Professional Documents
Culture Documents
بحث مفهوم المال والنقود والقرض والربا في الفقه الإسلامي
بحث مفهوم المال والنقود والقرض والربا في الفقه الإسلامي
:بحث حول
:السنة الجامعية
2020/2019
المقدمة
ينظر اإلسالم للمال على أنه قوام احلياة ،به تنتظم معايش الناس ،ويتبادلون على أساسه جتاراهتم ومنتجاهتم،
ويقو مون على أساسه ما حيتاجون إليه من أعمال ومنافع فاإلنسان مستخلف يف هذا املال ،الذي هو وسيلة من ّ
ني فِ ِيه} وملا يرتتب على ِ وسائل احلياة املهمة ،وهبما تقوم معاشات الناس ،قال تعاىل ِ :مِم
{وأَنْف ُقوا َّا َج َعلَ ُك ْم ُم ْستَ ْخلَف َ
َ
التعامل بالنقود واألوراق املالية من آثار عديدة يف املبادالت واملعامالت احلالة واآلجلة.
حيث مرت النقود خالل تارخيها الطويل بتطور مستمر ،متأثرة يف ذلك بتطور الظروف االقتصادية واالجتماعية،
حىت أضحت النقود اليوم طرفا يف معظم ما يدور بني الناس من تعامالت ،فيعرب الناس هبا عن قيم ما يتبادلونه من
السلع واخلدمات ،ويقبلوهنا يف الوفاء بكافة االلتزامات
ومن يسر الشريعة أن اهلل تعاىل أباح لنا القرض احلسن ،بل ر غب فيه مع أّنه يف أصله ربا إن كان يف األموال
الربوية ،ألن املعروف يف الشريعة أن مبادلة األموال الربوية كالنقود مثال جبنسها ربا ،وإن كان الرد باملثل ،لعدم
التقابض يف اجمللس.
لكن اهلل تعاىل أباح هذا يف القرض احلسن ّمنة منه وتفضال و حرم الربا بصوره املتنوعة ملا فيه من االستغالل
والظلم،بل ّشنع على املرابني،وأغلظ يف حرمته ،لقوله تعاىل ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وذروا ما بقي من الربا
إن كنتم مؤمنني) البقرة 278
إصطالحا :1
اختلف تعريف الفقهاء للمال تبعا الختالفهم يف أحكامه على اصطالحني رئيسيني مها اصطالح احلنفية واصطالح اجلمهور.
-1اصطالح احلنفية:
عرف املتقدمون من فقهاء املذهب احلنفي املال بتعريفات كثرية وهي وإن اختلفت يف ألفاظها إال أهنا تتفق يف معناها ومرماها.
وأوضحها تعريفه بأنه عني جيري فيه التنافس واالبتذال أي بذل العوض
-2اصطالح اجلمهور:
عرف مجهور الفقهاء ومنهم الشافعية واحلنابلة واملالكية املال بعدة تعريفات يؤخذ منها أن املال يطلق على كل ماله قيمة مادية بني
الناس وأجاز الشارع االنتفاع به يف حاله السعة 2واالختيار وينضج لنا أن مالية األشياء يف اصطالح مجهور الفقهاء ،أن الشيء ال
يكون ماال إال إذا توفر له عنصران .
العنصر األول :أن يكون الشيء له قيمة بني الناس سواء كان عينا أو منفعة ماديا أو معنويا .
. فلو كان الشيء تافها ال قيمة له بني الناس ،ال يكون ماال عينا أو منفعة“ كحبة قمح
العنصر الثاين :أن يكون الشيء قد أباح اإلسالم االنتفاع به يف حالة السعة واالختيار كاحلبوب واإلبل والعقارات .أما إذا كان
. اإلسالم حرم االنتفاع به كاخلمر واخلنزير وحلم امليتة فإنه ال يكون ماال
1
مرجع إلكتروني http://zidni3ilma.arabepro.com
2
مال مقصود“ منه املعاملة :أي كونه مثنا ألشياء معينه وهو الن ـ ــقود ,ويستخدم هذا املال يف عملية املبــادلة بني السلع واخلدمات وهو
نوعني:
مال مقصود“ منه االنتفاع :أي كونه اعد لالنتفاع به وهو العروض وهي قد تكون عروض قنية أو عروض جتارة.
( أ ) -مال املعامــلة :املقصود به ما يستخدم يف املعامالت بني الناس ووسيلة للتبادل.
(ب) -مال االنتفـ ــاع :املقصود به احليازة لالستخدام وهـ ـ ــو مقسم“ إىل عروض قنية وعـ ـ ـ ــروض التجارة.
3
-3من حيث التقويم
مال املتقوم :كل ما كان حمرزاً بالفعل ،وأباح الشرع االنتفاع به كأنواع العقارات واملنقوالت واملطعومات وحنوها.
وغري املتقوم :ما مل حيرز بالفعل ،أو ما ال يباح االنتفاع به شرعاً إال يف حالة االضطرار ،)1( مثال األول :السمك يف املاء والطري
يف اهلواء واملعادن يف باطن األرض وحنوها من املباحات كالصيد واحلشيش فهي غري متقومة عرفاً .ومثال الثاين :اخلمر واخلنزير
بالنسبة للمسلم غري متقومني شرعاً ،فال يباح للمسلم“ االنتفاع هبما إال عند الضرورة وبقدر“ الضرورة كدفع خطر جوع شديد أو
عطش شديد خيشى معه اهلالك ،وال جيد اإلنسان شيئاً آخر سوامها ،فيباح له االنتفاع بأحدمها بقدر ما يدفع اهلالك عن نفسه.
أما بالنسبة لغري املسلم فهما من األموال املتقومة عند فقهاء احلنفية؛ ألننا أمرنا برتكهم وما يدينون .فلو أتلفهما مسلم“ أو غري مسلم“
وجب عليه ضماهنما .وقال غري احلنفية :ال يعتربان ماالً متقوماً؛ ألن غري املسلمني املقيمني يف بالدنا ملزمون“ بأحكام املعامالت
اإلسالمية ،فلهم ما للمسلمني “،وعليهم ما عليهم.
) 1التعجـيل :وهـو ضـد التأخـري ،يقـال " نقد الثمن " إذا أعطاه معجال .
) 2االختبار والتمييز :ويقصد به تبني اجليد من الرديء ،يقال " نقد الشعر " إذا بني جيده من رديئه ،و" نقد الدراهم " إذا بني
جيدها من رديئها ،ومنه قول سيبويه :
) 4اإلعطـاء والقبض :يقـال " نقـد الثمـن " إذا دفعـه إليه ،و" انتقده " إذا قبضه .
) 5والنقـد هو اجليد الوازن من الدراهم والدنانري ،يقال " درهم نقد " أي جيد ،وهذا وصف
لـم يرد لفظ " النقود " يف القرآن الكرمي ،وال يف السنة الشريفة ،وإمنا ورد يف القرآن والسنة استعمال كلمة الدراهم والدنانري
اب َم ْن إِن تَأْ َمْنهُ بِِقنطَا ٍر يُ َؤ ِّد ِه س در ِاهم مع ُدود ٍة )( ،وقوله تعاىل ( :وِمن أَه ِل ِ
الكتَ ِ َ ْ ْ والو ِرق ،ومنه قوله تعاىل َ ( :و َشَر ْوهُ بِثَ َم ٍن خَب ْ ٍ َ َ َ َ ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َح َد ُكم ت َعلَْيه قَائماً ) ،وقولـه تعـاىل حكاية عن أهل الكهف ( :فَ ْاب َعثُواْ أ َ ك َومْن ُهم َّم ْن إِن تَأْ َمْنهُ بِدينَا ٍر ال يُ َؤ ِّده إِلَْي َ
ك إِالَّ َما ُد ْم َ إِلَْي َ
(
ويقصد بالنقود يف اصطالح الفقهاء على ما هو مستفاد من كالمهم أحد ثالثة معاين :
املعىن الثاين :املضروب من الذهب والفضة ،وما يقوم مقامهما مما يتعـامل الناس به ،ويعترب قيمة لألمـوال ،حىت قال اإلمام مالك
(
الو ِرق نظرة أي نسيئة "
" ولو أن الناس أجازوا بينهم اجللود حىت يكون هلا َس ّكة ،لكرهتها أن تباع الذهب أو َ
وهذا التعريف للنقود هو الراجح يف الفقه ،وذلك ألن اصطالح الناس على اعتبار أي شـيء مثـنا وقيمـة جيـعل ذلك الشـيء يقوم
مقام النقود .
-1القرض لغة :القرض يف اللُّغة معناه القطع؛ أل ّن املق ِرض يقتطع جزءاً من ماله ويدفع به إىل املق ِرتضّ ،أما يف ّ
الشرع فالقرض
ُ ُ
الرسول صلى اهلل عليه وسلم أمساه وقد سلمني، امل على وسيع والت
ّ اإلرفاق هو دفع ٍ
مال ملن ينتفع به ويرد بدله ،وهو من باب
ّ ُ
ينتفع به مُثّ يعيده إىل املق ِرض.
للمقرتض كي َ منيحةً؛ أل ّن املُق ِرض مينح املال ُ
ُ
6
اصطالحا:
ً -2القرض
قرضا؛ ألن املقرض يقطع جزءًا من ماله ليعطيَه إىل املقرتض ،ويسميه أهل احلجاز سل ًفا.
ومسي ً
ِ مشروعيته :القرض جائز ومشروعَّ ،
ض اللَّهَ َقْر ً
ضا دل على ذلك القرآن والسنة وإمجاع األمة ،قال -تعاىلَ ﴿ :-م ْن َذا الَّذي يُ ْق ِر ُ
َض َعافًا َكثِ َري ًة[ ﴾ البقرة ،]245 :والقرض هلل -تعاىل -يتناول الصدقات كما يتناول القرض للعباد. حسنًا َفيض ِ
اع َفهُ لَهُ أ ْ ََ َُ
واألحاديث الكثرية خنتار منها:
((رأيت ليلة أسري يب على باب اجلنة الصدقة بعشر أمثاهلا ،والقرض بثمانية عشر،
ُ وعن أنس قال :قال -صلى اهلل عليه وسلم:-
فقلت :يا جربيل ،ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال :ألن السائل يسأل وعنده ،واملستقرض ال يستقرض إال من حاجة))؛ ابن
ماجه.
وأمجع املسلمون على جواز القرض ،وما زالت األمة تتعامل به منذ عهد النيب -صلى اهلل عليه وسلم -إىل عصرنا من غري نك ٍري.
((من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب حكمه :هو مندوب إليه يف حق املقرض ،مباح للمقرتض“ للنصوص السابقة ،وحلديثَ :
يسر اهلل عليه يف الدنيا واآلخرة ،واهلل يف عون العبد ما يسر على م ِ
عسرَّ ، ومن َّ
ُ الدنيا ،نفَّس اهلل عنه كربة من كرب يوم القيامةَ ،
كان العبد يف عون أخيه))؛ مسلم“.
6
أ .د .الحسين بن محمد شواط و د .عبدالحق حميش ،القرض وأحكامه ،مقالة ،مرجع إلكتروني https://www.alukah.net/، 2014 ،
حكمة تشريعه :حكمته واضحة ،وهي حتقيق ما أراده اهلل -تعاىل -من التعاون على الرب والتقوى بني املسلمني ،ومتتني روابط
األخوة بينهم ،واملسارعة إىل تفريج كرهبم ،والقضاء على استغالل َع َوز امل ْع ِوزين وحاجة احملتاجني ،كما يفعله بعض املرابني الذين
ُ
ال يتعاطون“ القرض احلسن.
رد بدله إىل املق ِرض.حتديد مقدار املال املدفوع للقرض سواءً كان نقداً أم شيئاً عينيّاً؛ كي يتم ّكن املق ِرتض من ّ
ُ ُ
الزيادة ،أو
رده؛ فقد أمجع العلماء على أ ّن من اشرتط ِّ حُي رم على املق ِرض أ ْن يشرتط على املقرتض زياد ًة يف القرض عند ّ
ُ
الربا. إىل هلل ة رب قو باحملتاج ٍ
إرفاق عقد كونه من القرض رج ذلك ن فإ القرض؛ بسبب ٍ
منفعة أو ٍ
ة هبدي اها حتر
ِّ ُ ً خُي ّ ّ طلبها ،أو ّ
جيب على املق ِرض أن يأخذ املال من املقرتض بنفس مقداره؛ فالقرض ال يُقصد منه التِّجارة أو زيادة املال على ِحساب
ُ
حاجة املحتاج ،وإمّن ا ينال املق ِرض الربكة يف ماله من اهلل سبحانه وتعاىل.
ُ ُ
7
مرجع إلكتروني /https://mawdoo3.com ،تاريخ اإلطالع 2019_11_15 :
رده إىل صاحبه دون تأخ ٍري أو ٍ
مماطلة؛ أل ّن تأخري رد املال من اخلصال ويتوجب عليه ُّ كما وأ ّن هذا املال يُصبح ديناً يف ذمة املقرتض
ّ ُ
الذميمة واليت جعلت الكثري من الناس حيجمون عن بذل القرض للمحتاجني والتوسعة عليهم بسبب أمثال هؤالء.
تلميح من
طلب أو ٍ إذا دفع املقرتض للمق ِرض“ عند سداد القرض شيئاً من املال زائداً عن قيمة مال القرض أو هديّةً دون ٍ
ُ ُ
الشرط وحسن القضاء من مكارم“ األخالق احملمودة عرفا وشرعا ،قال صلى اهلل عليهّ النتفاء قبوهلا من مانع فال املق ِرض؛
ُ
وسلم":خريكم أحسنكم قضاء".
ٍ
خالف بني أهل العِلم؛ إذ يرى الزواج ،أو البناء ،أو شراء ٍ
منزل أو سيّار ٍة؛ هو موضع أخذ القرض من البنوك هبدف َّ
جر وسلم":كل ٍ
قرض ّ ُّ حمرمة؛ أل ّن فيها زياد ًة جاءت عن طريق املشارطة ،قال صلى اهلل عليه معظمهم أ ّن هذه القروض ّ
ُ
نفعاً؛ فهو ِربا" ،فعلى ُك ُّل مسل ٍ“م التَّحري يف هذا األمر من أهل العِلم الثِقات.
الربا في اللغة :الزيادة ،ويقال :ربا املال :زاد ،وربا الشجر :منا وزاد.
وقال المالكية والشافعية في تعريف الربا :هو عقد على ِع َوض خمصوص ،غري معلوم“ التماثل يف معيار الشرع حالة العقد أو مع
التأخري يف البدلني أو أحدمها (القوانني الفقهية ،164مغين احملتاج [ .)]2/21وقال احلنابلة :هو الزيادة يف أشياء خمصوصة
(كشاف القناع [.)]3/251
حمر م يف مجيع الشرائع السماوية ،وجاء حترميه يف اإلسالم بأدلة قاطعة من القرآن والسنة واإلمجاع .فمن القرآن ،قول حكمهّ :
الربا َّ
اع َفةً َو َّات ُقوا اللَّهَ لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحو َن}“ [آل عمران ،]130:وقال اهلل تعاىل: ضَ َض َعافًا ُم َ ين َآمنُوا اَل تَأْ ُكلُوا ِّ
الربَا أ ْ
َّ ِ
اهلل تعاىل{ :يَا أَيُّ َها الذ َ
ب ِم َن اللَّ ِه َو َر ُسولِِ“ه َوإِ ْن ُتْبتُ ْم َفلَ ُك ْم
ني .فَِإ ْن مَل َت ْفعلُوا فَأْذَنُوا حِب َر ٍ
ْ ْ َ
ِِ ين َآمنُوا َّات ُقوا اللَّهَ َوذَ ُروا َما بَِق َي ِم َن ِّ
الربَا إِ ْن ُكْنتُ ْم ُم ْؤمن َ
َّ ِ
{يَا أَيُّ َها الذ َ
وس أ َْم َوالِ ُك ْم اَل تَظْلِ ُمو َن َواَل تُظْلَ ُمو َن}[ البقرة .]279-278:فظاهر ارتباط النهي يف هذه اآليات بالتحذير والوعيد الشديد ُر ُؤ ُ
ومضاره دليل قاطع على حرمة الربا ،وعلى عظم مفاسده ِ
ِّ واإلعالم باحلرب من اهلل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم على املَُرابني ٌ
وعد منها على الناس من الناحية االجتماعية واالقتصادية .ومن السنة أحاديث كثرية ،خنتار منها« • :اجتنبوا السبع املوبقات» َّ
8
الحسين بن محمد الشواط وعبد الحق حميش ،مقالة ،مرجع إلكتروني/https://ar.islamway.net ، A
وشاهديه وكاتبَه»؛ (متفق عليه).
َ الربَا ومؤكلَه
آكل ِّ
«أكل الربا»؛ (متفق عليه)« • .لعن اهلل َ
الربا
المطلب الرابع :أنواع ّ
الربا إىل ع ّدة أشكال
الربا وأخطاره العظيمة على اجملتمع ،وقد قُ ّسم ّ
والسنة النّبوية حت ّذر من ّ
وردت نصوص كثرية يف القرآن الكرمي ّ
يتم فيه ،وهي على النّحو التايل.
كل حسب األسلوب الذي ّ
ربا الفضل
عن أيب سعيد اخلدري رضي اهلل عنه ،أ ّن رسول اهلل -صلّى اهلل عليه وسلّم -قال( :ال تبيعوا ال ّذهب بال ّذهب ،إال مثالً
شفوا بعضها على بعض ،وال الو ِرق بالو ِرق إال ِمثْالً بِ ِمثْ ٍل ،وال تَ ُّ
بمثل ،وال تَشفوا بعضها على بعض ،وال تبيعوا َ
تبيعوا منها غائباً بناجز) رواه البخاري واملقصود بالنّاجز أي احلاضر ،وبالغائب أي ما هو ّ
مؤجل.
وعن عثمان بن عفان رضي اهلل عنه ،أ ّن رسول اهلل -صلّى اهلل عليه وسلّم -قال( :ال تبيعوا ال ّدينار بال ّدينارين ،وال
ال ّدرهم بال ّدرهمين) رواه مسلم“.
ضة،
ضة بالف ّ
الصامت رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم( :ال ّذهب بال ّذهب ،والف ّ
وعن عبادة بن ّ
سواء بسواء ،يداً بيد ،فإذا اختلفت هذه
شعير ،والتّمر بالتّمر ،والملح بالملح ،مثالً بمثلً ،
شعير بال ّ
بالبر ،وال ّ
والبر ّ
ّ
األصناف فبيعوا كيف شئتم ،إذا كان يداً بيد) رواه مسلم.
حرم النّيب
الربا يف اجلملة ،وإن اختلفوا يف ضابطه وتعاريفه .وقد ّ
الربا :أمجع املسلمون على حترمي ّ
وقد قال اإلمام النّووي يف حكم ّ
والشعري ،وامللح ،والتّمر .وقد قال أهل الظاهر :ال ربا
والفضةّ ،
ّ والرب،
الربا يف ستّة أمور ،وهي :ال ّذهبّ ،
-صلّى اهلل عليه وسلّم ّ -
بالستة ،بل يتع ّدى إىل ما يف
خيتص ّ
الستة ،بناءً على أصلهم يف نفي القياسّ .أما مجيع العلماء سواهم فقد قالوا :ال ّ
يف غري هذه ّ
معناها ،وهو ما يشاركها يف العلَّة.
ربا النسيئة
الربوي
كل جنسني اتفقا يف علة ربا الفضل " ،وقيل أ ّن ربا النّسيئة هو :بيع ّ
يُعرف ربا النّسيئة بأنّه ":هو تأخري القبض يف بيع ّ
بالربوي ،سواءً أكان من جنسه أو من غري جنسه ،إذا اتفقا يف العلة.
الربوي ّ
جبنسه نسيئةً ،وقيل هو أيضاً :هو تأخري القبض يف بيع ّ
وقد اشتهر ربا النّسيئة يف أيّام اجلاهليّة بكثرة ،حيث كان الواحد منهم يقوم بدفع ماله لغريه من النّاس إىل أجل ،وذلك على أن
حل فإنّه يطالبه برأس ماله ،ويف حال تع ّذر عليه
كل شهر ،يف حني يبقى رأس املال على حاله ،فإذا ّ يقوم بأخذ قدر معنّي منه يف ّ
الربا بالنّسيئة مع أنّه مشابه لربا الفضل ،أل ّن النّسيئة هي األمر الذي يقصد منه
احلق واألجل ،وقد مسّي هذا ّ
أداؤه ،فإنّه يزيد يف ّ
بال ّذات.
بيع العينة
الخاتمة :
ويف اخلامتة إذا أردنا أن نكتب عن املال يف اإلسالم فقد ال تكفينا موسوعة بأكملها ؛ ألنه
توجد العديد“ من األمور“ غري واضحة حىت اآلن ،ويبقى املال نعمة للمسلم وجيب عليه
احلفاظ على هذه النعمة وال جيعل املال يسيطر عليه ،فاملال ليس إال وسيلة وليس غاية ،
فقال اهلل سبحانه وتعاىل يف القرآن الكرمي أن املال والبنون زينة حياة الدنيا واستدرجنا أيضا
أضرار الربا ،ومع القيام باالستدالل من القرآن الكرمي والسنة النبوية على حرمانية الربا ،مع
تقدمي البدائل اليت قدمها اإلسالم بداًل من الربا ،والبد أن يعلم اإلنسان الذي“ يتاجر يف ماله
مستخدما الربا أن اهلل لن يبارك له يف ماله أو رزقه
ً
املراجع
-وهبة الزحلي ،كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته ،مرجع إلكرتوين ،اجلزء 4
-دكتور علي غازي ،حبوث فقهية مقارنة يف قضايا اقتصادية معاصرة ،كلية الشريعة والقانون-دمنهور 2006،
-أ .د عبد العزيز خليفة القصار وآخرون ،النقود واملصارف يف الشريعة اإلسالمية ،مرجع إلكرتوين ،
/http://www.maktabatalfeker.com
-احلسني بن حممد الشواط وعبد احلق محيش ،مقالة ،مرجع إلكرتوين https://ar.islamway.net ،
-أ .د .احلسني بن حممد شواط و د .عبداحلق محيش ،القرض وأحكامه ،مقالة ،مرجع إلكرتوين ،
/https://www.alukah.net
-/https://mawdoo3.com-
-http://zidni3ilma.arabepro.com