬فبأيّ شيء تبيعه؟ِ فقال‪ :‬ل أبيع الثواب بالدنيا‬
‫وما فيها‪ ،‬ولكن أبيعه بالنظر إلى المولى‪ ،‬فقيل له‪ :‬صم فسوف تراه إن شاء‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪129 :‬‬

‫) ‪(1/146‬‬

‫وحكى اليافعي عن الشبلي أنه قال‪ :‬كنت في قافلة بالشام‪ ،‬فخرج العراب‬
‫فأخذوها وجأعلوا يعرضونها على أميرهم‪ ،‬فخرج جأراب فيه سكر ولوز وأكلوا‬
‫م ل تأكل؟ِ فقال‪ :‬أنا صائم‪ ،‬فقلت‪ :‬تقطع‬
‫منه‪ ،‬ولم يأكل المير فقلت له‪ :‬ل َ‬
‫الطريق وتأخذ الموال وتقتل النفس وأنت صائم؟ِ فقال‪ :‬يا شيخ أترك للصلح‬
‫ن البالي‪،‬‬‫موضعًا‪ ،‬فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت‪ ،‬وهو محرم كالش ّ‬
‫فقلت‪ :‬أنت ذلك الرجأل؟ِ فقال‪ :‬نعم ذلك الصيام أوقع الصلح بيننا رحمه الله‬
‫ورحمنا معه‪ ،‬وهو أيضا ً عن سعيد بن أبي عروبة قال‪ :‬حج الحجاج بن يوسف‪،‬‬
‫فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة‪ ،‬ودعا بالغداء وقال لحاجأبه‪ :‬انظر لي من‬
‫يتغدى معي‪ ،‬وأسأله عن بعض المر‪ ،‬فنظر هو الجبل فإذا هو بأعرابي بين‬
‫شمنتين نائم‪ ،‬فضربه برجأله وقال‪ :‬ائت المير فأتاه‪ ،‬فقال له الحجاج‪ :‬اغسل‬
‫يدك وتغد ّ معي‪ ،‬فقال‪ :‬إنه قد دعاني من هو خير منك فأجأبته‪ ،‬قال‪ :‬ومن هو؟ِ‬
‫قال الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصوم‪ ،‬فصمت‪ .‬قال‪ :‬في هذا الحّر الشديد‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم صمت ليوم هو أشد ّ حّرا ً من هذا اليوم‪ ،‬قال‪ :‬فأفطر وصم غدًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ي‪ .‬قال‪ :‬فكيف تسألني‬ ‫إن ضمنت لي البقاء إلى غد أفطرت‪ ،‬قال‪ :‬ليس ذلك إل ّ‬
‫عاجأل ً بآجأل ل تقدر عليه؟ِ قال‪ :‬إنه طعام طيب‪ ،‬قال‪ :‬لم تطيبه أنت ول الطباخ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫إنما طّيبته العافية‪ .‬رضي الله عنه وعنا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪129 :‬‬
‫خاتمة في فضل عاشوراء‬

‫) ‪(1/147‬‬

‫ي رضي الله عنه‪ :‬إن كنت صائما ً بعد شهر رمضان‪ ،‬فصم‬ ‫أخرج النسائي عن عل ّ‬
‫المحرم‪ ،‬فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله على قوم ويتوب على آخرين‪.‬‬
‫والشيخان عن ابن عباس‪» :‬إن رسول الله قدم المدينة فوجأد اليهود صياما ً‬
‫ه«ِ فقالوا‪:‬‬ ‫مون َ ُ‬ ‫صو ُ‬‫م الذي ت َ ُ‬ ‫يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله ‪» :‬ما هاذا الي َوْ ُ‬
‫هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرقا فرعون وقومه‪ ،‬فصامه‬
‫َ‬ ‫موسى شكرا ً فنحن نصومه‪ ،‬فقال رسول الله ‪» :‬فَنح َ‬
‫م«ِ‬‫من ْك ُ ْ‬‫حقّ وَأوَْلى ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫فصامه رسول الله وأمر أصحابه بصيامه ومسلم عن أبي قتادة‪» :‬سئل رسول‬
‫ة«ِ والبيهقي‪:‬‬ ‫ماضي َ َ‬ ‫سَنة ال َ‬ ‫فُر ال ّ‬‫الله عن صيام يوم عاشوراء‪ .‬فقال‪» :‬ي ُك ْ ّ‬
‫دمين‬ ‫شب ُّهوا باليهوِد«ِ ورؤي بعض العلماء المتق ّ‬ ‫شَر َول ت َ َ‬ ‫سعَ والَعا ِ‬ ‫موا الّتا ِ‬‫صو ُ‬ ‫» ُ‬
‫في المنام فسئل عن حاله‪ ،‬فقال‪ :‬غفر لي بصيام يوم عاشوراء ذنوب ستين‬
‫سنة‪.‬‬
‫وحكى اليافعي والناشري في إيضاحه‪ :‬من أعجب ما ورد في عاشوراء أنه كان‬
‫يصومه الوحوش والهوام‪.‬‬
‫ت للنمل الخبز كل يوم‪ ،‬فلما كان‬ ‫وحكي عن فتح بن شحرف أنه قال‪ :‬كنت أف ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫يوم عاشوراء لم تأكله وأخرج أبو موسى المديني عن عبد الله بن عمر‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫صد َقَةِ ال ّ‬
‫سن َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫كا َ‬‫صد ّقاَ ِفيهِ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة«ِ وَ َ‬
‫سن َ َ‬
‫م ال ّ‬ ‫صا َ‬
‫ما َ‬ ‫شوَراَء فَك َأن ّ َ‬‫عا ُ‬
‫م َ‬ ‫صا َ‬
‫َ‬
‫سع َ‬‫شوَراَء وَ ّ‬ ‫عا ُ‬ ‫م َ‬ ‫عَيال ِهِ ي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫سعَ ع َلى ِ‬ ‫ن وَ ّ‬‫م ْ‬ ‫والطبراني والبيهقي عن أبي سعيد‪َ » :‬‬
‫سن َت ِهِ ك ُل َّها«ِ قال سفيان بن عيينة‪ :‬جأّربنا العمل بهذا الحديث‬ ‫الله ع َل َي ْهِ في َ‬
‫خمسين سنة أو ستين سنة فوجأدناه كذلك‪.‬‬

‫) ‪(1/148‬‬

‫ي‪ ،‬فجاءه فقير يوم عاشوراء فقال‬ ‫ض غن َ‬


‫وحكى اليافعي أنه كان في الريّ قا ٍء‬
‫ً‬
‫له‪ :‬أعز الله القاضي أنا رجأل فقير ذو عيال‪ ،‬وقد جأئتك مستشفعا بحرمة هذا‬
‫اليوم لتعطيني عشرة أمنان خبز وخمسة أمنان لحم‪ ،‬ودرهمين‪ ،‬فوعده‬
‫القاضي بذلك إلى وقت الظهر‪ ،‬فرجأع فوعده إلى العصر‪ ،‬فلما جأاء وقت العصر‬
‫لم يعطه شيئًا‪ ،‬فذهب الفقير منكسر القلب‪ ،‬فمر بنصراني جأالس باب داره‬
‫فقال له‪ :‬بحق هذا اليوم أعطني شيئا ً فقال النصراني‪ :‬وما هذا اليوم؟ِ فذكر له‬
‫الفقير من صفاته شيئًا‪ ،‬فقال له النصراني‪ :‬اذكر حاجأتك فقد أقسمت بعظيم‬
‫الحرمة‪ ،‬فذكر له الخبز واللحم والدرهمين‪ ،‬فأعطاه عشرة أقفزة حنطة ومائة‬
‫ل شهر‪،‬‬‫من لحم وعشرين درهما ً وقال‪ :‬هذا لك ولعيالك ما دمت حيا ً في ك ّ‬
‫كرامة لهذا اليوم‪ ،‬فذهب الفقير إلى منزله‪ ،‬فلما جأن الليل ونام القاضي سمع‬
‫هاتفا ً يقول‪ :‬ارفع رأسك فرفع رأسه‪ ،‬فأبصر قصرا ً مبنيا ً بلبنة من ذهب ولبنة‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫من فضة‪ ،‬وقصرا ً من ياقوتة حمراء يبين ظأاهره من باطنه‪ ،‬فقال‪ :‬إلهي ما‬
‫هذان القصران؟ِ فقيل له‪ :‬هذان كانا لك لو قضيت حاجأة الفقير‪ ،‬فلما رددته‬
‫صارا لفلن النصراني‪ ،‬قال‪ :‬فانتبه القاضي مرعوبا ً ينادي بالويل والثبور‪ ،‬فغدا‬
‫إلى النصراني فقال له‪ :‬ماذا فعلت البارحة من الخير؟ِ فقال‪ :‬وكيف ذلك؟ِ‬
‫فذكر له الرؤيا ثم قال له‪ :‬يعني الجميل الذي عملته مع الفقير بمائة ألف‬
‫ل ل أبيع ذلك بملء الرض كلها أتبخل‬ ‫درهم‪ ،‬فقال‪ :‬أيها القاضي كل مقبول غا ٍء‬
‫ي بالقصرين؟ِ فقال‪ :‬أنت لست بمسلم‪ ،‬فقطع الزنار وقال‪ :‬أشهد أن ل اله‬ ‫عل ّ‬
‫إل الله وأشهد أن محمدا ً رسول الله وأن دينه هو الحق‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪132 :‬‬

‫) ‪(1/149‬‬

‫وحكي أنه كان بمصر رجأل تاجأر في التمر يقال له عطية بن خلف وكان من‬
‫أهل الثروة‪ ،‬ثم افتقر‪ ،‬ولم يبق له سوى ثوب يستر عورته‪ ،‬فلما كان يوم‬
‫عاشوراء صلى الصبح في جأامع عمرو بن العاص‪ ،‬ومن عادة هذا الجامع ل‬
‫يدخله النساء إل في يوم عاشوراء لجأل الدعاء فوقف يدعو مع جأملة الناس‪،‬‬
‫وهو بمعزل عن النساء جأاءته امرأة ومعها أطفال فقالت يا سيدي‪ :‬سألتك بالله‬
‫إل ما فرجأت عني وآثرتني بشيء أستعين به على قوت هذه الطفال‪ ،‬فقد مات‬
‫أبوهم وما ترك لهم شيئا ً وأنا شريفة‪ ،‬ول أعرف أحدا ً أقصده‪ ،‬وما خرجأت في‬
‫هذا اليوم إل عن ضرورة أحوجأتني إلى بذل وجأهي‪ ،‬وليس لي عادة بذلك‪ .‬فقال‬
‫الرجأل في نفسه‪ :‬أنا ما أملك شيئًا‪ ،‬وليس لي غير هذا الثوب‪ ،‬وإن خلعته‬
‫انكشفت عورتي‪ ،‬وإن رددتها فأيّ عذر لي عند رسول الله فقال لها‪ :‬اذهبي‬
‫معي حتى أعطيك شيئا ً فذهبت معه إلى منزله‪ ،‬فأوقفها على الباب ودخل‬
‫وخلع ثوبه‪ ،‬واتزر بخلق كان عنده‪ ،‬ثم ناولها الثوب من شق الباب‪ .‬فقالت له‪:‬‬
‫ك في باقي عمرك إلى أحد ففرح بدعائها‬ ‫جأ َ‬ ‫َ‬
‫حو َ َ‬
‫ألبسك الله من حلل الجنة ول أ ْ‬
‫وأغلق الباب‪ ،‬ودخل بيته يذكر الله تعالى إلى الليل‪ ،‬ثم نام فرأى في المنام‬
‫حوراء لم يَر الراؤون أحسن منها‪ ،‬وبيدها تفاحة قد عطرت ما بين السماء‬
‫والرض‪ ،‬فناولته التفاحة فكسرها‪ ،‬فخرج منها حلة من حلل الجنة ل تساويها‬
‫الدنيا وما فيها‪ ،‬فألبسته الحلة وجألست في حجره‪ .‬فقال لها‪ :‬من أنت؟ِ فقالت‪:‬‬
‫ت ذلك؟ِ فقالت‪ :‬بدعوة تلك‬ ‫أنا عاشوراء زوجأتك في الجنة‪ .‬قال‪ :‬فبم نل ُ‬
‫المسكينة الرملة واليتام الذين أحسنت إليهم بالمس‪ ،‬فانتبه وعنده من‬
‫السرور ما ل يعلمه إل الله تعالى‪ ،‬وقد عبق من طيبه المكان‪ ،‬فتوضأ وصلى‬
‫ركعتين شكرا ً لله تعالى‪ ،‬ثم رفع طرفه إلى السماء فقال‪ :‬إلهي إن كان منامي‬
‫م الكلم حتى عجل الله‬ ‫حقًا‪ ،‬وهذه زوجأتي في الجنة فاقبضني إليك فما استت ّ‬
‫بروحه إلى دار السلم‪.‬‬

‫) ‪(1/150‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫واعلم أن ما يفعله الناس يوم عاشوراء من الغتسال ولبس الثياب الجدد‬
‫والكتحال‪ ،‬والتطيب والختضاب بالحناء‪ ،‬وطبخ الطعمة بالحبوب وصلة‬
‫ركعات بدعة مذمومة‪ ،‬فالسنة ترك ذلك كله‪ ،‬لنه لم يفعله رسول الله‬
‫وأصحابه‪ ،‬ول أحد من الئمة الربعة وغيرهم‪ ،‬وما روي فيها من الحاديث‪،‬‬
‫فكذب موضوع وأن ما يفعل في كثير من البلدان من إيقاد القناديل الكثيرة في‬
‫ل معروفة من السنة بدعة قبيحة منكرة‪ .‬وفقنا الله لكتساب الفضائل‬ ‫ليا ٍء‬
‫واجأتناب الرذائل‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪132 :‬‬

‫) ‪(1/151‬‬

‫باب الحج‬

‫سِبيلً{ )سورة‬ ‫طاع َ إل َي ْهِ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫من ا ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ج الب َي ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫قال الله تعالى‪} :‬وَل ِلهِ ع َلى الّنا ِ‬
‫آل عمران‪ (97 :‬بوجأدان الزاد والراحلة فاضل ً عن دين ومؤن من يمونه ذهابا ً‬
‫س قَد ْ‬ ‫وإيابًا‪ .‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬أي َّها الّنا ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫سق ْ َ‬ ‫ف ُ‬‫م يَ ْ‬ ‫ث وَل َ ْ‬ ‫م ي َْرفِ ْ‬ ‫ج ل ِل ّهِ فَل َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ج‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ال َ‬ ‫ض الله ع َل َي ْك ُ ُ‬ ‫فََر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مب ُْرورِ‬ ‫ج ال َ‬ ‫ما والح ّ‬ ‫فاَرة ٌ ِلما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫مَرة ك َ‬ ‫مَرة ُ إلى العُ ْ‬ ‫ه‪َ ،‬والعُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ذ ُُنوب ِهِ كي َوْم ِ وَلد َت ْ ُ‬
‫حاجأا ً‬ ‫جأاَء َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جّنة«ِ وأبو نعيم عن عبد الله بن مسعود‪َ » :‬‬ ‫جأَزاٌء إل ّ ال َ‬ ‫ه َ‬‫س لَ ُ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫عا‬
‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫فعَ َفي َ‬ ‫ش َ‬‫خَر وَ َ‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر الله ل َ ُ‬ ‫قد ْ غ َ َ‬ ‫ه الله فَ َ‬ ‫جأ َ‬‫يريد ُ ب ِهِ وَ ْ‬
‫م‬
‫سل ِ َ‬‫ه وَ َ‬ ‫َ‬
‫سك ُ‬ ‫ضى ن ُ ُ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫مَ ْ‬ ‫ه«ِ وأحمد وابن منيع وأبو يعلى عن جأابر بن عبد الله‪َ » :‬‬ ‫لَ ُ‬
‫خَر«ِ والطبراني عن‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫سان ِهِ وَي َد ِهِ غ ُ ِ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ن«ِ‬ ‫ماء الد َّر َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ما ي َغْ ِ‬ ‫بك َ‬ ‫َ‬ ‫ل الذ ُّنو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ي َغْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫َ‬
‫جوا فإ ِ ّ‬ ‫ح ّ‬‫عبد الله بن جأراد‪ُ » :‬‬
‫ه إلى‬ ‫حلة ت ُب ْل ِغُ ُ‬ ‫ً‬
‫ملك َزادا وََرا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬‫ي رضي الله عنه‪َ » :‬‬ ‫والترمذي والبيهقي عن عل ّ‬
‫ت َيهوديا أو نصرانيا«ِ وقال عمر رضي الله‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م َيحج‪َ ،‬فل ع َل َي ْهِ أ ْ‬ ‫ت الله وَل َ ْ‬ ‫ب َي ْ ِ‬
‫ل من له جأدة ولم‬ ‫عنه‪ :‬لقد هممت أن أبعث رجأال ً إلى هذه المصار فينظروا ك ّ‬
‫ج‪ ،‬فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين‪ .‬وقال سعيد بن جأبير‪ ،‬مات لي‬ ‫يح ّ‬
‫ل عليه‪.‬‬ ‫جأاٌر موسر لم يحج فلم أص ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪136 :‬‬

‫) ‪(1/152‬‬

‫ج‬
‫وحكى اليافعي أنه ركب جأماعة من التجار في البحر متوجأهين إلى الح ّ‬
‫ج وفيهم إنسان معه بضاعة بخمسين ألفًا‪،‬‬ ‫فانكسر المركب وضاقا وقت الح ّ‬
‫فتركها وتوجأه إلى الحج فقالوا له‪ :‬لو أقمت في هذا المكان لعله يخرج لك‬
‫ج‬
‫بعض بضاعتك‪ .‬فقال‪ :‬والله لو حصلت لي الدنيا كلها ما اخترتها على الح ّ‬
‫ودعاء من يشهده من أولياء الله بعد أن رأيت منهم ما رأيت‪ ،‬قالوا‪ :‬وما رأيت‬
‫منهم؟ِ قال‪ :‬كنا مّرة متوجأهين إلى الحج‪ ،‬فأصابنا عطش في بعض اليام‪،‬‬
‫وبلغت الشربة كذا وكذا‪ ،‬ودرت في الركب من أّوله إلى آخره‪ ،‬فلم يحصل لي‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دمت قليل ً وإذا أنا بفقير معه‬‫ماء ببيع ول غيره‪ ،‬وبلغ العطش منا الجهد فتق ّ‬
‫عكازة وركوة‪ ،‬وقد ركن العكازة في ساقية بركة‪ ،‬والماء ينبع من تحت العكازة‪،‬‬
‫ويجري في الساقية إلى البركة‪ ،‬فجئت إلى البركة‪ ،‬فشربت وملت قربتي‪ ،‬ثم‬
‫أعلمت الركب فاستقوا كلهم منها وتركوها وهي تطفح‪ .‬قال‪ :‬فهل يسمح بفوت‬
‫مشهد يشهده هؤلء القوم رضي الله عنهم‪ .‬وهو أيضا ً عن علي بن الموفق‬
‫قال‪ :‬جألست يوما ً في الحرم‪ ،‬وقد حججت ستين حجة‪ .‬فقلت في نفسي إلى‬
‫دد في هذه المسالك والقفار‪ .‬ثم غلبتني عيني فنمت‪ .‬فإذا أنا بقائل‬ ‫متى أتر ّ‬
‫ب فطوبى لمن أحبه المولى‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬يابن الموفق هل تدعو إلى بيتك إل من تح ّ‬
‫وحمله إلى المقام العلى‪ .‬وهو عن أبي عبد الله الجوهري قال‪ :‬كنت سنة في‬
‫عرفات؛ فلما كان آخر الليل نمت‪ ،‬فرأيت ملكين نزل من السماء‪ .‬فقال‬
‫أحدهما لصاحبه‪ :‬كم وقف هذه السنة؟ِ قال صاحبه‪ :‬ستمائة ألف ولم يقبل‬
‫منهم إل ستة أنفس قال‪ :‬فهممت أن ألطم وجأهي وأنوح على نفسي‪ .‬فقال له‪:‬‬
‫ما فعل الله في الجميع‪ ،‬قال‪ :‬نظر الكريم إليهم بعين الكرم‪ ،‬فوهب لكل واحد‬
‫مائة ألف‪ ،‬وغفر بستة أنفس لستمائة ألف‪ ،‬وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‪،‬‬
‫والله ذو الفضل العظيم‪ ،‬وهو عن ذي النون أنه قال‪ :‬رأيت شابا ً عند الكعبة‬
‫يكثر الركوع والسجود‪ ،‬فدنوت منه فقلت‪ :‬إنك تكثر الصلة‪ .‬فقال‪ :‬أنتظر الذن‬
‫في النصراف‪ .‬قال‪ :‬فرأيت رقعة سقطت‬

‫) ‪(1/153‬‬

‫عليه مكتوبا ً فيها‪ :‬من الله العزيز الغفور إلى العبد الصادقا الشكور‪ ،‬انصرف‬
‫دم من كبائر‬ ‫جنا وغفر ما تق ّ‬ ‫دم من ذنبك وما تأخر قبل الله ح ّ‬ ‫مغفورا ً لك ما تق ّ‬
‫ذنوبنا وما تأخر‪ ،‬وتحمل عنا تبعاتنا آمين‪.‬‬
‫)تنبيه( إن الحج والعمرة تجبان في العمر مّرة على كل مسلم مكلف حّر‬
‫مستطيع بوجأدان الزاد والراحلة‪ ،‬ولو ببيع عقاره فاضل ً عن مؤنة لئقة لمن‬
‫يمونه ذهابا ً وإيابًا‪ ،‬وعن د َْين عليه مؤجأل ً أو أمهل به إلى إيابه على التراخي‬
‫بشرط عزمه على الفعل‪ ،‬فمن مات أو عضب‪ ،‬ولم يحج بعد الستطاعة تبين‬
‫فسقه في آخر سني المكان‪ .‬وكذا فيما بعدها في المعضوب إلى أن يحج عنه‪،‬‬
‫فما شهد به أو قضى فيها تبين بطلنه‪ ،‬وكذلك تزويج موليته‪ .‬قال الغزالي‪ :‬من‬
‫خر حتى أفلس لزمه كسب مؤنته أو سؤالها من زكاة أو صدقة ليحج‬ ‫استطاع فأ ّ‬
‫وإل مات عاصيا‪ ،‬وقيل‪ :‬يجب على القادر أن ل يتركه في كل خمس سنين لما‬ ‫ً‬
‫ت‬
‫سعْ ُ‬
‫ه وَوَ ّ‬‫م ُ‬ ‫ح ْ‬
‫ش َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫ح ُ‬‫ح ْ‬‫ص َ‬ ‫ن ع َْبدا ً َ‬ ‫لإ ّ‬ ‫جأ ّ‬ ‫قو ُ‬
‫ل الله ع َّز وَ َ‬ ‫قال رسول الله ‪» :‬ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ رواه‬ ‫حُرو ٌ‬‫م ْ‬‫يل َ‬ ‫فد ْ إل ّ‬ ‫م يَ ِ‬
‫وام ٍء ل ْ‬
‫ة أع ْ َ‬ ‫س ُ‬‫م َ‬‫خ ْ‬
‫شةِ فمضى عليه َ‬ ‫مِعي َ‬‫ع َل َي ْهِ في ال َ‬
‫البيهقي وابن حبان‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪136 :‬‬
‫خاتمة في بيان فضل الحج‬

‫) ‪(1/154‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ل‪ :‬يا‬ ‫قو ُ‬ ‫ة يَ ُ‬ ‫ملئ ِك َ َ‬ ‫ل ع ََرَفات ال َ‬ ‫هي ب ِأهْ ِ‬ ‫ن الله ت ََعاَلى ي َُبا ِ‬ ‫روي عن رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نك ّ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عَباِدي ُ‬ ‫ملئ ِك َِتي ان ْظ ُُروا إلى ِ‬
‫مي ٍء‬ ‫ج عَ ِ‬ ‫لف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن إل ّ‬ ‫ضرُِبو َ‬ ‫شْعثا غْبرا أقَبلوا ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬‫سن ِهِ ْ‬‫ح ِ‬ ‫م ْ‬
‫م لِ ُ‬ ‫سيئهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫م‪ ،‬وَوَهَب ْ ُ‬ ‫ت َرغَبتهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫شفعْ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫عاَءهُ ْ‬ ‫ت دُ َ‬ ‫َ‬
‫م أني قد ْ أجأب ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫شهَد َك ْ‬ ‫فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫قو ْ ُ‬‫ض ال َ‬ ‫ذا أَفا َ‬ ‫م‪ .‬فإ َ‬ ‫ت التي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫سأُلوِني غ َي َْر الت ّب َِعا ِ‬ ‫جأميعَ ما َ‬ ‫م َ‬ ‫سنيهِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫وَأع ْط َي ْ ُ‬
‫ل الله ت ََعاَلى يا‬ ‫قو ُ‬ ‫ب إلى الله ت ََعاَلى ي َ ُ‬ ‫ة‪َ ،‬والط ّل َ ِ‬ ‫دوا في الّرغ ْب َ ِ‬ ‫عا ُ‬ ‫مٍءع ووقفوا وَ َ‬ ‫جأ ْ‬‫إلى َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫عاَءهُ ْ‬ ‫ت دُ َ‬ ‫جأب ْ ُ‬ ‫م أني قَد ْ أ َ‬ ‫ب فَأشهِد ُك ُ ْ‬ ‫فوا ِفي الّرغ ْب َةِ والط ّل َ ِ‬ ‫عَباِدي وَقَ ُ‬ ‫ملئ ِك َِتي ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ع‬ ‫جأمي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫سني‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬‫م‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫مسي‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫عت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ُ ُ ْ ِ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ُ ْ ِ ِ ْ َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ ََُ ْ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫وَ‬
‫م«ِ‪ .‬تحمل الله تبعاتنا وغفر كبائر‬ ‫ت التي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫م بالت ّب َِعا ِ‬
‫ت ع َن ْهُ ْ‬ ‫فل ْ ُ‬‫سأُلوِني‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫َ‬
‫ذنوبنا‪.‬‬

‫) ‪(1/155‬‬

‫وروي‪ :‬م َ‬
‫حي‬ ‫م ِ‬ ‫سَنة‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ه إل ك ُت ِ َ‬ ‫فا ً َول ت َْرفَعُ ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ضعُ َناقَت ُ ُ‬ ‫ت ل تَ َ‬ ‫م الب َي ْ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ق‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫ل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫عي‬ ‫ِ‬ ‫سما‬ ‫إ‬ ‫بني‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫عتا‬ ‫ْ‬
‫طيئ َ ٌ َ َ َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫خ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ّ ْ ُ َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ َ ْ ِ َ َ ٍء ِ ْ ِ‬
‫مط َرِ‬ ‫قط ْرِ ال َ‬ ‫ل وَك َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫دد الّر ْ‬ ‫كاَنت ب ِعَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ب‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫فر ب ِهِ الذ ُّنو َ‬ ‫ف ي َغْ ِ‬ ‫ة‪ ،‬والوُُقو ُ‬ ‫ن َرقَب َ ً‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫َ‬
‫خوٌر‬ ‫مد ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫موب‬ ‫َ ُ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫كبير‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫في‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ما‬
‫ِ َ ِ‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫صا‬ ‫َ َ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‪،‬‬
‫َ ْ ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫وَ َ َ‬
‫ب‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫ضع ُ‬‫ك يَ َ‬ ‫ف ب َعْد َ ذال ِ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ّ‬
‫ة‪ ،‬وَِبالط َ‬ ‫طيئ َ ٍء‬ ‫خ ِ‬ ‫حو ُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫سن َ ٌ‬‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ق ْ‬ ‫حل ِ َ‬ ‫شعَْرةٍء ُ‬ ‫ل َ‬ ‫عن ْد َ الله‪ ،‬وَب ِك ُ ّ‬ ‫ِ‬
‫ضى‪ .‬غفر‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫فَر ل َ‬ ‫َ‬ ‫ل وَقَد ْ غ ُ ِ‬ ‫سَتقب ُ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫م ْ‬ ‫في ْهِ َفيقول‪ :‬اع ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن كت ِ َ‬ ‫ك ي َد َي ْهِ ب َي ْ َ‬ ‫مل ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫و‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫صا‬ ‫َ َ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ج‬
‫ّ‬ ‫حا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫قي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫أخرنا‪.‬وروي‪:‬‬ ‫وما‬ ‫قدمنا‬ ‫ما‬ ‫لنا‬ ‫الله‬
‫ك قَب َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫سل ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ه‪ .‬وروي‪ :‬إ ّ‬ ‫فوٌر ل َُ‬ ‫مغ ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ل ب َي ْت َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫فَر ل َ َ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ي إل‬ ‫ن َنب َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫ط ِفيه ّ‬ ‫ب قَ ّ‬ ‫م ي َْرك َ ْ‬ ‫جأل َي ْهِ ل َ ْ‬ ‫ن الهِن ْد ِ ع ََلى رِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف آِتيةٍء ِ‬ ‫ت أل ْ َ‬ ‫أتى الب َي ْ َ‬
‫ح‪.‬‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫حّتى هود ُ وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫وحكى القاضي عياض أن قوما أتوا إلى سعدون الخولني بالمنستير‪ ،‬فأعلموه‬ ‫ً‬
‫أن كتامة قتلوا رجأل ً وأضرموا عليه النار طول الليل‪ ،‬فلم تعمل فيه شيئا ً وبقي‬
‫أبيض اللون‪ ،‬فقال‪ :‬لعله حج ثلث حجج‪ .‬قالوا‪ :‬كيف ذلك؟ِ قال؛ حدثت أن من‬
‫دى فرضه‪ ،‬ومن حج ثانية داين ربه‪ ،‬ومن حج ثلث حجج حّرم الله‬ ‫حج حجة أ ّ‬
‫شعره وبشره على النار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪138 :‬‬

‫) ‪(1/156‬‬

‫وحكي عن محمد بن المنكدر أنه حج ثلثا ً وثلثين حجة‪ .‬فلما كان في آخر حجة‬
‫حجها‪ ،‬قال‪ :‬وهو واقف بعرفات‪ :‬اللهم إني قد وقفت في موقفي هذا ثلثا ً‬
‫وثلثين وقفة‪ ،‬فواحدة عن فرضي والثانية عن أبي والثالثة عن أمي‪ ،‬وأشهدك يا‬
‫رب أني قد وهبت الثلثين لمن وقف موقفي هذا ولم يتقبل منه‪ .‬فلما دفع‬
‫بعرفات ونزل بالمزدلفة نودي في المنام‪ :‬يا ابن المنكدر أتتكرم على من خلق‬
‫الكرم‪ ،‬أتجود على من خلق الجود‪ ،‬إن الله تعالى يقول لك‪ :‬وعزتي وجأللي لقد‬
‫غفرت لمن وقف بعرفات قبل أن أخلق عرفات بألفي عام‪.‬‬
‫نسأل الله الكريم الجواد أن يغفر لنا كبائر ذنوبنا ويتحمل تبعاتنا ويقبل توبتنا‪.‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪138 :‬‬
‫فصل في أحكام الحج‬
‫سْبعا‪ً،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬
‫ة‪ ،‬وطوا ٌ‬‫ف ب ِعََرف َ‬
‫ت به‪ .‬ووقو ٌ‬
‫م ُ‬
‫حَر ْ‬
‫ج وَأ ْ‬
‫ح ّ‬
‫ت ال َ‬
‫ة‪ ،‬ن َوَي ْ ُ‬‫م ب ِن ِي ّ ٍء‬
‫أركانه؟ِ إحرا ٌ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫صفا إلى المروة وعائدا منها إلى الصفا‪ ،‬وإزالة شعََرا ٍء‬ ‫ي سبعا ً مبتدئا بال ّ‬
‫ً‬ ‫سعْ ٌ‬ ‫و َ‬
‫طواف‪ ،‬وغير الوقوف‬ ‫ف‪ ،‬وعند بعض المحققين ال ّ‬ ‫الوقو‬ ‫لها‬ ‫ُ‬ ‫وأفض‬ ‫س‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أ‬‫ر‬
‫ُ‬ ‫ٍء‬ ‫م ْ َ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ٌ ِ ُ ْ َ ِ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫أركا‬
‫وواجأباته‪ :‬إحرام من ميقات‪ ،‬ومبيت بمزدلفة لحظة من نصف أخير من ليلة‬
‫النحر‪ ،‬ومبيت على ليالي التشريق ورمي أيامها سبعا ً سبعا ً إلى الجمرات‪،‬‬
‫وطواف وداع لغير مكي ونحو حائض‪ ،‬ويجب بترك واحد منها فدية‪.‬‬
‫وشروط الطواف‪ :‬طهارة وستر عورة‪ ،‬وابتداء بالحجر السود ومحاذاته بكل‬
‫بدنه‪ ،‬وجأعل البيت عن يساره‪.‬‬

‫) ‪(1/157‬‬

‫ومحّرمات الحرام‪ :‬وطء وقبلة ومباشرة بشهوة واستمناء ونكاح وتطّيب ودهن‬
‫شعر‪ ،‬وإزالته وتقليم ظأفر واصطياد وأكل ما صيد له‪ ،‬ولبس رجأل مخيطا ً وستر‬
‫رأسه وستر امرأة شيئا ً من وجأهها‪ ،‬فإن فعل شيئا ً ناسيا ً أو جأاهل ً بتحريمه‪،‬‬
‫فإن كان إتلفا ً كحلق شعر وقتل صيد وجأبت الفدية أو تمتعا ً كلبس وتطيب فل‪.‬‬
‫ونقل النووي في المجموع قول بعضهم‪ :‬يندب أن يتشبه كل أحد بالمحرم في‬
‫عشر ذي الحجة بعدم إزالة شعر وظأفر وقول آخرين‪ :‬يندب التعريف في يوم‬
‫عرفة بالجأتماع بعد الظهر في أيّ بلد كان للذكر والدعاء تشبها ً بأهل عرفة‪.‬‬
‫ونقل المام أحمد فعله عن الحسن وجأماعة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪140 :‬‬
‫فصل في فضل مكة‬

‫) ‪(1/158‬‬

‫ن‬‫مي َ‬ ‫هدىً للَعال َ ِ‬ ‫مَباَركا ً وَ ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫ذي ب ِب َك ّ َ‬ ‫س ل َل ّ ِ‬ ‫ضعَ للّنا ِ‬ ‫ت وُ ِ‬ ‫ل ب َي ْ ٍء‬ ‫ن أ َوّ َ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬
‫منا{ )سورة آل عمران‪ 96 :‬ــــ‬ ‫ً‬ ‫نآ ِ‬ ‫ه كا َ‬ ‫َ‬ ‫خل ُ‬ ‫َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫هي َ‬‫م إْبرا ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬‫ت َ‬ ‫ت بينا ٌ‬ ‫ِفيهِ آيا ٌ‬
‫ض الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب أْر ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ض الله وَأ َ‬ ‫خي ُْر أْر ِ‬ ‫كل َ‬ ‫‪ (97‬وروي أن رسول الله قال‪» :‬والله إن ّ ِ‬
‫َ‬
‫ض ب َلد َة ٌ ي َْرفعُ‬ ‫ْ‬
‫جأهِ الْر ِ‬ ‫ما ع َلى وَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬وروى‪َ :‬‬ ‫جأ ُ‬‫خَر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫ول أ َِني أ ُ ْ‬ ‫إلي وَل َ ْ‬
‫َ‬
‫صلة ً‬ ‫صّلى ِفيها َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫سن َةٍء إل َ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫حد َة َ بمائةِ أل ِ‬ ‫سَنة الوا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الله تعالى ِفيها ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫رفعت ل َه مائ َ َ َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ‬ ‫ف ي َوْ ٍء‬ ‫مائةِ أل ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الله ل ُ‬ ‫وما كت َ َ‬‫َ‬ ‫م ِفيها ي َ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة أْلف صلة‪ ،‬وَ َ‬ ‫ُ ِ َ ْ ُ‬
‫دة‬ ‫ح‬ ‫وا‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫رآ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫قة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫مائة‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ ّ ً َ ِ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ِ ِ ْ َ ٍء َ َ‬ ‫ُ‬ ‫صد ّقاَ ب ِد ِ ْ َ ٍء َ َ‬
‫ت‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫تَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬‫ه مائ َ َ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫مّرة ً ك َت َ َ‬ ‫ح الله تعالى ِفيها َ‬ ‫سب ّ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مة‪ ،‬وَ َ‬ ‫خت ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ة أل ْ ِ‬ ‫ه مائ َ َ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫َ‬ ‫جأى ل َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صيام ِ الد ّهْرِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك وَأفْ َ‬ ‫من ِهِ أْر َ‬ ‫حَرم ِ الله وَأ ْ‬ ‫حد ٌ في َ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫رها‪ ،‬ولي َوْ ٌ‬ ‫ف بغي ِ‬ ‫أل ْ ٍء‬
‫فَر ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن غُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قام ِ َرك ْعَت َي ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف ال َ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫صّلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪ .‬وروي‪َ :‬‬ ‫ن البلدا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ها ِ‬ ‫مهِ في غ َي ْرِ َ‬ ‫وَِقيا ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ت ب ِعَد َد ِ ك ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫من َ ُ‬ ‫ضَعافا‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل َ‬ ‫صلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَأع ْط ِ َ‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫مات َ َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ ‪.‬‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫الله‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/159‬‬

‫سرا ً ع َ ْ‬
‫ن‬ ‫حا ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫ديد ِ ال َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ف َ‬ ‫صائ ِ ٍء‬ ‫سْبعا ً في ي َوْم ٍء َ‬ ‫ت الله َ‬ ‫ل ب َي ْ ِ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫طا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وروي‪َ :‬‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حدا‪ ،‬وَقل كلم ُ‬ ‫ن ُيؤِذي أ َ‬ ‫ن غي ْرِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سوَد َ ِفي كل طوْفةٍء ِ‬ ‫جَر ال ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م ال َ‬ ‫ست َل َ‬ ‫سهِ َوا ْ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ه‬
‫ي ع َن ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ِ‬ ‫ة‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سن َ ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َل ْ َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫ل قَد َم ٍء ي َْرفَُعها َ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ن ذ ِك ْرِ الله ك ُت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫إل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫شي ع ََلى الّراك ِ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ة‪ ،‬وَفَ ْ‬ ‫جأ ٍء‬‫ف د ََر َ‬ ‫ن أل ْ َ‬ ‫سْبعو َ‬ ‫ه َ‬ ‫ة‪ ،‬وَُرفعَ ل َ ُ‬ ‫سي ّئ َ ٍء‬ ‫ن أْلف َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ْ ِ َ‬‫سي‬ ‫م‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ َْ ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫بال‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫ن‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫وروي‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ك‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫َ ِ‬‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫سا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫َ ْ ِ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫َ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫كَ ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫جَر‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ه‪ .‬وروي‪ :‬إ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ذنوب ِهِ ك َي َوْم ِ وَل َد َت ْ ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن أسبوعا ً َ‬ ‫مسي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مرة ً يعني َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ع‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫نيا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ٌ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ َ َ ُ َ ِ ْ َ ُ َ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫طايا أ َ‬ ‫َ‬ ‫ن الث ّل ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ذو‬ ‫ه ُ‬ ‫س‬
‫َ َ ّ ُ‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ذا‬ ‫ول‬ ‫َ ْ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫سوّد َت ْ ُ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ج َ‬ ‫ِ‬ ‫م َ‬ ‫شد ّ ب ََياضا ً ِ‬
‫حد ٌ الك َعْب َ َ‬ ‫خ ُ َ‬
‫من َْها إل‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫مةِ الله‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ة إل ّ ب َِر ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ي‪ .‬وروي‪ :‬ل ي َد ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ش ِ‬ ‫عاهَةٍء إل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن ن َظَر إلى الب َي ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫عَباد َ ٌ‬ ‫َ‬
‫ل‪ .‬وروي‪ :‬الن ّظُر إلى الكعْب َةِ ِ‬ ‫َ‬ ‫جأ ّ‬ ‫فرةِ الله ع َّز وَ َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫شَر ي َوْ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫خَر‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ما ت َأ َ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل ُ‬ ‫حِتسابا‪ ،‬غ ُ ِ‬ ‫إيمانا وا ْ‬
‫ن‪.‬‬‫مني َ‬ ‫ال ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪141 :‬‬

‫) ‪(1/160‬‬

‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫سد َه ُ ع ََلى الّناِر‪ .‬وروي‪َ :‬‬ ‫جأ َ‬ ‫م الله َ‬ ‫حّر َ‬ ‫حدا ً َ‬ ‫وما ً َوا ِ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ض بِ َ‬ ‫مرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وروي‪َ :‬‬
‫ن الَيماني‪ .‬وروي‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ الّرك ِ‬ ‫ه وَكذال ِك ِ‬ ‫بل ُ‬ ‫جي َ‬ ‫ست ُ ِ‬ ‫سوَد ِ إل ا ْ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫عن ْد َ الّرك ِ‬ ‫عو ِ‬ ‫حد ٍء ي َد ْ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ضعا ً إل ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫ة عَ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫عاُء في َ‬ ‫ب ِفيها الد ّ َ‬ ‫جا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ض ب َل ْد َة ٌ ي ُ ْ‬ ‫جأهِ الْر ِ‬ ‫على وَ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫سوَد ِ‬ ‫جرِ ال ْ‬ ‫ح َ‬‫عن ْد َ ال َ‬ ‫عاُء ِ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عاُء ِفيها ُ‬ ‫ة‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫ف الكعْب َ ِ‬‫َ‬ ‫جأوْ ُ‬ ‫ة‪ :‬أوّلَها َ‬ ‫ُ‬ ‫مك َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ت الميزا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عاُء ت َ ْ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الَيماني ُ‬ ‫ْ‬
‫عن ْد َ الّرك ِ‬ ‫عاُء ِ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ملت َزِم ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫عاُء في ال ُ‬ ‫ب والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫عاُء في ال َ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫دعاُء ع َلى‬ ‫ب‪ ،‬وال ّ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مَز َ‬ ‫عن ْد َ ب ِئرِ َز ْ‬ ‫ْ‬ ‫دعاِء ِ‬ ‫ب‪ ،‬وال ّ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قام ِ ُ‬ ‫ف الم َ‬ ‫خل َ‬ ‫ْ‬ ‫دعاِء َ‬ ‫وال ّ‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫َ ْ ِ ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫عا‬ ‫ّ َ‬ ‫د‬ ‫وال‬ ‫ب‪،‬‬ ‫جا‬
‫َ ْ َ ِ ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫عا‬ ‫ّ َ‬ ‫د‬ ‫وال‬ ‫ب‪،‬‬ ‫جا‬
‫ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫صفا‬ ‫ال ّ‬
‫ت‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫عاُء ِ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حَرام ِ ُ‬ ‫شعَرِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ ال َ‬ ‫عاُء ِ‬ ‫ب‪ ،‬والد ّ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫جا‬
‫ِ ُ ْ َ َ ٌ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ثل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫د‪،‬‬ ‫هي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ة سبِعين أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫عا‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫شُر‬ ‫ح ُ‬
‫ِ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٍء‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وروي‪ :‬ي َ ْ‬
‫جأل ً‬ ‫ن َر ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫م في َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٍء ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫فع ُ ك ُ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ة الب َد ِْر‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫مرِ لي ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫كال َ‬ ‫م َ‬ ‫جأوهُهُ ْ‬ ‫ب وُ ُ‬ ‫سا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫ِ‬
‫ل‪ :‬الغُرباء ومن مات في حرم الله تعاَلى أوَ‬ ‫ل الله؟ِ فَ َ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫م يا رسو َ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قي َ‬ ‫فَ ِ‬
‫مرا ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫معْت َ ِ‬ ‫جأا أوْ ُ‬ ‫حا ّ‬ ‫ة والمدينةِ َ‬ ‫مك َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م‪ ،‬أوْ َ‬ ‫سل َ‬ ‫صلى الله ع َلي ْهِ وَ َ‬ ‫سول ِهِ َ‬ ‫حَرم ِ َر ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫م ب ََراَءة ٌ ِ‬ ‫مَز َ‬ ‫ماِء َز ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صلعَ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫ن‪ ،‬أل وإ ّ‬ ‫مني َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه الله ي َوْ َ‬ ‫ب َعَث َ ُ‬
‫قا‪ .‬كتب الله الكريم المنان البراءة لنا من النفاقا والنيران‪ ،‬وقبض أرواحنا‬ ‫فا ِ‬ ‫الن ّ َ‬
‫في أحد الحرمين‪ ،‬وحشرنا في زمرة شهداء حرمه المنين‪ ،‬وأدخلنا الجنة بغير‬
‫حساب آمين آمين‪.‬‬

‫) ‪(1/161‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪141 :‬‬


‫ل وتفّرده‬ ‫ي للناس ذ ّ‬
‫وحكى اليافعي عن سهل بن عبد الله قال‪ :‬مخالطة الول ّ‬
‫ن عبد الله بن صالح كان رجأل ً له سابقة‬ ‫عّز قلما رأيت وليا ً لله إل منفردًا‪ ،‬وإ ّ‬
‫وموهبة جأزيلة‪ ،‬وكان يفّر من الناس من بلد إلى بلد حتى أتى مكة فطال‬
‫مقامه‪ ،‬فقلت له‪ :‬لقد طال مقامك بها‪ ،‬فقال لي‪ :‬لم ل أقيم بها ولم أَر بلدا ً‬
‫ينزل فيه من الرحمة والبركة أكثر من هذا البلد‪ ،‬والملئكة تغدو فيه وتروح‪ ،‬إني‬
‫أرى فيه عجائب كثيرة‪ ،‬وأرى الملئكة يطوفون بالبيت على صور شّتى ل‬
‫يقطعون ذلك‪ ،‬ولو قلت كل ما رأيت لصغرت عنه عقول قوم ليسوا له‬
‫بمؤمنين‪ .‬فقلت له‪ :‬أسألك بالله إل ما أخبرتني بشيٍءء من ذلك فقال‪ :‬ما من‬
‫ي لله تعالى صحت وليته إل وهو يحضر هذا البلد في كل ليلة جأمعة ل يتأخر‬ ‫ول ّ‬
‫عنه‪ ،‬فمقامي هاهنا لجأل من أراه منهم‪ ،‬وقد رأيت رجأل ً يقال له مالك بن‬
‫القاسم الجيلي‪ ،‬وقد جأاء ويده غمرة‪ ،‬فقلت له‪ :‬إنك قريب عهد بالكل‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬أستغفر الله فإني منذ أسبوع لم آكل‪ ،‬ولكن أطعمت والدتي وأسرعت‬
‫للحق صلة الفجر‪ ،‬وبينه وبين الموضع الذي جأاء منه تسعمائة فرسخ أقول‪:‬‬
‫وقد شاهدت تصديق ذلك من شيخي قطب الزمان‪ ،‬وشمس دائرة العرفان‬
‫أبي المكارم زين العابدين محمد البكري مّتعنا الله بطول بقائه‪ ،‬ونفعنا به‬
‫ن شيخي كان جأالسا ً في ليلة من ليالي‬ ‫وبدعائه وحشرنا تحت لوائه‪ ،‬وهو أ ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت وستين وتسعمائة متوجأها إلى بيت الله‪ ،‬وناظأرا إليه وكنت أنا‬ ‫رمضان عام س َ‬
‫وجأماعة من فقرائه‪ ،‬وراءه فقام الشيخ رضي الله عنه على هيئة المتواضع‬
‫دب وقمنا معه‪ ،‬وما رأينا عروض عارض للقيام ول مجيء أحد إليه‪ ،‬ثم‬ ‫والمتأ ّ‬
‫جألس بعد ساعة‪ ،‬فجلسنا فسألت بعض خواص أصحابنا الذي كان معنا في ذلك‬
‫ن أولياء الله يحضرون بهذا‬ ‫الوقت عن قيام الشيخ رضي الله عنه فقال‪ :‬إ ّ‬
‫البيت‪ ،‬ويجتمعون بأولياء الله تعالى‪ ،‬وهذا من ذلك أدام الله لنا النفع به في‬
‫الدارين‪.‬‬

‫) ‪(1/162‬‬

‫ن السيئات تضاعف في مكة كما تضاعف الحسنات فيها على ما روى‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫مجاهد عن ابن عباس‪ ،‬والمراد بالمضاعفة زيادة القبح والعذاب‪ .‬وروى الثوري‬
‫َ‬
‫ن أبين‬‫جأل ً ب ِعَد َ ٍء‬ ‫ه‪ .‬وَل َوْ أ ّ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ب ع َل َي ْ ِ‬ ‫سي ّئ َةٍء إل ّ ت ُك ْت َ ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫ل ي َهُ ّ‬‫جأ ٍء‬
‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬‫عن ابن مسعود‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ب أِليم‪ .‬وقال جأماعة‬ ‫َ‬
‫ن ع َذا ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫جأل ِ‬ ‫ه الله ع َّز وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لذاق ُ‬ ‫جألً‪ِ ،‬بهاذا الب َي ْ ِ‬ ‫قت ُ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫م أن ي َ ْ‬
‫ه ّ‬
‫ن من الظلم الذي‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫عباس‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫جأبير‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫روى‬ ‫لما‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫تبع‬ ‫المفسرين‬ ‫من‬
‫ب الليم شتم الخادم في الحرم‪.‬‬ ‫يذيق الله صاحبه العذا َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪141 :‬‬
‫وحكى شيخنا ابن حجر نفعنا الله به‪ :‬أنه وقع لبعض من يعرفه الذي كان على‬
‫ون بالغ زلة بتقبيل امرأة عند الحجر‪ ،‬فمسخ مسخا ً‬ ‫هيئة جأميلة وفضل تام‪ ،‬وتص ّ‬
‫ث هيئة‪ ،‬وأقبح منظر‪ ،‬وأفظع حالة بدنا ً ودينا ً وعقل ً وكلما‪ً.‬‬ ‫كّليا ً وصار بأر ّ‬
‫ن‬
‫ده‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ن بعض الطائفين نظر إلى أمرد أو امرأة‪ ،‬فسالت عينه على خ ّ‬ ‫وحكي أ ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫بعضهم وضع يديه على امرأة فالتصقتا‪ ،‬وعجز الناس عن فكهما حتى دلهم‬
‫بعض العلماء أنهما يرجأعان إلى محل معصيتهما ويبتهلن إلى الله‪ ،‬ويصدقان‬
‫في التوبة‪ ،‬ففعل ذلك ففّرج الله عنهما‪.‬‬
‫وقصة إساف ونائلة مشهورة وهي أنهما زنيا في البيت فمسخهما الله حجرين‪.‬‬
‫فنعوذ بالله من الزلت ونسأله أن يعصمنا من الفتن إلى الممات‪ ،‬إنه أكرم‬
‫كريم وأرحم رحيم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪141 :‬‬
‫فصل‪ :‬في زيارة قبر نبينا محمد وفضل المدينة النبوية‬

‫) ‪(1/163‬‬

‫حَياِتي«ِ‬ ‫ن َزاَرِني في َ‬ ‫م ْ‬‫ن كَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ري ب َعْد َ وََفاِتي َ‬ ‫ج فََزاَر قَب ْ ِ‬ ‫ح ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫كة ث ُّ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫إلى‬ ‫ج‬ ‫ح‬
‫َ ْ َ ّ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫تي«ِ‬ ‫َِ‬ ‫ع‬ ‫فا‬
‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫ب‬ ‫جأ‬ ‫و‬ ‫ري‬‫ن َزاَر قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬‫وقال ‪َ » :‬‬
‫م ي َُزْرِني‬ ‫ج وَل َ ْ‬ ‫ح ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن«ِ وقال‪َ » :‬‬ ‫مب ُْروَرَتا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫جَتا ِ‬ ‫ح ّ‬
‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬‫دي ك ُت ِب َ ْ‬ ‫ج ِ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬‫صد َِني في َ‬ ‫قَ َ‬
‫ة«ِ‬
‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫شِهيدا ً ي َوْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت لَ ُ‬‫سبا ً ك ُن ْ ُ‬ ‫حت َ ِ‬‫م ْ‬‫دين َةِ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َزاَرِني ِبال َ‬ ‫م ْ‬ ‫فاِني«ِ وقال‪َ » :‬‬ ‫جأ َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫فيعا ي َوْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫تل ُ‬ ‫مِتي إل ّ ك ُن ْ ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫شد ِّتها أ َ‬ ‫دين َةِ وَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صب ُُر ع َلى لَواِء ال َ‬ ‫وقال‪» :‬ل ي َ ْ‬
‫ت ب َِها فَإ ِّني‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫مةِ أ َوْ َ‬
‫م ْ‬‫دين َةِ فَلي َ ُ‬ ‫م ِ‬‫ت ِبال َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ست َطاع َ أ ْ‬ ‫من ا ْ‬ ‫شِهيدا«ِ وقال‪َ » :‬‬ ‫قَيا َ‬‫ال ِ‬
‫ت ب َِها«ِ نسأل الله الكريم أن يرزقنا شفاعة نبيه‪ ،‬والموت في‬ ‫مو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬‫م ْ‬‫فع ُ ل ِ َ‬
‫ش َ‬ ‫أَ ْ‬
‫حرمه آمين‪.‬‬
‫ب‬‫م على قبر النبي فقال‪ :‬يا ر ّ‬ ‫وحكى أبو الحسن الصوفي قال‪ :‬وقف حاتم الص ّ‬
‫إنا زرنا قبر نبيك فل تردنا خائبين‪ ،‬فنودي‪ :‬يا هذا ما أذنا لك في زيارة قبر النبي‬
‫ل قد‬ ‫جأ ّ‬‫إل وقد طهرناك‪ ،‬ارجأع ومن معك من الزّوار مغفورا ً لكم‪ ،‬فإن الله ع َّز وَ َ‬
‫رضي عنك وعمن زار قبر نبيه محمد ‪ ،‬فارض اللهم عنا معهم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪145 :‬‬

‫) ‪(1/164‬‬

‫باب فضل القرآن‬

‫سائ ِ َرِ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫قْرآ ِ‬‫ل ال ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬فَ ْ‬
‫َ‬
‫ن قَرأ‬ ‫م ْ‬‫ه«ِ والحاكم عن ابن مسعود‪َ » :‬‬ ‫ق ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫سائ ِرِ َ‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫حما ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬‫كلم ِ ك َ َ‬ ‫ال َ‬
‫ف‬‫حْر ٌ‬ ‫ل آلم َ‬ ‫مَثال َِها‪ ،‬ل أُقو ُ‬ ‫ر‪ .‬أ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ة ب ِعَ ْ‬ ‫سن َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َوال َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ب ِهِ َ‬ ‫ب الله فَل َ ُ‬ ‫ن كَتا ِ‬ ‫م ْ‬‫حْرفا ً ِ‬ ‫َ‬
‫وأحمد عن معاذ بن أنس‪» :‬من قَرأ َ‬ ‫ف«ِ‬ ‫حْر ٌ‬
‫َ ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مي ُ‬ ‫ف وَ ِ‬ ‫حْر ٌ‬ ‫حْرف َولم َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أل ِ ُ‬ ‫َولك ِ ْ‬
‫ضوِْء‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫أح‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ؤ‬‫و‬ ‫ض‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫تاجأ‬ ‫ْ‬ ‫ل بما فيه أ ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ ِ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ِ َ َ ِ َ ْ ُ‬ ‫قْرآ َ َ َ ِ ِ َ ِ ِ ِ َ َ َ ُ َ‬
‫ه‬ ‫دا‬ ‫وال‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ال ُ‬
‫ل ب َِها«ِ وأحمد عن‬ ‫م َ‬ ‫ذي ع َ ِ‬ ‫م ِبال ّ ِ‬ ‫ما ظأ َن ّك ُ ْ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ِفيك ُ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ت الد ّن َْيا ل َوْ َ‬ ‫س ِفي بُيو ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ة«ِ والحاكم عن أبي هريرة‪:‬‬ ‫ت ل َي ْل َ ٍء‬ ‫ه قُُنو َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ن قََرأ ِبمائ َةِ آي َةٍء ِفي ل َي ْل َةٍء ك ُت ِ َ‬ ‫م ْ‬‫تميم‪َ » :‬‬
‫ن«ِ والديلمي عن عمرو بن‬ ‫ن الَغافِِلي َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫م ي ُك ْت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ة آي َةٍء ل ْ‬ ‫ن قََرأ َ ِفي لي ْلةٍء مائ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫ك«ِ وأبو‬ ‫مل ِ‬‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫ن أل َ‬ ‫سّتو َ‬ ‫مهِ ِ‬ ‫خت ْ ِ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫َ‬
‫صلى ع َلي ْهِ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ّ‬ ‫م العَب ْد ُ ال ُ‬ ‫خت َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫شعيب‪» :‬إ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مث َ ُ‬
‫حَها‬ ‫جأةِ ري ُ‬ ‫ل الت ُْر ّ‬ ‫مث ِ‬ ‫نك َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫قَرأ ال ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫من ال ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫داود والنسائي عن أنس‪َ » :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫مَها‬‫طع ُ‬ ‫مَرةِ َ‬ ‫ل الت ّ ْ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫قَرأ َ ال ُ‬‫ذي ل ي َ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ل ال ُ‬ ‫مث َ ُ‬‫ب‪ ،‬وَ َ‬ ‫مَها ط َي ّ ٌ‬ ‫ب وَط َعْ ُ‬ ‫ط َي ّ ٌ‬
‫ُ‬
‫حان َةِ ريحَها ط َي ّ ٌ‬
‫ب‬ ‫ل الّري ْ َ‬ ‫مث َ ِ‬‫قْرآن ك َ َ‬ ‫قَرأ ال ُ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫جأرِ ال ّ ِ‬ ‫فا ِ‬‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ب َول ريح ل ََها‪ ،‬وَ َ‬ ‫ط َي ّ ٌ‬
‫مّر َول رِِيح‬ ‫مَها ُ‬ ‫حن ْظ ََلة ط َعْ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ِ‬‫ن كَ َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫قَرأ ال ُ‬ ‫ذي ل ي َ ْ‬ ‫جأرِ ال ّ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬‫مّر‪ ،‬وَ َ‬ ‫مَها ُ‬ ‫وَط َعْ ُ‬
‫َ‬
‫ك‬‫صاب َ َ‬‫يٌء أ َ‬ ‫ش ْ‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫صب ْ َ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫كإ ْ‬ ‫س ِ‬
‫م ْ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫صاِلح ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫س ال ّ‬ ‫جِلي ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ل ََها‪ ،‬وَ َ‬
‫شَررِهِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫صب ْ َ‬‫م يُ ِ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫كيرِ إ ْ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ ِ‬‫سوِء ك َ َ‬ ‫س ال ّ‬ ‫جِلي ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫مث َ ُ‬‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح ِ‬‫ن ِري ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫تا‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫آ‬ ‫إلى‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫»‬ ‫هريرة‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫وأحمد‬ ‫ه«ِ‬ ‫ن‬ ‫خا‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫صا‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ٌ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ش‬
‫َ ٍء ِ ْ ِ َ ِ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ُ ِ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫سَنة‬ ‫َ‬
‫الله َ ْ ُ َ َ‬
‫ح‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ك‬

‫) ‪(1/165‬‬

‫ة«ِ والطبراني عن‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه نورا ً ي َوْ َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ب الله َ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ن َتل آي َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫فة‪ ،‬وَ َ‬ ‫ضاع َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫م ْ‬ ‫خَر‪ ،‬وَ َ‬ ‫ما ت َأ ّ‬ ‫ن ذن ْب ِهِ وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل ُ‬ ‫ن ن َظرا غ ِ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫م اْبنا ل ُ‬ ‫ن ع َل َ‬ ‫م ْ‬ ‫أنس » َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫حّتى ي َن َْتهي إلى‬ ‫جأة‬
‫َِ ِ ِ ََ َ َ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫لل‬ ‫ها‬ ‫ب‬ ‫الله‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫ُ ًَ َ َ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫الب‬ ‫أ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫هر‬ ‫ِ‬ ‫ظأا‬ ‫ه إَيا ُ‬
‫ه‬ ‫م ُ‬ ‫ع َل ّ َ‬
‫ل َراَية‬ ‫م ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫م ُ‬ ‫حا ِ‬‫ن«ِ والديلمي عن أبي أمامة‪َ » :‬‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫خرِ َ‬ ‫آ ِ‬
‫ه فَعَل َي ْهِ ل َعْن َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة الله«ِ وأخرج‬ ‫هان َ ُ‬
‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه الله‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫قد ْ أك َْر َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن أك َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ‬ ‫سل ِ‬ ‫ال ْ‬
‫مِتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جأوُر أ ّ‬ ‫يأ ُ‬ ‫ت ع َل ّ‬ ‫ض ْ‬ ‫الترمذي والنسائي عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ع ُرِ َ‬
‫م أ ََر ذ َْنبا ً‬ ‫َ‬
‫مِتي فَل ْ‬ ‫بأ ّ‬
‫ُ‬
‫ي ذ ُُنو ُ‬ ‫ت ع َل َ ّ‬ ‫ض ْ‬ ‫جد ِ وَع ُرِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫جأَها الّر ُ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ذاة َ ي ُ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫حّتى ال َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سيَها«ِ وأبو داود عن سعد‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ة أوِتيَها َر ُ‬ ‫ن أوْ آي َ ً‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫سوَرةٍء ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫أع ْظ َ‬
‫مةِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫قي الله ي َوْ َ‬ ‫ه إل ّ ل َ ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ن ثُ ّ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫رىٍءء ت َعَل ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫بن عبادة‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫م«ِ‪.‬‬ ‫جأذ َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪146 :‬‬
‫وحكى اليافعي أن المام أحمد بن حنبل قال‪ :‬رأيت رب العّزة في منامي‬
‫م يتقرب إليك المتقربون؟ِ قال‪ :‬بكلمي‪ ،‬فقلت‪ :‬بفهم أو بغير‬ ‫بب َ‬ ‫فقلت‪ :‬يا ر ّ‬
‫فهم قال بفهم وبغير فهم‪.‬‬
‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( إن تلوة القرآن أفضل من سائر أنواع الذكر العام الذي لم‬
‫ل‪ ،‬وهي نظرًا‪ ،‬وفي الصلة وبالليل ونصفه الخير وبين‬ ‫يخص بوقت أو مح َ‬
‫العشاءين وبعد الصبح‪ ،‬وفي أفضل الوقات أفضل‪.‬‬

‫) ‪(1/166‬‬

‫ن ترتيلها حتى للعجمي الذي ل يفهمه‪ ،‬وهو النتقال من حرف إلى‬ ‫)فرع( يس ّ‬
‫ن بل وقفة‪ ،‬وحرف ترتيل أفضل من حرفي غيره‪ .‬قال ابن عباس‪:‬‬ ‫حرف آخر بتأ َ‬
‫ي من أن أقرأ القرآن كله بغير ترتيل‪ .‬قال‬ ‫لن أقرأ سورة أرتلها أحب‪ ،‬إل ّ‬
‫ن الوقوف على رْأس كل آية وعليه أبو عمرو القارىء‪ .‬وينبغي أن‬ ‫بعضهم‪ :‬يس ّ‬
‫يكون شأن القارىء الخشوع والتدبر والخضوع إذ هو المقصود والمطلوب‪ ،‬وبه‬
‫ل للقرآن والقرآن يلعنه‪ .‬وورد في‬ ‫تستنير القلوب‪ .‬قال أنس بن مالك‪ :‬رب تا ٍء‬
‫التوراة‪ :‬يا عبدي أما تستحي مني يأتيك كتاب بعض إخوانك وأنت في الطريق‬
‫تمشي‪ ،‬فتعدل عن الطريق وتقعد لجأله وتقرؤه وتتدبره حرفا ً حرفا ً حتى ل‬
‫يفوتك منه شيء‪ ،‬وهذا كتابي أنزلته إليك‪ ،‬أنظر كم فصلت لك من القول‪ ،‬وكم‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ت أهون عليك‬ ‫كّررت عليك فيه لتتأمل طوله وعرضه‪ ،‬ثم أنت معرض عنه أفكن ُ‬
‫ل وجأهك‪،‬‬ ‫من بعض إخوانك؟ِ يا عبدي يقص إليك بعض إخوانك‪ ،‬فتقبل عليه بك ّ‬
‫وتصغي إلى حديثه بكل قلبك‪ ،‬فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل عن حديثه‬
‫دث لك وأنت معرض عني‬ ‫ف‪ ،‬وها أنا ذا مقبل عليك‪ ،‬ومح ّ‬
‫أومأت إليه أن ك ّ‬
‫بقلبك أجأعلتني أهون عليك من بعض إخوانك؟ِ تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرًا‪.‬‬
‫)فائدة( قال في المجموع‪ :‬الشتغال بحفظ ما زاد على الفاتحة أفضل من‬
‫وع‪ ،‬وأفتى بعض المتأخرين بأن الشتغال بحفظه أفضل من الشتغال‬ ‫صلة التط ّ‬
‫بفرض الكفاية من سائر العلوم دون فرض العين منها‪ .‬وثانيها‪ :‬أن نسيان آية أو‬
‫م منه كتعلم العلم العيني كبيرة‪ .‬وثالثها أنه‬ ‫حرف منه‪ ،‬ولو بالشتغال بما هو أه ّ‬
‫يجب على من حفظه بعد البلوغ بصفة من إتقان أو توسط أو غيرهما‪ ،‬كأن‬
‫يتوقف فيه أو يكثر غلطه أن يستمر على تلك الصفة التي حفظه عليها‪ ،‬فيحرم‬
‫عليه نقصها من حافظته‪ .‬ورابعها أنه يحرم تمزيق ما كتب فيه قرآن عبثا ً وبلعه‬
‫ل أكله ول شرب محوه‪ ،‬وترك رفعه عن الرض‪ ،‬ومد ّ الرجأل إليه ووضع نحو‬
‫درهم فيه‪ ،‬وفي كتب علم ٍء شرعي‪ ،‬ويندب القيام له كالعالم‪.‬‬

‫) ‪(1/167‬‬

‫وحكى يوسف المالكي أن المام أبا بكر بن فورك ما نام في بيت فيه مصحف‬
‫قط‪ ،‬وإذا أراد النوم انتقل عن المكان الذي فيه إعظاما ً لكتاب الله عّز وجأ ّ‬
‫ل‪.‬‬

‫فصل في فضائل بعض السور واليات‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪146 :‬‬
‫التي ورد فضلها في الحاديث غير الموضوعات‬
‫ب‬‫ة الك َِتا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫أخرج عبد الله بن حميد عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬فات ِ َ‬
‫ما‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫ن«ِ وأحمد والترمذي عن أبي هريرة‪» :‬وال ّ ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ي ال ُ‬ ‫ل ب ِث ُل ُث َ ِ‬ ‫َتعد ِ ُ‬
‫مث ْل ََها‪ :‬ي َْعني‬ ‫ن ِ‬ ‫ل َول ِفي الفرقا ِ‬ ‫جي ِ‬ ‫ن َول ِفي الّزُبورِ َول ِفي الن ْ ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل الله ِفي ال ُ‬ ‫أ َن َْز َ‬
‫م«ِ وأحمد عن أمامة‪» :‬اقَْرؤوا‬ ‫ُ‬
‫ظي ِ‬ ‫ن العَ ِ‬
‫َ‬
‫قْرآ ُ‬ ‫سب ْعَ المثاني وال ُ‬ ‫ن وَإ ِن َّها ال ّ‬
‫القرآن فإن ْ‬‫ِ‬ ‫قْرآ‬ ‫م ال ُ‬ ‫أ ّ‬
‫قَرة َ وآل‬ ‫ن الب َ َ‬ ‫رؤوا َالّزهَْراوَي ْ ِ‬ ‫ه‪ :‬اقْ َ‬ ‫حاب ِ ِ‬
‫ص َ‬ ‫قَيامة شفيعا ً ل ْ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َأِتي ي َوْ َ‬ ‫ّ ُ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫عمران‪ ،‬فَإنهما يْأتيان ك َأ َنهما غ َمامتان أو غ َيايتان‪ ،‬أ َ‬
‫ْ ٍء‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ِ ْ َ َ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ َ‬
‫كها‬ ‫ة وََتر َ‬ ‫ها ب ََرك َ ٌ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫سورة‬ ‫رؤوا‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫هما‪،‬‬ ‫ب‬ ‫حا‬ ‫ص‬ ‫ف تحا ِجأان ع َن أ َ‬
‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ ِِ‬ ‫وا َ َ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ص َ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قَرةِ‬ ‫سوَرة َ الب َ َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ر‬
‫َ ْ َ‬‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫الصلصال‪:‬‬ ‫عن‬ ‫والبيهقي‬ ‫ة«ِ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫طي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫ة‪،‬‬‫ٌ‬ ‫ر‬‫ح ْ َ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫م آي َةٍء ِفي‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وابن مردويه والشيرازي عن ابن مسعود‪» :‬أع ْظ ُ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ج ِفي ال َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ب َِتا ٍء‬ ‫ت ُوّ َ‬
‫ن{‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َوال ْ‬ ‫مَر ِبالعَد ْ ِ‬ ‫ن الله ي َأ ُ‬ ‫ن }إ ّ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ل آي َةٍء ِفي ال ُ‬ ‫سي وَأع ْد َ َ‬ ‫ة الكْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب الله آي َ ُ‬ ‫ك َِتا ِ‬
‫ل ذ َّرةٍء‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫مل ِ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪} :‬فَ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ف آَية ِفي ال ُ‬ ‫خو َ ُ‬ ‫)سورة النحل‪ (9 :‬إلى آخرها‪ ،‬وأ ْ‬
‫ه{ )سورة الزلزلة‪ 7 :‬ــــ ‪ (8‬وأرجأى‬ ‫شّرا ي ََر ْ‬‫ً‬ ‫ل ذ َّرةٍء َ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫خيرا ً ي ََره ْ وَ َ‬
‫قن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مةِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طوا ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫سهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫على أن ْ ُ‬ ‫سَرُفوا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫عَباِدي ال ّ ِ‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫آية في القرآن }قُ ْ‬
‫الله{ )سورة الزمر‪ (53 :‬والحاكم عن أبي ذّر‪ :‬إن الله ختم سورة‬

‫) ‪(1/168‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫ن وعلموه ّ‬ ‫البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموه ّ‬
‫نساءكم وأبناءكم‪ ،‬فإنها صلة وقراءة ودعاء‪ .‬والدارمي عن عثمان بن عفان‬
‫م ل َي ْل َ ٍء‬
‫ة«ِ وأحمد‬ ‫ب لَ ُ‬
‫ه قَِيا َ‬ ‫ن ِفي ل َي ْل َةٍء ك ُت ِ َ‬ ‫مرا َ‬ ‫لع ْ‬‫خَر آ ِ‬‫ن قََرأ َ آ ِ‬
‫م ْ‬
‫رضي الله عنه‪َ » :‬‬
‫ً‬
‫خذ ْ وَلدا{ )سورة‬ ‫َ‬ ‫م ي َت ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ذي ل ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مد ُ ل ِلهِ ال ِ‬ ‫ح ْ‬‫عن معاذ بن أنس‪ :‬آية العز }وَُقل ال َ‬
‫عى ِفي‬ ‫ف ت ُد ْ َ‬ ‫َ‬
‫سوَرة ُ الكهْ ِ‬ ‫السراء‪ (111 :‬الية‪ .‬والبيهقي عن ابن عباس » ُ‬
‫ة تحول بين َقارئ ِها وبين النار«ِ ومسلم عن أبي الدرداء‪» :‬من قَرأ َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ِ َ ََْ َ ّ ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫حائ ِل َ ُ َ‬
‫الت ّوَْراةِ ال َ‬
‫ل«ِ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ن فِت ْن َةِ الد ّ ّ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ص َ‬‫ف عُ ِ‬ ‫َ‬
‫ن سوَرةِ الكهْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫خَر ِ‬ ‫شَر الَوا ِ‬ ‫العَ ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪149 :‬‬

‫) ‪(1/169‬‬

‫وأحمد والترمذي والنسائي والحاكم عن جأابر‪» :‬كان النبي ل ينام حتى يقرأ‪:‬‬
‫ك{ والدارمي عن خالد بن معدان‬ ‫مل ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ ال ُ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ة‪ .‬و ت ََباَر َ‬ ‫جد َ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫زي ُ‬ ‫}الم ت َن ْ ِ‬
‫ً‬
‫قال‪» :‬اقرؤوا المنجية وهي آلم تنزيل فإنه بلغني أن رجأل كان يقرؤها ما يقرأ‬
‫ب اغفر له فإنه‬ ‫شيئا ً غيرها‪ ،‬وكان كثير الخطايا‪ ،‬فنشرت جأناحها عليه قالت‪ :‬ر ّ‬
‫ب تعالى‪ ،‬وقال‪ :‬اكتبوا له بكل خطيئة حسنة‪،‬‬ ‫كان يكثر قراءتي فشفعها الر ّ‬
‫وارفعوا له درجأة«ِ وقال أيضًا‪» :‬إنها تجادل عن صاحبها في القبر تقول‪ :‬اللهم‬
‫فعني فيه‪ ،‬وإن لم أكن من كتابك فامحني عنه‪ ،‬وإنما‬ ‫إن كنت من كتابك فش ّ‬
‫تكون كالطير تجعل جأناحها عليه‪ ،‬فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر«ِ وقال‬
‫ما قََرأ َ ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قْرآ َ‬ ‫مّرة فَك َأن ّ َ‬ ‫ن قََرأ يس َ‬ ‫م ْ‬ ‫في‪ :‬تبارك‪ ،‬مثله‪ .‬وعن أبي سعيد‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫جأهِ الله‬ ‫ن قََرأ َيس ابتغاء وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن«ِ وفي رواية البيهقي عن معقل بن يسار‪َ » :‬‬ ‫مّرت َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫م«ِ وأبو نعيم عن ابن مسعود‬ ‫موَْتاك ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫رؤو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬‫ْ‬
‫ْ ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ّ َ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫َ ُ َ‬‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬
‫ه«ِ والبيهقي عن أبي‬ ‫فورا ً ل َُ‬ ‫مغ ْ ُ‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫رضي الله عنه‪» :‬من قَرأ َ يس في ل َيل َة أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٍء‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫في‬ ‫يس‬ ‫ل ل َيل َة غ ُفر ل َه«ِ وفي رواية عنه‪» :‬من قَرأ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن قََرأ َ َيس ك‬
‫ْ ٍء‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍء‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫هريرة‪َ » :‬‬
‫ه«ِ والدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال‪:‬‬ ‫غفَر ل ُ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫جأهِ الله ت ََعالى ُ‬ ‫وَل َْيلةٍء اب ْت ََغاَء وَ ْ‬
‫َ‬
‫ه«ِ والبيهقي عن الخليل بن مرة‬ ‫ج ُ‬ ‫وائ ِ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ضي َ ْ‬ ‫صد ْرِ الن َّهارِ قُ ِ‬ ‫ن قََرأ يس في َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫جيُء ك ّ‬ ‫َ‬
‫على َبا ٍء‬ ‫ف َ‬ ‫ق ُ‬ ‫من َْها ي َ ِ‬ ‫ميم ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫سب ْعٌ ي َ ِ‬ ‫جأهَن ّم ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫وا ُ‬ ‫سب ْعٌ وَأب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫قال‪» :‬ال َ‬
‫قَرؤِني«ِ‬ ‫ن ِبي وَي َ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل هاذا البا َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م ل ت ُد ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن هاذ ِهِ الب ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫هَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فُر ل ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ح يَ ْ‬ ‫صب َ َ‬‫ن ِفي لي ْلةٍء أ ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫حم الد ّ َ‬ ‫ن قَرأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والترمذي عن أبي هريرة‪َ » :‬‬
‫ن‬
‫خا ِ‬ ‫سوَرة َ الد ّ َ‬ ‫ن قَرأ ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬‫ك«ِ وابن الضريس عن الحسن قال‪َ » :‬‬ ‫مل َ ٍء‬ ‫ف َ‬ ‫سبعون أ َل ْ َ‬
‫ه‬‫فَر ل َ ُ‬ ‫ِفي ل َي ْل َةٍء غ َ َ‬

‫) ‪(1/170‬‬

‫ه«ِ والبيهقي والديلمي عن فاطمة رضي الله عنها‪» :‬قارىء‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬


‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫قد ّ َ‬
‫ما ت َ َ‬
‫َ‬
‫الحديد وإذا وقعت والرحمن يدعى في ملكوت السماوات والرض ساكن‬
‫َ‬ ‫واقِعَةِ ِفي ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ل ي َوْم ٍء ل ْ‬ ‫ن قََرأ ُ‬
‫سوَرة َ ال َ‬ ‫م ْ‬
‫الفردوس«ِ والبيهقي عن ابن مسعود‪َ » :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫تصبه َفاقَ ٌ َ‬
‫ة فَإ ِن َّها سوَرة ُ‬ ‫واقِعَ َ‬ ‫م ال َ‬ ‫سائ َك ُ ْ‬
‫موا ن ِ َ‬ ‫ة أَبدًا«ِ وابن عديّ عن أنس‪» :‬ع َل ّ ُ‬ ‫ُ ِ ْ ُ‬
‫الغَِنى«ِ والترمذي والنسائي عن العرباض بن سارية‪» :‬كان النبي يقرأ‬
‫ة«ِ‬ ‫ن أل ْ ِ‬
‫ف آي َ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬
‫ة َ‬ ‫ن آي َ ً‬ ‫ن ِفيه ّ‬ ‫المسبحات في كل ليلة قبل أن يرقد يقول‪» :‬إ ّ‬
‫خُر{ إلى }ع َِليم{ )سورة‬ ‫ل َوال ِ‬ ‫قال الحافظ بن كثير هي قوله‪} :‬هُوَ الوّ ُ‬
‫الحديد‪ (3 :‬وقال أبي بن كعب‪ :‬أفضل المسبحات سبح اسم ربك العلى‬
‫ض ِفي‬ ‫قب ِ َ‬ ‫ل أ َوْ َنهارٍء فَ ُ‬ ‫ن ل َي ْ ٍء‬ ‫م ْ‬‫شرِ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫واِتي َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن قََرأ َ َ‬ ‫م ْ‬‫والبيهقي عن أبي أمامة‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وأحمد وأبو داود والترمذي والحاكم‬ ‫جن ّ َ‬‫ه ال َ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫جأ َ‬‫ك الي َوْم ِ أوْ الل ّي ْل َةِ أوْ َ‬ ‫ذال ِ َ‬
‫ت‬‫فعَ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن َثلِثين آي َ ً‬ ‫قْرآ ِ‬‫سوَرة ً ِفي ال ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫وابنا عدي وحبان عن أبي هريرة‪» :‬إ ّ‬
‫ك«ِ وفي رواية أبي داود‪:‬‬ ‫ْ‬
‫مل ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ ال ُ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ي ت ََباَر َ‬‫ه وَه ِ َ‬‫فَر ل َ ُ‬‫حّتى غ ُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ل َِر ُ‬
‫ع«ِ‪ .‬والترمذي عن ابن عباس قال‪ :‬ضرب بعض أصحاب النبي خباءه على‬ ‫ف ُ‬‫ش َ‬ ‫»ت َ ْ‬
‫قبر‪ ،‬وهو ل يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ فيه سورة تبارك الذي بيده‬
‫الملك حتى ختمها؛ فأتى النبي فأخبره فقال‪ :‬هي المانعة هي المنجية تنجيه من‬
‫عذاب الله‪ .‬والحاكم عنه‪ :‬وددت أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن‬
‫ت{ عدلت نصف القرآن؛ ومن قرأ‪:‬‬ ‫ذا ُزل ْزِل َ ِ‬ ‫والترمذي عن أنس‪ :‬من قرأ‪} :‬إ َ‬
‫د{ عدلت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن{ عدلت ربع القرآن‪ ،‬ومن قرأ‪} :‬ق ْ‬ ‫ل َيا أ َي َّها ال َ‬ ‫}ق ُ ْ‬
‫ح ٌ‬
‫ل هُوَ الله أ َ‬ ‫كافُِرو َ‬
‫له بثلث القرآن‪ .‬والبيهقي عن ابن عمر‪» :‬أل يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية‬
‫في كل يوم؟ِ قالوا‪ :‬ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ِ قال‪ :‬أما‬
‫كاث ُُر{ والشيخان وأبو‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫يستطيع أحدكم أن يقرأ }أل ََهاك ُ ُ‬

‫) ‪(1/171‬‬

‫داود والترمذي والنسائي وابن ماجأه ومالك وأحمد والطبراني والبزار وأبو عبيد‬
‫ن«ِ والعقيلي عن‬ ‫ل ث ُل ُ َ‬ ‫حد ت َعْد ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫عن عشرة من الصحابة‪» :‬قُ ْ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ث ال ُ‬
‫َ‬
‫ل هُوَ الله أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن قََرأ َ قُ ْ‬
‫ع«ِ‬ ‫م َ‬‫جأ َ‬‫نأ ْ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ما قََرأ ال ُ‬ ‫ت فَك َأن ّ َ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫حد ٌ َثل َ‬ ‫ل هُوَ الله أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رجأاء الغنوي‪َ » :‬‬
‫هَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ب ََنى الله ل ُ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫حد ٌ ع َشَر َ‬ ‫ن قَرأ قل هُوَ الله أ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وأحمد عن معاذ بن أنس‪َ » :‬‬
‫حد ٌ مائ ََ‬
‫ة‬ ‫ل هُو الله أ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫بيتا ً في الجنة«ِ والبيهقي وابن عدي عن أنس‪» :‬من قَرأ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ ِ‬ ‫َْ ِ‬
‫ل‬‫وا َ‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ء‬‫ما‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ً‬
‫ا‪:‬‬ ‫ربع‬ ‫خمسين عاما ً ما اجأتنب خصال ً أ َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫َ‬
‫طي‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫غ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مّرةٍء‬‫َ‬
‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ما‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫الله‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬‫»‬ ‫فيروز‪:‬‬ ‫عن‬ ‫والطبراني‬ ‫بة«ِ‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫وال‬ ‫ج‬ ‫فرو‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫َ ّ ٍء‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ن الّناِر«ِ اللهم اكتب لنا البراءة من‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫را‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫كت‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫و‬‫في الصلة أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫النار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪149 :‬‬
‫وورد في سورة لم يكن‪ :‬إن الله تعالى يقول لمن قرأها‪ :‬أبشر عبدي فوعزتي‬
‫لمكنن لك في الجنة حتى ترضى‪ .‬وفي العاديات‪ :‬إنها تعدل نصف القرآن‪ ،‬وفي‬
‫سورة النصر‪ :‬إنها تعدل ربع القرآن‪ .‬وروى الجويني في تفسيره عن أبان بن‬
‫جي وقلنا قد قضى رأينا‬ ‫س ّ‬
‫أبي عياش‪ .‬قال‪ :‬حضرنا وفاة مورقا العجلي‪ ،‬فلما ُ‬
‫نورا ً ساطعا ً قد سطع من عند رأسه حتى خرقا السقف‪ ،‬ثم رأينا نورا قد سطع‬
‫ً‬
‫عند رجأليه مثل الول‪ ،‬ثم رأينا نورا ً سطع من وسطه فمكثنا ساعة‪ ،‬ثم إنه‬
‫كشف الثوب عن وجأهه فقال‪ :‬هل رأيتم شيئًا؟ِ قلنا له‪ :‬نعم‪ ،‬وأخبرناه ما رأيناه‬
‫فقال‪ :‬تلك سورة السجدة قد كنت أقرؤها كل ليلة‪ ،‬وكان النور الذي رأيتم عند‬
‫رأسي أربع عشرة آية من أولها‪ ،‬والنور الذي رأيتم عند رجألي أربع عشرة آية‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫من آخرها‪ ،‬والنور الذي رأيتم في وسطي آية السجدة بنفسها تشفع لي‪ ،‬وبقيت‬
‫سورة تبارك تحرسني‪ ،‬ثم قضى‪.‬‬

‫) ‪(1/172‬‬

‫وحكى اليافعي قال‪ :‬سمعت من بعض الصالحين في بعض بلد اليمن‪ ،‬أنه لما‬
‫دفن بعض الموتى وانصرف الناس سمع في القبر ضربا ً ودقا ً عنيفًا‪ ،‬ثم خرج‬
‫من القبر كلب أسود‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬ويحك إيش أنت؟ِ قال‪ :‬أنا عمل الميت‪،‬‬
‫ي‪ :‬وجأدت عنده سورة يس وأخواتها‬ ‫فقال‪ :‬هذا الضرب فيك أم فيه؟ِ قال‪ :‬بل ف ّ‬
‫فحالت بيني وبينه‪ ،‬وضربت وطردت‪ .‬نسأل الله المنان أن يجنبنا عذاب القبر‬
‫والنيران‪ ،‬وأن يرزقنا الحور والجنان ببركة القرآن آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪149 :‬‬
‫باب أذكار الصباح والمساء‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن َقا َ‬
‫ل قبل أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ري َ‬
‫ك‬ ‫ش ِ‬‫حد َه ُ ل َ‬ ‫ح‪ :‬ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫صب ْ ِ‬ ‫ب وال ّ‬ ‫مغْرِ ِ‬ ‫صلةِ ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأل َي ْهِ ِ‬ ‫ف وَي َث ِْني رِ ْ‬ ‫صرِ َ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫شَر‬ ‫دير ع َ ْ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫خي ُْر وَهُوَ ع َلى ك ُ ّ‬ ‫ت ب ِي َد ِهِ ال َ‬ ‫مي ُ‬ ‫حيي وَي ُ ِ‬ ‫مد ي ُ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫َ‬
‫ك وَل ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫َ‬
‫هل ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫ت وَُرفِعَ ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫سي َّئا ٍء‬ ‫شُر َ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫حي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سَنا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫شَر َ‬ ‫حد َةٍء ع َ ْ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫ت ك ُت ِ َ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫رجأي‬‫ِ ّ‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫طا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رز‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫ه‪،‬‬
‫ٍء‬ ‫رو‬‫َ ُ‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رز‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ٍء‬ ‫جأا‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ُ َ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫كان من أ َ‬ ‫ل ل ِذ َنب أ َ‬
‫جأل ً‬
‫مل ً إل َر ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫رك‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫ه‬
‫ِ ُ‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ٍء‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫م يَ ِ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫َ‬
‫ل«ِ ‪.‬‬ ‫ما َقا َ‬ ‫لم ّ‬ ‫ض َ‬ ‫قول أفْ َ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ضل ُ ُ‬‫ف ُ‬ ‫يَ ْ‬

‫) ‪(1/173‬‬

‫ُ‬
‫ك‪ ،‬وأحمد والبخاري‪:‬‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ي ِ‬ ‫صلةِ العصرِ أع ْط ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َقال َهُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫وزاد النسائي‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ك وَأَنا ع َلى‬ ‫َ‬ ‫قت َِني وَأَنا ع َب ْد ُ َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ‬‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت َرّبي ل اله إل أن ْ َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫فارِ اللهُ ّ‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫سي ّد ُ ال ْ‬ ‫» َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫َ‬
‫ت أُبوُء ل َ‬ ‫ن َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‪ ،‬وَوَع ْد ِ َ‬ ‫ع َهْد ِ َ‬
‫ك ع َل ّ‬ ‫ك ب ِن ِعْ َ‬ ‫صن َعْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫شّر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫تأ ُ‬ ‫ست َطعْ ُ‬ ‫ك ما ا ْ‬
‫موِقنا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الن َّهارِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َقالَها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ب إل أن ْ َ‬ ‫فُر الذ ُّنو َ‬ ‫ه ل ي َغْ ِ‬ ‫فْر لي‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫وَأُبوُء ب ِذ َن ِْبي َفاغ ْ ِ‬
‫ل أ َن يمسي‪ ،‬فَهو م َ‬
‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫ن َقاَلها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ُ َ ِ ْ‬ ‫مهِ قَب ْ َ ْ ُ ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ِبها فَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وأبو داود والترمذي‪:‬‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح‪ ،‬فَهُوَ ِ‬ ‫صب ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ت قَب ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ِبها فَ َ‬ ‫موقِ ٌ‬ ‫وَهُوَ ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫» َ‬
‫مو ُ‬ ‫حَيا وَب ِك ن َ ُ‬ ‫سي َْنا وَب ِك ن َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫حَنا وَب ِك أ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫م ب ِك ا ْ‬ ‫ح‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ل إذا أ ْ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫حَيا وَب ِ َ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫حَنا وَب ِ َ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫سي َْنا وَب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫سى َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫شوُر‪َ ،‬وإ َ‬ ‫ك الن ّ ُ‬ ‫وإل َي ْ َ‬
‫صيُر«ِ وابن السني قال رسول الله لفاطمة رضي الله عنها‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ت َوإل َي ْ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫نَ ُ‬
‫ي َيا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫ت َيا َ‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت وَإ ِذا أ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫قوِلي إذا أ ْ‬ ‫ك ب ِهِ ت َ ُ‬
‫شأ ْ‬
‫صي ِ‬ ‫ما أو ِ‬ ‫مِعي َ‬
‫ك أ َستغيث‪ ،‬فَأ َ‬
‫س َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫كأ ّ‬ ‫من َعُ ِ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫» َ‬
‫ة‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫فسي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫إلى‬ ‫ني‬ ‫كل‬
‫ُ َ َ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ول‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لي‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫لح‬ ‫ص‬ ‫ْ َِ ُ‬ ‫َ‬ ‫قَ ّ ُ ِ َ ْ َ ِ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫يو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ك ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫مل ُ‬ ‫ح ال ُ‬ ‫صب َ َ‬ ‫حَنا وَأ ْ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫م فَل ْي َ ُ‬ ‫حد ُك ُ ْ‬ ‫حأ َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ذا أ َ ْ‬ ‫ن«ِ وأبو داود‪» :‬إ َ‬ ‫ع َي ْ ِ‬
‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬‫دا ُ‬ ‫صره وَُنوره وَب ََرك َِته وَهُ َ‬ ‫حه وَن َ ْ‬ ‫وم فَت ْ ِ‬ ‫خي َْر هاذا الي َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫م إّني أ ْ‬ ‫ن‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫الَعال َ ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫سى فَلي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ما قَب ْله وَ َ‬ ‫َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫وَأ َ ُ‬
‫ل‬ ‫ل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫مإ َ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ما ب َعْد َ ُ‬ ‫شّر َ‬ ‫شّر َ‬ ‫شّر ما ِفيهِ وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬
‫ك«ِ وأبو داود‪» :‬دخل رسول الله ذات يوم المسجد فإذا هو برجأل من‬ ‫ذال ِ َ‬
‫ما ِلي‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫النصار يقال له أبو أمامة؛ فَ َ‬
‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َيا أَبا أ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/174‬‬

‫ل الله‪.‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َيا َر ُ‬ ‫ديو ٌ‬ ‫مت ِْني وَ َ‬ ‫موم ل َزِ َ‬ ‫ل هُ ُ‬ ‫ة؟ِ َقا َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫غير وَقْ ِ‬ ‫جأاِلسا ً ِفي َ‬ ‫ك َ‬ ‫أ ََرا َ‬
‫ت‪ :‬ب ََلى َيا‬ ‫ُ‬ ‫َقا َ َ‬
‫ك؟ِ قُل ْ ُ‬ ‫ك د َي ْن َ َ‬ ‫ضى ع َن ْ َ‬ ‫ك وَقَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب الله هَ ّ‬ ‫ه أذ ْهَ َ‬ ‫ذا قُل ْت َ ُ‬ ‫كلما ً إ َ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬‫ل أَفل أع َل ّ ُ‬
‫م‬
‫ن الهَ ّ‬ ‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫م إّني أ َ ُ‬ ‫ت‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َوإذا أ ْ‬ ‫ح َ‬‫صب َ ْ‬ ‫ذا أ ْ‬
‫لإ َ َ‬ ‫ل‪ :‬قُ ْ‬ ‫ل الله‪َ ،‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫خ ِ‬‫ن َوالب ُ ْ‬ ‫جب ْ ِ‬
‫ن ال ُ‬ ‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ل‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جزِ والك َ َ‬ ‫ن العَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫ن‪ ،‬وَأ ُ‬ ‫حْز ِ‬ ‫َوال ُ‬
‫َ‬
‫ضى عّني‬ ‫مي وَقَ َ‬ ‫ب الله ت ََعاَلى هَ ّ‬ ‫ت فَأذ ْهَ َ‬ ‫قل ْ ُ‬‫ل‪ :‬فَ ُ‬ ‫ل‪َ .‬قا َ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ن وَقَْهر الّر َ‬ ‫دي ِ‬‫ن غ َل َب َةِ ال ّ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫د َي ِْني«ِ وابن السني جأاء رجأل إلى أبي الدرداء فقال‪ :‬يا أبا الدرداء قد احترقا‬
‫بيتك فقال‪ :‬ما احترقا لم يكن الله عز وجأل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من‬
‫رسول الله من قالها أّول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي‪ ،‬ومن قالها آخر‬
‫النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح‪ :‬اللهم أنت ربي ل إله إل أنت عليك توكلت‪،‬‬
‫وة‬ ‫ب العرش العظيم‪ ،‬ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ل حول ول ق ّ‬ ‫وأنت ر ّ‬
‫ي العظيم‪ ،‬أعلم أن الله على كل شيء قدير‪ ،‬وأن الله قد أحاط‬ ‫إل بالله العل ّ‬
‫بكل شيء علما‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من شّر نفسي‪ ،‬ومن شر كل دابة أنت آخذ‬ ‫ً‬
‫بناصيتها‪ ،‬إن ربي على صراط مستقيم‪ .‬وأخرجأه من طريق آخر‪ :‬أنه تكرر‬
‫مجيء رجأل إليه يقول أدرك دارك فقد احترقت وهو يقول ما احترقت‪ ،‬لني‬
‫ح هذه الكلمات لم يصبه في نفسه‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫سمعت رسول الله يقول‪َ :‬‬
‫ول أهله ول ماله شيء يكرهه‪ ،‬وقد قلتها اليوم‪ ،‬ثم قال‪ :‬انهضوا بنا فقام وقاموا‬
‫معه فانتهوا إلى داره‪ ،‬وقد احترقا ما حولها ولم يصبها شيء‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪154 :‬‬

‫) ‪(1/175‬‬

‫وفي رواية أخرى له‪ :‬من قالها ثم مات دخل الجنة‪ ،‬وهو أن رجأل ً شكا إلى‬
‫سم ِ الله‬ ‫ت‪ :‬ب ِ ْ‬ ‫ح َ‬‫صب َ ْ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫لإ َ‬ ‫رسول الله أنه يصيبه الفات‪ ،‬فقال رسول الله‪» :‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫ع ََلى ن َ ْ‬
‫ن الرجأل فذهب عنه‬ ‫يٌء«ِ فقاله ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه ل يذهب لك َ‬ ‫ماِلي وَأهِْلي فَإ ِن ّ ُ‬ ‫سي وَ َ‬ ‫ف ِ‬
‫الفات ومسلم وأبو داود‪ :‬أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله‬
‫التامات كلها من شّر ما خلق لم تضّر‪ .‬وفي رواية ابن ماجأه‪» :‬ما ضّره لدغ‬
‫عقرب حتى يصبح«ِ وأحمد وأبو داود‪» :‬من قال حين يصبح وحين يمسي ثلث‬
‫مرات‪ :‬رضيت بالله ربا ً وبالسلم دينا ً وبمحمد نبيا ً ورسول ً كان حقا ً على الله‬
‫ك‬‫ك لَ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ت َرّبي ل َ‬ ‫قل‪ :‬الل ّه َ‬ ‫حت فَ ُ‬ ‫أن يرضيه«ِ وابن السني‪» :‬إ َ‬
‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫م أن ْ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫صب َ ْ‬ ‫ذا أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ذالك‬ ‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫سي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ت‪َ ،‬وإ َ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫ه َثل َ‬ ‫َ‬
‫كل ُ‬ ‫ري َ‬‫ش ِ‬ ‫ك ل ِل ّهِ ل َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ح ال ُ‬ ‫صب َ َ‬
‫حَنا وَأ ْ‬ ‫صب َ ْ‬
‫أ ْ‬
‫ح كُ ّ‬
‫ل‬ ‫صَبا ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ع َب ْد ٍء ي َ ُ‬ ‫م ْ‬‫ما ِ‬ ‫ن«ِ والترمذي وأبو داود‪َ » :‬‬ ‫ما ب َي ْن َهُ ّ‬‫ن َ‬ ‫ن ي ُك َ ّ‬
‫فْر َ‬ ‫فَإ ِن ّهُ ّ‬
‫يٌء ِفي‬ ‫ش ْ‬ ‫مهِ َ‬ ‫س ِ‬ ‫مع َ ا ْ‬ ‫ضّر َ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫ّ‬
‫ة‪ :‬بِبسم الله الرحمن ال ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لي ْل ٍء‬ ‫ُ‬
‫ساِء ك ّ‬ ‫م َ‬‫ي َوْم ٍء وَ َ‬
‫يٌء«ِ وفي‬ ‫ش ْ‬ ‫ضّره ُ َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫َ‬
‫تل ْ‬ ‫مّرا ِ‬ ‫ث َ‬ ‫ميعُ العَِليم ِ َثل َ‬ ‫س ِ‬
‫ماِء وَهُوَ ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ض‪َ ،‬ول ِفي ال ّ‬
‫َ‬ ‫الْر ِ‬
‫عوذ ُ‬ ‫ت‪ :‬أ ُ‬ ‫مّرا ِ‬ ‫ث َ‬ ‫سي َثل َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن قا َ‬‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫رواية‪» :‬فجاة بلء«ِ والترمذي‪َ » :‬‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وأبو داود من‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫حمة ت ِلك اللي ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ضّره ُ ُ‬ ‫م يَ َ‬ ‫َ‬
‫خلقَ ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫شّر َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫ت الله التاما ِ‬ ‫ِبكِلما ِ‬
‫قال حين يصبح أو يمسي‪ :‬اللهم أني أصبحت أشهدك‪ ،‬وأشهد حملة عرشك‪،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وملئكتك وجأميع خلقك أنك أنت ل إله إل أنت‪ ،‬وأن محمدا ً عبدك ورسولك‬
‫أعتق الله ربعه من النار‪ ،‬فمن قالها مّرتين أعتق الله نصفه من النار‪ ،‬ومن قالها‬
‫ثلثا ً أعتق الله ثلثة أرباعه من النار‪ ،‬فإن قالها أربعا ً أعتقه الله تعالى«ِ وابن‬
‫السني‪» :‬من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي‪ :‬حسبي الله ل اله إل‬
‫هو عليه توكلت‪ ،‬وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه‬

‫) ‪(1/176‬‬

‫لإ َ َ‬
‫ذا‬‫ة‪ ،‬وإ َ‬ ‫مّر ٍء‬‫ح ماَئة َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫من أمر الدنيا والخرة«ِ وابن حبان والحاكم‪َ » :‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َزب َد ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت أكث ََر ِ‬ ‫ت ذ ُُنوُبه‪ ،‬وَِإن كان َ ْ‬ ‫فَر ْ‬ ‫مد ِهِ غ ُ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الله وَب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ة‪ُ :‬‬ ‫مّر ٍء‬ ‫سى ماَئة َ‬ ‫م َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن قََرأ َ حم‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ والترمذي‪َ » :‬‬ ‫مد ِ ِ‬‫ح ْ‬ ‫ن الله وَب ِ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ر«ِ وفي رواية أبي داود‪ُ » :‬‬ ‫ح ِ‬ ‫الب َ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫سي وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫فظ ب ِهِ َ‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫سي ِ‬ ‫ة الكْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫صيُر وآي َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن إلى إلي ْهِ ال َ‬‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫ِ َ ُ ْ ِ ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫حي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫داود‪:‬‬ ‫وأبو‬ ‫ح«ِ‬ ‫ب‬ ‫ص‬
‫َ ّ ُ ْ ِ َ‬‫ي‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫هما‬ ‫ِِ‬ ‫ب‬ ‫ظ‬ ‫ف‬
‫ُ ِ‬ ‫ح‬ ‫سي‬ ‫قََر ُ َ ِ َ ُ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫حي‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫أ‬
‫ما َفات َ ُ‬
‫ه‬ ‫ك َ‬ ‫ك َتخرجأون أد َْر َ‬ ‫ن إَلى َوكاذ َل ِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ن الله ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫ه«ِ وابن السني‬ ‫ه ِفي ل َي َْلت ُ‬ ‫ما َفات َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫سي أد َْر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َقاله ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫مهِ ذال ِ َ‬ ‫ِفي ي َوْ ِ‬
‫عن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال‪ :‬وجأهنا رسول الله في سرية‪ ،‬فأمرنا أن‬
‫م إل َي َْنا ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ع ََبثا ً وَأن ّك ُ ْ‬ ‫قَناك ُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫سب ْت ُ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫نقرأ إذا أمسينا وإذا أصبحنا‪} :‬أفَ َ‬
‫ن{ )سورة المؤمنون‪ (115 :‬وهو والترمذي‪ :‬من قال حين يصبح ثلث‬ ‫جأُعو َ‬ ‫ت َْر ِ‬
‫مرات‪ :‬أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجأيم‪ ،‬وقرأ ثلث آيات من آخر‬
‫ل الله تعالى به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي‪،‬‬ ‫سورة الحشر‪ ،‬وك َ ّ‬
‫وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا‪ ،‬ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة‪.‬‬
‫مةٍء‬ ‫مط َرٍء وَظأ ُل ْ َ‬ ‫جأَنا ِفي ل َي ْل َةِ َ‬ ‫خَر ْ‬ ‫وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن حبيب قال‪َ » :‬‬
‫ل‪ :‬ق ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م قا َ‬ ‫شْيئا‪ ،‬ث ُ ّ‬‫ً‬ ‫ل َ‬ ‫م أق ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل فل ْ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬قُ ْ‬ ‫صّلي ب َِنا فَأ َد َْرك َْناه ُ فَ َ‬ ‫ي لي ُ َ‬ ‫ب الّنب ّ‬ ‫ديد َةٍء فَط َل َ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ‬ ‫ما أقول؟ِ قال‪ :‬قل هُوَ الله أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سول الله َ‬ ‫ت‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫م قال‪ :‬قل قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شْيئا‪ ،‬ث ّ‬ ‫م أقل َ‬‫ْ‬ ‫فَل ْ‬
‫يٍءء«ِ‪.‬‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫في َ‬ ‫ت ي َك ْ ِ‬ ‫مّرا َ‬ ‫ث َ‬ ‫ح َثل َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫سي وَ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫معَوّذ َت َي ْ ِ‬ ‫َوال ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪154 :‬‬

‫) ‪(1/177‬‬

‫باب ما يقال عند النوم والستيقاظ منه‬


‫ن‬
‫ضا َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ظ َزكاةِ َر َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح ْ‬‫سول الله ب ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أخرج البخاري عن أبي هريرة قال‪» :‬وَكلّني َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت إلى فَِراشك‬ ‫ذا أوَي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ث وَقال‪ :‬إ َ‬ ‫َ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬‫ن الط َّعام ِ وَذ َك ََر ال َ‬ ‫م َ‬ ‫حُثوا ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َ‬
‫جعَ َ‬ ‫فَأَتاِني آ ٍء‬
‫شي ْ َ‬ ‫حافِ ٌ‬ ‫ْ‬
‫حّتى‬ ‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬ ‫ك َ‬ ‫قَرب ُ َ‬ ‫ظ‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫ن الله َ‬ ‫م َ‬ ‫معَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ي ََزا َ‬‫ه لَ ْ‬
‫سي فَإ ِن ّ ُ‬ ‫َفاقَْرأ آَية الك ُْر ِ‬
‫ن«ِ والشيخان‪» :‬اليتان‬ ‫طا ٌ‬ ‫شي ْ َ‬‫ك َ‬ ‫ذا َ‬
‫ب وَ َ‬ ‫ذو ٌ‬‫ك وَهُوَ ك َ ُ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫ل الّنبي ‪َ » :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ح‪ ،‬فَ َ‬ ‫صب ِ َ‬
‫تُ ْ‬
‫من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ل َي ْل َةٍء كفتاه وهما‪ :‬كان رسول الله إذا‬
‫د{ و‬ ‫َ‬ ‫ل ليلة جأمع كفيه‪ ،‬ثم نفث فيهما فقرأ‪} :‬قُ ْ‬ ‫أوى إلى فراشه ك ّ‬
‫ح ٌ‬‫ل هُوَ الله أ َ‬
‫َ‬ ‫}قل أعوذ برب الفلق{ و }قُ ْ‬
‫س{ ‪ ،‬ثم مسح بهما ما استطاع‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫عوذ ُ ب َِر ّ‬ ‫لأ ُ‬
‫سد ِهِ يفعل ذلك ثلث‬ ‫من جأسده يبدأ بهما على رأسه ووجأهه‪ ،‬وما أقبل من جأ َ‬
‫ل الله ‪ :‬اقرأ }قُ ْ‬
‫ل َيا‬ ‫سو َ‬ ‫ل ِلي َر ُ‬ ‫مرات‪ .‬وأبو داود والترمذي عن نوفل قال‪َ» :‬قا َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ك«ِ أعاذنا الله من‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مِتها فَإ ِن َّها ب ََراَءة ٌ ِ‬ ‫خات ِ َ‬ ‫م ع ََلى َ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ن{ ث ُ ّ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫أ َّيها ال َ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫فُر الله ال ّ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫شهِ أ ْ‬ ‫ن يأِوي إلى فَِرا ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬‫الشرك والنفاقا‪ ،‬والترمذي‪َ » :‬‬
‫ه ذ ُُنوَبه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَر الله ت ََعالى ل ُ‬ ‫تغ َ‬ ‫َ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫م وَأ َُتوب إلي ْهِ ثل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قّيو ّ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ح ّ‬‫ل اله إل هُوَ ال َ‬
‫ن‬‫عالج‪ ،‬وَإ ِ ْ‬‫ل َ‬ ‫م ِ‬‫ت ع َد َد َ َر ْ‬ ‫َ‬
‫ن كان َ ْ‬ ‫م‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫جو ِ‬ ‫ن ع َد َد َ الن ّ ُ‬ ‫ن كا َ‬‫َ‬ ‫ر‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ل َزب َد ِ الب َ ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫كاَنت ِ‬ ‫َ‬
‫ه‪ :‬ل‬ ‫ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫ن ي َأِوي إلى فَِرا ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ع َد َد َ أّيام ِ الد ّْنيا«ِ وابنا حبان والسني‪َ » :‬‬ ‫كان َ ْ‬
‫يٍءء َقديٌر‪َ ،‬ول‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫د‪ ،‬وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫مْلك وَل َ ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫اله إل الل ّ ُ‬
‫مد ُ ل ِل ّهِ َول اله إل الله‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الله َوال َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ظيم ِ ُ‬ ‫ي اَلع ِ‬ ‫ل َول قُوّة َ إل ِبالله العَل ِ ّ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫َ‬
‫ر«ِ والشيخان‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫نت‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ر‪،‬‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫والله‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َُ‬
‫) ‪(1/178‬‬

‫ذا‬ ‫ما‪ :‬إ َ‬ ‫ة رضي الله عنهُ َ‬ ‫م َ‬‫فاط ِ َ‬ ‫ه وَل ِ َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ل الله َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ي رضي الله عنه‪ :‬أ ّ‬ ‫عن عل ّ‬
‫َ‬
‫ن َواحمدا ثلثا ً وثلثين وَك َب َّرا أْرَبعا ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َ ِ َ‬ ‫ثي‬ ‫ثل‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ثلث‬ ‫َ‬ ‫بحا‬ ‫َ ّ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫أوَي ُْتما إ َ ِ َ ِ َ‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫را‬ ‫ف‬ ‫لى‬
‫ن‪ ،‬قال علي رضي الله عنه‪ :‬ما تركته منذ سمعته منه قيل له ول ليلة‬ ‫وََثلِثي َ‬
‫ك‬‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫صفين؟ِ قال‪ :‬ول ليلة صفين‪ .‬والبخاري »كان إذا أوى إلى فراشه قال‪ :‬با ْ‬
‫ك أ َرفَعه إ َ‬ ‫َ‬
‫فسي‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫سك ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جأن ِْبي‪ ،‬وَب ِ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ضعْ ُ‬ ‫ك َرّبي وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫موت‪َ ،‬با ْ‬ ‫حَيا وَأ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ف ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫َفأرحمها‪ ،‬وإ َ‬
‫ن؛‬ ‫خا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن«ِ وال ّ‬ ‫صاِلحي َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫عَباد َ َ‬ ‫ظ ب ِهِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ظها ب ِ َ‬ ‫ح َ‬‫سل َْتها َفا ْ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ن وَقُ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضوَء َ‬ ‫ْ‬ ‫جعَ َ‬ ‫»إ َ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ك الي ْ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫جعْ ع َلى ِ‬ ‫ضط ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫صلةِ ث ُ ّ‬ ‫ك ِلل ّ‬ ‫ضأ وُ ُ‬ ‫ك فَت َوَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ذا أت َي ْ َ‬
‫ري إل َي ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك َرغ ْب َ ً‬
‫ة‬ ‫ت ظأ َهْ ِ‬ ‫جأ ُ‬
‫َ‬
‫ري إل َْيك‪ ،‬وَأل ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ك وَفَوّ ْ‬ ‫سي إل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ف ِ‬ ‫ت نَ ْ‬
‫َ‬
‫م ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫م إّني أ ْ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ذي‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ت وََنبي ّ َ‬ ‫ذي أن َْزل ْ َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ت ب ِك َِتاب ِ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جأ إل ّ إليك‪ ،‬آ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫جأ َول َ‬ ‫مل ْ َ‬‫ك‪ ،‬ل َ‬ ‫ة إل َي ْ َ‬ ‫وََرهْب َ ً‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫فطَرةِ‬ ‫ت ع َلى ال ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫نم ّ‬ ‫َ‬
‫عَباد َك فَإ ِ ْ‬ ‫م ت َب َْعث ِ‬ ‫ذابك ي َوْ َ‬ ‫َ‬ ‫م ِقني ع َ َ‬ ‫ت‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫أْر َ‬
‫ن ل َي ْل َت ِهِ‬‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ع ََلى ط ََهاَرةٍء ث ُ ّ‬ ‫ن َبا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل«ِ وابن السني‪َ » :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ت َ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫جأعَل ْهُ ّ‬ ‫َوا ْ‬
‫شهيدا«ِ وأخرج البخاري كان رسول الله إذا استيقظ من النوم قال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مات َ‬ ‫َ‬
‫شوُر«ِ وابن السني‪ :‬ما من رجأل‬ ‫َ‬
‫مات ََنا وَإ ِلي ْهِ الن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ما أ َ‬ ‫حَياَنا ب َعْد َ َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫مد ُ ل ِلهِ ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫»ال َ‬
‫ينتبه من نومه فيقول‪ :‬الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة الحمد لله الذي‬
‫بعثني سالما ً سويا ً أشهد أن ل اله إل الله يحيي الموتى وهو على كل شيء‬
‫قدير إل قال الله تعالى‪ :‬صدقا عبدي‪ .‬وهو‪ :‬ما من عبد يقول عند رد الله تعالى‬
‫روحه‪ :‬ل اله إل الله وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫قدير‪ ،‬إل غفر الله تعالى ذنوبه‪ ،‬ولو كانت مثل زبد البحر‪ .‬وأحمد‪َ » :‬‬

‫) ‪(1/179‬‬

‫واك«ِ ومسلم‪:‬‬ ‫ق َ َ‬ ‫سهِ فَإ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫سو ُ‬


‫س َ‬
‫ظ ب َد َأ ِبال ّ‬ ‫ست َي ْ َ‬
‫ذا ا ْ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫س َ‬
‫ل الله ل ي ََنام إل َوال ّ‬ ‫َر ُ‬
‫ر‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫صل‬ ‫و‬ ‫ر‬‫ج‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ال‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫قرأ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ٍء‬ ‫ء‬‫شي‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ ِ َ َ ِ‬ ‫ُ َ َْ َ َ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫م ْ َ َ ََ ْ ِ ْ ِ ِ ْ َ ْ‬
‫ع‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ز‬‫ح‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫» َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل«ِ‪.‬‬ ‫م َ‬‫ما قََرأه ُ ِ‬ ‫ب لَ ُ‬
‫ه ك َأن ّ َ‬ ‫ك ُت ِ َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪158 :‬‬

‫باب ما يقال في بعض الحوال‬


‫ذا وََرَزقَِنيهِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مد ُ ل ِلهِ الذي كساِني ها َ‬
‫ح ْ‬ ‫قا َ‬
‫ل ال َ‬ ‫ً‬
‫وبا فَ َ‬ ‫ن ل َب ِ َ‬
‫س ثَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫أخرج ابن السني‪َ » :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ه«ِ وهو والحاكم‪َ » :‬‬ ‫ن ذ َن ْب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر الله ل َ ُ‬ ‫مّنى َول قُوّةٍء غ َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫حوْ ٍء‬ ‫ن غ َي ْرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ل َول قوّة َ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ن ع َلى الله َول َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سم ِ الله الت ّكل ُ‬ ‫ل بِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ب َي ْت ِهِ قا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل الله إ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مد ُ ل ِلهِ ال ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫إل ِبالله«ِ وابنا ماجأه والسني كان إذا خرج من الخلء قال‪ :‬ال َ‬
‫عاَفاِني«ِ والترمذي‪» :‬كان إذا دخل المسجد صلى على‬ ‫ب ع َّني ال َ‬ ‫َ‬
‫ذى وَ َ‬ ‫أذ ْهَ َ‬
‫محمد وسلم‪ ،‬وقال‪ :‬رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك«ِ وأبو داود‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫والترمذي »من أكل الطعام وقال‪ :‬الحمد لله الذي أطعمني هذا وَرَزقنيه ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫دم من ذنبه«ِ والترمذي والحاكم‪َ » :‬‬ ‫وة غفر له ما تق ّ‬ ‫ل مّني ول ق ّ‬ ‫غير حو ٍء‬
‫د‪ ،‬يحيي‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫ه لَ ُ‬‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حد َه ُ ل َ‬ ‫سوقا فقال‪ :‬ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫خ َ‬ ‫دَ َ‬
‫ه‬
‫صوْت َ ُ‬ ‫ديٌر‪ ،‬وََرفَعَ ِبها َ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫هو ع َلى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫خْير‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ت ب ِي َد ِهِ ال َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ي ل يَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وَي ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ف د ََر َ‬ ‫ه أل َ‬ ‫ة‪ ،‬وََرفَعَ ل ُ‬ ‫سّيئ ٍء‬ ‫ف َ‬ ‫ف أل َ‬ ‫ه أل َ‬ ‫حا ع َن ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫سن َ ٍء‬
‫ح َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف أل َ‬ ‫ه أل َ‬ ‫ب الله ل ُ‬ ‫ك َت َ َ‬
‫َ‬ ‫ل قَب ْ َ‬‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ُ‬ ‫س وَكث َُر ِفيهِ لغَط ُ‬ ‫جل ِ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫جأل َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والترمذي‪َ » :‬‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ِك أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫سه ذال ِ َ‬
‫فُرك وَأُتو ُ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ن ل اله إل أن ْ َ‬ ‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م وَب ِ َ‬ ‫حان َك اللهُ ّ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫جِلسهِ ذال ِك«ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ما كا َ‬‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فَر الله ل ُ‬ ‫إل َي ْك غ َ َ‬
‫َ‬

‫) ‪(1/180‬‬

‫غفر الله لنا ما تقدم وما تأخر من كبائر ذنوبنا وسيئات أعمالنا‪.‬‬
‫ن الذكار الواردة أّول النهار وآخره‪ ،‬وعند النوم‬
‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( أنه يس ّ‬
‫واليقظة‪ ،‬فينبغي لمريد الخير العتناء بحفظها ومواظأبتها‪ ،‬وقد استوفاها الجلل‬
‫السيوطي في وظأائف اليوم والليلة‪ ،‬وثانيها أن الشتغال بالذكر الخاص بوقت‬
‫أو محل بأن ورد الشرع به فيه‪ ،‬ولو من طريق ضعيف أفضل من تلوة القرآن‬
‫لتنصيص الشارع عليه‪ ،‬والذكر الخاص الوارد عن بعض الصحابة كالوارد عنه ‪.‬‬
‫وثالثها أنه ينبغي للذاكر والداعي أن يتدبر ما يذكر ويدعو به‪ ،‬ويتعقل معناه قال‬
‫السنوي وغيره‪ :‬من أتى بذكر أو دعاء مأثور غافل ً عن معناه المعلوم له لول‬
‫ي الذي‬
‫م ّ‬
‫الغفلة ل يثاب عليه‪ .‬وقال شيخنا ابن حجر تغمده الله برحمته في العا ّ‬
‫لم يفهم المعنى يحتمل أنه يثاب‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪161 :‬‬

‫) ‪(1/181‬‬

‫باب في أذكار غير مقيدة بوقت‬

‫أخرج الترمذي وابن ماجأه وصححه الحاكم عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال رسول‬
‫َ‬ ‫م وَأ َْز َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خْير‬
‫م وَ َ‬ ‫جأات ِك ُ ْ‬‫م وَأْرفَعَِها في د ََر َ‬ ‫مِليك ِك ُ ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬
‫ها ِ‬
‫كا َ‬ ‫مال ِك ُ ْ‬‫م بخير أع ْ َ‬ ‫الله ‪» :‬أل أن ْب ِئ ُك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ت َل ْ ُ‬ ‫خير ل َك ُم م َ‬
‫ضرُِبوا أع َْناقَهُ ْ‬
‫م‬ ‫عدوك ُ ْ‬
‫م فَت َ ْ‬ ‫قوا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫قا وَ َ ْ ٍء‬ ‫ب َوالوَرِ ِ‬ ‫قا الذ ّهَ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن إن ْ َ‬‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ل ذ ِك ُْر الله«ِ والترمذي والنسائي وابنا ماجأه‬ ‫م؛ َقالوا‪ :‬ب ََلى َقا َ‬ ‫َ‬
‫ضرُِبوا أع َْناقَك ُ ْ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫كلم ِ إلى الله‬ ‫َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل الذ ّك ْرِ ل اله إل الله«ِ وأحمد ومسلم‪» :‬أ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫وحبان‪» :‬أفْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫ك ب َأي ّهُ ّ‬ ‫ضّر َ‬ ‫مد ُ لله ول اله إل الله َوالله أك ْب َُر ل ي َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الله َوال َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬‫ع‪ُ :‬‬ ‫ت ََعاَلى أْرب َ ٌ‬
‫مد ُ ل ِل ّهِ َول اله إل الله َوالله أ َك ْب َُر‬ ‫ح ْ‬ ‫ن الله َوال َ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت«ِ وابن ماجأه‪» :‬ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫دأ َ‬ ‫بَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫ح ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ح ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جَرة ُ وََرقََها«ِ وابن عدي‪» :‬أك ْث ُِروا ِ‬ ‫ش َ‬‫ط ال ّ‬ ‫طاَيا َ‬
‫كما ت َ ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫طط َ‬ ‫فَإ ِن ّهُ ّ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ة«ِ ومسلم‪» :‬أن النبي خرج‬ ‫جن ّ ِ‬‫ن كُنوزِ ال َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل َول قوّة َ إل ِبالله فإ ِن َّها ِ‬ ‫حو ْ َ‬‫لل َ‬ ‫قَوْ ِ‬
‫من عند جأويرية رضي الله عنها بكرة حين صلى الصبح‪ ،‬وهي في مسجدها‪ ،‬ثم‬
‫رجأع بعد أن أضحى وهي جأالسة‪ ،‬فقال‪ :‬ما زلت على الحالة التي فارقتك‬
‫عليها؟ِ قالت‪ :‬نعم‪ .‬فقال النبي ‪ :‬لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلث مرات لو‬
‫وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن‪ :‬سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء‬
‫نفسه‪ ،‬وزنة عرشه ومداد كلماته«ِ والترمذي عن علي رضي الله عنه قال‪ :‬قال‬
‫خ َ‬ ‫ن وَع َل َي ْ َ‬ ‫ك ك َل ِمات إ َ َ‬ ‫ُ‬
‫طاَيا‬ ‫ل ع َد َد ٍء الذّر َ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ك ِ‬ ‫ت قُل ْت َهُ ّ‬ ‫ذا أن ْ َ‬ ‫َ ٍء‬ ‫م َ‬‫رسول الله ‪» :‬أل أع َل ّ ُ‬
‫م ل اله‬ ‫ري ُ‬‫م الك َ ِ‬ ‫حلي ِ ُ‬‫ظيم ِ ل اله إل الله ال َ‬ ‫ي العَ ِ‬ ‫ل ل اله إل الله العَل ِ ّ‬ ‫ك‪ :‬قُ ْ‬ ‫غفر الله ل َ َ‬
‫مد ُ ل ِل ّهِ َر ّ‬
‫ب‬ ‫ح ْ‬‫ظيم ِ ال َ‬ ‫ش العَ ِ‬ ‫ب العَْر ِ‬ ‫سب ِْع وََر ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن الله َر ّ‬ ‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬‫أل ّ الله ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما ٍء‬
‫ك كل ِ َ‬ ‫ن«ِ وهو وأحمد والحاكم عنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬أل أع َل ُ‬ ‫العالمي َ‬
‫ن‬ ‫ل َوْ َ‬
‫كا َ‬

‫) ‪(1/182‬‬

‫ك‬‫م َ‬‫حَرا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فِني بحللك ع َ ْ‬ ‫م اك ْ ِ‬ ‫ك‪ُ ،‬قل الل ّهُ ّ‬ ‫ه الله ع َن ْ َ‬ ‫ذاب َ ُ‬ ‫جأَبل َثبيرِ ذْنبا ً أ َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫حد َه ُ ل‬ ‫ل ل اله إل الله وَ ْ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك«ِ والشيخان‪َ » :‬‬ ‫وا َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك عَ ّ‬ ‫ضل ِ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫وَأ َغ ِْنني ب ِ َ‬
‫ت‬
‫كان َ ْ‬‫مّرةٍء َ‬ ‫ة َ‬ ‫وم مائ َ َ‬ ‫ديٌر في ي َ ْ‬ ‫يٍءء قَ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مد ُ وَهُوَ ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ك وَل َ ُ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ه ال ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫هَ‬
‫تل ُ‬ ‫َ‬
‫سي َّئة وَكان َ ْ‬ ‫ه ماَئة َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫حي َ ْ‬‫م ِ‬ ‫سن َةٍء وَ ُ‬‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫ه مائ َ َ‬
‫تل ْ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‪ ،‬وَكت ِب َ ْ‬ ‫شر رَِقا ٍء‬ ‫دل ع َ ْ‬ ‫ه عَ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جأاَء ب ِهِ إل‬‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ض َ‬
‫ل ِ‬ ‫حد ٌ أفْ َ‬
‫تأ َ‬ ‫م ي َأ ِ‬ ‫سي‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ك حتى ي ُ ْ‬ ‫ه ذال ِ َ‬ ‫م ُ‬‫ن ي َوْ َ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫حْرزا ً ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ والخطيب وأبو نعيم وابن عبد البّر »من قال في يومه‬ ‫ل أكث ََر ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ ِ‬ ‫جأ ٌ‬‫َر ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مائة مرة ل اله إل الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر وأنسا من‬
‫وحشة القبر‪ ،‬وفتحت له أبواب الجنة«ِ والبيهقي‪» :‬ما من مسلم يقف عشية‬
‫عرفة فيستقبل القبلة بوجأهه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ل اله إل الله وحده ل شريك له له‬
‫ل شيء قدير مائة مّرة ثم يقرأ‪ :‬قل هو الله أحد‬ ‫الملك وله الحمد وهو على ك ّ‬
‫ل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على‬ ‫مائة مّرة‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اللهم ص ّ‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪ ،‬وعلينا معهم مائة مرة إل قال الله‬
‫تعالى‪ :‬يا ملئكتي ما جأزاء عبدي هذا أشهدكم أني قد غفرت له وشفعته في‬
‫نفسه‪ ،‬ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف‪ .‬وروي عن ابن عباس‬
‫قال‪» :‬الليل والنهار أربع وعشرون ساعة وحروف ل اله إل الله محمد رسول‬
‫الله أربعة وعشرون حرفًا‪ ،‬فمن قال ل اله إل الله محمد رسول الله كفر كل‬
‫حرف ذنوب ساعة‪ ،‬فل يبقى عليه ذنب إذا قالها في كل يوم مرة‪ ،‬فكيف بمن‬
‫يكثر من قول ل اله إل الله ويجعلها شغله؟ِ‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬

‫) ‪(1/183‬‬

‫إخواني إن كنتم عاصين فقولوا؛ ل اله إل الله فإنها تكفر الذنوب والعصيان‪ ،‬وإن‬
‫كنتم طائعين فجددوا إيمانكم بقول ل اله إل الله‪ ،‬فإنها تجدد اليمان وتورث‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫فُر‬‫ست َغْ ِ‬
‫م إّني أ ْ‬ ‫فُروا َرب ّك ُ ْ‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫المن والمان‪ ،‬والعفو والغفران‪ ،‬وأخرج البغوي‪» :‬ا ْ‬
‫ة«ِ ومسلم‪» :‬ل ِك ُ ّ‬ ‫ل ي َوْم ِ مائ َ َ‬ ‫ب إل َي ْهِ ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫داٍءء د ََواٌء وَد ََواُء الذ ُّنو ِ‬ ‫ل َ‬ ‫مّر ٍء‬ ‫ة َ‬ ‫الله وَأُتو ُ‬
‫فَر الله‬ ‫مّرة ً غ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ل ي َوْم ٍء َ‬ ‫فَر الله ِفي ك ُ ّ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫من ا ْ‬ ‫فاُر«ِ وابن السنى‪َ » :‬‬ ‫ست ِغْ َ‬ ‫ال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مل ِفي الي َوْم ِ َواللي ْلةِ أكثَر ِ‬ ‫َ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ب ع َب ْد ٌ أوْ أ َ‬ ‫خا َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬وَقد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة ذن ْ ٍء‬ ‫َ‬
‫سب ِْعمائ َ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الله ل َ ُ‬ ‫جأعَ َ‬
‫فارِ َ‬ ‫ست ِغْ َ‬
‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬‫ن أك ْث ََر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب«ِ وأحمد والحاكم‪َ » :‬‬ ‫سب ِْعمائ َةِ ذ َن ْ ٍء‬ ‫َ‬
‫ب«ِ وروى معروف‬ ‫س‬ ‫ت‬
‫َ ْ َ ِ ُ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ن‬
‫ُ ِ ْ َ ْ ُ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫رز‬‫ََ‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫رجأ‬ ‫خ‬‫ْ‬
‫ِ ْ ٍء َ َ‬‫م‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫َ ِ ْ‬‫م‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رجأ‬ ‫َ‬
‫هَ َ َ‬‫ف‬ ‫م‬
‫الكرخي عن أنس بن مالك وابن عمر‪ :‬أن رجأل ً أتى النبي فقال؛ دلني على‬
‫عمل يدخلني الجنة؟ِ قال‪ :‬ل تغضب‪ ،‬قال‪ :‬فإني ل أطيق ذلك‪ .‬قال‪ :‬فاستغفر‬
‫الله عز وجأل كل يوم بعد صلة العصر سبعين مرة يغفر الله لك ذنوب سبعين‬
‫ي ذنوب سبعين؟ِ قال‪ :‬يغفر لقاربك‪ .‬غفر لنا الله‬ ‫عامًا‪ .‬قال‪ :‬فإن لم تأت عل ّ‬
‫ولقاربنا‪.‬‬
‫ل أربعين سنة‪ ،‬فلما كان‬ ‫وحكى اليافعي عن بعض الصالحين أنه عبد الله عّز وجأ ّ‬
‫ل‪ ،‬فقال إلهي أرني ما قد أعددت لي‬ ‫بعض الليالي أخذته دالة على الله عّز وجأ ّ‬
‫م الكلم حتى انشقّ المحراب‪ ،‬فخرجأت منه حورية‬ ‫من الحور العين‪ ،‬فما استت ّ‬
‫لو خرجأت إلى الدنيا لفتنتها‪ ،‬فقال لها‪ :‬إنسية أنت؟ِ فأنشأت تقول‪:‬‬
‫وى‬ ‫شك ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫موَْلى وَقَد ْ ع َل ِ َ‬ ‫ت إَلى ال َ‬ ‫شك َوْ َ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف الب َل َ‬ ‫جأو وَقد ْ كش َ‬ ‫ما ت َْر ُ‬ ‫وَأع ْطاك َ‬
‫ك وَإ ِن ِّني‬ ‫سَلني أ ُْنسا ً إل َي ْ َ‬ ‫َوأر َ‬

‫) ‪(1/184‬‬

‫ُ‬
‫وى فقال لها‪ :‬يا جأارية لمن أنت؟ِ قالت‪ :‬أنا‬‫ج َ‬
‫معُ الن ّ ْ‬ ‫ل ل َوْ ت َ ْ‬
‫س َ‬ ‫ل الل ّي ْ ِ‬ ‫ك ُ‬
‫طو َ‬ ‫جأي َ‬
‫أَنا ِ‬
‫ل جأويرية مائة خادمة‪،‬‬ ‫لك‪ ،‬فقال‪ :‬كم لي مثلك جأويرية‪ .‬قالت‪ :‬مائة جأويرية ولك ّ‬
‫ل وصيفة مائة قهرمانة ففرح‪ ،‬وقال‪ :‬يا جأويرية‬ ‫ل خادمة مائة وصيفة‪ ،‬ولك ّ‬ ‫ولك ّ‬
‫هل أعطى أحدا ً أكثر مني؟ِ قالت‪ :‬يا مسكين عطاؤك عطاء البطالين الذين‬
‫يقولون‪ :‬أستغفر الله فيغفر لهم‪ ،‬ثم يستغفرون الله عند غروب الشمس فيغفر‬
‫لهم‪ .‬غفر الله لنا ولوالدينا ولحبابنا‪.‬‬
‫ن أفضل الذكر ل اله إل الله‪ ،‬وأنه ل يساوي شيء من الذكار هذا‬ ‫)تنبيه( اعلم أ ّ‬
‫الذكر أصل ً كما أخبر به النبي ‪ ،‬ولهذا اجأتمعت المشايخ الشوامخ قدس الله‬
‫أرواحهم على اختيار هذه الكلمة الشريفة‪ ،‬فعملوا بهما في السلوك والتسليك‪،‬‬
‫وقالوا ينبغي للمبتدىء‪ ،‬أن يقتصر عليها بعد الفرائض والسنن‪ ،‬والرواتب من‬
‫الصلوات‪ ،‬فيشتغل سائر أوقاته بها إلى ما ل بد ّ منه‪ .‬قال النووي‪ :‬والصحيحة‬
‫أن ذكر اللسان مع حضور القلب أفضل من ذكر القلب وحده‪ ،‬والصحيح المختار‬
‫أنه يستحب مد ّ الذاكر قوله ل اله إل الله لما فيه من التدبر‪ ،‬فالمراد من الذكر‬
‫حضور القلب‪ ،‬فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله‪ ،‬وإذا‬
‫س له بقلبه‪ ،‬ومعلق‬‫ذكر الله تعالى وقلبه غافل عنه‪ ،‬فهو غير ذاكر له بل نا ٍء‬
‫بلسانه فينبغي توبته من ذلك‪ ،‬ولزوم الستغفار منه‪ .‬وقال بعضهم من قال الله‬
‫وقلبه غافل عن الله فخصمه في الدارين الله‪ .‬وقال القطب المحقق سهل بن‬
‫عبد الله التستري‪ :‬ل أعرف المعصية أقبح منه‪ .‬أعاذنا الله من الغفلة في الذكر‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫والصلة ورزقنا الخلص والحضور فيهما‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬

‫) ‪(1/185‬‬

‫باب فضل الصلة على النبي‬

‫سِليمًا{ )سورة الحزاب‪ (56 :‬أخرج‬ ‫َ‬


‫موا ت َ ْ‬ ‫صّلوا ع َل َي ْهِ َوسل ّ ُ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫}َيا أي َّها ال ّ ِ‬
‫كاة ٌ‬ ‫م وََز َ‬ ‫فاَرة ٌ ل َك ُ ْ‬ ‫ي كَ ّ‬ ‫صلة َ ع َل َ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ي فَإ ِ ّ‬ ‫عل ّ‬ ‫صّلوا َ‬ ‫ن رسول الله قال‪َ » :‬‬ ‫التيمي أ ّ‬
‫ن َرّبي ع َّز‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫شرا«ِ وأحمد‪» :‬أَتاِني آ ٍء‬ ‫ً‬ ‫صلى الله ع َلي ْهِ ع َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫صلة ً َ‬ ‫ي َ‬ ‫صّلى ع َل ّ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ُ‬
‫حا‬ ‫م َ‬ ‫ت‪ ،‬وَ َ‬ ‫سَنا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫شر َ‬ ‫ه ب َِها ع َ ْ‬ ‫ب الله ل َ ُ‬ ‫صلة ً ك َت َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫صّلى ع َل َي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جأ ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫مثلَها«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت وََرد ّ ع َلي ْهِ ِ‬ ‫جأا ٍء‬ ‫ه ع َشَر د ََر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬وََرفعَ ل ُ‬ ‫َ‬ ‫سيئا ِ‬ ‫َ‬ ‫ه ع َشَر َ‬ ‫ْ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ه‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫شر‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ ّ َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شر‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ ْ َ‬ ‫يه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ ّ َ ِ ً َ‬ ‫ة‬ ‫حد‬ ‫وا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫را‬
‫ُ َْ َ َْْ ِ ََ ً ِ َ ّ ِ َ ََ ً ِ َ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫قا‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫راء‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ب‬‫َ َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ئة‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫ما ً َ َ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ئ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ي فَإ ِ ّ‬ ‫صلة َ ع َل َ ّ‬ ‫داِء«ِ وابن عساكر‪» :‬أك ْث ُِروا ال ّ‬ ‫شهَ َ‬ ‫معَ ال ّ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫سك َن َ ُ‬ ‫الّنارِ وَأ ْ‬
‫عن ْد َ‬ ‫سيل َِتي ِ‬ ‫ن وَ ِ‬ ‫سيَلة‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫ة َوالوَ ِ‬ ‫جأ َ‬ ‫ي الد َّر َ‬ ‫م‪َ ،‬واط ْل ُُبوا ل ِ َ‬ ‫فَرة ٌ ِلذُنوب ِك ُ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫م ع َل َ ّ‬ ‫صلت َك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ب ث ُلثا‬ ‫ذا ذ َهَ َ‬ ‫يإ َ‬ ‫ّ‬ ‫نب‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫قال‪:‬‬ ‫كعب‬ ‫بن‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫والترمذي‬ ‫م«ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫بي‬ ‫ّ‬ ‫َر‬
‫جأاَء‬ ‫ة َ‬ ‫ة ت َت ْب َعَُها الّراد ِفَ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫جأاءت الّرا ِ‬ ‫س اذ ْكُروا الله َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‪ :‬أي َّها الّنا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫اللي ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ل الله إّني أكث ُِر‬ ‫سو َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬
‫ت‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫ل أب ّ‬ ‫ما فِي ِ ِ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫جأاَء ال َ‬ ‫ما ِفيه َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ت‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ت‪ :‬الّرب ُعَ َقا َ‬ ‫ت قُل ُ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫صلِتي؟ِ َقا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لك ِ‬ ‫جأعَ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫صلة َ فَك ْ‬ ‫ال ّ‬
‫خي ٌْر ل َك‪َ،‬‬ ‫ت فَهُوَ َ‬ ‫ن زِد ْ َ‬ ‫ت‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ف‪َ .‬قا َ‬ ‫ص َ‬ ‫خي ٌْر لك‪ .‬قُلت‪َ :‬فالن ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت فَهُوَ َ‬ ‫زِد ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صلِتي‬ ‫ل لك َ‬ ‫َ‬ ‫جأعَ ُ‬ ‫ت‪ :‬أ ْ‬ ‫قل ُ‬ ‫خي ٌْر لك‪ .‬فَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت فَهُوَ َ‬ ‫ت وَِإن زِد ْ َ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫ت‪َ :‬فالث ّلث َي ْ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫َ‬
‫فُر لك ذ َن ْب ُك«ِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مك وَي ُغْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل إذا تكفي هَ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ك ُل َّها؟ِ قا َ‬
‫َ‬

‫) ‪(1/186‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬


‫ة«ِ وابن‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫طىَء طريقَ ال َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬
‫صلة َ ع َل ّ‬ ‫ع َن ْد َه ُ فخطىء ال ّ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ذ ُك ِْر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫ل الله‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫سو َ‬ ‫س؟ِ َقالوا‪ :‬ب َلى َيا َر ُ‬ ‫خل الّنا َ ِ‬ ‫م ب ِأب ْ َ‬ ‫خب ُِرك ْ‬ ‫أبي عاصم‪» :‬أل أ ْ‬
‫س«ِ والنميري وابن بشكوال‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫ي َفذال ِك أب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ّ‬ ‫عن ْد َه ُ فَل َ ْ‬ ‫ذ ُك ِْر ُ‬
‫ل الّنا ِ‬ ‫ل ع َل ّ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ت ِ‬
‫موقوفا على أبي بكر رضي الله عنه قال‪ :‬الصلة على رسول الله أمحق‬ ‫ً‬
‫للخطايا من الماء للنار‪ ،‬والسلم على النبي أفضل من عتق الرقاب‪ ،‬وحب‬
‫رسول الله أفضل من مهج النفس‪ ،‬أو من ضرب السيف في سبيل الله‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫ل جأزى الله ع َنا محمدا ً بما هُو أ َهْل ُ َ‬
‫ف‬‫َ‬ ‫ل‬‫أ‬ ‫ا‬‫لك‬ ‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ب َ‬ ‫ه أت ْعَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ ُ َ ّ‬ ‫ن َقا َ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫ل إل‬ ‫م ل ظأ ِ ّ‬ ‫ل ي َوْ َ‬‫جأ ّ‬
‫ن ع َّز وَ َ‬ ‫حما ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫ت ظأ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ح«ِ وروي أن النبي قال‪َ» :‬ثلَثة ت َ ْ‬ ‫صَبا ٍء‬ ‫َ‬
‫حَيا‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫تي‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫كرو‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫قيل‪:‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫َ َ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍء ِ ْ ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظأ ِ ُ‬
‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م َتز ِ‬ ‫بل ْ‬ ‫ي ِفي ك َِتا ٍء‬ ‫صلى ع َل ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي«ِ وعنه قال‪َ » :‬‬ ‫صلة ع َل ّ‬ ‫ن أك ْث ََر ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫سن ِّتي‪ ،‬وَ َ‬ ‫ُ‬
‫ب«ِ وروى التيمي عن زين‬ ‫ِ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ذا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫اسمي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫دا‬ ‫َ‬ ‫ما‬‫ُ َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫رو‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫كة‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫ال َ‬
‫العابدين أنه قال‪ :‬علمة أهل السنة كثرة الصلة على رسول الله ‪ .‬وذكر ابن‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫واء‬
‫ن آدم عليه السلم لما رام القرب من ح ّ‬ ‫الجوزي في )سلوة الحزان( أ ّ‬
‫ل على صفيي‬ ‫طلبت منه المهر‪ .‬فقال‪ :‬يا رب ماذا أعطيها؟ِ قال‪ :‬يا آدم ص ّ‬
‫ّ‬
‫محمد عشرين مرة ففعل‪ .‬وقال كعب الحبار‪ :‬أوحى الله عّز وجأل إلى موسى‬
‫ب أن ل ينالك من عطش يوم‬ ‫عليه السلم في بعض ما أوحى إليه يا موسى أتح ّ‬
‫ن مسرفا ً‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫وروي‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫القيامة؟ِ قال‪ :‬إلهي نعم‪ .‬قال‪ :‬فأكثر الصلة على‬
‫سله‬ ‫من بني إسرائيل لما مات رموا به فأوحى الله لموسى عليه السلم أن غ ّ‬
‫ل عليه فإني قد غفرت له‪ .‬قال‪ :‬يا رب وبم ذلك؟ِ قال‪ :‬إنه فتح التوراة يوما ً‬ ‫وص ّ‬
‫فوجأد فيها اسم محمد ‪،‬‬

‫) ‪(1/187‬‬

‫ن عائشة‬ ‫فصلى عليه فغفر له بذلك‪ .‬وفي شرف المصطفى لبي سعيد‪» :‬أ ّ‬
‫رضي الله عنها كانت تخيط شيئا ً في وقت السحر فضلت البرة وطفىء‬
‫السراج‪ ،‬فدخل عليها النبي ‪ ،‬فأضاء البيت بضوئه ووجأدت البرة‪ ،‬فقالت‪ :‬ما‬
‫أضوأ وجأهك يا رسول الله؟ِ قال‪ :‬ويل لمن ل يراني‪ .‬قالت‪ :‬ومن ل يراك؟ِ قال‪:‬‬
‫ي إذا سمع باسمي‪ .‬وذكر‬ ‫ّ‬ ‫البخيل‪ .‬قالت‪ :‬ومن البخيل؟ِ قال‪ :‬الذي ل يصّلي عل‬
‫ه‪ ،‬فَأ َن ْط َقَ الله‬ ‫طاد َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ي قَد ِ ا ْ‬ ‫ه ظأ َب ْ ٌ‬‫معَ ُ‬ ‫جأل ً مّر بالّنبي وَ َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أبو نعيم في الحلية‪» :‬أ ّ‬
‫ً‬
‫ن لي أْولدا وأَنا‬ ‫ل الله‪ :‬إ ّ‬ ‫سو َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي‪ ،‬فَ َ‬ ‫ّ‬
‫يء الظب َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ذي أن ْط َقَ ك ُ ّ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أ ُْر‬
‫ضع أْولِدي‬ ‫ب فَأْر ِ‬ ‫حّتى أذ ْهَ َ‬ ‫خِليِني َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫مْر هاذا أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ع‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يا‬
‫َ‬ ‫جأ‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ّ‬
‫ُ ْ َِ ُ ُ‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كر ب َْين ي َد َي ْهِ‬ ‫ن ت ُذ ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م أع ُد ْ فَل َعَن َِني الله ك َ َ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ت‪ :‬إ ْ‬ ‫م ت َُعوِدي؟ِ َقال َ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬‫ل‪ :‬فَإ ِ ْ‬ ‫عود‪َ .‬قا َ‬ ‫وَأ ُ‬
‫ت‪ ،‬فَن َزِ َ‬ ‫ّ‬
‫مُنها فَذ َهََبت الظبي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صلي ع َلي ْك‪ .‬فَ َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫عاد َ ْ‬
‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫قها وَأَنا َ‬ ‫ي أطل ِ ْ‬ ‫ل الّنب ّ‬ ‫قا َ‬ ‫َفل ي ُ َ‬
‫جألِلي‬ ‫عّزِتي وَ َ‬ ‫ل‪ :‬وَ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫م وَي َ ُ‬ ‫سل َ‬ ‫َ‬
‫قرِئ ُك ال ّ‬ ‫مد ُ الله ي ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪َ :‬يا ُ‬ ‫م‪ ،‬وََقا َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ل ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫جأْبري ُ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ت الظب َْية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ما َرجأعَ ِ‬ ‫م إلي ْك ك َ‬ ‫ها وَأَنا أَرد ّهُ ْ‬ ‫ن هاذ ِهِ الظب ِي َةِ ب ِأْولد ِ َ‬ ‫م ْ‬‫مت ِك ِ‬ ‫م ب ِأ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫لَنا أْر َ‬
‫مة محمد وسلم تسليما‪ً.‬‬ ‫إليك«ِ الحمد لله الذي جأعلنا من أ ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬

‫) ‪(1/188‬‬

‫غب فيه‪ ،‬فينبغي‬‫ن إكثار الصلة على النبي مع السلم مطلوب مر ّ‬ ‫)تنبيه( إ ّ‬
‫ل على محمد وآله وسلم‬ ‫ل الصلة‪ ،‬وهو‪ :‬اللهم ص ّ‬‫الحرص عليه كل حين ولو بأق ّ‬
‫ول يسمع أحد بعظم فضلها ويتركها إل متهاون بالدين وتحسينها مطلوب أيضا‪ً:‬‬
‫ي فأحسنوا الصلة فإنكم ل‬ ‫لما روى ابن مسعود عن النبي ‪» :‬إذا صليتم عل ّ‬
‫ي«ِ الحديث‪ .‬والمراد بتحسينها أن يأتي الصلة‬ ‫ل ذلك يعرض عل ّ‬ ‫تدرون لع ّ‬
‫بأكملها وأفضلها‪ ،‬فمن أفضل الكيفيات الواردة في الصلة على النبي وأجأمعها‬
‫ل‬‫الكيفية التي استنبطها‪ ،‬وجأمعها شيخنا ابن حجر نفعنا الله به وهي‪ :‬اللهم ص ّ‬
‫على محمد عبدك ورسولك النبي المي‪ ،‬وعلى آل محمد وأزواجأه أمهات‬
‫المؤمنين وذريته‪ ،‬وأهل بيته‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في‬
‫العالمين إنك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد عبدك ورسولك النبي المي‪،‬‬
‫وعلى آل محمد وأزواجأه أمهات المؤمنين‪ ،‬وذّريته وأهل بيته‪ ،‬كما باركت على‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‪ ،‬وكما يليق بعظيم‬
‫ب وترضى له دائما ً أبدا ً عدد معلوماتك‪.‬‬ ‫شرفه وكماله ورضاك عنه‪ ،‬وما تح ّ‬
‫ومداد كلماتك ورضاء نفسك‪ ،‬وزنة عرشك أفضل صلة وأكملها وأتمها كلما‬
‫ذكرك‪ ،‬وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون‪ ،‬وسلم تسليما ً كذلك‬
‫ن هذه الكيفية قد جأمعت الوارد في معظم كيفيات‬ ‫وعلينا معهم‪ .‬وقال شيخنا إ ّ‬
‫التشهد التي هي أفضل الكيفيات‪ ،‬وسائر ما استنبطه العلماء من الكيفيات‬
‫وزادت بزيادة بليغة فلتكن هي الفضل على الطلقا‪ ،‬وقال العلمة الحافظ‬
‫ن جأميع الذكار ل تفيد ول تقبل إل مع حضور القلب إل الصلة‬ ‫الشرجأي وغيره‪ :‬إ ّ‬
‫على النبي ‪ ،‬فإنها تقبل مع عدم حضور القلب‪.‬وقال الشيخ الكبير قطب الدوائر‬
‫أبو الحسن البكري رضي الله عنه‪ :‬ينبغي للمرء أن ل تنقص صلته على رسول‬
‫ل الصلة‪ ،‬وقال أبو طالب المكي‬ ‫الله عن الخمسمائة في كل يوم وليلة ولو بأق ّ‬
‫في قوت القلوب‪ :‬ينبغي أن ل ينقص صلته عليه من الثلثمائة‪.‬‬

‫) ‪(1/189‬‬

‫وحكي أن رجأل ً حج وكان يكثر الصلة على النبي في مواقف الحج‬


‫م تشتغل بالدعاء المأثور؟ِ فاعتذر بأنه خرج للحج هو‬
‫مل ْ‬ ‫وأعماله‪،‬فقيل له‪ :‬ل َ‬
‫ووالده‪ ،‬فمات والده بالبصرة‪ ،‬فكشف عن وجأهه‪ ،‬فإذا هو صورة حمار فحزن‬
‫حزنا ً شديدًا‪ ،‬ثم أخذته سنة فرآه ‪ ،‬وتعلق به وأقسم ليخبرنه بقصة والده‪.‬‬
‫ي‬
‫فقال‪ :‬إنه كان يأكل الربا وآكله يقع له ذلك دنيا وأخرى‪ ،‬ولكنه كان يصلي عل ّ‬
‫كل ليلة عند نومه مائة مرة‪ ،‬فلما عرض له ذلك أخبرني به الملك الذي يعرض‬
‫ي أعمال أمتي‪ ،‬فسألت الله فشفعني فيه فاستيقظ فرأى وجأه والده كالبدر‪،‬‬ ‫عل ّ‬
‫ً‬
‫ثم لما دفنه سمع هاتفا يقول له‪ :‬سبب العناية التي حفت والدك الصلة‬
‫والسلم على رسول الله فآليت أن ل أتركها على أيّ حال كنت في أي مكان‬
‫كنت‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬
‫وحكي أيضًا‪ :‬أنه توفي تاجأر عن مال وابنين وثلث شعرات من شعره فاقتسما‬
‫المال نصفين وشعرتين‪ ،‬وبقيت واحدة‪ ،‬فطلب الكبر قطعها نصفين فأبى‬
‫الصغر إجألل ً له ‪ .‬فقال له الكبر‪ :‬أتأخذ الثلث بحظك من المال؟ِ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ثم جأعل الثلث في جأيبه وصار يخرجأها ويشاهدها ويصلي على النبي ‪ ،‬فعن‬
‫قريب كثر ماله وفنى مال الكبر‪ .‬ولما توفي الصغير رآه بعض الصالحين‪ ،‬ورأى‬
‫النبي ‪ .‬فقال له قل للناس من كانت له إلى الله حاجأة‪ ،‬فليأت قبر فلن هذا‬
‫ويسأل الله قضاء حاجأته‪ ،‬فكان الناس يقصدون قبره حتى بلغ إلى أن كان ك ّ‬
‫ل‬
‫من مّر على قبره راكبا ً ينزل ويمشي راجألً‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪162 :‬‬
‫خاتمة‪ :‬في ذكر منامات‬

‫) ‪(1/190‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫رأى الشبلي رحمه الله في المنام جأارا ً له فقال‪ :‬مّرت بي أهوال عظيمة‪،‬‬
‫ي‪ ،‬ألم أمت‬ ‫ي عند السؤال‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬من أين أتى عل ّ‬ ‫وذلك أنه أرتج عل ّ‬
‫م بي‬‫على السلم فنوديت‪ :‬هذه عقوبة إهمالك لسانك في الدنيا؟ِ فلما ه ّ‬
‫الملكان حال بيني وبينهما رجأل جأميل طيب الرائحة‪ ،‬فذكرني حجتي فذكرتها‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬من أنت يرحمك الله؟ِ قال أنا شخص خلقت لكثرة صلتك على النبي‬
‫‪ ،‬وأمرت أن أنصرك في كل كرب‪ .‬ورأت امرأة ولدها بعد موته يعذب‪ ،‬فحزنت‬
‫لذلك وبكت ثم رأته بعد ذلك وهو في النور والرحمة فسألته عن ذلك‪ .‬فقال‪:‬‬
‫مّر رجأل بالمقبرة فصلى على النبي ‪ ،‬وأهدى ثوابها للموات فحصل نصيبي‬
‫المغفرة‪ ،‬ورأى رجأل من أهل شيراز أبا العباس أحمد بن منصور عليه حلة‪،‬‬
‫وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر‪ .‬فقال له‪ :‬ما فعل الله بك فقال؛ غفر لي‬
‫وجأني وأدخلني الجنة‪ ،‬فقال له‪ :‬بماذا؟ِ قال‪ :‬بكثرة صلتي على‬ ‫وأكرمني وت ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رسول الله وكان بعض الصالحين جأعل على نفسه عددا معلوما يصلي على‬
‫النبي عند النوم‪ .‬فأخذته عيناه ليلة‪ ،‬فرأى النبي داخل ً عليه فامتل بيته نورًا‪.‬‬
‫ي أقبله‪ ،‬قال فاستحييت فأدرت له‬ ‫فقال له‪ :‬هات هذا الفم الذي يكثر الصلة عل ّ‬
‫دي فقبله‪ ،‬فانتبهت فإذا البيت يفوح مسكا ً من رائحته ‪ ،‬وبقيت رائحة المسك‬ ‫خ ّ‬
‫دي نحو ثمانية أيام‪ .‬ورأى بعض الصالحين أبا حفص الكاغدي‪.‬‬ ‫من قبلته في خ ّ‬
‫فقال‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ قال‪ :‬رحمني وغفر لي وأدخلني الجنة‪ ،‬فقيل له‪ :‬بماذا؟ِ‬
‫قال‪ :‬لما وقفت بين يديه أمر الملئكة فحسبوا ذنوبي وصلتي على النبي‬
‫فوجأدوها أكثر‪ ،‬فقال لهم المولى جأّلت قدرته‪ :‬حسبكم يا ملئكتي ل تحاسبوه‬
‫واذهبوا به إلى جأنتي‪ .‬اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب بحق الشفيع العاقب عدد‬
‫ما ذكره الذاكرون‪ ،‬وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون وسلم كذلك‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪171 :‬‬

‫) ‪(1/191‬‬

‫باب الشرك الصغر وهو الرياء‬

‫ك‬‫شرِ ْ‬ ‫صاِلحا ً َول ي ُ ْ‬ ‫مل ً َ‬ ‫قاَء َرّبه فليعمل ع َ َ‬ ‫جأو ل ِ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬فَ َ‬
‫حدًا{ )سورة الكهف‪ (110 :‬أي ل يرائي بعمله‪ .‬وأخرج أحمد عن‬ ‫َ‬
‫ب ِعَِبادة رّبه أ َ‬
‫ل الله‬ ‫صَغر وَهُوَ الرياُء‪ ،‬يقو ُ‬ ‫شْرك َ ال ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ف ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫ما أ َ َ‬‫ف َ‬ ‫خو َ َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫م اذ ْهَُبوا إلى ال ِ‬ ‫مال ِهِ ْ‬ ‫ً‬
‫خْيرا ب ِأع ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫جأَزى الله الّنا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مرائين إ َ‬ ‫مةِ ل ِل ْ ُ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ِفي الد ّْنيا ان ْظروا هَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫خو َ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جأَزاًء«ِ وابن حبان‪» :‬إ ّ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْد َهُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل تَ ِ‬ ‫ت َُراؤو َ‬
‫مرا ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫مسا َول قَ َ‬ ‫ش ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ل ت َعْب ِ ُ‬ ‫ت أُقو ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ما إني ل ْ‬ ‫شَراك ِبالله‪ ،‬أ َ‬ ‫مِتي ال ْ‬ ‫ف على أ ّ‬ ‫خا ُ‬
‫ن أد َْنى الّرياِء‬ ‫ة«ِ والطبراني‪» :‬إ ّ‬ ‫في ّ ً‬‫خ ِ‬ ‫شهْوَة ً َ‬ ‫ن َأعمال ً ل ِغَي ْرِ الله وَ َ‬ ‫َول وَثنًا‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬
‫فَياء‪ :‬أي المبالغون في ستر عبادتهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شر ٌ َ‬
‫خ ِ‬ ‫قَياء ال ْ‬ ‫ب العَِبيد إلى الله الت ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ك وَأ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫وتنزيهها عن شوائب العراض الفانية‪ ،‬والخلقا الدنية الذين إذا غابوا لم‬
‫يفتقدوا‪ ،‬وإذا شهدوا‪ :‬أي حضروا لم يعرفوا أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم«ِ‬
‫ح‬
‫مَراء«ِ والديلمي‪ِ» :‬ري ُ‬ ‫ل ُ‬ ‫ة ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫جن ّ َ‬‫م ال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن الله َ‬ ‫وأبو نعيم والديلمي‪» :‬إ ّ‬
‫ة«ِ‬‫ِ َ ِ‬‫ر‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ّْ َِ َ ِ‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫نيا‬‫د‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫دها‬ ‫ج‬
‫َ ِ ُ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫عام‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫مسما‬ ‫مسيَرةِ َ ْ‬
‫خ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأد ُ ِ‬ ‫جن ّةِ ُيو َ‬ ‫ال َ‬
‫ل ي َوِم ٍء‬ ‫ك الواِدي ِفي ك ُ ّ‬ ‫ن ذال ِ َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫ست َِعيذ ُ جأهَن ّ ُ‬ ‫جأهَن ّم ِ َواِديا ً ت َ ْ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫والطبراني‪» :‬إ ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ب الله ت ََعاَلى‪،‬‬ ‫ك الوادي للمرائين م ُ‬ ‫مّرةِ أ ُ ِ‬ ‫َ‬
‫مل ك َِتا ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫مد ٍء ل ِ َ‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫مةِ ُ‬‫نأ ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫عد ّ ذال ِ َ َ ِ‬ ‫أْرب َْعمائ َةِ َ‬
‫ه«ِ وهو‬ ‫ل غ َي ْرِ الل ّ ِ‬ ‫سبي ِ‬ ‫ج ِفي َ‬ ‫خارِ ِ‬‫حاج‪ ،‬وَل ِل ْ َ‬ ‫ت الله وَل ِل ْ َ‬‫ذا ِ‬ ‫قا في غ َي ْرِ َ‬ ‫صد ّ ِ‬‫مت َ َ‬ ‫وَل ِل ْ ُ‬
‫خُلوا‪ ،‬فَت ِل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ث يَ ْ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫ها َ‬ ‫ساَء َ‬ ‫مأ َ‬ ‫س ثُ ّ‬
‫ث ي ََراه ُ الّنا ُ‬ ‫حي ْ ُ‬‫صلة َ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫والبيهقي‪َ » :‬‬
‫جوع‪،‬‬‫مهِ إل ال ُ‬ ‫صيا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫سل ُ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ب صائ ِم ِ لي ْ َ‬ ‫ه«ِ وابن ماجأه‪ُ» :‬ر ّ‬ ‫ن ِبها َرب ّ ُ‬ ‫ست ََها َ‬
‫ةا ْ‬ ‫ست َِهان َ ٌ‬‫ا ْ‬

‫) ‪(1/192‬‬

‫ة‬
‫طاع َ َ‬ ‫طوا َ‬ ‫خل ِ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سهَُر«ِ والديلمي‪» :‬إّياك ُ ْ‬ ‫مهِ إل ال ّ‬ ‫ن قَِيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ب َقائ ِم ٍء ل َي ْ َ‬ ‫وَُر ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م«ِ ومسلم‪ :‬قال الله تعالى‪» :‬أَنا أغَنى‬ ‫مالك ْ‬ ‫ب ث ََناِء العَِباد ِ فتحبط أع ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫الله ب ِ ُ‬
‫شرِكه«ِ‬ ‫َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ‬
‫ري ت ََركت ُ ُ‬ ‫مِعي غي ْ ِ‬ ‫شَرك ِفيهِ َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫كم ْ‬ ‫شْر ِ‬ ‫شَركاء ع َ ِ‬
‫َ‬
‫دي اللهِ ت ََعالى‬ ‫ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ب ب َي ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫مةٍء ت ُن ْ َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ٍء‬ ‫ص ُ‬ ‫مةِ أَتى ب ِ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذا كا َ‬ ‫َ‬ ‫وسمويه »إ َ‬
‫َ‬
‫ما َرأي َْنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫عّزت ِك َ‬ ‫ملئ ِكة وَ ِ‬ ‫قول ال َ‬ ‫قوا هاذا‪ ،‬فت ُ‬ ‫ه‪ :‬اقب َلوا هاذا وَأل ُ‬ ‫ملئ ِكت ِ ِ‬ ‫ل الله ل ِ َ‬
‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫خْيرًا‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫م إل ّ ما اب ْت ََغى ب ِهِ‬ ‫ل الي َوْ َ‬ ‫ري‪َ ،‬ول أقْب َ ُ‬ ‫ن ل ِغَي ْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م لك ِ ْ‬ ‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ِفيَها إل َ‬
‫َ‬
‫جأ ٌ‬
‫ل‬ ‫مةِ َر ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ضي ع َل َي ْهِ ي َوْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫ل الّنا ِ‬ ‫ن أوّ َ‬ ‫جأِهي«ِ وأحمد ومسلم‪» :‬إ ّ‬ ‫وَ ْ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ت ِفيها؟ِ َقا َ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ل‪ :‬فَ َ‬ ‫ه فعرفها‪َ .‬قا َ‬ ‫مت َ ُ‬ ‫ه‪ :‬أي الله ن ِعْ َ‬ ‫شهَد َ فَأَتى ب ِهِ َفعّرفَ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ريٌء‪ :‬أي‬ ‫جأ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ت ل ِي ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ك َقات َل َ‬ ‫َ‬
‫ت وَلك ِن ّ َ‬ ‫ل‪ :‬ك َذ َب ْ َ‬ ‫ت‪َ .‬قا َ‬ ‫شهِد ْ ُ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫حّتى ا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ْ‬
‫َقات َل ُ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫جأل ت َعَل َ‬ ‫قي ِفي الّناِر‪ ،‬وََر ُ‬ ‫حّتى أل ِ‬ ‫جأهِهِ َ‬ ‫ب ع َلى وَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫س ِ‬ ‫مَر ب ِهِ فَ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫قد ْ ِقي َ‬ ‫ع‪ ،‬فَ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ش َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫مل َ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ل‪ :‬فَ َ‬ ‫مت َهِ فَعََرفََها‪َ .‬قا َ‬ ‫ه ن ِعْ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَعَّرفَ ُ‬ ‫ن فَأَتى ب ِ ِ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ه وَقََرأ ال ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م‪ ،‬وَع َل َ‬ ‫العِل َ‬
‫ت‪ ،‬وَلك ِن ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ .‬قا َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ك‬ ‫ل‪ :‬كذ َب ْ َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫ه وَقََرأ ُ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫م وَع َل ْ‬ ‫ت العِل َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل‪ :‬ت َعَل ْ‬ ‫ِفيها؟ِ َقا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫مَر ب ِهِ‬ ‫مأ َ‬ ‫قد ْ قيل‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫قال هُوَ َقاِرىٌء فَ َ‬ ‫قْرآن ل ِي ُ َ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫م وَقََرأ َ‬ ‫عال ِ ٌ‬ ‫قال هُوَ َ‬ ‫ت ل ِي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت َعَل ّ ْ‬
‫ه‪َ ،‬وأع ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫طاه ُ ِ‬ ‫سعَ الله ع َل َي ْ ِ‬ ‫ل وَ ّ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ي ِفي الّنار‪ ،‬وََر ُ‬ ‫ق َ‬ ‫حّتى أل ْ ِ‬ ‫جأهِهِ َ‬ ‫حب ع ََلى وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫ما‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ت؟ِ َقا َ‬ ‫مل َ‬ ‫ْ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫ه فَعََرَفها‪َ .‬قال‪ :‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ن ِعَ َ‬ ‫ه َفأَتى ب ِهِ فَعَّرفَ ُ‬ ‫ّ‬
‫ل كل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ف ال َ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي ُْنفقَ ِفيَها لك‪ ،‬قا َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل تُ ِ‬ ‫سبي ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت ََرك ُ‬

‫) ‪(1/193‬‬

‫ل‪ ،‬ث ُ َ‬
‫جأهِهِ‬ ‫حب ع ََلى وَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫مَر ب ِهِ فَي ُ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫ّ‬ ‫قد ْ ِقي َ‬ ‫واد ٌ فَ َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ل هُوَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ل ِي ُ َ‬ ‫ك فَعَل ْ َ‬ ‫ت‪َ ،‬ولك ِن ّ َ‬ ‫ك َذ َب ْ َ‬
‫ثُ ُ‬
‫جن ّةِ‬‫مةِ إلى ال َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫ٍء‬ ‫مُر ب َِنا‬ ‫ي ِفي الّناِر«ِ والطبراني والبيهقي‪» :‬ي ُؤ ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م أل ْ ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أع َد ّ الله‬ ‫صوِرها‪ ،‬وإلى َ‬ ‫حَها وَن َظُروا إلى قُ ُ‬ ‫قوا ِري َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ست َن ْ َ‬ ‫من َْها َوا ْ‬ ‫ذا د ََنوا ِ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫َ‬
‫ما ي َْرجأعُ‬ ‫سَرةٍء َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫جأُعو َ‬ ‫م ِفيَها‪ ،‬فَي َْر ِ‬ ‫ب لهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫صي َ‬ ‫م ع َن َْها ل ن َ ِ‬ ‫صرُِفوهُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫لهْل َِها ِفيها أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ما أَري ْت ََنا ِ‬ ‫رينا َ‬ ‫ن تَ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ‬
‫خلت ََنا الّناَر قب ْ َ‬ ‫ن َرب َّنا لوْ أد ْ َ‬ ‫قولو َ‬ ‫َ‬
‫مْثلها‪ ،‬في َ ُ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫خُرو َ‬ ‫ن وال َ‬ ‫الوُّلو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قَياُء‬ ‫ش ِ‬ ‫م َيا أ ْ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ك أَرد ْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن أهْوَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ت ِفيها لوْل َِيائ ِ َ‬ ‫ما أع ْد َد ْ َ‬ ‫ك‪ ،‬وَ َ‬ ‫واب ِ َ‬ ‫ثَ َ‬
‫ن‬
‫خبِتي َ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫قيت ُ ُ‬ ‫س لَ َ‬ ‫م الّنا َ‬ ‫قيت ُ ُ‬‫ذا ل َ َ‬ ‫م‪َ ،‬وإ َ‬ ‫َ‬
‫موِني بالعَظائ ِ ِ‬ ‫م َباَرْزت ُ‬ ‫خل َوْت ُ ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫س وََلم‬ ‫َ‬
‫م الّنا َ‬ ‫م ه ِب ْت ُ ُ‬ ‫ن قُُلوب ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫طوِني ِ‬ ‫ما ت َعْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خل َ‬ ‫م ِ‬ ‫مال ِك ُ ْ‬ ‫س ب ِأع ْ َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫ت َُراؤو َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ي َفالي َوْ َ‬ ‫كوا ل ِ َ‬ ‫م ت َت ْرِ ُ‬ ‫س‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫م ِللّنا ِ‬ ‫جّلوِني وَت ََرك ْت ُ ْ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫س وَل َ ْ‬ ‫جأل َل ُْتم الَنا َ‬ ‫تَهاُبوِني‪ ،‬وَأ ْ‬
‫َ‬ ‫أ ُِذي ُ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ل َر ُ‬ ‫جأ ٌ‬‫ل َر ُ‬ ‫سأ َ‬ ‫ب«ِ وروى الذهبي‪َ » :‬‬ ‫ن الّثوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُ ْ‬ ‫حّر ْ‬ ‫ما َ‬ ‫مع َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا َ‬ ‫م العَ َ‬ ‫قك ُ ُ‬
‫ل‪:‬‬‫خاِدع الله؟ِ َقا َ‬ ‫ف نُ َ‬ ‫ل‪ :‬وَك َي ْ َ‬ ‫خاد ِِع الله‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ل تُ َ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫غدًا؟ِ َقا َ‬ ‫جاة ُ َ‬ ‫ما الن ّ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫الله فَ َ‬
‫ُ‬ ‫مَر َ‬ ‫َ‬
‫جأهِ الله«ِ فاتقوا الرياء فإنه‬ ‫ريد ُ ب ِهِ غ َي َْر وَ ْ‬ ‫سوله وَت ُ ِ‬ ‫ك الله وََر ُ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ت َعْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫الشرك بالله‪ ،‬وأن المرائي ينادى عليه يوم القيامة على رؤوس الخلئق بأربعة‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أسماء‪ :‬يا كافر يا فاجأر يا غادر يا حاضر ض ّ‬
‫ل عملك وبطل أجأرك‪ ،‬فل خلقا لك‬
‫اليوم‪ ،‬فالتمس أجأرك ممن تعمل له يا مخادع‪.‬‬
‫)‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪172 :‬‬

‫) ‪(1/194‬‬

‫تنبيهان‪ :‬أحدهما( أن الرياء المذموم إرادة العامل بعبادته غير وجأه الله تعالى‬
‫كأن يقصد إطلع الناس على عبادته حتى يحصل له نحو مال أو ثناء‪ ،‬وقد اختلف‬
‫حجة السلم الغزالي وسلطان العلماء عّز الدين بن عبد السلم فيمن قصد‬
‫بعمله الرياء والعبادة‪ .‬فقال الغزالي‪ .‬إن غلب باعث للدنيا فل ثواب له‪ ،‬أو‬
‫باعث الخرة فالثواب له‪ ،‬وإن تساويا تساقطا فل ثواب أيضًا‪ .‬وقال ابن عبد‬
‫السلم ل ثواب مطلقًا‪ ،‬ورجأحه الزركشي للخبار الصحيحة كخبر »من عمل‬
‫عمل ً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه هو للذي أشرك«ِ‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬إن العبد إذا عقد عبادته على الخلص ثم ورد عليه وارد الرياء‪ ،‬فإن‬
‫كان بعد تمام العمل لم يؤثر فيه‪ ،‬لنه تم على الخلص‪ ،‬فإن تكلف إظأهاره‬
‫دث به قصدا ً للرياء‪ .‬قال الغزالي فهذا مخوف‪ ،‬وفي الثار والخبار ما يدل‬ ‫والتح ّ‬
‫على أنه يحبط العمل‪ .‬ثم قال القيس أنه مثاب على عمله الذي انقضى‬
‫ومعاقب على مراآته بطاعة الله ولو بعد فراغه منها‪.‬‬
‫وحكي أن رجأل ً أضاف سفيان الثوري وأصحابه‪ ،‬فقال لهله‪ :‬هاتوا الطبق ل‬
‫ت به في الحجة الولى‪ ،‬بل في الثانية‪ .‬فقال سفيان الثوري‪ :‬هو‬ ‫الذي أتي ُ‬
‫مسكين أفسد بهذا حجتيه‪ ،‬عافانا الله من الرياء‪ .‬وورد أنه قال لبي بكر رضي‬
‫ب‬ ‫ذا فَعَل ْت َ ُ‬
‫ه أذ ْهَ َ‬ ‫يٍءء إ َ‬‫ش ْ‬‫ك ع ََلى َ‬ ‫دل َ‬
‫ل َوسأ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن د َِبيب الن ّ ْ‬ ‫م ْ‬‫فى ِ‬ ‫ك أَ ْ‬
‫خ َ‬ ‫شْر ُ‬‫الله عنه‪» :‬ال ّ‬
‫ك‪ ،‬وأناَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الله ع َن ْ َ‬
‫َ َ‬ ‫شرِك ب ِ‬ ‫عوذ ُ ب ِك أ ْ‬
‫م إّني أ ُ‬‫قول‪ :‬اللهُ ّ‬ ‫شْرك وَك َِباَره ُ ت َ ُ‬ ‫صَغاَر ال ّ‬‫ك ِ‬
‫قوَلها َثل َ‬ ‫َ‬
‫ت«ِ وسئل بعض الئمة من‬ ‫مّرا ِ‬‫ث َ‬ ‫ما ل أع ْل َ ُ‬
‫م تَ ُ‬ ‫فر َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬‫م َوأ ْ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫المخلص؟ِ فقال‪ :‬الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته‪ ،‬وسئل آخر ما غاية‬
‫ب محمدة الناس‪.‬‬ ‫الخلص؟ِ قال‪ :‬أن ل تح ّ‬

‫) ‪(1/195‬‬

‫وحكى الشيخ شرف الدين يوسف في مختصر الحياء أن من أخلص لله في‬
‫العمل‪ ،‬وإن لم ينوِ ظأهرت آثار بركته عليه‪ ،‬وعلى عقبه إلى يوم القيامة كما‬
‫قيل لما أهبط آدم عليه السلم إلى الرض جأاءته وحوش الفلة تسلم عليه‬
‫ن‬
‫وتزوره‪ ،‬فكان لكل جأنس بما يليق به‪ ،‬فجاءت طائفة من الظباء‪ ،‬فدعا له ّ‬
‫ن نوافج المسك‪ ،‬فلما رأى بواقيها ذلك قالوا‬
‫ن فظهر فيه ّ‬ ‫ومسح على ظأهوره ّ‬
‫من أين هذا لكن؟ِ فقلن‪ :‬زرنا صفي الله آدم فدعا لنا‪ ،‬ومسح على ظأهورنا‪،‬‬
‫ن من ذلك‬ ‫ن فلم يظهر له ّ‬
‫ن ومسح على ظأهوره ّ‬ ‫فمضى الباقي إليه فدعا له ّ‬
‫ً‬
‫شيء؛ فقالوا‪ :‬قد فعلنا كما فعلتم فلم نر شيئا مما حصل لكم فقالوا أنتم كان‬
‫عملكم لتنالوا كما نال إخوانكم‪ ،‬وأولئك كان عملهم من غير شوب‪ ،‬فظهر ذلك‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫في نسلهم وعقبهم إلى يوم القيامة‪ .‬اللهم ارزقنا الخلص واجأعلنا من‬
‫المخلصين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪172 :‬‬

‫) ‪(1/196‬‬

‫باب الكبر والعجب‬

‫ض َول‬ ‫دو َ ُ ً‬ ‫جعَُلها ل ِل ّ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬ت ِل ْ َ‬


‫ن ع ُلوّا في الْر ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫ن ل يُ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫خَرة ُ ن َ ْ‬ ‫داُر ال ِ‬ ‫ك ال ّ‬
‫ن{ )سورة القصص‪ (83 :‬قال أبو حيان‪ :‬علق الله‬ ‫مّتقي َ‬ ‫سادا ً َوالَعاقبة ل ِل ْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫حصول الدار الخرة على مجّرد عدم إرادة العلوّ فكيف بمن باشر؟ِ وقال ول‬
‫فسادا ً بذكر ل ليدل على أن كل ً منهما مقصود ل مجموعهما‪ .‬وعن علي كّرم‬
‫الله وجأهه‪ :‬إن الرجأل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجأود من شراك نعل صاحبه‪،‬‬
‫فيدخل تحتها‪ .‬وعن الفضيل أنه قرأها‪،‬ثم قال‪ :‬ذهبت الماني وعن عمر بن عبد‬
‫ددها حتى قبض‪ .‬وأخرج مسلم وأبو داود عن رسول الله ‪» :‬ل‬ ‫العزيز أنه كان ير ّ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬ول ي َد ْ ُ‬ ‫ن إيما ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خرد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ذ َّرةِ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ِفي قَلب ِهِ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الّناَر َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م والك ِب ُْر فَإ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫ر«ِ وابن عساكر‪» :‬إّياك ُ ْ‬ ‫ن ك ِب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫خْرد ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حب ّةٍء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا ُ‬ ‫حد ٌ ِفي قَلب ِهِ ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫سل ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ص َفإ ّ‬ ‫حْر َ‬ ‫م َوال ِ‬ ‫م وَإ ِّياك ُ ْ‬ ‫جد َ لد َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ن ل يَ ْ‬ ‫ه ع ََلى الك ِب ْرِ أ ْ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س َ‬ ‫إب ِْلي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م إّنما قَت َ َ‬
‫ل‬ ‫ن اب َْني آد َ َ‬ ‫سد فَإ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫م َوال َ‬ ‫ُ‬
‫جَرةِ َوإَياك ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن أك َ‬ ‫َ‬ ‫ص ع َلى أ ْ‬ ‫حْر ُ‬ ‫ه ال ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫شُر‬ ‫ح َ‬ ‫ة«ِ والنسائي والترمذي‪» :‬ي ُ ْ‬ ‫طيئ َ ٍء‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫لك ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫سدا فَهُوَ أ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ه َ‬ ‫حب َ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫أ َ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م الذ ّ ّ‬ ‫شاهُ ُ‬ ‫جأال ي َغْ َ‬ ‫صوَرةِ الّر َ‬ ‫ل الد ّّر ِفي ُ‬ ‫مَثا َ‬ ‫مةِ أ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مت َك َب ُّرو َ‬ ‫ال ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قو َ‬ ‫س َ‬ ‫م َناُر الن َْيارِ ي ُ ْ‬ ‫مى ُبولس ي َْعلوهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫س ّ‬‫م يُ َ‬ ‫جن ِفي جأهَن ّ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ن إلى ِ‬ ‫ساُقو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫مكا ٍء‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل«ِ‬ ‫خَبا ِ‬ ‫طين َةِ ال ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قو َ‬ ‫س َ‬ ‫ل«ِ وفي رواية‪» :‬ي ُ ْ‬ ‫طين َةِ الخَبا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الّنارِ وَ ِ‬ ‫صاَرةِ أهْ ِ‬ ‫عُ َ‬
‫ُ‬
‫مل ِهِ‬‫مَراِئي ب ِعَ َ‬ ‫دين ِهِ ال ُ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫معْ َ‬ ‫مِتي ال ُ‬ ‫شَراُر أ ّ‬ ‫وهو عصارة أهل النار‪ .‬وأبو الشيخ‪ِ » :‬‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫شْر ٌ‬
‫صال ِ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍء‬ ‫ه ع َلى ع َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫مد َ ن َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك«ِ وأبو نعيم‪َ » :‬‬ ‫جت ِهِ الّرَياُء ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫الم َ‬
‫ه«ِ وقال رسول‬ ‫مل ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫ُ ُ َ َ ِ‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ض‬
‫قد ْ َ‬ ‫فَ َ‬

‫) ‪(1/197‬‬

‫م«ِ وقال رسول‬ ‫ن فَي ُغْل َقُ ع َل َي ْهِ ْ‬‫مت َك َب ُّرو َ‬


‫جَعل ِفيها ال ُ‬ ‫واِبيت ي ُ ْ‬
‫ن ِفي الّنارِ ت َ َ‬ ‫الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عد ٍء وَب َي ْ َ‬
‫ل قا ِ‬ ‫جأ ٍء‬
‫ل الّنار فلي َن ْظْر إلى َر ُ‬ ‫ن أهْ ِ‬‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫جأ ٍء‬
‫ن ي َن ْظَر إلى َر ُ‬ ‫ن أَراد َ أ ْ‬ ‫م ْ‬‫الله ‪َ » :‬‬
‫ً‬
‫م«ِ وقال أبو الدرداء‪» :‬ل يزال العبد يزداد من الله بعدا ما مشى‬ ‫م ِقيا ٌ‬ ‫ي َد َي ْهِ قَوْ ٌ‬
‫خلفه«ِ وقال سليمان بن داود عليهم الصلة والسلم يوما ً للجن والنس والطير‬
‫والبهائم‪» :‬اخرجأوا فخرج في مائتي ألف من النس ومائتي ألف من الجن‪،‬‬
‫فرفع حتى سمع زجأل الملئكة في السماوات‪ ،‬ثم خفض حتى مست قدماه‬
‫البحر فسمع صوتا ً لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسفت به‬
‫أبعد مما رفعته«ِ وسئل سليمان عليه السلم عن السيئة التي ل ينفع معها‬
‫حسنة‪ ،‬فقال‪ :‬الكبر وروي أن خليعا ً من بني إسرائيل جألس إلى عابد ينتفع به‪،‬‬
‫فأنف من مجالسته وطرده‪ ،‬فأوحى الله تعالى إلى نبيهم أنه غفر للخليع‪،‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل هيبة لله وخوفا ً منه فقد‬
‫وأحبط عمل العابد فالجاهل العاصي إذا تواضع وذ ّ‬
‫أطاع‪ ،‬فهو أطوع من العالم المتكبر والعابد المعجب وقال الغزالي‪ :‬كل من‬
‫رأى نفسه خيرا ً من أحد خلق الله فهو متكبر‪ .‬وقال حمدون من ظأن أن نفسه‬
‫خيرا ً من فرعون فقد أظأهر الكبر‪ .‬أعاذنا الله من الكبر وحمانا من العجب‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪176 :‬‬
‫خاتمةفي ذم الخيلء وفضل التواضع‬

‫) ‪(1/198‬‬

‫ف ب ِهِ‬ ‫س َ‬ ‫خ ِ‬ ‫خَيلِء‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫جّر إَزاَره ُ ِ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫أخرج البخاري‪» :‬ب َي ْن َ َ‬
‫سهِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ِفي ن َ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن ت َعَظ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة«ِ وأحمد‪َ » :‬‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫وم ال ِ‬ ‫ض إلى ي َ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫جل ْ َ‬ ‫فَهُوَ ي َت َ ْ‬
‫ل في الْر ِ‬
‫ن الله ل ي َن ْظ ُُر إَلى‬ ‫ن«ِ ومسلم‪» :‬إ ّ‬ ‫ضَبا ُ‬ ‫شي َت ِهِ َلقي الله وَهُوَ ع َل َي ْهِ غ َ ْ‬ ‫ل ِفي م ْ‬ ‫خَتا َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ن‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قي‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ك‬
‫ّ ِ ِ ْ ِ ْ ٍء‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫َ ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ن‬
‫َ ّ َ َ ْ‬‫م‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫خ‬
‫َ ْ ُ‬‫د‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫طر‬ ‫َ‬ ‫ن َ ُ ّ َ َ ُ َ‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫زا‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل«ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫مي‬ ‫جأ‬ ‫الله‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫سن‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ن‬ ‫كو‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫ال‬
‫َ َ‬ ‫ُ ِ ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ََْ ُ َ َ َ ً‬ ‫َ ُْ ُ َ َ‬ ‫ّ ُ ُ ِ ّ ْ َ‬
‫كم الله‬ ‫ضُعوا ي َْرفَعْ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ع‬
‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫إل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ال‬
‫ّ َ ُ ُ ُ ِ ُ َ ْ َ‬‫د‬ ‫زي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫»ال‬ ‫الدنيا‪:‬‬ ‫وأخرج ابن أبي‬
‫ة‪،‬‬‫مال إل ك َث َْر ً‬ ‫ة ل َتزيد ُ ال َ‬ ‫صد َقَ َ‬ ‫م الله‪َ ،‬وال ّ‬ ‫فوا ي ُعِّزك ُ ُ‬ ‫عّزا َفاع ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫زيد العَب ْد َ إل ِ‬ ‫فو ل ي ُ ِ‬ ‫َوالعَ ْ‬
‫س‬
‫ك اللَبا َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ت ََر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل«ِ والترمذي والحاكم‪َ » :‬‬ ‫جأ ّ‬ ‫م الله ع َّز وَ َ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫صد ُّقوا ي َْر َ‬ ‫فَت َ َ‬
‫ق‬ ‫مةِ ع َلى ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫خلئ ِ ِ‬ ‫س ال َ‬ ‫ؤو ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫عاه ُ الله ي َوْ َ‬ ‫قد ُِر ع َلي ْهِ د َ َ‬ ‫ضعا ل ِلهِ ت ََعالى‪ ،‬وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫وا ُ‬ ‫تَ َ‬
‫سها‪ .‬والبيهقي والخطيب‪» :‬الَباِدىُء‬ ‫ْ‬
‫شاَء ي َلب َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل الي ْ َ‬ ‫حل ِ‬‫َ‬ ‫ن أي ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حّتى ُيخي َّر ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ت َكوُنوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫كي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سوا ال َ‬ ‫جأال ِ ُ‬ ‫ضُعوا وَ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ن الك ِْبر«ِ وأبو نعيم‪» :‬ت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ريٌء ِ‬ ‫سلم ِ ب َ ِ‬ ‫ِبال ّ‬
‫َ‬
‫ضِع ل ِلهِ ت ََعالى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وا ُ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ر«ِ والطبراني‪» :‬إ ّ‬ ‫ن الكب ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جأوا ِ‬ ‫خر ُ‬ ‫ل الله وَت َ ْ‬ ‫ك َِبارِ أهْ ِ‬
‫ه‬ ‫ن أك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن َ‬
‫م ُ‬ ‫خاد ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ست َكب ََر َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫س«ِ والبيهقي‪َ » :‬‬ ‫جال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ال َ‬ ‫شَر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ضا ِبال ّ‬ ‫الر َ‬
‫حلب ََها«ِ وهو‪ :‬من حمل سلعته فقد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫شاة َ ف َ‬ ‫قا َواع ْت َ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫س َ‬ ‫مار ِبال ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫وَِرك َ‬
‫برىء من الكبر‪ .‬وقال عروة بن الزبير‪ :‬رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه‬
‫وعلى عاتقه قربة ماء فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين ل ينبغي لك هذا‪ ،‬فقال‪ :‬لما‬
‫أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة‪ ،‬فأحببت أن‬

‫) ‪(1/199‬‬

‫أكسرها‪ ،‬ومضى بالقربة إلى حجرة امرأة من النصار‪ ،‬فأفرغها في إنائها‪ ،‬ورئي‬
‫أبو هريرة وهو أمير المدينة على ظأهره حزمة حطب‪ ،‬وهو يقول طرقوا للمير‪،‬‬
‫وقيل لبي يزيد‪ :‬متى يكون الرجأل متواضعًا؟ِ فقال‪ :‬إذا لم ير لنفسه مقاما ً ول‬
‫حال ً ول يرى أن في الخلق من هو شّر منه‪ .‬وقال إبراهيم بن شيبان‪ :‬الشرف‬
‫في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪178 :‬‬
‫وحكى بعضهم‪ :‬رأيت عند الصفا رجأل ً راكبا ً بغلة وبين يديه غلمان يعنفون‬
‫الناس‪ ،‬ثم رأيته ببغداد حافيا ً حاسرا ً طويل الشعر فقلت له‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ‬
‫قال‪ :‬ترفعت في موضع يتواضع الناس فيه‪ ،‬فوضعني حيث يترفع الناس‪ ،‬اللهم‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ارزقنا التواضع وارفعنا به مكانا ً عليًا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪178 :‬‬

‫) ‪(1/200‬‬

‫باب الحقد والحسد‬


‫َ‬
‫ه{ )سورة‬ ‫ضل ِ ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م َْ‬ ‫م الله ِ‬ ‫ما آَتاهُ ُ‬ ‫س ع ََلى َ‬ ‫ن الّنا َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬‫ح ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬أ ْ‬
‫ت كَ َ‬
‫ما‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫سد ُ ي َأك ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫النساء‪ (54 :‬وأخرج ابن ماجأه عن رسول الله ‪» :‬ال َ‬
‫صب ُْر‬ ‫سد ُ ال ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫نك َ‬ ‫َ‬ ‫سد اليما َ‬ ‫ف ِ‬ ‫سد ُ ي ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ب«ِ والديلمي‪» :‬ال َ‬ ‫حط َ َ‬ ‫ل الّناُر ال َ‬ ‫ت َأ ْك ُ ُ‬
‫َ‬
‫ه«ِ‬‫من ْ ُ‬ ‫مةٍء َول ك ََهاَنة َول أَنا ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سد ِ َول ن َ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذو َ‬ ‫مّني ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ل«ِ والطبراني‪» :‬ل َي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫العَ َ‬
‫ما‬ ‫َ‬
‫د‪ ،‬فإ ِن ّهُ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي ال َ‬ ‫م الَبغ َ‬ ‫ن ب َِني آد َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قول اب ُْغوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫س يَ ُ‬ ‫ن إب ْل ِي ِ َ‬ ‫والحاكم والديلمي‪» :‬إ ّ‬
‫مم ِ قَْبلك ُْ‬ ‫شرك«ِ وأحمد والترمذي‪» :‬دب إل َيك ُم داُء ال ُ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ْ ْ َ‬ ‫عن ْد َ الله ال ّ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دل ِ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫مد ٍء‬‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫ر‪َ ،‬وال ّ ِ‬ ‫شعْ ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ق ُ‬ ‫حال ِ َ‬ ‫دين ل َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫حال ِ َ‬‫ة َ‬ ‫ق ُ‬ ‫حال ِ َ‬
‫ي ال َ‬ ‫ضاُء ه ِ َ‬ ‫سد َ َوالب َغْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ال َ‬
‫ذا‬‫يٍءء إ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حاّبوا أَفل أن ْب ِئ ُك ُ ْ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫مُنوا‪َ ،‬ول ت ُؤ ْ ِ‬ ‫حّتى ت ُؤ ْ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫دخُلوا ال َ‬ ‫ب ِي َد ِهِ ل ت َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن الله ي َطلعَ ع َلى‬ ‫م«ِ وأخرج البيهقي‪» :‬إ ّ‬ ‫م ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫سل َ‬ ‫شوا ال ّ‬ ‫م أفْ ُ‬ ‫حاب َب ْت ُ ْ‬
‫موه ُ ت َ َ‬ ‫فَعَل ْت ُ ُ‬
‫خر‬ ‫ن وَي ُؤ َ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست َْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن وَي َْر َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فُر ل ِل ْ ُ‬ ‫شعَْبان فََيغ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صف ِ‬ ‫ة الن ْ‬ ‫عَباد ِهِ ل َي ْل َ َ‬ ‫ِ‬
‫ه«ِ وابن زنجويه‪ :‬تعرض أعمال بني آدم على الله كل‬ ‫َ‬
‫م ع َلي ْ ِ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫َ‬
‫قد ِ ك َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫أ َهْ َ‬
‫يوم اثنين وخميس فيرحم الله المسترحمين ويغفر للمستغفرين‪ ،‬ثم يذر أهل‬
‫سوِء«ِ وعظ بعض‬ ‫صارِع َ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫قي َ‬ ‫ف يَ ِ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫الحقد بحقدهم‪ .‬وروي‪» :‬فِعْ ُ‬
‫الئمة بعض المراء فقال‪ :‬إياك والكبر فإنه أول ذنب عصى الله تعالى به‪ ،‬ثم‬
‫س{ )سورة البقرة‪34 :‬‬ ‫دوا إل ّ إب ِْلي َ‬ ‫ج ُ‬ ‫س َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫جدوا لد َ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ملئ ِك َةِ ا ْ‬ ‫قرأ‪َ} :‬وإذ قُل َْنا ل ِل ْ َ‬
‫وغيرها( وإياك والحرص‪ ،‬فإنه أخرج آدم من الجنة‪ ،‬أسكنه الله جأنة عرضها‬
‫ل منها إل شجرة واحدة نهاه الله عنها فمن حرصه‬ ‫السماوات والرض‪ ،‬وقال‪ :‬ك ْ‬
‫ميعًا{ )سورة طه‪:‬‬ ‫جأ ِ‬ ‫من َْها َ‬ ‫طا ِ‬ ‫أكل منها‪ ،‬فأخرجأه الله من الجنة ثم قرأ‪} :‬اهْب ِ َ‬
‫‪ (123‬الية‪ ،‬وإياك والحسد‬

‫) ‪(1/201‬‬

‫ل ع َل َي ْهِم ِ ن ََبأ اب َْني‬


‫فإنه حمل ابن آدم على أن قتل أخاه حين حسده ثم قرأ‪َ} :‬وات َ ْ‬
‫لم َ‬
‫ل‪ :‬لقُْتلن ّكَ‬ ‫خرِ قا َ‬‫َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫قب ّ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫دهما وَل َ ْ‬
‫م ي ُت َ َ‬ ‫ح ِ‬
‫نأ َ‬‫قب ّ َ ِ ْ‬‫حقّ إذ ْ قَّربا قَْربانا ً فَت ُ ُ‬ ‫م ِبال َ‬ ‫آد َ َ‬
‫ن{ )سورة المائدة‪ (27 :‬وقيل كان السبب في‬ ‫قي َ‬
‫مت ّ ِ‬‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫قب ّل الله ِ‬ ‫َقال‪ :‬إن ّ َ‬
‫ما ي َت َ َ‬ ‫َ‬
‫قتله له أن زوجأة المقتول هابيل كانت أجأمل من زوجأة القاتل قابيل‪ :‬فحسده‬
‫عليها حتى قتله‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪179 :‬‬

‫) ‪(1/202‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وحكي أن بعض الصلحاء كان يجلس بجانب ملك ينصحه‪ ،‬ويقول له‪ :‬أحسن إلى‬
‫المحسن بإحسانه‪ ،‬فإن المسيء ستكفيه إساءته فحسده على قربه من الملك‬
‫بعض الجهلة‪ ،‬وعمل الحيلة على قتله فسعى به للملك؛ فقال له إنه يزعم أنك‬
‫أبخر وأمارة ذلك أنك إذا قربت منه يضع يده على أنفه لئل يشم رائحة البخر‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬انصرف حتى أنظر‪ ،‬فخرج فدعا الرجأل لمنزله وأطعمه ثومًا‪ ،‬فخرج‬
‫الرجأل من عنده وجأاء للملك‪ ،‬وقال مثل قوله السابق‪ :‬أحسن إلى المحسن‬
‫إلى آخره كعادته فقال له الملك‪ :‬ادن مني فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة‬
‫أن يشم الملك منه ريح الثوم‪ ،‬فقال الملك في نفسه‪ :‬ما أرى فلنا ً إل قد‬
‫صدقا‪ .‬وكان الملك ل يكتب بخطه إل بجائزة أو صلة‪ ،‬فكتب له بخطه لبعض‬
‫عماله إذا أتاك صاحب كتابي هذا فاذبحه واسلخه‪ ،‬واحش جألده تبنا ً وابعث به‬
‫ي‪ ،‬فأخذ الكتاب‪ ،‬وخرج فلقيه الذي سعى به فقال‪ :‬ما هذا الكتاب؟ِ قال‪ :‬خط‬ ‫إل ّ‬
‫الملك لي بصلة فقال‪ :‬هبه لي فقال هو لك‪ ،‬فأخذه ومضى إلى العامل‪ :‬فقال‬
‫العامل في كتابك أن أذبحك وأسلخك قال‪ :‬إن الكتاب ليس هو لي الله الله في‬
‫أمري حتى أراجأع الملك‪ .‬قال‪ :‬ليس لكتاب الملك مراجأعة فذبحه وسلخه وحشا‬
‫جألده تبنًا‪ ،‬وبعث به ثم عاد الرجأل إلى الملك كعادته‪ ،‬وقال مثل قوله فعجب‬
‫الملك وقال‪ :‬ما فعل الكتاب؟ِ قال لقيني فلن واستوهبه مني فدفعته له‪ ،‬فقال‬
‫م وضعت‬ ‫الملك‪ :‬إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر قال‪ :‬ما قلت ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فل ِ َ‬
‫يدك على أنفك وفيك؟ِ قال‪ :‬أطعمني ثوما ً فكرهت أن تشمه‪ .‬قال‪ :‬صدقت‬
‫ارجأع إلى مكانك فقد لقي المسيىء إساءته‪ .‬فتأملوا رحمكم الله شؤم الحسد‬
‫وما جأّر إليه اللهم طّهر قلوبنا من الحسد والحقد‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪179 :‬‬

‫) ‪(1/203‬‬

‫وحكى أبو نعيم عن يحيى الجماني قال‪ :‬كنت في مجلس سفيان بن عيينة‪،‬‬
‫فاجأتمع عليه ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون‪ ،‬فالتفت في آخر مجلسه إلى‬
‫دث القوم حديث الحية‪ .‬فقال الرجأل‪:‬‬‫رجأل كان عن يمينه فقال‪ :‬قم ح ّ‬
‫أسندوني فأسندناه وسالت جأفون عينيه‪ .‬ثم قال‪ :‬أل فاسمعوا وعوا حدثني أبي‬
‫عن جأدي‪ :‬أن رجأل ً كان يعرف بمحمد بن حمير‪ ،‬وكان له ورع يصوم النهار‪،‬‬
‫ويقوم الليل‪ ،‬فخرج ذات يوم يتصيد إذ عرضت له حية فقالت‪ :‬يا محمد بن‬
‫دو قد ظألمني قال لها‬ ‫حمير أجأرني أجأارك الله‪ ،‬قال لها‪ :‬ممن؟ِ قالت‪ :‬من ع ّ‬
‫وأين عدوك‪ ،‬قالت له‪ :‬من ورائي؟ِ قال لها‪ :‬ومن أيّ أمة أنت؟ِ قالت‪ :‬من أمة‬
‫محمد ‪ .‬قال‪ :‬ففتحت ردائي وقلت‪ :‬ادخلي فيه‪ ،‬قالت‪ :‬يراني عدّوي فشلت‬
‫طمري‪ .‬فقلت‪ :‬ادخلي بين طمري وبطني‪ .‬قالت‪ :‬يراني عدّوي‪ ،‬فقلت لها‪ :‬فما‬
‫الذي أصنع بك؟ِ قالت‪ :‬إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب‬
‫ي بذلك‬ ‫فيه‪ .‬قلت‪ :‬أخشى أن تقتليني‪ .‬قالت‪ :‬ل والله ما أقتلك الله شاهد عل ّ‬
‫وملئكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سمواته إن أنا قتلتك‪ ،‬قال محمد بن‬
‫ي فانسابت فيه‪ ،‬ثم مضيت فعارضني رجأل من صمصامة‬ ‫حمير‪ :‬ففتحت ف ّ‬
‫فقال لي‪ :‬يا محمد‪ .‬قلت‪ :‬وما تشاء؟ِ قال‪ :‬عدّوي‪ .‬قلت‪ :‬ومن عدّوك؟ِ قال‪:‬‬
‫حية قلت‪ :‬اللهم ل واستغفرت ربي من قولي ل مائة مرة‪ ،‬ثم مضيت قليل ً‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ي وقالت‪ :‬انظر مضى هذا الدوّ فالتفت فلم أر أحدا ً‬ ‫فأخرجأت رأسها من ف ّ‬
‫قلت‪ :‬لم أر أحدا ً إن أردت أن تخرجأي فاخرجأي فقالت‪ :‬الن يا محمد اختر‬
‫واحدة من اثنتين‪ :‬إما أن أفتت كبدك‪ ،‬وإما أن أثقب فؤادك‪ ،‬فأدعك بل روح‬
‫ي واليمين الذي حلفت ما أسرع ما‬ ‫فقلت‪ :‬سبحان الله اين العهد الذي عهدت إل ّ‬
‫نسيتيه قالت‪ :‬يا محمد لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث‬
‫أخرجأته من الجنة على أي شيء أردت اصطناع المعروف مع غير أهله؟ِ قلت‪:‬‬
‫لها‪ :‬ول بد أن تقتليني‪ .‬قالت‪ :‬ل بد ّ من ذلك‪ .‬قلت‪ :‬فأمهليني حتى أسير إلى‬
‫تحت هذا الجبل‪ ،‬فأمهد لنفسي موضعًا‪ ،‬قالت‪ :‬شأنك قال محمد‪ :‬فمضيت‬

‫) ‪(1/204‬‬

‫أريد الجبل‪ ،‬وقد أيست من الحياة‪ ،‬فرفعت طرفي إلى السماء وقلت‪ :‬يا لطيف‬
‫يا لطيف الطف لي بلطفك الخفي‪ ،‬يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على‬
‫العرش‪ ،‬فلم يعرف العرش أين مستقرك منه إل كفيتني هذه الحية‪ ،‬ثم مضيت‬
‫ي البدن قال لي؟ِ سلم عليك فقلت‪ :‬عليك‬ ‫فعرضني رجأل طيب الرائحة نق ّ‬
‫السلم يا أخي‪ .‬قال‪ :‬ما لي أراك تغير لونك‪ .‬قلت‪ :‬من عدوّ قد ظألمني‪ .‬قال‪:‬‬
‫وأين عدّوك قلت في جأوفي‪ .‬قال لي‪ :‬افتح فاك‪ ،‬ففتحت فمي فوضع فيه مثل‬
‫ورقة زيتونة خضراء ثم قال؛ امضغ وابلع فمضغت وبلعت‪ ،‬فلم ألبث يسيرا ً إل‬
‫مغص بطني‪ ،‬ودارت في بطني فرميت بها من أسفل قطعة قطعة فتعلقت‬
‫ي بك فضحك؛ ثم قال‪ :‬أل تعرفني‬ ‫ن الله عل ّ‬
‫بالرجأل فقلت له‪ :‬من أنت الذي م ّ‬
‫قلت‪ :‬اللهم ل‪ .‬قال‪ :‬محمد بن حمير إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان‪،‬‬
‫ل فقال‪:‬‬ ‫ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملئكة السماوات السبع إلى الله عّز وجأ ّ‬
‫وعّزتي وجأللي رأيت بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي‪ ،‬وأمرني الله سبحانه‬
‫وتعالى بالنزول إليك‪ ،‬وأنا يقال لي المعروف مستقري في السماء الرابعة أن‬
‫انطلق إلى الجنة وخذ ورقة خضراء والحق بها عبدي محمد بن حمير يا محمد‬
‫عليك باصطناع المعروف‪ ،‬فإن صنع المعروف يقي مصارع السوء‪ ،‬وإنه وإن‬
‫ل‪.‬‬‫ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله عّز وجأ ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪179 :‬‬

‫) ‪(1/205‬‬

‫باب الغضب‬

‫ب‬‫ض َ‬ ‫ك والغَ َ‬ ‫ة إّيا َ‬ ‫مَعاوِي َ ُ‬ ‫أخرج البيهقي وابن عساكر عن رسول الله أنه قال‪َ» :‬يا ُ‬
‫سل«ِ والخرائطي‪» :‬إّياك ُ ْ‬
‫م‬ ‫صب ُْر العَ َ‬ ‫سد ُ ال ّ‬ ‫ف ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬‫ن كَ َ‬‫سد ُ اليما َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ب يُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ن الغَ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫ب‬‫ض ُ‬ ‫ن ت َغْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫م اذ ْك ُْرني ِ‬ ‫ن آد َ َ‬
‫ة«ِ وابن شاهين يقول الله‪» :‬اب ْ َ‬ ‫ق ُ‬
‫حال ِ َ‬‫ضاَء فَإ ِن َّها ال َ‬ ‫َوالب َغْ َ‬
‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َذ ْك ُْر َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن الغَ َ‬ ‫ق«ِ والحاكم‪» :‬إ ّ‬ ‫ح ُ‬‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ك ِفيم ُ‬ ‫ح ُ‬
‫م َ‬‫ب َول أ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ن أغ ْ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ك ِ‬
‫َ‬
‫ه َواْرب َد ّ‬ ‫ت ع َي ْن ُ ُ‬ ‫مّر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫با ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ذا غ َ ِ‬‫هإ َ‬
‫م أل ت ََرى أن َ ُ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬‫طأ َ‬ ‫ه الله ع ََلى نيا ِ‬ ‫ضعُ ُ‬ ‫م يَ َ‬ ‫جأهَن ّ َ‬
‫َنارِ َ‬
‫هُ‬ ‫َ‬
‫في غ َي ْظ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن ُ‬‫م ْ‬ ‫ب ل يسلكه إل َ‬ ‫ه«ِ والترمذي‪» :‬لل ِّنارِ َبا ٌ‬ ‫جأ ُ‬‫دا ُ‬‫ت أوْ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َوان ْت َ َ‬ ‫جأهُ ُ‬
‫وَ ْ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه«ِ وأحمد وأبو‬ ‫ه عَ َ‬
‫ذاب َ ُ‬ ‫ه د َفَعَ الله ع َن ْ ُ‬ ‫ضب َ ُ‬‫ن د َفَعَ غ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط الله«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫خ ِ‬ ‫س ْ‬
‫بِ ُ‬
‫ماءِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َوال ّ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫فأ ِبال َ‬ ‫ن الّناُر وَإ ِّنما ي ُط َ‬ ‫م َ‬
‫خل ِقَ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫شي ْطا ُ‬ ‫شي ْطا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض َ‬‫ن الغَ َ‬
‫داود‪» :‬إ ّ‬
‫ب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫مإ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الّنار َفإ َ‬
‫ض َ‬ ‫ذا غ ِ‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫ضأ«ِ والطبراني‪» :‬لوْ َيقول أ َ‬ ‫م فلي َت َوَ ّ‬ ‫حد ُك ْ‬‫بأ َ‬ ‫ض َ‬‫ذا غ ِ‬
‫ه«ِ وروي أن بعض الصحابة‬ ‫ه غ َي ْظ ُ ُ‬‫ب ع َن ْ ُ‬ ‫جأيم ِ ذ َهَ َ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ن ال ّ‬ ‫عوذ ُ ِبالله ِ‬
‫م َ‬ ‫أَ ُ‬
‫حمله الغضب على أن ارتد عن السلم ومات كافرًا‪ ،‬فتأمل شر الغضب وما‬
‫يحمل عليه والعياذ بالله‪ .‬وعن وهب بن منبه‪ :‬أن راهبا ً في صومعته أراد‬
‫الشيطان أن يضله فعجز عنه‪ ،‬فناداه ليفتح له‪ ،‬فسكت فقال‪ :‬إن ذهبت ندمت‬
‫فسكت فقال‪ :‬أنا المسيح فأجأابه وقال‪ :‬إن كنت المسيح فما أصنع بك ألست‬
‫قد أمرتنا بالعبادة والجأتهاد‪ ،‬ووعدتنا القيامة فلو جأئتنا اليوم بغير ذلك لم نقبله‬
‫منك‪ ،‬فأخبره أنه شيطان جأاء ليضله‪ ،‬فلم يستطع ثم قال له‪ :‬سلني عما شئت‬
‫أخبرك قال‪ :‬ما أريد أن أسألك عن شيء فولى الشيطان مدبرا ً فقال له‬
‫الراهب‪ :‬أل تسمع؟ِ قال‪ :‬بلى قال‪ :‬أخبرني أي أخلقا بني آدم أعون لك عليهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬الحدة إن الرجأل إذا كان حديدا ً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة‪ .‬أعاذنا‬
‫الله من شر الشيطان وشركه‪.‬‬

‫) ‪(1/206‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪184 :‬‬


‫خاتمة‪ :‬في فضل كظم الغيظ والعفو‬
‫ملء الله‬ ‫فاذ ِهِ َ‬ ‫على إن ْ َ‬ ‫در َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م غ َي ْظا وَهُوَ ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ك َظ َ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرج أبو داود وابن أبي الدنيا‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‪ .‬وابن‬ ‫ب فَ َ‬
‫حل ِ َ‬ ‫غض َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ة الله ع َلى َ‬ ‫حب ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫منا ً وإيمانًا‪ .‬وابن عساكر‪َ :‬وجأب َ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫قَل ْب َ ُ‬
‫حل ْم إَلى ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬
‫م‪ .‬وابن شاهين‪َ :‬‬ ‫عل ٍء‬ ‫ن ِ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬‫يٍءء أفْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫يٌء إلى َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ضي َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫السني‪َ :‬‬
‫ل قَط‪ّ.‬‬ ‫ً‬ ‫ة َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ما أذ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ٍء‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شْيئا ِ‬ ‫صد َق ٌ‬ ‫صت َ‬ ‫ق َ‬
‫ل الله بحلم قط َول ن َ َ‬ ‫ل قط وَ َ‬ ‫جهْ ٍء‬ ‫أع َّز الله ب ِ َ‬
‫ل الله‪َ .‬قال‪:‬‬ ‫سو َ‬ ‫م ع َل َي ْهِ الّنار؟ِ قُل َْنا‪ :‬ب ََلى َيا َر ُ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ن تُ َ‬‫م ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫والترمذي‪ :‬أل أ ُ ْ‬
‫خب ُِرك ُ ْ‬
‫ل‪ .‬والخطيب‪ :‬الحليم سيد في الدنيا وسيد‬ ‫سهْ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫ب هَي ّ َ‬ ‫ل قَ ِ‬ ‫م ع ََلى ك ُ ّ‬
‫ن لي ّ ٍء‬ ‫ٍء‬ ‫ري ٍء‬ ‫حّر ُ‬ ‫تُ َ‬
‫في الخرة كاد الحليم أن يكون نبيًا‪ .‬وقال أنس‪ :‬كنت أمشي مع رسول الله‬
‫وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي‪ ،‬فجذبه بردائه جأذبة شديدة‪،‬‬
‫دة جأذبته‪ ،‬ثم‬ ‫فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت بها حاشية الرداء من ش ّ‬
‫قال‪ :‬يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت وضحك‪ ،‬ثم أمر له‬
‫بعطاء‪.‬‬
‫ن الشيخ أبا عثمان الحيري اجأتاز بسكة وقت الهاجأرة فألقى‬ ‫وحكى اليافعي‪ :‬أ ّ‬
‫عليه رماد من سطح‪ ،‬فتغير أصحابه وبسطوا ألسنتهم في الملقى‪ .‬فقال أبو‬
‫ح على الرماد لم‬ ‫صول ِ َ‬ ‫ب عليه النار‪ ،‬ف ُ‬ ‫عثمان‪ :‬ل تقولوا شيئا ً من استحق أن تص ّ‬
‫يجز له أن يغضب‪.‬‬
‫وحكي أيضًا‪ :‬أنه كان لبعض النساك شاة فرآها على ثلث قوائم قال من فعل‬
‫ن من‬ ‫م؟ِ قال‪ :‬لغمك بها‪ .‬فقال‪ :‬ل بل لغم ّ‬ ‫هذا بها؟ِ فقال غلم له أنا‪ .‬فقال‪ :‬ل َ‬
‫مرك بها اذهب فأنت حّر‪.‬‬ ‫أ َ‬
‫وحكي أيضا‪ :‬أنه قيل للحنف بن قيس‪ ،‬ممن تعلمت الخلق؟ِ فقال‪ :‬من قيس‬ ‫ً‬
‫بن عاصم المنذري‪ .‬قيل‪ :‬وما بلغ ذلك من خلقه قال‪ :‬بينما هو جأالس في داره‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫إذ جأاءت خادمة له بشواء فسقط من يدها على ابن له فمات فدهشت الجارية‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ل روع عليك أنت حّرة لوجأه الله‪.‬‬

‫) ‪(1/207‬‬

‫نسأل الله الكريم أن يطهر قلوبنا من الذنوب الباطنة‪ ،‬ويرزقنا الخلقا الحسنة‬
‫آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪185 :‬‬

‫باب الغيبة‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض الظن إث ٌ‬ ‫ن ب َعْ َ‬ ‫نإ ّ‬ ‫ن الظ ّ‬ ‫م َ‬ ‫جأت َن ُِبوا كِثيرا ِ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أّيها ال ِ‬
‫مْيتا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫خيهِ َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫ح َ‬‫ن يأكل ل ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫حد ُك ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ب َْعضا أي ُ ِ‬ ‫ضك ْ‬ ‫ب ب َعْ َ‬ ‫سوا َول ي َغْت َ ْ‬ ‫س ُ‬‫ج ّ‬ ‫ول ت َ َ‬
‫م{ )سورة الحجرات‪ (12 :‬أخرج‬ ‫ي‬ ‫رح‬
‫َ ّ ٌ َ ِ ٌ‬ ‫ب‬‫وا‬ ‫ت‬ ‫الله‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫الله‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫فَك َرِهْ ُ ُ ُ َ ّ‬
‫ت‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫مو‬ ‫ت‬
‫البيهقي والطبراني وأبو الشيخ وابن أبي الدنيا عن جأابر وأبي سعيد قال‪ :‬قال‬
‫ن‬
‫ن الّزنى‪ ،‬قيل له كيف؟ِ قال‪ :‬إ ّ‬ ‫م َ‬
‫شد ّ ِ‬ ‫ة أَ َ‬ ‫ن الغَي ْب َ َ‬‫ة َفإ ّ‬ ‫م َوالغَي ْب َ َ‬ ‫رسول الله ‪» :‬إ ِّياك ُ ْ‬
‫حتى‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫فُر ل ُ‬‫ب الغَي ْب َةِ ل َ ي ُغْ َ‬ ‫ح َ‬‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ب الله ع َلْيه‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ب فيَتو ُ‬ ‫ل قَد ْ ي َْزني وَي َُتو ُ‬ ‫جأ َ‬‫الر ُ‬
‫حُبه«ِ ‪ .‬وأبو يعلى‪ :‬أتدرون أربى الربا عند الله؟ِ قالوا‪ :‬الله ورسوله‬ ‫صا ِ‬ ‫َ‬
‫فَر له َ‬ ‫ي َغْ ِ‬
‫أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فإن أربى الربا عند الله استحلل عرض امرىء مسلم‪ ،‬ثم قرأ‬
‫رسول الله ‪} :‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا‬
‫بهتانا ً وإثما ً مبينًا{ )سورة الحزاب‪ (58:‬ومسلم وأبو داود‪ :‬أتدرون ما الغيبة؟ِ‬
‫قالوا‪ :‬الله ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬ذكرك أخاك بما يكره‪ ،‬قيل‪ :‬أفرأيت إن كان في‬
‫أخي ما أقول قال‪ :‬إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته‪.‬‬
‫وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬قلت للنبي حسبك من صفية كذا‬
‫وكذا‪ ،‬تعني قصرها قال‪ :‬لقد قلت كلمة لو مزجأت بماء البحر لمزجأته‪ :‬أي‬
‫لنتنته وغيرت ريحه‪ .‬وابن أبي الدنيا عن سمية قالت‪ :‬قلت لمرأة مرة وأنا عند‬
‫ن هذه لطويلة الذيل‪ ،‬فقال الفظي الفظي‪ :‬أي ارمي ما في فيك‬ ‫رسول الله إ ّ‬
‫فلفظت مضغة‪ :‬أي قطعة من لحم‪ .‬وأبو الشيخ‪ :‬من أكل لحم أخيه في الدنيا‬
‫قرب إليه يوم القيامة‪ ،‬فيقال له كله ميتا ً كما أكلته حيًا‪ ،‬فيأكله ويكلح ويضج‪.‬‬
‫وابن أبي الدنيا‪ :‬من‬

‫) ‪(1/208‬‬

‫اغتيب عنده أخوه المسلم‪ .‬فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله في الدنيا‬
‫والخرة‪ .‬وأحمد عن جأابر بن عبد الله قال‪ :‬كنا مع النبي ‪ ،‬فارتفعت ريح منتنة‬
‫فقال ‪ :‬أترون ما هذه الريح؟ِ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين‪ .‬وهو عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬ليلة أسري بنبي الله نظر في النار‪ ،‬فإذا قوم يأكلون الجيف‪ ،‬قال‬
‫من هؤلء يا جأبريل؟ِ قال‪ :‬هؤلء الذين يأكلون لحوم الناس‪ .‬وقال الحسن‪:‬‬
‫والله للغيبة أسرع فسادا ً في دين المؤمنين من الكلة في الجسد‪ .‬قال ابن‬
‫عباس‪ :‬إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك‪ .‬وقيل‪ :‬يؤتى العبد يوم‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫القيامة كتابه ول يرى فيه حسنة فيقول أين صلتي وصيامي وطاعتي فيقال‬
‫ن فلنا ً اغتابك‪ ،‬فبعث‬‫ذهب عملك كله باغتيابك الناس‪ .‬وقيل للحسن البصري‪ :‬إ ّ‬
‫ي حسناتك فكافأتك‪.‬‬‫إليه طبق حلوى وقال‪ :‬بلغني أنك أهديت إل ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪186 :‬‬
‫وحكى القشيري عن أبي جأعفر البلخي قال‪ :‬إنه كان عندنا شاب من أهل بلخ‪،‬‬
‫وكان يجتهد ويتعبد إل أنه كان يغتاب الناس‪ ،‬ويقول فلن كذا وكذا‪ ،‬فرأيته يوما ً‬
‫عند المخنثين الغسالين‪ ،‬فخرج من عندهم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا فلن ما حالك؟ِ فقال‪:‬‬
‫تلك الوقيعة في الناس أوقعتني إلى هذا‪ ،‬ابتليت بمخنث من هؤلء وأنا هو ذا‬
‫أخدمهم من أجأله‪ ،‬وتلك الحوال كلها قد ذهبت عني فادع الله لي لع ّ‬
‫ل الله‬
‫يرحمني‪.‬‬

‫) ‪(1/209‬‬

‫وحكى اليافعي عن الجنيد أنه قال‪ :‬كنت جأالسا ً في مسجد الشونيزية أنتظر‬
‫جأنازة أصلي عليها فرأيت فقيرا ً عليه أثر النسك يسأل الناس‪ ،‬فقلت في‬
‫نفسي لو عمل هذا عمل ً يصون به نفسه عن المسألة كان أجأمل له‪ ،‬فلما‬
‫انصرفت إلى منزلي وكان لي شيء من الوراد بالليل من البكاء والصلة وغير‬
‫ي جأميع أورادي‪ ،‬فسهرت وأنا قاعد فغلبني النوم‪ ،‬فرأيت ذلك‬ ‫ذلك فثقل عل ّ‬
‫الفقير حتى جأيء به على خوان كالشاة المشوية‪ ،‬فقيل لي‪ :‬كل لحمه فقد‬
‫اغتبته‪ ،‬وكشف لي الحال فقلت‪ :‬ما اغتبته‪ ،‬وإنما قلت في نفسي شيئًا‪ ،‬فقيل‬
‫ل منه‪ ،‬فلما أصبحت لم‬ ‫لي‪ :‬ما أنت ممن يرضى منك مثل هذا فاذهب واستح ّ‬
‫ً‬
‫دد الماء أوراقا من‬ ‫أزل في طلبه حتى رأيته في موضع يلتقط من الماء عند تر ّ‬
‫ي‪ ،‬وقال‪ :‬تعود يا أبا‬ ‫البقل مما تساقط من غسل البقل‪ ،‬فسلمت عليه فرد ّ عل ّ‬
‫القاسم قلت ل‪ .‬قال‪ :‬اذهب غفر الله لنا ولك‪.‬‬
‫)تنبيه( إن الغيبة حرام إجأماعًا‪ ،‬بل قال كثيرون إنها كبيرة‪ ،‬وقد نقل القرطبي‬
‫المفسر وغيره الجأماع على أنها من الكبائر لما فيها من الوعيد الشديد‪ ،‬لكن‬
‫حمله بعضهم على غيبة أهل العلم وحملة القرآن‪ ،‬وكذا استماعها والسكوت‬
‫عليها مع القدرة على دفعها‪.‬‬
‫واعلم أن حد ّ الغيبة المحّرمة أن تذكر ولو بنحو إشارة وكتابة حتى بالقلب‬
‫غيرك الغائب المحصور المعين للسامع حيا ً كان أو ميتا ً بما يكره عرفا ً أن يذكر‬
‫به مما هو فيه بحضرته أو غيبته‪ ،‬ويجب على من اغتاب أن يبادر إلى التوبة‬
‫بشروطها‪ ،‬فيقلع ويندم ويستغفر للمغتاب إن لم يعلم بها وإل استحله منها‪ ،‬فإن‬
‫تعذر لموته أو تعسر لغيبة استغفر الله له ولنفسه‪ ،‬ول يكفي تحليل وارثه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪186 :‬‬

‫) ‪(1/210‬‬

‫باب النميمة‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫شاٍءء ب َِنميم{ )سورة القلم‪:‬‬ ‫م ّ‬
‫مازٍء َ‬
‫ن هَ ّ‬ ‫مِهي ٍء‬ ‫ف َ‬
‫حل ٍء‬
‫ل َ‬‫قال الله تعالى‪َ} :‬ول ت ُط ِعْ ك ُ ّ‬
‫ة‬
‫جن ّ َ‬
‫خل ال َ‬‫‪ 10‬ــــ ‪ (11‬أخرج الشيخان عن حذيفة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ل ي َد ْ ُ‬
‫م«ِ والطبراني‪» :‬ليس مني ذو حسد ول نميمة ول كهانة ول أنا منه«ِ وأحمد‪:‬‬ ‫ما ٌ‬
‫نَ ّ‬
‫»خيار أمتي الذين إذا رأوا ذكر الله وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون‬
‫بين الحبة الباغون البرآء العيب«ِ وابن حبان في صحيحه‪» :‬أل أخبركم بأفضل‬
‫من درجأة الصيام والصلة والصدقة؟ِ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬إصلح ذات البين‪ ،‬فإن‬
‫إفساد ذات البين هي الحالقة«ِ وصححه الترمذي‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويروى عن النبي ‪:‬‬
‫»هي الحالقة ل أقول تحلق الشعر‪ ،‬ولكن تحلق الدين«ِ وروى كعب أنه أصاب‬
‫بني إسرائيل قحط‪ ،‬فاستسقى موسى عليه الصلة والسلم مرات‪ ،‬فما أجأيب‬
‫فأوحى الله إليه إني ل أستجيب لك‪ ،‬ول لمن معك‪ ،‬وفيكم نمام قد أصر على‬
‫النميمة‪ ،‬فقال‪ :‬من هو حتى تخرجأه من بيننا؛ فقال‪ :‬يا موسى أنهاكم عن‬
‫قوا‪ .‬وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬إن‬ ‫س ُ‬ ‫النميمة وأكون نماما ً فتابوا بأجأمعهم فَ ُ‬
‫ولد الزنى ل يكتم الحديث فعدم كتمه المستلزم للمشي بالنميمة دليل على أن‬
‫فاعل ذلك ولد الزنى‪ .‬وقيل‪ :‬عمل النمام أضّر من عمل الشيطان‪ ،‬لن عمل‬
‫الشيطان بالوسوسة وعمل النمام بالمواجأهة‪.‬‬
‫وحكي أنه نودي على بيع عبد ليس فيه عيب إل أنه نمام‪ ،‬فاشتراه من استخف‬
‫م لزوجأته أنه يريد التزوج بغيرك أو‬ ‫هذا العيب‪ ،‬فلم يمكث عنده أياما ً حتى ن ّ‬
‫التسّري‪ ،‬وأمرها أن تتخذ الموسى وتحلق بها شعرات من حلقه ليسحر بها‬
‫م له عنها أنها اتخذت له موسى‪،‬‬ ‫دقته‪ ،‬وعزمت على ذلك فجاء إليه‪ ،‬ون ّ‬ ‫فص ّ‬
‫دقه فتناوم فجاءت لتحلق‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫وتريد ذبحك الليل‪ ،‬فتناوم لترى ذلك فص ّ‬
‫صدقا الغلم‪ ،‬فلما أهوت إلى حلقه أخذ الموسى منها وذبحها‪ .‬فجاء أهلها‬
‫فرأوها مقتولة‪ ،‬فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك النمام‪.‬‬

‫) ‪(1/211‬‬

‫وحكي أيضا ً أن رجأل ً ماتت أخته‪ ،‬فلما دفنت سقط من جأيبه في قبرها ذهب‬
‫كان معه‪ ،‬فرجأع ليل ً ونبش القبر فوجأده ممتلئا ً نارا ً فرجأع إلى أمه فقال لها‪:‬‬
‫أخبريني ما كانت تفعل أختي من المنكر؟ِ فقالت له‪ :‬ل أعرف منكرا ً إل أنها‬
‫م به فيقع بذلك‬ ‫كانت تخرج ليل ً فتستمع على أبواب الجيران ما يقولون وتن ّ‬
‫بينهم فتنة‪ ،‬فقال هو ذلك وأخبرها بالحال‪ ،‬عافانا الله من ذلك بمّنه‪.‬‬
‫)تنبيه( قال الحافظ المنذري‪ :‬أجأمعت الئمة على تحريم النميمة‪ ،‬وأنها من‬
‫ل‪ ،‬وقد اتفق العلماء على أنها من الكبائر‪ ،‬وهي‬ ‫أعظم الذنوب عند الله عّز وجأ ّ‬
‫نقل كلم بعض الناس إلى بعض على وجأه الفساد بينهم‪ ،‬أما نقل الكلم نصيحة‬
‫للمنقول إليه فواجأب‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪188 :‬‬
‫خاتمة في ذم النميمة‬
‫أخرج الشيخان‪» :‬وتجدون شّر الناس ذا الوجأهين الذي يأتي هؤلء بوجأه وهؤلء‬
‫بوجأه«ِ والطبراني‪» :‬ذو الوجأهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجأهان من‬
‫نار«ِ وهو والصبهاني‪» :‬من كان ذا لسانين جأعل الله له يوم القيامة لسانين‬
‫دد بين متعاديين‪ ،‬ويكلم كل َ بما‬ ‫من نار«ِ وقال الغزالي‪ :‬ذو اللسانين من يتر ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دد بين متعاديين إل وهو بهذه الصفة‪ ،‬وهذا عين النفاقا‬ ‫يوافقه‪ ،‬وق ّ‬
‫ل من يتر ّ‬
‫والعياذ بالخلقا‪.‬‬

‫) ‪(1/212‬‬

‫باب الكذب‬

‫ن{ )سورة آل عمران‪(61 :‬‬ ‫كاِذبي َ‬ ‫ة الله ع ََلى ال َ‬ ‫ل ل َعْن َ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬فَن َ ْ‬
‫وأخرج أحمد والشيخان والربعة وغيرهم عن جأماعة من الصحابة من طرقا‬
‫مدا ً‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫ي ُ‬ ‫ب ع َل َ ّ‬ ‫ن ك َذ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كثيرة صحيحة بلغت التواتر قالوا‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ْ‬
‫دي إلى‬ ‫صد ْقاَ ي َهْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قا فإ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫صد ْ ِ‬ ‫م ِبال ّ‬ ‫ن الّناِر«ِ والشيخان‪» :‬ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَل َْيتب َوّأ َ‬
‫ب‬ ‫حّتى ي ُك ْت َ َ‬ ‫صد ْقاَ َ‬ ‫حّرى ال ّ‬ ‫صد ُقاَ وََيت َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جأ َ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫دي إلى ال َ‬ ‫البّر والبّر ي َهْ ِ‬
‫دي‬ ‫ُ ُ َْ ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫جو‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫وال‬ ‫ر‪،‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫جو‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫دي‬ ‫َ ُْ ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫كذ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ِ ّ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ِ َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫وال‬ ‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫إيا‬‫َِ‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬‫ً‬ ‫ديق‬ ‫ص ّ‬ ‫عن ْد َ الله َ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ب‬
‫ْ َ ٌ‬ ‫ر‬ ‫»أ‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫ا«ِ‬‫ً‬ ‫ذاب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫الله‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ َ ّ ُ َ َ ِ ْ َ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫الكذ‬ ‫رى‬ ‫ح‬
‫َ ْ ُ ََ َ ّ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫زا‬ ‫ما‬
‫ّ ِ َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ر‪،‬‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫إلى‬
‫ن‬
‫ِ َ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫في‬
‫ِ ُْ ّ َ ْ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫في‬
‫َ َ ْ َ ْ ِ ِ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لص‬ ‫ِ‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫فق‬ ‫كا َ ُ َ ِ‬
‫نا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ص‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫قا‬ ‫فا‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ َِ‬ ‫َِ‬ ‫َ َِ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ‬
‫ن«ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ما‬ ‫للِي‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫وال‬ ‫ْ َ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫يا‬ ‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫الشيخ‪:‬‬ ‫وأبو‬ ‫وأحمد‬ ‫جَر«ِ‬ ‫فَ َ‬
‫جأاءَ‬‫ما َ‬ ‫ن نتن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ميل ً ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ة ت ََباع َد َ ع َن ْ ُ‬ ‫ب العَب ْد ُ ك ِذ ْب َ ً‬ ‫ذا كذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫والترمذي وأبو نعيم‪» :‬إ َ‬
‫مْرِء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ث ب ِك ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه«ِ والحاكم‪» :‬ك َ َ‬
‫فى ِبال َ‬ ‫معَ وَك َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ن الكذ ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مْرِء ِ‬ ‫فى ِبال َ‬ ‫بِ ِ‬
‫ّ‬ ‫شْيئا«ِ وأحمد وأبو داود‪» :‬وَي ْ ٌ‬ ‫ً‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قو َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ل ل ِل ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قي ل أت ُْرك ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل‪ :‬آخذ ُ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ش ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫س لهُ ّ‬ ‫َ‬ ‫س لي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫ه«ِ وأحمد‪َ » :‬‬ ‫لل ُ‬ ‫َ‬ ‫ه وَي ْ ٌ‬ ‫لل ُ‬ ‫َ‬ ‫م وَي ْ ٌ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫حك ب ِهِ ال َ‬ ‫َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ب لي ُ ْ‬ ‫ث فَي َكذ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ف‬‫ح ِ‬ ‫ن الّز ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَراُر ِ‬ ‫من َوال َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫حقَ وَب َهْ ُ‬ ‫س ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن َ ْ‬ ‫شْرك ِبالله وَقَت ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاَرة‪ ،‬ال ّ‬ ‫كَ ّ‬
‫م ي ََره ُ‬ ‫حل ْم ٍء ل َ ْ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫حل ّ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ق«ِ والبخاري‪َ » :‬‬ ‫ح َ‬ ‫مال ً ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫قت َط ِعُ ب َِها‪َ ،‬‬ ‫صابَرة ٌ ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫وَي َ ِ‬
‫قد َ‬ ‫ن ي َعْ ِ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ك ُل ّ َ‬

‫) ‪(1/213‬‬

‫ب ِفي‬ ‫ص ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫هو َ‬‫كارِ ُ‬‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬


‫ث قَوْم ٍء وَهُ ْ‬
‫دي ِ‬
‫ح ِ‬
‫معَ إلى َ‬
‫ست َ َ‬
‫نا ْ‬
‫م ِ‬ ‫فعَ َ‬
‫ل‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ن وَل َ ْ‬ ‫ن َ‬
‫شِعيَرت َي ْ ِ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هاك ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ي ت ََعا َ‬
‫ل َ‬ ‫صب ِ َ‬
‫ل لِ َ‬ ‫م ْ‬‫ة«ِ وأحمد وابن أبي الدنيا‪َ » :‬‬ ‫م ِ‬
‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫أذ ُن َي ْهِ النك ي َوْ َ‬
‫ة«ِ وابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت‪ :‬ما كان من‬ ‫ي ك ِذ ْب َ ٌ‬‫م ي ُعْط ِهِ فَهِ َ‬‫لَ ْ‬
‫خلق أبغض إلى رسول الله من الكذب ما اطلع على أحد من ذلك بشيء‪،‬‬
‫فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه أحدث ثوبة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪190 :‬‬

‫) ‪(1/214‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وحكى اليافعي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن مقاتل قال‪ :‬كنت عند الشيخ‬
‫م بنيت أمرك؟ِ قال‪ :‬على‬ ‫عبد القادر رحمه الله ونفعنا به‪ ،‬فسأله سائل‪ :‬عل َ‬
‫ً‬
‫الصدقا وما كذبت قط قال رضي الله عنه‪ :‬كنت صغيرا في بلدنا‪ ،‬فخرجأت في‬
‫ي بقرة وقالت‪ :‬يا عبد القادر ما لهذا‬ ‫يوم عرفة‪ ،‬وتبعت بقر حراثة‪ ،‬فالتفتت إل ّ‬
‫خلقت‪ ،‬وما بهذا أمرت فرجأعت فزعا ً إلى دارنا‪ ،‬وصعدت سطح الدار‪ ،‬فرأيت‬
‫ل وائذني‬ ‫الناس واقفين بعرفات‪ ،‬فجئت إلى أمي فقلت لها‪ :‬هبيني لله عّز وجأ ّ‬
‫لي في المسير إلى بغداد أشتغل بالعلم وأزور الصالحين فسألتني عن سبب‬
‫ذلك فأخبرتها بخبري فبكت أمي وقامت إلى ثمانين دينارا ً أورثها أبي‪ ،‬فتركت‬
‫لخي أربعين دينارًا‪ ،‬وخاطت في دلقي تحت إبطي أربعين دينارا ً وأذنت لي‬
‫دعًا‪ ،‬وقالت‪ :‬يا‬‫بالمسير وعاهدتني على الصدقا في كل أحوالي وخرجأت مو ّ‬
‫ل‪ ،‬فهذا وجأه ل أراه إلى يوم القيامة‪،‬‬‫ولدي اذهب قد أودعتك الله عّز وجأ ّ‬
‫وسرت مع قافلة صغيرة تطلب بغداد‪ ،‬فلما تجاوزنا همدان‪ ،‬وكنا بأرض كذا‬
‫وكذا‪ ،‬بلد سماها‪ ،‬خرج علينا ستون فارسا ً فأخذوا القافلة ولم يتعّرض لي‬
‫أحدهم‪ ،‬فاجأتاز بي أحدهم وقال لي‪ :‬يا فقير ما معك فقلت له‪ :‬أربعون دينارًا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬وأين هي؟ِ قلت‪ :‬مخاطة في دلقي تحت إبطي‪ ،‬وظأن أني استهزأت به‬
‫فتركني وانصرف‪ ،‬ومّر بي آخر وقال مثل ما قال الول فأجأبته بجواب الول‪،‬‬
‫ي به‬‫وتركني وانصرف‪ ،‬وتوافيا عند مقدمهم فأخبراه بما سمعاه مني‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ل يقسمون أموال القافلة‪ .‬فقال لي‪ :‬ما معك‬ ‫فأتى بي إليه‪ .‬وإذا هم على ت ّ‬
‫فقلت له‪ :‬أربعون دينارًا‪ ،‬فقال‪ :‬وأين هي؟ِ فقلت‪ :‬مخاطة في دلقي تحت‬
‫إبطي‪ ،‬فأمر بدلقي ففتح فوجأد فيه الربعين دينارًا‪ .‬فقال لي‪ :‬ما حملك على‬
‫العتراف؟ِ قلت إن أمي عاهدتني على الصدقا وأنا ل أخون عهدها فبكى‬
‫المقدم‪ ،‬وقال أنت لم تخن عهد أمك‪ ،‬وأنا لي كذا وكذا سنة أخون عهد ربي‬
‫فتاب علي يدي‪ .‬فقال‪ :‬أصحابه له‪ :‬أنت كنت مقدمنا في قطع الطريق‪ ،‬وأنت‬
‫الن مقدمنا في التوبة‪ ،‬فتابوا كلهم على‬

‫) ‪(1/215‬‬

‫يدي وردوا على القافلة ما أخذوا منهم‪ ،‬فهو أّول من تاب على يدي‪ ،‬نفعنا الله‬
‫ببركته وحشرنا في زمرته‪.‬‬
‫)تنبيه( الكذب عند أهل السنة هو الخبار بالشيء على خلف ما هو عليه‪ ،‬سواء‬
‫أعلم ذلك وتعمد أم ل‪ .‬وأما العلم والتعمد فإنما هما شرطان للِثم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪190 :‬‬
‫واعلم أنه قد يباح وقد يجب‪ ،‬فالضابط أن كل مقصود محمود يمكن التوصل‬
‫إليه بالصدقا والكذب جأميعًا‪ ،‬فالكذب فيه حرام‪ ،‬وإن أمكن التوصل إليه بالكذب‬
‫وحده‪ ،‬فمباح إن أبيح تحصيل ذلك المقصود‪ ،‬وواجأب إن وجأب تحصيل ذلك كما‬
‫لو رأى معصوما ً اختفى من ظأالم يريد قتله أو إيذاءه‪ ،‬فالكذب هنا واجأب‬
‫لوجأوب عصمة دم المعصوم‪ ،‬وكذا لو سأله ظأالم عن وديعة يريد أخذها‪ ،‬فيجب‬
‫إنكارها وإن كذب‪ ،‬بل لو استحلف جأاز له الحلف ويوّري‪ ،‬وإل حنث يولزمه‬
‫الكفارة‪ ،‬وقيل‪ :‬يلزم الحلف ومهما كان ل يتم مقصود حرب أو إصلح ذات‬
‫البين‪ ،‬أو استمالة قلب المجني عليه‪ ،‬أو إرضاء زوجأته إل بالكذب فيه‪ ،‬فمباح‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ولو سأله السلطان عن فاحشة‪ ،‬وقعت منه سرا ً كزنى أو شرب خمر‪ ،‬فله أن‬
‫يكذب ويقول‪ :‬ما فعلت ذلك وله أن ينكر أيضا ً سر أخيه‪ ،‬وحيث جأاز الكذب‬
‫فهل يشترط التورية أو يجوز مطلقًا؟ِ قال شيخنا ابن حجر‪ :‬والذي يتجه عدم‬
‫وجأوب التورية مطلقًا‪ .‬قال الغزالي‪ :‬والحسن أن يوّري‪ ،‬وهي أن يطلق لفظا ً‬
‫وهو ظأاهر في معنى‪ ،‬وهو يريد معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ كما قال النخعي‪:‬‬
‫إذا بلغ إنسانا ً عنك شيء قلته فقل الله يعلم ما فعلت من ذلك من شيء يفهم‬
‫السامع النفي‪ ،‬ومقصوده بما أنها بمعنى الذي‪ ،‬وهو مباح إن دعت إليه حاجأة‪،‬‬
‫وإل فمكروه وحرام إن توصل به إلى باطل أو دفع حق‪ .‬قال الشافعي رضي‬
‫الله عنه ومن الكذب الخفي أن يروي النسان خبرا ً عمن ل يعرف صدقه من‬
‫ديقين‪ ،‬وأوليائه المقّربين الذين ل خوف عليهم‬ ‫كذبه‪ .‬حشرنا الله في زمرة الص ّ‬
‫ول هم يحزنون‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪190 :‬‬

‫) ‪(1/216‬‬

‫باب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫ْ‬ ‫َ‬
‫مْعروف‬ ‫ن ِبال َ‬
‫مرو َ‬ ‫ض ي َأ ُ‬ ‫م أوْل َِياُء ب َعْ ٍء‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ت ب َعْ ُ‬ ‫مَنا ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ن وال ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬وال ُ‬
‫ر{ )سورة التوبة‪ (71 :‬قال الغزالي‪ :‬أفهمت الية أن من‬ ‫من ْك َ ِ‬‫ن ال ُ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫وَي َن ْهَوْ َ‬
‫ً‬
‫هجرهما خرج من المؤمنين‪ ،‬وقال القرطبي‪ :‬جأعلهما الله فرقا بين المؤمنين‬
‫والمنافقين‪ ،‬وأخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫نل ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ست َط ِعْ فَب ِل ِ َ‬
‫سان ِ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫كرا ً فَل ْي ُغَي ّْره ُ ب ِي َد ِ ِ‬ ‫من ْ َ‬‫م ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ن َرأىَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫يقول‪َ » :‬‬
‫ن‪ ِ«.‬والبزار‪ :‬السلم ثمانية أسهم‪ ،‬السلم‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ست َط ِعْ فَب ِ َ‬
‫ف اليما ِ‬ ‫ضعَ ُ‬ ‫ه‪َ ،‬وذال ِك أ ْ‬ ‫قلب ِ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫أي الشهادتان سهم‪ ،‬والصلة سهم‪ ،‬والزكاة سهم‪ ،‬والصوم سهم‪ ،‬وحج البيت‬
‫سهم‪ ،‬والمر بالمعروف سهم‪ ،‬والنهي عن المنكر سهم‪ ،‬والجهاد في سبيل الله‬
‫سهم‪ ،‬وقد خاب من ل سهم له‪ .‬والصبهاني‪ :‬ل تزال ل اله إل الله تنفع من‬
‫فوا بحقها قالوا يا رسول الله‪ :‬وما‬ ‫قالها‪ ،‬وترد عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخ ّ‬
‫صي الله َفل ي َن ْك ُُر َول ي ُغَي ُّر«ِ وهو‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫الستخفاف بحقها؟ِ قال‪» :‬ي ُظ ْهُِر العَ َ‬
‫َ‬
‫عوا الله َفل‬ ‫ن ت َد ْ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫من ْك َرِ قَب ْ َ‬ ‫عن ال ُ‬ ‫معُْروف َوان َْهوا َ‬ ‫مُروا بال َ‬ ‫أيضًا‪ :‬أّيها الّناس‪ُ ،‬‬
‫ف والّنهي‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مَر ِبال َ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م؟ِ إ ّ‬ ‫فُر ل َك ُ ْ‬ ‫فروه ُ َفل ي َغْ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬‫ن تَ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫م وَقَب ْ َ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫من ْك َرِ ل ي َد ْفَعُ رِْزقا َول ي ُ َ‬
‫ن‬
‫نم َ‬ ‫ن الي َُهود ِ والّرهَْبا ُ‬ ‫م َ‬ ‫حَباُر ِ‬ ‫جألً‪َ ،‬وال ْ‬ ‫بأ َ‬ ‫قّر ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫ن‬‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫م الله ع َلى ل ِ َ‬ ‫َ‬
‫من ْك َرِ لعَن َهُ ُ‬‫ن ال ُ‬ ‫ما ت ََر ُ‬ ‫َ‬
‫ف والّنهي ع َ ِ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫مَر ِبال َ‬ ‫كوا ال ْ‬ ‫صاَرى ل ّ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬
‫موا بالبلِء‪ .‬وأبو داود والترمذي‪ :‬أفضل الجهاد كلمة حق عند‬ ‫م‪ .‬ثم ع ُ ّ‬ ‫أن ْب َِيائ ِهِ ْ‬
‫سلطان جأائر‪ .‬ورزين‪ :‬إن الرجأل يتعلق بالرجأل يوم القيامة‪ ،‬وهو ل يعرفه‬
‫ي وما بيني وبينك معرفة‪،‬‬ ‫فيقول له مالك إل ّ‬
‫) ‪(1/217‬‬

‫فيقول‪ :‬كنت تراني على الخطأ والمنكر ول تنهاني‪ .‬والشيخان‪ :‬يجاُء بالرجأل‬
‫يوم القيامة فليقى في النار‪ ،‬فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫برحاه‪ ،‬فيجتمع أهل النار عليه‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا فلن ما أصابك؟ِ ألم تكن تأمرنا‬
‫بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول‪ :‬قد كنت آمركم بالمعروف ول آتيه‪،‬‬
‫ل إلى جأبريل عليه‬ ‫وأنهاكم عن المنكر وآتيه والبيهقي‪ :‬أوحى الله عّز وجأ ّ‬
‫السلم‪ :‬أن اقلب مدينة كذا وكذا بأهلها‪ .‬فقال‪ :‬يا رب إن فيهم عبدك فلنا ً لم‬
‫ي‬
‫يعصك طرفة عين‪ .‬قال‪ :‬فقال اقلبها عليه وعليهم‪ ،‬فإن وجأهه لم يتمعر ف ّ‬
‫ساعة قط‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪193 :‬‬
‫)تنبيه( اعلم أن المر بواجأبات الشرع والنهي عن محرماته واجأب على كل‬
‫ن وذكر وأنثى‪ ،‬ولو غير مسموع القول وجأوب كفاية‪ ،‬وقد‬ ‫مكلف من حّر وق ّ‬
‫يكون فرض عين كما إذا كان بمحل ل يعلمه غيره أو ل يقدر عليه غيره‪ ،‬وأنه‬
‫ينكر باليد‪ .‬ثم إن عجز فباللسان‪ ،‬فلو قدر واحد باليد وآخر باللسان تعين على‬
‫الّول إل أن يكون الرجأوع لذي اللسان أقرب‪ ،‬أو أنه يرجأع له ظأاهرا ً وباطنًا‪ ،‬ول‬
‫يرجأع لذي اليد إل ظأاهرا ً فقط‪ ،‬فيتعين على ذي اللسان‪ ،‬فعليه أن يغيره بكل‬
‫وجأه أمكنه فل يكفي الوعظ ممن أمكنه إزالته باليد‪ ،‬ول كراهة القلب لمن قدر‬
‫على النهي باللسان‪ ،‬فإن عجز عن النكار باللسان‪ ،‬أو لم يقدر على التعبيس‬
‫والهجر والنظر شزرا ً لزمه ذلك‪ ،‬ول يكفيه إنكار القلب‪ ،‬ول يسقط النكار‬
‫بالقلب عن مكلف أصلً‪ ،‬إذ هو كراهة المعصية‪ ،‬وهو واجأب على كل مكلف‪ ،‬بل‬
‫ذهب جأماعة‪ ،‬منهم أحمد بن حنبل‪ ،‬أن ترك النكار بالقلب كفر والعياذ بالله‪.‬‬
‫اللهم اجأعلنا من عبادك الصالحين وأوليائك المقّربين الذين ل خوف عليهم ول‬
‫هم يحزنون آمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫) ‪(1/218‬‬

‫باب الكسب‬
‫َ‬
‫ض ُ‬
‫ل‬ ‫أخرج أحمد والطبراني عن أبي بردة بن دينار‪ .‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬أفْ َ‬
‫ه«ِ والبيهقي عن معاذ‪ :‬إن أطيب الكسب‬ ‫ل ب ِي َد ِ ِ‬ ‫جأ ِ‬
‫ل الّر ُ‬ ‫م ُ‬ ‫مب ُْروٌر وَع َ َ‬‫ب ب َي ْعٌ َ‬ ‫س ِ‬‫الك َ ْ‬
‫كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا‪ .‬وإذا اؤتمنوا لم يخونوا‪ ،‬وإذا وعدو لم‬
‫يخلفوا؛ وإذا اشتروا لم يذموا؛ وإذا باعوا لم يطروا؛ وإذا كان عليهم لم يمطلوا؛‬
‫ت‬
‫ح َ‬ ‫دوقاُ ت َ ْ‬ ‫ص ُ‬
‫وإذا كان لهم لم يعسروا‪ .‬والصبهاني والديلمي عن أنس‪ :‬الّتاجأُر ال ّ‬
‫ة‪ .‬وسعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الرحمن مرسلً‪:‬‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬
‫ش ي َوْ َ‬
‫ل العَْر ِ‬ ‫ظأ ِ ّ‬
‫تسعة أعشار الرزقا في التجارة؛ والعشر في المواشي‪ .‬والطبراني عن ابن‬
‫عمر‪ :‬لو أذن الله تعالى في التجارة لهل الجنة لّتجروا في البز والعطر‪.‬‬
‫والخطيب عن أبي هريرة‪ :‬عليك بالبز فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس‬
‫بخير وفي خصب‪ .‬وابنا ماجأه وحبان‪ :‬يا معشر التجار إن التجار يبعثون يوم‬
‫القيامة فجارا ً إل من اتقى الله وبّر وصدقا‪ .‬والطبراني عن ابن عباس‪ :‬من‬
‫أمسى كال ً من عمل يديه أمسى مغفورا ً له‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والبخاري عن المقداد‪:‬‬
‫ه«ِ وأحمد وابن ماجأه عن‬ ‫ل ي َد ِ ِ‬
‫م ِ‬
‫ن عَ َ‬‫م ْ‬ ‫ن ي َأ ْك ُ َ‬
‫ل ِ‬ ‫نأ ْ‬
‫خيرا ً م َ‬
‫ِ ْ‬ ‫حد ٌ طعاما ً َ ْ‬
‫»ما أ َك َ َ َ‬
‫لأ َ‬ ‫َ‬
‫شرا ً‬ ‫ن أ َوْ ع َ ْ‬ ‫ني‬
‫ِ ِ َ‬‫س‬ ‫َ‬
‫ثماني‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ّ ُ َ َ َ َ ُ‬ ‫جأ‬‫آ‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫سى‬ ‫مو‬
‫ّ ُ َ‬ ‫ن‬ ‫»إ‬ ‫المنذر‪:‬‬ ‫بن‬ ‫عقبة‬
‫ه«ِ والخطيب وابن عساكر عن سهل بن سعد‪:‬‬ ‫جأهِ وَط ََعام ب َ ِ ِ‬
‫ن‬‫ْ‬ ‫ط‬ ‫فةِ فَْر ِ‬ ‫ع ّ‬‫ع ََلى ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫مغَْزل«ِ وأحمد‬ ‫ساِء ال ِ‬‫ن الن ّ َ‬‫م َ‬‫ل الب َْرارِ ِ‬‫م ُ‬ ‫خَياط َ ُ‬
‫ة‪ ،‬وَع َ َ‬ ‫ل ال ّ‬
‫جأا ِ‬
‫ن الّر َ‬
‫م َ‬
‫ل الب َْرارِ ِ‬ ‫م ُ‬‫»ع َ َ‬
‫حّتى‬
‫ه َ‬
‫دغ ُ‬ ‫َ‬
‫جأهٍء فل ي َ َ‬
‫ن وَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ً‬
‫م رِْزقا ِ‬ ‫ُ‬
‫حد ِك ْ‬‫ب الله ل َ‬ ‫سب ّ َ‬
‫ذا َ‬‫وابن ماجأه عن عائشة‪» :‬إ َ‬
‫ي َت َغَي َّر ل َ ُ‬
‫ه«ِ‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪193 :‬‬

‫) ‪(1/219‬‬

‫س‬
‫ن ل ب ُد ّ ِللّنا ِ‬‫ما ِ‬
‫خرِ الّز َ‬‫ن ِفي آ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫)خاتمة( أخرج الطبراني عن المقداد‪» :‬إ َ‬
‫ه«ِ وابن عساكر عن أنس‪:‬‬ ‫ه وَد ُن َْيا ُ‬ ‫جأ ُ‬
‫ل ب َِها ِدين َ ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫قي ُ‬
‫ن الد َّراه ِم ِ َوالد َّناِنيرِ ي ُ ِ‬‫م َ‬‫ِفيَها ِ‬
‫ميعا‪ً،‬‬‫جأ ِ‬
‫من ُْهما َ‬‫ب ِ‬ ‫حّتى ُيصي َ‬ ‫خَرَته ل ِد ُْنياه ُ َ‬ ‫خَرت ِهِ َول آ ِ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََرك د ُن َْياه ُ ل ِ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫ُ‬
‫خي ْرِك ْ‬ ‫»ل َي ْ َ‬
‫س بِ َ‬
‫َ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫ة‪َ ،‬ول ت َ ُ‬
‫س«ِ‪.‬‬ ‫كل ً ع َلى الّنا ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ن الد ّن َْيا َبلغ ٌ إلى ال ِ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫)تنبيه( أفضل المكاسب التجارة‪ .‬وقال بعض المحققين‪ :‬أفضلها الزراعة‪ ،‬ثم‬
‫الصناعة‪ ،‬ثم التجارة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪193 :‬‬
‫فصل في أركان البيع‬

‫) ‪(1/220‬‬

‫ل على اليجاب‬ ‫أركان البيع‪ :‬عاقدان ومعقود عليه وصيغة وشرط فيها لفظ يد ّ‬
‫والقبول كبعتك ومّلكتك وهو لك ووهبتك بكذا وكاشتريت هذا‪ ،‬وتملكت ورضيت‬
‫وقبلت بكذا بل تخلل فصل طويل بينهما‪ ،‬ول كلم أجأنبي‪ ،‬و إن ق ّ‬
‫ل وينعقد‬
‫بالكناية كخذه وجأعلته لك بكذا‪ ،‬ل بمعاطاة‪ ،‬لكن اختار النووي كجمع متقدمين‬
‫النعقاد بكل ما يعده الناس بيعا ً عرفًا‪ .‬وفي العاقدين تكليف واختيار‪ ،‬وإسلم‬
‫من يشتري له ما كتب فيه قرآن ولو آية‪ ،‬وإن أثبتت لغير الدراسة أو كتب علم‬
‫شرعي أو رقيق مسلم أو مرتد‪ ،‬وعدم حرابة من يشتري له آلة حرب كترس‬
‫ودرع وخيل‪ ،‬وفي المعقود عليه طهارته‪ ،‬فبيع نجس العين باطل‪ ،‬وإن أمكن‬
‫طهره بالستحالة‪ ،‬وكذا متنجس ل يطهر بالغسل‪ ،‬ويجوز نحو الصدقة‬
‫بالمتنجس أو اقتناء الكلب لنحو حراسة وتربية الزرع بنجس والنفع‪ ،‬فيبطل بيع‬
‫ما ل ينفع كحبتي نحو حنطة أو زبيب‪ ،‬ويحرم أخذ حبة وخلل من حق غيره‪،‬‬
‫دهما وكفر مستحله‪ ،‬ول يصح بيع السم إل إن نفع قليله كالفيون‪،‬‬ ‫ويجب ر ّ‬
‫والولية على المعقود عليه بملك أو غيره‪ ،‬فيبطل بيع المرء مال غيره فضوليا‪ً،‬‬
‫وإن أجأازه المالك وقدرة تسليم المبيع‪ ،‬فل يصح بيع مغصوب لغير قادر على‬
‫انتزاعه وآبق وضال‪ ،‬وإن عرف مكانه ول بيع السمك في بركة واسعة بحيث‬
‫يحتاج آخذه منها إلى كثير كلفة‪ ،‬والعلم به‪ ،‬فبيع أحد نحو الثوبين باطل‪ ،‬ورؤية‬
‫المتعاقدين ما عقد على عينه‪ ،‬فبيع ما لم يره أحدهما والشراء باطل‪ ،‬وإن بالغ‬
‫في وصفه وكذا رهنه وإجأارته وهبته‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪197 :‬‬
‫فصل في الربا‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/221‬‬

‫ْ‬
‫خب ّط ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ذي ي َت َ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬‫قو ُ‬ ‫ن إل ّ ك َ َ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن الّرَبا ل ي َ ُ‬ ‫ن ي َأك ُُلو َ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫حّر َ‬ ‫ل الله الب َي ْعَ وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل الّرَبا وَأ َ‬ ‫مث ْ ُ‬‫ما الب َي ْعُ ِ‬ ‫م َقاُلوا إن ّ َ‬ ‫ك ب ِأن ّهُ ْ‬ ‫س ذال ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫سل َ َ‬
‫عاد َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مُره ُ إلى الله وَ َ‬ ‫ف وَأ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َرب ّهِ َفان ْت ََهى فَل َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫عظ َ ٌ‬ ‫مو ْ ِ‬‫جأاَءه ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫الّربا فَ َ‬
‫ن{ )سورة البقرة‪ 278 :‬ــــ ‪ (279‬وقال‬ ‫دو َ‬‫خال ِ ُ‬‫م ِفيها َ‬ ‫ب الّنارِ هُ ْ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫كأ ْ‬
‫َ‬ ‫فَُأول َئ ِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن الّرَبا إ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬‫ق َ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫قوا الله وَذ َُروا َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ه{ )سورة البقرة‪ (275 :‬أي في‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ن الله وََر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫حْر ٍء‬ ‫فعَُلوا َفاْئذُنوا ب ِ َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن لَ َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫الدنيا والخرة‪ .‬أما في الدنيا فيجب على حكام الشريعة إذا علموا من شخص‬
‫تعاطي الربا أن يعّزروه بالحبس وغيره إل إن يتوب‪ ،‬فإن كانت له شوكة ولم‬
‫يقدروا عليه إل بنصب حرب نصبوا آلة الحرب والقتال كما قاتل أبو بكر رضي‬
‫الله عنه مانعي الزكاة‪ ،‬وأما في الخرة فل يعلم أنواع عذابهم إل الملك‬
‫المنتقم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪198 :‬‬

‫) ‪(1/222‬‬

‫ت‬
‫وبقا ِ‬ ‫سب ْعَ الم ِ‬ ‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪ :‬ا ْ‬
‫س التي‬ ‫َ‬ ‫حُر‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫»َقاُلوا َيا َر ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ل الن َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ك ِبالله‪َ ،‬وال ّ‬
‫َ‬
‫ما هُ ّ‬ ‫ل الله وَ َ‬
‫َ‬
‫ف‪ ،‬وَقَذ ْ ُ‬
‫ف‬ ‫ح ِ‬ ‫م الز ْ‬ ‫ل الي َِتيم‪َ ،‬والت ّوَّلي ي َوْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ل الّرَبا‪ ،‬وَأك ْ ُ‬ ‫ق‪ ،‬وَأك ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م الله إل ّ ِبال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬
‫ت«ِ وأحمد بسند صحيح والطبراني عن عبد الله‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ت ال ُ‬ ‫ت الَغاِفل ِ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫بن حنظلة‪» :‬درهم ربا يأكله الرجأل وهو يعلم أشد ّ عند الله من ستة وثلثين‬
‫زنية«ِ وابن أبي الدنيا والبيهقي عن رجأل من الصحابة قال‪ :‬خطبنا رسول الله‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن الّرَبا أع ْظ َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جأ ُ‬‫ه الّر ُ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫هم ي ُ ِ‬ ‫ن الد ّْر َ‬ ‫فذكر أمر الربا وعظم شأنه وقال‪» :‬إ ّ‬
‫جأل«ِ والحاكم وقال صحيح‬ ‫ُ‬ ‫ن زن ْي َةٍء ي َْزِنيها الّر ُ‬ ‫ست ّةٍء وََثلثي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫طيئ َةِ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫عن ْد َ الله ِفي ال َ‬ ‫ِ‬
‫ح‬‫ن ي َن ْك ََ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫باب‬ ‫ن‬ ‫عو‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫َ‬
‫ثل‬ ‫با‬ ‫ر‬ ‫»ال‬ ‫والبيهقي‪:‬‬ ‫الشيخين‬ ‫شرط‬ ‫على‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ ِ‬ ‫ٌ َ َ ُْ َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫ُ‬ ‫الرجأ ُ ُ‬
‫ن غَ ّ‬
‫ل‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل‪،‬‬‫َ‬ ‫لو‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ــــ‬ ‫ر‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫التي‬ ‫م َوالذ ّ ُ َ‬
‫ب‬ ‫نو‬ ‫ه«ِ والطبراني‪» :‬إّياك ُ ْ‬ ‫م ُ‬‫لأ ّ‬ ‫ّ ُ‬
‫جُنونا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كل الربا‪ :‬فَمن أ َ‬ ‫َ‬ ‫شيئا ً أ َتى به يوم القيامة؛ وأ َ‬
‫م‬
‫َ ْ َ ِ َ َ ِ َ ْ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ّ َ ُ‬ ‫با‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ‬ ‫َ ْ‬
‫س{ ؟ِ والصبهاني‬ ‫م ّ‬ ‫ن الّرَبا{ إلى }ال َ‬ ‫ن ي َأك ُُلو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ط‪ ،‬ثم قرأ رسول الله ‪} :‬ال ّ ِ‬ ‫خب ّ ُ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫قوْم ٍء‬ ‫ت بِ َ‬ ‫مَرْر ُ‬ ‫ري ِبي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال‪» :‬ل ّ‬
‫طونهم بي َ‬
‫م‬‫ت ب ِهِ ْ‬ ‫مال ْ‬ ‫َ‬ ‫خم ِ قَد ْ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ل الب َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ب َط ْن ُ ُ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫جأل ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫بُ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ة«ِ أي طريق آل فرعون وآل فرعون يعرضون على‬ ‫سابل َ ٍء‬ ‫ن ع ََلى َ‬ ‫دي َ‬ ‫ض ِ‬ ‫من َ ّ‬ ‫م ُ‬ ‫طون ُهُ ْ‬ ‫بُ ُ‬
‫ن‪.‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫ن َول ي َعْ ِ‬ ‫مُعو َ‬ ‫س َ‬ ‫مةِ ل ي َ ْ‬ ‫من ُْهو َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل الب ِ ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قب ُِلو َ‬ ‫النار غدوّا ً وعشيًا‪ .‬قال‪ :‬فَي ُ ْ‬
‫م بُ ُ‬ ‫ك الب ُ ُ‬ ‫ب ت ِل ْ َ‬ ‫ذا أ َحس به َ‬
‫ن‬
‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م َفل ي َ ْ‬ ‫طون ُهُ ْ‬ ‫ل ب ِهِ ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫موا‪ ،‬فَت َ ِ‬ ‫ن َقا ُ‬ ‫طو ِ‬ ‫حا ُ‬‫ص َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫فَإ ِ َ َ ّ ِ ِ ْ‬
‫حّتى‬ ‫َ‬
‫حوا َ‬ ‫ن ي َْبر ُ‬ ‫أ ْ‬

‫) ‪(1/223‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ن‬
‫خ ب َي ْ َ‬ ‫م ِفي ْالب َْرَز ِ‬ ‫ذاب ُهُ ْ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫ن‪َ ،‬فذال ِ َ‬ ‫ري َ‬‫مد ْب ِ ِ‬
‫ن وَ ُ‬ ‫قب ِِلي َ‬
‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫دون َهُ ْ‬‫ن‪ ،‬فََير ّ‬ ‫مآ ُ‬
‫ل فِْرع َوْ َ‬ ‫شاهُ ْ‬ ‫ي َغْ َ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َأكلو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ؤلِء ال ِ‬ ‫ل هَ ُ‬ ‫َ‬
‫ريل؟ِ قا َ‬ ‫ؤلِء َيا جأب ْ ِ‬ ‫ن هَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرة‪ .‬قال فقلت‪َ » :‬‬ ‫الد ّن َْيا وال ِ‬
‫م«ِ‬ ‫ُ‬
‫ج ب ُطون ِهِ ْ‬ ‫خارِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ت َُرى ِ‬ ‫حّيا ُ‬‫ت ِفيَها ال َ‬ ‫م كالبُيو ِ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫الّرَبا«ِ وفي رواية له‪» :‬ب ُطون ُهُ ْ‬
‫شاه ِد َي ْهِ وََقالَ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫َ‬
‫ه وَكات ِب َ ُ‬ ‫َ‬
‫موك ِل ُ‬ ‫َ‬
‫سول الله آك ِل الّرَبا وَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ومسلم عن جأابر‪» :‬ل َعَ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫ن َزن ْي َ ً‬ ‫ة وََثلِثي َ‬ ‫ن أْزِني َثلث َ َ‬ ‫واٌء«ِ وروى أحمد عن كعب الحبار أنه قال‪» :‬ل ْ‬ ‫س َ‬‫م َ‬ ‫وَهُ ْ‬
‫هما ً رَبا«ِ وقال ابن عباس‪ :‬إنه ل يقبل من آكل الربا‬ ‫َ‬
‫ن آك ُ َ‬
‫ل د ِْر َ‬ ‫نأ ْ‬‫م ْ‬‫ي ِ‬‫ب إل َ ّ‬
‫أح ّ‬
‫صدقة ول جأهاد ول حج ول صلة‪ .‬قال أيضًا‪ :‬من عامل بالربا استتيب‪ ،‬فإن تاب‬
‫وإل ضرب عنقه‪ .‬وأخبرنا شيخنا ابن حجر نفعنا الله به أنه كان من صغره يتعاهد‬
‫قبر والده للقراءة عليه‪ ،‬فخرج يوما ً بعد صلة الصبح بغلس في رمضان‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫أظأن أن ذلك كان في العشر الخير بل في ليلة القدر‪ ،‬فلما جألس على قبره‬
‫وقرأ شيئا ً من القرآن ولم يكن في المقبرة أحد غيره فإذا هو سمع التأّوه‬
‫العظيم والنين الفظيع بآه آه آه وهكذا بصوت أزعجه من قبر مبني بالنورة‬
‫ص‪ ،‬له بياض عظيم‪ ،‬فقطع القراءة واستمع فسمع صوت ذلك العذاب من‬ ‫والج ّ‬
‫ً‬
‫داخله‪ ،‬وذلك الرجأل المعذب يتأّوه تأّوها عظيما بحيث يقلق سماعه القلب‪،‬‬ ‫ً‬
‫ويفزعه فاستمع إليه زمنًا‪ ،‬فلما وقع السفار خفى حسه عنه‪ ،‬فمر به إنسان‬
‫فقال له الشيخ‪ :‬هذا قبر من؟ِ فقال‪ :‬هذا قبر فلن أدركه الشيخ وهو صغير‪،‬‬
‫وكان الرجأل المعذب على غاية من ملزمة المسجد والصلة في أوقاتها‪،‬‬
‫والصمت عن الكلم وهذا كله شاهده وعرفه منه‪ ،‬فكبر على الشيخ المر جأدا ً‬
‫لما علمه من الحوال التي كان ذلك الرجأل متلبسا ً بها في الظاهر‪ ،‬فسأل‬
‫واستقصى الذين يطلعون على حقيقة أحواله‪ ،‬فأخبروه أنه كان يأكل الربا‪ ،‬فإنه‬
‫كان تاجأرا ً ثم كبر‪ ،‬وبقي معه شيء من الحطام‪ ،‬فلم‬

‫) ‪(1/224‬‬

‫ول له‬ ‫ض نفسه الظالمة الخبيثة أن تأكل من جأنبه حتى يأتيه الموت‪ ،‬بل س ّ‬ ‫تر َ‬
‫الشيطان المعاملة بالربا حتى ل ينقص ماله‪ ،‬فأوقعه في ذلك العذاب الليم‬
‫حتى في رمضان حتى في ليلة القدر‪ .‬اتركوا عباد الله الربا الذي قال فيه نبيكم‬
‫َ‬
‫ه«ِ ول تقتدوا‬‫فُر ل َ ُ‬ ‫ن آك ِل َ ُ‬
‫ه ل ي ُغْ َ‬ ‫ة وَإ ِ ّ‬
‫ن َزن ْي َ ً‬ ‫ه َ‬
‫كست ّةٍء وََثلِثي َ‬ ‫مه وَإ ِن ّ ُ‬
‫كالّزَنى ب َأ ّ‬‫ه َ‬
‫‪» :‬إن ّ ُ‬
‫بالشقياء المغرورين‪ ،‬فإنهم غدا ً يعلمون ما يحل بهم من أنواع العذاب الليم‬
‫ن يسير‪ .‬اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وأما أعلنا‪،‬‬ ‫بشيء فا ٍء‬
‫واهدنا إلى الصراط المستقيم آمين‪.‬‬
‫)‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪198 :‬‬
‫تنبيه( إن الربا حرام إجأماعا ً وهو من الكبائر المهلكة وكفر مستحله‪ .‬واعلم أنه‬
‫إنما يجري في نقد وما قصد لطعم‪ ،‬فإن بيع َرب َوِيّ بجنسه شرط مماثلة وحلول‬
‫وتقابض قبل التفرقا‪ ،‬أو بغير جأنسه واتحدا علة شرط الخيران‪ .‬وقال أبو‬
‫القاسم بن عبد بن الوراقا‪ :‬رأيت عبد الله بن أبي أوفى في سوقا الصيارفة‬
‫شرنا يا أبا محمد‬ ‫م تب ّ‬ ‫فقال‪ :‬يا معشر الصيارفة أبشروا قالوا بشرك الله بالجنة ب َ‬
‫شُروا ِبالّنار‪ .‬وفي قرض شيء بشرط جأّر‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله للصيارفة‪ :‬أب ْ ِ‬
‫نفع للمقرض‪ ،‬فهذا هو المشهور الن بين الناس واقع كثيرًا‪ .‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫قب ُ َ‬ ‫َ‬
‫ه ع ََلى‬
‫مل َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ل أوْ َ‬ ‫دى إل َي ْهِ ط ََبقا ً َفل ي َ ْ َ‬ ‫خاه ُ قَْرضا ً فَأهْ َ‬ ‫م أَ َ‬
‫حد ُك ُ ْ‬‫الله ‪» :‬إذا أقرض أ َ‬
‫ل ذال ِك«ِ ورواه ابن ماجأه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه قب ْ َ‬ ‫ه وَب َي ْن َ ُ‬
‫جأَرى ب َي ْن َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َكو َ‬ ‫داب ِّته َفل ي َْرك َُبها إل أ ّ‬
‫َ‬
‫والبيهقي‪.‬‬

‫) ‪(1/225‬‬

‫وحكي أنه كان لبي حنيفة على يهودي مال كثير قرضا ً وأخذ يوما ً شيئا ً من‬
‫طين جأدار اليهودي وتّرب به ورقة ناسيا ً دينه عليه‪ ،‬فلما تذكره أبرأه عن جأميع‬
‫ذلك المال حذرا ً من أن يكون ذلك ربًا‪ ،‬وأن الحيلة في الربا وغيره حرام عند‬
‫مالك وأحمد بن حنبل وقال بعضهم‪ :‬ورد أن أكلة الربا يحشرون في صورة‬
‫الكلب والخنازير من أجأل حيلتهم على أكل الربا كما مسخ أصحاب السبت‬
‫حين تحيلوا على اصطياد الحيتان التي نهاهم الله عن اصطيادها يوم السبت‪،‬‬
‫فحفروا لها حياضا ً تقع فيها يوم السبت حتى يأخذوها يوم الحد‪ ،‬فلما فعلوا ذلك‬
‫مسخهم الله قردة وخنازير‪ ،‬وهكذا الذين يتحيلون على الربا بأنواع الحيل فإن‬
‫ل المحتالين والمخادعين‪.‬‬‫حي َ ُ‬
‫الله تعالى ل يخفى عليه ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪198 :‬‬
‫فصل في الحتكار والتفريق بين الوالدة وولدها‬

‫) ‪(1/226‬‬

‫ريد ُ‬ ‫حك َْرة ً ي ُ ِ‬‫حت َك ََر َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫أخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة عن رسول الله ‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ة الله‬ ‫ه ذم ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫م‪ ،‬وَقَد ْ ب َرِئ َ ْ‬ ‫طىٌء‪ :‬أي آث ِ ٌ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن فَهُوَ َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬‫ن ي َغِْلي ب َِها ع ََلى ال ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ه«ِ وهما‪ :‬من احتكر طعاما ً أربعين ليلة فقد برىء من الله وبرىء الله‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وََر ُ‬
‫منه‪ ،‬وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جأائعا فقد برئت منهم ذمة الله تبارك‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫صد ّقاَ ب ِهِ ل ْ‬ ‫وما ً وَت َ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مِتي أْرب َِعي َ‬ ‫على أ ّ‬ ‫حت َك ََر ط ََعاما ً َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬‫وتعالى‪ .‬وابن عساكر‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫حزِ َ‬ ‫سَعاَر َ‬ ‫ص الله ال ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫حت َك ُِر إ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ه«ِ والطبراني‪» :‬ب ِئ ْ َ‬
‫س العَب ْد ُ ال ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫ن ي َغِْلي ع َلي ْهِ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سعارِ ال ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫يٍءء ِ‬
‫ش ْ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫خ َ‬
‫ن دَ َ‬‫م ْ‬ ‫ها َفرح«ِ والحاكم‪َ » :‬‬ ‫أغل َ‬
‫م رأسه أسفله«ِ والصبهاني إن طعاما ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫جأهَن ّ َ‬
‫ه ِفي َ‬ ‫قذ ِفَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫قا ع َلى الله أ ْ‬ ‫ح ّ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬
‫ألقي على باب المسجد فخرج عمر رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين يومئذ‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ما هذا الطعام؟ِ فقالوا‪ :‬طعام جألب إلينا أو علينا‪ ،‬فقال له بعض الذين‬
‫معه‪ :‬يا أمير المؤمنين قد احُتكر‪ .‬قال‪ :‬ومن احتكره؟ِ قالوا‪ :‬احتكره فروخ‬
‫وفلن مولى عمر بن الخطاب‪ .‬فأرسل إليهما فأتياه‪ ،‬فقال‪ :‬ما حملكما على‬
‫احتكار طعام المسلمين‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أمير المؤمنين نشتري بأموالنا ونبيع‪ ،‬فقال‬
‫ه‬
‫ضَرب َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مهُ ْ‬‫ن ط ََعا َ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫حت َك ََر ع ََلى ال ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬‫عمر‪ :‬سمعت رسول الله يقول‪َ » :‬‬
‫س«ِ فقال عند ذلك فروخ‪ :‬يا أمير المؤمنين فإني أعاهد‬ ‫ذام ِ َوالْفل ِ‬ ‫ج َ‬ ‫الله ِبال ُ‬
‫الله وأعاهدك على أن ل أعود في احتكار طعام أبدًا‪ ،‬فتحول إلى بّر مصر‪ ،‬وأما‬
‫مولى عمر فقال‪ :‬نشتري بأموالنا ونبيع فزعم أبو يحيى أحد رواته أنه رأى‬
‫مولى عمر مجذوما ً مشدوخا ً وأخرج أحمد والترمذي عن أبي أيوب عن رسول‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ة«ِ‬
‫م ِ‬
‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬ ‫ن أَ ِ‬
‫حب ِّته ي َوْ َ‬ ‫ها فَّرقاَ الله ب َي ْن َ ُ‬
‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫وال ِد َةِ وَوَل َد ِ َ‬ ‫ن فَّرقاَ ب َي ْ َ‬
‫ن ال َ‬ ‫م ْ‬
‫الله ‪َ » :‬‬
‫وال ِد َةِ‬
‫ن ال َ‬ ‫َ‬
‫ن فّرقاَ ب َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الله َ‬ ‫َ‬
‫وابن ماجأه‪» :‬لعَ َ‬
‫) ‪(1/227‬‬

‫ه«ِ‪.‬‬ ‫خ وَأ ُ ْ‬
‫خت ِ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫وَوَل َد ِ َ‬
‫ها وَب َي ْ َ‬
‫)تنبيهان‪ :‬أحدهما( أن الحتكار المحّرم هو أن يمسك ما اشتراه في الغلء ل‬
‫الرخص من القوات ولو تمرا ً وزبيبا ً بقصد أن يبيعه بأغلى مما اشتراه عند‬
‫اشتداد الحاجأة إليه‪ ،‬وألحق الغزالي بالقوت كل ما يعين عليه كاللحم والفواكه‪،‬‬
‫وصرح القاضي بكراهة الحتكار في الثياب‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن التفريق بين الوالدة‬
‫وولدها الغير المميز لصغر أو جأنون بنحو بيع لغير من يعتق عليه حرام‪ ،‬وإن‬
‫رضيت الم إل بالعتق والوقف‪ ،‬ويبطل ذلك التصرف والب والجد والجدة‪ ،‬وإن‬
‫بعد كالم عند فقدها‪ ،‬ويحرم التفريق أيضا ً بالسفر بين المة وولدها الغير‬
‫المميز وبين الزوجأة وولدها بخلف المطلقة‪ ،‬ويحرم بيع ولد البهيمة ما لم‬
‫يستغن عن اللبن أو لم يقصد الذبح وبطل‪ ،‬وبحث السبكي حرمة ذبح أمه مع‬
‫بقائه‪ ،‬ويحرم بيع نحو العنب ممن علم‪ ،‬أو ظأن أنه يتخذه مسكرا ً للشرب‬
‫والحشيشة‪ ،‬ممن يعلم أنه يستعملها والمرد ممن عرف بالفجور به‪ ،‬ولو‬
‫باستعاضة‪ ،‬والديك للمهارشة والكبش للمناطحة‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى معصية ولو‬
‫ظأنًا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪202 :‬‬
‫فصل في الغش في البيع وغيره‬

‫) ‪(1/228‬‬

‫سلحا‬ ‫ل ع َل َي َْنا ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال‪َ » :‬‬
‫َ‬
‫صب َْرةِ طَعام‪،‬‬ ‫مّر ع َلى َ‬ ‫َ‬ ‫مّنا«ِ وهو والترمذي عنه‪ :‬أّنه َ‬ ‫س ِ‬‫شَنا فَل َي ْ َ‬ ‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬
‫مّنا وَ َ‬
‫س ِ‬ ‫فَل ََي ْ َ‬
‫ّ‬ ‫ه ب ََللً‪ ،‬فَ َ‬ ‫َ‬
‫م‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ب الطَعا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ذا َيا َ‬ ‫ما ها َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫صاب ِعُ ُ‬
‫تأ َ‬ ‫ل ي َد َه ُ ِفيها‪ ،‬فََنال َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فَأد ْ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى‬ ‫ه فَوْقاَ الطَعام ِ َ‬ ‫جعَلن ّ ُ‬ ‫ل‪ :‬أَفل ت َ ْ‬‫ل الله‪َ ،‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫مطُر َيا َر ُ‬ ‫ماء أي ال َ‬ ‫س َ‬‫ه ال ّ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬‫أ َ‬
‫م َيز ْ‬
‫ل‬ ‫ه لَ ْ‬‫م ُيبّين ُ‬ ‫ن َباع َ ع َي ْب َا ً ل َ ْ‬ ‫م ْ‬‫مّنا‪ .‬وابن ماجأه‪َ » :‬‬ ‫س ِ‬ ‫شَنا فَل َي ْ َ‬‫ن غَ ّ‬ ‫م ْ‬‫ي ََراه ُ الّناس؛ َ‬
‫ه«ِ والبيهقي والصبهاني عن أبي هريرة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِكة ت َلعَن ُ ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫م ت ََز ِ‬ ‫َ‬
‫ت الله وَل َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َفي َ‬
‫ً‬
‫موقوفا عليه‪ :‬أنه مّر بناحية الحرة‪ ،‬فإذا بإنسان يحمل لبنا يبيعه‪ ،‬فنظر إليه أبو‬ ‫ً‬
‫هريرة‪ ،‬فإذا هو قد خلطه بالماء‪ ،‬فقال له أبو هريرة‪ :‬كيف تكون إذا قيل لك يوم‬
‫القيامة خلص الماء من اللبن؟ِ‪.‬‬
‫وحكى الغزالي في الحياء أن شخصا ً كانت له بقرة يحلبها‪ ،‬ويخلط في لبنها‬
‫ماء ويبيع‪ ،‬فجاء سيل فغّرقا البقرة‪ ،‬فقال بعض أولده‪ :‬إن تلك المياه المتفرقة‬
‫التي صببناها في اللبن اجأتمعت دفعة واحدة وأخذت البقرة‪.‬‬
‫وحكى شقيق البلخي‪ :‬أنه كان لبي حنيفة شريك في التجارة يقال له بشر‪،‬‬
‫فخرج بشر في تجارته بمصر‪ ،‬فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوبا ً من ثياب خَز‪،‬‬
‫فكتب إليه‪ :‬إن في الثياب ثوب خَز معيبا ً بعلمة كذا‪ ،‬فإذا بعته فبّين للمشتري‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫العيب‪ ،‬قال‪ :‬فباع بشر الثياب كلها ورجأع إلى الكوفة‪ ،‬فقال أبو حنيفة‪ :‬هل بّينت‬
‫ذلك العيب الذي في الثوب الخّز؟ِ فقال‪ :‬بشر نسيت ذلك العيب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫فتصدقا أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الصل والفرع جأميعًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ل قد دخلت فيه الشبهة فل حاجأة لي‬ ‫وكان نصيبه من ذلك ألف درهم‪ ،‬وقال ما ٌ‬
‫به‪.‬‬

‫) ‪(1/229‬‬

‫)تنبيه( ضابط الغش المحّرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشترٍء فيها‬
‫شيئا ً لو اطلع عليه من يريد أخذها لما أخذها بذلك المقابل‪ ،‬فيجب عليه أن‬
‫يعلمه به‪ ،‬ويجب أيضا ً على أجأنبي علم بالسلعة عيبا ً أن يخبر مريد أخذها‪ ،‬وإن‬
‫لم يسأل عنها كما يجب إذا رأى إنسانا ً يخطب امرأة وعلم بها أو به عيبا ً أو رأى‬
‫إنسانا ً يريد أن يخالط آخر لمعاملة أو صداقة أو قراءة نحو علم‪ ،‬وعلم بأحدهما‬
‫عيبا ً أن يخبره به‪ ،‬وإن لم يستشره فل يكفي في تبيين العيب هو معيب مثلً‪،‬‬
‫ول إنما اتهمته بالعيب‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪203 :‬‬
‫فصل‪ :‬في إنفاقا السلعة بالحلف الكاذب‬

‫م‬‫م وَل َهُ ْ‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫مةِ َول ي َُز ّ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ة ل ي َْنظُر الله إل َي ْهِ ْ‬ ‫أخرج مسلم عن أبي ذّر‪َ :‬ثلث َ ٌ‬
‫م‬
‫ن هُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سُروا َ‬ ‫خ ِ‬ ‫خاُبوا وَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫قل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت‪ ،‬فَ ُ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫ل الله َثل َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ها َر ُ‬ ‫قَرأ َ َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ب أِلي ٌ‬
‫َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫عَ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ف الكاذ ِ ِ‬‫َ‬ ‫حل ِ‬‫ْ‬ ‫سلعَُته ِبال َ‬ ‫ْ‬ ‫فق ُ ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ن َوال ُ‬ ‫مّنا ُ‬
‫ل َوال َ‬ ‫سب ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ :‬ال ُ‬ ‫ل الله؟ِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫ة‪َ ،‬ول ي َُزكيِهم وَلهُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫َ‬
‫ة ل ي َن ْظُر الله إلي ْهِم ِ ي َوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫والطبراني والبيهقي‪َ :‬ثلث َ ٌ‬
‫ري إل ّ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ضاع ََته ل ي َ ْ‬ ‫ل الله ب ِ َ‬ ‫جأعَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٌ‬‫ست َكب ٌِر‪ ،‬وََر ُ‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن‪َ ،‬وعائ ِ ٌ‬ ‫ط َزا ٍء‬ ‫م ُ‬ ‫ش َ‬‫م‪ :‬أ َ ْ‬ ‫ب أِلي ٌ‬
‫َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫عَ َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫فق ُ ث ّ‬ ‫ه ي َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ف ِفي الب َْيع فإ ِن ّ ُ‬ ‫حل ِ‬ ‫ْ‬ ‫م وَكثَرة َ ال َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‪ .‬ومسلم‪ :‬إّياك ْ‬ ‫مين ِ ِ‬ ‫ّ‬
‫بيمينه َول ي َِبيعُ إل ب ِي َ ِ‬
‫م والكذب‪ .‬وابن حبان عن أبي سعيد‬ ‫ُ‬
‫معْشر التجارِ إّياك ْ‬ ‫َ‬ ‫ق‪ .‬والطبراني‪َ :‬يا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م َباع ََها‬ ‫ل‪ :‬ل َوالله‪ ،‬ث ُّ‬ ‫قا َ‬ ‫م؟ِ فَ َ‬ ‫ه‬ ‫را‬ ‫د‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ثل‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ها‬ ‫ع‬ ‫بي‬ ‫ت‬ ‫ت‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫شا‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫بي‬ ‫را‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫قال‪:‬‬
‫ِ ََ ِ َ‬ ‫ُ َِ ُ َ ِ‬ ‫ٍء‬ ‫َ ّ ْ َ ِ َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫يا‬ ‫ن‬ ‫د‬
‫ِ َ َ ِ َُْ ُ‬ ‫ب‬ ‫ته‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫آ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ل‪:‬‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫سول‬ ‫ت ل َِر ُ‬ ‫فَذ َك َْر ُ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪205 :‬‬
‫فصل‪ :‬في بخس نحو الكيل والوزن والذرع‬

‫) ‪(1/230‬‬

‫دة عذاب أو واد ٍء في جأهنم من شّر أوديتها‪ ،‬ولو‬ ‫ل{ أي ش ّ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬وَي ْ ٌ‬
‫ن{ الذين يزيدون‬ ‫في َ‬
‫ف ِ‬‫مط َ ّ‬ ‫دة حّره ــــ }ل ِل ْ ُ‬ ‫سيرت فيه جأبال الدنيا لذابت من ش ّ‬
‫ن إذا اك َْتاُلوا ع ََلى‬ ‫ذي َ‬ ‫لنفسهم من أموال الناس ببخس الكيل أو الوزن }ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫م ــــ‬
‫م أوْ وََزُنوهُ ْ‬ ‫كاُلوهُ ْ‬
‫ذا َ‬ ‫ن{ الكيل ــــ َوإ َ‬ ‫ست َوُْفو َ‬ ‫س{ أي منهم لنفسهم }ي َ ْ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ن{ أي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ أي ينقصون الكيل والوزن }أل ي َظ ّ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خ ِ‬
‫أي اكتالوا أو وزنوا لهم }ي ْ‬
‫َ‬ ‫يتيقن }أ ُوْل َئ ِ َ‬
‫ظيم{ أي هوله‬ ‫ن ليوم ٍء ع َ ِ‬ ‫مب ُْعوُثو َ‬
‫م َ‬
‫ك{ الذين يفعلون ذلك }أن ّهُ ْ‬
‫ن{ )سورة المطففين‪ 1 :‬ــــ ‪ (6‬أي من‬ ‫مي َ‬ ‫ب الَعال َ ِ‬ ‫س ِلر ّ‬
‫م الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬
‫م يَ ُ‬
‫وعذابه }ي َوْ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دي‪ :‬سبب نزول هذه الية‪ :‬أنه لما قدم المدينة‬ ‫قبورهم حفاة عراة‪ .‬قال الس ّ‬
‫كان بها رجأل يقال له أبو جأهينة له مكيالن يكيل بأحدهما ويكتال بالخر‪ ،‬فأنزل‬
‫الله الية‪ ،‬وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله لصحاب الكيل‬
‫ة«ِ وابن ماجأه والحاكم‬ ‫ف ُ‬‫م السال ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن هَل َ َ‬ ‫والوزن‪» :‬إنك ُم قَد ول ّيت َ‬
‫م ُ‬ ‫ما ال َ‬ ‫ك ِفيهِ َ‬ ‫مَري ْ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ ْ ْ َ ُْ ْ‬
‫ل‬ ‫صا‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫َ َ ْ َ ُ ْ ِ ِ َ َ ْ ُ ِ َ ٍء‬‫خ‬ ‫ن‬ ‫مي‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫»‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫عن ابن عمر قال‪ :‬أقبل‬
‫ة ِفي قَوْم قَ ّ‬ ‫م ت َظ ْهَرِ ال َ‬ ‫َ‬ ‫ن وَأ َ ُ‬
‫ط‬ ‫ٍَء‬ ‫ش ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن‪ :‬ل َ ْ‬ ‫كوهُ ّ‬ ‫ن ت ُد ْرِ ُ‬ ‫عوذ ُ ِبالله أ ْ‬ ‫م ب ِهُ ّ‬‫ذا اب ْت َل َي ْت ُ ْ‬ ‫إ َ‬
‫م‬
‫سلفِهِ ْ‬ ‫ت ِفي أ ْ‬ ‫ض ْ‬‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫جأاع ال ِّتي ل َ ْ‬ ‫عون َوالوْ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫شا ِفيهِ ُ‬ ‫فَي ُعْل ُِنوا ب َِها إل ّ فَ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ي العا ُ‬ ‫ن‪ :‬وَه ِ َ‬ ‫سِني َ‬ ‫ذوا ِبال ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن إل ّ أ َ‬ ‫ميَزا َ‬‫ل َوال ِ‬ ‫قصوا الك َي ْ َ‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫ضوا‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫جأوَْر‬ ‫مؤَنة‪ ،‬وَ َ‬ ‫شد ّة ُ ال ُ‬ ‫مطرٍء أوْ ل‪ ،‬وَ ِ‬ ‫شْيئا وَقَعَ َ‬ ‫ض ِفيهِ َ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫ذي ل ت َن ْب ُ ُ‬ ‫حط ال ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫من َُعوا َز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ول الَبهائ ِ ُ‬ ‫ماِء وَل ْ‬ ‫س َ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫قطَر ِ‬ ‫من ُِعوا ال َ‬ ‫م إل ّ ُ‬ ‫وال ِهِ ْ‬‫م َ‬ ‫كاة َ أ ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَل ْ‬ ‫سلطا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ً‬
‫دوا ِ‬ ‫َ‬
‫سلط الله ع َلي ْهِم ِ ع َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫سول ِهِ إل َ‬ ‫ضوا ع َْهد الله وَع َْهد َر ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ي َن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫مطُروا‪ ،‬وَل ْ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫غ َي ْرِه ِ ْ‬

‫) ‪(1/231‬‬

‫ما أ َن َْز َ‬
‫ل‬ ‫فََأخذوا بعض ما في أ َيديهم‪ ،‬ول َم يحك ُ َ‬
‫خّيروا ِفي َ‬
‫ب الله وَت َ َ‬
‫م ب ِغَي ْرِ ك َِتا ِ‬
‫مت ُهُ ْ‬
‫م أئ ِ ّ‬
‫ْ ِ ِ ْ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫َْ َ َ ِ‬
‫م«ِ وقال عكرمة‪ :‬أشهد أن كل كّيال ووزان في‬ ‫ْ‬ ‫جأعَ َ‬
‫م ب َي ْن َهُ ْ‬
‫سهُ ْ‬
‫ل الله ب َأ َ‬ ‫الله إل َ‬
‫ي‬‫ن ابنك كّيال ووّزان‪ .‬فقال‪ :‬اشهدوا أنه في النار‪ .‬وقال عل ّ‬ ‫النار‪ .‬فقيل له‪ :‬إ ّ‬
‫رضي الله عنه‪ :‬ل تلتمس الحوائج ممن رزقه في رؤوس المكيال وألسن‬
‫الموازين‪ .‬وما أحسن قول من قال‪ :‬الويل ثم الويل لمن يبيع بحبة ينقصها جأنة‬
‫عرضها السماوات والرض‪ ،‬ويشتري بحبة يزيدها واديا ً في جأهنم يذيب جأبال‬
‫الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪205 :‬‬
‫وحكى اليافعي عن مالك بن دينار‪ :‬أنه دخل على جأار له احتضر‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫مالك‪ ،‬جأبلن من النار بين يديّ أكلف الصعود عليهما‪ .‬قال مالك‪ :‬فسألت أهله‬
‫عن حاله فقالوا‪ :‬كان له مكيالن يكيل بأحدهما‪ ،‬ويكتال بالخر‪ ،‬فدعوت بهما‬
‫فضربت أحدهما بالخر حتى كسرتهما‪ ،‬ثم سألت الرجأل‪ ،‬فقال‪ :‬ما يزداد المر‬
‫دة فمات في مرضه‪.‬‬ ‫إل ش ّ‬
‫وحكي أيضا ً عن بعضهم‪ :‬أنه قال لبعض الناس هو في النزع‪ ،‬وكان يعامل‬
‫الناس بالميزان قل ل اله إل الله‪ ،‬فقال‪ :‬ما أقدر أن أقولها لسان الميزان على‬
‫لساني يمنعني من النطق بها‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬أما كنت توفي الوزن؟ِ قال‪ :‬بلى‬
‫ولكن ربما كان يقع في الميزان شيء من الغبار ول أشعر به‪ .‬تفكروا عباد الله‬
‫إذا كان هذا حال من ل يشعر في ميزانه بالغبار‪ ،‬فكيف حال من وزن ناقصًا‪،‬‬
‫عجبا ً لمن يبيع جأنة بحبة ينقصها ويشتري واديا ً في جأهنم بحبة يزيدها‪.‬‬
‫ن البخس فيما ذكر حرام‪ ،‬بل هو كبيرة كما صرحوا به‪ ،‬ومن البخس‬ ‫)تنبيه( إ ّ‬
‫المحّرم ما يعتاد فسقة التجار‪ ،‬والبزازين في ذرع الثياب ونحوها من طلب‬
‫تشديد جأّرها حين البيع وإرخائها حين الشراء‪ ،‬فهم داخلون في الوعيد الشديد‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪205 :‬‬
‫فصل في السماحة وإقالة النادم‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/232‬‬

‫ذا َباع َ وَِإذا‬ ‫محا ً إ َ‬‫س ْ‬‫م الله ع َْبدا ً َ‬ ‫ح َ‬ ‫أخرج البخاري عن جأابر عن رسول الله ‪َ» :‬ر ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن قب ْلك ْ‬‫َ‬ ‫ن كا َ‬‫َ‬ ‫م ْ‬‫م ّ‬‫ل ِ‬‫جأ ٍء‬
‫فَر الله ل َِر ُ‬ ‫َ‬
‫ضى«ِ وأحمد والترمذي عنه‪ :‬غ َ‬ ‫شت ََرى وَِإذا اقْت َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬
‫ك ب َأّول‬ ‫ذا اقَْتضى‪ .‬والبيهقي‪ :‬ع َل َي ْ َ‬ ‫سْهل ً إ َ‬ ‫سْهل ً إ َ‬
‫ذا ا ْ‬ ‫سْهل ً إ َ‬ ‫َ‬
‫شت ََرى‪َ ،‬‬ ‫ع‪َ ،‬‬ ‫ذا َبا َ‬ ‫ن َ‬‫كا َ‬
‫ة‪ .‬وقال أبو عمر‪ :‬كان الزبير تاجأرا ً مجدودا ً في‬ ‫ح ِ‬‫ما َ‬
‫س َ‬‫معَ ال ّ‬‫ح َ‬
‫ن الّرب ْ َ‬‫سوْم ِ فَإ ِ َ‬‫ال ّ‬
‫التجارة يعني محظوظأًا‪ ،‬فقيل له‪ :‬بم أدركت في التجارة ما أدركت؟ِ قال‪ :‬إني‬
‫لم أشتر معيبا ً ولم أزد ربحا ً والله يبارك ما يشاء‪.‬‬
‫ن السري السقطي كان في ابتداء أمره في بغداد صاحب دكان‪ ،‬وكان‬ ‫وحكي أ ّ‬
‫ل يزيد في البيع والشراء إل ربح نصف درهم لكل عشرة‪ ،‬واشترى بستمائة‬
‫دينار لوزا ً فغل اللوز‪ ،‬فجاء الدلل وقال‪ :‬بع بربح ثلثة لكل عشرة‪ .‬فقال‪ :‬ل‬
‫أزيد الربح فوقا نصف درهم لكل عشرة‪ ،‬ول أنقض عزمي‪ ،‬فقال الدلل‪ :‬أنا‬
‫أيضا ً ل أجأيز بيع متاعك بالناقص‪ ،‬فل باع الدلل ول نقض السري عزمه‪ .‬وأخرج‬
‫البيهقي‪ :‬من أقال نادما ً أقال الله عثرته يوم القيامة‪.‬‬

‫) ‪(1/233‬‬

‫وحكي عن بعض التجار الصالحين‪ :‬أنه اشترى يوما ً عسل ً بثلثين ألف درهم‪،‬‬
‫فلما كان الغد أضعف ثمنه ربح ثلثين ألف درهم أخرى‪ ،‬فسمع ذلك البائع فندم‬
‫على بيعه وتحسر‪ ،‬فقال له بعض إخوانه‪ :‬أتحب أن نرجأع إليك عسلك ول يفوتك‬
‫ربحه؟ِ فقال‪ :‬إي والله‪ .‬فقال تبكر غدا ً وتصلي مع الشيخ صلة الصبح‪ ،‬فإذا‬
‫سلم من صلته وفرغ من دعائه فسلم عليه‪ ،‬وقل إني ندمت على بيعك العسل‬
‫أمس ول تزد على هذا شيئًا‪ .‬فقال نعم‪ ،‬ثم بكر فصلى معه في المسجد‪ ،‬فلما‬
‫فرغ قال له‪ :‬إني ندمت على بيعك العسل‪ .‬فقال لغلمه‪ :‬قم وأعطه جأميع‬
‫ده عليه‪.‬‬ ‫عسله‪ .‬فقال له بعض الحاضرين قد صار ثمنه ضعف ما وزنت أتر ّ‬
‫ه‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫بي‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫نادم‬ ‫ن أ ََقا َ‬
‫ل‬ ‫م ْ‬
‫فقال‪ :‬نعم إليك عني سمعت عن رسول الله أنه قال‪َ » :‬‬
‫ة«ِ أفل أشتري إقاله عثرتي يوم القيامة بثلثين ألف‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬ ‫ل الله ع َث َْرت َ ْ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫أقا َ‬
‫درهم‪ ،‬فأخذ منه ثلثين ألفا ً ورد ّ العسل إليه‪.‬‬
‫)خاتمة( واعلم أنه يحرم البيع على البيع‪ ،‬وهو بأن يقول للمشتري زمن الخيار‬
‫رد ّ هذا‪ ،‬وأنا أبيعك أحسن منه بمثل ذلك الثمن أو مثله بأنقص‪ ،‬والشراء على‬
‫الشراء‪ ،‬وهو أن يقول للبائع زمن الخيار أفسخ لشتري منك هذا المبيع بأزيد‪،‬‬
‫والنجش وهو أن يزيد في الثمن ل لرغبة‪ ،‬بل ليخدع غيره‪ ،‬والسوم على سوم‬
‫الغير بغير إذنه‪ ،‬وهو أن يزيد في الثمن بعد أن يصير المبيع للمشتري أو يبيعه‬
‫بأرخص منه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪207 :‬‬
‫دين ومطل الغني‬ ‫فصل في ال ّ‬

‫) ‪(1/234‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫وا َ‬ ‫أخرج البخاري وابن ماجأه عن أبي هريرة عن رسول الله ‪» :‬من أ َ َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫خذ َ أ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ه الله«ِ والديلمي‪:‬‬ ‫ف ُ‬‫ريد ُ إْتلفََها أ َت ْل َ َ‬ ‫ها ي ُ ِ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫دى الله ع َن ْ ُ‬
‫الناس يريد أ َداَء َ َ‬
‫ها أ ّ‬ ‫ّ ِ ُ ُ َ‬
‫ن‬
‫دا َ‬‫من ا ّ‬ ‫ه«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫ضاُء د َي ْن ِ ِ‬ ‫ه إل ّ قَ َ‬ ‫ّ‬
‫فك ُ‬ ‫ل ِفي قَب ْرِهِ ل ي َ ُ‬ ‫مغْلو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب الد ّي ْ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫» َ‬
‫ن د َْينا وَهُوَ ل‬ ‫ً‬ ‫دا َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ن ي ُؤ ّ ّ‬ ‫د َْينا ً وَ َهُوَ ي َن ْ ِ‬
‫مَِ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫داه ُ الله ع َن ْ ُ‬ ‫ديهِ أ ّ‬ ‫وي أ ْ‬
‫دي‬ ‫خذ ُ ل ِعَب ْ ِ‬ ‫ت أني ل آ ُ‬ ‫مةِ أظأ َن َن ْ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ل ي َوْ َ‬ ‫جأ ّ‬ ‫ل الله ع َّز وَ َ‬ ‫ت‪َ .‬قا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ن ي ُؤ َ ّ‬ ‫وي أ ْ‬ ‫ي َن ْ ِ‬
‫ت‬ ‫سَنا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ه َ‬ ‫نل ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ت َك ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫َ‬ ‫خر‪ ،‬فإ ِ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫سَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫سَنات ِهِ فَت ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ ُ ِ‬ ‫قهِ فَي ُؤ ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أُ ِ‬
‫وى‬ ‫مَرأة ً فَن َ َ‬ ‫جا ْ‬ ‫ل ت ََزوّ َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ما َر ُ‬ ‫ه«ِ وابن عدي‪» :‬أي ّ َ‬ ‫ل ع َلي ْ ِ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫خرِ فَت ُ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫سي َّئا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫شَترى ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ن‪ ،‬وَأّيما َر ُ‬ ‫ت وَهُوَ َزا ٍء‬ ‫مو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫داِقها َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫طيَها ِ‬ ‫ن ل ي ُعْ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫خائ ِ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬وال َ‬ ‫خائ ِ ٌ‬ ‫ت وَهُوَ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ت ي َوْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫من ِهِ َ‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طيهِ ِ‬ ‫ن ل ي ُعْ ِ‬ ‫وى أ ْ‬ ‫ل ب َْيعًا‪ ،‬فَن َ َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ضى ِ‬ ‫َ‬
‫م أو ِديَناٌر ق َ‬ ‫ت وَع َلي ْهِ د ِْرهَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي الّناِر«ِ وابن ماجأه‪ :‬بإسناد حسن » َ‬
‫م«ِ والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجأه‬ ‫م ِديَناٌر َول د ِْرهَ ٌ‬ ‫س ثَ ّ‬ ‫ه‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫سَنات ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ل الله‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫الله‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫»‬ ‫قال‪:‬‬ ‫قتادة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬
‫َ ِ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ِ ُ ِ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬
‫ل الله ‪:‬‬ ‫سو ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ياي؟ِ‬ ‫َ‬ ‫طا‬‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ني‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫فُر‬ ‫مد ْب ِرٍء ي ُك ْ ّ‬ ‫قِبل ً غ َي َْر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سبا ً ُ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫صاِبرا ً ُ‬ ‫َ‬
‫فُر‬ ‫ل‪ .‬وقال‪ :‬ي ُغْ َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ب‬ ‫جأ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫كذا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫دا‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م؛‬
‫ِ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫ن«ِ وفي شرح السنة عن أبي سعيد الخدري قال‪:‬‬ ‫ب إل ّ الد ّي ْ َ‬ ‫ل ذ َن ْ ٍء‬ ‫شِهيد ِ ك ُ ّ‬ ‫ل ِل ْ ّ‬
‫»أتي رسول الله بجنازة ليصلى عليها؛ فقال‪ :‬هل على صاحبكم دين؟ِ قالوا‪:‬‬
‫نعم؛ قال‪ :‬هل ترك له من وفاء؟ِ قالوا‪:‬‬

‫) ‪(1/235‬‬

‫ي‬
‫ي بن أبي طالب رضي الله عنه‪ :‬عل ّ‬ ‫ل‪ .‬قال‪ :‬فصلوا على صاحبكم‪ .‬قال عل ّ‬
‫دم فصلى عليه وقال‪ :‬ف ّ‬
‫ك الله رهانك من النار كما‬ ‫دينه يا رسول الله‪ ،‬فتق ّ‬
‫ك‬‫فككت رهان أخيك المسلم‪ ،‬ليس من عبد مسلم يقضي عن أخيه دينه إل ف ّ‬
‫رهانه يوم القيامة«ِ وفيه أيضًا‪ :‬أنه صلى الله عليه وسلم ذكر رجأل ً من بني‬
‫إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار‪ ،‬فقال ائتني بالشهداء‬
‫أشهدهم؛ قال كفى بالله شهيدًا؛ قال فائتني بالكفيل؛ قال كفى بالله كفيلً؛ قال‬
‫مى‪ ،‬فخرج بالبحر فقضى حاجأته‪ ،‬ثم التمس‬ ‫صدقت فدفعها إليه إلى أجأل مس ّ‬
‫مركبا ً يركبها يقدم عليه للجأل الذي أجأله‪ ،‬فلم يجد مركبا‪ ،‬فأخذ خشبة فنقرها‪،‬‬
‫ً‬
‫فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه‪ ،‬ثم زجأج موضعها ثم أتى بها‬
‫إلى البحر‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إنك تعلم أني سألت فلنا ً ألف دينار؛ فسألني كفيل ً‬
‫فقلت‪ :‬كفى بالله كفيل ً فرضي بك؛ وسألني شهيدا ً فقلت‪ :‬كفى بالله شهيدًا؛‬
‫فرضي بك؛ وإني جأهدت أن أجأد مركبا ً أبعث إليه الذي له فلم أقدر‪ ،‬وأني‬
‫استودعتكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف‪ ،‬وهو في ذلك‬
‫يلتمس مركبا ً يخرج إلى بلده‪ ،‬فخرج الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا ً قد جأاء‬
‫بماله‪ ،‬فإذا بالخشبة التي كان فيها المال فأخذها لهله حطبًا‪ ،‬فلما نشرها وجأد‬
‫المال والصحيفة‪ .‬ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بألف دينار وقال‪ :‬والله ما‬
‫زلت جأاهدا ً في طلب مركب لتيك بمالك‪ ،‬فما وجأدت مركبا ً قبل الذي أتيت‬
‫ي شيئًا؟ِ قال‪ :‬أخبرك أني لم أجأد مركبا ً قبل الذي‬ ‫فيه‪ .‬قال‪ :‬هل كنت بعثت إل ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف باللف‬ ‫جأئت فيه‪ .‬قال‪ :‬فإن الله قد أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ملىءٍء‬
‫م ع َلى َ‬ ‫ُ‬
‫حد ُك ْ‬ ‫م فإ َ‬
‫ذا أت ْب َعَ أ َ‬ ‫ي ظأل ٌ‬
‫ل الغَن ِ ّ‬‫مط ُ‬ ‫الدينار راشدًا‪ .‬وأخرج الشيخان‪ُ » :‬‬
‫د«ِ أي مطل القادر على وفاء دينه‬ ‫جأ ِ‬
‫ي الوا ِ‬
‫ع«ِ وابن حبان والحاكم‪» :‬ل ّ‬ ‫فَل ْي َت ّب ِ ْ‬
‫ه«ِ‪.‬‬
‫قوَبت ُ‬
‫ه وَع ُ ُ‬
‫ل عْرض ُ‬‫ح ُ‬ ‫»ي َ ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪209 :‬‬

‫) ‪(1/236‬‬

‫خاتمة في إنظار المعسر‬


‫ه‪ :‬أي‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضعَ ل ُ‬ ‫سرا أوْ وَ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن أن ْظَر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫أخرج أحمد عن ابن عباس عن رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ط ع َنه دين َ‬
‫م«ِ وأحمد‬ ‫ح جأهَن ّ َ‬ ‫ن في ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأل ِ‬ ‫ّ‬ ‫ه وََقاه ُ الله ع َّز وَ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ِبالب ََراَءةِ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ه أوْ ب َعْ َ‬ ‫ح ّ ْ ُ ََْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل إل ّ‬ ‫م ل ظأ ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ي َوْ َ‬ ‫ه الله ِفي ظأ ِل ُ‬ ‫ه أظأل ُ‬ ‫ضعَ ع َن ْ ُ‬ ‫سرا أوْ وَ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن أن ْظَر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ومسلم‪َ » :‬‬
‫ن‬ ‫ل أَ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫قة‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ثل‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫سر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ن‬‫ظأل ّه«ِ وأحمد وابن ماجأه‪» :‬من أ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ٍء ِ ُ َ َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ ْ ِ‬ ‫ِ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الدين فَأ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ وأحمد‬ ‫ُ َ َ ً‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫مثل‬ ‫م‬
‫َ ْ ٍء‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ُ ِ‬‫ب‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ّْ ُ ْ َ ُ‬ ‫ظ‬ ‫ن‬ ‫ح‬
‫ِ َ‬ ‫إذا‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫ح ّ ّْ‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫يَ ِ‬
‫ل‪:‬‬‫قا ُ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ فَي ُ َ‬ ‫ف ب َي ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫حّتى ي َ ِ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫ب الد ّي ْ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫عوا الله ب ِ َ‬ ‫والطبراني‪» :‬ي َد ْ ُ‬
‫ب‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫قوقاَ الّناس؟ِ فَي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ضي ّعْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن؟ِ وَِفي َ‬ ‫ذا الد ّي ْ َ‬ ‫ت ها َ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫م أَ َ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫َيا اب ْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إ ِن ّ َ‬
‫قا‪،‬‬‫حْر ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫كن إ ّ‬ ‫ضي ّعْ وَل ِ‬ ‫س وَلم أ َ‬ ‫م ألب َ ْ‬ ‫ب وَل ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ل وَل ْ‬ ‫م آك ُ‬ ‫ه فَل ْ‬ ‫خذ ْت ُ ُ‬ ‫م أّني أ َ‬ ‫ك ت َعْل ُ‬
‫دي أنا‬ ‫قو ُ‬ ‫شت ََرى ب ِهِ فَي َ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬أي ب َي ْعٌ ب ِأق ّ‬
‫صد َقاَ ع َب ْ ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضيعَ ٌ‬ ‫ما وَ ِ‬ ‫سْرقاٌ وإ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫َوإ ّ‬
‫َ‬ ‫ضى ع َن ْ َ‬ ‫َ‬
‫سَناُته‬ ‫ح َ‬ ‫ح َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ميَزان ِهِ فَت َْر َ‬ ‫فةِ ِ‬ ‫ه ِفي ك ّ‬ ‫ضعُ ُ‬ ‫شيٍءء فَي َ َ‬ ‫عو الله ب ِ َ‬ ‫ك‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬ ‫ن قَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫حق ّ َ‬ ‫أ َ‬
‫ه«ِ والشيخان عن حذيفة قال‪ :‬سمعت‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َر ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫سّيئات ِهِ فَي َد ْ ُ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ل هَ ْ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض ُرو َ‬ ‫قب ِ َ‬ ‫ك ل ِي َ ْ‬ ‫م أَتاه ُ ال َ‬ ‫ن قَب ْل َك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫جأل ً ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫رسول الله يقول‪» :‬إ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أَباي ِعُ‬ ‫ُ‬
‫شْيئا غي َْر أّني كن ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ما أع ْل ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ل ان ْظْر َقا َ‬ ‫م‪ِ ،‬قي َ‬ ‫ما أع ْل ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ر؟ِ َقا َ‬ ‫خي ْ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مل ْ َ‬ ‫عَ ِ‬
‫ة«ِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫ه الله ال َ‬ ‫خل ُ‬ ‫سر فأد ْ َ‬ ‫معْ ِ‬ ‫عن ال ُ‬ ‫جاَوز َ‬ ‫سَر وَأت َ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫الّناس ِفي الد ّْنيا فأن ْظُر ال ُ‬

‫) ‪(1/237‬‬

‫)تنبيهات‪ :‬أحدها( إن الستدانة مع نية عدم الوفاء أو مع عدم رجأائه بأن لم‬
‫يضطر‪ ،‬ول كان له جأهة ظأاهرة يوفي منها‪ ،‬والدائن جأاهل بحاله حرام‪ .‬وثانيها‬
‫أن مطل الغنى بعد مطالبته بالدين بغير عذر حرام‪ ،‬وصرح جأماعة من أئمتنا‬
‫بأن من امتنع من قضاء دينه مع قدرته عليه بعد أمر الحاكم له به للحاكم أن‬
‫دي أو يموت‪ .‬وثالثها أنه‬
‫دد عليه في العقوبة‪ ،‬فينخسه بحديدة إلى أن يؤ ّ‬‫يش ّ‬
‫يحرم على من عليه دين حال السفر بغير إذن غريمه حيث لم يعلم رضاه‪ ،‬وإن‬
‫كان به رهن أو ضمين‪ ،‬فل يترخص كعبد آبق بقصر ول جأمع وإفطار وتنفل‬
‫سائرا ً وسقوط جأمعة‪ ،‬وأكل ميتة لضطرار‪ ،‬ويجوز لغريمه ولو ذميا ً منعه من‬
‫السفر حتى يوفيه أو يوكل فيه من ماله الحاضر‪ ،‬ل إن كان الدين مؤجألً‪ ،‬وإن‬
‫قصر أجأله‪ .‬ورابعها أن من ثبت إعساره حرم حبسه‪ ،‬وملزمته‪ ،‬ووجأب إنظاره‬
‫إلى ميسرة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪211 :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/238‬‬

‫باب في ذم المكس‬

‫أخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن عقبة بن عامر قال‪ :‬سمعت رسول الله‬
‫س«ِ وأحمد والطبراني عن أبي الخير قال‪:‬‬ ‫مك ْ ٍء‬ ‫ب َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬
‫خل ال َ‬ ‫يقول‪» :‬ل ي َد ْ ُ‬
‫عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا ً على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه‬
‫س ِفي الّناِر«ِ‬ ‫مك ْ ِ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫العشور‪ ،‬فقال‪ :‬إني سمعت رسول الله يقول‪» :‬إ ّ‬
‫وأحمد وابن عبد الحكم عن مالك بن عتاهية‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله يقول‪:‬‬
‫ه«ِ وأحمد عن الحسن بن أبي عامر أنه استعمل كلب‬ ‫شرا ً َفاقْت ُُلو ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬ ‫قيت ُ ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬‫»إ َ‬
‫بن أمية على أيلة‪ ،‬وعثمان بن أبي العاص في أرضه فأتاه عثمان فقال‪ :‬سمعت‬
‫َ‬
‫مَناد ٍء هَ ْ‬
‫ل‬ ‫ماِء فَي َُناِدي ُ‬
‫َ‬
‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ِفيَها أب ْ‬ ‫فت َ ُ‬‫ة يُ ْ‬ ‫ساع َ ً‬
‫َ‬
‫ل َ‬ ‫ن ِبالل ّي ْ ِ‬ ‫رسول الله يقول‪» :‬إ ّ‬
‫ُ‬
‫ه«ِ وإن‬ ‫َ‬
‫فُر ل ُ‬ ‫فرٍء فَأغ ْ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه‪ ،‬هَ ْ‬ ‫َ‬
‫بل ُ‬ ‫جي ُ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫داٍءع فَأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه‪ ،‬هَ ْ‬ ‫ل فَأع ْ ِ‬
‫طي ِ‬ ‫سائ ِ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫داود عليه السلم خرج ذات ليلة‪ ،‬فقال‪ :‬ل يسأل الله أحد حاجأته إل أعطاه إل‬
‫أن يكون ساحرا ً أو عشارا ً فدعا كلب بقرقور‪ ،‬فكرب فيه فانحدر إلى ابن‬
‫عامر‪ ،‬فقال‪ :‬دونك عملك قال لم؟ِ قال‪ :‬حدثني عثمان بكذا وكذا‪ .‬والطبراني‬
‫فت َ‬
‫ل فَي َُناِدي‬ ‫ف الل ّي ْ ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ماِء ن ِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ح أب ْ َ‬‫عن عثمان بن أبي العاص عن النبي ‪» :‬ت ُ ْ َ ُ‬
‫فّرج‬ ‫ب فَي ُ ْ‬ ‫رو‬
‫ِ ْ َ ُ ٍء‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫طى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سائ ِ ٍء ُ ْ‬
‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه هَ ْ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫داٍءع فَي ُ ْ‬‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫مَناٍءد‪ :‬هَ ْ‬ ‫ُ‬
‫جأَها‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫عى‬
‫َ َِ ً َ ْ َ ِ ْ ِ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫زا‬ ‫إل‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ب‬ ‫جا‬ ‫ت‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ب‬
‫َ ْ ُ ِ َ ْ َ ٍء‬‫عوا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‪،‬‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ُ ْ ِ ٌ‬ ‫م‬ ‫قى‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫َْ ُ‬ ‫ع‬
‫شارًا«ِ وأبو نعيم عن زيد بن أرقم قال‪ :‬كنت مع رسول الله في بعض‬ ‫أ َوْ ع َ َ‬
‫سكك المدينة‪ ،‬فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظأبية مشدودة فقالت‪ :‬يا رسول الله‬
‫إن هذا العرابي صادني‪ ،‬فل هو يذبحني فأستريح‪ ،‬ول هو يتركني فأذهب ولي‬
‫خشفان في البرّية‪ ،‬وقد تعقد هذا اللبن في أخلفي؛ فقال لها رسول الله ‪ :‬إن‬
‫أطلقتك أترجأعي؟ِ قالت‪ :‬نعم وإل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت ثم‬
‫ي‬
‫رجأعت‪ .‬وورد من حديث عل ّ‬
‫) ‪(1/239‬‬

‫ن‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬
‫مّرا ٍء‬ ‫سهَْيل ً َثل َ‬
‫ث َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن الّنبي ل َعَ َ‬‫أخرجأه الطبراني في الكبير بلفظ‪» :‬إ ّ‬
‫شَهابًا«ِ أنبئت عمن أنبىء عن أبي الحسن عن‬ ‫ه الله ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫س فَ َ‬ ‫شُر الّنا َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫ن{ )سورة العراف‪:‬‬ ‫دو َ‬‫ط ُتوع َ ُ‬
‫صَرا ٍء‬
‫ل ِ‬ ‫دوا ب ِك ُ ّ‬
‫قعُ ُ‬
‫مجاهد في قوله تعالى‪َ} :‬ول ت َ ْ‬
‫‪ (86‬قال نزلت في المكاسين‪ ،‬وأنشدكم لنفسي‪:‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪212 :‬‬
‫س َول ت َك ْت َرِ ْ‬ ‫اقْت ْ ُ‬
‫ث‬ ‫مك ْ َ ِ‬ ‫ل أولي ال َ‬ ‫ُ‬
‫موه‬‫حّر ُ‬ ‫َ‬
‫حللوا ذال ِك أوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن َ‬ ‫إ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫صى ب ِأ ْ‬ ‫ق أوْ َ‬ ‫خل ِ‬ ‫خي َْر ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫شرا ً َفاقْت ُُلوه‬ ‫عا ِ‬ ‫م َ‬‫قيت ُ ْ‬ ‫ذا ل َ ِ‬ ‫إ َ‬
‫أعاذنا الله من شررهم وحمانا من فتنتهم‪ .‬وذكر ابن الجوزي في كتاب مواعظ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الملوك أن كسرى خرج في بعض أيامه للصيد‪ ،‬فانقطع عن أصحابه وأظألته‬
‫سحابة‪ ،‬فمطرت مطرا ً شديدا ً حال بينه وبين جأنده‪ ،‬فمضى ل يدري أن يذهب‪،‬‬
‫فانتهى إلى كوخ فيه عجوز‪ ،‬فنزل عندها وأدخل فرسه‪ ،‬فأقبلت ابنتها ببقرة‬
‫فدعتها فاحتلبتها‪ ،‬فرأى كسرى لبنها كثيرًا‪ .‬فقال‪ :‬ينبغي أن نجعل على كل‬
‫بقرة خراجأا ً فهذا حلب كثير‪ ،‬ثم قامت في آخر الليل تحلبها‪ ،‬فوجأدتها ل لبن‬
‫فيها فنادت‪ :‬يا أماه قد أضمر الملك لرعيته سوءا ً قالت‪ :‬وما ذلك؟ِ قالت‪ :‬إن‬
‫ض بقطرة لبن؛ قالت لها‪ :‬امكثي فإن عليك ليل ً فأضمر كسرى في‬ ‫البقرة ما تب ّ‬
‫نفسه العدل‪ ،‬والرجأوع عن ذلك العزم؛ فلما كان آخر الليل قالت لها أمها‪:‬‬
‫قومي احتلبي فقامت فوجأدت البقرة حافلً‪ .‬فقالت‪ :‬يا أماه قد والله زال ما‬
‫في نفس الملك من الشّر‪ ،‬فلما ارتفع النهار جأاء أصحاب كسرى‪ ،‬فركب وأمر‬
‫بحمل العجوز وابنتها إليه‪ ،‬فأحسن إليهما‪ ،‬وقال‪ :‬كيف علمتما ذلك؟ِ قالت‬
‫العجوز‪ :‬إنا بهذا المكان منذ كذا وكذا‪ ،‬فما عمل فينا بعدل إل أخصبت أرضنا‬
‫واتسع عيشنا؛ وما عمل فينا بجور إل ضاقا عيشنا‪ ،‬وانقطع مواد النفع عنا‪.‬‬

‫) ‪(1/240‬‬

‫)تنبيه( إن المكس حرام إجأماعا ً ويكفر من استحله أو قال‪ :‬إنه حق السلطان‬


‫معتقدا ً أنه حق وقال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلم بأنه يحرم على‬
‫من يعرف الكتابة‪ ،‬والحساب كتابة حساب المكس‪ ،‬إن قصد إعانة الظلمة‬
‫الذين لعنهم الله ورسوله‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪212 :‬‬

‫باب الظلم‬
‫ما ي ُؤ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م ل ِي َوْم ٍء‬ ‫خُرهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن إن ّ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مل الظال ِ ُ‬ ‫ما ي َعْ َ‬ ‫ن الله غاِفل ع َ ّ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬ول ت َ ْ‬
‫ن‬‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫صاُر{ )سورة إبراهيم‪ (42 :‬وقال الله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ِ‬ ‫ص ِْفيهِ الب ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫م َول‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ض ِ‬ ‫ن ت ََرا ٍء‬ ‫جاَرة ً ع َ ْ‬ ‫ن تِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ل إل ّ أ ْ‬ ‫م ِبالَباط ِ ِ‬ ‫م ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫وال َك ُ ْ‬ ‫م َ‬‫مُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ‬ ‫آ َ‬
‫َ‬
‫ف‬
‫سو ْ َ‬ ‫ك ع ُد َْوانا ً وَظأ ُْلما ً فَ َ‬ ‫ل ذال ِ َ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬ ‫حيما ً وَ َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫ن ب ِك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن الله َ‬ ‫مإ ّ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫قت ُُلوا أن ْ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ك ع ََلى الله َيسيرًا{ )سورة النساء‪ 29 :‬ــــ ‪ (30‬وقال‪:‬‬ ‫ن ذال ِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫صِليهِ َنارا ً وَ َ‬ ‫نُ ْ‬
‫طاِع{ )سورة غافر‪ (18 :‬وأخرج الشيخان‬ ‫فيع ي ُ َ‬ ‫ميم ٍء َول َ‬ ‫ما ِلل ّ‬
‫ش ِ ٍء‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫} َ‬
‫عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله قال في خطبته بمنى في حجة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا ِفي‬ ‫م ها َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫مةِ ي َوْ ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫م كَ ُ‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫م وَأع َْرا َ‬ ‫وال َك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ماَءك ُ ْ‬ ‫ن دِ َ‬ ‫الوداع‪» :‬إ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م أل فل‬ ‫مال ِك ْ‬ ‫ن أع ْ َ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سألك ْ‬ ‫م فَي َ ْ‬ ‫ن َرب ّك ْ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ستل َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫مه َ‬ ‫ذا ِفي ب َلد ِك ْ‬ ‫م ها َ‬ ‫شهْرِك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ض«ِ ومسلم عن أبي ذّر قال‪ :‬قال‬ ‫م رَِقا َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ب ب َعْ ِ‬ ‫ضك ْ‬ ‫ب ب َعْ ُ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫فارا ي َ ْ‬ ‫دي ك ّ‬ ‫ت َْرجأُعوا ب َعْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ت الظلم ِ‬ ‫م ُ‬ ‫حّر ْ‬ ‫عَباِدي إّني َ‬ ‫رسول الله فيما يرويه عن الله تعالى أنه قال‪َ» :‬يا ِ‬
‫موا«ِ وأحمد والبيهقي عن ابن عمر‪:‬‬ ‫ظال ُ‬ ‫م َفل ت َ‬ ‫حّرما ً ب َْينك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫فسي َوجأعَل ْت ُ ُ‬ ‫ع ََلى ن َ ْ‬
‫ة«ِ والشيخان عن أبي موسى‪:‬‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫مات ي َوْ َ‬ ‫م ظأ ُل ُ َ‬ ‫ن الظ ّل ْ َ‬ ‫م فَإ ِ ّ‬ ‫قوا الظ ّل ْ ُ‬ ‫»ات ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬ثم قرأ ــــ‬ ‫فل ِت ْ ُ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫خذ َه ُ ل ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ملي ِللظال ِم ِ فإ ِ َ‬ ‫ن الله لي ُ ْ‬ ‫»إ ّ‬

‫) ‪(1/241‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ذا أ َ َ‬ ‫خذ َ َرب ّ َ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫كذال ِ َ‬ ‫و َ‬


‫د«ِ ومسلم عن‬ ‫دي ٌ‬ ‫ش ِ‬ ‫خذ َه ُ أِلي ٌ‬ ‫ةإ ّ‬ ‫م ٌ‬ ‫ظأال ِ َ‬ ‫قَرى وَه ِ َ‬ ‫خذ َ ال ُ‬ ‫كإ َ‬
‫هَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫ن ل د ِْرهَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِفيَنا َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مِتي َقالوا‪ :‬ال ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أبي هريرة‪» :‬أتد ُْرو َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع‪ .‬فَ َ‬
‫صَيام ٍء‬ ‫صلةٍء وَ ِ‬ ‫مةِ ب ِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َأِتي ي َوْ َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫مِتي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫فل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫قال‪ :‬إ ّ‬
‫ْ‬
‫َول مَتا َ‬
‫ب‬‫ضَر َ‬ ‫ذا‪ ،‬وَ َ‬ ‫م ها َ‬ ‫فك د َ َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬‫ذا‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل ها َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫ذا‪ ،‬وَأك َ‬ ‫ف ها َ‬ ‫م هاذا وَقَذ َ َ‬ ‫شت َ َ‬ ‫كاةٍء فَي َأِتي قَد ْ َ‬ ‫وََز َ‬
‫َ‬ ‫ه قَب ْ َ‬
‫ن‬
‫لأ ْ‬ ‫سَنات ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن فَن ِي َ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫سَنات ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه‪َ ،‬وها َ‬ ‫سَنات ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫طي ها َ‬ ‫ذا‪ ،‬فَي ُعْ ِ‬ ‫ها َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ِفي الّناِر«ِ‪.‬‬ ‫م طرِ َ‬ ‫ت ع َلي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫م‪ ،‬فَطرِ َ‬ ‫خطاَياهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خذ َ ِ‬ ‫ما ع َلي ْهِ أ َ‬ ‫ضي َ‬ ‫ق ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫فُره ُ‬ ‫م ي َغْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فُره ُ الله وَظأل ٌ‬ ‫م ل ي َغْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م َثلَثة فَظل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫والطيالسي والبزار عن أنس‪» :‬الظل ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫شْرك‪ .‬قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬ ‫ُ‬ ‫فُره ُ فال ّ‬ ‫َ‬ ‫ذي ل ي َغْ ِ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ما الظ ّل ْ ُ‬ ‫ه‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫م ل ي َْترك ُ ُ‬ ‫وَظأ ُل ْ ٌ‬
‫م{ )سورة لقمان‪ (13 :‬وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم‬ ‫ظي ٌ‬ ‫م عَ ِ‬ ‫شْرك ل َظ ُل ْ ٌ‬ ‫ال ّ‬
‫العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم‪ ،‬وأما الظلم الذي ل يتركه الله‪ ،‬فظلم‬
‫العباد بعضهم بعضا ً حتى يدين لبعضهم من بعض«ِ وأحمد والشيخان عن عائشة‬
‫سْبع‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ض‪ :‬أي قَد َْره ُ ط َوّقَ ُ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫م قَي ْد َ شب ْرٍء ِ‬ ‫ن ظأ َل َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وعن سعيد بن زيد‪َ » :‬‬
‫ن أيْ يخسف الله به الرض‪ ،‬فتصير البقعة في عنقه كالطوقا«ِ وأحمد‬ ‫َ‬
‫أرضي َ‬
‫َ‬ ‫ض ك َل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ه الله أ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫شْبرا ً ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ظأ َل َ َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ما َر ُ‬ ‫وابن حبان عن يعلى بن مرة‪» :‬أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ي ب َي ْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫م ي ُط َوّقُ ُ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫سب ِْع أرضي َ‬ ‫خَر َ‬ ‫حّتى ي َب ْل ُغَ آ ِ‬ ‫فَره َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫سب ِْع‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫قه طوّقَ ُ‬ ‫ض ب ِغَي ْرِ ح ّ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫م َ‬ ‫شْيئا ِ‬ ‫خذ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س«ِ وأحمد والطبراني‪َ » :‬‬ ‫َالّنا ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ف َول ع َد ْ ٌ‬ ‫قب َ ُ‬
‫وان ُهُ ْ‬ ‫ة وَأع ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل«ِ والديلمي عن حذيفة‪» :‬الظل َ‬ ‫صْر ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضين ل ي ُ ْ‬ ‫أر ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ِفي الّناِر«ِ وأبو داود‪َ » :‬‬

‫) ‪(1/242‬‬

‫ن َنارِ‬ ‫م ْ‬ ‫مةِ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مي ل َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ملكا ً ي َ ْ‬ ‫ث الله َ‬ ‫ق آذاه ُ ب َعَ َ‬ ‫مَنافِ ٍء‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫منا ً ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫حمى ُ‬ ‫َ‬
‫م«ِ الحديث‪.‬‬ ‫جأهَن َّ‬ ‫َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪214 :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل الله‬ ‫سأ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫مظلوم ِ فَإ ِن ّ َ‬ ‫ق د َع ْوَة َ ال َ‬ ‫ي رضي الله عنه‪» :‬ات ّ ِ‬ ‫والخطيب عن عل ّ‬
‫ه«ِ والطيالسي عن أبي هريرة رضي الله‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حق َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫من َعُ َ‬ ‫ن الله ل ي َ ْ‬ ‫ه وَإ ِ ّ‬ ‫ق ُ‬‫ح ّ‬ ‫ت ََعاَلى َ‬
‫ه«ِ وروي‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫جوُره ُ ع ََلى ن َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫جأرا ً فَ ُ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة وَإ ِ ْ‬ ‫جاب َ ٌ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مظ ُْلوم ِ ُ‬ ‫عنه‪» :‬د َع ْوَة ُ ال َ‬
‫مةِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫شُر العَِباد ُ ي َوْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫عن عبد الله بن أنيس قال‪ :‬سمعت رسول الله يقول‪ :‬ي ُ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ب َعُد َ ك َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫صوْ ٍء‬ ‫مَناد ٍء ب ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫فاة ً ع َُراة ً غ ُْرل ً ب ُْهما ً فَي َُناِديه ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حد ٌ‬ ‫ة وَأ َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خل ال َ‬ ‫َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫جن ّةِ أ ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٍء ِ‬ ‫ن الذي ل ي َن ْب َِغي ل َ‬ ‫مل ِك الد ّّيا ُ‬ ‫ب‪ :‬أَنا ال َ‬ ‫قَُر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حد ٍء ِ‬ ‫ما فَوْقََها َول ي َن ْب َِغي ل َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حّتى الل ّط ْ َ‬ ‫مةٍء َ‬ ‫مظ ْل َ َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫طلب ُ ُ‬ ‫ل الّنارِ ي َ ْ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫م َرب ّ َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ظ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ــــ‬ ‫قها‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ظ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫خل‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫ّ ِ ْ َ ْ ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ال‬
‫َ َ ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ٌ َ ّ‬ ‫ّ َ َ ِ ْ َ ُ َ‬
‫ت‬ ‫نا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫بال‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عراة؟ِ‬ ‫حفاة‬ ‫الله‬ ‫نأتي‬ ‫وإنما‬ ‫كيف؟ِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫قلنا‪:‬‬ ‫حدا ً ــــ‬ ‫َ‬
‫ِ َ َ َ ِ‬ ‫أ َ‬
‫حدا ً ــــ َوعن ابن عباس قال‪ :‬ي ُؤ ْ َ‬ ‫والسيَئات جأزاًء ــــ ول يظ ْل ِم رب َ َ‬
‫خذ ُ ب ِي َد ِ العَب ْد ِ‬ ‫كأ َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ّ ِ َ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫فلن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫فلن‬ ‫ُ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ها‬ ‫ق‬ ‫ئ‬‫خل‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ؤو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫نادى‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫مةِ ي َوْ َ‬ ‫أو ال َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫على اب ِْنها أوْ‬ ‫حق ّ َ‬ ‫ن ل ََها َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مْرأة ُ أ ْ‬ ‫ح ال َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ه‪ .‬قال‪َ :‬فت َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬‫ت إلى َ‬ ‫حقّ فَل ْي َأ ِ‬ ‫ه ع َل َي ْهِ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ِ‬
‫ن{ )سورة المؤمنون‪(101:‬‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫مئ ِذ ٍء َول ي َت َ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ب ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫سا َ‬ ‫م قََرأ‪َ} :‬فل أن ْ َ‬ ‫خيها ث ُ ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫قال‪ :‬فيغفر الله من حقه ما يشاء‪ ،‬ول يغفر من حقوقا الناس شيئا ً فيقضي‬
‫فينصب العبد للناس‪ ،‬ثم يقول‬

‫) ‪(1/243‬‬

‫الله لصحاب الحقوقا‪ :‬ائتوا إلى حقوقكم‪ .‬قال‪ :‬فيقول العبد‪ :‬يا رب فنيت‬
‫الدنيا‪ ،‬فمن أين أوتيهم حقوقهم‪ ،‬فيقول الله للملئكة خذوا من حسناته‪،‬‬
‫فأعطوا كل ذي حقّ حقه بقدر طلبته‪ ،‬فإن كان وليا ً لله وفضل له مثقال ذرة‬
‫ضاعفها الله حتى يدخل الجنة بها‪ ،‬وإن كان عبدا ً شقيًا‪ ،‬ولم يفضل له شيء‪،‬‬
‫فتقول الملئكة‪ :‬ربنا فنيت حسناته‪ ،‬وبقي طالبون فيقول الله خذوا من‬
‫سيئاتهم فأضيفوه إلى سيئاته ثم صكوا له صكا ً إلى النار‪.‬‬
‫وحكى اليافعي عن بكير صاحب الشبلي‪ .‬قال‪ :‬لما حضرت الوفاة الشبلي قال‪:‬‬
‫ي درهم مظلمة تصدقت عنه بألوف فما علي شيء أعظم منه‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪214 :‬‬

‫) ‪(1/244‬‬

‫وحكي أيضا ً عن عمرو بن دينار‪ .‬قال‪ :‬كان رجأل من بني إسرائيل على ساحل‬
‫ن أحدًا‪ ،‬قال‬ ‫البحر‪ ،‬فرأى رجأل ً وهو ينادي بأعلى صوته‪ :‬أل من رآني فل يظلم ّ‬
‫فدنا منه وقال‪ :‬يا عبد الله ما خبرك؟ِ فقال‪ :‬اعلم أني كنت رجأل ً شرطيا ً فجئت‬
‫يوما ً إلى هذا الساحل‪ ،‬فرأيت صيادا ً قد صاد سمكة‪ ،‬فسألته أن يهبها مني‪،‬‬
‫فأبى فسألته أن يبيعها مني فأبى‪ ،‬فضربت رأسه بسوطي‪ ،‬وأخذتها منه قهرا ً‬
‫ش بها حاملها إذ عضت على إبهامي‪ ،‬فرمت أن‬ ‫ومضيت بها‪ .‬قال‪ :‬فبينما أنا ما ٍء‬
‫أخلص إبهامي منها‪ ،‬فلم أقدر‪ ،‬فجئت إلى عيالي فعالجوا أن يخلصوا إبهامي‬
‫منها فلم يقدروا إل بعد تعب شديد‪ .‬وقيل‪ :‬إنما تعلقت بإبهامه عندما قدمت إليه‬
‫ليأكلها قال‪ :‬فأصبح إبهامي قد ورم وانتفخ‪ ،‬ثم انتفخت فيه عيون من آثار أنياب‬
‫هذه السمكة‪ ،‬فذهبت إلى طبيب محسن‪ ،‬فلما نظر إلى إبهامي قال‪ :‬هذه أكلة‬
‫بل شك‪ ،‬وإن لم تقطع إبهامك هلكت فقطعت إبهامي‪ ،‬ثم ضربت على يدي فلم‬
‫دة اللم فقيل لي‪ :‬اقطع كفك فقطعتها وانتشر‬ ‫أطق النوم ول القرار من ش ّ‬
‫دة‬ ‫ً‬
‫اللم إلى الساعد‪ ،‬وآلمني شديدا‪ ،‬ولم أطق القرار وجأعلت أستغيث من ش ّ‬
‫اللم‪ ،‬فقيل لي‪ :‬اقطعها من المرفق فقطعتها‪ ،‬فانتشر اللم إلى العضد‬
‫ي عضدي أشد ّ من اللم الّول‪ ،‬فقيل لي اقطع يدك من كتفك‪ ،‬وإل‬ ‫وضربت عل ّ‬
‫سرى اللم إلى جأسدك كله فقطعتها‪ ،‬فقال لي بعض الناس‪ :‬ما سبب ألمك‪،‬‬
‫ل ما أصابك اللم إلى‬ ‫فذكرت له قصة السمكة؟ِ فقال‪ :‬لو كنت رجأعت في أو ّ‬
‫صاحب السمكة‪ ،‬فاستحللت منه واسترضيته‪ ،‬ول قطعت من أعضائك عضوا ً‬
‫فاذهب إليه الن‪ ،‬واطلب رضاه قبل أن يصل اللم إلى بدنك‪ .‬قال‪ :‬فلم أزل‬
‫أطلبه في البلد حتى وجأدته‪ ،‬فوقعت على رجأليه أقبلهما وأبكي‪ ،‬فقلت يا‬
‫سيدي‪ :‬سألتك بالله إل عفوت عني فقال لي‪ :‬من أنت؟ِ فقلت‪ :‬أنا الذي أخذت‬
‫ي وأريته يدي‪ ،‬فبكى حين رآها وقال‪ :‬يا‬ ‫منك السمكة غصبًا‪ ،‬وذكرت ما جأرى عل ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أخي قد أحللتك منها لما قد رأيت بك من هذا البلء‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي سألتك‬
‫ي‬
‫بالله هل كنت دعوت عل ّ‬
‫) ‪(1/245‬‬

‫لما أخذتها منك؟ِ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬اللهم هذا يقوي علي بقوته على ضعفي‪ ،‬فأخذ‬
‫ي‪ ،‬وأنا تائب إلى‬
‫مني ما رزقتني فأرني فيه قدرتك‪ ،‬قلت قد أراك الله قدرته ف ّ‬
‫الله عما كنت عليه‪.‬‬
‫وحكي أيضا ً عن علي بن حرب قال‪ :‬خرجأت أنا وبعض شباب الموصل إلى‬
‫الشط‪ ،‬فركبنا في زورقا‪ ،‬فلما بعدنا من البلد وتوسطنا البحر إذا سمكة كبيرة‬
‫طفرت من الشط إلى وسط الزورقا‪ ،‬فقام الشباب‪ ،‬ونزلوا إلى حافة الشط‬
‫ليجمعوا خطبا ً برسم السمكة‪ ،‬فنزلت معهم فبينما نحن نمشي على جأانب‬
‫الشط‪ ،‬وإذا بالقرب منا خربة‪ ،‬فذهبنا إليها ننظر آثارها‪ ،‬وإذا فيها شاب مكتوف‬
‫وآخر مذبوح إلى جأانبه‪ ،‬وبغل واقف عليه قماش‪ .‬فقلنا للشاب‪ :‬ما قصتك وما‬
‫هذا المذبوح؟ِ فقال‪ :‬إني كنت مكتريا ً مع هذا المكاري صاحب البغل‪ ،‬فعدل بي‬
‫إلى هذا المكان‪ ،‬وكتفني كما ترون وقال‪ :‬ل بد ّ لي من قتلك‪ ،‬فناشدته الله‬
‫تعالى‪ ،‬ل تظلمني ول تربح إثمي ول تعدمني روحي‪ ،‬بل تأخذ مني القماش وأنت‬
‫ل منه وحلفت له بالله تعالى إني ل أعلم به أحدًا‪ ،‬وما زلت أناشده بالله‬‫في ح ّ‬
‫تعالى‪ ،‬وهو ل يفعل فمد ّ يده إلى سكين كانت في وسطه يجذبها‪ ،‬فتعسرت‬
‫عليه أن تخرج من غلفها‪ ،‬فما زال يجذبها إلى أن خرجأت بصعوبة‪ ،‬فما أخطأت‬
‫حلقه‪ ،‬فذبحته فهو كما ترون وأنا على حالتي هذه‪ .‬قال‪ :‬فحللنا كتافه وأعطيناه‬
‫البغل والقماش‪ ،‬وراح وعدنا إلى الزورقا‪ ،‬فلما صعدنا طفرت السمكة إلى‬
‫الشط‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪214 :‬‬

‫) ‪(1/246‬‬

‫وحكي أيضا ً أن امرأة إسرائيلية كان لها دار بجوار قصر الملك‪ .‬وكانت تشين‬
‫القصر وكلما رام الملك منها أن تبيع الدار أبت أن تبيعها منه‪ ،‬فخرجأت المرأة‬
‫في سفر فأمر الملك بهدمها‪ ،‬فلما جأاءت المرأة من السفر قالت‪ :‬من هدم‬
‫داري؟ِ قيل لها‪ :‬الملك فرفعت طرفها إلى السماء وقالت‪ :‬إلهي وسيدي‬
‫ومولي غبت أنا وأنت حاضر للضعيف معين وللمظلوم ناصر‪ ،‬ثم جألست فخرج‬
‫الملك في موكبه‪ ،‬فلما نظر إليها قال لها؛ ما تنتظرين قالت؛ أنتظر خراب‬
‫قصرك فهزأ بقولها وضحك منها‪ ،‬فلما جأنح عليه الليل خسف به وبقصره‪ ،‬ووجأد‬
‫على بعض حيطان القصر مكتوب هذه البيات‪:‬‬
‫عاِء وََتزد َِريهِ‬ ‫أ َت َهَْزأ ُ ِبالد ّ َ‬
‫دعاُء‬‫صن َعَ ال ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما ي ُد ِْري َ‬‫وَ َ‬
‫ن‬
‫طي َولك ِ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل ل تُ ْ‬ ‫ّ‬
‫م اللي ْ ِ‬ ‫سَها ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضاُء‬‫ق َ‬ ‫مد ِ ان ْ ِ‬
‫مد ٌ وَل ِل َ‬ ‫ل ََها أ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ما ت ََراه ُ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬


‫ه بِ َ‬ ‫وَقَد ْ َ‬
‫قاُء حفظنا الله من شرور الظالمين‪ ،‬وحمانا من مكايد‬‫م بَ َ‬ ‫ُ‬
‫عن ْد َك ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ْ‬
‫مل ِ‬ ‫ما ل ِل ْ ُ‬
‫فَ َ‬
‫الكافرين‪.‬‬

‫) ‪(1/247‬‬

‫)تنبيه( إن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه‪ .‬وقيل التصرف في ملك‬


‫الغير بغير إذنه‪ .‬والغصب هو الستيلء على حق الغير‪ ،‬وهما حرامان بالكتاب‬
‫والسنة والجأماع‪ ،‬فيكفر مستحلهما ولو لحبة إجأماعًا‪ .‬وروي أن عيسى عليه‬
‫السلم مّر بمقبرة‪ ،‬فنادى رجأل ً منهم فأحياه الله فقال له‪ :‬من أنت؟ِ فقال‪:‬‬
‫كنت حمال ً أنقل للناس‪ ،‬فنقلت يوما ً لنسان حطبًا‪ ،‬وكسرت منه خلل ً تخللت‬
‫ت‪ ،‬ربنا اغفر لنا وتحمل تبعاتنا وارزقنا الخلص في كل‬ ‫به فأنا مطالب به مذ م ّ‬
‫أمورنا‪ ،‬وكما يحرم الظلم يحرم العانة عليه ولو بكلمة‪ .‬قال عليه الصلة‬
‫ط‬
‫صَرا ِ‬ ‫عن ال ّ‬ ‫مي ْهِ َ‬ ‫ل الله قَد َ َ‬ ‫مهِ أ ََز ّ‬‫ه ع ََلى ظأ ُل ْ ِ‬ ‫مع َ َ‬
‫ظأال ِم ٍء ل ِي ُِعين َ ُ‬ ‫شى َ‬ ‫م َ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫والسلم‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ذا َ‬
‫ن‬
‫مَناد ٍء أي َ‬ ‫دى ُ‬ ‫مةِ َنا َ‬ ‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬‫ن ي َوْ ُ‬
‫كا َ‬ ‫دام«ِ وقال أبو هريرة‪» :‬إ َ‬ ‫ض ِفيهِ القْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م تد ْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫م قََلما‪ً.‬‬ ‫َ‬
‫م دَواة ً وَب ََرى لهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن لقاَ لهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مةِ أي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شَياع ُ الظل َ‬ ‫مةِ َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن الظل َ‬ ‫خوا ُ‬ ‫ة وَإ ِ ْ‬‫م ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الظل َ‬
‫م«ِ‬ ‫جأهَن ّ َ‬
‫ق إلى َ‬ ‫َ‬ ‫حد ٍء ث ُ ّ‬ ‫ل فَي ُ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫خلئ ِ ِ‬ ‫س ال َ‬‫م ع َلى ُرؤو ِ‬ ‫سيقَ ب ِهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َوا ِ‬ ‫ن ِفي َتاُبو ٍء‬ ‫مُعو َ‬ ‫ج َ‬
‫ورفعه بعضهم إلى النبي ‪ .‬قال الئمة‪ :‬بلغنا أنهم يرون أنه ليس أحد أشد عذابا ً‬
‫دة العذاب‪ ،‬وذكر أبو شبرمة أن منكرا ً‬ ‫منهم لما يحل بهم من ضيق التابوت وش ّ‬
‫ونكيرا ً أتيا رجأل ً إلى قبره‪ ،‬وقال إنا ضاربوك مائة ضربة‪ .‬فقال الميت‪ :‬إني كنت‬
‫طا عنه عشرًا‪ ،‬ثم لم يزل يتشفع حتى‬ ‫كذا وكذا‪ ،‬وتشفع ببعض أعماله حتى ح ّ‬
‫طا الجميعَ إل ضربة‪ ،‬فضرباه ضربة فالتهب القبر عليه نارًا‪ :‬فقال‪ :‬لم‬ ‫ح ّ‬
‫ضربتماني؟ِ فقال مررت بمظلوم فاستغاث بك فلم تغثه‪ .‬فهذا حال من لم‬
‫ينصر المظلوم مع قدرته على نصره فكيف حال الظالم؟ِ وقال بعضهم‪ :‬رأيت‬
‫في المنام رجأل ً ممن يخدم الظلمة المكاسين بعد موته‪ ،‬وهو في حالة قبيحة‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬ما حالك؟ِ فقال‪ :‬شّر حال‪ .‬فقلت‪ :‬إلى أين صرت؟ِ فقال‪ :‬إلى عذاب‬
‫الله؛ فقلت‪ :‬ما حال الظلمة عند ربهم؟ِ قال‪ :‬شّر حال أما سمعت قول الله عّز‬

‫) ‪(1/248‬‬

‫ل‪ :‬وسيعلم الذين ظألموا أيّ منقلب ينقلبون‪.‬‬ ‫وجأ ّ‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪214 :‬‬
‫وحكي أنه جأاء خياط إلى سفيان الثوري‪ .‬فقال‪ :‬إني أخيط ثياب السلطان‬
‫أفتراني من أعوان الظلمة؟ِ فقال سفيان‪ :‬بل أنت من الظلمة أنفسهم لكن‬
‫أعوان الظلمة من يبيع منك البرة والخيوط‪ .‬ومن الظلم المحّرم أن تظلم‬
‫ي الواجأد ظألم‬ ‫المرأة من نحو صداقا أو نفقة أو كسوة‪ ،‬وهو داخل في قوله ‪ :‬ل َ ّ‬
‫يحل عرضه وعقوبته‪ :‬أي شكايته وتعزيره بالحبس والضرب‪ ،‬وتأخير أجأر‬
‫الخير‪ ،‬أو منعه منه بعد فراغ عمله الذي شرط عليه الجأرة‪ .‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫م غ َد ََر‪ .‬وََر ُ‬
‫جأ ٌ‬
‫ل‬ ‫ل أ َع ْ َ‬
‫طى ِبي ث ُ ّ‬ ‫جأ ٌ‬
‫ة‪َ :‬ر ُ‬
‫م ِ‬
‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬
‫م ي َوْ َ‬
‫مهُ ْ‬
‫ص ُ‬
‫خ ْ‬ ‫ل الله ت ََعاَلى َثلث َ ٌ‬
‫ة أَنا َ‬ ‫»َقا َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حّرا ً فَأ َك َ َ‬
‫ه«ِ وراه‬
‫جأَر ُ‬ ‫ه وَل َ ْ‬
‫م ي ُعْط ِهِ أ ْ‬ ‫سَتوَفى ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫جأيرا ً َفا ْ‬‫جأَر أ ِ‬‫ست َأ َ‬ ‫جأ ٌ‬
‫لا ْ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ل ثَ َ‬
‫من َ ُ‬ ‫َباع ُ‬
‫ه«ِ رواه الطبراني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جأَره ُ قب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ع ََرق ُ‬ ‫ج ّ‬
‫ن يَ ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫جأيَر أ ْ‬‫ابن ماجأه‪ .‬قال ‪» :‬أع ْطوا ال ِ‬
‫وحكي أنه حجم حجام داود الطائي فأعطاه دينارين فقالوا‪ :‬أسرفت‪ .‬فقال‪ :‬ل‬
‫دين لمن ل مروءة له‪.‬‬

‫) ‪(1/249‬‬

‫وحكى عن الشبلي قال‪ :‬قال لي خاطري يوما ً أنت بخيل‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أنا بخيل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بلى أنت بخيل فقلت‪ :‬ما أنا بخيل‪ .‬فقال‪ :‬بلى أنت بخيل‪ ،‬فنويت أن أول‬
‫ي فلن‬ ‫م هذا الخاطر حتى دخل عل ّ‬ ‫ي أعطيه أو فقير ألقاه‪ ،‬فما ت ّ‬‫شيء يفتح عل ّ‬
‫ً‬
‫سماه بخمسين دينارا‪ ،‬فأخذتها وخرجأت فأول من لقيني فقير ضرير أو قال‬
‫أكمه بين يدي مزين يحلق شعره فناولته ذلك‪ .‬فقال‪ :‬فأعطها المزين فقلت‪:‬‬
‫ي وقال‪ :‬أما قلنا لك إنك بخيل فناولتها المزين‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫إنها دنانير فرفع رأسه إل ّ‬
‫منذ قعد بين يدي هذا الفقير عقدت مع الله عقدا ً أن ل آخذ على حلقته شيئًا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأخذتها وذهبت إلى البحر فرميت بها فيه‪ .‬واستعمال العارية في غير‬
‫المنفعة التي استعارها لها‪ ،‬وإعارتها من غير إذن مالكها‪ ،‬واستعمالها بعد المدة‬
‫المؤقتة بها‪ ،‬وقيل إنه رجأع ابن المبارك من مرو ورجأع إبراهيم بن أدهم من بيت‬
‫المقدس إلى البصرة لرد ّ تمرة إلى الشام وفي قلم استعاره فلم يرده على‬
‫صاحبه‪ ،‬وكان حسان بن أبي سنان ل ينام مضطجعا ً ول يأكل سمينًا‪ ،‬ول يشرب‬
‫باردا ً ستين سنة‪ ،‬فرؤي في المنام بعد ما مات فقيل له‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ‬
‫فقال‪ :‬خيرا ً إل أني محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أر ّ‬
‫دها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪214 :‬‬
‫فصل في أكل مال اليتيم‬

‫) ‪(1/250‬‬

‫ن ِفي ب ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬إن ال ّذين يْأكُلو َ‬


‫م‬
‫طون ِهِ ْ‬ ‫ما ي َأك ُُلو َ‬ ‫مى ظأ ُْلما ً إن ّ َ‬ ‫ل الي ََتا َ‬ ‫وا َ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِ َ َ‬
‫سِعيرًا{ )سورة النساء‪ (10 :‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة‬ ‫ن َ‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫سي ُ ْ‬ ‫َنارا ً وَ َ‬
‫ي؟ِ‬ ‫ما ه ِ َ‬ ‫ل الله وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت‪َ ،‬قاُلوا َيا َر ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫وب َ‬ ‫م َ‬ ‫سب ْعَ ال ُ‬ ‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ا ْ‬
‫ل الّرَبا‬ ‫ق‪َ ،‬وأك ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م الله إل ِبال َ‬‫ّ‬ ‫حّر َ‬ ‫س التي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن َ ْ‬ ‫حُر‪ ،‬وَقَت َ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ك ِبالله َوال ّ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ت«ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ت المؤ ْ ِ‬ ‫ت الَغاِفل ِ‬ ‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ُ‬ ‫ف‪ ،‬وَقذ َ‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّز ْ‬ ‫م‪ ،‬والتولي ي َوْ َ‬‫ّ‬
‫ل الي َِتي ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫وَأ َك ْ ُ‬
‫ة َول‬ ‫جن ّ َ‬ ‫خل َُهم ال َ‬ ‫ن ل ي ُد ْ ِ‬ ‫على الله أ ْ‬ ‫حق ّ َ‬ ‫والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة‪ :‬أْرب َعٌ َ‬
‫ق‪َ ،‬والَعاقاّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل الي َِتيم ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ُ‬
‫ل الّرَبا وآك ِل َ‬ ‫مرِ وآك ِ ّ‬ ‫خ ْ‬
‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫مد ْ ِ‬ ‫مَها‪ُ :‬‬ ‫م ن َِعي َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫يُ ِ‬
‫م‪:‬‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫تجا‬‫ُ ْ َ‬‫س‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫جأ‬
‫ّ َ َ‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫ن‬ ‫عو‬
‫َ َ ْ ُ َ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ثل‬ ‫َ‬ ‫موسى‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫والحاكم‬ ‫ه‪.‬‬ ‫لِ َ ِ َ ْ ِ‬
‫ي‬ ‫د‬ ‫ل‬‫وا‬
‫َ‬
‫ل آخَر‬ ‫جأ ٍء‬‫ه ع ََلى َر ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫قَها وََر ُ‬ ‫م ي ُط َل ّ ْ‬ ‫ق فَل َ ْ‬ ‫خل ِ‬
‫ة ال ُ ُ‬ ‫سي ّئ َ ُ‬ ‫مَرأة ٌ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫حت َ ُ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ه‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪} :‬ل ُتؤُتوا‬ ‫مال َ ُ‬ ‫فيها ً َ‬ ‫س ِ‬ ‫ل آتى َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ه‪ ،‬وََر ُ‬ ‫شهَد ْ ع َل َي ْ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ل فَل َ ْ‬ ‫ما ٌ‬ ‫َ‬
‫م{ )سورة النساء‪ (5 :‬وفي تفسير القرطبي عن أبي سعيد‬ ‫والك ُْ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫ْ َ‬ ‫ّ َ‬
‫ر‬ ‫ف‬ ‫شا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫شا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وم‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ة أُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫الخدري أن رسول الله قال‪» :‬رأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ل في أ َ‬ ‫ْ‬
‫ج‬‫خُر ُ‬ ‫خرا ً ت َ ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫فوا‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫م‪،‬‬ ‫شا َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫م َ‬ ‫خذ ُ َ‬ ‫ن ي َأ ُ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫ل ب ِهِ ْ‬ ‫ل‪ ،‬وَقَد ْ وُك ّ َ‬ ‫الب ِ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل ال ّذين يأ ْك ُُلو َ‬ ‫م َ‬
‫مى‬ ‫وا َ‬
‫ل الي ََتا َ‬ ‫م َ‬
‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫هؤلِء؟ِ َقا َ ِ َ َ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫ري ُ‬
‫ل َ‬ ‫جأب ْ ِ‬ ‫قل ْ ُ‬
‫ت‪َ :‬يا ِ‬ ‫م‪ ،‬فَ ُ‬
‫سافِل ِهِ ْ‬
‫نأ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫ظأ ُْلما«ِ ‪.‬‬
‫ً‬
‫)تنبيه( إن آكل مال اليتيم من الكبائر المهلكة اتفاقًا‪ ،‬وظأاهر كلمهم أنه ل فرقا‬
‫بين قليله وكثيره ولو حبة‪.‬‬
‫خاتمةفي كفالة اليتيم والشفقة والسعي على الرملة‬

‫) ‪(1/251‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪223 :‬‬


‫ل َثلث َ ً‬
‫ة‬ ‫عا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا«ِ وابن ماجأه‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫جّنة هَك َ‬ ‫ل الي َِتيم ِ ِفي ال َ‬ ‫كافِ ُ‬ ‫أخرج البخاري‪» :‬أَنا وَ َ‬
‫ل‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ه ِفي َ‬ ‫ف ُ‬‫سي ْ َ‬‫هرا ً َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫غدا وََرا َ‬ ‫م ن ََهاَره ُ وَ َ‬ ‫صا َ‬ ‫ه وَ َ‬‫م ل َي ْل َ ُ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫م ْ‬‫ن كَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن أ َي َْتام‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صب َعَي ْهِ‬
‫ن‪َ ،‬وألصق أ ْ‬ ‫خَتا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هات َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما أ ّ‬ ‫وانا ك َ‬ ‫خ َ‬‫جن ّةِ إ ْ‬ ‫ت أَنا وَهُوَ ِفي ال َ‬ ‫الله‪ ،‬وَكن ْ ُ‬
‫طى‪ .‬والترمذي‪» :‬من قبض يتيما ً من بين مسلمين إلى طعامه‬ ‫س َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫و‬ ‫وال‬ ‫ة‬
‫سَباب َ َ‬ ‫ال ّ‬
‫حّتى‬ ‫وشرابه أدخله الله الجنة ألبتة إل أن يعمل ذنبا ً ل يغفر له«ِ وفي رواية‪َ » :‬‬
‫ت ِفيه‬ ‫ن ب َي ْ ٌ‬‫سِلمي َ‬ ‫م ْ‬‫ت ِفي ال ُ‬ ‫خي ُْر بي ٍء‬ ‫ة«ِ وابن ماجأه‪َ » :‬‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫جأب َ ْ‬‫ه وَ َ‬ ‫ست َغَْنى ع َن ْ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ه«ِ وحمزة بن‬ ‫َ‬
‫ساُء إلي ْ ِ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ت ِفيهِ ي َِتي ٌ‬ ‫ن ب َي ْ ٌ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِفي ال ُ‬ ‫شّر ب َي ْ ٍء‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫ن إلي ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ي َِتي ٌ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫خلها إل َ‬ ‫ُ‬ ‫ح ل ي َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ً‬
‫فَر ِ‬‫داُر ال َ‬ ‫ل لَها َ‬ ‫دارا ي ُ َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫يوسف وابن النجار‪» :‬إ ّ‬
‫ن«ِ وأبو يعلى‪» :‬أنا أول من يفتح له باب الجنة إل أني أرى‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مى ال ُ‬ ‫ح ي ََتا َ‬ ‫فَّر َ‬
‫امرأة تبادرني فأقول‪ :‬ما لك ومن أنت؟ِ فتقول‪ :‬أنا امرأة قعدت على أيتام‬
‫لي«ِ والطبراني‪» :‬والذي بعثني بالحق ل يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم‬
‫وألن له في الكلم‪ ،‬ورحم يتمه وضعفه‪ ،‬ولم يتطاول على جأاره بفضل ما آتاه‬
‫الله«ِ وأحمد‪» :‬من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إل الله‪ ،‬كانت له في كل‬
‫شعرة مرت يده عليها حسنات«ِ وروي‪» :‬إن الله تعالى قال ليعقوب عليه‬
‫السلم‪ :‬إن سبب ذهاب بصره‪ ،‬وانحناء ظأهره‪ ،‬وفعل إخوة يوسف به ما فعلوه‬
‫أنه أتاه مسكين صائم جأائع وقد ذبح هو وأهله شاة فأكلوها ولم يطعموه‪ ،‬ثم‬
‫أعلمه الله أنه لن يحب شيئا ً من خلقه حبه لليتامى والمساكين‪ ،‬وأمره أن يصنع‬
‫طعاما ً ويدعو المساكين ففعل«ِ قال بعض السلف‪ :‬كنت في بدء أمري متكبرا ً‬
‫منكبا ً على المعاصي‪ ،‬فرأيت يوما ً يتيما ً فأكرمته كما يكرم الولد‪ ،‬بل أكثر‪.‬‬

‫) ‪(1/252‬‬

‫ثم نمت فرأيت الزبانية أخذوني أخذا ً مزعجا ً إلى جأهنم‪ ،‬وإذا باليتيم قد‬
‫اعترضني‪ ،‬وقال‪ :‬دعوه حتى أراجأع ربي فيه فأبوا‪ ،‬وإذا النداء خلوا عنه فقد‬
‫وهبنا له ما كان منه بإحسانه إليه‪ ،‬فاستيقظت وبالغت في إكرام اليتامى من‬
‫يومئذ‪.‬‬
‫وحكي أن رجأل ً من المنهمكين في الفساد مات في نواحي البصرة‪ ،‬فلم تجد‬
‫امرأته من يعينها على حمل جأنازته لكثرة فسقه وتجافي الناس له‪ ،‬فاستأجأرت‬
‫حمالين يحملونها إلى المصلى فما صلى عليه أحد‪ ،‬فحملوه إلى الصحراء‬
‫ليدفنوه‪ ،‬وكان بالقرب من الموضع جأبل فيه رجأل من الزهاد الكبار‪ ،‬فنزل ذلك‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الزاهد للصلة عليه‪ ،‬وانتشر الخبر في البلد‪ ،‬وقالوا‪ :‬نزل فلن ليصلي على‬
‫فلن فخرج الناس فصلوا عليه مع الزاهد وتعجبوا من صلته عليه‪ ،‬فقال لهم إنه‬
‫قيل لي في النوم انزل إلى الموضع الفلني َتر فيه جأنازة رجأل ليس معها إل‬
‫ل عليها‪ ،‬فإنه مغفور له‪ ،‬فزاد تعجب الناس فاستدعى الزاهد زوجأته‬ ‫امرأته فص ّ‬
‫يسألها عن حاله‪ ،‬وكيف كانت سيرته‪ ،‬فقالت‪ :‬كان كما سمعت طول النهار في‬
‫الماخور مشغول ً بشرب الخمر‪ ،‬فقال‪ :‬انظري هل يعرض له شيء من أفعال‬
‫الخير؟ِ قالت‪ :‬ل والله إل أنه كان يفيق كل يوم من سكره عند صلة الصبح‪،‬‬
‫فيبدل ثيابه ويتوضأ ويصلي الصبح‪ ،‬ثم يعود إلى ماخوره يشتغل بشربه ولهوه‪،‬‬
‫وكان ل يخلو بيته من يتيم أو يتيمين يفضله على ولده‪ ،‬وكان يفيق في أثناء‬
‫سكره فيبكي ويقول‪ :‬إلهي أيّ زاوية من زوايا جأهنم تريد أن تملها بهذا‬
‫الخبيث‪ ،‬يعني نفسه‪ .‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة‪ :‬الساعي على الرملة‬
‫والمساكين كالمجاهد في سبيل الله‪ ،‬وأحسبه قال وكالقائم ل يفتر وكالصائم ل‬
‫يفطر‪ .‬وابن ماجأه‪ :‬الساعي على الرملة كالمجاهد في سبيل الله‪ ،‬وكالذي‬
‫يقوم الليل ويصوم النهار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪223 :‬‬

‫) ‪(1/253‬‬

‫وحكي أنه كان لبعض مياسير العلويين بنات من علوية‪ ،‬فمات واشتد ّ بهن الفقر‬
‫ن‬
‫ن خوف الشماتة‪ ،‬فدخلن مسجد بلد مهجور‪ ،‬فتركته ّ‬ ‫إلى أن رحلن من وطنه ّ‬
‫ن على القوت فمّرت بكبير البلد وهو مسلم‪ ،‬فشرحت‬ ‫فيه‪ ،‬وخرجأت تحتال له ّ‬
‫دقها‪ ،‬وقال‪ :‬ل بد ّ أن تقيمي عندي البينة بذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا غريبة‬ ‫له حالها فلم يص ّ‬
‫دقا وأرسل بعض نسائه‬ ‫فأعرض‪ ،‬ثم مّر بمجوسي فشرحت له حالها بذلك‪ ،‬فص ّ‬
‫ن‪ ،‬فلما مضى نصف الليل رأى ذلك‬ ‫فأتت بها وبناتها إلى داره‪ ،‬فبالغ في إكرامه ّ‬
‫المسلم القيامة والنبي معقود على رأسه لواء الحمد‪ ،‬وعنده قصر عظيم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الله لمن هذا القصر؟ِ فقال‪ :‬لرجأل مسلم‪ ،‬قال‪ :‬أنا مسلم‬
‫ص له خبر العلوية‪ ،‬فانتبه الرجأل‬‫موحد‪ ،‬قال ‪ :‬أقم عندي البينة بذلك‪ ،‬فتحير فق ّ‬
‫ل عليها بدار‬‫دها‪ ،‬ثم بالغ في الفحص عنها حتى د ّ‬‫في غاية الحزن والكآبة إذ ر ّ‬
‫ن‪ ،‬فقال‪ :‬خذ ألف‬ ‫المجوسي فطلبها منه فأبى‪ ،‬وقال‪ :‬قد لحقني من بركاته ّ‬
‫ي فأبى‪ ،‬فأراد أن يكرهه فقال له‪ :‬الذي تريده أنا أحق به‪،‬‬ ‫ن إل ّ‬
‫دينار وسلمه ّ‬
‫والقصر الذي رأيته في النوم خلق لي‪ .‬فقال‪ :‬أنت لست بمسلم؛ فقال‪ :‬أتفخر‬
‫علي بإسلمك فوالله ما نمت أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية‪،‬‬
‫ورأيت مثل منامك‪ ،‬وقال رسول الله ‪ :‬العلوية وبناتها عندك قلت‪ :‬نعم يا‬
‫رسول الله‪ .‬قال‪ :‬القصر لك ولهل دارك فانصرف المسلم وبه من الكآبة‬
‫والحزن ما ل يعلمه إل الله تعالى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪223 :‬‬
‫فصل في الخيانة‬

‫) ‪(1/254‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫َ‬
‫م‬‫ماَنات ِك ُ ْ‬ ‫خوُنوا أ َ‬ ‫ل وَت َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫خوُنوا الله َوالّر ُ‬ ‫مُنوا ل ت َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫دي ك َي ْد َ‬ ‫ن الله ل ي َهْ ِ‬ ‫ن{ )سورة النفال‪ (27 :‬وقال تعالى‪} :‬إ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬ ‫وَأن ْت ُ ْ‬
‫ن{ )سورة يوسف‪ (52 :‬وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما‬ ‫خائ ِِني َ‬ ‫ال َ‬
‫ه َول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل طُهوَر ل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صلة َ ل ِ َ‬ ‫ه َول َ‬ ‫ةل ُ‬ ‫مان َ َ‬ ‫نلأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ل إي َ‬
‫ْ‬
‫د«ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫ضع الّرأ ِ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫نك َ‬ ‫َ‬ ‫ن الدي َ‬ ‫م َ‬ ‫صلةِ ِ‬ ‫ضعُ ال ّ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫صلة َ ل َ ُ‬ ‫نل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ِدي َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ل ع َهْد َ ل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َول ِدين ل ِ َ‬ ‫ةل ُ‬ ‫مان َ َ‬ ‫نلأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫وأحمد وابن حبان عن أنس‪ :‬ل إي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬وإ َ‬ ‫َ‬ ‫ق َثل ٌ‬
‫ف‪،‬‬‫خل َ‬ ‫ذا وَع َد َ أ ْ‬ ‫ث كذ َ َ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ث‪ :‬إ َ‬ ‫مَنافِ ِ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫والشيخان عن أبي هريرة‪ :‬آي َ َ‬
‫م‬ ‫صا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ق‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ن ِفيهِ فهُوَ مَنافِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫نك ّ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ن‪ ،‬وأبو الشيخ عن أنس‪َ :‬ثل ٌ‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ذا اؤ ُْتم َ‬ ‫وَإ ِ َ‬
‫ف وَإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب وَإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ذا‬ ‫خل َ‬ ‫ذا وَع َد َ أ ْ‬ ‫ث كذ َ َ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫نإ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫مَر وَقال إّني ُ‬ ‫ج َواع ْت َ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫صلى وَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ً‬
‫ن‪ .‬وأبو يعلى والبيهقي عن النعمان بن بشير‪ :‬من خان شريكا فيما‬ ‫خا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫اؤ ْت ُ ِ‬
‫ائتمنه عليه واسترعاه فأنا بريء منه‪ .‬والشيخان عن أبي حميد الساعدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫م َقا َ‬
‫ل‬ ‫ما قَد ِ َ‬ ‫ة‪ .‬فَل َ َ‬ ‫صد َقَ ِ‬ ‫على ال ّ‬ ‫ن الّلتبي ّةِ َ‬ ‫ه اب ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫ن الْزد ي ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫جأل ً ِ‬ ‫ي َر ُ‬ ‫ل الّنب ّ‬ ‫م َ‬ ‫ست َعْ َ‬ ‫ا ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫مد َ الله وَأث َْنى ع َل َْيه ث ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫من ْب َرِ فَ َ‬ ‫ي ع ََلى ال ِ‬ ‫م الّنب ّ‬ ‫قا َ‬ ‫ي فَ َ‬ ‫دي إل ّ‬ ‫ذا أهْ ِ‬ ‫م‪َ ،‬وها َ‬ ‫ذا ل َك ُ ْ‬ ‫ها َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ذا أهْد ِيَ إل ّ‬ ‫م‪َ ،‬وها َ‬ ‫ذا لك ُ ْ‬ ‫ل ها َ‬ ‫قو ُ‬ ‫مالَنا‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ض أع ْ َ‬ ‫هَ ع َلى ب َ َعْ ِ‬ ‫ل ن َب ْعَث ُ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ل الَعا ِ‬ ‫ما َبا ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫َقا َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سي‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫وال ِ‬ ‫م ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫دى إلي ْهِ أ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَي َن ْظُر أي ُهْ َ‬ ‫ت أِبي ِ‬ ‫مه أوْ ب َي ْ ِ‬ ‫تأ ّ‬ ‫س ِفي ب َي ْ ِ‬ ‫جأل ْ َ‬ ‫فََهل َ‬
‫ن َبعيرا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬ ‫ه على َرقَب َت ِهِ إ ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫مةِ ي َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫جأاَء ي َوْ َ‬ ‫شْيئا إل َ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫خذ ُ أ َ‬ ‫ب ِي َد ِهِ ل ي َأ ُ‬
‫خوار أوَ‬ ‫َ‬ ‫غاٌء أ َوْ ب َ َ‬
‫قَرة ً لَها ُ َ ٌ ْ‬ ‫ه ُر َ‬ ‫لَ ُ‬

‫) ‪(1/255‬‬

‫ت‪،‬‬ ‫ل ب َل ّغْ ُ‬ ‫م هَ ْ‬ ‫ل‪ :‬الل ّهُ ّ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ه‪ .‬ث ُ ّ‬ ‫فَرة َ إب ْط َي ْ ِ‬ ‫حّتى َرأ َي َْنا ع ُ ْ‬ ‫م َرفَعَ ي َد َي ْهِ َ‬ ‫شاة ً ل ََها ي ََعاُر‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ي‪،‬‬
‫عن ْد َ الّنب ّ‬ ‫جألوسا ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ي كرم الله وجأهه قال‪» :‬ك ُّنا ُ‬ ‫ت‪ .‬والبزار عن عل ّ‬ ‫ل ب َلغْ ُ‬‫ّ‬ ‫م هَ ْ‬ ‫اللهُ ّ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يٍءء ِفي‬ ‫ش ْ‬ ‫شد ّ َ‬ ‫خبَزِني ب ِأ َ‬ ‫ل الله أ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫ل الَعال ِي َ ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫فَط َل َعَ ع َلي َْنا َر ُ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ َ‬ ‫ن وَأ َل ْي َِنه‪ ،‬فَ َ‬
‫مدا ً ع َب ْد ُه ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن ل اله إل الله وَأ ّ‬ ‫شَهاد َة ُ أ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل‪ :‬أل ْي َن ُ ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ذا ال ّ‬ ‫ها َ‬
‫صلة َ َول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ُ‬
‫ه َول َ‬ ‫ةل ُ‬ ‫مان َ َ‬ ‫نلأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ه ل ِدي َ‬ ‫ة‪ ،‬إن ّ ُ‬ ‫مان َ ُ‬ ‫خا الَعال ِي َةِ ال َ‬ ‫شد ّه ُ َيا أ َ‬ ‫سول ُ‬ ‫وََر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َز َ‬
‫ل ب َِها‬ ‫ح ّ‬ ‫ة َ‬ ‫صل ً‬ ‫خ ْ‬ ‫شَرة َ ِ‬ ‫س عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مِتي َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ذا فَعَل ْ‬ ‫ة«ِ الحديث‪ .‬والترمذي عنه‪ :‬إ َ‬ ‫كا َ‬
‫َ‬
‫مغَْرمًا‪ ،‬وَأ َ‬ ‫مغَْنما ً َوالّز َ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ‬
‫جأته‬
‫ل َزوْ َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫طاع َ الّر ُ‬ ‫كاة َ‬ ‫ة َ‬ ‫مان َ ُ‬ ‫دول ً َوال َ‬ ‫مغْن َم ِ ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫كا َ‬ ‫الَبلُء‪ :‬إ َ‬
‫م‬‫ن َزعي ُ‬ ‫د‪ ،‬وَكا َ‬ ‫َ‬ ‫جأ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِفي ال َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫فعَ ِ‬ ‫فا أَباه ُ َواْرت َ َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫خاه ُ وَب َّر َ‬ ‫وَع َقّ أ َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ريُر‬ ‫ح ِ‬ ‫س ال َ‬ ‫مور‪ ،‬وَل ُب ِ َ‬ ‫خ ُ‬‫ت ال ُ‬ ‫شرِب َ ِ‬ ‫ه‪ ،‬وَ ُ‬ ‫شّر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خافَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫م الّر ُ‬ ‫م وَأك ْرِ َ‬ ‫قوْم ِ أْرذ ََله ْ‬ ‫ال َ‬
‫عن ْد َ ذال ِكَ‬ ‫قُبوا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مةِ أوّلها‪ ،‬فلي َْرت َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬
‫خُر هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫نآ ِ‬ ‫ف وَلعَ َ‬ ‫مَعازِ ُ‬ ‫ت َوال َ‬ ‫قي َْنا ُ‬ ‫ذت ال َ‬ ‫َوات ّ ِ‬
‫ل‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫قْتل في سبي ِ‬ ‫سخا‪ .‬وصح عن ابن مسعود قال‪ :‬ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫خسفا أوْ َ‬ ‫مَراَء أوْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ريحا َ‬
‫عوذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ني‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫»ال‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫عنه‬ ‫وصح‬ ‫الخيانة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫كلها‬ ‫الذنوب‬ ‫يكفر‬ ‫الله‬
‫ُ ّ ّ‬
‫ت الب َ َ‬ ‫عوذ ُ ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫بِ َ‬
‫ة«ِ ‪.‬‬ ‫طان َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ن الخَيان َةِ فَإ ِن َّها ب ِئ ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫جيعُ وَأ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫س ال ّ‬ ‫ه ب ِئ ْ َ‬ ‫جوِع فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪226 :‬‬

‫) ‪(1/256‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫باب الوصية‬

‫جأ َ‬
‫ل‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫أخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫َ‬ ‫ة‪ ،‬وإ َ َ‬ ‫ل بعم َ‬
‫َ‬
‫ه ب ِشّر‬ ‫مل ُ‬ ‫صي ّت ِهِ فَي ُ ْ‬
‫خت َ ُ‬ ‫جأاَر ِفي وَ ِ‬ ‫صى َ‬ ‫ذا أوْ َ‬ ‫سن َ ً‬‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬‫خي ْرِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل أهْ ِ‬ ‫م ُ َِ َ ِ‬ ‫ل َي َعْ َ‬
‫ل ِفي‬ ‫ة فَي َعْد ِ ُ‬ ‫سن َ ً‬
‫ن َ‬ ‫سب ِْعي َ‬
‫شّر َ‬ ‫ل ال ّ‬‫ل أهْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬
‫ل ب ِعَ َ‬ ‫ن الّرجأل ل َي َعْ َ‬ ‫ل الّناَر‪ ،‬وإ ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ه فَي َد ْ ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫ن الرجأل يعمل أو‬ ‫ة«ِ والترمذي عنه‪ :‬أ ّ‬ ‫جن ّ َ‬
‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مل ِهِ فَي َد ْ ُ‬
‫خي ْرِ ع َ َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَي ُ ْ‬
‫خت َ ُ‬ ‫صي ّت ِ ِ‬‫وَ ِ‬
‫المرأة بطاعة الله ستين سنة‪ ،‬ثم يحضرهما الموت فيضاّران في الوصية فتجب‬
‫لهما النار‪ .‬وابن ماجأه عن أنس‪ :‬من فّر من ميراث وارثه قطع الله ميراثه من‬
‫الجنة‪ .‬وورد‪ :‬من قطع ميراثا ً فرضه الله قطع الله ميراثه من الجنة‪ ،‬وروى‬
‫ر«ِ ‪.‬‬ ‫ن الك ََبائ ِ ِ‬
‫م َ‬ ‫صي ّةِ ِ‬‫ضَراُر ِفي الوَ ِ‬ ‫ن النبي قال‪» :‬ال ْ‬ ‫النسائي أ ّ‬
‫ن ذلك من الكبائر‪ ،‬ومن ثم صرح جأمع من أئمتنا وغيرهم‬ ‫)تنبيه( قد صّرح بأ ّ‬
‫بذلك‪ ،‬وقال ابن عادل في تفسيره‪ :‬اعلم أن الضرار في الوصية يقع على‬
‫ن يوصي بأكثر من الثلث أو يقّر بكل ماله أو بعضه لجأنبي‪ ،‬أو يقّر‬ ‫وجأوه منها أ ْ‬
‫على نفسه بدين لحقية له دفعا للميراث عن الوارث أو يقّر بأن الدين الذي‬ ‫ً‬
‫كان له على فلن قد استوفاه منه‪ ،‬أو يبيع شيئا ً بثمن رخيص أو يشتري شيئا ً‬
‫بثمن غال كل ذلك لغرض أن ل يصل المال إلى الورثة‪ ،‬ومن الضرار في‬
‫الوصية أن يوصي على نحو أطفاله من يعلم من حاله أنه يأكل مالهم أو يكون‬
‫سببا ً لضياعه‪ ،‬لكونه ل يحسن التصرف فيه أو نحو ذلك‪ .‬اللهم اكفنا بحللك عن‬
‫حرامك‪ ،‬واغننا بفضلك عمن سواك‪.‬‬
‫باب النكاح‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪226 :‬‬

‫) ‪(1/257‬‬

‫ع{ )سورة‬ ‫ث وَُرَبا َ‬ ‫مث َْنى وََثل َ‬ ‫ساِء َ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬ ‫طا َ‬ ‫ما َ‬ ‫حوا َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬فاْنك ُ‬
‫النساء‪ (3 :‬وأخرج الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫َ‬ ‫طاع َ منك ُم الباَءة َ فَل ْيتزوج فَإن َ‬
‫ن‬
‫ص ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صرِ وَأ ْ‬ ‫ض ل ِل ْب َ َ‬ ‫ه أغ َ ّ‬ ‫َََ ّ ْ ِّ ُ‬ ‫ِ ْ ُ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شَباب َ‬ ‫شَر ال ّ‬ ‫معْ َ‬ ‫»َيا َ‬
‫جأاٌء«ِ والبيهقي عن أبي أمامة‪:‬‬ ‫ه وَ َ‬ ‫ه لَ ُ‬‫صوْم ِ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ست َط ِعْ فَعَل َي ْهِ ِبال ّ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ج وَ َ‬ ‫فْر ِ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ُ‬
‫صاَرى«ِ وهو عن أبي‬ ‫كوُنوا ك ََرهَْبان ِي ّةِ الن ّ َ‬ ‫م َول ت َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ال َ‬ ‫كاثٌر ب ُك ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جأوا َفإني ُ‬ ‫»ت ََزوّ ُ‬
‫سن ِّتي الن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ح«ِ وعن‬ ‫كا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ِبسن ِّتي وَإ ِ ّ‬ ‫س ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ب فِطَرِتي فَلي َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫هريرة‪َ » :‬‬
‫ْ‬ ‫ست َك ْ َ‬
‫ف‬
‫ص ِ‬ ‫ق الله ِفي الن ّ ْ‬ ‫ن‪ ،‬فَلي َت ّ ِ‬ ‫دي ِ‬
‫ف ال ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ل نِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قد ا ْ‬ ‫ج العَب ْد ُ فَ َ‬ ‫ذا ت ََزوّ َ‬ ‫أنس‪» :‬إ َ‬
‫ل الله‬ ‫سو ُ‬ ‫الَباِقي«ِ وأحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجأه‪» :‬ن ََهى َر ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫شي ْطان ُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫سن ّهِ ع َ ّ‬ ‫داث َةِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ج ِفي َ‬ ‫شاب ت ََزوّ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل«ِ وابن عدي عن جأابر‪» :‬أي ّ َ‬ ‫عن الت ّب َت ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ وأحمد وابن أبي شيبة وابن عبد البر عن عكاف بن‬ ‫مّني ِدين َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ص َ‬‫َيا وَي ْلِتي ع َ َ‬ ‫َ‬
‫ة‪.‬‬‫جأارِي َ ٌ‬ ‫ل ل‪َ .‬قا َ‬ ‫ف؟ِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪َ :‬ول َ‬ ‫ة َيا ع ُكا ُ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫وداعة أنه أتى النبي ‪ ،‬فقال له‪» :‬ألك َزوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مد ُ لله‪ .‬قا َ‬ ‫سٌر؟ِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ل ل‪َ .‬قا َ‬ ‫َقا َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ت إذ َ ْ‬ ‫ل‪ :‬فأن ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ال َ‬‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫مو ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪ :‬وَأن ْ َ‬
‫صن َعْ‬ ‫مّنا َفا ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ك ُن ْ َ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫صاَرى َفاْلحقْ ِبه ْ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫ن ُرهَْبا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ن‪ ،‬إن ك َن ْ َ‬ ‫طي ِ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫إ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م ع ُّزاب ُك ْ‬ ‫موَْتاك ْ‬ ‫َ‬
‫ن أراذ ِل َ‬ ‫م‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م ع ُّزاب ُك ْ‬ ‫شَراُرك ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫سن ِّتي الن ّكا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬
‫ع‪ ،‬فإ ِ ّ‬ ‫صن َ ُ‬‫ما ن َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل عُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ج‪ .‬فَ َ‬ ‫ك َيا ع ُ َ‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬ ‫جأِني َ‬ ‫حتى ت َُزوّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل الله ل أت ََزوّ ُ‬ ‫ف‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫كا ُ‬ ‫ف ت ََزوّ ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫وَي ْ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ميري«ِ‬ ‫ت ك َل ُْثوم ِ ال ِ‬
‫ح ْ‬ ‫مةِ ب ِن ْ َ‬ ‫سم ِ الله َوالب ََرك َةِ الك َ ِ‬
‫ري َ‬ ‫ك ع ََلى ا ْ‬
‫جأت ُ َ‬ ‫ت‪َ .‬قا َ‬
‫ل َزوّ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫خاف َ‬‫م َ‬‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ن ت ََرك الت ََزوّ َ‬
‫م ْ‬
‫والديلمي وأبو داود‪َ » :‬‬

‫) ‪(1/258‬‬

‫عها‬ ‫مَتا ِ‬ ‫خي ُْر َ‬ ‫مَتاع ٌ وَ َ‬ ‫مّنا«ِ وأحمد ومسلم عن ابن عمر‪» :‬الد ّْنيا ك ُل ََها َ‬ ‫س ِ‬ ‫العَي ْل َةِ فَل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫وى الله‬ ‫ق َ‬ ‫ن ب َعْد َ ت َ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫فاد َ ال ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ة«ِ وابن ماجأه عن أبي أمامة‪َ » :‬‬ ‫ح ُ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫مْرأة ُ ال ّ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫م‬‫س َ‬ ‫ن أقْ َ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫سّرت ْ ُ‬ ‫ن ن َظَر إلي َْها َ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ها أطاع َت ْ ُ‬ ‫مَر َ‬ ‫نأ َ‬ ‫حةٍء إ ْ‬ ‫صال ِ َ‬‫جأةٍء َ‬ ‫ن َزوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خْيرا ل ْ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ والطبراني عن ابن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مال ِ ِ‬ ‫سَها وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه ِفي ن َ ْ‬ ‫حت ْ ُ‬‫ص َ‬ ‫ب ع َن َْها ن َ َ‬ ‫ن غا َ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ع َلْيها أب َّرت ْ ُ‬
‫مسعود‪» :‬تزّوجأوا البكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير«ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫م«ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ال َ‬ ‫كاث ٌِر ب ُك ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫دود َ الوَُلود َ فَإ ِّني ُ‬ ‫جأوا الوَ ُ‬ ‫وأبو داود عن معقل بن يسار‪» :‬ت ََزوّ ُ‬
‫ه وَلد ٌَ‬ ‫ن وُل ِد َ ل َُ‬ ‫م ْ‬ ‫والبيهقي عن أبي سعيد وابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ب إْثما ً فَإ ِّنما‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه فَأ َ َ‬
‫صا‬ ‫جأ ُ‬ ‫م ي َُزوّ ْ‬ ‫ن ب َل َغَ وَل َ ْ‬ ‫ه‪ .‬فَإ ِ ْ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ذا ب َل َغَ فَل ْي َُزوّ ْ‬ ‫ه‪ ،‬وإ َ‬ ‫ه وَأد َب َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫نا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫فَل ْي ُ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ن ب َل َغَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِفي الت ّوَْراةِ َ‬ ‫مك ُْتو ٌ‬ ‫ه«ِ وهو عن عمر رضي الله عنه‪َ » :‬‬ ‫ه ع ََلى أِبي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫إث ْ ُ‬
‫َ‬
‫ه«ِ والطبراني‬ ‫ك ع َل َي ْ ِ‬ ‫م ذال ِ َ‬ ‫ت إْثما ً فَإ ِث ْ ُ‬ ‫صاب َ ْ‬ ‫جأها فَأ َ‬ ‫م ي َُزوّ ْ‬ ‫ة فَل َ ْ‬ ‫سن َ ً‬‫شَرة َ َ‬ ‫ي عَ َ‬ ‫ة اث ْن َت َ ْ‬ ‫ه اب ْن َ ً‬ ‫لَ ُ‬
‫ذا‬‫ن أن َّها إ َ‬ ‫داك ُ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ضى إ ْ‬ ‫وابن عساكر عن سلمة حاضنة السيد إبراهيم‪» :‬أما ت َْر َ‬
‫هو ع َنها راض أ َن ل َها مث ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫قائ ِم ِ ِفي‬ ‫صائ ِم ِ َوال َ‬ ‫جأرِ ال ّ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ٍء ّ َ ِ‬ ‫َْ َ‬ ‫جأَها وَ ُ‬ ‫ن َزوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مل ً ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م أهْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫فى لَها ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ي َعْل ْ‬ ‫صاب ََها الطلقُ ل ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫ل الله‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫سبي ِ‬ ‫َ‬
‫ة إل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ٌ‬ ‫َِ َ ّ‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ي‬ ‫ثد‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ص‬
‫َ ْ َ ّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫جأ‬
‫ُ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ ْ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ِ َ‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ٍء‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫قُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جأرِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن لَها ِ‬ ‫ة كا َ‬ ‫ها لي ْل ً‬ ‫سهََر َ‬ ‫ة‪َ ،‬فإن أ ْ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫صةِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َ‬ ‫جأْرع َةٍء وَب ِك ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن لَها ب ِك ّ‬ ‫كا َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ن َرقََبة ت ُعْت ِ ُ‬
‫حل ِ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ل الله«ِ وأبو داود عن ابن عمر‪» :‬أب ْغَ ُ‬ ‫سبي ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫قهُ ْ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫َ‬
‫قا«ِ‪.‬‬ ‫إلى الله الطل ُ‬‫ّ‬

‫) ‪(1/259‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪226 :‬‬


‫ي في النوم فقيل‬ ‫وحكى أبو العباس أحمد بن يعقوب أنه رؤي معروف الكرخ ّ‬
‫له‪ :‬ما صنع الله بك؟ِ قال‪ :‬أباحني الجنة غير أن في نفسي حسرة أني خرجأت‬
‫من الدنيا ولم أتزوج‪.‬‬
‫وحكى أن بعض الصالحين كان يعرض عليه التزوج فيأبى برهة من دهره‪ ،‬فانتبه‬
‫من نومه ذات يوم وقال‪ :‬زوجأوني فزوجأوه فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال لعل الله‬
‫يرزقني ولدا ً ويقبضه فيكون لي مقدمة في الخرة‪ ،‬ثم قال‪ :‬رأيت في المنام‬
‫كأن القيامة قد قامت‪ ،‬وكنت من جأملة الخلئق في الموقف وبي من العطش‬
‫دة العطش والكرب‪ ،‬فنحن‬ ‫والكرب ما كاد أن يقطع عنقي‪ ،‬وكذا الخلئق في ش ّ‬
‫كذلك إذا ولدان قد ظأهروا بأيديهم أباريق من فضة مغطاة بمناديل من نور‪،‬‬
‫وهم يتخللون الجمع‪ ،‬ويتجاوزن أكثر الناس‪ ،‬ويسقون واحدا ً بعد واحد‪ ،‬فمددت‬
‫ي وقال‪ :‬ليس‬ ‫يدي إليهم وقلت لبعضهم‪ :‬اسقني فقد أجأهدني العطش فنظر إل ّ‬
‫لك ولد فينا إنما نسقي آباءنا وأمهاتنا‪ ،‬فقلت‪ :‬من أنتم؟ِ فقالوا‪ :‬نحن أطفال‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪226 :‬‬

‫فصل في أركان النكاح‬


‫أركان النكاح أربعة‪ :‬الول‪ :‬اليجاب والقبول‪ :‬فاليجاب كأنكحتك أو زوجأتك ل‬
‫أحللتك ابنتي‪ .‬والقبول كنكحتها أو تزوجأتها أو قبلت أو رضيت نكاحها‪ ،‬أو النكاح‬
‫ول يشترط فيهما العربية‪ ،‬ولو مع معرفتها‪ ،‬لكن يشترط أن يترجأم بما هو‬
‫صريح فيه في تلك اللغة‪ ،‬ويشترط أن ل يطول فصل بينهما‪.‬‬
‫دقا فيه‪ ،‬حيث‬ ‫وها من نكاح وعدة وتص ّ‬‫الثاني‪ :‬الزوجأان فيشترط في المرأة خل ّ‬
‫دعت موت زوج معين أو طلقه وإل فل‪ .‬وفي الزوج‬ ‫لم يعلم لها نكاح سابق‪ ،‬أو ا ّ‬
‫علمه بحلها له‪ ،‬وفيهما التعيين فزوجأتك إحدى ابنتي أو زوجأت بنتي أحدكما‬
‫باطل ولو مع الشارة‪.‬‬

‫) ‪(1/260‬‬

‫الثالث‪ :‬الولي وهو أب ثم أبوه فيزوجأان بكرا ً أو ثيبا ً بل وطء‪ ،‬كمن زالت‬
‫بكارتها بنحو أصبع من كفء موسر بمهر المثل مطلقا ً بغير إذنها‪ ،‬حيث ل عداوة‬
‫دقا البالغة في دعوى الثيوبة قبل‬ ‫ل ثيبا ً بوطء إل بإذنها نطقا ً بعد بلوغها وتص ّ‬
‫العقد بيمين‪ ،‬وإن لم تتزوج ل بعده ولو أثبتت‪ ،‬ثم أخ لبوين ثم لب ثم ابنهما‬
‫كذلك‪ ،‬ثم عم لبوين‪ ،‬ثم لب ثم بنوهما‪ ،‬ثم عم الب ثم بنوه كذلك‪ ،‬ثم معتق ثم‬
‫عصبانة ثم معتقه ثم عصباته‪ ،‬فيزوج المذكورون البالغة بإذنها نطقا ً إن كانت‬
‫ثيبًا‪ ،‬وإل كفى سكوتها بعد استئذانها ولو لغير كفء‪ ،‬ثم إن عدموا أو غاب‬
‫أقربهم مرحلتين‪ ،‬أو فقد أو عضل زّوج قاض‪ ،‬أو نائبه بكفء بالغة في مح ّ‬
‫ل‬
‫وليته حال التزويج ل بغيره‪ ،‬وإن رضيت به فمحكم عدل ولته أمرها‪ ،‬أما تزويج‬
‫اليتيمة فباطل اتفاقًا‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬أيما ا َ‬
‫ن َولّيها‬ ‫ت ب ِغَي ْرِ إذ ْ ِ‬‫ح ْ‬
‫مَرأةٍء ن ُك ِ َ‬‫ّ َ ْ‬
‫ل«ِ وقال ‪» :‬ل تزوج المرأ َة ُ المرأة ََ‬ ‫حَها باط ِ ٌ‬ ‫ل فَن ِ َ‬‫حَها َباط ِ ٌ‬ ‫ل فَن ِ َ‬‫حَها َباط ِ ٌ‬ ‫فَن ِ َ‬
‫َ ْ‬ ‫َُ ّ ُ َ ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫كا ُ‬ ‫كا ُ‬
‫سَها«ِ ‪.‬‬ ‫ف َ‬
‫ج نَ ْ‬ ‫ي ال ِّتي ت َُزوّ ُ‬ ‫ة هِ َ‬ ‫ن الّزان ِي َ َ‬ ‫سَها فَإ ِ ّ‬ ‫ف َ‬‫ول المرأة ُ ن َ ْ‬
‫الرابع‪ :‬الشاهدان فيشترط كونهما رجألين حّرين عدلين بصيرين سميعين‪،‬‬
‫يعرفان لسان المتعاقدين غير متعينين للولية‪ ،‬ويصح ظأاهرا ً بمستوري عدالة‬
‫إذا عقد لهما غير الحاكم‪ ،‬ويندب استتابتهما قبل العقد احتياطًا‪ ،‬ويزول الستر‬
‫ح به حالً‪ ،‬كما ل يصح تزويج‬ ‫بتفسيق عدل‪ ،‬ولو تاب الفاسق عند العقد لم يص ّ‬
‫ح إل ّ‬ ‫كا َ‬‫عفيفة لفاسق تاب عند العقد قبل الستبراء‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬ل ن ِ َ‬
‫ل«ِ ‪.‬‬ ‫ك فَهُوَ َباط ِ ٌ‬ ‫ح ع ََلى غ َي ْرِ ذال ِ َ‬ ‫كا ٍء‬‫ن نِ َ‬‫م ْ‬ ‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪ ،‬وَ َ‬ ‫شاه ِد َيْ ع َد ْ ٍء‬ ‫شد ٍء وَ َ‬‫مْر ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫ب ِوَل ِ ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪232 :‬‬
‫فصل في ذكر ما يجري بين الزوجأين‬

‫) ‪(1/261‬‬

‫عن ْد َ الله‬
‫س ِ‬‫شّر الّنا َِ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬
‫أخرج مسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري‪» :‬إ ّ‬
‫سّر‬
‫ما ِ‬ ‫حد ُهُ َ‬‫شُر أ َ‬ ‫َ‬
‫ضي إلي ْهِ ث ُ ّ‬
‫م ي َن ْ ُ‬ ‫مَرأ َت ِهِ وَت ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ضي إَلى ا ْ‬
‫ف ِ‬ ‫جأ ُ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫مةِ الّر ُ‬
‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬ ‫من ْزِل َ ً‬
‫ة ي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ه«ِ وأحمد عن أسماء بنت يزيد‪ :‬أنها كانت عند رسول الله والرجأال‬ ‫حب ِ ِ‬ ‫صا ِ‬‫َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ب ِأهْل ِهِ وَلعَ ّ‬ ‫َ‬
‫ما فعَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫والنساء قعود عنده فقال‪» :‬لعَ ّ‬
‫خب ُِر ب ِ َ‬‫مَرأة ً ت ُ ْ‬ ‫لا ْ‬ ‫ل َ‬ ‫جأل ي َ ُ‬ ‫ل َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫سول الله إن ّهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ :‬إيّ والله َيا َر ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫َ‬
‫سكُتوا‪ ،‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫م‪ :‬أي َ‬ ‫قو ْ ُ‬‫م ال َ‬‫جأَها فَأزِ َ‬ ‫معْ َزوْ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫فَعَل َ ْ‬
‫ي‬
‫ق َ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫طا ٍء‬ ‫شي ْ َ‬‫ل َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ما مثل ذال ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫فعَُلوا فَإ ِن ّ َ‬ ‫ل‪َ :‬فل ت َ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬قا َ‬ ‫فعَل ْ َ‬‫ن ل َي َ ْ‬ ‫فعَُلو َ‬
‫ن وَإ ِن ّهُ ّ‬ ‫ل َي َ ْ‬
‫ن«ِ وهو والبيهقي عن أبي الهيثم أنه قال‪:‬‬ ‫ظرو َ‬ ‫س ي َن ْ ُ‬
‫شها َوالّنا ُ‬ ‫ة فَغَ ّ‬ ‫طان َ ً‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ ‪.‬‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫سَباع َ َ‬ ‫»ال ّ‬
‫)تنبيه( إن إفشاء الرجأل سّر زوجأته والمرأة سّر زوجأها بأن يذكر كل منهما ما‬
‫يقع بينهما من أمور الستمتاع‪ ،‬وتفاصيل الجماع حرام‪ ،‬وأما ذكر مجرد الجماع‬
‫لغير فائدة فمكروه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪233 :‬‬
‫فصل في منع أحد الزوجأين حق الخر‬

‫) ‪(1/262‬‬

‫ف{ )سورة النساء‪ (19 :‬وقال الله‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال َ‬ ‫شُروهُ ّ‬ ‫عا ِ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ة{ )سورة‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ن د ََر َ‬ ‫ل ع َلي ْهُ ّ‬‫َ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ف وَِللّر َ‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن ِبال َ‬ ‫ذي ع َلْيه ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل ال ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫تعالى‪} :‬وَل َهُ ّ‬
‫البقرة‪ (228 :‬قال ابن عباس‪ :‬إني لتزين لمرأتي كما تتزّين لي لهذه الية‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬يجب أن يقوم بحقها ومصالحها‪ ،‬ويجب عليها النقياد والطاعة له‪.‬‬
‫والترمذي وصححه وابن ماجأه‪» :‬أن رسول الله قال في حجة الوداع بعد أن‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ما هُ ّ‬ ‫خْيرا ً فَإ ِن ّ َ‬ ‫ساِء َ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ست َو‬ ‫حمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ‪» :‬أل َفا ْ‬
‫ْ‬ ‫شْيئا ً غ َي َْر ذال ِ َ‬
‫مِبيَنة‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫شة ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ن ي َأِتي َ‬ ‫ك إل أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫من ْهُ ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ل َي ْ َ‬ ‫عن ْد َك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫وا ٌ‬ ‫عَ َ‬
‫م َفل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ن أطعْن َك ْ‬ ‫ح‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫مب َّر ٍء‬ ‫ضْربا غي َْر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ضرُِبوهُ ّ‬ ‫جأِع‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫ن َفاهْ ُ‬ ‫فَعَل َ‬
‫م‬
‫قك ْ‬‫ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قا‪ ،‬ف َ‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫م ع َلي ْك ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سائ ِك ْ‬ ‫قا‪ ،‬وَل ِن ِ َ‬ ‫ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫سائ ِك ْ‬ ‫م ع َلى ن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن لك ْ‬ ‫َ‬ ‫سِبيل‪ ،‬أل إ ّ‬ ‫ً‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ت َب ُْغوا ع َلي ْهِ ّ‬
‫ْ‬
‫ن‪،‬‬‫هو َ‬ ‫ْ‬
‫ن ت َكَر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن ِفي ب ُِيوت ِك ْ‬ ‫ن‪َ ،‬ول ي َأذ ِ ّ‬ ‫هو َ‬ ‫ن ت َكَر ُ‬‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫شك ْ‬‫ُ‬ ‫ن ِفي فْر ِ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ُيوط ِئ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ع َل َي ْهُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن«ِ والطبراني‬ ‫مه ّ‬ ‫ن وَط ََعا ِ‬ ‫سوَِته َ‬ ‫ن ِفي ك َ ْ‬ ‫سُنوا إل َي ْهُ ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫قهُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫أل وَ َ‬
‫والحاكم‪» :‬حق المرأ َة ع ََلى الزو َ‬
‫سى‪،‬‬ ‫ذا اك ْت َ َ‬ ‫ها إ َ‬ ‫سو َ‬ ‫م وَي َك ْ ُ‬ ‫ذا ط َعَ َ‬ ‫مَها إ َ‬ ‫ن ي ُط ْعِ َ‬ ‫جأ ْ‬ ‫ّ ْ ِ‬ ‫َ ّ َ ْ ِ‬
‫مَرأ َة ً ع ََلى‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫ّ َ َ ُ ٍء َ َ ّ َ ْ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫ما‬ ‫ي‬‫»أ‬ ‫وهو‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫ر«ِ‬ ‫ه َول ي ُ ّ ُ َ َ ْ ُ ُ‬
‫ج‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫جأ َ‬ ‫رب الوَ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َول ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ما َ‬ ‫خد َع ََها‪ ،‬فَ َ‬ ‫قَها َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ؤديَ إل َي َْها َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫سهِ أ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِفي ن َ ْ‬ ‫كثَر‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫مهْرِ أوْ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫والترمذي‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫ن‪،‬‬ ‫زا‬
‫َ َ َ َ َ َ ٍء‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ ْ َ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫الله‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫وَ ْ ُ ّ ْ َ َ َ‬
‫ّ‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ه«ِ‬ ‫م لهْل ِ ِ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خي ُْرك ُ ْ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫م ب ِأهْل ِ ِ‬ ‫فهُ ْ‬ ‫خلقا وَألط َ‬ ‫م ُ‬ ‫سن َهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إيمانا أ ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫م ِ‬ ‫أك ْ َ‬
‫ذا‬‫لإ َ‬ ‫جأ َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫وميسرة بن علي والرافعي‪» :‬إ ّ‬

‫) ‪(1/263‬‬

‫كفَها‬‫خذ َ ب ِ َ‬ ‫ذا أ َ َ‬‫ة‪ ،‬فَإ ِ َ‬


‫م ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫ما ن َظ َْرة َ َر ْ‬ ‫ت إل َي ْهِ ن َظ ََر الله إل َي ْهِ َ‬
‫نظ َر إَلى ا َ‬
‫مَرأتهِ وَن َظ ََر ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ه‬
‫جأت ِِ‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫»‬ ‫والطيالسي‪:‬‬ ‫ما«ِ‬ ‫عه‬ ‫ب‬ ‫صا‬ ‫خلل أ َ‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫نو‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫سا‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ّ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ َ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ ُُ َ ِ‬ ‫تَ َ‬
‫ً‬
‫حدا إل ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫وما َوا ِ‬ ‫م يَ ْ‬‫صو َ‬ ‫ن ل تَ ُ‬ ‫ب‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ت ع َلى ظأهْرِ قَت َ ٍء‬ ‫كان َ ْ‬ ‫سَها‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫من َعُ ُ‬‫ن ل تَ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫شْيئا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن بيت ِهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫طي ِ‬ ‫ن ل ت ُعْ ِ‬ ‫من َْها‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ ْ‬‫م تُ ْ‬ ‫ت وَل َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت أث َ‬ ‫ن فَعَل َ ْ‬ ‫ضة‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫بإذ ْن ِهِ إل ّ ال َ‬
‫ن ب َي ْت ِهِ إل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر َ‬ ‫ن ل تَ ْ‬ ‫ن ع َلي َْها الوِْزُر‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫جأُر وَكا َ‬ ‫ه ال ْ‬ ‫نل ُ‬ ‫ت كا َ‬ ‫ن فَعَل ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫إل ِبإذ ْن ِ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ن كا َ‬ ‫جأعَ وَإ ِ ْ‬ ‫ب أوْ ت َْر ِ‬ ‫حّتى ت َُتو َ‬ ‫ب َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ة الغَ َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ت ل َعََنها الله وَ َ‬ ‫ن فَعَل َ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ب َإ ِذ ْن ِ ِ‬
‫ه‪ ،‬لوَْ‬ ‫جأها ك ُل ُّ‬ ‫حّتى ت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫حقّ َزوْ ِ‬ ‫ؤدي َ‬ ‫حقّ الله َ‬ ‫دي َ‬ ‫مْرأة ُ ل ت ُؤ َ ّ‬ ‫ظأاِلما«ِ والطبراني‪» :‬ال َ‬
‫فسها«ِ والحاكم وصححه‪» :‬إن امرأة ًَ‬ ‫َ‬
‫ّ ْ َ‬ ‫ه نَ ْ َ َ‬ ‫من َعْ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫سأل ََها وَهُوَ ع ََلى ظأ َهْرِ قَت َ ٍء‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬‫جأ ِ‬‫ج على الّزوْ َ‬ ‫حقّ الّزوْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫خب ِْرِني َ‬ ‫خط ُِبني فأ ْ‬ ‫عمي فلنا ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ن اب ْ َ‬ ‫ي‪:‬إ ّ‬ ‫ت ِللّنب ّ‬ ‫َقال ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م أوْ قَي ْ ٌ‬
‫ح‬ ‫خَري ْهِ د َ ٌ‬‫من ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ن ل َوْ َ‬ ‫قهِ أ ْ‬ ‫ح ّ‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫ل‪ِ :‬‬ ‫ه َقا َ‬ ‫جأت ُ ُ‬ ‫شْيئا ً أط َي ْقُ ت ََزوّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ه‪ ،‬ل َوْ َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫مْر ُ‬ ‫شرٍء ل َ‬ ‫جد َ ل ِب َ َ‬ ‫س ُ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫شرٍء أ ْ‬ ‫ن ي َن ْب َِغي ل ِب َ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ما أد ّ ْ‬ ‫سان َِها َ‬ ‫ه ب ِل ِ َ‬ ‫ست ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫فَل َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي ب َعَث َ َ‬
‫ك‬ ‫ت َوال ّ ِ‬ ‫ه الله ع َل َْيها‪َ .‬قال َ ْ‬ ‫ضل َ ُ‬
‫ل ع َل َي َْها لما فَ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫جأها إ َ‬ ‫جد ل َِزو ِ‬ ‫س ُ‬‫ن تَ ْ‬ ‫مْرأة َ أ ْ‬ ‫ال َ‬
‫ت الد ّْنيا«ِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫قي َ ِ‬ ‫ما ب َ ِ‬
‫ج َ‬ ‫حقّ ل أت ََزوّ ُ‬ ‫ِبال َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪234 :‬‬

‫) ‪(1/264‬‬

‫وأحمد عن أنس رضي الله عنه قال‪ :‬كان أهل البيت من النصار لهم جأمل‬
‫يسقون عليه‪ ،‬أي يستقون عليه الماء من البئر‪ ،‬وأنه استصعب عليهم‪ ،‬فمنعهم‬
‫ظأهره‪ ،‬وأن النصار جأاؤوا إلى النبي فقالوا‪ :‬إنه كان لنا جأمل نسقي عليه الماء‬
‫من البئر‪ ،‬وأنه استصعب علينا ومنعنا ظأهره‪ ،‬وقد عطش الزرع والنخل فقام‬
‫رسول الله وقال لصحابه‪ :‬قوموا فقاموا فدخلوا الحائط‪ ،‬والجمل في ناحية‬
‫فمشى النبي نحوه‪ ،‬فقالت النصار‪ :‬يا رسول الله صار مثل الكلب نخاف عليك‬
‫ي منه بأس‪ ،‬فلما نظر الجمل إلى رسول الله أقبل نحوه‬ ‫صولته‪ ،‬قال‪ :‬ليس عل ّ‬
‫ل ما كانت قط حتى أدخله في‬ ‫حتى خّر ساجأدا ً بين يديه‪ ،‬فأخذ بناصيته أذ ّ‬
‫العمل‪ ،‬فقال له أصحابه‪ :‬يا رسول الله هذا بهيمة ل يعقل يسجد لك‪ ،‬ونحن‬
‫نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال‪» :‬ل يصح لبشر أن يسجد لبشر‪ ،‬ولو صلح‬
‫لبشر أن يسجد لبشر لمرت المرأة أن تسجد لزوجأها لعظم حقه عليها‪ ،‬لو كان‬
‫من قدمه إلى مفرقا رأسه قرحة تبجس بالقيح والصديد‪ ،‬ثم استقبلته فلحسته‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫طاه ُ الله ِ‬ ‫مَرأ َت ِهِ أ َع ْ َ‬
‫قا ْ‬ ‫سوِء ُ ُ‬
‫خل ِ‬ ‫على ُ‬ ‫صَبر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ما أدت حقه«ِ وروي أنه قال‪َ » :‬‬
‫ل ما أ َع ْ َ َ‬
‫ق‬ ‫خل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫سو‬ ‫َ‬
‫لى‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ئ‬ ‫بل‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫ال‬ ‫ب ع َل َي ْهِ‬
‫طى أّيو َ‬ ‫مث ْ َ َ‬‫جأرِ ِ‬‫ال ْ‬
‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ ِ َ َ ْ َ ََ ْ َ‬ ‫ّ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن«ِ وروي أن رجأل ً جأاء إلى عمر‬ ‫مَرأة َ فِْرع َوْ َ‬ ‫ةا ْ‬ ‫سي َ َ‬ ‫بآ ِ‬‫وا َ‬‫ها الله ث َ َ‬ ‫جأها أع ْ َ‬
‫طا َ‬ ‫َزوْ ِ‬
‫رضي الله عنه يشكو إليه خلق زوجأته‪ ،‬فوقف ببابه ينتظر خروجأه‪ ،‬فسمع‬
‫امرأته تستطيل عليه بلسانها‪ ،‬وهو ساكت ل يرد عليها‪ ،‬فانصرف الرجأل قائلً‪:‬‬
‫إذا كان هذا حال أمير المؤمنين‪ ،‬فكيف حالي؟ِ فخرج عمر فرآه موليا ً فناداه‬
‫وقال‪ :‬ما حاجأتك؟ِ فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين جأئت أشكو إليك خلق زوجأتي‬
‫ي‪ ،‬فسمعت زوجأتك كذلك‪ ،‬فرجأعت وقلت‪ :‬إذا كان هذا حال‬ ‫واستطالتها عل ّ‬
‫أمير المؤمنين مع زوجأته فكيف حالي؟ِ فقال‪ :‬يا أخي إني احتملتها لحقوقا لها‬
‫ي إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي‪ ،‬وليس‬ ‫عل ّ‬
‫ذلك بواجأب عليها‪ ،‬ويسكن قلبي بها‬

‫) ‪(1/265‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫عن الحرام فأنا احتملها لذلك‪ ،‬فقال الرجأل‪ :‬يا أمير المؤمنين وكذلك زوجأتي‪،‬‬
‫دة يسيرة‪.‬‬‫قال‪ :‬فاحتملها فإنما هي م ّ‬
‫وحكي أنه كان لبعض الصالحين أخ صالح‪ ،‬وكان يزوره كل سنة‪ ،‬فجاء مّرة‬
‫لزيارته فطرقا بابه‪ ،‬فقالت زوجأته‪ :‬من؟ِ فقال‪ :‬أخو زوجأك في الله جأاء‬
‫لزيارته‪ ،‬فقالت‪ :‬ذهب يحتطب ل رده الله‪ ،‬وبالغت في شتمه وسبه؛ فبينما هو‬
‫مل السد حزمة حطب‪ ،‬وهو مقبل به‪ ،‬فلما وصل أخاه‬ ‫كذلك وإذا بأخيه قد ح ّ‬
‫سلم عليه ورحب به؛ ثم أنزل الحطب من على ظأهر السد وقال له‪ :‬اذهب‬
‫بارك الله فيك؛ ثم أدخل أخاه وهي تسبه فل يجيبها فأطعمه‪ ،‬ثم ودعه وانصرف‬
‫على غاية التعجب من صبره عليها‪ ،‬ثم جأاء في العام الثاني فدقا الباب فقالت‪:‬‬
‫من؟ِ قال‪ :‬أخو زوجأك جأاء يزوره‪ .‬قالت‪ :‬مرحبا ً وبالغت في الثناء عليه‪ ،‬وأمرته‬
‫بانتظاره‪ ،‬فجاء أخوه والحطب على ظأهره فأدخله وأطعمه‪ ،‬وهي تبالغ في‬
‫الثناء عليهما‪ ،‬فلما أراد مفارقته سأله عما رأى من حمل السد حطبه في زمن‬
‫تلك البذية اللسان‪ ،‬ومن حمله الحطب هو على ظأهره في زمن هذه السهلة‬
‫اللينة فما السبب فيه؟ِ فقال‪ :‬ياأخي توفيت تلك الشرسة وكنت صابرا ً على‬
‫شؤمها وتعبها‪ ،‬فسخر الله تعالى لي السد الذي رأيت يحمل الحطب بصبري‬
‫عليها؛ ثم تزوجأت هذه الصالحة‪ ،‬وأنا في راحة فانقطع عني السد‪ ،‬فاحتجت أن‬
‫أحمل على ظأهري لجأل راحتي مع هذه الصالحة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪234 :‬‬
‫فصل في النشوز‬

‫) ‪(1/266‬‬

‫م ع ََلى ب َْعض‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫ل الله ب َعْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ما فَ ّ‬ ‫ساِء ب ِ َ‬ ‫على الن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ل قَ ّ‬ ‫جأا ُ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬الّر َ‬
‫فظ الله َواللِتي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قوا م َ‬ ‫ما أ َن ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫حافِظات ب ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت قاِنتا ٌ‬ ‫حا ُ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫م فال ّ‬ ‫وال ِهِ ْ‬ ‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وَب ِ َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن أطعْن َك ْ‬ ‫ن فإ ِ ْ‬ ‫ضرُبوهُ ّ‬ ‫جأِع َوا ْ‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫جُروهُ ّ‬ ‫ن َواهْ ُ‬ ‫ن فعِظوهُ ّ‬ ‫ن ن ُشوَزهُ ّ‬ ‫خافو َ‬ ‫تَ َ‬
‫ن ع َِليا ً ك َِبيرًا{ )سورة النساء‪ (34 :‬وروى‬ ‫َ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫الله‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫سبيل‬ ‫ن‬
‫َ ُْ ّ َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫غوا‬ ‫َ َُْ‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫فل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫ت فََبا َ‬ ‫شهِ فَأب َ ْ‬ ‫ه إلى فَِرا ِ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫لا ْ‬ ‫جأ ُ‬ ‫عا الّر ُ‬ ‫ذا د َ َ‬ ‫الشيخان عن أبي هريرة‪ :‬قال‪» :‬إ َ‬
‫ل‬
‫جأ ٍء‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫ح«ِ وهما »َوال ّ ِ‬ ‫صب ِ َ‬ ‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫كة َ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫ضَبان ع َل َي َْها ل َعَن َْتها ال َ‬ ‫غَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مُره ُ‬ ‫ماِء‪ :‬أيّ أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ذي ِفي ال ّ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫كا َ‬‫شهِ فَت َأَبى ع َل َي ْهِ إل ّ َ‬ ‫ه إلى فَِرا ِ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫عوا ا ْ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫ضى ع َْنها«ِ أي زوجأها‪ .‬وابن حبان والبيهقي‪:‬‬ ‫حّتى ي َْر َ‬ ‫خطا ع َلْيها َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫سا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫سلطان ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وَ ُ‬
‫حّتى‬ ‫ة‪ :‬العَب ْد ُ الب ِقُ َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬‫م ِفي ال ّ‬ ‫َ‬
‫فعُ لهُ ْ‬ ‫صلة ً َول ي َْرت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ل الله لهُ ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ة ل يَ ْ‬ ‫»َثلث ٌ‬
‫حّتى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سكَران َ‬ ‫ضى‪َ ،‬وال ّ‬ ‫حّتى ي َْر َ‬ ‫جأها َ‬ ‫خط ع َلي َْها َزوْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫مْرأة ُ ال ّ‬ ‫ه‪َ ،‬وال َ‬ ‫ول ُ‬ ‫م ْ‬ ‫جأعَ إلى َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِفي‬ ‫جأَها كان َ ْ‬ ‫ن َزوْ ِ‬ ‫ن ب َي ِْتها ب ِغَي ْرِ إذ ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫مَرأةٍء َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫حو«ِ والخطيب‪» :‬أي ّ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جأَها«ِ وفي رواية‪ :‬لعَن ََها ك ّ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضى ع َن َْها َزوْ ُ‬ ‫جأع إلى ب َي ْت َِها أوْ ي َْر َ‬ ‫حّتى ت َْر ِ‬ ‫ط الله َ‬ ‫خ ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ع‪ .‬وأحمد‬ ‫جأ َ‬ ‫حّتى ت َْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫ماِء وَك ّ‬ ‫َ‬
‫ن َوالن ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ت ع َلي ْهِ غي ُْر ال ِ‬ ‫مّر ْ‬ ‫يٍءء َ‬ ‫ش ْ‬ ‫س َ‬ ‫ك ِفي ال ّ‬ ‫مل ٍء‬ ‫َ‬
‫والطبراني والبيهقي والحاكم‪ :‬أيما امرأة استعطرت ثم خرجأت‪ ،‬فمرت على‬
‫قوم ليجدوا ريحها‪ ،‬فهي زانية وكل عين زانية‪ .‬وابنا عدي وعساكر‪ :‬إذا قالت‬
‫المرأة لزوجأها‪ :‬ما رأيت منك خيرا ً قط‪ ،‬فقد حبط عملها‪ .‬وأبو داود والترمذي‪:‬‬
‫أيما امرأة سألت زوجأها الطلقا من غير بأس‪ ،‬فحرام عليها رائحة الجنة‪ .‬وأبو‬
‫داود وابن ماجأه‪ :‬ل يسأل‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/267‬‬

‫َ‬
‫ت‬ ‫ت ِفي الّنارِ فََرأي ْ ُ‬ ‫الرجأل فيما ضرب امرأته عليه‪ .‬وورد عنه أنه قال‪» :‬اط ّل َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جأِهن وَك َث َْرةِ‬ ‫سول ِهِ َولْزَوا ِ‬ ‫ن ل ِل ّهِ وَل َِر ُ‬‫طاع َت ِهِ ّ‬‫سبب قِل ّةِ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ساُء َوذال ِ َ‬ ‫أك ْث ََر أهْل َِها الن ّ َ‬
‫ن«ِ والتبهرج هو إذا أرادت الخروج من بيتها لبست أفخر ثيابها‪ ،‬وتجملت‬ ‫جأه ّ‬‫ت َب َهُْر ِ‬
‫وتحسنت وخرجأت تفتن الناس بنفسها‪ ،‬فإن سلمت في نفسها لم يسلم الناس‬
‫ت‬
‫جأ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ذا َ‬ ‫مْرأ َة َ إ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ت فَإ ِ ّ‬ ‫ن ِفي الُبيو ِ‬ ‫سوهُ ّ‬ ‫حب ِ ُ‬
‫َ‬
‫مْرأة ُ ع َوَْرة ٌ َفا ْ‬ ‫منها‪ .‬ولهذا قال ‪» :‬ال َ‬
‫ُ‬
‫ريضا ً وَأ َ‬ ‫ل َلها أ َ ْ‬
‫ة‪َ ،‬فل‬ ‫جأَناَز ً‬ ‫شي ّعُ َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫عود ُ َ‬‫ت‪ :‬أ ُ‬ ‫ن؟ِ َقال َ ْ‬ ‫دي َ‬‫ري ِ‬‫ِ‬ ‫ن تُ‬
‫هلها‪ :‬أي ْ َ‬ ‫ق َقا َ‬ ‫ري ِ‬ ‫إلى الط ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫لأ ْ‬ ‫مث ْ ِ‬‫ه الله ب ِ ِ‬ ‫جأ َ‬
‫مْرأة ُ وَ ْ‬ ‫ت ال َ‬‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ج ذ َِراعها‪َ ،‬وما الت َ َ‬ ‫خرِ َ‬‫حّتى ت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شي ْطا ُ‬ ‫ي ََزال ِبها ال ّ‬
‫طيعَ ب َعْلها«ِ وكان علي رضي الله عنه يقول‪ :‬أل‬ ‫َ‬ ‫قُعد ِفي ب َي ْت َِها وَت َعْب ُد َ َرب َّها وَت ُ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫تستحيون أل تغارون يترك أحدكم امرأته تخرج بين الرجأال تنظر إليهم‬
‫وينظرون إليها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪238 :‬‬

‫) ‪(1/268‬‬

‫وروي عنه أنه قال‪» :‬يستْغفر ل ِل ْ َ‬


‫واءِ‬ ‫جأَها الط ّي َُر ِفي الهَ َ‬ ‫طيعَةِ ل َِزوْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مْرأةِ ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫ت ِفي ِرضا‬ ‫م ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ق َ‬‫س َوال َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ماِء وال ّ‬ ‫س َ‬ ‫كة ِفي ال ّ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫ماِء َوال َ‬ ‫حيتان ِفي ال َ‬ ‫َوال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ملئ ِكةِ َوالّنا ِ‬ ‫ة الله َوال َ‬ ‫ب ع َلي َْها َزْوجأها فَعَلي َْها لعْن َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫مَرأة غ َ ِ‬ ‫جأَها وَأّيما ا ْ‬ ‫َزوْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ط الله إلى أن‬ ‫خ ِ‬ ‫س ْ‬‫جأها فَِهي ِفي ُ‬ ‫جأهِ َزوْ ِ‬ ‫ت ِفي وَ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫مَرأةٍء كل َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ن‪ ،‬وَأي ّ َ‬ ‫مِعي َ‬ ‫جأ َ‬ ‫أ ْ‬
‫حّتى‬ ‫ة َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫جأها ل َعَن َْتها ال َ‬ ‫ن َزوْ ِ‬ ‫ها ب ِغَي ْرِ إذ ْ ِ‬ ‫دارِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ت ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫مَرأ َةٍء َ‬ ‫ما ا ْ‬
‫َ‬
‫ه وَأي ّ َ‬ ‫حك َ ُ‬ ‫ضا ِ‬ ‫تُ َ‬
‫َ‬
‫ن ع َلى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سا ِ‬ ‫ة الل َ‬ ‫مَرأة ٌ َبذي ّ ُ‬ ‫ساِء ِفي الّنار‪ ،‬ا ْ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع«ِ وجأاء عنه أنه قال‪» :‬أْرب َعَ ٌ‬ ‫جأ َ‬ ‫ت َْر ِ‬
‫فسها وإن حضر ِآذ َته بل ِساِنها‪ ،‬وامرأة ٌَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ن نَ ْ َ َ َ ِ ْ َ َ َ ْ ُ ِ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ب ع َن َْها َزْوجأَها ل ْ‬ ‫ن غا َ‬ ‫جأها إ ْ‬ ‫َزوْ ِ‬
‫ن ب َي ِْتها‬ ‫َ‬ ‫ت ُك َل ّ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ل‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬‫سَها ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ست ُُر ن َ ْ‬‫مَرأة ٌ ل ت َ ْ‬ ‫ق‪َ ،‬وا ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫ما ل ي ُ ِ‬ ‫جأها َ‬ ‫ف َزوْ َ‬
‫س َلها إل الك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل وال ّ‬ ‫مَرأة ٌ ل َي ْ َ‬ ‫ة‪ :‬أي متجملة بلبس أفخر ثيابها‪ .‬وا ْ‬ ‫جأ ً‬‫مت َب َهْرِ َ‬ ‫ُ‬
‫سول ِهِ َول‬ ‫َ ِ َ ُ‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫في‬ ‫َ ِ‬ ‫ول‬ ‫الله‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ ِ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫في‬ ‫ول‬
‫ّ ِ َ ِ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫غ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ٌ ِ‬ ‫ر‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫وم‪،‬‬ ‫ّ ْ‬ ‫ن‬ ‫وال‬
‫ي كرم الله وجأهه‪ :‬دخلت على النبي أنا وفاطمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫وقال‬ ‫ها«ِ‬ ‫جأ‬
‫ِ َ ْ ِ َ‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫ِفي‬
‫فوجأدناه يبكي بكاء شديدا ً فقلت له‪ :‬فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي‬
‫أبكاك؛ قال‪ :‬يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي يعذبن من‬
‫ن‪ ،‬رأيت امرأة معلقة بشعرها‬ ‫دة عذابه ّ‬ ‫أنواع العذاب‪ ،‬فبكيت مما رأيت من ش ّ‬
‫يغلي دماغها‪ ،‬ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب في حلقها‪ ،‬ورأيت‬
‫امرأة قد شد ّ رجألها إلى ثديها ويدها إلى ناصيتها‪ ،‬ورأيت امرأة معلقة بثديها قد‬
‫سلطت عليها الحيات والعقارب‪ ،‬ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن‬
‫حمار عليها ألف ألف لون من العذاب‪ ،‬ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار‬
‫تدخل من فيها وتخرج من دبرها‬

‫) ‪(1/269‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫والملئكة يضربون رأسها بمقامع من نار‪ ،‬فقامت فاطمة الزهراء وقالت‪ :‬يا‬
‫ن العذاب فقال ‪ :‬أما‬‫حبيبي وقّرة عيني ما كان أعمال هؤلء حتى وقع عليه ّ‬
‫المعلقة بشعرها فإنها كانت ل تغطي شعرها من الرجأال‪ ،‬وأما المعلقة بلسانها‬
‫فإنها كانت تؤذي زوجأها‪ ،‬وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تؤذي فراش زوجأها‪،‬‬
‫وأما التي شد ّ رجألها إلى ثديها ويداها إلى ناصيتها وقد سلط عليها الحيات‬
‫والعقارب‪ ،‬فإنها كانت ل تغتسل من الجنابة والحيض وتستهزىء بالصلة‪ ،‬وأما‬
‫التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار‪ ،‬فإنها كانت نمامة كذابة‪ ،‬وأما التي‬
‫على صورة كلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها‪ ،‬فإنها كانت منانة‬
‫حسادة‪ ،‬ويا بنية الويل لمرأة تعصي زوجأها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪238 :‬‬

‫) ‪(1/270‬‬

‫)تنبيه( اعلم أن النشوز الذي عده جأماعة من الكبائر يتحقق بمنعها الستمتاع‬
‫وطًأ‪ ،‬أو غيره كلمس ولو بمو ضع عينه وبخروجأها من المنزل بغير إذنه‪ ،‬ولو‬
‫لموت أحد أبويها أو إلى مجلس ذكر‪ ،‬وتعلم فضيلة ل لتعلم أحكام الحيض‬
‫والنفاس وسائر العلم العيني‪ ،‬بل يلزم عليها الخروج لتعلمها‪ ،‬ويحرم عليه منعها‬
‫عنه إن لم يكن عالمًا‪ ،‬وإل علمها وجأوبا ً وبامتناعها من النقلة معه‪ ،‬وبإغلقها‬
‫الباب حين أراد الدخول إليها‪ ،‬وبإدعائها الطلقا فمتى صدر منها شيء من‬
‫المذكورات‪ ،‬ولو لحظة ل تستحق نفقة ذلك اليوم وكسوة ذلك الفصل ول قسم‬
‫منه‪ ،‬بل تستحق أن يهجرها الزوج في المضجع إلى أن تصلح‪ ،‬ولو بلغ سنين‬
‫وأن يضربها ولو بسوط وعصا‪ ،‬وإن تلعنها الملئكة البرار الذين ل يعصون الله‬
‫مَرَأة‬ ‫ما ا ْ‬ ‫طرفة عين‪ ،‬وإن يعذبها الجبار في دار الهوان‪ .‬قال رسول الله ‪» :‬أي ّ َ‬
‫ة«ِ رواه الترمذي‪ .‬وابن ماجأه قال رسول‬ ‫جن ّ َ‬
‫ت ال َ‬ ‫خل َ ِ‬‫ض دَ َ‬ ‫جأَها ع َن َْها َرا َ ٍء‬ ‫ت وََزوْ ُ‬ ‫َبات َ ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جأَها وَأطاع َ ْ‬ ‫ت فْر َ‬ ‫صن َ ْ‬
‫ح ّ‬ ‫ها وْ َ‬‫ت شهَْر َ‬ ‫م ْ‬ ‫صا َ‬‫سها وَ َ‬ ‫م َ‬‫خ ْ‬ ‫مْرأة ُ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫صل ِ‬ ‫الله ‪» :‬إذا َ‬
‫م‬ ‫ة من أي البواب شئ ْت«ِ رواه أحمد وقال‪َ :‬أل أ ُْ‬
‫خب ُِرك ُْ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫لي‬ ‫ل لَ َ ْ ُ ِ‬
‫خ‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ها‬ ‫جأَها ِقي َ‬
‫َ ّ َ ِ ْ ّ ْ َ ِ ِ ِ‬ ‫َزوْ َ‬
‫ذا غ َضبت أوَ‬ ‫دود ٍء وَُلود ٍء إ َ‬
‫ِ َ ْ ْ‬ ‫ل وَ ُ‬‫ل‪ :‬ك ُ ّ‬ ‫ل الله َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫ة؟ِ قُل َْنا ب ََلى َيا َر ُ‬ ‫جن ّ ِ‬
‫م ِفي ال َ‬ ‫سائ ِك ُ ْ‬ ‫ب ِن ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حّتى‬ ‫ض َ‬ ‫ل ب َِغم ٍء‬ ‫ك ل أك ْت َ ِ‬
‫ح ُ‬ ‫دي في ي َد ِ َ‬ ‫ت هاذ ِهِ ي َ ِ‬ ‫جأَها َقال َ ْ‬ ‫ب َزوْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫سيَء إل َي َْها أوْ غ َ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ضى«ِ رواه الطبراني‪ .‬وقالت عائشة رضي الله عنها‪ :‬يا معشر النساء لو‬ ‫ت َْر َ‬
‫تعلمن بحق أزواجأكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي‬
‫زوجأها بحّر وجأهها‪ .‬وينبغي لها أن تعرف أنها كالمملوك للزوج‪ ،‬فل تتصرف في‬
‫شيء من ماله إل بإذنه‪ ،‬بل قال جأماعة من العلماء إنها ل تتصرف أيضا ً في‬
‫مالها إل بإذنه لنها كالمحجورة له‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يجب على المرأة دوام الحياء‬
‫دامه‪ ،‬والطاعة لمره‪ ،‬والسكوت‬ ‫من زوجأها وغض طرفها ق ّ‬

‫) ‪(1/271‬‬

‫عند كلمه‪ ،‬والقيام عند قدومه وعند خروجأه‪ ،‬وعرض نفسها عليه عند النوم‪،‬‬
‫والتعطر له وتعاهد الفم بالمسك والطيب‪ ،‬ودوام الزينة بحضرته وتركها في‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫غيبته وترك الخيانة عند غيبته في فراشه أو ماله‪ ،‬وإكرام أهله وأقاربه ورؤية‬
‫القليل منه كثيرًا‪ .‬وقال‪ :‬وينبغي للمرأة الخائفة من الله أن تجتهد في طاعة‬
‫زوجأها وتطلب رضاه فهو جأنتها ونارها‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪238 :‬‬
‫فصل في القسم‬
‫أخرج مسلم والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‪ :‬قال رسول الله ‪:‬‬
‫ن‬‫حما ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫مي ِ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ن ُنورٍء ع َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مَنابَر ِ‬ ‫مةِ ع ََلى َ‬ ‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬ ‫عن ْد َ الله ي َوْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫»إ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ما وََلوا«ِ والطبراني‪» :‬إ ّ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م وَأهْل ِهِ ْ‬ ‫مهِ ْ‬ ‫حك ْ ِ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫ن ي َعْد ُِلو َ‬ ‫مين اّلذي َ‬ ‫وَك ِل َْتا ي َد َي ْهِ ي َ ِ‬
‫ن‬
‫من ْهُ ّ‬ ‫صب ََر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ ،‬فَ َ‬ ‫جأا ِ‬ ‫َ‬
‫جَهاد َ ع َلى الّر َ‬ ‫ساِء َوال ِ‬ ‫َ‬
‫ب الغَي َْرة َ ع َلى الن ّ َ‬ ‫الله ت ََعاَلى ك َت َ َ‬
‫كان ل َه مث ْ ُ َ‬
‫عن ْد َه ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫د‪ .‬والترمذي والحاكم‪َ :‬‬ ‫شِهي ِ‬ ‫جأرِ ال ّ‬ ‫لأ ْ‬ ‫حِتسابا ً َ َ ُ ِ‬ ‫إيمانا ً َوا ْ‬
‫ساقِ ٌ‬ ‫ا َ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط‪ .‬والنسائي‪َ :‬‬ ‫ه َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ش ّ‬‫مةِ وَ ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ما جأاَء ي َوْ َ‬ ‫م ي َعْد ِ ْ‬
‫ل ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن فَل َ ْ‬ ‫مَرأَتا ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫هما ع ََلى ال ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫مائ ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫م‬ ‫يا‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫جأا‬ ‫َ‬ ‫رى‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫دا‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫إلى‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫مي‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫لَ ُ ْ َ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫والمراد بقوله‪ :‬يميل‪ :‬الميل بظاهره بأن يرجأح إحداهما في المور الظاهرة‬
‫التي حرم الشارع الترجأيح فيها ل الميل القلبي لخبر عائشة رضي الله عنها كان‬
‫النبي يقسم بين نسائه‪ ،‬فيعدل ويقول‪ :‬اللهم هذا قسمي فيما أملك فل تلمني‬
‫فيما تملك ول أملك‪ .‬يعني القلب‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪242 :‬‬

‫) ‪(1/272‬‬

‫باب في التهاجأر‬

‫جَر‬ ‫َ‬ ‫ح ّ‬
‫ن ي َهْ ُ‬ ‫سل ِم ٍء أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ ُ‬ ‫أخرج أحمد والطبراني عن رسول الله أنه قال‪» :‬ل ي َ ِ‬
‫ق«ِ أي مائلن عنه ما داما على‬ ‫ح ّ‬ ‫عن ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما َناك َِبا ِ‬ ‫ل فَإ ِن ّهُ َ‬ ‫ث ل ََيا ٍء‬ ‫سِلما ً فَوْقاَ َثل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫صرامهما وأولهما فيئا أي رجأوعا إلى الصلح يكون سبقه بالفيء كفارة له‪ ،‬وإن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سلم فلم يقبل ورد ّ عليه سلمه ردت عليه الملئكة‪ ،‬ورد ّ على الخر الشيطان‪،‬‬
‫فإن ماتا على صرامهما لم يدخل الجنة جأميعا ً أبدًا‪ .‬وأبو داود والنسائي‪» :‬ل‬
‫َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫ت دَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ث فَ َ‬ ‫جَر فَوْقاَ َثل ٍء‬ ‫ن هَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سِلما ً فَوْقاَ َثلث‪ ،‬فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جَر ُ‬ ‫ن ي َهْ ُ‬ ‫سل ِم ٍء أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫قَيا ِ‬ ‫ل ي َل ْت َ ِ‬‫ث ل ََيا ٍء‬ ‫خاه ُ فَوْقاَ َثل ِ‬ ‫جَر أ َ‬ ‫ن ي َهْ ُ‬ ‫سل ِم ٍء أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لِ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫الّناَر«ِ والشيخان‪» :‬ل ي َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫م«ِ وأخذ منه العلماء أن‬ ‫سل ِ‬ ‫ذي ي َب ْد َأ ِبال ّ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫خي ُْرهُ َ‬ ‫ذا وَ َ‬ ‫ض ها َ‬ ‫ذا وَي ُعْرِ ُ‬ ‫ض ها َ‬ ‫فَي ُعْرِ ُ‬
‫ن َوخميس‪،‬‬ ‫ل اث ْن َي ْ ِ‬ ‫مال ِفي ك ُ ّ‬ ‫ض الع ْ َ‬ ‫السلم يرفع إثم الهجر‪ .‬ومسلم‪» :‬ت ُعَْر ُ‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫مَرءا كان َ ْ‬ ‫ً‬ ‫شْيئا إل ا ْ‬ ‫ً‬ ‫رك ِبالله َ‬ ‫ش ِ‬ ‫رىٍءء ل ي ُ ْ‬ ‫م ِ‬‫ك الي َوْم ِ ل ْ‬ ‫ل ِفي ذال ِ َ‬ ‫جأ ّ‬‫فَر الله ع َّز وَ َ‬ ‫فَي َغْ ُ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حَناُء َيقول‪ :‬ات ْرِكوا ها َ‬ ‫خيهِ َ‬ ‫َ‬
‫فت َ ُ‬ ‫حا«ِ وفي رواية‪» :‬ت ُ ْ‬ ‫صطل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س َفيْغفَر ل ِك ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫جأل كا َ‬ ‫شرِك ِبالله إل َر ُ‬ ‫ل ع َب ْد ٍء ل ي ُ ْ‬ ‫مي ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫م الث ْن َي ْ ِ‬ ‫جن ّةِ ي َوْ َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫وا ُ‬ ‫أب ْ َ‬
‫حّتى‬ ‫ن َ‬ ‫حا‪ ،‬أْنظُروا هاذ َي ْ ِ‬ ‫صط َل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ل‪ :‬أْنظروا هاذ َي ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫حناُء فَي َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫خيهِ َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫حا«ِ والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها‬ ‫َ‬
‫صطل ِ َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫حا‪ ،‬أْنظروا هاِذي ِ‬ ‫صطل ِ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ي رسول الله ‪ ،‬فوضع عنه ثوبيه ثم لم يستتم أن قام فلبسهما‬ ‫قالت‪ :‬دخل عل ّ‬
‫فأخذتني غيرة شديدة‪ ،‬فظننت أنه يأتي بعض صويحباتي‪ ،‬فخرجأت أتبعه‬
‫فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بأبي‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وأمي أنت في حاجأة دينك‪ ،‬وأنا في حاجأة الدنيا فانصرفت فدخلت حجرتي ولي‬
‫نفس عال‪ ،‬ولحقني رسول الله فقال‪ :‬ما هذا النفس يا‬

‫) ‪(1/273‬‬

‫عائشة؟ِ فقلت‪ :‬بأبي وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك‪ ،‬ثم لم تستتم أن قمت‪،‬‬
‫فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة فظننت أنك تأتي صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع‬
‫تصنع ما تصنع‪ .‬فقال‪ :‬يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ِ‬
‫أتاني جأبريل عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬هذه ليلة النصف من شعبان‪ ،‬ولله فيها عتقاء‬
‫من النار بعدد شعور غنم كلب ل ينظر الله فيها إلى مشرك‪ ،‬ول إلى مشاحن‪،‬‬
‫ول إلى قاطع رحم‪ ،‬ول إلى مسبل إزاره‪ ،‬ول إلى عاقا لوالديه‪ ،‬ول إلى مدمن‬
‫خمر‪ .‬قالت‪ :‬ثم وضع عنه ثوبيه‪ ،‬فقال‪ :‬هذه ليلة النصف يا عائشة تأذنين لي‬
‫في قيام هذه الليلة قالت‪ :‬نعم بأبي وأمي فقام فسجد طويل ً حتى ظأننت أنه‬
‫قد قبض فقمت ألتمسه‪ ،‬ووضعت يدي على باطن قدميه‪ ،‬فتحرك ففرحت‬
‫وسمعته يقول في سجوده‪ :‬أعوذ بعفوك من عقابك‪ ،‬وأعوذ برضاك من‬
‫ل وجأهك ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على‬ ‫سخطك‪ ،‬وأعوذ بك منك جأ ّ‬
‫ن فإن جأبريل‬‫ن وعلميه ّ‬ ‫ّ‬
‫ن له فقال‪ :‬يا عائشة تعلميه ّ‬ ‫نفسك؛ فلما أصبح ذكرته ّ‬
‫ن في السجود‪.‬‬ ‫ن وأمرني أن أردده ّ‬ ‫علمنيه ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬
‫)تنبيه( إن هجر أخيه المسلم فوقا ثلثة أيام حرام‪ ،‬بل قال جأماعة من العلماء‪،‬‬
‫ي كبدعة أو فسق ولو خفيًا‪ ،‬وضابطه أنه متى عاد‬ ‫إنه من الكبائر إل لعذر شرع ّ‬
‫إلى صلح دين الهاجأر أو المهجور جأاز وإل فل‪.‬‬

‫) ‪(1/274‬‬

‫باب عقوقا الوالدين‬

‫سانًا{ )سورة‬ ‫ح َ‬‫نإ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫وال ِ َ‬ ‫شْيئا ً وَِبال َ‬‫كوا ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫دوا الله َول ت ُ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬واع ْب ُ ُ‬
‫النساء‪ (36 :‬قال ابن عباس‪ :‬يريد البّر بهما مع اللطف ولين الجانب فل يغلظ‬
‫لهما في الجواب‪ ،‬ول يحد ّ النظر عليهما‪ ،‬ول يرفع صوته عليهما‪ ،‬بل يكون بين‬
‫ك َأل ّ‬ ‫ضى َرب ّ َ‬ ‫يديهما مثل العبد بين يدي سيده تذلل ً لهما‪ .‬وقال تعالى‪} :‬وَقَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما َفل‬ ‫كلهُ َ‬ ‫هما أوْ ِ‬ ‫حد ُ ُ‬ ‫ك الك ِب ََر أ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُغُ ّ‬ ‫حسانا ً إ ّ‬ ‫نإ ْ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬‫دوا إل إّياه ُ وَِبال ْ َ‬ ‫ت َعْب ُ ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ح الذل ِ‬‫ّ‬ ‫ما جأَنا َ‬ ‫ض لهُ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ً‬
‫ريما َوا ْ‬ ‫َ‬
‫ول ك ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ما ق ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ما وَقل لهُ َ‬‫ُ‬ ‫ف َول ت َن ْهَْرهُ َ‬ ‫ل لُهما أ ّ‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫صِغيرًا{ )سورة السراء‪ 23 :‬ــــ ‪(24‬‬ ‫َ‬ ‫ني‬ ‫يا‬ ‫ب‬
‫َ َ َّ ِ‬‫ر‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ح‬
‫َ ّ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ال ّ ْ َ ِ َ‬
‫و‬ ‫ة‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫صيُر{ )سورة لقمان‪ (14 :‬فانظر‬ ‫م ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫ك إل ّ‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬ ‫ي وَل ِ َ‬ ‫شك ُْر ل ِ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫وقال‪} :‬أ ِ‬
‫وفقني الله وإياك كيف قرن شكرهما بشكره‪ ،‬قال ابن عباس‪» :‬ثلث آيات‬
‫نزلت مقرونة بثلث ل يقبل الله منها واحدة بغير قرينتها إحداها قوله تعالى‪:‬‬
‫ل{ )سورة آل عمران‪ (32 :‬فمن أطاع الله ولم‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫طيُعوا الله وَأ ِ‬ ‫}أ ِ‬
‫ة{‬‫كا َ‬ ‫صلة َ َوآُتوا الّز َ‬ ‫َ‬
‫موا ال ّ‬ ‫يطع الرسول لم يقبل منه‪ .‬الثانية قوله تعالى‪} :‬أِقي ُ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ك لم يقبل منه‪ .‬الثالثة قوله تعالى‪:‬‬ ‫)سورة البقرة‪ (110 :‬فمن صلى ولم يز ّ‬
‫َ‬
‫ك{ )سورة لقمان‪ (14 :‬فمن شكر الله ولم يشكر‬ ‫وال ِد َي ْ َ‬
‫ي وَل ِ َ‬‫شك ُْر ل ِ َ‬ ‫نا ْ‬‫}أ ِ‬
‫خ ُ‬
‫ط الله ِفي‬ ‫س ْ‬
‫ن وَ ُ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬
‫ضا ال َ‬
‫ضا الله ِفي رِ َ‬
‫والديه لم يقبل منه‪ ،‬ولذا قال ‪» :‬رِ َ‬
‫ن«ِ وصح‪ :‬أن رجأل ً جأاء يستأذن النبي في الجهاد‪ ،‬فقال‪ :‬أح ّ‬
‫ي‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬
‫ط ال َ‬
‫خ ِ‬‫س ْ‬ ‫ُ‬
‫والداك؟ِ قال‪ :‬نعم قال‪ :‬ففيهما فجاهد‪ .‬فانظر كيف فضل بّر الوالدين‬
‫وخدمتهما على الجهاد‪.‬‬

‫) ‪(1/275‬‬

‫ك‬‫شَرا ُ‬ ‫وأخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬الك ََبائ ُِر ال ْ‬
‫س«ِ والطبراني عن ثوبان‪:‬‬ ‫مو ُ‬ ‫ن الغَ ُ‬ ‫مي ُ‬ ‫س َوالي ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن ّ ْ‬ ‫ن وَقَت ْ ُ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬‫قوقاَ ال َ‬ ‫ِبالله وَع ُ ُ‬
‫ف«ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الّز ْ‬ ‫م َ‬‫فَراُر ِ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫قوقاُ ال َ‬ ‫ُ‬
‫مل الشْرك ِبالله وَع ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫معْهُ ّ‬ ‫»َثلَثة ل ي َن ْ َ‬
‫فع ُ َ‬
‫م‬‫ك وَت ََعاَلى ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫م الله ت ََباَر َ‬ ‫حّر َ‬‫وأحمد والنسائي والحاكم عن ابن عمر‪َ» :‬ثلَثة َ‬
‫َ‬
‫ث«ِ أي‬ ‫خب ْ َ‬‫قّر ِفي أهْل ِهِ ال ُ‬ ‫ذي ي ُ ِ‬ ‫ث ال ّ ِ‬‫وال ِد َي ْهِ َوالد ّّيو ُ‬ ‫مرِ َوالَعاقاّ ل ِ َ‬ ‫خ ْ‬‫ن ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مد ْ ِ‬ ‫ة‪ُ :‬‬ ‫جن ّ َ‬‫ال َ‬
‫الزنى فيهم مع علمه به‪ .‬وقيل هو الذي ل يمنع الناس عن الدخول على زوجأته‪،‬‬
‫ب‬‫ل الذ ُُنو ِ‬ ‫وقيل هو الذي يشتري جأارية تغني للناس‪ .‬والحاكم والصبهاني‪» :‬ك ُ ّ‬
‫هُ‬
‫جل ُ‬‫ن الله ي ُعَ ّ‬ ‫ن فَإ ِ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ي ُؤ َ ّ‬
‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫قوقاُ ال َ‬ ‫مةِ إل ع ُ ُ‬ ‫قَيا َ‬
‫وم ال ِ‬ ‫شاَء إلى ي َ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫خُر الله ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ت«ِ والخطيب عن علي رضي الله عنه‪َ » :‬‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫حَياةِ قَب ْ َ‬ ‫حب ِهِ ِفي ال َ‬ ‫صا ِ‬ ‫لِ َ‬
‫ما«ِ وعن وهب بن منبه قال‪ :‬أوحى الله تعالى إلى‬ ‫ن َوال ِد َي ْهِ فَ َ‬ ‫َ‬
‫قهُ َ‬ ‫قد ْ ع َ ّ‬ ‫حَز َ‬ ‫أ ْ‬
‫موسى عليه السلم يا موسى‪» :‬وّقر والديك فإن من وقر والديه مددت له في‬
‫عمره ووهبت له ولدا ً يبره؛ ومن عق والديه قصرت عمره‪ ،‬ووهبت له ولدا ً‬
‫يعقه«ِ وقال أبو بكر بن مريم‪» :‬قرأت في التوراة أن من يضرب أباه يقتل«ِ‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬

‫) ‪(1/276‬‬

‫م«ِ وروي أن علقمة كان‬ ‫جأ ُ‬ ‫ص ّ‬


‫ك َوال ِد َي ْهِ الّر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وقال وهب في التوراة‪» :‬ع ََلى َ‬
‫م ْ‬
‫كثير الجأتهاد في الطاعة من الصلة والصوم والصدقة‪ ،‬فمرض واشتد مرضه‬
‫فأرسلت امرأته إلى رسول الله ‪ :‬إن زوجأي علقمة في النزع‪ ،‬فأردت أن‬
‫أعلمك إنه بحاله‪ ،‬فأرسل عمارا ً وبلل ً وصهيبا ً وقال‪ :‬امضوا إليه فلقنوه‬
‫الشهادة‪ ،‬فجاؤوا إليه فوجأدوه في النزع‪ ،‬فجعلوا يلقنونه ل اله الله إل ولسانه ل‬
‫ينطق بها‪ ،‬فأرسلوا إلى رسول الله بذلك؛ فقال‪ :‬هل من أبويه أحد حي؟ِ قيل‪:‬‬
‫م كبيرة السن‪ ،‬فأرسل إليها رسول الله يقول لها‪ :‬إن قدرت على المسير‬ ‫إن أ ّ‬
‫إلى رسول الله وإل فقّري في المنزل حتى يأتيك‪ ،‬فجاء إليها الرسول وأخبرها‬
‫بذلك؛ فقالت‪ :‬نفسي لنفسه الفداء أنا أحق بإتيانه‪ ،‬فتوكأت وقامت على عصا‪،‬‬
‫وأتت رسول الله وسلمت فرد ّ عليها السلم وقال لها‪ :‬يا أم علقمة أصدقيني‬
‫وإن كذبتني جأاء الوحي من الله تعالى كيف حال ولدك علقمة؟ِ قالت‪ :‬يا رسول‬
‫الله كثير الصلة كثير الصيام كثير الصدقة‪ ،‬قال رسول الله ‪ :‬فما حالك معه؟ِ‬
‫قالت‪ :‬يا رسول الله أنا عليه ساخطة‪ .‬قال‪ :‬ولم؟ِ قالت‪ :‬يا رسول الله كان‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫م علقمة حجب لسان علقمة عن‬ ‫يؤثر زوجأته‪ ،‬ويعصيني‪ ،‬قال ‪ :‬إن سخط أ ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الشهادة‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا بلل انطلق واجأمع لي حطبا كثيرا قالت‪ :‬وما تصنع به يا‬
‫رسول الله قال أحرقه بالنار‪ .‬قالت‪ :‬يا رسول الله هو ولدي ل يحمل قلبي أن‬
‫تحرقه بالنار بين يدي‪ ،‬قال‪ :‬يا أم علقمة فعذاب الله أشد ّ وأبقى‪ ،‬فإن سرك أن‬
‫يغفر الله له فارضي عنه‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ل ينتفع بصلته ول بصيامه ول‬
‫بصدقته ما دمت عليه ساخطة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول الله فإني أشهد الله تعالى‬
‫وملئكته‪ ،‬ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت على ولدي علقمة‪ ،‬فقال‬
‫ل‬‫رسول الله ‪ :‬انطلق إليه يا بلل هل يستطيع أن يقول ل اله إل الله أم ل؟ِ فلع ّ‬
‫أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء‪ ،‬فانطلق بلل فسمع علقمة يقول من‬
‫داخل الدار‪ :‬ل اله إل الله‪ ،‬فدخل بلل فقال‪ :‬يا‬

‫) ‪(1/277‬‬

‫هؤلء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه‪،‬‬
‫ثم مات علقمة في يومه‪ ،‬فحضره النبي ‪ ،‬فأمر بغسله وكفنه‪ ،‬ثم صلى عليه‬
‫وحضر دفنه‪ ،‬ثم قام على شفير قبره فقال‪ :‬يا معشر المهاجأرين والنصار من‬
‫فضل زوجأته على أمه فعليه لعنة الله والملئكة والناس أجأمعين‪ ،‬ل يقبل الله‬
‫ل‪ ،‬ويحسن إليها ويطلب رضاها‪،‬‬ ‫صرفا ً ول عدل ً إل أن يتوب إلى الله عّز وجأ ّ‬
‫فرضا الله في رضاها وسخط الله في سخطها‪.‬‬
‫ً‬
‫وروي أن العوام بن حوشب قال‪ :‬نزلت مرة حيا وإلى جأانب ذلك الحي مقبرة‪.‬‬
‫فلما كان بعد العصر انشقّ منها قبر‪ ،‬فخرج رجأل رأسه رأس حمار وجأسده‬
‫جأسد إنسان‪ ،‬فنهق ثلث نهقات‪ ،‬ثم انطبق عليه القبر‪ .‬فإذا عجوز تغزل شعرا ً‬
‫أو صوفًا‪ .‬فقالت لي‪ :‬امرأة أخرى‪ :‬ترك تلك العجوز؟ِ قلت‪ :‬ما لها؟ِ قالت‪ :‬تلك‬
‫أم هذا؛ قلت‪ :‬وما كان قصته؟ِ قالت‪ :‬كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه‬
‫ق الله إلى متى تشرب الخمر؟ِ فيقول لها إنما أنت تنهقين كما ينهق‬ ‫ي ات ِ‬‫يا بن ّ‬
‫الحمار‪ .‬قالت فمات بعد العصر قالت‪ :‬فهو ينشقّ عنه القبر بعد العصر كل يوم‬
‫فينهق ثلث نهقات‪ ،‬ثم ينطبق عليه القبر والعياذ بالله من العقوقا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬
‫)تنبيه( إن عقوقا الوالدين أو أحدهما وإن عل‪ ،‬ولو مع وجأود أقرب منه من‬
‫الكبائر المهلكة اتفاقًا‪.‬‬
‫خاتمة في بر الوالدين‬

‫) ‪(1/278‬‬

‫ل الله أي العم َ‬ ‫َ‬


‫ب إلى‬ ‫ح ّ‬ ‫لأ َ‬ ‫ّ َ َ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫أخرج الشيخان عن ابن مسعود قال‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي؟ِ‬‫مأ ّ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫ن‪ .‬قُل ْ ُ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ل‪ :‬ب ِّر ال َ‬ ‫ي؟ِ َقا َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫صلة ُ ع ََلى وَقِْتها‪ .‬قُل ْ ُ‬
‫ت ثُ ّ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫الله؟ِ َقا َ‬
‫ل الله‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إلى َر ُ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ل الله‪ .‬وأبو يعلى والطبراني‪ :‬أتى َر ُ‬ ‫سِبي ِ‬
‫جَهاد ُ ِفي َ‬ ‫ل‪ :‬ال ِ‬ ‫َقا َ‬
‫د؟ِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ن َوال ِد َي ْ َ‬ ‫ه‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ح ٌ‬‫كأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ل بَ ِ‬‫ل‪ :‬هَ ْ‬ ‫جَهاد َ َول أقْد ُِر ع َلي ْ ِ‬‫شت َِهي ال ِ‬ ‫وََقا ِ‬
‫ل‪ :‬إن ِّني أ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫د‪ .‬والرافعي‬ ‫جاه ِ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫مٌر وَ ُ‬ ‫معْت َ ِ‬‫ج وَ ُ‬ ‫حا ّ‬‫ت َ‬ ‫ت فَأن ْ َ‬ ‫ذا فَعَل َ‬ ‫ها فَإ ِ َ‬ ‫مي‪ .‬قال‪َ :‬قات ِ ْ‬
‫ل ل ِلهِ ِفي بّر َ‬ ‫أ ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ب الله‬ ‫مةٍء إل ّ ك َت َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫جأهِ َوال ِد َي ْهِ ن َظ َْرة َ َر ْ‬ ‫ل ي َن ْظ ُُر إلى وَ ْ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫عن ابن عباس‪َ » :‬‬
‫ل إلى‬ ‫جأ ٌ‬ ‫جأاَء َر ُ‬ ‫ة«ِ وابن ماجأه والنسائي والحاكم‪َ » :‬‬ ‫مْبرور ً‬ ‫ة َ‬ ‫قبول ً‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ج ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ب َِها ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫شيُر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ك‪ .‬فَ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫جأئ ْ ُ‬ ‫ن أغ ُْزو وَقَد ْ ِ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ل الله أَرد ْ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الله فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫جألَها«ِ وفي رواية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَ ْ‬
‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م‪ ،‬قال‪ :‬فالزمَها فإ ِ ّ‬ ‫م؟ِ قال‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل لك ِ‬
‫َ‬ ‫»أ َل َ َ‬
‫ما«ِ والشيخان‪:‬‬ ‫جأل ِهِ َ‬ ‫ت أْر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫جّنة ت َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ما فَإ ِ ّ‬ ‫مهُ َ‬ ‫ل‪ :‬فال َْز ْ‬ ‫م‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ن؟ِ قُل ْ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫ك َوال َ‬
‫ل الله م َ‬
‫ن‬‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫س بِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫حقّ الّنا‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ل الله فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إَلى َر ُ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫جأاَء َر ُ‬ ‫» َ‬
‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ل‪ :‬أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫ن؟ِ َقال‪ :‬أ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫ك‪َ .‬قا َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫حاب َِتي؟ِ َقا َ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬إّني‬ ‫قا َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫نب‬ ‫ال‬ ‫تى‬ ‫»أ‬ ‫والحاكم‪:‬‬ ‫حبان‬ ‫وابن‬ ‫والترمذي‬ ‫ك«ِ‬ ‫َ‬ ‫بو‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‪:‬‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ن؟ِ‬
‫ّ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬ل‪َ .‬قا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫م؟ِ فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة؟ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لي‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ظيم‬ ‫ع‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫نب‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ ْ ُ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬
‫وال ِد ِ ل ِوَل َد ِهِ‬ ‫عاُء ال َ‬ ‫ها«ِ والديلمي‪» :‬د ُ َ‬ ‫ل فَب ِّر َ‬ ‫م‪َ .‬قا َ‬ ‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫ة؟ِ َقا َ‬ ‫خال َ ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل لَ َ‬ ‫فَهَ ْ‬
‫ه«ِ وأبو داود وابن ماجأه عن مالك بن ربيعة الساعدي قال‪:‬‬ ‫مت ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك َد ُ َ‬
‫يل ّ‬ ‫عاِء الّنب ّ‬
‫بينما نحن جألوس عند رسول الله إذ جأاءه رجأل من بني سلمة‬

‫) ‪(1/279‬‬

‫فقال‪ :‬يا رسول الله هل بقي من بّر أبويّ شيء أبّرهما به بعد موتهما؟ِ فقال‪:‬‬
‫نعم الصلة عليهما‪ :‬أي الدعاء والستغفار لهما‪ ،‬وإنفاذ عهدهما من بعدهما‬
‫وصلة الرحم التي ل توصل إل بهما وإكرام صديقهما‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬
‫وحكى البغوي في معالمه أنه كان في بني إسرائيل رجأل صالح له ابن طفل‪،‬‬
‫م أستودعك هذه العجلة لبني حتى‬ ‫وله عجلة أتى بها إلى غيضة‪ ،‬وقال‪ :‬الله ّ‬
‫ً‬
‫يكبر ومات الرجأل‪ ،‬فصارت العجلة في الغيضة عونا‪ ،‬وكانت تهرب من كل من‬
‫رآها‪ ،‬فلما كبر البن كان باّرا ً بوالديه‪ ،‬وكان يقسم ليله ثلثة أثلث يصلي ثلثًا‪،‬‬
‫وينام ثلثًا‪ ،‬ويجلس عند رأس أمه ثلثًا‪ ،‬فإذا أصبح انطلق‪ ،‬فاحتطب على ظأهره‬
‫دقا بثلثه‪ ،‬ويأكل ثلثه‪ ،‬ويعطي‬‫فيأتي به السوقا‪ ،‬فيبيعه بما شاء الله‪ ،‬ثم يتص ّ‬
‫والدته ثلثه‪ .‬فقالت له أمه يومًا‪ :‬إن أباك وّرثك عجلة استودعها في غيضة كذا‪،‬‬
‫دها عليك‪،‬‬
‫فانطلق فادع اله إبراهيم وإسماعيل وإسحاقا ويعقوب أن ير ّ‬
‫ن شعاع الشمس يخرج من جألدها‪،‬‬ ‫وعلمتها أنك إذا نظرت إليها يخيل إليك أ ّ‬
‫وكانت تسمى تلك البقرة المذهبة لحسنها وصفرتها‪ ،‬فأتى الفتى الغيضة فرآها‬
‫ترعى فصاح بها وقال‪ :‬أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاقا ويعقوب‪،‬‬
‫فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه‪ ،‬فقبض على عنقها يقودها‪ ،‬فتكلمت البقرة‬
‫ن ذلك أهون عليك فقال الفتى‪ :‬إن‬ ‫وقالت‪ :‬أيها الفتى الباّر بوالدته اركبني‪ ،‬فإ ّ‬
‫أمي لم تأمرني بذلك‪ ،‬ولكن قالت‪ :‬خذ بعنقها‪ ،‬فقالت البقرة بإله بني إسرائيل‬
‫ي أبدًا‪ ،‬فانطلق فإنك لو أمرت الجبل أن ينقلع من‬ ‫لو ركبتني ما كنت تقدر عل ّ‬
‫أصله‪ ،‬وينطلق معك لفعل لبّرك بأمك‪ ،‬فسار الفتى بها إلى أمه فقالت له‪ :‬إنك‬
‫فقير ل مال لك‪ ،‬ويشقّ عليك الحتطاب بالنهار والقيام بالليل‪ ،‬فانطلق فبع هذه‬
‫البقرة قال‪ :‬بكم أبيعها؟ِ قالت‪ :‬بثلثة دنانير ول تبع بغير مشورتي‪ ،‬وكان ثمن‬
‫البقرة ثلثة دنانير‪ ،‬فانطلق بها إلى السوقا‪ ،‬فبعث الله ملكا ً ليري‬

‫) ‪(1/280‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫خلقه قدرته وليخبر الفتى بّره بوالدته‪ ،‬وكان الله به خبيرًا‪ .‬فقال له الملك‪ :‬بكم‬
‫تبيع هذه البقرة؟ِ قال‪ :‬بثلثة دنانير وأشترط عليك رضا والدتي‪ .‬فقال الملك‪:‬‬
‫خذ ستة دنانير ول تستأمر والدتك‪ .‬فقال الفتى‪ :‬لو أعطيتني وزنها ذهبا ً لم‬
‫دها إلى أمه فأخبرها بالثمن‪ .‬فقالت‪ :‬فأرجأعها فبعها بستة‬ ‫آخذه إل برضا أمي فر ّ‬
‫دنانير على رضا مني‪ ،‬فانطلق بها إلى السوقا وأتى الملك فقال‪ :‬استأمرت‬
‫أمك؟ِ فقال الفتى‪ :‬إنها أمرتني أن ل تنقصها عن ستة دنانير على أن أستأمرها‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬فإني أعطيك اثني عشر دينارا ً على أن ل تستأمرها‪ ،‬فأبى الفتى‬
‫ن الذي يأتيك ملك في صورة آدمي‬ ‫ورجأع إلى أمه‪ ،‬فأخبرها بذلك فقالت‪ :‬إ ّ‬
‫ليختبرك‪ ،‬فإذا أتاك فقل له‪ :‬أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم ل؟ِ ففعل‪ .‬فقال له‬
‫ن موسى بن عمران‬ ‫الملك‪ :‬اذهب إلى أمك فقل لها أمسكي هذه البقرة‪ ،‬فإ ّ‬
‫يشتريها منكم لقتيل يقتل من بني إسرائيل‪ ،‬فل تبيعوها إل بملء مسكها دنانير‪،‬‬
‫در الله على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها‪ ،‬فما زالوا‬
‫فأمسكها وق ّ‬
‫يستوصفون حتى وصف لهم تلك البقرة مكافأة على بّر والدته فضل ً منه‬
‫ورحمة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬

‫) ‪(1/281‬‬

‫وحكى اليافعي أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى سليمان بن داود عليهما‬
‫الصلة والسلم‪ :‬أن أخرج إلى ساحل البحر تبصر عجبًا‪ ،‬فخرج سليمان بن داود‬
‫ن والنس‪ ،‬فلما وصل الساحل التفت يمينا ً وشمال ً فلم ير‬ ‫ومن معه من الج ّ‬
‫شيئًا‪ ،‬فقال لعفريت‪ :‬غص في هذه البحر‪ ،‬ثم ائتني بعلم ما تجد فيه‪ ،‬فغاص‪ ،‬ثم‬
‫ي الله إني ذهبت في البحر مسيرة كذا وكذا لم أصل‬ ‫رجأع بعد ساعة وقال‪ :‬يا نب ّ‬
‫ً‬
‫إلى قعره ول نظرت فيه شيئا‪ ،‬فقال لعفريت آخر‪ :‬غص في هذا البحر وائتني‬
‫بعلم ما تجد فيه‪ ،‬فغاص ثم رجأع بعد ساعة وقال مثل قول الول‪ ،‬إل أنه غاص‬
‫مثل الول مرتين‪ .‬فقال لصف بن برخيا وهو وزيره الذي ذكره الله تعالى في‬
‫ب{ )سورة النمل‪ (40:‬قال له‪ :‬ائتني‬ ‫ن الك َِتا ِ‬
‫م َ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫م ِ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬
‫ذي ِ‬‫ل ال ّ ِ‬
‫القرآن‪َ} :‬قا َ‬
‫بعلم ما في هذا البحر‪ ،‬فجاء بقبة من الكافور البيض لها أربعة أبواب باب من‬
‫دّر وباب من ياقوت وباب من جأوهر‪ ،‬وباب من زبرجأد أخضر‪ ،‬والبواب كلها‬
‫مفتوحة‪ ،‬ول يدخل فيها قطرة من الماء‪ ،‬وهي في داخل البحر في مكان عميق‬
‫مثل مسيرة ما غاص فيه العفريت الول ثلث مرات‪ ،‬فوضعها بين يدي سليمان‬
‫ي الثياب‪ ،‬وهو قائم‬ ‫عليه السلم‪ ،‬وإذا في وسطها شاب حسن الشباب نق ّ‬
‫يصلي‪ ،‬فدخل سليمان عليه السلم القبة وسلم على ذلك الشاب وقال‪ :‬ما‬
‫أنزلك في قعر هذا البحر؟ِ قال‪ :‬يا نبي الله إنه كان أبي رجأل ً مقعدا ً وكانت أمي‬
‫عمياء‪ ،‬فأقمت في خدمتها سبعين سنة‪ ،‬فلما حضرت وفاة أمي قالت‪ :‬اللهم‬
‫أطل حياة ابني في طاعتك‪ ،‬ولما حضرت وفاة أبي قال‪ :‬اللهم استخدم ولدي‬
‫في مكان ل يكون للشيطان عليه سبيل‪ ،‬فخرجأت إلى هذا الساحل بعد ما‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دفنتهما‪ ،‬فنظرت هذه القبة موضوعة‪ ،‬فدخلتها لنظر حسنها‪ ،‬فجاء ملك من‬
‫الملئكة‪ ،‬فاحتمل القبة وأنا فيها‪ ،‬وأنزلني في قعر هذا البحر‪.‬‬

‫) ‪(1/282‬‬

‫قال سليمان في أيّ زمان كنت أتيت هذا الساحل؟ِ قال‪ :‬في زمان إبراهيم‬
‫الخليل عليه السلم‪ ،‬فنظر سليمان عليه السلم في التاريخ‪ ،‬فإذا له ألفا سنة‬
‫وأربعمائة سنة‪ ،‬وهو شاب ل شيبة فيه‪ ،‬قال‪ :‬فما كان طعامك وشرابك داخل‬
‫هذا البحر؟ِ قال‪ :‬يا نبي الله يأتيني كل يوم طير أخضر في منقاره شيء أصفر‬
‫مثل رأس النسان‪ ،‬فآكله فأجأد فيه طعم كل نعيم في دار الدنيا‪ ،‬فيذهب عني‬
‫الجوع والعطش والحّر والبرد والنوم والنعاس والفترة والوحشة‪ .‬فقال‬
‫دني إلى موضعي يا‬ ‫ب أن تقف معنا أو ترد ّ إلى موضعك؟ِ فقال‪ :‬ر ّ‬ ‫سليمان‪ :‬أتح ّ‬
‫ده‪ ،‬ثم التفت فقال‪ :‬انظروا كيف استجاب الله‬ ‫ّ‬ ‫فر‬ ‫آصف‬ ‫يا‬ ‫ده‬
‫ّ‬ ‫ر‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫نبي الله‪.‬‬
‫تعالى دعاء الوالدين‪ ،‬فأحذركم عقوقا الوالدين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪243 :‬‬

‫) ‪(1/283‬‬

‫باب قطع الرحم‬


‫َ‬
‫م{ )سورة النساء‪(1 :‬‬ ‫حا َ‬ ‫ن ب ِهِ َوالْر َ‬ ‫ساَءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫قوا الله ال ّ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬وات ّ ُ‬
‫ن ب َعْد ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ع َهْد َ الله ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫أي واتقوا الرحام أن تقطعوها وقال تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ك ل َهُ ُ‬ ‫ض أول َئ ِ َ‬ ‫ن ِفي الْر ِ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل وَي ُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫مَر الله ب ِهِ أ ْ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قط َُعو َ‬ ‫ميَثاقِهِ وَي َ ْ‬ ‫ِ‬
‫داِر{ )سورة الرعد‪ (25 :‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫سو‬ ‫َ ُ ْ ُ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ت‬‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ُ ْ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫لق‬ ‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫قال‪:‬‬
‫م َأما‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫طي‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫م الَعائ ِذ ِ ب ِ‬ ‫ذا مقا ُ‬ ‫ت‪ :‬ها َ‬ ‫ه َقال َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫الّر ِ‬
‫َ‬
‫ل‪َ :‬فذال ِك لك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ت‪ :‬ب َلى‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك؟ِ َقال ْ‬ ‫ن قَطعَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك وَأقْطعَ َ‬ ‫صل ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ضي َ‬ ‫ت َْر ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م ــــ فَهَ ْ‬
‫دوا ِفي‬ ‫س ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ن ت َوَلي ْت ُ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫سي ْت ُ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل الله ‪ :‬اْقرؤوا إ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م َقا َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫صاَرهُ ْ‬ ‫مى أب ْ َ‬ ‫م وَأع ْ َ‬ ‫مهُ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫م الله فَأ َ‬ ‫ن لعَن َهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م‪ ،‬أولئ ِك ال ِ‬ ‫مك ْ‬ ‫حا َ‬ ‫قطُعوا أْر َ‬ ‫ض وَت َ ْ‬ ‫الْر ِ‬
‫ع‪ ِ«:‬أي قاطع رحم‪ :‬والترمذي وابن ماجأه عن أبي‬ ‫ة َقاط ِ ٌ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما‪ :‬ل ي َد ْ ُ‬ ‫ــــ وَهُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حق ّ ِ‬ ‫جأد َُر‪ :‬أي أ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ن ذ َن ْ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫بكر رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ن الب َْغي‬ ‫م َ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ِفي ال ِ‬ ‫َ‬
‫دخر الله ل ُ‬ ‫ما ي َ ّ‬ ‫مع ْ َ‬ ‫قوَبة ِفي الد ّن َْيا َ‬ ‫حب ِهِ العُ ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ل الله ل ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫ن‬ ‫ح ُ‬ ‫سول الله وَن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ع َلي َْنا َر ُ‬ ‫َ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طيعَةِ الّرحم«ِ والطبراني عن جأابر قال‪َ :‬‬ ‫وَقَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه ل َي ْ َ‬ ‫م‪ ،‬فَإ ِن ّ ُ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫حا َ‬ ‫صُلوا أْر َ‬ ‫قوا الله وَ ِ‬ ‫ن ات ّ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شَر ال ُ‬ ‫معْ َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مُعو َ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ُ‬
‫َ ٍء ْ َ ِ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِّ ُ ْ َ ِ ْ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ي‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫وال‬ ‫م‬
‫ِ َ ِّ ْ‬‫ك‬ ‫يا‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫رح‬ ‫ث َ َ ٍء ْ َ ِ ْ ِ ِ ّ‬
‫ال‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫وا‬
‫ف‬‫سيَرةِ أل ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأد ُ ِ‬ ‫جن ّةِ ُيو َ‬ ‫ح ال َ‬ ‫ن ري َ‬ ‫ن‪ ،‬فَإ ِ ّ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫قوقاَ ال َ‬ ‫م وَع ُ ُ‬ ‫ي‪ ،‬وَإ ِّياك ُ ْ‬ ‫عقوبةِ ب َغِ َ‬
‫عاقاّ َول َقاط ِِع‬ ‫ها َ‬ ‫م‪َ ،‬والله ل َيجد َ‬ ‫عا ٍء‬
‫) ‪(1/284‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ب الَعال َ ِ‬ ‫خ زان ول جأار إزاره ُ َ‬


‫ن‪ .‬وأحمد‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫ما الك ِب ْرَِياُء ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫خي َل‪ ،‬إن ّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫شي ْ ٌ َ ٍء َ َ ّ‬ ‫حم ِ َول َ‬ ‫َر ِ‬
‫م‪،‬‬ ‫ل َقاط ِِع َر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫قب َ ُ‬‫ة‪َ ،‬فل ي ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضك ّ‬
‫ح ِ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫معَ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ة ال ُ‬
‫س لي ْل َ‬ ‫مي ٍء‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ت ُعَْر ُ‬‫إن أعمال بني آد َ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ى ِ‬‫م َفت ً‬ ‫قا َ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫سَنا َقاط ِعُ َرح ٍء‬ ‫جال ِ ُ‬‫ل‪ :‬ل ي ُ َ‬ ‫قا َ‬ ‫والصبهاني‪ :‬كنا جألوسا عند النبي فَ َ‬
‫َ‬
‫عاد َ إلى‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫تل ُ‬ ‫َ‬ ‫فَر ْ‬ ‫ست َغْ َ‬
‫يِء َوا ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ض ال َ‬ ‫ما ب َعْ ُ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ َ‬
‫كا َ‬‫ه قَد ْ َ‬‫ة لَ ُ‬
‫خال َ ً‬‫قةِ فَأَتى َ‬‫الخل َ‬
‫م‪ .‬وروي عن‬ ‫م َقاط ِعُ َر ِ‬ ‫ل ع َلى قَوْم ٍء وَِفيهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ة ل ت َن ْزِ ُ‬ ‫س فَ َ‬
‫قا َ‬
‫ح ٍء‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫جل ِ ِ‬‫الم ْ‬
‫محمد الباقر أن أباه زين العابدين قال له‪ :‬ل تصاحب قاطع رحم فإني وجأدته‬
‫ملعونا ً في كتاب الله في ثلثة مواضع وذكر اليات الثلث السابقة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪252 :‬‬

‫) ‪(1/285‬‬

‫وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله‪ :‬أن رجأل ً غنيا ً حج فأودع آخر موسوما ً‬
‫بالمانة والصلح ألف دينار حتى يعود من عرفة‪ ،‬فلما عاد وجأده قد مات‪ ،‬فسأل‬
‫ورثته عن المال فلم يكن لهم به علم‪ ،‬فسأل علماء مكة فقالوا‪ :‬إذا كان نصف‬
‫الليل فائت زمزم وانظره فيها‪ ،‬وناد يا فلن باسمه فإن كان من أهل الخير‪،‬‬
‫فسيجيبك من أّول مرة‪ ،‬فذهب ونادى فيها فلم يجبه أحد‪ ،‬فأخبرهم فقالوا‪ :‬إنا‬
‫لله وإنا إليه راجأعون‪ ،‬نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار‪ ،‬اذهب إلى أرض‬
‫اليمن ففيها بئر تسمى برهوت يقال إنه على فم جأهنم‪ ،‬فانظر فيها بالليل وناِد‬
‫ل عليها‪،‬‬‫فيها يا فلن فسيجيبك منها‪ .‬فمضى إلى اليمن وسأل عن البئر فد ّ‬
‫فذهب إليها ليل ً ونادى فيها يا فلن فأجأابه‪ .‬فقال‪ :‬أين ذهبي؟ِ فقال‪ :‬دفنته في‬
‫الموضع الفلني من داري‪ ،‬ولم أأتمن عليه ولدي فائتهم واحفر هناك تجده‪.‬‬
‫ن بك الخير‪ .‬قال‪ :‬كانت لي أخت‬ ‫فقال‪ :‬ما الذي أنزلك هاهنا‪ ،‬وقد كنت أظأ ّ‬
‫فقيرة هجرتها‪ ،‬وكنت ل أحنو عليها فعاقبني الله بسببها‪ ،‬وأنزلني هذا المنزل‬
‫وتصديق ذلك الحديث الصحيح‪ :‬ل يدخل الجنة قاطع‪ :‬أي قاطع رحمه وأقاربه‪.‬‬
‫)تنبيه( قد نقل القرطبي في تفسيره اتفاقا الئمة على حرمة قطع الرحم‬
‫ووجأوب صلتها‪ ،‬والمراد بقطع الرحم قطع ما ألف القريب منه من سابق‬
‫الوصلة والحسان لغير عذر شرعي‪ ،‬فلو كان لم يصل منه إلى قريبه إحسان‬
‫ول إساءة قط لم يفسق بذلك‪ .‬ول فرقا بين أن يكون الحسان الذي ألفه مع‬
‫قريبه مال ً أو مكاتبة أو مراسلة أو زيارة أو غير ذلك‪ ،‬فقطع ذلك كله يعد فعله‬
‫ة‪.‬‬
‫لغير عذر كبير ً‬
‫خاتمة في صلة الرحم‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪252 :‬‬

‫) ‪(1/286‬‬

‫ن ِبالله‬
‫م ُ‬‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪َ » :‬‬
‫ه‪،‬‬
‫م ُ‬
‫صل َرح َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫خرِ فلي َ ِ‬ ‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬
‫ه‪ ،‬وَ َ‬
‫ف ُ‬
‫ضي ْ َ‬ ‫خرِ فَل ْي ُك ْرِ ْ‬
‫م َ‬ ‫َوالي َوْم ِ ال ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫ت«ِ وأبو يعلى عن رجأل‬ ‫م ْ‬
‫ص ُ‬‫خْيرا ً أوْ ل ِي َ ْ‬ ‫ل َ‬‫ق ْ‬‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ الخرِ فَل ْي َ ُ‬‫م ُ‬‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن َ‬
‫كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫من خثعم‪ :‬قال‪ :‬أتيت النبي ‪ ،‬وهو في نفر من أصحابه قلت‪ :‬أنت الذي تزعم‬
‫ب إلى الله؟ِ‬ ‫أنك رسول الله؟ِ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت يا رسول الله أيّ العمال أح ّ‬
‫قال‪ :‬اليمان بالله‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول الله ثم مه؟ِ قال‪ :‬ثم صلة الرحم‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول الله أيّ العمال أبغض إلى الله تعالى؟ِ قال‪ :‬الشرك بالله‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول الله ثم مه؟ِ قال‪ :‬ثم قطيعة الرحم‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول الله ثم مه؟ِ قال‪:‬‬
‫ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬وابن ماجأه‪ :‬أسرع الخير ثوابا ً البّر‬
‫وصلة الرحم‪ ،‬وأسرع الشّر عقوبة البغي وقطيعة الرحم‪ .‬والطبراني وابن حبان‬
‫عن أبي ذّر‪ :‬قال أوصاني خليلي رسول الله بخصال من الخير‪ ،‬وأوصاني أن ل‬
‫أنظر إلى من هو فوقي‪ ،‬وأن أنظر إلى من هو دوني‪ ،‬وأوصاني بحب المساكين‬
‫والدنوّ منهم‪ ،‬وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت‪ ،‬وأوصاني أن ل أخاف في‬
‫الله لومة لئم‪ ،‬وأوصاني أن أقول الحق ولو على نفسي وإن كان مّرًا‪،‬‬
‫وة إل بالله فإنها كنز من كنوز الجنة‪.‬‬ ‫وأوصاني أن أكثر من‪ :‬ل حول ول ق ّ‬
‫والشيخان عن ميمونة‪ :‬أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي ‪ ،‬فلما كان‬
‫يومها الذي يدور عليها فيه قالت‪ :‬أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي‪.‬‬
‫قال‪ :‬أو فعلت؟ِ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما إنك لو أعطيت أخوالك وأخواتك كان‬
‫ن فيه حاسبه الله حسابا ً يسيرا ً‬ ‫أعظم لجأرك‪ .‬والطبراني والحاكم‪ :‬ثلث من ك ّ‬
‫وأدخله الجنة برحمته قالوا‪ :‬وما هي يا رسول الله؟ِ قال‪ :‬تعطي من حرمك‪.‬‬
‫وتصل من قطعك‪ ،‬وتعفو عمن ظألمك‪ ،‬فإذا فعلت ذلك تدخل الجنة‪ .‬والبخاري‪:‬‬
‫ذا قَط َعْ َ‬
‫ت‬ ‫ذي إ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ص َ‬‫وا ِ‬ ‫ن ال َ‬
‫كاِفىِء َولك ِ ّ‬ ‫ل ِبالم َ‬‫ص ُ‬‫وا ِ‬ ‫س ال َ‬‫»ل َي ْ َ‬

‫) ‪(1/287‬‬

‫ط ل َه في رزقه وين َ‬ ‫َ‬ ‫حمه وصَلها«ِ والشيخان‪» :‬م َ‬


‫سأ‪ :‬أي ي ُؤ َ ّ‬
‫خَر‬ ‫ِْ ِ ِ ََُ َ‬ ‫س َ ُ ِ‬ ‫ن ي ُب ْ ِ‬ ‫بأ ْ‬‫ح ّ‬‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َر ِ َ ُ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫زيد‬‫حم ِ ي ُ ِ‬‫ة الّر ِ‬ ‫صل َ‬‫ة وَ ِ‬ ‫صد َق َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ه«ِ وأبو يعلى‪» :‬إ ّ‬ ‫م ُ‬‫ل َرح َ‬‫ص ِ‬‫ه‪ :‬أيْ أجأل ِهِ فلي َ ِ‬ ‫ِفي أث َرِ ِ‬
‫ذوَر«ِ‬ ‫ح ُ‬‫م ْ‬‫مك ُْروه َ َوال َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫سوِء‪ ،‬وَي َد ْفَعُ ب ِهِ َ‬ ‫ة ال ّ‬‫ميت ُ‬‫ر‪ ،‬وَي َْرفَعُ ب ِِهما ِ‬ ‫م ِ‬
‫ما ِفي العُ ْ‬‫الله ب ِهِ َ‬
‫ت{ )سورة‬ ‫شاُء وَي ُث ْب ِ ُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫حوا الله َ‬ ‫م ُ‬ ‫قال الضحاك في تفسير قوله تعالى‪} :‬ي َ ْ‬
‫الرعد‪ (39 :‬قال‪ :‬إن الرجأل ليصل رحمه وما بقي من عمره إل ثلثة أيام‪،‬‬
‫فيزيد الله في عمره ثلثين سنة وإن الرجأل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره‬
‫ثلثون سنة‪ ،‬فيحطه الله إلى ثلثة أيام‪ .‬وروي أن ملك الموت أخبر داود عليه‬
‫دة طويلة وجأد داود ذلك‬ ‫السلم بقبض روح رجأل بعد ستة أيام‪ ،‬فلما كان بعد م ّ‬
‫الرجأل حيًا‪ ،‬فسأل ملك الموت عنه‪ ،‬فقال‪ :‬إنه لما خرج من عندك وصل رحما ً‬
‫قد كان قطعها‪ ،‬فمد ّ الله في عمره عشرين سنة أخرى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪252 :‬‬
‫فصل في حقوقا المماليك‬

‫) ‪(1/288‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫أخرج أحمد وابن ماجأه عن أبي بكر رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ل‬
‫ماِليك ِهِ َقاُلوا‪َ :‬يا‬ ‫م َ‬ ‫ة إلى َ‬ ‫صِنيعَ َ‬ ‫سيُء ال ّ‬ ‫ذي ي ُ ِ‬ ‫كة‪ :‬أي ال ّ ِ‬ ‫مل َ َ‬ ‫سّيىُء ال َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫مى؟ِ َقال‪َ:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن وََيتا َ‬ ‫كي َ‬ ‫ملو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة أكثُر المم ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫خب َْرت ََنا أ ّ‬ ‫سأ ْ‬ ‫سول َالله ألي ْ َ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫فُعنا ِ‬ ‫ما ي َن ْ َ‬ ‫ن‪ .‬قالوا‪ :‬ف َ‬ ‫ما ت َأكلو َ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫م وَأطعِ ُ‬ ‫مة أْولد ِك ْ‬ ‫م كَرا َ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫م‪ ،‬فأكرِ ُ‬ ‫ن َعَ ْ‬
‫و‬
‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫في‬
‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫الله‪،‬‬ ‫ل‬‫َ ِ ِ‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫قاتل‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ ُ‬ ‫ه‬ ‫ربط‬ ‫ٌ َْ‬‫ت‬ ‫س‬ ‫فر‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫نيا؟ِ‬ ‫الد ّ ْ‬
‫ِ‬
‫صلة َ‬ ‫ي كرم الله وجأهه قال‪ :‬آخر كلم النبي ‪» :‬ال ّ‬ ‫ك«ِ وأبو داود عن عل ّ‬ ‫خو َ‬ ‫أَ ُ‬
‫قوا الله فيما مل َ َ َ‬
‫م«ِ وفي رواية كان يقول في مرضه الذي‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫كت أي ْ َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫صلة َ َفات ّ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ه«ِ‬ ‫سان ُ ُ‬ ‫قبض ل َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ها َ‬ ‫ل ي ُك َّرُر َ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫مان ُك ُ ْ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫مل َك َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫صلة َ وَ َ‬ ‫توفي فيه‪» :‬ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما ت َأك ُلو َ‬
‫ن‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫موهُ ْ‬ ‫م أطعِ ُ‬ ‫وأحمد والطبراني أنه قال في حجة الوداع‪» :‬أرِّقاَءك ُ ْ‬
‫عَباد الله‬ ‫فروه ُ فَِبيُعوا ِ‬ ‫وأ َل ْبسوهُم مما تل ْبسون‪ ،‬فَإن جأاؤوا بذ َنب ل تريدو َ‬
‫ن ت َغْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬ ‫ِ ْ ٍء‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ ّ َ ِ‬ ‫َ ِ ُ‬
‫م«ِ وهو عن‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ثم‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫بالمرء‬ ‫فى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ومسلم‪:‬‬ ‫م«ِ‬ ‫ه‬ ‫بو‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ِ َ ّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َول ت ُعَ‬
‫ً‬
‫أبي مسعود البدري قال‪ :‬كنت أضرب غلما بالسوط‪ ،‬فسمعت صوتا من‬ ‫ً‬
‫خلفي‪ :‬اعلم يا أبا مسعود‪ ،‬فلم أفهم الصوت من الغضب‪ ،‬فلما دنا مني إذ هو‬
‫رسول الله فإذا هو يقول‪ :‬اعلم أبا مسعود أن الله تعالى أقدر عليك منك على‬
‫هذا الغلم فقلت‪ :‬ل أضرب مملوكا ً بعده أبدًا‪ .‬وفي رواية‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول الله‬
‫هو حّر لوجأه الله تعالى؛ فقال‪ :‬أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار‪.‬‬
‫َ‬
‫ة«ِ وأبو داود‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ظأ ُْلما ً أِقيد َ ِ‬ ‫مُلوك َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ضر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫ة«ِ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫بعي‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫خا‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫فو‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫الله‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سو‬
‫َ ْ ٍء َ ْ َ َ ّ ً‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ ْ‬ ‫والترمذي‪َ» :‬يا َ ُ‬
‫ر‬
‫وأحمد عن عائشة رضي‬

‫) ‪(1/289‬‬

‫الله عنهما‪ :‬أن رجأل ً قعد بين يدي رسول الله فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬إن لي‬
‫مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم‪ ،‬فكيف أنا منهم؟ِ‬
‫ك وَك َذ َُبو َ‬
‫ك‬ ‫صو َ‬ ‫ك وَع َ ُ‬ ‫خاُنو َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مةِ ي ُ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فقال رسول الله ‪» :‬إ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك َول َ ع َل َي ْ َ‬ ‫فافا ً ل ل َ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫قد ْرِ ذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ك إّياهُ ْ‬ ‫قاب ُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ك إّياهُ ْ‬ ‫قاب ُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫وَ ِ‬
‫م فَوْقاَ‬ ‫ك إّياهُ ْ‬ ‫ن عقاب ُ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ك‪َ ،‬وإ ْ‬ ‫ضل ً ل َ َ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ذ ُُنوب ِهِ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ك إّياهُ ْ‬ ‫قاب ُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َوإ ْ‬
‫ل‪ ،‬فتنحى الرجأل وجأعل يهتف ويبكي فقال له‬ ‫ض ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ك ال َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ص ل َهُ ْ‬ ‫م اقْت ُ ّ‬ ‫ذ ُُنوب ِهِ ْ‬
‫س َ‬ ‫قَرأ قَوَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مةِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ط ل ِي َوْم ِ ال ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫واِزي َ‬ ‫م َ‬ ‫ضعُ ال َ‬ ‫ل الله تعالى‪} :‬وَن َ َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫رسول الله ‪ :‬أ َ‬
‫ن{‬ ‫ل أت َي َْنا ِبها وَك َ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ً‬ ‫س َ‬ ‫َفل ت ْ‬
‫سِبي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫فى ِبنا َ‬ ‫خْرد َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حب ّةٍء ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫شْيئا وَإ ِ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ظل ُ‬
‫شْيئا ً‬ ‫ؤلِء َ‬ ‫ي وَل ِهَ ُ‬ ‫َ‬ ‫سو َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫)سورة النبياء‪ (47 :‬فَ َ‬
‫ما أجأد ُ ل ِ َ‬ ‫ل الله َ‬ ‫ل‪َ :‬والله َيا َر ُ‬ ‫ل الّر ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‪ ،‬أ َ ْ‬
‫ما‬‫م«ِ وابن حّبان والبيهقي‪َ » :‬‬ ‫ُ‬
‫حَراٌر كلهُ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ك أن ّهُ ْ‬ ‫شهَد ُ َ‬ ‫فاَرقَت ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫خْيرا ً ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة«ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫واِزين ِك ي َوْ َ‬ ‫م َ‬ ‫جأٌر لك ِفي َ‬ ‫مل ِهِ فَهُوَ أ ْ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مك ِ‬ ‫خاد ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ة أع ْت َقَ الله ب ِك ّ‬ ‫َ‬ ‫ن أع ْت َقَ َرقَب َ ً‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ضوا ِ‬ ‫من َْها ع ُ ْ‬ ‫ضوٍء ِ‬ ‫ل عُ ْ‬ ‫م ً‬ ‫سل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ْ‬ ‫والشيخان‪َ » :‬‬
‫ة‪:‬‬‫صل ً‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ة ل يَ ْ‬ ‫ه«ِ وأبو داود وابن ماجأه‪َ» :‬ثلث َ ٌ‬ ‫جأ ِ‬ ‫فْر ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫حّتى فَْر َ‬ ‫الّنارِ َ‬
‫حّررا ً‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫مد َ ُ‬ ‫ل اع ْت َ َ‬ ‫صلة َ د َِبارا وََر ُ‬ ‫ل أَتى ال ّ‬ ‫ن وََر ُ‬ ‫هو َ‬ ‫ه كارِ ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫وما وَهُ ْ‬ ‫مق ْ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ل الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سو ِ‬ ‫مَرأة ٌ إلى َر ُ‬ ‫تا ْ‬ ‫جأاَء ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ه«ِ وروي‪» :‬أن ّ ُ‬ ‫ه أوْ أن ْكَر ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫عت ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫م كت َ َ‬ ‫هث ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫ي َعِْني أع ْت َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ع َلي َْها ذال ِك؟ِ قال ْ‬ ‫ة‪ :‬قال هَل َرأي ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مِتي َيا َزان ِي َ ُ‬ ‫تل ّ‬ ‫ُ‬
‫سول الله إّني قل ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َيا َر ُ‬ ‫قال َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ما إن َّها‬ ‫َ‬ ‫ل‪َ ،‬قا َ‬
‫ل‪ :‬أ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/290‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫وطا ً وََقال َ ْ‬ ‫س ْ‬‫جأاِريت َِها فَأع ْط َت َْها َ‬ ‫مْرأة ُ إَلى َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫جأعَ ِ‬ ‫ة‪ :‬فََر َ‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬‫دك ي َوْ َ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ست َ‬ ‫َ‬
‫ه ِبعتقَها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خب ََرت ْ ُ‬‫ل الله فأ ْ‬ ‫سو ِ‬ ‫ت إلى َر ُ‬ ‫جأعَ ْ‬‫م َر َ‬ ‫قْتها‪ ،‬ث ّ‬ ‫ة فأع ْت َ َ‬ ‫جارِي َ ُ‬‫ت ال َ‬ ‫ديِني فأب َ ِ‬ ‫جأل ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ه«ِ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ها‬
‫ِ َ ِ ِ‬‫تي‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫ها‬ ‫يا‬‫إ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ت‬
‫ْ ُ َ ِ ْ ِ ّ َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫سى‪،‬‬ ‫ع‬
‫ْ َ َ‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫سى‬ ‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫فَ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪256 :‬‬
‫وحكي أنه دخل جأماعة على سلمان الفارسي‪ ،‬وهو أمير على المدائن فوجأدوه‬
‫يعجن عجين أهله فقالوا‪ :‬أل تترك الجارية تعجن؟ِ فقال‪ :‬أرسلناها في عمل‬
‫فكرهنا أن نجمع عليها عمل ً آخر‪.‬‬
‫ً‬
‫وحكي أن عمر بن عبد العزيز قال يوما لجاريته‪ ،‬رّوحيني أنام فرّوحته فنام‪،‬‬
‫فغلبها النوم فنامت‪ ،‬فلما انتبه أخذ المروحة وجأعل يروحها؛ فلما انتبهت ورأته‬
‫يروحها صاحت‪ ،‬فقال لها عمر‪ :‬إنما أنت بشر مثلي أصابك من الحّر ما أصابني‪،‬‬
‫فأحببت أن أرّوحك كما روحتيني‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪256 :‬‬
‫فصل في حقوقا الجيران‬

‫) ‪(1/291‬‬

‫ذي‬ ‫حسانا ً وَب ِ ِ‬ ‫نإ ْ‬ ‫والد َي ْ ِ‬ ‫شْيئا ً وَِبال َ‬ ‫كوا ب ِهِ َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫دوا الله َول ت ُ ْ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬واع ْب ُ ُ‬
‫ب‬‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ب َوال ّ‬ ‫جن ْ ِ‬ ‫جارِ ال َ‬ ‫قْرَبى َوال َ‬ ‫جارِ ِذي ال ُ‬ ‫ن َوال َ‬ ‫كي َ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مى َوال َ‬ ‫قْرَبى والي ََتا َ‬ ‫ال ُ‬
‫ب{ )سورة النساء‪ (36 :‬وأخرج الشيخان عن ابن عمر وعائشة قال‪ :‬قال‬ ‫جن ْ ِ‬‫ِبال َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه«ِ والبخاري‪َ » :‬‬ ‫سي ُوَّرث ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ت أن ّ ُ‬ ‫َ‬
‫حّتى ظأن َن ْ ُ‬ ‫صيِني َ‬ ‫ل ُيو ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جأب ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫رسول الله ‪َ » :‬‬
‫خْيرا«ِ ومسلم‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ساِء َ‬ ‫صوا ِبالن ّ َ‬ ‫ست َوْ ُ‬ ‫جأاَره ُ َوا ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ الخر فل ي ُؤ ْذ ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ه«ِ وأحمد والبخاري‪َ» :‬والله ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫جأارِ ِ‬ ‫ن إلى َ‬ ‫س ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِبالله فَل ْي ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫كان ي ُؤ ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫ه«ِ وأحمد والبزار وابن‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ق ُ‬ ‫وائ ِ َ‬ ‫جأاُره ُ ب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬‫ذي ل ي َأ َ‬ ‫من ال ِ‬ ‫من َوالله ل ي ُؤ ِ‬ ‫َوالله ل ي ُؤ ِ‬
‫صلت َِها‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ َ َ ُ ِ ْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫فل‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫لرسول‬ ‫رجأل‬ ‫قال‬ ‫والحاكم‬ ‫حبان‬
‫َ‬
‫ل الله‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ي ِفي الّناِر‪َ .‬قا َ‬ ‫ساِنها‪ .‬قال‪ :‬ه ِ َ‬ ‫جأاَرها ب ِل ِ َ‬ ‫صد َقَت َِها غ َي َْر أّنها ت ُؤ ِْذي َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫واِر‪ :‬أي‬ ‫صد ّقاُ ِبالث ْ َ‬ ‫صد َقَِتها‪ ،‬وَأن َّها ت َ َ‬ ‫مَها وَ َ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫صلت َِها وَ ِ‬ ‫ن قِل ّةِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫كر ِ‬ ‫ة تذ ْ ُ‬ ‫إن ُفلن َ َ‬
‫ل‬‫خ ُ‬ ‫ة«ِ ومسلم‪» :‬ل ي َد ْ ُ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ي ِفي ال َ‬ ‫ل‪ :‬ه ِ َ‬ ‫جأيَران ََها‪َ ،‬قا َ‬ ‫ط َول ت ُؤ ِْذي ِ‬ ‫من القْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫قط ََعا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫جارِهِ ي َوْ َ‬ ‫ق بِ َ‬ ‫مت َعَل ٍء‬ ‫جأارٍء ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه«ِ والبخاري‪» :‬ك َ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫وائ ِ َ‬ ‫جأاُره ُ ب َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ل ي َأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جّنة َ‬ ‫ال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عني«ِ والحاكم‬ ‫ه َ‬ ‫معُْروفَ ُ‬ ‫من َعَ َ‬ ‫دوِني فَ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ب هاذا أغ َلقَ َباب َ ُ‬ ‫ل َيا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫مةِ ي َ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ِ‬
‫ه«ِ والبزار‬ ‫جأن ْب ِ ِ‬ ‫جأائ ِعٌ إلى َ‬ ‫جأاُره ُ َ‬ ‫شب َعُ وَ َ‬ ‫ذي ي َ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫س ال ُ‬ ‫َ‬
‫والبيهقي‪» :‬لي ْ َ‬
‫م«ِ‬ ‫َ‬
‫جأن ْب ِهِ وَهُوَ ي َعْل ُ‬ ‫جأائ ِعٌ إلى َ‬ ‫جأاُره ُ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫شب َْعا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن َبا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫ه؟ِ‬‫جأارِ ِ‬ ‫َ‬
‫جارِ ع َلى َ‬ ‫حقّ ال َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الله َ‬ ‫سو َ‬ ‫والطبراني عن معاوية بن جأندب قلت‪َ» :‬يا َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ضت َ ُ‬ ‫ضك أقَْر ْ‬ ‫قَر َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَإ ِ ِ‬ ‫شّيعت َ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ه‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ض ع ُد ْت َ ُ‬ ‫مر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل‪ :‬إ ْ‬ ‫َقا َ‬

‫) ‪(1/292‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ك‬ ‫ه‪َ ،‬ول ت َْرفَعْ ب َِناَء َ‬ ‫خير هَنأ ْته‪ ،‬وإ َ‬ ‫أ َع ْوز سترته‪ ،‬وإ َ‬
‫ة ع َّزي ْت َ ُ‬ ‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫صاب َت ْ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ه َ ٌْ ّ َ ُ َِ ْ‬ ‫صاب َ ُ‬ ‫نأ َ‬ ‫ََ َ َْ َ ُ َِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه منها«ِ‬ ‫فل ُ‬ ‫ن ت َْغر َ‬ ‫ح قِد ْرِك إل أ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ح‪َ ،‬ول ت ُؤ ْذ ِهِ ب ِ ِ‬ ‫سد ّ ع َلي ْهِ الّري َ‬ ‫فَوْقاَ ب َِنائ ِهِ فَت ّ ُ‬
‫ت ب ِهِ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ذا ع َ ِ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ٍء‬ ‫ل الله د ُل ِّني ع ََلى ع َ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫جأل ً َقا َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫والبيهقي‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ن؟ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م أّني ُ‬ ‫ف أع ْل ُ‬ ‫َ‬
‫سول الله كي ْ َ‬ ‫قال‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سنا ف َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ُ‬
‫قال‪ :‬ك ْ‬ ‫َ‬ ‫جّنة فَ َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫دَ َ‬
‫سيءٌ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ن‪،‬‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫لوا‬ ‫ُ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫را‬ ‫جأي‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َقا‬
‫ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ُ ْ ِ ٌ َِ ْ‬ ‫ُ ْ ِ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حد ٌ وَهُوَ أد َْنى‬ ‫حقّ َوا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫جاٌر ل َ ُ‬ ‫ة‪ :‬فَ َ‬ ‫ن َثلث َ ٌ‬ ‫جيَرا ُ‬ ‫سيٌء«ِ والبزار وأبو نعيم‪» :‬ال ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫فَأن ْ َ‬
‫َ‬
‫جاٌر‬‫حد ٌ ف َ َ‬ ‫حقّ َوا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫قا‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫قو ٍء‬ ‫ح ُ‬ ‫ة ُ‬ ‫ه َثلث َ ُ‬ ‫جأاٌر ل َ ُ‬ ‫ن‪ ،‬وَ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫جأاٌر ل َ ُ‬ ‫قًا‪ ،‬وَ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫جيَرا ِ‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذي‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫واِر‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫حقّ ل ِل ْ ِ‬ ‫سلم ِ وَ َ‬ ‫حقّ ِللِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫جاٌر ُ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫ما ال ّ ِ‬ ‫ك‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫شرِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م«ِ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫لل‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫و‬
‫ِ َ ّ َ ْ ِ َ َ ّ ِ َ ِ َ َ ّ ّ‬ ‫ر‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫سل‬ ‫للِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫م‪،‬‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ذو‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫قا‪،‬‬ ‫قو‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ثل‬‫َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ ُ ْ َ ٍء‬ ‫ٍء‬ ‫ُ‬
‫ك«ِ‬ ‫جأيَران َ َ‬ ‫قا‪ ،‬وَت ََعاهَد ْ ِ‬ ‫مَر َ‬ ‫ت فَأك ْث ِرِ ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا طب َ ْ‬ ‫والترمذي والنسائي‪َ» :‬يا أَبا ذ َّر إ َ‬
‫ة«ِ‬ ‫شا ٍء‬ ‫ن َ‬ ‫س َ‬ ‫جاَرت َِها وَلوْ فَْر َ‬ ‫َ‬ ‫جأاَرة ً ل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫قَر ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ت ل تَ ْ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ساَء ال ُ‬ ‫والشيخان‪َ» :‬يا ن ِ َ‬
‫دارا«ِ وروي‪ :‬أن سبب ابتلء يعقوب بابنه يوسف‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫وارِ أْرب َُعو َ‬ ‫ج َ‬ ‫حد ّ ال ِ‬ ‫والبيهقي‪َ » :‬‬
‫عليهما السلم أنه اجأتمع هو وابنه على أكل جأمل مشويَ وهما يضحكان وكان‬
‫دة له عجوز لبكائه‪ ،‬وبينهما‬ ‫لهم جأار يتيم فشم ريحه واشتهاه‪ ،‬وبكى وبكت جأ ّ‬
‫ً‬
‫جأدار ول علم عند يعقوب وابنه‪ ،‬فعوقب يعقوب بالبكاء أسفا على يوسف إلى‬
‫أن سالت وابيضت عيناه من الحزن‪ ،‬فلما علم بذلك كان بقية حياته يأمر مناديا ً‬
‫د‪ ،‬عند آل يعقوب‪ .‬اللهم حسن‬ ‫ينادي على سطحه‪ :‬أل من كان مفطرا ً فَل ْي َت َغَ ّ‬
‫أخلقنا‬

‫) ‪(1/293‬‬

‫ووسع أرزاقنا وقنا عذابك يوم تبعث عبادك‪.‬‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬
‫ً‬
‫وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال‪ :‬فرغت من حج عاما فنمت في الحرم‪،‬‬
‫فرأيت ملكين نازلين من السماء فقال أحدهما للخر‪ :‬كم حج من الناس في‬
‫هذا العام؟ِ فقال الخر ستمائة ألف‪ .‬قال‪ :‬فكم قبل حجهم؟ِ فقال‪ :‬لم يقبل حج‬
‫أحد منهم‪ .‬ثم قال‪ :‬لكن رجأل في دمشق يخصف النعل اسمه موفق لم يأت‬
‫للحج‪ ،‬ولكن قبل حجه‪ ،‬وببركة الحج قبل حج الكل‪ ،‬فانتبهت فقصدت دمشق‪،‬‬
‫ي رجأل فسألته عن اسمه فقال موفق‪ .‬فقلت‪ :‬أيّ‬ ‫ووصلت إلى بابه‪ ،‬فخرج إل ّ‬
‫خير خرج منك حتى وجأدت هذه الدرجأة‪ ،‬فقال‪ :‬كنت أرجأو الحج‪ ،‬وما أمكنني‬
‫لضيق يدي فحصلت ثلثمائة درهم من خصف النعل‪ ،‬وقصدت الحج في هذا‬
‫العام‪ ،‬وكانت امرأتي حامل ً فشمت ريح الطعام من دار جأاري فاشتهت ذلك‪،‬‬
‫فقصدت بيت الجار‪ ،‬فخرجأت امرأة فأخبرتها‪ ،‬فقالت‪ :‬لقد اضطررت إلى شرح‬
‫الحال‪ ،‬فإن أيتامي لم يطعموا شيئا ً ثلثة أيام‪ ،‬فخرجأت فرأيت حمارا ً ميتا ً‬
‫فقطعت منه قطعة وطبخته فهو حلل لنا وحرام عليكم‪ ،‬فجئت داري وأخذت‬
‫الثلثمائة درهم وجأئت بها إلى دار جأاري‪ ،‬وأعطيتها وقلت لها أنفقي على‬
‫أيتامك‪ .‬وقلت لنفسي‪ :‬إن الحج في باب داري فأين أذهب‪.‬‬

‫) ‪(1/294‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫باب القتل‬

‫ب‬ ‫ض َ‬ ‫خاِلدا ً ِفيها وَغ َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جأهَن ّ ُ‬ ‫جَزاؤ ُه ُ َ‬ ‫مدا ً فَ َ‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫منا ً ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫قت ُ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عظيما{ )سورة النساء‪ (93 :‬أخرج الشيخان‬ ‫ذابا َ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫ه وَأع َد ّ ل ُ‬ ‫الله ع َل َي ْهِ وَل َعَن َ ُ‬
‫ما‬ ‫سو َ‬ ‫ت ِقي َ‬ ‫مهْل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ل الله َ‬ ‫ل َيا َر ُ‬ ‫كا ِ‬ ‫ت أي ال ُ‬ ‫قا ِ‬ ‫موب َ‬ ‫سب ْعَ ال ُ‬ ‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫عن أبي هريرة‪» :‬ا ْ‬
‫ق«ِ الحديث‪:‬‬ ‫ح ّ‬ ‫م الله إل ِبال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫س الِتي َ‬ ‫ّ‬ ‫ك ِبالله وَقَت ْ ُ‬ ‫شَرا ُ‬ ‫ل ال ْ‬ ‫ن‪َ :‬قا َ‬
‫ف ِ‬ ‫ل الن ّ ْ‬ ‫هُ ّ‬
‫سى‬ ‫ب عَ َ‬ ‫ل ذ َن ْ ٍء‬ ‫ُ‬
‫والنسائي والحاكم وصححه عن معاوية قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ك ّ‬
‫مدًا«ِ وأبو داود‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مت َعَ ّ‬‫منا ً ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫قت ُ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جأ ُ‬‫كاِفرا ً أوْ الّر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫جأ ُ‬ ‫فَره ُ إل الّر ُ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫الله أ ْ‬
‫جأ َ‬ ‫َ‬ ‫وابن حبان عن أبي الدرداء‪» :‬ك ُ ّ‬
‫ت‬ ‫مو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫فَره ُ إل الّر ُ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬ ‫سى الله أ ْ‬ ‫ب عَ َ‬ ‫ل ذ َن ْ ٍء‬
‫منا ً‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ن قَت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مدًا«ِ وأبو داود والضياء عن عبادة‪َ » :‬‬ ‫مت َعَ ّ‬‫منا ً ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫قُتل ُ‬ ‫ركا ً أ َوْ ي َ ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫فلً«ِ والنسائي‬ ‫دلً‪ :‬أيْ فَْرضا ً َول ن َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫رف‬ ‫ص‬
‫ِ ْ ُ َ ْ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الله‬ ‫َ ََ ِ ِْ ِ ْ َ َ ِ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫غ‬ ‫فا‬
‫َ‬
‫ل الد ّْنيا«ِ والترمذي‬ ‫ن َزَوا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ الله ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أع ْظ َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫والضياء عن بريدة‪» :‬قَت ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ن أ َهْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ٍء‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شت ََركوا ِفي د َم ِ ُ‬ ‫ضا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل الْر‬ ‫ماِء وَأهْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫عن أبي هريرة‪» :‬ل َوْ أ ّ‬
‫سل ِم ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ن على قَْتل ُ‬ ‫عا َ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِفي الّناِر«ِ وابن ماجأه عنه‪َ » :‬‬ ‫جأ ّ‬ ‫م الله ع َّز وَ َ‬ ‫لك َب ّهُ ُ‬
‫مةِ الله«ِ والنسائي عن ابن‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ع َي ْن َي ْهِ آي ِ ٌ‬ ‫ً‬
‫مك ُْتوبا ب َي ْ َ‬ ‫ي الله َ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫مةٍء ل ِ‬ ‫شط ْرِ ك َل ِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫مسعود‪ :‬أّول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلة‪ ،‬أّول ما يقضى به بين‬
‫الناس في الدماء‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬

‫) ‪(1/295‬‬

‫ه«ِ‬ ‫حسب ُ‬ ‫جأْزٌء َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ن وَل ِل ْ َ‬ ‫سّتو َ‬ ‫سع ٌ و َ ِ‬ ‫مرِ ت ِ ْ‬ ‫جأْزءا ً فَِلل ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ت الّناُر َ‬ ‫م ِ‬ ‫س َ‬ ‫وأحمد‪» :‬قُ ّ‬
‫والبزار والطبراني يخرج عنق من النار يتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر‬
‫بهما وله لسان يتكلم به‪ ،‬فيقول‪ :‬إني أمرت بمن جأعل مع الله إلها ً آ خر وكل‬
‫جأبار عنيد‪ ،‬وبمن قتل نفسا ً بغير حق فينطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة‬
‫خذ َ َ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫جأُنود َه ُ فَي َ ُ‬ ‫ث ُ‬ ‫س بَ ّ‬ ‫ح إب ِْلي ُ‬ ‫صب َ َ‬
‫ذا أ ْ‬ ‫عام‪ .‬وابن حبان في صحيحه‪» :‬إ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى طلقَ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬ ‫م أَز ْ‬ ‫ل‪ :‬ل ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫جيُء‪ ،‬هاذا فَي َ ُ‬ ‫ل‪ :‬فَي َ ِ‬ ‫ج َقا َ‬ ‫ه الّتا َ‬ ‫ست ُ ُ‬ ‫سِلما ً أل ْب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫الي َوْ َ‬
‫شرِكَ‬ ‫ُ‬
‫حّتى أ ْ‬ ‫م أَز ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذا فَي َ ُ‬ ‫جيُء ها َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫ا َ‬
‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ل‪ :‬ل ْ‬ ‫ج‪ ،‬وَي َ ِ‬ ‫ن ي َت ََزوّ َ‬ ‫شك أ ْ‬ ‫ل ُيو ِ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫ْ‬
‫حّتى قت َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫م أَز ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫ل ب ِهِ َ‬ ‫ل‪ :‬ل ْ‬ ‫هذاا‪ ،‬في َ ُ‬ ‫جيُء َ‬ ‫ج وَي َ ِ‬ ‫ه الّتا َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت‪ ،‬وَي ُلب ِ ُ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫ل‪ :‬أن ْ َ‬ ‫ِبالله في َ ُ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫قها ِفي الّنارِ‬ ‫خن ُ ُ‬‫ه يَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خن ِقُ ن َ ْ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ج«ِ والبخاري‪» :‬ال ِ‬ ‫ه الّتا َ‬ ‫س ُ‬‫ت‪ ،‬وَي ُلب ِ ُ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫ل‪ :‬أن ْ َ‬
‫م ِفي الّناِر«ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م يَ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫قت ِ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ه ِفي الّناِر‪َ ،‬وال ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ن نف َ‬ ‫ه يطع ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ذي ي َط ْعَ ُ‬ ‫َوال ّ ِ‬
‫ل‪:‬‬‫ما َقا َ‬ ‫مدا ً فَهُوَ ك َ َ‬ ‫مت َعَ ّ‬ ‫كاِذبا ً ُ‬ ‫سلم ِ َ‬ ‫مل ّةِ غ َي ْرِ ال ْ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫مي ٍء‬ ‫ف ع ََلى ي َ ِ‬ ‫حل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والشيخان‪َ » :‬‬
‫ما ل‬ ‫ل ن َذ َْر ِفي َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫س ع ََلى َر ُ‬ ‫ة‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ب ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫يٍءء ع ُذ ّ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ن قَت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ه‬
‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ح نَ ْ‬ ‫ن ذ َب َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قت ْل ِهِ وَ َ‬ ‫فرٍء فَهُوَ ك َ َ‬ ‫منا ً ب ِك ُ ْ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مى ُ‬ ‫ن َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫قت ْل ِ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ك‪ ،‬وَل َعْ ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن أك ْب ََر الك ََبائ ِرِ ِ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ة«ِ وفي كتابه إلى أهل اليمن‪» :‬إ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ب ب ِهِ ي َوْ َ‬ ‫يٍءء ع ُذ ّ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ق«ِ الحديث وروي‬ ‫ح َ‬ ‫من َةِ ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫س ال ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن ّ ْ‬ ‫ك ِبالله وَقَت ْ ُ‬ ‫شَرا ُ‬ ‫مةِ ال ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫الله ي َوْ َ‬
‫عن أبي حازم أنه قال‪ :‬شاهدت عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وقد رقد رقدة على أثر‬
‫وجأد وجأده فبكى‪ ،‬ثم ضحك فلما انتبه قال أبو حازم‪ :‬يا أمير المؤمنين ما‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/296‬‬

‫الذي عراك في منامك حتى ضحكت بعد البكاء قال‪ :‬أرأيت ذلك؟ِ قلت‪ :‬نعم‬
‫وجأميع من حولك‪ .‬قال‪ :‬رأيت كأن القيامة قد قامت‪ ،‬وقد حشر الناس مائة‬
‫فًا‪ ،‬وإذا مناد ٍء ينادي أين عبد الله بن‬
‫فا ً أمة محمد منهم ثمانون ص ّ‬ ‫وعشرين ص ّ‬
‫ل فحوسب‬ ‫أبي قحافة‪ ،‬فأجأاب فأخذته الملئكة‪ ،‬فأوقفوه أمام ربه عّز وجأ ّ‬
‫حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ثم نجا وأمر به وبصاحبه إلى الجنة‪ ،‬ثم نودي بعلي بن أبي طالب‪،‬‬
‫فجيء به فحوسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ثم أمر به إلى الجنة‪.‬‬
‫قال عمر بن عبد العزيز‪ :‬فلما قرب المر مني نودي أين عمر بن عبد العزيز؟ِ‬
‫قال‪ :‬فتصببت عرقا ً ثم أخذتني الملئكة فأوقفوني أمام الحق سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫فسألني عن النقير والقطمير‪ ،‬وعن كل قضية قضيتها‪ ،‬ثم غفر لي فأمر بي ذات‬
‫سل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫اليمين‪ ،‬فمررت بجيفة ملقاة فقلت للملئكة‪ :‬ما هذه الجيفة؟ِ فقالوا‪َ :‬‬
‫دمت إليه فسألته ووكزته برجألي‪ ،‬فرفع رأسه وفتح عينيه‪ ،‬فقلت‪ :‬من‬ ‫جب ْ َ‬
‫ك فتق ّ‬ ‫يُ ِ‬
‫أنت‪ .‬فقال‪ :‬من أنت؟ِ فقلت‪ :‬أنا عمر بن عبد العزيز‪ .‬فقال لي‪ :‬ما فعل الله‬
‫ي ورحمني وفعل بي كما فعل بمن سلف من الئمة‪،‬‬ ‫بك؟ِ فقلت‪ :‬تفضل عل ّ‬
‫فقال‪ :‬ليهنك ما صرت إليه‪ ،‬فقلت له‪ :‬من أنت؟ِ فقال‪ :‬أنا الحجاج بن يوسف‬
‫ل‪ ،‬فوجأدته شديد العقاب والغضب‪ ،‬قتلني بكل قتيل‬ ‫قدمت على الله عّز وجأ ّ‬
‫قتلة‪ ،‬وقتلني بسعيد بن جأبير سبعين قتلة‪ ،‬وها أنا بين يدي ربي أنتظر ما ينتظر‬
‫الموحدون من ربهم إما إلى الجنة وإما إلى النار‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬
‫)تنبيه( قد أجأمع العلماء على أن تعمد ّ قتل المكلف آدميا ً محترما ً بل حق من‬
‫ي وزيد بن‬ ‫أكبر الكبائر‪ .‬وقال ابن عباس وأبو هريرة وابن عمر وحسن بن عل ّ‬
‫ثابت رضي الله عنهم‪ :‬ل تقبل توبة قاتل المؤمن عمدًا‪ ،‬لكن ذهب أهل السنة‬
‫إلى قبول توبته كالكافر؛ بل أولى ول يتحتم‪ ،‬بل هو في خطر المشيئة ول يخلد‪،‬‬
‫وإن لم يتب وكلم الروضة وأصلها يدل على بقاء العقوبة الخروية‪ ،‬وإن وجأد‬
‫قود وكفارة‪.‬‬

‫) ‪(1/297‬‬

‫باب الجهاد‬
‫قال الله تعالى‪} :‬يا أ َيها ال ّذين آمنوا هَ ْ َ‬
‫ب‬
‫عذا ٍء‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جيك ُ ْ‬ ‫جاَرةٍء ت ُن ْ ِ‬ ‫م ع ََلى ت ِ َ‬ ‫ل أد ُل ّك ُ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫م ذال ِك ْ‬ ‫سك ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م وَأن ْ ُ‬ ‫وال ِك ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الله ب ِأ ْ‬ ‫سبي ِ ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫دو َ‬ ‫جاه ِ ُ‬ ‫سول ِهِ وَت ُ َ‬ ‫ن ِبالله وََر ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫أِليم ٍء ت ُؤ ْ ِ‬
‫حت َِها‬
‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جأّنا ٍء‬ ‫م َ‬ ‫خلك ُ ْ‬ ‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫م ذ ُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فر ل َك ُ ْ‬ ‫ن ي َغْ ِ‬
‫مو ْ‬ ‫م ت َعْل َ ُ‬‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬
‫َ‬
‫صٌر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حّبون ََها ن َ ْ‬ ‫خَرى ت ُ ِ‬ ‫ظيم ِ وَأ ْ‬ ‫فوُْز العَ ِ‬ ‫ن ذال ِك ال َ‬ ‫ت ع َد ْ ٍء‬ ‫جأّنا ِ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ن طي ّب َ ً‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫الْنهار وَ َ‬
‫ن{ )سورة الجمعة‪ 10 :‬ــــ ‪ (13‬وأخرج‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شرِ ال ُ‬ ‫ب وَب ِ ّ‬ ‫ري ٌ‬‫حق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الله وَفت ْ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أقاِتل الّنا َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫الشيخان وأبو داود عن أبي هريرة‪ ،‬قال رسول الله ‪» :‬أ ِ‬
‫موا مّني‬ ‫ذا َقاُلو َ‬ ‫ل الله‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حّتى ي َ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫ها ع َ َ‬ ‫ن ل اله إل الله وَأّني َر ُ‬ ‫دوا أ ّ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫َ‬
‫على الله«ِ وأبو داود وأبو يعلى عنه‪:‬‬ ‫م َ‬ ‫ساب ُهُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫قَها وَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م إل ّ ب ِ َ‬ ‫وال َهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ماَءهُ ْ‬ ‫دَ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫م«ِ والشيخان وأبو داود عن أبي موسى الشعري‪َ » :‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب ع َلي ْك ْ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫جَهاد َوا ِ‬ ‫»ال ِ‬
‫ل الله«ِ والشيخان عن أبي‬ ‫سبي ِ‬ ‫ي العُلَيا فهُوَ ِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ة الله ه ِ َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫ن كل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ل ل ِت َكو َ‬ ‫َقات َ َ‬
‫ل؟ِ َقا َ‬ ‫َ‬
‫ه‪ِ ،‬قي َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ن ِبالله وََر ُ‬‫ما ٌ‬ ‫ل‪» :‬إي َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ل أفْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫هريرة‪ :‬سئل رسول الله ‪ :‬أيّ العَ َ‬
‫مب ُْروٌر«ِ وهما‬ ‫ج‬
‫َ ّ َ‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫َ‬
‫ذا؟ِ‬ ‫ما‬
‫ّ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قي‬
‫ِ‬ ‫الله‪،‬‬ ‫ل‬
‫سِبي ِ‬ ‫جهاد ِفي َ‬ ‫ل‪ :‬ال ِ‬ ‫ذا؟ِ َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫عنه‪ :‬مثل المجاهد في سبيل الله‪ ،‬والله أعلم بمن يجاهد في سبيله‪ ،‬كمثل‬
‫الصائم القائم الدائم الذي ل يفتر من صيام‪ ،‬ول صدقة حتى يرجأع‪ ،‬وتوكل الله‬
‫للمجاهد في سبيله إذ يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجأعه سالما ً مع أجأر وغنيمة‪،‬‬
‫ة«ِ والطبراني عن‬ ‫ج َ‬
‫ح ّ‬‫ن ِ‬ ‫مسي َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ُ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫سبيل الله َ‬ ‫ة ِفي َ‬ ‫ساع َ ٌ‬ ‫والديلمي عنه‪َ » :‬‬
‫ل‪َ ،‬ول‬ ‫ف الوّ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ل الله ِفي ال ّ‬ ‫سِبي ِ‬‫ن ِفي َ‬ ‫ُ‬
‫قات ِلو َ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫داُء ال ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫نعيم بن هبار‪» :‬ال ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن ِفي‬ ‫قو َ‬ ‫ك ي َلت َ ُ‬ ‫ن فأولئ ِ َ‬ ‫قت َلو َ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جأوه ِهِ ْ‬ ‫ن بو ُ‬ ‫فُتو َ‬ ‫ي َل ْت َ ِ‬

‫) ‪(1/298‬‬

‫ك إَلى ع َب ْد ِهِ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬‫ذا َ‬ ‫ن الله ت ََعاَلى إ َ‬ ‫ك‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫م رب ّ َ‬‫ك إل َي ْهِ ْ‬‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫جن ّةِ ي َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ف العَُلى ِ‬ ‫الغَُر ِ‬
‫ت ظأ ِ ّ‬
‫ل‬ ‫ح َ‬ ‫ة تَ ْ‬
‫جن ّ ُ‬‫ه«ِ والحاكم عن أبي هريرة‪» :‬ال َ‬ ‫َ‬
‫ب ع َلي ْ ِ‬ ‫سا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َفل ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م ِ‬ ‫ال ُ‬
‫عن ْد َ الله‬ ‫شِهيد ِ ِ‬ ‫ف«ِ والترمذي وابن ماجأه عن المقدام بن معد يكرب‪ِ» :‬لل ّ‬ ‫سيو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬
‫ذا ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جار ِ‬ ‫ة‪ ،‬وَي ُ َ‬‫جن ّ ِ‬‫ن ال َ‬
‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫ل د َفْعَةٍء وَي ََرى َ‬
‫م ْ‬ ‫ه ِفي أوّ ِ‬ ‫فُر ل ُ‬ ‫ل ي َغْ ِ‬ ‫صا ٍء‬ ‫خ َْ‬ ‫ت ِ‬ ‫س ّ‬
‫خي ٌْر‬‫من َْها َ‬ ‫ج الوََقارِ الَياُقوت َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة ِ‬ ‫سهِ َتا ُ‬ ‫ضعُ ع َلى َرأ ِ‬ ‫فَزِع الكَبر وَُيو َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ُ‬‫قب ْرِ وَي َأ َ‬ ‫ال َ‬
‫فعُ ِفي‬ ‫ش َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫حورِ الِعي ِ‬ ‫ن ال ُ‬‫م َ‬‫ة ِ‬ ‫جأ ً‬
‫ن َزوْ َ‬ ‫سب ِْعي َ‬
‫ن وَ َ‬ ‫ج ِثنت َي ْ ِ‬ ‫ما ِفيها‪ ،‬وَي َُزوّ ُ‬ ‫ن الد ّْنيا وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه«ِ‪.‬‬ ‫ن أقْرَِبائ ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سْبعي َ‬ ‫َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬

‫) ‪(1/299‬‬

‫ف ط َي ْرٍء ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫ومسلم والترمذي عن ابن مسعود‪» :‬إ َ‬


‫ضرٍء‬ ‫خ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫جأ َ‬
‫داِء ِفي أ ْ‬
‫َ‬
‫شهَ َ‬ ‫ن أْرَوا َ‬ ‫ّ‬
‫م ت َأوي إلى ت ِل ْكَ‬ ‫ت‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫شاَء ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ح ِفي ال َ‬ ‫سَر ُ‬ ‫ش تَ ْ‬ ‫ة ِبالعَْر ِ‬ ‫ق ٌ‬ ‫معَل ّ َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل ََها قََناِدي ُ‬
‫يٍءء‬ ‫ش ْ‬ ‫شْيئًا؟ِ َقاُلوا‪ :‬أيّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫شت َُهو َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ل‪ :‬هَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ة‪ ،‬فَ َ‬ ‫طلع َ ً‬ ‫ما ّ‬ ‫م َرب ّهُ ْ‬ ‫قَناِديل َفاط ّل َعَ إل َي ْهِ ْ‬ ‫ال َ‬
‫ما‬‫ت‪َ ،‬فل ّ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫م ذال ِك َثل َ‬ ‫َ‬ ‫ل ب ِهِ ْ‬ ‫فعَ ُ‬ ‫شاُء ي َ ْ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ح ِفي ال َ‬ ‫سَر ُ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ح ُ‬‫شت َِهي‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حَنا ِفي‬ ‫ن ت َُرد ّ أْرَوا ُ‬ ‫ريد ُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ب نُ‬ ‫سألوا‪َ .‬قالوا‪َ :‬ياَر ّ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ي ُت َْركوا ِ‬ ‫مل ْ‬ ‫َرأْوا أن ّهُ ْ‬
‫م إل َْيها ل‬ ‫َ‬ ‫مّرة ً أ ُ ْ‬ ‫سِبيل ِ َ‬ ‫َ‬
‫سب َقَ أن ّهُ ْ‬ ‫ه قَد ْ َ‬ ‫ل‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫خَرى‪َ ،‬قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫قت َ َ‬ ‫حّتى ن ُ ْ‬ ‫ساد َِنا َ‬ ‫جأ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ن قُت ُِلوا‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الله َتعالى‪َ} :‬ول ت َ ْ‬ ‫خوانَنا فَأ َن َْز َ‬ ‫َ‬
‫ن‪َ ،‬قاُلوا‪ :‬فَأب ْل ِغْ ع َّنا إ ْ‬ ‫جأُعو َ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫م الله ِ‬ ‫ما آَتاهُ ُ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ن فرِ ِ‬ ‫م ي ُْرَزقو َ‬ ‫عن ْد َ َرّبه ْ‬ ‫حَياٌء ِ‬ ‫واتا ب َل أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل الله أ ْ‬ ‫سبي ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫ه ثقات عن عبد الله بن عمرو‬ ‫ُ‬ ‫رجأال‬ ‫ٍء‬ ‫د‬ ‫بسن‬ ‫والطبراني‬ ‫(‬ ‫‪169‬‬ ‫عمران‪:‬‬ ‫)آل‬ ‫ه{‬ ‫ضل ِ ِ‬‫فَ ْ‬
‫فُر‬ ‫مهِ ُيك ّ‬ ‫َ‬ ‫ل قَط َْرةٍء ت َ َ‬ ‫َ‬
‫سِبيل الله فَأوّ ُ‬ ‫ذا قُت ِ َ‬ ‫قال‪» :‬إ َ‬
‫ن دَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫قعُ ع َلى الْر ِ‬ ‫ل العَب ْد ُ ِفي َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫سد ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َوب َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ض ِفيها ن َ ْ‬ ‫قب ِ َ َ‬ ‫جن ّةِ فَي َ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل الله ب َِريطةٍء ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ي ُْر ِ‬ ‫الله ذ ُُنوَبه ك ُل َّها ث ُ ّ‬
‫ه الله‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫خل َ‬ ‫من ْذ ُ َ‬ ‫م ِ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫ملئ ِك َةِ ك َأن ّ ُ‬ ‫معَ ال َ‬ ‫ج َ‬ ‫م ي َعْرِ ُ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ب ِفيهِ روح ُ‬ ‫حّتى ي ُْرك َ َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ال َ‬
‫فر‬ ‫م ي َغْ ِ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫كة ب َعْد َ ُ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫جد ُ ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫كة ث ُ ّ‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫جد َ قَب ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫حمان فَي َ ْ‬ ‫حّتى ُيؤَتى ب ِهِ الّر ْ‬ ‫َ‬
‫ر‪،‬‬ ‫ري ٍء‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ضرِ َوقَبا ٍء‬ ‫خ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫داِء فََيجد ِهُ ْ‬ ‫مُر ب ِهِ إِلى ال ّ‬ ‫م ي ُؤ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه وَي ُطهَر‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫لَ ُ‬
‫م ِفي رَِيا ٍء‬ ‫شهَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ت ِفي‬
‫حو ُ‬ ‫س ي َظ َ ّ‬
‫ل ال ُ‬ ‫م ي َل ْعََباه ُ ِبال ْ‬
‫م ِ‬ ‫يٍءء ل َ ْ‬ ‫ل ي َوْم ِ ب ِ َ‬
‫ش ْ‬ ‫ت ي ُل َعَّبانه ْ‬
‫م كُ ّ‬ ‫حو ٌ‬ ‫م َثوٌر وَ ُ‬‫َوعندهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جن ّةِ في َأك ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫أن َْهارِ ال َ‬

‫) ‪(1/300‬‬

‫َ‬ ‫ل رائ ِحة من أ َنهار الجنة‪ ،‬فَإ َ َ‬


‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬فَأك َُلوا ِ‬ ‫كا ُ‬‫ور ِبقرن ِهِ فَذ َ َ‬ ‫كزه َ الث ّ ْ‬ ‫سى وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ن ك ُ ّ َ َ ٍء ِ ْ ْ ِ َ ّ ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫ور َناِفشا ِفي‬ ‫ت الث ّ ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَي َِبي ُ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ح ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ِري ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ح ً‬ ‫مهِ َرائ ِ َ‬
‫َ‬
‫ح ِ‬‫دوا ِفي طعْم ِ ل ْ‬ ‫مهِ وََوجأا ُ‬
‫ْ‬
‫ح ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫كاه ُ ب ِذ َن ْب ِهِ فَأك َُلوا ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَذ َ َ‬ ‫حو ُ‬ ‫غدا ع َل َي ْهِ ال ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صب َ َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ة؛ فَإ ِ َ‬ ‫جن ّ ِ‬
‫مرِ ال َ‬ ‫ن ثَ َ‬
‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫جن ّةِ ي َأك ُ ُ‬ ‫ال َ‬
‫ن‬
‫دعو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مَنازِل ِهِ ْ‬ ‫ن إلى َ‬ ‫ُ‬
‫جن ّةِ ي َن ْظُرو َ‬ ‫مَرة ِفي ال َ‬ ‫ل ثَ ْ‬ ‫مهِ ك ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دوا ِفي طعْم ِ ل ْ‬ ‫جأ ُ‬‫ه‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫لح ِ‬
‫مِناب َِر‬ ‫َ‬
‫عن ْد َ الله ع َلى َ‬ ‫داُء ِ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ة«ِ والعقيلي عن أبي هريرة‪» :‬ال ّ‬ ‫ساع َ ِ‬‫قَيام ِ ال ّ‬ ‫الله ب ِ ِ‬
‫قولُ‬ ‫َ‬
‫ن في َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سك ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه ع َلى كت ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫م ل ظأ ِل إل ظأ ِل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ش الله ي َوْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ت َِفي َظأ ِل ع َْر ِ‬ ‫ن َياقو ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن ب َلى وََرب َّنا«ِ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قولو َ‬‫ُ‬ ‫م في َ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صد ُقك ْ‬ ‫م وَأ ْ‬ ‫ُ‬
‫ف لك ْ‬ ‫َ‬ ‫م أوْ ِ‬ ‫َ‬
‫ب أل ْ‬ ‫م الّر ّ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬

‫) ‪(1/301‬‬

‫والصبهاني عن عبد الله بن عمرو بن العاص‪ :‬إن الله ليدعو الجنة يوم القيامة‬
‫ن َقات َُلوا‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬ ‫عَباِدي ال ّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول الله سبحانه وتعالى‪} :‬أي ْ‬
‫ْ‬
‫كة‬ ‫ملئ ِ َ‬ ‫حساب فَت َأِتي ال َ‬ ‫دخُلون ََها ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫جّنة فَي َ ْ‬ ‫خُلوا ال َ‬ ‫دوا؟ِ اد ْ ُ‬ ‫جأاهَ ُ‬ ‫سِبيِلي وَ َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ن‬
‫ِ َ‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ؤل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ِ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬‫َُ ّ ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫هار‪،‬‬ ‫ن‬ ‫وال‬
‫ْ ِ َ َّ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫قو ُ َ ّ ّ َ ْ ُ ُ ْ ّ ُ ِ َ ْ ِ‬
‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫بنا‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫فَي َ ُ‬
‫خ ُ‬
‫ل‬ ‫دوا‪ ،‬فَت َد ْ ُ‬ ‫جأاهَ ُ‬ ‫سبيِلي وَ َ‬ ‫ن َقات َُلوا ِفي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ؤلِء ال ّ ِ‬ ‫ب هَ ُ‬ ‫ل الّر ّ‬ ‫قو َ‬ ‫م ع َل َي َْنا‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫آث َْرت َهُ ْ‬
‫داِر{‬ ‫قبي ال ّ‬ ‫مع ْ‬ ‫م فَن ِعْ َ‬ ‫صب ِْرت ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫ل َبا ٍء‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫ع َل َي ْهِم ِ ال َ‬
‫م ع ََلى‬ ‫سُيوفَهُ ْ‬ ‫ضُعوا ُ‬ ‫م َوا ِ‬ ‫جأاَء قَوْ ٌ‬ ‫ب َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ف العَْبد ل ِل ْ ِ‬ ‫ذا وَقَ َ‬ ‫والطبراني عن أنس‪» :‬إ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ف؛ فَي ُ َ‬ ‫موْقِ ِ‬ ‫س ِفي ال َ‬ ‫جن ّةِ َوالّنا َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫موا ع َلى َبا ِ‬ ‫َ‬ ‫دح ُ‬ ‫دما ً َفاْز َ‬ ‫قط َُر َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫رَِقاِبه ْ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫داُء َ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫ؤلِء؟ِ ِقي َ‬ ‫هَ ُ‬
‫ن«ِ وابن ماجأه عن أبي هريرة‪َ » :‬‬ ‫حَياَء مرزوقي َ‬ ‫كاُنوا أ ْ‬ ‫شهَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جأاَء‬ ‫ل الله إل ّ َ‬ ‫سبي ِ‬ ‫ح ِفي َ‬ ‫جَر ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ل الله‪َ ،‬والله أع ْل ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ح ِفي َ‬ ‫جَر ُ‬ ‫ح يُ ْ‬ ‫جُرو ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ك«ِ ومسلم‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ح ِري ُ‬ ‫ن د َم ِ َوالّري ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ون لوْ ُ‬ ‫ّ‬
‫ح الل ْ‬ ‫جأرِ َ‬ ‫وم َ‬ ‫ه كهاي ْئ ِت ِهِ ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ح ُ‬ ‫جأْر ُ‬ ‫مةِ وَ ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫شِهيد ُ ل‬ ‫معُ كافٌِر وََقاتله ِفي الّنارِ أَبدا«ِ والطبراني‪» :‬ال ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جت َ ِ‬ ‫وأبو داود عنه‪» :‬ل ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شد ّ‬‫ملةٍء أ َ‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ة«ِ وأبو الشيخ‪» :‬ع َ ّ‬ ‫ص ِ‬‫قْر َ‬ ‫س ال َ‬ ‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫حد ُك ْ‬ ‫جد ُ أ َ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ل إل ّ ك َ َ‬ ‫قت ْ ِ‬‫م ال َ‬ ‫جد ُ أل َ َ‬ ‫يَ ِ‬
‫ذيذ ٍء ِفي‬ ‫َ‬
‫ماٍءء َبارِد ٍء ل ِ‬ ‫ن شرب َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َه ُ ِ‬ ‫شَهى ِ‬ ‫ل هُوَ أ ْ‬ ‫ح‪ ،‬ب َ ْ‬ ‫ع َلى ال ّ‬ ‫َ‬
‫سل ِ‬ ‫س ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شِهيد ِ ِ‬
‫ر«ِ وابن ماجأه‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ه الغَْزوُ معي فلي َغُْز ِفي الب ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن فات َ ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫صائ ِ ٍء‬ ‫ي َوْم ٍء َ‬
‫حرِ‬ ‫صد َُر ِفي الب َ ْ‬ ‫ّ‬
‫ت ِفي الب َّر‪َ ،‬والذي ي َ ْ‬ ‫شرِ غَزَوا ٍء‬ ‫َ‬ ‫مثل ع َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حرِ ِ‬ ‫»غ َْزوَة ٌ ِفي الب َ ْ‬
‫ل الله«ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫مهِ في َ‬ ‫ط في د َ ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫مت َ َ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫َ‬

‫) ‪(1/302‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وهو‪ :‬يغفر لشهيد البّر الذنوب كلها إل اّلدين؛ ولشهيد البحر الذنوب والدين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫صيبا فل ُ‬ ‫م ِ‬ ‫طئا أوْ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الله فب ْلغَ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫مى ِفي َ‬ ‫سل ِم ٍء َر َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫والطبراني‪» :‬أي ّ َ‬
‫هَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جأرِ ك ََرقَب َةٍء أع ْت َ َ‬
‫ل الله فهُوَ ل ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ب ِفي َ‬ ‫ل شا َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫عيل‪ ،‬وَأّيما َر ُ‬ ‫سما ِ‬ ‫ن وَلد ِ إ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قَها ِ‬ ‫ال ْ‬
‫داًء ل َُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫عت‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫بع‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫لم‬ ‫ُنو ٌ َ ّ َ ُ ٍء ْ َ َ ُ ْ ِ‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫يما‬ ‫وأ‬ ‫ر‪،‬‬
‫ُ ْ ٍء ِ َ ِ ْ ِ ِ ْ ٍء ِ َ ُ ْ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صلت ِهِ ِفي ب َي ْت ِهِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫ل الله أفْ َ‬ ‫سبي ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن الّناِر«ِ والترمذي‪َ » :‬‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ل الله‬ ‫سبي‬ ‫في‬ ‫زوا‬ ‫اغ‬ ‫نة‪،‬‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ر‬ ‫غف‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫بو‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫أل‬‫َ‬ ‫ا‪،‬‬‫ً‬ ‫م‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫بعي‬ ‫س‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َُ ْ‬ ‫ُ ّ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫جّنة«ِ والطبراني والحاكم‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫جأ‬ ‫و‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫الله‬ ‫ل‬‫َ ِ ِ‬ ‫بي‬ ‫س‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ن َقات‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫م لي ْلَها‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ض‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫جأ‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫ل‬ ‫سبي‬ ‫في‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫»‬ ‫والبيهقي‪:‬‬
‫ِ ْ ُ ُ‬ ‫ٍء‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ْ‬
‫ن‬
‫ه‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫شهْرٍء وَقَِيا ِ‬ ‫صَيام ِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫ْ ٍء َ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ُ‬ ‫با‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫»‬ ‫ومسلم‪:‬‬ ‫ها«ِ‬ ‫م ن ََهاُر َ‬ ‫صا ُ‬ ‫وَي ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ ِ‬ ‫جأَرى ع َلي ْهِ رِْزقُ ُ‬ ‫ه‪ ،‬وَأ ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي كا َ‬ ‫ه ال ِ‬ ‫مل ُ‬ ‫جأَرى ع َلي ْهِ ع َ َ‬ ‫مَراِبطا َ‬ ‫ت أحد ٌ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫َ َ‬ ‫ما‬ ‫فسه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫داود‪:‬‬ ‫وأبو‬ ‫ومسلم‬ ‫ن«ِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ِ َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ََلى َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ي الله ت ََباَرك وَت ََعالى ب ِغَي ْرِ أث َرٍء ِ‬ ‫ق َ‬ ‫نل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قا«ِ والترمذي‪َ » :‬‬ ‫فا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫شعْب َةٍء ِ‬
‫ة«ِ ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي‬ ‫م ٌ‬ ‫مان ِهِ ث ُل ْ َ‬ ‫ي الله ت ََعاَلى وَِفي إي َ‬ ‫ق َ‬ ‫جأَهاد ٍء ل َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت ع َلى‬ ‫ل ال ّ‬ ‫مَنازِ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫سأ َ‬ ‫َ‬
‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫داِء‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫شهَ َ‬ ‫ه الله َ‬ ‫قا ب َلغَ ُ‬ ‫صد ْ ٍء‬ ‫شَهاد َة ُ ب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وابن ماجأه‪َ » :‬‬
‫ة«ِ اللهم ارزقنا‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ال َ‬ ‫تل ُ‬ ‫جأب َ ْ‬ ‫جأل وَ َ‬ ‫م ع َلى ي َد َي ْهِ َر ُ‬ ‫سل َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫ش ِ‬ ‫فَِرا ِ‬
‫الشهادة بفضلك وأدخلنا الجنة بغير حساب برحمتك‬

‫) ‪(1/303‬‬

‫آمين‪.‬‬
‫وروى رافع بن عبد الله عن هشام بن يحيى الكتاني أنه قال لي‪ :‬أحدثك حديثا ً‬
‫رأيته بعيني وشهدته نفسي ونفعني الله به فعسى أن ينفعك به‪ .‬فقلت‪ :‬حدثني‬
‫يا أبا الوليد قال‪ :‬غزونا أرض الروم في سنة ثمان وثمانين‪ ،‬وكان معنا رجأل‬
‫يقال له سعيد بن الحرث ذو حظ من العبادة يصوم النهار ويقوم الليل‪ ،‬فإن‬
‫سرنا درس القرآن‪ ،‬وإن أقمنا ذكر الله تعالى‪ ،‬فجاءت ليلة خفنا فيها‪ ،‬فخرجأت‬
‫أنا وإياه نحرس ونحن محاصرون عند حصن من الحصون استصعب علينا أمره‪،‬‬
‫فرأيت من سعيد من العبادة في تلك الليلة وصبره على النصب ما تعجبت منه‪،‬‬
‫فلما طلع الفجر قلت له‪ :‬يرحمك الله إن لنفسك عليك حقا ً فلو أرحتها فبكى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬

‫) ‪(1/304‬‬

‫د‪ ،‬وعمر يفنى وأيام تنقضي‪ ،‬وأنا رجأل أرتقب‬ ‫قال يا أخي إنما هي أنفاس تع ّ‬
‫الموت‪ ،‬وأبادر خروج نفسي‪ .‬قال‪ :‬فأبكاني ذلك فقلت له‪ :‬أقسمت عليك بالله‬
‫إل ما دخلت الخباء‪ ،‬واسترحت فدخل فنام‪ ،‬وأنا جأالس ظأاهر الخباء‪ ،‬فسمعت‬
‫دمت قليل ً فإذا به يضحك في نومه‬ ‫كلما ً في الخباء‪ ،‬فقلت ما فيه سواه فتق ّ‬
‫ويتكلم فحفظت من كلمه يقول‪ :‬ما أحب أن أرجأع‪ ،‬ثم مد ّ يده اليمنى كأنه‬
‫دها رد ّا ً رقيقا ً وهو يضحك‪ ،‬ثم وثب من نومه‪ ،‬وهو ينتفض‬ ‫يلتمس شيئًا‪ ،‬ثم ر ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫فاحتضنته إلى صدري مليًا‪ ،‬وهو يلتفت يمينا ً وشمال ً حتى سكن وعاد إليه‬
‫دثني فقد‬‫فهمه‪ ،‬وجأعل يهلل ويكبر‪ ،‬فقلت‪ :‬ما الخبر؟ِ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬ح ّ‬
‫سمعتك تقول ما أحب أن أرجأع ورأيتك مددت يدك ثم رددتها‪ ،‬فقال‪ :‬ل أخبرك‬
‫فأقسمت عليه‪ .‬قال‪ :‬أو تكتم عني ما حييت؟ِ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال رأيت كأن القيامة‬
‫قد قامت‪ ،‬وخرج الخلق من قبورهم شاخصين منتظرين أمر ربهم‪ ،‬فبينما أنا‬
‫ي‪ ،‬فرددت عليهما السلم‬ ‫كذلك إذ أتاني رجألن لم أر أحسن منهما فسلما عل ّ‬
‫فقال لي‪ :‬يا سعيد أبشر فقد غفر ذنبك‪ ،‬وشكر سعيك‪ ،‬وقبل عملك‪ ،‬واستجيب‬
‫دعاؤك‪ ،‬وعجل لك البشرى فانطلق معنا حتى نريك ما أعد ّ الله لك من النعيم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فانطلقت معهما حتى أخرجأاني عن جأملة الموقف‪ ،‬وإذا بخيل ل يشبه‬
‫خيل الدنيا‪ ،‬إنما هو كالبرقا الخاطف أو كهبوب الريح‪ ،‬فركبنا وسرنا فانتهينا إلى‬
‫قصر شاهق ما يبلغ الطرف منتهاه كأنه صيغ من فضة وله نور يتلل‪ .‬فلما‬
‫وصلنا إليه فتح بابه من قبل أن نستفتح‪ ،‬فدخلنا فرأينا شيئا ً ل يبلغه وصف‬
‫واصف‪ ،‬ول يخطر على قلب بشر‪ ،‬وفيه من الحور والوصائف والولدان بعدد‬
‫النجوم فلما رأونا أخذوا في ألوان من القول الحسن بأنغام مختلفة وقائل‬
‫ي الله قد جأاء فمرحبا ً به وأهلً‪ ،‬فسرنا حتى انتهينا إلى مجالس‬
‫يقول‪ :‬هذا ول ّ‬
‫ذات أسرة من ذهب مكللة بالجواهر محوطة بكراسي من ذهب‪ ،‬وعلى كل‬
‫ن‬
‫كرسي منها جأارية ل يستطيع أحد من خلق الله أن يصفها‪ ،‬وفي وسطه ّ‬
‫ن في طولها‬‫واحدة عالية عليه ّ‬
‫) ‪(1/305‬‬

‫وكمالها وجأمالها‪ .‬فقال الرجألن‪ :‬هذا منزلك وهؤلء أهلك وهنا مثواك‪ ،‬ثم‬
‫انصرفا عني ووثبت الجواري بالترحيب والستبشار كما يكون من أهل الغائب‬
‫ن‪ ،‬ثم حملوني حتى أجألسوني على السرير الوسط إلى جأانب‬ ‫عند قدومه عليه ّ‬
‫الجارية فقلن‪ :‬هذه زوجأتك ولك أخرى مثلها‪ ،‬وقد طال انتظارنا لك فكلمتها‬
‫وكلمتني‪ ،‬فقلت‪ :‬أين أنا؟ِ قالت‪ :‬في جأنة المأوى‪ .‬وقلت‪ :‬من أنت؟ِ قالت‪ :‬أنا‬
‫زوجأتك الخالدة‪ ،‬قلت‪ :‬فأين الخرى‪ .‬قالت‪ :‬في قصرك الخر‪ ،‬فقلت‪ :‬أقيم‬
‫دتها رد ّا ً رفيقًا‪،‬‬
‫ول في غد ٍء إلى الخرى‪ ،‬ثم مددت يدي فر ّ‬
‫اليوم عندك‪ ،‬وأتح ّ‬
‫وقالت‪ :‬أما اليوم فأنت راجأع إلى الدنيا وستقيم ثلثًا‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أحب أن أرجأع‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬ل بد ّ من ذلك وستفطر عندنا بعد الثلث‪ ،‬ثم نهضت من مجلسها‪ ،‬ثم‬
‫نهضت لوداعها فاستيقظت قال هشام‪ :‬فغلبني البكاء‪ ،‬وقلت هنيئا ً لك يا سعيد‬
‫دد لله شكرا ً فقد كشف لك عن ثواب عملك‪ ،‬فقال‪ :‬هل رأى أحد غيرك ما‬ ‫جأ ّ‬
‫رأيت؟ِ قلت‪ :‬ل‪ ،‬فقال‪ :‬بالله اكتم عني ما دمت في الحياة‪ ،‬ثم قام فتطهر‬
‫س الطيب وأخذ سلحه وسار إلى موضع القتال وهو صائم فقاتل إلى الليل‪،‬‬ ‫وم ّ‬
‫دث الناس بقتاله‪ ،‬وقالوا‪ :‬ما رأيناه فعل مثل اليوم لقد كان‬ ‫ثم انصرف فتح ّ‬
‫يطرح نفسه تحت سهام العدوّ وحجارتهم وكل ذلك ينبو عنه‪ ،‬فقلت في نفسي‪:‬‬
‫لو يعلمون لتنافسوا في مثل عمله‪ ،‬ثم مكث قائما ً إلى آخر الليل‪ ،‬ثم أصبح‬
‫صائما ً فقاتل أشد ّ من اليوم الّول‪ ،‬ثم مكث قائما ً إلى آخر الليل‪ ،‬ثم أصبح‬
‫صائما ً فقاتل أبلغ من كل يوم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/306‬‬

‫قال أبو الوليد‪ :‬فانطلقت لنظر ماذا يكون منه‪ ،‬فلم يزل يلقي نفسه في‬
‫م‬
‫المهالك غالب النهار ول يصل إليه شيء حتى إذا دنا غروب الشمس جأاء سه ٌ‬
‫في نحره فخّر صريعا ً وأنا أنظر إليه‪ ،‬فضجت الناس وبادروا إليه‪ ،‬وأخذوه‬
‫وجأاؤوا به يحملونه فلما رأيته‪ ،‬قلت له‪ :‬هنيئا ً ما تفطر عليه الليلة يا ليتني كنت‬
‫ض على شفتيه‪ ،‬وهو يضحك‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحمد لله الذي صدقنا‬ ‫معك‪ .‬قال‪ :‬فع ّ‬
‫وعده ثم مات‪ .‬قال هشام‪ :‬فصحت يا عباد الله لمثل هذا فليعمل العاملون‬
‫دثتهم بالحديث على‬ ‫واسمعوا ما أخبركم عن أخيكم هذا فأقبل الناس‪ ،‬فح ّ‬
‫وجأهه‪ ،‬وما كان منه فما رأيت باكيا ً كالساعة‪ ،‬ثم كبروا تكبيرة اضطرب لها‬
‫العسكر وشاع الحديث‪ ،‬وبلغ الخبر إلى مسلمة‪ ،‬فجاء وقد وضعناه لنصلي‬
‫ل عليه أيها المير‪ ،‬فقال‪ :‬بل يصلي عليه الذي عرف من أمره‬ ‫عليه‪ ،‬فقلت ص ّ‬
‫دثون به‪ ،‬فلما طلع الصباح تذاكرنا‬ ‫ما عرف في موضعه‪ ،‬وبات الناس يتح ّ‬
‫حديثه‪ ،‬فصاحوا صيحة وحملوا على العدّو‪ ،‬ففتح الله الحصن في ذلك النهار‬
‫ببركته رحمة الله عليه‪.‬‬
‫وحكى اليافعي عن الشيخ عبد الواحد بن زيد‪ .‬قال‪ :‬بينما نحن ذات يوم في‬
‫مجلسنا هذا قد تهيأنا للخروج إلى الغزو‪ ،‬وقد أمرت أصحابي أن تهيؤوا لقراءة‬
‫َ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫وال َهُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫م وَأ ْ‬
‫سهُ ْ‬
‫ف َ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬
‫ن ال ُ‬
‫م َ‬
‫شت ََرى ِ‬‫ن الله ا ْ‬
‫آية‪ ،‬فقرأ رجأل في مجلسنا }إ ّ‬
‫ة{ )سورة التوبة‪ (111 :‬فقام غلم في مقدار خمس عشرة سنة‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬
‫م ال َ‬ ‫بأ ّ‬
‫أو نحو ذلك‪ ،‬وقد مات أبوه وورثه مال ً كثيرًا‪ ،‬فقال‪ :‬يا عبد الواحد بن زيد ـــــ‬
‫إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ـــــ فقلت‪ :‬نعم‬
‫حبيبي‪ ،‬فقال لي‪ :‬أشهدك أني قد بعت نفسي ومالي بأن لي الجنة‪ ،‬فقلت له‬
‫ن حد ّ السيف أشد ّ من ذلك‪ ،‬وأنت صبي‪ ،‬وإني أخاف أن ل تصبر وتعجز عن‬ ‫إ ّ‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬يا عبد الواحد أبايع الله بالجنة ثم أعجز أنا أشهد الله أني قد بايعته‬
‫أو كما قال رضي الله عنه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬

‫) ‪(1/307‬‬

‫قال عبد الواحد‪ :‬فتقاصرت إلينا أنفسنا وقلنا‪ :‬صبي يعقل ونحن ل نعقل‪ ،‬فخرج‬
‫من ماله كله تصدقا به إل فرسه وسلحه ونفقته‪ ،‬فلما كان يوم الخروج كان‬
‫أّول من طلع علينا‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك يا عبد الواحد‪ ،‬فقلت‪ :‬وعليك السلم‬
‫ربح البيع؛ ثم سرنا وهو معنا يصوم النهار ويقوم الليل ويخدمنا ويخدم دوابنا‪،‬‬
‫ويحرسنا إذا نمنا حتى إذا انتهينا إلى بلد الروم؛ فبينما نحن كذلك إذا به قد‬
‫أقبل‪ ،‬وهو ينادي واشوقاه إلى العيناء المرضية؛ فقال أصحابي‪ :‬لعله وسوس‬
‫هذا الغلم واختلط عقله؛ فقلت‪ :‬حبيبي وما هذه العيناء المرضية‪ ،‬فقال‪ :‬إني‬
‫غفوت غفوة فرأيت كأنه أتاني آت‪ .‬فقال لي‪ :‬اذهب إلى العيناء المرضية فهجم‬
‫ن من‬
‫بي على روضة فيها نهر من ماء غير آسن‪ ،‬وإذا على شط النهر جأوار عليه ّ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ي والحلل ما ل أقدر أن أصفه؛ فلما رأينني استبشرن وقلن هذا زوج العيناء‬ ‫الحل ّ‬
‫ن العيناء المرضية؟ِ فقلن‪ :‬نحن خدمها‬ ‫ن أفيك ّ‬‫المرضية‪ ،‬فقلت‪ :‬السلم عليك ّ‬
‫ض أمامك فمضيت أمامي‪ ،‬فإذا بنهر من لبن لم يتغير طعمه في‬ ‫وإماؤها ام ِ‬
‫ن‪ ،‬فلما‬ ‫ن وجأماله ّ‬
‫ن افتتنت بحسنه ّ‬ ‫روضة فيها من كل زينة‪ ،‬فيها جأوار لما رأيته ّ‬
‫رأينني استبشرن بي وقلن‪ :‬والله هذا زوج العيناء المرضية؛ فقلت‪ :‬السلم‬
‫ي الله نحن خدمها‬ ‫ن العيناء المرضية فقلن‪ :‬وعليك السلم يا ول ّ‬ ‫ن أفيك ّ‬
‫عليك ّ‬
‫دمت؛ فإذا أنا بنهر من خمر وعلى شط الوادي جأوار‬ ‫وإماؤها‪ ،‬فتقدم أمامك فتق ّ‬
‫ن العيناء المرضية قلن‪ :‬ل نحن‬ ‫ن أفيك ّ‬
‫أنسينني من خلفت؛ فقلت‪ :‬السلم عليك ّ‬
‫خدمها وإماؤها امض أمامك فمضيت أمامي؛ فإذ بنهر آخر من عسل مصفى‬
‫ن‬‫وجأوار عليهن من النور والجمال ما أنساني ما خلفت؛ فقلت السلم عليك ّ‬
‫ي الله نحن إماؤها وخدمها‪ ،‬فامض أمامك‬ ‫ن العيناء المرضية فقلن‪ :‬يا ول ّ‬ ‫أفيك ّ‬
‫فمضيت إلى خيمة من دّرة بيضاء‪ ،‬وعلى باب الخيمة جأارية عليها من الحلي‬
‫والحلل ما ل أقدر أن أصفه‪ ،‬فلما رأتني استبشرت ونادت في الخيمة أيتها‬
‫العيناء المرضية هذا بعلك قد قدم‪ .‬قال‪ :‬فدنوت من الخيمة‬

‫) ‪(1/308‬‬

‫در والياقوت؛ فلما رأيتها‬


‫ودخلت‪ .‬فإذا هي قاعدة على سرير من ذهب مكال بال ّ‬
‫أفتتنت بها‪ ،‬وهي تقول‪ :‬مرحبا ً بك يا ول ّ‬
‫ي الرحمان قد دنا لك القدوم عليها‪،‬‬
‫فذهبت لعتنقها فقالت‪ :‬مهل ً فإنه لم يؤذن لك أن تعانقني لن فيك روح‬
‫الحياة‪ ،‬وأنت تفطر الليلة عندنا‪ .‬قال‪ :‬فانتبهت يا عبد الواحد ول صبر لي عنها‪.‬‬
‫قال عبد الواحد‪ :‬فما انقطع كلمنا حتى ارتفعت لنا سربة من العدّو‪ ،‬فجعل‬
‫الغلم فعددت تسعة من العدو قتلهم‪ ،‬وكان هو العاشر فمررت به‪ ،‬وهو‬
‫حط في دمه وهو يضحك ملء فيه حتى فارقا الدنيا رضي الله عنه ونفعنا به‬ ‫يتش ّ‬
‫آمين‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪259 :‬‬
‫فصل في النفاقا في سبيل الله‬

‫) ‪(1/309‬‬

‫َ‬ ‫قو َ‬
‫ت‬ ‫حب ّةٍء أن ْب َت َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫ل الله ك َ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫م ِفي َ‬ ‫وال َهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ف ُ َ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬‫قال الله تعالى‪َ } :‬‬
‫م{‬
‫سعٌ ع َِلي ٌ‬ ‫شاُء َوالله َوا ِ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫حب ّةٍء َوالله ُيضا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫َ‬
‫سن ْب ُلةٍء مائ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل ِفي ك ُ ّ‬ ‫سَناب ِ َ‬
‫سب ْعَ َ‬ ‫َ‬
‫)سورة البقرة‪ (261 :‬وأخرج ابن ماجأه عن ثمانية من الصحابة قالوا‪ :‬قال‬
‫َ‬ ‫رسول الله ‪» :‬م َ‬
‫ل د ِْرهَ ِ‬
‫م‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫م ِفي ب َي ْت ِهِ فَل َ ُ‬ ‫ل الله وأَقا َ‬ ‫سِبي َ‬ ‫قةٍء ِفي َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل ب ِن َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ن أْر َ‬ ‫َ ْ‬
‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫ك فَل َُ‬ ‫جأهِ ذال ِ َ‬ ‫فسه في سبيل الله وأ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫في‬ ‫َ ْ َ ِ‬‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫َ ِ‬ ‫م‪ ،‬وَ َ ْ َ ِ َ ِ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫زا‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫مائ َةِ د ِْرهَ ٍء‬ ‫سب ْعُ ِ‬ ‫َ‬
‫شاُء{‬ ‫ن يَ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ضا‬‫ُ َ‬ ‫ي‬ ‫والله‬ ‫َ‬ ‫}‬ ‫الية«ِ‬ ‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ذ‬ ‫ها‬ ‫تل‬ ‫م‬
‫ِ ِْ ِ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ئ‬ ‫بعما‬ ‫دِ ْ ِ َ َ‬
‫س‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ل‬
‫سِبي ِ‬ ‫غاِزيا ِفي َ‬ ‫ً‬ ‫جأهَّز َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫)سورة البقرة‪ (261 :‬وعن زيد بن خالد الجهني‪َ » :‬‬
‫قد ْ غ ََزا«ِ وأبو داود عن أبي‬ ‫خي ْرٍء فَ َ‬‫غاِزيا ً ِفي أ َهْل ِهِ ب ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫قد ْ غ ََزا‪ ،‬وَ َ‬ ‫الله فَ َ‬
‫ه الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫خلف َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫جّهز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاب َ ُ‬‫خي ْرٍء أ َ‬ ‫غاِزيا ِفي أهْل ِهِ ب ِ َ‬ ‫غاِزيا أوْ ي ْ‬ ‫م ي َغُْز أوْ ي ُ ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫م ْ‬‫أمامة‪َ » :‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫جأ ٌ‬
‫ل‬ ‫جأاَء َر ُ‬
‫ة«ِ ومسلم عن أبي مسعود النصاري قال‪َ » :‬‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫ل ي َوْم ِ ال ِ‬‫قارِع َةٍء قَب ْ َ‬ ‫بِ َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سو ُ‬
‫ل الله ‪ :‬لك ب َِها ي َوْ َ‬ ‫قا َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫َ‬
‫ل الله‪ ،‬ف َ‬
‫سِبي ِ‬
‫ل هاذ ِهِ ِفي َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫مةٍء ف َ‬‫خطو َ‬‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ب َِناقةٍء َ‬
‫ة«ِ والترمذي عن عبد الرحمن بن خباب‬ ‫م ٌ‬ ‫ُ‬
‫خطو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سب ُُعمائةِ َناقةٍء كلَها َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬‫ال ِ‬
‫ت النبي ‪ ،‬وهو يحث على جأيش العسرة‪ ،‬فقام عثمان رضي الله‬ ‫قال‪» :‬شهد َ‬
‫ي مائة بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله‪ ،‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫الله‪،‬‬ ‫رسول‬ ‫عنه فقال‪ :‬يا‬
‫ي مائتا‬ ‫حض على الجيش فقام عثمان رضي الله عنه فقال‪ :‬يا رسول الله عل ّ‬
‫بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله‪ .‬ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال‪:‬‬
‫ي ثلثمائة بعير بأحلسها وأقتابها في سبيل الله‪ ،‬فأنا رأيت‬ ‫يا رسول الله عل ّ‬
‫رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول‪ :‬ما على عثمان ما عمل بعد هذه‪ ،‬ما‬
‫على عثمان ما عمل بعد هذه«ِ وأحمد عن عبد الرحمن بن سمرة‬

‫) ‪(1/310‬‬

‫ش‬ ‫جأي ْ َ‬ ‫جأهَّز َ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫مهِ ِ‬ ‫ف ِديَنارٍء ِفي ك ُ ّ‬ ‫ه ِبأل ْ ِ‬ ‫ي الله ع َن ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َر ِ‬ ‫فا ُ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫جأاَء ع ُث ْ َ‬ ‫قال‪َ » :‬‬
‫قل ّب َُها ِفي ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫جرِهِ وَهُوَ ي َ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل الله ي ُ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫جرهِ ‪ ،‬فََرأي ْ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ها في ِ‬ ‫سَرة‪ ،‬فَن َث ََر َ‬ ‫العُ ْ‬
‫مَرارا«ِ وعن قتادة أنه قال‪ :‬حمل عثمان‬ ‫ً‬ ‫ها ِ‬ ‫م‪ ،‬ي َُرد ّد ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضّر ع ُث ْ َ‬
‫ل ب َعْد َ الي َوْ ِ‬ ‫ما ع َ ِ‬ ‫مان َ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ّ‬ ‫نب‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫»‬ ‫حذيفة‪:‬‬ ‫وعن‬ ‫ً‬
‫ا‪.‬‬ ‫فرس‬ ‫وسبعين‬ ‫بعير‬ ‫ألف‬ ‫على‬ ‫العسرة‬ ‫جأيش‬ ‫في‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫صب ّ ْ‬ ‫ف ِديَنارٍء فَ ُ‬ ‫ن ب َِعشَرةِ آل ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ث إل َي ْهِ ع ُث ْ َ‬ ‫ة‪ ،‬فَب َعَ َ‬ ‫سَر ِ‬ ‫ش العُ ْ‬ ‫جأي ْ ِ‬ ‫ن ِفي َ‬ ‫ما َ‬ ‫إلى ع ُث ْ َ‬
‫ك َيا‬ ‫َ‬
‫فَر الله ل َ‬ ‫ل‪ :‬غ َ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن وَي َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬
‫قلب َُها ظأْهرا ل ِب َط ٍء‬ ‫ل‪ :‬ب ِي َد ِهِ وَي َ َ‬
‫َ‬
‫ي يَ ُ‬ ‫ل الّنب ّ‬
‫َ‬
‫ي َد َي ْ ِ‬
‫ما‬‫ما ي َُباِلي الله َ‬ ‫مةِ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ال ِ‬ ‫ن إلى ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما هُوَ كائ ِ ٌ‬ ‫ت‪ ،‬وَ َ‬ ‫َ‬
‫ما أع ْلن ْ َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫سَرْر َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ع ُث ْ َ‬
‫ما‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫جأ ً‬ ‫ت َر ّ‬ ‫معَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ة ِفي ب َي ِْتها إذ ْ َ‬ ‫ش ُ‬‫عائ ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ها«ِ وعن أنس‪» :‬ب َي ْن َ َ‬ ‫ل ب َعْد َ َ‬ ‫م َ‬ ‫عَ ِ‬
‫يءٍء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫نك ّ‬‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫شام ِ ت َ ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف قَد ِ َ‬ ‫ن ع َوْ ٍء‬ ‫ذا؟ِ َقالوا‪ِ :‬‬‫ُ‬ ‫ها َ‬
‫ن بْ ِ‬ ‫حما ِ‬ ‫عيٌر ل ِعَب ْد ِ الّر ْ‬
‫ي الله‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫عائ َ‬‫َ‬ ‫قالت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬ف َ‬ ‫صو ْ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫دين َ ُ‬‫م ِ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬
‫سب َْعمائة ب َِعيرٍء فاْرت َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫حْبوا ً فبلغ‬ ‫َ‬
‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫حما ِ‬ ‫ت ع َب ْد َ الّر ْ‬ ‫ل‪ :‬قَد ْ َرأي ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الله ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ع َن َْها‪َ » :‬‬
‫عبد الرحمن فقال‪ :‬إن استطعت لدخلّنها قائما فجعلها بأحمالها وأقتابها في‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫سيرا ً ِ‬ ‫دى أ ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫سبيل الله عز وجأل‪ .‬وعن ابن عباس رضي الله عنهما‪َ :‬‬
‫سيُر‪.‬‬ ‫ك ال ِ‬ ‫دي العَد ُوّ فََأنا ذال ِ َ‬ ‫َ‬
‫أي ْ ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪275 :‬‬
‫فصل في الفرار من الزحف‬

‫) ‪(1/311‬‬

‫قال الله تعالى‪} :‬ومن يول ّهم يومئ ِذ دبره إل ّ متحرقا ً ل ِقتا َ‬
‫حّيرا ً إلى فِئ َةٍء‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل أوْ ُ‬ ‫ِ َ ٍء‬ ‫ُ َ َ ّ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ِ ْ َ ْ َ ٍء ُ ُ َ ُ‬
‫قد باَء بغضب من الله و َ‬
‫ر{ )سورة النفال‪(16 :‬‬ ‫م وَب ِئ ْ َ َ ِ ِ‬
‫صي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫جأهَن ّ َ‬‫مأَواه ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫فَ َ ْ َ ِ َ َ ٍء ِ َ‬
‫سب ْعَ‬‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ا ْ‬
‫ك ِبالله‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬ ‫ما هُ ّ‬ ‫ل الله وَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ت‪ِ ،‬قي َ‬ ‫كا ِ‬‫مهْل ِ َ‬ ‫ت‪ :‬أي ال ُ‬ ‫قا ِ‬‫موب َ‬‫ال ُ‬
‫َ‬
‫ل الّرَبا وَأك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫حقّ وَأك ْ ُ‬ ‫حُر‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬
‫ل الي َِتيم ِ‬ ‫ما ِ‬‫ل َ‬ ‫م الله إل ِبال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫س الَتي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل الن َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫َوال ّ‬
‫ي‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫نل ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت«ِ وأحمد‪َ » :‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مَنا ِ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫ت الَغاِفل ِ‬ ‫حصَنا ِ‬ ‫م ْ‬
‫ف ال ُ‬ ‫ف وَقَذ ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الَز ْ‬ ‫ّ‬
‫َوالت ّوَلي ي َوْ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ك ب ِهِ َ‬‫شرِ َ‬ ‫ل ل يُ ْ‬ ‫جأ ّ‬
‫مع َ‬ ‫س ِ‬ ‫سبا وَ َ‬ ‫حت َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ة ب َِها ن َ ْ‬‫مال ِهِ طي ّب َ ً‬ ‫دى َزكاة َ َ‬ ‫شْيئا وَأ ّ‬ ‫الله ع َّز وَ َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل‬‫ك ِبالله وَقَت ْ ُ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ة‪ :‬ال ّ‬ ‫فاَر ٌ‬ ‫س ل َهُ ّ‬
‫ن كَ ّ‬ ‫س ل َي ْ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫خ ْ‬
‫ة‪ .‬وَ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ل ال َ‬ ‫ة أ َوْ د َ َ‬
‫خ َ‬ ‫جن ّ ُ‬
‫ه ال َ‬ ‫طاع َ فَل َ ُ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫مال ً‬ ‫قت َط ِعُ ب َِها َ‬ ‫صاب َِرة ٌ ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ف وَي َ ِ‬‫ح ِ‬ ‫ن الّز ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَراُر ِ‬ ‫ن‪َ ،‬وال َ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫حقَ وَب َهْ ُ‬ ‫س ب ِغَي ْرِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫قوقاُ‬ ‫شْرك ِبالله وَع ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مل‪ :‬ال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫معَهُ ّ‬ ‫فِع َ‬‫ة ل ي َن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق«ِ والطبراني‪» :‬ثلث ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِغَي ْرِ َ‬
‫ن‬
‫عو ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الطا ُ‬ ‫م َ‬ ‫فاّر ِ‬ ‫ف«ِ وأخرج أحمد والبزار‪» :‬ال َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الّز ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَراُر ِ‬ ‫ن َوال َ‬
‫كان ل َه أ َ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫د«ِ والشيخان عن عبد‬ ‫ِ ٌ‬‫هي‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ر‬ ‫جأ‬
‫َ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫كال ّ ِ َ ّ ْ ِ َ َ ْ َ َ َ ِ ِ‬
‫ه‬‫في‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫عو ِ‬ ‫طا ُ‬‫م ِبال ّ‬ ‫معْت ُ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ذا َ‬‫الرحمن بن عوف أنه قال‪ :‬سمعت رسول الله يقول‪» :‬إ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ ‪.‬‬ ‫مْنها ِفرارا ً ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫جأوا ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م ِفيَها َفل ت َ ْ‬ ‫ض وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ذا وَقَعَ ب ِأْر ٍء‬ ‫ها ع َل َي ْهِ وَإ ِ َ‬‫خُلو َ‬ ‫ض َفل ت َد ْ ُ‬ ‫ب ِأْر ٍء‬
‫)تنبيه( إن الفرار من الزحف‪ :‬أي من كافر أو كفار لم يزيدوا على الضعف لغير‬
‫تحّرف لقتال أو تحّيز إلى فئة يستنجد بها من الكبائر المهلكة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪277 :‬‬
‫فصل في الغلول‬

‫) ‪(1/312‬‬

‫ل ومن يغل ُ ْ ْ‬ ‫كان ل ِنب َ‬


‫مةِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫قَيا َ‬
‫م ال ِ‬
‫ل ي َوْ َ‬‫ما غ َ ّ‬ ‫ت بِ َ‬
‫ل ي َأ ِ‬ ‫ن يغُ ّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ما َ َ َ ِ َ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن{ )سورة آل عمران‪ (161 :‬وأخرج‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ل ي ُظل ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬‫ما ك َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ت ُوَّفى ك ُ ّ‬
‫ف ٍء‬ ‫ل نَ ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫خَياط َ‬ ‫َ‬
‫خيط َوال ِ‬ ‫م ِ‬
‫دوا ال َ‬ ‫الطبراني عن المستورد قال‪ :‬قال رسول الله ‪ُ» :‬ر ّ‬
‫جاٍءء«ِ وأبو داود‬ ‫س بِ َ‬ ‫َ‬
‫جيَء ب ِهِ وَلي ْ َ‬ ‫ن يَ ِ‬‫مةِ أ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫خَياطا ً ك ُل ّ َ‬
‫ف ي َوْ َ‬ ‫خيطا ً أ َوْ ِ‬ ‫م ِ‬‫ل َ‬‫غَ َ‬
‫َ‬ ‫ل قَد ْ غ َ ّ‬
‫ه«ِ والطبراني‪» :‬ل‬ ‫ضرُِبو ُ‬ ‫ه َوا ْ‬ ‫مَتاع َ ُ‬‫حرُِقوا َ‬ ‫ل فَأ ْ‬ ‫جأ َ‬‫م الّر ُ‬ ‫جأد ْت ُ ُ‬
‫ذا وَ َ‬‫والحاكم‪» :‬إ َ‬
‫ن«ِ ومسلم عن عمر‪ :‬لما كان يوم خيبر قتل نفر من أصحاب رسول‬ ‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ل ُ‬‫ي َغِ ّ‬
‫الله ‪ :‬فقالوا‪ :‬فلن شهيد وفلن شهيد‪ ،‬حتى مروا على رجأل فقالوا‪ :‬فلن‬
‫شهيد‪ ،‬فقال ‪ :‬كل إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة غلها‪.‬‬

‫) ‪(1/313‬‬

‫ثم قال ‪ :‬يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون‬
‫ثلثًا‪ .‬قال‪ :‬فخرجأت فناديت أل أنه ل يدخل الجنة إل المؤمنون ثلثًا‪ .‬وأبو داود‬
‫ذا ل َ َ‬‫ل الل ّهِ ها َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ل ب ِهِ ِ‬ ‫ست َظ ِ ّ‬‫ك تَ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قي َ‬ ‫مةِ فَ ِ‬ ‫ن الغَِني َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِبنط ٍْءع ِ‬ ‫والطبراني‪» :‬أت ِ َ‬
‫حبو َ‬ ‫شمس‪َ ،‬قا َ َ‬
‫ة«ِ وأبو داود‪:‬‬ ‫م ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ن َنارٍء ي َوْ َ‬‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫م ب ِظ ِ َ‬ ‫ل ن َب ِي ّك ُ ْ‬‫ست َظ ِ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ل‪ :‬أت ُ ِ ّ َ‬ ‫ال ّ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ع َد ُوّ‬ ‫م لهُ ْ‬ ‫ق ْ‬‫م يَ ُ‬‫مِتي ل ْ‬ ‫لأ ّ‬ ‫م تغ ّ‬ ‫نل ْ‬ ‫ه«ِ والطبراني‪» :‬إ ْ‬ ‫مث ْل ُ‬ ‫ل فَهُوَ ِ‬ ‫َ‬
‫م ع َلى غا َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬
‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫ب شاة؟ِ قال‪ :‬نعم‬ ‫ْ‬
‫أَبدا«ِ قال أبو ذر لخبيب بن مسلمة‪ :‬هل يثبت لكم العدوّ حل َ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫ن غَزا‬ ‫م ْ‬ ‫ب الكعبة‪ .‬وأحمد والنسائي‪َ » :‬‬ ‫وثلث شياه غزر‪ .‬قال أبو ذّر‪ :‬غللتم ور ّ‬
‫وى«ِ وأبو داود عن أبي هريرة‪ :‬أن‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫قال ً فَل َ ُ‬‫ع َ‬ ‫م ين ْوِ إل ّ ِ‬ ‫ل الله وَل َ ْ‬
‫سِبي ِ‬ ‫ِفي َ‬
‫رجأل ً قال‪ :‬يا رسول الله رجأل يريد الجهاد في سبيل الله‪ ،‬وهو يبتغي غرضا ً من‬
‫أغراض الدنيا فقال النبي ‪ :‬ل أجأر له‪ ،‬فأعظم ذلك الناس‪ ،‬وقالوا للرجأل‪ :‬عد‬
‫لرسول الله لعلك أن ل تفهمه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الله رجأل يريد الجهاد في سبيل‬
‫الله وهو يبتغي غرضا ً من أغرض الدنيا‪ .‬قال‪ :‬ل أجأر له‪ .‬فقالوا للرجأل‪ :‬عد‬
‫لرسول الله فقال له‪ :‬الثالثة فقال‪ :‬ل أجأر له‪.‬‬
‫)تنبيه( إن الغلول هو اختصاص أحد الغزاة سواء المير وغيره بشيء من مال‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الغنيمة قبل القسمة من غير أن يحضره إلى أمير الجيش ليخمسه ويقسمه‬
‫قسمة شرعية‪ .‬وأن ق ّ‬
‫ل المأخوذ فهو حرام بل هو كبيرة كما صرحوا به‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/314‬‬

‫)فائدتان‪ :‬إحداهما( أنه إذا حصل شيء من الغنيمة بيد أحد من الجند‪ ،‬فإن لم‬
‫يخمس ولم يقسم الباقي قسمة شرعية وجأب الخمس في الذي صار إليه‪ ،‬ول‬
‫ل له النتفاع بالباقي حتى يعلم أنه حصل لكل من الغانمين بقدر حصته من‬ ‫يح ّ‬
‫هذا‪ ،‬فإن تعذر صرف ما صار إلى مستحقه دفعه إلى القاضي العدل كسائر‬
‫الموال الضائعة‪ ،‬فإلى عالم موثوقا به وأعلمه الحال ليصرفه إلى مصارفه‬
‫وثانيتهما أنه قال بعضهم كما يحرم الغلول من الغنيمة يحرم الغلول من‬
‫الموال المشتركة بين المسلمين‪ ،‬ومن بيت المال والزكاة‪ ،‬فل فرقا في غا ّ‬
‫ل‬
‫الزكاة بين أن يكون من مستحقيها وغيرهم‪ ،‬لن الظفر ممنوع فيها إذ ل بد ّ فيها‬
‫من النية‪ ،‬بل لو أفرز من المال قدرها ونوى لم يجز الظفر أيضا ً لتوقف ذلك‬
‫على إعطاء المالك‪ ،‬فعند عدم إعطائه يتعذر الملك فكان باقيا ً على مالكه حتى‬
‫يعطيه‪ ،‬فاتضح امتناع الظفر في مال الزكاة مطلقًا‪.‬‬

‫) ‪(1/315‬‬

‫باب الكهانة والعرافة والطيرة والتنجيم والسحر وإتيان أصحابها‬

‫ن ت َط َي َّر‬ ‫م ْ‬‫مّنا َ‬ ‫س ِ‬ ‫أخرج البزار عن عمران بن حصين قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬ل َي ْ َ‬
‫ما‬ ‫ه بِ َ‬ ‫صد ّقَ ُ‬ ‫هنا فَ َ‬ ‫ً‬ ‫ن أ ََتى َ‬
‫كا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ ،‬وَ َ‬ ‫حَر ل َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫حَر أوْ ُ‬ ‫س َ‬‫ه أوْ َ‬
‫أ َو تطير ل َه أ َو تك َهن أ َو تكهن ل َ َ‬
‫ْ ُ َ ُ ْ َ ّ َ ْ ُ ِّ َ ُ‬
‫مد ٍء «ِ وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجأه‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫ل ع ََلى ُ‬ ‫ما أ ُن ْزِ َ‬
‫فَر ب ِ َ‬‫قول فقد ك َ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫والحاكم‪ :‬من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول‪ ،‬كفر بما أنزل على محمد ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والطبراني من أتى كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل على محمد ‪،‬‬
‫ومن أتاه غير مصدقا له لم يقبل له صلة أربعين يومًا‪ .‬وهو‪ :‬من أتى كاهنا ً‬
‫فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة‪ ،‬فإن صدقه بما قال فقد كفر‪.‬‬
‫وهو أيضًا‪ :‬من أتى عرافا ً أو ساحرا ً أو كاهنا ً يؤمن بما يقول‪ :‬فقد كفر بما أنزل‬
‫على محمد ‪ .‬ومسلم‪ :‬من أتى عرافا ً فسأله عن شيء فصدقه لم يقبل الله له‬
‫صلة أربعين يومًا‪ .‬وأبو داود وابن ماجأه‪ :‬من اقتبس علما ً من النجوم اقتبس‬
‫سب ْعَ‬
‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬
‫شعبة من السحر زاد ما زاد‪ .‬والشيخان عن أبي هريرة‪ :‬ا َ‬
‫ل‬‫حُر وَقَت ْ ُ‬ ‫س‬
‫َ ّ ْ‬ ‫وال‬ ‫بالله‬ ‫ك ِ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ّ‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬ ‫ما هُ ّ‬ ‫ل الله وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ت‪َ ،‬قاُلوا‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫موِبقا ِ‬ ‫ال ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫م‪َ ،‬والت ّوَّلي ي َوْ َ‬ ‫ل الي َِتي ِ‬ ‫ما ِ‬‫ل َ‬ ‫ل الّرَبا وَأك ْ ُ‬ ‫م الله إل ِبالحقّ وَأك ْ ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫س اّلتي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫ت‪ .‬والنسائي عنه‪ :‬من عقد عقدة‪،‬‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ت ال ُ‬ ‫ت الَغاِفل ِ‬ ‫حصَنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ال ُ‬ ‫ف‪ ،‬وَقَذ ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫الّز ْ‬
‫ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق بشيء يوكل إليه‪ ،‬أي‬
‫من علق على نفسه الحروز والعوذ يوكل إليه‪ .‬وأحمد عن عثمان بن العاص‬
‫َ‬
‫قو ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه يَ ُ‬‫ظ ِفيَها أهْل َ ُ‬ ‫ة ُيوقِ ُ‬‫ساع ٌ‬ ‫ي الله َ‬ ‫داوُد َ ِنب ّ‬ ‫ن لِ َ‬‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬
‫ل الله ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫قال َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫حرٍء‬
‫عاَء إل ِلسا ِ‬
‫ب الله ِفيَها الد ّ َ‬
‫سَتجي ُ‬
‫ة يَ ْ‬
‫ساع َ َ‬ ‫صّلوا‪ ،‬فَإ ِ ّ‬
‫ن هاذ ِهِ ال ّ‬ ‫موا فَ َ‬
‫داوُد َ ُقو ُ‬ ‫َيا آ َ‬
‫ل َ‬
‫ر‪.‬‬
‫ش ٍء‬
‫عا ِ‬‫أ َوْ َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/316‬‬

‫)تنبيه( الكهانة‪ :‬هي الخبار عن المغيبات في مستقبل الزمان‪ ،‬وادعاء الغيب‪،‬‬


‫ن تخبره بذلك‪ .‬والعرافة‪ :‬هي ادعاء معرفة السارقا ومكان‬ ‫وزعم أن الج ّ‬
‫دعاء المنجم معرفة‬ ‫الضالة‪ .‬والطيرة هي التشاؤم بالشيء‪ .‬والتنجيم هو ا ّ‬
‫الحوادث التية في مستقبل الزمان كمجيء المطر والسيل وهبوب الريح‪،‬‬
‫وتغير السعار ونحو ذلك‪ ،‬وهو يزعم أنه يدرك ذلك بسير الكواكب لقترانها‬
‫وافتراقها‪ ،‬وظأهورها في بعض الزمان‪ ،‬وهذا علم استأثر الله تعالى به ل يعلمه‬
‫دي ذلك إلى الكفر‪.‬‬ ‫دعى علمه بذلك فهو فاسق‪ ،‬بل ربما يؤ ّ‬ ‫أحد غيره‪ ،‬فمن ا ّ‬
‫والسحر تخييل يؤثر في البدان بالمراض والجنون والموت‪ ،‬فكل ما ذكر حرام‬
‫إجأماعًا‪ ،‬بل هو من الكبائر اتفاقا ً يكفر في بعض الحوال‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫القتل بالسحر يوجأب القصاص على من قتل به‪ .‬وقال أبو حنيفة رضي الله‬
‫عنه‪ :‬إن الساحر يقتل مطلقا ً إذا علم أنه ساحر بإقراره أو ببينة تشهد أنه‬
‫ساحر‪ ،‬ويصفونه بصفة يعلم أنه ساحر‪ ،‬ول يقبل قوله أترك السحر وأتوب عنه‪.‬‬
‫م لم يكن الساحر بمنزلة المرتد ّ حتى تقبل توبته؟ِ فقال‪:‬‬ ‫وسئل أبو حنيفة‪ :‬ل َ‬
‫لنه جأمع مع كفره السعي في الرض بالفساد‪ ،‬ومن كان كذلك يقتل مطلقا‪ً.‬‬

‫) ‪(1/317‬‬

‫وروي أن امرأة أتت عائشة رضي الله عنها فقالت‪ :‬أنا ساحرة هل لي من‬
‫توبة؟ِ قالت‪ :‬وما سحرك؟ِ فقالت‪ :‬سرت إلى الموضع الذي فيه هاروت‬
‫وماروت أطلب علم السحر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمة الله ل تختاري عذاب الخرة بأمر‬
‫الدنيا فأبيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬اذهبي فبولي على ذلك الرماد‪ ،‬فذهبت لبول ففكرت‬
‫في نفسي فقلت‪ :‬ل فعلت وجأئت إليهما‪ ،‬فقلت‪ :‬قد فعلت فقال لي‪ :‬ما رأيت‬
‫لما فعلت‪ .‬فقلت‪ :‬ما رأيت شيئًا‪ ،‬فقال لي‪ :‬فاتقي الله ول تفعلي‪ ،‬فأبيت فقال‬
‫لي‪ :‬اذهبي فافعلي‪ ،‬فذهبت وفعلت‪ ،‬فرأيت كأن فارسا ً مقنعا ً بالحديد خرج من‬
‫فرجأي‪ ،‬فصعد السماء‪ ،‬فجئتهما فأخبرتهما‪ .‬فقال‪ :‬ذاك إيمانك خرج منك‪ ،‬وقد‬
‫وريهِ في وهمك إل‬ ‫أحسنت السحر‪ .‬قلت‪ :‬وما هو؟ِ قال‪ :‬ل تريدين بشيء فُتص ّ‬
‫وريهِ نفسي حبا ً من حنطة فإذا أنا بحب‪.‬‬ ‫كان‪ ،‬فتص ّ‬
‫حن‪ ،‬فانطحن من‬ ‫ِ‬ ‫انط‬ ‫فقلت‪:‬‬ ‫ً‬
‫‪.‬‬ ‫سنبل‬ ‫ساعته‬ ‫من‬ ‫فخرج‬ ‫فانزرع‪،‬‬ ‫انزرع‬ ‫فقلت‬
‫وره في نفسي إل حصل‪ .‬فقالت عائشة‬ ‫ساعته وانخبز‪ ،‬وأنا ل أريد شيئا ً أص ّ‬
‫رضي الله عنها‪ :‬ليس لك توبة‪ .‬وروى سفيان عن عامر الذهبي‪ :‬أن ساحرا ً كان‬
‫عند الوليد بن عقبة يمشي على الحبل‪ ،‬ويدخل في است الحمار‪ ،‬ويخرج من‬
‫ل جأندب سيفه وقتله به‪ ،‬وهو جأندب بن كعب الزدي‪ ،‬وهو الذي قال‬ ‫فيه فاست ّ‬
‫النبي في حقه‪ :‬يكون في أمتي رجأل يقال له جأندب يضرب ضربة بالسيف‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫يفرقا بها بين الحق والباطل‪ .‬فكانوا يرونه جأندبا ً هذا قاتل الساحر‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/318‬‬

‫باب الزنى‬

‫سِبيلً{ )سورة‬ ‫ساَء َ‬ ‫ة وَ َ‬ ‫ش ً‬ ‫ح َ‬ ‫ن َفا ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫قَرُبوا الّزنى إن ّ ُ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬ول ت َ ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫خَر َول ي َقْت ُلو َ‬ ‫ً‬
‫معَ الله إلها آ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ل ي َد ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫السراء‪ (32 :‬وقال الله تعالى‪َ} :‬وال ِ‬
‫ً‬
‫ل ذال ِك ي َلقَ آثاما{ )سورة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فعَ ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حقّ َول ي َْزُنو َ‬ ‫م الله إل ِبال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫س ال ِّتي َ‬ ‫ف َ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫الفرقان‪ (68 :‬أي عقوبة‪ .‬قال مجاهد‪ :‬هو اسم واد ٍء في جأهنم وقيل بئر فيها‬
‫ب{ )سورة‬ ‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَهانا ً إل َ‬ ‫خل ُد ُ ِفيهِ ُ‬ ‫مةِ وَي َ ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ب ي َوْ َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه العَ َ‬ ‫عف ل َ ُ‬ ‫ضا َ‬ ‫}ي ُ َ‬
‫جأل ْد َةٍء َول‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ئ‬ ‫ما‬
‫َ ِ ٍء ِ ْ ُ َ ِ َ َ‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫وا‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫دوا‬ ‫ْ ِ ُ‬‫ل‬ ‫جأ‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫ني‬ ‫زا‬ ‫وال‬
‫ّ َِ ُ َ ّ ِ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫زا‬ ‫}ال‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫(‬ ‫‪69‬‬ ‫الفرقان‪:‬‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫ت‬
‫ْ ُْ ْ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫}إ‬ ‫حكمه‬ ‫في‬ ‫أي‬ ‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫النور‪:‬‬ ‫)سورة‬ ‫ن الله{‬ ‫ة ِفي ِدي ِ‬ ‫ما َرأ ْفَ ٌ‬ ‫م ب ِهِ َ‬ ‫خذ ُك ُ ْ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫ن{ )سورة‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬ ‫طائ ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذاب َهُ َ‬ ‫شهَد ْ ع َ َ‬ ‫خرِ وَل ْي َ ْ‬ ‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ت ُؤ ْ ِ‬
‫النور‪ (2 :‬هذا في غير المحصن‪ .‬أما المحصن فيرجأم إلى أن يموت لما ثبت في‬
‫الخبر الصحيح‪ .‬وأخرج الشيخان وأحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود‬
‫ل لله ن ِد ّا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جعَ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫عن ْد َ الله؟ِ َقا َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب أع ْظ َ ُ‬ ‫ل الله ‪ :‬أيّ الذ ّن ْ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سأل ْ ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫خافَ َ‬ ‫ل وَلد َ َ‬ ‫َ‬ ‫ي؟ِ َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن ذال ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ق َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ن‬
‫ةأ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ك َ‬ ‫قت ُ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ت‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫م قُل ُ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ك ت َعَ ِ‬ ‫ت‪ :‬إ ّ‬ ‫ك‪ ،‬قُل ُ‬ ‫وَهُوَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جأارِك‪ .‬وأبو داود والترمذي‪» :‬ل‬ ‫َ‬ ‫ة َ‬ ‫حِليل َ‬ ‫ن ت َُزاِني َ‬ ‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫ي؟ِ َقا َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ت‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫معَك قُل ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ي َط ْعَ َ‬
‫ن‪،‬‬‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫سرِقاُ وَهُوَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫سارِقاُ ِ‬ ‫سرِقاَ ال ّ‬ ‫ن‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫خلعََ‬ ‫َ‬
‫ل ذال ِك َ‬ ‫ذا فَعَ َ‬ ‫ن«ِ زاد النسائي‪َ» :‬فإ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شَرب َُها وَهُوَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫َول ي َ ْ‬
‫ه«ِ وأبو داود والبيهقي والترمذي‪:‬‬ ‫َ‬
‫ب الله ع َلي ْ ِ‬ ‫ب َتا َ‬ ‫ن َتا َ‬ ‫َ‬
‫قهِ فإ ِ ْ‬ ‫ن ع ُن ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة الي َ‬ ‫ق َ‬ ‫رِب ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن ع َلي ْهِ كالظلةِ فإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫»إ َ‬
‫جأعَ إلي ْهِ‬ ‫ذا أقلعَ َر َ‬ ‫ن وَكا َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه الي َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫جأل َ‬ ‫ذا َزَنى الّر ُ‬
‫ن«ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫الي َ‬

‫) ‪(1/319‬‬

‫ص‬
‫مي َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫سا ُ‬ ‫خل َعُ الن ْ َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه الي َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مَر ن ُزِع َ ِ‬ ‫خ ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َزَنى أوْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والحاكم‪َ » :‬‬
‫ن ل اله إل‬ ‫َ‬ ‫سل ِم ٍء ي َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫شهَد ُ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫رىٍءء ُ‬ ‫م ِ‬‫ما ْ‬ ‫ل دَ ُ‬ ‫ه«ِ وأبو داود والنسائي‪» :‬ل ي َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َرأ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫جأ ُ‬
‫ه ي ُْر َ‬ ‫ن فإ ِن ّ ُ‬ ‫صا ٍء‬ ‫ح َ‬ ‫ث‪ :‬زًِنى ب َعْد َ إ ْ‬ ‫دى َثل ٍء‬ ‫ح َ‬‫ل الله إل ِفي إ ْ‬ ‫سو ُ‬‫مدا َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫الله‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫م ْ‬ ‫ض‪ ،‬وَ َ‬ ‫الْر ِ‬ ‫ن‬
‫م َ‬
‫فى ِ‬ ‫ب أوْ ي ُن ْ َ‬ ‫صا ُ‬ ‫قت َل أوُ ي ُ َ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫ه‪ ،‬فإ ِن ّ ُ‬ ‫سول ِ ِ‬‫حاِربا ِبالله وََر ُ‬ ‫م َ‬ ‫خَرج ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عن ْد َ‬‫م ِ‬ ‫ك أع ْظ ُ‬ ‫ب ب َعْد َ الشْر ِ‬ ‫ن ذن ْ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫قت َل ب َِها«ِ وابن أبي الدنيا‪َ » :‬‬ ‫فسا في ُ ْ‬ ‫قت ُل ن َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه«ِ‪.‬‬ ‫ل ل َُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ِ َ ِ ٍء َ ِ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫جأ‬ ‫ر‬ ‫ها‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫ٍء َ َ َ َ َ ُ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ِ ْ ُ‬ ‫م‬ ‫الله‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/320‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ل فَعَب َد َ الله ِفي‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ن ب َِني إ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫عاب ِد ٌ ِ‬ ‫وابن حبان في صحيحه أنه قال‪» :‬ت َعَب ّد َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫معَت ِ ِ‬ ‫صو ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ف الّراه ِ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ت فأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ضّر ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ض َفا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت الْر‬ ‫مط ََر ِ‬ ‫عامًا‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫معَت ِهِ ِ‬ ‫صوْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫فا ِ‬ ‫ف أوْ َرِغي َ‬ ‫ه َرِغي ٌ‬ ‫معَ ُ‬ ‫خْيرا‪ ،‬فن ََزل وَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ت الله ت ََعالى فاْزد َد ْ َ‬ ‫ت فذ َكْر َ‬ ‫قال‪ :‬لوْ ن ََزل َ‬
‫َ‬
‫شيها‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫حّتى غ َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫مَها وَت ُك َل ّ ُ‬ ‫ل ي ُك َل ّ ُ‬ ‫م ي ََز ْ‬ ‫ة‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫مَرأ ٌ‬ ‫ها ْ‬ ‫قي َت ْ ُ‬ ‫ض لَ ِ‬ ‫ما هُوَ ِفي الْر ِ‬ ‫فَب َي ْن َ َ‬
‫سن َةٍء ب ِت ِل ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ة‪،‬‬‫حت الّزني َ ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫ك الّزن َْية‪ ،‬فََر َ‬ ‫ن َ‬ ‫سّتي َ‬ ‫عَباد َة ُ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَوُزِن َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ع َل َي ْهِ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫أغ ْ ِ‬
‫خ الّزاِني‪،‬‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سب ْعَ ل َي َل ْعَ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سب ْعَ َوالرضي ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫موا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ه«ِ والبزار‪» :‬إ ّ‬ ‫سَنات ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ل الّنارِ ل َي ُؤ ِْذي أهْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫قي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ِريحَها«ِ والخرائطي وغيره‪» :‬ال ُ‬ ‫ل الّنارِ ن َت ْ ُ‬ ‫ج أهْ ِ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫وَإ ِ ّ‬
‫سك َ َ‬ ‫شرِك َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ة وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫معَ ال ُ‬ ‫جأا َ‬
‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن«ِ أعاذنا الله منه‪ .‬وأبو داود‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع َلى الّزَنى ك ََعاب ِد ِ وَث َ ٍء‬
‫ض‬ ‫ن فَأت ََياِني فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مث ْلَها«ِ والبخاري‪َ» :‬رأي ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫معََها فَإ ِن ّ ُ‬
‫جأاِني إلى َ الْر ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫جألي ْ ِ‬ ‫ة َر ُ‬ ‫ت اللي ْل َ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫عل‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ر‬
‫َِ‬ ‫نو‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ٍء‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ث‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ي‬
‫ِ َ‬ ‫ب‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫فا‬ ‫َ‬ ‫ل‪:‬‬‫َ‬ ‫َ‬
‫قا‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‪،‬‬‫ِ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫حّتى َ‬ ‫ه َناٌر‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫فل ُُ‬ ‫ضيق‪ ،‬وأ َ‬
‫ن‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫كا ُ‬ ‫فُعوا َ‬ ‫ت اْرت َ َ‬ ‫فعَ ِ‬ ‫ذا اْرت َ َ‬ ‫حت َُ‬ ‫سعٌ ت َت َوَقّد ُ ت َ ْ‬ ‫ه َوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ ٌ َ ْ‬ ‫ّ‬
‫ة«ِ الحديث وفي آخره‪:‬‬ ‫ساٌء ع َُرا ٌ‬ ‫ل وِن ِ َ‬ ‫جأا ٌ‬ ‫جأُعوا ِفيَها وَِفيها رِ َ‬ ‫دت َر َ‬ ‫م َ‬ ‫خ َ‬ ‫جأوا‪ ،‬فَِإذا َ‬ ‫خر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫م الّزَناة ُ‬ ‫ل ب َِناِء الت ّّنورِ فَإ ِن ّهُ ُ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫م ِفي ِ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ساُء العَُراة ُ ال ِ‬ ‫ل َوالن ّ َ‬ ‫جأا ُ‬ ‫ما الّر َ‬ ‫»فَأ ّ‬
‫ي كرم الله وجأهه قال‪ :‬إن الناس‬ ‫َوالّزَواِني«ِ وابن أبي الدنيا والخرائطي عن عل ّ‬
‫ل بّر وفاجأر حتى إذا بلغت‬ ‫ذى منها ك ّ‬ ‫يرسل عليهم يوم القيامة ريح منتنة حتى يتأ ّ‬
‫ل مبلغ ناداهم مناد ٍء يبلغهم الصوت فيقول لهم‪ :‬هل تدرون هذه الريح‬ ‫منهم ك ّ‬
‫التي‬

‫) ‪(1/321‬‬

‫آذتكم؟ِ فيقولون‪ :‬ل ندري والله إل أنها قد بلغت مّنا كل مبلغ‪ ،‬فيقال‪ :‬إنها ريح‬
‫فروج الزناة الذين لقوا الله بزناهم‪ ،‬ولم يتوبوا منه‪ ،‬ثم ينصرف عنهم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬
‫سِلما ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫ضل ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫قول‪ :‬أي ّك ْ‬ ‫ض وَي َ ُ‬ ‫جأُنود َ َه ُ ِفي الْر ِ‬ ‫ث ُ‬ ‫س ي َب ُ ّ‬ ‫بلي َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وروي عن النبي ‪» :‬إ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫حد ُهُ ْ‬ ‫جيُء أ َ‬ ‫ة في َ ِ‬ ‫َ‬ ‫من ْزِل ً‬ ‫م إلي ْهِ َ‬ ‫ة أقَرب ُهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م فِت ْن َ ً‬ ‫مهُ ْ‬ ‫سهِ فأع ْظ ُ‬ ‫َ‬ ‫ج ع ََلى َرأ ِ‬ ‫ه الّتا َ‬ ‫س ُ‬‫أْلب ُ‬
‫فلن حتى ط َل ّق ا َ‬ ‫م أ ََز ْ‬
‫ج‬
‫ف ي َت ََزوّ ُ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫ت َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫مَرأت َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫ل بِ ُ‬ ‫ل‪ :‬ل َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حّتى أل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬
‫داوَ َ‬ ‫خيهِ العَ َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ه وَب َي ْ َ‬ ‫ت ب َي ْن َ ُ‬ ‫قي ْ ُ‬ ‫فلن َ‬ ‫ل بِ ُ‬ ‫م أَز ْ‬ ‫ل لَ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫خُر فَي َ ُ‬ ‫جيُء ال َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ها‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫غ َي َْر َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫فل ٍء‬ ‫ل بِ ُ‬ ‫م أَز ْ‬ ‫ل‪ :‬ل َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫خُر فَي َ ُ‬ ‫جيُء ال َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ه‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫صال ِ ُ‬ ‫ف يُ َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫ت َ‬ ‫صن َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ْ‬
‫ه«ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ج ع ََلى َرأ ِ‬ ‫ضعُ الّتا َ‬ ‫ه‪ ،‬وَي َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ت فَي ُد ِْنيهِ ِ‬ ‫ما فَعَل ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫س ن ِعْ َ‬ ‫ل‪ :‬إب ِْلي ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫حّتى َزَنى‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫هَ‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫دي‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫م‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫جأ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أيض‬ ‫وعنه‬ ‫وجأنوده‪،‬‬ ‫الشيطان‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ش‬ ‫من‬ ‫بالله‬ ‫نعوذ‬
‫شوْك َةٍء ِفي‬ ‫ن َ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫َ َ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫َ ٍء‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ح ٌ َ‬
‫و‬ ‫ت‬ ‫يا‬
‫ّ‬ ‫ن ِفيهِ َ‬ ‫حْز ِ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫جأ ّ‬ ‫ُ‬
‫جأعَِها‬ ‫مَراَرة َ وَ َ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫مهِ ي َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫جأ ْ‬ ‫مها ِفي ِ‬ ‫س ّ‬ ‫فرِغ ُ ُ‬ ‫ب الّزاِني‪ ،‬وَت ُ ْ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ة َ‬ ‫شوْكةٍء زاوِي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ّ‬ ‫ُ‬
‫ن ِفي‬ ‫د«ِ وورد‪» :‬إ ّ‬ ‫دي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ح وال ّ‬ ‫قي ْ ُ‬ ‫جأهِ ال َ‬ ‫ن فَْر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سي ُ‬ ‫ه وَي َ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫م ي َت َهَّرى ل ْ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫سن َ ٍء‬‫ف َ‬ ‫أل ْ َ‬
‫ن الزناة يعلقون بفروجأهم في النار‪ ،‬ويضربون عليها بسياط من‬ ‫مك ُْتوبًا‪ :‬إ ّ‬ ‫الّزُبورِ َ‬
‫حديد‪ ،‬فإذا استغاث أحدهم من الضرب نادته الزبانية أين كان هذا الصوت وأنت‬
‫ن من‬ ‫تضحك وتفرح وتمرح ول تراقب الله ول تستحي منه؟ِ«ِ وورد أيضًا‪» :‬إ ّ‬
‫زنى بامرأة مزّوجأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه المة‪ ،‬فإذا كان‬
‫يوم القيامة يحكم الله تعالى زوجأها‬

‫) ‪(1/322‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫ن‬
‫في حسناته هذا إذا كان بغير علمه‪ ،‬فإن علم وسكت حّرم الله عليه الجنة‪ ،‬ل ّ‬
‫الله تعالى كتب على بابها إنك حرام على الديوث‪ ،‬وهو الذي يعلم الفاحشة في‬
‫أهله ويسكت ول يغار«ِ وورد أيضًا‪ :‬من وضع يده على امرأة ل تحل له بشهوة‪،‬‬
‫جأاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه‪ ،‬فإن قبلها قرضت شفتاه في النار‪ ،‬فإن‬
‫زنى بها نطقت فخذاه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت‪ :‬أنا للحرام ركبت‪،‬‬
‫فينظر الله إليه بعين الغضب فيقع لحم وجأهه فيكابر ويقول‪ :‬ما فعلت فيشهد‬
‫ل لي نطقت وتقول يداه‪ :‬أنا للحرام تناولت‬‫عليه لسانه ويقول‪ :‬أنا بما ل يح ّ‬
‫وتقول عينه‪ :‬أنا للحرام نظرت وتقول رجأله‪ :‬أنا لما ل يحل لي مشيت‪ ،‬ويقول‬
‫فرجأه‪ :‬أنا فعلت‪ ،‬ويقول الحافظ من الملئكة‪ :‬وأنا سمعت‪ .‬ويقول الملك‬
‫الخر‪ :‬وأنا كتبت‪ .‬ويقول الله تعالى‪ :‬وأنا اطلعت وسترت‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا ملئكتي‬
‫ل حياؤه مني‪.‬‬‫خذوه ومن عذابي فأذيقوه قد اشتد ّ غضبي على من ق ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬
‫)تنبيه( الزنى أكبر الكبائر بعد القتل إجأماعًا‪ ،‬ومن ثم قرنه تعالى بالشرك‬
‫والقتل في الية السابقة‪ .‬وقيل هو أكبر من القتل فهو الذي يلي الشرك‪،‬‬
‫وأفحش أنواعه الزنى بحليلة الجار‪ ،‬ويكفر مستحله‪ ،‬ومن تمنى أن ل يحرم‪.‬‬

‫) ‪(1/323‬‬

‫واعلم أن حد ّ الزاني المحصن الرجأم فقط إلى أن يموت‪ ،‬والمحصن هنا‬


‫الواطىء أو الموطوءة في القبل في نكاح صحيح ولو مرة في عمره‪ ،‬ويجوز‬
‫للمضطر قتله وأكله‪ ،‬كتارك الصلة بل عذر ول قصاص على من قتلهما وحد ّ‬
‫غيره جألد مائة‪ ،‬وتغريب عام ولء إن كان حرًا‪ ،‬ومن زنى بكرا ً ثم محصنا ً يجلد‬
‫ثم يرجأم‪ ،‬وحد ّ من فيه رقاّ وتغريبه نصف الحّر‪ ،‬وروى عن عمرو بن ميمون‬
‫قال‪ :‬كنت في حرث فرأيت قرودا ً كثيرة قد اجأتمعن فرأيت قردة وقردا ً‬
‫اضطجعا‪ ،‬ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد واعتنقها وناما‪ ،‬فجاء قرد آخر‬
‫فغمزها فنظرت إليه‪ ،‬واستلت يدها من تحت رأس القرد‪ ،‬ثم انطلقت معه غير‬
‫بعيد فنكحها وأنا أنظر‪ ،‬ثم رجأعت إلى موضعها‪ ،‬فذهبت تدخل يدها تحت عنق‬
‫م دبرها‪ .‬قال‪ :‬فاجأتمعت القردة‪ ،‬فجعل يشير إليها فتفرقت‬ ‫القرد فانتبه فش ّ‬
‫القردة‪ ،‬فلم ألبث أن جأيء بذلك القرد بعينه أعرفه‪ ،‬فانطلقوا بها وبه إلى‬
‫موضع كثير الرمل‪ ،‬فحفروا لها حفرة فجعلوهما فيها ثم رجأموهما حتى ماتا‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/324‬‬

‫وعن ابن عباس أنه قال‪ :‬كان في بني إسرائيل راهب متفّرد في صومعته دهرا ً‬
‫طويلً‪ ،‬وكان ملك يأتيه كل يوم غدوا ً وعشيا ً ويقول له‪ :‬ألك حاجأة وأنبت الله له‬
‫في الحجر فوقا صومعته كرما ً يحمل له في كل يوم قطفا ً من العنب‪ ،‬وكان إذا‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫عطش مد ّ يده‪ ،‬فيسكب فيها الماء من الهواء‪ ،‬فبينما هو كذلك إذا هو بامرأة‬
‫ذات حسن وجأمال مع العشاء‪ ،‬فنادته يا راهب أسألك بحقّ المعبود إل ما بيتني‬
‫عندك الليلة‪ ،‬فإن مكاني بعيد فقال‪ :‬اصعدي‪ ،‬فلما صارت عنده رمت ثوبها‪،‬‬
‫وقامت عريانة تجلو نفسها فغطى وجأهه‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬ويلك استتري فقالت‪:‬‬
‫والله ل بد ّ لي منك أن تتمتع الليلة بي‪ .‬فقال لنفسه‪ :‬ما تقولين؟ِ فقالت‪ :‬ات ّ‬
‫ق‬
‫الله‪ ،‬فقال لها‪ :‬ويحك تريدين أن تذهبي بعبادتي وتذيقيني سرابيل القطران‬
‫ك من نار ل تطفأ وعذاب ل يفنى‪ ،‬وأخاف أن‬ ‫ومفظعات النيران‪ ،‬وأخاف علي ِ‬
‫يغضب ربنا فل يرضى فراودته نفسه فقال لها‪ :‬أعرض عليك نارا ً صغيرة‪ ،‬فإذا‬
‫صبرت عليها متعتك الليلة‪ ،‬فقام ومل السراج زيتا ً وغلظ فتيلته والمرأة تسمع‬
‫وتبصر‪ ،‬ثم أخذ أصبعيه فأدخلهما في السراج‪ ،‬فصاح بها ملك من السماء‬
‫أحرقي إبهامه فاكلت إبهامه‪ ،‬ثم رجأعت إلى السبابة فأكلتها‪ ،‬ثم كذلك حتى‬
‫أكلت يده‪ ،‬فصاحت المرأة صيحة فماتت‪ ،‬فسترها بثوبها وقام إلى الصلة فلما‬
‫أصبح وقف إبليس عند صومعته وصرخ به في المدينة‪ :‬إن الراهب قد زنى‬
‫بفلنة‪ ،‬وقتلها‪ ،‬فركب ملك المدينة في مملكته وصاح به‪ ،‬فأجأابه فقال‪ :‬أين‬
‫فلنة؟ِ فقال‪ :‬عندي‪ ،‬فقال‪ :‬قل لها هل تنزل؟ِ قال‪ :‬إنها ماتت‪ .‬قال‪ :‬فما رضيت‬
‫بالزنى حتى قتلتها فخربوا الدير وهدموا الصومعة‪ ،‬وجأعلوا في رقبته حبل ً‬
‫وحملت المرأة‪ ،‬وجأيء بالرجأل موقف العذاب‪ ،‬وكان القوم يبشرون الزاني‬
‫والزانية بالمناشير‪ ،‬ويده ملفوفة في كمه ل يعلمهم ول يحدثهم بقصته‪ ،‬فوضع‬
‫المنشار على رأسه‪ ،‬وقال لصحاب العذاب جأروا فجروا‪ ،‬وبلغ إلى عنقه فتأّوه‬
‫فأوحى الله إلى جأبريل‪ :‬أن قل له ل تنطق بها أنا أنظر إليك فقد أبكيت حملة‬

‫) ‪(1/325‬‬

‫ن السماوات‬ ‫العرش وسكان سمواتي‪ ،‬وعزتي وجأللي لئن تأوهت ثانية لهدم ّ‬
‫ن بمن في الرض‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فرد الروح في المرأة فقامت‬ ‫ولخسف ّ‬
‫وقالت‪ :‬والله هو مظلوم‪ ،‬وما زنى بي وما قتلني وأنا بخاتم ربي‪ ،‬ثم قصت‬
‫عليهم القصة فأخرجأوا يده فإذا هي محرقة فقالوا‪ :‬لو علمنا ما نشرناك وخّر‬
‫ميتًا‪ ،‬وخّرت المرأة ميتة فحفروا لهما قبرا ً فوجأدوا فيه مسكا ً وكافورًا‪ ،‬ثم‬
‫غسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما ودفنوهما‪ ،‬فنادى مناد ٍء من السماء‪ :‬إن الله‬
‫تعالى قد نصب الميزان تحت العرش وأشهد ملئكته أني زوجأته خمسين ألف‬
‫عروس من الفردوس‪ ،‬وهكذا أفعل بأهل المراقبة نفعنا الله به‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/326‬‬

‫وحكي عن الحسن قال‪ :‬كانت امرأة بغي في زمن بني إسرائيل لها ثلث‬
‫الحسن ل تمكن من نفسها إل بمائة دينار ‪ ،‬وأنه أبصرها عابد فأعجبته‪ ،‬فذهب‬
‫وعمل بيده‪ ،‬وعالج فجمع مائة دينار‪ ،‬ثم جأاء إليها وقال‪ :‬إنك أعجبتيني‬
‫فانطلقت فعملت بيدي‪ ،‬وعالجت حتى جأمعت مائة دينار‪ .‬فقالت‪ :‬ادخل فدخل‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫م‪ ،‬فلما جألس‬ ‫وكان لها سرير من ذهب‪ ،‬فجلست على سريرها ثم قالت له‪ :‬هل ّ‬
‫منها مجلس الرجأل من المرأة ذكر مقامه بين يدي الله الرقيب لعمال العباد‬
‫فأخذته رعدة فقال لها‪ :‬اتركيني أخرج ولك المائة دينار‪ ،‬قالت‪ :‬ما بدا لك وقد‬
‫ي فعلت الذي فعلت قال‪ :‬فزعا ً من الله‬ ‫زعمت أني أعجبتك‪ ،‬فلما قدرت عل ّ‬
‫ي فقالت‪ :‬إن كنت‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫الناس‬ ‫أبغض‬ ‫فأنت‬ ‫ي‬
‫ومن مقامي بين يديه‪ ،‬وقد غضب عل ّ‬
‫صادقا ً فمالي زوج غيرك‪ ،‬فقال‪ :‬دعيني أخرج‪ ،‬فقالت‪ :‬له‪ :‬ل إل أن تجعل لي‬
‫أنك تتزوج بي‪ ،‬قال‪ :‬افعل فتقنع بثوبه‪ ،‬ثم خرج إلى بلده‪ ،‬فارتحلت نادمة على‬
‫ما كان منها حتى قدمت بلده‪ ،‬فسألت عن اسمه ومنزله فدلت عليه وكانت‬
‫تعرف بالملكة‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن الملكة قد جأاءت‪ ،‬فلما رآها شهق شهقة فمات‬
‫رحمه الله‪ .‬قال‪ :‬فسقطت في يدها‪ .‬وقالت‪ :‬أما هذا فقد فاتني هل له من‬
‫قريب؟ِ قالوا‪ :‬له أخ رجأل فقير‪ ،‬قالت‪ :‬فأنا أتزوج به حبا ً لخيه‪ ،‬فتزوجأته فيسر‬
‫الله تعالى منه سبعة أنبياء ‪.‬‬

‫) ‪(1/327‬‬

‫ب في بني إسرائيل لم يَر في زمانه أحسن منه‪،‬‬ ‫وحكى اليافعي‪ :‬أنه كان شا ّ‬
‫وكان يبيع القفاف‪ ،‬فبينما هو ذات يوم يطوف بقفافه إذ خرجأت امرأة من دار‬
‫ملك من ملوك بني إسرائيل‪ ،‬فلما رأته رجأعت مبادرة‪ ،‬فقالت لبنة الملك إني‬
‫رأيت شابا ً بالباب يبيع القفاف لم أر شابا ً أحسن منه فقالت لها‪ :‬أدخليه‬
‫فخرجأت إليه وقالت‪ :‬يا فتى ادخل معي نشتر منك‪ ،‬فدخل فأغلقت الباب دونه‪،‬‬
‫ثم دخل بابا ً آخر‪ ،‬فكذلك حتى أغلقت عليه ثلثة أبواب‪ ،‬ثم استقبلته بنت الملك‬
‫كاشفة عن وجأهها ونحرها فقال اشتروا حاجأتكم‪ .‬فقالت‪ :‬إنا لم ندعك لهذا إنما‬
‫دعوناك لكذا يعني تراوده عن نفسه‪ .‬فقال لها‪ :‬اتقي الله‪ .‬قالت‪ :‬إن لم‬
‫ي تكابرني عن نفسي‪،‬‬ ‫تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت عل ّ‬
‫فوعظها فأبت فقال‪ :‬ضعوا لي وضوءا ً فقالت‪ :‬يا جأارية ضعي له وضوءا فوقا‬
‫ً‬
‫الجوشق مكانا ً ل يستطيع أن يفّر منه‪ ،‬قال‪ :‬وكان من فوقا الجوشق إلى‬
‫الرض أربعون ذراعًا‪ ،‬فلما صار في أعلى الجوشق قال‪ :‬اللهم إني دعيت إلى‬
‫معصيتك‪ ،‬وإني أختار أن أرمي بنفسي من الجوشق ول أرتكب المعصية‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬بسم الله وألقى نفسه من أعلى الجوشق‪ ،‬فأهبط الله إليه ملكا ً من‬
‫الملئكة‪ ،‬فأخذ بضبعيه فوقع قائما ً على رجأليه‪ ،‬فلما صار في الرض قال‪ :‬اللهم‬
‫إن شئت رزقتني رزقا ً تغنيني به عن بيع هذه القفاف‪ ،‬فأرسل الله إليه جأرادا ً‬
‫من ذهب‪ ،‬فأخذ منه حتى مل ثوبه‪ ،‬فلما صار في ثوبه قال‪ :‬اللهم إن كان هذا‬
‫رزقا ً رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه قال‪ :‬فنودي إن هذا الذي أعطيتك جأزء‬
‫من خمسة وعشرين جأزءا ً من أجأر صبرك على إلقائك نفسك من هذا‬
‫الجوشق‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ل حاجأة لي فيما ينقص مما لي عندك في الخرة فرفع‬
‫ذلك منه‪ ،‬وقيل للشيطان‪ :‬هل أغويته؟ِ يعني بارتكاب الفاحشة فقال‪ :‬كيف أقدر‬
‫أغوي من بذل نفسه لله؟ِ رضي الله عنه ونفعنا به‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬

‫) ‪(1/328‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫وحكي أيضا ً عن بعض الصالحين قال‪ :‬بينما أنا أطوف بالكعبة‪ ،‬إذا بجارية على‬
‫عنقها طفل صغير وهي تنادي يا كريم يا كريم عهدك القديم قال‪ :‬فقلت لها‪ :‬ما‬
‫هذا العهد الذي بينك وبينه؟ِ قالت‪ :‬ركبت في سفينة ومعنا قوم من التجار‪،‬‬
‫ج منهم أحد غيري‪،‬‬ ‫فعصفت بنا ريح فغرقت السفينة وجأميع من فيها‪ ،‬ولم ين ُ‬
‫وهذا الطفل في حجري وأنا على لوح ورجأل أسود على لوح آخر‪ ،‬فلما أضاء‬
‫ي وجأعل يدافع الماء بيده حتى لصق بي‪ ،‬واستوى معنا‬ ‫الصبح نظر السود إل ّ‬
‫على اللوح وجأعل يراودني عن نفسي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا عبد الله أما تخاف الله ونحن‬
‫في بلية ل نرجأو الخلص منها بطاعته فكيف بمعصيته‪ ،‬فقال‪ :‬دعي عني هذا‬
‫فوالله ل بد ّ لي من هذا المر‪ ،‬قالت‪ :‬وكان هذا الطفل نائما ً في حجري‬
‫وم هذا الطفل‪ ،‬ويكون من‬ ‫فقرصته فاستيقظ وبكى فقلت‪ :‬يا عبد الله دعني أن ّ‬
‫در الله‪ ،‬فمد ّ السود يده إلى الطفل ورمى به في البحر‪ ،‬فرمقت إلى‬ ‫أمرنا ما ق ّ‬
‫السماء بطرفي وقلت‪ :‬يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا السود‬
‫وتك‪ ،‬إنك على كل شيء قدير‪ ،‬فوالله ما استوعبت الكلمات حتى‬ ‫بحولك وق ّ‬
‫ظأهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها‪ ،‬والتقمت السود وغاصت به في‬
‫البحر‪ ،‬وعصمني الله منه بحوله وقدرته‪ ،‬وهو القادر على ما يشاء سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬قالت‪ :‬وما زالت المواج تدافعني حتى رمتني إلى جأزيرة من جأزائر‬
‫البحر‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬آكل من بقلها وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره‪،‬‬
‫فل فرج لي إل منه فمكثت أربعة أيام‪ ،‬فلما كان في اليوم الخامس لحت لي‬
‫ي‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وأشرت إليهم بثوب كان عل ّ‬ ‫سفينة في البحر على بعد‪ ،‬فعلوت على ت ّ‬
‫ي منهم ثلثة أنفس في زورقا‪ ،‬فركبت معهم فلما دخلت السفينة‬ ‫فخرج إل ّ‬
‫الكبرى‪ ،‬إذا بالطفل الذي رمى به السود في البحر عند رجأل منهم‪ ،‬فلم أتمالك‬
‫أن تراميت عليه‪ ،‬وقبلت بين عينيه وقلت‪ :‬والله ولدي وقطعة من كبدي‪ .‬فقال‬
‫لي أهل السفينة أمجنونة أنت أم خبل عقلك؟ِ فقلت‪ :‬والله ما أنا بمجنونة ول‬
‫خبل عقلي‪ ،‬ولكن خبري كيت‬

‫) ‪(1/329‬‬

‫وكيت‪ ،‬وذكرت لهم القصة إلى آخرها‪ ،‬فلما سمعوا ذلك مني أطرقوا رؤوسهم‬
‫وقالوا‪ :‬يا جأارية قد أخبرتينا بأمر تعجبنا منه‪ ،‬ونحن أيضا ً نخبرك بأمر تعجبين‬
‫منه‪ :‬بينما نحن نجري بريح طيبة إذ بدابة قد اعترضتنا‪ ،‬ووقفت أمامنا وهذا‬
‫الطفل على ظأهرها‪ ،‬وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من على ظأهرها‬
‫وإل هلكتم‪ ،‬فصعد واحد على ظأهرها وأخذ الطفل‪ ،‬فلما دخل به في السفينة‬
‫غاصت الدابة في البحر‪ ،‬وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا‪ ،‬وقد عاهدنا الله‬
‫تعالى أن ل يرانا على معصية بعد هذا اليوم قال‪ :‬فتابوا عن آخرهم‪ .‬قلت‪:‬‬
‫سبحان اللطيف جأميل العوائد‪ ،‬سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد‪ ،‬حمانا من‬
‫الزنى الرب الودود وجأعلنا من خير العباد‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬
‫خاتمةفي زنى العين واليد وفي الخلوة بالجأنبية‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/330‬‬

‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫أخرج الشيخان عن أبي هريرة عن النبي قال‪» :‬ك ُت ِ َ َ‬


‫ب ُع َلى اب ْ ِ‬
‫ماع ُ‬ ‫ست ِ َ‬ ‫ما ال ْ‬ ‫ن زَِناهُ َ‬ ‫ما الن ّظ َُر َوالذ َُنا ِ‬ ‫ن زَِناهُ َ‬ ‫ة‪َ ،‬فالعَي َْنا ِ‬ ‫حال َ َ‬ ‫م َ‬ ‫كل َ‬ ‫ك ذال ِ َ‬ ‫الّزَنى ي ُد ْرِ ُ‬
‫وى‬ ‫ب ي َهْ َ‬ ‫قل ْ ُ‬ ‫طا‪َ ،‬وال َ‬ ‫خ َ‬ ‫ها ال ُ‬ ‫ل زَِنا َ‬ ‫جأ ُ‬ ‫ش‪َ ،‬والّر ْ‬ ‫ها الب َط ْ ُ‬ ‫م‪َ ،‬والي َد ُ زَِنا َ‬ ‫كل ُ‬ ‫ن زَِناه ُ ال َ‬ ‫َوالّلسا ُ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دا ِ‬ ‫ه«ِ وفي رواية لمسلم‪َ» :‬والي َ َ‬ ‫ج أوْ ي ُك َذ ّب ُ ُ‬ ‫فْر ُ‬ ‫ك ال َ‬ ‫صد ّقاُ ذال ِ َ‬ ‫مّنى‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫ك وَي َت َ َ‬ ‫ذال ِ َ‬
‫م يْزِني فَزَِناه ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫مشي‪ ،‬وال َ‬ ‫ما ال َ‬ ‫ن فَزَِناهُ َ‬ ‫ن ت َْزن َِيا ِ‬ ‫جأل ِ‬ ‫ش‪َ ،‬والّر ْ‬ ‫ما الب َط ْ ُ‬ ‫ن فَزَِناهُ َ‬ ‫ت َْزن َِيا ِ‬
‫ن ت َْزن َِيان‬ ‫جأل ِ‬ ‫ن َوالّر ْ‬ ‫ن ت َْزن َِيا ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن َوال ْي َ َ‬ ‫ن ت َْزن َِيا ِ‬ ‫قِبيل«ِ وأحمد والطبراني‪» :‬العَي َْنا ِ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صَره ُ إل‬ ‫ض بَ َ‬ ‫م ي َغَ ّ‬ ‫قةٍء ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل َر ْ‬ ‫مَرأةٍء أوّ َ‬ ‫سل ِم ٍء ي َن ْظُر إلى ا ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ما‪َ :‬‬ ‫ج ي َْزِني‪ .‬وَهُ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫وال َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ قال البيهقي‪ :‬يعني إنما أراد‬ ‫حلوَت ََها ِفي قَلب ِ ِ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫عَباد َة ً ي َ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ث الله ت ََعالى ل ُ‬ ‫حد َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫أن يقع بصره عليها من غير قصد فيصرف بصره عنها تورعًا‪ .‬والطبراني‬
‫سَهام ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مو ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫سهْ ٌ‬ ‫ل‪» :‬الن ّظ َْرة ُ َ‬ ‫والحاكم‪ :‬أنه قال يعني عن ربه عّز وجأ ّ‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ه«ِ والصبهاني‪:‬‬ ‫ه ِفي قَلب ِ ِ‬ ‫حلوَت َ ُ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫ه إيمانا ي َ ِ‬ ‫خافَِتي أب ْد َل ْت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ت ََرك ََها ِ‬ ‫م ْ‬ ‫إب ِْليس َ‬
‫ت ِفي‬ ‫سهَِر ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حارِم ِ الله‪ ،‬وَع َي ْ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ض ْ‬ ‫نغ ّ‬ ‫َ‬ ‫مةِ إل ع َي ْ ٌ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ة ي َوْ َ‬ ‫ن َباك ِي َ ٌ‬ ‫ل ع َي ْ ٍء‬ ‫»ك ُ ّ‬
‫شي َةِ الله«ِ وهو أيضًا‪:‬‬ ‫خ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ْ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫س الذ َّبا ِ‬ ‫ل َرأ ِ‬ ‫من َْها َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل الله‪ ،‬وَع َي ْ ٌ‬ ‫سبي ِ‬ ‫َ‬
‫خذ ْه ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫َ‬
‫جأل ل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ب‪َ :‬ر ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫س ِفي ال ِ‬ ‫ن َوالّنا ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫شآ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ِفي ظأ ِل العَْر ِ‬ ‫حد ّثو َ‬ ‫ة ي َت َ َ‬ ‫»ثلث ٌ‬
‫ما‬ ‫َ‬
‫م ي َن ْظْر إلى َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جأل ل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ه‪ ،‬وََر ُ‬ ‫َ‬
‫حل ل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ما ل ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫مد ّ ي َد َه ُ إلى َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫َ‬
‫جأل ل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫م‪ ،‬وََر ُ‬ ‫َ‬
‫ة لئ ِ ٍء‬ ‫م ُ‬ ‫ِفي الله لوْ َ‬
‫ه«ِ والبيهقي عن الحسن مرسل ً قال‪ :‬بلغني أن رسول الله قال‪:‬‬ ‫ي‬‫َ‬
‫م الله ع َ ْ ِ‬
‫ل‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬
‫ظوَر‬ ‫من ْ ُ‬ ‫وال‬
‫ّ َِ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ظأ‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫ن‬‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫»‬

‫) ‪(1/331‬‬

‫ف‬ ‫صرِ ْ‬ ‫ل‪ :‬ا ْ‬ ‫قا َ‬ ‫جأ َةِ فَ َ‬‫ف ْ‬ ‫ن ن َظ َْرةِ ال ُ‬ ‫ل الله ع َ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سأل ْ ُ‬
‫إل َيه«ِ ومسلم عن جأرير‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫ْ ِ‬
‫ل‬
‫من النساِء‪ ،‬ووي ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن‪َ :‬ويل للّرجأا ِ‬ ‫صَرك«ِ وصح‪ :‬ما من صباح إل وملكان ي َُناد َِيا ِ‬ ‫َ‬ ‫بَ َ‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِفي َرأ ِ‬ ‫ن ي َطع َ‬
‫َ‬
‫للنساء من الرجأال‪ .‬والطبراني عن معقل بن يسار‪» :‬ل ْ‬
‫خير ل َه م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ وهو‪:‬‬ ‫ل ل َُ‬ ‫ح ُ‬‫سا ْ َ ً َ ِ‬
‫ت‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫م ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حديد ِ َ ْ ٌ ُ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫سل ّةٍء ِ‬ ‫ط أوْ ِبم َ‬ ‫خي ٍء‬ ‫م ِ‬‫م بِ َ‬ ‫حد ِك ُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫خ َ‬
‫ل‬ ‫مَرأ َةِ إل د َ َ‬ ‫ل ِبا ْ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫خل َر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫خل ْوَة َ ِبالّنساِء َوال ّ ِ‬ ‫م َوال َ‬ ‫»إّياك ُ ْ‬
‫َ‬ ‫مت َل َط ّ ٌ‬ ‫جأل ً َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫سوَد ٌ‬‫نأ ْ‬ ‫طي ٌ‬‫حمأ‪ :‬أي ِ‬ ‫ن أوْ ِ‬ ‫طي ٍء‬ ‫خ بِ ِ‬ ‫زيٌر ُ‬ ‫خن ْ ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ي َْز َ‬ ‫ما‪ ،‬ول ْ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ َ‬‫طا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ وهو أيضًا‪َ » :‬‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَرأةٍء ل ت َ ِ‬ ‫با ْ‬ ‫مْنك َ‬ ‫ه َ‬ ‫م مْنكب َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ي َْز َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خي ٌْر ل َ ُ‬‫ن‪َ ،‬‬ ‫من ْت ِ ٌ‬ ‫ُ‬
‫م«ِ والحكيم‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫با‬ ‫ن‬ ‫لو‬‫ُ‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫خر‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫بالله‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬
‫ْ َ َْ ُ ََْ َ ُ ْ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫ّ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ب َِها«ِ‬ ‫م إل ّ هَ ّ‬ ‫حَر ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫س لَها َ‬ ‫مَرأةٍء لي ْ َ‬ ‫ل َبا ْ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫خلو َر ُ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫ساِء فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ة الن ّ َ‬ ‫محاد َث َ َ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫»إّياك ُ ْ‬
‫وأحمد والبيهقي عن ابن سيرين قال‪ :‬خرجأنا فإذا بدابة فمن دنا منها قتلته‪.‬‬
‫قال‪ :‬فجاء رجأل أعور قال‪ :‬دعوني وإياها‪ ،‬فدنا منها فوضعت رأسها له حتى‬
‫قتلها‪ ،‬فقالوا‪ :‬حدثنا من أمرك‪ ،‬فقال‪ :‬ما أصبت ذنبا ً قط إل ذنبا ً واحدا ً بعيني‬
‫هذه‪ ،‬فأخذت سهما ً ففقأتها به‪ .‬وروي عن كعب الحبار قال‪ :‬قحط بنو إسرائيل‬
‫على عهد موسى عليه السلم‪ ،‬فسألوه أن يستسقي فقال‪ :‬اخرجأوا معي إلى‬
‫الجبل فخرجأوا‪ ،‬فلما صعدوا الجبل قال موسى‪ :‬ل يتبعني رجأل أصاب ذنبًا‪،‬‬
‫فانصرفوا جأميعا ً إل رجأل ً أعور يقال له برخ العابد‪ ،‬فقال له موسى‪ :‬ألم تسمع‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫ما قلت؟ِ قال‪ :‬بلى قال‪ :‬فلم تصب ذنبا ً قال‪ :‬ما أعلمه إل شيئا ً أذكره‪ ،‬فإن كان‬
‫ذنبا ً رجأعت قال‪ :‬ما هو؟ِ قال‪ :‬مررت في طريق فإذا باب حجرة مفتوح فلمحت‬
‫بعيني هذه الذاهبة شخصا ً ل أعلم ما هو رجأل أم امرأة؟ِ فقلت‪ :‬لعيني أنت من‬
‫بدني‬

‫) ‪(1/332‬‬

‫سارعت إلى الخطيئة ل تصحبيني بعدها‪ ،‬فأدخلت أصبعي فقلعتها فإن كان هذا‬
‫ذنبا ً رجأعت‪ ،‬فقال موسى‪ :‬ليس هذا ذنبًا‪ .‬ثم قال له‪ :‬استسق يا برخ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫قدوس قدوس ما عندك ل ينفد وخزائنك ل تفنى وأنت بالبخل ل ترمى‪ ،‬فما هذا‬
‫الذي ل تعرف به اسقنا الغيث الساعة الساعة‪ .‬قال‪ :‬فانصرفا يخوضان الوحل‬
‫برحمة الله عّز وجأ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬
‫وحكى الصمعي قال‪ :‬خرجأت حاجأا ً إلى بيت الله الحرام من طريق الشام‪،‬‬
‫فبينما نحن سائرون إذ خرج علينا أسد عظيم الخلقة هائل المنظر‪ ،‬فقطع على‬
‫الركب الطريق‪ ،‬فقلت لرجأل إلى جأانبي‪ :‬أما في هذا الركب رجأل يأخذ سيفًا‪،‬‬
‫ويرد عنا هذا السد فقال‪ :‬أما الرجأل فل أدري‪ ،‬ولكنني أعرف امرأة ترده بغير‬
‫سيف فقلت‪ :‬وأين هي؟ِ فقام وقمت معه إلى هودج قريب منا‪ ،‬فنادى يا بنية‬
‫ي السد‪،‬‬ ‫انزلي فردي عنا هذا السد‪ ،‬فقالت‪ :‬يا أبت أيطيب قلبك أن ينظر إل ّ‬
‫وهو ذكر وأنا أنثى‪ ،‬ولكن يا أبت قل للسد ابنتي فاطمة تقرئك السلم‪ ،‬وتقسم‬
‫عليك بالذي ل تأخذه سنة ول نوم إل ما عدلت عن طريق القوم‪.‬‬

‫) ‪(1/333‬‬

‫وحكى اليافعي عن بعض الصالحين قال‪ :‬كان بالبصرة رجأل يقال له ذكوان كان‬
‫سيدا ً في زمانه؛ فلما حضرته الوفاة لم يبق أحد بالبصرة إل شهد جأنازته‪ .‬قال‪:‬‬
‫فلما انصرف الناس من دفنه نمت عند بعض القبور‪ ،‬وإذا ملك قد نزل من‬
‫السماء وهو يقول‪ :‬يا أهل القبور قوموا لخذ أجأوركم‪ ،‬فانشقت القبور عن‬
‫أهلها‪ ،‬وخرج كل من فيها فغابوا ساعة‪ ،‬ثم جأاؤوا وذكوان في جأملتهم وعليه‬
‫حلتان من الذهب الحمر مرصع بالدر والجوهر‪ ،‬وبين يديه غلمان يسبقونه إلى‬
‫قبره‪ ،‬وإذا ملك ينادي هذا عبد كان من أهل التقوى فبنظرة واحدة وصلت إليه‬
‫المحن والبلوى‪ ،‬فامتثلوا فيه أمر المولى فقرب من جأهنم‪ ،‬فخرج إليه منها‬
‫لسان أو قال ثعبان‪ ،‬فلدغ بعض وجأهه فاسود ّ ذلك الموضع‪ ،‬ونادى يا ذكوان لم‬
‫يخف عن المولى من أمرك شيء هذه النفخة بتلك النظرة‪ ،‬ولو زدت لزدناك‪،‬‬
‫فبينما هو كذلك‪ ،‬وإذا رجأل قد أطلع رأسه من قبره‪ ،‬فقال‪ :‬يا هؤلء ما أردتم‬
‫ت منذ تسعين سنة فما ذهبت حرارة الموت مني حتى الن‪،‬‬ ‫فوالله لقد م ّ‬
‫فادعوا الله أن يعيدني كما كنت قال وبين عينيه أثر السجود‪.‬‬

‫) ‪(1/334‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫)تنبيه( اعلم أن زنى العين هو تعمد نظر شيء من الجأنبية المشتهاة‪ ،‬ولو‬
‫منفصل ً منها كشعر وقلمة ظأفر‪ ،‬أو كانت أمة عجوزا ً فهو حرام على رجأل‪ ،‬ولو‬
‫مع أمن فتنة أو فقد شهوة‪ ،‬ويحرم نظر فرج صغيرة إل على الم زمن الرضاع‬
‫والتربية‪ ،‬ونظر المرأة إلى الرجأل ولو عبدا ً كعكسه‪ ،‬ويحل نظر فرج صغير ما‬
‫لم يميز ويجب على المسلمة أن تحتجب عن الكافرة والفاسقة بزنى أو سحاقا‬
‫أو قيادة‪ ،‬وعن عبدها إن كانا فاسقين‪ ،‬ولو بغير الزنى‪ ،‬وأن زنى اليدين هو‬
‫البطش‪ ،‬فحيث حرم نظر حرم مس‪ ،‬ويحرم غمز الرجأل ساقا محرمه أو رجألها‬
‫وعكسه بل حاجأة‪ ،‬ويحرم تضاجأع رجألين أو امرأتين عاريين في ثوب واحد‪ ،‬وإن‬
‫كان كل منهما في جأانب من الفراش‪ ،‬ويجب التفريق بين ولد عشر سنين‬
‫س شيء من أجأنبية يحرم‬ ‫وأبويه وإخوته في المضجع‪ ،‬وكما يحرم نظر وم ّ‬
‫إصغاء لصوتها تلذذا ً به‪ ،‬وأن الخلوة بالجأنبية حرام حيث لم يكن معهما محرم‬
‫لحدهما يحتشمه‪ ،‬ول امرأة كذلك ول زوج لتلك الجأنبية‪ ،‬ويحرم فعل هذه‬
‫الثلثة مع المرد الجميل‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪278 :‬‬
‫فصل في اللواط‬

‫) ‪(1/335‬‬

‫ن‬‫أخرج ابن ماجأه والترمذي عن جأابر بن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إ ّ‬
‫ُ‬ ‫ما أ َ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ة‬
‫سب ْعَ ً‬ ‫ن الله َ‬ ‫ط«ِ وأحمد والنسائي‪» :‬ل َعَ َ‬ ‫ل قَوْم ُلو َ‬
‫ِ‬ ‫م ُ‬ ‫مِتي ع َ َ‬ ‫ف ع ََلى أ ّ‬ ‫خا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خو َ َ‬
‫نك ّ‬
‫ل‬ ‫م ثلثا ً وَل َعَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٍء ِ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫ة ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫ت وََرد ّد َ الل ّعْن َ َ‬ ‫وا ٍء‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫سب ِْع َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن فَوْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قهِ ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ح ل ِغَي ْرِ الله‪،‬‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ ُ ٌ َ ْ َ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫عو‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ط‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لو‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ ُ ٌ َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫عو‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ٍء‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫وا‬
‫ْ ِ‬ ‫مل ْعون من أ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َ ْ َ‬ ‫جأ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫وا‬‫ّ َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ ِ َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫يئ‬
‫ْ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫تى‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫امرأ َ‬
‫واِلي ِ‬ ‫م‬
‫ِ َ َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫عى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ْ ِ َ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫دو‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫َ َ‬ ‫ها‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ٍء‬ ‫ة‬ ‫ْ َ‬
‫م‬‫خو ْ َ‬ ‫ن غ َي َّر ت ُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ّ ُ َ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫با‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫»‬ ‫وأحمد‪:‬‬
‫ل‬‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الرض مل ْعون من ك َمه أ َ‬
‫ن عَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ٍء‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫هي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫عو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫َ‬ ‫مى‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ِ َ ُ‬
‫ط‬
‫خ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ِفي ُ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ب الله وَي ُ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫ن ِفي غ َ‬ ‫َ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ة يُ ْ‬ ‫ل قَوْم ِ لوْط«ِ والبيهقي‪ :‬أْرب َعَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫عَ َ‬
‫ساِء‪،‬‬ ‫ل ِبالن ّ َ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ن الّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شب ُّهو َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل‪ :‬ال ُ‬ ‫ل الله؟ِ َقا َ‬ ‫سو َ‬ ‫م َيا َر ُ‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫الله‪ ،‬قُل ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ذي َيأِتي الّرجأا َ‬ ‫ة‪َ ،‬وال ِ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫ذي َيأِتي الب َِهي َ‬ ‫ل‪َ ،‬وال ِ‬ ‫ّ‬ ‫جأا ِ‬ ‫ن الّنساِء ِبالّر َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫شب َّها ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫َوال ُ‬
‫مَرأة ً ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جأل أو ا ْ‬ ‫ل أَتى َر ُ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫جأل إلى َر ُ‬ ‫والترمذي والنسائي‪ :‬ل ي َن ْطُر الله ع َّز وَ َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ن ل اله إل الله‪ :‬الّراك ِ ُ‬ ‫م شَهاد َة َ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ل الله ل َهُ ْ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫رها‪ .‬والطبراني‪َ :‬ثلَثة ل ي َ ْ‬ ‫د ُب ْ ِ‬
‫جائ َِر‪ .‬وأبو داود والترمذي وابن ماجأه‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ ُ‬ ‫ما‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫كو‬
‫ُ َ َ َِ ُ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫را‬ ‫وال‬ ‫ب‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َوال َ ْ‬
‫م‬
‫ه‪.‬‬ ‫فُعول ب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َوال َ‬ ‫ع َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ل قَوْم ِ ُلوط َفاقُْتلوا ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫موه ُ ي َعْ َ‬ ‫جأد ْت ُ ُ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والبيهقي‪َ :‬‬

‫) ‪(1/336‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫زيرًا‪.‬‬ ‫خ ِفي قَب ْرِهِ َ‬
‫خن ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن غ َي ْرِ ت َوْب َةٍء ُ‬
‫م ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬
‫ما َ‬ ‫ن الل ّوْ ِ‬
‫طي إذا َ‬ ‫وقال ابن عباس‪ :‬إ ّ‬
‫ً‬
‫ن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه وجأد رجأل في‬ ‫وروي أ ّ‬
‫بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة‪ ،‬فجمع أبو بكر أصحاب رسول الله‬
‫ن هذا ذنب لم تعمل به المم إل أمة واحدة‪،‬‬ ‫ي كرم الله وجأهه‪ ،‬فقال‪ :‬إ ّ‬ ‫فيهم عل ّ‬
‫وقد علمتم ما صنع الله بها وأرى أن تحرقوه بالنار‪ ،‬فاجأتمع رأي أصحاب رسول‬
‫الله أن يحرقا بالنار فحرقه خالد‪ .‬وروي أيضا ً أن عيسى عليه السلم مّر في‬
‫سياحته على نار تتوقد على رجأل‪ ،‬فأخذ ماء ليطفئها عنه‪ ،‬فانقلبت النار صببا ً‬
‫دهما إلى حالهما‬ ‫وانقلب الرجأل نارًا‪ ،‬فتعجب عيسى من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب ر ّ‬
‫في الدنيا لسألهما عن خبرهما‪ ،‬فأحياهما الله تعالى‪ ،‬فإذا هما رجأل وصبي‬
‫فقال لهما عيسى عليه السلم‪ :‬ما خبركما وما أمركما؟ِ فقال الرجأل‪ :‬يا روح‬
‫الله إني كنت في الدنيا مبتلى بحب هذا الصبي‪ ،‬فحملتني الشهوة أن فعلت به‬
‫ت ومات الصبي صير الله الصبي نارا ً تحرقني مرة‪ ،‬وصيرني‬ ‫الفاحشة‪ :‬فلما م ّ‬
‫نارا ً أحرقه أخرى‪ .‬فهذا عذابنا إلى يوم القيامة‪ .‬نعوذ بالله من عذابه وحمانا من‬
‫موجأبات سخطه وأليم عقابه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪295 :‬‬
‫)تنبيه( قال البغوي اختلف أهل العلم في حد ّ اللواط‪ ،‬فذهب قوم إلى أنه يحد ّ‬
‫الفاعل حد ّ الزنى إن كان محصنا ً يرجأم وإن لم يكن محصنًا‪ ،‬يجلد مائة‪ ،‬وهو‬
‫أظأهر قولي الشافعي رضي الله عنه وعلى المفعول به عنده على هذا القول‬
‫جألد مائة‪ ،‬وتغريب عام رجأل ً كان أو امرأة محصنا ً أو غير محصن‪ ،‬وذهب قوم‬
‫ن اللواطي يرجأم ولو غير محصن قول مالك وأحمد بن حنبل‪ ،‬والقول‬ ‫إلى أ ّ‬
‫الخر للشافعي أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما جأاء في حديث‪.‬‬

‫) ‪(1/337‬‬

‫)فائدة( يحرم مصافحة المرد بشرطه ولو قدم من سفر‪ ،‬وقيل في هذه المة‬
‫قوم يقال لهم‪ :‬اللوطية وهم ثلثة أصناف‪ :‬صنف ينظرون وصنف يصافحون‪،‬‬
‫وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث‪ .‬قال بعضهم‪ :‬والنظر إلى المرأة والمرد‬
‫زنى لخبر صحيح فيه‪.‬‬
‫خاتمة في السحاقا‬
‫أخرج الطبراني‪ :‬ثلثة ل يقبل الله لهم قول شهادة أن ل اله إل الله‪ :‬الراكب‬
‫مْرأ َة ُ‬
‫ت ال َ‬
‫والمركوب والراكبة والمركوبة والمام الجائر‪ .‬وروي عنه ‪» :‬إ َ َ‬
‫ذا أت َ ِ‬
‫َ‬
‫ن«ِ ‪.‬‬ ‫مْرأة َ فَهُ َ‬
‫ما َزان ِي ََتا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ن تساحق النساء حرام ويعزرن بذلك‪ .‬قال القاضي أبو الطيب‪ :‬وإثم‬ ‫واعلم أ ّ‬
‫ذلك كإثم الزنى‪ ،‬قال القاضي حسين‪ :‬يكره للمرأة التي تميل إلى النساء‬
‫ن بل حائل كما في الرجأال‪ .‬قال في‬ ‫ن‪ ،‬وأن تضاجأعه ّ‬
‫ن وأبدانه ّ‬
‫النظر إلى وجأوهه ّ‬
‫العجالة وتشبيهه يقتضي تحريم النظر بشهوة والمضاجأعة بل حائل كما هما‬
‫محرمان من الرجأال‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪295 :‬‬
‫فصل في قذف المحصن أو المحصنة بزنى أو لواط‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/338‬‬

‫داءَ‬
‫شهَ َ‬ ‫م ي َأ ُْتوا ب ِأ َْرب َعَةِ ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ت ثُ ّ‬ ‫حصَنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬وال ّ ِ‬
‫شَهاد َة ً‬ ‫م َ‬ ‫قب َُلوا ل َهُ ْ‬ ‫ن َول ت َ ْ‬ ‫جل َد ُ أْرب َِعي َ‬ ‫حّرا ً فَغَي َْره ُ ي ُ ْ‬‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جأل ْد َة ً إ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َثماِني َ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫جأل ِ ُ‬‫َفا ْ‬
‫ن إل‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫أ ََبدًا{ )سورة النور‪ (4 :‬أي ما دام مصّرا ً على قذفه }وَأول َئ ِ َ‬
‫ُ‬
‫ال ّذين تابوا من بعد ذال ِ َ َ‬
‫م{ )سورة النور‪ 4 :‬ــــ‬ ‫فوٌر َرحي ٌ‬ ‫ن الله غ َ ُ‬ ‫حوا فَإ ِ ّ‬ ‫صل َ ُ‬‫ك وَأ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ ِ ْ َْ ِ‬
‫ت{ أي عن الفاحشة‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫فل‬ ‫غا‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫حص‬ ‫م‬
‫ّ ِ َ َْ ُ َ ُ ْ َ ِ‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫مو‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫}إ‬ ‫‪ (5‬وقال تعالى‪:‬‬
‫م‬‫شهَد ُ ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ب عَ ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫خَرةِ وَل َهُ ْ‬ ‫ت ل ُعُِنوا في الد ّْنيا َوال ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫}ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )سورة النور‪ 23 :‬ــــ ‪(24‬‬ ‫ملو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬‫جألهُ ْ‬ ‫م وَأْر ُ‬ ‫ديه ْ‬ ‫م وَأي ْ ِ‬ ‫سن َت ُهُ ْ‬ ‫أل ْ ِ‬
‫ت‬‫قا ِ‬ ‫موب َ‬ ‫سب ْعَ ال ُ‬ ‫جأت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫ن رسول الله قال‪ :‬ا ْ‬ ‫وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أ ّ‬
‫م‬
‫حّر َ‬ ‫فس التي َ‬ ‫ّ‬ ‫ل الن ّ ْ‬‫حُر‪ ،‬وَقَت ْ ُ‬ ‫س ْ‬‫ك ِبالله َوال ّ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن؟ِ َقا َ‬ ‫ما هُ ّ‬ ‫ل الله وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ِقي َ‬
‫ت‬‫صَنا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫ف ال ُ‬ ‫ف‪ ،‬وَقَذ ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م الّز ْ‬ ‫ّ‬
‫ل الي َِتيم ِ َوالّرَبا والت ّوَلي ي َوْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ْ‬
‫ق‪َ ،‬وأك ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫الله إل ِبال َ‬
‫ت والحاكم‪ :‬أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها يا زانية‪،‬‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫الَغاِفل ِ‬
‫ن في‬ ‫ولم يطلع منها على زنى جألدتهما وليدتهما يوم القيامة‪ ،‬لنه ل حد ّ له ّ‬
‫الدنيا‪ .‬وهما‪ :‬من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد ّ يوم القيامة إل أن يكون‬
‫كما قال‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ومما عمت به البلوى قول النسان لقّنه يا مخنث أو يا‬
‫قحبة‪ ،‬وللصغير يا ابن القحبة‪ ،‬يا ولد الزنى‪ ،‬وكل ذلك من الكبائر الموجأبة‬
‫للعقوبة في الدنيا والخرة‪.‬‬

‫) ‪(1/339‬‬

‫ن القذف حرام إجأماعًا‪ ،‬بل هو من الكبائر المهلكة اتفاقا ً وقد أجأمع‬‫)تنبيه( إ ّ‬


‫العلماء على أن المراد من الرمي في الية الرمي بالزنى‪ ،‬وهو يشمل الرمي‬
‫باللواط‪ ،‬كما يقول للمرأة يا زانية أو بغية أو قحبة‪ ،‬أو لزوجأها يا زوج القحبة أو‬
‫لبنتها يا بنت الزنى‪ ،‬أو للرجأل يا زاني أو يا منكوح أو يا مخنث‪ ،‬فمن قذف‬
‫ن له حد ّ أو غيره عزر‪ ،‬والمحصن هنا مكلف حّر مسلم‬ ‫محصنا ً غير فرع وق ّ‬
‫عفيف عن زنى وعن وطء زوجأة‪ ،‬أو مملوكة في دبرها فمن فعل وطأ يحد ّ به أو‬
‫وطىء حليلته في دبرها لم يجب على راميه بالزنى حد ّ القذف وإن تاب وصلح‬
‫حاله‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪298 :‬‬
‫)فائدة( من قذف آخر بين يدي حاكم لزمه أن يبعث إليه‪ ،‬ويخبره ليطالب به إن‬
‫ي على آخر‪ ،‬وهو ل يعلم يلزمه إعلمه‪.‬‬ ‫شاء كما لو ثبت عنده حق مال ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪298 :‬‬

‫) ‪(1/340‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫باب شرب الخمر‬
‫َ‬
‫م‬
‫ب َوالْزل ُ‬ ‫صا ُ‬ ‫مْيسُر َوالن ْ َ‬ ‫مُر َوال َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مُنوا إّنما ال َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن{ )سورة المائدة‪(90 :‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م تُ ْ‬‫جأت َن ُِبوه ُ ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫ن َفا ْ‬ ‫طا ِ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫رِ ْ‬
‫م«ِ وراه الشيخان وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫را‬ ‫ح‬
‫ُ ْ ِ ٍء َ َ ٌ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وقال‬
‫م«ِ رواه أحمد وأبو يعلى‪ :‬ونهى عن‬ ‫خ ْ ٍء َ َ ٌ‬
‫را‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل َ‬ ‫مٌر وَك ُ ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫سك ِرٍء َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫وقال ‪َ» :‬أل فَك ُ ّ‬
‫كل مسكر ومفتر‪ .‬رواه أبو داود‪ .‬قال الخطابي‪ :‬المفتر كل شراب يورث‬
‫ن النبي قال‪» :‬ل‬ ‫الفتور‪ ،‬والخدر في العضاء‪ ،‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أ ّ‬
‫ن‬
‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫شَرُبها‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫مَر ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن ي َْزِني وَهُوَ ماؤ ِ‬ ‫حي َ‬ ‫ي َْزِني الّزاِني ِ‬
‫مَر‬ ‫خ ْ‬‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫م ٌ‬‫مؤ ْ ِ‬ ‫سرِقاُ وَهُوَ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫سارِقاُ ِ‬ ‫سرِقاُ ال ّ‬ ‫َول ي َ ْ‬
‫ت«ِ أي‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫مرِ إ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مد ْ ِ‬ ‫ه«ِ وأحمد بسند صحيح‪ُ » :‬‬ ‫جأوْفِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ج ُنور اليما ِ‬ ‫خَر َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ي الله‬ ‫ق َ‬ ‫نل ِ‬ ‫م ْ‬‫ن«ِ وابن حبان في صحيحه‪َ » :‬‬ ‫ي الله كَعاب ِد ِ وَث َ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫من غير توبة‪» :‬ل ِ‬
‫ن«ِ والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال‪:‬‬ ‫ي الله كَعاب ِد ِ وَث َ ٍء‬ ‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫مرِ ل َ ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬ ‫مد ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله بعضهم إلى بعض وقالوا‪ :‬حرمت‬
‫الخمر وجأعلت عدل ً للشرك‪ .‬والنسائي عن أبي موسى أنه كان يقول‪ :‬ما أبالي‬
‫شربت الخمر أو عبدت هذه السارية من دون الله‪ :‬أي أنهما في الثم متقاربان‪.‬‬
‫ن‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَر‪ ،‬وَ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ر‪َ ،‬فل ي َ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن ِبالله َوالي َوْم ِ ال ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤ ْ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫والطبراني‪َ » :‬‬
‫مُر«ِ وهو‪:‬‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫يها‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ئ‬ ‫ما‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫َ‬ ‫ر‪،‬‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ِ َ ٍء ُ َ ُ َ ْ‬ ‫َ ْ ِ ُ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ن ِبالله َوالي َ ْ ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫م ُ‬
‫ن‬‫م ْ‬‫دلً‪ ،‬وَ َ‬ ‫صْرفًا‪َ ،‬ول ع َ ْ‬ ‫ة أّيام ٍء ِ‬ ‫ه َثلث َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫قب َ ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫مرِ ل َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫سوَة ً ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫» َ‬
‫حق ع ََلى الله‬ ‫ْ‬
‫مرِ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫مد ْ ِ‬ ‫صَباحًا‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫صلة َ أْرب َِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل الله ِ‬ ‫قب َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ب ك َأسا ً ل َ ْ‬ ‫شرِ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪َ :‬يا‬ ‫ل‪ِ .‬قي َ‬ ‫خَبا ِ‬ ‫ن ن َهْرِ ال َ‬ ‫م ْ‬
‫قَيه ِ‬ ‫س ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫أ ْ‬

‫) ‪(1/341‬‬

‫ل الّناِر«ِ والترمذي وحسنه والحاكم‬ ‫ديد ُ أهْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ل؟ِ َقا َ‬ ‫خَبا ِ‬ ‫ما ن َهُْر ال َ‬ ‫ل الله وَ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ب‬ ‫تا‬
‫ْ َ َ َ َ‬ ‫ب‬ ‫تا‬ ‫ن‬ ‫فإ‬‫َ‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫باح‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫ُ َ َ ْ َِ َ َ َ‬‫عي‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ِ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِ َ‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫وصححه‪:‬‬
‫ه؛‬‫ْ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫ب‬ ‫تا‬
‫ِ ْ َ َ َ َ‬‫ب‬ ‫تا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫باح‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫ُ َ َ ْ َِ َ َ َ‬‫عي‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫صل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫بل‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫الله ع َل َي ْ ِ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬
‫قاه ُ‬ ‫س َ‬ ‫ب الله ع َل َي ْهِ وَ َ‬ ‫م ي َت ُ ِ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫ن َتا َ‬ ‫صَباحًا‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫صلة َ أْرب َِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الله ل َ ُ‬ ‫قب َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫عاد َ ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فَإ ِ ْ‬
‫ل«ِ قيل لبن عمر راويه وما نهر الخبال؟ِ قال نهر من صديد أهل‬ ‫خَبا ِ‬ ‫ن ن َهْرِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫النار‪ .‬والطبراني بسند صحيح والحاكم وقال على شرط مسلم عن ابن عمر‬
‫قال‪ :‬إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وناسا ً جألسوا بعد وفاة رسول الله ‪،‬‬
‫ففكروا في أعظم الكبائر‪ ،‬فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني إلى عبد الله‬
‫بن عمر أسأله‪ ،‬فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر‪ ،‬فأتيتهم فأخبرتهم‬
‫فأنكروا ذلك‪ ،‬ووثبوا إليه جأميعا ً حتى أتوه في داره‪ ،‬فأخبرهم أن رسول الله‬
‫خيره بي َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫مَر‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫جأل ً فَ َ ّ َ ُ َ ْ َ‬ ‫خذ َ َر ُ‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫ك ب َِني إ ْ‬ ‫مُلو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مِلكا ً ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قال‪» :‬إ ّ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫قت ُ َ‬‫أ َوْ ي َ ْ‬
‫هل ّ‬ ‫مَر وَإ ِن ّ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫خَتاَر ال َ‬ ‫قت ُلوه ُ فا ْ‬ ‫زيرِ أوْ ي َ ْ‬ ‫خن ْ ِ‬
‫م ال َ‬ ‫ح َ‬ ‫فسا أوْ ي َْزني أوْ َيأكل ل ْ‬ ‫ل نَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه«ِ وإن رسول الله قال‪َ » :‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫دوه ُ ِ‬ ‫يٍءء أَرا ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫مت َن ِعْ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫مَر‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫يٌء إل‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫مَثان َت ِهِ ِ‬ ‫ت وَِفي َ‬ ‫مو ُ‬ ‫وما ً َول ي َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫صلة ُ أْرب َِعي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫شَرب َُها فَي ُ ْ‬ ‫حد ٍء ي َ ْ‬ ‫أ َ‬
‫ة«ِ وأحمد‬ ‫جأاه ِل ِي ّ ً‬ ‫ة َ‬ ‫ميت َ ً‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن ل َي ْل َ ً‬ ‫ت ِفي أْرب َِعي َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ة‪ ،‬فَإ ِ ْ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ت ب َِها ع َل َي ْهِ ال َ‬ ‫م ْ‬ ‫حّر َ‬ ‫ُ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫وابن حبان في صحيحه‪ :‬إن آدم لما أهبط إلى الرض‪ ،‬قالت الملئكة‪ :‬يا رب‬
‫مد ِ َ‬
‫ك‬ ‫ف ُ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫َ‬
‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سب ّ ُ‬
‫ن نُ َ‬
‫ح ُ‬
‫ماَء وَن َ ْ‬
‫ك الد ّ َ‬ ‫س ِ‬
‫سد ُ ِفيها وَي َ ْ‬
‫ف ِ‬
‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل ِفيَها َ‬ ‫}أت َ ْ‬

‫) ‪(1/342‬‬

‫َ‬
‫ن{ )سورة البقرة‪ (30 :‬قالوا‪ :‬ربنا نحن‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل ت َعْل َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ :‬إّني أع ْل َ ُ‬ ‫ك‪َ ،‬قا َ‬ ‫س لَ َ‬ ‫قد ّ ُ‬ ‫وَن ُ َ‬
‫أطوع لك من بني آدم‪ ،‬قال تعالى لملئكته‪ :‬هلموا ملكين من الملئكة فننظر‬
‫كيف يعملن‪ ،‬قالوا‪ :‬ربنا هاروت وماروت‪ ،‬قال‪ :‬فاهبطا إلى الرض فتمثلت لهما‬
‫الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألها نفسها‪ .‬قالت‪ :‬ل والله حتى‬
‫تكلما بهذه الكلمة من الشراك قال‪ :‬والله ل نشرك بالله شيئا ً أبدًا‪ ،‬فذبت‬
‫ي تحمله‪ ،‬فسألها نفسها فقالت‪ :‬ل والله حتى‬ ‫عنهما ثم رجأعت إليهما ومعها صب ّ‬
‫ي‪ .‬فقال‪ :‬والله ل نقتله أبدا فذهبت‪ ،‬ثم رجأعت بقدح خمر تحمله‬ ‫ً‬ ‫تقتل هذا الصب ّ‬
‫فسألها نفسها‪ .‬فقالت‪ :‬ل والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا وسكرا‪ ،‬فوقعا‬
‫ي‪ ،‬فلما أفاقا‪ .‬قالت المرأة والله ما تركتما من شيء أبيتماه‬ ‫عليها وقتل الصب ّ‬
‫ي إل فعلتماه حين سكرتما‪ ،‬فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا وعذاب الخرة‪،‬‬ ‫عل ّ‬
‫مَر‬‫خ ْ‬ ‫شرُِبوا ال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫فاختارا عذاب الدنيا‪ .‬وأبو داود وابن حبان في صحيحه‪» :‬إ َ‬
‫شرُِبوا‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫شرُِبوا َفا ْ‬
‫جأل ِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫شرُِبوا َفا ْ‬
‫جأل ِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫دوهُ ْ‬ ‫َفا ْ‬
‫جأل ِ ُ‬
‫عاد َ ِفي الّراب َِعة‬ ‫ن َ‬ ‫دوه ُ فَإ ِ ْ‬ ‫مَر َفا ْ‬
‫جأل ِ ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م«ِ والترمذي‪َ » :‬‬ ‫ُ‬
‫َفاْقتلوهُ ْ‬
‫م‬
‫حّر َ‬ ‫من ََها وَ َ‬ ‫ة وَث َ َ‬ ‫مي ْت َ َ‬‫م ال َ‬ ‫مَنها َوحّر َ‬ ‫مَر وَث َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ن الله َ‬ ‫ه«ِ وأبو داود‪» :‬إ ّ‬ ‫َفاقْت ُُلو ُ‬
‫ها‬
‫صَر َ‬‫عا ِ‬ ‫مرِ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل الله ِفي ال َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ه«ِ وابن ماجأة والترمذي‪» :‬ل َعَ َ‬ ‫من َ ُ‬ ‫زيَر وَث َ َ‬ ‫خن ْ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫منها‬ ‫ل ثَ َ‬ ‫ساقِي ََها وََبائ ِعََها‪َ ،‬وآك ِ َ‬ ‫ة إلي ْهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مول َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ملها َوال َ‬ ‫َ‬ ‫حا ِ‬ ‫شارِب ََها وَ َ‬ ‫صَرها وَ َ‬ ‫معْت َ ِ‬ ‫وَ ُ‬
‫مَر ِفي الد ّْنيا‬ ‫خ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫شرِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه«ِ وجأاء عنه أنه قال‪َ » :‬‬ ‫َ‬
‫شَتراة ل ُ‬ ‫م ْ‬‫شت َرِيَ لَها َوال ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫َوال ُ‬
‫شَرب ََها‪،‬‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جأهِهِ ِفي الَناِء قب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ساود ِ ُ‬
‫لأ ْ‬ ‫م وَ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ساقط ل ْ‬ ‫ة ي َت َ َ‬ ‫شرب َ ً‬ ‫م ال َ‬ ‫س ّ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫قاه ُ الله ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ذى ب ِهِ أ َهْلُ‬ ‫ط ل َحمه ِوجأل ْد ْه يتأ ّْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ساق‬ ‫ذا َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫ْ ُ ُ َ ِ ُ ُ ََ‬ ‫شرِب ََها ت َ َ‬

‫) ‪(1/343‬‬

‫منها‬ ‫ل ثَ َ‬‫ة إل َي ْهِ وآك ِ ُ‬ ‫مول َ ُ‬ ‫ح ُ‬‫م ْ‬ ‫مُلها َوال َ‬ ‫حا ِ‬ ‫صُرها وَ َ‬ ‫معْت َ ِ‬ ‫صُرها وَ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫شارِب َُها وَ َ‬ ‫الّناِر‪َ ،‬أل وَ َ‬
‫حّتى ي َُتوُبوا‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫جا ً َ‬‫ح ّ‬ ‫صياما ً َول َ‬ ‫صلة ً َول ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬‫ل الله ِ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫مها‪ ،‬ل ي َ ْ‬ ‫كاُء ِفي إث ِ‬ ‫شَر َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫جأْرع َةٍء َ‬ ‫ُ‬
‫ه ب ِك ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ت قَب ْ َ‬
‫م ْ‬‫شرِب ََها ِفي الد ّْنيا ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫قي َ ُ‬‫س ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫قا ع َلى الله أ ْ‬ ‫ح ّ‬‫ن َ‬ ‫ل الت ّوْب َةِ كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫م«ِ ‪.‬‬ ‫حَرا ٌ‬ ‫مرٍء َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫مٌر وَك ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫سك ِرٍء َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫ُ‬
‫م‪ ،‬أل وَك ّ‬ ‫جأهَن ّ َ‬
‫ديد ِ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬
‫ة إلى ن َهْر‬‫َ‬ ‫م الّزَبان ِي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫خمر إ َ َ‬ ‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫فهُ ُ‬ ‫خط ِ ُ‬ ‫ط تَ ْ‬ ‫صَرا ِ‬ ‫ذا أَتوا ع َلى ال ّ‬ ‫ة ال َ ْ ْ ِ‬ ‫شَرب َ َ‬ ‫وروي‪» :‬أ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫ْ ّ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ل‪،‬‬ ‫با‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫ْ َ ً ِ ْ َْ ِ َ َ ِ‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ ْ ِ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ُ ُ ِ َ‬ ‫ه‬ ‫بو‬ ‫شر‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫ٍء‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ك‬ ‫ل‪ ،‬فَي ُ ْ ْ َ ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫س‬ ‫خَبا ِ‬ ‫ال َ‬
‫ها«ِ نعوذ بالله منها‪.‬‬ ‫حّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫سماَوا ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫حت ََرقَ ِ‬ ‫ماِء ل ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ص ّ‬‫ة تُ َ‬ ‫شْرب َ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ت ِل ْ َ‬
‫وجأاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‪ :‬إذا مات شارب الخمر فادفنوه ثم‬
‫اصلبوني على خشبة‪ ،‬ثم انبشوا عنه قبره‪ ،‬فإن لم تروا وجأهه مصروفا ً عن‬
‫القبلة فاتركوني مصلوبًا‪ .‬وعن علي رضي الله عنه‪ :‬لو وقعت قطرة من خمر‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫في بئر‪ ،‬فَبن ‪2‬ت مكانها منارة لم أؤذن عليها ولو وقعت في بحر ثم جأف ونبت‬
‫فيه الكل لم أرعه‪ .‬وعن ابن عمر لو أدخلت أصبعي فيه لم تتبعني‪ :‬أي لقطعتها‪.‬‬

‫) ‪(1/344‬‬

‫وحكي عن الفضيل بن عياض رحمه الله‪ :‬أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت‪،‬‬
‫فجعل يلقنه الشهادة ولسانه ل ينطق بها فكّررها‪ .‬فقال‪ :‬ل أقولها وأنا بريء‬
‫منها ثم مات‪ ،‬وخرج الفضيل من عنده وهو يبكي‪ ،‬ثم رآه بعد مدة في منامة‪،‬‬
‫وهو يسحب به إلى النار‪ .‬فقال‪ :‬يا مسكين بم نزعت منك المعرفة؟ِ فقال‪ :‬يا‬
‫أستاد كان بي علة فأتيت بعض الطباء فقال‪ :‬تشرب في كل سنة قدحا ً من‬
‫الخمر‪ ،‬فإن لم تفعل تبق بك علتك‪ ،‬فكنت أشربها في كل سنة لجأل التداوي‪،‬‬
‫فهذا حال من شربها للتداوي‪ ،‬فكيف حال من شربها لغير ذلك؟ِ نسأل الله‬
‫العافية من كل بلء ومحنة‪.‬‬
‫وحكي أنه سئل بعض التائبين عن سبب توبته‪ .‬فقال‪ :‬كنت أنبش القبور‪ ،‬فرأيت‬
‫فيها أمواتا ً مصروفين عن القبلة‪ ،‬فسألت أهاليهم عنهم؟ِ فقالوا‪ :‬كانوا يشربون‬
‫الخمر في الدنيا وماتوا من غير توبة‪.‬‬
‫ً‬
‫ول خنزيرا‪ ،‬وقد شد‬ ‫ً‬
‫وحكي عن نباش أنه قال‪ :‬نبشت قبرا فرأيت صاحبه قد ح ّ‬
‫بالسلسل والغلل في عنقه فخفت منه وأردت الخروج‪ ،‬وإذا بقائل يقول أل‬
‫تسأل عن عمله ولم يعذب؟ِ فقلت‪ :‬لماذا؟ِ قال‪ :‬كان يشرب الخمر في الدنيا‬
‫ومات من غير توبة‪.‬‬
‫وحكي عن بعض الصالحين أنه قال‪ :‬مات لي ولد‪ ،‬فلما دفنته رأيته بعد مدة في‬
‫المنام وقد شاب رأسه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ولدي دفنتك صغيرا ً فما الذي شيبك؟ِ فقال‪:‬‬
‫يا أبي لما دفنتني دفن إلى جأانبي رجأل كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت‬
‫دة زفرتها‬ ‫النار لقدومه إلى قبره زفرة لم يبق منا طفل إل شاب رأسه من ش ّ‬
‫نسأل الله العصمة منها‪.‬‬
‫)تنبيه( إن شرب الخمر والنبيذ ولو قطرة منهما حرام‪ ،‬بل هو كبيرة إجأماعا ً‬
‫ويكفر مستحلها وحد ّ شاربها أربعون جألدة إن كان حرا ً وعشرون إن كان قنًا‪،‬‬
‫والنبيذ كالخمر فيحد ّ شاربه‪ ،‬ولو حنفيا ً وإن لم ينكر عليه‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬
‫خاتمة في أكل الحشيشة والبنج‬

‫) ‪(1/345‬‬

‫ر‪ .‬قال الخطابي‪:‬‬ ‫فت ِ ٍء‬


‫م ْ‬
‫سك ِرٍء وَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل ُ‬ ‫ل الله ع َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫روى أحمد وأبو داود‪ :‬ن ََهى َر ُ‬
‫م«ِ‬
‫حَرا ٌ‬
‫سك ِرٍء َ‬
‫م ْ‬ ‫المفتر كل ما يورث الفتور والخدر في العضاء‪ ،‬وقال ‪» :‬ك ُ ّ‬
‫ل ُ‬
‫َ‬
‫م«ِ ‪.‬‬
‫حَرا ٌ‬ ‫قِليل ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سك ََر ك َِثيُره ُ فَ َ‬
‫ما أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫وقال‪َ » :‬‬
‫كا َ‬
‫ل قال به جأماعة من‬ ‫واعلم أن الحشيشة حرام كالخمر ويحد ّ آكلها‪ :‬أي على قو ٍء‬
‫العلماء كما يحد ّ شارب الخمر‪ ،‬وقال ابن تيمية وأقّره أهل مذهبه‪ :‬من زعم حل‬
‫الحشيشة كفر‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها نجسة كالخمر وهو الصحيح‪ :‬أي عند الحنابلة وبعض‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الشافعية‪ ،‬وقيل‪ :‬المائعة نجسة والجامدة طاهرة‪ ،‬وإنما لم يذكرها العلماء‬
‫الربعة‪ ،‬لنها لم تكن في عهد السلف الماضين‪ ،‬وإنما حدثت في مجيء التتار‬
‫دة مطربة يجب‬ ‫إلى بلد السلم‪ ،‬وذكر الماوردي قولً‪ :‬أن النباتات التي فيها ش ّ‬
‫الحد ّ على آكلها‪ ،‬ورأى آخرون من العلماء تعزير آكلها بالبنج‪ .‬نسأل الله تعالى‬
‫أن يجنبنا المسكرات ويحمينا من المخدرات‪.‬‬

‫) ‪(1/346‬‬

‫باب في اليمين الفاجأرة‬

‫ن{ أي يستبدلون ويأخذون }ب ِعَهْد ِ الله{ أي‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬إ ّ‬
‫ً‬
‫منا قِليل{ أي عرضا يسيرا من الدنيا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م{ أي الكاذبة }ث َ‬ ‫مان ِهِ ْ‬ ‫بما عهد إليهم }وَأي ْ َ‬
‫ة{ أي ل نصيب لهم من نعيمها وثوابها }َول‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ِفي ال ِ‬ ‫خلقاَ ل َهُ ْ‬ ‫كل َ‬ ‫}ُأول َئ ِ َ‬
‫م{ أي‬ ‫كيهِ ْ‬ ‫م{ أي نظر رحمة }َول ي َُز ّ‬ ‫م الله{ أي بكلم يسّر }َول ي َن ْظ ُُر إل َي ْهِ ْ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫ي ُك َل ّ ُ‬
‫َ‬
‫م{ )سورة آل عمران‪ (77 :‬أي مؤلم شديد‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م عَ َ‬ ‫ل يريد لهم خيرا ً }وَل َهُ ْ‬
‫َ‬
‫ف ع َلى‬ ‫حل َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫اليلم‪ .‬وأخرج الشيخان عن ابن مسعود أن رسول الله قال‪َ » :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫م قََرأ ع َلي َْنا َر ُ‬ ‫ن‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ضَبا ُ‬ ‫ي الله وَهُوَ ع َل َي ْهِ غ َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫سل ِم ٍء ب ِغَي ْرِ حقّ ل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫رىٍءء ُ‬ ‫م ِ‬ ‫لا ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫ن ب ِعَهْد ِ الله{ إلى آخر الية‬ ‫شت َُرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ذي‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫}إ‬ ‫الله«ِ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫دا‬‫َ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫الله‬
‫م الله‬ ‫حّر َ‬‫مين ِهِ َ‬ ‫سل ِم ٍء ب ِي َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٍء‬ ‫ء‬ ‫رى‬ ‫ْ ِ‬‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫وصححه‪:‬‬ ‫والحاكم‬ ‫والطبراني‬
‫َ ِ‬ ‫ع َل َيه الجن َ َ‬
‫ن‬
‫ل‪ :‬وَإ ِ ْ‬ ‫سيرًا؟ِ َقا َ‬ ‫شْيئا ً ي َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل الله وَإ ِ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫ه الّناَر‪ِ ،‬قي َ‬ ‫ب لَ ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫ة وَأوْ َ‬ ‫ْ ِ َ ّ‬
‫ذا‬‫ري ها َ‬ ‫من ْب َ ِ‬
‫عن ْد َ ِ‬ ‫ن آِثمةٍء ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫مي ٍء‬ ‫ف ع َلى ي َ ِ‬ ‫حل َ‬
‫َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫شَراكا«ِ وابنا ماجأه وحبان‪َ » :‬‬
‫ْ‬
‫ن ِ‬ ‫كا َ‬
‫ضَر«ِ والحاكم عن ابن مسعود رضي‬ ‫خ َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫وا ٍء‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنارِ وَل َوْ ع ََلى ِ‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَل ْي َت ََبوأ َ‬
‫الله عنه قال‪ :‬كنا نعد ّ من الذنب الذي ليس له كفارة اليمين الغموس‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫وما اليمين الغموس؟ِ قال‪ :‬الرجأل يقتطع بيمينه مال الرجأل‪ .‬وهو والطبراني‪:‬‬
‫ل ذك ْره أذن ِلي أ َ ُ‬
‫ه‬
‫ق ُ‬ ‫ض وَع َن َ ُ‬ ‫جأله ُ الْر َ‬ ‫ت رِ ْ‬ ‫مّزقَ ْ‬ ‫ك قَد ْ َ‬ ‫ن ِدي ٍء‬ ‫ث عَ ْ‬ ‫حد ّ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ‬ ‫جأ ّ ِ ُ ُ ِ َ‬ ‫ن الله َ‬ ‫»إ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م بي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ما‬
‫َُ ّ َ ْ ِ َ َِ َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫نا؛‬
‫َ َّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫م‬
‫َ ْ َ‬‫ظ‬ ‫ع‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫حا‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ل‪:‬‬ ‫قو‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬
‫َ ْ ِ َ ُ َ َ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ت‬‫من ْث َ ٍء َ ْ َ‬
‫ح‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫كاِذبًا«ِ والطبراني عن جأبير بن مطعم‪ :‬أنه افتدى بيمينه بعشرة آلف‬ ‫ف َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ب الكعبة لو حلفت صادقًا‪ ،‬وإنما هو شيء افتديت به يميني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ور‬ ‫قال‪:‬‬ ‫درهم ثم‬
‫وروي‬

‫) ‪(1/347‬‬

‫عن الشعث بن قيس أنه اشترى يمينه مرة بسبعين ألفًا‪.‬‬


‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬
‫وحكي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال‪ :‬ما حلفت بالله ل كاذبا ً ول صادقًا‪.‬‬
‫)تنبيه( اليمين الفاجأرة حرام بل هي كبيرة اتفاقًا‪.‬‬
‫باب في شهادة الزور‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أخرج الشيخان عن أبي بكر قال‪» :‬كنا جألوسا عند رسول الله قال‪» :‬أل أن ُب ِئ ُك ُ ْ‬
‫م‬
‫َ‬
‫قوقاُ‬ ‫شَرا ُ‬
‫ك ِبالله وَع ُ ُ‬ ‫ل‪ :‬ال ْ‬ ‫ل الله‪َ ،‬قا َ‬ ‫ب ِأك ْب َرِ الك ََبائ ِرِ َثلثًا؟ِ َقاُلوا‪ :‬ب ََلى َيا َر ُ‬
‫سو َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫كئا ً‬‫مت ّ ِ‬
‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫شَهاد َة ُ الّزوِر؛ وَ َ‬ ‫شَهاد َة ُ الّزورِ َأل وَ َ‬ ‫شَهاد َة ُ الّزورِ َأل وَ َ‬ ‫ن َأل وَ َ‬ ‫وال ِد َي ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫صلى ب َِنا‬ ‫ّ‬ ‫ت«ِ وأبو داود والترمذي‪َ » :‬‬ ‫َ‬
‫سك َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حّتى قلَنا لي ْت َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‪ ،‬ي ُكّرُرها َ‬ ‫َ‬ ‫ما َزا َ‬ ‫سف َ‬‫َ‬ ‫جل َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬
‫شَهاد َة ُ الّزورِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪ :‬ع َد َل َ ْ‬ ‫قا َ‬‫م َقاِئما ً فَ َ‬ ‫ف َقا َ‬ ‫صَر َ‬ ‫ما ان ْ َ‬ ‫ح؛ فَل َ ّ‬ ‫صب ْ ِ‬
‫صلة َ ال ّ‬ ‫ل الله َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫جأت َن ُِبوا قَوْلُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن َوا ْ‬ ‫ن الوْثا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫جأ َ‬ ‫جأت َن ُِبوا الّر ْ‬‫م قَرأ‪} :‬فا ْ‬ ‫ت؛ ث ّ‬ ‫مّرا ٍء‬ ‫ث َ‬ ‫الشَراك ِبالله ثل َ‬
‫س‬ ‫ي‬
‫َ َ ً ْ َ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ها‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ َ َ‬‫د‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫وأحمد‪:‬‬ ‫ه{‬ ‫فاَء لله غ َي ْ َ ُ ِ ِ َ ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫كي‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫حن َ َ‬ ‫الّزورِ ُ‬
‫ُ ْ ِ ٍء‬ ‫َ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫عي إل َْيها‬ ‫ذا د ِ‬ ‫شَهاد َة ً إ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن الّناِر«ِ والطبراني‪َ » :‬‬ ‫م َ‬ ‫قعَد َه ُ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ ،‬فَْليت َب َوّأ َ‬ ‫ل ََها ب ِأهْ ٍء‬
‫شهِد َ ِبالّزوِر«ِ‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫)تنبيه( إن شهادة الزور وهي أن يشهد بما ل يتحققه حرام‪ ،‬بل صرحوا بأنها‬
‫كبيرة قال الشيخ عز الدين بن عبد السلم‪ :‬وإذا كان الشاهد بها كاذبا ً أثم ثلثة‬
‫آثام‪ :‬إثم المعصية وإثم إعانة الظالم وإثم خذلن المظلوم؛ وإذا كان صادقًا‪ ،‬أثم‬
‫إثم المعصية ل غير لتسببه في إبراء ذمة الظالم وإيصال المظلوم إلى حقه‪.‬‬
‫باب التوبة‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬

‫) ‪(1/348‬‬

‫ة ع ََلى الله{ أي التي كتب على نفسه قبولها بفضله‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬إّنما الت ّوْب َ ُ‬
‫ن{‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ي َُتوُبو َ‬ ‫ة{ أي جأاهلين إذا عصوا ربهم }ث ُ ّ‬ ‫َ‬
‫جَهال ٍء‬ ‫سوَء ب ِ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬‫}ل ِل ّ ِ‬
‫ب ــــ قبل أن يغرغر وقبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها أو‬
‫ُ‬ ‫ري ٍء‬ ‫زمن ــــ قَ ِ‬
‫كيما{‬‫ً‬ ‫ح ِ‬ ‫ً‬
‫ن الله ع َِليما َ‬ ‫َ‬
‫م وَكا َ‬ ‫َ‬
‫ب الله ع َلي ْهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في صحته قبل مرض موته }فَأولئ ِك ي َُتو ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫مو ْ ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫حد َهُ ْ‬ ‫ضَر أ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ملو َ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ل ِل ّ ِ‬ ‫ت الت ّوْب َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫)سورة النساء‪ (17 :‬ل َي ْ َ‬
‫فار{‬ ‫م كَ ّ‬ ‫ن وَهُ ْ‬ ‫موُتو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت الن ــــ فل تنفعه ول تقبل منه }َول ل ِل ّ ِ‬ ‫ل إني ت ُب ْ ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ة‬
‫مُنوا ُتوُبوا إلى الله ت َوْب َ ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫)سورة النساء‪ (18 :‬وقال تعالى‪َ} :‬يا أي َّها ال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نصوحا ً ع َسى ربك ُ َ‬
‫حِتها‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫جَِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جأّنا ٍء‬ ‫م َ‬ ‫خل ك ْ‬ ‫م وَي ُد ْ ِ‬ ‫سي َّئات ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫فَر ع َن ْك ُ ْ‬ ‫ن ي ُك َ ّ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫سه ث ّ‬ ‫ف َ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ْ‬
‫سوءا أوْ ي َظل ِ ْ‬ ‫ً‬ ‫مل ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن ي َعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫الن َْهاُر{ )سورة التحريم‪ (8 :‬وقال تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫حيمًا{ )سورة النساء‪ (110 :‬وأخرج الشيخان‬ ‫فورا ً َر ِ‬ ‫جد ِ الله غ َ ُ‬ ‫فُر الله ي َ ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫والترمذي عن الحارث بن يزيد قال‪ :‬قال ابن مسعود سمعت رسول الله يقول‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حل َت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ه َرا ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫مهْل ِك َةٍء َ‬ ‫ض وَِبيئ َةٍء ُ‬ ‫ل ِفي أْر ِ‬ ‫ل ن ََز َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ح ب َت َوْب َةِ ع َب ْد ِهِ ال ُ‬ ‫»لله أفَْر ُ‬
‫ْ‬
‫حل َت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ت َرا ِ‬ ‫ظ‪ ،‬وَقَد ْ ذ َهَب َ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ست َي ْ َ‬ ‫ة َفا ْ‬ ‫م ً‬ ‫م ن َوْ َ‬ ‫ه فََنا َ‬ ‫س ُ‬ ‫وضعَ َرأ َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه َوشراب ُ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َل َْيها ط ََعا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كاِني‬ ‫م َ‬ ‫جأعُ إلى َ‬ ‫ل أْر ِ‬ ‫شاَء الله َقا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ش أوْ َ‬ ‫حّر َوالعَط ُ‬ ‫شت َد ّ ع َلي ْهِ ال َ‬ ‫ذا ا ْ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫فَط َل ََبها َ‬
‫ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظ‪،‬‬ ‫ست َي ْ َ‬ ‫ت َفا ْ‬ ‫مو َ‬ ‫عد ِهِ ل ِي َ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫ه ع ََلى َ‬ ‫س ُ‬ ‫ضعَ َرأ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَوَ َ‬ ‫مو َ‬ ‫حّتى أ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه‪ ،‬فَأَنا ُ‬ ‫ت ِفي ِ‬ ‫ذي ك ُن ْ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫شد ّ فََرحا ً ب ِت َوْب َةِ العَب ْد ِ ال ُ‬ ‫ه َفالله أ َ َ‬ ‫شَراب ُ ُ‬ ‫عن ْد َه ُ ع َل َي َْها َزاد ُه ُ وَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حل َت ُ ُ‬‫ذا َرا ِ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫س ُتوُبوا إلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه«ِ ومسلم‪َ» :‬يا أّيها الّنا ُ‬ ‫حلت ِهِ وََزاد ِ ِ‬ ‫هاذا ب َِرا ِ‬

‫) ‪(1/349‬‬

‫ْ‬
‫حّتى ت َب ْل ُغَ‬ ‫م َ‬‫خط َأت ُ ْ‬ ‫ة«ِ وابن ماجأه‪» :‬ل َوْ أ َ ْ‬ ‫مّر ٍء‬
‫ة َ‬‫ب إل َي ْهِ َفي ي َوْم ِ مائ َ َ‬ ‫َ‬
‫الله فَِإني أُتو ُ‬
‫ب‬‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫م«ِ والطبراني والبيهقي‪َ » :‬‬ ‫ب الله ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ل ََتا َ‬
‫م‪ ،‬ت ُب ْت ُ ْ‬‫ماَء ث ُ ّ‬
‫س َ‬‫م ال ّ‬ ‫خ َ‬
‫طاَياك ُ ُ‬ ‫َ‬
‫مَثالَها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة كت ََبها ب ِعَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ب ال ّ‬
‫شرٍء أ ْ‬ ‫سن َ ً‬
‫ح َ‬
‫ل العَب ْد ُ َ‬ ‫ذا ع َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬‫على َ‬ ‫ن َ‬‫مي ٌ‬
‫نأ ِ‬ ‫مي ِ‬ ‫الي َ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫شما َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬
‫ك‬ ‫م ِ‬ ‫ن‪ :‬أ ْ‬ ‫مي ِ‬ ‫ب الي َ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ن ي َك ْت َُبها‪َ ،‬قا َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ب ال ّ َ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫ة فَأَراد َ َ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا ع َ ِ‬ ‫َوإ َ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫نل ْ‬ ‫شْيئا وَإ ِ ْ‬‫ً‬ ‫ب ع َلي ْهِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ي َكت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫من َْها ل ْ‬ ‫فَر الله ِ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت‪ ،‬فإ ِ ِ‬‫َ‬ ‫عا ٍء‬ ‫سا َ‬ ‫ت َ‬ ‫س ّ‬ ‫سك ِ‬ ‫ُ‬ ‫م ِ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫ة‬
‫ة«ِ وابن أبي حاتم وابن مردوية‪» :‬الت ّوْب َ ُ‬ ‫حد َ ً‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ب ع َل َي ْهِ َ‬ ‫فرِ الله ك َت َ َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫م ل ت َُعود ُ إل َي ْهِ أَبدا«ًِ‬ ‫فرِ الله ث ُّ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ْ‬
‫من ْك فلت َ ْ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫فُرط ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ّ‬
‫م ع َلى الذن ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ح الن ّد َ ُ‬ ‫صو ُ‬ ‫الن ّ ُ‬
‫ب ل َُ‬
‫ه‬ ‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ ِ َ ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬
‫ّ َ َ ُ َ َْ ٌ َ ّ ِ ُ ِ َ‬‫ئ‬ ‫تا‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫دا‬ ‫ن‬ ‫»ال‬ ‫نعيم‪:‬‬ ‫وأبو‬ ‫والطبراني‬
‫ن‬
‫ّ‬ ‫»إ‬ ‫والترمذي‪:‬‬ ‫ه«ِ‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫ب‬ ‫بر‬ ‫زىء‬ ‫ست َ ْ ِ‬
‫ه‬ ‫م ْ‬ ‫كال ْ‬ ‫م ع َل َي ْهِ َ‬ ‫قي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ن الذ ّْنب‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫فُر ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َوال ُ‬
‫َ‬
‫ن تطلعَ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ب قَب ْ َ‬ ‫ن َتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ي ُغَْرِغْر«ِ ومسلم‪َ » :‬‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ة العَب ْد ِ َ‬ ‫ل تت َوْب َ َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫جأ ّ‬‫الله ع َّز وَ َ‬
‫ه«ِ والشيخان عن أبي سعيد الخدري قال‬ ‫ب الله ع َل َي ْ ِ‬ ‫مغْرِب َِها َتا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ل عَ ْ‬ ‫فسا‪َ ،‬فسأ َ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫سعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ل تِ ْ‬ ‫ل قَت َ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ن قَب ْلك ُ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َفي َ‬ ‫كا َ‬ ‫رسول الله ‪َ » :‬‬
‫فسا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫سعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬ ‫ل تِ ْ‬ ‫ه قَت َ َ‬
‫َ‬
‫ل‪ :‬إن ّ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ب فَأَتاه ُ فَ َ‬ ‫ل ع َلى َراه ِ ٍء‬ ‫ض‪ ،‬فَد ُ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل الْر‬ ‫أع ْل َم ِ أهْ ِ‬
‫َ‬ ‫ل عَ َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ل الْر ِ‬ ‫ن أع ْل َم ِ أهْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫سأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ثُ ّ‬ ‫ل مائ َ ً‬ ‫م َ‬ ‫ه فَك َ ّ‬ ‫قت َل َ ُ‬ ‫ل‪ :‬ل فَ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟ِ فَ َ‬ ‫ن ت َوْب َ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫فهَ ْ‬
‫م‬
‫ل‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ة؟ِ فَ َ‬ ‫ن ت َوْب َ ٍء‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫لل ُ‬ ‫س فَهَ ْ‬ ‫ل مائ َ َ‬ ‫ه قَت َ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫عال ِم ٍء فَ َ‬ ‫َ‬ ‫فَد ُ ّ‬
‫ف ٍء‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫ه إن ّ ُ‬ ‫لل ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جأ ٍء‬ ‫ل ع َلى َر ُ‬
‫ذا‬ ‫َ‬
‫ضك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حو ُ‬
‫ة‪ ،‬ان ْطل ِقْ إلى أْر ِ‬ ‫ن الت ّوْب َ ِ‬ ‫ل ب َي ْن َك وَب َي ْ َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬

‫) ‪(1/350‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫جأعُ إلى أْر ِ‬ ‫م َول ت َْر ْ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫ن الله ت ََعاَلى‪َ ،‬فاع ْب ُد ِ الله َ‬ ‫دو َ‬ ‫ن ِفيَها أَناسا ً ي َعْب ُ ُ‬ ‫ذا فَإ ِ ّ‬ ‫وَك َ َ‬
‫ت‪َ ،‬فا ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِفيه‬ ‫م ْ‬ ‫ص َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫مو ْ ُ‬ ‫ريقَ أَتاه ُ ال َ‬ ‫ف الط ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ذا ن َ َ‬ ‫حّتى إ َ‬ ‫سوٍءء َفان ْطلقَ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫فَإ ِن َّها أْر ُ‬
‫قلب ِهِ إلى‬ ‫ْ‬ ‫قِبل ً ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جأاَءَنا ُ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫ت َ‬ ‫قال ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ة العَ َ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫مةِ وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صوَرةِ‬ ‫ُ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ْ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫تا‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ير‬ ‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫ْ َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫لى‪.‬‬ ‫عا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫الله‬
‫كان أ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪ :‬قيسوا ما بين الرضين َفإَلى أ َ‬
‫و‬
‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫نى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫يت‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫قا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫مو‬ ‫حك َ ُ‬ ‫مي‪ ،‬فَ َ‬ ‫آد َ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ة«ِ وفي‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة الّر ْ‬ ‫َ‬
‫ملئ ِك ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ضت ْ ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ض التي أَراد َ فَ َ‬ ‫دوه ُ أد َْنى إلى الْر ِ‬ ‫جأ ُ‬ ‫سوا فَوَ َ‬ ‫قا ُ‬ ‫ه فَ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه‪ ،‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬ ‫داَء ِفي قَل ْب ِ ِ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ت ن ُك ْت َ ً‬ ‫ب ن َك َ َ‬ ‫ذا أذ ْن َ َ‬ ‫نإ َ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫الحديث الصحيح أنه قال‪» :‬إ ّ‬
‫ّ‬
‫شاه ُ وَت ُغَطيهِ‬ ‫ه‪ :‬أيْ ت َغْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حّتى ت َعْلو قلب َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ب َزاد َ ْ‬ ‫م ي َت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫نل ْ‬ ‫ه‪َ ،‬وإ ْ‬ ‫ل قَل ْب َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ص َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫ب َوا ْ‬ ‫َتا َ‬
‫ن الله‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ذي ذكَره ُ الله ِفي كَتاب ِهِ }كل ب َل َرا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫داُء‪ ،‬فذال ِك الّرا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سو ْ َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ت ِل ْك النكت َ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فُر َ‬
‫ك‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫م إّنا ن َ ْ‬ ‫ن{ )سورة المطففين‪ (14 :‬الل ّهُ ّ‬ ‫سُبو َ‬ ‫كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ََلى قُُلوب ِهِ ْ‬
‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صي َ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ن ل ن َُعود َ إَلى َ‬ ‫ك ع ََلى أ ْ‬ ‫ست َِعين ُ َ‬ ‫ك‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫ب إل َي ْ َ‬ ‫وَن َُتو ُ‬
‫)‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬

‫) ‪(1/351‬‬

‫تنبيه( التوبة واجأبة فورا ً من كل ذنب ولو صغيرا ً فمن أخره زمنا ً يسعها كان‬
‫عاصيا ً بتأخيرها‪ .‬قال الشيخ عز الدين بن عبد السلم وكذلك يتكرر عصيانه‬
‫بتكرر الزمنة المتسعة‪ ،‬فيحتاج إلى توبة عن تأخيرها‪ ،‬كما يحتاج إليها عن‬
‫الذنب المتقدم‪ ،‬ويجب تجديد التوبة عن المعصية‪ ،‬كلما ذكرها بعد التوبة على‬
‫ما زعمه القاضي أبو بكر الباقلني‪ .‬قال‪ :‬فإن لم يجددها فقد عصى معصية‬
‫جأديدة تجب التوبة منها‪ ،‬ثم إن علم ذنوبه على التفصيل لزمه التوبة عن آحادها‬
‫على التفصيل‪ ،‬ول يكفيه توبة واحدة‪ ،‬فالتوبة من جأملة الذنوب من غير ذكر‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫تفاصيلها غير صحيحة قال الزركشي‪ :‬وهذا ظأاهر وقال ابن عبد السلم يتذكر‬
‫من الذنوب السالفة ما أمكن تذكره وما تعذر فل يلزمه ما ل يقدر عليه‪ ،‬وقال‬
‫القاضي أبو بكر إن لم يتذكر تفصيل الذنب‪ ،‬فليقل إن كان لي ذنب لم أعلمه‬
‫فإني تائب إلى الله‪ .‬واعلم أن التوبة في نفسها طاعة وعد الثواب عليها‪ .‬وأما‬
‫ب الحليم التواب الرحيم‪.‬‬ ‫وض إلى الر ّ‬‫زوال العقاب الليم فهو مف ّ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪299 :‬‬
‫فصل في شروط التوبة المسقطة للِثم ظأنا ً ل قطعا‬

‫) ‪(1/352‬‬

‫أن يندم على فعل الذنب من حيث المعصية‪ ،‬وأن يعزم على أن ل يعود إليه أو‬
‫إلى مثله خالصا ً لله تعالى‪ ،‬وأن يقلع عنه حال ً إن كان متلبسا ً به أو مصّرا ً على‬
‫دها أو بدلها إن تلفت‬ ‫المعاودة إليه‪ ،‬وأن يخرج من المظالم والزكاة إن كانت بر ّ‬
‫لمستحقها ما لم يبرئه منها‪ ،‬ومنه قضاء صلة وصوم‪ ،‬وإن كثرا‪ ،‬فإن اخت ّ‬
‫ل‬
‫شرط من الشروط المذكورة لم تصح توبته‪ ،‬وأن يستغفر الله تعالى من ذنبه‬
‫بلسانه ظأاهرا ً وبقلبه باطنا ً على ما زعمه القاضي حسين‪ ،‬والقاضي أبو الطيب‬
‫والماوردي وغيرهم‪ ،‬ويجب في التوبة عن قود أو قذف أن يعلم المستحق‪،‬‬
‫ويمكنه من الستيفاء ومن نحو غيبة أن يستحل المغتاب منها إن علم‪ ،‬وإل‬
‫استغفر لنفسه ودعا له كالحاسد‪ ،‬ربنا تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وتحمل تبعاتنا‬
‫بمنك وكرمك آمين‪ .‬اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب أذنبناه استعمدناه أو‬
‫جأهلناه‪ ،‬ونستغفرك من كل ذنب تبنا إليك منه ثم عدنا فيه‪ ،‬ونسغفرك من‬
‫الذنوب التي ل يعلمها غيرك ول يمعها إل حلمك‪ ،‬ونستغفرك من كل ما دعت‬
‫إليه نفوسنا من قبل الرخص‪ ،‬فاشتبه ذلك علينا وهو عندك حرام‪ ،‬ونستغفرك‬
‫من كل عمل عملناه لوجأهك‪ ،‬فخالطه ما ليس لك فيه رضا ل اله إل أنت يا‬
‫أرحم الراحمين‪.‬‬
‫خاتمة في الخوف‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬

‫) ‪(1/353‬‬

‫خاُفو ِ‬
‫ن‬ ‫ن{ )سورة البقرة‪ (40 :‬وقال تعالى‪} :‬وَ َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ} :‬وإّيايَ َفاْرهَُبو ِ‬
‫ن{ )سورة آل عمران‪ (175 :‬فأمر بالخوف وأوجأبه وشرطه في‬ ‫مني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إ ْ‬
‫ور أن ينفك مؤمن عن خوف وإن ضعف‪ ،‬ويكون ضعف‬ ‫اليمان فذلك ل يتص ّ‬
‫م ِبالله‬ ‫مك ُْ‬ ‫خوفه بحسب ضعف معرفته وإيمانه‪ ،‬وقال رسول الله ‪» :‬أَنا أ َع ْل َُ‬
‫ْ‬ ‫وَأ َ َ‬
‫ة الله«ِ وقال عليه الصلة‬ ‫خافَ ُ‬ ‫م َ‬‫مةِ َ‬ ‫حك ْ َ‬‫س ال ِ‬ ‫ة«ِ وقال ‪َ» :‬رأ ُ‬ ‫شي َ ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬‫شد ّك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ن َول‬ ‫خوْفَي ْ ِ‬ ‫دي َ‬ ‫معُ عَلى ع َب ْ ِ‬ ‫جأ َ‬ ‫جألِلي ل أ ْ‬ ‫عّزِتي وَ َ‬ ‫ل‪ :‬وَ ِ‬ ‫جأ ّ‬
‫ل الله ع َّز وَ َ‬ ‫والسلم‪َ» :‬قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خافَِني ِفي الد ّْنيا‬ ‫ن َ‬
‫مةِ وَإ ِ ْ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬
‫ه ي َوْ َ‬
‫فت ُ ُ‬
‫خ ْ‬‫من َِني ِفي الد ّْنيا أ َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫من َْين فَإ ِ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫مع ُ ل َ ُ‬ ‫جأ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جأل ْد ُ العَب ْد ِ ِ‬‫شعَّر ِ‬ ‫ذا اقْ ْ‬ ‫ة«ِ وقال عليه الصلة والسلم‪» :‬إ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫من ْت ُ ُ‬ ‫أ ِ‬
‫جَرةِ الَبال ِي َةِ وََرقَُها«ِ وقال‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫خ َ‬
‫طاَياه ُ ك َ َ‬
‫ت عَ ِ‬ ‫حا ّ‬ ‫ما َيت َ‬ ‫ه َ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫حات ّ ْ‬‫خشي َةِ الله ت َ َ‬ ‫َ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫الحسن رضي الله عنه‪ :‬إن الرجأل ليذنب فما ينساه‪ ،‬ول يزال متخوفا ً حتى‬
‫يدخل الجنة‪ .‬وقال كعب الحبار رضي الله عنه‪ :‬إن رجأل ً من بني إسرائيل‬
‫أصاب ذنبا ً فحزن‪ ،‬فجعل يذهب ويجيء ويقول‪ :‬بم أرضي ربي بم أرضي ربي؟ِ‬
‫ديقًا‪ .‬وقال الفضيل رحمة الله عليه‪ :‬من خاف الله تعالى دله الخوف‬ ‫فكتب ص ّ‬
‫على كل خير‪ .‬وسئل ابن جأبير رضي الله عنه عن الخشية فقال‪ :‬هي أن تخشى‬
‫الله حتى تحول خشيته بينك وبين معاصيه‪ .‬وفي صحيح البخاري‪ ،‬وقال ابن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فأ ْ‬ ‫خا ُ‬ ‫ل يَ َ‬‫جأب َ ٍء‬
‫ت َ‬‫ح َ‬ ‫عد ٌ ت َ ْ‬‫ه َقا ِ‬ ‫ه ك َأن ّ ُ‬ ‫ن ي ََرى ذ ُُنوب َ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫مسعود رضي الله عنه‪ :‬إ ّ‬
‫َ‬
‫ه ب ِي َد ِهِ‬ ‫هكذا أيْ ذ َب ّ ُ‬ ‫ل ب ِهِ َ‬‫قا َ‬ ‫فهِ فَ َ‬‫مّر ع ََلى أن ْ ِ‬ ‫ب َ‬‫ه ك َذ َُبا ٍء‬ ‫جأر ي ََرى ذ ُُنوب َ ُ‬
‫فا ِ‬
‫ن ال َ‬ ‫ه؛ َوإ ّ‬ ‫قعَ ع َل َي ْ ِ‬ ‫يَ َ‬
‫مل ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫فَطاَر‪ .‬وقال رسول الله لعقبة بن عامر لما سأله‪ :‬ما النجاة؟ِ قال ‪» :‬أ ْ‬
‫كى‬ ‫ل بَ َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ل الّناَر َر ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ج أي ل ي َد ْ ُ‬ ‫ك«ِ وقال ‪» :‬ل ي َل ِ ُ‬ ‫طيئ َت ِ َ‬
‫خ ِ‬ ‫ك ع ََلى َ‬‫ك َواب ْ ِ‬ ‫سان َ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫خشي َةِ الله‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬

‫) ‪(1/354‬‬

‫م«ِ‬
‫جأهَن ّ َ‬
‫ن َ‬ ‫خا ُ‬‫ل الله وَد ُ َ‬ ‫معُ غ َُباٌر ِفي َ‬
‫سبي ِ‬ ‫جت َ ِ‬
‫ضْرِع‪َ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫حّتى ي َُعود َ الل ّب َ ُ‬
‫ن ِفي ال ّ‬ ‫ت ََعاَلى َ‬
‫ل عرشه يوم ل‬ ‫وفي الصحيحين‪ :‬أنه ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظأ ّ‬
‫ل إل ظأله‪ ،‬إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله‪ ،‬ورجألن تحاّبا في الله عّز‬ ‫ظأ ّ‬
‫دقا بيمينه‬ ‫ل‪ ،‬ورجأل دعته امرأة ذات جأمال‪ ،‬فقال إني أخاف الله؛ ورجأل تص ّ‬ ‫وجأ ّ‬
‫فأخفاها عن شماله ورجأل تعلق قلبه بالمسجد‪ ،‬ورجأل ذكر الله‪ :‬أي وعيده‬
‫وعقابه خاليا ً ففاضت عيناه‪ .‬أي خوفا ً مما جأناه واقترفه من المخالفات‬
‫والذنوب‪ .‬وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما‪ :‬لن أدمع دمعة‬
‫ي من أن أتصدقا بألف دينار‪ .‬وقال كعب الحبار رضي‬ ‫ب إل ّ‬ ‫من خشية الله أح ّ‬
‫الله عنه‪ :‬والذي نفسي بيده لن أبكي من خشية حتى تسيل دموعي على‬
‫ي من أن أتصدقا بجبل ذهب‪ .‬وقال عوف بن عبد الله‪ :‬بلغني أنه‬ ‫ب إل ّ‬ ‫وجأنتي أح ّ‬
‫ً‬
‫ل تصيب دموع النسان من خشية الله مكانا من جأسده إل حّرم الله تعالى ذلك‬
‫المكان على النار‪ .‬وكان محمد بن المنكدر إذا بكى مسح وجأهه ولحيته من‬
‫دموعه ويقول‪ :‬بلغني أن النار ل تأكل موضعا ً مسته الدموع‪ .‬وفي صحيح ابن‬
‫حبان عن عطاء قال‪ :‬دخلت أنا وعبيد بن عمر على عائشة رضي الله عنها‬
‫فقالت لعبيد بن عمر‪ :‬قد آن لك أن تزورنا فقال‪ :‬أقول يا أمت كما قال الول‪:‬‬
‫ُزْر ِغب ّا ً تزدد حبًا‪ :‬فقالت‪ :‬دعونا من مطالبكم هذه‪ .‬فقال ابن عمر‪ :‬أخبرينا‬
‫بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله قال‪ :‬فسكتت‪ .‬ثم قالت‪ :‬لما كانت ليلة من‬
‫الليالي قال‪ :‬يا عائشة ذريني أعبد الليلة ربي‪ .‬قلت‪ :‬والله إني لحب قربك‬
‫وأحب ما يسرك قالت‪ :‬فقام فتظهر‪ ،‬ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى ب ّ‬
‫ل‬
‫ل لحيته قالت‪ :‬ثم بكى فلم يزل يبكي‬ ‫حجره‪ ،‬وكان جأالسا ً فلم يزل يبكي حتى ب ّ‬
‫ل الرض‪ ،‬فجاء بلل يؤذنه بالصلة‪ ،‬فلما رآه يبكي قال‪ :‬يا رسول الله لم‬ ‫حتى ب ّ‬
‫تبكي‪ ،‬وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ِ قال‪ :‬أفل أكون عبدا ً‬
‫ي‬‫شكورًا‪ .‬وفي منهاج الغزالي‪ :‬إن آدم صف ّ‬
‫) ‪(1/355‬‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬

‫الله ونبيه خلقه بيده وأسجد له ملئكته‪ ،‬وحمله على أعناقهم إلى جأواره لما‬
‫أكل أكلة واحدة لم يؤذن له فيها‪ ،‬فنودي أن ل يجاورني من عصاني وأمر‬
‫الملئكة الذين حملوا سريره يزجأونه من سماء إلى سماء حتى أوقعوه بالرض‪،‬‬
‫ولم يقبل توبته فيما روى حتى بكى على ذلك مائتي سنة‪ ،‬ولحقه من الهوان‬
‫والبلء ما لحقه‪ ،‬وبقيت ذريته في تبعات ذلك على البد‪ .‬ثم إن نوحا ً شيخ‬
‫المرسلين عليه السلم الذي احتمل في أمر دينه ما احتمل لم يقل إل كلمة‬
‫َ‬ ‫واحدة على غير وجأهها إذ نودي‪َ} :‬فل ت َ‬
‫ن‬
‫كأ ْ‬ ‫عْلم إّني أ َ ِ‬
‫عظ ُ َ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫ما ل َي ْ َ‬ ‫سأل َ ّ‬
‫ن َ‬ ‫َ ْ‬
‫ن{ )سورة هود‪ (46 :‬حتى روي في بعض الخبار أنه لم يرفع‬ ‫جاه ِِلي َ‬
‫ن ال َ‬
‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫تَ ُ‬
‫كو َ‬
‫رأسه إلى السماء حياء من الله تعالى أربعين سنة انتهى‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬

‫) ‪(1/356‬‬

‫وقال الحسن‪ :‬إن آدم عليه الصلة والسلم بكى حين أهبط من الجنة ثلثمائة‬
‫عام حتى جأرت أودية سرنديب من دموعه‪ .‬وقال وهب بن الورد‪ :‬إن نوحا ً عليه‬
‫ديه‬‫الصلة والسلم لما عاتبه الله في ابنه بكى ثلثمائة عام حتى صار في خ ّ‬
‫أمثال الجداول‪ :‬أي النهار الصغار من البكاء‪ ،‬وقال مجاهد‪ :‬بكى داود عليه‬
‫السلم أربعين يوما ً ساجأدا ً ل يرفع رأسه حتى نبت المرعى من دموعه حتى‬
‫غطى رأسه‪ ،‬فنودي‪ :‬يا داود أجأائع أنت فتطعم أم ظأمآن فتسقى أم عارٍء‬
‫فتسكى‪ ،‬فنحب نحبة هاج منها العود فاحترقا من حّر جأوفه‪ .‬ثم أنزل الله عليه‬
‫التوبة والمغفرة‪ ،‬فقال‪ :‬يا ربي اجأعل خطيئتي في كفي‪ ،‬فصارت خطيئته في‬
‫كفه مكتوبة‪ ،‬فكان ل يبسط كفه لطعام ول لشراب ول لغيره إل رآها فأبكته‬
‫قال‪ :‬وكان يؤتى بالقدح ثلثاه ماء فإذا تناوله أبصر خطيئته فما يضعه على شفته‬
‫حتى يفيض القدح من دموعه‪ .‬وقال عبد الله بن عمرو‪ :‬كان يحيى بن زكرياء‬
‫داه وبدت أضراسه فقالت له أمه‪ :‬لو أذنت‬ ‫عليهما السلم يبكي حتى تقطع خ ّ‬
‫ي حتى أتخذ لك قطعتين من لبود تواري بهما أضراسك عن الناظأرين‪،‬‬ ‫لي يا بن ّ‬
‫ديه‪ ،‬فكان يبكي فكانتا تسيلن بالدموع فتجيء أمه‬ ‫فأذن فألصقتهما بخ ّ‬
‫فتعصرهما فتسيل دموعه على ذراعها‪ .‬وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي‬
‫ديق رضي الله عنه رجأل ً بكاء ل يملك عينيه إذا قرأ‬ ‫الله عنها‪ :‬كان أبو بكر الص ّ‬
‫القرآن‪ .‬وقال عبد الله بن عيسى‪ :‬كان في وجأه عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫ديق رضي الله عنه‪ :‬ليتني‬ ‫عنه خطان أسودان من البكاء‪ .‬وقال أبو بكر الص ّ‬
‫كنت شعرة في صدر مؤمن‪ .‬وقال عمر رضي الله عنه عند موته‪ :‬الويل لعمر‬
‫ن‬
‫إن لم يغفر الله له؛ وبكى ابن عباس رضي الله عنهما حتى صار كأنه الش ّ‬
‫البالي؛ وبكى تلميذه سعيد بن جأبير حتى عمشت عيناه‪ .‬وعن عبد الرحمن بن‬
‫ف؛ قال‪ :‬وما‬‫يزيد بن جأابر قال‪ :‬قلت لزيد بن مرثد‪ :‬مالي أرى عينك ل تج ّ‬
‫مسألتك عنه؟ِ قلت‪ :‬عسى الله أن ينفعني به؛ قال‪ :‬يا أخي إن الله قد توعدني‬
‫إن أنا عصيته أن يسجنني في‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/357‬‬

‫النار‪ ،‬والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إل في الحمام لكنت حريا ً أن ل تج ّ‬


‫ف لي‬
‫عين‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له فهكذا أنت في خلواتك‪ ،‬قال‪ :‬وما مسألتك عنه؟ِ قلت‪:‬‬
‫عسى الله أن ينفعني بذلك‪ ،‬فقال والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى‬
‫أهلي‪ ،‬أي لرادة وطئها فيحول ذلك بيني وبين ما أريد‪ ،‬وإنه ليوضع الطعام بين‬
‫يديّ فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله حتى تبكي امرأتي‪ ،‬وتبكي صبياننا ما‬
‫يدرون ما أبكانا‪ .‬وعن عمر بن زاذان قال‪ :‬قال لي كهمس‪ :‬يا أبا سلمة أذنبت‬
‫ذنبا ً فإني أبكي عليه منذ أربعين سنة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هو قال‪ :‬زارني أخ لي‬
‫فاشتريت له سمكا ً بدانق‪ ،‬فلما أكل قمت إلى حائط جأار لي‪ ،‬فأخذت منه‬
‫قطعة طين فغسل بها يده فأنا أبكي على ذلك منذ أربعين سنة‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬

‫) ‪(1/358‬‬

‫ودخل بعض أصحاب فتح الموصلي عليه فرآه يبكي ودموعه خالطها صفرة‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬بكيت الدم‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬على ماذا؟ِ قال‪ :‬على تخلفي عن واجأب‬
‫حق الله‪ .‬ثم رآه في المنام بعد موته‪ ،‬فقال له‪ :‬ما فعل الله بك؟ِ قال غفر لي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما صنع في دموعك؟ِ قال‪ :‬قربني‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا فتح على ماذا بكيت؟ِ‬
‫قلت‪ :‬يا رب على تخلفي عن واجأب حقك قال‪ :‬فالدم؟ِ قلت‪ :‬خوفا ً أن ل يفتح‬
‫لي‪ ،‬قال‪ :‬يا فتح ما أردت بهذا كله وعزتي وجأللي لقد صعد حافظاك أربعين‬
‫سنة بصحيفتك ما فيها خطيئة‪ .‬وكان أبو الدرداء رضي الله عنه صاحب رسول‬
‫الله يحلف بالله إن من أمن السلب عند موته سلب عند موته‪ :‬أي جأزاء لمنه‬
‫مكر الله‪ .‬وقال عبد الرحمن بن مهدي‪ :‬مات سفيان الثوري‪ ،‬فلما اشتد به‬
‫النزع جأعل يبكي‪ ،‬فقال له رجأل‪ :‬يا أبا عبد الله أتراك كثير الذنوب؟ِ فرفع رأسه‬
‫وأخذ شيئا ً من الرض‪ ،‬فقال‪ :‬والله لذنوبي أهون عندي من هذا إني أخاف أن‬
‫أسلب اليمان قبل أن أموت‪ ،‬وفي الروض الفائق عن سفيان الثوري أنه خرج‬
‫إلى مكة حاجأا ً فكان يبكي من أول الليل إلى آخره في المحمل‪ ،‬فقال شيبان‬
‫الراعي‪ :‬يا سفيان بكاؤك إن كان لجأل المعصية فل تعصه‪ ،‬فقال سفيان‪ :‬أما‬
‫الذنوب فما خطرت ببالي قط صغيرها ول كبيرها‪ ،‬وليس بكائي يا شيبان من‬
‫أجأل المعصية‪ ،‬ولكن خوف الخاتمة لني رأيت شيخا ً كبيرا ً كتبنا عنه العلم‪،‬‬
‫وعلم الناس أربعين سنة وجأاور بيت الله الحرام سنتين‪ ،‬وكان يلتمس بركته‬
‫ويسقي به الغيث‪ ،‬فلما مات حول وجأهه عن القبلة‪ ،‬ومات على الشرك كافرا‪ً،‬‬
‫فأنا أخاف من سوء الخاتمة‪ .‬وقال سهل‪ :‬رأيت في المنام كأني أدخلت الجنة‬
‫ي فسألتهم ما أخوف ما كنتم تخافون في الدنيا؟ِ فقالوا سوء‬ ‫فرأيت ثلثمائة نب ّ‬
‫الخاتمة‪ .‬اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ونعوذ بك من سوئها‪ ،‬وأن تتوفانا على‬
‫ه‪} :‬أ َن ْذ ِْر‬ ‫ل ع َل َي ْ ِ‬
‫ن ن ََز َ‬
‫حي َ‬ ‫سو ُ‬
‫ل الله ِ‬ ‫اليمان والتوبة‪ ،‬وفي الصحيحين‪َ :‬قا َ‬
‫م َر ُ‬
‫شَر قَُري ْ ٍء‬
‫ش‬ ‫معْ َ‬‫ن{ )سورة الشعراء‪ (214 :‬فقال‪َ :‬يا َ‬ ‫شيَرت َ َ‬
‫ك القَْرِبي َ‬ ‫عَ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫) ‪(1/359‬‬

‫ف ل أ ُغ َْنى‬ ‫مَنا ٍء‬‫عبد َ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫شْيئا ً َيا َبن ِ‬ ‫ن الله َ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬


‫ُ‬
‫ن الله ل أغ ِْني ع َن ْك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬ ‫شت َُروا أ َن ْ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ن الله شْيئا‪َ ،‬يا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م َ‬ ‫ل الله ل أغِني ع َن ْك ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫م َر ُ‬ ‫س عَ ّ‬‫ن الله شْيئا‪َ ،‬يا ع َّبا ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ع َن ْك ْ‬
‫سِليِني‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫بنت‬ ‫فاطمة‬ ‫يا‬ ‫ا‪،‬‬‫ً‬ ‫يئ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫الله‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ني‬ ‫ْ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫ل‬
‫ُ َ ّ ٍء َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ِ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫في ّ ُ َ ّ َ ُ ِ‬
‫سو‬ ‫ر‬ ‫مة‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ص ِ‬‫َ‬
‫ل كعب الحبار رضي الله‬ ‫شْيئًا‪ ،‬وََقا َ‬ ‫ن الله َ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬ ‫ش‬ ‫ما‬ ‫لي‬ ‫م ْ َ ِ‬
‫ما‬ ‫ن‬
‫ْ ِ ِ َ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫عنه‪ :‬إذا كان يوم القيامة جأمع الله الولين والخرين في صعيد واحد‪ ،‬ونزلت‬
‫الملئكة فصارت صفوفا ً فيقول يا جأبريل ائتني بجهنم‪ ،‬فيأتي بها جأبريل تقاد‬
‫بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها‪ ،‬حتى إذا كانت من‬
‫الخلئق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلئق‪ ،‬ثم زفرت‬
‫ي مرسل إل جأثا على ركبتيه‪ ،‬ثم تزفر الثالثة‬ ‫ثانية فل يبقى ملك مقرب ول نب ّ‬
‫فتبلغ القلوب الحناجأر‪ ،‬وتفزع العقول فيفزع كل امرىء إلى عمله‪ ،‬حتى أن‬
‫إبراهيم الخليل يقول‪ :‬بخلتي ل أسألك إل نفسي ويقول موسى‪ :‬بمناجأاتي ل‬
‫أسألك إل نفسي‪ ،‬وإن عيسى يقول بما أكرمتني ل أسألك إل نفسي ل أسألك‬
‫مريم التي ولدتني‪ .‬وقال أيضًا‪ :‬لو فتح من جأهنم قدر منخر ثور بالمشرقا‪،‬‬
‫ورجأل بالمغرب لغلي دماغه حتى يسيل من حّرها‪ ،‬أعاذنا الله منها‪ .‬وروى عن‬
‫مي َ‬ ‫ح َ‬ ‫ح ُ‬ ‫َ‬
‫من ْذ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ك‪َ .‬قال‪َ :‬‬ ‫ض َ‬ ‫ل يَ ْ‬‫ميكاِئي َ‬ ‫ما أَرى ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ري َ‬ ‫جأب ْ ِ‬
‫النبي أنه قال‪َ» :‬يا ِ‬
‫جأ ّ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ز‬‫ع‬ ‫الله‬ ‫صي‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫خا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬‫جأ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫لي‬ ‫ف ْ ِ‬ ‫ت‬ ‫جأ ّ‬
‫َ ّ َ َ‬ ‫َْ ٌ ُ ْ ُ ِ ْ َ َ ّ ُ َ َ َ ْ ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ت الّناُر وَ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫جعَل ُِني ِفيها«ِ فإذا كانت هذه حالة النبياء والملئكة المطهرين من الدناس‪،‬‬ ‫فَ َ ْ‬‫ي‬
‫فكيف حالي وحال أمثالي من عصاة الناس وأين بكائي لصراري على‬
‫المعاصي‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬

‫) ‪(1/360‬‬

‫اللهم أني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عمل ً‬
‫أستحق به رضاك‪ ،‬وحتى أناصحك في التوبة خوفا ً منك‪ ،‬يا مقلب القلوب ثبت‬
‫قلبي على دينك‪.‬‬
‫ختام الخاتمة في الرجأاء‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سَرُفوا ع َلى أن ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قال الله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫مةِ‬‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قن ِطوا ِ‬ ‫م ل تَ ْ‬ ‫سهِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬‫عَباِدي ال ِ‬ ‫ل َيا ِ‬
‫جأميعا{ )سورة الزمر‪ (53 :‬وفي قراءة رسول الله ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ب َ‬ ‫فُر الذ ُّنو َ‬ ‫ن الله ي َغْ ِ‬ ‫الله إ ّ‬
‫ول يبالي إنه هو الغفور الرحيم وكان أبو جأعفر محمد بن علي يقول‪ :‬أنتم أهل‬
‫عَباِدي‬ ‫ل َيا ِ‬ ‫العراقا تقولون أرجأى آية في كتاب الله عز وجأل قوله تعالى‪} :‬قُ ْ‬
‫ب‬ ‫فُر الذ ُّنو َ‬ ‫ن الله ي َغْ ِ‬ ‫مةِ الله إ ّ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬‫طوا ِ‬‫قن ِ ُ‬ ‫م ل تَ ْ‬‫سهِ ْ‬‫ف ِ‬ ‫سَرُفوا ع ََلى أ َن ْ ُ‬ ‫ال ّذي َ‬
‫نأ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫ف‬
‫سو ْ َ‬ ‫َ‬
‫ميعا{ ونحن أهل البيت‪ :‬نقول أرجأى آية في كتاب الله قوله‪} :‬وَل َ‬ ‫ً‬ ‫جأ ِ‬
‫َ‬
‫مته في‬ ‫ضى{ )سورة الضحى‪ (5 :‬فل يرضى محمد وأحد من أ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طيك َرب ّك فت َْر َ‬ ‫َ‬ ‫ي ُعْ ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫خل ق َ كت َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ضى الله ال َ‬ ‫َ‬
‫ما ق َ‬ ‫َ‬
‫النار‪ .‬وأخرج الشيخان وابن ماجأه قال رسول الله ‪» :‬ل ّ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضِبي«ِ وفي رواية‪» :‬غلب َ ْ‬ ‫ت غَ َ‬‫ق ْ‬‫سب َ َ‬‫مِتي َ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫شهِ إ ّ‬‫عن ْد َه ُ فَوْقاَ ع َْر ِ‬ ‫ك َِتابا ً فَهُوَ ِ‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫دي‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ظأ َ ّ‬‫ل‪» :‬أَنا ِ‬ ‫جأ ّ‬‫ضِبي«ِ وأحمد وابن ماجأه والبيهقي‪ .‬قال الله عّز وَ َ‬ ‫غَ َ‬
‫عل ب ِعَب ْد ٍء إَلى‬ ‫َ‬
‫ل وَ َ‬ ‫جأ ّ‬‫مَر الله َ‬ ‫ه‪ .‬والبيهقي‪ :‬أ َ‬ ‫شّرا ً فَل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ظأ َ ّ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬‫خْيرا ً فَل َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ظأ َ ّ‬ ‫يإ ْ‬‫بِ َ‬
‫ن ظأ َّني ب ِكَ‬ ‫َ‬
‫ن كا َ‬ ‫بإ ْ‬ ‫ما َوالله َيا َر ّ‬ ‫قال‪ :‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‪ ،‬ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫ْ‬
‫رها الت َ َ‬ ‫في ِ‬‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ف ع َلى َ‬ ‫َ‬
‫ما وَق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الّناِر‪ ،‬فل ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سنًا‪ ،‬فَ َ‬
‫دي«ِ والشيخان‬ ‫ن ع َب ْ ِ‬ ‫ن ظأ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫عن ْد َ ُ‬ ‫دوه ُ أَنا ِ‬ ‫جأل ُر ّ‬ ‫ّ‬ ‫قال الله ع َّز وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬‫لَ َ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫مةٍء أن َْز َ‬ ‫ن لله مائ َ َ‬
‫ن َوالن ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ن ال ِ‬‫حد َة ً ب َي ْ َ‬ ‫ة َوا ِ‬‫م ً‬ ‫ح َ‬‫من َْها َر ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َر ْ‬ ‫والترمذي‪» :‬إ ّ‬
‫ش‬
‫ح ُ‬ ‫ف الط َي ُْر َوالوَ ْ‬ ‫ن وَب َِها ت َعْط ِ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن وَب َِها ي َت ََرا َ‬ ‫فو َ‬ ‫م ِفيها ي َت ََعاط َ ُ‬ ‫وا ّ‬ ‫َوالب ََهائ ِم ِ َوالهَ َ‬
‫َ‬ ‫ع ََلى أ َْولد ِ َ‬
‫عَباد َه ُ‬ ‫م ِبها ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ة ي َْر َ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫سِعي َ‬ ‫ة وَت ِ ْ‬ ‫سعَ ً‬‫خَر ت ِ ْ‬ ‫ها وَأ ّ‬

‫) ‪(1/361‬‬

‫ذا ا َ‬
‫سْبي قَد ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫مرأة ٌ ِ‬ ‫سْبي‪ ،‬فَإ ِ َ ْ‬
‫َ‬
‫ي بِ َ‬ ‫م ع ََلى الّنب ّ‬ ‫ة«ِ والشيخان‪» :‬قُد ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ه‪،‬‬ ‫ضعَت ْ ُ‬ ‫ه ب ِب َطِنها وَأْر َ‬ ‫قت ْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ه فأل َ‬ ‫َ‬ ‫خذ ت ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫سْبي أ َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫صب ِي ّا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫جأد َ ْ‬ ‫سَعى إذ وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ثد ْي ََها ت َ ْ‬ ‫َ‬ ‫حل ُ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫نل‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ر‬
‫َ ِ َ َ َِ َ‬‫د‬ ‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫نا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ها‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫رو‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫نب‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫فَ‬
‫ْ‬ ‫ّ ِ َ‬ ‫ِ َ ً َ َ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َُ َ‬ ‫ّ ّ‬
‫َ‬
‫دها«ِ والنسائي عن عامر الرام‬ ‫ن هاذ ِهِ ب ِوَل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِبالعَِباد ِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ل‪ :‬لله أْر َ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت َط َْر َ‬
‫َ‬
‫يٌء قَد ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ساٌء وَِفي ي َد ِهِ َ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ك َ‬ ‫جأ ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫سول الله إذ ْ أقْب َ َ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫قال‪» :‬ب َي ْن َ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫وا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت ِفيَها أ ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫جرٍء فَ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ضةِ َ‬ ‫ت ب ِغَي ْ َ‬ ‫مَرْر ُ‬ ‫ل الله َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ف ع َل َي ْ ِ‬ ‫ال ْت َ ّ‬
‫ت ع ََلى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فَِراخ َ‬
‫داَر ْ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ن َفا ْ‬ ‫مهُ ّ‬ ‫تأ ّ‬ ‫جاَء ْ‬ ‫ساِئي فَ َ‬ ‫ن ِفي ك َ َ‬ ‫ضعْت ُهُ ّ‬ ‫ن فَوَ َ‬ ‫خذ ْت ُهُ ّ‬ ‫طائ ِرٍء فَأ َ‬ ‫ْ ٍء‬
‫ل‪:‬‬ ‫معي‪َ .‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫ول‬ ‫فتهن فَهن أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫سي‬
‫َ‬ ‫ُ ّ ُ ّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َرأ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬‫حم ِ أ ّ‬ ‫ن ل َِر ْ‬ ‫جُبو َ‬ ‫ل الله ‪ :‬أت َعْ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ن؛ فَ َ‬ ‫مهُ ّ‬ ‫ن إل ّ ل ُِزو َ‬ ‫مهُ ّ‬ ‫تأ ّ‬ ‫ن وَأب َ ْ‬ ‫ضعَهُ ّ‬ ‫ن فَوَ َ‬ ‫ضعْهُ ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خَها‪،‬‬ ‫فَرا ِ‬ ‫فَراخ ب ِ ِ‬ ‫م ال ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ب ِعَِباد ِهِ ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه أْر َ‬ ‫ح ق ّ لل ُ‬ ‫ذي ب َعَث َِني ِبال َ‬ ‫وال ِ‬ ‫خَها؟ِ فَ َ‬ ‫خ فَِرا َ‬ ‫فَرا ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن«ِ والترمذي‬ ‫جأعَ َبه ّ‬ ‫ن فََر ِ‬ ‫معَهُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مهُ ّ‬ ‫ن وَأ ّ‬ ‫خذ ْت َهُ ّ‬ ‫ثأ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضعَهُ ّ‬ ‫حّتى ت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫جأعْ ب ِهُ ّ‬ ‫َفاْر ِ‬
‫م‬
‫ن آد َ َ‬ ‫ل الله ت ََعالى‪َ :‬يا اب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪َ» :‬قا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل الله ي َ ُ‬ ‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫وحسنه عن أنس قال‪َ » :‬‬
‫م لوَْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إن ّ َ‬
‫ن آد َ َ‬ ‫من ْك َول أَباِلي‪َ ،‬يا اب ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما كا َ‬ ‫ت لك ع َلى َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫جأوْت َِني إل غ َ‬ ‫ما د َع َوْت َِني وََر َ‬ ‫ك َ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫م ل َوْ أت َي ْت َِني ِبقَرا ِ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ك‪َ .‬ياب ْ َ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫فْر ُ‬ ‫فْرت َِني غ َ َ‬ ‫ست َغْ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ماِء‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ك ع ََنا َ‬ ‫ت ذ ُُنوب ُ َ‬ ‫ب َل َغَ ْ‬
‫شْيئا ً لت َي ْت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫شرِ ُ‬ ‫م لَ ِ‬ ‫خ َ‬
‫ة«ِ وأحمد‬ ‫فَر ً‬ ‫مغْ ِ‬ ‫قَراب َِها َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫قيت َِني ل ت ُ ْ‬ ‫طاَيا‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫الْر ِ‬
‫والطبراني‬

‫) ‪(1/362‬‬

‫ما أ َوّ ُ‬ ‫عن معاذ بن جأبل قال‪ :‬قال رسول الله ‪» :‬إن شئ ْت َ ْ‬
‫قو ُ‬
‫ل الله‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫م أن ْب َأت ُك ُ ْ‬‫ْ ِ ُ ْ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫ن الله ت ََعالى ي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ه‪ ،‬فإ ِ ّ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫قوُلو َ‬ ‫ما ي َ ُ‬‫ل َ‬‫ما أ َوّ ُ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬‫م ال ِ‬ ‫ن ي َوْ َ‬ ‫مني َ‬ ‫ت ََعاَلى ل ِل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫قوُلو َ‬
‫ن‪:‬‬ ‫م؟ِ فَي َ ُ‬ ‫ل‪ :‬ل ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م َيا َرب َّنا‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ن‪ :‬ن َعَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫قاِئي؟ِ فَي َ ُ‬ ‫م لِ َ‬‫حب َب ْت ُ ْ‬
‫لأ ْ‬ ‫ن‪ :‬هَ ْ‬ ‫مني َ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫َ‬
‫فَرِتي ‪.‬‬ ‫مغْ ِ‬ ‫وي وَ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م عَ ْ‬‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫ل‪ :‬قَد ْ أوْ َ‬
‫جأب ْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫فَرت َ َ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫ك وَ َ‬‫فو َ َ‬ ‫جأوَْنا ع َ ْ‬‫َر َ‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬
‫اللهم إنا نرجأو عفوك ومغفرتك ولقاءك‪ ،‬ونعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك‬
‫من عقوبتك‪ .‬اللهم إنا نسألك الراحة في الدارين‪ .‬وأن ل تنزع منا ما وهبته لنا‬
‫من اليمان والعلم‪ ،‬وأن ل تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‪ ،‬وأن توفقنا للعمل بما تحبه‬
‫وترضاه‪ ،‬وأن ل تجعل علمنا حجة علينا‪ ،‬وأن تجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من‬
‫النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ .‬وأن تؤمننا من الفزع الكبر‪ ،‬وأن‬
‫مكتبة‬ ‫إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد‬
‫مشكاة السلمية‬
‫تظلنا في ظأل عرشك يوم ل ظأل إل ظألك‪ ،‬وأن ترزقنا الجنة بغير حساب‪،‬‬
‫والنظر إلى وجأهك بكرة ً وعشيًا‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد النبي المي‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬
‫اللهم إنا نرجأو عفوك ومغفرتك ولقاءك‪ ،‬ونعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك‬
‫من عقوبتك‪ .‬اللهم إنا نسألك الراحة في الدارين‪ .‬وأن ل تنزع منا ما وهبته لنا‬
‫من اليمان والعلم‪ ،‬وأن ل تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‪ ،‬وأن توفقنا للعمل بما تحبه‬
‫وترضاه‪ ،‬وأن ل تجعل علمنا حجة علينا‪ ،‬وأن تجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من‬
‫النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ .‬وأن تؤمننا من الفزع الكبر‪ ،‬وأن‬
‫تظلنا في ظأل عرشك يوم ل ظأل إل ظألك‪ ،‬وأن ترزقنا الجنة بغير حساب‪،‬‬
‫والنظر إلى وجأهك بكرة ً وعشيًا‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد النبي المي‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫) ‪(1/363‬‬

‫رقم الجزء‪ 1 :‬رقم الصفحة‪310 :‬‬

‫) ‪(1/364‬‬

You might also like