Professional Documents
Culture Documents
تحتل المرافق العمومية المحلية مكانة هامة للقيام بخدمات أساسية ،ألنها تشكل
أداة لتلبية الحاجيات اليومية للمواطنين في قطاعات حيوية ،كالنقل والماء
والكهرباء والتطهير السائل وجمع النفايات واالزبال ،في إطار حكامة جيدة
تعتمد إدارة القرب والفعالية واالستجابة الفورية...الخ ،لذا يتعين البحث دائما
عن أساليب وطرق لتدبير الخدمات األساسية في أحسن الظروف.
ال يمكن القضاء على أزمة تخلف االستثمار الوطني أو األجنبي في بالدنا ،إال
بإيجاد الحلول القادرة على تخطي المشاكل التي تزيد تفاقم أزمة الثقة بين
المستثمر والدولة ،وكذلك بالبحث في مواقع الخلل والكشف عنها لمحاولة إيجاد
حلول مناسبة تساعد على الخروج من هذه الوضعية الصعبة التي نتجت عنها
مظاهرات واحتجاجات بالجملة.
فاألمر يبدو واضحا وال داعي للتذكير بأن التدبير المفوض ليس هو الخوصصة،
وبالتالي تبقى مسؤولية الدولة في الرقابة على تنفيذ العقد تجاه المفوض إليه
قائمة ،بل تنتقل فقط من دور المسير للمرفق العام المفوض إلى دور المراقب.
إن الحكامة في هذا المجال تتمثل في طرح وسائل وطرق جيدة للتدبير من طرف
القطاع الخاص ،خاصة بعد فشل مجموعة من المنظمات العمومية في تدبير
مرافق عمومية محلية ،باعتمادها توجهات غير صائبة في التسيير ،وبالتالي
منح آليات الشراكة مع القطاع الخاص وإمكانيات وفرص حقيقية من أجل تدبير
هذه المرافق ،وذلك عن طريق عقد اتفاقيات للشراكة والتعاون أو التدبير
المفوض...الخ ،وهذا بدوره يتيح آليات جديدة للتدبير وتجاوز الطرق التقليدية،
إضافة إلى أن تنفيذ السياسات التنموية المحلية من طرف القطاع الخاص يعتبر
أكثر فعالية من الناحية االقتصادية ،مما يدعو إلى البحث المستمر عن مالءمة
وفعالية السياسات التنموية المحلية وضرورة توضيح التزامات الفاعلين وعقلنة
التدبير .كل ذلك يقتضي اعتماد مجموعة من المعايير المناسبة إلنجاح هذه
التقنية وذلك على النحو التالي:
-يجب أن يكون النظام القانوني للتدبير المفوض واضحا وبسيطا ،بتحديد هدف
التدبير المفوض عن طريق توسيع المزايا ومحاولة تقليص الجوانب السلبية،
وبذلك سيتم تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق
المشاريع الكبرى.
-على السلطة المفوضة في حالة التفويض أن ال تتخلى عن جميع سلطاتها
خاصة في ما يتعلق بمراقبة التزامات المفوض إليه ،والتأكد من مدى مراعاته
للصالح العام مع تحقيق هامش الربح طبعا.
-ترشيد نفقات التدبير المفوض بشكل يوفر بنية أساسية ،ويسمح بوضع
التعديالت المناسبة حسب كل حالة على حدة ،متوافقة مع حاجيات الجماعة
المعنية.
-صياغة عقود للتدبير المفوض أكثر وضوحا لتفادي أي تأويالت بعيدة عن
المعنى الحقيقي لمقتضيات العقد ،بتحديد شروط وظروف االستغالل وكيفية
تدبير الممتلكات والمقتضيات المالية (النظام المحاسباتي ،سياسة التمويل،
الرسوم ،برنامج االستثمارات) ،وأيضا الرقابة على هذا التسيير والتنفيذ
الشخصي لنشاط المرفق من قبل المفوض إليه.
-الثقة المتبادلة بين القطاعين العام والخاص ينبغي أن تكون مبنية على أسس
متينة ،بحيث ال يمكن القضاء على أزمة تخلف االستثمار الوطني واألجنبي في
بالدنا إال بإيجاد الحلول القادرة على تخطي المشاكل التي تزيد من تفاقم أزمة
الثقة بين المستثمر والدولة.
-منح القضاء(خصوصا القضاء اإلداري) صالحيات واسعة في مجال الرقابة
سيما في ما يتعلق باحترام مبادئ المرفق العام لتفادي بعض التجاوزات من قبل
الخواص ،خصوصا إذا علمنا أن الهدف األساسي لهذا األخير هو تحقيق الربح.
-يجب األخذ بعين االعتبار االختالالت التي كشفها تقرير المجلس األعلى
للحسابات برسم سنة ،9002بهدف تجاوزها فيما تبقى من مدة تفويض
المرفق العام ،مع اتخاذ اإلجراءات القانونية وتفعيل مجال العقوبة في حق
مرتكبيها ،سواء كان مفوضا أو مفوضا إليه.
وختاما نود اإلشارة إلى مسألة في غاية األهمية ،وهي اإلرادة واإلخالص وقيم
المواطنة المسؤولة ،والسعي نحو تحقيق المصلحة العامة والرغبة في خدمة
التنمية ،ألن األزمة الحقيقية لتدبير المرافق العامة محلية كانت أم وطنية ،هي
أزمة قيم وأخالق أكثر منها أزمة قانونية ،مالية ،تقنية وبشرية.
إن دفاعنا عن هذا الطرح – أزمة القيم واألخالق بالمرفق العام – راجع
باألساس إلى النتائج السلبية التي أثارها التقرير السنوي للمجلس األعلى
للحسابات برسم سنة ،9002والمتعلقة بالشفافية وحفظ المال العام وجودة
خدمات التدبير المفوض ،حيث كشف عدة اختالالت واختالسات مست باألساس
الجانب المالي ،وبالتالي فالبعد التدبيري والبعد األخالقي كالهما مكمل لآلخر في
عالقتهما بحسن التدبير ،حيث يشكالن دعامة أكثر صالبة لحكامة جيدة لسياسة
التدبير المفوض بالمغرب.
المرافـق العمـوميـة
تحتل المرافق العمومية المحلية مكانة هامة ضمن أنشطة الجماعات ،ومن بين
المرافق التي عرفت نموا ملحوظا تلك المتعلقة بالخدمات المقدمة عبر الشبكات
كتوزيع الماء الصالح للشرب والتطهير الساثل وتوزيع الكهرباء والنقل
الحضري والنظافة.
لكن وبالرغم من المجهودات المبذولة ،الزال حجم الحاجيات الناجمة عن النمو
الحضري المرتفع وعن وتيرة تطور األنشطة في تزايد .إضافة إلى ذلك ،
يقتضي تعدد المتدخلين وصعوبة توفير التمويل الالزم البحث عن أنماط جديدة
للتدبير ووضع آليات للمراقبة والضبط.
ويعتبر هذا اللقاء مناسبة لتعميق التفكير في التطور المستقبلي لهذه المرافق
والتي بلغ تدبيرها مستوى معينا من النضج .فهي توفر بالنظر إلى التجربة
الملحوظة التي راكمتها قيمة مضافة مرتفعة وإمكانيات مهمة للتنمية تجعلها
تحظى برضي واستحسان المواطنين والمجتمع المدني.
إن أفاق تنمية هذه المرافق ذات الطابع التجاري والصناعي تقتضي تظافر جهود
كل من الجماعات المحلية والدولة والقطاع الخاص لتحسين جودة الخدمات
المقدمة للمواطنين.
ولهذا ،يتعين البحث في سبل تنمية هذه المرافق وذلك من خالل اإلشكاليات
التالية:
تمويل المرافق العمومية :إن اتساع الفرق بين الموارد وتكاليف إنتاج الخدمة
،وتفاقمها بسبب تطبيق تسعيرات تفضيلية بالنسبة لبعض الخدمات ،جعال
البحث عن موارد دائمة للتمويل أمرا ملحا وضروريا.
فالتمويل يعتبر إكراها يتعين معالجته نظرا لتوسع نشاط هذه المرافق وارتفاع
تكاليفها ومحدودية الموارد التي توفرها التعريفة .وفي هذا الصدد ،هناك عدد
من التوجهات الهامة التي تقتضي الدراسة ،ومن بينها على سبيل المثال:
-التعريفة المالئمة ؛
-مبدأ تغطية التكاليف ؛
-إحداث صناديق للدعم...
مراقبة وضبط المرافق العمومية :لقد وفر القانون المتعلق بالتدبير المفوض
للجماعات إطارا مالئما الختيار طرق تدبير المرافق العمومية .لكن يتعين اآلن
تتميمه وغناؤه بمنظومة مؤسساتية ،تحتوي على آليات فعالة لتنظيم وضبط
أنشطة المستغلين .فقد أضحت الحاجة ملحة إلى مثل هذه اآلليات بالنسبة للنقل
الحضري داخل التجمعات الكبرى التي تستعمل بداخلها العديد من وسائل التنقل
؛
التعاقد في تدبير المرافق العمومية :كيفما كانت الطبيعة القانونية للفاعل أو
مستغل المرفق ،فإن العالقات التي تربطه بالجماعة يجب أن تكون تعاقدية .
فمسطرة التعاقد هاته ستمكن من تحديد األهداف المبتغاة ومن حماية أموال
المرفق ،التي تعتبر في نفس الوقت ممتلكات جماعية ،وكذا من تحديد
االلتزامات المتبادلة ؛
األنماط البديلة للنقل الحضري :تقتضي معالجة هذا الجانب إنجاز مخططات
التنقالت الحضرية ،التي ستمكن من تحديد التوجهات بخصوص الجوانب
الهامة المتعلقة بهذا المرفق .فهذه المخططات ستساعد على تحديد منظور
واضح المعالم لتنمية النقل الجماعي وإيجاد وسائل تنقل اقتصادية وأقل إضرارا
بالبيئة .كما أنها ستشكل أداة لتعميق البحث حول أنظمة جديدة للنقل (النقل
الجماعي ذي السعة الكبيرة...).
المرفق الـــــــــــعام
ان مفهوم المرفق العمومي الذي نعرفه حاليا لم يظهر بالشكل والمضمون الذي
يوجد عليه اآلن بل عرفتطورا ملحوظا وركزت عليه مدارس عدة وارتبطت به
مفاهيم كثيرة من قبيل المصلحة العامة والسلطة العامة...وهوبذلك عبر تطوره
أثر بشكل كبير على الكثير من المفاهيم القانونية خاصة تلك التي هي من صميم
القانون االداري على اعتبار أن القانون االداري يستند الى فكرة المرفق العام
بشكل ملحوظ بحيث اعتبر القانون االداري قانون المرافق العمومية خاصة خالل
الحقبة األولى لظهور المرفق العام وبداية تبلور مفهوم جديد للسلطة وللمنفعة
العامة خضع االنعكاسات تحول وظائف الدولة.
وان فقهاء القانون االداري اعتمدوا عدة معايير لرصد مفهوم المرفق العام
وكلها تحيل على بعضها البعض وعناصر كل معيار تظل حاضرة ومتواجدة في
صلب المعايير األخرى فالتداخل قائم و ال يمكن التعالي علية ونبدأ بالمعيار
األول
ان السلطة العامة يستمد اعتمادها كمعيار ألعمال التي تخضع للقانون االداري
حيث أصبح التمييز ضروريا بين العالقات التي تتدخل فيها االدارة باعتبارها
سلطة عامة فتصدر األوامر والنواهي وتلك التي تظهر فيها كشخص عادي تقوم
بمجموعة من األعمال المالية فتبيع وتشتري وتؤجر ...وغير ذلك من األعمال
التي تندرج ضمن األعمال المادية أو التسييرية لالدارة وتخضع فيها لقواعد
القانون الخاص مثلها مثل األفراد.
وقد اعتمد هذا التمييز من قبل الكثير من الفقهاء خالل القرن 92وعلى
الخصوص الفقيه الفريير la ferriereوكذلك الشأن بالنسبة لبرتملي
bertelemyودكروك ducrokوباتي batyحيث كانوا يبنون القانون
االداري كله على أساس التمييز بين أعمال السلطة واألعمال المادية والتسييرية
لذلك سميت مدرستهم بمدرسة السلطة العامة.
فقبل ذلك لم يكن من السهل تصور مسألة الدولة عن األعمال التي تقوم بها
باعتبارها سلطة عامة ومطالبتها بالتعويض عن األضرار ذلك لتالفي عرقلة
نشاطها في هذا النطاق والحيلولة دون انهاك مواردها المالية.
وعلى اعتبار أن معيار السلطة العامة كان مسيطرا فان المرافق العمومية تعد
مجرد أداة الدارة أنشطة االدارة ولم تكن كتابات هذه الحقبة تولي اهتماما كبيرا
للمرفق العام على اعتبار أنها مجرد تنظيم للوسائل فمصطلح المرفق العام لم
يظهر في نصوص هذه المرحلة بل حتى عندما ظهر لم يعره الفقه والقضاء أي
اهتمام يذكر على الرغم من أن عدد المرافق العمومية كان مهما وان كان نشاط
الدولة محددا انذاك في توفير األمن الخارجي والداخلي والقضاء.
فكان أمرا طبيعيا كذلك أن يكون القانون العام المنسجم مع هذه المرافق
مصطبغا بفكرة السيادة والسلطة العامة وأن يكون القانون القانون االداري
المتسم بصبغة األمر والنهي مستندا الى فكرة السلطة العامة.
وحتى نظرية السلطة العامة عرفت بعد التطور على اثر ظهور المرافق العامة
الصناعية والتجارية وتغير موقف القضاء االداري ازاء المرافق التقليدية
فأصبحت لنظرية السلطة العامة صورة جديدة وان كانت غير مقطوعة الصلة
بصورتها التقليدية على ان هذه الصورة التقليدية كانت تطلق يد السلطة االدارية
في مباشرتها نشاطهاوفي استخدام وسائل السلطة العامة في اداء وظائفها.
كما لم يعد من المستطاع التمييز بين اعمال السيادة والسلطة واعمال االدارة
والتسيير وبالتالي تحديد مجال اختصاص القانونين العام والخاص وكال من
القضاء االداري والقضاء العادي فأصبح فقهاء مدرسة السلطة العامة يضعون
بدورهم بعض التحفظاتفاألستاذ هوريو hauriouيرى أن ثمة قيود مفروضة
على حقوق السلطة العامة ليست قيودا خاضعة الرادتها وحدها ولكنها قيود
موضوعية أضحت معه هذه القيود نظاما مفروضا على السلطة العامة وهذا
النظام المفروض هو نظام المرافق العامة.
فاإلقدام على هذه الخطوة (التدبير المفوض) من شأنه أن يعود على الجماعات
حسن خدمات بعض المرافق ،إال أن التدبير المفوض ال بعائدات مالية مهمة و ُي ِّ
فوض لها، يمكن أن يعطي النتائج المتوخاة منه ما لم يتم تقييم عمل الشركة ال ُم َّ
ويتعلق األمر بمباشرة الرقابة على المفوض إليه وتتبع أعماله .وهو ما ال نجده
على أرض الواقع ،إذ أنه بعد مرور أكثر من 90سنوات على تجربة التدبير
المفوض بالمغرب ،ال زال إشكال الرقابة مطروحاً ،وحتى إن كان هناك تتبع
ألشغال المرفق المعني ،فإن الجماعات غالبا ما تكون غير قادرة على فرض
احترام الشركات لما تنص عليه دفاتر التحمالت.
وفي ظل محدودية رقابة المجالس الجماعية المختصة بتتبع سير أعمال المرفق
فوض ،أصبح تدخل الوصاية يشكل أهمية قصوى لتصحيح االنحرافات التي ال ُم َ
يشهدها تدبير المرافق الجماعية ،وذلك بتفعيل مختلف الصالحيات الممنوحة
لها ،سواء بالتواجد في المصالح الرقابية أو بموجب الدور الجديد الممنوح لها
بموجب التعديالت المدخلة سنة 9002على القانون رقم 00.00المتعلق
بالتنظيم الجماعي.
فنجد أن المرافق الجماعية تخضع لوصاية وزارة الداخلية ،والتي تمارس عن
طريق اللجان الخاصة بمراقبة التدبير المفوض ،ذلك أن طبيعة تكوين هذه
اللجان تعرف حضورا لممثلين عن وزارة الداخلية ،وبالتالي فإنها في كثير من
األحيان تتحول من مجالس إدارية إلى مجالس وصائية على المرفق المفوض،
خاصة إذا كانت الجماعات تنقصها اإلمكانيات المادية البشرية و الفنية.
فتدخل سلطة الوصاية في المرافق المفوضة ،يتم بواسطة ممثليها الذين يتولون
إلى جانب ممثلي السلطة المفوضة مراقبة وتتبع تدبير المرفق ،وهذا ما يعرف
بالحضور غير المباشر للوصاية.
ويفيد حضور ممثلي سلطة الوصاية في اجتماعات لجان التتبع ،في تمكينها من
الوقوف على كل ما يصدر عن السلطة المفوضة من قرارات وتوجهات ،وفي
التعرف على مدى قيامها بواجباتها المقررة ببنود عقود التدبير المفوض أو ما
تقرره لها القوانين الداخلية للجان التتبع ،ومدى احترامها لألغراض التي
أنشئت من أجلها لجان التتبع .فتمارس وصايتها متى استلزم األمر ذلك وهي
على بينة بظروف ومتطلبات المرفق العمومي.
وفيما يخص الدور الجديد الممنوح لوزارة الداخلية بموجب التعديالت المدخلة
سنة 9002بالقانون 90.00على القانون رقم 00.00بمثابة ميثاق جماعي،
فإن المادة ( )932نصت على "أن وزير الداخلية يمكنه بموجب قرار اتخاذ كل
اإلجراءات الالزمة لحسن سير المرافق العمومية الجماعية ،مع مراعاة
اإلختصاصات المخولة للمجالس الجماعية ورؤسائها بموجب هذا القانون.
وتشمل هذه اإلجراءات ما يلي:
-وضع مؤشرات تمكن من تقييم مستوى أداء الخدمات وتحديد طرق مراقبتها.
إن مقتضيات المادة ( )932تعد اعترافا ضمنيا بعدم قدرة المجالس التداولية
على تدبيرها للمرافق الجماعية بمفردها ،ألنها تضيف صالحيات جديدة لسلطة
الوصاية في مجال تدبير المرافق ،باعتبارها طرفا قويا لها من االمكانيات
المادية والفنية ما يؤهلها ويسمح لها بالتنسيق لمعالجة المشاكل والظواهر
السلبية على صعيد المرافق العمومية الجماعية ،وما يعزز هذا التوجه بالرغم
من المعارضة التي يالقيها ،واالنتقادات الموجهة إليه ،كون المجالس التداولية
في كثير من المدن التي تعرف تطبيقا للتدبير المفوض ال زالت تتخبط في
صراعات حزبية ضيقة تضرب بذلك مصلحة الساكنة المحلية عرض الحائط ،بل
و أصبحت اإلنتخابات الجماعية تصدر للمجالس "مستشارين أعباء".
وال يخفى على أحد ما لتدخل الوصاية أحيانا من تبعات وعراقيل على
الالمركزية ببالدنا ،وذلك بفعل تدخل سلطة حكومية مركزية (وزارة الداخلية)
من خالل ممثليها محليا في تدبير المرافق الجماعية ،ولكن يجب أن نعترف بأن
الممارسة بينت أن المجالس التداولية صاحبة االختصاص األصلي في إحداث
المرافق الجماعية لم تنجح في إدارة العديد من المرافق بطريقة مباشرة ،وما
بالك بمراقبة شركات خاصة لها صيت عالمي في إدارة المشاريع ،وهي لم
تخرج بعد من دوامة الصراعات العدمية التي زرعت نوعا من اإلحباط في
صفوف المواطنين ،بل إنها دفعت الكثير منهم إلي النظر إلي ما يقال بنوع من
الالمباالة ،فكل ما نراه ،حسب هؤالء ،مجرد صراع علي نيل مصالح فردية وال
عالقة له بالمصلحة الوطنية .وقد تكرس األمر أكثر من خالل الصراع الحالي
بين المعارضة واألغلبية بالمجلس الحضري لمدينة طنجة.
إن تدخل السلطات المعنية بتدبير المرافق العمومية الجماعية بصفة عامة
وسلطة الوصاية (وزارة الداخلية) بصفة خاصة ،تمليه الوضعية الراهنة
للمرافق العمومية ،وكون هذه األخيرة خاضعة للوصاية بحكم أنها تابعة
للجماعة ،ويلزم على السلطة الوصية أخذ مشاكل المرفق الجماعي بجدية
باعتبار ذلك جزءا أساسيا من مهمتها ،وإال فإننا سنكون أمام تقنية التدبير
المفوض دون تقييم عمل المفوض إليه ،وهذا األمر سينعكس سلبا على
المنتفعين من المرفق إن لم نقل أن الكثير منهم لم يعد يتحمل ارتفاع تكاليف
الخدمات المقدمة في مقابل تهاون المختصين بالرقابة.
مقدمـة:
يقدم المرفق العمومي خدمات كثيرة في الحياة اليومية للمواطن لكنه يتعرض
لإلهمال واإلتالف - .فكيف نحافظ على المرفق العمومي وننهض به؟
1-تتعدد أنواع المرافق العمومية:
المرفق العمومي هو مشروع تحدثه الدولة ألداء خدمة اجتماعية أو لتحقيق
مصلحة عامة ،وتبقى أنشطة هذا المرفق خاضعة لسلطة الدولة أو من ينوب
عنها.
تتعدد عناصر المرفق العمومي ،وتتشكل من:
•المشروع الذي يضم المستخدمين واآلالت والقوانين المنظمة.
•المصلحة العامة التي تكون هي الهدف األساسي من إحداث المشروع.
•نية السلطة اإلدارية في إضفاء صبغة العمومية على المرفق.
•الخضوع للسلطة بوضعه تحت إشرافها مباشرة أو تحت من ينوب عنها.
من أنواع المرافق العمومية:
•المرافق العمومية التابعة مباشرة لوزارات.
•المؤسسات العمومية التي تتمتع بنوع من االستقالل المالي والخاضعة لوصاية
السلطة اإلدارية .إما شركات وطنية كل رأسمالها من الدولة ،أو شركات مختلطة
تساهم الدولة في رأسمالها.
•الشركات الخاصة ،وتحصل على امتياز استغالل مرفق معين في إطار عقد
محدد في الزمن.
2-حاالت اإلضرار بالمرفق العمومي ،واإلجراءات الالزمة لمواجهتها:
تتعدد حاالت إضرار المواطنين بالمرافق العمومية ،رغم أنها خدمة يستفيد الكل
منها ،لهذا علينا مواجهة من يلحق الضرر بهذه المرافق باستخدام بعض
األساليب ،حسب حاالت إلحاق الضرر:
•تخريب المرافق العمومية :إثارة االنتباه إلى أن المرفق العمومي ملك للجميع
وتخريبه سيؤذي الكل.
•السعي لالستفادة من المرفق دون نظام :التنبيه إلى أهمية النظام في تسهيل
•الدخول في جدال مع مستخدمي المرفق :تنبيه الطرف المخطئ إلى أساس
سوء التفاهم.
•تدخل مستخدم المرفق بعنف في حق مواطن :إثارة انتباه المستخدم إلى
ضرورة الخضوع للقانون .جوانب التقصير معززا بوثائق اإلثبات.
3-تتعدد خطوات تنمية سلوك المحافظة على المرفق العمومي:
بعد رصد الحالة ،يجب القيام بتحديد نوع الضرر واألطراف المعنية ،يجب القيام
برد الفعل المتمثل في تحديد موقف من هذه الحالة والتفكير في اإلجراءات
الواجب اتخاذها لمعالجة المشكل ،ثم التدخل من أجل تطبيق اإلجراءات بكيفية
مناسبة وتحسيس الطرف المتسبب في الضرر بالمرفق بأهمية المحافظة عليه
والنهوض به لكونه أحدث لخدمة العموم.
خاتمـة :يقدم المرفق العمومي خدمات حيوية للمواطنين ،لهذا علينا المحافظة
عليه والنهوض به.
المرافق العمومية:
المرفق العمومي هو مشروع تحدثه الدولة ألداء خدمة اجتماعية أو لتحقيق
مصلحة عامة ،وتبقى أنشطة هذا المرفق خاضعة لسلطة الدولة أو من ينوب
عنها.
تتعدد عناصر المرفق العمومي ،وتتشكل من:
•المشروع الذي يضم المستخدمين واآلالت والقوانين المنظمة.
•المصلحة العامة التي تكون هي الهدف األساسي من إحداث المشروع.
•نية السلطة اإلدارية في إضفاء صبغة العمومية على المرفق.
•الخضوع للسلطة بوضعه تحت إشرافها مباشرة أو تحت من ينوب عنها.
من أنواع المرافق العمومية:
•المرافق العمومية التابعة مباشرة لوزارات.
•المؤسسات العمومية التي تتمتع بنوع من االستقالل المالي والخاضعة
لوصاية السلطة اإلدارية.
•الشركات العمومية ،وهي مثل الشركات الخاصة ،تراقبها الدولة ،وتكون إما
شركات وطنية كل رأسمالها من الدولة ،أو شركات مختلطة تساهم الدولة في
رأسمالها.
•الشركات الخاصة ،وتحصل على امتياز استغالل مرفق معين في إطار عقد
محدد في الزمن.
– ІІحاالت اإلضرار بالمرفق العمومي ،واإلجراءات الالزمة لمواجهتها:
تتعدد حاالت إضرار المواطنين بالمرافق العمومية ،رغم أنها خدمة يستفيد الكل
منها ،لهذا علينا مواجهة من يلحق الضرر بهذه المرافق باستخدام بعض
األساليب ،حسب حاالت إلحاق الضرر:
•تخريب المرافق العمومية :إثارة االنتباه إلى أن المرفق العمومي ملك للجميع
وتخريبه سيؤذي الكل.
•السعي لالستفادة من المرفق دون نظام :التنبيه إلى أهمية النظام في تسهيل
االستفادة من تلك الخدمة.
•الدخول في جدال مع مستخدمي المرفق :تنبيه الطرف المخطئ إلى أساس
سوء التفاهم.
•تدخل مستخدم المرفق بعنف في حق مواطن :إثارة انتباه الستخدم إلى
ضرورة الخضوع للقانون.
•تقصير مستخدمي المرفق في خدمة المواطنين :كتابة تقرير لإلدارة المعنية
عن جوانب التقصير معززا بوثائق اإلثبات.
– ІІІتتعدد خطوات تنمية سلوك المحافظة على المرفق العمومي:
بعد رصد الحالة ،يجب القيام بتحديد نوع الضرر واألطراف المعنية ،يجب القيام
برد الفعل المتمثل في تحديد موقف من هذه الحالة والتفكير في اإلجراءات
الواجب اتخاذها لمعالجة المشكل ،ثم التدخل من أجل تطبيق اإلجراءات بكيفية
مناسبة وتحسيس الطرف المتسبب في الضرر بالمرفق بأهمية المحافظة عليه
والنهوض به لكونه أحدث لخدمة العموم.
www.fsjes-cours-droit.ga