You are on page 1of 30

‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫األدلة العقلية على وجود هللا‬


‫اا ال أن‬ ‫مع أن اإلميان بوجود هللا وخلقه للكون قض ي ي ي ي ي ي ة اجس‪ ,‬عل را النا ا وسطروا عل الأس ي ي ي ي ي ييل‬
‫املؤمنني ابهلل تعيياأ أقيياموا أدليية لى ض عل ‪,‬ي ي ي ي ي ي ييرورليياا وقييد تنوعييل تل ي أدلأر عل ل ي ا واخأل ييل‬
‫مسييالكرا ومسييارالا د اال ييأدالما وبلع دموعرا عددا لس اا س ن ل‪ ,‬طائ ة وس لس ييوع وعا يذلر من‬
‫األدلة ما يأنا ب مع أصوله ال لس ةا ومساره د النظر واال أدالم(‪.)1‬‬

‫ومع تنوع األدلة اليت أقامرا املؤمنون عل وجود هللاا سري د الوقل ن س ي ي ي ييه أل ة س ما ب نرا د القوض‬
‫والضيع ود الحي ة والسطالنا سسعضيرا قو د داللأه مأما ي د مقدماته وطرائقها وبعضيرا ‪,‬يع‬
‫هزي‪ ,‬ال يح ييمد أمان النقد والأم الا وال بد له من تعديالري لى ض ست يس ييأق عل ييوقها وبعض ييرا‬
‫ظاهر السطالن وال سادا وال ميكن صالسه حبام‪.‬‬

‫ودموع األدلة الح ي ي ي ي ة منرا يدم بو‪ ,‬ي ي ييوة عل نسوري ايتق قة اإلميان ة اليت ي ي ييس الأنس ه عل را د‬
‫املس ث الس ياب من أن اإلميان بوجود هللا ل س درد قض ي ة تس ييل م ة عاط ةا ول س قائما عل درد ع ز‬
‫املخال عن قامة الدل ‪ ,‬عل النق ض ا و منا هو قض ة تحديق ة ا أدالل ة برهان ة صادقة‪.‬‬

‫والأنس ييه عل ل ي الأمييايز بني األدليية اليت أقييامرييا املؤمنون عل وجود هللا مر جييدا؛ ألن س ييه تنس رييا‬
‫للمؤمنني عل ‪,‬ييرورض ال رب بني ما يسيياا د اال ييأدالم عل وجود هللا و‪,‬ييرورض الأحلد من صي ة الدل ‪,‬‬
‫الذ يعأمدون عل ه د ل ؛ وألن س ه الأنس ه عل املسي ي ي ي ي ي ييال االلأوائ ة املخادعة اليت يسي ي ي ي ي ي ييلكرا بعض‬
‫املالسدض للأشي ييك د وجود هللاا س ث يعمد أ بعض األدلة الضي ييع ة ويسي ييلط عل را النقد ويكش ي ي‬
‫عن ‪,‬ع را ل نأري من ل أ الأشك د ل‪ ,‬األدلة اليت أقامرا املؤمنون عل وجود اخلال س انه‪.‬‬

‫ود هذا الس يياا ال بد من الأنس ه عل خ ييطورض اال أدالم ابألدلة اخلاطاة أو الضع ة أو ر احملررض ؛‬
‫لزون أنظاره‬ ‫ألن هذا النوع من األدلة ال ين ع ايت و منا يضي ي ي ي ي ييع من جانسه ا ساملي ي ي ي ي ييخال ون لل‬
‫عل هذا النوع من األدلة ويعر‪ ,‬ي ي ي ي ي ي ييون عن األدلة املسأق مة الحايتةا وايت ال إأاك د انأحاره أ لىرض‬
‫األدلة بقدر ما إأاك أ قوض األدلة ومتا ي ي ييكرا وانض ي ي ييساطرا سدل ‪ ,‬واسد صي ي ي ي ح املقدماري ي ي ييل عن‬
‫املعار‪,‬ة خ من عشرين دل ‪ ,‬مقدماته ‪,‬ع ة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر د عرض شيء من ل ‪ :‬مدخ‪ ,‬أ امل أاس زيقاا عزمي الن (‪.)114-78‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬منراك السنة النسويةا ابن ت م ة (‪.)421/8‬‬

‫‪10‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ومع لىرض األدلة الح ي ي ة الدالة عل وجود هللاا ولونه خالقا للكونا واخأالع ص ي ي ارا وأشي ييكاهلاا‬
‫ال أننا ي ي ي يينقأح ي ي ي يير د هذا املقان عل ا ي ي ي ييأعراض دل لني سقطا اا‪ :‬دل ‪ ,‬اخلل واإل اد ودل ‪ ,‬اإلسكان‬
‫واإلتقيانا سرميا من أقوا األدلية اليدالية عل وجود هللاا وأجالايا د اليدالليةا ومن ألىر ميا ييذلره القر ن‬
‫ويش ل ه‪.‬‬

‫و ي يينقون اب ي ييأعراض ل‪ ,‬دل ‪ ,‬منرا وب ان ص ي ييورته وترل سه ومس ي ييأنده العقلي وال طر ووجه داللأها‬
‫نسأعرض أصوم االعرتا‪,‬اري اليت أاثرها الناقدون سولها ونسني وجه اخلطح د ل‪ ,‬اعرتاض منرا‪.‬‬

‫الدليل األول‪ :‬دليل اخلقل واإلاجاد‪:‬‬

‫تأ ح ي ي ي ي يي‪ ,‬سق قة هذا الدل ‪ ,‬د اال ي ي ي ي ييأدالم عل ‪ ,‬ي ي ي ي ييرورض وجود هللا حبدو الكون م ع مكوانته‬
‫وأسييدانييها سييالكون اسي اد من األسييدا وسعيي‪ ,‬من األسعيياما سال بييد لييه من اييد وسيياعيي‪ ,‬يقون سييدانييه‬
‫وسعله و اده من العدنا سك‪ ,‬شيء إد بعد أن يكن س نه ب أن يكون له سب وساع‪.,‬‬

‫وهذا الدل ‪ ,‬دل ‪ ,‬عقلي يق ينا قريب جدا من ال طرض اإلنسييان ة السييل مةا واملسييل اال ييأدال الذ‬
‫يعأمد عل ه مسي ي ييل برها يق ين يسي ي ييأعمله عامة العقالء د س ال ا وهو ي ي يير‪ ,‬قريبا ظاهر املقدماري‬
‫قل ‪ ,‬اخلطواريا ال إأاك اإلنسي ي ي ييان س ه أ تعل وال درا ي ي ي يية وال تذل وال مراجعة وال ت كر؛ وألج‪ ,‬هذا‬
‫ليان هيذا اليدل ي‪ ,‬من ألىر األدلية اليت يعأميد عل ريا النيا د اإلمييان ابهلل ع الأياريو اإلنس ي ي ي ي ي ي ييا ا ومن‬
‫أو عرا انأشارا بني املؤمنني‪.‬‬

‫وسكي أن أعراب ا ي ي ي ي ييا‪ :,‬ل عرسل رب ع سقام‪ :‬السعرض تدم عل السع واألنر يدم عل املس ي ي ي ي ي ا‬
‫ا‬
‫(‪)3‬‬
‫مساء اري أبراك وأرض اري س اك وحبار اري أمواك أال تدم عل السم ع السح ‪.‬‬

‫وسكي عن أيب سن ي ي ي ي ي ي ي ة أنه جاءه قون سسحلوه عن وجود هللاا سقام‪ :‬أخ و قس‪ ,‬أن نأكل د هذه‬ ‫ا‬
‫املسحلة عن نة د دجلةا تذهبا سأمأي ي ي ي ي يلئ من الطعان واملأاع ور ه بن ي ي ي ي ي يسراا وتعود بن سراا سرت و‬
‫بن ي ي يسرا ا وت رغ وترجي ي يعا ل‪ ,‬ل من ر أن يدبرها أسدع! سقالوا‪ :‬هذا اام ال ميكن أبدا! سقام هل ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ا لان هذا ااال د نةا سك د هذا العا لله علوه و له!!‬

‫سرذه األخسار ور هاا تكش عن طس عة املسل اال أدال د هذا الدل ‪,‬ا وتدم عل أنه ا أدالم‬

‫(‪ )3‬لره ابن لى د ت س (‪.)197/1‬‬


‫(‪ )4‬شرة العق دض الط اويةا ابن أيب العز (‪.)16‬‬

‫‪11‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫عقلي قريب من ال طر اإلنسي ي ييان ةا واحلكم عقليه بذلك ليس تققليال من قوته‪ ,‬وال إنزاال من ش أ أأونه‪ ,‬وال‬
‫حتقريا من مكانته‪ ,‬وإمنا هو لبيان طبيعته‪ ,‬وسهولته‪ ,‬وقربه‪ ,‬وكيفية االنتقال العققلي فيه بني مقدماته‪.‬‬

‫ومسي بمسياء مأعيددضا ومنريا‪ :‬اليدل ي‪ ,‬الكو ا ابعأسيار أنيه يقون‬


‫وقيد عارع هيذا اليدل ي‪ ,‬بلقياب لى ضا ا‬
‫عل اال ي ي ي ي ي ي يأييدالم حبييدو الكونا ومنرييا‪ :‬دل يي‪ ,‬ايتييدو ا ابعأسييار أن يقون عل االعأميياد عل مع‬
‫ايتدو واخلل ا ومنرا‪ :‬دل ‪ ,‬االخرتاعا ابعأسار أنه يعأمد عل مع اإلسدا من العدنا ور ل من‬
‫األمساء واأللقاب‪.‬‬

‫ومن خالل عرض حقيقة دليل اخلقل واإل اجاد تتبني أنه تقوم عقل مقدمتني أس أ أ أ أ أأاس أ أ أ أ أأيتني‪ ,‬ا‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬أن الكون حادث من العدم وليس قدميا‪ ,‬والثانية‪ :‬أن احلادث ال بد له من حمدث ‪.‬‬

‫ومع و‪,‬ييوة هاتني املقدمأنيا وظرورااا ال أنه ال بد من ت ح ي ‪ ,‬القوم س راا و نساري أدلة ص ي أرما‬
‫وا أقامأراا ست تأحلد ص ة ل الدل ‪,‬ا وتأعم سق قأه د الن و ا وست تدسع الشكوك اليت يى ها‬
‫املعار‪,‬ون عل ل‪ ,‬واسد منرما‪.‬‬

‫أما املقدمة األوىل‪ :‬وهي‪ :‬أن الكون حادث غري قدمي‪ ,‬ساملراد ا‪ :‬أن الكون الذ نش ي ي ي ييرده ونعلمه‬
‫له بداية د وجودها سقد لان معدوما انأق‪ ,‬من العدن أ الوجودا وصييار مأح ي ا بح ي اري الوجود بعد‬
‫هل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا‪.‬‬ ‫س ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييدا‬ ‫ل ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييان‬ ‫أن‬
‫واال ي ي ييأدالم بدل ‪ ,‬ايتدو عل وجود هللا تعاأ ال يأوق عل نساري سدو أص ي ي يي‪ ,‬الكون ب‪ ,‬يك ي‬
‫س ه نساري بعض ايتواد املش ييرودض ابألعني ل دو اإلنس ييان والنساري ور ااا وهذه طريقة القر ن‪( :‬أن‬
‫اخلقوا من ر شي ي يييء أن ه اخلالقون) ب‪ ,‬ن هذه ايتواد اميكن أن نسي ي ييأدم ا إلنساري سدو أصي ي يي‪,‬‬
‫الي ي ي يك ي ي ييون بي ي ي يطي ي ي يريي ي ي يق ي ي يية عي ي ي يقي ي ي يلي ي ي ي ي ي يية (تيا ي ي يرا اجي ي ي يع د أص ي ي ي ي ي ي ي ي ي يي‪ ,‬الي ي ي يكي ي ي يأ ي ي يياب لي ي ي يل ي ي ييدلي ي ي يأ ي ي ييور الي ي ي يعي ي ي يمي ي ي ي )‬
‫اجع س را‬ ‫و نساري سدو الكون له مسال عقل ة وأخرا من النظرايري العلم ةا سحما املسال العقل ة س ا ا‬
‫أص ي ي يي‪ ,‬الكأاب د املو‪ ,‬ي ي ييع املش ي ي ييار ل ه قريسا‪ 5‬مع الأنس ه أ أن بعض الطوائ اإل ي ي ييالم ة قد تكل وا د‬
‫طريقة نساري سدو الكون ما جعلر ينكرون بعض ايتقائ الشرع ة‪.‬‬

‫األدلة العقلمية عقل حدوث العامل‪:‬‬

‫مع أن العق‪ ,‬املسين عل داللة ايتس الضي ييرورية يدم عل سدو العا ا ويشي ييرد بن له بداية اأومةا‬

‫‪ 5‬حذفنا ذلك تسهيال عقل الطالب يف املستوى األول وذلك بسبب شكوى الكثري منهم من صعوبته بسبب عدم التخصص‬

‫‪12‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫س ن العل الأ رييب د تطوراته ايتديىة يؤلد د عدد من الأش ي ي ي ي يياساته املأحخرض أن العا ساد يزيد من قوض‬
‫تل ايتق قة وتعمقرا‪.‬‬

‫وقد تضاسرري مقاالري عدد لس من العلماء الأ ريس ني مع اخأالع اخأحاصال واهأمامال العلم ة‬
‫عل أتل د هذه ايتق قةا وتو ييعوا د شييرسرا وب ان مسييأندالاا وانسي امرا مع مقأضي اري العل الأ رييب‬
‫ايتديث وتطوراتها وأ‪ ,‬ي ل قض ي ة سدو العا من القضييااي املس ييأقرض د لأاابري لى منر ا حب ث‬
‫ط قوا يسأانون عن لر األدلة الأ ح ل ة الدالة عل ل ا ب‪ ,‬تو ع بعضر وأخذ يشرة سالة العا د‬
‫الل ظاري األوأ من سدونه وتشكله‪.‬‬

‫ود ب ان ل يقوم العا ال زايئي املعاص ي يير بوم دي ز‪ :‬أه الأش ي يياع علمي د عح ي يران هذا هو أن‬
‫الكون املاد يكون موجودا أبدا (‪)6‬ا ويقوم عا الك م اء جون لل ال لونراري‪ :‬تدلنا الك م اءا عل‬
‫أن بعض املواد د ي ي ييس ‪ ,‬الزوام أو ال ناءا ولكن بعضي ي ييرا يس ي ي ي رو ال ناء بسي ي ييرعة لس ض وا خر بسي ي ييرعة‬
‫‪ ,‬ييا لةا وعل ل سان املادض ل س ييل أبديةا ومع ل أيض ييا أ ا ل س ييل أبل ةا أن هلا بدايةا وتدم‬
‫الش ي ي ي ي ي ي يواهد من الك م اءا ور ها من العلونا عل أن بداية املادض تكن بط اة أو تدر ةا ب‪ ,‬أوجدري‬
‫بحي ي ييورض س ائ ةا وتسي ي ييأط ع العلون أن حتدد لنا الوقل الذ نشي ي ييحري س ه هذه املوادا وعل ل س ن هذا‬
‫العا املاد ال بد أن يكون لوقاا وهو منذ أن خل خيض ي ييع لقواننيا و ي يينن لون ة اددض ل س لعنح ي يير‬
‫املحادسة ب نرا مكان (‪.)7‬‬

‫ل ا ل س خاصي ي ي ي ي ييا ابلعلماء املؤمننيا ب‪ ,‬أقر‬ ‫واإلقرار حبدو الكونا وقوض داللة العل ايتديث عل‬
‫بذل عدد لس من العلماء املل دينا ومن أش ي ي ي ي ييرره ‪ :‬ي ي ي ي ييأ ن هولنجا س نه يقوم‪ :‬ومع ترال الدل ‪,‬‬
‫الأ رييب والنظر ا أص ي ييسح من الوا‪ ,‬ي ييح ألىر وألىر أن الكون ال بد له بداية د الزمانا ست متل ال هنة‬
‫عل ل ائ ا د ‪1970‬ن (‪)8‬ا ولرر املع ن س ي ي ييه د عدد من لأسها ب‪ ,‬لر أن االعأقاد ببل ة الكون‬
‫يؤد أ ا أنأاجاري خ ة(‪.)9‬‬

‫و يياا عددا من املس ييأنداري اليت تدم داللة ظاهرض عن سدو الكونا وأنه يكن أب ا وأنكر عل‬
‫العلميياء ال زايئ ني الييذين مييا بالوا يؤمنون ببل يية الكونا ولكنييه مع ل ي يؤلييد مرارا القوم بن سييدو‬

‫(‪ )6‬القوا األربع األ ا ة د الكون (‪.)17‬‬


‫(‪ )7‬هللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسر مونس ما (‪.)31‬‬
‫(‪ )8‬اتريو موجز للزمان (‪.)7‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬الكون د قشرض جوب (‪. )72‬‬

‫‪13‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫الكون ال يعين االسأ اك أ اخلال لما حيت ب انه(‪.)10‬‬

‫و يكأ عدد من العلماء الأ ريس ني ابلأحل د عل داللة العا ايتديث عل سدو الكونا و منا‬
‫تو ييعوا د شييرة ال اهني العلم ة الدالة عل ل ا وأطالوا د تو‪ ,‬ي ح دالاللا املخأل ةا وتأسعوا الأطوراري‬
‫الأارخي ة اليت مرري ا تل الدالالريا ورصدوا أه اطالا اليت مرري ا‪.‬‬

‫الىا ا‬ ‫ومن أه الشواهد العلم ة اليت يعأمد عل را العلماء د نساري سدو الكون‪ :‬قانون الدينام‬
‫الذ يعين‪ :‬أن الطاقة ايترارية ال تنأق‪ ,‬ال من األجس ييان ايتارض أ األجس ييان األق‪ ,‬منرا سرارضا وال ميكن‬
‫أن إييد العكس(‪)11‬ا وهييذا يييدم عل أن الطيياقيية د الكون ال تس ي ي ي ي ي ي ي ال د اجتيياه واسييد سقطا وهو‬
‫االنأقام من األعل سرارض أ األق‪ ,‬سرارض‪.‬‬

‫ود اال ي ي ي ي ي ي ييأدالم ذا القانون عل سدو الكونا وب ان وجه داللأها يقوم عا الطس عة الس ولوجي‬
‫سراني ألن‪ :‬قوانني الييدينييام كييا ايترارييية تييدم عل أن مكوانري هييذا الكون ت قييد سرارلييا تييدر يياا وأ ييا‬
‫ييائرض سأما أ يون تحي س ه ع ع األجسييان حتل درجة من ايترارض ابلاة االخن اضا هي الحي ر املطل ا‬
‫ويوماذ تنعدن الطاقةا وتسي ي ي ي ي ي ييأ ‪ ,‬ايت اضا وال مناص من سدو هذه ايتالة من انعدان الطاقاري عندما‬
‫تحيي‪ ,‬درجة سرارض األجسييان أ الح ي ر املطل مبضييي الوقلا أما الشييمس املس ييأعرضا والن ون املأوه ةا‬
‫واألرض الان ة بنواع ايت اضا سكلرا دل ‪ ,‬وا‪,‬ييح عل أن أصيي‪ ,‬الكون أ ييا ييه يرتسط بزمانا بدأ من يتظة‬
‫مع نةا سرو ن سد من األس ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يدا ا ومع ل أنه ال بد ألص ي ي يي‪ ,‬الكون من خال أب ا ل س له‬
‫بدايةا عل اي ط بك‪ ,‬شيءا قو ل س لقيدرته سدودا وال بد أن يكون هذا من صنع يديه (‪.)12‬‬

‫ويقوم أ ي ي ي ييأا الك م اء او ولوج ة دوانلد لدروبرري لار‪ :‬أما عن حتديد عمر الأكويناري او ولوج ةا‬
‫مى‪ ,‬مواد الش ييرب ور هاا سقد أمكن اب ييأخدان العالقاري االش ييعاع ة أن رح يي‪ ,‬عل ص ييورض ش ييسه لم ة‬
‫عن اتريو األرضا ويس ي ي ييأخدن د الوقل ايتا‪ ,‬ي ي يير عدد من الطرا املخأل ة لأقدير عمر األرض بدرجاري‬
‫مأ اوتة من الدقةا ولكن نأائج هذه الطرا مأقاربة أ سد لس ا وهي تشي ي أ أن الكون قد نش ييح منذ‬
‫رو مخسة باليني نةا وعل ل ا س ن هذا الكون ال ميكن أن يكون أبل اا ولو لان لذل ملا بق ي ي ي ي ي يل‬
‫س ه أ عيناصر اشعاع ةا ويأ هيذا الرأ مع القانون الىا من قوانني الدينام كا ايترارية (‪.)13‬‬

‫(‪ )10‬انظر‪ :‬الأحم العظ ا أ ن هولنج (‪. )165‬‬


‫(‪ )11‬انظر‪ :‬أ ا اري ال زايءا بوش (‪. )344-327‬‬
‫(‪ )12‬هللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسر مونس ما (‪ .)12‬وانظر شاهداري أخرا‪ :‬املرجع اته (‪. )91‬‬
‫(‪ )13‬املرجع الساب (‪)91‬ا وانظر شاهداري أخرا‪ :‬املرجع اته (‪33‬ا ‪ )96‬ا واإل الن يأ داا وس د الدين خان (‪.)55‬‬

‫‪14‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫وأقر برتراند ر ي ي ي ي ي ي يي‪ – ,‬وهو من أعمدض املل دين الك ا – بن قانون الدينام ايترار يدم عل‬
‫سدو الكونا ولكنه ي ي ييع أ الأقل ‪ ,‬من أا ة داللأه عل ‪ ,‬ي ي ييرورض وجود اخلال وساوم تن القار‬
‫من االعأماد عل ه(‪.)14‬‬

‫وسني لر العا ال زايئي املعاصي ي ي ي ي ي يير بوم دي ز القوم بقدن الكونا أشي ي ي ي ي ي ييار أ أن هذا القوم يواجه‬
‫صي ييعوابري ابلاة الأعق د والقوضا و لر منرا داللة القانون الىا من قوانني الدينام ايتراريةا وشي ييرة وجه‬
‫لونه مشكال جدا عل القوم ببل ة الكون(‪.)15‬‬

‫ومن الشواهد العلم ة اليت اعأمد عل را العلماء د نساري سدو الكون‪ :‬قض ة االن ار العظ بك‪,‬‬
‫مكوانلاا وهي نظرية ‪ ,‬ي ي ييخمةا وا ي ي ييعة األرجاءا لى ض الأ اصي ي ي ي ‪,‬ا ولكن ساص ي ي ييلرا الذ يرمنا د هذا‬
‫املو‪ ,‬ي ي ييع‪ :‬أن العا خرك أ الوجود نأ ة ان ار عظ سد قس‪ ,‬ألىر من مخس ي ي يية عش ي ي يير أل مل ون‬
‫نةا تشكلل من خالهلا ع ع أجزاء الكون املكونة هل كله(‪.)16‬‬

‫وقد أ‪,‬ي ل نظرية االن ار العظ – مع أ ا ما بالل نظرية ظن ة‪ -‬من أو ييع الشيواهد العلم ة اليت‬
‫يعأمد عل را العلماء د نساري سدو الكونا يقوم العا ال زايئي املعاص ي يير بوم دي ز‪ :‬يأ ال لك ون‬
‫سييال ييا عل أن الكون قييد جيياء أ الوجود من ان ييار عظ (‪)17‬ا وجعلرييا من أقوا األدليية عنييده عل‬
‫نساري وجود اخلال املدبر للكونا ووصي را ب ا هسة هللاا وبني ل بن ما نأج أنناءها وبعدها من الدقة‬
‫الساهرض د قوانني الكون ومقاي سه يسأ ‪ ,‬ال أن يكون ب ع‪ ,‬مدبر سك عل (‪.)18‬‬

‫وانأر أ أن الكون الذ تراه إم‪ ,‬بحي ي ييماري العمل اري ال زايئ ة اليت سدنل منذ بداية الأضي ي ييخ ا‬
‫ومع ل أن الكون خيرك أبدا من عدنا ب‪ ,‬هو خل هللا (‪.)19‬‬

‫ويقوم العا ال زايئي املعاصر ريأشارد موريس د اا سديىه عن سدو الكون‪ :‬أود ن أن أؤلد‬
‫عل أن ال هان عل أن الكون قد بدأ ابن ار لس منذ ما يقرب من مخسي يية عشي يير أل مل ون ي يينة ما‬

‫(‪ )14‬انظر‪ :‬نظرض علم ة (‪.)109-107‬‬


‫(‪ )15‬انظر‪ :‬االقرتاب من هللا (‪.)15‬‬
‫(‪ )16‬انظر‪ :‬د شرة ت اص ‪ ,‬هذه النظرية‪ :‬اتريو موجز للزمان من االن ار العظ أ الىقوب السوداءا أ ن هولنج (‪-106‬‬
‫‪)110‬ا القوا األربع األ ا ة د الكونا بوم دي ز (‪.)223-118‬‬
‫(‪ )17‬القوا األربع األ ا ة د الكون (‪.)20‬‬
‫(‪ )18‬انظر‪ :‬املرجع الساب (‪ 229‬ا ‪ 230‬ا ‪.)232‬‬
‫(‪ )19‬املرجع الساب (‪ )251‬ا وانظر‪ :‬االقرتاب من هللاا له أيضا (‪. )65‬‬

‫‪15‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫بام يسدو برهاان ي ي ي ي ي ي يياسقاا ومن املؤلد أن األسكار العلم ة هي ثا يأا سعالا ولى ا ما تنسذ النظرايريا‬
‫ول س ثا ال يقس‪ ,‬الأحي ي ييور أن هذا قد إد د النراية لنظرية االن ار الكس ا عل أنه ال يوجد ال قلة‬
‫من العلميياء يؤمنون بن هييذا ثييا إأميي‪ ,‬أن إييد د أ وقييل عيياجيي‪,‬ا هييذا ن لييان ي ي ي ي ي ي ي ييد عل‬
‫اإلطالاا وما بام ال هان عل وجود ان ار عظ يسدو برهاان جد مقنع (‪.)20‬‬

‫وتعد هذه النظرية الدل ‪ ,‬األقوا الذ اعأمد عل ه العا ال زايئي املعاص ي ي يير املل د ي ي ييأ ن هولنج د‬
‫نساري سدو الكونا س نه شرة ت اص ‪ ,‬تل النظرية ورصد األدلة الدالة عل را وألد نسولا وأقر مبوجسرا‬
‫د نساري سدو الكون صراسة(‪.)21‬‬

‫وأما ي ي ي ي ي ي ييأ ن وين ع سقد أقان لأابه الشي ي ي ي ي ي يير الدقائ الىال األوأ من عمر الكون عل نظرية‬
‫االن ار العظ ا ومع تح ييرإه بن تل النظرية ل س ييل يق ن ة د نسولا ال أنه لر أن نظرية عن أص يي‪,‬‬
‫الكون ش ي يياعل جداا ست أن ال لك ني يدعو ا رالسا النمو ك الق ا ي يييا وهذه النظرية هي تقريسا النظرية‬
‫املسيماض االن ار العظ (‪)22‬ا توري‪ ,‬د شيرة ت اص لراا و لر شواهدها العلم ة د ائر الكأاب‪.‬‬

‫ويكش ي ي ي ي ي ي ي أنأو سلو عن أنر هذه النظرية عل ها س قوم‪ :‬عندما الأق ل ألوم مرض – ل لسي ي ي ي ي ي ييوع‬
‫مل د‪ -‬بنظرية االن ار الكو اليت تح ي ي ي ي ي ييدري لأ سي ي ي ي ي ي ي وجود الكونا أدرلل أنين أواجه نظرية أل ةا‬
‫نظرية تأماشي ي ي ي ي ي ما يطرسه ي ي ي ي ي ي ر الأكوينا و ا لان األمر لذل ا سل يعد هناك م ر من الس ث عمن‬
‫أسد هذه السداية (‪.)23‬‬

‫وتعد نظرية االن ار العظ من أعظ الكوار العلم ة اليت نزلل لالحي ي ي ي ي ي يياعقة عل عقوم الناقدين‬
‫ووصي ي ي ي ا را أسده ب ا نظرية لريرةا‬ ‫لألداين؛ وألج‪ ,‬هذا ا ي ي ييأماتوا د الأنكر هلاا ود االعرتاض عل راا ا‬
‫ونعأرا خر ا سذلر أ ا نظرية با ضة للعق‪ ,‬العلمي(‪.)24‬‬

‫وقد اا املأسنون هلذه النظرية د اال أدالم عل نسولا أدلة علم ة لى ض جداا ول‪ ,‬دل ‪ ,‬منرا يحلح‬

‫(‪ )20‬ساسة العل ا عسور ايتد من ال زايء أ امل أاس زيقا (‪.)16‬‬
‫(‪ )21‬انظر‪ :‬اتريو موجز للكون (‪ )55‬والأحم العظ ا له أيضا (‪.)156-152‬‬
‫(‪ )22‬الدقائ الىال األوأ من عمر الكون (‪)12‬ا وانظر (‪)16‬ا وقد مدة العا ال زايئي املعاصر أ ن هولنج هذا الكأاب‬
‫بنه ج دا جدا ا انظر‪ :‬اتريو موجز للزمان (‪.)10‬‬
‫(‪ )23‬هناك له – ‪,‬من لأاب رسلة عق‪ ,‬لعمر شري ‪.)80( -‬‬
‫رتوب‪. )146-145( ,‬‬ ‫(‪ )24‬انظر‪ :‬القض ة اخلال ا‬

‫‪16‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫أن يكون دل ال م ردا عل سدو الكونا ولكن ت ح ‪ ,‬ل ثا يطوم به الكالن جدا(‪.)25‬‬

‫ونأ يية لقوض األدليية العلم يية الييداليية عل سييدو الكون ط ع ييدد لس من املنكرين لوجود هللا ال‬
‫ي ي ي ي ييظرر املنابعة د نسوري ل ا و منا يظرر املنابعة د نسوري داللة ل عل ‪,‬ي ي ي ي ييرورض وجود اخلال لما‬
‫حيت ب انه‪.‬‬

‫وأما املقدمة الثانية ‪ ,‬وهي ‪ :‬أن احلادث ال بد له من حمدث ا ساملراد ا ‪ :‬أن أ سع‪ ,‬إد د‬
‫الوجود س ن ال بد له من ساع‪ ,‬يقون به ويؤنر د وجوده ا ألنه يسأ ‪ ,‬د املعدون أن إد ن سه أو أن‬
‫يقع با ساع‪. ,‬‬

‫وهذه املقدمة من أجل املقدماري ا وأو‪ ,‬ي ييح املساد العقل ة الض ي ييرورية ا و‪ ,‬ي ييرورض اسأ اك ايتواد أ‬
‫أ ي ييساب مؤنرض مسدأ عقلي ‪,‬ي ييرور ا ال ميكن للعق‪ ,‬اإلنسي ييا أن يسي ييأمر د الأنكر له ا أو أن يدون عل‬
‫تحي ييور نق ضي ييه ألسأة ا سال ميكن للعق‪ ,‬اإلنسي ييا أن يحي ييدا بوجود شي يييء لان معدوما بدون أن يكون له‬
‫ساع‪ ,‬أنر د سدانه ‪.‬‬

‫وهذا املسدأ من أوائ‪ ,‬ما يدرله السش يير د س ال العمل ة ا ب‪ ,‬هو من أعظ املعا ال طرية املس ييأقرض د‬
‫الطس عة اإلنس ي ييان ة ا ومن أجل القوانني اليت خيض ي ييعون هلا د تعامالل ايت ات ة ا ويسي ي ي ون عل وسقرا د‬
‫سر ما يدون سوهل من أسدا الكون ا ود ب انه هذه ايتق قة يقوم ابن ت م ة ‪ :‬من املعلون ابلضرورض أن‬
‫ايتاد بعد عدمه البد له من اد ا وهذه قضي ة ‪,‬ييرورية معلومة ابل طرضا ست للحييس ان؛ س ن الحيييب لو‬
‫‪,‬يربه ‪,‬ييارب وهو راس‪ ,‬ال يسحييره لقام‪ :‬من ‪,‬يربينع سلو ق ‪ ,‬له‪ :‬يضيرب أسدا يقس‪ ,‬عقله أن تكون‬
‫الض يربة سدنل من ر اد ا ب‪ ,‬يعل أنه البد لل اد من اد ‪ .‬س ا ق ‪ :,‬سالن ‪ ,‬يرب ا بكي ست‬
‫يضرب ‪,‬اربه (‪. )26‬‬

‫ويقوم ابن سزن د ي ي ي ي اا ب انه للمعارع اليت يدرلرا اإلنس ي ي ييان ابلسديرة وال طرض ‪ :‬سمن ل ‪ :‬علمه‬
‫بن اوزء أق‪ ,‬من الك‪ ,‬ا س ن الح ي ي يييب الح ي ي ييا د أوم مت زه ا أعط أه مترتني بك و ا بدته اثلىة ا ي ي ي ير ا‬
‫وهذا عل منه بن الك‪ ,‬ألىر من اوزء ‪...‬ومنرا ‪ :‬علمه بنه ال يكون سع‪ ,‬ال من ساع‪ ,‬ا س نه ا رأا‬

‫(‪ )25‬انظر ‪ :‬الأحم العظ ا أ ن ن هولنج (‪ )157‬ا وساسة العل ا ريأشارد موريس (‪ )52‬ا وهللا والعل ا جان ر نون‬
‫(‪ )78‬ا خل الكون بني العل واإلميان ا امد اب ‪ ,‬الطائي (‪. )95-84‬‬
‫(‪ )26‬دموع ال أاوا (‪. )358/5‬‬

‫‪17‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ش اا قام ‪ :‬من عم‪ ,‬هذاع وال يقنعه ألسأة بنه انعم‪ ,‬بدون عام‪.)27( ,‬‬

‫إثراء توض أ أ أ أ أأيري مهم لا أ أ أ أ أأرو ح مب أأدأ الس أ أ أ أ أأببي أأة وأن ك أأل ح أأادث ال ب أأد ل أأه من حم أأدث‪:28‬‬
‫وميكن أن يقام د ب ان وجه ‪,‬ييرورض مسدأ السييسس ة عن طري الأقس ي العقلي ايتاصيير ‪ :‬ن سدو الشيييء‬
‫بعد أن ي كن موجودا دل ‪ ,‬عل أنه ل س قدميا ؛ لو لان قدميا ملا لان معدوما د يتظة من الل ظاري‬
‫ا ودل ‪ ,‬عل أنه ل س ثأعنا ؛ لو لان ثأنعا ملا حتق وجوده د اخلارك ‪.‬‬

‫ن انأقاله من العدن أ الوجود ال خيلو من سالني ‪ :‬ما أن يكون ل ساداث با ساع‪ ,‬ا و ما أن‬
‫يكون ب اع‪ ,‬ا وسدونه با ساع‪ ,‬مناقض للض ييرورض العقل ة والن س ي ي ة اليت دها اإلنس ييان د داخله ؛ ألنه‬
‫ال يوجد أسد من العقالء األ ي ي ي ييوايء يأعام‪ ,‬مع أسدا الواقع بن ال ساع‪ ,‬هلا ا وال أسد منر يعأقد بن‬
‫ييرقة ماله لان با ساع‪ ,‬وال أسد منر يعأقد أن سدو الش ييج د رأ ييه لان با ساع‪ ,‬ا ب‪ ,‬ل‪ ,‬عاق‪,‬‬
‫يعأقد أنه ما من سد ال لو من سعله ‪.‬‬

‫سل يس ال أن يكون لك‪ ,‬ساد ساع‪ ,‬ا وسدونه ابل اع‪ ,‬ال خيلو ما أن يكون ال اع‪ ,‬هو الشي ي ي ي ي ي يييء‬
‫ايتاد ن سي ي ي ي ييه و ما أن يكون ر ه ا ولكن لون الشي ي ي ي يييء املعدون إد ن سي ي ي ي ييه ويعط را ص ي ي ي ي ي ة الوجود‬
‫مسييأ ‪ ,‬لىالنة أمور ‪ :‬األوم ‪ :‬أنه يلزن منه تقدن الشيييء عل ن سييه ا ال ييأ الة وجود ال ع‪ ,‬قس‪ ,‬ال اع‪,‬‬
‫ا والىا ‪ :‬ألن ساقد الشي يييء ال ميكن أن يعط ه لن سي ييه وال لا ه ا والىالث ‪ :‬ألنه الشي يييء املمكن د سام‬
‫عدمه يأس ي ي يياوا د سقه الوجود والعدن ا وترج ح أسد االسأمالني ال بد له من مرجع ؛ ال ي ي ييأ الة ترجح‬
‫أسد االسأمالني بال مرجح ا ويسي ي ي ييأ ‪ ,‬أن يكون املرجح الشي ي ي يييء املعدون اته ؛ لو لان لذل لكان‬
‫قدميا ا ولكنه ل س لذل ‪.‬‬

‫سل يس ال أن يكون ال اع‪ ,‬املؤنر د انأقام الشي ي يييء من العدن أ الوجود خارجا عن اري الشي ي يييء ا‬
‫و ا لان خارجا ا س نه ال خيلو من سالني ‪ :‬ما أن يكون وجود ل ال اع‪ ,‬مسي ي ي ي ي ي ييسوقا ابلعدن ا و ما أال‬
‫يكون وجوده مسسوقا ابلعدن ا س ن لان مسسوقا ابلعدن ا س اِد عل ه ما يرد عل املوجود الساب ا ويلزن منه‬
‫الأسلس‪ ,‬د ال اعلني املؤنرين ا حب ث يكون لك‪ ,‬ساع‪ ,‬ساع‪ ,‬ا وهكذا أ ما ال اية ا وهذا أمر ثأنع د‬
‫بدائه العقوم ا ويؤد ابلض ي ييرورض أ عدن سدو ش ي يييء د الواقع ؛ ألنه ا لان ال اع‪ ,‬ال ي ع‪ ,‬ال بعد‬
‫سع‪ ,‬ساع‪ ,‬قسله ا واسرت‪ ,‬ي ي ي يينا أنه ال يوجد ساع‪ ,‬ل س قسله ساع‪ ,‬ا س نه ال ميكن أن يقع ش ي ي ي يييء د الوجود ا‬

‫(‪ )27‬ال ح‪ ,‬د األهواء واملل‪ ,‬والن ‪. )40/1( ,‬‬


‫‪ 28‬غري داخل يف االختبا ما كان ابلقلون األز ق‬

‫‪18‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫س ا وجدان أسدااث د الوجود علمنا ا أ الة الأسلس‪ ,‬د ال اعلني ‪.‬‬

‫وثا يو‪,‬ييح أن الأسييلسيي‪ ,‬د ال اعلني يؤد ابلضييرورض أ عدن وقوع األسعام ‪ :‬أننا لو اسرت‪,‬يينا أن درما‬
‫سك عل ه ابلقأ‪ ,‬ا سقام اوند ال ميكن أن أ‪,‬ي ي ييرب عنقه ست مر من هو أعل مين رتسة ا وقام من‬
‫هو أعل منه ال ميكن أن مر بذل ست مر من هو أعل مين رتسة ا وقام من هو أعل منه مى‪ ,‬قوله‬
‫ا س ننا ا اسرت‪ ,‬ي يينا أن الس ي ييلس ي يية ال تنأري أ قائد ال ينأظر األمر ثن هو أعل منه س نه ال ميكن أن يقأ‪,‬‬
‫ل اجملرن ا و ا وجدانه مقأوال س ننا نعل ابلضرورض أن السلسة منأر ة أ سد معني ابلضرورض ‪.‬‬

‫ويش ي ييرة ابن ت م ة السعد العقلي الذ يدم عل أن الأس ي ييلس ي يي‪ ,‬د ال اعلني يؤد ابلض ي ييرورض أ انعدان‬
‫ال ع‪ ,‬ا س قوم ‪ :‬ا قام القائ‪ :,‬هذا موجود آبخر ا وا خر أ ر اية ا أو هذا أبدعه خر ا وا خر‬
‫أبدعه خر أ اية ا لان سق قة الكالن أنه ياقدر معدوماري ال اية هلا‪.‬‬

‫س ن قادر ساعالً ا يكن موجوداً بن سه ا يكن له من ن سه ال العدن ا وقد قدر ساعله ل س له من‬
‫ن سه ال العدن ‪.‬‬

‫سك‪ ,‬من هذه األمور املأسي ييلسي ييلة ل س لشي يييء منرا من ن سي ييه ال العدن ا وال للم موع من ن سي ييه ال‬
‫العدن ا ول س هناك ال األسراد واجملموع ا ول‪ ,‬من ل ل س منه ال العدن ا س كون قد قدر دموع ل س‬
‫منه ال العدن ا وما لان لذل امأنع أن يكون منه وجود ا س ن ماال يكون منه ال العدن ا وال من دموعه‬
‫ا وال من أسراده ا ميأنع أن يكون منه وجود‪.‬‬

‫س ا قادر ثكناري مأس ي ي ي ييلس ي ي ي ييلة ا ل‪ ,‬منرا ال وجود له من ن س ي ي ي ييه ا يكن هناك ال العدن ا والوجود‬
‫موجود اسو ا سعل أن س ه ما هو موجود بن سه ا ل س وجوده من ر ه (‪ .)29‬انأر ‪.‬‬

‫سظرر من الأقرير السي ي يياب أنه يس ال أن سدو املمكن وانأقاله من العدن أ الوجود ا ال ميكن ال‬
‫أن يكون ب اع‪ ,‬ال ساع‪ ,‬قسله ‪.‬‬

‫ومن خالم هاتني املقدمني يأنسه العق‪ ,‬اإلنسا أ النأ ة الضرورية املالبمة هلما ا وهي ‪ :‬أن الكون‬
‫ال بد أن يكون له خالقا س ا قادرا أارا مريدا ا س ا نسل أن الكون ساد وأن ايتاد ال بد له من‬
‫ساع‪ ,‬ا س ن العق‪ ,‬اإلنسا ينطل مساشرض من ر توق وال نظر أ أن الكون ال بد له من خال ‪.‬‬

‫(‪ )29‬درء تعارض العق‪ ,‬والنق‪. )149/3( ,‬‬

‫‪19‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ساعأماد املؤمنني عل دل ‪ ,‬اخلل واإل اد قائ عل املساد ال طرية اإلنسات ة ا ومنطل من ا أخالص‬
‫العل ال ق ين من املقدماري الضي ييرورية ا ول س معأمدا عل اور‪ ,‬وعدن العل ا وال عل ررسة ص ي ين من‬
‫النا ا وال عي ي ي ي ييل ع ي ي ي ي ييز املخال ي ي ي ي ييني عن قامة الدل ‪ ,‬املناقضا لي ي ي ي ييما يحور ل بعي ي ي ي ييض أتساع الأ ار‬
‫اإليتاد ‪.‬‬

‫ساملؤمن ال يقوم د ا أدالله بدل ‪ ,‬ايتدو ‪ :‬نه ال يعل من أسد الكون ا وي رتض وجود هللا يت‪,‬‬
‫ل ا و منا يقوم‪ :‬ن اال ي ي ي ي ي ييأدالم العقلي الض ي ي ي ي ي ييرور بدل ‪ ,‬اخلل واإل اد والرتابط بني مقدماته ا وما‬
‫يسأند ل ه من مساد سطرية عقل ة ا يدم عل أن الكون ال بد له من خال ‪.‬‬

‫عن نس يياري‬ ‫واملؤمن ال يقوم ‪ :‬ن اعأميياد عل دل يي‪ ,‬اخلل واإل يياد انتج عن ع ز املخ ييال ني‬
‫ا و منا يىسل دعواه مبا يأضي ي ييمنه دل ‪ ,‬اخلل واإل اد من معا نسوت ة قطع ة ا سس ي ي يواء اوجد‬ ‫النق ض لقو‬
‫يوجد ا س ن دل ‪ ,‬اخلل يدم عل ‪,‬ييرورض وجود اخلال ا و يواء وجد من ادم د ص ي ة‬ ‫املخال أو‬
‫يوجد ا سداللة الدل ‪ ,‬قائمة عل ما تضي ي ي ي ي ي ييمنه من دالالري نسوت ة معرس ة ا ول س له عالقة‬ ‫مقدماته أو‬
‫‪.‬‬ ‫حبام املخال‬

‫اوجييد الكون ا ول س لييد عل عن عليية سييدونييه ا سييحان أسرتض‬ ‫أجريي‪ ,‬ل‬ ‫واملؤمن ال يقوم ‪:‬‬
‫وجود هللا سال هلذا اور‪ ,‬ا و منا يقوم ‪ :‬ن لد أدلة عقل ة ‪ ,‬ييرورية تض ييطر العق‪ ,‬اإلنس ييا الس ييل أ‬
‫اإلقرار بن الكون ال ميكن ال أن يكون لوقييا خلييال أب قييادر عل ا سرو ال يأو ي ي ي ي ي ي يي‪ ,‬ابجملروم عل‬
‫نساري ميانه ا و منا يعأمد عل العلون الضرورية د نساري ل ‪.‬‬

‫واملؤمن ال يقوم ‪ :‬ان وجدان الس ي ييلس ي ييلة د ال اعلني تس ي ييأمر أ ما ال اية ا سررسنا د و‪ ,‬ي ييع سد هلا‬
‫ست نح يي‪ ,‬أ س‪ ,‬ا و منا يقون ا ييأدالله عل ا ييأ الة اال ييأدالم د ال اعلني أ ما ال اية ا نأ ة‬
‫للداللة العقل ة الضرورية ا ول س جملرد الررسة والكس‪ ,‬النظر ‪.‬‬

‫واملؤمن ال يقوم ‪ :‬ن العل ع ز عن ت س ي ي ي ي ي ي ي الكون ا سكان ال بد من اسرتاض وجود هللا ست ر‪,‬‬
‫بذل أ رار الكون ا ونسد الع ز اإلنسا ا و منا يقوم ‪ :‬ن اإلميان بضرورض وجود اخلال تقأض ه األدلة‬
‫العقل ة الضرورية ا سسواء ع ز العل عن ت س العا ا أو يع ز ا س ن املقأض اري الضرورية للدالالري‬
‫العقل ة توجب اإلقرار بوجود هللا ‪.‬‬

‫ومع أن دل ‪ ,‬اخلل واإل اد دل ‪ ,‬عقلي د أص ييله ا ال أن النح ييوص الش ييرع ة د اإل ييالن اهأمل به‬
‫لى ا ا ولررري الأنس ه عل ه مرارا ا وأشارري أ مسلماته اليت يقون عل را ا و أ مقأض اته اليت ينأري ل را‬

‫‪20‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫د مواطن مأعددض ‪.‬‬

‫ومن املواطن اليت جاء الأنس ه س را عل دل ‪ ,‬اخلل واإل اد ‪ :‬قوله تعاأ ‪{ :‬أ ااوالا يا كذ ال ار ا ِإلن اس ي ي ي ي ي ي يا ان أاان‬
‫ام اربُّ ا اه او اعلاي اهِ ٌ‬
‫ني اوقا كد‬ ‫ام ال اذلِ ا قا ا‬
‫اخلا كقاناها ِمن قايكس ا‪ ,‬اواك يا ا اش ي ي ي ي ي ي يكيًاا مر ‪ ]67:‬ا وقوله تعاأ ‪ { :‬قا ا‬
‫اخلا كقأاي ا ِمن قايكس ي ا‪ ,‬اواك تاي ا اش ي ي ي ي ي ي يكياًيا مر ‪ ]9:‬ا ولييذل ي ع ع ا ايري اليت تييذلر اخلل ا وتأ ييد عن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سدو الذواري والحي ي ي ي ي اري ا لما د قوله تعاأ ‪{ :‬أااك تايار أان اَّللا يياكزجي ا ي ي ي ي ي ا ًااب ا ييا اؤل ا بياكيناها ا اك اعلاها‬
‫ح ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫ب بِه امن يا اشاء اويا ك‬
‫ح ِرساها‬ ‫ارال ًاما سااارتا الك او كد اا اخيكار اك م كن خالاله اوييانايزام م ان الس اماء من جساام س ارا من بياارد سايا ا‬
‫ِِ‬
‫حار النور‪ ]43:‬ا ور ها من ا ايري(‪.)30‬‬ ‫ب ِابألابك ا‬
‫اد ا ناا بيا كرقه يا كذ اه ا‬
‫اعن من يا اشاء يا اك ا‬

‫والقر ن د ل لله ال يس ي ي ي ييل مس ي ي ي ييال اال ي ي ي ييأدالم ابلق ا الكلي ا الذ يقون أوال عل نساري‬
‫املعييا الكل يية ا يسي ي ي ي ي ي ييأخرك منرييا ايتك عل اوزئي ا و منييا يعأمييد عل األدليية الييداليية عل سييدا‬
‫اوزئ اري مبا تقأض ه الضرورض ايتس ة(‪.)31‬‬

‫وقد أشار القر ن الكر أ املسلماري ال طرية والعقل ة اليت يعأمد عل را دل ‪ ,‬اخلل واإل اد ا لما د‬
‫قوله تعاأ ‪{ :‬أ كان اخلِ اقوا ِم كن ار كِ اشي ي ي ي كي ٍء أ كان اه ا ك‬
‫اخلاالِاقون الطور‪ ]35:‬ا سرذه ا ية تنسه عل املس ي ي ييلماري‬
‫الضييرورية اليت يعأمد عل را اال ييأدالم ال اإلنسييان عل وجود هللا ؛ و ل أن األمر ال خيلو األمر من‬
‫واسدض من نال ساالري ابلأقس ي ي الح ي ي حا األوأ‪ :‬أن يكونوا خلقوا من ر شي يييء أ ‪ :‬بدون خال‬
‫أص ي ي ييالا الىان ة‪ :‬أن يكونوا خلقوا أن س ي ي يير ا الىالىة‪ :‬أن يكون خلقر خال ر أن س ي ي يير ا وال شي ي ي ي أن‬
‫القس ي ي ي ي ييمني األولني ابطالنا وبطال ما ‪ ,‬ي ي ي ي ييرور لما تراا سال ساجة أ قامة الدل ‪ ,‬عل ه لو‪ ,‬ي ي ي ي ييوسها‬
‫منر أن يعسدوه وسده ج‪,‬‬ ‫والىالث هو ايت الذ ال ش ي ي ي ي ي ي س ها أنه هو ج‪ ,‬وعال خالقر املسي ي ي ي ي ييأ‬
‫وعال (‪.)32‬‬

‫وتو ي ي ي ييع ابن ت م ة د ب ان وجه داللة هذه ا ية عل املعا الض ي ي ي ييرورية اليت يس ي ي ي ييأند ل را دل ‪ ,‬اخلل‬
‫أخلقوا من ر خال خلقر ع! سرذا ثأنع د بداية‬ ‫واإل اد س قوم ‪ :‬هذا تقس ي ي ي ي ي ي ي ساصي ي ي ي ي ي يير ا يقوم ا‬
‫العقوما أن ه خلقوا أن س ي يير ع! سرذا أش ي ييد امأناعا ا سعل أن هل خالقا خلقر ا وهو ي ييس انه وتعاأ‬
‫لر الدل ‪ ,‬بح ي ي اة ا ي ييأ ران اإلنكار ا ل سني أن هذه القض ي ي ة اليت ا ي ييأدم ا سطرية بدير ة مس ي يأقرض د‬
‫الن و ا ال ميكن ألسييد نكييارهييا ا سال ميكن ص ي ي ي ي ي ي ي ح ال طرض أن يييدعي وجود سيياد بييدون اييد‬

‫(‪ )30‬انظر د عع شاراري القر ن أ دل ‪ ,‬ايتدو ‪ :‬األدلة العقل ة النقل ة عل أصوم االعأقاد ا عود العري ي(‪.)300-209‬‬
‫(‪ )31‬انظر ‪ :‬دموع ال أاوا ا ابن ت م ة (‪. )11/2‬‬
‫(‪ )32‬أ‪,‬واء الس ان د يضاة القر ن ابلقر ن ا الشنق طي (‪. )494/3‬‬

‫‪21‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫أسدنها وال ميكنه أن يقوم هو أسد ن سه (‪.)33‬‬

‫ومن أو‪ ,‬ي ييح النح ي ييوص الش ي ييرع ة اليت تض ي ييمن اإلش ي ييارض أ مكون من أه املكوانري اليت يعأمد عل را‬
‫دل ‪ ,‬اخلل واإل اد ‪ :‬قوم النيب صي ييل هللا عل ه و ي ييل ‪ :‬يت الش ي ي طان أسدل س قوم من خل لذا من‬
‫خل لذا ست يقوم من خل رب س ا بلاه سل سأعذ ابهلل ا ول نأه (‪.)34‬‬

‫مر ابلطري ال ها ا و منا‬ ‫وقد سر بعض النظار من هذا ايتديث أن النيب ص ي ييل هللا عل ه و ي ييل‬
‫أرشد سقط أ الأسل والأقل د واالنأراء عن الس ث والنظر ‪.‬‬

‫وهذا ال ر ر ص ح ا سالنيب صل هللا عل ه و ل أرشد د هذا ايتديث أ أسض‪ ,‬الطرا ال هان ة‬


‫وأععرا ا سرو مر ابال أعا ض ابهلل وسدها – مع أا ة ل و‪,‬رورته – و منا أمر العسد أن ينأري عن‬
‫اخلوض د ل السؤام مع اال أعا ض ابهلل ؛ عالما منه بن ل السؤام مأضمن خلطح منطقي ا ورلط‬
‫عقلي ظاهر ا س ن الن س تطلب سب ل‪ ,‬ساد ا وأوم ل‪ ,‬شيء ست تنأري أ الااية واملنأر ‪...‬‬

‫س ا وص يي‪ ,‬العسد أ راية الااايري ا و اية النراايري ا وجب وقوسه ا س ا طلب بعد ل شي ي ااً خر‬
‫وجب أن ينأري ا سحمر النيب صل هللا عل ه و ل العسد أن ينأري مع ا أ ارته ابهلل من و وا الأسلس‪,‬‬
‫ا لما يؤمر ل‪ ,‬من سح ي ي ي ي ي ي ي‪ ,‬اية املطلوب ا وراية املارد أن ينأري ا ل‪ ,‬طالب ومريد سال بد له من‬
‫مطلوب ا ومراد ينأري ل يه ا و منيا وجيب انأرياؤه ا ألنيه من املعلون ابلعل الضي ي ي ي ي ي ييرور ال طر لكي‪ ,‬من‬
‫لمل سطرته من بين دن أنه ؤام سا د ا وأنه ميأنع أن يكون خلال ل‪ ,‬لوا خال ا س نه لو لان له‬
‫خال لكان لوقاً‪.‬‬

‫و يكن خييالقياً لكيي‪ ,‬لوا ا بيي‪ ,‬لييان يكون من عليية املخلوقيياري ا واملخلوقيياري للرييا ال بييد هلييا من‬
‫خال ا وهذا معلون ابلض ي ي ي ي ييرورض وال طرض ا و ن خيطر بسام العسد قطع الدور والأس ي ي ي ي ييلس ي ي ي ي يي‪ ,‬ا س ن وجود‬
‫املخلوقاري للرا بدون خال معلون االمأناع ابلضرورض (‪. )35‬‬

‫وينكشي ي ي ي من خالم الأقرير الس ي ي يياب أن النح ي ي ييوص الش ي ي ييرع ة اإل ي ي ييالم ة اهأمل لى ا بدل ‪ ,‬اخلل‬

‫(‪ )33‬الرد عل املنطق ني (‪. )253‬‬


‫(‪ )34‬أخرجه السخار ا رق (‪ )3276‬ا ومسل ا رق (‪. )362‬‬
‫(‪ )35‬درء تعارض العق‪ ,‬والنق‪ ,‬ا ابن ت م ة (‪ )314/3‬ا وانظر ‪ :‬املرجع اته (‪ )211/1‬ا وسأح السار بشرة ص ح السخار‬
‫ا ابن س ر (‪. )332/12‬‬

‫‪22‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫واإل اد ا ويأضح أن سكرته ومسلماته ومسأنداته ومقأض اته سا‪,‬رض بقوض د شواهدها ‪.‬‬

‫وقد أنر هذا االهأمان بدل ‪ ,‬اخلل واإل اد عل ت ك علماء املسييلمني ا سكان اال ييأدالم ابيتدو‬
‫واخلل من العدن هو ال كرض احملورية – مع دل ‪ ,‬ال طرض – اليت اعأمد عل را دم‪ ,‬علماء اإل ي ي ي ي ي ي ييالن د‬
‫نساري ‪ ,‬ي ي ي ييرورض وجود اخلال ا ومع أ مأ اوتون د مس ي ي ي ييالكر اال ي ي ي ييأدالل ة ا و أل ون د مس ي ي ي ييارال‬
‫املنر ة ا ال أن ال كرض احملورية اليت تدور عل را ع ع جروده ترجع أ سكرض اإل اد من العدن ‪.‬‬

‫وال تكاد جتد عن الطوائ األخرا ا ي ي ي يواء لانوا من أه‪ ,‬األداين ا أو من ال ال ي ي ي ي ة اعأمادا عل‬
‫سكرض ايتدو واإل اد من العدن لما جتده عند علماء املسي ي ي ي ي ي ييلمني ا و منا جتد لدير اعأمادا عل معا‬
‫مأنوعة راجعة أ أبواب أل ة د اال ي ي ييأدالم ا ما أ مع الكمام الوجود أو ر ه ا ست أ‪,‬ي ي ي ي‬
‫عدد من املؤمنني املقرين بوجود هللا من ر املسييلمني يسييمي دل ‪ ,‬اخلل واإل اد ابلدل ‪ ,‬الكالمي ا عل‬
‫اعأسار أنه محخو من ترا علماء الكالن د ال كر اإل ي ي ي ي ي ي ييالمي ا ومع أن سديث املأكلمني عن دل ‪,‬‬
‫ايتدو ل س مسأق ما ال أن تل الأسم ة س را مؤنر مر عل مع ال كرض اليت لرانها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫دل ‪ ,‬اخلل واإل اد‬


‫يقون عل مقدمأني أ ا أني‬

‫احلادث البد له من ححم ِدث‬ ‫العامل حادث من العدم وليس قدميا‬

‫أ سع‪ ,‬إد د الوجود ال بد له من ساع‪ ,‬يقون به ألنه‬ ‫معدوما‬


‫ً‬ ‫أ أن العا الذ نشرده ونعلمه له بداية د وجوده سقد لان‬
‫يسأ ‪ ,‬د املعدون أن إد ا أويقع با ساع‪.,‬‬ ‫انأق‪ ,‬من العدن أ الوجودا وصار مأح ً ا بح اري الوجود بعد أن‬
‫ساقدا هلا‪.‬‬
‫لان ً‬
‫انأقاله من العدن أ الوجود؛ ن أن يكون‬ ‫آ اء العقلماء يف إثبات هذه‬

‫بغري فاعل‬ ‫بفاعل‬ ‫أن انسالا ال يأطلب األدلةاملقدمةأ ان نساري سدو الكون يسأوجب‬
‫نساري سدو ل‪ ,‬مكون منها‬ ‫الأ ح ل ةا لابن ت م ةا وابن‬
‫وهذا مناقض للضرورض‬ ‫الفاعل هو الشيء‬ ‫وأشرر من تس هذا املوق أتساع‬ ‫سزنا وابن رشدا واخلطايب‪.‬‬
‫الفاعل غريه‬
‫العقل ة والن س ة‬ ‫احلادث نفسه‬ ‫املدر ة الكالم ة‪.‬‬

‫وهذا يسأ ‪ ,‬ألنه يلزن‬ ‫األدلة العقلمية عقل حدوث العامل‬


‫ر مسسوا بعدنا وهذا‬ ‫ال يكون وجوده مسسوا‬ ‫منه تقدن الشيء عل‬
‫قانون الدينام‬
‫يرد عل ه ما يرد عل‬ ‫بعدنا سدو املمكن‬ ‫ن سه ال أ الة وجود‬
‫الك م اء‬ ‫اإلن ار الكس‬
‫الىا‬
‫املوجود الساب ويسألزن‬ ‫ال ع‪ ,‬قس‪ ,‬ال اع‪,‬ا وألن وانأقاله من العدن أ الوجود‬
‫منه الأسلس‪ ,‬د ال اعلني‬ ‫ساقد الشيء ال ميكن أن ال ميكن ال أن يكون ب اع‪,‬‬
‫املؤنرين أ ماال اية‬ ‫قسلها ن الكون ال بد أن‬ ‫يعط ه لن ه وال لا ه‬
‫وهذا أمر ثأنع د بداهة‬ ‫يكون له خال سي قادر‬ ‫وألانلشيء املمكن د‬
‫العقوم ويؤد أ عدن‬ ‫أار مريد‬ ‫سام عدمه يأساوا د‬
‫سدو شيء د الواقع‪.‬‬ ‫سقه الوجود والعدن‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫الدليل الثاين ‪ :‬دليل اإلحكام واإلتقان ‪.‬‬

‫تأ ح‪ ,‬سق قة هذا الدل ‪ ,‬د اال أدالم عل ‪,‬رورض وجود هللا تعاأ مبا د العا من اإلتقان د اخللقة‬
‫واإلسكان د ت اص ي ي ي ي له الدق قة املذهلة ا سالكون يأح ي ي ي ي ابلدقة املسررض والأح ي ي ي ييم املذه‪ ,‬أ درجة تسلع‬
‫ل ال بد س ه من ساع‪ ,‬يأح ابلقدرض وايتكمة و عة العل‬ ‫ابلعقوم سيالة من االنسرار والذهوم ا وحتق‬
‫‪.‬‬

‫وهذا الدل ‪ ,‬دل ‪ ,‬يق ين مرلب من الدالالري ايتسي ي ي ة املساش ي ييرض الض ي ييرورية ومن املساد العقل ة السده ة ؛‬
‫وألج‪ ,‬هذا سرو دل ‪ ,‬قريب من العق‪ ,‬اإلنس ي ييا وال طرض السش ي يرية ا ومس ي ييلكه اال ي ييأدال يس ي ييأعمله عامة‬
‫العقالء د تعامالل ايت ات ة ا سرو مى‪ ,‬دل ‪ ,‬اخلل واإل اد دل ‪ ,‬يير‪ ,‬يسي املقدماري قريب النأائج قل ‪,‬‬
‫اخلطواري ا ال إأاك أ تعل وال درا ة وال تذلر وال مراجعة ‪.‬‬

‫وال را بني هذا الدل ‪ ,‬ودل ‪ ,‬اخلل اإل اد أن هذا الدل ‪ ,‬يسي ي ييأند أ سالة الكون بعد وجوده ا ودل ‪,‬‬
‫اخلل يس ي ييأند أ نش ي ييحض الكون د أوم سدونه ا سكما أن املخلوقاري يدم سدونرا من العدن عل ‪ ,‬ي ييرورض‬
‫وجود اخلال ا س ن ايتالة اليت هي عل را بعد سدونرا من الدقة د اخللقة وال اعة د اإلتقان واإل ار د‬
‫الأحم واإلسكان تدم عل ‪,‬رورض وجود اخلال س انه أيضا ‪.‬‬

‫وهذا يدم عل أن املخلوقاري تدم عل وجود هللا من جرأني ‪ :‬األوأ ‪ :‬من جرة سدانرا من العدن‬
‫ا والىان ة ‪ :‬من جرة تقا ا و سكامرا بعد اإل اد واإلسدا ‪.‬‬

‫ويشييرتك دل ‪ ,‬اإلتقان واإلسكان مع دل ‪ ,‬اخلل واإل اد د أن لال منرما يسييأند د داللأه أ اثر هللا‬
‫د اخلل ا ود أن لال منرما مرلب من داللة ايتس والعق‪ ,‬معا ‪.‬‬

‫ونأ ة لأعدد صي ي ي ي ي ي ييور اإلتقان واإلسكان د الكون وتنوع املشي ي ي ي ي ي يياهد الدالة عل ل تعددري األمساء‬
‫واأللقاب اليت يع ا عن ل الدل ‪ : ,‬س نه يسييم دل ‪ ,‬العناية ا وقد مساه بذل ابن رشييد(‪)36‬ا ابعأسار‬
‫أن الكون و‪,‬ع عل ه اة دق قة مواسقة ملحاحل اإلنسان ومناسعه ايت ات ة ‪.‬‬

‫(‪ )36‬انظر ‪ :‬مناهج األدلة ا ابن رشد (‪. )60‬‬

‫‪25‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ويس ي ي ييم دل ‪ : ,‬الأخحي ي ي ي ال ا ومساه بذل أبو املعا (‪ )37‬ا ابعأسار أن الكون خح ي ي ييال س ه ل‪ ,‬جزء‬
‫بح ي ييورض وتقدير منا ي ييب لطس عأه ووظ أه املأعلقة به ا ويس ي ييم دل ‪ ,‬الأس ي ييوية ا ابعأسار أن اخلل ي ييويل‬
‫ص ي ييورته د أسس ي يين ش ي ييك‪ ,‬وألملل ص ي يينعأه حب ث ال يكون س ه خل‪ ,‬وال ا‪ ,‬ي ييطراب(‪)38‬ا ويس ي يم دل ‪: ,‬‬
‫اهلييداييية ا ابعأسييار أن ليي‪ ,‬جزء د الكون هييد أ مييا خل ألجلييه وأهل ريياييية وجوده ويسي ي ي ي ي ي يير لييه الطري‬
‫لسلورراا ويس ييم دل ‪ ,‬النظان ا ابعأسار أن املخلوقاري أسكمل بنظان دق تس ي وق ه ال ينخرن وال يأا‬
‫(‪)39‬‬
‫ويسم دل ‪ ,‬الااية ا ابعأسار أن ل‪ ,‬لوا من املخلوقاري و‪,‬عل له راية يس ل را ويأوجه روها‬

‫ويس ييم دل ‪ ,‬الأح ييم ا ابعأسار أن ل‪ ,‬الكون مح ييم مسين بح ييورض دق قة مذهلة مسررض ا ل‪ ,‬جزء س ه‬
‫يؤد وظ ة دق قة أس طل به ا ولو سحي ي ي ي ي ي يي‪ ,‬أ تا د املقدار أو املكان لوقعل اثر عظ مة ا وهذا‬
‫اال مشأرر لى ا عن العلماء املشأالني ابلعلون الأ ريس ة ايتديىة‪.‬‬

‫سك‪ ,‬األمساء اليت ي ي ي ي ي ييسقل هي د ايتق قة ا ي ي ي ي ي ي ي يتق قة واسدض ا وتعس اري أل ة لدل ‪ ,‬واسد ا وقد‬
‫أخطح عدد من الساسىني ا سأعام‪ ,‬مع ل‪ ,‬ا ي ي ي ي ي منرا عل أنه دل ‪ ,‬مسأق ي ي ي يي‪ ,‬بذاته وسق قأه ا وهذا صن ع‬
‫خاطئ ر دق ‪.‬‬

‫يعد دل ‪ ,‬اإلتقان واإلسكان من ألىر األدلة الدالة عل وجود هللا سضي ي ي ييورا عند العلماء املسي ي ي ييلمني منذ‬
‫قرون عديدض ا سقد ألىروا من الأنس ه عل ه وتو ي ييعوا د ش ي ييرة أش ي ييكاله وأص ي ييناسه ا ابداد االهأمان به مع‬
‫الأطوراري الكس ض د العل الأ رييب ا ب‪ ,‬أ‪ ,‬ي بسييسب الأشيياساري العل لكى من أ يرار الكون العظ مة‬
‫من ألىر األدلة ا أعماال د ايتديث عن ‪,‬رورض وجود هللا ا وابري من أقوا ال اهني أتن ا د ن و النا‬
‫ود تا درايري ايتوار بني أتساع األداين والناقدين هلا نأ ة لكىرض الش ي ي ي ي ي ي يواهد الدالة عل ه وروعأرا وعاهلا‬
‫و ارها ‪.‬‬

‫ود ب ان قوض سضوره وأتن ه يقوم انأو سلو ‪ :‬ال ش أن ما لش ه العل ايتديث من معلوماري هائلة‬
‫د دام قوانني الطس عة ونشي ييحض الكون ا ولذل نشي ييحض ايت اض وتنوع الكائناري ايت ة ا قد أمد هذا ال هان‪-‬‬
‫دل ‪ ,‬اإلتقان‪ -‬ابلكى من األدلة اليت أعانأين لى ا د الوصي ي ي ييوم أ هذا اال ي ي ي ييأنأاك (‪)40‬ا يعين اإلقرار بن‬
‫هناك له ا ويقوم جون ول ان للونس بعد أن لر دقة اخلل و تقانه ‪ :‬وال ش ي ي ي ي ي أن العلون قد ي ي ي ي يياعدتنا‬

‫القر‪,‬او (‪. )33‬‬ ‫(‪ )37‬انظر ‪ :‬العق دض النظام ة ا أبو املعا (‪ )16‬ا وانظر أيضا ‪ :‬وجود هللا ا يو‬
‫(‪ )38‬انظر ‪ :‬وجود هللا ا يو القر‪,‬او (‪. )24‬‬
‫(‪ )39‬انظر ‪ :‬املرجع الساب (‪. )42‬‬
‫(‪ )40‬هناك له ا انأو سلو – ‪,‬من لأاب رسلة عق‪ ,‬ا عمرو شري ‪. )83( -‬‬

‫‪26‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫عل بايدض سر وتقييدير ظ ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يواهر هييذا الكون املعقييد ا وهي بييذل ي تزيييد من معرسأنييا ابهلل ومن مييياننييا‬
‫بوجوده (‪.)41‬‬

‫ودل ‪ ,‬اإلتقان واإلسكان قائ عل مقدمني أ ي ي ي ي ي ي ييا ي ي ي ي ي ي ي أني ا اا ‪ :‬األوأ ‪ :‬أن الكون مأقن واك د‬
‫خلقأه ا والىان ة ‪ :‬أن اإلتقان واإلسكان ال بد له من ساع‪ ,‬سك عل ‪.‬‬

‫ومع و‪,‬ي ي ي ي ييوة هاتني املقدمأني وجالئرما س ان ي ي ي ي يين حي ي ي ي يي‪ ,‬ايتديث د ل‪ ,‬واسدض منرما ا ونق األدلة‬
‫وال اهني عل رما ونرصد الشواهد الوجودية الدالة عل رما ‪.‬‬

‫أما املقدمة األوىل ‪ ,‬وهي ‪ :‬أن الكون متقن وحمكم يف خقلقته ا ساملراد ا ‪ :‬أن الكون ارلب بح ي ي ي ي ييورض‬
‫معقدض جدا ا ال ميكن اخأزاهلا د أ ي ي ييساب راجعة أ الكون ن س ي ي ييه أو أ الح ي ي ييدسة ا وش ي ي ييكلل أسدانه‬
‫وأجزاءه د مسي ي ي ي ي يياراري دق قة صي ي ي ي ي ييارمة ا حب ث أن ل‪ ,‬جزء منه يؤد وظ ة دق قة خاصي ي ي ي ي يية به ا وقدرري‬
‫مكوانته مبقادير دق قة ا حبي ي ي ث أن أ بايدض س را أو نقحان يؤد أ اخأالساري لس ض رمبا تؤوم أ سساد‬
‫الكون لله ‪.‬‬

‫وقد تنوعت األدلة والشواهد الدالة عقل صرة هذه املقدمة ‪ ,‬وهي منقسمة إىل نوعني أساسيني‪:‬‬

‫أما النوع األول ‪ :‬فهو الدليل احلس أأي املباش أأر ‪ ,‬فكل عاقل تش أأاهد أص أأنافا منوعة من اإلتقان يف‬
‫الوجود ‪ ,‬وأشأأكال متعددح من اإلحكام يف صأأنعة األشأأياء ا وقد لان هذا النوع من اال ييأدالم ايتسييي‬
‫املساشر منأشرا عند األقدمني قس‪ ,‬ظرور العل الأ رييب ا ود ب انه واالعأماد عل ه يقوم اخلطايب ‪ :‬أن ا‬
‫أتملل ه اة هذا العا بسحييرك ا واعأ لا ب كركا وجدته لالس ل املسين املعد س ه ع ع ما إأاك ل ه ييالنه‬
‫من لة وعأاد ا سالس ييماء مرسوعة لالس ييق ا واألرض ثدودض لالسس ييا ا والن ون منض ييودض لاملح يياب ح ا‬
‫واوواهر زونة لالذخائر ا و‪,‬روب النساري مر اة للمطاع واملالبس واملشارب ا وصنوع ايت وان مسخرض‬
‫للمرالب ا مسييأعملة د املراس ا واإلنسييان لامل امل الس ل املخوم ما س ه ا ود هذا لله داللة وا‪,‬ي ي ي ي ي ي ي ي ي ة‬
‫ا‬
‫صانعا سك ًماا اتن القدرض ابلع ايتكمة (‪.)42‬‬
‫ً‬ ‫له‬ ‫أن‬‫عل أن العا لواا بأدب وتقدير ونظانا و‬

‫ويعأمد ابن رشي ي ي ييد عل املسي ي ي ييل اته د نساري اإلسكان واإلتقان د الكون س قوم‪ :‬ولذل األمر د‬
‫العا لله ا س نه ا نظر اإلنس ييان أ ما س ه من الش ييمس والقمر ا و ييائر الكوالب ‪ ...‬و ييائر الكائناري‬

‫(‪ )41‬هللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسرونس ما (‪. )52‬‬


‫(‪ )42‬ب ان تلس س اورم ة ا ابن ت م ة (‪. )506/1‬‬

‫‪27‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫من ايت واانري ال ية ا ولذل املاء ا مواسقا لل واانري املائ ة ا واهلواء لل واانري الطائرض ا وأنه لو اخأ‪,‬‬
‫شي ي ي ي ي ي يييء من هذه ايتلقة والس نة الخأ‪ ,‬وجود املخلوقاري اليت ها هنا ا عل عل القطع أنه ل س ميكن أن‬
‫تكون هذه املواسقة اليت د ع ع أجزاء العا لإلنس ي ي ي ي ي ييان وايت وان والنساري ابالت اا ا ب‪ ,‬ل من قاص ي ي ي ي ي ييد‬
‫قحده ا ومريد أراده ا وهو هللا عز وج‪.)43( ,‬‬

‫وأما النوع الثاين ‪ :‬فهو الدليل العقلمي التجرتيب ا سقد لش ي ي ي ي ي ي العلماء مع الأطوراري العلم ة ايتديىة‬
‫أصي ييناسا من اإلتقان واإلسكان د الكون ا وألواان مسررض من الدقة والأقدير ا وأشي ييكاال أل ة من الأحي ييم‬
‫املسرر ا الذ ال تكاد تسييأوعسه العقوم ا ودبج العلماء مقطوعاري مطولة د وص ي ل اإلتقان ا ت ننوا‬
‫د تو‪ ,‬ح اإلسكان وتنارمه ودهشأه ‪.‬‬

‫واإلقرار تقان صي ي ي ي ي ي يينعة الكون و سكامه ودقة تقدير ل س خاصي ي ي ي ي ي ييا ابلعلماء املؤمنني ا ب‪ ,‬أقر به ألىر‬
‫العلماء املالسدض ا يقوم العا ال زايئي املعاص يير بوم دي ز ‪ :‬ست العلماء املل دون الذين يش ييكلون جزاءً‬
‫صا ا جدا وهشا من الكون يد ون قحائد املديح د ‪,‬خامأه وعظمأه وتنارمه وأانقأه وعسقريأه (‪.)44‬‬

‫ومن املالسدض الذين تو ي ييعوا د شي ييرة اإلتقان واإلسكان د الكون ‪ :‬العا ال زايئي املعاصي يير ‪ :‬ي ييأ ن‬
‫هولنج ا س نه أوأ هذه القضي ي ي ي ي ة اهأماما ابلاا ا ولرر مرارا بن الكون مأحي ي ي ي ي ابلض ي ي ي ييسط الدق املسرر ا‬
‫ويقوم ‪ :‬معظ الىوابل األ ييا ي ة د نظرايتنا تسدو مض ييسوطة بدقة ا مبع أ ا لو عدلل مبقادير بس ي طة ا‬
‫س ن الكون خأل ل ا ا كون د ساالري عديدض ر مالئ لأطوراري ايت اض (‪)45‬ا يقوم ‪ :‬يسدوا‬
‫أن لوننا وقوان نه لل رما محممان عل يد خ ا ماهر لدع وجودان (‪.)46‬‬

‫س انه لما حيت‬ ‫أ محدر خر ر اخلال‬ ‫ولكنه مع ل ساوم أن يارج ي ي ييع ل الضس ي ي ييط الدق‬
‫ب انه بعد قل ‪. ,‬‬

‫ود تو‪ ,‬ي ي ي ي ي ي ح اإلتقان واإلسكان د الكون يقوم جون ول ان للونس‪ -‬عا مأخح ي ي ي ي ييال د الوارنة وعل‬
‫الس اة ‪ : -‬ن هذا الكون الذ نع ش س ه قد بلع من اإلتقان والأعق د درجة جتع‪ ,‬من احملام أن يكون نشح‬
‫مب ض املحادسة ا نه مليء ابلروائع واألم يور املعييقدض اليت حتأيياك أ مدبر ا الذ ال ميكن نسسأرا أ قدر‬

‫(‪ )43‬مناهج األدلة ا ابن رشد (‪. )89‬‬


‫(‪ )44‬اوائزض الك ا ا ملا ا الكون منا ب لل اض ا بوم دي ز (‪. )31‬‬
‫(‪ )45‬الأحم العظ ا أ ن هولنج (‪. )192‬‬
‫(‪ )46‬املرجع الساب (‪. )195‬‬

‫‪28‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫أعم (‪.)47‬‬

‫وقد ألىر العلماء الأ ريس ون من ايتديث عن أشكام الدقة واإلسكان د الوجود ا وقدموا أدلة وبراهني‬
‫مأعددض عل ل ا ومظاهر الض ي ي ييسط الدق د الوجود ومش ي ي يياهده ش ي ي يياملة جملاالري وجودية لى ض ‪ :‬اجملام‬
‫ال لكي واجملام ال زايئي واجملام ايت و املأعلقة ابيت اض ودرايلا ومعلوماته ا ور ل من اجملاالريا وقد‬
‫حتد أص اب ل‪ ,‬اخأحاص عما الأش وه من ل الأحم املسرر واإلتقان املذه‪,‬ا وقد س د أنناء‬
‫الس ث عند ايتديث عن شي ي ي ي ي يييء من مظاهر اإلتقان د اجملام ايت و (‪)48‬ا ي ي ي ي ي يينقأحي ي ي ي ي يير هنا عل مظاهر‬
‫اإلسكان د دام القضااي الكون ة ال زايئ ة ‪.‬‬

‫سمن أه القضييااي اليت أ رري العلماء تقا ا الع ب ‪ :‬قضي ة الىوابل الكون ة ا سالكون ‪,‬ييسط بقوانني‬
‫دق قة اثبأة صييارمة تشييرتك س ما ب نرا د تس ي درايري الكون للرا ل كون منا ييسا للع ش وايت اض س ه ا ولو‬
‫وقع أ تا د تل الىوابل ولو قل ال س نه من املسأ ‪ ,‬أن يكون عل صورته اليت هو عل را ا ن ا وقد‬
‫بييدا سييديييث العلميياء عن دالليية العل الأ رييب عل دقيية الكون وروعيية قوان نييه منييذ عقود ا سكأييب العييا‬
‫األمريكي الشر لريس موريسون لأابه اإلنسان ال يقون وسده الذ ترج أ العرب ة بعنوان العل يدعو‬
‫لإلميييان ا وانطل منييه د نسيياري وجود هللا من أن عيياملنييا الييذ نع ش س ييه عييا سييذ اك السنيياء ومأقن‬
‫الأحم بدرجة مدهشة جدا ا تو ع لى ا د شرة مشاهد اإلتقان د العا ا سذلر أن دوران األرض‬
‫سوم اورها قد سدد ابلضي ي ي ي ي ي ييسط لدرجة أن اخأالع اثن ة واسدض د مدا قرن من الزمان ميكن أن يقلب‬
‫الأقديراري ال لك ة (‪)49‬ا وحتد عن الىوابل الكون ة املأعلقة ابلكوالب األخرا ا لالزهرض واملريو وعطارد‬
‫ور ها ا وعن النسب الدق قة د ‪,‬سط اهلواء د الكون والااباري املنأشرض س ه(‪.)50‬‬

‫ويأ د أ ييأا الك م اء توما داس دابرلس عن دقة الأح ييم املأعلقة ابملاء قائال ‪ :‬وللماء سوا ل‬
‫لى من اخلواص األخرا اري األا ة السالاة ا واليت ا نظر اإلنس ييان ل را د دموعرا وجدها تدم عل‬
‫الأح ي ي ي ي ي ييم والأدب ا ساملاء ياطي رو نالنة أرابع ي ي ي ي ي ييطح األرض ا وهو بذل يؤنر أتن ا ابلاا عل اوو‬
‫طح األرض تا اري د درجة ايترارض‬ ‫السائد ودرجة ايترارض ا ولو جترد املاء من بعض خواصه لظررري عل‬

‫(‪ )47‬هللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسرونس ما (‪. )52‬‬


‫(‪ )48‬انظر ‪ :‬ص من الس ث ‪.‬‬
‫(‪ )49‬العل يدعو لإلميان (‪. )52‬‬
‫(‪ )50‬انظر ‪ :‬املرجع الساب (‪. )81-61‬‬

‫‪29‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ا تؤد أ سدو الكوار ا وللماء درجة وابن مرت عة ا وهو يسق ي ي ييائال سرتض طويلة من الزمن ا وله‬
‫سرارض تح ي ييع د ابلاة االرت اع ا وهو بذل يس ي يياعد عل بقاء درجة ايترارض سوا ي ييطح األرض عند معدم‬
‫اثبل ا ويح ييو ا من الأقلساري العن ة ا ولوال ل‪ ,‬ل لأض يياءلل ص ييالس ة األرض لل اض أ سد لس ا‬
‫ولقلل مأعة النشا اإلنسا عل طح األرض بدرجة عظ مة ‪.‬‬

‫وللماء خواص أخرا سريدض د نوعرا ا وتدم للرا عل أن مسدع هذا الكون قد رمسه وصييممه مبا إق‬
‫صاحل لوقاته (‪.)51‬‬

‫وأما سران ألن – عا الطس عة الس ولوج ة – س نه يأو ي ي ي ي ي ييع د الكش ي ي ي ي ي ي عن مظاهر اإلتقان د الكون‬
‫س قوم ‪ :‬أن مالءمة األرض لل اض تأخذ ص ي ي ي ييورا عديدض ا ال ميكن ت س ي ي ي ي ها عل أ ي ي ي ييا املح ي ي ي ييادسة أو‬
‫العش يوائ ة ا ساألرض لرض معلقة د ال ضيياء تدور سوم ن سييرا ا س كون د ل تأابع الل ‪ ,‬والنرار ا وهي‬
‫تس ي ي ي ي ييسح سوم الش ي ي ي ي ييمس مرض د ل‪ ,‬عان ا س كون د ل تأابع ال ح ي ي ي ي ييوم ا الذ يؤد بدوره أ بايدض‬
‫مس يياسة اوز ء الح يياحل للس ييك من ييطح لولسنا ا ويزيد من اخأالع األنواع النسات ة ألىر ثا لو لانل‬
‫األرض ي ي ي ي ي ي ييالنة ا وإ ط ابألرض رالع راب يشي ي ي ي ي ي ييأم‪ ,‬عل الااباري الالبمة لل اض ا وميأد سوهلا أ‬
‫ارت اع لس يزيد عل ‪ 500‬م ‪. ,‬‬

‫ويسلع هذا الاالع الااب من الكىاسة درجة حتوم دون وصي ي ي ي ي ي ييوم ماليني الشي ي ي ي ي ي ييرب القاتلة م ال ل نا ا‬
‫منقضة بسرعة نالنني م ال د الىان ة ا والاالع الذ إ ط ابألرض إ ظ درجة سرارلا د ايتدود املنا سة‬
‫لل اض ا وإم‪ ,‬اار املاء من احمل طاري أ مساساري بع دض داخ‪ ,‬القاراري ا س ث ميكن أن يأكان مطرا‬
‫إ ي األرض بعد مولا ا واملطر مح ييدر املاء العذب ا ولواله ألص ييس ل األرض ص ي ي راء جرداء خال ة من‬
‫ليي‪ ,‬أنر لل يياض ا ومن هنييا نرا أن اوو واحمل طيياري املوجودض عل ي ي ي ي ي ي ييطح األرض متىيي‪ ,‬ع ليية الأوابن د‬
‫الطس عة (‪)52‬ا ط يأ د عن الش ي ييرو الض ي ييرورية لوجود ايت اض د األرض ا ول أنه ش ي يير ‪ ,‬ي ييسط‬
‫بحورض دق قة جدا ‪.‬‬

‫وما بالل مظاهر الأحي ي ي ي ي ي ييم العظ املسرر د الكون تأ ل يوما بعد يون ا وما بام العلماء الأ ريس ون‬
‫يؤلدون مرض بعد مرض ال هنة العلم ة الحي ي ي ي ي ي ييادقة عل دقة الكون ودهشي ي ي ي ي ي ييأه وروعأه ا يقوم العا ال زايئي‬
‫املعاص ي يير بوم دي ز بعد أن ش ي ييرة ش ي ييرو مكان ايت اض د الكون وامأالك لوننا هلا ‪ :‬ولو أن أية خاص ي ي ي ة‬
‫أ ييا ي ي ة للكون من خح ييائال الذراري اخأل ل لكان من احملأم‪ ,‬جدا أن تح ييسح ايت اض مس ييأ لة‪ ...‬لقد‬

‫(‪ )51‬هللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسر مونس ما (‪. )50‬‬
‫(‪ )52‬املرجع الساب (‪. )13-12‬‬

‫‪30‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫بدا هلوب‪ -,‬عا بريطا شي ي ي ي ي ي يير – عقال سائقا لان يلعب بقوانني ال زايء ا ولان اقا د انطساعه ا س ي‬
‫الظاهر يسدو الكون لحنه صم من قس‪ ,‬خال عاق‪ ,‬بو‪,‬وة لنشر لوقاري عاقلة (‪. )53‬‬

‫ويقوم ييأ ن هولنج مؤلدا املعا الس ييابقة ‪ :‬ن نظامنا الش ييمس ييي لديه خح ييائال أخرا ا وظة ا‬
‫يكن من املمكن أن تأطور أش ي ي ي ي ي ييكام ايت اض املعقدض من دو ا (‪)54‬ا ط د ش ي ي ي ي ي ييرة ل بكالن مطوم‬
‫و لر أنه لو لان الأ اوري املرلز ملدار األرض قريسا من الواسد الحي ي ي ي ي ي ي ح س ن ا طاتنا ي ي ي ي ي ييأالي عندما‬
‫تحي يي‪ ,‬ألقرب نقطة من الشي ييمس ا و ي ييأأ مد متاما عندما تحي يي‪ ,‬ألبعد نقطة ا األمر الذ ع‪ ,‬جاباري‬
‫الش ي ي ي ييأاء والح ي ي ي ي ر ثأعة ا ن الأ اواتري املرلزية املدارية الكس ض لن تقأض ي ي ي ييي عل ايت اض ا وهلذا سن ن‬
‫اظوظون بن يكون لدينا لولب ت اوته املرلز أقرب من الح ر ‪.‬‬

‫ورن اظوظون ابلعالقة بني لألة مشس يينا وبني املس يياسة اليت تسعدان عنرا ‪ ...‬س ن لانل لألة مشس يينا أق‪,‬‬
‫أو ألىر من عشرين د املائة ا س ن األرض أكون أبرد من املريو أو أ خن من الزهرض ال ون (‪.)55‬‬

‫وأما أنأو سلو – ال لسييوع اإليل ز املشييرور ‪ -‬س نه لر أن أسد أه أ ييساب رجوعه عن اإليتاد‬
‫ما الأش ي ي ه العل الأ رييب من تقان هائ‪ ,‬د دام الطس عة ونشي ييحض الكون وايت اض ا وتنوع الكائناري ايت ة ا‬
‫و لر أن الكي ييون أعد وصي ييم ال أقسام ايت اض عل ه بدقة ابهرض ا بني ل مبىام طري ا سقام ‪ :‬تحور‬
‫أن نزلل د سدا رسالت بسد ال نادا ا وعندما دخلل ررسأ وجدري أن الحي ي ي ي ي ي ييورض املعلقة سوا‬
‫السري ر نسخة مطابقة للحورض اليت علقأرا منذ نواري سوا سراش د ب أ ا لذل الس ادض اليت تاطي‬
‫أر‪ ,‬ي ي ة الارسة ا ب‪ ,‬يض ي ييعون د املزهرية نوع الزهور ن س ي ييه اليت ت ض ي ييله ا وعل املنض ي ييدض د رلن الارسة‬
‫وجدري الطسعة األخ ض من ديوان الش ييعر الذ ت ض يي‪ ,‬القراءض س ه من سني خر ا لما وجدري الح ي ي ة‬
‫اليت اعأدري قراءلا يوم ا ا وداخ‪ ,‬الىالجة وجدري أنواع املشي ي ي ي ي ي ييروابري والش ي ي ي ي ي ي ي كوالته اليت حتسرا ا لما أن‬
‫بجاجة امل اه املعدن ة من ن س النوع الذ تسييأخدمه د وطن ا وعندما شييالل جراب الأل زيون وجدري‬
‫ان اإلر ي ي ي ي ي ي ييام الداخ‪ ,‬لل ندا يعرض اب ي ي ي ي ي ي ييأمرار األسالن امل ضي ي ي ي ي ي ييلة ع ندك ا لما تذيع اإل اعة الداخل ة‬
‫املقطوعاري املو ي ي ي ي ق ة اليت حتسرا ا ود ايتمان وجدري ايتوائط قد رطل ابلق ش ي ي ييا من ن س درجة اللون‬
‫ال وب اليت ت ضي ي ي ي ي ييله ا لما وجدري عل أسد األرس ن س الشي ي ي ي ي ييامسو والحي ي ي ي ي ييابون اللذين اعأدري عل‬
‫ا أخدامرما ‪.‬‬

‫(‪ )53‬اوائزض الك ا ملا ا الكون منا سا لل اض ا بوم دي ز (‪. )15‬‬


‫(‪ )54‬الأحم العظ ا أ ن هولنج (‪. )180‬‬
‫(‪ )55‬املرجع الساب (‪. )183-181‬‬

‫‪31‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫وللما جلل بسح ي ييرك وجدري سول تطابقا بني ما حتسه واعأدري عل ه وبني ما وسرته ل رادض ال نداا‬
‫ال ش ي ي ي ي أن اسأمام املح ي ي ييادسة يأناقض تدر ا ست يىسل د يق ن أن أسدا قد أطلع دارض ال ندا عل‬
‫ت اص ‪ ,‬س ات ودقائ ررسات (‪. )56‬‬

‫وأما املقدمة الثانية ‪ ,‬وهي أن اإلتقان واإلحكام ال بد له من فاعل ا سيياملراد ييا ‪ :‬أن مش ي ي ي ي ي ي يياهييد‬
‫اإلسكان اليت د الوجود يأعذر أن تقع با ساع‪ ,‬عا أار مريد سك قادر يقون بأحي ي ي ييم مرا وتقديرها ؛‬
‫لكو ا ت اص ‪ ,‬معقدض ومأداخلة جدا ا وتحام مسررض مذهلة ‪.‬‬

‫وهذه املقدمة من أجقل املقدمات وأظهرها يف العقول ‪ ,‬وتدل عقل صرتها وضرو هتا أمران ‪:‬‬

‫األمر األول ‪ :‬الضي ي ي ي ييرورض العقل ة ؛ و ل أن اإلسكان واإلتقان د سق قأه سع‪ ,‬من األسعام ا ا والعق‪,‬‬
‫الضي ي ييرور يدم عل أن ال ع‪ ,‬ال بد له من ساع‪ ,‬يقون به ؛ يسي ي ييأ ‪ ,‬أن يوجد سع‪ ,‬د الوجود من ر‬
‫ساع‪ ,‬ا لما س اال أدالم عل ه د الدل ‪ ,‬الساب ا ب‪ ,‬اإلتقان واإلسكان ل س درد سع‪ ,‬ا و منا هو سع‪,‬‬
‫ح ييوص حبالة ترل س ة خاص يية ا وهذه اخلح ييوص ي ي ة تأطلب أن يكون ساعله مأح ي ي ة بح ي ي اري لمال ة عال ة‬
‫مأنا سة مع سالة ل ال ع‪. ,‬‬

‫وأما األمر الثاين ‪ :‬سرو الض ييرورض الراي‪,‬ي ي ة ا س ض ييال عن أن الض ييرورض العقل ة تدم عل ا ييأ الة وجود‬
‫اإلتقان با ساع‪ ,‬سك عل قادر مريد ا س ن ايتس ي ي ي يياابري الراي‪,‬ي ي ي ي ي ة تدم عل ل أيض ي ي ي ييا ا وتؤلده ا‬
‫وتىسل بطالن ل‪ ,‬االسأماالري األخرا ا لايتدو ابلحدسة امل اجاة أو الأطور طوي‪ ,‬األمد ‪.‬‬

‫وقد ت نن العلماء لى ا د ‪,‬ي ي ي ي ييرب األمىلة ايتسي ي ي ي يياب ة اليت تدم عل ا ي ي ي ي ييأ الة وقوع اإلتقان واإلسكان‬
‫ابلح ي ييدسة ا وتكش ي ي عن ‪ ,‬ي ييرورض وجود ال اع‪ ,‬املخأار ل ع‪ ,‬ل ا و‪ ,‬ي يربوا أمىلة سس ي يياب ة عديدض عل‬
‫ل ا وبعضرا عمل اري سساب ة معقدض تأطلب درالا وا عا لعل الراي‪ ,‬اري ا ولكننا نقأحر هنا عل‬
‫بعضرا ثن ر‪ ,‬وقرب أ ال ر ا ومن ل ‪:‬‬

‫‪-1‬مثال الد اهم العش أأرح ‪ ,‬الذ ‪,‬ي يربه العا األمريكي لريس موريس ييون ا س ث لر أان لو أخذان‬
‫دراه عشرض ا ولأسنا عل ل‪ ,‬واس ي ي ي ييد منرا رق ي ي ي ييما خاصا مأسلسال ا وو‪,‬عناها د صندوا ا اخلطل‬
‫خلطا ج دا ا وطلسينا من أسد خراجرا مرتسة ا س ن اسأمام ظرور الرق (‪ )1‬يكون بنسسة ‪ 10: 1‬ا وأما‬

‫(‪ )56‬هناك له – ‪,‬من لأاب رسلة عق‪ ,‬ا عمرو شري (‪. )94‬‬

‫‪32‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫اسأمييام ظرور الرقمني (‪ 1‬ا ‪ )2‬مرتسيية ا سرو بنس ي ي ي ي ي ي يسيية ‪ 100: 1‬ا أ (‪ )100=10×10‬ا واسأمييام‬
‫ظرور األرقان (‪ 1‬ا‪ 2‬ا‪ )3‬ابلأأابع يكون بنس ي ي ي ي ي ييسة ‪ 1000: 1‬أ (‪ )1000=10×10×10‬ا واسأمام‬
‫ظرور األرقان للرا مرتسة من واسد أ عشرض يكون بنسسة ‪ 10 10 : 1‬ا أ ‪ :‬واسد أمامه عشرض أص ار‬
‫‪ 10000000000 :‬ا ولو أجي ي يرينا عمل ة السي ي ي ب ل ال و ارا ا حبي ي ي ث نس ب ورقة ل‪ ,‬مخ ي ييس نو ٍان‬
‫السأي نا أ أل ومخيسمائة نة لكي يكون هناك اسأمام واسد لس ب هذه األرقان العشرض بأسلسلرا‬
‫الح ح!!(‪.)57‬‬

‫وقد طس ند اوس يير هذا املىام عل اإلبر املنظمة د سوار شي ي ب نه وبني ش ييساب مأش ييك مح ييدا‬
‫ابلحدسة أمساه د ايتوار س ان بن األ‪,‬ع ا و ننقله هنا مع طوله النسيب ملا س ه من الداللة السل اة عل‬
‫ب ان قوض العمل ة ايتسيياب ة د الكشي عن بطالن الحييدسة و‪,‬ييرورض وجود اخلال ايتك العل املريد القادر‬
‫ا س قوم الش و ند ‪ :‬ا ن جاء دور اإلبر ا خذ هذا اللوة ا واررب س ه برض ا و‪,‬ع د نقسرا برض أخرا ا‬
‫وق‪ ,‬اي س ان ‪ :‬ا رأ نس ي ي ي ييان عاق‪ ,‬هاتني اإلبرتني ا و ي ي ي ييحم ل أدخلل الىان ة د نقب األوأ ا‬
‫سحخ ه نسييان معروع ابلحييدا أن الذ أدخلرا رج‪ ,‬ماهر قذع ا من بعد عشييرض أمأار ا سا ييأطاع أن‬
‫يدخلرا د شي ي اإلبرض األوأ ا أخ ه نس ييان خر معروع ابلح ييدا أيض ييا أن الذ ألقاها ص يييب ص ييا‬
‫ولد من بطن أمه أعم ا سوقعل د الش بطري املحادسة سح اخل ين يحداع!‬

‫س ان ‪ :‬نه وال ريب مي ‪ ,‬أ تحي ي ي ي ييدي اخل األوم ا ولكنه أمان صي ي ي ي ييدا املخ ين يرا أن املحي ي ي ي ييادسة‬
‫ثكنةا سال زن برتج ح أسد اخل ين عل ا خر ‪.‬‬

‫الش و ‪ :‬ولكن ا رأا هذا الرجي ي ي ي ي يي‪ ,‬برض اثلىة ماي ي ي ي ي ييروبض د ش الىان ة أيضا ا سر‪ ,‬يسق عدن الرتج ح‬
‫عل ساله ع!‬

‫س ان ‪ :‬لال ا ب‪ ,‬يأقوا ترج ح القحد عل املحادسة ا ولكنه عل ل‪ ,‬سام يسق ترج ا ‪,‬ع ا‪.‬‬

‫الش ي و ‪ :‬ولكن ا رأ الرج‪ ,‬أن هناك عشيير بر ا ل‪ ,‬واسد منرا ماروبض د نقب األخرا اليت تل راا‬
‫سر‪ ,‬يسق ترج ح سكرض القحد عل ‪,‬ع ه ع!‬

‫س ان ‪ :‬لال ا ب‪ ,‬يأقوا عنده ترج ح القحد ست تكاد سكرض املحادسة أن تأالش ‪.‬‬

‫الشي ي ي و ‪ :‬ولكن لو جاء نس ي ييان من أولا يح ي ييدا س ر القر ن ‪(:‬ولان اإلنس ي ييان ألىر ش ي يييء جدال)‬

‫(‪ )57‬انظر ‪ :‬العل يدعو أ العل ا (‪ )51‬ا ودارون ونظرية الأطور ا مشس الدين ا بلوري (‪. )15‬‬

‫‪33‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫وأخذ ادله د مع اال ييأ الة العقل ة واال ييأ الة العادية ا وي هن له عل أن الحييدسة ل سيل مسييأ لة‬
‫ال عقال وال عادض ا ولكنرا تكون أس اان مسأسعدض ا س ن صاسسنا العاق‪ ,‬ال بد ان يذعن ‪.‬‬

‫س ان ‪ :‬ن العق‪ ,‬يذعن ا ولكن القلب مي ‪ ,‬أ ترج ح القحد ‪.‬‬

‫الش ي ي و ‪ :‬ولكن ا ترق نا د تعق د األس ة ا وقلنا ‪ :‬ن اإلبر العش ي يير مرقمة اطو لك‪ ,‬واسدض منرا‬
‫رق ا من الواسد أ العشي ي ييرض ا ق ‪ ,‬لنا د اخل ‪ :‬ن الحي ي يييب األعم أعطي ل سي ي ييا س ه هذه اإلبر العشي ي يير‬
‫لوطة مشوشة ا وأنه لان يضع يده د الك س ويسأخرك اإلبر تساع عل ترت ب أرقامرا بطري املحادسة ا‬
‫ويلق را سأقع األوأ د شي املاروبض د اللوة ا وتقع الىان ة د األوأ ا والىالىة د الىان ة ا والرابعة د الىالىة‬
‫ا وهكذا ست أمت اإلبر العش ي ي ي ي ي يير بعض ي ي ي ي ي ييرا د بعض ا عل ترت ب أرقامرا ا وأن ل قد سح ي ي ي ي ي يي‪ ,‬بطري‬
‫املحي ي ي ي ييادسة ا وجاء ل اإلنسي ي ي ي ييان اجملادم إاوم أن ي هن عل أن مكان املحي ي ي ي ييادسة يزم موجودا ور‬
‫مسأ ‪ ,‬عقال ا سما ا يكون موق صاسسنا العاق‪ ,‬مع هذا اجملادمع‬

‫س ان ‪ :‬ال ريب د أنه ال يح ي ي ييدقه ؛ ألن املح ي ي ييادسة ذا الأأابع والأعاقب بع دض جدا جدا و ن تكن‬
‫مسأ لة ‪.‬‬

‫الش و ‪ :‬ب‪ ,‬ا د دام األعداد الك ا تحسح مسأ لة بداهة اي س ان ‪.‬‬

‫س ان ‪ :‬أعأقد أن هذه السداهة أتت نا ثا جربناه د ايت اض من ندرض تكرر املحادساري وتعاقسرا ‪.‬‬

‫الش و ‪ :‬لال ا ولكن هذه السداهة تعأي ي ييمد د أعي ي ييماا العق‪ ,‬الساطن عل قانون عقلي راي‪,‬ي ال ميكن‬
‫اخلروك عنه ‪.‬‬

‫س ان ‪ :‬ما هو هذا القانون اي موال ع‬

‫الشي و ‪ :‬نه قانون املحيادسة الذ يقوم ‪ :‬ن سظ املحيادسة من االعأسار يزداد وينقال بنسيسة معكو ية‬
‫مع عدد اإلمكاانري املأكاساة املأزامحة ا سكلما ق‪ ,‬عدد األش ي ي ي ي ي ي ي اء املأزامحة ا ابداد سظ املحي ي ي ي ي ي ييادسة من‬
‫الن اةا وللما لىر عددها ق‪ ,‬سظ املح ي ييادسة ا س ا لان املأزاس بني ش ي ي اني اننني مأكاساني ا يكون سظ‬
‫املحادقة واسد ‪,‬د اننني ا و ا لان الأزاس بني عشرض يكون سظ املحادسة بنسسة واسد ‪,‬د عشرض ؛ ألن‬
‫ل‪ ,‬واسد له سرصة للن اة ثانلة ل رصة ا خر ا بدون أق‪ ,‬ت اص‪ ,‬طسعا ‪.‬‬

‫و أ هن يياك يكون ايتظ د الن يياة قريس ييا من املأزامحني ا ست لو ل ييانوا م ييائ يية أو أل ييا ا ولكن مت‬

‫‪34‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫تض ييخمل النس ييسة العددية تض ييخما هائال ا يح ييسح سظ املح ييادسة د سك العدن ا ب‪ ,‬املس ييأ ‪ ,‬؛ ل‬
‫ألنه ا ات للحيييب األعم أن ي ب أوم مرض الرق (‪ )1‬ا قلنا ن سظ املحييادسة للرق (‪ )1‬تالب عل‬
‫األعداد األخرا املأزامحة معه بنسي ي ي ييسة واسد ‪,‬ي ي ي ييد عشي ي ي ييرض ا وأما ا ات له أن ي ي ي ي ب العددين (‪1‬و‪)2‬‬
‫ابلأأابع قلنا ‪ :‬ن سظ املحييادسة للعدد الىا هو بنسييسة واسد ‪,‬ييد مائة ؛ ألن لال من العشييرض يزاس للرتسة‬
‫الىان ة ‪,‬د عشرض ا س حح الأزاس بني مائة ا و ا ات أن ب الحيب األعم الىال (‪1‬و‪2‬و‪ )3‬عل‬
‫الأوا ا قلنا ‪ :‬ن سظ املحادسة بنسسة واسد ‪,‬د أل ؛ ألن لال من العشرض يزاس ‪,‬د مائة ا وهكذا ‪.‬‬

‫ب اإلبر العشر عل ترت ب أرقمرا ا س ن سظ املحادسة يحسح بنسسة واسد‬ ‫س ا اسرت‪,‬نا أن الحيب‬
‫‪,‬د عشرض مل اراري (‪. )58‬‬

‫‪-2‬مثال كيس الرخام ا الذ ‪,‬ي يربه العا األمريكي لريس موريس ييون ا س ث قام ‪ :‬لأ رض أن مع‬
‫ل س ي ييا إأو مائة قطعة رخانا تس ي ييع وتس ي ييعون منرا ي ييوداء وواسدض ب ض ي يياء‪ .‬وا ن هز الك س وخذ منه‬
‫واسدض ‪ :‬ن سرصيية ي ب القطعة الس ضيياء هي بنسييسة واسد أ مائة ا وا ن أعد قطع الرخان أ الك سا‬
‫وابدأ من جديد ‪ :‬ن سرص يية ي ب القطعة الس ض يياء ال تزام بنس ييسة واسد من مائة‪ .‬ر أن سرص يية ي ب‬
‫القطعة الس ضاء مرتني مأوال أني هي بنسسة واسد أ عشرض الع املائة مضاع ة مرض (‪.)59‬‬

‫‪-3‬مثال الربوتني ا سقد قان العا الراي‪,‬ييي السييويسيير تشييارلز بوجني حبسيياب العوام‪ ,‬اليت ميكن من‬
‫خالهلا تكون بروتني واسد ابلحي ييدسة ا سوجد أن ل يأطلب نسي ييسة ‪ 160 10 :1‬ا أ بنسي ييسة واسد أ‬
‫رق عشي ي ييرض مضي ي ييروب د ن سي ي ييه مائة و ي ي ييأني مرض ا وهو رق ال ميكن النط به أو الأعس عنه ا وهو عند‬
‫علماء الراي‪ ,‬ي ي اري يس يياو ص ي ي ر ا ألن أعل نس ييسة لالسأمام عنده ‪150 10 :1‬ا والأش ي ي أن لم ة‬
‫املادض اليت تلزن يتدو هذا الأ اع‪ ,‬ابملحادسة ألىر ثا يأسع له ل‪ ,‬هذا الكون مباليني املراري ا والأش‬
‫أيضا أن تكيوين هذا اوزئي عل طيح األرض ابملحيادسة يأطيلب باليني ال حتح من السنواري ا قدرها‬
‫ب ا عيشرض مضيروبة د ن يسرا ‪ 243‬مرض من السنني ا وهذا شيء ال ميكن أن يأحور(‪.)60‬‬

‫‪-4‬مثال القردح ا سقد قان الدلأور شييرويدر حبسيياب االسأماالري اليت ميكن من خالهلا لأابة قح ي دض‬
‫ييوانات لشييكس ييس عن طري ‪,‬ييرب القردض عل م ات ح الكأابة بطريقة عش يوائ ة ا وأسح ي عدد سروع‬
‫القحي ي ي ي دض ا س ا هي ‪488‬سرسا ا وعدد أبرار لوسة امل ات ح س ا هي ‪ 26‬برا ا ساالسأمام ن يس ي ي يياو‬

‫(‪ )58‬قحة اإلميان ا ند اوسر (‪. )294-292‬‬


‫(‪ )59‬العل يدعو لإلميان (‪. )193‬‬
‫رتوب‪ )130( ,‬ا وهللا يأ ل د عحر العل ا حترير جون للوسرمونس ما (‪.)16‬‬ ‫(‪ )60‬انظر ‪ :‬القض ة اإلميان ا‬

‫‪35‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫واسد مقسييون عل ‪ 26‬مضييرواب د ن سييرا ‪ 488‬مرض ا والنأ ة ‪488-26 :‬اوهو ما يعادم ‪690-10 :‬ا‬
‫أ ‪ :‬واسد بعده أمائة وتسعني ص ر!!‬

‫وهذا عدد لس ا جدا ا سقد أسحي ي ي ي العلماء عدد اوسي ي ي ي ماري د الكون – اإللكرتوانري وال وتوانري‬
‫والن وتروانري‪ -‬سوجودهييا ‪ 80 10 :‬ا أ ‪ :‬واسييد بعييده صييانون ص ي ي ي ي ي ي ي را ا ومع هييذا أنييه ل س هنيياك‬
‫جس ماري تك ي ألجراء احملاوالري لكأابة قح ة وانات ابلحدسة سقط ا سك بسدا العا األخرا ا‬
‫س ن سدونرا ابلحدسة ثأنع ؛ ألن املدض اليت حتأاجرا ت وا عمر العا وس مه مباليني املراري(‪.)61‬‬

‫سرذه ايتس يياابري ور ها تدم عل ا ييأ الة سح ييوم اإلتقان واإلسكان د الوجود ابلح ييدسة أو ر ها‬
‫من االسأماالري ر الواقع ة ا وتدم عل أنه ال بد هلا من ساع‪ ,‬عا قادر أار ‪.‬‬

‫ومن خالم هاتني املقدمأني الضروريأني ينأق‪ ,‬العق‪ ,‬اإلنسا أ النأ ة الضرورية الالبمة هلما ا وهي‬
‫أن الكون ال بد له من خال عا سك قادر مريد ‪.‬‬

‫س ي ا نسييل أن الكون مأقن واك ا ونسييل أن اإلتقييان واإلسكييان ال بييد لييه من سيياعيي‪ ,‬ا س ي ن الييذهن‬
‫اإلنسا ينأق‪ ,‬مساشرض أ النأ ة من ر توق أو تردد ‪.‬‬

‫ودل ‪ ,‬اإلتقان ال يدم عل ‪,‬رورض وجود اخلال سقط ا و منا يدم عل ‪,‬رورض أن يكون اخلال مأح ا‬
‫بح ي ي ي اري عديدض ا لح ي ي ي ة العل والقدرض وايتكمة واإلرادض واملش ي ي ي اة وايت اض ؛ ألن اإلتقان واإلسكان سع‪,‬‬
‫حي ييوص مأح ي ي ابلدقة والرتل ب املعقد ا وو‪,‬ي ييع ل‪ ,‬شي يييء د مو‪,‬ي ييعه املنا ي ييب له ا وهذه الحي يينائع‬
‫تأطلب أن يكون ال اع‪ ,‬لإلتقان مأح ابلعل ست ميكنه دراك ل‪ ,‬ما يأعل بح اري األجزاء وطسائعرا‬
‫ا وأن يكون مأح ي ا ابلقدرض ست ميكنه الأحن عل ل‪ ,‬مكون ا ومأح ي ا ابإلرادض ست ميكنه ر ي ص ييورض‬
‫اإلتقان وترج را ا ول‪ ,‬ل يأطلب أن يكون مأحي ي ا ابيت اض ؛ ال ييأ الة االتح يياع بذل الحي ي اري‬
‫بدون ايت اض ‪.‬‬

‫ومع أن دل ‪ ,‬لإلتقان واإلسكان دل ‪ ,‬عقلي د أصييله ومرلب من مقدماري سس ي ة وعقل ة ‪,‬ييرورية ال‬
‫أن النحوص الشرع ة د اإل الن اهأمل به لى ا ا وجاءري شاراري لى ض د القر ن الكر د الداللة أ‬
‫مقدماته ومشاهده ا سانأر أمره أ أن يكون دل ‪ ,‬عقلي شرعي د ن واسد ‪.‬‬

‫وقد تنوعل شي ي ي ي ي ي يياراري القر ن أ هذا الدل ‪ ,‬لى ا ا سأارض ينسه هللا عل ه مبا د الكون من ايري تدم‬

‫(‪ )61‬للكون له انأو سلو – ‪,‬من لأاب قحة عق‪ ,‬عمرو شري – (‪. )69‬‬

‫‪36‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫ض‬ ‫اري اواأل كار ِ‬ ‫وري الس ي يماو ِ‬ ‫عل عنايأه ابخلل وسسي يين خلقه هل ا لما د قوله تعاأ ‪{ :‬أاوا ينظارواك ِد ملا اك ِ‬
‫اا‬ ‫اكا ا ا‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب أا اجيلاي اري ك سايسِي ي ي يحا ِ اسي ي ي يدي ي ي ييث باي كعي ي ي ي ادها‬
‫اوامي ي ي يا اخيلاي ا اَّللا مين اش ي ي ي ي ي ي ي كيء اوأا كن اع اس ي ي ي ي ي ي ي أان ييا اكيو ان قاي ي ي يد اقكي اارت ا‬
‫ِ‬
‫اها اواما اهلاا‬ ‫اها اوابيين ا‬ ‫ييا كؤمناون األعراع‪ ]185:‬ا وقوله تعاأ ‪{ :‬أاسايلا ك يانظااروا ِ اأ السي ي ي اماء ساي كوقاي ار ك الك ا بيانايكينا ا‬
‫ح يارًض اوِ كلارا‬ ‫ِمن سايروك ا‪ ]6:‬واألارض م اد كد اانها وأالك اق يناا سِ را روا ِ يي وأانسيكأيناا سِ را ِمن ال ِ‪ ,‬بو ٍك اِ ج ** تايس ِ‬
‫ك‬ ‫اك‬ ‫ا ك ا ا ا ا ك ا اا ا ا ا ا‬ ‫ا‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ايتاح د ** اوالن كخ ا‪ ,‬ااب اقاري هلاا‬ ‫ِ‬ ‫لِ اك ِ‪ ,‬اعكسد ُّمن ب ** اونيازلكناا م ان الس اماء اماء ُّمسا اارًلا ساحانسايكأيناا بِه اجناري او اسب ك‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ض د ا‪ ]10-7:‬وروها من ا ايري ‪.‬‬ ‫طاكلع ن ِ‬
‫ٌ‬

‫واترض ينسه عل ه مبا د الكون من مشي ي ي ي ي يياهد الأقدير الدق ا لما د قوله تعاأ ‪{ :‬ال ِذ اخلا ا ا ي ي ي ي ي يكس اع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫حي ي ي ي يار‬ ‫امسا ااواري طسااقًا ما تايارا ِد اخ كل ِ الر كمحا ِن من تاي ا ااوري سا كارج ِع الكسا ا‬
‫حي ي ي ي يار اه ك‪ ,‬تايارا من ساطاور ** ا كارج ِع الكسا ا‬
‫ام اكحت اس يساي ارا اج ِام اد ًض‬
‫اوِسا ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرتا ِ ِ‬
‫{وتايارا ك‬
‫ح ي ار اخا يااً اواه او اسس ي املال ‪]4:‬ا وقوله تعاأ ‪ :‬ا‬ ‫ب ِلاك ا الكسا ا‬
‫ني يان اقل ك‬
‫ك‬
‫ص يكن اع اَّللِ ال ِذ أاتكي اق ان ال‪ ,‬اش ي كي ٍء ِنها اخسِ ٌ ِمباا تاي ك اعلاون النم‪ ]88:,‬ا وقوله تعاأ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اوه اي متااُّر امر الس ي ا اب ا‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫{ال ِذ لاه م كل السي يماو ِ‬
‫ض اواك يياأخ كذ اولا ًدا اواك يا اكن لها اشي ي ِري ٌ ِد الك ام كل او اخلا ا ال‪ ,‬اشي ي كيء ساي اقد ارها‬ ‫اري اواأل كار ِ‬ ‫اا ا اا‬
‫تاي كق ِد ًيرا ال رقان‪]2:‬ا ور ها من ا ايري ‪.‬‬

‫واترض ينسه عل ه س ما د خل اإلنس ييان من اإلتقان واإلسكان ا لما د قوله تعاأ ‪ { :‬ااي أاييُّ ارا ا ِإلن اسي يا ان‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اخار اج اك‬
‫{واَّللا أ ك‬ ‫اما ارراك بارب ا الك اك ِر ** الذ اخلا اق ا سا اس ي ي ي ي ي ي يو ااك ساي اع ادلا االن طار‪ ]7:‬ا وقوله تعاأ ‪ :‬ا‬
‫ح اار اواألاسكاِ اد اض لا اعل اك ك تا كش اك ارون الن ‪]78:,‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫من باطاون أام ارات اك ك الا تاي كعلا امو ان اشكياًا او اج اع ا‪ ,‬لا اك ا الكس كم اع اواألابك ا‬
‫ا ور اا من ا ايري(‪.)62‬‬

‫ل ‪ :‬األدلة العقل ة النقل ة عل أصوم االعأقادا عود العري ي(‪.)307-265‬‬ ‫(‪ )62‬انظر د عع النحوص الشرع ة الدالة عل‬

‫‪37‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫دليل اإلحكام واإلتقان‬

‫قائ عل مقدمأني أ ا أني‬

‫اإلتقان ال بد له من فاعل‬ ‫الكون حمت َقن ححم َكم‬


‫حكيم عقليم‬ ‫يف خقلقته‬

‫الضرورض الراي‪ ,‬ة‬ ‫الكون ارلِب بحورض امعقدض ال ميكن اخأزاهلا د‬


‫الضرورض العقل ة‬
‫أ ساب راجعة أ الكون ن سه أو الحدسة‬
‫ايتساابري الراي‪ ,‬ة تاىسل‬ ‫اإلتقان واإلسكان د سق قأه‬ ‫الدل ‪,‬‬
‫الدل ‪ ,‬العلمي‬
‫بطالن ل‪ ,‬اإلسأماالري‬ ‫سع‪ ,‬من األسعام وال ع‪ ,‬ال بد‬ ‫الأ رييب‬ ‫ايتسي املساشر‬
‫األخرا لايتدو ابلحدسة‬ ‫له من ساع‪ ,‬يقون بها لذل‬
‫الكون مأح ابلضسط‬ ‫وجود أصناع منوعة من‬
‫امل اجاة أو الأطور طوي‪,‬‬ ‫اإلسكان ضاإلتقان ل س درد‬
‫الدق املسرر لقض ة‬ ‫اإلتقان د الوجود وأشكام‬
‫األمد‪.‬‬ ‫سع‪ ,‬منا هو سع‪ ,‬حوص‬ ‫الىوابل الكون ة‪.‬‬ ‫مأعددض من اإلسكان د‬
‫حبالة ترل س ة خاصة تأطلب‬ ‫صنعة األش اء‪.‬‬
‫أن يكون ساعله مأح ً ا‬
‫بح اري لمال ة عال ة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة اخلامسة‬ ‫املستوى األول‪ /‬دالئل أصول اإلسالم‬

‫‪39‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬

You might also like