You are on page 1of 42

‫السنة الرّابعة رياضة‬

‫الرّياضةّواإليتيقا‬ ‫ّ‬
‫اللّعب ‪-‬التّنافس ‪-‬التّسامح ‪-‬الفرد ‪-‬الواجب ‪-‬الفرجة – املرح‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫جلنة الترمجة والتأليف‬
‫مخيّس بوعلي ‪-‬الصحّيب بوقرّة ‪-‬الطيّب اجلالصي ‪-‬يوسف طرشون‬
‫ّّ‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّواإليتيقا‬

‫ّ‬

‫نافذةّوضعياتّاستكشافية‬
‫ّ‬

‫‪2‬‬
‫وضعيّة استكشافيّة أوىل‪ :‬الرّوح الرياضيّة‬

‫تقديم الوضعية‬
‫هذه صورة الع ّداء الكيني "أبال موطاي" ‪ Abel Mutai‬والع ّداء اإلسباني "إيفان فرنينداز‬
‫أنايا" ‪ Ivan Fernandez Anaya‬في نهاية سباق الماراطون الذي دار ببورالدا ‪ Burlada‬بإسبانيا‬
‫(‪2‬ديسمبر ‪.)2015‬‬
‫كان الع ّداء الكيني يحت ّل الطليعة طيلة السباق وكان الع ّداء اإلسباني يالحقه في المرتبة‬
‫الثانية وقبل عشرة أمتار من ّ‬
‫خط النهاية يتو ّقف الع ّداء الكيني ظ ّنا منه بأنّ السباق قد انتهى‪،‬‬
‫وأتاح بذلك لمنافسه اإلسباني فرصة ذهبية للفوز بالسباق‪ .‬غير أنّ الع ّداء "إيفان فرنينداز أنايا"‬
‫وحثه على إنهاء السباق والفوز بالمرتبة‬ ‫ّ‬ ‫رفض انتهاز الفرصة وخيّر تنبيه منافسه إلى هفوته‬
‫األولى‪.‬‬

‫المهامّ‬
‫‪ -‬كيف تقيّم تصرّ ف الع ّداء اإلسباني؟‬
‫‪ -‬ما الذي منع الع ّداء اإلسباني من انتهاز هفوة منافسه والفوز بالسباق؟‬
‫‪ -‬ما الذي يح ّدد االنتصار في الرياضة؟ الفوز والغلبة أم الروح الرياضيّة؟‬
‫‪ -‬لو كنت مكان "إيفان فرنينداز أنايا"‪ ،‬ماذا سيكون قرارك؟‬
‫‪ -‬كيف تعرّ ف الروح الرياضيّة؟‬

‫‪3‬‬
‫وضعيّة استكشافيّة ثانية‪ :‬اجملهود البدين‬

‫‪ ‬أتأمّل الصورة وأقترح لها عنوانا‪.‬‬


‫‪ ‬أتأمّل الصورة وأف ّكر في االستفهامات ال ّتي تطرحها‪.‬‬

‫في المجتمعات المعاصرة اليوم حيث ينخفض من يوم إلى آخر المجهود البدني‪ .‬هل ال يزال من الممكن دفع‬
‫ال ّناس لالعتقاد في المتعة البسيطة ال ّتي تأتي من المجهود البدني؟‬
‫‪ ‬ماهي األسباب ال ّتي تجعلنا نعتقد انّ بذل الجهد البدني ال متعة فيه؟‬

‫‪........................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫وضعيّة استكشافيّة ثالثة‪ :‬يف قيمة الرياضة‬

‫"يتضرّ ع ال ّناس إلى اآللهة لتمنحهم الص ّحة‪ ،‬إال ّ أنهم يتغافلون‬
‫ديموقريط‬ ‫على أنّ أمر الصحّة بأيديهم"‬

‫‪ ‬حر ّر في فقرة قصيرة عالقة الرياضة بالصحّة؟‬


‫‪ ‬بأيّ معنى يكون أمر الصحّة بيد اإلنسان؟‬
‫‪ ‬أبيّن باالعتماد على الجدول ال ّتالي قيمة الرياضة وجدواها‪:‬‬

‫يفضي المجهود البدني إلى‪:‬‬ ‫يشترط المجهود البدني من ال ّذات‪:‬‬ ‫يمكنّ المجهود البدني ال ّذات من‪:‬‬

‫‪..................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪...................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫وضعيّة استكشافيّة رابعة‪ :‬كرة القدم‪ -‬معروف الرصايف‬

‫التعريف بال ّكاتب‪:‬‬ ‫كرة تراض بلعبها األجسام‬ ‫قصدوا الرياضة العبين وبينهم‬
‫فتعاورتها منهم األقدام‬ ‫وقفوا لها متشمّرين فالقيت‬
‫للسوق معترك بها وصدام‬ ‫يتراكضون وراءها في ساحة‬
‫معروف الرّ صافي‪:‬‬ ‫بالكفّ عند الالعبين حرام‬ ‫وبرفس أرجلهم تساق وضربها‬
‫شاعر عراقي‪ ،‬ولد في‬ ‫شرعوا الرءوس فناطحتها الهام‬ ‫ولقد تحلَق في الهواء وأن هوت‬
‫بغداد سنة ‪ 1877‬م‪ ،‬عمل‬ ‫فتم ّر صائتة لها أرزام‬ ‫وتخالها حينا ً قذيفة مدفع‬
‫بالتدريس والصحافة حيث‬
‫عمل معلما للغة العربية‪،‬‬ ‫للضرب عبل الساعدَين همام‬ ‫ولربما سقطت فقام حيالها‬
‫وكان من هواة الترحال‪،‬‬ ‫سقطت فزمجر دونها الضرغام‬ ‫فتخالها وتخاله كفريسة‬
‫وله دواوين ومؤلفات‬ ‫أمل به تتقاذف األوهام‬ ‫ال تستق ّر بحالة فكأنها‬
‫عديدة‪ ،‬وتوفي في سنة‬ ‫نجو الجنوب مالعب ّ‬
‫‪ 1945‬م‬ ‫لطام‬ ‫تنحو الشمال بضربة فير ّدها‬
‫مراً كما تتواثب اآلرام‬ ‫واثبة على وجه الثرى‬ ‫ً‬ ‫وتمر‬
‫عنها وآخر ضارب مقدام‬ ‫وتدور بين الالعبين فمح ِجم‬
‫قلبٌ عليه تهاجم اآلالم‬ ‫حتو شونها‬ ‫وكأنها والقوم َي ِ‬
‫علما ً تراض بدرسه األفهام‬ ‫راضوا بها األبدان بعد طالبهم‬
‫يفع مرير المرفقين غالم‬ ‫أبناء مدرسة أوالء وكلّهم‬
‫تعبٌ وبعض مزاحها استجمام‬ ‫البد من هزل النفوس فج ّدها‬
‫فاللهو للعقل الطليح جمام‬ ‫ً‬
‫سويعة‬ ‫فإذا شغلت العقل ْ‬
‫فال ُه‬
‫تهن العقول وتهزل األجسام‬ ‫والفكر منهكة فباستمراره‬
‫حفظت نشاط جسومها األقوام‬ ‫ورياضة األبدان ملعبة بها‬
‫تقوى بفضل نشاطها األحالم‬ ‫ً‬
‫نشيطة‬ ‫أن الجسوم إذا تكون‬
‫وأسلك مسالكهم عداك الذام‬ ‫هذي مالعبهم فجسمك رض بها‬

‫المهام‪:‬‬
‫‪ ‬استخرج من القصيدة الكلمات ال ّتي تحيل على االستعداد لممارسة الرياضة؟‬
‫‪ ‬هل الغرض من لعب كرة القدم ممارسة الرياضة أم هنالك أغراض أخرى؟‬
‫‪ ‬حد ّد القيم ال ّتي على أساسها تمارس الرياضة؟‬
‫‪ ‬ميّز في هذه القصيدة بين القواعد الرياضيّة والمعايير األخالقيّة؟‬

‫‪6‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّواإليتيقا ّ‬

‫نافذة األسانيد‬

‫‪7‬‬
‫تعريفّالرياضة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ‬ ‫تعني كلمة رياضة‪ ،‬بادئ ذي بدء‪ ،‬ك ّل نشاط حرّ في‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫الهواء الطلق‪ .‬وتفهم الحريّة ههنا (أي الوقت الحرّ ) في معنى‬
‫ّ‬ ‫التحرّ ر من إكراهات المدينة‪ ،‬أكثر منه في معنى تحديد مضمون‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫واقعي‪ .‬مثل التخييم أو الطيران الشراعي أو اإلبحار ! أن نفعل‬
‫ّ‬ ‫ما نشاء كيفما نشاء‪ .‬إنّ ما هو مح ّدد هو غياب اإلكراه‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫ّ‬
‫وتشير الرياضة إثر ذلك إلى هذا الجهد المنتظم لترويض‬
‫الجسد الخاص‪ :‬التربية البدنية والتنمية الجسدية‪ .‬وهكذا ففي‬
‫"الرياضة هي مالحقة اخلوف‬ ‫مقابل الحالة السابقة‪ ،‬تحت ّل اآلن فكرة االنضباط المكانة األولى‪.‬‬
‫هبدف التحكّم فيه‪ ،‬ومالحقة‬ ‫إذ يتعلّق األمر بمغالبة الذات‪ .‬إنّ الغاية هي التح ّكم في الجسد‪.‬‬
‫التعب هبدف االنتصار عليه‬ ‫ك المعنى‬‫وتعني كلمة الرياضة في النهاية‪ ،‬وهو دون ش ّ‬ ‫‪10‬‬
‫والبحث عن الصعوبة هبف‬ ‫األكثر قوّ ة‪ ،‬التنافس‪ .‬إنّ الفكرة التي تحضر اآلن‪ ،‬والتي من‬
‫التغلّب عليها" بيار دي كوبرتان‬ ‫المناسب التأكيد عليها‪ ،‬هي فكرة التناقض‪ .‬وتكتسب الرياضة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ههنا بعدا جديدا على نحو تام‪ .‬فقد وقع بالفعل‪ ،‬إدراج قيم‬
‫متناقضة‪ ،‬انتصار أو هزيمة‪ ،‬وهي الثنائية التي تحكم الرياضة‬
‫مثلما هو األمر بالنسبة للخير والشرّ في األخالق أو الصواب‬ ‫‪15‬‬
‫والخطأ في المنطق‪.‬‬
‫الرياضي والفيلسوف والمسيّر‪ .‬ص ‪36-35‬‬
‫برنار جو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫المهامّ‬

‫ما عالقة الرياضة بالحرّ ية؟‬ ‫‪-‬‬


‫هل أنّ النشاط الرياضي تحرير للجسد أم إخضاع له؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل تختزل ثنائية االنتصار والهزيمة جوهر النشاط الرياضي؟‬ ‫‪-‬‬
‫أيّ تعريف للرياضة‪ ،‬من بين التعريفات الواردة في النصّ ‪ ،‬يبدو لك وجيها؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫الرياضةّحنتّللكيان ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّ‬ ‫إذا كانت الرّ ياضة قد أصبحت أحد أشكال الفرجة الرّ مزيّة‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫بامتياز في العالم الحديث‪ ،‬فليس ذلك فقط بسبب خصائصها‬
‫ّ‬ ‫الرّ كحيّة أو ما تولّده من انفعاالت أو السجالّت المتنوّ عة لتحديد‬
‫تكثف على‬ ‫الهويّات (المحلّيّة‪ ،‬الوطنيّة) التي تق ّدم بل كذلك أل ّنها ّ‬
‫شاكلة تشخيص كاريكاتوريّ القيم األساسية لمجتمعاتنا‪ .‬إ ّنها‬ ‫‪5‬‬
‫تعلي من شأن االستحقاق الفرديّ أو الجماعيّ وحسن اآلداء‬
‫الذات في المجتمعات التي اتخذت من اإلشهار‬ ‫وتجاوز ّ‬
‫والتصنيف والترقيم وتقييم القدرات‪ ،‬قواعدها ّ‬
‫الذهبيّة‪ .‬تبيّن‬
‫الرياضة أثناء المنافسات على األقل نظريّا‪ ،‬أنّ األلعاب غير‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫مح ّددة بصفة مسبقة وأنّ "أيّ كان يمكن أن يصبح شخصا‬ ‫‪10‬‬
‫مرموقا" وأنّ المقامات ال تمنح عند الوالدة وإ ّنما تكتسب على أن تكون رياضيا هو أن تستغلّ‬
‫مدى الحياة‪ .‬والثابت أ ّنه ألمر عميق ال ّداللة‪ ،‬أن تكون الرّ ياضة مستطاع اجلسد يف إثراء هذا‬
‫في شكلها الفرجويّ قد تطوّ رت في لحظتين تاريخيّتين‪ ،‬عند "األنا"‪ .‬ألبار جاكار‬
‫ظهور مبادئ العدالة وال ّديمقراطيّة في اليونان القديمة أوّ ال وفي‬
‫ّ‬
‫الثامن عشر وال ّتاسع عشر‪ ،‬ثانيا‪ .‬هل كان لنا أن ّ‬ ‫انقلترا القرنين ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫نتصوّ ر فارسا يواجه ق ّنا في بطولة قروسطيّة؟‬ ‫‪15‬‬
‫ّ ّّ‬ ‫ّ‬ ‫من البديهي أنّ األمر ليس كذلك‪ .‬فإذا كان ك ّل من‬
‫بيلي ‪ Pelé‬وكارل لويس ‪ Carl Lewis‬ولور مانودو ‪Laure‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ك بفضل إنجازاتهم‬ ‫‪ Manaudou‬يبهرون‪ ،‬فذلك دون ش ّ‬
‫ّ‬ ‫النوعيّة وجمالها ولكن كذلك أل ّنه لدينا يقين "بأ ّنهم بلغوا هذا‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫المجد بواسطة فضائلهم الخاصّة وليس لكونهم سليلي نسب تليد‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫ّ‬ ‫ترمز الرّ ياضة للمثل األعلى لدى ال ّشعوب ال ّديمقراطيّة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫والتي تحتكم إلى شريعة الجدارة كما تعلي من شأن المساواة‬
‫ّ‬ ‫ال ّنظريّة للحظوظ تجسيدا للقول المأثور " نكون ما نصير إليه ال ّ‬
‫ما نولد عليه"‪ .‬هكذا أصبح المتفوّ قون أبطال زماننا متجاوزين‬
‫بذلك نجوم السّينما وملتحقين بهم (الزوج العب كرة القدم‬ ‫‪25‬‬
‫وعارضة األزياء‪ ،‬رمز لل ّنجاح واالمتياز الجسديّ يظهر اليوم‬
‫في قمّة السلّم الشعبيّ )‪.‬‬
‫كريستينا برمبرغار وليدوفيغ الستروالن‬
‫"الرياضة في فرنسا" ‪2008،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪9‬‬
‫ّ‬

‫المهامّ‬

‫بم تفسّر ازدهار الرياضة بشيوع الديقراطية والمساواة؟‬ ‫‪-‬‬


‫من يصنع نجوميّة الرّ ياضيّ ؟ أهي جدارته أم اآللة اإلعالميّة؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل من وجاهة في اعتبار الكاتب الرّ ياضة مصعدا اجتماعيّا؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل ُتختزل البطولة في النجوميّة؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫ّ‬

‫الرياضةّبنيّاألخالقيّواإليتيقي ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫اإليتيقا ليست األخالق‪ .‬ذلك أنّ األخالق نسق من القيم‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫التي توجّ ه أفعالنا والتي تعطي ك ّل فرد معايير تم ّكنه من تمييز‬
‫ما هو محظور عمّا هو جائز‪ .‬والفصل بين ما نستطيع فعله وما‬
‫نطمح إلى فعله‪ .‬هذه المعايير متعيّنة في الواجب الذي هو‬
‫‪ 5‬اإلحساس الباطني بما يجب علينا فعله بمنأى عمّا نفعل أو ما‬
‫نمتلك القدرة على القيام به فعال‪ .‬لقد حاول الفالسفة على ال ّدوام‬
‫الظفر بأساس األخالق أي أساس استقامة الفعل في كلّيّة الخير‬ ‫ّ‬
‫أو السّعادة أو في كلّيّة الواجب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بيد أ ّنه إذا كان ال ّتفكير في األخالق متعيّنا في البعد الكلّيّ‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫فإنّ الفعل اإلنسانيّ إ ّنما يتح ّقق في مجال الجزئيّ والعشوائيّ‬
‫ّ‬ ‫الظروف وتاريخيّتها‪ .‬يفتح‬ ‫والتغيّر الالّمتو ّقع وفي عرّ ضيّة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الفعل إذا حقل اإليتيقا برمّته حيث يجابه المبدأ الموجّ ه للفعل أو‬
‫ّ‬ ‫المعيار المميّز للخير والشرّ واقعا مر ّكبا‪ ،‬غامضا‪ ،‬فريدا‪،‬‬
‫‪ 15‬متحّ رّ كا بل متناقضا‪ .‬على هذا النحو ال ُتفهم اإليتيقا خارج‬
‫"كلّ نشاط توجّهه‬
‫اإليتيقا‪ ،‬حمكوم بقاعدتني‬
‫المجاالت المختلفة لألفعال اإلنسانيّة شأن العمل والعالج الطبّيّ‬
‫ّ‬
‫والبحث العلميّ والعالقة بالطبيعة‪ .‬ومثلما نتح ّدث عن إيتيقا خمتلفتني على وجه تام‪ :‬إيتيقا‬
‫الطبّ الحيويّ ‪ ،‬سنتح ّدث عن إيتيقا رياض ّية أي عن تأمّل في املسؤولية أو إيتيقا االقتناع‪".‬‬ ‫ّ‬
‫ماكس فيرب ّ‬ ‫‪ 20‬الممارسات التي نختب ُر‪ ،‬حيث تضع ال ّتجربة العينيّة من يعيشها‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّّ‬ ‫في تناقضات الواجب وصراعاته أو في المقتضيات األخالقيّة‬
‫المتقابلة والتي تشترط إلى ح ّد ما احترامها (‪.)...‬‬
‫ولمّا كانت الرّ ياضة منتمية لمجال الفعل اإلنسانيّ فإ ّنها‬
‫شأن إيتيقيّ ‪ .‬إذ لمّا كانت نشاطا غايته في ذاته وممتعا في ذاته‬
‫‪25‬‬
‫فإنّ انتماءها لمجال الفعل مضاعف أل ّنها تبحث مثل الفعل‬
‫األخالقيّ عن "تح ّققها" الخاصّ ال غير (براكسيس) وليس عن‬
‫إنتاج ما يكون غاية خارجيّة (إنشاء‪ ،‬صناعة)‪ .‬إ ّنها إذا ممارسة‬
‫حرّ ة متجرّ دة من منافع الحياة (النفعيّة) ومنشئة لل ّشخصيّة‬

‫‪11‬‬
‫‪ 30‬المستقلّة عن الضرورات االقتصاديّة وعن السّياسة والتي ليس‬
‫لها من ه ّم سوى تحقّق ملكاتها وتفاعلها‪ .‬فالداللة اإليتيمولوجيّ‬
‫لكلمة ‪ desport‬في اللّغة الفرنسيّة القديمة ولكلمة ‪disport‬‬
‫في اللّغة اإلنجليزية تكشف عن أنّ الرّ ياضة كانت على ال ّدوام‬
‫على الهامش مفصولة ومجرّ دة‪ .‬إنّ الرّ ياضة ممارسة مجانيّة‬
‫‪35‬‬
‫المبالية ومستقلّة عن المنفعة كما تفترض مسافة من الحياة‬
‫العاديّة التي تتو ّقف رده َة مباراة أو سباق أو مقابلة رياضيّة‪.‬‬
‫تنتسب الرّ ياضة إذا للّعب وللفنّ ولضرب من الفنطازيا أو الخيال‬
‫حيث يكون من يمارسها حرّ ا في تحقيقها أو عدم تحقيقها‪ .‬إنّ‬
‫‪ 40‬هذه الحرّ يّة مقارنة باألنشطة اآلليّة هي التي دفعت برغسون إلى‬
‫رياضي"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القول إنّ " اإلنسان حيوان‬
‫"فلسفة‪ ،‬إيتيقا ورياضة "‬
‫بيار‪-‬هنري فراني‬
‫والرياضة في أوروبا" ص ‪29-28‬‬
‫"اإليتيقا ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬

‫‪ -‬ما الذي يميّز األخالق عن اإليتيقا؟‬


‫‪ -‬أيّ منزلة للرّ ياضة من األخالق واإليتيقا؟ وأي معنى لإليتيقا الرّ ياضيّة؟‬
‫‪ -‬إلى أيّ مدى يمكن اعتبار الرّ ياضة ممارسة حرّ ة مستقلّة عن المنفعة؟‬
‫‪ -‬هل توافق الكاتب في اعتباره الرّ ياضة ميزة انسانيّة؟‬
‫مترين ّ‬
‫ميّز بين مفهوم األخالق ومفهوم اإليتيقا‬
‫خصائص مفهوم اإليتيقا‬ ‫خصائص مفهوم األخالق‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫‪.........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪.........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫‪.........................................................‬‬ ‫ّ‬
‫‪12‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يفّالقواعدّالرياضية ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫تعلّمنا النظريات الفلسفية للّعب والرياضة‪ ،‬أن نميّز‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫على إثر سيرل وفيتغنشتاين‪ ،‬بين القواعد المؤسِّسة للرياضة‬
‫ّ‬
‫المنظمة لها‪ .‬ونعني بالقواعد المؤسِّسة تلك القواعد‬ ‫والقواعد‬
‫المح ّددة الخاصّة بك ّل رياضة بعينها‪ ...‬ونعني بالقواعد ال ِّ‬
‫منظمة‬
‫تلك القواعد التي يفترض أن تكون مهمّة بالنسبة إلى ك ّل رياضة‬ ‫‪5‬‬
‫والتي تستم ّد صالحيتها من نظريّة إيتيقية يُفترض أن تكون هي‬
‫ذاتها كونية‪...‬‬
‫ال مندوحة إذن من أن ُيطرح المشكل النظري والعملي‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫األخاذ‪ ،‬المتعلّق بالمرور من القواعد المؤسِّسة المخصوصة إلى‬ ‫ّ‬
‫القواعد اإليتيقية الكونية‪ .‬وح ّتي يتأ ّتى لهذا المرور أن يحدث‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بشكل مرض‪ ،‬يبدو من الضروري إدراج تمييز ثان‪ ،‬من شأنه‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫أن يد ّقق المقارنة البسيطة ج ّدا بين القواعد المؤسِّسة والقواعد‬
‫ّ‬ ‫المنظمة المذكورة أعاله‪ .‬يجدر بالفعل أن ال نخلط ضمن‬ ‫ِّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫القواعد المؤسِّسة بين القواعد التي ال تحمل أيّ بعد إيتيقي وتلك‬
‫التي تحتوي قيمة إيتيقية ضمنيّة‪ .‬وهكذا فليس لبعض القواعد‬ ‫‪15‬‬
‫من هدف سوى إدارة اللّعبة (عدم لمس الكرة بهذا الطرف أو‬
‫ذاك من الجسم سواء في كرة القدم أو كرة اليد أو الكرة‬
‫الطائرة)‪ ،‬في حين ُتلزم قواعد تأسيسية أخرى‪ ،‬على نحو دقيق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫باالحترام الذي يستوجبه الخصم أو عدم اإلضرار بحرمته‬
‫الجسدية وكذلك االعتناء بتسيير المباراة بإنصاف‪ .‬هكذا تكون‬ ‫‪20‬‬
‫لنا إذن ثالثة أنماط من القواعد‪ )1 :‬القواعد التأسيسية المحايدة‬
‫أخالقيا‪ )2 .‬القواعد التأسيسية ذات البعد األخالقي‪ )3 .‬القواعد‬
‫التنظيمية الصرفة‪ ،‬التي لها على الدوام منحى أخالقيا بشكل‬
‫تا ّم‪ .‬غير أنّ سؤال الكونية يُطرح هنا تحديدا‪ ،‬أي في مستوى‬
‫المرور من القواعد التأسيسية ذات المنحى اإليتيقي إلى القواعد‬ ‫‪25‬‬
‫التنظيمية‪ .‬تتعلّق القواعد األولى مبدئيا بإيتيقا خصوصية‪ ،‬في‬
‫حين تتضمّن الثانية بعدا كونيا جذريا‪.‬‬
‫دنيس مولّر‬
‫كرة القدم آلهتها وشياطينها ص ‪83-82‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪13‬‬
‫المهامّ‬

‫ما الذي يميّز القواعد ال ّتأسيسية عن القواعد التنظيمية؟‬ ‫‪-‬‬


‫هل يمكن الحديث عن قواعد رياضيّة محايدة أخالقيّا؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل يكفي أن تكون القواعد الرّ ياضية أخالقيّة ح ّتي تكون إيتيقيّة؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي مقتضيات المرور من القواعد المؤسّسة المخصوصة إلى القواعد اإليتيقيّة الكونيّة؟‬ ‫‪-‬‬

‫ميثاق الرياضي‬
‫من أجل رياضة دون عنف‬

‫أن تكون رياضيا هو‪:‬‬


‫‪‬أن تمتثل لقواعد اللّعبة‬
‫‪‬أن تحترم قرارات الحكم‬
‫‪‬أن تحترم المنافسين والشركاء‬
‫‪‬أن ترفض ك ّل أشكال العنف والغشّ‬
‫‪‬أن تتحلّي باال ّتزان في ك ّل الظروف‬
‫‪‬أن تكون مخلصا في الرياضة وفي الحياة‬
‫‪‬أن تكون مثاال يحتذى به وأن تكون كريما ومتسامحا‬

‫المها ّم‬
‫ما هي القيم المرتبطة بك ّل قاعدة من هذه القواعد؟‬
‫كيف تكون الرياضة تربية على المواطنة؟‬
‫ما هو الرهان اإليتيقي لهذا الميثاق؟‬
‫ّ‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪14‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫فرحّمغالبةّالذات ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫إنّ قانون بطل العالم هو أال ّ يريد أن يعرف في الجهد‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫قار َن إالّ مع ذاته‪ .‬وذاك ما سيكون‬ ‫ّ‬
‫الذي يبذله إالّ ذاته وأالّ ُي َ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫فضيلة أكثر الناس تواضعا إذا بلغت الرياضة مرحلة النضج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ح ّتى شديد االعتداد بنفسه يمكن له أن يغنم من هذه الفضيلة‪.‬‬
‫إذا لم يكن للع ّداء من هدف في السباق سوى تحقيق توقيت‬ ‫‪5‬‬
‫أفضل‪ ،‬بفضل وتيرة منتظمة بدل التقيّد والخضوع للمنافس‬
‫معاندة لجهده‪ ،‬فإنّ هذا الع ّداء سينتصر في الغالب على اآلخرين‬
‫وعلى ذاته‪.‬‬
‫الذات‪ ،‬هو فرح يعرفه الضعفاء كما يعرفه‬ ‫إن فرح مغالبة ّ‬
‫ّ‬ ‫سيغذي الفرح‬‫ّ‬ ‫اآلخرون‪ ،‬بل أكثر‪ ،‬ألنّ أمامهم مجال كبير للتق ّدم‪،‬‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬ ‫صبرهم‪ .‬ولمّا كان جميعهم قادرا على المشاركة في المعرفة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الدقيقة بذواتهم‪ ،‬فسوف يعرف الك ّل أيضا كيف يستمتع بإعادة‬
‫انتاج اآلداء نفسه بشكل أكثر يسرا وأكثر سهولة‪ .‬وعندئذ لن ّ "إن أعظم االنتصارات هو‬
‫ل ذاك الزهد في األكل أو االنتصار على الذات" أفالطون‬ ‫تكون التمارين أو أنظمة الحمية أو ك ّ‬
‫الشراهة حكرا على األبطال وحدهم‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫إ ّنه لطموح غريب وبسيط ج ّدا‪ ،‬ولكن يمكن أن نعادله‬
‫بغيره‪ ،‬ما دامت اآلفاق رحبة‪ ،‬يتحرّ ك اإلنسان في ك ّل وجهة‬
‫باحثا‪ ،‬عن المعرفة‪ ،‬والقدرة أو العقيدة‪ ،‬وعن حدود ذاته؛ مع أ ّنه‬
‫ال يمكن أن يستشعره بشكل أفضل إالّ في أوج كبريائه وقمّة ألمه‬
‫ومرارة مذاقه‪.‬‬
‫جون برافوست ‪ -‬متع الرياضة ص ‪89‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫المهامّ‬ ‫ّ‬

‫‪ -‬هل تكمن قيمة الرياضة في غلبة المنافس أم في مغالبة الذات؟‬


‫‪ -‬أليس من المفارقة أن يكون األلم في الرياضة متعة؟‬
‫‪ -‬هل البطولة حكر على المنتصرين؟‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪15‬‬
‫يفّاللهو ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫لمّا أنّ في الحياة أوقات راحة‪ ،‬ولمّا أ ّنه يلزمنا ح ّتى في‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وقت الراحة من صنوف اللّهو ما يسلّينا يظهر أنّ من الممكن‬
‫أن يوجد في تلك األوقات أسلوب من أساليب العشرة حسن‬
‫الذوق‪ .‬وهو ينحصر في قول ما ينبغي كما ينبغي وفي االستماع‬
‫إلى ما نستطيع أن نسمح ألنفسنا بسماعه‪ .‬وربّما اهت ّم المرء ج ّد‬ ‫‪5‬‬
‫االهتمام بأال ّ يحادث إالّ أناسا من هذا القبيل وأن ال يستمع إلى‬
‫قول سواهم الب ّتة‪ .‬وبديهي أن يقع في هذا كما يقع في ك ّل شيء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آخر إمّا إفراط وإمّا تفريط بالنسبة إلى االعتدال‪ .‬فمن الناس من‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يدفعهم إلى اإلفراط ديدن اإلضحاك فيعتبرون بذلك مُجّ انا ثقال‬
‫ّ‬ ‫الطبع‪ .‬ذلك بأ ّنهم يبحثون عن الهذر في ك ّل مقام‬ ‫األرواح بلداء ّ‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ويقصدون أن يُضحكوا أكثر من أن يقصدوا أن ال يقولوا إال ّ‬
‫ّ‬ ‫األقوال النزيهة المناسبة وأن ال يجرحوا الب ّتة من يمازحونه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ومن الناس من هم على الض ّد من ذلك ال يجدون الب ّتة قوال يسرّ‬
‫ّ‬ ‫ويحقدون على من هم أكثر منهم استعدادا للتنكيت‪ ،‬أولئك هم‬
‫دق ذوقهم في المزاح هم أناس‬ ‫قوم أفظاظ غالظ‪ .‬ولكنّ الذين ّ‬ ‫‪15‬‬
‫أرضياء المحضر‪ ،‬بل يمكن أن يقال إ ّنهم من طبع مرن ليّن‪،‬‬
‫ألنّ هذه الصفات هي على وجه ما من تجلّيات الطبع‪ .‬وكما أ ّنه‬
‫ّ‬
‫يُحكم على األجسام بما تصدر من الحركات كذلك يمكن الحكم‬
‫على الطبع بأمثال هذه اآلثار‪.‬‬
‫ومع ذلك فلمّا أ ّنه ال شيء أكثر شيوعا من المزاح وأنّ‬ ‫‪20‬‬
‫المرء يرضيه عادة أن يتلهّى بل أن يجاوز بالمزاح ما وراء‬
‫الحدود القويمة قد يقع كثيرا أن يعتبر أولئك المُجّ ان األراذل‬
‫أناس أرضياء أولي ذوق حسن وهم عن ذلك بعيدون‪ ،‬بل هم‬
‫أبعد ما يكون عن هذه الصفات كما يُرى ممّا قد أسلفنا من القول‪.‬‬
‫أرسطوطاليس – األخالق إلى نيقوماخوس‬
‫الجزء الثاني ص ‪49-48‬‬
‫ترجمة لطفي أحمد السيّد‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪16‬‬
‫المهامّ‬
‫‪ -‬لماذا نلهو؟‬
‫‪ -‬هل من حدود للهو؟‬
‫‪ -‬هل من وجاهة في اعتبار الرياضة لهوا؟‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬

‫‪17‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّوالغريية ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫يمثل المشهد الرّ ياضيّ الفرجوي قيمة بالنسبة لإلنسان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫قيمة انسانيّة‪ ،‬قيمة إيتيقيّة‪ ،‬إذ بهذا المعنى تتر ّقى بفضله انسانيّة‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان‪ .‬إنّ الفرجة الرّ ياضيّة قيمة‪ ،‬ألنّ للتألّق في األداء‬
‫فالذي يشاهد عرضا‬ ‫الذات قيمة رمزيّة‪ّ .‬‬ ‫ولتجاوز مستطاع ّ‬
‫رياضيّا والذي يدرك الرّ سالة ويدرك معاني األمل للتألّق في‬ ‫‪5‬‬
‫بالطبع شأن‬‫الذي يمكن أن يتر ّقى في اإلنسانيّة وهذا ّ‬ ‫األداء‪ ،‬هو ّ‬
‫الرّ ياضيين الذين بفضل نشاطهم الرياضي بمقدورهم أيضا‬
‫التر ّقي في اإلنسانيّة كما بمقدورهم فعل الشيء عينه باآلخرين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫متفرّ جون ومشاهدون‪.‬‬
‫ّ‬
‫إنّ الواقع الرّ ياضيّ هو قبل ك ّل شيء ممارسة رياضيّة‪،‬‬ ‫‪10‬‬
‫"تكمن املمارسة احلقيقية‬
‫ممارسة األفراد‪ ،‬العبي القوى والرّ ياضيين‪ .‬غير أنّ ممارسة‬
‫للرياضة يف حماورة الذات‬
‫جلسدها اخلاصّ‪ ،‬يف ظلّ‬
‫األفراد للرّ ياضة هذه غير قابلة للفصل عن الغيريّة‪ .‬إنّ التألّق‬
‫النظرة احلرجة لآلخرين‪،‬‬ ‫في اآلداء هو تألّق فرد‪ ،‬ولكنّ الغيريّة بالغة الحضور فيه‪ :‬ذلك‬
‫واليت تكون أحيانا يف شكل‬ ‫أنّ هذا اآلداء يجري تحت أنظار اآلخرين وقبالة اآلخرين‬
‫منظمون‪ ،‬أعضاء الفريق ومدرّ بون)‪)...( .‬‬ ‫وبفضلهم أيضا ( ّ‬ ‫‪15‬‬
‫مديح‪ .‬قد يكون هذا احلوار‬
‫قاسيا وقد تكون الشروط‬ ‫الذات الرياضيّة‬ ‫إنّ الواقع الرّ ياضيّ حدث يعاش بين ّ‬
‫صارمة‪ ،‬غري أنّ املهمّ هو أن‬ ‫وذاتها‪ .‬وتجاوز مستطاع ّ‬
‫الذات حركة‪ ،‬مسار يت ّم بين الرّ ياضيّ‬
‫يكون اجلسد حمترما وأن ال‬ ‫وذاته‪ .‬غير أنّ التألّق في اآلداء المرتبط بتجاوز مستطاع ا ّلذات‬
‫يؤول إىل جمرّد أداة‪" .‬‬ ‫يُعرض أيضا بوصفه فرجة‪ .‬إ ّنه ملتفت با ّتجاه اآلخرين‪ ،‬أي‬
‫ألبار جاكار‬ ‫باتجاه المتفرّ جين‪ .‬إنّ هذا البعد الفرجويّ الذي يجب أن يعتبر‬ ‫‪20‬‬
‫وجها من وجوه واقع الرّ ياضة وممارستها‪ ،‬يمكن إليتيقا‬
‫الرّ ياضة أن تثمّنه بوصفه قيمة بل يجب عليها ذلك‪.‬‬
‫جون بالسترمان ومارك مايس‪.‬‬
‫"الرّ ياضة واإليتيقا‪ :‬قيم ومعايير" ص‪81‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫المهامّ‬

‫كيف يمكن للرياضة أن تكون ارتقاء بإنسانيّة اإلنسان؟‬


‫‪-‬أيّ منزلة للغيرّ يّة في الحدث الرّ ياضيّ ؟‬
‫يتحقق إالّ عبر الفرجة؟‬
‫ّ‬ ‫‪-‬هل أنّ تجاوز مستطاع ّ‬
‫الذات في الرّ ياضة ال‬
‫‪-‬من يكون موضوع فرجة؟ المشاهد أم الرياضي؟‬

‫‪18‬‬
‫ّ‬
‫الرياضةّواخليال ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫تمتلك الرّ ياضة فضيلة إيتيقيّة باعتبار أنّ ك ّل أنشطة‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الحياة اليوميّة تجد فيها مالذا ولكن على ذلك المالذ أن يكون‬
‫ّ‬ ‫بمستطاعه تجاوز ذاته وعدم ال ّتمركز حولها‪ .‬بهذه القطيعة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الرياضة إيتيقا أل ّنها تبني الحرّ يّة‬
‫أو ال ّتناقض ال ّداخلي تكون ّ‬
‫شخص اإلنسانيّ ال بوصفه جوهرا‬ ‫‪ 5‬والمسؤوليّة واستقاللية ال ّ‬
‫(هو ما هو) ولك ّنه ما يكون من حيث المبدأ بصفة مستمرّة‬
‫ومح ّددة قادرا على االنزياح عن ذاته وعن محض هويّته‬
‫وعن الوظائف التي يثقل العالم كاهله بها والتي يسعى‬
‫‪ 10‬باستمرار إلى سجننا داخلها‪.‬‬
‫وهكذا ال تكون الرّ ياضة لعبة بانية للفرد إالّ بال ّشرط‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫المزدوج والمتناقض في جعلنا خارج الواقع وإعادتنا إليه‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حيث تسمح لنا بسيطرة أكبر عليه‪ .‬فالبعد الخياليّ للرّ ياضة‬
‫ّ‬ ‫ال يكون ايجابيّا إال ّ شرط أالّ يكون وهما أو مظهرا أو حلما‪.‬‬
‫‪ 15‬غير أنّ خياال ما ال يكون مجرّ د مظهر إال ّ إذا ق ّدم عالمه‬
‫الخياليّ نفسه كنقل مب ّسط أو مستضيء أو مغلّف أو منمذج‬
‫للواقع ذاته والذي يكون العالم الخياليّ إعادة تشكيل له‪ .‬إنّ‬
‫إعادة ال ّتشكيل الرّ ياضيّ هذه إذا هي من نفس طبيعة ال ّتشكيل‬
‫‪ 20‬الف ّنيّ ولك ّنها تمتلك شيئا ما خصوصيّا باعتبار أ ّنها ليست‬
‫لتمثل (مجاز) بل هي كذلك نقل للجسد ذاته‬ ‫مجرّ د محاكاة ّ‬
‫ّ‬
‫الذي تكون حركاته وطاقاته واندفاعاته أي وسائط عمليّة‬
‫ال ّنقل هي ذاتها منقولة أو معادة ال ّتشكيل بتوسّط عمليّة توجيه‬
‫وتنميط تجعلها في اآلن ذاته أكثر نجاعة وأكثر جماال وأكثر‬
‫‪ 25‬حرّ يّة‪ .‬وإذا كان األثر الف ّنيّ يوتوبيا أل ّنه استبصار‪ ،‬فإنّ‬
‫صيّتين في نشوة ما وفي سعادة‬ ‫الرّ ياضة تدمج هاتين الخا ّ‬
‫ال ّترحال بالجسد‪.‬‬
‫"الفلسفة واإليتيقا والرياضة"‬
‫الرياضة واإليتيقا في أوروبا‬
‫بيار‪-‬هنري فراني ص ‪35‬‬

‫‪19‬‬
‫المهامّ‬
‫على أيّ نحو تكون الرّ ياضة إيتيقا؟‬ ‫‪-‬‬
‫أيّ منزلة للخيال في ال ّنشاط الرّ ياضي؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما الذي يميّز الممارسة الرياضيّة عن ال ّنشاط اإلبداعيّ في الفنّ ؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل من مفارقة في القول بأنّ الرياضة التي "تجعلنا خارج الواقع تعيدنا إليه"؟‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫تحقق الرّ ياضة السّعادة؟‬ ‫هل‬ ‫‪-‬‬
‫ّّ‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬

‫‪20‬‬
‫الرياضةّوالثقافة ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫في الرّ ياضة تتقاطع بالفعل ك ّل سمات العصر وكذلك‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫تغذيها‪.‬‬ ‫خصائص الفكر مع مختلف أوجه اإليديولوجيا التي ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ليست الرّ ياضة هامشيّة بل هي مركزيّة ومنغرسة في صميم‬
‫ّ‬ ‫العالم المعاصر وحجّ ة ذلك‪:‬‬
‫إنّ احلجّة القدمية‬ ‫تهيئ عولمة الرّ ياضة عولمة السّوق وتمنحها حظوظا‬ ‫‪5‬‬
‫اليت نقول وفقها بأنّنا منارس‬
‫أوفر‪ .‬ذلك أنّ المواعيد الرّ ياضيّة ال ّدوليّة‪ ،‬ككأس العالم لكرة‬
‫الرياضة هبدف احلفاظ على‬
‫القدم ورياضة الرڤبي‪ ،‬والبطوالت العالميّة لك ّل رياضة‪ ،‬قد‬
‫اللّياقة ليست خاطئة إالّ من‬
‫ش ّكلت العقول تدريجيا منذ ما يزيد عن نصف قرن‪ ،‬على اعتبار‬
‫جهة ادّعاء أنّ الياقة تطلب‬
‫لذاهتا‪ .‬احلفاظ على اللّياقة من‬
‫العولمة شأنا طبيعيّا‪ .‬وبعيدا عن اختزال الرياضة في مجرّ د أداء‬
‫أجل العمل‪ ،‬ذلك هو اهلدف‬ ‫دور االنعكاس‪ ،‬كما يعتقد المحلّلون السطحيون‪ ،‬أو كما يوحي‬ ‫‪10‬‬
‫غري املعلن للرياضة‪.‬‬ ‫بذلك على نفس ال ّنحو‪ ،‬المفهوم الماركسي " للبنية الفوقيّة"‪ .‬إنّ‬
‫الثقافيّة هي نوع من الرحم المدعوّ إلنتاج‬‫الظواهر ّ‬ ‫الرّ ياضة شأن ّ‬
‫أدرنو‬
‫ّ‬ ‫العصر ذاته‪ .‬ال تنفك الرّ ياضة من خالل ممارستها وعروضها‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫وتحاليلها‪ ،‬تملي على معاصرينا‪ ،‬إلزامات متع ّددة‪ .‬وعلى سبيل‬
‫ّ‬ ‫المثال‪ :‬لم يكن من الممكن لمقتضى تحسين األداء‪ ،‬في غياب‬ ‫‪15‬‬
‫االستمرارية العالمية للعروض الرّ ياضيّة‪ ،‬أن يهيمن في ك ّل‬
‫مجاالت الوجود‪ .‬وبالمثل فانّ االعتقاد في قيمة المنافسة قد‬
‫فرض نفسه على ال ّناس عن طريق الرّ ياضة‪ ،‬إذ بعد خمسة عقود‬
‫من العروض الرّ ياضيّة عالية الوتيرة أصبح أغلب ال ّناس‬
‫مقتنعين عن صواب أو عن خطأ بأنّ ال ّتنافس هو شرط ال ّتق ّدم‬ ‫‪20‬‬
‫ّ‬ ‫في ك ّل مجاالت الوجود‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يبدو للمتمعّن عن قرب‪ ،‬أنّ تأويج‬
‫األداء أصبح الخير األسمى أي الخير الذي يجب على سائر‬
‫الخيرات أن تتجّ ه إليه والذي ينبغي عليها أن تساهم في تحقيقه‪.‬‬
‫محفزا لحسن األداء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال يكون الخير خيرا‪ ،‬إالّ بشرط أن يكون‬ ‫‪25‬‬
‫أي الخير الذي يسمو فوق ك ّل الخيرات‪ .‬هكذا أصبح حسن األداء‬
‫الثقافة‪:‬‬ ‫بدوره فضيلة الفضائل‪ .‬لقد أحدثت الرّ ياضة تغيّرا في ّ‬
‫ففي ظ ّل هيمنتها تحوّ ل حسن األداء من مجرّ د وسيلة إلى غاية‪.‬‬
‫روبار ردكار‬
‫"هل الرّ ياضة ال إنسانيّة؟" ص‪.85-84‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪21‬‬
‫المهامّ‬

‫ما منزلة الرياضة من الوجود االنسانيّ ؟‬ ‫‪-‬‬


‫كيف يمكن للرّ ياضة أن تكون أداة لتبرير منطق العولمة؟‬ ‫‪-‬‬
‫إلى أيّ مدى يمكن اعتبار ال ّتنافس شرط ال ّتق ّدم اإلنساني؟‬ ‫‪-‬‬
‫على أيّ نحو يح ّدد الرياضي الثقافي؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل من وجاهة في اعتبار تأويج اآلداء خيرا أسمى؟‬ ‫‪-‬‬
‫ّّ‬
‫ّّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬

‫‪22‬‬
‫ّ‬
‫الرياضةّمتلكّللكائن ّ‬
‫ّّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حين أتزلّج أظ ّل على السطح كما يقال‪ ،‬غير أنّ ذلك ليس‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫دقيقا؛ وإن كان من المؤ ّكد أ ّنني أالمس فقط السطح‪ ،‬فهذه‬
‫ّ‬ ‫تستحق بح ّد ذاتها دراسة كاملة‪ .‬بيد أ ّنه‪ ،‬ليس أق ّل من‬
‫ّ‬ ‫المالمسة‬
‫ّ‬ ‫أحقق تأليفا في العمق؛ أشعر أنّ طبقة الثلج تنتظم في‬ ‫ّ‬ ‫أ ّنني‬
‫أعماقها كي تتحمّلني‪ ،‬فالتزلّج تأثير عن بعد‪ ،‬فهو يضمن‬ ‫‪5‬‬
‫سيطرتي على الما ّدة دون أن أكون في حاجة ألن أغوص فيها‬
‫ّ‬
‫التجذر (‪.)...‬‬ ‫وألتصق بها كي أروّ ضها‪ .‬التزلّج هو عكس‬
‫إنّ تأليفيّة األنا والالّ‪-‬أنا‪ ،‬ال ّتي يح ّققها هذا النشاط‬
‫الرياضي‪ ،‬يت ّم التعبير عنها من خالل توكيد سيطرة المتزلّج على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثلج‪ ،‬كما هو الحال في المعرفة النظريّة أو في العمل الف ّني‪ .‬إنّ‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬ ‫هذا الحقل الثلجي هو حقلي أنا‪ ،‬لقد اجتزته مائة مرّ ة‪ ،‬وأنشأت‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫فيه مائة مرّ ة‪ ،‬بفضل سرعتي‪ ،‬قوّ ة التكثيف والدعم هذه‪ ،‬إ ّنه لي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ينبغي أن نضيف إلى هذا الوجه من التملّك الريّاضي‪ ،‬وجها‬
‫ّ‬ ‫آخر‪ :‬هو الصعوبة ال ّتي ت ّم تذليلها‪ ...‬قبل نزول هذا المنحدر‬
‫ّ‬
‫الثلجي‪ ،‬كان عليّ تسلّقه‪ .‬وقد منحني هذا التسلّق مظهرا آخر‬ ‫‪15‬‬
‫للثلج‪ :‬إ ّنها المقاومة‪ .‬كنت استشعر هذه المقاومة في ما أكابده من‬
‫عناء‪ ،‬واستطعت أن أقيس في ك ّل لحظة ما أحرزته من انتصار‪.‬‬
‫الثلج هنا مماثل لآلخر‪ ،‬وأنّ التعابير ال ّشائعة "روّ ض"‪" ،‬غلّب"‪،‬‬
‫"سيطر"‪...‬إلخ‪ ،‬تد ّل بشكل كاف على أنّ المقصود هو أن أقيم‬
‫ّ‬ ‫مع الثلج تلك العالقة بين السيّد والعبد‪...‬‬ ‫‪20‬‬
‫إنّ القمّة ال ّتي رفعنا عليها راية‪ ،‬إ ّنما هي قمّة قد تملّكناها‪.‬‬
‫هكذا يكون للنشاط الرياضي وجه رئيسيّ وباألخصّ األلعاب‬
‫الرياضيّة في الهواء الطلق‪ ،‬أال وهو إخضاع تلك الكتل الهائلة‬
‫من الماء واألرض والهواء‪ ،‬ال ّتي تبدو للوهلة األولى غير قابلة‬
‫للترويض واالستخدام‪ ،‬وإن المقصود في ك ّل حالة‪ ،‬ليس امتالك‬ ‫‪25‬‬
‫الذي‬‫العنصر ألجله هو‪ ،‬وإ ّنما امتالك نمط الوجود في ‪ -‬ذاته ّ‬
‫يعبّر بواسطة هذا العنصر عن ذاته‪...،‬إنّ الفنّ والعلم واللعب‬
‫هي أنشطة تملّك‪ ،‬إن بصفة كليّة أو بصفة جزئيّة‪ ،‬وما تريد هذه‬
‫األنشطة تملّكه‪ ،‬إ ّنما هو أبعد من الموضوع العينيّ لبحثها‪ ،‬إ ّنه‬
‫الوجود ذاته‪ ،‬الوجود المطلق لما هو في ‪ -‬ذاته‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫جان‪ .‬بول‪ .‬سارتر‬
‫الوجود والعدم ص‪675- 674‬‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫على أيّ نحو يكون النشاط الرياضي تجربة تملّك؟ وما هي أوجه هذا التملّك؟‬ ‫‪-‬‬ ‫ّ‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫ما هي أوجه التشابه بين النشاط الرياضي من جهة‪ ،‬والعمل الف ّني والمعرفة‬ ‫‪-‬‬ ‫ّ‬
‫النظريّة‪ ،‬من جهة أخرى؟‬
‫بأيّ معنى يحوّ ل النشاط الرياضي الطبيعة إلى آخر؟‬ ‫‪-‬‬
‫كيف يضمن النشاط الرياضي التحوّ ل من الوجود في ذاته إلى الوجود لذاته؟‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬

‫‪24‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّمنبعّالقيم ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫لقد أضحت إيتيقا الرّ ياضة من اآلن فصاعدا رهينة الفاعلين‬ ‫‪1‬‬
‫فيها كي توجد على المالعب الرّ ياضيّة ولكن في مختلف اللّجان‬
‫اإليتيقيّة للفيدراليّات والمؤسّسات كذلك‪ .‬إنّ فاعليّة الناشطين في‬
‫ّ‬
‫والمتمثل في‬ ‫الرّ ياضة والناشطات ُتضا ّد تصوّ را سالبا لإليتيقا‬
‫‪ 5‬انتظار تطبيق القواعد والعقوبات للقيام بالفعل الخيّر‪ .‬يستطيع‬
‫الرياضيّون والرّ ياضيّات إظهار قيم إيتيقيّة ال تستطيع أيّة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مؤ ّسسة فرضها عليهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫يُسائل الرياضيّون بواسطة أفعالهم المعايير وينقدون‬
‫"الفكر هو احلياة اإليتيقية‬ ‫‪ 10‬المعتاد ويشاركون في انبثاق المعياريّة اإليتيقيّة ض ّد المعياريّة‬
‫األخالقيّة للسّلوكات‪ .‬بتجسيدهم لقيم جديدة‪َ ،‬تبرز استقالليّتهم في للشعب‪ ".‬هيغل‬
‫ّ‬
‫التصرّ ف في عالم الرّ ياضة بأسلوب اختياريّ وبتجديد المعني‬
‫الذي سيضفي على الفعل‪ .‬وعوض تأسيس أخالق للرّ ياضة‬
‫ستحكم على قيمة األفعال (يجدر بنا) إظهار اإلشكاليّات اإليتيقيّة‪:‬‬
‫‪ 15‬اإلنصاف‪ ،‬الالمساواة‪ ،‬العدالة‪ ،‬الميز‪ ،‬التحرّ ش‪ ،‬االستغالل‪،‬‬
‫االحترام‪ ،‬الكرامة‪ ،‬ال ّتبادل‪ ،‬اللعب‪ ،‬القواعد‪ ،‬الرّ وح الرّ ياضيّة‪.‬‬
‫"أ ّية فاعل ّية جسد ّية إليتيقا األخالق؟" ص ‪69‬‬
‫ّ‬ ‫دومينيك بودان وغايال سامباي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬بأيّ معىن تكون الرّياضة ابداعا للقيم اإليتيقيّة؟‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ما الذي يقصده الكاتب بالتّصوّر السّالب لإليتيقا؟‬ ‫ّ‬

‫‪ -‬ما الذّي مييّز املعياريّة اإليتيقيّة عن املعياريّة األخالقيّة؟‬


‫‪ -‬هل شأن الرّياضيّ تطبيق القواعد األخالقيّة أم ابداعها؟‬

‫‪25‬‬
‫اللهوّوالسعادة ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫األفعال المرغوب فيها لذاتها هي تلك التي ال يطلب فيها‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫المرء شيئا وراء الفعل نفسه‪ .‬وعندي أ ّنها هي األفعال المطابقة‬
‫للفضيلة‪ .‬ألنّ فعل األشياء الجميلة والطيّبة هو بالضبط أحد هذه ّ"السعادة زهرة نقطفها يف‬
‫األفعال التي يجب على اإلنسان أن يطلبها لذواتها وحدها‪ .‬يمكن ثنايا الواجب"‬
‫ّ‬ ‫جون ستيوارت ميل‬ ‫أن َتصف في طائفة األشياء المرغوب فيها لذواتها مجرّ د‬ ‫‪5‬‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫صنوف اللّهو‪ ،‬أل ّنها ال تطلب على العموم من أجل أشياء أخرى‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫غيرها‪ .‬غير أ ّنه كثيرا ما تضرّ نا صنوف اللّهو هذه أكثر من أن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تنفعنا إذا جرّ تنا إلى إهمال العناية بصحّ تنا ورعاية أموالنا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومع ذلك فإنّ أكثر هؤالء الناس المحسودين على سعادتهم‬
‫ّ‬ ‫ال شيء أه ّم عندهم من أن يسّلموا أنفسهم إلى صنوف اللّهو هذه‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫ّ‬ ‫كذلك الطغاة يق ّدرون أعظم تقدير أولئك الذين يظهرون بأ ّنهم‬
‫ظرفاء في هذه األنواع من المجاملة‪ .‬ألنّ المتملّقين يصيرون‬
‫أنفسهم مقبولين في األشياء التي يرغب فيها الطغاة‪ .‬والطغاة من‬
‫جهتهم في حاجة إلى أناس يُسلّونهم‪ .‬يتصوّ ر العامّي أنّ اللّهو‬
‫واللّعب جزء من السعادة ألنّ أولئك الذين يتم ّتعون بالسلطان هم‬ ‫‪15‬‬
‫أوائل من يضيعون فيها وقتهم‪ .‬ولكنّ حياة هؤالء الرجال ال‬
‫يمكن أن تصلح قدوة وال دليال‪ .‬الفضيلة والعقل وهما الينبوع‬
‫الوحيد لجميع األفعال الشريفة ال يكمنان في السلطان‪ .‬فليس ألنّ‬
‫هؤالء الناس وهم كما هم غير أهل لتذوّ ق ّلذة لطيفة وحرّ ة ح ّقا‬
‫يرتمون على ّلذات البدن‪ ،‬أ ّنهم يجعلوننا نعتبر هذه اللّذات الجافية‬ ‫‪20‬‬
‫هي المرغوب فيه أكثر ما يكون‪ .‬ذلك أنّ األطفال أيضا يعتقدون‬
‫أنّ ما يحبّونه أكثر ممّا عداه هو أنفس شيء في الدنيا‪ ،‬فمن‬
‫البسيط أ ّنه كما أنّ الكهول واألطفال يختلفون ج ّد االختالف في‬
‫تقدير األشياء‪ ،‬كذلك أيضا األشرار واألخيار يق ّدرون األشياء‬
‫تقديرا متضا ّدا‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫أرسطوطاليس – األخالق إلى نيقوماخوس‬
‫الجزء الثاني ص ‪351-350‬‬
‫ترجمة أحمد لطفي السيّد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪26‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬ ‫ّ‬

‫هل أنّ اللّهو مطابق للفضيلة؟‬ ‫‪-‬‬


‫هل يع ّد اللّعب جزءا من السعادة؟‬ ‫‪-‬‬
‫كيف تفهم قول الكاتب " الفضيلة والعقل وهما الينبوع الوحيد لجميع األفعال الشريفة‬ ‫‪-‬‬
‫ال يكمنان في السلطان"؟‬
‫ما الذي يميّز الرياضة اليوم عن مجرّ د اللّعب؟‬ ‫‪-‬‬

‫"السعادة حلم طفولة في زمن الكبر" سيغموند فرويد‬

‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪27‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّأداةّحترر ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫كيف نفسّر تمكنّ عازف بيانو من التحررّ فورا من‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫اعتقاده أ ّنه سيموت خوفا لحظة اعتالئه الركح بمجرد شروعه‬
‫ّ‬ ‫في العزف؟ سنقول إ ّنه لم يعد يفكرّ بعد في الخوف‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬ ‫صحيح؛ ولكن أفضّل التفكير في الخوف ذاته بأكثر عمق‪ ،‬كما‬
‫أفضّل فهم كيف يب ّدد الف ّنان الخوف ويذلّـله بحركات أنامله‬ ‫‪5‬‬
‫المرنة‪.‬‬
‫وبما أنّ ك ّل شيء متعلّق بآلتنا الموسيقيّة‪ ،‬فإنّ األنامل لن‬
‫يكون بمستطاعها التحرّ ر‪ ،‬إذا لم يكن الصدر بدوره متحرّ را؛‬
‫"يف السينما‪ ،‬أو يف الفنون السرديّة‬ ‫تغزو المرونة شأنها شأن التصلّب ك ّل شيء؛ ففي هذا الجسد‬
‫األخرى‪ ،‬يتدبّر كتّاب السيناريو حيال‬ ‫محكم التوجيه‪ ،‬ينعدم الخوف‪ .‬فليس الغناء الحقيقي‪ ،‬بفضل‬ ‫‪10‬‬
‫جلعلنا ننسى أن كلّ شيء حمددّ من قبل‪،‬‬
‫الذي يت ّم فرضه على ك ّل العضالت‪ ،‬أق ّل قدرة على‬ ‫العمل المد ّقق ّ‬
‫وأنّ الشخصيّات تلعب أدوارا وتتحرّك وفق‬
‫خمطّط قد حدّد سلفا‪...‬مشهد الرياضة‬ ‫منحنا الطمأنينة وال طالقة اللّسان‪.‬‬
‫ليس يف حاجة إىل مثل هذه احليل‪ .‬إنّه حيّ‬ ‫إ ّنه ألمر بيّن ق ّل ما نالحظه‪ ،‬إذ ليس الفكر الب ّتة‪ ،‬هو ما‬
‫ومباشر‪ ...‬يكمن الفرق بني املشهد‬
‫الرياضي وبقيّة املشاهد يف ال يقينيته‬ ‫يخلّصنا من المشاعر‪ ،‬وإنمّا الفعل‪ .‬نحن ال نفكرّ كما نريد؛‬
‫ديدي تروشييه‬ ‫اجمليدة‪".‬‬ ‫ولكن عندما تكون األفعال مألوفة بما يكفي‪ ،‬وتكون العضالت‬ ‫‪15‬‬
‫ّ‬ ‫مروّ ضة ومرنة بفعل الجمباز‪ ،‬نفعل كما نريد‪ .‬في لحظات‬
‫التو ّتر ال تحاول أبدا التفكير‪ ،‬ألنّ تفكيرك سيرت ّد رأسا ض ّدك؛‬
‫بل جرّ ب بدل ذلك‪ ،‬ما نتعلّمه اآلن في ك ّل المدارس‪ ،‬من رفع‬
‫لأليادي وثني لها؛ وسوف تبهرك النتيجة‪ .‬وهكذا ُيحيلك معلّم‬
‫الفلسفة إلى معلّم الرياضة‪.‬‬
‫آالن ‪ -‬محاولة في السعادة ص‪48‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬
‫‪ -‬كيف يكون النشاط الرياضي محرّ را لإلرادة؟‬
‫‪ -‬على أيّ نحو يكون خالص الذات بالفعل ال بالفكر؟‬
‫‪ -‬لماذا يع ّد تعلّم الرياضة تمهيدا لتعلّم التفلسف؟‬

‫‪28‬‬
‫ّ‬
‫الرياضةّوالعنف ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫تسمح الرياضة بجعل تنافس الك ّل ض ّد الكلّ‪ ،‬وهو ما‬ ‫‪1‬‬
‫يه ّدد الرابط االجتماعي‪ ،‬أمرا طبيعيا‪ :‬إ ّنها تجعل هذا الصراع‬
‫وتجذر عند ك ّل‬‫ّ‬ ‫المستمرّ وهذه الحرب الدائمة أمرا طبيعيا‪،‬‬
‫شخص اإلحساس بشرعية قانون األقوى ذي النزعة الفردان ّية‪،‬‬
‫و ُتؤجّ ج عند الك ّل االنشداد إلى التنافس الدموي‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫تنفي الرياضة ك ّل ميراث‪ ،‬من خالل وضع ك ّل الناس‬
‫على قدم المساواة البيولوجية‪ ،‬بهدف إدارة التنافس الشرس بين‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكيانات العضوية‪ ،‬ح ّتى ال تكون أشكال الالمساواة‪ ،‬أبدا‪ ،‬نتاج‬
‫ّ‬
‫الثقافة والتاريخ والحضارة‪ ،‬بل نتاج الجينات والصراع البدني‪.‬‬
‫"تعمل احلضارة على‬
‫إنّ نزعة المساواة الجذرية التي تسم الرياضة هي أساس‬ ‫‪10‬‬
‫توظيف كلّ الوسائل للحدّ من‬
‫نخبويتها البيولوجية‪ .‬وإ ّنه لمن النادر إبراز مخاطر فكرة‬
‫عدوانية البشر وتقليص‬
‫مظاهرها بواسطة ردود فعل‬
‫المساواة‪ ،‬خاصّة من جهة كونها مصدر نزاعات وطالما ع ّدت‬
‫نفسية ذات صبغة إيتيقية"‬ ‫األمر المسلّم به المميّز لعصرنا‪.‬‬
‫فرويد‬ ‫يعتبر هوبز الوحيد من بين الفالسفة‪ ،‬الذي فهم في كتابه‬
‫ّ‬ ‫الت ّنين‪ ،‬أهمّية تحديد مصدر الحرب األهلية بين البشر داخل‬ ‫‪15‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫المساواة الطبيعية‪ :‬إنّ المساواة بين البشر‪ ،‬التقريبية بالتأكيد‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫من جهة ملكاتهم البدنية والفكريّة‪ ،‬هي ما يولّد لدى الك ّل األمل‬
‫ّ‬ ‫في تحقيق رغباتهم‪ ،‬ممّا يجعل ك ّل واحد منهم عدوّ ا لآلخر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وهكذا‪ ،‬ففي حالة الطبيعة التي تسبق وضع السلطة المدنية‪،‬‬
‫"الالعنف ليس فضيلة‬ ‫حسب هوبز‪ ،‬عندما يرغب شخصان في ذات الشيء الذي‬ ‫‪20‬‬
‫نسكية هدفها توفري سلم داخلي‬
‫يستحيل أن يتم ّتعا به معا في نفس الوقت‪ ،‬يتحوّ الن في حالة‬
‫وضمان خالص الفرد‪ .‬إنّه‬
‫المساواة بينهما إلى أعداء‪.‬‬
‫قاعدة سلوك ضرورية للحياة يف‬
‫َتعرض الرياضة في مشهد مستمرّ ‪ ،‬على ك ّل الوسائط‬
‫اجملتمع‪ .‬فالالعنف يضمن‬
‫احترام الكرامة اإلنسانية‬
‫المرئية للمعمورة‪ ،‬هذه الحرب الدائمة دون هوادة بقدر ما هي‬
‫ويسمح بالتقدّم يف حتقيق‬ ‫دون شفقة والناجمة عن المساواة‪ ،‬بهدف جعلها نموذجا منغرسا‬ ‫‪25‬‬
‫غاندي‬ ‫السلم‪".‬‬ ‫في خيالنا‪ .‬إنّ الرياضة ُتعيد حالة الطبيعة إلى صميم الحضارة‪،‬‬
‫بشرط فهم داللة حالة الطبيعة‪ ،‬ال وفق نظريّة روسو وال ح ّتى‬
‫نظريّة سامويل بيفندورف‪ ،‬الذي يؤسّس عنف حالة الطبيعة‬
‫يجذر هذا العنف في‬ ‫على البؤس‪ ،‬وإ ّنما وفق نظريّة هوبز الذي ّ‬
‫المساواة الطبيعية‪.‬‬
‫روبار روديكار‬
‫األنا – الجسد‪ .‬صناعة اإلنسان الحديث ص ‪167-165‬‬
‫‪29‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المهامّ‬

‫أال ترى مفارقة في اعتبار المساواة مصدرا للعنف؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما وجه التشابه بين التنافس الرياضي وحالة الطبيعة؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل في اعتبار المساواة علّة للعنف في المجال الرياضي‪ ،‬تظ ّننا على قيمتها اإليتيقية؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل يع ّد التنافس الرياضي تهديدا للتماسكّ االجتماعي؟‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪30‬‬
‫ّ‬
‫الرياضةّأفيونّالشعوب ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّّ ّ‬
‫ّّ ّ‬ ‫يُع ّد تعميم المشهد الرياضي على الفضاء العام في إطار‬ ‫‪1‬‬
‫ّ‬ ‫العولمة الرأسمالية‪ ،‬أحد التعبيرات األكثر اكتماال عن تخدير‬
‫الوعي‪ .‬إنّ دوام الحضور الدعائي للمشهد الرياضي واستشراء‬
‫العنف والفساد وتعاطي المن ّشطات والتالعب البيولوجي‬
‫يمثل‬‫والتوظيف السياسي المتملّق للوعي الرياضي الزائف‪ّ ،‬‬ ‫‪5‬‬
‫الجوهر عينه العتبار الرياضة أفيون الشعب‪ ،‬ودعاية جماهيرية‬
‫موجَّ هة من طرف ك ّل قنوات صناعة اللّهو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إنّ االستبداد الرياضي الذي رعته على الدوام‪ ،‬أشكال‬
‫ّ‬ ‫الطغيان المختلفة والدول الكليانية واألنظمة البوليسية‪ ،‬باعتباره‬
‫هيكل مراقبة سياسية‪ ،‬يتأ ّكد اليوم في السلسلة الالمتناهية من‬ ‫‪10‬‬
‫"الرياضة ليست جمرّد رياضة‪،‬‬ ‫االستعراضات‪ ،‬حيث تتدعّم الشعبوية واالغتراب الثقافي‬
‫إنّها أداة حكم ووسيلة إكراه‬ ‫والعبودية الطوعية‪ .‬إنّ هتافات المالعب والحماس المتو ّقد‬
‫للرأي العام وإحدى أشكال‬ ‫واالنفعاالت والشطحات الرياضية‪ ،‬التي يحتفي بها‪ ،‬بكثير من‬
‫التأطري األيديولوجي للشعوب‬ ‫اللّطف‪ ،‬ايديولوجيو ما بعد الحداثة‪ ،‬والتي هي أبعد من أن تكون‬
‫وذلك يف كلّ بلدان العامل‪ ،‬يف‬ ‫تجلّيا لديمقراطيّة المساواة‪ ،‬تنفتح على صورة جديدة للتعصّب‪:‬‬ ‫‪15‬‬
‫البلدان االستبدادية مثلما هو‬ ‫تعصّب الحشود الصاخبة وعبادة اآلداء والحماقة العامّية بفعل‬
‫األمر بالنسبة للبلدان املسمّات‬
‫اآللة الجبّارة للترفيه‪.‬‬
‫دميقراطيّة"‬ ‫جون ماري بروم‬
‫جون ماري بروم‬ ‫الطغيان الرياضي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫المهامّ‬

‫أيّ عالقة للرياضي بالسياسي؟‬ ‫‪-‬‬


‫ع ّم يكشف التوظيف السياسي واالستثمار اإلعالمي للمجال الرياضي؟‬ ‫‪-‬‬
‫على أيّ نحو تكون الرياضة شكال من أشكال الطغيان؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل يعكس المشهد الرياضي اليوم ديمقراطية المساواة؟‬ ‫‪-‬‬

‫ّ‬

‫‪31‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّواإليتيقا ّ‬

‫نافذة تطبيقات منهجيّة‬

‫‪32‬‬
‫التمرين‪:1‬‬
‫املهارة املستهدفة [بيان حدود األطروحة]‬

‫"تقترح أغلب المجتمعات اإلنسانيّة تدابير لحماية ذاتها ض ّد‬


‫التو ّترات ال ّتي تنشئها‪ .‬تلك المجتمعات ال ّتي حققت مستوى حضاريا‬
‫متق ّدما نسبيّا‪ ...‬يوجد تنوّ ع كبير في األنشطة ال ّتي تتم في أوقات‬
‫الفراغ لها بشكل دقيق هذه الوظيفة‪ ،‬ومنها الرياضة‪" .‬‬
‫‪53‬‬ ‫نوربار إيلياس و إريك دونييغ‪ " :‬رياضة وحضارة " ‪ – 1986‬ص‬

‫يقتضي بيان حدود األطروحة المتعلّقة بوظيفة الرياضة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫مواجهتها بوقائع ّ‬
‫تكذبها‪....‬‬ ‫‪‬‬
‫ببيان تناقضها ال ّداخلي‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫ببيان تهافت أساسها‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫ببيان استتباعاتها السلبية‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫التمرين‪:2‬‬
‫املهارة املستهدفة [الكشف عن الضمنيّة]‬

‫"يمكن لعالم اللّعب أن يتضمّن منافسات‪ ،‬لك ّنها ال تخرج عن قواعد اللّعبة" إ‪.‬موران‪.‬‬
‫"قد يتضمّن اللّعب أخطارا‪ ،‬ولك ّنها أخطار من أجل المتعة أو جمال اللّعب"‪ .‬إ‪.‬موران‪.‬‬
‫المهام‪ :‬أحد ّد ضمنيّة للقول األوّ ل‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪.........................................................................‬‬
‫أحد ّد ضمنيّة للقول الثاني‬
‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪........................................................................................................‬‬

‫‪.......................................................................‬‬

‫التمرين‪:3‬‬
‫‪33‬‬
‫املهارة املستهدفة [الكشف عمّا يربرّ طرح مشكل فلسفي]‬

‫المحافظة على اللياقة‪ ،‬ليست الحجّ ة القديمة ال ّتي على‬


‫أساسها نمارس الرياضة خاطئة‪ ،‬إالّ أل ّننا ندعي أنّ‬
‫اللياقة غاية في ذاتها‪ :‬ألنّ الهدف غير المعلن للرياضة‬
‫هو اللياقة من أجل العمل"‬
‫أدرنو‪" :‬نماذج نقديّة" – ص‪213‬‬

‫المهام‪:‬‬
‫‪ ‬أصوغ مشكل هذا القول‪.‬‬
‫‪ ‬استحضر بعض الوقائع من المجال االجتماعي واالقتصادي تبرّر طرح المشكل‬
‫‪ ‬فيم تساعدني صياغة المشكل في ما يتع ّقل بالوقائع ال ّتي استحضرتها‪.‬‬

‫التمرين‪ :4‬املهارة املستهدفة [احلجاج]‬

‫"يفسد ال ّتدهور االقتصادي إيتيقا الرياضة‪ ،‬إذ يفسد‬


‫األساس الموضوعيّ لل ّقاعدة الريّاضيّة بما هي معياريّة‬
‫تنظيميّة‪ ،‬كما يفسد األساس الذاتيّ لنسق القيم المرتبطة‬
‫بالرياضة بشكل عام"‬
‫جون فرانسوا بورغ‪" :‬اقتصاد الرياضة" – ص‪209‬‬
‫المهام‪:‬‬
‫‪ ‬أشتغل على الحجاج وذلك باالهتمام بالطابع التوكيدي لالطروحة‬
‫‪ ‬أنتبه إلى داللة "يفسد" في القولة وأفكرّ فيما تعنيه الكلمة سياقيّا‪.‬‬
‫‪ ‬أقترح حججا تدعّم هذا القول وتثبته‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫التمرين‪:5‬‬
‫املهارة املستهدفة [القدرة على التأليف]‬

‫أختار سؤاال وأحررّ فقرة في حدود عشرة أسطر تجيب على السؤال‬

‫هل تنفي متعة البشر باللّعب عنه صفة الجديّة؟‬ ‫‪-‬‬

‫هل الرياضة مجرّ د نشاط عفوي وساذج؟‬ ‫‪-‬‬


‫هل ّ‬
‫تؤثر العقالنيّة اآلداتيّة ال ّتي تحكم اللعب اليوم في جماليّة النشاط الرياضي؟‬ ‫‪-‬‬

‫هل تغنم الشعوب من اهتمامها بالمنافسات الريّاضّية؟‬ ‫‪-‬‬

‫هل يتم التنافس الرياضي على اساس عادل؟‬ ‫‪-‬‬

‫هل ّ‬
‫يحق اعتبار المواجهة الرياضيّة ممارسة غير عنيفة؟‬ ‫‪-‬‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪35‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الرياضةّواإليتيقا ّ‬

‫للمطالعة‬

‫ّّ‬
‫ّ‬
‫ّّ‬

‫‪36‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫القيم والعنف يف األلعاب الرياضية(‪)1‬‬


‫برنداجو يريدميز وديفيدل شيلدز‬
‫ترمجة كامل مصطفى اللحّام‬

‫هل يعتمد نجاح الالعب أو الفريق الرياضي على مقدار براعته في فن العدوان؟ يمكن اإلجابة‬
‫على هذا السؤال بالنظريات وليس بالشواهد‪ .‬لكن ال بد من سؤال آخر أكثر أهمية‪ :‬هل يص ّح‬
‫ان تكون س ّيئا أثناء ممارسة األلعاب الرياضية؟ وبالتخصيص‪ :‬هل يعتبر التع ّدي وسيلة مقبولة‬
‫على أرض الملعب؟ إذا لم يكن ذلك مقبوال أخالقيا فال فائدة من النقاش حول فوائده؟‬
‫يبدو غريبا سؤالنا ما إذا كانت الممارسات السيئة عمال صحيحا‪ .‬إال أ ّنه في األلعاب التي فيها‬
‫احتكاك بين الالعبين‪ ،‬نادرا ما تشجب الممارسات العدوانية بل يسمح بها‪ ،‬وقد تحظى بالمديح‪.‬‬
‫اللعب "عالم ضمن العالم" بتقاليده الفريدة ومفاهيمه األخالقية‪.‬‬
‫الالعبان "ليل وغلين بالكوود" اللذان يش ّكالن ثنائي "دالفين ميامي" كنيتهما "أخوا الرض‬
‫والكدم" وشعارهما "نحن ال نريد ان نؤذيك بل نس ّبب لك األذى" – وهذا يعبّر تماما عن‬
‫الغموض الذي يحيط بشعور الناس حول العدوان في اللعب‬
‫وتخفيفا لهذا الغموض يلجأ كثير من الرياضيين الى قوانين اللعب‪ ،‬واالتفاقات غير الرسمية‪،‬‬
‫أو القناعة الشخصية‪ ،‬ليقرّ روا شرعية أعمال العدوان‪ .‬أحد العبي كرة السلّة في إحدى الكلّيات‬
‫قال في مقابلة أجريت معه "ليس خطأ‪ ،‬إلحاق األذى بشخص ما إذا كان ذلك قانونيا في اللعب‪،‬‬
‫لكن الضربة غير المتو ّقعة للشخص تكون عمال س ّيئا وليس حسنا‪ :‬فهل بإمكانك أن تكون‬
‫معتديا وتس ّبب أضرارا طفيفة دون ان تلحق بالخصم أذى حقيقيا‪ ،‬حين تحاول تحقيق هدفك؟‬
‫ونحن كعلماء اجتماع يه ّمنا معرفة المعنى الحقيقي للعدوان في نظر الالعبين والهواة‪ .‬هل‬
‫يف ّكر المشاركون في األلعاب بمسألة العدوان ضمن الحدود األخالقية؟ هل يؤثر التفكير‬
‫األخالقي الناضج لدى الالعبين في سلوكهم العدواني؟ ما هي الخصائص المميزة ألخالقيات‬
‫الرياضة وكيف يؤثر هذا التفكير الرياضي في فهمهم وتقويمهم لشرعية العدوان؟ حتى نخ ّفف‬
‫من الممارسات العدوانية (وهي التي تس ّبب األلم أو األذى) يتح ّتم علينا ان نفهم المعاني‬
‫المرتبطة بالعدوان لدى الرياضيين‪.‬‬
‫وتتر ّكز معظم التوصيات المقترحة لتخفيف الممارسات العدوانية في الرياضة على القوانين‬
‫والعقوبات كتوجيه الكرة لرأس الالعب (في البيسبول) أو اللكم أو غير ذلك من أشكل العنف‬
‫والخشونة مع ذلك فإننا نعتقد ان تخفيف العدوان الرياضي يتطلّب تحوّ ال في بنية األلعاب‬
‫الخارجية كالقوانين والعقوبات وفي تركيبة التفكير‪ .‬وحتى نخ ّفف من العدوان يجب أوّ ال فهم‬
‫المعاني المرتبطة به لدى الرياضيين‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ونعني بالعدوان األعمال التي يقصد بها إلحاق األلم أو األذى‪ .‬إنّ اللعب النشط الذي يعتمد‬
‫الحق" االّ‬
‫ّ‬ ‫على قوّ ة الجسم وال يقصد به إيذاء الالعب اآلخر يحسن تسميته "باإلصرار على‬
‫أنّ ذلك‪ ،‬لسوء الحظ‪ ،‬ينساه الالعبون على أرضية الحلبة او مسطح الجليد او خضرة الملعب‪.‬‬
‫نحن نعتقد أنّ مسألة العدوان هي أكثر من تقليد أو عرف‪ ،‬إنها قضية أخالقية ويجب تناولها‬
‫من هذه الزاوية‪ :‬وإذا ص ّح هذا فال ب ّد من وجود عالقة متعاكسة بين نضوج الفكر األخالقي‬
‫لدى الالعبين وتقبلّهم لممارسة العدوان‪ :‬والبحث الذي قمنا به يب ّين وجود هذه العالقة ‪ :‬فكلّما‬
‫ارتفع مستوى التفكير األخالقي لدى الالعبين قلّت ممارساتهم للعدوان والتغاضي عنه‪.‬‬
‫والربط بين التفكير األخالقي والعدوان في الرياضة هو الخطوة األولى في فهمه‪ :‬وال يزال‬
‫الغموض يحيط بمسألة اعتراض الناس على العدوان وقلّة من يحسّون بوخز الضمير حين‬
‫توجّ ه كرة البيسبول الى رأس الالعب الذي يبدأ بإرسال الكرة‪ ،‬ويمكننا أن نكوّ ن صورة كاملة‬
‫للعدوان الرياضي بالكشف على األنماط الفريدة للتفكير األخالقي التي تشجّ عها األلعاب‬
‫الرياضية‪.‬‬
‫الحظ بعض علماء االجتماع حقيقة غريبة هي أنّ الرياضيين والهواة يفترضون أنّ اللّعب‬
‫يجب فصله في نواحي اإلدراك والمشاعر عن الممارسات اليومية في الحياة‪ .‬فمثال‪ ،‬عالم‬
‫األجناس البشرية "دون هاندلمان" يالحظ ان اللّعب "يتطلّب تحوّ ال جذريا في اإلدراك والفهم‬
‫"كما ق ّدم عالم االجتماع "ارفن غوفمان" وصفا للنشاطات الرياضية إ ّنها محصورة ضمن‬
‫غشاء اجتماعي فريد أو ضمن إطار من التفكير‪.‬‬
‫في مقابلة أجريت عام ‪ 1972‬مع "رون ريفرن" الذي كان وقتها ظهيرا في فريق جامعة‬
‫كاليفورنيا لكرة القدم وهو اآلن في فريق شيكاغو‪ ،‬ق ّدم وصفا للتحوّ ل الذي يطرأ على شخصيته‬
‫في ساحة اللعب‪ ،‬ويقول أنّ "رون" وهو خارج الملعب إنسان هادئ الصوت يراعي مشاعر‬
‫اآلخرين ودود‪ ،‬وعندما طلب إليه أن يعطي وصفا لــ"رون" وهو في الملعب قال "إ ّنه يختلف‬
‫عني كلية‪ ،‬فهو مجنون‪ ،‬يضرب الناس دون أن يحسب حسابا للنتائج‪ ،‬وهو رجل ال يهت ّم‬
‫ضحا‪" :‬حينئذ أكون حقيرا قذرا فاسدا ج ّدا ال أكنّ أيّ احترام‬ ‫بالحسم اإلنساني‪ ،‬ثم أضاف مو ّ‬
‫لإلنسان الذي أنوي ضربه"‪.‬‬
‫هل هذا التحوّ ل في الشخصية يشتمل على تب ّدل في التفكير األخالقي؟ لكي نتعرّ ف على هذه‬
‫الفرضية صممنا دراسة لمعرفة ما إذا كان نفس األشخاص يستعملون نفس المستوى من‬
‫صة ث ّم في بيئة من‬ ‫التفكير األخالقي حين استجابتهم لمآزق افتراضية في بيئة رياضية خا ّ‬
‫الحياة اليومية‪ .‬أحد المآزق الرياضية مثال تر ّكز على "توم" العب كرة القدم الذي طلب إليه‬
‫مدرّ به أن يوقع األذى بأحد الخصوم ليساعد فريقه على الفوز‪ :‬أ ّما أحد المآزق من الحياة‬
‫اليومية فكان يتو ّقف على ما إذا كان الشخص وف ّيا بوعده بتوصيل المال الى أحد األغنياء‪ ،‬ا‬
‫وأن يستغل هذا المال في مساعدة عائلته الجائعة‪.‬‬
‫وقد عرضنا أربع مآزق أو مشكالت على ‪ 120‬من طلبة المدارس العليا والكلّيات من‬
‫رياضيين وغير رياضيين‪ ،‬وطلبنا إليهم أن يف ّكروا في الطريقة المثلى لحل كل واحدة من‬
‫‪38‬‬
‫المشكالت‪ .‬معظم الطالب الحظوا بوضوح الفرق بين األخالقيات في الملعب واألخالقيات‬
‫في الحياة اليومية‪ .‬وقد جاء في تعليق لطالبة في إحدى المدارس العليا تلعب كرة السلّة توضيح‬
‫لوجهة النظر هذه ‪" :‬في اللّعب يصعب أحيانا التمييز بين الخطأ والصواب‪ ،‬إ ّنك حينئذ تستخدم‬
‫التفكير الخاص باللّعبة‪ .‬الرياضيون وغير الرياضيين أجمعوا على استخدام تفكير أناني‬
‫بمستوى متدنّ حين يفكرون في المآزق الرياضية مختلف عن تفكيرهم حين مواجهة قضايا‬
‫أخالقية في بيئات اخرى‪.‬‬
‫هذه النتائج وغيرها توحى بأن قواعد السلوك األخالقية التي تفرض اعتبارا متساويا لجميع‬
‫الناس‪ ،‬يوقف مفعولها حين المنافسة‪ ،‬وتميل نحو نظرة أنانية‪ .‬أحد العبي كرة السلّة في إحدى‬
‫الكلّيات أوضح الفرق بين النظرتين كما يلي "أثناء اللّعب يمكنك عمل ما تريد‪ ،‬أ ّما في الحياة‬
‫العادية فتكون التصرّ فات مق ّيدة‪ :‬في الحياة يكون الوصول إلى القرار أكثر صعوبة‪ ،‬ألن كثيرا‬
‫من الناس ينعمون بالنظر ويتد ّبرون األمر‪ ،‬بينما في اللّعب يكون المرء حرّ ا في التفكير‬
‫بنفسه"‪.‬‬
‫وهذا الموضوع ر ّدده الكثيرون الذين أشاروا الى اللّعب كميدان فيه يحاول كل شخص أو‬
‫فريق أن يحرز نصرا شخصيا‪ ،‬وفيه ال يعامل الخصوم بنفس المستوى من التقدير واالعتبار‪.‬‬
‫صة‬‫وهناك أسباب عديدة تجعل اللعب يفرز نمطا أنانيا من التفكير الرياضي أنّ الطبيعة الخا ّ‬
‫بالمنافسة تتطلّب من الالعب الرياضي أن يتب ّنى فكرة المنفعة الشخصية بصورة مؤقتة حين‬
‫يكافح في سبيل الفوز‪ .‬إن هذا االنشغال بالمصلحة الذاتية يؤدي الى عيوب اجتماعية في الحياة‬
‫العادية‪ :‬أ ّما في اللعب فإنّ المشاركين أحرار في التركيز على المنفعة الشخصية ضمن بناء‬
‫من القوانين المتوازنة التي تعطي فرصا متساوية‪ .‬إنّ قوانين الحماية التي يضعها المنظمون‬
‫الذين يفرضون الجزاء المناسب لالنتهاكات تحمي الالعبين من المخالفات األخالقية لدى‬
‫المنظمين الذين يطبقون‬‫ّ‬ ‫اآلخرين‪ .‬وبذا انتقلت المسؤولية عن أكتاف الالعبين الى أولئك‬
‫القوانين وإلى المدرّ بين الذين يعلم الالعبون انهم المسؤولون عن جميع القرارات‪.‬‬
‫إذا كانت طبيعة المنافسة تشجّ ع الجانب الذاتي‪ ،‬فإن الطابع المتم ّيز للّعب يبرّ ر ذلك ويشتمل‬
‫اللّعب على أهداف زائفة ت ّم تحقيقها بمهارات مح ّددة وأساليب استبدادية‪ :‬ومع أنّ الجري عبر‬
‫أحد الخطوط او قذف الكرة داخل الطوق يعتبر ذا أهم ّية في محيط اللعبة‪ ،‬االّ أنّ ذلك ليس له‬
‫داللة مم ّيزة خارج نطاق اللّعب‪ :‬وعدم وجود معان حقيقية لأللعاب يساعد في إظهار التفكير‬
‫األناني كعمل مشروع‪.‬‬
‫بطبيعة الحال ليست أهداف اللّعب كلّها تعوزها مضامين حقيقية في الحياة‪ :‬كالمالكمة مثال‬
‫حين تتض ّمن األهداف أضرارا لشخص آخر‪ ،‬أو أذى بليغا أو ر ّبما يكون الموت محتمال كذلك‪.‬‬
‫كما أنّ ألعاب االحتراف تع ّد استثناء آخر حتى أ ّنه في بعض الكلّيات والمدارس العليا قد‬
‫يحصل الفائزون على جوائز ومنح مالية أو عالوات وفرص كبيرة في مجاالت التوظيف‬
‫والدراسة‪ .‬إنّ المضامين األخالقية لألذى كهدف للّعب (المالكمة)‪ ،‬والجوائز الخارجية‬

‫‪39‬‬
‫المحتملة على مهارة األداء في اللّعب (في مجال االحتراف أو شبه االحتراف) مازالت بحاجة‬
‫الى بحث واستقصاء‪.‬‬
‫صون واألنظمة والمضامين غير‬ ‫إنّ قوّ ة المنافسة والحماية األساسية التي يو ّفرها المخت ّ‬
‫المنطقية للمفاهيم الرياضية تلتقي كلّها لتعفي المشاركين في الرياضة من المتطلّبات العادية‬
‫صة باللّعب لم تحل نهائيا مح ّل األخالقيات العادية‬ ‫لألخالق‪ .‬إالّ أنّ المفاهيم األخالقية الخا ّ‬
‫اليومية‪ .‬وكما أنّ الرياضة توجد في مكان ووقت مميزين كذلك يكون التفكير الرياضي مح ّددا‪.‬‬
‫إنّ تغ ّير األخالق في اللعب ال يح ّل مكان المفاهيم الخلقية اليومية بل يكون ذلك جزءا من‬
‫األخالقيات الواسعة الشاملة للحياة اليومية‪.‬‬
‫ولهذا فإنّ معظم الرياضيين يح ّددون درجة العدوان الرياضي الذي يتق ّبلونه على نسق المفهوم‬
‫العام لحقوق اآلخرين‪ ،‬إنّ عمل ّية التوافق بين هذين المستويين ليست سهلة التنفيذ‪ :‬أنظر مثال‬
‫كيف كان تفكير أحد الرياضيين في مشكلة كرة القدم التي طلب فيها من "توم" ان يؤذي‬
‫خصمه‪.‬‬
‫فإذا نظر "توم" للموضوع كلعب فيص ّح له حينئذ أن يؤذي الرجل – ليخرجه من اللعبة‪ :‬ولكن‬
‫إذا نظر الى الالعب (ظهير في فريق كرة القدم) على أ ّنه إنسان يسعى هو إلى ايذائه‪ ،‬عندها‬
‫يكون عمله غير صحيح‪ .‬عندما سئل الالعب الرياضي كيف سيتصرّ ف في هذه المشكلة‬
‫أوضح قائال ‪" :‬حين تكون في الملعب فإنّ اللعبة كرة قدم‪ ،‬وأوّ ال وآخرا فأنت تتعامل أخالقيا‬
‫مع الناس"‪.‬‬
‫اعترف هذا الرجل أنّ العدوان ُينظر من زاويتين متناقضتين‪ ،‬ولك ّنه تخلّص من تر ّدده بإخضاع‬
‫األخالق العادية لمنطق اللعبة وبالنسبة له يكون الخصم العبا وليس شخصا عاديا‪ ،‬وهذه‬
‫النظرة الموضوعية للخصوم تخ ّفف من اإلحساس بالمسؤولية الشخصية تجاه المنافسين‪.‬‬
‫ومن الرياضيين الذين أجرينا مقابالت معهم من خ ّفف من قضية المحاسبة (على العدوان)‬
‫بقوله ببساطة أ ّنه ال يفكر في هذا األمر‪ ،‬أما أحد الرياضيين فقد أجاب بإيجاز قائال ‪" :‬إ ّنك ال‬
‫تف ّكر في هذه األشياء (إيذاء اآلخرين) أثناء اللّعب وغالبا فإ ّنك ال تف ّكر في الناس اآلخرين ‪:‬‬
‫إ ّنك تف ّكر في الفوز ليس إالّ"‪.‬‬
‫ومع ذلك فإنّ معظم الرياضيين يحاولون التوفيق بين اللعبة واألخالقيات اليومية‪ ،‬فهم يم ّيزون‬
‫بين العدوان القانوني وغير القانوني‪ .‬وكما ب ّين أحدهم قائال "إنّ بعض الممارسات العدوانية‬
‫ال تكون مقبولة‪ ،‬فاللّعبة هي لعبة‪ ،‬وأنت تسعى لتفوز ولكن هناك خطأ فاصال‪ ،‬حدودا‪ ،‬هناك‬
‫قواعد وقوانين‪ ،‬إ ّنك تحاول السيطرة على الالعب اآلخر‪ ،‬ولك ّنك ال تريده أن يترك اللّعبة‪.‬‬
‫والعب آخر نظر الى المشكلة بهذه الطريقة ‪" :‬يجب أ ّال يحاول "توم إيذاءه‪ .‬بل عليه أن يوجّ ه‬
‫اليه ضربة عنيفة تذهله الى ح ّد ال يستطيع معه مواصلة اللّعب"‪.‬‬
‫ويستخدم الالعبون منطقا أخالقيا مع ّقدا لين ّسقوا بين سعيهم إلى الفوز والحاجة لتقدير حدود‬
‫األنانية وبعض الرياضيين يعتبرون القوانين حكما نهائيا في تقويم الشرعية‪ ،‬إ ّال أنّ معظمهم‬
‫‪40‬‬
‫يحتكمون إلى معيار بعيد عن الرسميات‪ .‬أما أمور التخويف والهيمنة واإلنصاف والجزاء‬
‫فهي دائما متشابكة في نسيج األفكار الخاصة بالمشاركين‪ ،‬وهي بذلك تق ّدم صورة متغ ّيرة‬
‫لمكوّ نات العمل القانوني‪.‬‬
‫إنّ التو ّقعات المتغ ّيرة التي تحدثها الفعاليات السّريعة المشحونة باالنفعال تؤدي إلى انتهاكات‬
‫ملحوظة أو ضربات غير نظيفة‪ ،‬وهي بطبيعة الحال تعتبر في نظر المشاهدين غير نظيفة‪.‬‬
‫وقد أوضح أحد العبي كرة السلّة في إحدى الكل ّيات أنّ االحتكاك الجسماني قد يف ّسره‬
‫الحق أو تع ّديا‪ ،‬معتمدين في ذلك على فهمهم للقصد‬ ‫ّ‬ ‫الرياضيون إ ّما إصرارا على نيل‬
‫والغرض‪" :‬قد لعبت مع أشخاص يحاولون إلحاق األذى‪ ،‬ويمارسون أنواع الضربات غير‬
‫النظيفة وخصوصا الضرب بالكوع على الوجه والرقبة‪ :‬وهذا يختلف عن محاولتك الثبات في‬
‫موقفك أو جعل الشخص المنافس يشعر بوجودك‪ :‬وضربة الكوع قد يقصد بها التخويف أو‬
‫ر ّبما إلحاق األذى‪ ،‬أ ّما أنا فأستخدم الكوع في السير المنتظم للّعبة‪.‬‬
‫وإذا أخذنا الحاالت المع ّقدة والمتغ ّيرة أللعاب الرياضة فليس مستغربا ّأال يكون بين الرياضيين‬
‫الذين أجرينا مقابالت معهم إجماع واضح يب ّين الح ّد بين العدوان المشروع وغير المشروع‪.‬‬
‫وقد وجدنا أ ّنه كلّما كان التفكير األخالقي لدى الرياضيين أكثر نضوجا قلّت ألوان العدوان‬
‫الذي يتق ّبلونه ويعتبرونه مشروعا – سواء عند حكمهم على تصرّ ف "توم" الخيالي في مشكلة‬
‫كرة القدم المفترضة أو بالنسبة ألنفسهم حين يفكرون في العدوان الشخصي‪.‬‬
‫لكن حتى أكثر الرياضيين نضوجا في خلقهم غالبا ما يتقبلون ألوان العدوان البسيطة‬
‫خطة مشروعة في المباراة‪ .‬حقيقة أنّ أنواع العدوان البسيطة ينظر إليها أحيانا‬ ‫ويعتبرونها ّ‬
‫كمظهر إيجابي يرفع من قيمة اللعبة‪ ،‬في هذا المجال تح ّدث أحد الالعبين من المدارس العليا‬
‫قائال‪ " :‬كرة القدم لعبة ت ّتسم بالخشونة ولوال وجود قوانين لها ألصيب الناس بأذى كبير وقد‬
‫يموتون‪ :‬فبعض الناس يسعى فقط إللحاق األذى الكبير بالناس اآلخرين"‪ :‬ثم قال متسائال‪:‬‬
‫"هل سيطرأ تغيير على القوانين لتخفيف األضرار التي تحدث في كرة القدم؟" وأجاب على‬
‫تساؤله قائال‪" :‬ال تغيير‪ ،‬ألن أحدا لن يقبل على اللّعب إذا أصبحت القوانين متش ّددة ال تسمح‬
‫بتوجيه الضربات القو ّية"‪.‬‬
‫الب ّد أن يؤدي البحث األخالقي إلى أبعد من مجرّ د توصيف أعمال الناس إلى تحديد ما يجب‬
‫على الناس عمله‪ ،‬ر ّبما يتق ّبل معظم الرياضيين بعض العدوان "كجزء من اللعبة" لكن هل‬
‫يعتبر أي مقدار من العدوان مشروعا؟‬
‫وتأسيسا على ما علمنا عن التفكير الرياضي‪ ،‬فإننا نعتقد أن باإلمكان استخدام معيارين للتمييز‬
‫بين تقديرات الرياضيين ذوي النضج األخالقي ألنواع العدوان التي قد يرونها مشروعة وبين‬
‫تلك التي ليست كذلك بالتأكيد‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أي عمل‪ ،‬يقصد به إلحاق األذى ويكون له نتائج سلبية على المعتدى عليه بمجرّ د انتهاء‬
‫المباراة‪ ،‬يكون غير مشروع‪ .‬إنّ مشروعية التفكير الرياضي تعتمد إلى ح ّد ما على عدم وجود‬

‫‪41‬‬
‫عالقة بين التصرّ ف الرياضي والحياة اليومية‪ :‬لذا فإنّ إنزال اإلصابات الشديدة نتيجة التفوّ ق‬
‫في اللّعب ككسر الساق او ارتجاج المخ ال يمكن تبريره أخالقيا‪.‬‬
‫وثانيا‪ :‬فإنّ التفكير أثناء اللّعب يكتسب مشروعية نظرا لحدوثه ضمن موقف تب ّينه مجموعة‬
‫ي تصرّ ف‬ ‫من القواعد التي تح ّدد األساليب والمهارات التي تستخدم أثناء اللّعب‪ .‬لذا فإن أ ّ‬
‫يخرج عن الخطط المح ّددة الستخدام المهارات المناسبة للعبة يعتبر غير مشروع‪ ،‬حتى لو‬
‫كان القصد منه التس ّبب في أذى خفيف أو إزعاج بسيط‪ ،‬ألنّ هذا السلوك يمسّ نظام الحماية‬
‫الذي يعفي المشاركين في اللّعب من االلتزامات األخالقية العادية‪.‬‬
‫إنّ ما تض ّمنه بحثنا عن تفكير الرياضيين في اللّعب قد يمت ّد الى ميادين أخرى في الحياة‪ .‬فإذا‬
‫صة مثل‬ ‫كان التفكير الرياضي متم ّيزا عن أخالقيات الحياة العا ّمة‪ ،‬فهل هناك أخالقيات خا ّ‬
‫التفكير التجاري أو التفكير السياسي‪ ،‬ور ّبما أمكن التو ّسع في القائمة بال حدود‪ .‬فحين نجد أنّ‬
‫ك ّل محيط أو موقف تظهر فيه أمور أخالقية ينفرد بها‪ ،‬فإننا ن ّتفق مع أصحاب نظريات التطوّ ر‬
‫األخالقي في بقاء البنية األساسية للتفكير األخالقي ثابتة تقريبا في ك ّل المواقف‪.‬‬
‫والرياضة تستخدم كثيرا كتعبير مجازي عن أعمال أخرى‪ ،‬كما أنّ لغة اللّعب كثيرا ما ينتفع‬
‫بها في النقاش حول موضوعات شتىّ كاألعمال التجارية والمهنية والسياسة والحرب‪ .‬وقد‬
‫صدر حديثا كتاب من تأليف "توماس وسلر" من جامعة شيكاغو بعنوان "قانون اللعبة" فيه‬
‫القليل عن الرياضة والكثير عن غرف اجتماعات مجالس اإلدارة‪.‬‬
‫إنّ استعارة رموز الرياضة ولغتها قد تعكس ميال لزرع أخالقيات الرياضة في أماكن أخرى‬
‫غريبة عن أرضها‪ :‬فإذا كان األمر كذلك فإن التفكير الرياضي يتض ّمن معاني تمت ّد إلى ما‬
‫وراء عالم الرياضة المحدود‪ .‬تكتسب األخالق الرياضية شرعيتها من قوانين الحماية التي‬
‫تشتمل عليها التركيبة الرياضية‪ ،‬إال أنّ المجاالت األخرى تعوزها مثل هذه االجراءات‬
‫الوقائية‪ .‬وإذا أ ّدى التفكير الرياضي إلى تالعب يقصد به المنفعة في أعمال أخرى مثال‪ ،‬فهل‬
‫تتو ّفر قوانين يمكن فرضها لضمان الفرص المتساوية؟ وهل ستكتسب الحيل القذرة في السياسة‬
‫مشروعية وكأنها مباراة رياضية؟ وهل التفكير الرياضي سيدعم فكرة إمكانية كسب الحرب‬
‫النووية م ّما يدفع بنا إلى اللّعبة التي ستنهي اللُعب كلّها؟ وإذا كانت كذلك‪ ،‬فمن سيوافق على‬
‫ممارسة هذه األلعاب؟‬

‫(‪)1‬العنوان األصلي للمقال‪:‬‬


‫‪Values and Violence in Sports, by : renda Jo Bredemeir and David L. Shields,‬‬
‫‪« Psychology Today » October 1985.‬‬

‫ّ‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬

‫‪42‬‬

You might also like