You are on page 1of 25

‫جامعة تونس المنار‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫الموضوع‪ :‬الحماية الجزائية لتسيير الشركة‬


‫خفية االسم‬

‫من إعداد‪:‬‬

‫سارة الكالعي‬

‫رحاب السالمي‬

‫رحاب الشارني‬

‫‪2018/2019‬‬

‫‪1‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ص‪ :‬صفحة‬

‫م إ ع‪ :‬مجلة االلتزامات و العقود‬

‫م ت‪ :‬المجلة التجارية‬

‫م ش ت‪ :‬مجلة الشركات التجارية‬

‫‪2‬‬
‫المخطط‬

‫‪ )I‬الحماية الجزائية الوقائية لتسيير الشركة خفية اإلسم‬

‫أ)رقابة تسيير الشركة خفية اإلسم‬

‫ب) اآلليات الوقائية الضامنة للحماية الجزائية لتسيير الشركة خفية االسم‬

‫‪ )II‬الحماية الجزائية الردعية لتسيير الشركة خفية االسم‬

‫أ)جرائم اإلخالل بواجب رقابة تسيير الشركة خفية االسم‬

‫ب) جرائم اإلخالل بمصلحة الشركة خفية االسم‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬

‫‪4‬‬
‫إن الوظيف‪88‬ة اإلقتص‪88‬ادية للش‪88‬ركة ق‪88‬د أص‪88‬بحت الي‪88‬وم من المعطي‪88‬ات المس‪88‬لم به‪88‬ا ل‪88‬ذلك قي‪88‬ل ب‪88‬أن‬

‫الش ‪88‬ركة التجاري ‪88‬ة هي أحس ‪88‬ن آداة لتنظيم المؤسس ‪88‬ة و الى جم ‪88‬ع األم ‪88‬وال و تقس ‪88‬م الش ‪88‬ركات‬

‫التجاري‪88‬ة عموم‪88‬ا الى ص‪88‬نفين ‪ :‬ش‪88‬ركات أش‪88‬خاص و ش‪88‬ركات أم‪88‬وال و يتم‪88‬يز الص‪88‬نف األول‬

‫بهيمن ‪88‬ة اإلعتب ‪88‬ار الشخص ‪88‬ي في حين أن الص ‪88‬نف الث اني من الش ‪88‬ركات ي ‪88‬ولي أهمي ‪88‬ة ل ‪88‬رأس‬

‫الم‪88‬ال دون اإلعتب‪88‬ار الشخص‪88‬ي كم‪88‬ا تق‪88‬ف مس‪88‬ؤولية الش‪88‬ركاء في ح‪88‬دود مس‪88‬اهمتهم و بالت‪88‬الي‬

‫ف ‪88‬إن رأس الم ‪88‬ال ه ‪88‬و الض ‪88‬مان الع ‪88‬ام و الوحي ‪88‬د لل ‪88‬دائنين‪ .‬و نظ ‪88‬را لك ‪88‬ل ه ‪88‬ذه المم ‪88‬يزات ال ‪88‬تي‬

‫تختص بها شركات األموال أصبحت تحت‪8‬ل الي‪8‬وم مكان‪8‬ة هام‪8‬ة في إقتص‪8‬اديات ال‪8‬دول خاص‪8‬ة‬

‫منه‪88‬ا الرأس‪88‬مالية بإعتباره‪88‬ا تمث‪88‬ل الن‪88‬واة األولى ال‪88‬تي يتأس‪88‬س عليه‪88‬ا م‪88‬ا يع‪88‬رف بنظ‪88‬ام إقتص‪88‬اد‬

‫السوق و لذلك قيل بأنها األداة المميزة للرأسمالية المعاصرة‪.1‬‬

‫و تحظى ‪ ،‬ش‪88‬ركات األم‪88‬وال عموم‪88‬ا و الش‪88‬ركات خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م خصوص‪88‬ا بإهتم‪88‬ام متزاي‪88‬د من‬

‫قب‪88‬ل المش‪88‬رع‪ ،‬حيث خص‪88‬ص للش‪88‬ركات خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م أك‪88‬ثر من ‪ 150‬فص‪88‬ل الى ج‪88‬انب النص‪88‬وص‬

‫األخرى ‪ ،‬بإعتبارها أحسن وسيلة للرأسمالية الحديث‪8‬ة ‪ .‬و ق‪8‬د ع ّ‪8‬رف المش‪8‬رع الش‪8‬ركة خفي‪8‬ة اإلس‪8‬م‬

‫ص ‪88‬لب الفص ‪88‬ل ‪ 160‬م‪.‬ش‪.‬ت ض ‪88‬من الكت ‪88‬اب الراب ‪88‬ع « ش ‪88‬ركات األس ‪88‬هم »‪ ،‬و ينص ه ‪88‬ذا الفص ‪88‬ل‬

‫على أن « الش‪88‬ركة خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م هي ش‪88‬ركة أس‪88‬هم تتك‪88‬ون من س‪88‬بعة مس‪88‬اهمين على األق‪88‬ل يكون‪88‬ون‬

‫مس ‪88‬ؤولين في ح ‪88‬دود مس ‪88‬اهماتهم و تتمت ‪88‬ع بالشخص ‪88‬ية المعنوي ‪88‬ة‪ .‬و تع ‪88‬رف الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة اإلس ‪88‬م‬

‫بتسمية إجتماعية مسبوقة أو ملحقة بشكل الشركة و مبلغ رأس مالها‪.‬‬

‫عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬السياسة الجزائية في إطار الشركة خفية االسم‪ ،‬مركز البحوث القانونية و الدراسات السياسية و‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2014‬‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ص‪ ،8‬تونس‬

‫‪5‬‬
‫ويجب أن تكون هذه التسمية مختلفة عن كل تسمية لكل شركة سابقة الوجود‪» .‬‬

‫ك‪88‬ان أول ظه‪88‬ور لش‪88‬ركات خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م م‪88‬ع بداي‪88‬ة الق‪88‬رن ‪ 19‬في الق‪88‬ارة األوربي‪88‬ة حيث ت‪88‬دخل‬

‫المشرع الفرنسي بقانون ‪ 24/7/1867‬لتنظيم الشركات التجارية‪ .‬أم‪88‬ا المش‪88‬رع التونس‪88‬ي فق‪88‬د نظم‬

‫ق‪88 8 8‬انون الش‪88 8 8‬ركات بص‪88 8 8‬فة عام‪88 8 8‬ة في م ‪.‬إ‪.‬ع ض‪88 8 8‬من الفص‪88 8 8‬ول ‪ 1226‬إلى ‪ .1451‬أم‪88 8 8‬ا بالنس‪88 8 8‬بة‬

‫للش‪88‬ركات التجاري‪88‬ة فق‪88‬د نظمه‪88‬ا ص‪88‬لب المجل‪88‬ة التجاري‪88‬ة لس‪88‬نة ‪ 1959‬من الفص‪88‬ل ‪ 14‬إلى الفص‪88‬ل‬

‫و ال‪88 8‬تي ألغيت بمقتض‪88 8‬ى الفص‪88 8‬ل ‪ 2‬من الق‪88 8‬انون ع‪88 8‬دد ‪ 93‬لس‪88 8‬نة ‪ 2000‬الم‪88 8‬ؤرخ في ‪3‬‬ ‫‪188‬‬

‫نوفمبر ‪ 2000‬و المتعلق بإصدار م‪.‬ش‪.‬ت‪.‬‬

‫و تقس‪88‬م الش‪88‬ركات خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م الى ش‪88‬ركات ذات مس‪88‬اهمة عام‪88‬ة والى ش‪88‬ركات ذات مس‪88‬اهمة‬

‫خاصة و الى جانب هذا التقسيم أرسى المشرع نظاما جدي‪8‬دا إلدارة و تس‪8‬يير الش‪88‬ركة من‪8‬ذ ص‪88‬دور‬

‫م‪ .‬ش‪ .‬ت ف‪88 8‬إلى ج ‪88 8‬انب الش ‪88 8‬ركات ذات النظ ‪88 8‬ام التقلي ‪88 8‬دي المتمث ‪88 8‬ل في إس ‪88 8‬ناد التس ‪88 8‬يير الى مجلس‬

‫اإلدارة‪ ،‬يمكن للش‪88‬ركة أن تعتم‪88‬د النظ‪88‬ام الح‪88‬ديث نس‪88‬بيا المتمث‪88‬ل في هيئ‪88‬ة اإلدارة الجماعي‪88‬ة و ال‪88‬ذي‬

‫يكون خاضعا لمجلس المراقبة‪.‬‬

‫و لضمان حسن تسيير الشركة خفية اإلسم بصفة خاصة و الشركات التجارية بصفة عامة‪،‬‬

‫ك‪8ّ 8‬رس المش‪88‬رع حماي‪88‬ة جزائي‪88‬ة له‪88‬ذه المرحل‪88‬ة من حي‪88‬اة الش‪88‬ركة لكن ه‪88‬ذه الحماي‪88‬ة الجزائي‪88‬ة لتس‪88‬يير‬

‫الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة اإلس ‪88‬م ط ‪88‬رحت إش ‪88‬كاال ح ‪88‬ول إختالف آلي ‪88‬ات الق ‪88‬انون الج ‪88‬زائي م ‪88‬ع آلي ‪88‬ات الق ‪88‬انون‬

‫التج ‪88‬اري ‪ .‬ف ‪88‬األول يح ‪88‬د من الحري ‪88‬ة ال ‪88‬تي يتمت ‪88‬ع به ‪88‬ا األف ‪88‬راد والث ‪88‬اني يتم ‪88‬يز بالحري ‪88‬ة و الثق ‪88‬ة و‬

‫السرعة في المعامالت ‪ .‬ولكن هذا التصادم في المبادئ لم يمنع القانون الجزائي من إقتح‪8‬ام ع‪8‬الم‬

‫‪6‬‬
‫الش ‪88‬ركات التجارية‪ .2‬و مم ‪88‬ا ال ش ‪88‬ك في ‪88‬ه أن ه ‪88‬ذه الحماي ‪88‬ة الجزائي ‪88‬ة لتس ‪88‬يير الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة اإلس ‪88‬م‬

‫تكتسي العديد من األبعاد و األهمية‪ ،‬ذلك أنه وقع تجاوز الفراغ التشريعي الذي كان في م ‪ .‬ت‪.‬‬

‫و ق ‪88 8‬د ذهب ش ‪88 8‬ق من الفقه ‪88 8‬اء الى الق ‪88 8‬ول أن ت ‪88 8‬دخل الق ‪88 8‬انون الج ‪88 8‬زائي في نش ‪88 8‬اط الش ‪88 8‬ركات‬
‫التجاري‪88‬ة عموم‪88‬ا‪ ،‬من ش‪88‬أنه أن يح‪88‬د من مب‪88‬ادرة التج‪88‬ار و يمن‪88‬ع عنهم أي مخ‪88‬اطرة في حين‬
‫أن ذلك هو من الشروط الضرورية ألي تقدم إقتصادي‪.3‬‬

‫في حين ذهب الش ‪88 8 8‬ق اآلخ ‪88 8 8‬ر من الفقه ‪88 8 8‬اء إلى الق ‪88 8 8‬ول أن الق ‪88 8 8‬انون الج ‪88 8 8‬زائي ال يح ‪88 8 8‬د من‬
‫المب‪88 8‬ادرة ‪ ،‬و بع‪88 8‬دم وج‪88 8‬ود تن‪88 8‬اقض بين إعتم‪88 8‬اد أنش‪88 8‬طة إقتص‪88 8‬ادية تحرري‪88 8‬ة و بين الق‪88 8‬انون‬
‫الج‪88‬زائي طالم‪88‬ا أن ه‪88‬ذا الف‪8‬رع من الق‪8‬انون لم يوظ‪88‬ف ليعرق‪88‬ل روح المب‪8‬ادرة و إنم‪8‬ا ليض‪8‬رب‬
‫على أي‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬دي من يتج‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬اوز الحري‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة‪.‬‬
‫خصوص‪88 8‬ا و إن الحماي‪88 8‬ة الجزائي‪88 8‬ة لتنظيم‪88 8‬ات االقتص‪88 8‬ادية ق‪88 8‬د أص‪88 8‬بحت الي‪88 8‬وم أش‪88 8‬د‬
‫ض‪88 8‬رورة في نظ‪88 8‬ام اإلقتص‪88 8‬اد الح‪88 8‬ر و بالت‪88 8‬الي يك‪88 8‬ون ت‪88 8‬دخل الق‪88 8‬انون الج‪88 8‬زائي في القواع‪88 8‬د‬
‫الخاص ‪88‬ة بالش ‪88‬ركات التجاري ‪88‬ة ه ‪88‬و نتيج ‪88‬ة طبيعي ‪88‬ة للحري ‪88‬ة ال ‪88‬تي تركه ‪88‬ا المش ‪88‬رع لألف ‪88‬راد في‬
‫تك‪88 8‬وين الش‪88 8‬ركات‪ .‬عموم‪88 8‬ا رغم إختالف اآلراء ح‪88 8‬ول ت‪88 8‬دخل الق‪88 8‬انون الج‪88 8‬زائي في الم‪88 8‬ادة‬
‫التجارية من عدمه فإن هذا التدخل أصبح واقعا ملموسا بل إعت‪8‬بر بعض الش‪8‬راح أن ظه‪8‬ور‬
‫الج ‪88‬رائم االقتص ‪88‬ادية ه ‪88‬و من أهم خص ‪88‬ائص الق ‪88‬رن العش ‪88‬رين و لكن إن ك ‪88‬ان ت ‪88‬دخل الق ‪88‬انون‬
‫الج‪888‬زائي في الش‪888‬ركات التجاري‪888‬ة عموم‪888‬ا و الش‪888‬ركات خفي ‪88‬ة االس ‪88‬م منه ‪88‬ا خصوص ‪88‬ا مس ‪88‬ألة‬
‫محس ‪88‬ومة واقعا‪ 4‬ف ‪88‬إن الس ‪88‬ؤال ال ‪88‬ذي أص ‪88‬بح مطروحا كي ف يحمي الق انون الج زائي تس يير‬
‫الشركة خفية االسم؟‬

‫حفيظة القادري‪ ،‬الحماية الجزائية لرقابة تسيير الشركة خفية االسم‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في القانون‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫شعبة العلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية تونس‪ ،‬ص‪.2004-2003 ،4‬‬
‫نبيل غرس اهلل‪ ،‬الحماية الجزائية في الشركة خفية االسم‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في القانون‪ ،‬شعبة‬ ‫‪3‬‬

‫العلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية تونس‪ ،‬ص‪.1998-1997 ،5‬‬

‫ص‪.16‬‬ ‫عبد المنعم العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫۔‪ I‬الحماية الجزائية الوقائية لتسيير الشركة خفية االسم‬

‫ض ‪88‬مانا لحس ‪88‬ن تس ‪88‬يير الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة االس ‪88‬م ‪ ،‬عم ‪88‬د المش ‪88‬رع التونس ‪88‬ي إلى تعزي ‪88‬ز تس ‪88‬ييرها‬

‫بإجراءات و تنصيصات تكتسي الصبغة الوقائية خاصة و أن السياسة الجزائية في اإلج‪88‬رام‬

‫االقتص‪88‬ادي تعم‪88‬ل على التص‪88‬دي للتج‪88‬اوزات و الج‪88‬رائم المقترف‪88‬ة داخ‪88‬ل الش‪88‬ركة خفي‪88‬ة االس‪88‬م‬

‫عبر تكريس واجب الرقابة على تسييرها ( أ ) و ت‪88‬دعيم ه‪88‬ذا ال‪88‬واجب بآلي‪88‬ات وقائي‪88‬ة ض‪88‬امنة‬

‫للحماية الجزائية لتسيير الشركة خفية االسم ( ب ) ‪.‬‬

‫أ – رقابة تسيير الشركة خفية االسم‬

‫تمثل الرقابة من جهة واجب محموال على عاتق هياكل مختصة داخل الشركة خفي‪88‬ة االس‪88‬م‬

‫و غيره‪88‬ا من الهياك‪88‬ل االخارجي‪88‬ة ال‪88‬تي تخض‪88‬ع الش‪88‬ركة لرقابته‪88‬ا ‪ ،‬و تمث‪88‬ل من جه‪88‬ة أخ‪88‬رى‬

‫حق‪88‬ا يتمت‪88‬ع ب‪88‬ه المس‪88‬اهمون و الش‪88‬ركاء في الش‪88‬ركة ‪ .‬و بالنض‪88‬ر له‪88‬ذا ال‪88‬دور الم‪88‬زدوج ال‪88‬ذي‬

‫تلعبه الرقابة ‪ ،‬أمكن الحديث عن رقابة داخلية و رقابة خارجية ‪.‬‬

‫بالنس ‪88 8‬بة للرقاب ‪88 8‬ة الداخلي ‪88 8‬ة باعتباره ‪88 8‬ا حق ‪88 8‬ا للمس ‪88 8‬اهمين فهي تتمظه ‪88 8‬ر عن طري ‪88 8‬ق الرقاب ‪88 8‬ة‬

‫المباش‪88‬رة ال‪88‬تي ب‪88‬دورها " تكتس‪88‬ي ع‪88‬دة ص‪88‬ور و اله‪88‬دف من ذل‪88‬ك ه‪88‬و جع‪88‬ل المس‪88‬اهم على بين‪88‬ة‬

‫من نش ‪88‬اط الش ‪88‬ركة"‪ 5‬و أبرزه ‪88‬ا يتم بطلب المس ‪88‬اهم مهم ‪88‬ا ك ‪88‬انت نس ‪88‬بة مس ‪88‬اهمته مباش ‪88‬رة‬

‫اإلطالع على معلوم‪88‬ات تهم تس‪88‬يير الش‪88‬ركة و جمي‪88‬ع الوث‪88‬ائق ال‪88‬تي تتعل‪88‬ق به‪88‬ا بحض‪88‬وره‬

‫في الجمعي ‪88 8‬ة العام ‪88 8‬ة س ‪88 8‬واء ك ‪88 8‬انت العادي ‪88 8‬ة او الخارق ‪88 8‬ة للع ‪88 8‬ادة أو عن طري ‪88 8‬ق طلب ه ‪88 8‬ذه‬

‫‪5‬‬
‫‪.‬نبيل غرس هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪47‬‬

‫‪8‬‬
‫المعلومات في أي وقت يريده و هذا طبقا للفصل‪ 88‬من مجلة الشركات التجاري‪88‬ة في فقرت‪88‬ه‬

‫الثالث‪88‬ة ‪ " ꞉‬لك‪88‬ل مس‪88‬اهم في ك‪88‬ل وقت من الس‪88‬نة الح‪88‬ق في االطالع بنفس‪88‬ه أو بواس‪88‬طة وكي‪88‬ل‬

‫على جمي‪8‬ع الوث‪8‬ائق المعروض‪8‬ة‪ 8‬على الجمعي‪8‬ات العام‪8‬ة في خالل ‪ 3‬أع‪8‬وام المنقض‪8‬ية و على‬

‫محاضر جلساتها او اخ‪8‬ذ نس‪8‬خ منه‪8‬ا‪ " .‬و هن‪8‬ا تت‪8‬بين األهمي‪8‬ة ال‪8‬تي أواله‪8‬ا الق‪8‬انون للرقاب‪8‬ة من‬

‫خالل التوس‪88‬ع في تحدي‪88‬د مج‪88‬ال ح‪88‬ق اإلطالع فيم‪88‬ا يخص الوث‪88‬ائق موض‪88‬وع ح‪88‬ق المراقب‪88‬ة و‬

‫لع‪88‬ل الفص‪88‬ل ‪ 88‬م‪.‬ش‪.‬ت في فقرت‪88‬ه الثاني‪88‬ة ق‪88‬د ع‪88‬دد أهم الوث‪88‬ائق الخاص‪88‬ة بتس‪88‬يير الش‪88‬ركة "‬

‫يجب ان توض ‪88 8 8 8‬ع قائم ‪88 8 8 8‬ة اإلحص ‪88 8 8 8‬اء و الموازن ‪88 8 8 8‬ة و حس ‪88 8 8 8‬اب األرب ‪88 8 8 8‬اح و الخس ‪88 8 8 8‬ائر‪" ...‬‬

‫و يتمت‪88‬ع المس‪88‬اهمون بوس‪88‬يلة رقاب‪88‬ة غ‪88‬ير مباش‪88‬رة تعت‪88‬بر أك‪88‬ثر نجاع‪88‬ة باعتب‪88‬ار أن ممارس‪88‬يها‬

‫تقن ‪88‬يين و إخص ‪88‬ائيين في المالي ‪88‬ة يقوم ‪88‬ون بالس ‪88‬هر على مراقب ‪88‬ة حس ‪88‬ن تس ‪88‬يير الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة‬

‫الإلسم و حماية حقوق المساهمين ‪ ،‬نجد على رأس هذه الوسائل ‪ ،‬رقابة مراقبي الحس‪88‬ابات‬

‫و يوجب الق‪8‬انون وج‪8‬وده و يص‪8‬ل إلى ح‪8‬د تج‪8‬ريم ع‪8‬دم تعيين‪8‬ه ص‪8‬لب الفص‪8‬ل ‪ 88‬م‪.‬ش‪.‬ت و‬

‫او المتعل‪88‬ق‬ ‫يجب أن يعين مراقب الحسابات باحترام القانون ع‪88‬دد ‪ 108‬لس‪88‬نة ‪1988‬‬

‫بتنظيم مهنة مراقبي الحسابات و الخبراء المحاسبين ‪ .‬و ينظم الفصل ‪ 266‬م‪.‬ش‪.‬ت مهام‬

‫مراقب الحسابات و دوره في الوقاية من سوء تس‪88‬يير الش‪88‬ركة ‪ " :‬توكل لمراقب أو مراق بي‬

‫مهم ة مراجع ة ال دفاتر والخزان ة واألوراق التجاري ة والقيم المالي ة للش ركة‬
‫الحس ابات ّ‬

‫ومراقبة صحة وص دق اإلحص اءات والق وائم المالي ة والتحق ق من ص ّحة المعلوم ات ال تي‬

‫تضمنها تقرير مجلس اإلدارة أو هيئة اإلدارة الجماعية عن حسابات الشركة‪ 6" .‬ونضرا‬
‫ّ‬
‫مة مراجعة الدفاتر والخزانة واألوراق‬
‫‪6‬‬
‫الفصل ‪ 266‬م‪.‬ش‪.‬ت ‪ " :‬توكل لمراقب أو مراقبي الحسابات مه ّ‬
‫حة‬
‫التجارية والقيم المالية للشركة ومراقبة صحة وصدق اإلحصاءات والقوائم المالية والتحقق من ص ّ‬

‫‪9‬‬
‫ألهمي‪88‬ة دوره الرق‪88‬ابي فق‪88‬د أوجب المش‪88‬رع على بعض الش‪88‬ركات الخفب‪88‬ة اإلس‪88‬م و ال‪88‬تي تحت‪88‬ل‬

‫مكان‪88 8‬ة هام‪88 8‬ة في الس‪88 8‬وق اإلقتص‪88 8‬ادية و يف‪88 8‬وق رقم معامالته‪88 8‬ا ثالث ماليين دين‪88 8‬ار و ك‪88 8‬ذلك‬

‫الشركات ذات المساهمات العامة تعيين مراقبين من بين األعضاء المرسمين بهيئ‪88‬ة الخ‪88‬براء‬

‫س ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ية ‪.‬‬


‫س ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬بين ‪8‬ب ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬البالد التون ‪8‬‬
‫المحا ‪8‬‬

‫مثل هذه التشريعات تعزز الرقابة ‪ ،‬اذ نجد ك‪88‬ذلك رقاب‪88‬ة مجلس المراقب‪88‬ة على هيئ‪88‬ة اإلدارة‬

‫الجماعي ‪88‬ة و هي عب ‪88‬ارة عن مجموع ‪88‬ة منتخب ‪88‬ة من المس ‪88‬اهمين تم ‪88‬ارس رقاب ‪88‬ة مباش ‪88‬رة على‬

‫مس‪88‬يري الش‪88‬ركة خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م ‪ ،‬اذ يمث‪88‬ل ه‪88‬ذا المجلس س‪88‬لطة رقابي‪88‬ة شرس‪88‬ة و ذل‪88‬ك من خالل‬

‫الصالحيات الممنوحة ل‪8‬ه ص‪88‬لب الفص‪88‬ل ‪ 235‬م‪.‬ش‪.‬ت ‪ " :‬يباش‪88‬ر مجلس المراقب‪88‬ة الرقاب‪8‬ة‬

‫المس‪8‬تمرة على تص‪8‬رف الش‪8‬ركة ال‪8‬ذي تت‪8‬واله هيئ‪8‬ة اإلدارة الجماعي‪8‬ة‪.‬ويق‪8‬وم مجلس المراقب‪8‬ة‪،‬‬

‫في أي وقت من الس‪88‬نة‪ ،‬بأعم‪88‬ال المراقب‪88‬ة ال‪88‬تي يراه‪88‬ا مناس‪88‬بة ويمكن أن يطلب م‪88‬ده بالوث‪88‬ائق‬

‫ال‪88‬تي ي‪88‬رى أنه‪88‬ا ض‪88‬رورية إلنج‪88‬از مهام‪88‬ه‪. .‬ويجب على هيئ‪88‬ة اإلدارة الجماعي‪88‬ة أن تع‪88‬رض‬

‫مرة في الثالثة أشهر على األقل‪" .‬‬


‫على مجلس المراقبة تقريرا كتابيا ّ‬

‫منها تقرير مجلس اإلدارة أو هيئة اإلدارة الجماعية عن حسابات الشركة‬ ‫‪.‬المعلومات التي تض ّ‬
‫ويبدي مراقب الحسابات رأيا حول نزاهة القوائم المالية السنوية ومصداقيتها> طبقا للقانون المتعلق‬
‫بنظام المحاسبة للمؤسسات الجاري به العمل‪ .‬ويتأكد مراقبو الحسابات بصفة دورية من نجاعة‬
‫‪.‬نظام الرقابة الداخلية‬
‫ويجري مراقبو الحسابات كل عمليات المراقبة والفحص التي يرونها مالئمة دون تدخل في إدارة‬
‫‪.‬الشركة‬
‫ويحق لهم الحصول على كل الوثائق التي يعتبرونها ضرورية لمباشرة مهامهم وخاصة منها العقود‬
‫‪.‬والدفاتر ومستندات المحاسبة وسجالت المحاضر والجداول البنكية‬
‫ويمكن إجراء التحريات المنصوص عليها في هذا الفصل داخل الشركات سواء كانت "شركات أم" (‪)1‬‬
‫‪.‬أو شركات فرعية على معنى القوانين الجاري بها العمل‬
‫كما يمكن لمراقبي الحسابات جمع كل المعلومات الالزمة لمباشرة مهامهم من الغير ممن قام‬
‫بعمليات تم التعاقد فيها مع الشركة أو لحسابها بعد الحصول على إذن في ذلك من القاضي‬
‫‪".‬المختص عند االقتضاء‬
‫ّ‬

‫‪10‬‬
‫يؤمن التشريع التونسي الحماية الجزائية الوقائي‪88‬ة في تس‪8‬يير الش‪88‬ركة خفي‪8‬ة اإلس‪88‬م عن طري‪8‬ق‬

‫تعزي‪88 8‬ز ص‪88 8‬الحيات الرقاب‪88 8‬ة و تع‪88 8‬دد هياكله‪88 8‬ا الداخلي‪88 8‬ة كالمس‪88 8‬اهمين و م‪88 8‬راقب الحس‪88 8‬ابات و‬

‫مجلس المراقب‪88 8‬ة و ك‪88 8‬ذلك عدي‪88 8‬د الهياك‪88 8‬ل الخارجي‪88 8‬ة و ال‪88 8‬تي تؤس‪88 8‬س لرقاب‪88 8‬ة إض‪88 8‬افية نظ‪88 8‬را‬

‫ألهميتها على المستوى اإلقتصادي ‪.‬‬

‫نذكر منها على سبيل المثال رقابة البنك المركزي على جميع البنوك بصفتها شركات خفي‪88‬ة‬

‫اإلسم خاضعة لرقابته ‪ ،‬و قد أوجب الفصل ‪ 23‬من القانون عدد ‪ 31‬لسنة ‪ 67‬المؤرخ في‬

‫‪ 7/12/1967‬و المتعلق بتنظيم مهنة البنوك و المنقح سنة ‪ 1994‬على أن البنك المرك‪88‬زي‬

‫يجري على البنوك رقابة على الوثائق أو مراقبة في المقر تفاديا لسوء تسييرها و م‪88‬ا ينج‪88‬ر‬

‫عن ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ه من إختالل للس ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬وق اإلقتص ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ادية و المالي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة ب ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬البالد ‪.‬‬

‫و جدير بالذكر كذلك أهمية الشركات خفي‪88‬ة االس‪88‬م ذات المس‪8‬اهمات العام‪88‬ة و اس‪8‬تيعابها لع‪8‬دد‬

‫ه ‪88 8‬ام من المس ‪88 8‬اهمين و وج‪88 8‬وب تم ‪88 8‬تيعهم بحماي‪88 8‬ة مدعم ‪88 8‬ة مقارن ‪88 8‬ة بالش‪88 8‬ركات العادي ‪88 8‬ة‪ 7.‬و‬

‫بالت‪88‬الي يخض‪88‬عها الق‪88‬انون لرقاب‪88‬ة هيئ‪88‬ة الس‪88‬وق المالي‪88‬ة ال‪88‬تي ت‪88‬وفر الرقاب‪88‬ة الالزم‪88‬ة تبع‪88‬ا‬

‫‪3‬و‪4‬‬ ‫لتركيبتها الش‪8‬املة الختصاص‪8‬يين في األم‪8‬ور القانوني‪8‬ة و المالي‪88‬ة و تحتم الفص‪8‬ول‬

‫و ‪ 21‬من ق ‪88 8‬انون‪ 1994-117‬المتعل ‪88 8‬ق بإع ‪88 8‬ادة تنظيم الس ‪88 8‬وق المالي ‪88 8‬ة واجب الخض ‪88 8‬وع‬

‫ح‪88‬رص المش‪88‬رع التونس‪88‬ي على ت‪88‬أمين حس‪88‬ن تس‪88‬يير الش‪88‬ركة خفي‪88‬ة‬ ‫لرقابة الهيئ‪88‬ة ‪.‬‬

‫اإلس‪88‬م عن طري‪88‬ق تعزي‪88‬ز واجب الرقاب‪88‬ة لض‪88‬مان حماي‪88‬ة جزائي‪88‬ة له‪88‬ذا التس‪88‬يير و ق‪88‬د اكتس‪88‬ت‬

‫هذه الحماية طابعا وقائيا لم يقتصر فقط على الرقابة بل شمل كذلك آليات وقائية ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬نبيل غرس هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪65‬‬

‫‪11‬‬
‫ب ‪ -‬اآلليات الوقائية الضامنة للحماية الجزائية لتسيير الشركة خفية االسم‬

‫يبدو جليا أن اآلليات الوقائية تأتي إتماما للرقابة و إثراء للحماية الجزائية الوقائية ‪،‬‬

‫تتصدر هذه اآلليات آلية التحجير‪ ،‬و يأتي التحجير ليحول دون ممارسة من يولد ريبا في‬

‫إتمام واجبه من ممارسة الرقابة و استئصال األسباب العميقة لسوء التسيير ‪ ،‬فبحجر‬

‫الفصل ‪ 174‬مهمة مراقبة الحصص العينية الذين يتمتعون بصفة تنزع عنهم الحيادية و‬

‫تشكك في نزاهة ممارستهم لهذه الرقابة ‪ " :‬ال يمكن تعيين مراقبي الحصص العينية من‬

‫بين ‪:‬‬

‫األشخاص الذين كانت حصصهم العينية موضوع تقدير‪1.‬‬

‫األصول والفروع واألخوة واألصهار إلى الدرجة الثانية لمن سيأتي ‪2‬‬

‫أ‪ /‬المساهمون بالحصص العينية‪.‬‬

‫ب‪ /‬المؤسسون للشركة‪.‬‬

‫ج‪ /‬أعضاء مجلس اإلدارة أو أعضاء هيئة اإلدارة الجماعية عند الترفيع في رأس المال‪.‬‬

‫‪ 3‬األشخاص الذين يتقاضون مرتبا أو مكافأة بأية طريقة كانت‪ ،‬مقابل وظائف أخرى‬

‫غير وظيفة مراقب‪ ،‬من األشخاص اآلتي بيانهم‪:‬‬

‫أ‪ /‬المساهمون‪.‬‬

‫ب‪ /‬مؤسسو شركة مكتتبة برأس مال الشركة عند تأسيسها بنسبة عشرة بالمائة‪.‬‬

‫ج‪ /‬الشركة نفسها أو وكالؤها أو كل مؤسسة تملك عشرة بالمائة من رأس مال الشركة‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫أو التي تملك عشر رأس المال بمناسبة الترفيع فيه‪.‬‬

‫‪ 4‬األشخاص الذين حجرت عليهم مباشرة وظيفة إدارة شركة أو كان سقط حقهم في‬

‫أزواج األشخاص‬ ‫مباشرة هذه الوظيفة ‪".‬‬

‫المذكورين باألعداد من ‪ 1‬إلى ‪3.5‬‬

‫كم ‪88‬ا ش ‪88‬مل التحجي ‪88‬ير وظيف ‪88‬ة م ‪88‬رافب الحس ‪88‬ابات ض ‪88‬مانا للوقاي ‪88‬ة الالزم ‪88‬ة من س ‪88‬وء تس ‪88‬يير‬

‫الشركة خفية االس‪88‬م و لم‪88‬دى أهمي‪88‬ة دوره في تط‪8‬بيق الرقاب‪88‬ة و يتجلى ذل‪8‬ك في الفص‪8‬ل ‪262‬‬

‫من مجل‪88 8 8 8 8‬ة الش‪88 8 8 8 8‬ركات التجاري‪88 8 8 8 8‬ة ‪ " :‬ال يج‪88 8 8 8 8‬وز تع‪88 8 8 8 8‬يين مراق‪88 8 8 8 8‬بي الحس‪88 8 8 8 8‬ابات من بين ‪::‬‬

‫‪1‬ـ أعض‪88‬اء مجلس اإلدارة أو هيئ‪88‬ة اإلدارة الجماعي‪88‬ة أو مق‪88‬دمي الحص‪88‬ص العيني‪88‬ة وأق‪88‬ارب‬

‫ه‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ؤالء جميع‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ا لغاي‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة الدرج‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة الرابع‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة‪.‬‬

‫‪8‬ام ال‪88‬تي يباش‪88‬رونها ع‪88‬دا‬


‫‪2‬ـ األش‪88‬خاص ال‪88‬ذين يتقاض‪88‬ون ب‪88‬أي وج‪88‬ه من الوج‪88‬وه بم‪88‬وجب المه‪ّ 8‬‬

‫مهم‪88 8‬ة م ‪88 8‬راقب أج ‪88 8‬را أو مكاف ‪88 8‬أة من أعض ‪88 8‬اء مجلس اإلدارة أو هيئ ‪88 8‬ة اإلدارة الجماعي ‪88 8‬ة أو‬
‫ّ‬

‫الش ‪88‬ركة أو من أي ‪88‬ة مؤسس ‪88‬ة تمل ‪88‬ك عش ‪88‬ر رأس م ‪88‬ال الش ‪88‬ركة أو تمل ‪88‬ك الش ‪88‬ركة العش ‪88‬ر على‬

‫األ ‪8‬ق ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ل من رأس مال ‪8‬ه ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ا‪.‬‬

‫‪3‬ـ األش‪88 8‬خاص ال‪88 8‬ذين يحج‪88 8‬ر عليهم ت‪88 8‬ولي وظيف‪88 8‬ة عض‪88 8‬و بمجلس اإلدارة أو هيئ‪88 8‬ة اإلدارة‬

‫‪8‬ام‪.‬‬
‫الجماعي‪88 8 8 8 8 8 8‬ة أو األش‪88 8 8 8 8 8 8‬خاص ال‪88 8 8 8 8 8 8‬ذين فق‪88 8 8 8 8 8 8‬دوا م‪88 8 8 8 8 8 8‬ؤهالتهم لمباش‪88 8 8 8 8 8 8‬رة ه‪88 8 8 8 8 8 8‬ذه المه‪ّ 8 8 8 8 8 8 8‬‬

‫" ‪4‬أزواج األش‪88 8 8 8 8 8 8 8‬خاص الم‪88 8 8 8 8 8 8 8‬ذكورين‬

‫بالع‪88‬ددين (‪ )1‬و(‪ .)2‬كم‪88‬ا أوجب ذات الفص‪88‬ل على ك‪88‬ل من ت‪88‬وفرت في‪88‬ه الش‪88‬روط الممنوع‪88‬ة‬

‫‪13‬‬
‫التن‪88 8‬ازل عن مهام‪88 8‬ه في أج‪88 8‬ل ال يتج‪88 8‬اوز ‪ 15‬يوم‪88 8‬ا ‪ .‬و المالح‪88 8‬ظ أن التحج‪88 8‬ير في وظ‪88 8‬ائف‬

‫الرقاب‪88‬ة ورد على س‪88‬بيل الحص‪88‬ر ال ال‪88‬ذكر مم‪88‬ا يوض‪88‬ح س‪88‬عي المش‪88‬رع وراء ض‪88‬مان الوقاي‪88‬ة‬

‫من سوء التسيير‪ ‬و إزالة الظروف التي تسمح و تشجع على ارتك‪88‬اب ج‪88‬رائم تخص التس‪88‬يير‬

‫كم‪88 8‬ا ش‪88 8‬مل التحج‪88 8‬ير من‪88 8‬ع جمل‪88 8‬ة من األش‪88 8‬خاص و منعهم من إدارة الش‪88 8‬ركة‬ ‫‪.‬‬

‫خفية اإلس‪8‬م تجنب‪88‬ا لس‪88‬وء تس‪8‬ييرها فمن‪88‬ع الفص‪88‬ل ‪ 193‬م‪.‬ش‪.‬ت المفلس‪88‬ون و األش‪88‬خاص ال‪8‬ذين‬

‫وقعت إدانتهم من أج ‪88‬ل جناي ‪88‬ة أو جنح ‪88‬ة ماس ‪88‬ة ب ‪88‬األخالق العام ‪88‬ة أو النظ ‪88‬ام الع ‪88‬ام أو القواع ‪88‬د‬

‫المنظم‪88‬ة للش‪88‬ركات و الم‪88‬وظفين ال‪88‬ذين هم في خدم‪88‬ة اإلدارة و ه‪88‬ذا التحج‪88‬ير ي‪88‬ؤدي بالتبعي‪88‬ة‬

‫إلى فقدانهم حق التأسيس هذا الصنف من الشركات و بالتالي فقدان حق تسييرها ‪.‬‬

‫كم‪88‬ا يجب التط‪88‬رق إلى اإلش‪88‬هار كآلي‪88‬ة لت‪88‬دعيم النزع‪88‬ة الوقائي‪88‬ة لتس‪88‬يير الش‪88‬ركة خفي‪88‬ة االس‪88‬م‬

‫تمكن ك ‪88‬ل متعام ‪88‬ل م ‪88‬ع الش ‪88‬ركة من معرف ‪88‬ة وض ‪88‬عيتها االقتص ‪88‬ادية و التجاري ‪88‬ة " باعتب ‪88‬ار أن‬

‫ال ‪88 8‬دور اإلعالمي ال ‪88 8‬ذي ي ‪88 8‬وفره اإلش ‪88 8‬هار يمكن بس ‪88 8‬هولة من التع ‪88 8‬رف على ميالد الش ‪88 8‬ركة و‬

‫ويكمن اله‪88‬دف الرئيس‪88‬ي من اإلش‪88‬هار التقليص و التف‪88‬ادي‬ ‫‪8‬‬


‫مقوماته‪88‬ا القانوني‪88‬ة و االقتص‪88‬ادية ‪".‬‬

‫من احتماالت التحيل و التغرير و التالعب و التي تؤسس جميعه‪88‬ا لس‪88‬وء تس‪88‬يير الش‪88‬ركة ‪ .‬و‬

‫يعتبر اإلش‪88‬هار أح‪88‬د أهم اآللي‪88‬ات الوقائي‪88‬ة وتتجلى أهميته‪88‬ا من خالل تج‪88‬ريم المش‪88‬رع لإلخالل‬

‫ب ‪88‬واجب اإلش ‪88‬هار و ال ‪88‬تي تنقس ‪88‬م لج ‪88‬رائم س ‪88‬لبية و ج ‪88‬رائم إيجابي ‪88‬ة حيث خالف ‪88‬ا للمت ‪88‬داول ال‬

‫يقتص‪88‬ر اإلش‪88‬هار على مجري‪88‬ات التأس‪88‬يس ب‪88‬ل يتجاوزه‪88‬ا بوج‪88‬وب إش‪88‬هار المع‪88‬امالت المتعلق‪88‬ة‬

‫بالتس ‪88 8‬يير من قبي ‪88 8‬ل األعم ‪88 8‬ال و الم ‪88 8‬داوالت و العق ‪88 8‬ود ‪ .‬كم ‪88 8‬ا ش ‪88 8‬دد المش ‪88 8‬رع على إج ‪88 8‬راءات‬
‫‪8‬‬
‫عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪132‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 82‬من ق‪88‬انون من ق‪88‬انون‬
‫للش‪88‬ركات خفي‪88‬ة اإلس‪88‬م بش‪88‬ركات المس‪88‬اهمة العام‪88‬ة حيث أوجب الفص‪88‬ل‬

‫‪ 1994-117‬جملة من اإلشهارات التي تخص شؤون تسيير الشركة منها نش‪88‬رة اإلص‪88‬دار‬

‫و الق‪88‬وائم المالي‪88‬ة التأليفي‪88‬ة و ق‪88‬رارات مراقب‪88‬ة الحس‪88‬ابات تأمين‪88‬ا منه‪88‬ا لرقاب‪88‬ة التس‪88‬يير و الوقاي‪88‬ة‬

‫من سوءه ‪.‬‬

‫تمثلت الحماي ‪88‬ة الجزائي ‪88‬ة لتس ‪88‬ير الش ‪88‬ركة خفي ‪88‬ة اإلس ‪88‬م في جانبه ‪88‬ا الوق ‪88‬ائي من خالل ف ‪88‬رض‬

‫المش‪88‬رع ل‪88‬واجب الرقاب‪88‬ة عن طري‪88‬ق منح‪88‬ه كح‪88‬ق للمس‪88‬اهمين و فرض‪88‬ه ك‪88‬واجب على م‪88‬راقب‬

‫الحس ‪88‬ابات و مجلس الرقاب ‪88‬ة و وج ‪88‬وب إيج ‪88‬اد ه ‪88‬ذه الهياك ‪88‬ل من قب ‪88‬ل المس ‪88‬ييرين‪ ،‬كم ‪88‬ا ع ‪88‬زز‬

‫المش ‪88‬رع الرقاب ‪88‬ة بآلي ‪88‬ات وقائي ‪88‬ة أهمه ‪88‬ا التحجي ‪88‬ير في ممارس ‪88‬ة مراقب ‪88‬ة الحص ‪88‬ص العيني ‪88‬ة و‬

‫و إدارة الش‪8‬ركة و آلي‪8‬ة إش‪8‬هار جمي‪8‬ع المعلوم‪8‬ات ال‪8‬تي تهم التس‪8‬يير و‬ ‫مراقب‪8‬ة الحس‪8‬ابات‬

‫تض‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬من حس‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬نه ‪.‬‬


‫‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ – Ӏ‬الحماية الجزائية الردعية لتسيير الشركة خفية االسم‬

‫لئن كانت النزعة الوقائية تهدف إلى منع وقوع الجريم‪88‬ة ع‪88‬بر القض‪88‬اء على أس‪88‬بابها أو على‬
‫األقل التفطن إلخالالت قبل استفحالها‪ ،‬فإن الوجه األخر للسياسة الجزائي‪88‬ة الحمائي‪8‬ة يت‪88‬دخل‬
‫ل‪88‬ردع مح‪8‬ترفي اإلج‪88‬رام االقتص‪8‬ادي ال‪88‬ذين يتحص‪88‬نون بإخف‪8‬اء ممارس‪8‬اتهم اإلجرامي‪8‬ة لإلفالت‬
‫من صرامة القانون الجزائي ‪ .‬لذلك اختار المشرع تج‪8‬ريم األفع‪8‬ال ال‪8‬تي تخ‪8‬ل ب‪8‬واجب رقاب‪8‬ة‬

‫تسيير الشركة خفية االسم (أ) و األفعال التي تكون ضد مصلحة الشركة (ب) ‪.‬‬

‫أ – جرائم اإلخالل بواجب رقابة تسيير الشركة خفية االسم ‪.‬‬

‫س ‪88 8‬عى المش ‪88 8‬رع إلى الحف ‪88 8‬اظ على الش ‪88 8‬ركة خفي ‪88 8‬ة االس ‪88 8‬م من خالل حماي ‪88 8‬ة حس ‪88 8‬ن تس ‪88 8‬ييرها‬
‫باعتباره‪88‬ا كي‪88‬ان اس‪88‬تثماري ه‪88‬ام و متم‪88‬يز من ش‪88‬أنه تط‪88‬وير االقتص‪88‬اد الوط‪88‬ني و توك‪88‬ل مهم‪88‬ة‬
‫الرقابة إلى مراقب الحسابات ‪.‬‬

‫تعتبر وثائق المحاسبة أهم وسيلة تستعمل للتالعب بالمعلوم‪88‬ات المالي‪88‬ة في الش‪8‬ركة ل‪88‬ذلك لم‬
‫يكت‪88‬ف المش‪88‬رع في إط‪88‬ار السياس‪88‬ة الجزائي‪88‬ة بف‪88‬رض الحماي‪88‬ة الجزائي‪88‬ة لوث‪88‬ائق المحاس‪88‬بة ب‪88‬ل‬
‫تع‪88‬داها لتش‪8‬مل الحماي‪88‬ة الرقاب‪88‬ة الواقع‪8‬ة على ه‪8‬ذه الوث‪88‬ائق من ط‪88‬رف م‪8‬راقب الحس‪88‬ابات حيث‬
‫ينص الفصل ‪ 258‬م‪.‬ش‪.‬ت على ما يلي ‪ " :‬يحقق مراقب الحس‪8‬ابات و تحت مس‪8‬ؤوليته في‬
‫سالمة القوائم المالية للشركة و يضمن نزاهتها طبق األحكام القانونية و االترتيبية الج‪88‬اري‬
‫به ‪88‬ا العم ‪88‬ل‪ ".‬و من ناحي ‪88‬ة أخ ‪88‬رى ف ‪88‬إن م ‪88‬راقب الحس ‪88‬ابات و أثن ‪88‬اء قيام ‪88‬ه بوظيفت ‪88‬ه يمكن أن‬
‫يكتش ‪88‬ف ع ‪88‬دة إخالالت ارتكبت من قب ‪88‬ل المس ‪88‬ييرين ‪ ،‬في ه ‪88‬ذه الحال ‪88‬ة أوجب علي ‪88‬ه الق ‪88‬انون‬
‫التعام‪88‬ل م‪88‬ع النياب‪88‬ة العمومي‪88‬ة و إخباره‪88‬ا بم‪88‬ا حص‪88‬ل ل‪88‬ه العلم ب‪88‬ه من ج‪88‬رائم ح‪88‬تى تتمكن من‬
‫القي‪88‬ام بوظيفته‪88‬ا كم‪88‬ا أوجب علي‪88‬ه في ص‪88‬ورة م‪88‬رور المؤسس‪88‬ة بص‪88‬عوبات اقتص‪88‬ادية أن يق‪88‬وم‬
‫بإشعار لجنة متابعة المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية‬

‫‪16‬‬
‫بالنس ‪88‬بة لجريم ‪88‬ة إعط ‪88‬اء أو تأيي ‪88‬د م ‪88‬راقب الحس ‪88‬ابات لمعلوم ‪88‬ات كاذب ‪88‬ة فالرقاب ‪88‬ة ال ‪88‬تي أوكله ‪88‬ا‬
‫المش ‪88‬رع ل ‪88‬ه ته ‪88‬دف في مجمله ‪88‬ا إلى ض ‪88‬مان ص ‪88‬دق المعلوم ‪88‬ة خاص ‪88‬ة و أن ه ‪88‬ذه األخ ‪88‬يرة ق ‪88‬د‬
‫أص‪88‬بحت تكتس‪88‬ي أهمي‪88‬ة بالغ‪88‬ة في المي‪88‬دان االقتص‪88‬ادي و لس‪88‬يما في الش‪88‬ركات التجاري‪88‬ة فهي‬
‫تض ‪88‬من حري ‪88‬ة األف ‪88‬راد و ت ‪88‬دعم المس ‪88‬اواة بينهم و هي االج ‪88‬راء األمث ‪88‬ل لجلب الم ‪88‬دخريين و‬
‫إقن‪88 8‬اعهم بإي‪88 8‬داع أم‪88 8‬والهم‪ .9‬في ه‪88 8‬ذا اإلط‪88 8‬ار نص الفص‪88 8‬ل ‪ 271‬م‪.‬ش‪.‬ت على أن‪88 8‬ه ‪ ":‬يع‪88 8‬اقب‬
‫بالسجن من ع‪88‬ام واح‪88‬د إلى خمس‪88‬ة أع‪88‬وام و بخطي‪88‬ة من أل‪88‬ف و م‪8‬ائتين إلى خمس‪88‬ة االف دين‪88‬ار أو‬
‫باحدى هاتين العقوبتين فقط كل مراقب حسابات يتعمد إعطاء أو تأييد معلومات كاذبة عن حالة‬
‫الشركة أو لم يعلم وكيل الجمهوري‪88‬ة ب‪88‬الجرائم ال‪88‬تي بل‪88‬غ ل‪88‬ه العلم به‪88‬ا ‪ ".‬تتطلب ه‪88‬ذه‬
‫الجريم‪88‬ة قص‪88‬دا جنائي‪88‬ا عام‪88‬ا يتمث‪88‬ل في اإلرادة و العلم بالطبيع‪88‬ة الكاذب‪88‬ة للمعلوم‪88‬ة و هي‬
‫عناص‪8‬ر كافي‪8‬ة لقي‪8‬ام ال‪8‬ركن المعن‪8‬وي دون اش‪8‬تراط إح‪8‬داث الض‪8‬رر‪ 8‬للمس‪8‬اهمين أو غ‪8‬يرهم كم‪8‬ا‬
‫تس‪88‬توجب أيض‪88‬ا ركن‪88‬ا مادي‪88‬ا يتمث‪88‬ل في فع‪88‬ل اإلعط‪88‬اء و التأيي‪88‬د للمعلوم‪88‬ة الكاذب‪88‬ة و لئن ك‪88‬ان‬
‫اإلعط‪88‬اء يقتض‪88‬ي مب‪88‬ادرة من م‪88‬راقب الحس‪88‬ابات بم‪88‬د الغ‪88‬ير بالمعلوم‪88‬ة ‪ ،‬ف‪88‬إن التأيي‪88‬د يقتض‪88‬ي‬
‫وجود معلومات مقدمة من قبل أشخاص اخرين و هم غالبا من يقومون بعملية التسيير‪. 10‬‬

‫و بم‪88‬ا أن المش‪88‬رع لم يح‪88‬دد وس‪88‬يلة مخصوص‪88‬ة للقي‪88‬ام به‪88‬ذه األفع‪88‬ال ف‪88‬إن اإلعط‪88‬اء أو التأيي‪88‬د‬
‫يمكن أن يك ‪88 8‬ون كتابي ‪88 8‬ا في تق ‪88 8‬ارير م ‪88 8‬راقب الحس ‪88 8‬ابات كم ‪88 8‬ا يمكن أن يك ‪88 8‬ون ش ‪88 8‬فاهيا أثن ‪88 8‬اء‬
‫م ‪88‬داوالت الجلس‪888‬ة العام‪888‬ة ‪ .‬على أن اإلش‪888‬كال المط‪888‬روح في ه ‪88‬ذا المج ‪88‬ال يتمث ‪88‬ل أساس ‪88‬ا في‬
‫معرف ‪88‬ة م ‪88‬دى إمكاني ‪88‬ة تج ‪88‬ريم اإلعط ‪88‬اء الس ‪88‬لبي للمعلوم ‪88‬ة و كإجاب ‪88‬ة عن ه ‪88‬ذا اإلش ‪88‬كال إعت ‪88‬بر‬
‫البعض أن س‪88‬كوت الم‪88‬راقب و اتخ‪88‬اذه موقف‪88‬ا س‪88‬لبيا بع‪88‬دم س‪88‬عيه إلى تفني‪88‬د المعلوم‪88‬ة الكاذب‪88‬ة‬
‫ش ‪88‬كال من أش ‪88‬كال اإلعط ‪88‬اء و لكن على خالف ذل ‪88‬ك إعت ‪88‬بر ش ‪88‬ق اخ ‪88‬ر أن الجريم ‪88‬ة تف ‪88‬ترض‬
‫وج‪888‬ود عم ‪88‬ل إيج ‪88‬ابي من ط‪888‬رف الم‪888‬راقب رغم أن العم ‪88‬ل الس ‪88‬لبي يض ‪88‬في انطباع ‪88‬ا بالتأيي ‪88‬د‬
‫‪11‬‬
‫الضمني للمعلومة ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪10‬‬
‫عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪11‬‬
‫عبد المعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪48‬‬

‫‪17‬‬
‫أض ‪88‬فى المش ‪88‬رع ص ‪88‬فة الكاذب ‪88‬ة على المعلوم ‪88‬ة المعط ‪88‬اة و ه ‪88‬و م ‪88‬ا يع ‪88‬ني أنه ‪88‬ا يجب أن تك ‪88‬ون‬
‫عارية عن الصحة و بالتالي فمجرد المبالغة البسيطة في نتائج السنة المالية ال تمثل إعط‪88‬اء‬
‫لمعلوم‪888‬ة كاذب‪888‬ة كم‪888‬ا أن اس ‪88‬تعمال المش‪888‬رع لعب ‪88‬ارة معلوم ‪88‬ة في ص ‪88‬يغة الجم ‪88‬ع ال ينفي قي ‪88‬ام‬
‫الجريمة بمجرد إعطاء أو تاييد معلومة واحدة ‪.‬‬

‫بالنس‪88‬بة لجريم‪88‬ة إخالل الم‪88‬راقب ب‪88‬واجب إعالم النياب‪88‬ة العمومي‪88‬ة ‪ ،‬يع‪88‬اقب م‪88‬راقب الحس‪88‬ابات‬
‫حسب الفصل ‪ 271‬م‪.‬ش‪.‬ت في صورة عدم إعالم وكيل الجمهورية بالجرائم ال‪88‬تي وق‪88‬ع ل‪88‬ه‬
‫اإلعالم به‪88‬ا ‪ ،‬لم يح‪88‬دد المش‪88‬رع طبيع‪88‬ة الج‪88‬رائم ال‪88‬تي يجب االعالم عنه‪88‬ا حيث ذهب البعض‬
‫إلى القول أن واجب االعالم يخص كل الجرائم س‪8‬واء م‪8‬ا تعل‪88‬ق منه‪8‬ا ب‪8‬الحق الع‪88‬ام أو بق‪8‬انون‬
‫الشركات في حين اعت‪8‬بر ش‪8‬ق اخ‪88‬ر أن ه‪8‬ذا ال‪8‬واجب ينحص‪8‬ر في الج‪88‬رائم المتعلق‪88‬ة بتك‪88‬وين و‬
‫س‪88‬ير الش‪88‬ركات بإعتباره‪88‬ا نتيج‪88‬ة س‪88‬لطات م‪88‬راقب الحس‪88‬ابات داخ‪88‬ل الش‪88‬ركة و عموم‪88‬ا يمكن‬
‫القول أن عبارات الفصل ‪ 271‬جاءت مطلقة فإن ذلك يعني أن المشرع قد ألقى على عاتق‬
‫‪12‬‬
‫مراقب الحسابات واجب اإلعالم بكل الجرائم ‪.‬‬

‫لم يح‪88‬دد المش‪88‬رع ش‪88‬كال مخصوص‪88‬ا لكيفي‪88‬ة اإلعالم و بالت‪88‬الي أمكن الق‪88‬ول أن اإلعالم يتحق‪88‬ق‬
‫س ‪88‬واء ك ‪88‬ان ش ‪88‬فاهيا أو كتابي ‪88‬ا خاص ‪88‬ة أن ذل ‪88‬ك يتواف ‪88‬ق م ‪88‬ع مجل ‪88‬ة الواجب ‪88‬ات المهني ‪88‬ة لخ ‪88‬براء‬
‫المحاس ‪88 8‬بين اذ نج ‪88 8‬دها ت ‪88 8‬وجب أن يك ‪88 8‬ون اإلعالم كتابي ‪88 8‬ا بواس ‪88 8‬طة رس ‪88 8‬الة يس ‪88 8‬لمها م ‪88 8‬راقب‬
‫الحس‪88‬ابات لوكي‪88‬ل الجمهوري‪88‬ة ‪ .‬و لئن حم‪88‬ل المش‪88‬رع م‪88‬راقب الحس‪88‬ابات واجب اإلعالم فان‪88‬ه‬
‫ق ‪88‬د حمل ‪88‬ه أيض ‪88‬ا واجب حف ‪88‬ظ المعلوم ‪88‬ة ح ‪88‬تى ال تتح ‪88‬ول الرقاب ‪88‬ة المج ‪88‬راة من قبل ‪88‬ه إلى الي ‪88‬ة‬
‫النته‪88 8 8‬اك أس‪88 8 8‬رار الش‪88 8 8‬ركة حيث نص الفص‪88 8 8‬ل ‪ 270‬م‪.‬ش‪.‬ت على ان‪88 8 8‬ه ‪" :‬يك‪88 8 8‬ون مراقب‪88 8 8‬و‬
‫الحس‪88‬ابات و مس‪88‬اعدوهم مل‪88‬زمين بع‪88‬دم إفش‪88‬اء الس‪88‬ر المه‪88‬ني بخص‪88‬وص الوق‪88‬ائع و األعم‪88‬ال و‬
‫المعلومات التي يحصل لهم العلم بها بسبب مباشرتهم لمهامهم ‪".‬‬

‫‪12‬‬
‫أحمد الورفلي ‪ ،‬الوسيط في قانون الشركات التجارية ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ص‪2015، 380‬‬

‫‪18‬‬
‫بالنسبة لإلعالم ببوادر الص‪8‬عوبات اإلقتص‪88‬ادية تس‪8‬توجب مهم‪88‬ة م‪8‬راقب الحس‪88‬ابات النظ‪88‬ر في‬
‫بعض ج ‪88 8‬وانب التص ‪88 8‬رف و التس ‪88 8‬يير و ع ‪88 8‬دم االختف ‪88 8‬اء وراء الص ‪88 8‬بغة المحاس ‪88 8‬بية لمهمته ‪88 8‬ا‬
‫األصلية اذ يحمل عليه واجب اعالم لجنة متابعة المؤسسات ال‪8‬تي تم‪8‬ر بص‪8‬عوبات اقتص‪8‬ادية‬
‫بحالة الشركة‬

‫_ب_ جرائم االخالل بمصلحة الشركة‬

‫يعتبر بعض الفقهاء أن القانون الجزائي ينبغي أن ينزع إلى التخلي على تجريم كل األفع‪88‬ال‬
‫الداخل‪88‬ة في ممارس‪88‬ة ك‪88‬ل األنش‪88‬طة التجاري‪88‬ة‪ ‬؛ بإس‪88‬تثناء قائم‪88‬ة ض‪88‬يقة من األفع‪88‬ال ال‪88‬تي ح‪88‬اول‬
‫بعض الشراح حصرها ‪.‬‬
‫غ‪8‬ير أن ذل‪8‬ك ال ينفي تج‪8‬ريم بعض األفع‪8‬ال االخ‪8‬رى بم‪8‬ا في ذل‪8‬ك اإلخالل ببعض الموجب‪8‬ات‬
‫الشكلية‪ ‬؛ ما جعل أحد الفقه‪8‬اء يتس‪8‬أل عن ج‪8‬دوى ه‪8‬ذا التوس‪8‬ع في التج‪8‬ريم مس‪8‬تلهما من ق‪8‬ول‬
‫وه‪8‬و م‪8‬ا تعيش‪8‬ه مجل‪8‬ة‬ ‫‪13‬‬
‫مونتسكيو " إن القوانين غ‪8‬ير المفي‪8‬دة تض‪8‬عف الق‪8‬وانين الض‪8‬رورية‪" 8‬‬
‫الش ‪88‬ركات التجاري ‪88‬ة الي ‪88‬وم حال ‪88‬ة تض ‪88‬خم التج ‪88‬ريم‪ ، ‬وم ‪88‬ا يؤك ‪88‬د ذل ‪88‬ك ليس فق ‪88‬ط ع ‪88‬دد الج ‪88‬رائم‬
‫ال‪88‬واردة بالمجل‪88‬ة ولكن ك‪88‬ذلك ض‪88‬اهرة ت‪88‬وارد نص‪88‬وص التج‪88‬ريم ال‪88‬تي تنتهي إال تط‪88‬بيق الن‪88‬اس‬
‫العام وافراغ النص الخاص من كل جدوى بالرغم من أن المش‪88‬رع عم‪88‬د في بعض الح‪88‬االت‬
‫إلى توقي سياسة التجريم‪ ‬‬
‫بيض أن التجريم موجة باألس‪8‬اس إلى دعم وحماي‪88‬ة عنص‪88‬ر الثق‪88‬ة بين الش‪88‬ركاء فيم‪88‬ا بينهم أو‬
‫حتى بين الشركة والغير والسلطة العامة وبدون ش‪88‬ك في مرحل‪88‬ة تس‪88‬يير الش‪88‬ركة‪ ، ‬إذ يع‪88‬اقب‬
‫ال‪88‬رئيس الم‪88‬دير الع‪88‬ام أو الم‪88‬دير الع‪88‬ام أو رئيس الجلس‪88‬ة ال‪88‬ذي ال يح‪88‬رر محض‪88‬ر من الجلس‪88‬ة‬
‫العام‪88‬ة أو ال يمس‪88‬ك دف‪88‬تر خاص‪88‬ا لجلس‪88‬ات مجلس اإلدارة بخطي‪88‬ة ت‪88‬تراوح بين ‪ 500‬دين‪88‬ار و‬
‫‪ 5000‬دين‪88‬ار بمقتض‪88‬ى الفص‪88‬ل ‪ ،  222‬كم‪88‬ا يض‪88‬يف الفص‪88‬ل فق‪88‬رة ثاني‪88‬ة أن‪88‬ه " يع‪88‬اقب بنفس‬
‫العقوبات أعضاء مجلس اإلدارة الذين لم يضعو الوثائق والتقارير نال واجب عرضها على‬
‫الجلس ‪88‬ة العام ‪88‬ة على ذم ‪88‬ة الش ‪88‬ركاء في االج ‪88‬ال والظ ‪88‬روف‪ 8‬المنص ‪88‬وص عليه ‪88‬ا بأحك ‪88‬ام ه ‪88‬ذه‬
‫المجلة "‪ ‬‬

‫‪ 13‬احمد الورفلي مرجع سابق‬

‫‪19‬‬
‫تعت ‪88‬بر ه ‪88‬ذه األخ ‪88‬يرة جريم ‪88‬ة جدي ‪88‬دة اض ‪88‬يفت بق ‪88‬انون ‪ 16‬م ‪88‬ارس ‪ 2009‬تتعل ‪88‬ق بحماي ‪88‬ة ح ‪88‬ق‬
‫المساهمين في المعلومة في إطار تدعيم الشفافية في الشركات ‪.‬‬
‫وقد إختار المشرع أن تقتصر عقوبة هذه الفعل‪88‬ة على العق‪88‬اب الم‪88‬الي المش‪88‬ار إلي‪88‬ه أعاله وأن‬
‫‪14‬‬
‫ال يردفه بعقاب بدني على الرغم مما في األفعال المنافية للشفافية من خطورة ‪.‬‬
‫ينص الفص‪8‬ل ‪ 198‬من مجل‪8‬ة الش‪88‬ركات التجاري‪8‬ة على أن‪8‬ه " يم‪8‬ارس أعض‪88‬اء مجلس اإلدارة‬
‫وظيفتهم ويعتنون بها عناية صاحب المؤسسة المتبصر والوكيل النزيه "‪ ‬‬
‫وفي إطار واجب النزاهة كرس المش‪88‬رع حماي‪88‬ة جزائي‪8‬ة لحماي‪8‬ة رأس الم‪8‬ال من ع‪88‬دم نزاه‪8‬ة‬
‫اإلدارة‪  ‬حيث أن المساس بهذا األخير قد يكون ناتجا عن عدم نزاهة اإلدارة ال‪88‬تي يمكن أن‬
‫تتخذ مظهرين‪ ، ‬إما إساءة في إستعمال رأس المال أو سوء التصرف فيه ‪.‬‬
‫بالنس‪88‬بة الحماي‪88‬ة ثب‪88‬ات رأس الم‪88‬ال من س‪88‬وء اإلس‪88‬تعمال‪ ، ‬ق‪88‬د يعم‪88‬د المس‪88‬يرون أثن‪88‬اء ادارتهم‬
‫للش‪88‬ركة إلى إس‪88‬تغالل الص‪88‬الحيات الواس‪88‬عة ال‪88‬تي خوله‪88‬ا لهم المش‪88‬رع به‪88‬دف تس‪88‬هيل مه‪88‬امهم‬
‫إلى اإلنح ‪88‬راف به ‪88‬ذه الص ‪88‬الحيات التحقي ‪88‬ق م ‪88‬آرب شخص ‪88‬ية ‪ .‬وق ‪88‬د نص على ذل ‪88‬ك‪  ‬الفص ‪88‬ل‬
‫‪ 223‬مجل‪88‬ة الش‪88‬ركات التجاري‪88‬ة ال‪88‬ذي ينص على أن‪88‬ه " يع‪88‬اقب بالس‪88‬جن م‪88‬دة ال تق‪88‬ل عن ع‪88‬ام‬
‫واحد وال تتجاوز ‪ 5‬اعوام وبخطية من ‪ 2000‬إلى ‪ 10000‬دينار أو باحدى العقوبتين‪ ‬‬
‫كما نصت الفق‪88‬رة الثاني‪88‬ة من نفس الفص‪88‬ل أن‪88‬ه " أعض‪88‬اء مجلس اإلدارة ال‪88‬ذين يس‪88‬تعملون عن‬
‫س‪88 8‬وء قص‪88 8‬د مكاس‪88 8‬ب الش‪88 8‬ركة أو س‪88 8‬معتها في غاي‪888‬ات يعلم‪88 8‬ون أنه‪88 8‬ا مخالف‪88 8‬ة لمص‪88 8‬لحت ‪haa‬‬
‫لقض‪88‬اء م‪8‬آرب شخص‪8‬ية أو إيث‪8‬ار ش‪88‬ركة أخ‪8‬رى عليه‪88‬ا ت‪8‬ربطهم به‪88‬ا مباش‪88‬رة‪  ‬أو بطريق‪8‬ة غ‪88‬ير‬
‫مباشرة صالت منفعة "‪ ‬‬
‫الفق ‪88‬رة ‪ " 4‬أعض ‪88‬اء مجلس اإلدارة ال ‪88‬ذين يس ‪88‬تعملون عن س ‪88‬وء قص ‪88‬د م ‪88‬ا لهم من الس ‪88‬لطة أو‬
‫األص ‪88‬وات ال ‪88‬تي لهم ح ‪88‬ق التص ‪88‬رف فيه ‪88‬ا في غاي ‪88‬ات يعلم ‪88‬ون أنه ‪88‬ا مخالف ‪88‬ة لمص ‪88‬الح الش ‪88‬ركة‬
‫لبل‪88‬وغ م‪88‬آرب شخص‪88‬ية أو اليث‪88‬ار ش‪88‬ركة أخ‪88‬رى عليه‪88‬ا ت‪88‬ربطهم به‪88‬ا ص‪88‬الت منفع‪88‬ة‪  ‬على أي‬
‫وجه من الوجوه "‪ ‬‬
‫يمكن أن يتخ‪8‬ذ س‪8‬وء اإلس‪8‬تعمال ع‪8‬دة ص‪8‬ور‪ ، ‬كس‪8‬تعمال الس‪8‬لطة أو األص‪8‬وات او األم‪8‬وال أو‬
‫الس ‪88‬معة‪ ، ‬وكله ‪88‬ا تش ‪88‬ترك في ض ‪88‬رورة‪ 8‬حص ‪88‬ول إس ‪88‬تعمال مخ ‪88‬الف لمص ‪88‬لحة الش ‪88‬ركة يك ‪88‬ون‬
‫الهدف منه قضاء غايات معينة مع ضرورة توفر عنصر سوء النية ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫احمد الورفلي مرجع سابق‬

‫‪20‬‬
‫لكن أهمه‪88 8‬ا يبقى س‪88 8‬وء إس‪88 8‬تعمال مكاس‪88 8‬ب الش‪88 8‬ركة أو س‪88 8‬معتها بإعتب‪88 8‬ار أن المس‪88 8‬ير س‪88 8‬وف‬
‫يتجاوز التفرقة القائمة على استقاللية ذمة الشركة عن ذمته المالي‪8‬ة ليق‪8‬وم بإس‪8‬تعمال األم‪8‬وال‬
‫الراجع ‪88‬ة إلى ك ‪88‬ل المس ‪88‬اهمين وكأنه ‪88‬ا أموال ‪88‬ه الخاص ‪88‬ة وبالت ‪88‬الي يس ‪88‬يء اس ‪88‬تعمالها ويس ‪88‬تولي‬
‫‪15‬‬
‫عليها ‪ .‬ونظرا لخطورة هذه األفعال عمل المشرع على تجريمها ‪.‬‬
‫وب‪88‬العودة ألحك‪88‬ام الفص‪88‬ل ‪ 223‬من مجل‪88‬ة الش‪88‬ركات التجاري‪88‬ة‪ ، ‬نت‪88‬بين أن المش‪88‬رع ق‪88‬د إعتم‪88‬د‬
‫عبارة " اإلستعمال " في صياغة عام‪8‬ة ومطلق‪88‬ة به‪8‬دف التوس‪8‬يع في نط‪88‬اق ال‪88‬ركن الم‪88‬ادي في‬
‫ه‪88‬ذه الجريم‪88‬ة‪ ، ‬وعلي‪88‬ه ف مفه‪88‬وم س‪88‬وء اإلس‪88‬تعمال يتض‪88‬من ك‪88‬ل فع‪88‬ل ينج‪88‬ر عن‪88‬ه تص‪88‬رف أو‬
‫مجرد إدارة مكاسب الشركة بصفة غير مشروعة‪ ، ‬على أن‪88‬ه ليس من الض‪88‬روري أن ينج‪88‬ر‬
‫عنه تملك هذه المكاسب أو المساس بجوهرها ‪.‬‬
‫وبه‪88 8 8‬ذا المع‪88 8 8‬نى ف‪88 8 8‬إن مفه‪88 8 8‬وم س‪88 8 8‬وء اإلس‪88 8 8‬تعمال يمكن أن يس‪88 8 8‬توعب أفع‪88 8 8‬اال ك‪88 8 8‬اإلختالس أو‬
‫اإلتالف‪ ، ‬ويتسع ليشمل أفعال أخرى ال تتسب في حرمان الشركة من الملكية وانما تقضي‬
‫إلى حرمانها من اإلنتفاع‪ ‬‬
‫وباإلض‪88‬افة إلى ذل‪88‬ك‪  ‬ف‪88‬إن س‪88‬وء اإلس‪88‬تعمال يجب أن يك‪88‬ون مخ‪88‬الف لمص‪88‬لحة الش‪88‬ركة‪ ، ‬وبم‪88‬ا‬
‫أن المش‪88‬رع لم يه‪88‬دد المقص‪88‬ود من مص‪88‬لحة الش‪88‬ركة وال كيفي‪88‬ة مخالفته‪88‬ا‪ ، ‬عم‪88‬ل الفق‪88‬ه وفق‪88‬ه‬
‫القض ‪88‬اء‪  ‬على تب ‪88‬يين المقص ‪88‬ود من ذل ‪88‬ك‪ ، ‬ف ‪88‬إعتبر البعض أن أحس ‪88‬ن طريق ‪88‬ة لإلحاط ‪88‬ة به ‪88‬ذا‬
‫المفه‪88‬وم ه‪88‬و ربط‪88‬ه بالمص‪88‬لحة المش‪88‬تركة للمس‪88‬اهمين إذ ينش‪88‬أ عن التالقي بين المس‪88‬اهمين في‬
‫الش ‪88‬ركة مرك ‪88‬ز مص ‪88‬الح مس ‪88‬تقل عن مص ‪88‬الح الش ‪88‬ركاء يس ‪88‬مى مص ‪88‬لحة الش ‪88‬ركة‪ ، ‬فال يك ‪88‬ون‬
‫مش‪88‬تركا بينهم س‪88‬واء المص‪88‬لحة المتمثل‪88‬ة في نم‪88‬و نش‪88‬اط المؤسس‪88‬ة وال‪88‬تي تكن في نفس ال‪88‬وقت‬
‫مص‪8‬لحة الش‪8‬ركة‪ ، ‬وه‪8‬و م‪8‬ا يع‪8‬ني أن مص‪8‬لحة الش‪8‬ركة مفه‪8‬وم مختل‪8‬ف عن مص‪8‬لحة الش‪8‬ركأو‬
‫موض‪88‬وع الش‪88‬ركة " مص‪88‬لحة الش‪88‬ركاء هي تحقي‪88‬ق األرب‪88‬اح‪ ، ‬في حين أن مص‪88‬لحة الش‪88‬ركة‪ ‬‬
‫تكمن في أم‪88‬ل س‪88‬عي نح‪88‬و ال‪88‬رقي به‪88‬ا وتحقي‪88‬ق األرب‪88‬اح وازدهاره‪88‬ا ‪ .‬وه‪88‬و م‪88‬ا ق‪88‬د يفض‪88‬ي في‬
‫بعض األحيان عدم توزيع األرباح أي مخالفة مصلحة الشركاء "‪ ‬‬
‫وأخ ‪88 8‬يرا يجب أن نالح* أن س ‪88 8‬وء اإلس ‪88 8‬تعمال ال ‪88 8‬ذي يمس من ثب ‪88 8‬ات رأس الم ‪88 8‬ال يمكن أن‬
‫يتجاوز إستعمال المكاسب والسمعة ليشمل سوء إستعمال السلطات ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪276‬‬

‫‪21‬‬
‫وبالت‪88‬الي يص‪88‬بح تعس‪88‬ف الس‪88‬لطة ش‪88‬كال من التعس‪88‬ف في أم‪88‬وال الش‪88‬ركة‪ ، ‬ك‪88‬أن يف‪88‬رط المس‪88‬ير‬
‫في رف ‪88‬ع ال ‪88‬دعاوى القض ‪88‬ائية بإس ‪88‬م الش ‪88‬ركة بم ‪88‬ا يجع ‪88‬ل إمكاني ‪88‬ة إعتب ‪88‬ار ذل ‪88‬ك التص ‪88‬رف ه ‪88‬درا‬
‫ألموال الشركة وفي غير مصلحتها ‪.‬‬
‫و بالنس ‪88‬بة لل ‪88‬ركن المعن ‪88‬وي لج ‪88‬رائم الفص ‪88‬ل ‪ 223‬فه ‪88‬و م ‪88‬زدوج‪ ، ‬إذ يف ‪88‬ترض ت ‪88‬وفر قص ‪88‬دين‬
‫جن‪8‬ائيين‪ ، ‬األول ع‪8‬ام و يتمث‪8‬ل في إس‪88‬تعمال مكاس‪88‬ب الش‪8‬ركة وس‪88‬معتها عن س‪8‬وء قص‪88‬د‪ ، ‬أي‬
‫أن يق‪88‬دم الج‪88‬اني عن وعي وإ رادة بإرتك‪88‬اب الفع‪88‬ل المحظ‪88‬ور وه‪88‬و يعلم أن‪88‬ه مخ‪88‬الف ومض‪88‬ر‬
‫بمصلحة الشركة وهو ما يعني أن سوء اإلستعمال الذي ينتج عن مجرد الخطأ أو السهو ال‬
‫يرتب المسؤلية الجزائية‪.‬‬
‫أما القص‪8‬د الجن‪8‬ائي الث‪8‬اني‪ ، ‬فه‪8‬و القص‪8‬د الخ‪8‬اص بإعتب‪8‬ار أن المش‪8‬رع يش‪8‬ترط إرتك‪8‬اب الفع‪8‬ل‬
‫اإلجرامي " لقضاء مآرب شخصية أو اليث‪88‬ار ش‪88‬ركة أخ‪88‬رى ت‪88‬ربطهم به‪88‬ا مباش‪88‬رة أو بطريق‪88‬ة‬
‫‪16‬‬
‫غير مباشرة صالت منفعة "‪ ‬‬
‫يمكن القول أن المنفعة التي يمكن لمرتكب جريم‪8‬ة س‪8‬وء اإلس‪8‬تعمال تحقيقه‪8‬ا تتج‪8‬اوز المنفع‪8‬ة‬
‫المالية لتشمل أيضا المنفعة المعنوية ‪.‬‬
‫وعموما‪  ‬فإن إذبار القصد العام أو الخاص يبق‪8‬ا في ك‪8‬ل الح‪8‬االت رهين المالبس‪8‬ات والوق‪8‬ائع‬
‫ال‪88 8‬تي ارتكبت في الجريم‪88 8‬ة وخاص‪88 8‬ة أن ثب‪88 8‬وت ه‪88 8‬ذا ال‪88 8‬ركن من ش‪88 8‬انه أن ي‪88 8‬رتب ع‪88 8‬دة آث‪88 8‬ار‬
‫جزائية خطيرة في جانب المسير ‪.‬‬
‫بالنس‪8‬بة لحماي‪8‬ة ثب‪8‬ات رأس الم‪8‬ال من س‪8‬وء التص‪8‬رف‪ ، ‬لض‪8‬مان ش‪8‬فافية التص‪8‬رف الم‪8‬الي في‬
‫الش‪88‬ركة ج‪88‬رم المش‪88‬رع توزي‪88‬ع أرب‪88‬اح ص‪88‬ورية حيث نص الفص‪88‬ل ‪ 223‬من مجل‪88‬ة الش‪88‬ركات‬
‫التجارية على معاقبة فقرة أولى‪ "  ‬أعضاء مجلس اإلدارة الذين بدون إعداد قام‪88‬ة لإلحص‪88‬اء‬
‫أو بإستعمال قائمات إحصاء مدلسة يباشرون توزيع أرباح صورية على المساهمين "‪ ‬‬
‫الفق‪88‬رة الثاني‪88‬ة " أعض‪88‬اء مجلس اإلدارة ال‪88‬ذين يتعم‪88‬دون ول‪88‬و في ص‪88‬ورة م‪88‬ا إذا لم يق‪88‬ع توزي‪88‬ع‬
‫أرباح نشر موازن‪8‬ة غ‪8‬ير مطابق‪8‬ة للواق‪8‬ع إلخف‪8‬اء الحال‪8‬ة الحقيقي‪8‬ة للش‪8‬ركة أو يتعم‪8‬دون تق‪8‬ديمها‬
‫للمساهمين "‪ ‬‬
‫‪ ‬ويب‪88‬دو أن العلى من ه‪88‬ذا التج‪88‬ريم تكمن في الس‪88‬عي إلى من‪88‬ع المس‪88‬يرين من إس‪88‬تنزاف رأس‬
‫الم‪88‬ال ال‪88‬ذي ي‪88‬ؤدي إلى إنهي‪88‬ار الش‪88‬ركة‪ ، ‬باإلض‪88‬افة إلى الس‪88‬عي نح‪88‬و الحيلول‪88‬ة دون التالعب‬
‫‪ 16‬عبد المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪22‬‬
‫بالوض‪88‬ع الع‪88‬ام للمؤسس‪88‬ة خاص‪88‬ة وأن مباش‪88‬رة توزي‪88‬ع األرب‪88‬اح الص‪88‬ورية س‪88‬يوهم المس‪88‬اهمين‬
‫‪17‬‬
‫والغير بأن الشركة في حالة جيدة‪ ، ‬في حين أن الواقع نقيض ذلك‪  .‬‬
‫وتج‪88‬در اإلش‪88‬ارة إلى الفص‪88‬ل ‪ 234‬ال‪88‬ذي ينص على أن‪88‬ه اذا ك‪88‬انت الش‪88‬ركة خاض‪88‬عة ألحك‪88‬ام‬
‫الفص‪88‬ول من ‪  225‬إلى ‪ 259‬ف‪88‬إن أعض‪88‬اء هيئ‪88‬ة اإلدارة الجماعي‪88‬ة يكون‪88‬ون خاض‪88‬عين لنفس‬
‫مسؤولية اعضاء مجلس اإلدارة‪ ‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫المراجع الخاصة‬
‫‪17‬‬
‫عبج المنعم العبيدي ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪23‬‬
‫أحمد الورفلي‪ ، ‬الوسيط في قانون الشركات التجارية‪ ، ‬طبعة ‪2015 ، 3‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد المنعم العبيدي‪ ، ‬السياسة الجزائية في إطار الشركة خفية اإلسم‪ ، ‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫البحوث القانونية والدراسات اإلجتماعية‪ ، ‬تونس ‪ 2014‬‬

‫المذكرات‪ ‬‬

‫حفيظة القادري‪ ، ‬الحماية الجزائية لرقابة تسيير‪  ‬الشركة خفية اإلسم‪ ، ‬مذكرة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة الدراسات المعمقة في القانون‪ ، ‬شعبة العلوم الجنائية‪ ، ‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية بصفاقس ‪ 2003/2004‬‬
‫نبيل غرس اهلل‪ ، ‬الحماية الجزائية للمساهمين في الشركة خفية اإلسم‪ ، ‬رسالة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة الدراسات المعمقة‪ ، ‬شعبة العلوم الجنائية‪ ، ‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ‬‬

‫الفهرس‬

‫المقدمة ‪.........................................................................‬ص‪5‬‬

‫‪24‬‬
‫الجزء االول ‪......................................................................‬ص‪8‬‬
‫رقابة تسيير الشركة خفية االسم ‪........................................‬ص‪8‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫االليات الوقائي ة الض امنة للحماي ة الجزائي ة لتس يير الش ركة خفي ة االس م‪...‬ص‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪12‬‬
‫الج زء الث اني ‪.....................................................................‬ص‬
‫‪16‬‬
‫جرائم االخالل ب واجب رقاب ة تس يير الش ركة خفي ة االس م ‪.....................‬ص‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪16‬‬
‫جرائم االخالل بمصلحة الشركة ‪.....................................‬ص‪19‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪25‬‬

You might also like