You are on page 1of 100

‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫جامعة الشهيد حمة لخضر ـــــــ الوادي‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫الفنون الٌمنٌة القدٌمة‬


‫الل‬

‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول علي شاهدة الماستر في تاريخ الحضارات القديمة‬

‫اإلشراف اإلستاد‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫أ العمودي التجاني‬ ‫‪ -‬بن شيخة محمد ياسين‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الجامعة‬ ‫الصفة‬ ‫اسم ولقب االساتدة‬


‫جامعة الشهيد حمة لخضرـــ‬ ‫رئيس الجلسة‬ ‫أ‪ .‬بالنور عبد الحق‬
‫الوادي‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضرـــ‬ ‫مشرفا ومقررا‬ ‫أ‪.‬العمودي التجاني‬
‫الوادي‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضرـــ‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫أ‪.‬حسين معمري‬
‫الوادي‬

‫السنة ألجامعية ‪1081-1087/ 8349 -8341‬‬

‫‪1‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪2‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫إىداء‬

‫إلي من سيل لي طريق النجاح ومواصمة في الدراسة إلي من مد لي يد العون والمساعدة‬


‫الجادة إلي من شجعني بابتسامة صغيرة عمي وجيو يقول لي واصل ونحن معك مشجعا‬
‫وكذلك لمن كان صارما في توجياتي وقويا في مالحظتو حريصا عميا إلي جميع االساتدة‬
‫وكل من عممني في الدولة الجزائرية وزمالء األفاضل إلي كل جميع المكتبات التي أمدتني‬
‫بالمصادر والمراجع إلتمام بحثي ومذكرتي إلي من مد لي يد المساعدة والعون في انجاز‬
‫بحثي ىذا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫شكر وعرفان‬

‫عجز القمم عن التعبير وضاعت الكممات لمن ضاع وقتو من اجمي وسيل لي أمامي‬
‫العقبات والمنعرجات أتقدم بشكر الجزيل والعرفان إلي إستادي المشرف التجاني العمودي‬
‫واإلستاد بالنور عبد الحق الذي ساعدني في بحثي ىدا وميد لي الطريق والشكر الجزيل‬
‫إلي أصدقائي وأحبائي الدين ساعدوني في انجاز مذكرتي وأشكركم عمي تحمل كل ما في‬
‫وسعكم واشكر كل من قدم لي نصيحة في انجاز مذكراتي واشكر كل االساتدة العموم‬
‫اإلنسانية بجامعة الوادي فشكر جزيل لكم‪.‬‬

‫فألف شك ار لكم جمعيا وشك ار‬

‫‪4‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫مقدمـــــــــــــــــــــــة‬

‫‪5‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد كاف الفكر الفني اليمني القديـ إبداعا تميز باألصالة مما جعؿ اليمف منزال لكؿ األجناس‬

‫البشرية ودلؾ بفضؿ ثقافتيا الفنية وابداعيا الفكري وفي ىدا أصبحت حضارة اليمف مف‬

‫اعرؽ الحضارات التي عرفتيا اإلنسانية ودلؾ بفضؿ فكرىا الفني وابداعيا لذلؾ أصبحت‬

‫ذاكرة لكؿ الشعوب اإلنسانية القديمة والحديثة‪.‬‬

‫إذ أصبحت اليمف بكؿ تراثيا الفني والثقافي حضارة كاممة بشتى جوانبيا وليذا فاف الفكر‬

‫الفني اليمني القديـ قد بني حضارة عريقة بحدي ذاتيا وقد أثرت عمييا العوامؿ الخارجية مثؿ‬

‫اليونانييف لبناء حضارتيـ فأصبح اليمنيوف يحمموف ثقافة وفكر في طياتيـ مما جعؿ اليمف‬

‫دائما في نشوء وضمف الحضارات التي عرفتيا اإلنسانية جمعاء وذلؾ مف خبلؿ األدلة‬

‫والبراىيف التي تبيف ما مدي أصالة ىذه الحضارة لتصبح في ذاكرة الشعوب العربية‬

‫واإلسبلمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*إشكالية الدراسة ‪:‬‬


‫كيف ساىمت الفنون اليمنية في بناء حضارة يمنية وتراث ثقافي وفكر فني أصيل ؟‬
‫ومامدي تأثيره في باقي الشعوب والحضارات القديمة األخرى ؟‬
‫ويتجمى ىدا األشكاؿ عدة فرضيات وتساؤالت‪:‬‬
‫*أسئمة الفرعية ‪:‬‬
‫* ماىية أىـ الفنوف اليمنية القديمة؟‬
‫* عمى ماذا يعتمد الفف اليمني القديـ ؟‬
‫* ىؿ كاف لمفف اليمني القديـ تأثير عمي باقي الشعوب القديمة؟‬

‫*دواعي اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ )1‬التراث اليمني جزء مف التراث العربي وال زاؿ مادة خاـ ويحتاج إلى مف ييتـ بو‬
‫التوظيؼ الفف واحيائو‪.‬‬
‫‪ )2‬توظيؼ التراث الفني في اليمف يساعد الفنوف اليمنية عمى النيوض مف الركود الذي‬
‫يعيش فيو‪.‬‬
‫‪ )3‬لمعرفة حضارة اليمف وأصالتيا وفنونيا‪.‬‬
‫‪ )4‬الدراسات في الفنوف اليمف قميمة واعتقد أف ىده الدراسة مجرد عمؿ يساعد بو األجياؿ‬
‫الصاعدة ‪.‬‬
‫*ىدف الدراسة ‪ :‬تيدؼ دراسة ىذا الموضوع إلي التطرؽ إلي حضارة اليمف وفنونيا‬
‫وابداعيا الفكري الذي تركيا منزال لؤلجناس البشرية وجعميا مف اعرؽ الحضارات‬
‫البشرية السيما أف الفنوف تعتبر احد الركائز األساسية في معالـ الحضارة ومظاىرىا‪.‬‬

‫* اإلطار ألزماني والمكاني لمموضوع‪:‬‬


‫فيو حوالي تقريبا األلفية الثانية ؽ‪.‬ـ إلى القرف السابع ؽ‪.‬ـ فيو زمف بداية الحضارة‬

‫‪7‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫اليمنية ونيايتيا أما المكاف في الحضارة اليمف و جنوب الجزيرة العربية ‪.‬‬
‫*منيجية الدراسة‪:‬‬
‫كثيرة ىي األدوات والتقنيات التي استعممتيا قصد الوصوؿ إلى المنيج في بناء الموضوع‬
‫‪ ،‬وفي ىذا يكوف المنيج الوصفي الذي يعد أفضؿ المناىج لدراسات العممية وفؽ‬
‫ترتيب منطقي مف خبلؿ انتقاؿ مف المستو أكثر عمومية وصؼ العمومية إلى مستوي‬
‫أكثر ممموس ومباشر‪ ،‬ولذا فاألسموب الوصفي ىو األسموب المناسب‪ ،‬أما المنيج فيو‬
‫تاريخي كوف نحف في صدد دراسة تاريخية وكيفية تأثيرىا في بناء حضارة فيو يحتاج‬
‫األسموب الوصفي والمنيج التاريخي‪.‬‬
‫*محتوي الموضوع‪:‬‬
‫انطبلقا مف اإلشكالية الرئيسية و التساؤالت الفرعية واعتمادا عمي المادة المتوفرة يحتوي‬
‫موضوع دراستي عمي عدة نقاط ومعمومات ويتكوف موضوعي مف ثبلثة فصوؿ وخاتمة‬
‫الفصؿ األوؿ‪:‬تناولت الفف األدبي وفف الكتابة اليمنية يحتوي عمي مبحثيف األوؿ الفنوف‬
‫األدبية اليمنية القديمة فف الشعر والحكاية المقامة والظواىر المسرحية اليمنية واألساطير‬
‫والنقوش‬ ‫اليمنية القديمة أما المبحث الثاني فيو فف الكتابة بالخط اليمني القديـ‬
‫الحروؼ بالخط المسند وطريقة الكتابة وخصائصيا‪.‬‬
‫أما الفصؿ الثاني فيو فف الصناعات يحتوي عمى مبحثيف أوال فنوف النحت و النقش‬
‫والرسـ والفنوف الدقيقة أما المبحث الثاني فف صناعة الفخار والنقود ‪.‬‬

‫أما الفصؿ الثالث فف الزخرفة وفف المعماري في اليمف ويحتوي عمى مبحثيف أوال‬

‫الزخرفة اليمنية القديمة وأساليب وسائؿ الزخرفة اليمنية القديمة أما المبحث الثاني الفف‬
‫المعماري في اليمف القديـ العمارة المدنية والعمارة الدينية‪.‬‬

‫*أما أىم المصادر والمراجع المعتمدة ىي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫لقد اعتمدت في دراستي عمي جممة مف المصادر والمراجع أىميا الصادر الدينية القراف‬
‫الكريـ حيث كاف دوره بار از كدليؿ قطعي وتاريخي في الحضارة اليمنية القديمة وأما‬
‫المراجع المعتمدة كاف مف أىمو نذكر منيا‪:‬‬

‫*محمد عمي اليمف الخضراء‪.‬‬

‫* منير عبد الجميؿ‪ ،‬الفف المعماري والفكر الديني القديـ‪.‬‬

‫*محمد بيومي ميراف ‪ :‬تاريخ العرب القديـ‪.‬‬

‫* احمد فخري‪ :‬الدراسات في تاريخ الشرؽ القديـ القاىرة‪.‬‬

‫* كبلوس شيماف‪ ،‬تاريخ المالؾ القديمة في ضواحي الجزيرة العربية‪.‬‬

‫* اياني مطير‪ ،‬عمي في تاريخ اليمف‪.‬‬

‫* سميرة جماؿ جميؿ‪ ،‬الخصائص العمرانية لمدينة صنعاء القديمة واالستفادة منيا في العمارة‬
‫المعاصرة‪.‬‬

‫كما ال أنسي أف لمصحؼ والمجبلت أيضا نصيب مف ىده الدراسة مف أىميا مجمة مممكة‬
‫سبا ‪ 3‬مارس ‪ 2008‬العدد ‪ 155‬اليمف‪ ،‬بإضافة إلي مجمة روافد ثقافية جامعة بابؿ الفنوف‬
‫الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 71‬العراؽ‪.‬‬

‫*الصعوبات والمشاكل التي وجيتما في بحثنا ىذا‪:‬‬

‫لقد وجيتنا مجموعة مف الصعوبات والمشاكؿ في مذكراتي وكاف مف أبرزىا ‪:‬‬

‫‪ -1‬قمة المراجع والمصادر ‪.‬‬

‫‪ -2‬عدـ وجود مكتبات خاصة في الحضارة اليمنية و كتب الفف اليمني قديـ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪ -3‬تكرار المادة العممية بيف الكتب خاصة الدراسات الحديثة‪.‬‬

‫وبرغـ مف ىذه الصعوبات التي وجيتني في مجاؿ بحثي لكنني بفضؿ مف اهلل سبحانو‬
‫وتعالى استطعت البحث والتقصي بكؿ جدية مف اجؿ الوصوؿ إلى نتائج ايجابية في‬
‫الموضوع بحثي ىذا والكماؿ اهلل سبحانو وتعالى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفصل األول‬
‫اإلطار الجغرافي والتاريخي لحضارة اليمن القديم‬
‫المبحث األول اإلطار الجغرافي لحضارة اليمن‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الموقع والحدود‬
‫المطلب الثانً‪ :‬المناخ والتضارٌس‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلطار التاريخي لحضارة اليمن‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماقبؿ التاريخ حضارة اليمف القديـ‬

‫اإلطار الجغرافي لحضارة اليمن‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*الموقع والحدود‪:‬‬

‫تمتاز اليمف عمي غيرىا مف األقطار األخر بجباليا الشاىقة وشدة انحدار ىذه الجباؿ وعنائيا‬
‫بالموارد الطبيعية وصعوباتيا في الموصبلت لوعريتيا ‪.‬‬

‫وموقع اليمف في الجزيرة العربية فيحدىا مف الشماؿ نجد والحجاز ومف الشرؽ خميج عماف‬
‫إلي الرأس قطر ومف الجنوب البحر العربي المتصؿ بالمحيط اليندي ومف الغرب البحر‬
‫األحمر أما عف مناخيا فيمتاز بجو حار ودرجة الرطوبة عالٌة فً المناطق الساحلٌة ومعتدل‬
‫‪1‬‬
‫فً المناطق الجبلٌة وجاف وحار فً المناطق الشرقٌة للبالد‪.‬‬

‫*المناخ والتضاريس‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫زٌد بن علً عنان‪:‬تارٌخ حضارة الٌمن القدٌم‪،‬المطبعة السلفٌة ط‪ 1‬الٌمن ص ‪1996 11‬‬
‫‪12‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫مناخ الٌمن الجو حار ودرجة الرطوبة عالٌة فً المناطق الساحلٌة ومعتدل فً المناطق‬
‫الجبلٌة وجاف وحار فً المناطق الشرقٌة للبالد‪.‬‬
‫*الساحل الغربي‪ :‬تصل درجة الحرارة إلى ‪ 45‬درجة مئوٌة خالل فصل الصٌف و ‪54‬‬
‫درجة مئوٌة شتاء‬
‫*الساحل الجنوبً‪ 53 :‬درجة مئوٌة صٌفا و ‪ 54‬شتاء كمٌة األمطار ال تزٌد عن ‪011‬‬
‫‪1‬‬
‫ملٌمتر فً السنة و ال تتجاوز ‪ 01‬أٌام فقط فً السنة‬
‫*المرتفعات ‪ :‬تتمتع بمناخ معتدل فً معظم أٌام السنة‪ ،‬على الرغم من أنه ٌمكن أن ٌصبح‬
‫حار فً الظهر و بارد فً اللٌل و خصوصا بٌن شهري أكتوبر وفبراٌر‪.‬تصل درجة الحرارة‬
‫إلى ‪ 4‬درجات مئوٌة من نوفمبر إلى ٌناٌر و ‪ 54‬درجة مئوٌة فً ٌولٌو‬
‫تسجل األمطار أعلى قٌمها فً المنطقة الجبلٌة الوسطى حٌث تتراوح كمٌتها السنوٌة بٌن‬
‫‪ 0011- 511‬ملٌمتر تقرٌبا ً و بمعدل سنوي ٌقترب من ‪ 341‬ملٌمتر أٌضا هذه المنطقة‬
‫تسجل أعلى عدد لؤلٌام الممطرة والتً قد تصل إلى أكثر من ‪ٌ 041‬وم فً السنة و بمعدل‬
‫سنوي ‪ٌ 45‬وم فً السنة‪.‬‬

‫أما عف التضاريس اليمف فتمتاز الٌمن بخمسة أقالٌم جغرافٌة وهً علً الشكل األتً‪:‬‬
‫*إقليم السهل الساحلي‪ٌ :‬متد هذا اإلقلٌم من تهامة مرورا بالسواحل الجنوبٌة للبالد فً عدن‬
‫وحضرموت والمهرة‪ٌ .‬تخلل هذا اإلقلٌم عدة هضاب وجبال وٌشمل سهول تهامة وأبٌن‬
‫ومنفعة والسهل الساحلً الشرقً فً محافظة المهرة‪.‬‬
‫*اقليم المرتفعات الجبلية ‪ :‬وهو أكبر أقالٌم الٌمن الجغرافٌة إذ ٌمتد من أقاصً الحدود‬
‫الشمالٌة‬
‫الغربٌة للبالد حتى الحدود الجنوبٌة الشرقٌة‪ .‬والجبال فً هذا اإلقلٌم هً األعلى ارتفاعا فً‬
‫‪2‬‬
‫شبه الجزٌرة العربٌة بمعدل ‪ 5111‬م وتبلغ بعض إلً ‪ 5411‬م‬

‫‪1‬‬
‫زٌد بن علً عدنان‪ :‬المرج نفسه ص ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫زٌد بن علً عنان‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪13‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*إقليم األحواض الجبلية ‪ٌ :‬تمٌز هذا اإلقلٌم باألحواض والسهول الجبلٌة فً مرتفعاته‬
‫وأكثرٌتها‬
‫تقع فً الجانب الشرقً من اإلقلٌم حٌث تكثر المٌاه اآلتٌة من أقصى الشمال إلى أقصى‬
‫‪.‬وصعدة وعمران ومعبر وحوض صنعاء وذمار الجنوب وتعبر فً قاع ٌرٌم‪.‬‬
‫*إقلٌم المناطق الهضابٌة ‪ :‬تقع إلى الشرق والشمال من إقلٌم المرتفعات الجبلٌة وموازٌة لها‬
‫لكنها‬
‫تتسع أكثر باتجاه الربع الخالً وطبٌعة هذا اإلقلٌم صحراوٌة صخرٌة تتخلله بعض األودٌة‬
‫وٌنقسم إلى قسمٌن الهضبة الغربٌة وأعلى ارتفاع لها قرابة ‪ 0511‬م والهضبة الشرقٌة‬
‫المتمثلة فً هضبة حضرموت إلً بدورها تنقسم إلى شمالٌة وجنوبٌة بسبب وادي‬
‫حضرموت الذي ٌفصل بٌنهما‪.‬‬

‫*إقليم الصحراء ‪:‬إقلٌم رملً ٌكاد ٌخلو من غطاء نباتً بإسثناء مجاري األمطار وٌشمل‬
‫أجزاء من صحراء الربع الخالً ‪.‬تراوح ارتفاع السطح هنا بٌن (‪ )0111-411‬م فوق‬
‫‪1‬‬
‫مستوى سطح البحر‪.‬‬

‫اإلطار التاريخي لحضارة اليمن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬زٌد بن علً عنان‪ :‬المرجع نفسه ص ‪12‬‬
‫‪14‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*ماقبل التاريخ حضارة اليمن‪:‬‬

‫*العصر الحجري القديم‪:‬‬


‫تعد اللقى األثرٌة التً عثرت البعثة الٌمنٌة السوفٌتٌة المشتركة فٌوادي جردان من أقدم اآلثار‬
‫فً الٌمن‪ ،‬حٌث عثرت على موقعان ٌحتوٌان على أدوات ترجع إلى عصر( االولدوي )وهو‬
‫أقدم مرحلة من مراحل العصر الحجري‪ ،‬وٌعود تارٌخها إلى حوالً ملٌون سنة‪ .‬كما عثرت‬
‫على أول آثار لكهوف من العصر الحجري القدٌم‪ٌ ،‬تم العثور علٌها فً الجزٌرة العربٌة ‪.‬‬
‫وٌمثل موقع( جبل تلع )فً محافظة لحج والمواقع المكتشفة فً وادي‬
‫الجٌزي غرب الغٌضة فً محافظة المهرة نموذجا ً لآلثار التً تعود إلى العصر اآلشولً الذي‬
‫ٌنتمً إلى العصر الحجري القدٌم األدنى‪.‬‬
‫*العصر الحجري الحديث‪:‬‬
‫تنتشر المواقع األثرٌة التً تعود إلى العصر الحجري الحدٌث فً العدٌد من مناطق األودٌة‪،‬‬
‫فعلى سبٌل المثال عُثر على بعض اللقى األثرٌة من العصر الحجري الحدٌث( حوالً ‪5011‬‬
‫‪ 511 ±‬ق‪.‬م) فً وادي (العطف) جنوب مدٌنة شبوة ‪.‬وفً مدٌنة حرٌضة عثرت البعثة‬
‫البرٌطانٌة على أدوات حجرٌة من العصر الحجري الحدٌث وذلك فً وادي عمد‬
‫حول حرٌضة ‪.‬وهناك أٌضا ً الرسوم الصخرٌة التً اكتشفت فً عدة مناطق من محافظة‬
‫صعدة وبالقرب من مدٌنة رداع فً محافظة البٌضاء‪ ،‬والتً تصور مجموعات بشرٌة‬
‫وحٌوانٌة وبعض الرموز الغامضة‪ ،‬باإلضافة إلى الكهف األثري المكتشف حدٌثا ً فً محافظة‬
‫الضالع ‪.‬وفً محافظة المهرة وجدت معظم مواقع هذا العصر فً منطقة ثمود وفً منطقة‬
‫سناو‪ ،‬وفً حبروت‪.‬‬
‫*العصر النحاسي‪:‬‬
‫أثبتت أعمال البعثة اإلٌطالٌة وجود عصر نحاسً من خالل اآلثار التً تم العثور علٌها فً‬
‫منطقة العرقوب وضالع األعماس‪ ،‬وبنً بخٌت من آثار فً محافظتً صنعاء وذمار ‪.‬كذلك‬
‫ما عثر علٌه فً منطقة بهائس‪ ،‬ومواقع العصر النحاسً عادة متكون متداخلة مع‬
‫‪1‬‬
‫مواقع العصر البرونزي‬

‫*تاريخ اليمن القديم ماقبل اإلسالم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬زٌد بن علً عنان‪ :‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪13‬‬
‫‪15‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تدل أقدم المعلومات المعتمدة على حضارة ٌمنٌة راقٌه ٌعود تارٌخها على األقل إلى القرن‬

‫العاشر قبل المٌالد وتقترن هذه المعلومات بذكر سبأ التً ارتبطت بها معظم الرموز‬
‫التارٌخٌة‬

‫فً الٌمن القدٌم والتً هً بالفعل واسطة العقد فً هذا العصر ‪ ،‬وٌمثل تارٌخ دولة سبأ‪،‬‬

‫وحضارة سبأ فٌه عمود التارٌخ الٌمنً‪ ،‬وسبأ عند النسابة هو‪ :‬أبو حمٌر وكهالن‪ ،‬ومن هذٌن‬

‫األصلٌن تسلسلت أنساب أهل الٌمن جمٌعاً‪ ،‬كما أن هجرة أهل الٌمن فً األمصار ارتبطت‬

‫بسبأ‪ ،‬حتى قٌل فً األمثال‪ :‬تفرقوا أٌدي سبأ ‪،‬والبلدة الطٌبة التً ذكرت فً القرآن الكرٌم هً‬

‫فً األصل أرض سبأ‪ ،‬كما أن أبرز رموز الٌمن التارٌخٌة سد مأرب قد اقترن ذكره بسبأ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وكان تكرٌمه بالذكر فً القرآن سببا ً فً ذٌوع ذكر سبأ وحاضرتها مأرب‪.‬‬

‫ّ‬
‫ٌمثل تارٌخ الدولة الٌمنٌّة وحضارتها القدٌمة التارٌخ الٌمنى و ُسمٌّت دولة سبأ عند النسابة‬
‫‪1‬‬
‫ٌد بن علً عنان‪ :‬المرجع نفسه ص‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫كهالن وأبو حمٌر وقد تسلّلت أنساب الٌمنٌٌن جمٌعا ً من هذٌن األصلٌن وارتبطت هجرة أهل‬
‫الٌمن باألمصار بأرض سبأ البلدة الطٌّبة المذكورة بالقرآن الكرٌم‪ ،‬وٌُعتبر س ّد مأرب من أبرز‬
‫‪1‬‬
‫الرموز الٌمنٌّة والتارٌخٌة والذي اقترن ذكره بسبأ وشملت سبأ الٌمن كلّه‪ ،‬وكانت مأرب‬

‫خالصة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬زٌد بن علً عنان ‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪17‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تميزت حضارة اليمف القديمة بيئة شاقة جعمت اإلنساف اليمني يفكر ويعمؿ مف األجؿ الوصوؿ‬
‫إلي ىدفو المرجو منو وذلؾ مف خبلؿ فكره وسموكياتو‬

‫حيث نري أف البيئة اإلنساف اليمني أثرت عميو كثي ار مف خبلؿ انعكاسو عمي نوع المناخ‬
‫والتضاريس والجو حيث أف اإلنساف اليمني القديـ ساعدتو الجغرافيا وبكؿ عوامميا حيث أف‬
‫الفف اليمف القديـ أثرت عميو البيئة وانعكست عميو مما جعمت اإلنساف اليمني القديـ يعمؿ‬
‫بفضؿ فكرة وسموكو‬

‫وتعتبر الحضارة اليمنية القديمة مف اعرؽ الحضارات القديمة وبفضؿ تراثيا الفني الثقافي‬
‫أصبحت ضمف الصرح الحضاري القديـ مما جعميا ميبط لكؿ األجناس البشرية ألنيا حضارة‬
‫وكؿ المعالـ والدالالت وتشير إلي ذلؾ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفصل الثاني‬
‫الفن األدبي وفن الكتابة اليمنية القديمة‬
‫األول‪ :‬الفنون األدبية اليمنية القديمة‬ ‫المبحث‬
‫المطمب األول‪ :‬فف الشعر والحكاية والمقامة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الظواىر المسرحية اليمنية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األساطير اليمنية القديمة‬

‫الثاني‪ :‬فن الكتابة بالخط اليمني‬ ‫المبحث‬


‫المطمب األول‪ :‬الخط اليمني القديـ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬طريقة الكتابة وخصائصيا‬

‫‪19‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفنون األدبية اليمنية القديمة‬

‫*فن الشعر‪:‬‬

‫ومف الفنوف التي عرفتيا اليمف ىو الشعر و قد عرفو العمماء أنو الكبلـ النفي الموزوف‪ ،‬ولكف‬
‫بعض المتأخريف‪ ،‬و منو العبلمة "حرجي ديداف "لـ يرتض ىذا الحد لمشعر ‪.‬و ناقشو بأنو حد‬
‫لمنظـ ال لمشعر ‪،‬فالشعر لغة النفس و القمب و الكبلـ المرسؿ لغة العقؿ‪ ،‬و الشعر ال يخمو‬
‫منو أمة مف أمـ العالـ قديما و حديثا ألنو مرآة آداب الناس و صحيفة أخبلقيـ و ديواف‬
‫أخبارىـ ‪،‬و سجؿ عقائدىـ و ألف المدارؾ النفسية و ميوليا ارتقت قبؿ أف يرتقى العقؿ ‪ ،‬فتكمـ‬
‫بالشعر قبؿ أف يتكمـ بالعمـ‪ ،‬و الشعر العربي قديـ و فطري في العرب و لغتيـ واسعة و‬
‫لتوسعيا كانت أكثر استعدادا لمتعبير في األغراض و المقاصد مف غيرىا مف المغات لخواض‬
‫توجد فييا ما ال يوجد في غيرىا‪ ،‬و بما أف أمة العرب قديمة كما سمؼ ذكر ذلؾ فبل بد أف‬
‫تكوف قد ضمت الشعر مف قديـ الزماف ‪ ،‬و إذا صح ما في كتب المؤرخ القديـ "عبيد بف ثرية‬
‫‪1‬‬
‫الجر ىمي" مف القصائد كاف ذلؾ مف الشعر اليمني القديـ ‪.‬‬

‫غير أف أقدـ ما وصؿ إلينا و ىو صحيح مف أشعارىـ ال يتجاوز القرف الثاني قبؿ اليجرة و‬
‫ال يبعد أنو ضاع أو أنو لـ يسجؿ لعدـ االىتماـ بتسجيمو في الصخور‪ ،‬و غيرىا أو جيؿ‬
‫الناس بو أو سبب مف األسباب غير معروؼ ‪ ،‬و لعؿ األياـ تكشؼ لنا ما لـ يكف بالحسباف‬
‫‪.2‬‬

‫‪1‬محمد بن علً‪ :‬االكوع الحوالً ‪ ،‬الٌمن الخظراء مهد الحضارة ‪ ،‬مكتبة الجٌل التجدٌد ‪ ،‬ط‪ 1982 2‬ص ‪228‬‬
‫‪2‬أرياني ‪،‬مظير بف عمي‪ :‬في تاريخ اليمف‪ ،‬ط‪ 1‬دار النشر‪ ،‬القاىرة ‪ ،1983‬ص‪34‬‬
‫‪21‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و قاؿ عبد الممؾ بف ىشاـ المعافر في السيرة ص ‪ 40‬بعد أف ساؽ قصيدة عمرو بف‬
‫الحارث ابف مضاض الجرىمي التي أوليا ‪:‬‬

‫وقد شرقت بالدمع منو المحاجر‬ ‫و قائمة و الدمع سكب مبادر‬

‫أنيس و لـ يسمر بمكة سامر‬ ‫و كأف لـ يكف بيف الحجوف غالى الصفا‬

‫و حدثني بعض أىؿ العمـ بالشعر أف ىذه األبيات أوؿ شعر قيؿ في العرب ‪،‬و أنيا وجدت‬
‫في حجر باليمف و لـ يسـ لي قاياليا‪ ،‬عمى أنو قد سيؽ لنا قريبا أف الممؾ يتقدمو قمة مف‬
‫الجنود يرددوف أمامو األىازيج و التغاريد والزوامؿ ‪ ،‬و ىي نوع مف اليزج أو الحميني الشعر‬
‫الشعبي اليوـ فيو ضرب مف الشعر ‪ ،‬و بيذه الرواية التي ىي عف مؤرخي اإلغريؽ و اليوناف‬
‫ثبت جميا عمى قدـ الشعر العربي و قدمو باليمف‪ ،‬و أجمع العمماء عمى أف اليمف حاممة لواء‬
‫الشعر العربي بيا اشتير عف حامؿ لواء الشعراء و إماميـ امرئ القيس بف حجر الكندي ‪ ،‬و‬
‫أنو أوؿ مف فتؽ عيف الشعر و دقة وطولو و تفنف فيو‪ ،‬و وصؼ الديار و الدىف و العشب و‬
‫العرس ‪ ،‬و أوؿ مف شبو في شعره و غزؿ الغزؿ’ و قد كاف مف شعراء اليمف مف كاف أقدـ‬
‫منو عمى أنو لـ يكف في طبقة مثؿ األفواه ألود و غيره ‪ ،‬لكنو لـ يشتير شيرة ممؾ الشعر و‬
‫‪1‬‬
‫البياف امرئ القيس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االرٌانً ‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪144‬‬
‫‪21‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و كاف العرب يسموف الترنـ إذا كاف بالشعر غناء ‪ ،‬و إذا كاف بالتيميؿ أو نوع القراءة تغيي ار‬
‫"بالغيف المعجمة و الباء الموحدة" ‪ ،‬و عمميا أبو إسحاؽ الزجاج بأنيا تذكر بالغابر أي الباقي‬
‫‪1‬‬
‫أي بأحوؿ اآلخرة ‪.‬‬

‫و أف غناء أىؿ اليمف بالمعازؼ و إيقاعيا جنسا مف واحد و غنائيـ جنساف حنفى حمير و‬
‫الحنفى أحسنيما ‪ ،‬و لـ تكف قريش تعرؼ مف الغناء اال النصب حتى قدـ النضر بف الحارث‬
‫بف كمدة بف عمقمة بف عبد الدار مف العراؽ وافدا عمى كسر بالحيرة ‪ ،‬فتعمـ ضرب العود و‬
‫الغناء عميو ‪ ،‬فقدـ مكة فعمـ أىميا فاتخذوا القينات ‪.2‬‬

‫و الغناء يرؽ الذىف و يميف العويكة ‪ ،‬و يبيج النفس و يسرىا ويسرىا و يشجع‬

‫و قيؿ لمفرزدؽ مف أشعر الناس قاؿ الذي يقوؿ ‪:‬‬

‫و أرحمنا الجزع الذي لـ يثقب‬ ‫كأف عيوف الوحش حوؿ بيوتنا‬

‫و ىو القائؿ في تشبيو شيئيف بشيئيف في بيت واحد ‪:‬‬

‫كأف قموب الطير رطبا و يابسا‬

‫لد وكرىا العناب و الحشؼ البالى‬

‫و ىو المشبو أربعة أشياء في أربعة أشياء في بيت واحد ‪:‬‬

‫و إرخاء سرحاف و تقريب تتفؿ‬ ‫ليا أيطبلظبى وساقا نع امة‬

‫و قيؿ لمفرزدؽ مف أصدؽ الناس قاؿ الذي يقوؿ ‪:‬‬

‫و البر نعـ حقيبة الرحؿ‬ ‫اهلل أنجح ما طمبت بو‬

‫‪144‬‬ ‫‪1‬االرياني المرجع نفسو‪ :‬ص‬


‫شرؼ الديف أحمد – اليمف عبر التاريخ‪ ،‬ط ‪، 2‬المحمدية القاىرة‪ ،1924 ،‬ص ‪242‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و أما الموسيقى فيي فف الغناء ‪ ،‬و تقوؿ العامة موزيكا و موزيقا ‪ ،‬و ىو طبيعي فطري منذ‬
‫القدـ ‪ ،‬و موجود في كؿ أمة و عصر ألنو لغة النفوس و ترجماف العواطؼ ‪ ،‬وليذا قيؿ ‪ :‬كؿ‬
‫واحد يعجبو طنيف رأسو‪ ،‬و يبتدي بتقطيع الحروؼ و ترجيع الصوت ‪ ،‬و الشعر ديواف العرب‬
‫فكانوا يتمونو بدوف ترنـ و ال غناء ‪،‬و تمؾ أوؿ خطوة نحو الموسيقى ألنيا بنت الشعر أو‬
‫أختو‪،‬و المرء شغوؼ بصوتو فكاف منو الحداء لسوؽ اإلبؿ لتخؼ السير ألنو يتناسب مع‬
‫سيرىا و يستعيف بو عمى تخفيؼ مشقة السفر ‪ ،‬كما و أف الرعاة لمغنـ و األبقار ليـ نوع‬
‫خاص مف الترنـ و الزجر ‪ ،‬و كذلؾ الخيؿ حتى أف العماؿ في العمارة و البناء جميع العماؿ‬
‫يستعينوف عمى أعماليـ بشئ مف الترنـ و النغـ و ترجيع األصوات المطربة ‪ ،‬و كذا الذي‬
‫تمتح المياه و السقاة و التواضع ليـ تبلحيف و اىازيج معروفة ‪ ،‬و ذلؾ أمر مشاىد و‬
‫ممحوظ‪.1‬‬

‫االكوع الحوالي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪231‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*فن الحكاية ‪:‬‬

‫يعد كتاب التيجاف ‪ ،‬لوىب بف منبو و كذلؾ مجمس عبيد بف شربو الجرىمي ‪ ،‬فاألوؿ يحكي‬
‫قصة مموؾ اليمف في قالب روائي نجد فيو الجذور األولى لفكرة " المبلمح – التائو" و " روميو‬
‫و جوليت " و "أرض العماليؽ ‪ ،‬و "األقزاـ و حكايات االسكندر ذي القرنييف و الخضر و‬
‫غيرىـ مف المعالـ اليامة لتاريخ الدولة التي كانت محيطة بالجزيرة العربية و اليمف مف ربطيا‬
‫بتاريخ العرب و أحواؿ أمتيـ منذ نوح و الخميؿ ابراىيـ عمييما السبلـ ‪ ،‬أما الثاني فيو عبارة‬
‫مف محاضرة الجمسات التي كاف عقدىا معاوية بف أبي سفياف رضي اهلل عنو ليستمع فييا إلى‬
‫قصص "عبي ر بف شرية الجرىمي "عف مموؾ اليمف األقدميف و أخبار األمـ السابقة كاف لو‬
‫ولع خاص بذلؾ ‪ ،‬فالمسعودي يروي عف معاوية أنو كاف يستمر إلى ثمث الميؿ ‪،‬و بعد ذلؾ‬
‫يقعد مرة أخر سماع أخبار العرب و أياميا و العجـ و مموكيا ثـ يناـ ثمث الثاني و بعد ذلؾ‬
‫يقعد مرة أخر لسماع سير المموؾ و أخبارىا و الحروب و المكايد و طريؽ سياسة الناس ‪.‬و‬
‫قد أشار عميو عمرو بف العاص رضي اهلل عنو "بأف في اليمف راويا ممتا از لتمؾ األقاصيص‬
‫فمـ يدخر وسعا في استدعائو و االستمتاع إليو مع ترتيب عبيد يدونوف كؿ ما يصدر منو‬
‫فكاف نتيجة ذلؾ الكتاب المذكور "‪ ،‬فكما وجدت شخصية الراوي قديما في المسرح اليوناني منذ‬
‫القرف السادس قبؿ الميبلد ظير قانوف يشترط تبلوة أشعار ىوميروس بواسطة مجموعات‬
‫متعاقبة مف رواة الشعر في األعياد األثينية التي تجري كؿ أربع سنوات "إف الراوي شخصية‬
‫‪1‬‬
‫مسرحية عرفت مند القدـ و قد استمر دور الراوي في المسرح في العصور الوسطى"‬

‫*فن المقامة ‪:‬‬

‫موسى الصباغ ‪ :‬القصص الشعبي العربي في كتب التراث ‪ ،‬دار الوفاء الدنيا لمطباعة و النشر ‪ ،‬اإلسكندرية مصر ‪2116‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪1‬ص‬
‫‪24‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تعد المقامات احد األجناس األدبية السردية المطعمة أحيانا بالشعر التي تميز بيا أدبنا العربي‬
‫و ىي نوع مف القصص الخيالية ‪ ،‬تبنى عمى الشخصيات و األحداث و الخطب و الحوارات‬
‫‪،‬تصاغ بمغة جميمة ‪ ،‬حيث تحتوي عمى شيخ يقوـ بدور البطؿ ‪ ،‬وراوي يحكي لنا مغامرات‬
‫ذلؾ الشيخ الذي يبرز دائما ‪ ،‬كالرجؿ ذكي و ذي اطبلع أدبي واسع ‪ ،‬لكنو يختار "الكدية‬
‫(أي التكسب بالجممة و الكبلـ البميغ )لمحصوؿ عمى الماؿ ‪ ،‬و التسييؿ لموصوؿ إلى مآربو ‪،‬‬
‫و يصحب معو غبلـ أو فتاة و حيمو "‪ ،‬فالمقامة تكوف قصة قصيرة مسجوعة ‪ ،‬و حكاية بميغة‬
‫‪ ،‬ينقميا الراوي مف صنع خياؿ الكاتب يتكرر في جميع المقامات ‪ ،‬بصورة و كأنو قد عاش‬
‫أحداثيا ‪ ،‬ليا بطؿ إنساني مشرد شاذ ظريؼ ذو أسموب بارع و روح خفيفة يتقمص في كؿ‬
‫مرة شخصية معينة ‪ ،‬يضحؾ الناس أو يبكييـ أو يبيرىـ ليخدعيـ و يناؿ مف أمواليـ‪،‬‬
‫فنستنتج أف اليمنييف مارسوا ىذا الشكؿ مف الفف كشكؿ مسرحي ليس بمعنى المسرح الحديث‬
‫ولكف توفرت فيو خصمة أو صفة مف المسرح الحديث و ىي شخصية الراوي و حركاتو و‬
‫النص الذي يستند إليو وكذلؾ االرتجاؿ في النص ‪ ،‬أما مف ناحية الجميور فتتحقؽ لو المتعة‬
‫و اإلضحاؾ و التأثر و الشفقة و خذ موقؼ معيف مف إزاء الشخصية الشريرة ‪.‬و كؿ ىذه‬
‫التأثيرات قد يحققيا الممثؿ في العصر الحديث مف ناحية التأثير عمى الجميور و جمبو و‬
‫إمتاعو إليصاؿ رسالتو الفنية و معايشتو مع الشخصية المسرحية في تقمص الممثؿ لدوره ألي‬
‫شخصية ما ‪ ،‬فكاف ىؤالء القاصوف ي تمتعوا بطبلقة المساف و خفة الحركة في األداء و التغيير‬
‫في نبرات الصوت لتصوير الموقؼ و إقناع الجميور بما يمقى عميو مف سيرة بف ىبلؿ‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬امرئ القيس و الحروب األولى و األوس و الخزرج و مواقؼ األبطاؿ‪.‬‬

‫بالقبيمة و فرسانيا و تصوير الموقؼ البطولي في المعارؾ و االفتخار باألنساب " احتفاالتيـ‬
‫بزيارة قبور األولياء و قبر ابف عمواف و قبر حساف الشاذلي و غيرىـ ‪ ."...‬فكاف لمقاصيف‬

‫‪ 1‬عمي عقمة عرساف ‪ :‬الظواىر المسرحية عف العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬اليمف‪ 1998 ،‬ص ‪313‬‬
‫‪25‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫خياؿ بارع لرسـ ىذه المواقؼ و شد الجميور لبلستماع إلييـ و إمتاعيـ و يعتبر ىذا مف‬
‫‪1‬‬
‫وظيفة المسرح الحديث ىي ( اإلمتاع ‪ ،‬التربية ‪ ،‬اإلضحاؾ‪)...‬‬

‫ال حباني ‪ ،‬بإفراد مجمدات عدة لشرحو "‪ .‬كما ألؼ الكتاب اليمنيوف مقامات عدة يعود تاريخيا‬
‫الى ‪ 1250‬عاـ ‪ ،‬وتعد المقامة مف األشير الفنوف اليمنية القديمة حيث كاف اإلنساف اليمني‬
‫القديـ يتحاكي بيا ألنيا تحقؽ أغراضو االىدافو المرجية ‪ ،‬ليذا فممقامة كانت جزء مف تراث‬
‫اليمني القديـ وتتكوف المقامة مف عدة عناصر وأجزاء تقوـ عمييا فعناصر المقامة تكوف‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬فكرة قضية اجتماعية يطرحيا األديب و يناقشيا عبر مقامتو‬


‫‪ -2‬المكاف و الزماف‬
‫‪ -3‬الشخصيات و أىميا الراوية أو الراوية و البطؿ (البطؿ ال يظير في جميع المقامات‬
‫بعكس الراوية ) ىذا باإلضافة إلى شخصيات أخر‬
‫‪ -4‬أحداث تكشؼ عف مضموف المقامة‬
‫‪2‬‬
‫‪ -5‬االختبلؼ في األداء المغوي ‪ ،‬بيف رقة و عذوبة ‪ ،‬تعقيد و خشونة‬

‫الظواىر المسرحية اليمنية ‪:‬‬

‫‪ 1‬عمي عقمة عرساف ‪ :‬مرجع نفسو ص ‪315‬‬


‫‪ 2‬احمد صقر ‪ :‬المصدر نفسه ص ‪45‬‬
‫‪26‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫إف دراسة الظواىر المسرحية عند اليمنييف وتراثيـ ستطمعنا عمى العديد مف المبلمح الفنية‬
‫والدراسة التي جعمت الكثير مف المتخصصيف الحدثيف يربطوف بينيا وبيف أشكاؿ المسرحية‬
‫المعاصرة ‪.‬قد يصؿ األمر إلى الربط ما بيف ىذه األشكاؿ وما يحدث اليوـ عمى ساحات‬
‫المسرح العالي والمحمي فيما يسمى (بالتجريب )) ومف الناحية الثانية فاف ادراة ىذه الظواىر‬
‫تؤكد دوف شؾ إف اليمنييف عرفوا فف المسرح منذ زمف بعيد ال يعود كما يدعى البعض إلى‬
‫القرف الثامف أو التاسع عشر بؿ إلى حضارة سبا ونقوش تثبت كيفية دخوؿ الممثؿ ولكف‬
‫مجازفيف في أف اليمنييف عرفوا فف المسرح في القديـ بمعناه العالي لكف الظواىر المسرحية‬
‫الشعبية اليمنية مف أىـ األسباب التي يقوـ بيا الشاعر الشعبي والطقوس الدينية والقاص‬
‫والراوي والحكواتي ليقرب المضموف في األذىاف (( وىو عنصر يوفر لممستمع االستمتاع‬
‫بالرؤية واألداة التي يحدثيا القاص أو الشاعر فيساعد عمى تقبؿ ما يسمع وكميا ساعدت‬
‫عمى مفيوـ المسرح في بيئتنا العربية وتقمبيا في القرف التاسع عشر )) كما يذكر عبد العزيز‬
‫المقالح اف اليمانييف القدامي قد عرفوا نص المرح بمعناه الحقيقي وماروه واستند إلى دليميف ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬حضارة اليمف البد أف تكوف حضارة تكاممية الجوانب شاف كؿ الحضارات التي عرفتيا‬
‫‪1‬‬
‫البشرية وبصفة خاصة حضارات الشرؽ اآلني والمصرية والبابمية واالغرقية ‪.‬‬

‫((وجود أدلة مادية كثيرة تثبت إف المسرح وجد في اليمف كما وجد في اثنيا وروما واف شع ار‬
‫ممحميا عمى غرار اإللياذة واالوذسيو ‪ ،‬كما وجدوا مف األشعار المنظومة ما يرجع تاريخيا إلى‬

‫‪1‬مسعود عيشوش‪ :‬مقامات باعبود ‪ ،‬ط‪ 1‬اليمف‪ ،1991‬ص ‪3‬‬


‫‪27‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫ما قبؿ عشريف قرنا قبؿ الميبلد أي قبؿ انجيميوس ‪ ،‬وسوفوقميس ويوربيدس واستوفايس‬
‫بخمسة عشرة قرنا كسفر أيوب " كما يرجحو المؤرخوف اف شعبنا مثؿ ىذا البد اف يكوف لو‬
‫مسرح باإلضافة الى (( وجود المرح الدائرة المطمورة بجوار د مأرب ويعود تاريخو الى العصر‬
‫السبئي والذي بني عمى غرار مسارح اثينا القديمة بكؿ مواصفاتيا الفنية والمعمارية )) حيث‬
‫يفيد د‪ .‬يوسؼ محمد عبد اهلل في احدي أحاديثو العممية (( بأنو قد تـ الوقوؼ عمى تشريع‬
‫يتعمؽ بالمثؿ مالو وما عميو مف زمف حضارة سبا ‪...‬فنستنج مف ىذا بما انو وجد المعمار‬
‫لممسرح فانو البد انو كاف ىناؾ نص لتجسيده عمى المسرح والنص بحاجة الى ممثؿ وجوقة‬
‫ومخرج (رئيس الجوقة ) إلنتاج ىدا الغرض وعرضو إذ كاف ىناؾ جميور ‪،‬يتـ تقديـ العروض‬
‫المسرحية )) اذا نستنتج اف اليمنيف القدماء عرفوا فف المسرح ‪ ،‬وتعد اليمف مف الشعوب‬
‫العريقة في حضارتيا حيث تأسست الدعائـ الرئيسية لمحضارة اليمنية منذ وقت مبكر مف‬
‫التاريخ البشري عبر تطور اجتماعي واكب التطور المناخي الطبيعي والمحيط الجغرافي‬
‫لميمف منذ مايزيد عف ‪ 4000-9000‬ألؼ سنة ؽ ‪.‬ـ ‪،‬العصر الباليوتيؾ ‪،‬حيث أصبح مف‬
‫المؤكد اف الغزو الجميدي الثالث لـ يشمؿ اليمف فيما شممو مف األرض "ولذلؾ (( فاف فترات‬
‫الجفاؼ التي امتدت مف اليمف أكثر مف ‪ 10‬آالؼ سنة قد ساعدت في نشوء أوؿ مجتمع‬
‫بشر ‪ ،‬فيمااستفا د مف انتظاـ األمطار الموسمية ونمو اإلحراج والغابات وجفاؼ المستنقعات‬
‫وتدجينيا وتصنيع مشتقاتيا مف اجؿ كياف أكثر استق ار ار‬ ‫في الزراعة وتربية الحيونات‬
‫‪1‬‬
‫وازدىا ار ))‬

‫وتعتبر اليمف مف األقطار اليامة لبلبحاثاالثرية نظ ار لوجود أقدـ الحضارات فييا وكاف‬
‫اعتقادنا في الماضي إف أقدـ المراكز الحضارية في العالـ ىي مصر وببلد الرافديف ‪ ،‬أما اآلف‬

‫‪ 1‬يحي عمي سيؼ اإلعبلـ‪ :‬الفف المسرحي في اليمف‪ ،‬ط‪ ،1‬اليمف‪1988 ،‬ص ‪18‬‬
‫يوسؼ محمد عبد اهلل ولد سنة ‪ 19‬ماي ‪ 1443‬نائب رئيس المجمع العممي الغوي وعيف رئيس ىيئة الكتاب سنة ‪2111‬‬
‫وعيف مستشا ار لرئيس الجميورية بامرالرئيس الجميورية‬
‫‪28‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫فقد اتضح إف اليمف مف أقدـ المراكز الحضارية في العالـ ‪ ،‬أي بمعنى ىذا إف اليمف مف‬
‫األقدـ في تاريخ اإلنسانية بؿ إف اليجرات التي انتقمت مف اليمف إلى ببلد الرافديف ومصر في‬
‫ذلؾ الزمف ىي التي حممت مشعؿ الحضارة إلى تمؾ األفاؽ)) ففجر الحضارة اليمنية ىو‬
‫‪1‬‬
‫عصر حضارة عاد وقبائؿ األمة األولى مف العرب ‪ ،‬الساميف اليمانييف‪.‬‬

‫فعاد أقدـ وأوؿ حضارة في تاريخ اإلنسانية بعد طوفاف نوح (عميو السبلـ ) ويدؿ عمى ذلؾ‬
‫قوؿ اهلل عز وجؿ في القرآف الكريـ مخاطبا قوـ عاد ‪ ( :‬أو عجبتـ إف جاءكـ ذكر مف ربكـ‬
‫عمى رجؿ منكـ لينذركـ واذكر إذ جعمكـ خمفاء مف بعد قوـ نوح وزادكـ في الخمؽ بسطة‬
‫فاذكروا آالء اهلل لعمكـ تفمحوف) األعراؼ فتاريخ اليمف عريؽ فقياـ دولة اليمف اليعربية‬
‫القحطا نية وحضارة سبا وحمير ومعيف وقتباف واواف ‪ ،‬أبو كرب اسعد ‪ ،‬شر جبيؿ ومعدي‬
‫كرب ‪ ،‬والتتبع اليماني والممكة بمقيس وسيؼ بف ذي يزف وغيرىـ مف مؤسسي الحضارة‬
‫اليمنية ‪،‬كاف ليـ الكثير والتأثير في الحضارات االخري ( وليـ مف الطقوس الدينية والعادات‬
‫والتقاليد التي كانت سائدة في اليمف القديـ في بناية المعابد وتقديـ الطقوس الدينية وتعدد‬
‫األساطير و الخرافات والحكايات واألمثاؿ والقصائد واألىازيج والفنوف الكبلمية واآلداب‬
‫‪2‬‬
‫الشفوية والتراث الشعبي ))‬

‫األساطير اليمنية القديمة‬

‫‪1‬محمد حسٌن الفرح ‪ :‬الجدٌد فً تارٌخ دولة وحضارة سبا ‪ ،‬المجلد االول ـ اصدارات وزارة الثقافة والسٌاحة ‪،2114‬‬
‫صنعاء‪ ،‬الٌمن‪ ،‬ص ‪62، 61‬‬
‫‪ :‬محمد حسٌن الفرح‪ :‬المرجع نفسه ص ‪71‬‬
‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تعد األسطورة عمؽ تاريخ اإلنساف األوؿ وعمؽ تفكيره منذ نشأة اإلنساف البدائي األوؿ وأدبو‬
‫وفنو وشعره ‪ ،‬فاألسطورة بأنيا تقرب البعيد القريب ‪ ،‬فاألسطورة مف الخياؿ المحض فيي تقدـ‬
‫واقعا أسطوريا في الخياؿ أي أنيا تحاوؿ تحقيؽ المستحيؿ الذي يقصر العقؿ إف يصؿ إليو أو‬
‫يصدقو ‪ ،‬أو يسمـ بو فجماؿ األسطورة بأنيا تقرب البعيد وتبعد القريب الف األسطورة تعتبر‬
‫جزء مف التراث الفني والثقافي اليمني القديـ ‪ ،‬كما يعرؼ عبد الحميد يونس األسطورة ‪ ،‬إف‬
‫ىي األسطورة (( أنيا تتركز حوؿ تصور الواقع ‪ ،‬إف كاف تصو ار خارقا أو تقترف دائما‬
‫بالطقوس التي تمثميا واذا أردنا إف نحدد مجاال لؤلسطورة فإننا نشير إلى أنيا حكاية الو أو‬
‫شبو الو أو كائف خارؽ تفسير بمنطؽ اإلنساف البدائي ظواىر الحياة الطبيعية والكوف النظاـ‬
‫االجتماعي وآليات المعرفة ‪ .‬فيي تترع في تفسيرىا إلى التشخيص والتمثيؿ و التجسيـ وتنأي‬
‫بجانبيا عف التعميؿ والتحميؿ وتستوعب الكممة والحركة و واإلشارة واإليقاع وقد تستوعب‬
‫المادة (( وىي عند اإلنساف البدائي عقيدة ليا طقوسيا فتطور األسطورة لعوامؿ‬ ‫تشكيؿ‬
‫عمى بذور محممة المستقبؿ وبذور القصة والمسرحية ‪ ،‬لقد‬ ‫تغيير المجتمع )) أما تحتو‬
‫استخدمت األسطورة أروع استخداـ رجاؿ الفف والسحر )) وتعرؼ األسطورة في ( معجـ‬
‫المترادفات ) (( أنيا قصة مركبة مف عناصر إليية خالصة ‪ ،‬بدوف أساس تاريخي ‪ ،‬عمى‬
‫األقؿ فيما يخص الجوىرة فيو )) ويعرفيا " روالف بارت " نمطا دالليا وشكبل فنيا أو كما عبر‬
‫(( أنيا نسؽ مف التواصؿ ‪،‬أنيا رسالة )) فيذا التنوع في األسطورة انعكاس الثرايا عالميا ‪،‬‬
‫وال يخمو موروث مجتمع مف المجتمعات مف الجذور القديمة في التاريخ اإلنساني مف وجود‬
‫‪1‬‬
‫التراث اإلنساني األسطوري في أدبو الشعبي‪.‬‬

‫فتعتبر مف أىـ أشكاؿ األدب الشعبي بؿ تعتبر القولي في األدب الشعبي فاألسطورة ليست‬
‫قصة عادية ترو او حكاية يتناوليا الشعب في أميات لتمضية الوقت لقتؿ الفراغ "فاإلنساف‬

‫‪1‬عبد المالك مرتاض ‪ :‬المٌثلوجٌا عند العرب ‪ ،‬دار العرب مكتبة االسكندرٌة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪13‬‬
‫‪31‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫البدائي ‪ ،‬عندما صادؼ الظواىر الطبيعية مف حولو ‪ ،‬كالمطر والبرد واإلنبات ‪ ...‬إلى غير‬
‫ذلؾ كا ف البد لو مف التساؤؿ عف مصدرىا واف يربط بيف وجودىا والقو الغيبية التي امف‬
‫بسيطرتيا عميو فيذه الظواىر البد اف يكوف في صمح دائـ معيا ومف ىنا نشأت الطقوس‬
‫الدينية التي كاف يحيييا في مواسـ معينة بمعناىا المحدد وصفا ليذه أو ىي الحكاية التي‬
‫ترتبط بيا )) فاألسطورة مفرد أساطير مثؿ أحاديث واكاديب وأكذوبة وفي المغة تعني ((كؿ‬
‫ما يخط ويسطر مف أباطيؿ أحاديث عجيبة وقد ورد في المعاجـ "السطر والسطر ‪ :‬الصؼ‬
‫‪1‬‬
‫مف الكاتب والشجرة والنخؿ ونحوييا يقاؿ بني طر وغري سط ار والسطر الخط والكتابة ))‬

‫وقوؿ اهلل عز وجؿ ‪ ((:‬وقالوا أساطير األوليف اكتتبيا فيي تممى عميو بكرة وأصيبل )) الفرقاف‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫فاألولى خبر المبتدأ المحذوؼ‬ ‫وقولو عز وجؿ ((ف والقمـ وما يسطروف )) "القمـ‬
‫والمعنى يقاؿ الذي جاء بو ىو أساطير األوليف معناه طره األولوف ومعنى األساطير جمع‬
‫أسطورة وسطر يسطر اذا كتب ‪ ،‬أما اآلية الثانية قاؿ أبو سعيد الضرير " سمعت أعرابيا‬
‫فصيحا يقوؿ اسطر فبلف اسمي اي تجاوز السطر أي تجاوز السطر الذي فيو اسمي فإذا‬
‫كتبو قبؿ سطره ويقاؿ سطر فبلف فبلنا بالسيؼ سط ار إذا قطعو بو كأنو سطر مسطور ((‬
‫األساطير ‪ :‬أحاديث ال نظاـ ليا واحدتيا أسطار واسطارة بالسكراسطير وسيطرة و أسطورة ‪،‬‬
‫وقاؿ قدـ ‪ ،‬أساطير جمع سطر )) ويقاؿ أذا أخطا الرجؿ أسطر أي‬ ‫وأسطورة بالضـ‬
‫يكفوا عف خطئو فاإلنساف وحده الذي ينفرد عف كؿ الحيوانات والكائنات ‪،‬بالسموؾ الرمزي‬
‫وبالقدرة عمى استعماؿ الرمز والتعامؿ عف طريقتيا ‪ ،‬فالمغة التي يتصؿ بيا غيره شبكة‬
‫الرموز واألحجية والتعاويذ و الطبلسـ والشعائر والطقوس التي يمارىا في مناسبات معينة‬
‫جميعيا رموز (( اتفؽ عمييا المجتمع ويدركيا أفراده ‪ ،‬ويستخدمونيا في حياتيـ اليومية ))‬
‫اذا يعد الرمز مف احد الدعائـ لمتكويف األسطوري األسطوري إلى جانب أنيا تعد "تفسي ار‬

‫‪38‬‬ ‫كماؿ الديف حسف ‪ :‬التراث الشعبي في المسرح المصري الحديث ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سورة الفرقاف ‪ ،‬االية ‪5‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪ 3‬سورة القمـ اآلية‬
‫‪31‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تم ثيميا لمطقوس " وىذا يفسر وجود أكثر مف صورة وأكثر مف تفصيؿ يفسر طقسا أو جزء مف‬
‫أسطورة أضيؼ أو بدؿ خبلؿ رحمة اإلنساف االجتماعي في الزماف والمكاف (( تعد البنية‬
‫الثقافية واالجتماعية بفؿ التطور الحتمي لممجتمع وبما إف األسطورة ىي جزء مف الفمكمور‬
‫الشعبية والطقوس الدينية والرقصات‬ ‫الذي يشمؿ الحكايات الشعبية واألساطير والسير‬
‫واألىازيج وغيرىا )) ومارسيا اإلغريؽ تعود بضرورة تاريخا حقيقيا متعمقا باألدياف ‪ ،‬فتمؾ‬
‫الترعات فطرية ‪ ،‬كاف االنساف البدائي يحث فييا عف قوة في الطبيعة ف أو فيما وراءىا‬
‫تحميو مف شرور ىذه الطبيعة نفسيا والبحث عف التخمص مف المرض والظبلـ والشيخوخة‬
‫والموت وكؿ اآلالـ واألضرار ‪...‬الذي كاف يعتقدىا االنساف البدائي وقضت عمييا العقيدة‬
‫اإلسبلمية نظ ار لمخالفتيا لمعقيدة اإلسبلمية ‪ ،‬نظ ار لتعميؽ األدب في العوالـ جديدة يرتادىا‬
‫وأقبح ما فيو لتقميد والقصور والتسميـ بواقع محتوـ وىكذا جاء تعريؼ األسطورة عند ىؤالء‬
‫الكتاب والباحثيف ولكف في نظري اف األسطورة إبداع إنساني استطاع اف يواجو الطبيعة بخيالو‬
‫األسطوري الذي يصؼ لنا أحداث خيالية لدينا كاذبة صادقة لدييـ الف االنساف البدائي كاف‬
‫يؤمف بيذه األساطير وتعتبر بحيث عف وراء ىذه الكوارث ومحاولة إلرضاء اإللو ومواجية‬
‫األبطاؿ ليا ‪ ،‬فاألسطورة تنقمنا الى حالة مف الوعي يمكف اف يقاؿ عنيا بأنيا ذات بعد روحي‬
‫‪1‬‬
‫وتصنؼ األساطير الى‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ :‬وىي األساطير التي ترتبط بعمميات العبادة أي‬ ‫*أوال – األساطير الطقوسية اليمنية‬
‫كاف شكميا والتي تعتمد عمى الطقوس (الفعؿ الحركي ) والتي يتقرب االنساف الى تمؾ القو‬
‫الخفية ( اآللية التي تتحكـ في مظاىر الكوف والطبيعة )) مثؿ أسطورة (المقو ) (الو القمر)‬
‫أي معبد بمقيس والذي يسميو الناس ( محرـ بمقيس ) و (معبد بمقيس ) تبرز التراتيؿ‬
‫والشعائر ‪ ،‬ويصاحب ىذه التراتيؿ آبيات شعرية مف النسوة في جو احتفالي ورقصات إيمائية‬
‫)) كذالؾ أسطورة العمالقة العمالقة عند البابميف "مالوؽ " الييود إلييا "عـ بمعنى األمة أو‬

‫فوزي فيمي ‪ :‬المفيوـ التراجيدي والدراما الحديثة‪،‬ط‪ ،2‬القاىرة‪، 1988 ،‬ص ‪16،15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 2‬حمزة عمي لقماف ‪ :‬أساطير مف تاريخ اليمف ‪ ،‬ص‬


‫‪32‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الشعب فصارت "عـ ماليؽ " أي شعب ماليؽ وسكنوا شماؿ جزيرة العرب حتى جنوب فمطيف‬
‫والمعتقد اف قوـ عاد ظيروا بعد الطوفاف في االحقاؼ بيف حضر موت واليمف وبمداف الخميج‬
‫وكاف يبمغ طوؿ الواحد منيـ (‪ )50‬ذراعا وطوؿ (‪ )75‬قدما ومنيـ بنوقري ومدف في عامة‬
‫العالـ يما فييا حضر موت أسطورة العماليؽ ‪ ،‬وأسطورة ارـ ذات العماد وىـ قوـ البني ىود‬
‫عميو السبلـ (( تسرد لنا األسطورة انو بعد اف أرسؿ إلييـ النبي ىود عميو السبلـ ووصؼ ليـ‬
‫الجنة وما فييا مف نعيـ فيسخر ارـ ويطمب اف ينتشروا في أنحاء المممكة ‪.‬‬

‫خمؽ العالـ أو الكوف وتعتمد‬ ‫*ثانيا – أسطورة الخمؽ ‪ :‬وىي األساطير التي تفسر‬
‫األساطير اليمنية السماء عمى آلية الطبيعة والسماء ‪ ،‬األرض الرياح الشمس القمر النجوـ‬

‫كاف الناس يعبدوف األفبلؾ السماوية القمر وقرينتو الشمس وابنيا كوكب الزىرة وقبؿ اف‬
‫تتحوؿ ىذه الدوؿ الى ممالؾ ((كاف رئيس كؿ دولة يمقب (مكرب ) والذي يعني رئيس الكينة‬
‫الذي كاف يستمتع بسمطة دينية وسياسية انو كاف رئيا دينيا وممكا دنيويا وكاف يعتبر االبف‬
‫األكبر لئللو (القمر ) بينما كاف بقية أفراد الشعب األبناء الصغار الذيف كاف خضوعيـ‬
‫لبلبف األكبر خضوعا لبللو )) كاف يرمز لئللو القمر بقرنيف (لوعؿ آو الثور ) ألنيا اقرب‬
‫بيا باليبلؿ ‪.1‬‬

‫* ثالثا ‪ :‬األسطورة التعميمية ‪ :‬وىي تمؾ األسطورة التي يحاوؿ اإلنساف البدائي عف طريقيا‬
‫إف يعمؿ ظاىرة ولكنو ال يجدىا تفسير مباشرة مثؿ ( الرعد ‪ ،‬انفجار البركاف وانشقاؽ األرض‬
‫عف الزرع )‬

‫*رابعا – األسطورة الرمزية ‪ :‬وىي اقرب إلى األسطورة الدينية والكونية ألنيا تعبر بطريقة‬
‫مجازية عف فكرة دينية آو كونية والتي تتطمب التفسير بالمعنى الرمزي‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 1‬حمزة عمي لقماف ‪ :‬أساطير مف تاريخ اليمف ‪ ،‬ص‬


‫‪33‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*خامسا – األسطورة التاريخية‪ : 1‬ىي األسطورة المتضمنة واقعا تاريخيا في القدـ ‪ ،‬وىي‬
‫إلى البطؿ ‪ ،‬الذي يجمع بيف الصفات‬ ‫مزيج مف التاريخ واألعماؿ الخارقة التي تنسب‬
‫ويعاد إلى مصاؼ اآللية ولكف صفاتو اإلنسانية تشده دائما‬ ‫اإلنسانية والقدرات اإلليية ‪،‬‬
‫إلى العالـ األرضي ‪ ،‬كأسطورة "سيؼ بف يزف مثبل" والتبع حساف " باختبلؼ التصنيؼ نجد‬
‫إف األساطير سواء في المضموف والمعاني (( تعتمد األسطورة عمى الرمز ويعد الطقس والرمز‬
‫مف دعائـ التكويف األسطورة وىو األصؿ في نشأتيا )) كما أسمفنا سابقا عف تعريؼ‬
‫األسطورة وتصنيفيا فاليمف بمد حضارة وتعدد العبادات والطقوس و الشعائر الدينية ‪ ،‬فمر‬
‫اإلنساف البدائي بعدة مراحؿ مف الصيد إلى الزراعة تـ إلى التفكير في اإلنتاج والرسـ‬
‫والصناعة اليدوية وكؿ مرحمة مف ىذه المراحؿ (( كانت تقدـ طقوس دينية لآللية ومعتقدات‬
‫وذلؾ مف اجؿ إرضاء اآللة اليونانية القديمة ولكف تحت مسميات أخر )) كما يروي لنا‬
‫الكاتب عيد عولقي (( إف مف بيف أشير أسماء اإللو القمر "ود" التي تعني الحب اإلليي‬
‫البعيد عف الحب الجنسي و "دشيرت" أي الو الشير القمري ‪ ،‬و "ودـ " أو أيـ أو أيـ ودـ‬
‫وكميا تعني اإللو الودود األب فكانت تعد آلية وىي القمر الشمس كوكب الزىرة )) ويفيد‬
‫األديب اليمني عمي بف عمي صبره في كتابة اليمف الوطف األـ (( إف حضارة اليمف يعود‬
‫تاريخيا إلى عشرة آالؼ سنة ؽ‪.‬ـ ‪ 10‬ألؼ سنة ؽ‪.‬ـ )) فحضارة مثؿ حضارة اليمف البد مف‬
‫أف يكوف ليا عدد مف األساطير برغـ عدـ اكتشاؼ معظميا في التقنيات األثرية التي تشير‬
‫إلييا الكتب التاريخية ‪ ،‬ولكنو ىناؾ العديد مف األساطير التي تصؿ بمستو األساطير‬
‫اإلغريقية والرومانية والبابمية ‪ ،‬ومف تمؾ األساطير التي كانت تركز عمى بطولة وقوة وبأ‬
‫إلينا بصورة الو أو نصؼ الو ‪ ،‬ومف األسطورة الممحمية "أسعد‬ ‫بطؿ األسطورة لتسوية‬
‫الكامؿ " فيي تحتو عمى فقرات شعرية ونثرية حيث (( تحكي عف والدة اعد الكامؿ ((ارض‬
‫اليمدانيف ‪ ،‬ثـ مقابمة الكاىنات الثبلث وتعرفو منيف عمى أصولو الممكية وحمبلتو إلخضاع‬
‫وطف الجزيرة العربية والعراؽ وفتحو إليراف والصيف واليند)) وىنا نبلحظ أوجو الشبو بيف‬

‫‪1‬حمزة عمي لقماف‪:‬مصدر نفسو‪ ،‬ص ‪35‬‬


‫‪34‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬
‫وبما اف أسطورة اعد‬ ‫محمقة اعد الكامؿ و مسرحية مكبت لمكاتب االنجميزي "شكسبير "‬
‫الكامؿ الى المصادر التاريخية في كتاب سبا وجمير لممؤلؼ الكبير محمد حسيف الفرح "تاريخ‬
‫والدتو ( ‪ 669-703‬ؽ‪.‬ـ )) والذي يجسد اسمو ولقبو في عشريف نقشا باسـ (أبي كرب اسعد‬
‫ممؾ سبا وذي ريداف وحضر موت ويمنت وأعرابيـ طودا وتيامة )( اسعد ممؾ سبا –آتو )‬
‫ىو تبع الذي ذكره اهلل في القرآف الكريـ بقولو عز وجؿ (( أىـ خير أـ قوـ تبع والذيف مف‬
‫قبميـ أىمكناىـ انيمؾ انو مجرميف)) ‪"2‬الدخاف ‪" 37‬وفي الحديث عف النبي صمى اهلل عميو‬
‫وسمـ "ال تبوا تبعا فانو كاف قد اسمـ "فقاؿ الجاحظ وابف كثير في تفسيره لآلية المذكورة‬
‫سابقا أىـ خير أـ قوـ تبع قوـ سبا وبحثا ىنا ىو معرفة األساطير اليمنية ولسنا في وارض‬
‫‪3‬‬
‫روما (في أمسية الغر والقوفاز) في القرف السابع ؽ ‪.‬ـ ))‬

‫فن الكتابة بالخط اليمني‬

‫*الخط اليمني القديم ‪:‬‬

‫حاوؿ بعض العمماء أف يربطوا بيف لفظ مسند شكؿ الكتابة فيذا ىو إسرائيؿ والفنستوف يقرر‬
‫أف الحضارة جنوب ببلد العرب عقمية تنجو نحو األعمدة في عمارة القصور والمعابد واذ‬
‫أسوار والسدود وأبواب المدف ومف اجؿ ذلؾ يوجد عندىـ ميؿ شديد إليجاد حروؼ عمى ىيئة‬
‫األعمدة أي أف إلى شكؿ ىذه الكتابات وأطمقوا عمييا لفظ المسند الف حروفيا ترسـ عمى ىيئة‬

‫‪38‬‬ ‫‪ 1‬كماؿ الديف حسف ‪ :‬التراث الشعبي في المسرح المصري الحديث‪ ،‬ط ‪ 1‬القاىرة‪1997 ،‬ص‬
‫سورة الدخاف اآلية ‪37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪ 3‬كماؿ الديف حسف ‪ :‬المرجع نفسو ‪،‬ص‬


‫‪35‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫خطوط مستندة إلى أعمدة وىذا تخريج الدعي لو ولسنا بحاجة إلى القوؿ باف لفظ المسند أقدـ‬
‫عيدا مف اإلسبلـ وعمماء المسمميف الذيف لـ يكونوا بحاجة إلى التخرج والتعميؿ فقد عرفوا‬
‫االسـ مف أىؿ اليمف ومف النقوش بؿ ونستطيع أف نقوؿ أف االسـ كاف شائما عند العرب حتى‬
‫في الشماؿ ‪،‬قبؿ اإلسبلـ وتتكوف أبجدية المسند مف رمز الحرؼ تمثؿ أصوات الحروؼ‬
‫العربية الحديثة بزيادة صوت واحد ينطؽ مف مخرج قريب مف اليمف بيف اليمف والصيف عمى‬
‫ما يبدو ‪ ،‬ونعتقد إف آثار باقية في الميرية حيث يتكرر في ألفاظيا صوت غريب يذكرنا في‬
‫نفس الوقت بالصوت الذي يرمز إليو بحرفي ‪ LL‬في لغة ويمز لسميبة ومف الكممات الميرية‬
‫التي نجد فييا ىذا الحرؼ كممة "شخوؼ " حيث تنطمؽ الشيف مف مخرج بيف السيف والشيف (‬
‫وتشبو التاء ) وتعتب كممة شخوؼ " المبف " ويقابميا في بعض ليجات البادية في حضر‬
‫موت كممة (شخب) تعني لمبف أيضا ونجد في المعاجـ المغوية ‪ ( :‬خشب بمعنى لبف ويقاؿ‬
‫أنيا حميرية ) ‪.‬وفي كممة "مسند " نكتب اليف عادة برمز ىذا الحرؼ الذي النعرؼ اسمو كما‬
‫تقمب أحيانا "ثاء" فتصير الكممة مثند " وىذا يعود إلى تدخؿ بعض األصوات عند الكتابة‬
‫وخاصة في الكتابات الحضرية القديمة كما إف فيو تمميح إلى السبو بيف ذلؾ الحرؼ "وحرؼ‬
‫‪1‬‬
‫التاء " أيضا‬

‫ويبلحظ أف نقش المسند التي وصمت إلينا تمثؿ مستو عاؿ مف الدقة والجماؿ في رسـ‬
‫أشكاؿ الرموز ‪ ،‬وتمثؿ في نؼ الوقت ( اثر باقيا الثقافة فذة ذات شخصية متميزة وعالية‬
‫كيؼ بدا ىذا الحط‬ ‫يقوؿ ‪ ،‬الدكتور بيستوف وال يعرؼ احد الى اليوـ‬ ‫التطور ‪ ،‬كما‬
‫والنظريات المتعارضة لتي اقترحيا العمماء النشوية لـ ننقر بعد عمى رأي يمكف االخدبة ‪.‬‬

‫‪1‬االكوع الحوالي‪ :‬اليمف الخضراء‪ ،‬ص‪222‬‬


‫‪36‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫وجميع تمؾ اآلراء تقوـ عمى أساس مقارنة أشكاؿ الحروؼ والعبلقة الجغرافية بيف األماكف‬
‫التي عثر فييا عمى نماذج األبجدية المختمفة ونجد في العربية – تمخيصا – ومناقشة الجمؿ‬
‫‪1‬‬
‫تمؾ اآلراء والنظريات في كتاب جواد عمي المفصؿ في تاريخ العرب قبؿ اإلسبلـ‬

‫وترجع أقدـ النقوش اليمنية ( المسند ) إلى أوائؿ القرف التاسع قبؿ الميبلد عمى ابعد تقدير اذا‬
‫آخذنا في االعتبار الختـ الذي عثر عميو في يبتؿ فمسطيف عمما باف أقدـ وصؿ أينا مف‬
‫نقوش ال يمثؿ بالضرورة تاريخ بداية أتخدـ الخط أما احدث ما وصؿ إلينا مف تمؾ النقوش‬
‫فيرجع الى أواخر القرف السادس بعد الميبلد‬

‫ومع أف " الف العرب " يذكر أف جماعة مف اليمف ظمموا بالمسند وىـ في اإلسبلـ إال اف‬
‫ذلؾ الخط لـ يمبث إف أىمؿ بفعؿ انتشار الخط العربي الشمالي ولو كاف اليمنيوف لـ ينوا‬
‫نممسيا في كتاباتيـ ولتعمموا‬ ‫المسند لمسا وقع مؤرخيـ األوؿ في األخطاء الصارخة التي‬
‫الكثير عف تاريخ اليمف الذي ظمت بصبو التذكارية المنقوشة بارزة لمعياف طواؿ القروف حتى‬
‫جاء المستشرقوف في القرف الماضي وجاءت محاوالت أحياء ذلؾ الخط ولميجات العربية‬
‫‪2‬‬
‫القديمة‬

‫ولمجيات الرئيسية التي كتبت بيا نصوص المسند في اليمف ىي السيئة والمعنية والقمبائية‬
‫والحضرية أي ليج ا المالؾ الرئيسية القديمة أما مممكة لوماف شبو لجيولة فاف ما وصؿ إلينا‬
‫مف نقوشيا ال يمكننا مف التحدث عف خصائصيا لمغوية زىناؾ ليجة يدعو ىا بيتوف ىرمية‬
‫نسبة إلى مدينة ىرـ تشبو في مجميا السيئة إال أنيا نظير في المجموعة الصغيرة مف‬
‫‪3‬‬
‫النصوص التي عثر عمييا في تمؾ المدينة خصائص لغوية متميزة ‪.‬‬

‫‪ 1‬وولي سيرليو‪ :‬مدخؿ الى عمـ القاىرة‪ ،‬ط‪، 1‬القاىرة‪ ،1956 ،‬ص ‪441‬‬
‫‪ 2‬االكوع الحوالي‪ :‬اليمف الخضراء‪ ،‬ص ‪241‬‬
‫‪3‬االكوع الحوالً‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪241‬‬
‫‪37‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫ولـ يقتصر استخداـ المسند عمى اليمف وحده فيناؾ نصوص وجدت في أماكف مختمفة كما‬
‫سبقت اإلشارة في فصوؿ القسـ األوؿ مف ىذا الكتاب ويقسـ بيستوف ىذه النقوش إلى ثبلثة‬
‫أقساـ ‪:‬‬

‫‪ -1‬نقوش وجدت في مناطؽ احتميا متوطنوف مف اليمف بصفة شبو دائمة وىده تتمثؿ في‬
‫نقوش دداف (العبل)‬
‫‪ -2‬نقوش خمفيا لنا أشخاص أثناء رحبلتيـ التجارية أو حمبلتيـ العسكرية خارج اليمف‬
‫وىذه تتمثؿ في النقوش التي وجدت في مصر (ؼ ‪ )3571‬ونقش جزيرة ديموس‬
‫والنقوش التي حفرت عمى صخور في أواسط الجزيرة‬ ‫اليونانية ( ؼ ‪) 3576‬‬
‫العربية ومخربش مف مصر العميا ( ؼ ‪) 3571‬‬
‫‪ -3‬نقوش نامس فييا اثر الثقافة اليمنية عمى المناطؽ المجاورة وأىميا ما وجد في‬
‫الحبشة وكتبت بالمسند وىي أقدـ النقوش الحبشية ولكف ىذه النقوش مف القصر‬
‫بحيث يصعب أدراؾ العبلقات لمغوية فييا بصفة قاطعة وىناؾ مجموعة نصوص‬
‫عربية شمال ية شرقية استخداـ في كتابتيا المسند إنما بميجة ( يستعمؿ بسنوف ىنا لفظة‬
‫‪1‬‬
‫لغة ) غير اليمنية‬

‫*طريقة الكتابة وخصائصيا‪:‬‬

‫لقد كانت الكتابة عموما تكتب مف اليميف إلى الشماؿ وحتى النصوص القديمة التي كتبت‬
‫عمى الطريقة الحمزونية ‪ ،‬التي بما وكس فييا السطر التالي السطر السابؽ لو في االتجاه ‪ ،‬ت‬

‫احمد فخري‪ :‬الدراسات في تاريخ الشرؽ القديـ القاىرة‪ 1963 ،‬ص ‪481‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫جانيـ يبدوف مف اليميف في الغالب وفي السطر الذي يكتب مف الشماؿ إلى اليميف تتحوؿ‬
‫اتجاىات الحروؼ غير المتناسقة ‪ ،‬مثؿ الراء والشيف وغيرىا‪ ،‬ويفصؿ بيف كؿ كممة وكممة‬
‫عمود راسي "ا" وعند دخوؿ حرؼ ذي مقطع واحد كحرؼ الجر (ب ) والعطؼ (و) الخ‬
‫فيوصؿ ذلؾ الحرؼ بالكممة ‪ ،‬التي يدخؿ عمييا إما إذا كاف ذلؾ الداخؿ مكونا مف حرفيف‬
‫مثؿ (وب‪ )...‬فانو في الغالب يفصؿ بينو وبيف الكممة التي يدخؿ عمييا بالعمود الرأي كما‬
‫نجد في اغمي النقوش مثؿ ( و ب ‪/‬ع ث ت ر ) وتوضع رموز اإلعداد بيف عبلمتيف‬
‫خاصيتيف ىكذا رمز العدد ولقد عرؼ الكتاب المسند استعماؿ االختصار ( والمونو جرامات )‬
‫كما نشاىد عمى القطع النقدية حيث يكتفي بالحرؼ ولكنيا في رأي العمماء لي ليا أي آللة‬
‫‪1‬‬
‫صوتية وانما ىي رموز دينية وتأتي عادة في أوؿ النقش وفي آخره (‪.)270‬‬

‫*نقوش الحروف بالخط المسند‬

‫قد الحظنا مف قبؿ إف كتابة النقوش لـ تعرؼ عبلمة لمتشديد وأنيا استعادت عف ذلؾ في‬
‫بعض األحواؿ التي تشيد عمييا أمثمة مف النقوش ‪ ،‬بتكرار الحرؼ المشدد كما في لغات أوربا‬
‫عمى حد تعبير غويدي (‪ )272‬وير بيستوف إف انتقاء عبلمة تشديد في المسند شبيو بانتقائيا‬

‫‪ 1‬احمد فخري‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪481‬‬


‫‪39‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫في الكتابة األثيوبية ‪ ،‬غير انو يورد لنا مثبل معتا لتكرار الحرؼ عوضا عف التشديد في مثؿ‬
‫ورود لفظ ( ـ ح مـ د ـ ) في النقش ( ‪353/1‬ـ ) والذي نر فيو مشابية لبلسـ العربي‬
‫المعروؼ محمد ( ‪ ) 273‬وىناؾ ظاىرة أخر في ىذه النقوش تتمثؿ في غياب ىمزة الوصؿ‬
‫فييا ) كاف حديثا حتى آلف يدور حوؿ بعض لمسات المشتركة لمنقوش اليمنية القديمة‬
‫"المسند " ‪ 0‬وكما قد اعترفنا بوجود فوارؽ بيف الميجات التي استخدمت في تمؾ النقوش ‪،‬‬
‫وىي لميجات السيئة والمعنية والقبانية والحضرمية أما السيئة وىي لتي وصؿ إلينا منيا قدر‬
‫اكبر مف النقوش فتغطي مف الناحية التاريخية فترة طويمة تمتد منذ عصور المكرييف السيئيف‬
‫إلى آو آخر القرف السادس الميبلدي بيمنا تعاصره النقوش المعنية الفترة األولى مف تاريخ‬
‫النقوش السيئة التي تمثؿ عصر المكرييف والمموؾ األوؿ إلى نيابة القرف األوؿ قبؿ الميبلد‬
‫تقريبا ثـ تندثر وتميؿ قريبا مف بداية العصر المسيحي عمى ما يعتقد ‪ .‬ويتمر ظيور‬
‫النقوش القبانية إلى ابعد مف ذلؾ فنجدىا ال تزاؿ مزدىرة في أوائؿ العصر المسيحي وال‬
‫يستبعد أف تكوف قد استعرت حتى القرف الثالث الميبلدي ‪.‬وتأخذ النقوش الحضرمية في‬
‫‪1‬‬
‫االندثار الغزو السبي لحضر موت في نياية القرف الثالث أو بداية القرف الرابع لمميبلد ‪.‬‬

‫وىكذا فاف نقوش كؿ مف معيف وقتياف وحضر موت تعاصره المرحمة األولى النقوش السبئية‬
‫منوع ندما نصؿ إلى المرحمة السبيئة الثانية وىي المرحمة الوسطى ( منذ القرف الثاني ؽ ‪.‬ـ‬
‫إلى القرف الرابع الميبلدي تقريبا ) تكوف نقوش ىذه الميجات قد ضعفت وأخذت في االندثار‬
‫واالضمحبلؿ الواحدة تمو األخر تبعا الختفائيا مف المسرح السياسي كما لؾ مستقمة أو شبو‬
‫فترة طويمة ‪ 15‬قرنا عمى وجو‬ ‫مستقمة وتتبح لنا كثرة النقوش السبيئة وانتشارىا عمى مد‬
‫اف نبلحظ فييا تطور طريقة الكتابة وتطور طريقة قواعدىا المغوية "ا" فنجد المرحمة‬ ‫التقريب‬

‫‪ 1‬احمد فخري‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪481‬‬


‫‪41‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الوسطى فتمتاز بالخط ذي الزوايا الحادة واألشكاؿ المستديرة الموشاء ‪( .‬ج ) وتأتي نقوش‬
‫القرنيف الخاـ والسادس لمميبلد ضمف المرحمة األخيرة مف تطور الخط السبي وتتفؽ الميجات‬
‫المعنية والقبانية والحضرمية في استعماؿ الحرؼ (س ) كسابقة في أوؿ القمؿ المتعدي بينما‬
‫تستخدـ الميجة السبئية عوضا ‪ ،‬مما يذكرنا بنقوش مذاب الحضرمية وفيما عدا ذلؾ فيناؾ‬
‫خصائص أخر في جميع ىذه الم يجات ‪ ،‬ليس ىنا مجاؿ تفصيميا ‪ ،‬وخاصة فيما يتعمؽ منيا‬
‫با لضمائر وحروؼ الجر والعطؼ التي تختمؼ فييا الميجات أو تمتقي بطريؽ يصعب معيا‬
‫تقسيـ تمؾ الميجات إلى مجاميع أو حتى إلى مجموعتيف رئيسيتيف وينبغي أف نبلحظ إف ىذه‬
‫المقارنات المغوية بيف لميجات اليمنية القديمة تكاد تكوف مقتصرة عمى مرحمة واحدة ىي ما‬
‫‪1‬‬
‫يسميو بيستوف المرحمة السبيئة األولى التي تنتيي بالقرف الثاني قبؿ الميبلد تقريبا‬

‫وىو الوقت الذي قمنا إف نقوش الميجة المعنية فييا قد اختمفت تقريبا إما الميجتاف الرئيسيتاف‬
‫األخرياف القتبانية والحضرمية والمتاف عاصرتا جزاءا يطوؿ أو يقصر ‪ ،‬مف المرحمة السيئة‬
‫الوسطى ( حسب ما بيف أيدينا مف نقوش ) فأنيما أخذتا في االندثار خبلؿ تمؾ المرحمة‬
‫واختفت نقوشيا قبؿ نيايتيا وليذا فإننا ال نستطيع اف نحكـ عمى ىذه الميجات في القروف‬
‫الثبلثة السابقة اإلسبلـ وما طر أعمييا مف تطورات في المناطؽ التي كانت تتكمـ بيا ‪ .‬ونتوقع‬
‫أصبحت ليجة‬ ‫إف تكوف سيطرة السيئيف السياسية قد أدت الى غمبة ولو نسبية لميجتيـ التي‬

‫‪ 1‬االكوع الحوالً ‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪234‬‬


‫‪41‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫النقوش ولميجة الرسمية الوحيدة والتي يعتقد العمماء أنيا قريبة الى المغات السامية الغربية‬
‫‪1‬‬
‫األدبية الشمالية‬

‫خالصة‪:‬‬

‫عرفت الحضارة اليمنية تطو ار كبي ار في مجاؿ الفنوف األدبية مما جعميا حضارة عريقة بحدي‬
‫دانيا فقد عرفت بدلؾ الشعر وفف الحكاية والمقامة التي احد األجناس األدبية السردية‬
‫المطعمة احيانيا بالشعر التي تميز بيا األدب العربي اليمني وىي كدالؾ تعتبر ر مف‬
‫القصص الخيالية التي تبني عبل شخصيات وإلحداث وخطب وحورات ‪.‬‬

‫‪ 1‬االكوع الحوالً ‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪234‬‬


‫‪42‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫إما عف الظواىر المسرحية اليمنية في تؤكد لنا ولغيرنا عمي وجود المسرح في اليمف القديـ أو‬
‫اىتماـ بيا معتمدا عمي جذور قديمة ومقاييس ‪.‬‬

‫إما عف اإلبداع اليمني القديـ فقد تجسد في الخط المسند حيث برع اليمنيوف في نقوش بالخط‬
‫اليمني المسند حيث كاف ىو الرمز الحقيقي في تمؾ الحضارة العريقة مند أالؼ السنيف مما‬
‫جعميا حضارة يضؿ إبداعيا الفني في الخط المسند ميبط األجناس البشرية فقد تمكف بدلؾ‬
‫اليمنيوف بداع لغة ضرورية لبني اإلنساف ألنيا وسميو التخاطب وواسطة التعارؼ وترجماف‬
‫األفكار وتبادؿ المعاني‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫‪43‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫فن أو فنون الصناعات التطبيقية في حضارة اليمن‬


‫القديم‬
‫األول‪ :‬فنون النحت والنقش في اليمن القديم‬ ‫المبحث‬

‫المطمب األول‪ :‬النحت والرسـ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الفنوف الدقيقة‬

‫فن صناعة الفخار والنقود في اليمن القديم‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الفخار‬

‫المطمب الثاني‪ :‬النقود‬

‫الفنون النحت والنقش في اليمن القديم‬

‫*فن النحت والرسم في اليمن‪:‬‬

‫إف وجود األعماؿ التحتية الصغيرة و الكبيرة في جنوبي الجزيرة العربية خبلؿ العصور القديمة‬
‫اثر معروفا سابقا مف خبلؿ كتاب األغاني لميمداني لكف المعروؼ منيا حاليا لؤلسؼ قميمة و‬
‫‪44‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫يصطحبيا بدقة الف النشور عنيا غالبا صالحاف حصيمة مصادقة أو تقنيات غير مدروسة و‬
‫المنيجية و كما أف فصؿ حوؿ المناىج تحديد النشاط التاريخي الممحؽ بالمنيج الوصوؿ إلى‬
‫تاريخ مطمؽ مؤكد ليا و يذكر ذلؾ " بونكا " و في ىذا السياؽ شاىدا معروفا و ىو النصاؼ‬
‫البرونزي الموجود ضمف مجموعة الذي تتراوح آراء في تاريخو قد أف الحكـ عمى ىذه المسألة‬
‫مف انطبلؽ أوال المنطقة الجنوبي الجزيرة العربية خبلؿ العصور القديمة لـ تتبع سياسيا لية‬
‫مف الدوؿ اليمنستية أو اإلمبراطورية الرومانية أبدا‪ .‬و لـ تكف ىناؾ سو محاولة وحيدة لفرض‬
‫السيادة األجنبية فييا ‪.‬و ىي الحممة الرومانية التي قادىا إليوس جالوس سنة ‪ 64/25‬ؽ‪.‬ـ ‪،‬و‬
‫مف المعروؼ أنيا أخفقت في غايتيا ‪.‬أما فترات االحتبلؿ الحبشي و الفارسي فبل دور ليا في‬
‫‪1‬‬
‫ىذا الموضوع ألنيا حصمت في أواخر تاريخيا القديـ ‪.‬‬

‫و لكف‪ ،‬مف ناحية ثان ية ‪،‬ال يعني ىذا أف الفف في جنوبي الجزيرة العربية كاف خالصا خاليا‬
‫مف أية تأثيرات ‪.‬فقد ظيرت مف خبلؿ التجارة البرية و البحرية صبلت متنوعة مع بمداف‬
‫حوض البحر األبيض المتوسط و اليند ‪ ،‬و تركت تمؾ الصبلت و العبلقات تأثيرات حضارية‬
‫و فنية أيضا ‪ ،‬و ليذا ظير عدد مف المقى األثرية المستوردة و لوحظت حاالت مف التأثيرات‬

‫‪ 1‬وولي يرليونادر ‪ :‬مدخؿ الي عمـ القاىرة‪ ،‬ص ‪541‬‬


‫‪45‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفنية ‪.‬لكف في ىذه المسألة – كما في التاريخ تماما – تتباعد األحكاـ بشكؿ واضح ‪.‬و‬
‫‪1‬‬
‫بكممات أخر يمكف القوؿ ‪ :‬إف مشكبلت الفف القديـ في جنوبي الجزيرة العربية متنوعة‪.‬‬

‫إف أشير نماذج المنحوتات الكبيرة في جنوبي الجزيرة العربية ىما ببل شؾ التمثاالف البرونزياف‬
‫المذاف يتجاوزاف الحجـ الطبيعي لئلنساف (‪ ،)237،238‬و قد عثر عمييما سنة‬

‫‪ 1931‬خبلؿ حفريات و لي العيد آنذاؾ سيؼ اإلسبلـ أحمد في نخمة الحمراء (جنوبي جبؿ‬
‫كنيف ‪ ،‬شرقي طريؽ صنعاء –ذمار ) و غالبا ما نميز في تمؾ األعماؿ النحتية الكبيرة‬
‫والصغيرة تأثير نماذج" أجنبية "‪ ،‬فالعمبلف المذاف تحدثنا عنيما أعبله يشبياف بوضوح نماذج‬
‫التماثيؿ التي كانت تصور القيصر الروماني عادة‪.‬كما نجد في التماثيؿ البرونزية التي كشؼ‬
‫عنيا في القاعة األمامية لمعبد أو أـ في مارب عبلمات تدؿ عمى تأثيرات قبرصية – فينيقية‪.‬‬
‫ونمحظ تأثيرات أجنبية في المنحوتات المكتشفة في تمنع أيضا‪ ،‬نشير مف بينيا إلى األسديف‬
‫المذيف يقودىما صبي عار‪ .‬وقد أثار ىذا العمؿ مناقشات عممية واسعة‪ ،‬وال يمكف تجاىؿ‬
‫التأثيرات الينمستية فيو‪ ،‬ولو يفترض انجازىما في الببلد ذاتو ؛ بناءا عمى النقوش الكتابية‬
‫‪2‬‬
‫العربية الجنوبية المدونة عمى قاعدة العمؿ‬

‫إف األمثمة التي تظير فييا بوضوح تأثيرات أجنبية أكثر عددا‪ ،‬ويسيؿ تمييزىا‪ .‬ومف ناحية‬
‫ثانية؛ ىناؾ قطع أثرية يمكف الحكـ بوضوح أيضا عمى أنيا مستوردة‪ ،‬نذكر منيا مثبل التمثاؿ‬
‫الصغير الذي يمثؿ محاربا إسبارطيا‪ ،‬وقد عثر عميو سنة ‪ 1939‬في البريرة بحضر موت‪ ،‬ثـ‬
‫اختفى ضمف مجموعة شخصية‪ ،‬وعاد إلى الظيور سنة ‪ 1982‬في مزاد عمني في لندف‪ .‬وىو‬

‫القاىرة‪،‬ص ‪255‬‬ ‫‪ 1‬مظير عمي ‪:‬مدخؿ الي عمـ‬


‫‪ 2‬محمدعبد القادر‪:‬المرجع نفسو‪،‬ص‪198‬‬
‫‪46‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫يعود إلى النصؼ الثاني مف القرف السادس ؽ‪.‬ـ‪ ،‬ويحتمؿ انو مف إنتاج مشغؿ فني في‬
‫الكونية ( جنوب شرقي شبو جزيرة البيموبونيز )‪.‬كما نشير إلى تمثاؿ برونزي يمثؿ راقصة‬
‫عثر عميو في خور روري ( سميرـ قديما) عمى الساحؿ العمماني‪ ،‬وىو ببل شؾ مستورد مف‬
‫اليند‪.1‬‬

‫*الفنون الدقيقة‬

‫يشمؿ ىذا المصطمح إيداعات فنية مختمفة كشواىد القبور المصنوعة مف األلباستر ‪،‬و التماثيؿ‬
‫النصفية المصنوعة مف المرمر أو األلباستر ‪ ،‬و المنحوتات المسطحة ‪ ،‬و الزخارؼ التزينية‬

‫االكوع‪ :‬المرجع‪ :‬نفسو ص‪341 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و تيجاف األعمدة الموجودة ضمف تركيب معماري ‪ ،‬و األطباؽ المعدنية ‪،‬و الحمي التزينية ‪،‬و‬
‫الرسوـ ‪.‬‬

‫الفنون اليدوية و الفنون الدقيقة و الجميمة‪:‬‬

‫تفنف اليمني الحضار في األدوات المنزلية و األوعية لممطابخ و األكؿ ‪ ،‬و لـ يكتؼ بالفخار‬
‫و الخزؼ و المدمر ‪ ،‬بؿ تطور حسب الظروؼ ‪،‬فزيف األواني األنيقة و األطباؽ الفضية‬
‫الجميمة ‪ ،‬و األسرة و الموائد ذات األرجؿ الفضية ‪،‬و الكؤوس الفضية و الذىبية و الزجاجية‬
‫‪،‬و حمي النساء و األطفاؿ كالخبلخؿ و الدمالج و األساور و الوسواس و الشنوؼ و العقود و‬
‫األحجاؿ و القروط ‪ ،‬و غير ذلؾ مف الصيغ و الزينة يستخدماف كقفؿ أو خمية ‪ ،‬و كبلىما‬
‫يمثؿ معبودا جالسا ‪،‬و فوؽ ىذا المعبود طائر باسط جناحيو‪ ،‬و عمى اليميف تيساف في حالة‬
‫استعداد لمنطاح و القتاؿ و في "فينا" أيضا عصاتاف مف البرنز إحداىما تنتيي برأس حية و‬
‫األخر برأس حنش‪. 1‬‬

‫كما أف ىناؾ مجموعة تماثيؿ مف األفاعي و الثعابيف "الحنشاف" و الجماؿ ‪ ،‬و الخيوؿ ‪،‬و‬
‫الفيراف ‪،‬و الغزالف و نحوىما و شاىدت في ظفار الممؾ "بيحصب" فصا مف الجزع األبيض‬
‫فيو تجازيع و ير مف جوىره نصؼ إنساف قاعدا عمى منصة و أمامو منضدة مف الجزع ‪.‬‬

‫كما شاىدت أيضا فصا مف الجزع األحمر عميو رسـ فارس بيده الرمح و كأنو يطرد‬

‫‪ 1‬منير عبد الجميؿ العريفي ‪:‬الفف المعماري و الفكر الديني القديـ‪ ،‬ط ‪ 1‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪ 2112 ،‬ص ‪186‬‬
‫‪48‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و حدثت أف بعض المزارعيف مف قرية القمة مف بنى حشيش خوالف العالية في الشرؽ‬
‫الشمالي مف صنعاء بينما كاف يحفر بئ ار ‪،‬فمما بمغ في الحفر سبعة أمتار ‪ ،‬إذ وجد ثبلث‬
‫غرؼ في أحدىما إناء كبير ممموء بقطع ذىبية مف الذىب المائؿ إلى البياض ‪ ،‬و ىو أجود‬
‫الذىب ‪ ،‬و في اآلخرتيف قطع كثيرة مف الذىب الحميري و أشياء غيرىا مف األحجار الكريمة‬
‫‪ ،‬و مف جممتيا خاتـ ذىب و عميو تمثاؿ فارس ‪ ،‬و كمو مف الذىب و ىو آية في الفف و‬
‫‪1‬‬
‫الجماؿ و اإلتقاف ‪ ،‬و قد أسامع الناس بذلؾ و وصؿ خبر ىذه الحادثة إلى عباس بف يحي‬

‫‪1‬منٌر عبد الجلٌل ‪ :‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪191‬‬


‫‪49‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫حاكـ المنطقة المذكورة حينئذ فابتمع أكثر ىذه األشياء بزعـ ف فييا "الخمس"‪،‬ألنيا ركاز واختفى‬
‫جزء ضئيؿ باالتياب ‪،‬ىكذا خبرني السيد النبيؿ إبراىيـ بف عمى الوزير ‪.‬‬

‫و أما الفنوف الجميمة فيي فيي نوع مف الفنوف الدقيقة إال أنيا أخص ‪ ،‬فالفنوف الجميمة ىي‬
‫التي تنبسط ليا النفس مف المصنوعات لجماىا و رونقيا ال لمنفعتيا و متاتيا‪ ،‬و ىي بيذا‬
‫االعتبار قسماف ‪:‬‬

‫األوؿ ‪ :‬ما تظير أشكالو محسوسة ‪،‬كالحفر و التصوير و النحت و التمثيؿ ‪ ،‬و تسمى اآلف‬
‫الفنوف التشكيمية‪.‬‬

‫و الثاني ‪ :‬ما ال يحس ‪،‬و ال ير بؿ ىي مف قبيؿ الخياؿ كالشعر و الموسيقى‪ ،‬و تسمى عند‬
‫العرب باآلداب الرفيعة ‪.‬‬

‫فالتصوير و النحت و الحفر و الرسـ و التمثيؿ ‪،‬قد سقانا نماذج مف ذلؾ و البعض بدؿ عمى‬
‫الكؿ‪.‬‬

‫الجد اررية ‪ .‬و ضمف إطار الفنوف الدقيقة يجدر بنا ذكر االكتشاؼ المثير الذي تـ مؤخ ار‬
‫في ‪ 1984‬ضمف مقبرة ىجر أمذيبية في وادي ضراء (حضرموت) ‪،‬حيث تغني القطع الفنية‬
‫معارفنا عف الفنوف الدقيقة و القديمة في جنوبي الجزيرة العربية بشكؿ كبير‪. 1‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪1‬منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكر الديني‪ ،‬ص‬


‫‪51‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫في مجاؿ الزخرفة و الفخار و النقش الرمزي وسؾ النقود ىي أقو مجاالت أخر كالمعتقدات‬
‫الدينية أو تخطيط المدينة أو تقنيات العمارة ‪.‬‬

‫و فيما يتعمؽ بالتصنيؼ التاريخي ألعماؿ الفنوف الدقيقة‪،‬يجب أف نذكر أننا مازلنا بعيديف عف‬
‫امكانية تحديد التطورات التاريخية التي طرأت عمى أشكاليا المختمفة‪.‬إضافة إلى ذلؾ ثمة حاجة‬
‫ماسة إلى تنقيبات يحدد فييا تتابع السويات األثرية بدقة حتى يكوف باإلمكاف تحديد تواريخ‬
‫مطمقة مؤكدة‪،‬و ليذا تكتسب التنقيبات الفرنسية أىمية خاصة‪ ،‬و تعد خطوة أولى في النيج‬
‫‪1‬‬
‫الصحيح ‪.‬‬

‫لقد سبؽ أف حاوؿ رتينس قبؿ عدة سنوات ‪،‬وضع تصنيؼ تاريخي فني ‪ ،‬اعتمادا عمى عدد مف‬
‫أشكاؿ الرؤوس البشرية الموجودة في متحؼ تاريخ الشعوب في ىامبورج‪،‬و استطاع‪-‬كما تقوؿ‬
‫كبلديس ‪،‬بحؽ – أف يدرس منحوتات مف فترات مختمفة ‪ ،‬و لكنو لـ يقدـ لنا أية حقيقة إضافية‬
‫جديدة عف التطور التاريخي لفف النحت القديـ في جنوبي الجزيرة العربية ‪.‬‬

‫وصمتنا شواىد المسكوكات البرونزية – بالدرجة األولى – مف حضرموت‪،‬فقد كشفت التنقيبات‬


‫في شبوة و األعماؿ السوفيتية – اليمنية في قناوريبوف و ىرييار( قرب ريبوف‪،‬حيث كشؼ عف‬
‫كنز أثري)‪،‬و تنقيبات خور روري‪ ،‬عف عدد ضخـ مف القطع النقدية البرونزية ‪ ،‬يسمح بتحديد‬
‫تسمسؿ تاريخي معيف النقود البرونزية في حضرموت‪.‬و ثمة مجموعة منيا – وصمتنا بشكؿ‬
‫رئيس مف شبوة – تحمؿ االسـ س ؽ ر (شقر) اسـ القصر الممكي في شبوة ‪.‬أما في سائر‬
‫‪2‬‬
‫الممالؾ القديمة في جنوبي الجزيرة العربية فبل نعرؼ سو عدد قميؿ مف النقود البرونزية ‪.‬‬

‫‪35‬‬‫‪ 1‬منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكر الديني‪ ،‬ص‬


‫‪ 2‬كالوس شٌمان‪ :‬تارٌخ الممالٌك القدٌمة ضواحً الجزٌرة العربٌة ‪ ،‬ص ‪158‬‬

‫‪51‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫يمكف القوؿ بشكؿ عاـ ‪،‬إننا نعرؼ شواىد المسكوكات النقدية القديمة في جنوبي الجزيرة العربية‬
‫بشكؿ رئيس مف مممكة سبأ و خميفتيا مممكة حمير‪،‬مف حضرموت‪.‬و يبدو اف ببلد اليوناف –و‬
‫بشكؿ محدد أثينا‪-‬كانت في البداية ىي القدرة مف حيث المشاىد المصورة عمى القطع النقدية‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬ثـ نشأ سؾ محمي ضمف إطار محدد‪،‬و ىو يعبر عف سمات خاصة‪.‬‬

‫ص ‪159‬‬ ‫‪ 1‬كالوس شٌمان‪ :‬مرجع نفسو‪،‬‬


‫‪52‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفن صناعة الفخار والنقود في اليمن القديم‬

‫*فن الفخار‪:‬‬

‫ال يختمؼ وضع القطع الفخارية ‪ ،‬فقد كشؼ األثريوف عف كميات ضخمة مف الكسر الفخارية و‬
‫األواني الكاممة ‪ ،‬و لكف رغـ ذلؾ ال يمكف الحديث عف تصنيؼ منيجي أو شكمي ليا ‪،‬وال عف‬
‫"مدارس لصناعة الفخار" أو مراكز إلنتاجو ‪.‬و لعؿ مف ابرز العبلمات الدالة عمى الوجو‬
‫األمامي رأس رجؿ "سامي" ببل لحية ‪،‬و عمى الوجو الخمفي رأس رجؿ ممتح بدال مف البوـ‪ ،‬و‬
‫يرجح أف الوجوه تمثؿ حكاما محمييف ‪.1‬‬

‫و في مجموعات أخر نبلحظ تقميد "األسموب الحديث مف التت ار درخما الفضية األثينية (أواخر‬
‫القرف الثالث – نحو ‪ 85‬ؽ ‪.‬ـ) ‪.‬و بعد الحممة الرومانية الفاشمة إلليوس جالوس ‪ 64/25‬ؽ‪.‬ـ‬
‫بدأ يظير عمى الوجو األمامي منيا‪-‬في حوالي القرف األوؿ الميبلدي –رأس أغسطيف بدال مف‬
‫الرأس العربي ‪.‬و تتصؿ بيا مجموعة صور عمى الوجو األمامي منيا ممؾ أو إلو‪ ،‬بينما تظير‬
‫في الوجو الخمفي جمجمة ثور لقد تـ صنع القطع الفخارية المكتشفة في ىجر بف حميد و وادي‬
‫الجوبة كميا يدويا ‪ ،‬و لكف بالطبع ىناؾ حاالت أخر مختمفة ‪ ،‬إذ تذكر ليمى بدر أف فخار‬
‫شبوة المكتشؼ في السويات ‪ 5-1‬ىو مصنوع يدويا في قسمو األكبر ‪ ،‬بينما يقوؿ رتينس عف‬
‫‪2‬‬
‫األواني التي عثر عمييا خبلؿ تن قيباتو في موقع حقو أنيا "مصنوعة كميا عمى القرص الدوار‬
‫"‪.‬‬

‫‪1‬أرياني مطير عمي‪' :‬في تاريخ اليمف‪ ' ،‬ط ‪1،‬دار النشر القاىرة‪ ،1983 ،‬ص ‪413‬‬

‫منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكري الديني‪ ،‬ص ‪255‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و ال يختمؼ كثي ار حديث البرايت عف فخار سميرـ بعض القطع صنعت يدويا‪،‬و لكف معظميا‬
‫بالقرص الدوار ‪.‬كما تجدر اإلشارة إلى الدراسات الروسية الحديثة الجارية قرب بئر حمد في‬
‫الجزء الغربي مف وادي حضرموت ‪ ،‬و ىو موقع تعود آثاره الى ما بيف الربع األخير مف األلؼ‬
‫الثاني ؽ ‪.‬ـ و أواخر القرف األوؿ ؽ‪.‬ـ ولد وصؼ ‪ 35‬كسرة فخارية عثر عمييا عمى السطح‬
‫العموي نجد اف ‪ 24‬قطعة منيا وصفت بأنيا مصنوعة بالقرص‪.‬‬

‫و يبلحظ التشابو بيف فخاريات ىجر بف محمد و وادي الجوبة مف حيث األشكاؿ المحمية ‪ ،‬و‬
‫يشمؿ الجرار و الكؤوس و الصحوف مختمفة األحجاـ ‪.‬و مف حيث األشكاؿ الزخرفية أمكف‬
‫تحديد ‪ 14‬نوذجا ضمف فخاريات ىجر الريحاني ‪ ،‬أحد أىـ المواقع األثرية في وادي الجوبة ‪ ،‬و‬
‫يغمب فييا استخداـ الحز أو التنقيط في الزخرفة ‪ ،‬و ثمة مشابيات ليا ضمف فخاريات ىجر بف‬
‫حميد أيضا و مف البلفت لبلنتباه العثور عمى قطع فخارية "أجنبية " في بعض المواقع ‪،‬ذلؾ‬
‫افتقار "فيرست اليمف ‪، jemen-katalog‬ىذا العمؿ العظيـ المميز ‪ ،‬إلى فصؿ خاص‬
‫بالفخار ‪،‬و لذلؾ فإننا مازلنا بعيديف جدا معرفيا عف مكانة الفخار في أثار مناطؽ أخر ‪،‬كما‬
‫في ببلد ال ارفديف أو إيراف عمى سبيؿ المثاؿ و ليذا فثمة محاوالت لوضع سجؿ شامؿ ‪corpus‬‬
‫لمفخار في جنوبي الجزيرة العربية خبلؿ العصور القديمة‪. 1‬‬

‫‪288‬‬ ‫مظير عمي‪ :‬تاريخ اليمف‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫و بشكؿ عاـ يمكف القوؿ اف فخار جنوبي الجزيرة العربية بسيط جدا و بدائي لمغاية ىذا الحكـ‬
‫أكثر عندما يقارنو المرء بالقطع الفخارية المكتشفة في مناطؽ أخر مف الشرؽ القديـ ‪،‬و سيجد‬
‫أنو ال سبيؿ لممقارنة مف حيث األساليب التقنية المستخدمة و ال مف حيث النوعية ‪.‬‬

‫و يعمؿ فإف بيؾ ذلؾ بأف الحاجة الى القطع الفخارية كانت قميمة ‪،‬نظ ار الستخداـ مواد أخر في‬
‫صنع األواني كالحجر (األلباستر) و الجمد و القصب المحبوؾ و ىو تعميؿ يظؿ قاببل لمنقاش‬
‫‪.‬و ينطبؽ ذلؾ أيضا عمى رأيو الذي طرحو سنة ‪ 1969‬و ىو أف كمية الفخار المتوافرة في‬
‫جنوبي الجزيرة العربية كانت بشكؿ عاـ قميمة ‪.‬و لكف ىذا الرأي بات نسبيا في ضوء التنقيبات‬
‫‪1‬‬
‫األثرية التي جرت بعد ذلؾ‪.‬‬

‫‪289‬‬ ‫‪ 1‬مظير عمي‪ :‬تاريخ اليمف‪ ،‬ص‬


‫‪55‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*النقود‬

‫تعامؿ سكاف جنوبي الجزيرة العربية خبلؿ نشاطاتيـ التجاري البري و البحري بالنقود منذ وقت‬
‫مبكر‪ ،‬و لكف ليس مف الممكف تحديد تاريخ دقيؽ لبمدية ذلؾ ‪.‬و تظؿ الحقيقة التي نممكيا ‪،‬و‬
‫ىي أف أولى القطع النقدية المسكوكة التي ظيرت في التاريخ عمى اإلطبلؽ ىي التي سكت‬
‫في مممكة ليديا (غربي ببلد األناضوؿ) في مطمع القرف السابع ؽ‪.‬ـ تظؿ حقيقة مفيدة ‪.‬‬

‫و بشكؿ أساسي يتوجب أف ننقر مقدما بأف معارفنا عف أشكاؿ النقود القديمة في جنوبي الجزيرة‬
‫العربية مازالت غير مقبولة‪ ،‬و يعود ىذا أسباب عديدة‪ ،‬منيا كثي ار مف القطع النقدية وصمتنا عف‬
‫طريؽ تجارة اآلثار الخاصة ‪،‬و غالبا ما نفتقر إلى معمومات دقيقة عف مصدرىا أو المكاف‬
‫األصمي ليا ‪.‬و لذلؾ قد يتغير أي كشؼ جديد – كما ير دمبسكي – تصوراتنا العامة عف سؾ‬
‫النقود في ىذه المنطقة بشكؿ جذري‪.1‬‬

‫تعود بداية سؾ نقود خاصة في جنوبي الجزيرة العربية ‪ ،‬و بالتحديد في المممكة السبئية ‪ ،‬إلى‬
‫القرف الرابع أو الثالث ؽ‪.‬ـ‪.‬و قد سكت فييا في البداية نقود مماثمة لمتت ار دراخما الفضية األثينية‬
‫ذات "األسموب القديـ" التي شاغت في أثينا ‪،‬و عمى وجييا الخمفي صورة ألبوـ و غصف زيتوف‬
‫و ىبلؿ و كتابة يونانية ‪.‬و تقميد ىذه النقود األثينية ىو نتيجة لمتجارة الخارجية النشطة ‪،‬و ال بد‬
‫أف السبئييف عرفوا لمتت ار دراخما األثينية األصمية قبؿ سؾ نقودىـ الخاصة بزمف ‪.‬ثـ طوروىا و‬
‫أضافوا إلييا رسوما معبرة و أضحت موحدة وزنا بشكؿ أفضؿ ‪.‬و ينعكس التعمؽ بيا في عدـ‬
‫‪2‬‬
‫تقميدىا في جنوبي الجزيرة العربية فحسب ‪ ،‬بؿ في مصر و فمسطيف و أواسط آسيا أيضا ‪.‬‬

‫ثـ ظيرت مسكوكات نقدية محمية تحمؿ حروفا إضافية و رمو از كتابية مف المسند السبئي ‪،‬كما‬
‫تنعكس محاكاة " األسموب القديـ " و التترادرامجا الفضية األثينية في نقود صور عمييا رأس‬

‫‪1‬كبلوس شيماف ‪ :‬تاريخ الماليؾ القديمة في ضواحي الجزيرة العربية‪ ،‬ص ‪158‬‬
‫‪2‬مظهر علً‪ :‬تارٌخ الٌمن القدٌم ‪ ،‬ص ‪233‬‬
‫‪3‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫رجؿ دوف لحية بدال مف اإللية أثينا‪ ،‬و عمى الوجو الخمفي منيا صورة البوـ المألوفة ‪.‬و في‬
‫‪1‬‬
‫مجموعة أخر نجد‬

‫كانت لدولة اليمف الخضراء عممة ذىبية و فضية أو برونزية (ضرب مف المعادف الجيدة التي ال‬
‫تتأثر بالتراب مع طوؿ بقائيا فيو) ‪،‬و كانت ىذه العممة تضرب بمعامؿ خاصة عمييا عممة‬
‫حذاؽ ‪،‬و كانوا ينقشوف عمى أحد وجو العممة صور المموؾ و أسماء المدف التي ضربت فيو‬
‫بالحرؼ المسند و زينوىا برموز سياسية و اجتماعية كصورة ألبوـ أو الصقر أو النسر الذي ىو‬
‫شعار الدوؿ الحضارية ‪ .‬أو رأس الثور رمز الفبلحة و الزراعة أو صور اليبلؿ ‪،‬و ىو رمز‬
‫‪2‬‬
‫ديني ‪،‬و بجانب تمؾ الموز كتابة بالقمـ الحميري كالخراطيش‪.‬‬

‫و كانت العممة الذىبية مف الذىب اإلبرير الخالص األصيؿ عف شائبة الغش و كاف يتنافس بو‬
‫و يدخر ضنا بو ‪ ،‬و حرصا عميو و إلى يوـ الناس ىذا ‪.‬‬

‫و لذيوع ىذه العممة و انتشارىا و نفاذ سيطرة حكاميا كانت ىي العممة الثالثة في العالـ القديـ ‪،‬‬
‫و ثانييما العممة الرومانية ‪ ،‬و الثالثة العممة الفارسية ‪.‬‬

‫ومف ىذه النقود توجد مبعثرة بيف الحمي و الصيغ ‪ ،‬كما توجد عمى الخناجر و عمى رؤس‬
‫الجنابى و مقابضالسيوؼ القديمة ‪ ،‬ومنيا مجموعة حسنة في المتحؼ األوربي في "فينا‬
‫‪3‬‬
‫"عاصمة النمسا ‪،‬تسربت إليو و في متحؼ التواىي بعدف ‪.‬‬

‫و يؤخذ مف صور المموؾ التي عمى النقود أف مموؾ الخضراء كانوا يظفروف شعورىـ جدائؿ‬
‫يرسمونيا إلى القفا و عمى جانب رؤسيـ كما ىو اليوـ في بعض أحياء العرب مف مشرؽ اليمف‬

‫‪171‬‬‫‪1‬اياني مطير‪ :‬عمي مرجع نفسو‪ ،‬ص‬


‫‪2‬كالوس شٌمان‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪188‬‬
‫‪3‬مظهر علً‪ :‬تارٌخ الٌمن القدٌم ‪ ،‬ص ‪235‬‬
‫‪4‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪.‬و يظير أنيـ لـ يكونوا يرسموف لحاىـ و ال شواربيـ ألننا لـ نجد عمى صورىـ التي عمى النقود‬
‫و ال عمى الصور التي اكتشفت و اطمعنا عمييا مف خرائب ببلد عنس الشرقية‪.‬‬

‫و كانوا يركبوف عمى األفراس أو المراكب التي تجرىا الخيوؿ أو األفياؿ جمع فيؿ ‪ :‬الحيواف‬
‫المعروؼ‪.‬‬

‫و ليس عمييـ مف ا لمبلبس إال مئزر محوؾ بالذىب الخالص حوؿ حقوية و أساور ثمينة في‬
‫ذراعيو‪.‬كما ىو الحاؿ اليوـ فيما نشاىده و نراه في قبائمنا مراد وسبأو مشرؽ ذمار ‪ ،‬و صنعاء‬
‫‪،‬و في سرو مذجح ببلد البيضاء ‪ ،‬وسرو حمير ‪،‬ببلد يافع و غيرىـ‪.1‬‬

‫األواني بالذىب والفضة مثؿ صناعة الخناجر التي تعد مف أشير أدوات الزخرفة الشعبية في‬
‫اليمف اف فف زخرفة األدوات الشعبية في اليمف ىو عمؿ فتي مف التراث لـ يتأثر بتطور‬
‫التكنولوجيا الحديثة وقد يكوف متنوعا ومتباينا في الرؤية والتناوؿ ولكنو يتفؽ في تمثيمو لمتراث‬
‫وعمؿ الفناف اليمنى عمى تجديد ىو مزجو بالفف الحديث والواقع لئلنساف اليمنى في عصر‬
‫النيضة الحديثة ‪ ،‬وىذا ىو الطريؽ األمثؿ في تجديد الفف اليمنى الحديث وفي بعث التراث‬
‫والحفاظ عميو ‪...‬خاصة واف مجتمعنا اليمنى مازاؿ يتممؾ العديد مف الفانيف المتشكميف والميرة‬
‫في مجاؿ الزخرفة والنقش والنحت وفف العمارة والفف التشكيمي بشكؿ عاـ ‪ ،‬ومازاؿ ىناؾ مف‬
‫يقدروف اإلبداع حؽ قدره وربط الفف القديـ الذي مازاؿ في حاجة ماسة لدعمو وتطويره ‪،‬خاصة‬
‫الى ضعؼ ىذه الصيف واألواني‬ ‫اف األدوات سيطرت األسواؽ المحمية في اليمف ما أد‬
‫المزخرفة بالنقوش والمستوردة مف الصناعة المحمية ‪.2‬‬

‫محمد بيومي ميراف‪ :‬تاريخ العرب القديـ‪ ،‬دار النشر المعرفة الجامعية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط ‪1‬ص‪1982 166‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪266‬‬ ‫منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكر الديني‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫في اليمف مجموعة مف المدف والحصوف التاريخية تتربع عمي قائمة التراث اإلنساني العالمي‬
‫ىذه المدف والحصوف مرصعو بنقوش وزخرفات ممونة بمقاييس ومقادير دقيقة أذىمت العالـ‬
‫‪1‬‬
‫وتتوارث األجياؿ اليمنية أو النقش اليمنى أرثا حضريا يعكس عراقة الشعب اليمني‬

‫خالصة‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد بيومي ميراف‪:‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪167‬‬


‫‪6‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫لقد عرؼ اليمنيوف مند القدـ عمي فف الصناعة التطبيقية مف ساىـ في إبداع ىده الحضارة‬
‫العريقة في جنوب الجزيرة العربية خبلؿ العصور القديمة اد انو مازاؿ ىناؾ نقص في المواد‬
‫والشواىد المساعدة عمي ذلؾ‬

‫ألكف الباحثيف اشاروا في كتبيـ عمي وجود دالالت تفيد عمي الفف التطبيقي اليمني وخاصة‬
‫النقوش عمي الجدراف والرسـ والنحت فأعماؿ النحتية كانت رمز عمي إبداع ىده الحضارة مما‬
‫ميد ليا الطريؽ إلي أف تصبح بدلؾ حضارة تعرفيا كافة األجناس البشرية‬

‫وعف صناعة الفخار فقد برع اليمنيوف في صناعة فف الفخار ال يختمؼ وضع القطع الفخار فقد‬
‫كشؼ االثريوف عف كميات ضخمة مف الفخار وألواني الفخارية الكاممة ولكف رغـ ذلؾ فقد برع‬
‫االنساف اليمني القديـ في ىدا الفف‬

‫فقد تعامؿ سكاف جنوب الجزيرة العربية وىـ اليمنيوف خبلؿ نشاطيـ التجاري البري والبحري‬
‫بالنقود مند وقت مبكر وبشكؿ أساسي يتوجب إف نقر مقدما باف معارفنا عف األشكاؿ النقود‬
‫القديمة في جنوبي الجزيرة العربية مازالت توجد شواىد ودالئؿ تثبت دلؾ‬

‫‪7‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الفصل الرابع‬
‫الفن زخرفة والفن المعماري في اليمن القديم‬
‫األول‪ :‬الزخرفة اليمنية‬ ‫المبحث‬

‫المطمب األول‪ :‬الزخرفة اليمنية القديمة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أساليب ووسائؿ الزخرفة اليمنية القديمة‬

‫الثاني‪ :‬العمارة الدنية في اليمن القديم‬ ‫المبحث‬

‫المطمب األول‪ :‬العمارة المدنية في اليمف القديـ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العمارة الدنية في اليمف القديـ‬

‫الفن الزخرفة والفن المعماري القديم في اليمن القديم‬

‫‪8‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*الزخرفة اليمنية‪:‬‬

‫اشتيرت اليمنيوف منذ القدـ بفف زخرفة العمارة واألدوات ‪...‬واكبر دليؿ عمى ذلؾ اىتماـ اليمنييف‬
‫بطبلء القبور بالموف األبيض ‪،‬فقد قامو بطبلء ضريح احمد بف عيسى في مدينة تريـ تشييده‬
‫عمى شكؿ يشبو وردة قرنفؿ عمى صدر الجبؿ يتـ الصعود إليو عمى لـ مطمي كذلؾ بالموف‬
‫األبيض يشبو غصف وردة وكأنو مشيد لديكور فيمـ سينمائي وقد اىتـ اليمنيوف بفف زخرفة‬
‫العمارة اليمنية ومنيا حصف الرناد وىو احد معالـ مدينة تريـ ‪،‬بني قبؿ البعثة المحمدية بأربعة‬
‫قروف وكاف ىذا الحصف قص ار لمحكاـ ‪...‬ىناؾ العديد مف الشواىد التي تؤكد اىتماـ اليمنييف‬
‫بفف العمارة والزخرفة مثؿ القمرية وىي مف األدوات المنزلية والتحؼ‬

‫‪1‬‬
‫األدوات المنزلية والتحؼ وغيرىا‪.‬‬

‫ورغـ التطور التكنولوجيا في صناعة التحؼ واألدوات ‪،‬إال أف الزخرفة اليمنية لـ تتأثر بيذا‬
‫التطور ‪،‬ألنيا أصبحت جزءا مف التراث الشعبي اليمني ‪ ،‬وتخصص أصحاب الحرؼ اليمنية‬
‫بصناعة ىذه األدوات واالىتماـ بزخرفتيا ورسـ النقوش عمييا مثؿ صناعة الخناجر والسيوؼ‬
‫والتحؼ وصحوف الزنؾ والببلطات الزخرفة حتى القمريات في واجيات المنازؿ والسجاجيد‬
‫وصناعة النسيج واألدوات المنزلية والمبلبس أف اليدؼ مف الحفاظ عمى فف الزخرفة في‬
‫األدوات المنزلية اليمنية ليس فقط الحفاظ عمى التراث اليمني وانما تطورت فف العمارة اليمنية ‪،‬‬
‫فالزخرفة عمؿ فني يحتاج إلى اعتبارات متزامنة لفيـ تكويف الزخارؼ والصور التي تحمؿ‬
‫‪2‬‬
‫المعنى المطموب‪.‬‬

‫‪258‬‬ ‫‪1‬محمد كرد حضارة‪ :‬العرب دار النشر بغداد‪ ،‬العراؽ‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ص‬
‫‪2‬منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكر الديني‪ ،‬ص ‪333‬‬
‫‪9‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫إلى جانب فف الخط وال توجد أي حضارة في العالـ متعددة الفنوف في عرض األفكار مثؿ‬
‫الحضارة اليمنية واكبر في العالـ سد مأرب برزت بأعماؿ فنية دقيقة تدؿ عمى ميارة اليمنييف‬
‫في الفنوف والصناعات كما نجد جماؿ المدينة القديمة نجد صنعاء وفي الزخرفة في صناعة‬
‫مف نوافذ وأبواب وقمريات بديعة النقش ونجد ىذه المباني مف الرخاـ المصقوؿ‬ ‫األواني‬
‫وجدرانيا مزينة بالرخاـ المطعـ ‪ ،‬كما نجد الحدائؽ الباسقة ما جعؿ بعض أحيائيا مضرب في‬
‫الجماؿ زخرفة التحؼ واألواني النحاسية تعد زخرفة األواني والتحؼ المعدنية مف الحرؼ القديمة‬
‫مف اليميف التي تتوارثيا األجياؿ وقد ابتكروا زخرفتيا ونقوشيا بما يوفؽ عاداتيـ وتقاليدىـ‬
‫فطبعوا الفف بطابع يبلئـ طبعتيـ أو أخبلقيـ فكاف فنا جميبل قائما بذاتو حتى أصبحت ليذه‬
‫الصناعة مدارس شعبية يتعمـ فييا عشاؽ فف الزخرفة وكاف الطابع اليمنى يجمع بيف الكتابة‬
‫عمى التحفة بخطوط مختمفة جميمة وتصاوير تمثؿ مظاىر الترؼ وبعض المظاىر الفمكية‬
‫كالنجوـ والشمس والقمر وغيرىا مف األجراـ السماوية والطيور األليفة والكاسرة وزخارؼ ىندسية‬
‫‪1‬‬
‫نباتية‬

‫واستعمؿ اليمنيوف القدماء الزخرفة لمتحؼ النحاية والطينية وكاف فضؿ حرفيي اليمف في ىده‬
‫الصناعة في تطعيـ عز جنوب غرب اليمف و "المدرسو العامرية في مدينة رادع وتتزيف بواطف‬
‫القباب في ىذه المدارس وجدراف قاعات الصبله فييا برسوـ ونقوش فنية ممونو وتقدـ لنا "قبة‬
‫‪2‬‬
‫الزوـ " في مدينو جبمو ومثيمتيا في مديريو حبيش نموذجيف رائعيف لزخرفة القباب في اليمف ‪.‬‬

‫وتعتبرالقمريات اليمنية ىي فف خاص يضيؽ إلي نوافذ البيوت اليمنية ذوؽ االصالو باالعتماد‬
‫عمي مكونات بسيطة مف الزجاج المموف والجص (الجبس ) والريشو التي يستخدميا الفناف‬

‫ص ‪149‬‬ ‫عبد الرحمف‪ :‬يحي حداد صنعاء القديمة‪ ،‬دار النشر صنعاء‪ ،‬ط‪19951‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير عبد الجميؿ‪:‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪335‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫ولمقمريا ت تشكيبلت عده منيا القديـ كػ " الرماني و"الياقوتي و"الزنجيري" ومنيا الحديث‬
‫باإلضافة الي ما تحتمو القمريو مف "بعد فني فاف ليا كذالؾ بعدا دينيا إذ يعتقد الكثير مف‬
‫اليمنييف "اف البيت ببل قمريو ىو بيت ببل بركو رغـ التطور التكنولوجي في صناعة األدوات إال‬
‫اف فف ا لزخرفة اليمنية لـ يتأثر ييدا التطور ألنيا أصبحت جزءا مف التراث الشعبي اليمنى ثـ‬
‫تخصص تجار الحرؼ اليمنيوف بصناعة األدوات واالىتماـ بزخرفتيا ورسـ النقوش عمييا مثؿ‬
‫صناعة الخناجر والسيوؼ والتحؼ والقمريات وصحوف الزنؾ والببلطات الخرفية حتى خطوط‬
‫اليد والمنمنمات والسجاجيد وصناعة النيج واألدوات المنزلية اف اليدؼ مف الحفاظ عمى فف‬
‫الزخرفة في األدوات الشعبية اليمنية ‪ ،‬والحفاظ عمى التراث الشعبي اليمني فقط وانما تطوير فف‬
‫الزخرفة في صناعة األدوات المنزلية الشعبية والحفاظ عمى ىذا التراث الشعبي كي يبقى ممي از‬
‫‪1‬‬
‫خاصة تطوير فف العمارة اليمنية وىو عمؿ فني‬

‫*أساليب ووسائل الزخرفة اليمنية القديمة‪:‬‬

‫*مواد البناء والتقنيات التقميدية‬

‫‪ 1‬طبلؿ سالـ‪ :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪361‬‬


‫‪11‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫ا الحجر الرممي ‪ /‬مثؿ الحجر الصعدي ومنو عدة أنواع ‪:‬‬

‫*ابيض صافي ‪ ،‬امتصاصو لمماء قميؿ جدا ( درجة أولى ) وىذا غمى مف أنواع األحجار ‪.‬‬

‫*ابيض مائؿ الى األصفر ‪ ،‬يمتص بصورة متوسطة ( درجة ثانية )‬

‫*اصفر كثير االمتصاص لمماء (درجة ثالثة )‪.‬‬

‫‪ -‬الصخور المتحولة ومنيا الرخاـ ‪ ،‬وألوانو متعددة وغير متجانسة الموف‬

‫مادة الطيف ىي مف أقدـ مواد البناء التي عرفيا االنساف واستخدميا في إنتاج عمارتو االولى‬
‫في عصور ما قبؿ التاريخ وبعد انتقالو مف الكيوؼ والمغارات في الجباؿ الى السيوؿ‬

‫والودياف واليضاب ومف مادة البيئة األكثر تواجد خمؽ االنساف ومف الطيف بنيت اغمب بيوت‬
‫‪1‬‬
‫العالـ والتي ظيرت وكأنيا تضاريس جديدة المادة األرض تتبلئـ مع البيئة وجماليا‬

‫ينتقي المعماره اليمنى أفضؿ المواقع الزراعية السييمة وأقدميا عم ار في ترسبات طبقاتيا ذات‬
‫الجودة العالية وذلؾ اإلنتاج عجينة الطيف ( الصمصاؿ ) ويخمط معيا ولمتماسؾ الروث‬
‫الحيواني لمماشية والدواب وبكميات تختمؼ مف حيث النسب ونوعية المصدر والطراوة ‪ ،‬وذلؾ‬
‫وفقا لنوعية المصدر والطراوة وذلؾ وفقا لنوعية استخدامو أكاف في البناء أو في إنتاج‬

‫‪1‬طبلؿ سالـ‪ :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪361‬‬


‫‪12‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫العناصر المعمارية الطينية ‪،‬وفي الكثير مف االستخدامات لمطيف في البناء يتـ إضافة‬
‫قصاصات التبف الصغيرة ‪.‬وقبؿ استخداـ عجينة الطيف في البناء أو إنتاج عناصر البناء‬
‫والعناصر المعمارية األخر البد مف اف تتخمر لتكتسب القوة المبلئمة لبلستخداـ‪.‬‬

‫ومادة تخمر ىذه تختمؼ مف استخداـ الى أخر وىي تتراوح مف يوـ الى ثبلثة أياـ وفي الغالب‬
‫يوميف‪.‬‬

‫طوب البناء اآلخر (االجور )‪:‬‬

‫يستخدـ االجور بمدينة صنعاء في بناء واجيات الحوائط الخارجية لؤلدوار العميا نظ ار لخفة وزنو‬
‫واحجاـ طوب البناء (االجور )ثابتة ‪ ،‬وكاف عرض الطوبة في السابؽ سـ وسمكيا سـ اما اآلف‬
‫فقد أصبح عرض الطوبة سـ وسمكيا ـ ويستخدـ الياجور بدءا مف الطابؽ الثاني إلى نياية‬
‫البناء ويطمؽ لفظ أحجار البناء عمى األحجار الممكف استخداميا في أغراض البناء ( بناء‬
‫الحوائط والجدراف ‪ ،‬ورصؼ الطرؽ ) كما يطمؽ لفظ أحجار الزينة عمى تمؾ األحجار التي‬
‫تعطي انعكاسات جميمة لمضوء عند قطعيا وصقميا ف والتي تكسى بيا واجيات المباني‬
‫واألرضيات وتستخدـ في اإلعماؿ الزخرفة وقد أد توفر مادة الحجر إلى شيوع استخداميا‪ ،‬مع‬
‫‪1‬‬
‫العناية‬

‫بتيذيبيا وصقميا وتنسيقيا وتركيا ظاىرة في البناء وبيذا أعطت المادة اإلنشائية المستخدمة‬
‫‪2‬‬
‫لممباني شكبل وطبعا معماريا ممي از لمدينة صنعاء‬

‫وبما أف اليمف تتمتع بأنواع زاخرة مف األحجار المتعددة ‪ ،‬فسيتـ ذكر بعض األنواع الشائع‬
‫استخداميا كمواد لمبناء وتكسيو الواجيات ‪:‬‬

‫‪ 1‬طالل سالم‪ :‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪362‬‬


‫‪ 2‬طالل سالم ‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪362‬‬
‫‪13‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫الصخور النارية ‪:‬ومنيا نوعاف كثيرة مثؿ ‪:‬‬

‫*الحجر العباصري ‪ :‬وىو مف أكثر األحجار شيوعا عي أعماؿ بناء الواجيات وىو نوعاف دار‬
‫الحنش (حنشي ) ‪ ،‬واآلخر عباصري وىو اصمب األنواع وأجمؿ مف النوع األوؿ‬

‫* الحجر البخراني ‪ :‬ولو عدة ألواف منيا الرمادي ‪ ،‬السماوي ‪ ،‬واألخضر‪.‬‬

‫*الحجر المناخي ‪ :‬وىو حجر اخضر الموف ‪.‬‬

‫*الحجر السنحاني ‪ :‬وىو حجر اصفر الموف مائؿ لمبني ‪.‬‬

‫*الحجر القاعدي ‪:‬وىو حجر احمر الموف‬

‫*الحجر البازلت ‪ :‬وىو حجر اسود ويعتبر اصمب أنواع األحجار وأشدىا تحمبل لمقو وفي‬
‫الراسية وأيضا في صناعة الركاـ (الكري )‬

‫*الحجر البازلت الفقاعي ‪ :‬وىو حجر اسود ويسمى (حجر الحبش )‬

‫‪1‬‬
‫*الحجر الجرانيت ‪:‬وىو حجر متجانس وألوانو األبيض والبيج ‪.‬‬

‫*مواد البناء والتقنيات التقميدية ‪:‬‬

‫أف ما اختصتو صناعة طوب البناء (األجور ) في صنعاء وىو التفرد بأساليب التقنية المحمية‬
‫التقميدية المتوارثة حتى اآلف والتي اخدت وضعا متمي از كمادة بنائية لسيولة تشكيميا استخدمت‬
‫في تشكيؿ واجيات المباني بطريقة متميزة وفريدة ‪ ،‬واف ىذا األسموب الفني يؤكد الحس الفني‬
‫لمبناءيف التقميديف ىما‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحمف يحي حداد‪ :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪256‬‬


‫‪14‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*الجبس (الجص )‪:‬‬

‫مادة الجبس مادة كمية مشتقة مف مادة الجير ويستعمؿ الجص الجيري لمطبلء وغؿ الجدراف‬
‫وتجديد لمعانيا وتعرؼ ىذه باسـ (النورة ) وتستخرج مف منطقة بني جرموز ومنطقة حبابة‬
‫ومنطقة حدة بالقرب مف صنعاء ويستخدـ أيضا في كسوة جدراف المباني مف الداخؿ والخارج‬
‫التغطية قوالب الطوب أو أحجار البناء ‪ ،‬واكسابيا شكبل جماليا فضبل عف استخدامو في كسوة‬
‫م ساحات معينة مف الجدراف ونقشيا بادؽ أنواع الزخارؼ ‪.‬ولمجص اليمني مزايا متعددة منيا‬
‫التماسؾ وااللتصاؽ الشديد كما انو اليترؾ اثر عمى األلبسة ببياضو اذا اتكأ المرء عميو وال‬
‫يحدث شقوقا أو تفتتا إذ اتكآ المرء عميو وال يحدث شقوقا أو تفتتا اذا ثبتت فيو المسامير‪. 1‬‬

‫*الخشب‪:‬‬

‫ا عتمد صناع الخشب اليمنيوف عمى بعض األخشاب المتوفرة في البيئة المحمية كا السدر‬
‫والجوز والقرض والعرعار والتنار واألثؿ وغيره ‪ .‬ولكف أيا منيا اليماثؿ خشب الطنب عند‬
‫وال تياجمو الدود والحشرات وال‬ ‫نجاري صنعاء االنو يبقى لمئات السنيف دوف اف يتدىور‬
‫تضره الرطوبة وال الشمس الف بنيتو النيج واذا عمؿ منو باب يتعرض لممياه فانو اليتاثر اال‬
‫بنبة بسيطة جدا والطنب شجرة يصؿ ارتفاعيا الى ‪ 31‬ـ وتحتاج شجرة الطنب لكي تنمو‬

‫‪1‬سمٌرة جماؿ جميؿ‪ :‬الخصائص العمرانية لمدينة صنعاء القديمة واالستفادة منيا في العمارة المعاصرة‪ ،‬دار النشر اليمف‪،‬‬
‫ط‪ ،1996 1‬ص ‪244‬‬

‫‪15‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫بصورة حسنة الى أمطار كافية وطقس حار ورطوبة ويفضؿ قطعيا في الشير الخامس مف‬
‫التقويـ الزراعي المت بع في اليمف ‪،‬مالـ ففي نياية الشير القمري وبعد القطع تترؾ كي تجؼ في‬
‫‪1‬‬
‫مكانيا سنة أو سنتيف لتصبح خفيفتا حتى يسيؿ نقميا الى مكاف االستخداـ‬

‫*مواد البناء والتقنيات التقميدية‬

‫ويطمؽ لفظ أحجار البناء عمى األحجار الممكف استخداميا في أغراض البناء (بناء الحوائط‬
‫والجدراف ‪،‬ورصؼ الطرؽ) كما يطمؽ لفظ أحجار الزينة عمى تمؾ األحجار التي تعطي‬
‫انعكاسات جميمة لمضوء عند قطعيا وصقميا وتنسيقيا وتركيا ظاىرة في البناء وييدا أعطت‬
‫المادة اإلنشائية المستخدمة لممباني شكبل وطابعا معماريا ممي از لمدينة صنعاء‪.‬‬

‫وبما أف اليمف يتمتع بأنواع زاخرة مف األحجار المتعددة فيتـ ذكر بعض األنواع الشائع‬
‫‪2‬‬
‫استخداميا كمواد لمبناء وتكية الواجيات‬

‫الصخور النارية ‪:‬ومنيا أنواع كثيرة مثؿ ‪:‬‬

‫*الحجر العبا صري ‪ :‬وىو أكثر األحجار شيوعا في أعماؿ بناء الواجيات وىو نوعاف دار‬
‫الحنش ( حنشي ) ‪ ،‬واآلخر عباصري وىو اصمب األنواع وأجمؿ مف النوع األوؿ ‪.‬‬
‫*الحجر البخراني ‪ :‬ولو عدة ألواف منيا الرمادي ‪ ،‬السماوي ‪ ،‬واألخضر ‪.‬‬
‫*الحجر المناخي ‪ :‬وىو حجر اخضر الموف‬

‫‪1‬سميرة جماؿ جميؿ‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪261‬‬


‫‪2‬عبد الرحمف يحي حداد‪ :‬صنعاء القديمة‪ ،‬ص ‪452‬‬
‫‪16‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*الحجر السنحاني ‪ :‬وىو حجر اصفر الموف مائؿ لمبني‬


‫*الحجر القاعدي ‪ :‬وىو حجر احمر الموف‬
‫*الحجر البازلت ‪ :‬وىو حجر اسود ويعتبر اصمب أنواع األحجار وأشدىا تحمبل لمقو الراسية‬
‫ومقاومة المموحة لذا يستخدـ في أعماؿ البناء القريبة مف سطح األرض وفي األساسات وأيضا‬
‫في صناعة الركاـ (الكري)‪.‬‬
‫*الحجر البازلت الفقاعي ‪ :‬وىو حجر اسود ويسمى (حجر الحبش )‪.‬‬
‫*الحجر الجرانيت ‪ :‬وىو حجر متجانس وألوانو األبيض والبيج ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الصخور الرسوبية ‪:‬وىو حجر الجيري الكمسي‬

‫*الفن المعماري في اليمن القديم‬


‫*العمارة المدينة في اليمن القديم‪:‬‬
‫عمى الرغـ مف أننا نعرؼ عدد كبي ار مف أسماء المدف القديمة فاف‬
‫بقاياىا المكتشفة الظاىرة تبدو غير مدىشة ومثيرة لبلنتباه كثي ار ‪ .‬وصحيح اف التقنيات األثرية‬
‫وسعت معارفنا عف الحياة العامة ‪ ،‬ولكف زائر مأرب أو معيف سيشعر بالدىشة واإلعجاب‬

‫‪1‬عبد الرحمان ٌحً‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪455‬‬


‫‪17‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫بالتأكيد إزاء رؤية المباني الدينية ‪.‬مثؿ المعابد ولكنو لف يشعر بذلؾ أماـ بقايا المباني ‪ ،‬وربما‬
‫تنفرد أسوار معيف أو ميفعة بأنيا تجمب اإلبصار ‪.‬‬

‫قبؿ كؿ شي البد مف القوؿ بأنو ليست ىناؾ دراسات قيمة وأساسية وبعد ‪ ،‬وما زالت بضاعة‬
‫نادرة كؿ ما ىنالؾ انو جرت دراسات سريعة لبعض المباني المعمارية أو رسمت مخططات ليا‬
‫اعتماد عمى صور جوية غير مقبولة تماما ‪ ،‬ومف ناحية ثانية ‪ ،‬فاف كثي ار مف أسوار المدف أو‬
‫غيرىا مف المنشات العمرانية راحت بمرور الزمف ضحية ما يدعى ب التطور باف استخدمت‬
‫موادىا في المباني الحديثة ‪.‬كما فعمت الحرباف األىميتاف فعمتيا في القضاء عمى اآلثار القديمة‬
‫ومف الواضح بشكؿ أساسي أف المساحات المبنية مف المدف القديمة صغيرة بالمقارنة مع الحاؿ‬
‫في مدف أخر مف مدف الشرؽ القديـ أف مدينة مأرب تعد أضخـ المدف القديمة في جنوبي‬
‫الجزيرة العربية وتبمغ مساحتيا ىكتار فقط أما سائر المدف الميمة فقد فكانت اصغر نسبيا ‪،‬‬
‫وذلؾ في جانب واد مرتفع طبيعي أو اصطناعي ‪ .‬والراجح أف المرء أراد بذلؾ تجنب خطر‬
‫فيضاف يسببو السيؿ ومف أمثمو ذلؾ المباني في مأرب وصروح ومعيف وتمنع ‪.1‬‬

‫كما بنيت المباني ضمف الحصوف أحيانا ‪ ،‬استخدمت في األوقات الصعبة مأوي آمنا ‪ ،‬كما فب‬
‫كـ شماؿ غربي صنعاء ) أو قنا وحصنيا حصف الغراب في أعمى الميناء‬ ‫اظفار ثبل (‬
‫المعروؼ كمنطمؽ التجارة البخور‪. 2‬‬

‫كاف ىناؾ عدد كبير مف المدف التي حميت اغمبيا بأسوار قوية ‪ ،‬ولعؿ أشيرىا ىي مأرب‬
‫‪ )4200‬ـ وكاف مترابطا مف خبلؿ عدد كبير مف األبراج‬ ‫بسورىا الذي بمغ طولو حوالي (‬
‫والبوابات الرئيسة وكذلؾ شبوة التي كانت محاطة بوريف دفاعييف ولكف قمة فف عمارة المباني‬
‫المدينة في جنوبي الجزيرة العربية تحتميا منشات السقاية ويأتي سد مأرب في مكانو األولى‬

‫‪ 1‬محمد كرد‪ :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪524‬‬


‫‪ 2‬محمد كرد‪ :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص‪524‬‬
‫‪18‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫بينيا كانت سقاية األراضي تشكؿ شرطا اسايا حاسما التساع نطاؽ الزراعة وازدىار الببلد‬
‫ولذلؾ كاف مف الطبيعي أف يحقؽ المعماريوف والبناؤوف انجازات رفيعة المستو في ىذا‬
‫المجاؿ وقد سيؽ أف اشرنا إلى انو كانت ىناؾ منشات لمسقاية في منطقة مأرب قبؿ سد مأرب‬
‫الشيير بزمف طويؿ ‪.1‬‬

‫لقد سبؽ إف كتب الكثير عف السد وسنكتفي ىنا بممحة موجزة نسبيا عنو كانت شيرة السد في‬
‫العصور القديمة تتجاوز حدود جنوبي الجزيرة‪ .‬العربية كواحد مف عجائب الكوف وبتوقؼ تحديد‬
‫تاريخ إقا متو عمى التسمسؿ التاريخي ( الكرونولوجيا ) المعتمد في ذلؾ فاف اعتمدنا التاريخ‬
‫الطويؿ الذي ناؿ الغمبة حاليا بداياتو في القرف السادس ؽ ـ ولعؿ إلى األلؼ الثالث ؽ ـ لـ‬
‫‪2‬‬
‫تعد تفي بالغرض‪.‬‬

‫وقد كاف الغرض األساسي مف السد ىو حجز مياه السيؿ التي تندفع بسرعة فائقة نحوه ‪،‬وتيدئتيا‬
‫(‬ ‫ومف ثـ توزيعيا ‪ .‬ويتحدث شميت في ىذا السياؽ عف بموغ درجة تدفؽ المياه الى‬
‫( ‪ )1700‬ـ في الثانية وعمى كؿ حاؿ‬ ‫‪ ) 10000‬ـ في الثانية وفي حاالت طارئة إلى‬
‫يمكف الحاؿ يمكف القوؿ عمى تفكير دقيؽ طويؿ ‪ ،‬وعمبل فتيا في مجاؿ فف العمارة واليندسة‬
‫وال شؾ في انو –مف حيث أناء وظيفة يفترض قيامو ضمف دولة حقيقية ذلؾ انو كاف يتطمب‬
‫لد حاالت طارئة مختمفة كالتصدع مثبل –تسخير جموع بشرية كبيرة العمؿ فيو فقد تـ في سنة‬
‫‪450‬ـ لد التصدع الثاني لو تسخير عشريف ألؼ رجؿ لمقياـ بأعماؿ اإلصبلح البلزمة لو كما‬

‫‪ 1‬سميرة جماؿ جميؿ‪ :‬الخصائص العمرانية لمدينة صنعاء القديمة واالستفادة منيا في العمارة المعاصر‪ ،‬ص ‪325‬‬
‫‪456‬‬ ‫‪ 2‬منير عبد الجميؿ‪ :‬الفف المعماري والفكر الديني‪ ،‬ص‬
‫‪19‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫تـ إصبلح تصدعو بعد ذلؾ في سنة ‪ 542‬ـ ولكف نياية ىذه العجيبة الكونية كانت نتيجة‬
‫الكارثة التي حصمت بيف ‪580- 575‬في الوقت الذي كانت المممكة السيئة –الحصرية في‬
‫‪1‬‬
‫حالة االنييار‬

‫وأخير نشير الى وجود أنظمة لمسقاية حوالي تمنع وشيوة كما وجدت في أماكف متفرقة إعداد‬
‫كبيرة مف المرافؽ الصغيرة كا آلبار والخزانات والسدود المائية التي كانت تخدـ عممية السقاية‬
‫‪.‬وتشكؿ الطرؽ جزءا آخر مف فف البناء ويأتي في المقاـ األوؿ بينيما (عقبة ) مبمقة الذي‬
‫يمتد مف وادي بيحاف الى وادي حريب أي في مممكة قتباف – وىو طريؽ مرصوؼ مبمط طولو‬
‫‪ )3.65 - 3.50‬ـ وذلؾ بحجارة ضخمة جدا مع إطار‬ ‫( ‪ )6.4 - 4.7‬كـ عرضو (‬
‫حجري عمى جانبو وشؽ ىذا لعمر في صخور تصؿ قمتيا الى (‪)30.5‬ـ وتنخفض الى (‬
‫‪ )9.14‬ـ ويذىب جروـ – اعتماد عمى التقارير األثرية –الى ىذا الطريؽ يعدؿ عنو نعرؼ‬
‫طريقا مرصوفا آخر في وادي حريب ولكنو اقصر ىو الطريؽ الذي يخترؽ ممر نج مرقب كما‬
‫‪2‬‬
‫نعرؼ ابيضا طرقا اخر ىي بالتأكيد عبلمات دالة عمى أماكف مرور طريؽ البخور‬

‫وفي السياؽ ذاتو نشير الى الحواجز التي اكتشفت عمى ذلؾ الطريؽ افصؿ مثاؿ عمييا ىو‬
‫حاجز ليتو شمالي مييناء وينصح لنا ىدؼ مف خبلؿ ما ورد في النقش ( ‪RES 2687‬‬
‫المكتشؼ في طريؽ البوابة الرئيسي اذ يذكر اف احد حكاـ حضر موت أقامو الحماية مف‬
‫غزوات الحميرييف الذيف احتموا الميناء الميـ ويختمؼ الباحثوف حوؿ تاريخ النقش ‪ ،‬ومف ثـ بناء‬
‫الجدراف الحاجز أيضا وتتراوح التقديرات كثي ار بيف القرف الثالث او الخامس أو العاشر ؽ‪-‬ـ‬
‫‪ )180‬ـ وارتفاعو (‪) 5‬ـ واستخدمت في بناتو كتؿ شذبة جدا مف الحجر‬ ‫وقد بمغ طولو (‬
‫الجيري وكانت لو بوابة واحدة فقط ويتحدث فوف حولجز جد ار نية اخر ولكنيا ليست ويشكؿ‬

‫‪ 1‬منٌر عبد الجلٌل‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪471‬‬


‫‪2‬محمد بيومي ميراف‪ :‬تاريخ العرب القديـ ‪ ،‬ص ‪251‬‬
‫‪21‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫عمـ يمكف اف نبلحظ فف العمارة القديمة الجنوبي الجزيرة العربية اف المعمارييف والبنائيف انجزو‬
‫‪1‬‬
‫أعماليـ بدقة وانتباه ‪ ،‬وأكثر ما يمفت انتباه فييا نتوع العمارة مدنية‬

‫*العمارة الدينية‬
‫اف المعابد –بييئتنا الباقية الباقية نسبيا –تعد بالتأكيد مف أىـ المعالـ العمرانية القديمة ‪ ،‬ولكف‬
‫وضعيا الحالي ال يكفي تماما –ولؤلسؼ كما يعبر شميدت – لمقياـ بتصنيؼ شكمي شامؿ ليا‬
‫واعتمد فيو‬ ‫ولذلؾ نقبؿ بشي مف الحذر – بالتصنيؼ الذي نشره جروىماف سنة‪1963‬‬
‫جد يونج محاولة انجاز تصنيؼ‬ ‫عمى أشكاؿ األساسات المعمارية لكف فيما بعد – في سنة‬
‫شكمي لممباني الدينية ومف ثـ إف يصؿ إلى نتائج محددة جديدة ولكف رغـ ذلؾ ال بد مف االقرار‬
‫باتو ما زالت ىناؾ نواقص كثيرة في معارفنا عنيا انو يعتمد في دراستو عمى التاريخ القصير‬
‫الذي ما عاد شائعا كثي ار وىو – بشكؿ عاـ – يتبع تصنيؼ شميدت لممعابد ولكنو يجر تقيمات‬

‫ص ‪491‬‬ ‫‪1‬منٌر عبد الجلٌل‪ :‬الفن المعماري والفكر الدٌنً‪،‬‬


‫‪21‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫أخر ليا ويجب االنتباه –بشكؿ أساسي –إلى انو كانت ىناؾ أصوؿ سابقة بيطة لممعابد‬
‫الرائعة تخدـ وتفي باإلغراض الشعائر ولذلؾ نعتقد إف شميدت محؽ تماما في عقده مقارنات‬
‫معنية بيف تطورىا وتطور منشات السقاية الزراعية وبيذا بدايات العمارة الدينية إلى األلؼ‬
‫الثالث ؽ –ـ أو في كؿ األحواؿ إلى األلؼ الثاني ؽ –ـ وير إف المناطؽ التي شيدت ظيور‬
‫تمؾ حتى داخؿ منطقة المرتفعات الجبمية أي المناطؽ البعيدة عف المدف الواقعة عف طريؽ‬
‫النقؿ الكبر البد انو وجدت في بداية ىذا التطور مسبلت أو عمدة حجرية نادرة الشكؿ وىي‬
‫تمث ؿ المرحمة المبكرة التي صنفيا يونج بمرحمة المقدسات الصخرية ثـ لحيطت أماكف تمؾ‬
‫‪1‬‬
‫األنصاب بأسوار فتشكمت مناطؽ مقدسة ‪.‬‬

‫تـ كانت الخطوة األخر بإقامة مباف ذات أساسات مترابطة أو منفصمة ‪ ،‬تضـ غرفة أو أكثر‬
‫وكانت جميعيا تتميز بسقوفيا المكشوفة تـ تطورت عنيا مباف بصفيا شميدت بأنيا النموذج‬
‫األساسي لممعبد السبئي الكبلسيكي وىي مبدئيا األساسي تتألؼ مف عناصر بنائية مغمقة في‬
‫الخارج وزوايا قائمة وطويمة مع فناء مكشوؼ مف األعمى أطرافو بأعمدة وغرفة لمعبادة مقسمة‬
‫إلى ثبلثة أقساـ وتبدو نماذج ىذه المرحمة –مف حيث موادىا وتقنية بنائيا متطورة أكثر ويذكر‬
‫شميدت منيا معبد اإللو ود الواقع بيف مأرب و صرواح الذي يؤرخو ببوكير القرف السابع ؽ –ـ‬
‫‪2‬‬
‫كـ جنوبي مأرب ) الذي كاف مكرسا‬ ‫ومعبد المساجد (‬

‫‪1‬كبلوس شيماف ‪:‬تاريخ الماليؾ القديمة ضواحي الجزيرة العربية‪ ،‬ص ‪161‬‬
‫‪ 2‬منير عبد الجميؿ‪. :‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪475‬‬
‫‪22‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫لعبادة اإللو المقو وير شميدت انو ورث مكانو معبد اإللو ود كما يعد شميدت معبد اواـ‬
‫المعروؼ في مأرب مف ىذا النموذج السبي لممعابد أيضا معتمدا في ذلؾ عمى األجزاء األقدـ‬
‫منو فقط ويضيؼ ايضا معبد براف ( حاليا ‪:‬عرش بمقيس أو العمائد) بأعمدتو الخمة ضمف‬
‫مجموعة المعابد السبئية ذات الزوايا القائمة ولكف مازاؿ ىناؾ غموض يمؼ ىذا المعبد ‪ ،‬ومف‬
‫الحديثة فيو عف وضوح أكثر وحسب ما يذكر فوجت‬ ‫المؤمؿ اف تفر التنقيبات األلمانية‬
‫‪ b.vogt‬فقد وصمت النقيبات إلى سطح المعبد الفناء األمامي غير الكامؿ الذي أضيؼ بعده‬
‫بزمف قميؿ ويقابؿ شميدت بيف ىذا النموذج السبئي لممعابد ونموذج أخر ذي مخطط مختمؼ مف‬
‫حيث األساسات والقاعات –عرؼ بشكؿ رئيس بيف معابد معيف (الجوؼ ) تـ فيما بعد في‬
‫قتباف وتظير مبلمح ىذا النموذج في شكميف االساساتيما مخطط واحد وىما ‪:‬‬
‫‪-‬شكؿ يكوف المعبد فيو بناء زوايا قائمة غير مترابطة مع ‪8-6‬دعامات استنا دية ويذكر‬
‫شميدت مف األمثمة عميو معبد المدينة في معيف الذي يضـ صفيف مف الدعامات ‪ ،‬في كؿ منيا‬
‫ثبلث وكذالؾ الموجود في حصف القبس في حضر موت الذي يضـ ست دعائـ ‪.1‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫اشتيرت اليمنيوف منذ القدـ بفف زخرفة العمارة واألدوات ‪...‬واكبر دليؿ عمى ذلؾ اىتماـ اليمنييف‬
‫بطبلء القبور بالموف األبيض‬

‫اىتـ اليمنيوف بفف زخرفة العمارة اليمنية ومنيا حصف الرماد وىو احد‬

‫‪455‬‬ ‫‪1‬أكوع محمد بف عمى ‪ :‬اليمف الخضراء‪،‬‬


‫‪23‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫معالـ مدينة تريـ ‪،‬بني قبؿ البعثة المحمدية بأربعة قروف وكاف ىذا الحصف قص ار لمحكاـ‬
‫‪...‬ىناؾ العديد مف الشواىد التي تؤكد اىتماـ اليمنييف بفف العمارة والزخرفة مثؿ القمرية‬
‫األدوات المنزلية والتحؼ وغيرىا‬

‫وفي المواقع األثرية اليمنية تـ العثور عمى أدوات مف العصر الحجري والبرونزي قدر عمرىا ب‬
‫‪40‬الؼ إضافة إلى قطع فنية مزخرفة وتماثيؿ ميمة في تطور الجزء الجنوبي مف شبو الجزيرة‬
‫العربية عمى امتداد أكثر مف (‪ )500‬ألؼ عاـ ففف الزخرفة اليمنية قد برع فييا اإلنساف اليمني‬
‫القديـ مما ساعدتو عمي عراقة ىده الحضارة‬

‫ففف العمارة أيضا ساىـ بقسط وافر مف الصرح الحضاري اليمني ابداعتيـ في فف العمارة‬
‫والزخرفة جيميا معبد كؿ األجناس البشرية مند أالؼ السنيف‬

‫‪24‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إف الحضارة اليمنية حضارة عريقة في حضارة أصالة فثقافة اليمنية والفف اليمني القديـ كاف‬
‫مف أىـ المعالـ تشيد الصرح الحضاري القديـ في اليمف القديـ وىدا كوف أف الثقافة اليمنية‬
‫تتميز بمخزوف وذخيرة نابعة مف التراث الماضي وعمية نمخص مف خبلؿ بحثنا ىدا إلي أىـ‬
‫النتائج التي نخمص إلييا وىي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫أوال‪ :‬إف حضارة اليمنية القديمة حضارة أصيمة بحد ذاتيا وعريقيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفنوف اليمنية القديمة كانت شاىدا عمي بناء صرح اليمني القديـ‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬اإلبداع في حضارة اليمف القديـ كاف مف أىـ الميزات ومعالـ النيضة الحضارة في اليمف‬
‫القديـ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تأثير الثقافة اليمنية بحضارات أخري تركت عمي اإلنساف اليمني القديـ عمي اإلبداع‬

‫وتخطيط الفني مما تركت ارث كبير في مجاؿ الفنوف‪.‬‬

‫خامسا‪:‬ابت ار كيـ الخط المسند دليؿ عمي الثقافة اليمنية القديمة وأصالتيا‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬فف العمارة اليمنية تركت ارث كبير في الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬بناء العمارات اليمنية القديمة إبداع وابتكار وثقافة يمنية أصيمة بحدي ذاتيا ‪.‬‬

‫وعميو نخمص إلي حضارة اليمنية القديمة حضارة أصيمة بفضؿ إبداعاتيا وفنونيا التي تركت‬
‫ارث كبير لؤلجياؿ اآلالتية والبلحقة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر المراجع‪:‬‬

‫*قائمة المصادر‪:‬‬

‫* القراف الكريـ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫* أرياني مظير بف عمي‪ ،‬في تاريخ اليمف‪ ،‬دار النشر القاىرة‪ ،‬ط‪1982 1‬‬

‫*احمد صقر‪ ،‬توظيؼ التراث الشعبي في المسرح العربي‪ ،‬دار النشر القاىرة‪1982،‬‬

‫*احمد فخري‪ ،‬الدراسات في تاريخ الشرؽ القديـ القاىرة دار النشر القاىر ط‪1963 2‬‬

‫*ربيع خميفة‪ ،‬الفنوف الزخرفة اليمنية في العصر اإلسبلمي دار المصرية المبنانيةط‪1996 1‬‬

‫*حسف األسمر المسرح في اليمف تجربة وطموح مطابع المنار العربي ط‪1991 2‬‬

‫* حمزة لقماف أساطير‪ ،‬مف تاريخ اليمف‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬ط‪1988 2‬‬

‫* سميرة جماؿ جميؿ‪ ،‬الخصائص العمرانية لمدينة صنعاء القديمة واالستفادة منيا في العمارة‬
‫المعاصرة دار النشر اليمف ط‪1996 1‬‬

‫*سعيد عولقي‪ ،‬سبعوف عاـ مف المسرح في اليمف دار النشر عدف ط‪ * 1980 1‬شرؼ الديف‬
‫احمد‪ ،‬اليمف عبر التاريخ المحمدية‪ ،‬دار النشر القاىرة‪ ،‬ط‪*1924 2‬‬

‫* صبري مسمـ‪ ،‬النقد األسطوري األنساؽ السردية والشعرية والمسرحية إصدارات الثقافة‬
‫والسياحة صنعاء اليمف ‪2004‬‬

‫* طبلؿ سبلـ‪ ،‬تأثير تكنولوجيا البناء الحديث عمي طراز العمارة التقميدية اليمنية الفنوف الجممية‬
‫جامعة حمواف‪1995‬‬

‫*طبلؿ منير‪ ،‬الموروث الشعبي في األدب اليمني األسطورة نودج المؤتمر‪2007‬‬

‫*عبد الرحمف يحي‪ ،‬حداد صنعاء القديمة دار النشر صنعاء ط ‪1995 1‬‬

‫* عبد الحكيـ عثماف‪ ،‬أحجار البناء والتشيد والصناعات التقميدية واالستخراجية في اليمف ط‪2‬‬
‫‪2000‬‬

‫*عبد الحبشي‪ ،‬مجمة الثقافة الجديدة‪ ،‬العدد ‪ 1979 74‬عدف اليمف‬


‫‪28‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*عبد المالؾ مرتاض الميثولوجيا عند العرب دار النشر بيروت ط‪2000 2‬‬

‫*عمي عقمة عرساف‪ ،‬الظواىر المسرحية عف العرب‪ ،‬دار النشر القاىرة ‪1686‬‬

‫*فوزي المفيوـ‪ ،‬التراجيدي والدراما الحديثة مكتبة األسرة ط‪ 2‬مصر ‪1970‬‬

‫* كماؿ الديف‪ ،‬حسف التراث الشعبي في المسرح المصري الحديث دار النشر القاىرة ط‪2‬‬
‫‪1982‬‬

‫* كبلوس شيماف‪ ،‬تاريخ المالمؾ القديمة في ضواحي الجزيرة العربية تر فاروؽ إسماعيؿ دار‬
‫النشر مركز الدراسات والبحوث العممية صنعاء ط‪2002 1‬‬

‫* محمد يحي حداد‪ ،‬التاريخ العاـ لميمف تاريخ اليمف قبؿ اإلسبلـ‪ ،‬دار النشر صنعاء‪ ،‬عدف‬
‫اليمف‪ ،‬ط‪1990 1‬‬

‫* محمد بف عمي األكوع الجوالي ‪ ،‬اليمف الخضراء ميد الحضارة ‪ ،‬مكتبة الجيؿ التجديد ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1982‬‬

‫* محمد حسيف الفرح ‪ ،‬الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبا وحمير ‪ ،‬المجمد االوؿ اصدرات‬
‫و ازرة الثقافة والسياحة‪ 2004 ،‬صنعاء‪ ،‬اليمف‪.‬‬

‫* موسي الصباغ‪ ،‬القصص الشعبي في كتب التراث‪ ،‬دار الوفاء الدنيا لمطباعة والنشر‬
‫القاىرة‪2006،‬‬

‫*مسعود عيشوش‪ ،‬مقامات باعبور‪ ،‬الممحؽ الثقافي‪ ،‬صحيفة الثورة ‪2005‬‬

‫*محمد عبد القادر تاريخ اليمف دار النشر بيروت ط‪1988 1‬‬

‫*محمد بيومي‪ ،‬ميراف‪ ،‬تاريخ العرب القديـ دار النشر المعرفة الجامعية القاىرة ط‪1982 1‬‬

‫*محمد كرد حضارة العرب دار النشر بغداد العراؽ ط‪1981 1‬‬
‫‪29‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫*محمد الحبفي‪ ،‬وما رقـ عبد الحميد تاثير الخواص الح اررية لواد البناء المحمية في اليمف‬

‫* منير عبد الجميؿ‪ ،‬الفف المعماري والفكر الديني القديـ دار النشر مكتبة مدبولي القاىرة ط‪1‬‬
‫‪2002‬‬

‫*وولي سيرليو مدخؿ الي عمـ القاىرة دار النشر القاىرة ط‪1988 1‬‬

‫*زٌد بن علً عنان‪:‬تارٌخ حضارة الٌمن القدٌم‪،‬المطبعة السلفٌة ط‪ 1‬الٌمن ‪1996‬‬

‫*يحي محمد سيؼ المختصر المفيد في المسرح العربي الجديد دار النشر صنعاءط‪1988 2‬‬

‫* يحي محمد سيؼ اىبلـ االدب والفف المسرح في اليمف الييئة العامة لمكتاب دار النشر‬
‫صنعاء ط‪2009 1‬‬

‫الصحف‪*:‬‬

‫*مجمة مممكة سبا ‪ 3‬مارس ‪ 2008‬العدد ‪ 155‬اليمف‪.‬‬

‫*مجمة روافد ثقافية جامعة بابؿ الفنوف الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 71‬العراؽ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫قائمة المالحق‬

‫قائمة المالحق‬

‫‪31‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫خرائط‬

‫‪32‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬
‫خريطة يمنية قديمة‬

‫‪1‬منير عبد الجميؿ‪ ،‬الفف المعماري والفكر الديني القديـ دار النشر مكتبة مدبولي القاىرص ‪365‬‬
‫‪33‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫صور‬

‫‪34‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫صورة لمعبد‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مجمة روافد ثقافية جامعة بابؿ الفنوف الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 7‬العراؽ‬


‫‪35‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫احد المعابد الحضارة اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مجمة روافد ثقافية‪ :‬المرجع نفسو‬


‫‪36‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬
‫لوحة فنية مكتوبة بالخط المسند‬

‫‪336‬‬ ‫‪ 1‬المرجع نفسو ص‬


‫‪37‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫لوحة فنية يمنية قديمة‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مجمة روافد ثقافية جامعة بابؿ الفنوف الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 7‬العراؽ‬


‫‪38‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫صورة فنية ولوحة زخارفية‬

‫‪1‬‬

‫مجمة روافد ثقافية‪ :‬جامعة بابؿ الفنوف الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 71‬العراؽ‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫األشكال‬

‫‪41‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬عمي االكوع اليمف الخضراء دار النشر مكتبة الجميؿ القاىرة طبعة الثانية ‪ 1982‬ص‪1333‬‬
‫‪41‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬
‫صناعة الفخار في اليمف القديـ‬

‫مجمة روافد ثقافية جامعة بابؿ الفنوف الجميمة ‪ 2009‬العدد ‪ 7‬العراؽ‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫‪1‬‬
‫نقود الٌمنٌة القدٌمة فً مملكة حمٌر‬

‫‪ 1‬مجمة مممكة سبا ‪ 3‬مارس ‪ 2008‬العدد ‪ 155‬اليمف‬


‫‪43‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫فيرس الموضوعات‬

‫‪44‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫فيرس الموضوعات‬

‫عدد الصفحات‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول اإلطار الجغرافي والتاريخي لحضارة اليمن ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار الجغرافي لحضارة اليمن‬

‫المطمب األوؿ‪:‬الموقع وحدود الحضارة اليمنية‪...................................‬ص‪03‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬المناخ والتضاريس الحضارة اليمف‪...............................‬ص‪04‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التاريخي لحضارة اليمن‬

‫المطمب األوؿ‪:‬ماقبؿ التاريخ حضارة اليمف القديـ‪................................‬ص‪06‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬تاريخ حضارة اليمف القديـ‪.......................................‬ص‪18‬‬

‫خبلصة الفصؿ األوؿ‪..........................................................:‬ص‪11‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬الفن األدبي وفن الكتابة اليمنية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الفنون األدبية اليمنية القديمة‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬فف الشعر والحكاية والمقامة‪.................................................‬ص‪12‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬الظواىر المسرحية اليمنية‪...................................................‬ص‪19‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬األساطير اليمنية القديمة‪.....................................................‬ص‪23‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬فن الكتابة بالخط اليمني‪:‬‬


‫‪45‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬الخط اليمني القديـ‪.........................................................‬ص‪29‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬طريقة الكتابة وخصائصيا‪.................................................‬ص‪32‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬نقوش الحروؼ بالخط المسند‪.............................................‬ص‪33‬‬

‫خبلصة الفصؿ األوؿ‪.....................................................................‬ص‪36‬‬

‫الفصل الثالث فن أو فنون الصناعات التطبيقية في حضارة اليمن‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬فنون النحت والنقش في اليمن القديم‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬النحت والرسـ‪.............................................................‬ص‪38‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الفنوف الدقيقة‪..............................................................‬ص‪41‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬فن صناعة الفخار والنقود في اليمن القديم‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬الفخار‪.....................................................................‬ص‪46‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬النقود ‪...................................................................‬ص‪49‬‬

‫خبلصة الفصؿ الثاني‪....................................................................‬ص‪53‬‬

‫الفصل الرابع الفن زخرفة والفن المعماري في اليمن القديم‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الزخرفة اليمنية‪:‬‬

‫المطمب األوؿ الزخرفة اليمنية القديمة‪...................................................‬ص‪55‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬أساليب ووسائؿ الزخرفة اليمنية القديمة‪...................................‬ص‪58‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفن المعماري في اليمن القديم‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬العمارة المدنية في اليمف القديـ‪..........................................‬ص‪64‬‬

‫‪46‬‬
‫الفنون اليمنية القديمة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العمارة الدنية في اليمف القديـ‪..........................................‬ص‪68‬‬

‫خبلصة الفصؿ الثالث‪.................................................................‬ص‪71‬‬

‫الخاتمة‪.............................................................................. :‬ص‪72‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪..................................................‬ص‪74‬‬

‫المالحق‪:‬‬

‫*خرائط ‪....................................................................‬ص‪78‬‬

‫*صور ‪.....................................................................‬ص‪81‬‬

‫*األشكاؿ ‪..................................................................‬ص‪87‬‬

‫فيرس ‪.................................................................. :‬ص‪92‬‬

‫‪47‬‬

You might also like