Professional Documents
Culture Documents
كيف تقرأ كتب الفقه
كيف تقرأ كتب الفقه
لفضيلة الشيخ
﷽
الر ِحيْ ِم احلمد هلل رب العاملني ،وأشهد أن ال إهل إال اهلل وحده ال رشيك له ،وأشهد أن ِ
بِ ْس ِم اهلل َّ
الر ْْح َِن َّ
كثريا ثم أما بعد- :
تسليًم ً
ً حممدا عبد اهلل ورسوله ،صىل اهلل عليه وعىل آله وأصحابه وس َّلم ً
معدودة بمشيئة اهلل َع َّز َو َج َّلُ ،عنون هلا من ِقبل اإلخوة األفاضل بعنوان" :كيف
ٍ فهذه الكلمة يف دقائق
تقرأ يف كتب الفقه؟" واحلقيقة أين وجدت هذا السؤال إجابته من أصعب اإلجابة ،وذلك أهيا اإلخوة أن
عَّب بذلك أبو الوليد بن رشد يف كتابه " الرضوري يف
ال يقولون :إن الفقه صنعة ،كًم َّ
هلل َت َع َ العلًمء َر ِ َ
ْح ُهم ا ُ
ٍ
مكث ،وقبل ِ
وطول ٍ
مالزمة أصول الفقه" ،والصنعة تعليمها من األمور الدقيقة التي حتتاج إل د ٍ
ربة ،وإل ُ
توفيق من اهلل َع َّز َو َج َّل وذكاء من الشخص ومناسب ٌة يف نفسه وذهنه.
ٌ ذلك
ولذلك فإن إجابة هذا السؤال قد يكون من أصعب األمور ،فًم زلت أق ِّلب هذا املوضوع يف ذهني فال
سأحور املوضوع ً
قليال ،فبدل من أن يكون موضوع هذه املحارضة" :كيف تقرأ يف ِّ بيد أين
أجد له جوا ًباَ ،
ُك تب الفقه؟" ،ليكن احلديث عن ُكتب الفقهً ،
بدال عن كيفية القراءة فيها ،فإن ال ُكتب وسيلة من الوسائل
املهمة يف حتصيل العلم ،ولذلك من ما زال أهل العلم يف احلديث وغريه يعتدون ويعتَّبون بالوجادة للكتب
هلل َع َليْ ِه َو َس َّل َم األصل
طري ًقا من طريق التحمل وطري ًقا من طريق النقل واالعتًمد عليه ،ولذلك النبي َص َّىل ا ُ
ِ
الس َال ُم هلرقل وغريه فيه أنه نقل بعض حديثه يف حياته عن طريق ال ُكتب والوجادة كًم كتب َع َليْه َّ
الص َال ُة َو َّ
ِ
ملوك اآلفاق. من
إ ًذا هذه ال ُكتب يف احلقيقة هي وسيل ٌة من وسائل حتصيل العلم؛ ألن طالب العلم ُُي ِّصل العلم بوسائل،
من هذه الوسائل ال ُكتب كًم مر معنا ومنها :األخذ عن األشياخ ،ومنها الرواية ،ومنها املذاكرة ،ومنها
قسيًم هلذه األمور التي سبق ذكرها ،واحلقيقة أن ال ُكتب والقراءة
ً مندرجا أو
ً احلفظ ،وغري ذلك مما يكون
أمر مهم فإنه أحيا ًنا قد يكون سب ًبا يف االنرصاف عن العلم ،ألن ذلك يكون سب ًبا يف االنرصاف
فيها كًم أنه ٌ
من جهات:
ٍ
فحينئذ يستصعبه ،يستصعب العلم، اجلهة األول :حينًم يرى املرء كثرة ال ُكتب ،ويرى املرء كثرة العلم،
َّلل َعنْه" :العلم نقطة ك ثَّ ره اجلاهلون بخوضهم"، ِ
ِض اَ َّ ُ
عيل َر َ
ويستثقل قراءة هذه ال ُكتب كلها ،كًم قال ٌ
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 3
ولذلك كلًم طال الزمان عن عهد النبوة ،كلًم كثر الكالم ،وكثُر اخلوض ،وكثر التفصيل والتشقيق
ٍ
حديث أو حديثني؛ لربًم أُ ِّلفت جملدات وأعني ما أعني هبذا للمسائل ،وأقل املسائل التي العمدة فيها عىل
األمر.
فعىل سبيل املثال:
فقراءة املأموم الفاحتة خلف اإلمام أُ ِّلف فيها أكثر من مخسة عرش مؤ َّل ًفا من غري تتب ٍع وال استقر ٍ
اء هلذه
املسألة ،واإلشارة بسبابة املُصيل حال التشهد أُ ِّلف فيها أكثر من العدد الذي ذكرته قبل قليل يف نفي اإلشارة
وع ِ
لله ،وما يتعلق يف حملها ،وهذا القول بأهنا أربعة مواضع ُيشار فيها وما عدا وإثباهتا وتتبع طرق احلديث ِ
ذلك من األمور.
السهولة ومع ذلك ُيكثَّر يف هذا التشقيق ،فإن كثرة ال ُكتب أحيا ًنا
إ ًذا إذا كانت املسألة هبذه القلة وهذه ُ
تكون سب ًبا لل ُبعد وتصعيب العلم عىل بعض الناس.
َ َْ ُ
اكمُ األمر الثاين :أن كثرة ال ُكتب أحيا ًنا قد تكون سببًا يف التكاثر ،وقد قال اهلل َع َّز َو َج َّل{ :أله
ُ ْ َ َ ُ
اتلََّكث ُر * َح ََّّت ُز ْرت ُم ال َمقاب ِ َر} [التكاثر ، ]2 ،1 :وقد جاء من بعض من له لطائف يف حديثه أن قال :إن مجع
ال ُكتب إذا كان من غري قصد اإلفادة والقراءة فيها يكون من التكاثر ،وهذا معروف ،فإننا نعرف من طلبة
أجد ال ُكتب ،بل وأنفسها وأعتقها ،فيجد أن للكتاب طبعتني ،فينتقي
العلم من ُيباهي غريه و ُينافسه يف رشائه َّ
منهًم األغىل ثمنًا ال األفرد له.
ولربًم اشرتى الغالية بأضعاف أضعاف وأعني ما أقول ،بأضعاف أضعاف قيمة الثانية وإذا اشرتاها
قديًم مهرتئ أو لغري ذلك من األسباب ،فهذا يف احلقيقة داخل كًم ذكر بعض فإنه ال يقرأ فيها لكون ورقها ً
َ ُ َْ ُ
الفضالء يف قول اهلل َع َّز َو َج َّل{ :أل َهاك ُم اتلََّكث ُر} [التكاثر ، ]1 :التكاثر يف كل يشء ،ومنه أن يتكاثر عىل
الناس و ُيفاخرهم بكثرة ُكتبه ومتيز طبعاهتا ،وما يتعلق به.
إذا قضية كثرة ال ُكتب أحيا ًنا قد يكون مشكل ،ويف نفس الوقت فإنه ال شك وال ريب أن من أكثر ما
ُيعني عىل ضبط العلم ،وعدم السآمة ف يه ،وعدم امللل يف حتصيله ،ويف نفس الوقت يف فهم العلم كثرة
4 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
وأذكر لكم قص ًة واحدة عىل سبيل اإلُياز ،كيف أن بعض أهل العلم يتعب تع ًبا ً
كثريا يف حتصيل بعض
ال ُكتب؟
هلل قيل :إن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه إمام من أئمة املسلمني وال شك ،أن اإلمام إسحاق َر ِ َ
ْح ُه ا ُ
ال أراد أن يتحصل عىل ُكتب الشافعي -حممد بن إدريس -يف الفقه ،فبحث عنها فلم ُيدها ،فقيل له :إن
َت َع َ
ً
رجال كان ممن كتبها عن الشافعي -أي من تالميذ الشافعي ،-كتب عنه ُكتبه ،وأن هذا الرجل قد مات،
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 5
وورث ُكتبه زوجته ،أي ورثت زوجته ُكتب زوجها ،قيل :فكان إسحاق أو فإسحاق تقدم هلذه املرأة
وتزوجها ال رغب ًة هبا ،وإنًم رغبة يف ُكتب الشافعي التي عندها.
إ ًذا يتزوج امرأة ألجل أن يتحصل عىل ُك تب الشافعي ،حتى قيل إن كتاب اجلامع إلسحاق ،لكن قيل
كثريا منه إنًم نقله من ُكتب الشافعي القديمة عىل طريقة العراقيني التي أخذها هبذه
ما مل يصح بذلك أن ً
جدا ،وقد
الوسيلة ،فاملقصود من هذا أن أهل العلم كانوا ُيعنون ويتعبون يف حتصيل الكتب ،أمر عجيب ًّ
أُ ِّلفت ُك ٌ
تب مفرد ٌة يف تعب ال ُعلًمء يف التحصيل عىل ال ُكتب.
هذه ال ُكتب ُكتب الفقه ،احلقيقة ُكتب متنوعة ومتعددة ،وأذكر مر ًة من املرات ،يف بيت الرزاق عليه
أحد يشك أن الشيخ من أكَّب ال ُف َق َهاء ،بل
رْحة اهلل ،كانت ُكتب الفقه يف مكتبته درفة واحدة ،ومل يكن ٌ
درس الطُالب يف الرشيعة قبل نحو من أربعني أو
الشيخ ملا كان ،الشيخ عبد الرزاق عفيفي أقصد ،ملا كان ُي ِّ
ال :يا شيخ أن تأتينا بعل ٍم ال ندري من أين
هلل َت َع َ نحو من مخسني أو ستني سنة ،كانوا يقولون للشيخ َر ِ َ
ْح ُه ا ُ
تأتينا به؟
فًم هو الكتاب الذي ترجع له يا شيخ لكي نأخذ منه هذا العلم ،قال :أنا ال أرجع إل الكتاب الواحد،
هذا الكتاب الذي بني أيديكم هو الروض ،فإن هذا الروض فيه مسال ٌة وفيه تصوير للمسألة ،فيه املسألة
عنواهنا ،وفيه تصوير املسألة ،وفيه دليل املسألة ،وفيه ضابط املسألة ،يقول الروض هذا فيه أربعة لكن كيف
تقرأ هذا الكتاب؟
انظر هذرا الرجل ،هذا العامل ،قرأ هذا الكتاب الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،وكان يستخرج منه كال ًما
يقولون :استعجموا يف الكتاب عندنا فال نستخرج ما استخرجت ،وأن لقراءة ُكتب أهل العلم طريقة وفن
جدا ُيب أن املرء يعتاد عليه ،فليست قراءة ُكتب الفقه ،كًم ُتقرأ ُكتب األدب ،يمر عليها املرء
ومسلك مهم ًّ
مرورا رسي ًعا ،وإنًم لقراءة ُكتب الفقه طريقة اعتاد عليها أهل العلم فالبد من االنتباه هلا.
ً
قبل احلديث عن طريقة قراءة ال ُكتب ،وإن كنت نسيت الرجوع هلذا املوضوع فذ ِّكروين فإين أنسى،
ٍ
مسلك واحد، أبني مسألة :وهو أن ُكتب الفقه متنوعة ،وم تعددة ،وليست عىل ٍ
سنن واحد ،وال عىل أريد أن ِّ
بل من املهم إذا أردت أن تقرأ كتا ًبا من ُكتب الفقه أن تعلم مل أُ ِّلف هذا الكتاب وما غرض مؤلفه من
وضعه؛ فإن بعض الكتب أُ ِّلفت ألجل التعليمُ ،كتب التعليم ،حتى أن بعضها سميت هكذا مسائل التعليم
6 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
ككتاب ابن حجر ،اهلي ثم الشافعي ،ففي كتب أُ ِّلفت ألجل التعليم ،وهذه ال ُكتب التي أٌ ِّلفت ألجل التعليم
أغلبها من املخترصات.
فاملخترص ُُيعل ليتعلم به املبتدئ ،وُيفظه املتوسط ،ويستذكر به املنتهي ،ويستذكر يعني :يتذكر العلم
ويعرف موا طن املسائل بقراءة هذا املخترص ،قلنا يبتدئ به املبتدئ فريتاض ويتعود عىل ُكتب الفقه ،ويعرف
مصطلحاهتم ،ويعرف تبويبهم ،وُيفظه املتوسط ،ألن املرء إذا حفظ متنًا فإنه ُُياوز مرحلة املبتدئ ويكون
متوسطًا ،وأما املنتهي فإنه ُيتاج هلذه املخترصات لالستذكار ،فإن املرء بني الفينة واألخرى ُيتاج إل
استذكار العلم الذي عل مه ،وأسهل طريقة للمراجعة مراجعة املحفوظ ،ومن املحفوظ حفظ املخترصات،
كًم قال الناظم:
قد د د د ددد اصد د د د ددطفى اهلل خيد د د د ددار اخللد د د د ددق ل د د د د دده وبع د د د د د د د ددد فالفق د د د د د د د دده عظ د د د د د د د دديم املنزل د د د د د د د ددة
ب د د د د د د د دددون حفد د د د د د د د ددظ لفظ د د د د د د د دده ال ينفد د د د د د د د ددع لكن د د د د د د دده ب د د د د د د ددل ك د د د د د د ددل عل د د د د د د ددم يوض د د د د د د ددع
ٍ
ملخترص ونحو ذلك ،إذا املخترصات ُجعلت هلذه األغراض ،مل ُُتعل فحتى املنتهي البد أن يكون حافظًا
املخترصات ،انظر لعباريت!
مل ُتعل املخترصات ملعرفة املذهب ،لذلك يقول بعضهم وهو ابن قاسم قطلوبغا احلنفي :اعلم أن
ف فيقول :إن كلالتصحيح النيص مقد ٌم عىل التصحيح االلتزامي ،التصحيح االل تزامي ما هو؟ أن يأيت ُم َؤلِ ٌ
مقد ٌم عليه التصحيح النيص،
تصحيح التزاميَّ ،
ٌ ما ذكرته يف هذا الكتاب هو املعتمد يف مذهب فالن ،هذه
املعتمد واملشهور والصحيح أو املذهب كذا فيها.
ُ عندما يقول :هذه املسألة
ٍ
بمدرسة ما ،فحينًم تنسبه ملخترص إ ًذا فالنيص مقد ٌم عىل االلتزامي ،ولذلك إذا أردت أن تنسب ً
قوال
ُيعتَّب ذلك قصور ،قصور ليس خطئًا وإنًم هو ُقصور ،ومتام العمل أن تذكر من الذي صحح من ُكتب
التصحيح والرتجيح وبيان املذهب الرصُية ،هذا هو الصواب فيها ،ولذلك قلًم يوجد كتاب من
املخترصات إال ويوجد فيه من األخطاء والفوات ،ولذلك أ َّلف العلًمء ُكت ًبا انتبهوا معي!
أُ ِّلفت ُك ٌ
تب باسم ُكتب التصحيح ،هناك ُكتب اسمها كتب التصحيح ،والتصحيح إنًم يكون يف الغالب
املخترصات ،يايت بمخترص فيقول :إن صاحب املخترص أخطأ يف كذا فخالف ،مل ُُيسن يف التعبري يف كذا،
جدا ،ومنها ما طُبع وهكذا ،إ ًذا التصحيح هذه كت ب موجودة ًّ
جدا ،وكتب موجودة ومشهورة ًّ
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 7
كتاب "تصحيح التنبيه للنووي" ،ومنها كتاب "تصحيح املنهاج للبلقيني" ،والبلقيني أ َّلف النصف األخري
وما أ َّلف النصف األول من الكتاب ،ولذلك هو ال يريد إال النصف األخري ،ألن النصف األول ما أ َّلفه،
وهو كتاب يد ل عىل سعة علم هذا الرجل ،واطالعه ،ومنها "تصحيح القدوري عىل مذهب احلنفية"،
لصاحبه الذي ذكرناه قبل قليل ابن قاسم قطلوبغا ،ومنها كتاب "تصحيح الفروع للقاِض عالء الدين
املرداوي عىل مذهب اإلمام أْحد".
والعلًمء يقولون :كًم ذكر ذلك بعض املحشني أن اإلطالق عندهم خطأ ،فاإلطالق يف ال ُكتب خطأ،
فمن تصحيحه أن تذكر القيد ،إ ًذا أريد أن تعلم مسألة مما ذكرته وألخصها ،أن من أهم األمر أن تعرف
الغرض من تأليف امل ُ َؤلِف ،فمن أغراض املؤلفني يف املخترصات قصدهم التعليم ،فال تنزل املخترص منزل ًة
فوق منزلته ،فإنًم املقصود به التعليم ،وا الستظهار ،واحلفظ والتذكر ،ولكن طالب العلم الدقيق إذا أراد أن
ُيا ،فال ُتاوز به
تصحيحا رص ً
ً ينسب مسأل ًة ملذهب فال خيرجها من املخترصات ،وإنًم يأخذها ممن َّ
صححها
املراد ،كًم أن هذه املخترصات مل ُتعل ً
أصال للتدليل ،فإن هناك كت ًبا جعلت للتدليل ،وبعض الناس يبحث
عن مسألة يف مذهب ما ،ويريد دليل هذه املسألة فينظر يف كتاب وكتابني وثالثة ،يقول :مل أجد هلا دليل؟
ٍ
خمترص أو يف كتاب ذكر نقول :ألنك مثالً تبحث يف الكتب التي ُعنيت بالتدليل ،وإنًم بحثت إما يف
ٍ
كتاب إنًم قصده التفريع ،فهناك كتب من الفقه الغرض منها التفريع وسأشري له بعد نازل ،أو يف ٍ
خالف ٍ
قليل ،إ ًذا أريد أن نرجع مرة أخرى إل املخترصات وعرفنا غرضها ،وعرفنا ما يتعلق باملخترصات أن هناك
ُكتب أُ ِّلفت عليها تسمى بالتصحيح إضاف ًة للرشوح ،الغرض الثاين من أغراض املؤلفني يف التأليف يف
جدا أن طالب العلم
الفقه الذي أرشت له قبل قليل وهو التدل يل ،التدليل عىل املسائل ،وهذه ال ُكتب مهم ًّ
يعرفها أن يعرف هذه ال ُكتب.
لكي إذا أراد دليل مسألة أو مناطها فإنه يرجع إل هذه ال ُكتب ،فإن هذه ال ُكتب هي ال ُعمدة يف ذلك،
وقبل أن أذكر بعض من أسًمء ال ُكتب يف هذا الباب بحسب ما يسمح به الذهن ،اعلم أن التدليل أنوا ع،
كتب أُلفت للتدليل النيص يعني األحاديث التي تدل عىل هذا املذهب ،فعىل سبيل املثال ُ
"س نن فهناك ٌ
أساسا أ َّلفه أبو
ً الدارقطني" ،هذا الكتاب أُ ِّلف للتدليل ملذهب الشافعيُ ،سنن الداقطني هذا املشهور،
8 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
احلسن عيل الدارقطني للتدليل عىل مذهب الشافعي ،وكذلك ُكتب البيهقي ،وخاص ًة املعرفة ،معرفة ُ
السنن
ال.
هلل َت َع َ واآلثار ،إنًم أتى به حلشد األدلة التي توا فق مذهب الشافعي َر ِ َ
ْح ُه ا ُ
ومثله عىل مذهب اإلمام أْحد ُسنن األثرم ،وقد وجد بعضه وفقد أكثره ،وعند أيب حنيفة النعًمن
وأصحابه أشهر ُكتبه كتاب العظيم كتاب أيب جعفر الطحاوي ،صاحب " ُم شكل اآلثار" ،و "رشح معاين
ال ،ومثله مذهب
هلل َت َع َ االثار" ،فإنه يف احلقيقة ذكر هذه مسند ًة للتدليل عىل مذهب أيب حنيفة النعًمن َر ِ َ
ْح ُه ا ُ
وأج ُله" :موطأ مالك" ،فإنه للتدليل ملذهبه.
مالكَّ ،
إ ًذا املقصود أن هناك كتب مسندة للتدليل ،وهناك ُك ٌ
تب بعد ذلك ُمجعت للتدليل ،للتدليل ما أتيت
بالتعليل بعد ،وإنًم للتدليل النيص ،من ال ُكتب التي ُعنيت للتدليل النيص عىل مذهب أْحد لعيل أخترص وال
كتاب
ٌ اختصارا ،من ال ُكتب التي ُعنيت بالتدليل عىل مذهب اإلمام أْحد
ً أذكر إال كتب مذهب اإلمام أْحد
جدا هو الذي ألف ابتدا ًء
جدا جدا ،وهو كتاب "املمتع رشح ا مل ُقنع" البن املنجى ،هذا الكتاب مهم ًّ
مهم ًّ
حلشد األدلة للرواية التي أوردها املقنع صاحب "املقنع املوفق" ،والرواية األخرى التي أشار إليها.
ولذلك ال يستغني أحد من االستدالل بمذهب اإلمام أْحد عن هذا الكتاب ،وكثري من هذه األدلة
الكشاف ،إ ًذا
التي فيه نقلها الَّبهان بن مفلح يف "املبدع" ،وكثري من أدلة صاحب "املبدع" نقلها صاحب َّ
كثريا من كتاب املمتع البن املنجى رْحة اهلل
الكشاف ينقل أكثر األدلة عن املبدع ،واملبدع استفاد ً
صاحب َّ
عىل اجلميع.
إ ًذا من اقتنى هذا الكتاب وهو "املمتع" يف ست جملدات ،إذا أردت أن تفتحه فإنك ال تفتحه تبحث
عن خالف ،وال حل ألفاظ ،وال تفريع ،وال تبيني مسائل ،وإنًم تفتحه ألجل االستدالل فقط ،والكتب التي
جدا ،ولكن أريدك أن تعلم أنه هناك كت ًبا أُ ِّلفت يف
تتعلق يف االستدالل يف مجع األحاديث وخترُيها كثرية ًّ
االستدالل.
جدا ،ال ُكتب التي أُ ِّلفت ألجل ذكر اخلالف ،هناك
النوع الثالث :هذا انتبه له ،أن من ال ُكتب املهمة ًّ
ُكتب الغرض منها ذكر اخلالف فقط ،وقد يكون ذكر اخلالف ً
نازال أو عاليًا ،فإن كان عاليًا ،فإنه اصطلح
بعض أهل العلم عىل تسمية هذه ال ُكتب برؤوس املسائل ،فيذكرون رؤوس املسائل للخالف فيها.
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 9
ٍ
مذهب واحد ،فإنه ُتسمى ذكر اخلالف املذهبي ،هذه ال ُكتب وإن كان ً
نازال ،يعني اخلالف يف داخل
جدا ،ألنه يف الغالب إذا أردت أن حتكي ً
قوال يف املذهب مذهب ما؛ فالبد أن ترجع هلذه جدا جدا ًّ
مهمة ًّ
ٍ
كتاب ال ُكتب حلكاية اخلالف النازل فيها ،هذه ال ُكتب حتشد لك اخلالف املوجود يف ال ُكتب كلها وُتمعه يف
واحد ،هذه ال ُكتب غالبًا مع ذكر اخلالف ُيبينون ما هو املعتمد ،بأن من أجل القواعد يف معرفة املعتمد
معرفته باعتبار األكثر ،فمؤلف هذا الكتاب قال :إن هذه املسألة وجدت فيها وجهني:
الوجه األول :قال به عرشة ،والثاين :قال به ثالثة ،بنا ًء عىل ذلك خيتم بقاعدة أن املعتمد واملشهور،
لنقل املشهور ألن املشهور املراد يف قول األكثر أن املشهور هو األوجب دون الثاين ،من قواعد البيان
املعتمد ،وص حيح املذهب متعددة تصل إل ست أو سبع قواعد منها قول األكثر ،كيف تعرف قول األكثر؟
عن طريق هذه ال ُكتب ،األول قال به فالن ،وفالن ،وفال ٌن ،وفالن.
جدا ،ولكنها تنقسم إل قسمني:
الكتب التي ُعنيت بذكر اخلالف يف داخل املذهب كثرية ًّ
ٍ
خالف باملذهب تذكره ،وهذا مثل الكتاب العظيم تب تذكر كل خالف املذهب ،كل
القسم األولُ :ك ٌ
الذي هو من أهم ُكتب احلنابلة وهو كتاب "اإلنصاف" ،للقاِض عالء الدين املرداوي ،واسمه "اإلنصاف
يف معرفة اخلالف" ،واملراد باخلالف هنا خالف املذهبي النازل ،فإنه ال يذكر خالف األئمة ،كاإلمام أيب
حنيفة ومالك والشافعي.
طالب عل ٍم يف ضبط مذهب اإلمام أْحد ومعرفة اخلالف فيه،
ُ جدا وال يستغني عنه
هذا الكتاب مهم ًّ
فإنه مجع ما وقف عليه من ُكتب ،وقد كان عالء الدين املرداوي ناظر مكتبة ،ناظر املكتبة ال ُعًمنية ،ليس عنده
عمل إال اجللوس يف املكتبة ،فلذلك كان ُيمع ال ُكتب ،وُيمع مج ًعا مل ُيسبق إليه عليه رْحة اهلل.
ٍ
مذهب ما ،كتاب العزيز الرا فعي ،وكتاب العزيز الرا فعي، ومن أهم ال ُكتب التي مجعت اخلالف كله يف
من أهم كتب الشافعية ،حتى قال ابن النقاش شيخ احلافظ بن حجر :اليوم رافعي ٌة ال شافعية ،أصبحت ال
بعضا ممن استدرك هذا
ترجع لكالم الشافعي ونسيتموه ،وإنًم ترجعون لكالم الرا فعي ،ومن النكت هنا :أن ً
تب مل يقفالرا فعي وهو عبد الرحيم اإلسناوي يف كتاب استدركه عن الرا فعي ،قال :وقد وقفت عىل ُك ٍ
ْ ََْ َ ُل
عليها الرا فعي ،هذا الرا فعي الذي اعتمدوه ،لكن فوق كل ذي عل ٍم عليم ،أو {وفوق ِ
ك ذِي عِل ٍم
10 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
َ
علِيم} [يوسف ، ]76 :هذا الرا فعي مع الوقوف عىل هذه ال ُكتب إال أنه مل يقف عىل بعض ال ُكتب ،جاء من بعده
بنحو مائتي عام ففاخر فقال :وقفت عىل ُك ٍ
تب مل يقف عليها الرا فعي ،وقد ذكروا أن الرا فعي مل يقف عىل
كتب الشافعي نفسه ،مل يقف عىل الكتاب األم ،قيل ذلك ال أدري ،لكنه ُنقل أنه مل يقف عىل الشافعي ،بحث
عنه مل ُيده.
وبرصا يف زمانه حتى قيل أنه
ً وهذه هنا نكتة لو نخرج ً
قليال ،هذا الرا فعي الذي مأل الدنيا سم ًعا
االعتًمد عىل كالمه الشيخان :هو والنووي ،ومع ذلك مل يقف عىل هذا الكتاب الذي أصغر طلبة العلم
عندنا يستطيع أن الوقوف عليه ،ال أقول أصغر طلبة العلم ،بل كلكم مجي ًعا اآلن يف دقيقة واحدة تستطيع أن
تفتح عن طريق جهازك الذكي قد ُيفتح لك ،تأتيك أربع طبعات من كتاب األم يف جهازك الذي يف جيبك.
وهذا يدلنا عىل مسألة البد أن ننتبه هلا أن العلم ليس بكثرة ال ُكتب ،وإنًم العلم ببذل اجلُهد ،بعض
اإلخوان يريد أن يتحصل عىل العلم ثم يأتيك يقول :أعطني الكتب ألسجلها ،إذا رأيت الرجل ً
مقبال هبذه
اهليئة فاعلم أنه قد ال يستمر يف ٍ
كثري من األحيان ،خذ العلم بالتدرج ،وخذ العلم باالكتساب ،وال تأخذ
كالم غريك يف أسًمء ال ُكتب ،وإنًم خذ اخلَّبة يف التعامل مع الكتب.
أنت قد حتصل عىل كتب مل يقف عليها الرا وي مثل هذا الكتاب ،ومع ذلك طالب علم من بعد الرا فعي
يف مذهب الشافعي إذ به ال أحد ُيقاربه إال القليل ،إ ًذا ليس ً
دائًم كثرة ا ل ُكتب عالمة العلم أو عالمة التميز،
أو عالمة الفهم ،بل قد يكون ضد ذلك.
نرجع لكالمنا إ ًذا هذا النوع األول من أنوا ع معرفة كتب اخلالف أو اخلالف الكيل يف املذهب ،وفوق
كل ذي عل ٍم عليم ،البد أن يكون هناك قد فات بعضهم بعض اليشء ،هناك نوع من ذكر اخلالف داخل
املذهب ،هناك ُكتب الغرض منها ذكر اخلالف القوي يف املذهب ،ال يذكرون كل اخلالف ،وإنًم يذكرون
اخلالف القوي فقط.
هل ال ُكتب عند احلنابلة مثالً يقولون :هي ال ُكتب التي ُت ِّبني الروايتني ،القاِض أبو يعىل عليه رْحة اهلل
وهذا إمام من أئمة املسلمني ،أَ َّلف كتا ًبا سًمه "الروايتني والوجهني" ،وهو مطبوع وموجود ،أراد أن ُي ِّبني أن
هذه املسألة أهم يشء فيها قوالن ،ماعدا ذلك هي روايات وأقوا ل لكنها ليست قوية ،جاء ابن الفراء فكمله
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 11
فسًمها "التًمم" ،وقبلهًم أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ،هو ابن اخلالل يف كتاب "زاد املسافر" ،ويف "التنبيه"،
ويف "الشايف" ،أراد أن يذكر اخلالف القوي فقط ،الروايتني وال يذكر ما عدا ذلك.
من طريقة املتأخرين الذي ُعني بذكر القولني ،وهو من أهم ال ُكتب وُيب عىل طالب العلم أن يقتنيه
جدا
إن أراد أن يعرف اخلالف القوي يف املذهب ،وهو كتاب الكايف للموفق ابن قدامة ،وهذا كتاب عظيم ً
تستفيد منه أمرين:
اخلالف القوي :وهو رواية هذه القوليات ،ومن أهم ال ُكتب يف معرفة قواعد املذهب هذا ِ
الكتاب ،هذا
الكتاب يضبط لك القواعد واملناطات ،وهي األدلة وهي األقيسة ،املناطات هي األقيسة ،ففيه من العلم
ال ،مر ًة يقول :من تويف عنهم من املشايخ الكبار
هلل َت َع َ اليشء العظيم ،وأحد املشايخ الكبار العلًمء َر ِ َ
ْح ُهم ا ُ
متأخرا ،كنا غافلني
ُ العلًمء الكل يعرفه بال استثناء ،كان يقول :هذا الكتاب كنت ً
غافال عنه ومل أعلم به إال
عن هذه الكتاب وهو الكايف؛ ألن فيه علًم عظيًم ،وهو كتاب "الكايف" للموفق ،كفى به ٍ
كاف عليه رْحة اهلل، ً ً
كذلك عند الشافعية ،كتاب "السلسلة يف القولني".
عند احلنفية عدد من ال ُكتب التي ُتعنى بالقول ،وعندهم ُتد كتاب أبو الليث السمرقندي يذكر مجيع
الروايات وهكذا كتب كثرية فيه ،وقلت لكم أنني لن أذكر أسًمء الكتب لكي ال نشتت الذهن وال نضيع
الوقت ،عندنا ا لنوع الثالث من ال ُكتب لكي تعرف الكتاب هذا ما الغرض منه؟ وهو ال ُكتب التي ُجعلت
جدا يف
يتفرع عليها؟ هذا النوع من ال ُكتب مهم ًّ
ألجل التفريع ،بمعنى أن يذكر املسألة ال ُكلية ،وما الذي َّ
اكتساب ملكة الفقه.
ً
أصال ثم يبني عىل هذا األصل العدد من أن ُيعطيك القاعدة الفرع وهو األساس ،ثم يستقرئ هلا
الفروع الفقهيةُ ،كتب التفريع هذه من ال ُكتب املهمة ،التي ُتكسب الشخص امللكة ،وتكسبه حسن بناء
املسائل بعضها عىل بعض ،وأال يناقض قوله يف مسألة املسألة األخرى.
جدا منها عندك كتاب "صاحب
ومن أندر ال ُكتب ،أنا أعطيت الكتب الواضحة التي يعني مشهور ً
اإلنصاف" الذي ذكرناه قبل قليل فإنه ُيعنى بالتفريع فيقول هذه املسألة ُيبنى عليها كذا ،ولكن إذا قال فوائد
يقول :وعىل القول بالقول األول فيكون كذا وكذا ،وعىل القول بالقول الثاين كذا.
12 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
دائًم بالتفريع ،فيذكر املسألة بال ُكلية ومناطها ثم يذكر التفريع حتتها بعد ذلك ،هذه علم
"ا مل ُغني" ُيعنى ً
التفريع الفقهي له قواعده احلاكمة له ،وباإلمكان أن نجعل يو ًما ً
كامال يف التفريع ،لكن بعض القواعد أن
فرع عليه ،إال من باب
تفريع املبدع عندهم قاعدة أننا ال نفرع إال عىل القول املعتمد ،القول غري املعتمد ال ُي َّ
دائًم إذا رأيت ً
قوال قد ُف ِّرع عليك فهو املعتمد ،نص عىل ذلك يف اإلنصاف ،ونص عىل التفقه فقط ،ولذلك ً
ذلك صاحب العزيز ،قال وال تفريع إال عىل املعتمد ،فإذا رأيتهم يفرقون عىل قول؛ إ ًذا هذا هو القول
فرعوا عليه فليس باملعتد.
املعتمد عندهم ،القول الثاين :إذا مل ُي ِّ
األمر ال ثاين :أن فائدة التفريع أن من ُيعطيك لوازم القول وما ُبني عليه فإن القول فيه إشكال فالتفريع
قيدا ،ولذلك
سيكون فيه إشكال ،ولذلك بعد التفريع قد ُتصحح اجتهادك يف القول األول فتجعل له ً
ويفرعون عليها ثم ينترصون لألصل فمعناه أهنم نظروا القول ،ونظروا إل
ِّ العلًمء عندما يأتون باملسألة
لوازمه ،فوجدوا أنه منضبط ،وأنه مضطرد ،وهذا مما ُيقوي تصحيح القول األول ألنكم تعلمون أنه من
ناقضا. ٍ
حينئذ ً النواقض بالعلة وللحكم وهو العكس بأن تأيت بًم وافقه يف العلة وال تأيت فيه باحلكم فيكون
إ ًذا كتب التفريع هذه مهمة ،وغالب من يستفيد منها أحد اثنني:
إما شخص يكتسب امللكة ،ملكة الفقه.
ٍ
جزئية وليست عنده يريد حكمها فيجد يف التفريع ،وهذه مسائل التفريع هي التي أو ٌ
رجل يبحث عن
أرأيت هي للتفريع ،لكن بعض
َ أرأيت ،أرأيت
َ أطالوا فيها الكالم ،وأنصح بكالم ابن القيم يف مسألة أرأيت
أرأيت مذموم ،وبعض أرأيت أو بعض الرأ ي ممدوح ،والكالم قلت لكم يف التفريع هذا قلت لكم
َ أرأيت
ُيتاج يوم كامل ،يوم كامل يف التفريع ،متى يكون ممدوح ومتى يكون مذمو ًما.
غرض ا يف التأليف يف ال ُك تب :وهو أن ُيؤ َّلف كتاب الفقه للتوضيح فقط ،يأتيك
ً النوع الرابع مما كان
الرشوح ،ويكون للمخترصات ،ومثل التوضيح احلوا يش،
لتوضيح املعاين ،فقط للتوضيح وغال ًبا هذا يف ُ
تفرق بينهًم؟ الرشح التوضيحي ،واحلاشية
فعندك عندما تريد أن متيض كتاب رشحه حاشية ،كيف تريد أن ِّ
لالستدراك غالبًا ،أن أقول هذا غالبًا ليس عىل سبيل الطرد.
غال ًبا الرشح يكون لتوضيح ،إذا كان عندك متن ترجع له ،فإذا أردت توضيحه ترجع للرشح،
االستدراك واملالحظة ،والعناية ببعض دقائق املسائل ُتدها يف احلوا يش وال ُتدها يف الرشوح ،ف ُكتب
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 13
الرشوح يف األصل املقصود منها التوضيح وليس املقصود منها التفريع ،لكن قد يستطرد بعض الرشاح
ُ
فيفرع ،الرشوح يف األصل املقصود منها ليس التدليل ،ولكن بعض الرشوح ُتعنى بالتدليل ،فتجمع بني
التوضيح والتدليل ،الرشوح يف األصل ال يقصد منها ذكر اخلالف ،ال النازل وال العايل.
الرشاح يذكر هذا وذاك ،ولذلك أن تأيت برشح ُيمع هذه األمور كلها؛ كان بعض العلم
لكن بعض ُ َّ
كَّب الكتاب وُيعل شأن هذا الكتاب مرج ًعا يف كل يشء ،قالوا :وهذا إنًم يكون يف
يقول يظن ذلك فإنه س ُي ِّ
ُكتب معدودة مثل كتاب املُغني وغريها هو الذي يشمل كل يشء ،هذه بعض األغراض يف التأليف ،ألن
جدا ومتنوعة ،ولو أردنا أن نتتبع ُكتبهم وطرائقهم فهي عجيبة ،فبعضهم
طرق العلًمء يف التأليف عجيبة ًّ
يؤلف كتب فقط يف األلغاز الفقهية ،وبعضهم يؤلف كتب مثل ابن مازة احلنفي يؤلف ُكتب يف املسائل
املحرية ،ما هي املسائل املحرية؟ التي حريهتم فلم ُيدوا هلا جوا ًبا.
يف مسائل يقولون ها ما أدري ،هذه املسائل املحرية طبع كتاب ابن مازة وفيه جملد سًمه املسائل
املحرية ،بعض من أهل العلم يؤ ِّلف كتا ًبا بعينها أو يف باب بعينه ،ملعرفة ال ُكتب التي أُلفت يف باب مهمة
جدا فإهنا يف الغالب تكون فيها من التفريع والتدقيق ما ال يوجد يف غريها ،فكل فقيه من ال ُف َق َهاء الكبار
ًّ
ونتكلم عن املتقدمني ،إذا أ َّلف يف ٍ
باب عىل سبيل اخلص وص فإنه يتوسع يف مثل ،يعني بعض الذين ألفوا يف
أحكام القضاء ،وتوسعوا فيه وهكذا.
بعض العلًمء يؤلف كت ًبا فقط يف غريب ألفاظ ال ُف َق َهاء ،ألف هذا الكتاب يف الغريب ،القصد من بيان
ألفاظ الغريب ،مثل كتاب ابن جني يف "غريب املدونة" ،ومثل مثالً "ا ملُطلع" ،ومثل "هتذيب األسًمء
واللغات" البن أيب الوفا القريش ،أو "طرق اهلداية" ،أو هتذيب األسًمء واللغات يف "املهذب للنووي" أو
املغري البن باطش ،ال ُكتب كثرية من ضمنها ما أذكر أسًمءها.
إ ًذا مهم ًّ
جدا إذا أردت أن تقرأ كتاب قبل أن تقرأ الكتاب قبل أن أنتقل إل اجلزء األخري أختم هبا
حديثيُ ،يب أن تعرف أن هذا الكتاب الفقهي ملؤلف ،كيف تعرف ذلك؟ بفتح مقدمته ،فأول ما تقرأ كتا ًبا
ٍ ِ
اقرأ مقدمته لتعرف هذا الكتاب مل أُ ِّلف؟ وما غرض امل ُ َؤلف من تأليفه ،فحينئذ إذا أردت مسأل ًة أو ً
أمرا
معينًا يف ُكتب الفقه عرفت ما الذي ترجع له وما الذي ال ترجع له؟
14 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
بعض اإلخوان يقول هذه املسألة موجودة عند املالكية مل أجدها ،بحثت يف الشاملة ،طب ًعا املسألة
الشاملة هذه بحثت فلم أجدها ،أقول لن ُتدها هنا ،ستجد هذه املسألة ألهنا من التفريعات يف كتب التفريع
مثل التبرصة لللخمي ستجد فيه مثالً ،أو ال ُكتب التي ُعنيت بالتفريع ،ومل تعد تتعلق بالتفريع ،وهكذا إ ًذا،
جدا.
معرفة مظنة املسائل مهم ًّ
واحد يقول :أبحث عن دليل ،ابحثه هنا ،واحد يبحث عن تفريع وهكذا ُيدها يف مسألته.
رسا أنني أتيت هبا
أختم حديثي يف آخر مخس دقائق وهي املقدمة التي ذكرهتا قبل قليل ،ال أخفيكم ً
ٍ
ساعة أو أكثر ألن كيفية قراءة ُكتب الفقه ،احلديث لتطويل املحارضة ،ألنه قيل يل :اجعل هذه الكلمة نصف
فيها مخس دقائق أو عرش ،فجعلت هذه املقدمة التي قبل قليل أبحث عن كالم وأنا أتكلم قبل قليل لكي
نطيل املحارضة.
موضوعنا صلب املحارصة هو اآلن ،كيف تقرأ كتاب فقه؟
باختصار ،اعرف النو ع الكتاب الذي ستقرؤه ،فاقرأه للغرض الذي أُلف له هذا واحد.
األمر الثاين :إياك أن تقرأ كتاب فقه دون ُدربتك ومعرفتك بمصطلح أهل الفن ،من مل يعرف مصطلح
أهل الفن يأيت بغرائب األمور وعجائب الفهوم ،ألم يقرأ يف رسائل الباحثني املعارصين وخاصة طالب
رشاح احلديث ،أو فهم كالم
املاجستري يقرأ عجب ،فهم كالم بلغتنا الدارجة ،أو فهم كالم هذا الفقيه بلغة ُ َّ
هذا الفقيه بلغة األصوليني ،ألن استخدام ال ُف َق َهاء أحيا ًنا ُخيالف استخدام األصوليني ،وهناك حمارضة كاملة
تكلمنا عن قضية الفرق بني استخدام هؤالء وهؤالء.
إ ًذا البد أن تعرف اصطالح القول ،من النكت التي ُتذكر ،يقول ابن دقيق أو يقول ابن بدران :أنني
كنت أقرأ عىل شيخي يف الشام فجاء باب املد َّبر ،فجاء أحد الطالب يسأل ابن بدران قال يا شيخ ما معنى
املد َّبر؟ يقول فهذا الشيخ َّ
حك رأسه ما هو قال هكذا أو أنا أحكيها باملعنى ،فجيل ُيك رأسه وأرجع عًممته
قدمها ،قال :املد َّبر هو الذي يأتيه سيده يف ُدبره. ً
قليال ثم َّ
درس ،هذا ذكره الشيخ عبد القادر بن بدران ،املدبر هو من؟ هو الذي ُع ِّلق عتقه عىل
هذا جاهل و ُي ِّ
الوفاة ،فيكون عتقه معل ًقا عىل دبر احلياة أي يف آخرها بعد الوفاة مبارشة ،يقول :عبدي فالن ٌ
حر إذا مت،
وحكمه حكم الوصية يف اجلُملة ،فيجوز بيعه وُيوز الرجوع فيه وهكذا.
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 15
إ ًذا بعض الناس يفهم خطأ ،وذكر أظن "صاحب املوا هب" احلطاب أو غريه قال :غن بعض الضعفاء
يرشح كتاب خليل بن إسحاق يف الفقه ،فمر بقوله يف باب الوليمة وهو يف األكل باخليار ،فظن أن قوله
باخليا ر أي يأكل مقدار خياره ،فكان شيخ الطالب يقول :وأقل ما ُيعد ً
أكال أي وليمة النكاح أن يأكل
بحجم اخليارة.
جدا بالعرشات لكن نذكر بعضها ،قبل إ ًذا مصطلح ال ُف َق َهاء مهم ً
جدا أن يعرفه ،وهكذا األمثلة كثرية ًّ
قليل ،إ ًذا معرفة مصطلح أهل الفن مهم ،كيف تعرف مصطلح أهل الفن؟ بقراءة العلم عىل أهله ،أرسع
طريقة أن تقرأ عىل شيخ يعلم الفن ،تقرؤه عىل شيخ يعلم الفن ،بل هل تعلم أن املذهبني قد يكون ألحد
املذهبني مصطلح يستخدم غري املصطلح الثاين ،بل املذهب الواحد؛ مدرسة العراقيني ختالف مدرسة
الشاميني حتى احلنابلة يف بعض املصطلحات عند العراقيني هلا مصطلح غري مذهب غري مصطلح الشاميني.
مثل ما جاء يف كتاب األدب املنظَّر ،كلًمت له داللته ختتلف عن داللته عند املوفق وغريه ،إ ًذا أهم يشء
أن تعرف مصطلحات أهل الفن ،واحلديث فيه طويل ،من املصطلحات معرفة األسًمء ،معرفة الرموز،
معرفة أشياء كثريةٌ ،
كل بحسبه ،املبتدئ له مصطلحاته ،واملنتهي له مصطلحاته ،وكل كتاب له
مصطلحات.
بُسعة،
األمر الثالث :إذا أرادت أن تقرأ ُكتب الفقه فاعلم أن قراءة كتب الفقه حتتاج إل تأمل فال ُتقرأ ُ
حتتاج إل تأمل ،وأن تقف مع اللفظ ،واعلم أن ُكتب الفقه فيها ميزة وخاص ًة ُكتب الفقه التي ألفها العلًمء يف
املذاهب املتبوعة األربعة ،فإن الكتاب الواحد إذا أ َّلفه الرجل فإنه يف الغالب يكون قد أخذه ممن قبله،
ٍ
حماك له ،ثم إذا أ َّلف هذا الكتاب جاء بعده من يرشحه ،ثم جاء من ُُييش عليه فاخترص عبارة من قبله ،فهو
ويستدرك عليه ،وهذا من املكتوب.
ناهيك عن األلوف الذين أقرؤوه وب َّينوا اخلطأ فيه ،ولذلك وخاص ًة يف املتون املشهورة يف الغالب ملن
ٍ
كلمة فيها موزونة ،فإذا كان الكلمة غري موزونة جدا ،وكلأراد أن يتعب سيجد أنه خمدوم خدمة دقيقة ًّ
ٍ
كتاب أو يف آخر لكن بعض الطلبة قد يقف عىل الكتاب أو ال يقف عليه ،أما الذي يؤلف صححوها يف
ابتداء بلغته اآلن ثق أن يف كالمه قد يكون فيه بعض اخلطأ ما مل يستفد من كالم األوائل ،إ ًذا العلًمء بعضهم
كبريا،
اعتبارا ً
ً يأخذ من بعض ،ولذلك إذا أردت أن تقرأ ُكتبهم فاقرأها بتأمل ،واقرأها ٍ
بنظر دقيق ،ألن هلم
16 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
لبعض أهل العلم َّملا أ َّلف بعض الرشوحات ،كانت طريقته أن يذكر املنطوق ،ثم يذكر املفهوم ،و ُيبني
صحة املفهوم من عدمه ،كًم هي طريقة صاحب اإلكليل يف رشح خمترص اخلليل ،فهذا كتاب مجيل يف بيان
كثريا ما ُيبني مفهوم صاحب كالم املقنع ،يقول ٍ
املنطوق لكل مسألة واملفهوم ،وابن املُنجى يف املمتع ً
دائًم ما يذكرون مفهوم
مفهوم ه كذا ،ومفهومه كذا ،وأصحاب احلوا يش والرشوح ،واملنتهى واإلقناع ً
املقدم مفهوم املنتهى أم منطوق اإلقناع؟
املنطوق ويبينون هذا ،ولذلك عندهم قاعدة هل َّ
مقدم عىل مفهوم املنتهى ،وأما إن كان منطو ًقا ف ُيقدم منطوق املنتهى عليه
قالوا :إن منطوق اإلقناع َّ
وهي املسألة املشهورة الكل يعرفها.
األمر األخري يف مسألة كيفية قرا ءة كتب الفقه :أنه البد يف ُكتب الفقه من إعادهتا ،وتكرارها وعدم
االكتفاء بمرة ،حقيقة أحزن عندما أرى طالبًا نجيبًا فتقول له يقول أنا الكتاب الفالين قرأ ته ولن أرجع له،
أو يقول قرأت الفق ه ،الفقه لالستغراق ،ماذا قرأت؟ قرأت الكتاب الفالين ،تعجب أن خترج منه هذه
الكلمة مع نجابته وذكائه وحرصه ،ال يمكن أن تنال العلم بقراءة وال قراءتني وال ثالثة وال أربعةُ ،كلنا إال
ما ندر من الناس يستحرض اليشء قريبًا ثم ينساه ،إال قلة من الناس ،يقولون إن الزمان ،علًمء النفس
يقولون ال يوجد يف العرص كله إال عرشة ،كل عرص يوجد عرشة عندهم هذه احلالة التي إذا مر عليه يشء ال
ينساه.
العلم ُينسى ،فالبد لك من استذكاره ،البد لك من استذكاره ،فالبد من املراجعة ،هذا العلم نحن
نقول العلم ُينسى ،فكيف ُيمكنك أن تستذكر هذا الكالم عندما تقرأ كتاب الفقه؟ ألهل العلم مسالك،
ٍ
مسلك من هذه املسالك سأذكر بعضها عىل سبيل التمثيل لكي ال يظن املرء أنه عىل سبيل احلرص، افعل أي
دائًم،
واحدا من ُكتب الفقه يرجع إليه ً
ً بعض أهل العلم وهذه الطريقة قديمة عندهم أنه كان ُيعل له كتا ًبا
وكل كتاب ٍ
فقه يقر ئه ُيد فيه زيادة عىل هذا الكتاب يثبت هذه الزيادة يف هامش هذا الكتاب ،فيكون هذا ُ
الكتاب عنده هو املرجع ،إذا أراد أن ُيراجع أو يستذكر أو ُُي ِّرض لدرس رجع لكتابه هذا فقط ،ولذلك ُتد
يقول نسخة فالن من كتاب كذاُ ،تدها مليئة باحلوا يش.
شيخنا الشيخ عبد اهلل الرباطي املتوىف سنة ألف ومائتني ومخس وثًمنني نسخة من الروض مليئة
بالتعليقات ،ونسخته من املنتهى مليئة بالتعليقات ،وجد فائدة عند شخص وقف عىل متاب أثبتها ،ولذلك
لفضيلة الشيخ /عبد السالم محمد الشويعر 17
ٍ
مسألة فقهية إن مل تسجلها ضاعت ،كيف تسجلها يف حملها؟ ال أظن يقول :أن أحيا ًنا قد تأتيك السانحة يف
يف مظنتها يف الكتاب ،ميزة أنك تسجلها عىل مظنتها بالكتاب ،أنك حتى ترجع هلذا الكتاب وُتد املظنة
ستستذكر هذه املسألة وما قبلها وما بعدها ،وستقرأ حتى ُتد املسألة يف مظنتها ،هذه هي الطريقة.
طريقة بعض أهل العلم آخرون :انه إذا وجد مسأل ًة كتبهاُ ،يمع ثم ُيمع املتناظرات وحدها ،ثم بعد
جدا بعضهم إذا وجد فائد ًة البد أن يلتقي
ذلك يؤلف بينها ،فيكون من باب مجع النظائر ،وهناك طرق كثرية ًّ
خَّب هبا زميلك ،تبقى يف ذهنك
دائًم الفائدة إذا قرأهتا ِّ ٍ
بطالب أو بزميل فيخَّبه هبذه الفائدة لكي ال ينساهاً ،
جمرب ،كل
دائًم تكلم بالفائدة ،ال تكن ضنِّ ينًا هبا ،فإن احلديث بالعلم زكاته ،والزكاة نًم ٌء له ،وهذا َّ
أكثرً ،
خَّب الناس هبا ،قل لزمالئك :وجدت هذه الفائدة ،وتك َّلم هبا فإهنا تثبت يف الذهن بإذن اهلل َع َّز
فائدة ُتدها ِّ
َو َج َّل.
مما يتعلق بقراءة ُكتب الفقه :أن قراءة كتب الفقه من األشياء املهمة فيها أن تقرأ عىل الشيخ ،ولذلك
سبحان اهلل العظيم من خصائص هذه األمة القراءة عىل املشايخ ،واحرص عىل أن تقرأ عىل ٍ
شيخ ُُيسن
الفن ،ألين أعلم أن هناك ن يريد أن يتعلم الفن عىل رؤوس الطالب ،فيقول أقرئ الطالب هذا الفن
سأدرس األصول ألفهم األصول ،انت
ِّ ألتعلمه ،أعرف من يقول هذا اليشء ،من ال ُُيسن األصول يقول:
تظلم الطالب الذين عندك ،فال تقرأ الفن إال عىل من ُُيسنه ،لن تصل ملن وصل أو قد ال ُتد من وصل يف
العلم منتهاه ،أو بلغ فيه درج ًة عالية ،وإنًم اإلنسان يبحث عن من يقرأ عليه ،وطريقة أغلب املشايخ أو كثري
عجز أو وفاة.
سفر أو ٌ
فرق بينهًم ٌ
من املشايخ أنه يستمر يف القراءة عىل شيخه حتى ُي ِّ
الشيخ عليه رْحة اهلل ،كان ُيفظ درس أُناس يف السبعني من عمرهم ،ما انقطعوا عن درسه ،بعض
اإلخوان يبدأ يف الدرس أسبوعني ،ثالثة ،ثم ينقطع ،يمل ،هذا ليس بطالب علم ،الثاين ُيرض ثم يقول:
عجز اكتفيت ،ال تقطع ،وخاص ًة إذا كان شيخك له فضل عليك ،ال تقطع الدرس ً
أبدا ،إال أن ُيفرق بينكم ٌ
قديًم ،ولذلك كان أهل احلديث يكتبون يقولون :من
ً موت أو سفر ،وهذه مالحظة عند أهل العلم
ٌ أو
ً
طويال وإنًم در س القراءة، درسا
املحَّبة إل املقَّبة ،وما زال بعض أهل العلم ُيرض ،ال يلزم أن يكون ً
واإلفادة ،وحلق العلم وخاص ًة من أخذ عن شيخه ونسب له الفضل ،فيه من الَّبكة ما ال تعلم ،كًم قال
بعض أهل العلم :إن من بركة العلم نسبته إل أهله ،وأن ُينسب إل األشياخ ويذكرون و ُيرتحم عليهم.
18 كيف تقرأ في كتب الفقه؟
عظيًم،
ً إ ًذا قصدي يف قضية القراءة عىل املشايخ مهمة ،واالستمرار فيها أهم ،حتى وإن نال املرء ً
علًم
نعم بعض املشايخ يقول لتلميذه رح عني ،مثل بعض مشايخ الشيخ عبد العزيز ملا قرأ عليه قال له الشيخ
صالح بن عبد العزيز ،ملا قرأ عليه قال له الشيخ صالح بن عبد العزيز :قال الذي عندي أخذته يا شيخ،
رْحه اهلل حممد بن إبراهيم ،الذي عندي انتهى هو الشيخ قال رح أنت اآلن وصلت ملرحلة أعىل مني.
والشيخ جاوز الشيخ نفسه الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رْحة اهلل ،فاملقصود من هذا أن االستمرار
جدا فاجعل يف ذهنك االستمرار وهذا من بركة العلم ،احلقيقة احلديث طويل ،وصعب ،فال
هذا مهم ًّ
أفكارا يف هذا املوضوع ،ولذلك مجَّعت من هاهنا
ً أخفيكم يعني أين أتيت وأنا يعني مل أستطع أن أُرتب
وهاهنا ،ألمأل الوقت هل وصلت نصف ساعة؟ وصلت نصف الساعة ،احلمد هلل ،لذلك أسأل اهلل َع َّز
َو َج َّل للجميع التوفيق والسداد ،وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يتوالنا هبداه ،وأن يغفر لنا
ولوا لدينا وللمسلمني واملسلًمت وصىل اهلل وسلم وبارك عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني.
إن كان أحد عنده أمر واحد أو تعليق واحد فيًم سبق ،هل يف يشء؟
وصىل اهلل وسلم وبارك عىل نبينا حممد