Professional Documents
Culture Documents
هاجس العصر
} املقدمة {
�إطار الدرا�سة و�أهدافها
وانتقل املواطن �إىل امل�شاركة يف احلياة العامة ،بوطنه ،وب�سواه ،من خالل ابداء �آرائه ،ون�رشها ،واالطالع
على االجتاهات العاملية ،واالقليمية ،واملحلية دون ا�ستثناء .فاملهارات املطلوبة مل�ستخدم الإنرتنت ،ال
تتطلب كثريا من اجلهد ،وال تختلف عن تلك املهارات التي يحتاجها املهني الإعالمي �أو ال�سيا�سي� ،أو
�صاحب القرار .وغني عن القول ،ما �أوجده هذا الواقع من �أزمة مفاجئة يف حتديد امل�س�ؤوليات ،على
م�ستوى �أخر ،هو امل�ستوى الإعالمي .فقد كاد كل مواطن يتحول �إىل �إعالمي ،ومرا�سل ،بينما الإطار
الت�رشيعي ،يف معظم الدول ،ما زال الإطار الذي يحدد م�س�ؤوليات املهنيني ،يف الإعالم التقليدي.
وينطبق هذا االمر على االدارات احلكومية ،التي �أن�ش�أت قواعد بيانات ،ت�ضم معلومات هائلة عن
املواطنني واملقيمني ،لإدارة �ش�ؤونهم ،وت�سهيل وتقدمي خدمات لهم ،ذات جودة عالية ،وبكلفة اقل،
وحت�سني عالقة امل�س�ؤول باملواطن ،وتوطيد الثقة بينهما .وقد جل�أ العديد من الدول� ،إىل االعتماد على
“احلكومة الإلكرتونية” ،ك�أداة ناجعة للتحديث االداري ،وت�رسيع عجلة العمل ،ومالقاة �رشوط ال�شفافية
يف �إدارة ال�ش�أن العام ،وامل�ساءلة ،واملرونة ،والإدارة الر�شيدة ،وكذلك ملكافحة الهدر ،وحماربة الف�ساد.
وقد �أ�س�س االعتماد على هذه التقنيات ،لدفق هائل من املعلومات والبيانات التي تتوزع بني علنية من
جهة ،و�رسية من جهة ثانية .وتتفاوت الدرجات بني ما هو �رسي ،وح�سا�س ،و�شديد اخلطورة؛ ما طرح
حتديات عديدة ،لي�س اقلها ال�سهر على �سالمة البيانات و�أمنها ،كما على �أمن الأنظمة وا�ستمرارية
عملها ،وم�صداقيتها ،جتاوبا مع املبادئ االدارية ،التي تفر�ض ،فيما تفر�ض ،ا�ستمرارية املرفق العام
بانتظام ،ودون انقطاع ،حفاظا على امل�صلحة العامة.
وعلى خط مواز� ،أ�س�ست البنية التحتية لتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،حلركة تدفق املعلومات عرب
احلدود اجلغرافية بني الدول ،حمولة العامل �إىل “قرية كونية �صغرية” ،ففر�ضت ثورة املعلومات التي
�أر�ستها ،واقعا جديدا على ال�سيادة الوطنية ،الأمر الذي جعل الدولة تعاين من م�شكالت �أ�شد و�أخطر،
من تلك التي واجهتها من قبل .فاىل م�سائل الأمن على احلدود ،وم�سائل الأمن القومي التقليدية،
برزت م�شكلة ال�سيادة على الف�ضاء ال�سيرباين ،وعلى العالقات التي حتاك على االنرتنت ،بني �أ�شخا�ص
موجودين على �أرا�ض خمتلفة ،خا�ضعة لعدد من ال�سيادات ،حيث يختلف بلد م�صدر العمل ،وبلد حتقق
نتائجه ،والبالد التي متر عربها البيانات .فالف�ضاء ال�سيرباين ،مكان خمتلف ،لكنه �شديد االرتباط بالعامل
املادي ،ولي�س م�ستقال عنه ،كما اعلن بارلو يف �رشعة ا�ستقالل االنرتنت ،التي انت�رشت ب�شكل وا�سع
منذ العام .[[[1996
فالتحديات التي يطرحها الف�ضاء ال�سيرباين ،م�صدرها العامل احلقيقي ،حيث اال�شخا�ص والن�شاطات
التي ت�ستخدم االنرتنت ،وترتكز اليه .وقد برز �شبه اجماع دويل ،حول اعتبار ما هو غري �رشعي مبقت�ضى
القوانني يف العامل املادي ،غري �رشعي �أي�ضا يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وذلك مبقت�ضى الت�رشيعات الوطنية
القائمة .وعليه ،فان مبد�أ �سيادة الدولة ،ال بد وان يحرتم يف هذا الف�ضاء .غري ان امل�س�ألة لي�ست بهذه
الب�ساطة ،مع اختالف القوانني الوطنية على تعريف ما هو �رشعي وقانوين ،وما هو غري ذلك ،ا�ضافة �إىل
التعقيدات التي ترافق عملية تطبيق مبد�أ ال�سيادة الوطنية على املجال ال�سيرباين ،نظرا لطبيعته اخلا�صة.
فقد بد�أ هذا املبد�أ ،ي�سجل بع�ض الرتاجعات �أمام حركة العوملة ،واالنفتاح غري امل�سبوق ،بني الأفراد
كما بني الدول ،يف خمتلف جماالت احلياة :من االقت�صاد الدويل �إىل التجارة الإقليمية ،والتعليم والرتفيه،
والتجارة الإلكرتونية.
� .2أهدافها
تهدف هذه الدرا�سة� ،إىل القاء ال�ضوء على عدد من املفاهيم وامل�سائل ،التي ترتبط بالأمن ال�سيرباين ،عرب
ت�رشيحها ،وت�شخي�ص واقعها ،ور�صد �أبعادها .وهي بذلك ،ت�شكل ا�ضافة �إىل املحاوالت التي �سبقت،
وت�ضع بني ايدي الأكادمييني ،وكذلك متخذي القرار ،مادة ت�ساعدهم على تكوين ر�ؤية وا�ضحة،
وبالتايل اتخاذ القرار املنا�سب .لكنها ،باملقابل ،ال تدعي االحاطة ،بكل امل�سائل ،ذات ال�صلة ،وال تعترب
النتائج امل�ستخل�صة قاطعة ونهائية ،ال�سيما مع التغريات املتوا�صلة وال�رسيعة التي تطاول قطاع التقنيات
واالت�صاالت.
وت�ستند الدرا�سة� ،إىل ما مت اجنازه حتى اليوم على امل�ستويني االقليمي والدويل ،واىل جهود جامعة الدول
العربية ،يف جمال ار�ساء قواعد الثقة واالمان يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وذلك ان�سجاما مع دورها يف و�ضع
ما جاء من مبادئ ،يف مقررات القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،والتي انعقدت يف تون�س ،عام ،2005
مو�ضع التنفيذ ،حيث �شددت جميع الوثائق ،على اهمية الأمن واال�ستقرار والثقة ،يف الف�ضاء ال�سيرباين.
وتقوم املنهجية املعتمدة ،على ركائز :التحديد ،والتحليل ،وال�رشح ،واقرتاح خطوات عملية ،تهدف
�إىل ا�ستدراك املخاطر امل�ستقبلية.
هذا وتتوزع امل�سائل التي �سنعاجلها ،على العناوين الآتية:
•حوكمة االنرتنت
•الأمن ال�سيرباين :تعريفات و�أبعاد
•املخاطر ال�سيربانية من الطوارئ الدولية
•االعتداء ال�سيرباين واجلرمية ال�سيربانية
•الإرهاب ال�سيرباين
•تقنيات املعلومات واالت�صاالت يف املجال الع�سكري
•مكافحة اجلرائم ال�سيربانية :االتفاقيات الدولية واالقليمية
•حماية البيانات ذات الطابع ال�شخ�صي واحلق يف اخل�صو�صية
•املرونة ال�سيربانية يف مواجهة املخاطر
�صفحة رقم 11
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل الأول {
حوكمة االنرتنت
ويقوم م�رشوع �إن�شاء ال�شبكة ،على تطوير تقنية ت�شبيك �أجهزة كومبيوتر ،ت�ساعد على ال�صمود يف
وجه الهجمات الع�سكرية ،وذلك ،باعتماد تقنية خا�صة ،تدعى طريقة �إعادة التوجيه الديناميكي
.Dynamic reroutingوت�ستند هذه التقنية� ،إىل مبد�أ حتويل حركة املعلومات واالت�صاالت� ،إىل عدد
من الو�صالت تبعا لتوافرها ،يف حال انقطاع احدى الو�صالت �أو تعطلها ،ما ي�ضمن عمل ال�شبكة
ب�شكل م�ستمر ،ودون توقف .لكن اال�ستخدام الكثيف لل�شبكة ،من قبل اجلامعات ومراكز االبحاث،
�أدى �إىل ازدحام حركة العمل عليها ،فان�شئت �شبكة جديدة يف العام � ،1983سميت ،MILNETاي
ال�شبكة الع�سكرية .وخ�ص�صت هذه االخرية خلدمة املواقع الع�سكرية ،ومت و�صلها بوا�سطة بروتوكول
االنرتنت مع �أربا ،التي بقيت يف خدمة اجلامعات.
فعندما ان�شئت الإنرتنت� ،شكل �أع�ضا�ؤها قرية افرتا�ضية �صغرية ،حيث اجلميع يعرفون بع�ضهم البع�ض،
لذا فقد �صمموا نظام ًا مفتوح ًا ،ما يف�رس االهتمام املحدود ،ب�أمن الأنظمة وحمايتها .وقد بقي الأمن
ال�سيرباين حتى وقت قريبِ ،حكراً على جمموعة �صغرية من خرباء الكمبيوتر .لكن فتح االنرتنت
مل�ستخدمني جدد ،منذ �أوائل الت�سعينيات ،وتنامي عدد امل�ستخدمني ب�شكل هائل ،بلغ �أكرث من ثالث
مليارات يف �أيامنا احلا�رضة[[[� ،أبرز اال�ستخدامات الوا�سعة لالنرتنت ،بوجهيها ال�سلبي وااليجابي،
وجعل االهتمام بالأمن ال�سيرباين ينتقل �إىل �سلم الأولويات ،يف �سيا�سات الدول .فقد حتولت االنرتنت،
يف غ�ضون ما يزيد على اجليل تقريبا� ،إىل ركيزة �أ�سا�سية لالقت�صاد العاملي واحلوكمة ،يف خمتلف �أنحاء
[2] Establishment of policies, and continuous monitoring of their proper implementation, by the members of the governing body of
an organization. It includes the mechanisms required to balance the powers of the members (with the associated accountability),
and their primary duty of enhancing the prosperity and viability of the organization. - http://www.businessdictionary.com/
definition/governance.html#ixzz4C0HiS7T7
[3] http://www.internetlivestats.com/internet-users/
�صفحة رقم 12
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
العامل ،يت�صل بها عدد متزايد يف كل يوم من الأفراد ،وامل�ؤ�س�سات والأجهزة ،االمر الذي ا�ستدعى
ت�ضافر اجلهود حلمايتها.
IETF-Inernet وميكن القول ،انه منذ البداية ،ومن خالل عمل الفريق الهند�سي لالنرتنت
، -Engineering Task Forceالذي ت�أ�س�س عام 1986؛ والذي عمل بالتعاون والتفاهم مع عدد كبري
من الأفراد واملتخ�ص�صني ،لتطوير اجلانب التقني والهند�سي من االنرتنت ،ابتعدت هند�سة االنرتنت
وادارتها ،عن اي تدخل حكومي ر�سمي� ،أو �سلطة� ،أو خمطط مركزي.
و�شكلت الفرتة املمتدة بني االعوام 1994و ،1998حمطة بد أ� معها �إدراك احلكومات والهيئات
الدولية الهمية االنرتنت ،وبد�أ التغيري يطاول طريقة العمل غري املركزية التي اعتمدت ،لإدارة �ش�ؤونها.
وهكذا قررت امل�ؤ�س�سة العلمية الوطنية ،التي كانت تدير البنية التحتية الأ�سا�سية لالنرتنت ،التعاقد مع
م�ؤ�س�سة خا�صة ،هي ،Network Solutions Internetلإدارة �أ�سماء النطاقات .اال ان هذا االمر ،اثار
حتفظات كثرية ،ون�ش�أ ما ي�سمى بحرب �أ�سماء النطاقات ،والتي انتهت يف العام ،1998ب�إن�شاء هيئة
�إدارة ارقام و�أ�سماء االنرتنت ،ICANN ،التي حتولت هي نف�سها� ،إىل حمل جدل ونقا�ش ،نظرا لعالقتها
مع وزارة التجارة الأمريكية ،التي متار�س عليها ،نوعا من الرقابة.
ومع القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،التي انعقدت عام 2003يف جنيف ،وعام 2005يف تون�س،
و�ضعت حوكمة االنرتنت على جدول اعمال الدول ،وانتهت قمة جنيف �إىل �إن�شاء فريق عمل خا�ص
بها .-Working Group on Internet Governance- WGIGويف العام � ،2006سجلت ثالث
احداث هامة:
•انتهاء مدة العقد بني وزارة التجارة الأمريكية والآيكان.
•انطالق منتدى حوكمة االنرتنت يف اثينا ،والذي �شكل جتربة اوىل من نوعها ،ال�سيما لناحية
تعدد الديبلوما�سيات ،multilateral diplomacyحيث �شارك جميع ا�صحاب امل�صلحة يف جمتمع
املعلومات ،من القطاعني العام واخلا�ص ،ومن م�ستخدمي االنرتنت.
•القمة التي عقدها االحتاد الدويل لالت�صاالت يف اناتاليا يف تركيا ،حيث انتخب حمدون توريه،
رئي�سا لالحتاد ،والقى خطابا حول اهمية الأمن ال�سيرباين ،وامل�ساعدة على التطوير.
ويف العام ،2007ركزت مناق�شات الآيكان على �أ�سماء النطاقات ،التي تن�رش حمتوى اباحيا للرا�شدين،
ما جدد النقا�ش حول ما اذا كانت مهمة الآيكان تقنية بحتة ،ام ان لها عالقة بال�سيا�سات العامة.
وناق�شت الدول دور احلكومات ،و�رضورة انخراطها يف عمل الآيكان ،بحيث تكون م�شاركة يف
القرار.
يف العام ،2008لفت ا�ستخدام اوباما لالنرتنت ،ب�شكل مكثف خالل حملته االنتخابية ،كما خطابه
الداعم للتعددية الثقافية عليها� ،إىل ما اعترب يف حينه ،دعما للتوجه نحو حتويل الآيكان �إىل منظمة
دولية ،واىل �إقرار مقاربة �أكرث انفتاحا لإدارة االنرتنت .كما برز مفهوم حيادية ال�شبكة ب�شكل قوي،
ال�سيما يف الواليات املتحدة الأمريكية .وقد تواجه يف هذا املجال ،ا�صحاب حمركات البحث ،واملواقع
االجتماعية ،مع موزعي اخلدمات ،و�رشكات االت�صاالت ،وقطاع امللتيميديا ،الن اجلهات الثانية،
�صفحة رقم 13
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
تف�ضل اعتماد معايري خمتلفة ،للخدمات التي تقدمها عرب االنرتنت ،والتي تقرر على �أ�سا�سها ،التمييز
بني املعلومات التي تنتقل.
اما احلدث االهم ،فكان تو�سع الفاي�سبوك ،وبدء احلديث عن املعلومات ال�شخ�صية ،وحماية احلق يف
اخل�صو�صية ،وامل�سائل املت�صلة بهما.
ويف العام ،2009تابع اوباما وفريقه ،الدفع باجتاه انرتنت حيادية ،ومت توقيع اتفاق بني الآيكان ووزارة
التجارة الأمريكية ،تخلت فيه هذه االخرية ،عن دورها املهيمن .وخالل منتدى حوكمة االنرتنت يف
م�رص ،دعت ال�صني �إىل ادخال املنتدى يف نظام الأمم املتحدة ،بحيث تعطى احلكومات دورا اكرب ،يف
ال�سيطرة عليها ،لكن الواليات املتحدة والبالد املتقدمة تقنيا ،رف�ضت هذا املقرتح.
�أما العام ،2010فقد متيز بخطاب وزيرة خارجية الواليات املتحدة الأمريكية هيالري كلينتون ،عن
حرية االنرتنت ودميقراطيتها ،يف مواجهة احلملة التي قادتها ال�صني ،ملنع الو�صول �إىل املعلومات،
وحجب املواقع ،واجبارها غوغل على حجب عدد من اخلدمات ،التي تقدم عادة الي م�ستخدم
حول العامل .كما متيز �أي�ضا ،بحل ا�شكال ا�ستخدام اللغة العربية يف �أ�سماء النطاقات ،وباملوافقة على
ا�سم النطاق اخلا�ص بالبالغني .XXXكما �أعلنت جلنة العلوم والتطوير يف الأمم املتحدة ،متابعة �آلية عمل
منتدى حوكمة االنرتنت[[[ ،حتى العام .2015
ويف العام ،2011تو�سع نطاق عمل احلوكمة ،بحيث �أ�صبح على جدول اعمال معظم الدول ،وناق�ش
م�سائل البيئة ،والطاقة ،والأمن ،والهجرة .والأهم يف ذلك ،كان حتول التمثيل يف هذا املنتدى ،من
تقني يتمثل يف اخلرباء والتقنيني� ،إىل متثيل دبلوما�سي ،على م�ستويات عليا ،وكذلك املتابعة الإعالمية
العمال املنتدى ،من قبل اهم املحطات االخبارية.
كذلك ت�أثرت حوكمة االنرتنت بالربيع العربي ،وتعددت الآراء حول دورها فيه ،لكن ال�شيء الأكيد،
ان دورها كان �أ�سا�سيا ،يف تطوير احلياة ال�سيا�سية والدميقراطية للمجتمعات .ي�ضاف �إىل ذلك ،االهتمام
الذي توليه الو�سائل الإعالمية التقليدية باالنرتنت ،يف كل انحاء العامل ،لدرجة تخ�صي�ص العديد منها
فقرات خا�صة ،مبا يحدث عليها ،وعلى و�سائل التوا�صل االجتماعي .وكان هذا العام قد �شهد قطع
احلكومة امل�رصية خلدمات االنرتنت ،على كل االرا�ضي امل�رصية ،وانعقاد م�ؤمترين ،الأول يف فيينا ،حول
حقوق االن�سان واالنرتنت ،والثاين يف هاغ ،حول احلرية واالنرتنت.
ويف الوقت عينه ،بد�أت احلكومات املمثلة يف الآيكان ،والتي حتولت �سلطاتها م�ؤخرا �إىل الآيانا
،[[[IANAوهي ال�سلطة امل�س�ؤولة عن اعطاء ارقام عناوين االنرتنت ،بتقدمي اقرتاحات حول مبادئ
حلوكمة االنرتنت.
[4] The Internet Governance Forum (IGF) serves to bring people together from various stakeholder groups as equals, in discussions
on public policy issues relating to the Internet. While there is no negotiated outcome, the IGF informs and inspires those with
policy-making power in both the public and private sectors. At their annual meeting delegates discuss, exchange information and
share good practices with each other. The IGF facilitates a common understanding of how to maximize Internet opportunities and
address risks and challenges that arise.
[5] Internet Assigned Numbers Authority
�صفحة رقم 14
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وبالفعل ،فقد قدم هذا الفريق تقريره يف العام ،2005مو�صيا باعتماد التعريف التايل ملفهوم “حوكمة
االنرتنت”[[[:
«ان حوكمة االنرتنت ،هي تطوير وتطبيق ،من جانب احلكومات والقطاع اخلا�ص واملجتمع املدين،
كل بح�سب دوره ،للمبادئ ،واملعايري ،والقواعد ،والأعراف امل�شرتكة ،ولإجراءات اتخاذ القرارات،
وو�ضع الربامج التي حتدد �شكل تطور الإنرتنت وا�ستعمالها» .وقد �أ�شار الفريق ،يف التقرير نف�سه� ،إىل
عدد من املبادئ ،التي ال بد من مراعاتها ،وهي:
•عدم ا�ستحواذ حكومة واحدة ،على دور غالب يف حوكمة االنرتنت ،على امل�ستوى العاملي.
•مراعاة التعددية اللغوية ،و�أ�صول ال�شفافية والدميقراطية.
•م�شاركة احلكومات ،واملنظمات الدولية ،والقطاع اخلا�ص ،وهيئات املجتمع املدين ،يف �إقرار
القواعد ،التي حتكم االنرتنت.
وي�ؤ�رش التعريف املقرتح ،ب�شكل وا�ضح� ،إىل ارتباط “حوكمة االنرتنت” ،بامل�سائل التي تعني اجلوانب
التقنية .لكن هذا الأمر ،ال يبقي امل�سائل القانونية� ،أو الت�رشيعية� ،أو التنظيمية ،خارج دائرة ت�أثريها.
[6] The report of the Working Group on Internet Governance, published in June 2005, “Internet governance is the development
and application by Governments, the private sector and civil society, in their respective roles, of shared principles, norms, rules,
decision-making procedures, and programmes that shape the evolution and use of the Internet”.
[7] U.S. dominance in Internet regulation under fire. Jeffrey Sparshot. The Washington Times. October 10 2005. www.
washingtontimes.com“ a growing bloc of rich and poor nations wants to strip the U.S. government of its role managing the
Internet’s most basic infrastructure and hand it to a still-undefined international coalition”.
�صفحة رقم 16
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ويف هذا االجتاه �أي�ضا ،جاء تعليق «م�رشوع حوكمة االنرتنت[[[» ،على «بيان املبادئ حول نظام �أ�سماء
النطاقات وانظمة العنونة[[[» ،الذي �صدر عن وزارة التجارة القومية لالت�صاالت و�إدارة املعلومات[،[[1
منبها �إىل خطورة �سيطرة الواليات املتحدة الأمريكية على قرارات الآيكان ،ال�سيما وانها ،حتمل خطر
اثارة ردود فعل لدى الدول التي ترف�ض ذلك ،ما ي�ؤدي �إىل تقوي�ض التوافق العاملي حول االنرتنت،
واال�رضار حتى مب�صالح امل�ستخدمني واملوردين ،يف الواليات املتحدة [ [[1الأمريكية.
لكل ما تقدم ،كان طبيعيا ان يبادر املجتمع الدويل� ،إىل معاجلة التحديات التي تطرح على هذا امل�ستوى،
يف حماولة للرد على احلاجة �إىل حتديد اجلهة ،التي متلك �سلطة القرار يف و�ضع اال�س�س واملبادئ الت�رشيعية
والتنظيمية ،من جهة �أوىل ،وحتديد ال�سيا�سة املفرو�ض اتباعها ،ملعاجلة امل�سائل وال�صعوبات الناجتة عن
االنرتنت ،والتي ميكن م�صادفتها يف الف�ضاء ال�سيرباين ،من جهة ثانية ،و�صوال �إىل �آليات تنفيذ وتطبيق
القواعد القانونية والتنظيمية ،وفر�ض االلتزام بها.
ويبقى الأهم ،ذلك املوقف احلازم الذي اتخذته الواليات املتحدة الأمريكية ،يف هذا ال�ش�أن ،والذي
جاء يف الر�سالة التي وجهتها وزيرة اخلارجية ،غونداليزا راي�س� ،إىل جاك �سرتو ،وزير اخلارجية
الربيطاين[ .[[1وقد عربت راي�س ،يف هذه الر�سالة ،عن ا�ستهجانها للموقف الأوروبي ،الذي يدعو �إىل
�إيجاد هيئة جديدة ت�رشف على �إدارة �ش�ؤون االنرتنت .ور�أت فيه ،تهديدا ل�سالمة االنرتنت ،واعاقة
لطبيعة تطورها ،الذي يتنافى ،ومنطق اخ�ضاعها ال�رشاف بريوقراطي[.[[1
واذا كانت الدول املجتمعة يف تون�س ،مل تفلح يف �أبعاد حوكمة االنرتنت ،عن دائرة النفوذ الأمريكي،
اال انها جنحت يف اعداد خمطط ،ملنتدى عاملي حولها[ ،[[1اجتمع للمرة الأوىل يف �آثينا يف العام ،2006
وما زال ينعقد �سنويا ،حتى تاريخنا هذا ،ال بل انه بد�أ ميتد �إىل تكوين فروع اقليمية ومناطقية له ،مثل
منتدى احلوكمة االفريقي ،واملنتدى العربي� ،إىل جانب منتديات وطنية عديدة.
.5التقنية والقانون
وتتوزع امل�سائل التي ترد حتت عنوان حوكمة االنرتنت ،على حمورين اثنني :الأول تقني ،والثاين قانوين.
اال ان كليهما ،يطرحان حتديات على امل�ستوى العاملي ،تبد�أ بكيفية التن�سيق بني الهيئات واحلكومات
املختلفة ،لت�صل �إىل اعتماد مقايي�س ومعايري تقنية موحدة ،ون�صو�ص تنظيمية وت�رشيعية ،ت�ستجيب
[8] Internet Governance Project (IGP).
[9] Principles on the Internet’s Domain Name and Adressing System.
[10] (NTIA) National Telecommunications and Information Administration.
[11] The Future US Role in Internet Governance: 7 Points in Response to the US Commerce Department’s “Statement of
Principles”Concept Paper by the Internet Governance Project www.internetgovernance.org 28 July, 20052- “The US Government’s
exceptional role as unilateral contracting and oversight authorityfor ICANN, should it continue ad infinitum into the future, will
directly contradict the two prongs of the 1998 White Paper policy (internationalization and privatization). Obviously, Internet
governance is neither internationalized nor privatized if one national government arrogates to itself the exclusive authority to
supervise ICANN, negotiate the terms of its contracts, and approve any changes in the root zone. The policy if unchanged also
invites reciprocal actions by other states that may undermine the global compatibility of the Internet and the interests of users
and suppliers in the United States”.
[12] Jack Straw, Secretary of State for Foreign and Commonwealth Affairs
[13] Letter from the US secretary of state Condoleezza Rice to the UK foreign minister Jack Straw acting in the role of presidency
of the EU., “Burdensome, bureaucratic oversight is out of place in an Internet structure that has worked so well for many around
the globe. We regret the recent positions on Internet governance(i.e., the “new cooperation model”) offered by the European Union,
the Presidency of which is currently held by the United Kingdom, seems to propose just that - a new structure of intergovernmental
control over the Internet”.
[14] International Internet Governance Forum.
�صفحة رقم 17
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
للم�سائل القانونية ،امل�ستجدة يف الف�ضاء ال�سيرباين .وي�شمل ذلك :حتويل �أ�سماء النطاقات �إىل عناوين
رقمية فريدة[ ،[[1ا�ستثمار خدمات االت�صاالت ،امل�س�ؤولية عن الأعمال التجارية والأعمال غري ال�رشعية
على االنرتنت ،مكافحة اجلرمية ،التجارة الإلكرتونية ،ا�ستيفاء ال�رضائب ،حماية م�ستخدمي االنرتنت
وحماية امل�ستهلك ،وغريها الكثري من الق�ضايا التي ميكن �أن تثريها العالقات االن�سانية على االنرتنت،
اجتماعية كانت ،جتارية ،ام اقت�صادية.
ويعترب اجلزء التقني ،الق�سم الأول واالهم ،يف حوكمة االنرتنت ،كونه الأ�سا�س الذي يرتكز اليه قيام
العامل ال�سيرباين ،وطريقة عمله .ا�ضافة �إىل ذلك ،ي�ساهم هذا العن�رص� ،إىل حد بعيد ،يف تقرير ما ميكن
اعتماده من �أ�ساليب متابعة ومراقبة� ،رضورية يف التنظيم القانوين ،ال�سيما على م�ستوى تقرير قواعد
املراقبة ،واملالحقة ،والتنفيذ� ،سعيا �إىل حماية �أمن االنرتنت ،و�صوال �إىل حماية الف�ضاء ال�سيرباين .على
�ضوء ما تقدم ،ال تتما�شى املقاربة التقليدية يف مقاربة الأمن ،املبنية على م�س�ؤولية �سلطة واحدة� ،أو
قطاع واحد ،مع البيئة اخلا�صة لل�شبكة العاملية للمعلومات .اذ ال متلك �أية حكومة� ،أو مرجعية يف
القطاع اخلا�ص ،ال�سلطات االدارية �أو القانونية الكافية ،على مكونات جمموعات الأنظمة وال�شبكات
املتوا�صلة ،من جهة .ومن جهة �أخرى ،ي�ستلزم ات�ساع نطاق مهمة ت�شغيل االنرتنت ،وت�أمني املوارد
الأ�سا�سية لها ،قدرات مادية ،وم�ؤهالت ب�رشية ،تفوق قدرة اي طرف منفرد ،على ت�أمينها .انطالقا مما
تقدم ،كان اللجوء �إىل نظام �إ�رشاك �أكب رعدد من �أ�صحاب امل�صالح ،هو املقاربة االجدى ،واالفعل،
على م�ستوى �إدارة وحوكمة االنرتنت.
.6موا�ضيع احلوكمة
يعترب النظام اخلا�ص بحوكمة االنرتنت معقدا ،نظرا للم�سائل الكثرية التي يطاولها ،واجلهات املعنية به،
والآليات واال�صول والو�سائل التي يعتمدها .ويطاول نظام احلوكمة ،بح�سب املنظور الوا�سع ،ا�ضافة
�إىل م�سائل البنية التحتية ،والربوتوكول ،و�أ�سماء نطاقات االنرتنت ،امل�سائل القانونية ،واالقت�صادية
والتنموية ،واالجتماعية الخ...وهذا املنظور ،هو الذي اعتمد ،بنتيجة التقارير التي قدمت من فريق
العمل اخلا�ص بهند�سة االنرتنت ،والقمة العاملية ملجتمع املعلومات ،وهو الذي يقرر موا�ضيع النقا�ش،
التي يتناولها منتدى �إدارة االنرتنت.
وميكن تعداد هذه املوا�ضيع على النحو الآتي:
•البنية التحتية ،و�إدارة املوارد احلرجة لالنرتنت
•ا�ستخدام االنرتنت ،الربيد غري املرغوب فيه� ،أمن ال�شبكات ،واجلرمية ال�سيربانية
•امل�سائل القانونية ،التي ميكنها ان ت�ؤثر على ا�ستخدام االنرتنت ،والتي تدخل يف اهتمامات
منظمات قائمة ،مثل امللكية الفكرية ،والتجارة الدولية.
•اجلوانب املرتبطة بالتنمية والتطوير ،كبناء القدرات يف البلدان النامية
وللمقارنة ،نذكر ان منتدى �آثينا ،نظم ملناق�شة موا�ضيع اربعة :النفاذ� ،أمن ال�شبكة ،االنفتاح ،التعددية،
[15] Translating domain names into unique numerical addresses read by computers.
�صفحة رقم 18
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وا�ضيف مو�ضوع خام�س يف ريو دا جانريو ،عام ،2007هو �إدارة املوارد احلرجة لالنرتنت .ويعترب
منتدىى حوكمة االنرتنت ،احلدث الأهم الذي تناق�ش فيه �سيا�سة االنرتنت ،حيث يجتمع ا�صحاب
امل�صلحة ،الذين ميثلون احلكومات ،والقطاع اخلا�ص ،واملجتمع املدين .ويعترب هذا املنتدى املكان
االف�ضل ،ملناق�شة العديد من الق�ضايا ،ال�سيما منها ،حرية التعبري ،وعالقتها با�ستخدام االنرتنت.
وتورد ديبلو ،Diploوهي منظمة تعنى ببناء القدرات ،يف جمال حوكمة االنرتنت ،موا�ضيع حوكمة
االنرتنت ،حتت عناوين خم�سة هي :البنية التحتية واملقاييي�س ،القانون ،االقت�صاد ،التنمية ،االجتماع
والثقافة.
[16] Communication from the commission to the council, the European Parliament, the European Economic and Social Committee
and the committee of the regions- challenges for the European information society beyond 2005. Brussels, 19/11/2004.
[17] George Sadowsky, Global Internet Policy Initiative and Internews Network,Raul Zambrano, United Nations Development
Programme, Pierre Dandjinou, United Nations Development Programme.Internet Governannce: A Discussion Document
prepared for the United Nations ICT Taskk Force. New York, USA / May 24, 2004. 1. Discussions on Internet governance have
been taken place for several years and predate the World Summit on the Information Society (WSIS) process. To a large extent,
the many globaldebates on the subject grew in volume due to the technology boom of the late 1990s and the heavy involvement
and interest of the ICT private sector in the process. The boom not only suggested the apparent emergence of a new economy but
also the enormous social and political transformation power that the Internet and related new technologies could deliver into the
hands of citizens throughout the globe.
�صفحة رقم 19
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
جمع خمتلف �شبكات االت�صاالت املنت�رشة حول العامل .وهذا الدور حتديدا ،هو ما يجعلها ،باجماع
احلكومات والدول واالطراف املعنية املختلفة ،التي اجتمعت يف تون�س ،عن�رصا �أ�سا�سيا يف البنى التحتية
ملجتمع املعلومات ،ذا �أهمية فائقة لل�شعوب واحلكومات ،وذا دور فاعل يف مكافحة م�شاكل العامل
التقليدية :كالفقر ،والأمية ،والتخلف ،ا�ضافة �إىل الدور احليوي الذي ميكنها �أن تلعبه ،يف جمال الأمن
القومي واالجتماعي ،عرب ت�سهيلها �أعمال ال�سلطة ،ومتكينها من �ضبط �إدارة م�سائل حيوية ،كالدفاع،
واالغاثة ،والتنمية ،وال�صحة وغريها من القطاعات.
وال تنح�رص الإدارة التقنية هذه ،عمليا ،بجهة واحدة مرتبطة بحكومة معينة ،بل اتها تتوزع على عدد
من املجموعات والهيئات ،املحلية واالقليمية والدولية ،التي تعمل �ضمن �إطار مفتوح من التعاون بينها،
والتي تلتزم مبجموعة من املقايي�س و�أ�ساليب العمل ،املتفق عليها عامليا .وتعود هذه املقايي�س والأ�ساليب،
�إىل عدد من امل�سائل املرتبطة بتطوير البنية التحتية لالنرتنت ،وبهند�سة الربوتوكوالت واال�صول املتبعة
عليها ،وبا�صول توزيع واعتماد �أ�سماء النطاقات والعناوين ،وب�أمن املعلومات والأنظمة ،وب�إدارة
االت�صاالت ،وتنظيم دفق املعلومات[.[[1
وي�أتي يف هذا ال�سياق ،االلتزام بربوتوكول معني ،لالت�صال بال�شبكة� ،أوال ،وال�ستعمال التطبيقات
املرافقة ،ثانيا ،كالربيد الإلكرتوين ،واملت�صفح ،وغرف الدرد�شة ،واملنتديات ،وال�شبكات االجتماعية،
وغريها .ويعترب ا�ستخدام هذا الربوتوكول ،قاعدة ملزمة ،تنتفي يف غيابها ،امكانية االت�صال بال�شخ�ص،
�أو باملوقع .ويعترب بروتوكول االنرتنت ،م�س�ؤوال عن حتديد كيفية تق�سيم املعلومة� ،إىل رزم يتم نقلها
من اجلهة املر�سلة� ،إىل اجلهة النهائية املحددة لها .وتتم عملية االنتقال هذه ،عرب العناوين التي حتملها
الأجهزة املو�صولة باالنرتنت.
_ �أ�سماء النطاقات
تعترب �أ�سماء نطاقات االنرتنت ،كبطاقة الهوية ،يف تعريفها عن املوقع ،وعن ال�شخ�ص الذي ين�شئه.
فلكل جهاز مو�صول على االنرتنت ،عنوان ي�سمى “ عنوان بروتوكول االنرتنت” ،IP Addressويتمثل
�صفحة رقم 21
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
هذا العنوان ،من الناحية التقنية ،ب�أعداد مف�صولة عن بع�ضها ،بنقاط على ال�شكل التايل.124.12.56.71 :
كما يعترب هذا العنوان فريدا ،اذ ال يجوز ان يحمل جهازان عنوانا واحدا .وتتوىل �إدارة هذه العناوين،
وتوزيعها ،هيئة متخ�ص�صة ،هي هيئة الإنرتنت للأ�سماء والأرقام املخ�ص�صة (�آيكان) .كما تتوىل هذه
الهيئة اعطاء �أ�سماء النطاقات ا�ضافة اىل قاعدة املعلومات ،التي حتتوي هذه االرقام والعناوين ،وت�شكل
نقطة ارتكاز عمل االنرتنت .والن الآيكان ،متلك تقنيا القدرة على ف�صل بع�ض الأجهزة� ،أو ال�شبكات
عن االنرتنت� ،أو حتى ايقاف عملها ،يعترب البع�ض انها ت�سيطر عليها ،مبا يعني ،اننا نتحدث هنا ،عن
القدرة اخلا�صة بالعنونة.
يبقى مل�ستخدمي ال�شبكة ،ان ي�ستعملونها بالطريقة التي يريدون� ،رشط احرتام القوانني الو�ضعية الوطنية،
واالجنبية ،يف حال كانت اعمالهم ،تطاول �أمواال �أو ا�شخا�صا ،خارج احلدود .ي�ضاف �إىل ذلك،
�رضورة احرتامهم لبع�ض القواعد وا�صول ال�سلوك ،اخلا�صة بها.
ال يوجد ت�رشيع �شامل ،للتعامل مع امل�سائل القانونية والنزاعات ،التي ميكن ان ترتبط ب�أ�سماء نطاقات
االنرتنت ،لدى ا�ستعمال ا�سم م�شابه� ،أو مماثل ال�سم جتاري� ،أو عالمة جتارية .لكن العديد من الت�رشيعات
الأوروبية ،ويف مقدمها الت�رشيع الفرن�سي ،كما االجتهاد الوطني والأوروبي[ ،[[2قد ت�صدى ملعاجلة هذه
امل�سائل ،ا�ستنادا �إىل قوانني حماية امل�ستهلك ،وحماية العالمات التجارية .وكانت الوايبو -املنظمة
الدولية حلماية امللكية الفكرية ، -قد و�ضعت عددا من القواعد ،التزمت بها الآيكان واعتمدتها[ ،[[2يف
حال ن�شوب نزاع ،وهي:
•حق املدعي يف مالحقة اجلهة ،التي ت�ستخدم ا�سما م�شابها ملاركة �أو عالمة جتارية ،خا�صة مبنتجات
�أو خدمات موجودة �سابقا ،ميلك هو حقوقا عليها ،حني ميكن ان ي�ؤدي هذا اال�ستخدام �إىل
التبا�س.
•عندما ال ميلك م�ستخدم اال�سم ،اي حق� ،أو م�صلحة �رشعية ،فيما يخ�ص اال�سم
•عندما يتم ت�سجيل اال�سم ،وا�ستخدامه ،عن �سوء نية
ويعترب �سوء النية متوافرا يف حال:
•جل�أ مالك اال�سم �إىل عر�ضه للبيع� ،أو لاليجار� ،أو التخلي عن ملكيته لقاء بدل ،على مالك العالمة
التجارية� ،أو املنتج� ،أو على مناف�سه.
•حماولة جذب جمهور امل�ستخدمني ،بهدف جني االرباح� ،إىل املوقع� ،أو �إىل اي مكان �آخر ملالك
ا�سم النطاق ،عرب خلق التبا�س يف ذهن امل�ستخدم ،مع املاركة �أو اخلدمة ،التي يقدمها املدعي.
•الت�سجيل بهدف منع مالك املاركة �أو العالمة ،من ا�ستخدام ا�سم منتجه� ،أو خدمته كا�سم موقع،
ال�سيما متى كان هذا الت�رصف ،يندرج يف �إطار الت�رصفات العادية ،مل�سجل ا�سم النطاق
•ت�سجيل اال�سم ،بهدف الت�شوي�ش على العمليات التجارية للمناف�س
[20] Arrêt de la Cour (troisième chambre) du 11 juillet 2013. / Belgian Electronic Sorting Technology NV contre Bert Peelaers
et Visys NV. / Demande de décision préjudicielle: Hof van Cassatie - Belgique. / Directives 84/450/CEE et 2006/114/CE
- Publicité trompeuse et publicité comparative - Notion de ‘publicité’ - Enregistrement et utilisation d’un nom de domaine -
Utilisation de balises méta dans les métadonnées d’un site Internet. Affaire C-657/11. http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/
LexUriServ.do?uri=CELEX:62011CJ0657:FR:NOT
[21] http://www.icann.org/en/help/dndr/udrp/policy
�صفحة رقم 22
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
من جهتها ،اعتمدت الآيكان ،عددا من املبادئ الأ�سا�سية ،التي متنع اال�ستيالء على �أ�سماء العالمات
التجارية ،واملنتجات ،عرب ت�سجيلها ك�أ�سماء مواقع ،وذلك من خالل بنود تعاقدية تفر�ض:
•ت�رصيحا وتعهدا من �صاحب طلب الت�سجيل ،بان طلب الت�سجيل الذي يقدمه ،كامل و�صحيح ،وبان
ال حقوق ال�شخا�ص ثالثني على اال�سم الذي ي�سجله ،وب�أن هذا الت�سجيل ال يبتغي حتقيق �أهداف غري
�رشعية ،وبان طالب الت�سجيل ال يق�صد ا�ستخدام اال�سم ،خالفا للقواعد القانونية النافذة.
•التزام طالب الت�سجيل ،بالرجوع �إىل هيئة التحكيم ،اخلا�صة بحل النزاعات حول ا�سم النطاق ،يف
حال ح�صولها ،يف االحوال التي �أ�رشنا �إليها اعاله.
وحتمي الت�رشيعات الوطنية الأوروبية ،ا�سم النطاق ،كما يعمل االجتهاد ،على ردع املمار�سات املخالفة
للقوانني ،يف هذا املجال .وكان الق�ضاء الفرن�سي ،قد منع ا�ستخدام عدد من �أ�سماء العالمات التجارية
الفرن�سية ،من قبل ا�شخا�ص ،ال عالقة لهم بامل�ؤ�س�سة[.[[2
كذلك ،مينع القانون الأمريكي منذ العام ،1999ت�سجيل �أ�سماء مواقع ،ت�شكل �أ�سماء عالمات جتارية،
ومنتجات موجودة ،وم�شهورة ،قبل تاريخ هذا الت�سجيل[.[[2
،DNSSECيهدف �إىل الت�أكد ،من �أن املعلومات التي يتم احل�صول عليها ،من نظام �أ�سماء النطاقات
، DNSمل يتم العبث بها ،خالل عملية النقل من م�صدر البيانات� ،إىل الآلة التي تطرح ال�س�ؤال ،بالنيابة
عن �أي م�ستخدم.
ويتم هذا االمر ،من خالل التوقيع والتوثيق الرقميني ،لبيانات .DNSويعتمد هذا التوثيق ،على
مفتاح يرتبط باجلذر اخلا�ص بنظام ،DNSومن خالل �أي من املفاتيح� ،أو كلمات املرور �أو نظام
ومتا�شيا مع �أف�ضل املمار�سات ،ف�إن الفريق
ً الأمن .ويخ�ضع هذا املفتاح �إىل التحديث ،ب�صفة دورية.
الذي يعمل يف ICANNيت�ألف من IANA :ب�صفة م�شغل وظائف � ،رشكاء �إدارة ملفات خوادم اجلذر
الآخرين ،ك�رشكة VeriSignامل�رشفة على �صيانة منطقة اجلذر ،والإدارة الوطنية الأمريكية لالت�صاالت
واملعلومات(.)NTIAويعمل هذا الفريق ،على “تدوير” �أو تغيري الزوج املفتاحي الت�شفريي ،اخلا�ص
والعام� ،أي مفتاح التوقيع الرئي�سي ،ملنطقة اجلذر[ ،)KSK( [[2واجلانب العام منه الذي يعمل ب�صفة
املفتاح ،المتدادات DNSSECاخلا�صة بالإنرتنت.
[22] Jugement du TGI de paris sanctionne l’enregistrement du nom de domaine la fayette 25 Mai 1999 sur juriscom.net / TGI
…Nanterre 30 juin 1999 a retenu la contrefacon de titulaire de nom lancome, l’oreal, cacharel etc
[23] la loi Anticybersquatting Consumer Protection act 1999
[24] The Domain Name System Security Extensions
[25] Servers
[26] key signing keys
�صفحة رقم 23
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ويق�صد بتدوير مفتاح التوقيع الرئي�سي ،KSK ،ا�ستخراج زوج جديد من املفاتيح ،بالإ�ضافة �إىل توزيع
املكون العام اجلديد ،على الأطراف التي تقوم على و�ضع� ،أو توزيع� ،أو ت�شغيل ،وحدات حل التوثيق.
وميكن النظر �إىل عملية تدوير مفتاح التوقيع الرئي�سي ،KSKكعملية تغيري �أقفال البيت .ففي احلاالت
التي تكون فيها �أ�سماء النطاقات موقعة من ،DNSSECيتم التحقق من ا�سم البيانات املوثقة ،يف كل مرة
يحاول فيها م�ستخدم الإنرتنت ،االت�صال بخادم حمدد با�سم نطاق ،تتم جتربة املفتاح يف القفل ،من �أجل
التحقق من البيانات .وهذا يعني� ،أن تغيري القفل ،دون حتديث املفاتيح� ،سي�ؤدي �إىل عدم فتح الباب،
الن ا�سم النطاق لن يكون مطابقا ،و�سوف تف�شل حماولة االت�صال.
�أما الت�أثري املحتمل لعملية التدوير ،فهو احلاجة ال �إجراء توزيع وا�سع النطاق ،ومالئم ملرتكز الثقة
اخلا�ص مبفتاح التوقيع الرئي�سي KSKاجلديد.
وعندما ا�ستخدم جمتمع الإنرتنت ،امتدادات DNSSECللمرة الأوىل ،حدد �رشكاء �إدارة ملفات خوادم
اجلذر ،بالت�شاور مع عدد من ا�صحاب امل�صالح� ،رضورة �إجراء تدوير وتغيري مفتاح التوقيع الرئي�سي
،KSKعرب مرا�سم خا�صة باملفتاح� ،أو بعد مرور خم�س �سنوات على الت�شغيل .اال ان هذا الإطار
ً
م�رشوطا بالوقائع الت�شغيلية للإنرتنت .ففي العام املن�رصم ، 2015 ،مثال ،تركز االهتمام الزمني ،بقي
يف الآيكان على عملية نقل دور الإ�رشاف �إىل ،IANAباعتبارها امل�س�ألة الأكرث ات�صاال باجلمهور ،من
[[[2
منظور االت�صاالت ،لكن ذلك مل يعن توقف العمل ،على تدوير مفتاح التوقيع الرئي�سي ،KSKالذي
ا�ستمر ب�شكل مواز .وقد بد�أت يف �أكتوبر ،2016عملية اال�ستعداد الرئي�سية اجلديدة ،لتدوير مفتاح
التوقيع الرئي�سي ،KSKومن املتوقع ان يتم اكمالها ،يف مار�س ،2018علما ان هذا الإطار الزمني،
يبقى هو الآخر ،عر�ضة للتغيري� ،إذا ما ا�ستدعت الظروف ذلك .فتدوير ،KSKي�شبه تغيري كلمة املرور
ب�شكل دوري ،لكن تغيريه ،يتطلب جهودا خا�صة.
}الف�صل الثاين {
الأمن ال�سيرباين :تعريفات و�أبعاد
.1تعريفات
ميكن تعريف الأمن ال�سيرباين ،بانه �أمن ال�شبكات ،والأنظمة املعلوماتية ،والبيانات ،واملعلومات،
والأجهزة املت�صلة باالنرتنت .وعليه فهو املجال الذي يتعلق ب�إجراءات ،ومقايي�س ،ومعايري احلماية،
املفرو�ض اتخاذها� ،أو االلتزام بها ،ملواجهة التهديدات ،ومنع التعديات� ،أو للحد من �آثارها يف �أق�سى
و�أ�سو�أ االحوال.
ويرتبط هذا الأمن ،ارتباطا وثيقا ،ب�أمن املعلومات .فالو�صول �إىل هذه الأخرية� ،أو بثها� ،أو االطالع
عليها واملتاجرة بها� ،أو ت�شويهها وا�ستغاللها ،هو ما يقف ،غالب االحيان ،وراء عمليات االعتداء على
ال�شبكات ،وعلى االنرتنت.
فاالعتماد على املعلومة ،حقيقة ال لب�س فيها ،تفر�ض اعتمادا �أكرث ،على الأنظمة الإلكرتونية التي تعاجلها.
واحلديث عن الأمن ،ي�ستدعي تعريف اخلطر� ،أي التهديد الذي يتعر�ض له النظام[� ،[[3إ�ضافة �إىل نقاط
ال�ضعف� ،أو الثغرات التي تعرتيه ،ومن ثم الإجراءات املفرو�ض اتخاذها ،لدفع اخلطر .فالتهديد هو
نوع الأعمال العدائية ،التي ميكن ان متار�س �ضد النظام ،بينما نقاط ال�ضعف هي م�ستوى االنك�شاف
على هذا التهديد ،يف �سياق معني .والإجراءات التي يفرت�ض اتخاذها ،ال ميكن ان تقت�رص يف �أي حال
من االحوال على التقنية ،بل انها تتناول بناء القدرات ،والتوعية ،والتدريب ،ونقل اخلربات ،عدا عن
جمموعة من القواعد املحددة والوا�ضحة ،التي يفرت�ض اتباعها.
فاخلطر يتناول �أمن ال�شبكات و�أمن االنرتنت ،لناحيتني :الأوىل ،هي البنية التحتية ،وما عليها من نقاط
دخول وخروج وتخزين ،واعرتا�ض للمعلومات .والثانية ،عمليات التخريب ،والتدمري والتعطيل ،التي
تطاولها ،وتطاول الأموال واال�شخا�ص من خاللها.
والن لل�شبكة العاملية للمعلومات ،موا�صفات تقنية وفنية خا�صة ،ت�ؤ�س�س ملخاطر معينة ،فان ات�صال
ال�شبكات بها ،يعر�ض هذه االخرية للمخاطر عينها .وبذلك ،ميكن ت�صور تعر�ض النظام العتداء،
يجعله يتوقف عن ت�أدية اخلدمات التي كان يقدمها� ،أو يجعله يعر�ض �أ�رسار امل�ؤ�س�سات والأفراد� ،سواء
منها ال�شخ�صية �أو ال�صناعية واملهنية� ،أو مبا ي�ؤدي �إىل تلف البيانات احل�سا�سة� ،أو بث معلومات مغلوطة.
وهنا ،ال بد ان ن�شري� ،إىل �رضورة التمييز ،بني املعلومات وبني التكنولوجيا وادواتها .فاملعلومة هي
ما ينتج عن معاجلة البيانات واملعطيات ب�شكل معني ،ت�ستخدم فيه التكنولوجيا� ،سواء للتجميع� ،أو
للو�صول� ،أو للتخزين ،واملعاجلة.
ميكن تحدي حاميته ][30
�صفحة رقم 26
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
لذا ،فان �أوىل خطوات حتقيق الأمن ،هي مراقبة هذه التكنولوجيا ،ال�سيما يف �شقها الذي ميثل
االت�صاالت ،ومراقبة حركة انتقال املعلومات ،مبا ي�ضمن ازالة العوائق امام الو�صول �إليها ،وان�سيابها،
ومينع التن�صت� ،سواء من جانب الطرف املناف�س� ،أو من قبل الطرف الذي ي�سعى �إىل االعتداء .من هنا
�رضورة �سعي امل�ؤ�س�سات ،كما الأفراد� ،إىل حتقيق �أمن االت�صاالت ،عرب احلفاظ على �رسيتها ،مع ما ميكن
ان يطرحه هذا االمر من �إ�شكاليات ،تتعلق مبكافحة اجلرائم ،واحلفاظ على الأمن .وبهذا املعنى ،يكون
الأمن ،هو عدم ال�سماح با�ستخدام النظام� ،إال فيما هو معد لأجله ،ويف الإطار امل�سموح به.
فالأمن ال�سيرباين ،بح�سب التعريف املعطى له ،يف التقرير ال�صادر عن االحتاد الدويل لالت�صاالت،
حول «اجتاهات اال�صالح يف االت�صاالت للعام ،»2011-2010هو جمموعة من املهمات ،مثل
جتميع و�سائل ،و�سيا�سات ،و�إجراءات امنية ،ومبادئ توجيهية ،ومقاربات لإدارة املخاطر ،وتدريبات،
وممار�سات ف�ضلى ،وتقنيات ،ميكن ا�ستخدامها حلماية البيئة ال�سيربانية ،وموجودات امل�ؤ�س�سات
وامل�ستخدمني[.[[3
وتهدف احلماية� ،إىل جعل املعتدين يحجمون عن خطتهم� ،أو �إىل منعهم من حتقيقها ،واىل �ضمان حد
مقبول من الأخطار ،وذلك عرب و�ضع خطة �أمن ،تتالءم واملحيط التقني ،الب�رشي ،التنظيمي ،والقانوين.
اال ان الأمن ب�صورة �شاملة ،و�أكيدة ،وم�ضمونة ،بعيد املنال .فلكل نظام نقاط �ضعف وثغرات خا�صة
به ،جعلت البع�ض يعتربون قوة اي نظام ،امنا تقا�س بقوة �أ�ضعف نقطة فيه .ومما ال �شك فيه ،ان
اهتمامات الأمن ،تختلف باختالف املواد واملوارد املعر�ضة للتهديد .فاملواقع التجارية اخلا�صة ،غري
املواقع احلكومية ،وهذه االخرية ،تختلف عن املواقع املالية ،والعقارية ،كما تختلف عن مواقع الت�سلية
واملقامرة.
ت�أ�سي�سا على ذلك ،ميكن تعريف الأمن ال�سيرباين ،انطالقا من �أهدافه ،بانه الن�شاط الذي ي�ؤمن حماية
املوارد الب�رشية ،واملالية ،املرتبطة بتقنيات االت�صاالت واملعلومات ،وي�ضمن امكانات احلد من اخل�سائر
واال�رضار ،التي ترتتب يف حال حتقق املخاطر والتهديدات ،كما يتيح اعادة الو�ضع �إىل ما كان عليه،
ب�أ�رسع وقت ممكن ،بحيث ال تتوقف عجلة االنتاج ،وبحيث ،ال تتحول اال�رضار� ،إىل خ�سائر دائمة.
يف مدلوله العام ،يعطى الأمن تعريفات عديدة ،تنطلق من الإمكانات الع�سكرية ،مرورا باحلفاظ على
ا�ستقرار النظام ،و�صوال �إىل حماية القيم اجلوهرية ملجتمع ما .لكن ،وبغ�ض النظر عن تقارب �أو اختالف
النظرات الفل�سفية وال�سيا�سية حول املو�ضوع ،فان الرا�سخ ،هو اخل�شية التي تبديها معظم الدول حاليا،
من تعر�ض امنها القومي ،نتيجة االعتداءات ال�سيربانية ،ال�سيما وان تقنيات املعلومات واالت�صاالت،
قد رفعت من�سوب اخلطر ،عرب اتاحتها م�صادر جديدة ،مت�شعبة ومتعددة ،وامكانات هائلة ،لتحقيقه،
مقابل انخفا�ض ن�سبة املخاطر وامكانات االنك�شاف ،يف جانب اجلهة املعتدية .والدليل على ذلك ،هو
التن�سيق املتزايد بني ادارات الأمن واالقت�صاد[ ،[[3ا�ضافة �إىل الرتابط الذي يراه قادة العامل ،بني �أمن الف�ضاء
ال�سيرباين ،واالقت�صاد والأمن القومي.
[31] Trends in Telecommunication Reform 2010-11- ITU-“ The term “cyber security” refers to various activities such as the
collection of tools, policies,security safeguards, guidelines, risk management approaches, training, best practices, andtechnologies
that can be used to protect the cyber environment and the assets of organizations and Users”.
[32] L’institution militaire en France loge, le poste de Haut représentant charge de l’intelligence économique (HRIE), responsable
de la coordination des réponses gouvernementales en ce domaine, a savoir le secrétariat général de la défense nationale (SGDN).
�صفحة رقم 27
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ويالم�س الأمن ال�سيرباين الأمن القومي ،ب�شكل جد وثيق .فالتقنيات التي و�سعت الآفاق ،و�أثرت
الثقافة ،و�سمحت للثقافة املحلية باالمتداد �إىل املجال العاملي ،باتت تهدد الهوية الوطنية والقومية ،مع
ت�أثر االجيال ال�صاعدة مبا ي�صلها ومبا ت�صل اليه عرب الإنرتنت ،حيث تبدو الهوية وكانها خا�ضعة لعملية
اعادة ت�شكيل ،من خالل تكنولوجيا املعلومات ،وحر�ص الغالبية العظمى من النا�س ،على ا�ستخدامها
يف تكوين جمتمعهم اخلا�ص ،وبيئتهم املميزة.
فالف�ضاء ال�سيرباين ،ك�أي جمال �آخر ،مكان ي�ستح�رض النا�س فيه قيمهم وم�صاحلهم ،واهتماماتهم املختلفة،
التي ميكن ان تت�أثر وت�ؤثر .وبتنا نالحظ ،على �سبيل املثال ،ان بع�ض جمموعات امل�صالح اخلا�صة ،تهدد
باحللول كبديل لهوية يندمج حتت مظلتها ،جمموعات �أكرب من النا�س.
وكان مايكل ماكونال ،امل�س�ؤول ال�سابق عن الأمن الوطني الأمريكي ،قد اعترب ،ان االنرتنت قد رفعت
م�ستوى الأخطار التي يتعر�ض لها النظام ،ب�شكل غري م�سبوق[ .[[3وذلك ،يف �إ�شارة وا�ضحة� ،إىل
التهديدات اجلديدة ،التي ت�ستهدف الأمن القومي ،والتي ميكن ان تتخذ ا�شكاال غري متوقعة ،وتطاول
جماالت �أ�سا�سية وحيوية .كذلك� ،أعلن الرئي�سي الأمريكي احلايل ،باراك اوباما ،ان �أمن الف�ضاء ال�سيرباين،
ي�أتي يف مقدمة اهتماماته ،معتربا التهديد الآتي من الف�ضاء ال�سيرباين ،من �أخطر امل�سائل ،التي تطرح
على امل�ستوى االقت�صادي ،كما على م�ستوى الأمن القومي .وقد ترجم هذا عمليا ،بتعيني م�س�ؤول عن
�أمن الف�ضاء ال�سيرباين ،يكون على ات�صال وتن�سيق دائمني معه ،ويكون ع�ضوا يف الأمن القومي ،ويف
املجل�س االقت�صادي الوطني[.[[3
يف هذا الإطار ،حددت التو�صية الأوروبية ال�صادرة يف العام ، [[3[2002الأمن القومي ،بانه�«:أمن الدولة،
والدفاع ،وال�سالمة العامة .»...،وعليه ،فالأمن القومي هو جميع الإجراءات القانونية ،واالدارية ،والع�سكرية
والأمنية ،التي تهدف �إىل حماية بلد معني� ،ضد اي نوع من التهديدات والأخطار ،التي ميكن ان تعر�ض
�سالمة مواطنيه �أو ارا�ضيه� ،أو �سيادته ،مبا فيها �سالمة بنيته احل�سا�سة ،وبنية االت�صاالت واملعلومات.
اما على امل�ستوى العربي ،وبالرغم من غياب تعريف وا�ضح للأمن القومي ،اال ان هنالك حماولة ،قامت
بها االمانة العامة جلامعة الدول العربية ،باعدادها درا�سة يف العام ،1992جاء فيها :ان الأمن القومي،
هو قدرة االمة على الدفاع عن �أمنها ،وحقوقها ،و�صيانة ا�ستقاللها ،و�سيادتها على ارا�ضيها ،وتنمية
القدرات والإمكانات العربية ،يف خمتلف املجاالت ال�سيا�سية ،واالقت�صادية ،والثقافية واالجتماعية،
م�ستندة �إىل القدرة الع�سكرية والدبلوما�سية� ،آخذة يف االعتبار االحتياجات الأمنية الوطنية لكل دولة،
والإمكانات املتاحة ،واملتغريات الداخلية واالقليمية والدولية ،والتي ت�ؤثر على الأمن القومي العربي.
وهكذا ،يبدو وا�ضحا ،انه مع حتول الأنظمة ،وتغري امناط احلروب ،وموازين القوى ،وتطور مفهوم دور
الدولة ،ات�سع مفهوم الأمن القومي ،لي�شمل ال�سالمة املادية للمواطنني والوطن ،والأمن االقت�صادي،
واالجتماعي ،واالن�ساين.
[33] McConnell said the Internet has «introduced a level of vulnerability that is unprecedented.”Cybersecuritystarts at home
and in the office.http://www.google.com:80/hostednews/ap/article/ALeqM5gkZ5sKNT86kqT9TWeDlogVPoASyQD9B469980
[34] Loppsi en France et Cyber-securite aux USA http://www.natchers.com/actualite-2009/8239/loppsi-en-france-et-cyber-
securite-aux-usa
[35] La directive européenne 2002/58/CE, remplacée par la directive 2006/24/CE. La sécurité nationale est “… la sûreté de
”…l’état, la défense, et la sécurité publique
�صفحة رقم 28
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
[36] In an open letter to the US president in September 2007, American professionals in cyber defense warned that «the critical
infrastructure of the United States, including electrical power, finance, telecommunications, health care, transportation,
water, defense, and the internet, is highly vulnerable to cyber attack. Fast and resolute mitigating action is needed to avoid
national disaster.» In the murky world of the internet, attackers are difficult to identify. http://belfercenter.ksg.harvard.edu/
publication/18727/cyber_insecurity.html
البحث عن السالم السيرباين »... 2011وهذه الهجامت ميكن أن تأيت دون مقدمات فالحواسيب والهواتف الخلوية تتوقف عن العمل فجأة كام أن شاشات آالت رصف ][37
النقد واآلالت املرصفية تنطفئ يف وجه العمالء وتتعطل أنظمة مراقبة الحركة الجوية والسكك الحديدية وحركة السيارات وتعم فوىض الطرق الرسيعة والجسور واملمرات
املائية وتتوقف السلع غري املعمرة بعيدا ً عن السكان الجائعني .ومع اختفاء الكهرباء تهوي املستشفيات واملساكن واملراكز التجارية بل ومجتمعات بأكملها يف غياهب الظالم.
ولن تستطيع السلطات الحكومية معرفة مدى الرضر أو االتصاالت ببقية العامل إلبالغه بالكارثة أو حامية مواطنيها الضعفاء من الهجامت التالية .وهذه هي املحنة القاسية
».التي يواجهها مجتمع تعرض للشلل بسبب ضياع شبكاته الرقمية يف لحظة واحدة .وهذا هو التدمري الذي مُيكن أن ينجم عن نوع جديد من الحروب هي «الحرب السيربانية
�صفحة رقم 29
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
باملقابل ،ال يتوانى العاملون يف ال�ش�أن ال�سيا�سي ،عن االفادة مما تقدمه هذه التقنيات ،للو�صول �إىل �أكرب
�رشيحة ممكنة من املواطنني ،والرتويج ل�سيا�ساتهم ،يف العامل .وغني عن البيان ،مدى الت�أثري الذي يرتكه
هذا االمر ،بغ�ض النظر عن �صحة ال�سيا�سات ،واملبادئ واملواقف ،التي يروج لها .فقد ا�ستخدم اوباما،
مثال ،ال�شبكات االجتماعية ب�شكل كثيف ،خالل حملته االنتخابية .كما تركت الت�رسيبات ،لآالف
الوثائق الدبلوما�سية ال�رسية ،عرب الويكيليك�س� ،أثرا �سلبيا على العالقات بني الدول ،وعلى م�صداقيتها.
[38] Electronic money regulations 2011 (EMR 2011) & the payment Services Regulations 2009
[39] Senators Unveil Major Cybersecurity Bill Measure Would Update FISMA, Encourage Sharing of Cyber threats By Eric
Chabrow, February 14, 2012. “Sen. Susan Collins, R-Maine, one of the bill’s sponsors, said in a Senate speech. “The threat
_is not just to our national security, but also to our economic well-being.” http://www.govinfosecurity.com/articles.php?art
id=4506&opg=1
[40] « If you’re Cisco and you’re making $7 million a day online, and you’re down for a day, you’ve lost $7 million. That’s where
you start. There were estimates that the “Love Bug” virus did damage in the billions and billions of dollars. That scale leaves
most people saying, “That’s beyond any kind of comprehension.” http://www.pbs.org/wgbh/pages/frontline/shows/hackers/
risks/cost.html
�صفحة رقم 31
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
[41] General Assembly- Human Rights Council Seventeenth session - Agenda item 3 - Promotion and protection of all human
rights, civil, political, economic, social and cultural rights, including the right to development- Report of the Special Rapporteur on
the promotion and protection of the right to freedomof opinion and expression, Frank La Rue. 16 May 2011- A/HRC/17/27-p:16
�صفحة رقم 32
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل الثالث {
املخاطر ال�سيربانية
.1م�ؤ�رشات مقلقة
مع االعتماد املتزايد ،يف حياتنا اليومية ،على الأنظمة املعلوماتية ،والأجهزة املت�صلة بال�شبكة العاملية
للمعلومات ،وت�شعب طبيعة هذه الأجهزة ،من هواتف خليوية ،واجهزة حو�سبة �شخ�صية ،يزداد
عدد املت�صلني بالف�ضاء ال�سيرباين ،وتزداد احتماالت االعتداءات واجلرمية .فقد �أ�شار تقرير �صادر عن
ماكينزي� ،إىل توقع زيادة املعلومات الرقمية ،مبعدل ، %44خالل االعوام املمتدة من � 2009إىل
[ .2020[[4كما ي�شري العديد من التقارير� ،إىل توايل حوادث اخرتاق الأنظمة و�رسقة البيانات وت�رسبها،
كاخرتاق انظمة معلومات �سوين ،التي نتج عنها ت�رسب بيانات مليون م�ستخدم[ .[[4فاملعلومات التي
ت�ضخ ،وتن�ساب ،وحتفظ ،يف الف�ضاء ال�سيرباين وعربه ،من اهم املوجودات التي ي�سعى اليها ،جميع
املعنيني بهذا الف�ضاء ،دون ا�ستثناء .فال�رشكات ،واحلكومات ،وم�ستخدمو االنرتنت ،يالحقون
املعلومات ،كل بح�سب �أهدافه.
وت�صدر الأخطار والتهديدات ال�سيربانية ،عن �أعمال ق�صدية ،كاالخرتاقات واالعتداءات ،و�أعمال غري
ق�صدية ،كاالهمال ،وقلة الوعي واالدراك.
وميكن توزيع الأخطار ،يف الف�ضاء ال�سيرباين ،انطالقا من �أهدافها ،بني ما يطاول الدول ،وما يطال
اال�شخا�ص ،وممتلكاتهم و�أموالهم .ويندرج يف �إطار الفئة الأوىل ،كل ما يعر�ض الأمن القومي،
والع�سكري ،واالقت�صادي ،واالجتماعي ،ويهدد البيئة التحتية واحلرجة للدول ،و�أ�سواق املال
والقطاعات امل�رصفية ،وال�سلم الدويل ،واملن�ش�آت النووية ،وامل�ؤ�س�سات ال�صحية ،وقطاعات النقل
بكل �أنواعه :الربي والبحري واجلوي ،ورفاه ال�شعوب .بينما يندرج يف الفئة الثانية� :رسقة البيانات
ال�شخ�صية ،وت�رسيبها ،وا�ستخدامها دون اذن ،ودون وجه حق ،و�رسقة الأموال ،واخرتاق انظمة
املعلومات ،واالعتداء على امللكية الفكرية ،وال�صناعية ،والعالمات التجارية .كما ت�شمل هذه الفئة
�أي�ضا :االحتيال ،والربيد غري املرغوب فيه ،واجلرائم �ضد االطفال ،واملحتوى غري امل�رشوع ،وغريها
الكثري مما يعترب جرائم �سيربانية� ،ضد اال�شخا�ص و�ضد الأموال.
ي�ستمر النظام بالعمل ،يف الوقت الذي ترتاجع نوعية اخلدمة التي يقدمها� ،أو ان يتوقف نظام الت�شغيل،
�أو تتدهور نوعية �أدائه .وميكن ان تقع هذه احلوادث نتيجة �أخطاء� ،أو نقاط �ضعف خا�صة بالربنامج،
�أو كوارث طبيعية� ،أو ا�ستعمال غري �سليم من قبل م�ستخدمي النظام �أو الربنامج� ،أو �أي�ضا نتيجة اعتداء
جرمي.
وعليه ،ال بد من حتديد املخاطر ،ونقاط ال�ضعف ،والثغرات ،والتهديدات ،وحتليلها ،وفهمها لو�ضع
الإجراءات الكفيلة مبكافحتها ،وبحماية الأنظمة والربامج.
.3م�صادر املخاطر
يف عامل تلت�صق فيه الن�شاطات االن�سانية ،بكل ا�شكالها ،ب�أنظمة املعلومات واالت�صاالت ،ال بد ل�سيا�سات
املرونة ،من حلظ مروحة وا�سعة من م�صادر املخاطر ،التقنية ،واالن�سانية ،والقانونية ،التي تعني البنية
التحتية العاملية ،واخلدمات الدولية كاالنرتنت ،ا�ضافة �إىل الأجهزة الفردية املت�صلة بها.
وعليه ،من ال�رضوري ،لدى و�ضع �سيا�سات املرونة واحلماية ،من مالحظة عدد من امل�ستويات ،التي
تت�أثر وت�ؤثر ببع�ضها البع�ض ،لدى حدوث خلل يف اي منها :امل�ستوى العاملي العام ،امل�ستوى الوطني،
امل�ستوى امل�ؤ�س�ساتي ،امل�ستوى املعلوماتي (من معلومات) ،امل�ستوى التقني ،امل�ستوى املادي .وبالتايل،
يفرت�ض حتليل املخاطر وحتديد التهديدات اخلا�صة بكل من هذه امل�ستويات ،ا�ضافة �إىل الت�أثريات اجلانبية
واملتبادلة لكل منها على االخرى .وميكن يف هذا ال�سياق االعتماد على �أدلة ،تقول ب�أن التهديد ي�ساوي
احتمال وقوعه ،ا�ضافة �إىل نتائجه وت�أثرياتها.
وتتنوع م�صادر التهديدات واملخاطر ،ن�سبة �إىل م�ستوياتها .فمن وجهة النظر التقنية مثال ،ميكن ان
ت�صدر عن خط�أ� ،أو عن ثغرة يف النظام� ،أو عن اعدادات وتكوين الربامج والأنظمة .كما ميكن ان
ت�صدر عن �س�ؤ ا�ستخدام ق�صدي� ،أو غري ق�صدي� ،أو عن هجوم �أو اخرتاق داخلي �أو خارجي� ،أو عن
عوامل طبيعية .وعليها ت�ضاف �إىل معادلة احت�ساب التهديدات واملخاطر ،نقاط ال�ضعف ،والعن�رص
الب�رشي ،كي ت�أتي �إجراءات وترتيبات اعادة احلال �إىل ما كان عليه ،بعد وقوع احلادث ،فاعلة ومنا�سبة.
�أما جلهة امل�صادر االخرى ،فنميز بني االعتداءات ال�صادرة عن الأفراد ،وتلك ال�صادرة عن الدول.
فبعيدا عن ال�رصاعات الع�سكرية ،وخارج عمليات التج�س�س ،يقوم �أفراد �أو ع�صابات ،باعتداءات
على ادارات حكومية وطنية �أو اجنبية .لكن هذه االعتداءات ،ال ترقى �إىل خطورة تلك التي تقوم
بها الدول ،الختالف القدرات والإمكانات املتوافرة ،كما انها لي�ست مفتوحة على نف�س الأ�ساليب،
والو�سائل ،التي ت�ؤدي �إىل املخاطر الع�سكرية.
وبالرغم من حتول عمليات التج�س�س ،واجلرائم ال�سيربانية املوجهة من قبل دول� ،إىل ممار�سات يومية على
ال�شبكة العاملية للمعلومات ،نتيجة ف�شل التعاون بني البلدان املختلفة ،يبقى خطر اندالع حروب كنتيجة
لها قائما ،نتيجة ح�سابات خاطئة لنتائج هذه الأعمال ،ومدى ت�أثريها .وال ميكن جتنب ردات الفعل
االنتقامية على هذه الأعمال� ،أو التهديد بها لردع اجلهة املعتدية� ،سواء �ضمن �إطار ال�رصاع� ،أو خارجه.
فالو�سيلة الأجنع لذلك ،هي تبيان وحتديد النتائج العملية واملح�سو�سة ،لالعتداءات املوجهة واملق�صودة.
�صفحة رقم 35
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ورمبا يكون الهاكرز الربيطاين “تريك” ،Trickالذي يقود فريق الهاكرز املعروف ب “تيم بويزن”
،TeaMpoisoNاملثال االو�ضح ،على االعتداءات الفردية ،التي ميكن ان تتحول �إىل اعتداءات على
البلدان ،ورجال ال�سيا�سة ،و�أمن الدول .فقد ان�ضم هذا املخرتق ،بعد خروجه من ال�سجن يف بريطانيا� ،إىل
تنظيم الدولة الإ�سالمية ،يف �سوريا ،حيث يتوىل تدريب عنا�رصه ،على االخرتاق والتج�س�س.
وكان هذا ال�شخ�ص ،قد اخرتق نظام �رشكة بالكبريي ،عندما �أعلنت �أنها �ستقوم مب�ساعدة ال�رشطة الربيطانية،
يف ك�شف م�شاغبي االحتجاجات ،التي عمت لندن �سنة ،2011كما اخرتق الإمييل ال�شخ�صي لرئي�س
الوزراء ال�سابق طوين بلري[ ،[[4و�رسق معلوماته و�صوره ور�سائله ،وقام بن�رشها على الإنرتنت.
وكان فريق ،TeaMpoisoNقد ن�رش الأرقام ال�رسية ،اخلا�صة مب�س�ؤويل �أحد املواقع التابعة لوكالة الف�ضاء
الأمريكية ،NASAكما قام يف العام ،2012ب�إعداد برنامج ،يقوم باالت�صال على اخلط ال�ساخن اخلا�ص
مبكتب “مكافحة الإرهاب” يف بريطانيا ،وير�سل ات�صاالت ع�شوائية مكررة� ،أدت �إىل تعطيل هذا
اخلط.
كذلك ،قام بخداع �ضباط الأمن يف جهاز ،[[4[MI6وهو وكالة اال�ستخبارات الع�سكرية ال�رسي ،عرب
اخرتاق جهاز �أحد العنا�رص ،وت�سجيل مكاملات داخلية MI6مت ن�رشها على الإنرتنت ،ما �أحرج مكتب
مكافحة الإرهاب .وكان الفريق نف�سه ،قد اخرتق �أحد البنوك الإ�رسائيلية ،خالل احلرب على غزة،
ون�رش بيانات بطاقات ائتمانية لأكرث من 26الف ا�رسائيلي ،قام با�ستخدامها ،يف طلب “ البيتزا”.
جرائم تعاقب عليها القوانني الو�ضعية ،ومنيل �إىل القول هنا ،انها ال تتطلب بال�رضورة �إقرار ن�صو�ص
جديدة ،بل تعديل ما هو موجود ،ليتنا�سب مع العنا�رص املادية اجلديدة ،التي يدخلها الف�ضاء
ال�سيبريي ،من خالل طبيعته اخلا�صة .ففي احدى الق�ضايا التي عر�ضت على املحاكم الأمريكية،
ا�ستخدم �أحد اال�شخا�ص الربيد الإلكرتوين ،لريا�سل احدى اجلمعيات طالبا للم�ساعدات ،مقدما
نف�سه على �أنه �سيدة ،تعي�ش يف خميم لالجئني يف نيجرييا[ .[[4ومن االطالع على وقائع الق�ضية،
نالحظ عدم وجود ما مييزها عن عمليات الغ�ش ،التي تت�ضمن انتحاال لل�شخ�صية� ،سوى جلوء هذا
ال�شخ�ص� ،إىل ا�ستعمال تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،يف ارتكاب جرميته.
•اجلرائم التي تندرج يف �إطار اجلرمية املنظمة ،والتي تهدد �أمن الأفراد والدول ،على ال�سواء ،يف
الف�ضاء ال�سيبريي ،ويف الف�ضاء التقليدي .وت�أتي يف هذا الإطار ،جرائم تبيي�ض الأموال والإرهاب،
والتي �سنعر�ضها بالتف�صيل يف ف�صل الحق.
[47] The Ikeja High Court Thursday sentenced Nwagbogwu Stephen, 22, to 12 months imprisonment without option of fine for
Internet fraud”. www.Thetidenews.com.
�صفحة رقم 37
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.6طبيعة الأخطار
مما ال �شك فيه ،ان تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،تتيح امكانات هائلة ،وغري م�سبوقة ،لإنتاجية
�أف�ضل يف جميع القطاعات ،وللتوا�صل عرب القارات .اال ان البنية التحتية لهذه التقنيات ،متثل ارتباطا
بني م�صالح متعددة ،وخدمات خمتلفة ،وبلدان عديدة ،االمر الذي يجعل من الأخطار يف املجال
ال�سيرباين� ،أخطارا عاملية ،تطاول اجلميع دون ا�ستثناء ،وتفرت�ض منهم التزاما ،بكل ما ي�ضمن �أمن
تقنيات املعلومات واالت�صاالت .فال ميكن الية جهة ،ان ت�ضمن بقائها يف من�أى عن الأخطار ،ما دامت
�سالمة الآخرين معر�ضة .فالطبيعة العاملية ،ت�ستلزم ردا ذا �أبعاد عاملية ،تتجاور فيه وتتداخل ال�سيا�سة،
واالقت�صاد ،واالجتماع ،والتقنية ،والقانون .هذا عدا عن التعقيدات النا�شئة ،عما يرتبه خ�ضوع البنية
التحتية الأ�سا�سية ،للقطاع اخلا�ص ،ولي�س ل�سيطرة احلكومة ،ا�ضافة �إىل ان القدرات واخلربات ،يف
جمال تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،امنا تنمو وتزدهر فيه ،وتخ�ضع لقوانني ال�سوق .هذا ،ف�ضال عن
�صعوبة حتديد م�صدر الهجوم �أو االخرتاق ،بعيدا عن تبادل املعلومات ،والتن�سيق بني جهات متعددة،
داخلية وخارجية .ففي الف�ضاء ال�سيرباين « ،جمهولة الهوية» هي القاعدة ،يف الوقت الذي يحتاج فيه
بناء الثقة� ،إىل حتديد الهوية ،ومعرفة امل�صدر ،وامكانية االثبات ،االمر الذي ال ميكن حتقيقه ،بعيدا عن
ت�ضافر جهود جهات متعددة ،من القطاعني العام واخلا�ص.
املعلومات واالت�صاالت ،وبالولوج �إىل الف�ضاء ال�سيرباين ،ور�سم حدوده ،مبا جعل البع�ض يعتربونها،
قادرة على لعب دور القانون ،يف تنظيم الف�ضاء ال�سيرباين ،و�ضبط الأعمال املخلة ب�أمنه ،و�صوال �إىل
�إنكارهم على امل�رشع ،حق اال�ضطالع مبهمة هذا التنظيم ،ففي ذلك ابتعاد عن جادة ال�صواب.
فقد �أثبتت هذه التقنية ،انها لي�ست قادرة على �ضبط الت�رصف االن�ساين ،وت�أمني �سالمة الأفراد،
وامل�ؤ�س�سات والدول ،التي �أ�صبحت �أكرث اعتمادا عليها .وعليه ،دقت �أكرث الدول تقدما ،ناقو�س اخلطر،
وعلى �أكرث من منرب عاملي ،للفت االنتباه �إىل ه�شا�شة الو�ضع ،واىل اخللل الع�ضوي الذي يطال الربجميات
والتجهيزات ،على ال�سواء ،والذي ي�شكل نقاط �ضعف ،ميكن ا�ستغاللها ب�سهولة من قبل اخلرباء ،يف
خرق الأنظمة املعلوماتية ،واىل حجم املخاطر التي يرتبها هذا االمر.
و�إذا كان �صحيحا ان احللول التقنية موجودة ،ف�إن ال�صحيح �أي�ضا� ،أنها حلول قا�رصة ،كونها ال ت�ستطيع
مواكبة الدينامية التي توجدها ،كما ال ت�ستطيع مواكبة التحوالت امل�ستمرة ،يف طبيعة املخاطر .فهي
تتبع بروز امل�شكلة ،وت�شكل بالتايل ،ردا حمدودا الزمان واملكان ،كما ومب�س�ألة معينة .هذا عدا عن
مهارات املت�سللني �إىل الأنظمة واملخربني ،وتعدد اجلهات املعنية بالأمن ال�سيرباين (تقنيني ،م�ستثمرين،
عمالء ،مهند�سني ،مطوري برامج وتطبيقات ،)...وانعكا�س ذلك ،تعقيدات على م�ستوى الر�ؤية،
والفهم اجلامع للمخاطر ،كما للتدابري املفرو�ض اتخاذها .وال يغفل عن بالنا ،حاجة تقنيات احلماية
نف�سها� ،إىل احلماية.
من هنا القول ،ب�أن الركون �إىل احللول التقنية ،هو ركون �إىل املجهول ،ال�سيما مع �صعوبة التحكم
بهذه التقنيات ،ومع االعطال التي ميكن ان تطر�أ عليها ،هذا عدا عن العيوب اخلفية التي تعرتيها ،والتي
ال ميكن اكت�شافها ،اال بعد و�ضعها قيد العمل .وي�أتي يف هذا ال�سياق ،ما توفره من امكانيات احلركة
بطريقة �رسية ،وان بدرجة ن�سبية .لكن الإقرار بق�صور التقنية ،ال يعني عدم االلتفات �إىل تطوير �آليات
احلماية التقنية ،واال�ستعانة بالربامج والتطبيقات اخلا�صة ،مبنع الولوج �إىل البنى التحتية ،واىل الأنظمة
املعلوماتية ،ملن لي�س له احلق يف ذلك ،وذلك من خالل تدابري تقنية ،ترتكز �إىل �إدارة الهوية الإلكرتونية،
وا�ستخدام برامج احلماية من الفريو�سات ،وبروتوكوالت الت�شفري ،وغريها.
[48] www.alriyadh.com/2008/09/03/articles371725
تقرير اتجاهات أمن االنرتنت 2008يكشف عن صلة بني مواقع إلكرتونية مستغلة من برمجيات ضارة وسلسلة توريد ادوية غري قانونية عرب االنرتنت
�صفحة رقم 39
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وعن واقعة ت�ؤ�رش �إىل اهمية الأمن يف الف�ضاء ال�سيبريي ،ن�رشت جريدة العرب بتاريخ 2008/8/20
خربا بعنوان« :الإرهابيون اجلدد...قرا�صنة انرتنت» .وقد جاء يف تفا�صيله� ،رسد لتحذيرات خرباء
يف جمال االنرتنت ،من ان الهجوم الإرهابي القادم على الواليات املتحدة الأمريكية ،رمبا يكون من
قبل قرا�صنة االنرتنت .وقد �أبرزوا خ�شيتهم هذه ،نتيجة الهجوم الذي �شنته رو�سيا ،قبل اعتدائها على
جورجيا ،على جميع املواقع الر�سمية اجلورجية ،على االنرتنت.
ويزداد االمر �سوءا ،مع التخ�ص�ص الذي يبدو وا�ضحا يف جمال اخرتاق الأنظمة وال�شبكات ،ومع
دميقراطية ن�رش املعرفة ،التي تبدو يف �أح�سن جتلياتها ،مع املواقع التي ت�ؤمن برجميات متخ�ص�صة
يف االخرتاق ،ميكن احل�صول عليها جمانا ودون مقابل .وتقوم هذه املواقع ،بدرا�سة كل نظام على
حدة ،انطالقا من خ�صائ�صه ،ومن امليزات اخلا�صة ب�إدارة حمايته .ذلك ان ما يعني مديري النظام،
واملتخ�ص�صني بحمايته ،هو نف�سه الذي يعني مقتحمي الأنظمة .كما ميكن احل�صول ،من هذه املواقع
�أي�ضا ،على التعليمات اخلا�صة ،بنقاط ال�ضعف يف الأنظمة ،ومبواقع االخرتاق املمكنة ،وب�أ�ساليب تنفيذ
العمليات بطريقة مهنية ،وتقنية عالية.
ومع انت�شار االت�صاالت الال�سلكية ،وتو�سع ا�ستعماالتها يف الأنظمة ،يت�سع عدد ونوع الربجميات[،[[4
كما يت�سع حجم م�ساحات وامكانات االخرتاق،بحيث تتوزع هذه االخرية ،على كل نقاط النفاذ� ،إىل
خدمات االت�صال ،ب�شكل ي�ستدعي احتياطا وحذرا دائمني [.[[5
وتعمل الربامج التي ت�ستعمل يف عمليات االقتحام واالخرتاق ،عرب تقنيات متعددة وخمتلفة ،منها على
�سبيل املثال :اكت�شاف ال�شبكة ،وم�سح املعلومات املتوفرة عليها ،كما الأجهزة املت�صلة بها وامل�ستخدمة
عليها ،ك�شف �أنواع الت�شفري� ،إن�شاء ملفات خا�صة بكل �شبكة وحتديد طريقة االت�صال بها ،وفك
ال�شيفرة امل�ستخدمة.
[49] Examples of some programs: Kismet for Linux.Netstumbler for windows.Netdiscover for nets not using DHCP.WIFI RADAR.
AirSnort, AirCrack.Cowpatty.
[50] Thomas.M..Thomas.Wireless security, InformIT. http://www.informit.com/articles/article.aspx?p=177383&seqNum=7
Wireless networking is everywhere! That is not meant as hyperbole—it really is everywhere. Wireless technology uses radio waves
to transmit data, so wireless packets are probably flowing in the air in front of you as you read this.
40 �صفحة رقم
)1( هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث:ال�سيربانية
حيث، [[5[ نتيجة تكاثر الفريو�سات يف الف�ضاء ال�سيبريي، تعترب ال�شبكات حاملة خلطر م�ستمر،كذلك
وميكن اال�ستدالل على تو�سع. ومتوا�صل، ب�شكل يومي، بروز فريو�سات جديدة،ي�شهد عامل االنرتنت
ومن،MCafee وSymantec مثل، من خالل ما تن�رشه املواقع املتخ�ص�صة،حركة ن�رش الفريو�سات
عرب، دون انقطاع، وحتديثها، وال�سيا�سات املعتمدة يف تيوميها،خالل انت�شار برامج احلماية نف�سها
يف منطقة جغرافية، والربامج التي تعر�ض �أمن االنرتنت، وال ينح�رص منتجو الفريو�سات.االنرتنت
.[[5[ بل �أنهم يتوزعون على العديد من الدول،واحدة
،[[5[Malware وال،spyware وال،adware[[5[ ما يعرف بال،وي�أتي يف عداد هذه الربامج
وتتميز،[[5[ برامج تدخل الأجهزة بوا�سطة ما يعرف بالدودة املعلوماتية، وهذه االخرية.[[5[Zombieوال
كفتح ملف، دون حاجة �إىل �أي خطوة من قبل م�ستخدم الكومبيوتر، يف كونها تنت�رش،عن الفريو�س
�أو، �إىل �أن تتلقى �أمرا، يف ثبات داخل اجلهاز املقتحم،worm وتظل ال. �أو ال�ضغط على و�صلة معينة،ما
لتعمل، حيث تتم برجمتها، على �أعداد كبرية من الأجهزة، وغالبا ما يتم زرع الدودة.حتى تاريخ معني
لتنفيذ، دفعة واحدة، ما يحرك �أعدادا كبرية من �أجهزة الكومبيوتر يف العامل،بالتزامن مع بع�ضها البع�ض
. �أو طلبات دخول �إىل مواقع معينة، �أو �أوامر بحث �إىل حمرك معني، كار�سال ر�سائل بريدية،مهمة واحدة
وذلك،[[5[” الذي يعرف ب “منع اخلدمات، �إىل �أداة ت�ستخدم يف االعتداء،فتتحول الأجهزة املقتحمة
باملواقع التي، خا�صا �إىل حد ما، ويعترب هذا النوع من االعتداء.عندما تنفذ االمر املعطى لها باالت�صال
. بالن�سبة للبلدان الأكرث تقدما يف هذا املجال، ما يف�رس انت�شاره وخطورته،تتعاطى االن�شطة التجارية
. واليابان وال�صني واملانيا، وفرن�سا، وانكلرتا، الواليات املتحدة الأمريكية،وت�أتي يف طليعة هذه البلدان
. لال�رضار مب�صالح مناف�سيهم، عن اللجوء �إىل خدمات مقتحمي الربامج،وال يتوانى بع�ض رجال الأعمال
، يف الواليات املتحدة الأمريكية، متكن مكتب التحقيقات الفدرايل،2005 ففي �آذار (مار�س) من العام
. ملهاجمة موقع �رشكة مناف�سة، ا�ضافة �إىل رجل الأعمال الذي ا�ستخدمه،من توقيف �أحد املقتحمني
، وت�سببت بحوايل مليوين دوالر �أمريكي من اخل�سائر، ملدة خم�سة �أ�شهر،وقد ا�ستمرت هذه العمليات
.[[5[ISP التي ت�ستخدم نف�س ال، كما لعدد من ال�رشكات،للمناف�س
[51] Le virus: Programme informatique d’autoréplication, doté de fonctions nuisibles, qui s’installe en annexe d’un programme
ou fichier hôte pour se propager.Rapport semestriel de MMELANI 2006/II (Juillet a decembre).
[52] SoBig virus from Moscow (summer 2003), which came in many variants. The sixth one was so successful that Microsoft
together with Interpol and FBI set up a system of reward ($250,000) for information leading to the author(s). I love you virus from
Philippines (2002), Code Red a worm from China (2003).
[53] Les «adware», terme issu de la contraction des mots anglais «advertising» (publicité) et «software», s’utilisent fréquemment à
des fins publicitaires. Ils enregistrent les habitudes de surf de l’utilisateur pour lui offrir ensuite les produits correspondants (p.
ex. via des liens). Rapport semestriel de MMELANI 2006/II (Juillet adecembre).
[54] Malware: “Programme malveillant / maliciel. Le terme anglais «malware» est la contraction de «malicious» et de «software».
Terme générique employé pour tout logiciel exécutant des fonctions nuisibles sur un ordinateur (comme p.ex. les virus, les vers ou
les chevaux de Troie). Rapport semestriel de MMELANI 2006/II (Juillet a décembre).
[55] Réseau de zombies : « Réseau d’ordinateurs infectés par des programmes malveillants (bots). Un pirate (le propriétaire du
réseau de zombies) les contrôle complètement à distance. Un réseau de zombies peut compter de quelques centaines à des millions
d’ordinateurs compromise”, rapport semestriel MELANI 2006/II (juillet a décembre) .
[56] Le ver : « A la différence des virus, les vers n’ont pas besoin de programme hôte pour se reproduire. Ils utilisent les lacunes
de sécurité ou des erreurs de configuration des systèmes d’exploitation ou des applications, pour se propager d’ordinateur en
ordinateur”, rapport semestriel MELANI 2006/II (juilet a decembre)>
[57] Zombies participate to Distributed Denial of Service attacks (DDOS)
[58] McAfee virtual criminal report: North American Study into Organised Crime and the Internet, 2005, p:11 “The Case of the
Hired Hacker”.
41 �صفحة رقم
)1( هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث:ال�سيربانية
خدمة، فهي الربامج التي تتوىل ت�سجيل حركة م�ستخدم االنرتنت،[[5[Spyware�أما برامج التج�س�س ال
من �أهم، حيث يعترب الربح املادي، جتاريا، وغالبا ما يكون الهدف الكامن وراء ذلك.لطرف ثالث
كون، مواقعا خطرة، وتعترب املواقع الإباحية يف هذا املجال،[[6[الدوافع وراء ممار�سة هذه االعتداءات
.[[6[ على الأجهزة التي تت�صل بها، حتمل برامج جت�س�س، منها%80
كما، مع ا�ستخدام الربامج ذات امل�صادر املفتوحة، على ما يبدو،وتزيد هذه اخلطورة بالن�سبة لل�رشكات
وزبائنها، وموظفيها، كونه يعر�ض �سالمة �شبكات ال�رشكات،[[6[ بع�ض االخت�صا�صني،نبه �إىل ذلك
والتي حافظت على، التي ت�ستخدم يف الربامج املرخ�صة، الذي ينتج عن �إزالة احلواجز التقليدية،للخطر
. حتى اليوم،�سالمتها
فيما يتعلق، يف معر�ض التعليق على احلما�سة التي كان يبديها البع�ض،كما لفت االخت�صا�صيون
من و�ضع بع�ض، hackers and spammers �إىل ما ميكن �أن يقوم به ال،s’2.0 webبا�ستخدام ال
التي ي�ستخدمها، مبا يعر�ض �سالمة الأنظمة والربامج، على �صفحاتهم اخلا�صة،wormsالفريو�سات وال
والعاملون، ومنهم املوظفون، على االنرتنت، التي ينتمون اليها،[[6[�أفراد مواقع ال�شبكات االجتماعية
. وامل�ؤ�س�سات العامة واخلا�صة،يف ال�رشكات
�أال وهو توجه اجلرمية، اذا ما �أ�ضفنا اليه واقعا جديدا، �شديد اجلدية واخلطورة،ويعترب هذا التهديد
واملردود الذي ميكن اعادة، كم�صدر جديد للعائدات، نحو اال�ستثمار يف اجلرائم ال�سيبريية،املنظمة
.[[6[ وتعزيزه، يف تو�سيع دائرة الن�شاط اجلرمي،توظيفه
[59] Spyware collecte des informations, à l’insu de l’utilisateur, sur ses habitudes en matière de navigation (surf) ou sur les
paramètres du système utilisé pour les transmettre à une adresse courriel prédéfinie » rapport semestriel MELANI 2006/II (juillet
a décembre). Ces logiciels espions qui observent l’internaute, www.LeMonde.fr. 06.06.07. le logiciel espion (en anglais, spyware)
s’installe dans un ordinateur dans le but de collecter et de transférer des informations sur l’environnement dans lequel il s’est
installé, très souvent sans que l’utilisateur en ait connaissance.»
[60] http://www.sophos.fr/sophos/docs/fra/comviru/viru_bfr.pdf.
[61] JeromeSaiz « 80% des sites pornographiques seraient infectieux » http://www.lesnouvelles.net/articles/chiffres/675-sites-
pornographiques-et-spywares.html.
[62] Larry Greenmeier, Sharon Gaudin, Information Week. http://www.informationweek.com/story/showArticle.
jhtml?articleID=199702353
- Kris Lamb, director of IBM Internet Security Systems division’s X-Force security research organization.
- David Cole, director of Symantec Security Response.
- Paul Judge, CTO at security vendor Secure Computing.
[63] Tech Encyclopedia. http://www.techweb.com/encyclopedia social networking site. A web site that provides a virtual
community for people interested in a particular subject or just “hang out” together.
[64] Federal Prosecutor: Cybercrime Is Funding Organized Crime,JULY 20, 2007, “Assistant U.S. Attorney Erez Liebermann,
chief of the computer hacking and intellectual property section in New Jersey›s U.S. Attorney›s Office, says cybercrime has
been so profitable for organized crime that they›re now using it to fund the rest of their underground operations”. http://www.
darkreading.com/document.asp?doc_id=129608&WT.svl=cmpnews1_1
�صفحة رقم 42
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وقد مت اعتبار هذه الثغرة ،على احد املواقع املتخ�ص�صة[ ،[[6من الأ�شد خطورة ،اذ ح�صلت على تقييم
10على ع�رشة .وبالفعل ،فقد انت�رشت نتيجة لذلك ،دودوة �أطلق عليها ا�سم «كونفيكر»،Conficker ،
�رسيعا عرب الأجهزة ،وبوا�سطة و�سيلة التخزين ،ال .USBومن �آثار هذه الدودة ،انها متنع امل�ستخدم من
الدخول �إىل ح�سابه� ،أو �إىل عدد من املواقع ،يف طليعتها تلك اخلا�صة بربامج مكافحة الفريو�سات،
واغالق احل�سابات على املخدمات ،ا�ضافة �إىل ابطاء عمل النظام .وتعترب امليزة الأ�سا�سية لهذه الدودة،
قدرتها على اخفاء �أثرها ،ما جعل مكافحتها �شبه م�ستحيلة ،حيث �صعبت ازالتها من النظام ،ما يعني
وجود عدد �ضخم من الأجهزة ،التي ميكن توجيهها يف عملية روبوتات تخريبية ،ميكن للمجرمني،
واملعتدين ال�سيربانيني ،ا�ستخدامها.
يف الواقع ،تعمل هذه الدودة ،على خلق �شبكة من االت�صاالت بني خمتلف الأجهزة امل�صابة ،عرب عدد من
�أ�سماء النطاقات واملواقع ،ما مينع اثبات تبعة االعتداء �أو من�شئه .اذ ميكن جلهة اجنبية ،ت�سخري خمدمات
بلد معني ،لتنفيذ اعتداءات ،على �أنظمة ومواقع بلدان �أخرى ،واظهار االمر ،كانه �صادر فعال من هذه
املخدمات[.[[6
ويف مواجهة هذه التهديدات ،ميكن مل�ستخدمي االنرتنت ،ومقدمي خدمات املعلومات� ،أن يلعبوا
دورا ،ال ب�أ�س به ،يف ت�أمني حد معني من احلماية للأنظمة ،كما للمعلومات والبيانات .وذلك ،من
خالل ا�ستخدامهم برامج مكافحة الفريو�سات ،وتقنيات خا�صة ،متنع اقتحام قواعد املعلومات،
وت�شويهها� ،أو التالعب بها ،ا�ضافة �إىل اتخاذهم التدابري ،التي متنع تلفها� ،أو �ضياعها ،مثل :الب�صمة يف
الر�سالة الإلكرتونية ،والت�شفري ،واالحتفاظ بن�سخ ميكن ا�سرتجاعها عند تلف البيانات ،الي �سبب كان.
كما ميكن ،يف جمال �أمن املعلومات والأنظمة ،اللجوء �إىل التحقق من هوية اال�شخا�ص ،واالطراف
املت�صلة ،من خالل كلمات املرور ،وال�شهادات الرقمية ،التي ي�صدق عليها من طرف ثالث ،ا�ضافة �إىل
اجلدار الناري[ ،[[6الذي مينع عمليات الولوج ،غري امل�سموح به.
[65] https://cve.mitre.org/
[66] Chinese Hackers Use US Servers In Cyber Attacks. http://freebeacon.com/national-security/chinese-hackers-use-us-
servers-in-cyber-attacks/
[67] fire wall
�صفحة رقم 43
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وت�أتي يف مقدم امل�ؤ�س�سات التي تعر�ضت للهجمات يف هذا العام ،املكتب الأمريكي لإدارة املوارد
الب�رشية ،وموقع “�آ�شلي مادي�سون” ،و�سل�سلة من الفنادق :كالهيلتون وترامب ،و�رشكة االت�صاالت
،TalkTalkا�ضافة �إىل م�صنع االلعاب .VTech
يف املقابل� ،شهد هذا العام ،تعاونا �أكرب بني الأجهزة الأمنية ،حول العامل ،يف ت�صميم على مواجهة
االعتداءات ال�سيربانية ،و�شل البنية التحتية لها ،كانت نتيجتها ،توقيف العديد من املجرمني ال�سيربانيني.
كما اهتمت ال�سلطات ،والقطاعات ،املعنية بالأمن ،كخرباء الأمن ،وم�صنعي برامج احلماية ،بتوجيه
عدد من التو�صيات� ،إىل ال�رشكات ب�شكل خا�ص ،ملقاربة احلماية والدفاع يف وجه الهجمات ال�سيربانية،
على قاعدة املخاطر ،ولالنتباه �إىل عمليات االختطاف املعلوماتي ،وطلب الفدية .وتتم هذه العمليات،
با�ستخدام برامج ت�شفري خبيثة ،حتتجز املعلومات عرب ت�شفريها ،ومنع الو�صول اليها ،اال بعد دفع الفدية.
وكانت عمليات تعطيل اخلدمة distributed denial of service (DDoS) attacks ،الأكرث رواجا ،قد
�سعت �إىل ت�شتيت انتباه امل�س�ؤولني عن �أمن الأنظمة ،ب�شكل �أ�سا�سي.
وقد قدر متو�سط كلفة اخل�سائر املرتتبة على االعتداءات ال�سيربانية ،على امل�ؤ�س�سات الكبرية يف بريطانيا،
مبا يعادل 3.14مليون جنيه ا�سرتليني[ ،[[7بينما ارتفعت ن�سبة وقوع االعتداءات ،والكلفة االقت�صادية �إىل
ال�ضعف ،مقارنة بالعام .2014كذلك ،مت ن�رش بيانات ح�سا�سة� ،رسقت من موقع �آ�شلي مادي�سون ،وبع�ض
املواقع االخرى املرتبطة بها ،بعد توجيه طلبات �إىل ال�رشكة مالكة املوقع ،باقفاله .بينما ت�رسبت بيانات
ماليني االهل واالطفال ،من االعتداء على .VTECHكما ك�شف ،خالل هذا العام ،العديد من �شبكات
التج�س�س املنظم .وكانت منظمة ،FireEyeاملتخ�ص�صة يف الأمن ال�سيرباين ،قد اتهمت احلكومة ال�صينية،
بقيادة عملية جت�س�س وا�سعة ،منذ ع�رش �سنوات ،بهدف �رسقة البيانات احل�سا�سة ،ملنظمات وم�ؤ�س�سات،
�رشق �أو�سطية و�آ�سيوية .كذلك� ،أعلنت ال�سلطات الأمريكية ،توقيف عدد من امل�شتبه بهم ،يف ق�ضية جت�س�س
جتاري[ ،[[7يف عملية كانت تهدف �إىل �رسقة بيانات ح�سا�سة ،من خدمات وكاالت االنباء.
وقد متكن عدد من الدول ،خالل عملية م�شرتكة ،بني �أجهزة الأمن ،و�أجهزة الأمن ال�سيربانية املتخ�ص�صة،
وعدد من املنظمات اخلا�صة ،من تفكيك جمموعة من الروبوتات ،[[7[Dorkbot botnetكما متكن
عدد من الوكاالت الأوروبية ،من اقفال عدد من اخلوادم ،التي كانت ت�ستخدم روبوتات ،ت�ستهدف
�رسقة البيانات ال�شخ�صية وامل�رصفية[ .[[7كما مت توقيف مئة وثالثني �شخ�صا ،على عالقة بعمليات خداع
�سيربانية ،يف ع�رشات املطارات ،حول العامل [ .[[7ويف ال�سياق عينه� ،أعلن الأوروبول ،عن �إمكانات
جديدة ،ملحاربة الإرهاب واجلرمية ال�سيربانية[.[[7
على خط مواز ،اجتهت معظم الدول املتقدمة� ،إىل �إقرار �سيا�سات وقائية ودفاعية� ،ضد الهجمات
ال�سيربانية ،وخ�ص�صت الدول الكربى ،مثل الواليات املتحدة الأمريكية[ ،[[8وا�سرتاليا ،واململكة
املتحدة ،مبالغ طائلة ،ملعاجلة م�سائل الأمن ال�سيرباين ،وت�أمني ا�ستقرار الف�ضاء ال�سيرباين .ولي�ست هذه
احلقيقة� ،سوى م�ؤ�رش� ،إىل مدى االهتمام الذي توليه هذه الدول ،الر�ساء الثقة واال�ستقرار ،كما ال�سالمة
والأمن ،يف هذا الف�ضاء.
فاقت�صاد العامل ،كما حياتنا اليومية ،مت�صالن ات�صاال وثيقا بالف�ضاء ال�سيرباين .وبالتايل ،فان اخلدمات
احليوية ،كما الأمن ،والدفاع ،والعالقات الدولية ،مهددة يف كل حلظة ،نتيجة االخرتاقات ،واالعتداءات
على ال�شبكة العاملية للمعلومات ،وعلى الأنظمة املعلوماتية ،وقواعد املعلومات .ومل تت�أخر الإدارة
الأمريكية ،عن ا�ستحداث قيادة ع�سكرية جديدة ،خمت�صة ب�أمن الف�ضاء ال�سيرباين[ ،[[8تتوىل مروحة من
الن�شاطات الع�سكرية ،ت�شمل �إىل احلماية ،القيام مبناورات �سيربانية� ،سواء لتحديد مدى فاعلية احلماية،
�أو مدى القدرة على الرد� ،أو للتعرف �إىل مك�أمن ال�ضعف ،والتدريب على �آليات الرد .ويتم ذلك ،يف
�إطار ا�سرتاتيجية اعدتها وزارة الدفاع ،يف العام ،2011حول كيفية العمل يف الف�ضاء ال�سيرباين[.[[8
وكان رئي�س الوزراء االنكليزي ،غوردن براون ،قد �أعلن هو �أي�ضا ،عن �إن�شاء وحدة خا�صة ،ملكافحة
اجلرمية ال�سيبريانية[.[[8
ومع بروز احلو�سبة ال�سحابية ،ت�ستعد ال�رشكات الكربى ،كما احلكومات ،لنقلة نوعية ،تتمحور حول
النماذج اجلديدة ،يف تخزين ومعاجلة البيانات واملعلومات ،وانتقالها يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وتواجدها
يف �أماكن بعيدة عن �سيطرتها املبا�رشة .كما تتمحور حول الكلفة ،ونوعية اخلدمات و�سالمة املعلومات.
وقد بد�أ البع�ض منها ،يف و�ضع بنود على موازنتها ،خا�صة باخلدمات املرتبطة بهذه التقنية ،كما
بال�سيا�سات واال�سرتاتيجيات التي ال بد من و�ضعها ،بحيث ت�ؤمن االطر ال�صحيحة ،و�آليات التعاقد،
والبنى االدارية ال�رضورية لذلك.
وكان قادة القطاعات ال�صناعية والتجارية ،قد وجهوا طلبا �إىل جلنة االحتاد الأوروبي ،لإيجاد الإطار
الت�رشيعي املنا�سب ،خلدمات احلو�سبة ال�سحابية[ .[[8فبعد انتقال اخلدمات الكال�سيكية ،كالربيد
الإلكرتوين ،والر�سائل الق�صرية ،و�شبكات �إدارة العمل� ،إىل االفادة من خدمات احلو�سبة ال�سحابية،
�ستنتقل دون �أدنى �شك� ،إدارة املحفظة الإلكرتونية ،واخلدمات املالية وامل�رصفية ،والن�شاطات احلكومية،
من نقل وموارد طاقة وغريها .وبالتايل ،ي�صبح ملحا ،تقرير املوجبات واحلقوق ،مبا ي�ضمن االن�سياب
ال�سهل للمعلومات ،وتفادي ممار�سات مزودي اخلدمات ،التي متنحهم ارباحا غري حمقة .كما يبدو
�رضوريا ،ا�ستيعاب احلاجة �إىل مقاربة جديدة حلماية املعلومات ،تبعا حل�سا�سيتها ،انطالقا من االعتماد
على املعايري واملقايي�س الدولية ،يف هذا املجال .وهنا �أي�ضا ،يطرح املخت�صون� ،أهمية �سيا�سات الو�صول
�إىل املعلومات وحماية البيانات ،ال�سيما مع البلبلة التي ما زالت تتحكم يف هذا املو�ضوع ،ومع انعدام
)[85] PricewaterhouseCoopers, Cyber Security M&A: Decoding Deals in the Global Cyber Security Industry (Nov. 2011
[86] Les USA se dotent d’un commandement militaire pour le cyberspace. …porte parole du pentagone : « les risques lies a la
cybersecurite figurent parmi les defiseconomiques et de securite nationale les plus serieux du XXIe siecle ». http://www.elwatan.
com/Les-USA-se-dotent-d-un
[87] www.defense.gov/news/d20110714cyber.pdf.
[88] Le cyberspace anglais desormais protégé par d’anciens pirates informtiques. http://techno.branchez-vous.com/
actualite/2009/06/le_cyberspace_anglais_desormais
[89] EU commission: industry calls for true digital single market in recommendations on European Cloud Strategy.
�صفحة رقم 47
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
االن�سجام بني القواعد الت�رشيعية الوطنية .فمع انتقال املعلومات ،والعقود اجلديدة ،ومتطلبات ت�أمني
ونوعية عالية من اخلدمات ،و�صيانة ،ال بد من �إيجاد مناذج جديدة ،ت�أخذ كل هذه العنا�رص بعني االعتبار.
ويف أغسطس ،2009أعرب فريق الرصد عن قلقه من إمكانية وقوع حرب سيربانية ت ُعطل املجتمع وت ُسبب رضرا ً ال داعي له ومعاناة ال لزوم لها ولذلك عمد إىل صياغة ][90
إعالن إيريتشه ملبادئ االستقرار السيرباين والسالم السيرباين ،الذي اعتمدته الجلسة العامة لالتحاد مبناسبة الدورة الثانية واألربعني للحلقات الدراسية الدولية بشأن الطوارئ
الكوكبية يف إيريتشه يوم 20أغسطس .2009وتم توزيع هذا اإلعالن عىل كل الدول األعضاء يف األمم املتحدة” .االتحاد الدويل لالتصاالت -البحث عن السالم السيرباين
www.itu.int/pub/S-GEN-WFS.01-1-2011
�صفحة رقم 48
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•حلظ �أ�س�س م�س�ؤولية مدنية ،تكون قواعدها من�سجمة دوليا ،وذلك ،مبوازاة ال�سعي �إىل االن�سجام،
بني القواعد اجلزائية .وميكن لقواعد هذه امل�س�ؤولية ،ان تبنى على االهمال ،وخمالفة املوجبات
االئتمانية ،وعدم كفاية تقييم املخاطر ،وال�رضر الذي يلحق بال�ضحية ،نتيجة اجلرمية ،واالعتداءات
ال�سيربانية.
•�أن تعتمد الربامج ،والأجهزة اجلاهزة ،على امل�صادر املفتوحة� ،أو �أن تكون ،على الأقل ،م�صدقة.
•مناق�شة م�سائل الأمن ال�سيرباين ،يف االجتماعات التي تعقد على امل�ستويات االقليمية ،ولي�س فقط
على امل�ستويات الوطنية ،والدولية ،بحيث تربز اخل�صائ�ص اخلا�صة بكل منطقة ،من خالل خربائها.
•تعزيز دور امل�ؤ�س�سات الدولية كاالنرتبول ،واالقليمية كالأوروبول ،يف جمال مكافحة اجلرمية
ال�سيربانية.
•مقاربة امل�سائل العلمية والتقنية ،اخلا�صة بالأمن ال�سيرباين ،من جوانبها املختلفة ،ال�سيما منها ،تلك
التي تتقاطع مع ا�ستخدام التقنيات ،مثل اخل�صو�صية ،وحماية البيانات ،واحلريات العامة واخلا�صة.
•املبادرة �إىل م�ساعدة الدول النامية ،واجلهات املانحة ،على فهم ت�أثري التقنيات على التنمية ،يف بيئة
تعزز ال�سالمة والأمن ،كما ت�ساعد على هدم الهوة الرقمية ،بني املجتمعات.
من املالحظ �أن التو�صيات ،ركزت على م�سائل �سيربانية ،اتخذت وما زالت ،طابع ال�رضورة واالهمية،
مثل احلرب ال�سيربانية ،والإرهاب ،والنزاعات ال�سيربانية ب�شكل عام ،ا�ضافة �إىل �رضورة حتقيق التوازن
يف جمتمع املعلومات ،مبا ي�ضمن بناء الثقة واال�ستقرار ،من خالل حماية احلريات واخل�صو�صية.
�صفحة رقم 49
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل الرابع {
االعتداءات واجلرائم ال�سيربانية
ال�رضبات اال�ستباقية ،يف حال االعتماد على هذا املفهوم ،لتربير االعتداء.
•االعتداء على �أنظمة احلكومة الإلكرتونية ،واالدارات املختلفة يف القطاعني العام واخلا�ص.
•االعتداء الذي ي�ستهدف التالعب باملعلومات ،بهدف ت�ضليل ال�سلطات العامة� ،أو زرع البلبلة يف
املجتمع ،وبني املواطنني.
•التج�س�س الإلكرتوين.
•الرقابة ال�شاملة ،ور�صد اال�شخا�ص ،و�إرهابهم بهدف جمع املعلومات منهم.
يف املقابل ،ميكن تعريف اجلرمية ال�سيربانية ،باملعنى ،ال�ضيق على انها« ،جرمية الكومبيوتر» واي ت�رصف
غري قانوين موجه �ضد اجلهاز ،النظام� ،أو املعلومات التي حتويه� ،أما مبعناها الوا�سع ،فهي اجلرمية املت�صلة
با�ستخدام الكومبيوتر؛ اي ت�رصف غري قانوين ،يرتكب با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،مبا
فيه حيازة مواد ممنوعة� ،أو توزيعها� ،أو عر�ضها[.[[9
وي�ستخدم م�صطلح “اجلرمية ال�سيربانية” ،للداللة على �أعمال جرمية حمددة قانونا ،وعندما ي�ستهدف
االعتداء:
•�أمن املعلومات� ،أي م�صداقيتها ،وتوافرها ،و�صحتها .وتندرج يف هذا الإطار ،عمليات اخرتاق
الأنظمة ،عرب �رسقة كلمة ال�رس� ،أو الت�صيد� ،أو الت�ضليل واالحتيال ،كما عمليات تدمري البيانات،
و�رسقتها.
•�سالمة اال�شخا�ص ،كما هو حال الرتب�ص والرت�صد لالطفال ،بغية االعتداء عليهم ،وا�ستدراجهم،
بهدف ا�ستغاللهم جن�سيا .كما تندرج هنا عملية ا�ستدراج اال�شخا�ص ،يف �إطار عمليات االجتار
بالرقيق� ،أو جتارة الأع�ضاء الب�رشية� ،أو انتاج املواد االباحية� ،أو تقدميها.
•الأموال ،من خالل عمليات الغ�ش ،واالحتيال ،واختطاف الأنظمة ،والتزوير ،واالبتزاز ،وتبيي�ض
الأموال ،الخ....
•املحتوى ،كتوزيع مواد اباحية عن االطفال� ،أو بث الكراهية ،والتمييز العن�رصي ،وعر�ض خدمات
مرتزقة ،لتنفيذ عمليات اغت�صاب وقتل ،والرتويج للإرهاب.
•�أمن الدولة ،و�سيادتها ،مثل التج�س�س ،واف�شاء معلومات �رسية.
•امللكية الفكرية ،والتي يدخل فيها �رسقة الربامج واالنتاج الفني ،واال�ستعمال غري ال�رشعي ،النتاج
حممي بامللكية الفكرية.
وكانت اللجنة الأوروبية قد �أقرت تعريفا للجرمية ال�سيربانية ،من خالل ثالثة �أنواع من الن�شاطات اجلرمية:
•اجلرائم التقليدية (الغ�ش ،اخلداع ،بيع م�رسوقات ،ترويج ملمنوعات ،التقليد ،االعتداء على امللكية
الفكرية ،عدم ت�سليم مبيع بعد قب�ض الثمن ،القر�صنة ،الخ)...
[92] At the Tenth United Nations Congress on the Prevention of Crime and Treatment of Offenders, in a workshop devoted to the
issues of crimes related to computer networks, cybercrime was broken into two categories and defined thus:
a. Cybercrime in a narrow sense (computer crime): Any illegal behavior directed by means of electronic operations that targets the
security of computer systems and the data processed by them.
b. Cybercrime in a broader sense (computer-related crime): Any illegal behavior committed by means of, or in relation to, a
computer system or network, including such crimes as illegal possession [and] offering or distributing information by means of
a computer system or network.
�صفحة رقم 51
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•جرائم ن�رش املحتوى غري امل�رشوع ،با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت (العنف اجلن�سي �ضد
االطفال ،التحري�ض على الكراهية ،التمييز العن�رصي ،التحري�ض على االنتحار ،التعر�ض للحياة
اخلا�صة ،جتنيد ارهابيني ،دعارة االطفال ،مواد اباحية ت�ستخدم االطفال ،و�صفات املتفجرات،
الخ)...
•اجلرائم اخلا�صة بتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،اي االعتداء على االنظمة املعلوماتية (تعطيل
عمل املوقع ،القر�صنة ،ن�رش الفريو�سات ،االخرتاق ،الخ)...
وميكن متييز هذين امل�صطلحني ،على امل�ستوى القانوين ،حيث ال ميكن و�صف �أي اعتداء ب “اجلرمية
ال�سيربانية” ،يف غياب ن�ص قانوين يو�صفها ،ويحدد عنا�رصها ،بينما ميكن و�صف �أي اعتداء ب:
“االعتداء ال�سيرباين” ،مبجرد وقوع اي هجوم ،وخارج اي ن�ص �أو و�صف قانوين .فاالعتداء ال�سيرباين،
مفهوم وا�سع ي�شمل مروحة وا�سعة من الأعمال ،بغ�ض النظر عن التو�صيفات ،والن�صو�ص القانونية.
لكن ،ال بد من الإ�شارة� ،إىل نوع من االلتبا�س� ،أو اخللط ،ناجت عن تداخل احلدود بني “اجلرمية ال�سيربانية”،
التي تدخل �ضمن �إطار اهتمام ال�سلطات املدنية ،و”االعتداء ال�سيرباين” ،الذي ميكن ان يندرج يف
فئة “احلرب الإلكرتونية” ،والذي يدخل نطاق �صالحيات الأجهزة الع�سكرية .فاجلرمية ال�سيربانية،
كما احلرب ال�سيربانية ،ي�ستخدمان نف�س االدوات :الربامج اخلبيثة ،والفريو�سات ،وا�ستثمار الثغرات،
والدودات الإلكرتونية ،وغري ذلك من تقنيات ر�صد ،وت�سلل ،ومنع خدمات .ومنفذو العمليات،
لي�سوا بال�رضورة ممن ينتمون �إىل الأجهزة الع�سكرية� ،أو الأمنية.
فمع االنرتنت املظلم ،ميكن للدولة والأجهزة احلكومية ،كما لالفراد ،احل�صول على خدمات اي نوع
من املرتزقة ،وعلى �أعلى كفاءات االخرتاق ،وتوزيع الربامج اخلبيثة ،وزرع برامج التن�صت ،وتدمري
املعلومات .ومما يثري االلتبا�س �أي�ضا� ،أن جمع املعلومات ،والت�سلل �إىل الأنظمة ،قا�سمان م�شرتكان بني
االعتداء ال�سيرباين واجلرمية ال�سيربانية .لكن الهدف من وراء عملية اجلمع هذه ،خمتلف ،اذ ي�شكل هذا
اجلمع يف االعتداء ،مرحلة حت�ضريية حلرب �سيربانية ،بينما يهدف يف اجلرمية �إىل احل�صول على الأموال.
كذلك ،ميكن ان تت�شابه الو�سائل ،واالدوات والأ�ساليب امل�ستخدمة للو�صول �إىل هذه املعلومات ،بينما
تختلف النتائج.
[93] http://www.mcafee.com/tw/resources/reports/rp-threats-predictions-2016.pdf
�صفحة رقم 52
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
فقد واكبت الإمكانات التي اتاحها االنخراط يف جمتمع املعلومات ،فر�ص مماثلة ،للمخالفات
واجلرائم[ .[[9وهذا ما دعا العامل ب�أ�رسه� ،إىل التنبه والتعاون ،يف مواجهة ما ميكن �أن يعترب ،تهديدا بحجم
التهديدات ،التي ت�شكلها الأ�سلحة النووية ،والكيميائية ،والبكتريية[.[[9
�أمام هذا الواقع ،ن�ستطيع القول ،ان �أمن الف�ضاء ال�سيبريي ،يتوقف ،ب�شكل كبري ،على احلد من ا�ستخدام
تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،لأهداف جنائية� ،أو لأغرا�ض تتنافى وامل�صلحة العامة ،ملختلف
املجتمعات؛ بعبارة �أخرى ،على احلد من اجلرائم ال�سيبريانية.
وكانت املقررات ال�صادرة ،عن القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،قد �شددت[ ،[[9على �رضورة بناء الثقة
والأمن ،يف الف�ضاء ال�سيبرياين .وكانت وثيقة تفعيل خطة عمل جنيف[ ،[[9قد انتهجت اخلط نف�سه،
عندما خ�ص�صت اجلزء ال�ساد�س منها ،لبناء الثقة والأمن ،يف ا�ستخدام تقنية املعلومات واالت�صاالت.
كذلك ،تتنوع الو�سائل والأ�ساليب ،اذ ميكن ان ترتاوح الطرق امل�ستخدمة بني ال�سلبية؛ والتي تعني
مراقبة ،ور�صد ،واعرتا�ض االت�صاالت وحركة املعلومات ،وا�ستخدام بروتوكوالت التعريف بالعناوين
وباال�شخا�ص ،وبني الطرق االيجابية؛ عرب اتخاذ املبادرة باللجوء �إىل ن�رش املعلومات ،حول كيفية
مهاجمة الأنظمة وا�ستغالل نقاط ال�ضعف فيها ،وكيفية ا�ستخدامها.
خطرية� ،أحيانا كثرية ،كما تتيح فر�ص االعتداء عليهم .ويعود ال�سبب يف ذلك� ،إىل ال�شعور باالمان� ،أو
البحث عنه على ال�شبكة العاملية للمعلومات� ،أو �إىل خط أ� يف تقدير نتائج وعواقب ن�رش بع�ض البيانات
ذات الطابع ال�شخ�صي ،واالف�شاء ببع�ض اال�رسار .وتربز يف هذا الإطار ،ب�شكل خا�ص ،االعتداءات التي
تقع على االطفال ،والأخطار التي يتعر�ض لها ال�شباب.
وتزيد املجهولية ،كما امكانات اخفاء الهوية احلقيقية ،وانتحال هوية مزيفة ،من خطورة املو�ضوع،
اذ انها ت�سمح للمعتدي ،بارتكاب ما ال يجر�ؤ على ارتكابه ،يف العامل املادي ،كتوجيه االتهامات،
و�إرهاب الآخرين ،والتنمر .ويزيد يف ارتفاع حظوظ التعر�ض لالعتداءات ،االنت�شار الوا�سع
للتطبيقات املعلوماتية ،التي ت�سمح باالت�صال املبا�رش ،بني �شخ�ص و�آخر ،كربامج املرا�سالت املبا�رشة،
مثل الوات�ساب والفايرب وامل�سينجر� ،أو بعدد من اال�شخا�ص ،كاملدونات ،وغرف الدرد�شة ،وو�سائل
التوا�صل االجتماعي ،التي �ساعدت يف تنمية واظهار امليل �إىل اال�ستعرا�ض ،لدى ال�شباب ب�شكل
خا�ص ،ولدى �رشيحة كربى من املجتمع ،ب�شكل عام.
كذلك ي�سمح اخفاء الهوية ،الذي تتيحه التقنيات للمرت�صدين واملجرمني ،با�ستدراج م�ستخدمي
االنرتنت� ،إىل االف�صاح عن بياناتهم ال�شخ�صية� ،أو عن �صورهم احلميمة� ،أو �إىل ار�سال الأموال �إليهم،
باللعب على العامل النف�سي لدى ال�شخ�ص الآخر ،ال�شعاره باالمان واحلميمية� ،أو بالرغبة يف امل�ساعدة،
�أو حتى باخلوف ،نتيجة تهديدات معينة ،بك�شف �أ�رسار �أو معلومات �شخ�صية .وغالبا ما يقوم املرت�صد،
�أو املطارد ،بجمع املعلومات ال�شخ�صية عن ال�ضحية ،مثل ا�سمه ،معلومات عن عائلته� ،أرقام هواتفه،
مكان االقامة ،ومكان العمل ،وما �إىل ذلك ،عن طريق مواقع ال�شبكات االجتماعية ،واملدونات،
وغرف املحادثة ،وغريها من املواقع.
ويالحق اخلطر البالغني �أي�ضا ،اذ ت�سمح االنرتنت ،بتكوين جمموعات حول اهتمامات م�شرتكة ،ميكن
ان تكون غري �رشعية ،لي�س اقلها ،املواد االباحية ،واملواد التي تعر�ض عمليات قتل� ،أو مواد غري اخالقية
اخرى.
من الناحية القانونية ،متنع العديد من البلدان العربية ،تداول املواد االباحية ،كما يلج�أ بع�ضها� ،إىل
حجب املواقع التي توزعها ،وكذلك يجرم العديد منها ،املواد االباحية اخلا�صة باالطفال� ،أو مواد
االعتداء عليهم.
لكن املجتمع العربي ،ال يبدو بعيدا عن هذا احلظر ،بالرغم من حر�ص الدول على حماية جمتمعاتها �ضد
املحتويات امل�سيئة ،اذ �سجل احد التقارير الذي ا�صدره حمرك البحث غوغل ،احتالل عمليات البحث
عن املواد االباحية ،يف البلدان العربية ،تقدما ملحوظا ،على بقية دول العامل[.[[9
على خط مواز ،تزدهر الأعمال اجلرمية ،التي جتمع بني مكونني �أ�سا�سيني ،هما اجلن�س واملال .وميكن
مالحظة هذا االمر ب�شكل وا�ضح ،من خالل انت�شار املواقع ،التي تعلن عن ت�أمينها ال�رشيك املنا�سب� ،أو
ال�شخ�ص الرثي� ،أو بكل ب�ساطة ،الربح ال�رسيع وال�سهل ،بينما يختفي وراءها� ،أحيانا كثرية ،مرت�صدون
يبحثون عن �رشكاء يف تبيي�ض الأموال� ،أو االجتار بالرقيق� ،أو توزيع املواد االباحية .وت�شارك هذه
املواقع ،يف تعزيز تطور �صناعة املحتوى غري امل�رشوع ،وانت�شار االعتداءات على اال�شخا�ص� .أما املثال
االو�ضح على ذلك ،فهو موقع ،Craiglistالذي يروج لبيع ال�سيارات وب�ضائع اخرى ،وي�ست�ضيف،
كما يروج ،ملواقع ومواد اباحية� ،أدت �إىل عمليات ا�ستغالل لالطفال ،يف ت�صوير مواد اباحية ،ويف
بيعهم ،بهدف عمليات دعارة[.[[10
وت�ستخدم االنرتنت �أي�ضا� ،سواء عرب الر�سائل الق�صرية� ،أو جمموعات النقا�ش� ،أو و�سائل التوا�صل
االجتماعي ،يف دعم ال�سلوك العدائي ،من قبل جمموعة� ،أو من قبل فرد واحد ،بهدف ايذاء الآخرين،
فيما يعرف بالتنمر ال�سيرباين .وي�أتي يف هذا الإطار ،القمع ،وت�شويه ال�سمعة ،عرب ن�رش افرتاءات� ،أو
�صور ومعلومات� ،صحيحة حتى .وميار�س التنمر على االطفال ،كما على البالغني .وي�شابه التنمر فعل
جرمي �آخر ،هو الرت�صد ال�سيرباين� ،أو املطاردة ال�سيربانية ،يف املنتديات العامة ،وغرف الدرد�شة� ،أو
على مواقع التوا�صل االجتماعي .وي�سعى معظم املرت�صدين� ،إىل ت�أليب الآخرين على ال�ضحية ،وت�شويه
�سمعتها ،واحلط من قدرها ،يف نظر حميطها .وغالبا ما تت�ضمن عملية املطاردة ،تهديدا و�رسقة هوية،
و�رسقة معلومات ،وخطابات كراهية ،وطلب ممار�سات غري اخالقية ،منها اجلن�س .ويعترب تكرار
عمليات الر�صد واملتابعة ،حتر�شا �سيربانيا ،ي�ؤ�رش �إىل ا�ضطرابات ،يف �شخ�صية املتحر�ش [.[[10
ج -الت�صيد
ومن الأ�ساليب التي ت�شكل ا�ستخداما م�رضا ،لتكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،وتهديدا لأمن
االنرتنت ،ال� phishingأو الت�صيد ،حيث ميكن توريط م�ستخدم االنرتنت ،يف ف�ضح معلومات �رسية،
�أو يف ارتكاب جرائم كتبيي�ض الأموال ،والتعدي على امللكية الفكرية ،وت�سهيل �أعمال ابتزاز ،عندما
تكون املعلومات املك�شوفة� ،أ�رسارا �صناعية� ،أو مالية� ،أو جتارية.
وتتم عمليات الت�صيد ،من خالل الربيد الإلكرتوين ،حيث يتم توجيه ر�سائل ،يطلب فيها من املر�سل
اليه ،اعطاء رقم ح�ساب م�رصيف ،ليتم حتويل مبالغ معينة اليه ،مقابل ن�سبة مئوية من املال� .أو ميكن �أن
يطلب اليه ،تيومي معلومات ح�سابه امل�رصيف ،وتعديل كلمة املرور �أو ت�أكيدها� ،أو تعديل �أو ت�أكيد� ،أي
معلومة� ،أو بيان �شخ�صي �آخر ،ميكن �أن ي�ساعد منفذي عمليات الت�صيد ،يف ا�ستخدام هوية ال�شخ�ص
امل�ستهدف ،للدخول �إىل نظام مايل� ،أو اقت�صادي� ،أو اجتماعي ،يعمل عليه .وال تنح�رص املحاوالت
�صفحة رقم 57
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
يف الربيد الإلكرتوين ،بل تتعداه �إىل الرتا�سل املبا�رش ،حيث يلج�أ القرا�صنة� ،إىل توجيه ر�سائل تقود �إىل
و�صالت ،يكفي ال�ضغط عليها ،لتحميل برامج جت�س�س� ،أو فريو�سات على اجلهاز ،الذي يتم عربه
االت�صال[.[[10
ففي عملية اقتحام لنظام احدى ال�رشكات التي تقدم خدمات حتويل �أموال ،يف الواليات املتحدة
الأمريكية ،متكن املجرمون ،من الو�صول �إىل �أ�سماء �أ�صحاب ماليني بطاقات االئتمان ،و�أرقامها،
ورموز االمان فيها[ .[[10وقد اكت�شف هذا الأمر ،على �أثر حتديد وجود بع�ض التحويالت غري ال�رشعية
،fraudulentمن قبل نظام االمان اخلا�ص بتعقب التحويالت لدى ما�سرت كارد ،ما دفع ال�رشكة �إىل
طلب م�ساعدة �أحد امل�رصفيني ،الذي متكن من حتديد وجود امل�شكلة ،لدى ال�رشكة التي تتوىل عمليات
التحويل.
كما مت مبنا�سبة هذه العملية ،الك�شف عن خمالفة هذه االخرية ،ل�سيا�سة االمان املعتمدة لدى ما�سرت كارد،
والتي متنع على ال�رشكة التي تتوىل التحويل� ،أن حتتفظ مبعلومات عن بطاقات االئتمان .وكانت �رشكة
كارد�سي�ستمز ،قد احتفظت مبعلومات ،عن جميع التحويالت التي ال تتم املوافقة عليها.
ويف ق�ضية اقتحام �أخرى ،تعر�ضت جامعة �أوهايو ،لعملية قر�صنة على البيانات اخلا�صة ،ملدة �سنة كاملة،
من قبل مقتحمني ،Hackersيف الواليات املتحدة الأمريكية وخارجها ،وطالت العملية ،فيما طالت،
�أرقام ال�ضمان االجتماعي ،ل� 137ألف �شخ�ص[.[[10
فباال�ضافة �إىل ال�رشكات ،وامل�ؤ�س�سات املالية ،تعترب اجلامعات واملدار�س ،يف الدول املتقدمة تقنيا،
م�صدرا هاما للبيانات واملعلومات ال�شخ�صية ،التي ي�ستهدفها القرا�صنة .ذلك �أن الأنظمة املعتمدة يف
هذه امل�ؤ�س�سات ،تركز ،ب�شكل �أ�سا�سي ،على ت�سهيل الو�صول �إىل املعلومات ،من جهة �أوىل ،كما تفتقر
�إىل �أ�ساليب احلماية والأمن الفاعلة ،من جهة ثانية.
�أمام هذا الواقع ،تبدو احلماية الذاتية ،من قبل الأفراد وامل�ؤ�س�سات ،كما اللجوء �إىل بع�ض التقنيات،
كتقنية الت�شفري ،خطوة احرتازية ال بد منها ،للم�ساهمة يف حتقيق الأمن على االنرتنت .اال �أن الطبيعة
التقنية العالية ،التي تتميز بها االنرتنت ،جتعل هذه اخلطوة ،غري �أكيدة النتائج يف كل االحوال ،ما
ي�ستدعي حتمية وجود القانون ،و�رضورة قيام الدولة ،بدورها التقليدي يف الرقابة ،كخطوة نحو
تدارك حدوث الفعل ال�ضار ،ومنعه.
[102] Heartworm infects Microsoft›s IM network Instant-messaging system in need of a vet, September 26, 2006, http://www.
computerworld.com/action/article.do?command=viewArticleBasic&articleId=9003623&source=rss_news50
[103] CNNMoney.com, 40M credit cards hacked. Breach at third party payment processor affects 22 million Visa cards and 14
million MasterCards. July 27,2005, by Jeanne Sahadi.
[104] www.News.com.CNET.
�صفحة رقم 58
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ففي ع�رص املعلومات ،ال ميكن لأية حكومة� ،أو �إدارة� ،سواء يف العامل الثالث� ،أم يف الدول الأكرث تقدما،
�أن تن�أى بنف�سها ،عن الهم الذي ميثله اخرتاق ال�شبكات ،والتعر�ض لأمنها.
وبالتايل ،فان املعنيني بت�أمني الأمن يف جمتمع املعلومات ،هم جميع العاملني� ،سواء انتموا �إىل القطاع
العام ،ام �إىل القطاع اخلا�ص .ونعني بذلك ،احلكومات؛ وما متثله من ادارات ر�سمية ،والقطاع اخلا�ص،
واملجتمع املدين .اال ان الدور الأبرز ،يبقى دور التقنيني ،يف كل من هذه القطاعات .الن االنك�شاف
التقني ،مبعنى غياب الثقة يف قدرة املوا�صفات الفنية لل�شبكة ،وللربامج ،على تامني احلماية واالمان ،ملا
ينتقل عليها� ،أو ملا ميكن ان يتم عليها من معامالت ،يعني غياب الثقة يف جمتمع املعلومات ،وفيما ميثله
من قدرة ،على حتقيق التطور والنمو.
و�إذا كنا منيل ،وعلى غرار ما متيل اليه جميع احلكومات املتقدمة ،واملنظمات االقليمية والدولية� ،إىل
اعتبار الأمن القانوين ،خطوة �أ�سا�سية على طريق ت�سخري تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت يف خدمة
النمو والتنمية ،فاننا نرى �أي�ضا ،ان القانون ،قادر على ح�سم معركة احلماية على االنرتنت ،ال�سيما مع
�إقرار اخلرباء واملخت�صني ،بان الأمن التقني على االنرتنت� ،صعب التحقيق.
فالتقنية لي�ست العامل الذي ميكن الركون اليه ،ب�شكل �أكيد وحازم ،يف حتقيق الأمن .وقد اثبتت
الوقائع ،انه ال بد من وازع ومن رادع ،يواكب هذا العامل ،ويعطيه بعدا �أكرث فعالية .لكن ذلك ،مل
مينع العديد من احلكومات ،من االجتاه نحو البحث عن احلماية ،يف كنف التقنية ،حيث مت �إقرار برامج
حماية ،وخطط تطوير النظمة دفاع� ،ضد االعتداءات الآتية من الف�ضاء ال�سيبريي .فقد انتقل االهتمام
الذي كان خم�ص�صا للتطويرات الع�سكرية التقليدية� ،إىل االهتمام ب�إيجاد الو�سائل املالئمة لطبيعة اخلطر
ال�سيبريي ،والكفيلة بتداركه وردعه.
فاخلطر على االنرتنت ،بر�أي كبار امل�س�ؤولني ،ال يقل �ش�أنا وت�أثريا ،عن االعتداءات والهجمات ،التي
ميكن ان حت�صل يف العامل املادي[ .[[10وكان وزير الداخلية يف الواليات املتحدة الأمريكية ،مي�شال
�رشتوف ،قد �أكد ،ان بالده تعمل على تطوير نظام دفاع ،ميكنه �صد االعتداءات على ال�شبكات وعلى
االنرتنت .ويهدف امل�رشوع ،فيما يهدف� ،إىل احلد من نقاط االخرتاق على ال�شبكات ،ال�سيما منها،
تلك اخلا�صة بالأجهزة احلكومية.
يف �سياق ما تقدم ،تركز االطراف املعنية جهودها ،على عدد من املحاور ،التي تتكامل فيما بينها
لتحقيق الأمن ،كالإطار الت�رشيعي ،والتعاون الدويل ،وبناء القدرات والبنية التنظيمية ،والتدابري التقنية.
وميكن ت�صنيف االعتداءات ،التي ت�ستهدف امل�ؤ�س�سات احلكومية والدولة ،ب�شكل عام ،حتت عدد من
�أنواع اجلرائم ،نذكر منها:
•التالعب باملعلومات
•حرب املعلومات
•الت�سلل �إىل �أنظمة البيانات احلكومية ،واخرتاق الأجهزة احلكومية ،التي تدير البنية التحتية والبنية احلرجة
[105] www.csooline.com/article Robert McMillian, IDG News service (San Francisco Bureau), RSA: DHS Project will secure fed’s
computers. Homeland security secretary Michael Chertoff said he takes cyber threats as serious as threats in the physical world.
�صفحة رقم 59
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•الرقابة والتج�س�س
•احلرب ال�سيربانية
•الإرهاب الإلكرتوين� ،أو الإرهاب اجلماعي
•ت�رسيب املعلومات واختطافها
•االخرتاق الن�ضايل
•التج�س�س الإلكرتوين
ونتوقف يف هذا ال�سياق ،عند �أعمال التج�س�س ،ال�سيما على امل�ستوى االقت�صادي ،وال�سيا�سي ،والذي
ميكن ان تتعر�ض له �أجهزة الدولة كافة ،وم�ؤ�س�ساتها ،كما يتعر�ض له الأفراد ،وم�ؤ�س�ساتهم .ففي كلمة
القاها الرئي�س بيل كلينتون ،يف العام 1994يف ال ،[[10[CIAبدا وا�ضحا االجتاه ،نحو �إقرار دور جديد
للمخابرات ،يف جمال مراقبة االت�صاالت واملعامالت الإلكرتونية .وكان الرئي�س الأمريكي ،قد �أكد على
دور املخابرات الأمريكية ،على م�ستوى امل�ساهمة يف رخاء ورفاهية الواليات املتحدة الأمريكية ،مع
ما يعنيه ذلك ،من دور على امل�ستوى االقت�صادي ،ال بد وان يتبلور يف �أحد ا�شكاله ،بر�صد ومالحقة
املعلومات االقت�صادية ،اخلا�صة بالبلدان ال�صديقة والعدوة .ال بل ان التن�صت والر�صد واملالحقة ،ميكن
ان تطاول املواطنني العاديني ،وامل�ؤ�س�سات الوطنية ،مبا يتعار�ض مع مبادئ احلفاظ على احلريات ،وعلى
احلق يف اخل�صو�صية .وكانت و�سائل الإعالم الأوروبية ،ا�ضافة �إىل امل�س�ؤولني ،قد نددت بت�سخري
تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،من قبل الواليات املتحدة الأمريكية ،الغرا�ض التج�س�س ،ال�سيما
ال�صناعي واالقت�صادي منه[.[[10
فبعد انتهاء احلرب الباردة ،كان ال بد للعديد من اجهزة املخابرات حول العامل ،ال�سيما منها الأمريكية
والأوروبية ،ان جتد الدوافع ،التي تدعم ا�ستمرار ح�صولها على موازنات مرتفعة القيمة ،وحتافظ
على دورها و�سيطرتها .ويف هذا الإطار ،اعيدت عملية حتديد مفهوم الأمن الوطني ،بحيث �شملت
االقت�صاد ،والتجارة ،والعديد من ن�شاطات االحتادات املختلفة.
ولعل اهم ما ميكن ذكره يف هذا املجال ،هو نظام التن�صت الأمريكي ،الذي ميكن القيمني عليه ،من
التن�سيق بني املعطيات ،التي تبث بوا�سطة اثني ع�رش قمراً ا�صطناعي ًا.
ويعترب هذا النظام ،من اقوى انظمة التج�س�س ،حيث يت�ألف من �شبكة وا�سعة من حمطات التج�س�س
الإلكرتونية ،املنت�رشة حول العامل ،والتي تديرها خم�س دول ،هي الواليات املتحدة الأمريكية ،وانكلرتا،
[[[10
وكندا ،وا�سرتاليا ونيوزيلندا ،والتي ترتبط فيما بينها بوا�سطة اتفاق �رسي.
[106] newsmax.com Staff for the story behind the story…Clinton used NSA for economic Espionage. Monday, Dec, 19, 2005.
http://archive.newsmax.com/archives/ic/2005/12/19/114807.shtml.
[107] “and the NSA, as the biggest and wealthiest communications interception agency in the world, is best placed to trawl
electronic communications and use what comes up for US commercial advantage” newsmax.com Staff for the story behind
the story…Clinton used NSA for economic Espionage. Monday, Dec, 19, 2005. http://archive.newsmax.com/archives/
ic/2005/12/19/114807.shtml.
[108] Patrick S. Poole. “ECHELON: America’s secret Global surveillance Network”. http://fly.hiwaay.net/~pspoole/echelon.
html ECHELON is actually a vast network of electronic spy stations located around the world and maintained by five countries:
still-secret agreement calledم the US, England, Canada, Australia, and New Zealand. These countries, bound together in a
UKUSA, spy on.
�صفحة رقم 60
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وكانت احدى ال�صحف ال�سعودية قد ن�رشت م�ؤخرا[ ،[[10خرب تعر�ض عدد من اجلهات احلكومية ،
ملحاوالت اعتداء ،عن طريق ر�سائل بريد �إلكرتونية ،ا�صطيادية ( ،)Phishing emailمرفقة مبلفات
تتوىل زرع الربامج اخلبيثة على اجلهاز ،فور فتحها ،كما تتوىل �رسقة املعلومات ،منه ،واعادة ار�سال
نف�سها ،بطريقة �أوتوماتيكية� ،إىل ح�سابات بريد �إلكرتوين �آخر ،لتنفيذ العمليات نف�سها.
و�أكد م�س�ؤول عن الأمن الإلكرتوين ،يف اململكة العربية ال�سعودية ،بعد اعتداءات على انظمة حكومية،
يف العام ،2015انه قد �سجلت اعتداءات عديدة ،يف ال�سابق ،ا�ستهدفت بع�ض ال�شخ�صيات ال�سعودية،
وعدد من البلدان العربية ،من قبل ميلي�شيا �إيرانية تدعى «روكت كينت» ،تعتمد على �إن�شاء ح�سابات
مزيفة ،و�أ�سماء وهمية �أو م�ستعارة ،و�إر�سال بريد �إلكرتوين مع مرفق .وقد �أ�شار �أي�ضا� ،إىل ان هدف هذه
امليلي�شيا ال�سيربانية ،كما �أ�صبح معلوما ،هو التج�س�س على عدد كبري من ال�شخ�صيات ،متكنت بنتيجته
من جمع معلومات ،عما يقارب ال 1600من الأهداف البارزة ،حول العامل.
[109] http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20160517/Con20160517839900.htm
�صفحة رقم 61
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وعليه ،ال بد من العمل ،للو�صول �إىل �إيجاد �أر�ضية م�شرتكة ،ومبادئ عمل ،متكن من مكافحة املحتوى
غري امل�رشوع .وهنا ميكن للتقنيات� ،أن تلعب دورا �أ�سا�سيا ،ال�سيما من خالل تطوير برامج الرت�شيح
والفلرتة ،بناء على تعليمات حمددة لهذا املحتوى غري امل�رشوع ،بحيث مينع و�صوله ،على الأقل �إىل
االوطان التي تعتربه كذلك .وهنا �أي�ضا ،تبدو احلاجة ملحة ،ملعاجلة املدلول الوا�سع واملطاط ،للمحتوى
غري امل�رشوع ،يف بع�ض الت�رشيعات الوطنية ،والتي ميكن معها لل�سلطة� ،أن تت�رصف بالتف�سري والقيا�س،
�إىل درجة عالية ،ما ي�ؤ�رش �إىل امكانات وا�سعة لالعتداء على حرية التعبري ،وغريها من احلريات املرتبطة
بها ،كاحلق يف اخل�صو�صية ،واحلق يف التعبري عن الر�أي.
.6التقنيات يف احلماية
يعترب �إن�شاء حماية على اجلهاز امل�ضيف ،من �أكرث الطرق فاعلية ،واقلها كلفة ،يف ت�أمني حماية الأجهزة
املت�صلة على ال�شبكة .وغالبا ما يلج�أ يف هذا املجال �إىل ما يعرف بجدار النار ،[[11[Firewallوبرامج
التنقية[ .[[11وتعترب هذه الربجميات ،من االدوات التي ت�ستخدم يف حماية الأنظمة ،كما يف منع الو�صول
�إىل مواقع� ،أو معلومات معينة .فالتنقية من االدوات التي ت�ستعمل حلماية بع�ض الفئات االجتماعية
والعمرية (االطفال وال�شباب) ،اال انها تلعب دورا يف احلماية ،عندما متنع الدخول �إىل مواقع ميكن ان
حتتوي برامج ،وفريو�سات ،وغريها من الربجميات ال�ضارة.
ويعتمد يف حماية البيانات �أثناء عبورها ،عدد من الربوتوكاالت ،كنظام �أمن االت�صاالت(،)SSL
�أو ال .ISPECوت�ستخدم بروتوكوالت احلماية ،تقنيات ،تدعم الرتميز والت�شفري .يف هذا الإطار،
يجب االنتباه� ،إىل ان الرتميز والت�شفري ،لي�سا �سوى جزء من احلماية ،التي يجب �أن تطاول ،لي�س فقط
املعلومات ،و�إمنا الربنامج �أي�ضا .كما يفرت�ض االنتباه هنا� ،إىل املكان الذي يحفظ فيه ،مفتاح فك ال�شفرة
والرمز .ومن االف�ضل ،التعامل يف هذا املجال ،مع احلل الأمني ،الذي تواكبه عملية ت�صديق جهة
ثالثة[.[[11
�أ -الت�شفري
يعترب الت�شفري ،[[11[cryptographyمن التقنيات التي ميكن اللجوء اليها ،كو�سيلة �أ�سا�سية يف حماية
املعلومات ال�شخ�صية ،واملعلومات ال�رسية .فالت�شفري ،تقنية ت�ساعد على حماية املعلومات ،عرب حتويل
الن�صو�ص �إىل رموز ال ميكن قراءتها ،اال بعد اعادة حتويلها �إىل ن�صو�ص مقروءة ،من خالل عملية تفكيك
هذه الرموز .Decryption
[110] A firewall is an integrated collection of security measures designed to prevent unauthorized electronic access to a networked
computer system. It is also a device or set of devices configured to permit, deny, encrypt, decrypt, or proxy all computer traffic
between different security domains based upon a set of rules and other criteria.http://en.wikipedia.org/wiki/Firewall
[111] Internet filter,» refers to a form of computer software sold commercially, designed to be installed on computer terminals
providing access to the Internet, which operates to prevent access to information by filtering out certain information otherwise
available on the Internet. http://www.hudsonville.org/Library/internetpolicy.html
[112] Example: Data Encryption has been certified by the federal Information Processing Standards (FIPS) which is a universally
respected governmental certification agency.
[113] Cryptology is the science of coding and decoding secret messages. (Crypto is the Greek root for secret or hidden). It is usually
divided into Cryptography, which concerns designing cryptosystems for coding and decoding messages, and the more glamorous
Cryptanalysis, which is concerned with ``breaking’’ cryptosystems, or deciphering messages without prior detailed knowledge of
the cryptosystem. David J. Wrigh,t 1999-11-19
�صفحة رقم 62
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
_ �أنواعه
وت�ستخدم يف العمليتني ،مفاتيح �رسية خا�صة[ .[[11ومن تقنيات الت�شفري الكال�سيكية املعتمدة على
ال�شبكات ،نوعان �أ�سا�سيان ،هما :تقنيات الت�شفري املتنا�سق � Symmetricأو ال ،Secret Keyوتقنيات
الت�شفري غري املتنا�سق .Asymmetricتقوم التقنية الأوىل ،على ا�ستخدام مفتاح واحد مت�شابه ،بني مر�سل
البيانات �أو املعلومات ومتلقيها ،بينما تقوم الثانية ،على وجود مفتاح عام واحد ،وعلى ا�ستخدام
مفتاحني خمتلفني ،من قبل كل من املر�سل ،واملر�سل اليه.
فمقابل تقنية الت�شفري ،Cryptographyتقنية فك ال�شيفرة .Cryptanalysisواذا كانت الأوىل ،معنية
بت�أمني حاجز للمحافظة على �أمن املعلومات ،والبيانات و�صحتها ،وم�صداقيتها ،فان الثانية ،معنية
ب�إ�سقاط هذا احلاجز ،وتفكيكه ،لك�شف املعلومات ،واقتحام �أ�رسار الأفراد ،وال�رشكات ،والدول .ومن
�أنظمة الت�شفري الأكرث انت�شارا ،وفعالية ،يف حفظ �رسية املعلومات ،التي تنتقل عرب االنرتنت ،تقنية ال
،DESوالتي تعتمد على ت�شفري �أ�صغر �أجزاء الر�سالة� ،أي البيت .BITوي�سجل لهذه التقنية� ،صعوبة
ك�رس ال�شفرة ،ال�سيما و�أنها ت�ؤدي �إىل تغيري حمتوى الر�سالة ،لدى �أي خط�أ يرتكب على م�ستوى فكها.
و�إذا كانت طريقة عمل تقنية ال ،DESمعروفة ومنت�رشة ،فان املفتاح امل�ستخدم للت�شفري ،ولفكه ،يبقى
غري معلوم.
كذلك ينت�رش ا�ستخدام تقنية ت�شفري تعرف بال[ ،PGP [[11التي طورها فيليب زميرمان ،وهي عبارة عن
جمموعة برامج ،طورت باالعتماد على بع�ض �أنظمة الت�شفري ،والربوتوكوالت املميزة املرتبطة بالربيد
الإلكرتوين ،وتتميز بامكانية العمل مع �أنظمة ت�شغيل متعددة .و�أنظمة الت�شفري امل�ستخدمة يف هذا النوع
من الربامج ،هي ذاتها املحددة يف تقنية ،2440 RFCوت�ستخدم فيها �أنظمة خمتلفة يف عملية نقل
املفتاح ،ويف ت�شفري الر�سائل ،ويف التوقيع الإلكرتوين.
ولتقنية الت�شفري دور هام ،يف احلماية من عدد من اجلرائم ال�سيربانية ،ال�سيما وانها حتمي املعلومات،
والبيانات ال�شخ�صية؛ كتلك املتعلقة ببطاقات االئتمان ،والأ�سماء والعناوين ،وم�ضمون الر�سائل
الإلكرتونية ،واملعلومات التي تنقل عرب �شبكة االنرتنت ،وذلك يف حال اعرتا�ضها� ،أو الو�صول اليها،
دون رغبة �صاحبها .كذلك ،ت�ستخدم تقنيات الت�شفري ،يف جمال ت�أكيد م�صداقية الوثائق الإلكرتونية،
و�ضمان �صحة املعلومات والبيانات ،ال�سيما منها التوقيع ،ما مينع التالعب مب�صداقية الوثائق واملعلومات.
ويعتمد على الت�شفري �أي�ضا ،يف العديد من برامج و�أنظمة الدفع وااليفاء ،على االنرتنت ،التي ت�ستخدم
العملة الرقمية ،ومعاجلة ال�شيكات ،والتحويل الإلكرتوين للأموال ،وما �إىل ذلك.
[114] Cryptology refers to the twin processes of «encryption» - the conversion of ordinary information («plaintext») into a
superficially unintelligible code («ciphertext») - and «decryption» - the conversion of ciphertext back into plaintext. Encryption and
decryption are performed using a set of mathematical algorithms of varying complexity, known collectively as a «cipher». A «key»,
in turn, controls access to the cipher. In other words, without the key, you can›t break the cipher.Thales, expert in cryptology.
http://www.thalesonline.com/uk/Press-Room.html
[115] Pretty Good Privacy
�صفحة رقم 63
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
_ خطوات داعمة
لكل ما تقدم ،تتجه غالبية الدول املتقدمة ،يف جمال ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت� ،سواء
يف االحتاد الأوروبي� ،أو يف �أمريكا� ،إىل دعم ا�ستخدام هذه التقنية ،بعد �أن كانت قد حاولت ال�سيطرة
عليها ،عرب و�ضع حدود خا�صة با�ستعمالها ،وا�ستريادها �أو بت�صديرها .وكانت ال ،[[11[OECDقد
و�ضعت خطوات توجيهية ،خا�صة ب�سيا�سة الت�شفري ،ا�ستند �إليها العديد من البلدان ،يف و�ضع �سيا�سته
الوطنية يف هذا املجال ،ومنها كندا و�أملانيا ،وايرلندا وفنلندا .كما �صدر تقرير عن اللجنة الأوروبية يف
العام � ،[[11[1998شدد على �رضورة دعم ا�ستخدام هذه التقنية ،ورفع احلظر عن املنتجات واخلدمات،
التي تهدف �إىل تطويرها ،ون�رش ا�ستخدامها.
يف هذا الإطار ،ت�ساهم العديد من احلكومات ،وم�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص ،وبع�ض املنظمات،
االقليمية والدولية ،يف تطوير جمموعة املعايري اخلا�صة بتقنية الت�شفري ،ومن تلك املنظمات :ال ISOو
ANSIو IEEEو NISTو .IETFوتتنوع هذه املعايري ،بتنوع املجاالت التي تطبق فيها ،كتلك التي
تطبق يف القطاع امل�رصيف� ،أو تلك اخلا�صة بالقطاع احلكومي ،ومنها ما هو عاملي �أو حملي.
�أمام �أهمية الت�شفري ،يف حتقيق �أمن املعلومات ،تراجعت الدول عن مواقفها ال�سابقة يف تنظيمه ،والتي
كانت تخ�ضعها لرقابة م�شددة� ،أو حتظر نقلها .ففي العام ،1997عدلت بلجيكا قانون ،1994
لتلغي ال�رشوط اخلا�صة با�ستخدام الت�شفري .كذلك تخلت فرن�سا ،عن �سيا�سة الرقابة التي مار�ستها على
ا�ستخدام الت�شفري ،يف العام ،1999معلنة حق اجلميع يف ا�ستخدامها .كما �ألغت الواليات املتحدة
الأمريكية ،ال�رشوط اخلا�صة مبنع ا�سترياد وت�صدير هذه التقنية ،يف العام .2000
وقد �أعطت اللجنة الأوروبية� ،أمثلة عن الأ�شكال التي ميكن للتقنيات امل�ستخدمة يف الت�شفري ان تتخذها
ف�أوردت :االخفاء الأوتوماتيكي للأ�سماء يف البيانات ال�شخ�صية ،والت�شفري لت�سهيل عمل امل�س�ؤول عن
معاجلة البيانات ال�شخ�صية ،وتقنيات منع الكعكات من اعطاء �أوامر للجهاز ،دون علم م�ستخدمه[.[[11
لكن �إقرار مبد�أ �رشعية الت�شفري ،الذي يدعمه ويطالب به املدافعون عن احلق يف اخل�صو�صية ،ويرون فيه
�سالحا لدعم احلرية والدميقراطية؛ كونه ي�ؤمن حرية تبادل املعلومات ،ال�سيما يف جمال اخفاء م�ضمون
ر�سائل النا�شطني ،يف حركات حماية حقوق االن�سان ،يحمل معه خطر ا�ستخدامه يف الأعمال غري
ال�رشعية ،حني ي�ساعد على اخفاء �آثار مرتكبيها ،وعلى ات�صال �أفراد الع�صابات والتنظيمات الإرهابية،
�أو الإجرامية االخرى ،ببع�ضها ،بعيدا عن �أعني الرقابة.
فمن املعروف� ،أن املواقع التي تتوىل الرتويج للإرهاب� ،أو لالعمال اجلهادية ،كما يطلق عليها
�أ�صحابها ،توزع تعليمات خا�صة ،حول ا�ستخدام هذه التقنية ،كما تو�صي با�ستخدام الربامج التي
ت�ؤمنها .ويهتم العديد من املواقع على االنرتنت ،بالرتويج لهذه الربامج ون�رشها ،ما يجعل امكانية
ا�ستخدامها ،متاحة للجميع[ .[[11وكان منتدى “اجلبهة العاملية اال�سالمية للإعالم» ،قد توىل الإعالن عن
�إطالق برنامج خا�ص للت�شفري� ،أطلق عليه ا�سم “�أ�رسار املجاهدين”[ .[[12كما قام العديد من املنتديات
التي تدعم ن�شاطات �إرهابية ،بالرتويج لهذا الربنامج[ ،[[12الذي يحتوي على كتيب تعليمات ،باللغة
العربية ،حول كيفية ا�ستعماله.
[119] http://www.vicman.net/lib/encryption.htm
][120 _Global Islamic Media Front Releases “Mujahideen Secrets”, http://thesaloon.net/blog/CrimeLaw/
archives/2007/1/4/2620252.html
[121] SHAUN WATERMAN, “ iDefense Director of Threat Intelligence Jim Melnick told UPI that «Mujahedin Secrets» was
being «heavily promoted» on forums and other Web sites used by supporters of Islamic terror groups”.http://www.upi.com/
SecurityTerrorism/view.php?StoryID=20070129-053607-9471r
�صفحة رقم 65
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل اخلام�س {
«احلرب ال�سيربانية» �أو «احلرب الإلكرتونية»
وهكذا� ،شهد العامل ،وال يزال ،حتوالت جذرية و�أ�سا�سية ،يف مناذج التعامل االجتماعي واملمار�سة
املهنية ،نتيجة هذه اال�ستخدامات .وحتولت االنرتنت� ،إىل بنية حتتية عاملية للن�شاطات املدنية والع�سكرية،
واىل و�سيلة جديدة لل�ضغط ال�سيا�سي ،والتج�س�س ،ما فر�ض بعدا �أمنيا جديدا ،على اهتمامات الدفاع،
لدى معظم حكومات العامل .وت�صدر الأمن ال�سيرباين ،املراتب الأوىل ،يف �سيا�سات وا�سرتاتيجيات
الدول الكربى ،احلري�صة على نظامها ،وامنها القومي ،وجمتمعها ،و�سالمة مواطنيها.
.2توقعات كارثية
ال يخرج املجتمع الرقمي عن مبد�أ «ان املجتمع هو الذي يهيئ �أر�ضية اجلرمية ،اذ انه يحمل بذور اجلرائم،
التي ميكن ان ترتكب ،كما الظروف ،التي ميكن ان ت�ساعد يف تو�سعها وتطويرها[ .»[[12و�إذا كانت نتائج
اجلرائم ال�سيربانية ،التي تطاول الأفراد وامل�ؤ�س�سات ،لي�ست اال �شكال جديدا من ا�شكال اجلرمية التقليدية،
متاما كاالعتداءات التي تطال الأنظمة والدول ،كاعمال التج�س�س ،والت�شوي�ش على االت�صاالت ،واخرتاق
الأنظمة املعلوماتية ،اال ان �آثار هذه اجلرائم واالعتداءات ،مرتبطة بطبيعة البيئة الرقمية .من هنا ،فانها جتنح
�إىل اتخاذ �صفة كارثية ،ال ميكن ت�صورها ،نظرا حلجم امتداداتها غري املحدودة ،وتنوعها.
أ -د .عادل طوييس .أمني عام املجلس األعىل للعلوم والتكنولوجيا /وزيرالثقافة السابق يف اململكة األردنية الهاشمية -األمن السيرباين والهوية الوطنية ومنظومة األمن ][122
الوطني الشامل -املؤمتر الدويل الثالث حول القانون السيرباين :امللكية الفكرية ،وحامية البيانات الشخصية واألمن الوطني -الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا املعلومات 20-22
- /ترشين أول (أكتوبر) – 2000 -تنظيم الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا املعلومات -بيت املحامي -بريوت -لبنان
[123] Society contains the germs of all the crimes that will be committed, as well as the conditions under which they can develop.
It is society that, in a sense, prepares the ground for them, and the criminal is the instrument ... AdolpheQuetelet on crime.
�صفحة رقم 66
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
و�إذا ا�ضفنا� ،إىل ما تقدم ،واقعة العمل املتوا�صل ،من قبل االقمار ال�صناعية ،وال�شبكة العاملية لالت�صاالت،
حتركات املواطنني وال�سلطات على ال�سواء ،فاننا ندرك خطورة االمر� ،أكرث ف�أكرث، على ر�صد ،وبث ّ
كما ندرك �أهمية �إقرار امل�س�ؤوليات ،عن �أي �رضر �أو تعر�ض للحقوق ،يح�صل نتيجة ذلك.
وميكننا ر�ؤية املدى الكارثي ،لهذه االعتداءات ،يف ال�سيناريو الذي تخيله حمدون توري ،االمني العام
لالحتاد الدويل لالت�صاالت ،يف « البحث عن ال�سالم ال�سيرباين» يف العام ،2011حيث ت�أتي الهجمات
دون مقدمات ،وحيث تعم الفو�ضى ،وتنهار جميع اخلدمات ،التجارية ،واحليوية ،وال�صحية،
والع�سكرية ،واحلكومية ،نتيجة لها ،مبا ي�شبه �أفالم اخليال العلمي[.[[12
ال �شك اننا ال ن�ستطيع اجلزم ،ب�صحة اي من التوقعات ،لكن القيا�س على ما ح�صل من هجمات ،حتى
الآن ،ي�ؤكد على �رضورة اتخاذ خطوات و�إجراءات وقائية ،وحت�ضري خطط هجومية ،يف حال ال�رضورة.
حمدون توريه -البحث عن السالم السيرباين« 2011- -أصبحت تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت جزءا ً ال يتجزأ من الحياة اليومية لكثري من األشخاص يف أنحاء العامل[124] .
واالتصاالت الرقمية والشبكات واألنظمة تقدم موارد حيوية ومتثل بنية تحتية ال غنى عنها يف كل جوانب املجتمع العاملي ،وهي رضورات ال ميكن لكثري من سكان العامل
االزدهار أو حتى البقاء بدونها .وهذه الهياكل واألنظمة متثل ميدانا ًجديدا ً تقرتن به تحديات جديدة للحفاظ عىل السالم واالستقرار .وبدون آليات كفالة السالم فإن مدن
العامل ومجتمعاته ستكون عرضة لهجامت تتسم بتنوع غري مسبوق وغري محدود .وهذه الهجامت ميكن أن تأيت دون مقدمات .فالحواسيب والهواتف الخلوية تتوقف عن
العمل فجأة كام أن شاشات آالت رصف النقد واآلالت املرصفية تنطفئ يف وجه العمالء وتتعطل أنظمة مراقبة الحركة الجوية والسكك الحديدية وحركة السيارات وتعم
فوىض الطرق الرسيعة والجسور واملمرات املائية وتتوقف السلع غري املعمرة بعيدا ً عن السكان الجائعني .ومع اختفاء الكهرباء تهوي املستشفيات واملساكن واملراكز التجارية
بل ومجتمعات بأكملها يف غياهب الظالم .ولن تستطيع السلطات الحكومية معرفة مدى الرضر أو االتصاالت ببقية العامل إلبالغه بالكارثة أو حامية مواطنيها الضعفاء من
الهجامت التالية .وهذه هي املحنة القاسية التي يواجهها مجتمع تعرض للشلل بسبب ضياع شبكاته الرقمية يف لحظة واحدة .وهذا هو التدمري الذي مُيكن أن ينجم عن
نوع جديد من الحروب هي الحرب السيربانية
أي :أساليب الحرب ووسائلها التي تعتمد عىل تكنولوجيا املعلومات ،والتي تستخدم يف سياق نزاع مسلح ][125
[126] The secretary of defense, Leon Panetta: “The next Pearl Harbor we confront could very well be a cyber attack that cripples
our power systems, our grid, our security systems, our financial systems, our governmental systems,”. http://www.huffingtonpost.
com/2011/06/13/panetta-cyberattack-next-pearl-harbor_n_875889.html
[127] Cyberwarfare is Internet-based conflict involving politically motivated attacks on information and information systems.
Cyberwarfare attacks can disable official websites and networks, disrupt or disable essential services, steal or alter classified data,
and criple financial systems -- among many other possibilities. - http://searchsecurity.techtarget.com/definition/cyberwarfare
�صفحة رقم 67
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
اخلرباء يف الناتو بتعريف احلرب ال�سيربانية على انها« :جميع العمليات ال�سيربانية �سواء �أكانت دفاعية،
�أو هجومية ،والتي ميكن ان ت�سبب ا�صابات �أو وفيات� ،أو تلف و�أ�رضا ر مادية[.»[[12
وهنا ،نالحظ اغفال هذا التعريف ،للعن�رص الأهم يف �أمن املعلومات� ،أي العامل الب�رشي النف�سي ،ما
يجعله غري مالئم لأ�شكال اال�شتباك وال�رصاع احلاليني ،ال�سيما وانه ال ميكن االعتماد عليه ،للتمييز
الوا�ضح ،بني احلروب ال�سيربانية وحروب املعلومات ،وبني �أ�شكال اجلرمية ال�سيربانية والإرهاب
ال�سيرباين ،كما انه ال ي�ساعد على تبيان احلدود الفا�صلة بينها .ويف ذلك ،حتديات تطاول حتديد
امكانيات وا�شكال التن�سيق املفرو�ض اعتمادها ،كما طبيعة ونوعية مهمات عنا�رص القيادة والتحكم
بالقطاعات الع�سكرية ،واالقت�صادية واملدنية.
�إذا ،ويف غياب التعريف املوحد ،تبدو هذه احلرب عمليا ،كامتداد حلرب اال�ستخبارات ،وكميدان
جديد للنزاعات ،ي�أخذ مكان احلرب الباردة� .أما مميزاتها ،فهي انها �رسية ،خفية ،وحماطة بالكثري من
املغالطات والت�ضخيم.
يف احلقيقة ،ان معظم االعتداءات ال�سيربانية ،ال حتدث �أ�رضارا مادية ،ميكن مل�سها .فطبيعة الف�ضاء
ال�سيرباين ،وامل�صالح املت�صلة به� ،شديدة التعقيد ،نظرا المتدادات البنية التحتية ،وت�شابكها ،ونظرا
للتقنية العالية ،و�رسعة تطورها ،وامكانات متويه م�صادر االعتداءات .هذا عدا ،عن �صعوبة حتديد
ما الذي ميكن اعتباره عمال ع�سكريا� ،أو اعتداء ،او حربا �سيربانية .فال�رسقات التي تطال امل�صارف،
وعمليات التج�س�س ال�صناعي ،لي�ست اعماال حربية ،بالرغم من ابعادها اخلطرة ،على االمن القومي،
النها مت�س باالقت�صاد الوطني ،ورفاه البلد .اال �أن اخلرباء يرون ،انعكا�سات االعتداء على البنك املركزي
الأمريكي ،مثال� ،أ�شد و�أدهى ،من اعتداءات احلادي ع�رش من �سبتمرب،على االقت�صاد العاملي[.[[12
فلم تت�سبب الهجمات ال�سيربانية على �أ�ستونيا ،وجورجيا ،و�إيران ،ب�أ�رضار ب�رشية ،ومل تذكر لها نتائج
خطرية على املدنيني ،ولكن ميكننا ت�صور نتائجها الوخيمة على ال�سالم ،لو اعتربت هذه االعتداءات
حربا ،كونها ا�ستهدفت تعطيل مواقع وم�صالح حيوية ،ومنها تلك اخلا�صة ،بالقوات امل�سلحة� ،أو فيما
لو اعتربت الهجمات ،من فعل جي�ش �سيرباين معني ،ا�ستخداما للقوة.
فبالرجوع �إىل قواعد العالقات الدولية ،جند مبد أ� «االمتناع عن ا�ستخدام القوة» ،حفظا لل�سلم
واال�ستقرار الدوليني ،كقاعدة ملزمة ،ترتتب على خمالفتها ،نتائج قانونية.
وقد ن�صت املادة الثانية من الفقرة الرابعة ،من ميثاق الأمم املتحدة على �أنه« :ميتنع �أع�ضاء الهيئة جميعا،
يف عالقاتهم الدولية ،عن التهديد با�ستعمال القوة� ،أو با�ستخدامها� ،ضد �سالمة الأرا�ضي� ،أو اال�ستقالل
ال�سيا�سي لأية دولة� ،أو على وجه �أخر ال يتفق ومقا�صد الأمم املتحدة .و�إذا كانت االجتهادات الكثرية،
قد ارفقت «القوة» بعبارة امل�سلحة ،اال ان روح االتفاقية وا�ضحة ،فيما يتعلق مبنع اللجوء �إىل القوة،
[128] https://www.icrc.org/ara/resources/documents/faq/130628-cyber-warfare-q-and-a-eng.htm
« [129] La guerre cybernétique, nouveau prétexte des pressions anti-iraniennes!.dimanche, 21 octobre 2012 04:44
Bien qu’une guerre cybernétique ne soit pas aussi destructrice et dévastatrice qu’une guerre militaire, cependant,
si la seule grande banque des Etats-Unis fait l’objet d’une telle attaque, ses impacts seront beaucoup plus
importants, pour l’économie mondiale, que ceux de l’attentat du 11 septembre 2001, selon les analystes américains».
http://french.irib.ir/analyses/commentaires/item/220167-la-guerre-cybern%C3%A9tique,-nouveau-pr%C3%A9texte-des-
pressions-anti-iraniennes
�صفحة رقم 68
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
بغ�ض النظر عما �إذا كان من خالل القوات امل�سلحة� ،أم غريها من الأ�ساليب .والدليل على ذلك ،هو
عنوان الف�صل ال�سابع ،من ال�رشعة نف�سها « :فيما يتخذ من الأعمال يف حاالت تهديد ال�سلم والإخالل
به ووقوع العدوان» .وعليه ،فان الأعمال املخلة بال�سلم ،واملهددة له ،هي ممنوعة �أي�ضا ،وميكن الرد
بالتايل ،على اي اعتداء .و�إذا كانت ال�رشعة ،مل حتدد املق�صود «بالأعمال املخلة بال�سلم» �أو “الأعمال
املهددة لل�سلم» �أو «الأعمال العدائية» ،اال ان املتفق عليه ،هو ان هذه الأعمال ،هي كل عمل يتعار�ض
مع �أهداف املجتمع الدويل ،يف حتقيق ال�سالم ،واملبادئ التي يجب ان ترعاها.
وكانت اجلمعية العمومية للأمم املتحدة ،قد اتخذت قرارا حتت الرقم /A/ARES 3314الدورة 29
،1974/عرفت فيه العدوان ،وربطته با�ستعمال القوة امل�سلحة ،حيث جاء يف املادة الأوىل؛ “العدوان
هو ا�ستعمال القوة امل�سلحة ،من قبل دولة ما �ضد �سيادة دولة �أخرى .”...وعددت الأعمال التي تنطبق
عليها هذه ال�صفة ،يف املادة الثالثة ،معتربة يف املادة الرابعة ،ان الأعمال املعددة اعاله لي�ست جامعة
مانعة ،وملجل�س الأمن ان يحكم بان اعماال اخرى ت�شكل عدوانا مبقت�ضى املادة امليثاق .وطاملا ان قرار
اجلمعية غري ملزم ،وطاملا ان جمل�س الأمن هو �صاحب القرار وب�شكله امللزم ،ح�سب الف�صل ال�سابع ،فان
بامكانه اعطاء تو�صيف لعمل “عدواين” ،لي�س مرتبطا با�ستعماله القوة امل�سلحة.
ومعلوم ان قرار اجلمعية العمومية ،يندرج يف �سياق تاريخي حمدد اي ال�سبعينات ،حيث مل تكن
تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،قد برزت بالقوة التي ن�شهدها اليوم ،ومل يكن ا�ستعمالها يطاول
كامل اوجه احلياة تقريبا.
كما ت�سجل �أي�ضا ،مواقف البع�ض ،من ان احلرب ال�سيربانية ،هي احلرب التي ال حدود لها ،وال
�ضوابط ،فاملعلومات يف كل مكان ،و�ساحة املعركة يف كل مكان ،وامكانات اجلمع بني التقنيات
املختلفة متوفرة ،واحلدود بني احلرب والال حرب ،مل تعد موجودة[.[[13
ويف هذا ال�سياق ،ذكرت �صحيفة The Daily Beastالأمريكية� ،أن �أي هجوم �إ�رسائيلي على �إيران
�سيكون مدعوم ًا بـغارات �إلكرتونية ،من الفريو�سات� ،إ�ضافة �إىل عمليات الت�شوي�ش .فقد متكنت
�إ�رسائيل من تطوير التقنيات الالزمة ،اليقاف �شبكة الهاتف االيرانية ،مع امكانية تعطيل نظام الإنذار
بث الر�سائل الالزمة ،بعد هجمة ا�ستباقية ،ت�شنها الطائرات مث ً
ال[ .[[13وال يعترب هذا لديها ،ومنعه من ّ
ال�سيناريو خياليا ،فقد متكنت ا�رسائيل من تعطيل الرادارات ال�سورية ،لدى اغارتها وق�صفها ،على موقع
الكرب النووي ال�سوري ،قرب دير الزور.
ويالحظ دخول العديد من الدول ،و�إن ب�صورة خفية ،جمال الأعمال اال�ستخباراتية ال�سيربانية،
واالخرتاقات املتبادلة لأنظمة املعلومات.
ففي العامل العربي ،تعر�ض العديد من املواقع اخلا�صة بجهات �أمنية ،ووزارات مهمة ،اىل اعتداءات،
واخرتاقات[،[[13وتوقف العمل فيها ،لعدد من ال�ساعات .ويف هذا الإطار� ،رصح القائد ال�سابق ل�سالح
اجلو يف االمارات العربية املتحدة� ،إن البنية التحتية الإلكرتونية املتقدمة يف بالده ،جعلتها هدفا مف�ضال
للمت�سللني عرب االنرتنت ،خا�صة لدى ت�صاعد التوتر ،يف ال�رصاع الفل�سطيني اال�رسائيلي[.[[13
وهددتتعطلت �شبكة «�أرامكو» ال�سعودية ،التي يعمل عليها � 30ألف جهاز حا�سوبّ ، كذلك ،فقد ّ
ب�إعاقة قدرات �إنتاج نحو 9ماليني برميل يومي ًا ،لل�سوق العاملية – ب�سبب �أحد الفريو�سات الإلكرتونية:
«�شامون» .ويجزم اخلرباء ،من رو�سيا �إىل الواليات امل ّتحدة ،ب�أن هذا الهجوم ،هو جزء من احلرب
الإلكرتونية ،التي تزداد �رضاوة يف ال�رشق الأو�سط .وقد ا�ستهدف هذا الهجوم� ،إ�ضافة �إىل اململكة
العربية ال�سعودية� ،شبكات الغاز القطرية .وقد توجهت االتهامات،يف هذه احلادثة� ،إىل �إيران[.[[13
وكانت هذه الأخرية ،قد تعر�ضت لهجوم فريو�سني ،اعتربا االقوى ،والأكرث حيلة ،وقدرة على
االخرتاق ،هما Flame :و .Stuxnetفقد حول الأول الأجهزة االيرانية� ،إىل �آالت ت�صوير وت�سجيل،
ومراقبة ،و�أوقف العمل ،يف مرف�أ «خرج» النفطي ،ما �أدى �إىل ف�صله عن ال�شبكة الإلكرتونية ،بينما
�أوقف الثاين ،عمل مئات من �أجهزة الطرد املركزي ،يف معامل تخ�صيب اليورانيوم.
وتوجهت �أ�صابع االتهام مبا�رشة� ،إىل �إ�رسائيل والواليات امل ّتحدة اللتني مل تنفيا التهمة[ .[[13بعد ذلك ،ظهر
ّ
فريو�س «غو�س» ( ،)Gaussالذي �رضب يف لبنان ،و�إ�رسائيل ،والأرا�ضي الفل�سطينية .وقد �أو�ضحت
حينها �رشكة « »Kasperskyالرو�سية� ،أنّ «غو�س» قادر على �رسقة املعلومات ال�شخ�صية من احلوا�سيب
التي يهاجمها[ ،[[13وهو قادر �أي�ضا على التج�س�س ،على العمليات امل�رصفية املختلفة.
معدلة ،عن
كذلك ،تعر�ض كل من لبنان و�إيران ،ملا ُ�س ّمي بفريو�س « ،»MiniFlameوهو ن�سخة ّ
الفريو�س “ .”Flameوي�ستخدم هذا الفريو�س ،ل�شن هجمات حمددة الأهداف ،مثل �رسقة البيانات،
واخرتاق الأنظمة.
[131] Israel’s Secret Iran Attack Plan: Electronic Warfare- Nov 16, 2011 6:28 PM EST - http://www.thedailybeast.com/
articles/2011/11/16/israel-s-secret-iran-attack-plan-electronic-warfare.html
- http://www.aleqt.com/2013/05/19/article_756759.htmlتعرض مواقع إلكرتونية سعودية للهجوم ][132
: http://human.iraqgreen.net/modules.php?name=News&file=article&sid=32757تصاعد الهجامت عىل البنية التحتية يف الخليج ][133
[134] In Saudi Arabia and Israel, Signals That Iran Has Retaliation in Works- Oct 26, 2012 4:45 AM EDT http://www.
thedailybeast.com/articles/2012/10/26/in-saudi-arabia-and-israel-signals-that-iran-has-retaliation-in-works.html
[135] Sorry, Iran. I Didn’t Mean to Invade You. Jul 17, 2012 4:29 PM EDT. http://www.thedailybeast.com/articles/2012/07/17/
sorry-iran-i-didn-t-mean-to-invade-you.html
أسامء املستخدمني وكلامت الرس للدخول إىل النظام ،واىل الربيد اإللكرتوين وشبكات التواصل االجتامع ][136
�صفحة رقم 70
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
[137] Statement of Celina B. Realuyo* Professor of Practice William J. Perry Center for Hemispheric Defense Studies On
Hezbollah’s Global Facilitators in Latin America At a Hearing Entitled “Terrorist Groups in Latin America: The Changing
Landscape” Before the Subcommittee on Terrorism, Non-Proliferation, and Trade House Committee on Foreign Affairs, U.S.
House of Representatives February 4, 2014 - http://docs.house.gov/meetings/FA/FA18/20140204/101702/HHRG-113-FA18-
Wstate-RealuyoC-20140204.pdf
[138] Banks Seek U.S. Help on Iran Cyberattacks - January 15, 2013, 7:31 p.m. EThttp://online.wsj.com/article/SB10001424
127887324734904578244302923178548.html
[139] http://human.iraqgreen.net/modules.php?name=News&file=article&sid=32757
�صفحة رقم 71
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
قبل وزارة الدفاع الأمريكية ،لأغرا�ض البحث عن برامج وتطبيقات ع�سكرية ،ال�سيما يف جمال ت�شفري
املعلومات ،مبا ي�ؤمن حماية امل�صالح الأمريكية ال�سيربانية[.[[14
لذا ،ت�ضع بع�ض الدول احلرب ال�سيربانية ،على �سلم �أولوياتها الإ�سرتاتيجية الوطنية ،حلماية الأمن
القومي .وجتهد العديد منها ،يف درا�سة وتبيان ،حجم املوازنات الع�سكرية ،ومدى اعتمادها على
تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،كم�ؤ�رش على قدراتها وم�ؤهالتها ال�سيربانية[ .[[14ويعترب اال�ستعالم،
واال�ستخبار ،والتج�س�س ،وقطع ات�صاالت العدو ،والت�شوي�ش عليها ،والتن�صت ،من املبادئ يف
العمليات الع�سكرية ،وكمكمل للحرب الإلكرتونية ،وعمليات اال�ستعالم.
وتعترب بع�ض الدول متقدمة جدا ،كونها ت�ستخدم عددا وعديدا من ا�صحاب الكفاءات ،لالهتمام
بو�ضع ا�سرتاتيجيات دفاعية وهجومية �سيربانية ،كجزء من امكاناتها الع�سكرية ،ملواجهة احلرب
ال�سيربانية ،كما تعمل على تطوير تقنيات ،ت�ساعدها على متييز الهجمات الع�سكرية ،من االعتداءات
واالخرتاقات اجلرمية العادية .وتلج�أ اخرى� ،إىل ربط امكاناتها الع�سكرية ال�سيربانية ،مبا هو متوفر
لديها ،من تخطيط للحرب التقليدية .اال �أن هذا الربط ي�ستدعي ،فيما ي�ستدعي ،انتباها خا�صا� ،إىل
تو�سع مروحة و�سائل االت�صاالت ،وال�شبكات ،ونقاط الو�صول اليها ،والتحول نحو االت�صال غري
ال�سلكي واجلوالmobile and wireless .
ويف الدول التي ما زالت تعتمد على النمط القدمي ،الذي ظهر يف الت�سعينيات من القرن املا�ضي ،اوكل
الأمن ال�سيرباين� ،إىل مراكز الرد على طوارئ االنرتنت الوطنية ،)CERT( ،ووزارة االت�صاالت� ،أو
وزارة التكنولوجيا ،واىل وحدات خا�صة �ضمن الأجهزة الأمنية لديها .ووا�ضح ،ان هذا النمط ،ال
ميكنه جماراة النمط املتقدم ،لأ�سباب عديدة ،لي�س �أقلها ،ما يوفره هذا الأخري ،من قدرة على �إدارة
ال�ش�ؤون ال�سيربانية ،ب�صورة �أ�شمل و�أ�رسع ،من قبل اجلهة املعنية بالدفاع مبا�رشة.
وبالرغم من تخفي�ض قيمة املوازنة الع�سكرية ،حلظت املوازنة املقرتحة للعام ،2014يف الواليات
املتحدة الأمريكية ،زيادة ل�صالح احلرب ال�سيربانية ،بلغت حوايل البليون دوالر ،وذلك بهدف تو�سيع
قدرات الدفاع ال�سيربانية ،بحيث ت�شمل العمليات الع�سكرية ،امكان اغالق نظام القيادة لدى العدو،
ومنع راداراته من التقاط �أي حركة ،وذلك يف حال ح�صول حرب .وقد حر�ص امل�س�ؤولون على
الت�شديد ،على ان ا�ستخدام هذه القدرات ،حم�صور �ضمن حدود قانون النزاعات امل�سلحة[.[[14
وغني عن القول ،ما تعنيه هذه الزيادة ،من حتريك لعجلة االقت�صاد الأمريكي ،ل�صالح ال�رشكات التي
تتوىل االبحاث ،وتزويد البنتاغون بالربامج والتطبيقات الأمنية� ،إ�ضافة �إىل املعدات والأ�سلحة ،التي
ترتكز �إىل تقنيات االت�صاالت واملعلومات.
[141] Special Report: U.S Cyber war strategy strokes fear of blowback – “…DOD’s cyber investment includes a half billion dollars
in research funding for DARPA (Defense Advanced Research Projects Agency) in the last budget”-
http://www.reuters.com/article/2013/05/10/us-usa-cyberweapons-specialreport-idUSBRE9490EL20130510
[142] Cybersecurity and Cyberwarfare- Preliminary Assessment of National Doctrine and Organization- 2011- Center for
Strategic and International Studies. www.unidir.org
[143] Under President’s Budget, Cybersecurity Spending Increases- “We must… confront new dangers, like cyber attacks, that
threaten our nation’s infrastructure, businesses and people,” President Barack Obama wrote in the introduction to the budget
proposal. ”The budget supports the expansion of government-wide efforts to counter the full scope of cyber threats, and strengthens
our ability to collaborate with State and local governments, our partners overseas and the private sector to improve our overall
”cybersecurity.
http://news.clearancejobs.com/2013/04/26/under-presidents-budget-cybersecurity-spending-increases/
�صفحة رقم 73
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
البحث عن السالم السيرباين –حمدون إ .توريه -األمني العام لالتحاد الدويل لالتصاالت يناير [144] 2011
http://www.google.com.lb/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&frm=1&source=web&cd=1&cad=rja&ved=0CC0QFjAA&url=http%3A%2F%2
Fwww.itu.int%2Fdms_pub%2Fitu-s%2Fopb%2Fgen%2FS-GEN-WFS.01-1-2011-MSW-A.docx&ei=cjqgUcfQFbSf7AbTt4EI&usg=AF
QjCNFJ9KhCOzjfH8zG-H3SIhfV_fot4g&sig2=5Ja6CXZVqhQJ_o2nko2BEg&bvm=bv.47008514,d.bGE
�صفحة رقم 74
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
يف هذا الإطار ،يالحظ مثال ،عمل وزارة الدفاع الأمريكية ،على تخ�صي�ص موازنات خا�صة ،لتمويل
�أبحاث ت�ساعد على حتويل ن�صف مركباتها �إىل مركبات �آلية ،تعمل دون وجود ب�رشي على متنها ،وذلك
منذ عدة �سنوات ،كما تعمل على تطوير طائرات جت�س�س �صغرية احلجم ،ت�ستخدم النانو تكنولوجي،
ميكنها اخرتاق �أكرث الأماكن �رسية ،دون ان يتم ر�صدها .وميكن جتهيز هذه الطائرات ،مبعدات تن�صت
وت�صوير ،و�أ�شعة ليزر قاتلة.
وت�ستخدم العديد من الربامج والتطبيقات ،امل�صممة يف اال�سا�س لأهداف مدنية ،يف املجال الع�سكري.
ويح�رض هنا كمثال ،برنامج “جوجل �إيرث ”google earthالذي ي�ؤمن معلومات جغرافية ،ويعر�ض
�صورا للكرة الأر�ضية ،وخرائط الدول ،بتفا�صيل دقيقة جداً ،ت�صل �إىل حد ابراز �أ�سماء ال�شوارع،
ً
و�أرقام املنازل ،ما ي�ساعد على حتديد الأماكن ب�سهولة كبرية ،ودقة متناهية ،وب�رسعة ،مع تو�ضيح
خطوط الطول والعر�ض ،للمناطق.
من هنا ،يعترب هذا التطبيق ،على درجة من االهمية ،ومن اخلطورة �أي�ضا ،كونه ي�ساعد على ك�شف
مناطق �أمنية ،مل يكن باالمكان ك�شفها يف ال�سابق ،وذلك عرب ال�صور التي تلتقط ،بوا�سطة الأقمار
ال�صناعية .وهذا يجعل بع�ض املواقع مثل :االبنية احلكومية ،واملراكز الع�سكرية ،واملفاعالت النووية،
�أهدافا �سهلة للهجوم ولالعتداءات ،حتى فيما يعترب عمليات حربية تقليدية.
وللتدليل على خطورة االمر ،وامكانات اال�ستخدام الع�سكري لهذا التطبيق ،نورد ما جاء يف �صحيفة
التلجراف الربيطانية ،عن �أن امل�سلحني يف العراق ،قد ا�ستخدموه ،يف حتديد املناطق التي ا�ستهدفوها،
لتنفيذ هجمات� ،ضد املع�سكرات الربيطانية والأمريكية.
على خط مواز ،تعترب �أنظمة جمع املعلومات ،جماال حيويا من مكونات الرت�سانة الع�سكرية جليو�ش البلدان
املتقدمة ،حيث يتيح �إمكان الوعي بواقع �ساحة املعركة ،لي�س من خالل املعلومات الإ�ستخبارية فح�سب،
بل من خالل الت�أ�سي�س ملفهوم التفوق املعلوماتي ،بو�صفه جوهر الثورة احلالية يف ال�ش�ؤون الع�سكرية.
ومن �أبرز مقوماته :ت�سخري الأنظمة الف�ضائية جلمع املعلومات ،وجمع املعلومات اال�ستخبارية على
امل�ستوى الإ�سرتاتيجي يف عمق �أرا�ضى اخل�صم ،وتطوير القدرات اال�ستطالعية التقليدية ،ال �سيما اجلوية
منها ،مبا يحقق ا�ستمرارية جمع املعلومات عن اخل�صم ،والتكامل الأفقي بني �أنظمة جمع املعلومات،
وعملها ب�صورة متكاملة.
كما ت�ساعد الأنظمة ،يف تعزيز �آلية القيادة وال�سيطرة ،وذلك عرب ربطها مراكز القيادة وال�سيطرة ،وعرب
الربط بينها وبني �أنظمة جمع املعلومات يف الوقت ذاته ،على امل�ستويات املختلفة .ويتيح هذا الربط
�إدراك القيادات املختلفة ،حلقيقة ما يجرى يف �أر�ض املعركة ،وبالتايل امكانية اتخاذ القرار املنا�سب،
يف الزمان واملكان املالئمني ،بالن�سبة للقوات ال�صديقة والعدوة ،على ال�سواء .كما ت�ساهم يف ان�سياب
�أوامر العمليات ،وتن�سيقها افقيا وعاموديا ،وبني �أجهزة وفروع القوات امل�سلحة ،وقواتها امل�ساندة
اللوج�ستية ،العاملة يف م�رسح العمليات.
وي�ساهم ما تقدم ،فى دعم قدرة القيادات على املبادرة ،بحيث ال يت�أخر ،رد الفعل املنا�سب.
�صفحة رقم 75
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
و�أنظمة �إطالق ال�صواريخ امل�ضادة للطائرات ،بهدف تعميم الفو�ضى ،وايقاع ال�ضحايا بني املدنيني� .إىل
جانب ذلك ،تنظم ا�رسائيل العديد من الدورات التدريبية على التن�صت ،ومراقبة االت�صاالت.
اال �أن ا�رسائيل ،التي تعترب يف قائمة الئحة الدول الأكرث تطورا يف جمال الأمن ال�سيرباين ،تعر�ضت
�أنظمتها لعدد من االخرتاقات ،من هاكرز يف لبنان ،و�إيران ،وال�سعودية.
الطاقة يف �أمريكا ،من قبل قرا�صنة ايرانيني ،ا�ستهدفت جمع معلومات ،بهدف توجيه �رضبة �إىل هذا
القطاع ،بح�سب الأمريكيني[.[[15
اال �أن احلر�ص على اخل�صو�صية ،واحلاجة �إىل احلفاظ على الأمن القومي ،ومكافحة الإرهاب ،ال يجب
ان تتحول �إىل حجة ،لإقرار قوانني متنع النفاذ �إىل ال�شبكة العاملية للمعلومات ،ال�سيما وان هذه الأخرية،
قد اثبتت دورها ،خالل ما اطلق عليه م�سمى «الربيع العربي» يف ح�شد ودعم اجلهود ،للدفاع عن
احلقوق الإن�سانية[ ،[[15ومناه�ضة الظلم ،والأنظمة الديكتاتورية.
لهذه الأ�سباب ،جتهد بع�ض الدول ،لإقرار قوانني ت�سمح لها بالتج�س�س على الإنرتنت ،مبوجب �إذن
ق�ضائي.
فقد اقرت جمموعة من املتخ�ص�صني ،يف درا�سة حول القانون الواجب التطبيق ،على احلرب ال�سيربانية،
و�ضعت بناء على طلب مركز الدفاع ال�سيرباين ،التابع للناتو ،بحق الدول يف الرد ،بطريقة تتنا�سب
و�أهمية اال�رضار ،التي احلقها الهجوم ال�سيرباين ،مب�صاحلها[ .[[15وا�ستندت الدرا�سة �إىل القانون الدويل،
ال�سيما منه قاعدة ،jus ad bellumالتي تربر الأعمال الع�سكرية� ،ضد بلد �آخر ،وقاعدة ،jus in bello
التي حتكم الت�رصف ،يف النزاعات الع�سكرية.
ويف الرابع من �شهر ني�سان (ابريل) ،2013ن�رشت �صحيفة �أمريكا اليوم[ ،[[15خربا عن و�ضع البنتاغون
للم�سات الأخرية ،على قواعد تعطي القيادة الع�سكرية� ،صالحيات وا�ضحة ،للرد على الهجمات
ال�سيربانية.
ويثري هذا الواقع� ،أ�سئلة كثرية ،لي�س �أقلها :ماذا عن ا�ستهداف الأعمال اجلرمية ،واالعتداءات ،للبنية
التحتية وتدمريها �أو تعطيلها؟ ومتى ميكن اعتبار هذه الأعمال حربية؟ وهل ي�ؤثر يف ذلك ،كون املعتدي
فردا �أو دولة؟ وماذا لو كان الفرد ،مقيما يف الدولة التي انطلق منها االعتداء ،وال يحمل جن�سيتها؟
وكيف يحدد املدى اجلغرايف للرد؟ وماذا عن حقوق الأفراد واملواطنني؟ وكيف ت�ؤمن حماية املدنيني؟
[151] La cybermenace iranienne donne des sueurs froides à Washington- Dernière modification : 24/05/2013 - http://www.
france24.com/fr/20130524-iran-cyberattaque-piratage-hacker-energie-amerique-menace-banque-informatique-internet
- Iran Hacks Energy Firms, U.S. Says Oil-and-Gas, Power Companies’ Control Systems Believed to Be Infiltrated; Fear of
Sabotage Potential- http://online.wsj.com/article/SB10001424127887323336104578501601108021968.html
وبالنظر إىل أن اإلنرتنت أصبحت أداة الغنى عنها لتحقيق عدد من مبادئ حقوق اإلنسان ،ومكافحة عدم املساواة ،وترسيع التنمية والتقدم اإلنساين ،ينبغي ضامن ][152
حصول الجميع عىل خدمة شبكة اإلنرتنت وأن يكون من أولويات جميع الدول
[153] The Tallinn Manual on the International Law applicable to Cyber Warfare commissioned by NATO- http://www.google.
com.lb/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&frm=1&source=web&cd=2&ved=0CDIQFjAB&url=http%3A%2F%2Fwww.nowandfutures.
com%2Flarge%2FTallinn-Manual-on-the-International-Law-Applicable-to-Cyber-Warfare-Draft-.pdf&ei=CFKgUe_nDeTA7Aaa
4IGAAw&usg=AFQjCNEXPidhfqVoJCLjyQksHEChc1CC3Q&sig2=ne5xXDgk6IzEee1Hfd2sgw&bvm=bv.47008514,d.bGE
[154] Jim Michaels5:47 p.m. EDT April 4, 2013-http://www.usatoday.com/story/news/nation/2013/04/04/pentagon-wants-
cyber-war-rules-of-engagement/2054055/
�صفحة رقم 79
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.10ال�صالحيات وامل�س�ؤوليات
مقابل التو�سع التقني ،والتطور الهائل ،ازدادت التحديات القانونية الناجتة عن ا�ستخدام و�سائل
االت�صاالت واملعلومات ،وبرزت حقوق جديدة ،كاحلق يف النفاذ �إىل ال�شبكة[ ،[[15واحلق يف الو�صول
�إىل املعلومات ،واقرت موجبات على الدولة ،لناحية �رضورة ت�سخري التقنيات يف النمو والتنمية ،و�إيجاد
االطر الت�رشيعية والتنظيمية املنا�سبة ،لتعزيز الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وتعميم ثقافة الأمن ال�سيرباين.
هذا� ،إىل جانب ما �أفرزته اجلرائم ال�سيربانية ،و�أخطار احلرب ال�سيربانية ،من حتديات ،ت�ستدعي �إيجاد
�أطر حتديد للم�س�ؤوليات ،ولقواعد ردع االعتداءات واجلرائم ،و�إنزال العقوبات اخلا�صة بها ،يف حال
حدوثها.
ويظهر هذا االمر جليا ،يف غياب تعريفات قانونية وا�ضحة ،ومتفق عليها ،للأعمال اجلرمية ال�سيربانية،
والأعمال ال�سيربانية احلربية .ي�ضاف �إىل ذلك ،ما يرتكه من �آثار ،على م�ستوى حتديد ال�صالحيات
القانونية ،واحلق يف املتابعة ،والقدرة على جمع الأدلة ،بطريقة موثوقة ،والقوة الثبوتية للأدلة ،والقيمة
القانونية للإجراءات االحتياطية والتنفيذية.
فبالرغم من غمو�ض مفهوم احلرب ال�سيربانية ،اال انه باالمكان اعتبارها ،عملية ا�ستخدام تقنيات
املعلومات واالت�صاالت ،يف �سياق نزاع م�سلح� ،أو حت�ضرياً له ،كما ح�صل يف احلرب الرو�سية على
جورجيا يف العام ،2008عندما هوجمت جميع املواقع احلكومية ،وتعطلت االت�صاالت ،و�شلت بني
خمتلف اجهزة الدولة ،واملواطنني .اال ان احلرب ال�سيربانية بالت�أكيد ،تختلف� ،أقله من حيث �أ�سبابها،
وهدفها ،عن عمليات الت�سلل اىل االنظمة ،جلمع بيانات �أو ت�صديرها �أو �إتالفها �أو تغيريها �أو ت�شفريها،
وعن عمليات ال�سيطرة على االنظمة ،وتبديلها �أو التالعب بها.
وغني عن القول ،ان العامل قد عرف نوعا من هذه ال�صعوبات ،مع املجاالت االخرى ،كاملجالني
اجلوي والبحري ،وا�ستخدام الف�ضاء� ،أي يف املجاالت ،التي تفر�ض طبيعة الن�شاطات فيها جتاوز
احلدود ،واالتفاق على �إدارة امل�سائل ،التي تقوم على �إيجاد التوازن بني �رضورات التنمية ،ومبد�أ احرتام
�سيادة الدول ،واحلفاظ على �رسية ما تراه �رضوريا لأمنها ،من مواقع ومناطق لديها .كما تعمل الدول
جمتمعة ،على تنظيم العديد من امل�سائل ذات االنعكا�سات القانونية ،يف زمن احلروب ،ك�رضورة حتييد
املدنيني ،واحرتام مبدا الرد املنا�سب حلجم االعتداءات ،وعدم االعتداء على حقوق الإن�سان ،وغريها،
االمر الذي ي�ستدعي م�س�ؤولية الدول عن عدم االلتزام بذلك .هذا ،ويفرت�ض بكل دولة ،ان ت�ؤمن
االطر الت�رشيعية الالزمة ،التي ت�ضمن عدم حتولها �إىل جنات للجرمية ،يف امل�سائل التي ميكن ان ت�ؤثر على
اال�ستقرار وال�سلم الدوليني ،مثل حال اجلرائم العابرة للحدود� ،سواء منها االقت�صادية ،كغ�سل الأموال،
واالجتار باملواد املمنوعة والأ�سلحة� ،أو الإن�سانية كاالجتار بالرقيق ،والأع�ضاء الب�رشية.
و�إذا كان واقع احلال ،ي�ؤكد على �رضورة التعاون الدويل ،اال �أن االتفاقات الدولية ،يف هذا املجال ،ما
زالت يف بداياتها ،بالرغم من احلاجة املا�سة �إىل اال�رساع يف تطويرها ،واالن�ضمام �إليها ،مبا ي�ضمن لي�س
�سالمة الإن�سان واملجتمع فقط ،بل ومبا ي�ضمن حقوق الدول ،و�سيادتها ،واال�ستقرار وال�سلم الدوليني.
فقد اعترب تقرير صادر عن األمم املتحدة يف 3حزيران/يونيو ،2011أن الحصول عىل خدمة اإلنرتنت حق من حقوق اإلنسان األساسية ][155
�صفحة رقم 80
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.11خطوات ال بد منها
بهدف الدفاع الفاعل عن الأمن القومي ،حتتاج اجليو�ش� ،إىل نقلة نوعية ،ترتبط بال�سعي اجلاد �إىل الإفادة
من تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،ومنع ح�صول فجوة ت�ؤدي �إىل ت�رسب املخاطر منها .كما ينبغي
االهتمام ،ب�إعداد الكفاءات العلمية والتقنية الوطنية ،وح�شد اجلهود ،يف �إطار خطة ت�ستهدف مواكبة
التطورات التقنيات احلا�صلة ،يف جمال ال�ش�ؤون الع�سكرية .هذا عدا ،عن �رضورة �إيجاد االطر الت�رشيعية
والتنظيمية املنا�سبة ،وتخ�صي�ص املوارد املالية الكافية لأعمال البحث ،والت�أهيل ،والتدريب ،والتطوير
يف املجال الع�سكري ،والتعاون مع مراكز االبحاث ،واجلامعات ،والقطاع اخلا�ص ،لتعزيز القوى
الأمنية ،وحتقيق التعاون فيما بينها ،يف جميع املجاالت التقنية والقانونية.
�أما اخلطوة ال�رضورية يف املدى القريب ،فيمكن �أن تكون �إن�شاء غرفة عمليات متخ�ص�صة ،يف مراقبة
الهجمات ال�سيربانية ،التي تتعر�ض لها �أنظمة معلومات امل�ؤ�س�سات احل�سا�سة ،كتلك اخلا�صة بالدفاع
واجلي�ش ،وامل�ؤ�س�سات الأمنية ،من قبل كادرات قادرة على احباطها ،واحلد من �آثارها .ومن االف�ضل،
�أن تعمل هذه الغرفة ،بوترية تتنا�سب مع نب�ض الف�ضاء ال�سيرباين� ،أي على مدار � 24ساعة يوميا ،كي
تتمكن من ال�سهر ،على ت�أمني احلماية الالزمة ،لهذه الأنظمة.
قيا�سا على ما تقدم ،وعلى التو�صيات ال�صادرة ،عن خمتلف الهيئات الدولية املتخ�ص�صة[ ،[[15ب�شكل عام،
وعن االحتاد الدويل لالت�صاالت ،وخطته «لتعزيز الأمن ال�سيرباين العاملي» ،ب�شكل خا�ص ،وا�ستنادا �إىل
حقيقة ان املوازنة الع�سكرية ،هي الو�سيلة التي ت�سمح بتنفيذ اال�سرتاتيجيات ،وال�سيا�سات الوطنية يف
جمال الدفاع ،بات لزاما ،ان تت�ضمن بنودا خا�صة ،باالمور التالية:
•التجهيزات االلكرتونية املتطورة� ،سواء �أكانت اجهزة �أو برامج� ،أو من�صات� ،أو تطبيقات ،ال�سيما
منها ،تلك التي ت�ضمن حماية االنظمة واملعلومات.
•تدريب حمققني و�ضباط ،جلمع االدلة الرقمية وحتليلها ،ومواكبة امل�ستجدات ،والتعاون مع
االجهزة املماثلة.
•�إيجاد �آليات تعاون مع القطاع اخلا�ص ،حيث الكفاءات العالية ،وت�سخريه كخط دفاع �أول،
ل�ضمان حماية االنظمة واملعلومات ،والعمليات الع�سكرية.
•و�ضع �آلية للمراقبة ،والإنذار ،والرد املبكر ،مع �ضمان قيام التن�سيق عرب احلدود.
•بناء القدرات الب�رشية ،وامل�ؤ�س�ساتية ،لتعزيز املعرفة وللتمكني ،يف جميع املجاالت املعلوماتية.
•التقييم امل�ستمر لربامج احلماية ،واملكافحة والآليات القانونية املتبعة.
•اعتماد تقنيات الت�شفري ،يف حفظ امللفات الع�سكرية كافة.
مجموعة الدول الثامين ،االتحاد الدويل لالتصاالت ،الهيئة العامة لألمم املتحدة ،مجلس أوروبا واالتحاد االورويب ][156
�صفحة رقم 81
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل ال�ساد�س {
الإرهاب ال�سيرباين
ي�شكل الإرهاب ال�سيرباين ،نوعا من �أنواع النزاعات ال�سيربانية .و�سن�ستند يف مقاربته� ،إىل املبد�أ القائل،
بان انتقال الن�شاطات الإن�سانية �إىل الف�ضاء ال�سيرباين ،حمل معه م�شاكل وتعقيدات هذه الن�شاطات،
ال�رشعية منها وغري ال�رشعية ،ومن مبد�أ ،ان ما هو غري �رشعي يف احلياة املادية ،ويف املجتمع التقليدي،
خارج تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،يبقى غري �رشعي ،على االنرتنت ويف الف�ضاء ال�سيرباين .وال
بد لنا من التوقف ،عند مدلول الإرهاب يف العامل املادي ،قبل االنتقال �إىل الإرهاب الإلكرتوين .مع
مالحظة ،ان الهدف لي�س درا�سة معمقة ،وال حتليال لتعريفات الإرهاب وو�سائله ،وامنا ت�أطريا للإرهاب
الإلكرتوين ،وحماولة تو�ضيح للم�سائل املحيطة به .لذلك ،نبد�أ من تعريف الإرهاب.
.1تباين يف املفاهيم
عرف ابن خلدون الإرهاب يف مقدمته على انه”:القهر والبط�ش بالعقوبات والتنكيل ،والك�شف عن
عورات النا�س” .وعليه ،فقد رافقت هذه الأعمال ،املجتمعات الب�رشية ،منذ ظهورها ،وترجمت عمليا،
من خالل جلوء فرد معني �أو جماعة� ،إىل بث اخلوف والرعب ،لدى �أفراد �أو جماعات اخرى� ،سعيا
لتحقيق �أهداف معينة ،غالبا ما متحورت حول نهب و�سلب املقتنيات املادية ،واالرا�ضي ،واملحا�صيل.
لكن ممار�سته ،كو�سيلة ال�سرتداد حق� ،أو �أر�ض� ،أو ممتلكات و�سلطة ،اوجدت اختالفا حول النظرة اليه،
وحول �رشعية الأعمال التي ميثلها .واىل هنا ترجع الكثري من اخلالفات حول تعريفه .وعلى �سبيل املثال
ال احل�رص ،تطرح م�س�ألة تو�صيف اعمال بث الرعب ،واثارة البلبلة ،والتفجري ،والقتل ،التي ميار�سها
املقاومون يف مواجهة االحتالل.
وهنا �أي�ضا ،تدخل اعتبارات كثرية ،لي�س �أقلها ال�سيا�سية منها .فما اعترب مقاومة فرن�سية يف مواجهة
االحتالل االملاين ،ال نراه يطبق على املقاومة الفل�سطينية ،يف مواجهة االحتالل اال�رسائيلي .كما اعتربت
الأعمال الإرهابية ،التي مور�ست من قبل ال�شيوعيني املارك�سيني ،يف رو�سيا� ،ضد القي�رص وعائلته
والطبقة احلاكمة ،ثورة جميدة ،بينما �رصح لينني نف�سه ،عرب اعدامه �أفراد اجلي�ش االبي�ض دون حماكمة ،ان
الأمن الداخلي ،ال يقوم �إال بن�رش الذعر والهلع ،بني اعداء الثورة.
يف املقابل ،يعترب التمرد على �أوامر احلاكم يف بلدان اخرى ،متردا وع�صيانا� ،أو خيانة وطنية ،ي�ستدعيان
العقاب .واالمثلة هنا ،لي�ست للدخول يف حتليل و�رشح اال�سباب الكامنة وراء ذلك ،واملربرات �أو
امل�سائل االخرى املت�صلة ،وامنا فقط للإ�شارة �إىل ارتباط االختالف بجذور ثقافية ،و�سيا�سية ،وفكرية.
فبعيدا عن االنرتنت ،والف�ضاء ال�سيرباين ،يقوم الإرهاب على �أفعال مادية ،تنفذ من قبل �أ�شخا�ص،
وتطاول �أ�شخا�صا �آخرين� ،أو م�صاحلهم ،و�أموالهم و�سالمتهم ال�شخ�صية �أو النف�سية ،كما تطاول الدول
�صفحة رقم 82
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وم�صاحلها ال�سيا�سية ،واالقت�صادية ،ومواردها ،ومن�ش�آتها ،وغري ذلك .وقد عرفت االتفاقية الدولية
ملكافحة الإرهاب ،ال�صادرة يف جنيف عام ،[[15[1937الإرهاب ب�أنه« :الأفعال الإجرامية املوجهة
�ضد �إحدى الدول ,والتي يكون هدفها� ،أو من �ش�أنها �إثارة الفزع �أو الرعب لدى �شخ�صيات معينة� ،أو
جماعات من النا�س� ،أو لدى العامة» [ .[[15اال ان هذه االتفاقية ،مل تدخل حيز التنفيذ� ،إىل يومنا هذا،
نتيجة اخلالف على مدلول هذا التعريف ،حيث اعتربه البع�ض غري وا�ضح ،بينما اعترب البع�ض الآخر،
ان هدف العمليات الإرهابية ،لي�س اثارة الرعب ،بل ان الرعب هو و�سيلة لتنفيذ �أعمال ذات �أهداف
�سيا�سية.
يف كل االحوال ،مل تتمكن دول العامل ،حتى اليوم ،من و�ضع تعريف موحد للإرهاب .فاىل تعريف
الإرهاب على انه «عمليات يرتكبها الأفراد �أو املجموعات» ت�رص بع�ض الدول ،على �إ�ضافة «�إرهاب
الدولة» .وقد اكتفى البع�ض ،بتحديد بع�ض عنا�رصه[ ، [[15على ما ت�شري اليه عدد من الوثائق الدولية،
مثل اتفاقية قمع الإرهاب ،ال�صادرة عن املجل�س الأوروبي يف 10ت�رشين الثاين ،نوفمرب،1976 ،
واتفاقيتني �صادرتني عن الأمم املتحدة ،الأوىل حول اختطاف رهائن يف 17كانون الأول ،دي�سمرب
،1979والثانية حول قمع االعتداءات مبواد متفجرة يف 15كانون الأول ،دي�سمرب.1997 ،
على خط مواز ،تعددت التعريفات ،التي اعتمدتها بع�ض الدول ،يف �سياق عالقاتها بني بع�ضها البع�ض،
ويف �إطار املجموعات التي تنتمي اليها.
فقد عمد االحتاد الأوروبي ،مثال� ،إىل ت�صنيف �أعمال اجلناح الع�سكري ،يف «حزب اهلل» ،بالإرهابية،
بينما منع هذا الت�صنيف عن الأعمال ال�صادرة عن «اجلناح ال�سيا�سي» ،فيه[ .[[16وبغ�ض النظر عن املواقف
ال�شخ�صية من هذا االمر ،ال بد من مالحظة اللب�س الذي ي�ؤدي اليه هذا الت�صنيف ،كما حماولة االيحاء،
بان هنالك متييزا بني جناحني ،يخ�ضعان لنف�س القرار ،واىل اعمال تنفذ بتعليمات و�أوامر �صادرة ،عن
نف�س اجلهة.
من جهتها ،ا�صدرت الواليات املتحدة الأمريكية ،قانونا اعتربت مبوجبه «حزب اهلل منظمة �إرهابية»،
كما اعتمد «جمل�س التعاون اخلليجي[ ،»[[16هذا التو�صيف �أي�ضا.
وت�ؤ�رش قرارات االحتاد الأوروبي ،والواليات املتحدة ،كما دول اخلليج� ،إىل معوقات التو�صل �إىل ن�ص
موحد على امل�ستوى الدويل ،نتيجة ارتباط هذا الت�صنيف� ،أحيانا كثرية ،مب�صالح الدول ،ولي�س ب�صالح
املجتمع الدويل ككل.
على امل�ستوى العملي ،تطبق بع�ض القرارات والقوانني يف �إطار فردي وحمدود .فالت�صنيف يطاول �أحيانا
[157] http://adala.justice.gov.ma/production/Conventions/ar/Conv_Arabe/CA_Lutte_contre_terrorisme.htm
[158] « faits criminels dirigés contre un État et dont le but ou la nature est de provoquer la terreur chez des personnalités
_déterminées, des groupes de personnes ou dans le public ». - http://legal.un.org/avl/pdf/ls/RM/LoN_Convention_on
Terrorism.pdf
[159] la convention du Conseil de l›Europe du 10 novembre 1976 pour la répression du terrorisme
- la convention des Nations Unies du 17 décembre 1979 sur la prise d›otages
- la convention des Nations Unies du 15 décembre 1997 sur la répression des attentats terroristes à l›explosif
[160] The US, Canada and Australia have also listed Hezbollah as a «terrorist» group. The EU has blacklisted its military wing.
http://www.aljazeera.com/news/2016/03/gcc-declares-lebanon-hezbollah-terrorist-group-160302090712744.html
[161] GCC declares Lebanon›s Hezbollah a ‹terrorist› group - Gulf countries announce the decision amid an ongoing row with
the Lebanese group over involvement in regional conflicts. - http://www.aljazeera.com/news/2016/03/gcc-declares-lebanon-
hezbollah-terrorist-group-160302090712744.html
�صفحة رقم 83
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
جمموعة من الأفراد ،ولي�س دولة .وقد �أكدت دول اخلليج على �سبيل املثال ،كما الإدارة الأمريكية،
ان مفاعيل القرار ،كما القانون ،تعني بع�ض الأفراد املتعاطفني �أو املنتمني �إىل هذا احلزب ،وال تعني
العالقات مع الدولة اللبنانية.
لقد �أطلقت احداث �أيلول الإرهابية� ،ضد مركزي التجارة الدولية ،يف مدينة نيويورك الأمريكية،
ديناميكية جديدة يف حماربة «الإرهاب الدويل .وتتحرك هذه الدينامية ،يف �إطار نظام يقوم على احكام
ملزمة يف القانون الدويل ،ويتكون من بع�ض االتفاقيات الدولية ال�سارية املفعول [ ، [[16وبع�ض القرارات
الدولية امللزمة� ،إ�ضافة �إىل قوانني و�ضعية واتفاقات ثنائية� ،أو �إقليمية ،بني الدول .وتقر الأوىل هذه
املكافحة ،يف جماالت خمتلفة ،مثل :النقل اجلوي والربي واملجال املايل .وتندرج يف هذا ال�سياق� ،أعمال
القر�صنة ،وخطف الطائرات ،والتفجريات الإرهابية ،ومتويل الإرهاب .بينما ت�ستند الثانية� ،إىل �رشعية
والزامية القرارات ال�صادرة عن الأمم املتحدة ،بالن�سبة جلميع الدول الأع�ضاء ،ال�سيما و�أنها ت�صدر
ا�ستنادا �إىل الف�صل ال�سابع من امليثاق.
ولعل القرار ،2249ال�صادر يف 20ت�رشين الثاين (نوفمرب) من العام ،2015هو املثال على القرارات
الدولية ،التي تتخذ يف هذا املجال .فقد ا�ستند هذا القرار ،يف �رضورة اتخاذ الإجراءات الالزمة ملنع
وقمع الأعمال الإرهابية ،التي ترتكبها داع�ش ،والن�رصة ،والقاعدة� ،إىل الف�صل ال�سابع.
وبالعودة �إىل التعريفات ،اعترب جممع البحوث العلمية يف الأزهر[ ،[[16الإرهاب ،ب�أنه :ترويع الأمنني،
وتدمري م�صاحلهم ،ومقومات حياتهم ،واالعتداء على �أموالهم ،واعرا�ضهم وحرياتهم ،وكرامتهم
الإن�سانية ،بغيا واف�سادا يف الأر�ض.
�أما جممع الفقه الإ�سالمي ،التابع لرابطة العامل الإ�سالمي فذهب يف تعريفه الإرهاب �إىل �أنه « :العدوان الذي
ميار�سه �أفراد� ،أو جماعات� ،أو دول ،بغي ًا على الإن�سان (دينه ،ودمه ،وعقله ،وماله ،وعر�ضه) ،وي�شمل
�صنوف التخويف ،والأذى ،والتهديد ،والقتل بغري حق ،وما يت�صل ب�صور احلرابة ،و�إخافة ال�سبيل ،وقطع
الطريق ،وكل فعل من �أفعال العنف� ،أو التهديد ،يقع تنفيذاً مل�رشوع �إجرامي ،فردي� ،أو جماعي ،يهدف
�إىل �إلقاء الرعب بني النا�س� ،أو ترويعهم ب�إيذائهم� ،أو تعري�ض حياتهم� ،أوحريتهم� ،أو �أمنهم� ،أو �أحوالهم،
للخطر ،ومن �صنوفه � :إحلاق ال�رضر بالبيئة� ،أو ب�أحد املرافق ،والأمالك العامة� ،أو اخلا�صة� ،أو تعري�ض �أحد
املوارد الوطنية� ،أو الطبيعية ،للخطر ،فكل هذا من �صور الف�ساد يف الأر�ض ،التي نهى اهلل �سبحانه وتعاىل
امل�سلمني عنها يف قوله ( وال تبغ الف�ساد يف الأر�ض �إن اهلل ال يحب املف�سدين)[.[[16
بدورها ،عرفت االتفاقية العربية ملكافحة الإرهاب ،على انه« :كل فعل من �أفعال العنف� ،أو التهديد
به� ،أي ًا كانت دوافعه� ،أو �أغرا�ضه ،يقع تنفيذاً مل�رشوع �إجرامي ،فردي �أو جماعي ،ويهدف �إىل �إلقاء
الرعب بني النا�س� ،أو ترويعهم ب�إيذائهم� ،أو تعري�ض حياتهم �أو حرياتهم �أو �أمنهم للخطر� ،أو �إحلاق
تفاقية طوكيو والخاصة بالجرائم واألفعال التي ترتكب عىل منت الطائرات واملوقعة بتاريخ 1963/09/14م ][162
اتفاقية الهاي بشأن مكافحة االستيالء غري املرشوع عىل الطائرات واملوقعة بتاريخ 1970/12/ 16م -
اتفاقية مونرتيال الخاصة بقمع األعامل غري املرشوعة املوجهة ضد سالمة الطريان املدين واملوقعة يف 1971/09/23م ،والربتوكول امللحق بها واملوقع يف مونرتيال - 1984/05/10
اتفاقية نيويورك الخاصة مبنع ومعاقبة الجرائم املرتكبة ضد األشخاص املشمولني بالحامية الدولية مبن فيهم املمثلون الدبلوماسيون واملوقعة يف 1973/12/14م -
اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن واملوقعة يف 1979/12/17م -
اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لسنة 1983م ,ما تعلق منها بالقرصنة البحرية -
[163] http://www.saaid.net/Doat/adel/8.htm?print_it=1
القصص[164] 77 /
�صفحة رقم 84
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ال�رضر بالبيئة� ،أو ب�أحد املرافق �أو االمالك العامة �أو اخلا�صة� ،أو احتاللها� ،أو اال�ستيالء عليها� ،أو تعري�ض
املوارد الوطنية للخطر».
وقد �أ�صدر عدد من الدول العربية ،قوانني خا�صة مبكافحة الإرهاب ،نذكر منها ،على �سبيل املثال:
•مر�سوم �صادر يف �سلطنة عمان ،عرفت الأعمال الإرهابية [ [[16على انها« :كل فعل من افعال
العنف �أو التهديد به ،يقع تنفيذا مل�رشوع �إجرامي فردي �أو جماعي ولغر�ض �إرهابي ،ويكون
الغر�ض �إرهابيا �إذا كان يهدف �إىل �إلقاء الرعب بني النا�س� ،أو ترويعهم ب�إيذائهم� ،أو تعري�ض
حياتهم �أو حرياتهم �أو �أمنهم �أو �أعرا�ضهم �أو حقوقهم للخطر � ،أو �إحلاق ال�رضر بالبيئة �أو ب�أحد
املرافق �أو االمالك العامة �أو اخلا�صة �أو اال�ستيالء عليها� ،أو تعري�ض �أحد املوارد الوطنية للخطر � ،أو
تهديد اال�ستقرار �أو ال�سالمة الإقليمية لل�سلطنة� ،أو وحدتها ال�سيا�سية� ،أو �سيادتها� ،أو منع �أو عرقلة
�سلطاتها العامة عن ممار�سة �أعمالها� ،أو تعطيل تطبيق �أحكام النظام الأ�سا�سي للدولة� ،أو القوانني
�أو اللوائح».
•�أما امل�رشع اللبناين ،فقد عرف الإرهاب يف املادة 314من قانون العقوبات ،على انه« :جميع
الأفعال ،التي ترمي �إىل �إيجاد حالة ذعر ،وترتكب بو�سائل كاالدوات املتفجرة ،واملواد امللتهبة
واملنتجات ال�سامة �أو املحرقة ،والعوامل الوبائية �أو املكروبية ،التي من �ش�أنها �أن حتدث خطراً
عام ًا» ..علما ان وزير العدل ،اللواء ا�رشف ريفي ،كان قد �أعد م�رشوع قانون ،حلظ تعريفا
�أكرث �شمولية للإرهاب ،وجاء فيه« :خالف ًا ل ّأي تعريف �آخرُ ،يق�صد باجلرمية الإرهابية� ،أي فعل
منظم� ،صادر عن فرد �أو عن جمموعة من الأفراد ،ب�أي و�سيلة من الو�سائل، منظم �أو غري ّ
تخريبيّ ،
ال�سيا�سي للدولة،
ّ االجتماعي �أو
ّ بهدف ترهيب املجتمع وامل�سا�س ب�أمنه� ،أو بالأمن االقت�صادي �أو
والوطني»[.[[16
ّ أهلي
وتقوي�ض ال�سلم ال ّ
ّ
•وجند يف القانون امل�رصي ،يف املادة الثانية ،من قانون مكافحة الإرهاب ،تعريفا للعمل الإرهابي
[[[16
بانه « كل ا�ستخدام للقوة �أو العنف �أو التهديد �أو الرتويع ،يف الداخل �أو اخلارج ،بغر�ض الإخالل
بالنظام العام� ،أو تعري�ض �سالمة املجتمع� ،أو م�صاحله� ،أو �أمنه ،للخطر� ،أو �إيذاء الأفراد� ،أو �إلقاء
الرعب بينهم� ،أو تعري�ض حياتهم� ،أو حرياتهم� ،أو حقوقهم العامة� ،أو اخلا�صة� ،أو �أمنهم للخطر،
�أو غريها من احلريات واحلقوق ،التي كفلها الد�ستور والقانون� ،أو الإ�رضار بالوحدة الوطنية� ،أو
ال�سالم االجتماعي� ،أو الأمن القومي� ،أو �إحلاق ال�رضر ،بالبيئة �أو باملوارد الطبيعية� ،أو بالآثار� ،أو
بالأموال� ،أو باملباين� ،أو باالمالك العامة� ،أو اخلا�صة� ،أو احتاللها� ،أو اال�ستيالء عليها� ،أو منع �أو
عرقلة ال�سلطات العامة� ،أو اجلهات �أو الهيئات الق�ضائية� ،أو م�صالح احلكومة �أو الوحدات املحلية،
�أو دور العبادة �أو امل�ست�شفيات �أو م�ؤ�س�سات ومعاهد العلم� ،أو البعثات الدبلوما�سية والقن�صلية� ،أو
املنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ،يف م�رص ،من القيام بعملها �أو ممار�ستها لكل �أو بع�ض �أوجه
ن�شاطها� ،أو مقاومتها� ،أو تعطيل تطبيق �أي من �أحكام الد�ستور� ،أو القوانني �أو اللوائح».
ظهور امل�صطلح.2
وتو�سع االعتماد على تقنيات، بظهور الف�ضاء ال�سيرباين،يرتبط ظهور م�صطلح الإرهاب ال�سيرباين
. والدول، وامل�ؤ�س�سات، يف تنفيذ ال�ش�ؤون احلياتية اليومية للأفراد،املعلومات واالت�صاالت
ميكن تعريف، من هنا. ومن خاللها، بطبيعة البيئة التي ميار�س فيها،ويرتبط هذا النوع من الإرهاب
، �أو من خالل اجلهة، وينفذ من خاللها، انطالقا من الو�سائل التي ميار�س بوا�سطتها،الإرهاب ال�سيرباين
“بالأعمال التي ت�ستخدم التقنيات، ميكن تعريف الإرهاب ال�سيرباين، وعليه. كذلك،التي ي�ستهدفها
“اعتداءات على: بال، كما ميكن ان يعرف.” الخافة واخ�ضاع الآخرين، والف�ضاء ال�سيرباين،الرقمية
.” �أو دينية، بدوافع �سيا�سية،�أنظمة املعلومات
، املن�شور على �صفحة املكتب الفدرايل للتحقيقات، يف القانون الأمريكي،وبح�سب التعريف املعطى له
ح�سب هذا، ويق�صد بالإرهاب ال�سيرباين. والإرهاب الوطني،هنالك متييز بني الإرهاب الدويل
�أو، �أو الربامج، �أو النظام املعلوماتي، على املعلومات، ذي دوافع �سيا�سية، “كل اعتداء ق�صدي:القانون
.[[16[” �أو عمالء غري مرئيني، �سواء ارتكبته جمموعة وطنية، ينتج عنه اعمال عنف �ضد مدنيني،البيانات
والذي ي�شكل جزءا، �أعطى املركز الوطني حلماية البنية التحتية يف الواليات املتحدة الأمريكية،كذلك
، عمل �إجرامي ينفذ من خالل الأجهزة املعلوماتية: على �أنه، تعريفا للإرهاب،من وزارة الداخلية
من. على تغيري �سيا�ساتها، ويثري الرعب بهدف اجبار احلكومة، �أو موت �أو تدمري،وي�ؤدي �إىل عنف
ي�ستخدم �أو، «اي هجوم �سيرباين، اعترب الإرهاب،[[16[ اعتمد حلف �شمال االطل�سي تعريفا،جهته
، و�إرهاب جمتمع، الحداث تدمري كاف الثارة الرعب،ي�ستغل �شبكات املعلوماتية �أو �شبكات االت�صال
.لأهداف �إيديولوجية
، وتغيري البيانات، والتعطيل، والتالعب، �أن الإرهاب هو اعمال التدمري، ميكن القول،وقيا�س ًا على ذلك
، �أو �أنظمة املعلومات التي تدير م�صالح الدولة احليوية، على ال�شبكة،التي تطال حركة تدفق املعلومات
وبنية احلاق، ب�صورة ق�صدية، و�سري العمل فيها، والتي تعترب �أ�سا�سية لإدارة �ش�ؤونها،�أو امل�صالح احلرجة
تعترب، كذلك. �أو دينية، اجتماعية �أو �سيا�سية، ال�سباب �إيديولوجية، على او�سع نطاق ممكن،االذى
اعماال، حتقيقا لأهداف �سيا�سية، بهدف االبتزاز �أو ال�ضغط، مبمار�سة اي من هذه الأعمال،التهديدات
. لدى الأ�شخا�ص، ان حتدث ترويعا ورعبا، كما يكتفى بالن�سبة لنتائجه،�إرهابية
[168] 18 U.S.C. § 2331 defines «international terrorism» and «domestic terrorism» for purposes of Chapter 113B of the Code,
entitled «Terrorism”: «International terrorism» means activities with the following three characteristics: Involve violent acts
or acts dangerous to human life that violate federal or state law; Appear to be intended (i) to intimidate or coerce a civilian
population; (ii) to influence the policy of a government by intimidation or coercion; or (iii) to affect the conduct of a government by
mass destruction, assassination, or kidnapping; and Occur primarily outside the territorial jurisdiction of the U.S., or transcend
national boundaries in terms of the means by which they are accomplished, the persons they appear intended to intimidate or
coerce, or the locale in which their perpetrators operate or seek asylum.* «Domestic terrorism» means activities with the following
three characteristics: Involve acts dangerous to human life that violate federal or state law; Appear intended (i) to intimidate or
coerce a civilian population; (ii) to influence the policy of a government by intimidation or coercion; or (iii) to affect the conduct
of a government by mass destruction, assassination. or kidnapping; and Occur primarily within the territorial jurisdiction of
the U.S. 18 U.S.C. § 2332b defines the term «federal crime of terrorism» as an offense that: Is calculated to influence or affect the
conduct of government by intimidation or coercion, or to retaliate against government conduct; and Is a violation of one of several
listed statutes, including § 930(c) (relating to killing or attempted killing during an attack on a federal facility with a dangerous
weapon); and § 1114 (relating to killing or attempted killing of officers and employees of the U.S.). * FISA defines «international
terrorism» in a nearly identical way, replacing «primarily» outside the U.S. with «totally» outside the U.S. 50 U.S.C. § 1801(c).
[169] NATO Glossary of Terms and Definitions, AAP-06 Edition 2012 Version 2. (NATO) defines terrorism as “the unlawful use
or threatened use of force or violence against individuals or property in an attempt to coerce or intimidate governments or societies
to achieve political, religious or ideological objectives.”
�صفحة رقم 86
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
فقد ارتبط االهتمام بالإرهاب ال�سيرباين ،بظهور االعتداءات واجلرمية ال�سيربانية ،والكوارث التي
ميكن ان ت�سببها ،يف حال ا�ستهدافها امل�صالح احليوية للدول .فاالعتداءات على الأنظمة التي تدير
توزيع الطاقة واملياه ،ذات ت�أثري مبا�رش و�أكيد ،على ال�سالمة العامة ،حيث ميكنها ان تثري الذعر ،وتخلق
جوا من الهلع ،وتعر�ض حياة النا�س للمخاطر .علما �أن ال�سيطرة على موارد الطاقة ،ومولدات
الطاقة النووية ،و�شبكات النقل الربي ،والبحرين واجلوي ،ميكن �أن تكون بحد ذاتها ،هدفا لالعمال
الإرهابية .فال�سيطرة على �أنظمة احلكومة الإلكرتونية ،ميكنها ان ت�ؤدي �إىل تعطيل اخلدمات� ،أووقفها،
�أو تدمريها ،والت�سبب� ،إىل خ�سائر ب�رشية ومالية .كما ميكن لل�سيطرة على االنرتنت ،وو�سائل االت�صال،
ان ي�ساعد على التالعب بالر�أي العام ،ودفعه باجتاه ردات فعل ،تعر�ض اال�ستقرار ،وت�ؤدي �إىل انهيار
النظام ،عدا عما ميكن ان تت�سبب به من خ�سائر مادية وب�رشية ،نتيجة انهيار الثقة .ويبقى االدهى ،ان
تتعطل اخلدمات ،يف جمال ال�صحة العامة واال�سعاف ،نتيجة االعتداءات ال�سيربانية ،فيعجز املواطن عن
االت�صال بالأجهزة املتخ�ص�صة ،كما تعجز الدولة عن تقدمي اخلدمات.
وهنا ،ال بد من الت�أكيد ،على �رضورة التمييز بني الن�ضال ال�سيرباين ،الذي ميكنه ان يت�شابه يف الدوافع،
والو�سائل مع الإرهاب ،ولكن باختالف الق�صد والهدف .حيث ال ي�سعى الن�ضال ال�سيرباين� ،إىل احلاق
االذى ،ال بالدولة وال بالأفراد ،وامنا ي�سعى �إىل توعية املجتمع ،وا�ستنها�ضه للدفاع عن ق�ضية ما� ،أو
للوقوف �إىل جانب مطالب اجتماعية .كما يتميز الإرهاب عن احلرب ال�سيربانية ،برتكيزه على �أهداف
مدنية ،ب�شكل عام.
ويعترب الإرهاب ال�سيرباين ،من �أ�شد االعتداءات ال�سيربانية خطورة ،على االنرتنت .اال ان تعريف الإرهاب
ال�سيرباين ،ال ميكن ا�ستخدامه لو�صف جميع االعتداءات ال�سيربانية ،التي ميكن ان مت�س امل�صالح احليوية
للمواطنني و�سالمتهم ،وتثري الرعب فيهم� ،أو تخلق نوعا من عدم اال�ستقرار .فاالعتداءات ال�سيربانية،
ميكن ان تكون �صادرة عن فرد واحد� ،أو عن جمموعة منظمة من املجرمني ،بينما تكون نتائجها كارثية
وم�شابهة لتلك التي يرتكبها �إرهابيون .وعليه ،ال ميكن و�صف االعتداء بالإرهابي ،اال متى توافرت
فيه عنا�رص حمددة ،مثل الهدف ال�سيا�سي ،وهوية املعتدي �أو املحر�ض عليه ،ونقطة انطالقه ،وغاياته.
ي�ضاف �إىل ذلك ،انه لي�س من امل�ستبعد ان تكون للجرمية ال�سيربانية� ،أحيانا� ،أبعاد كارثية ،ت�ؤثر يف حياة
النا�س ،وتثري لديهم الذعر �أي�ضا ،ك�أن يتمكن �أحد الأفراد ،من التحكم ب�أنظمة معلوماتية مت�صلة بالبنية
التحتية للدولة .فلي�س غريبا ان ي�شن االعتداء على �أحد �أنظمة توزيع الكهرباء �أو املياه� ،أو حتى اخلدمات
امل�رصفية واملالية ،والتي تعود ملكيتها كما ادارتها �إىل القطاع اخلا�ص ،ويكون الهدف جني االرباح،
وابتزاز اجلهة املالكة لدفع فدية.
ويقودنا ذلك� ،إىل امكانية التمييز بني االعتداءات الإرهابية ،واجلرمية ال�سيربانية .ويرتكز هذا التمييز
�إىل �أهداف كل منها .فاجلرمية ت�سعى �إىل املال واالرباح ،بينما يهدف االعتداء الإرهابي� ،إىل ال�ضغط
ال�سيا�سي ،وفر�ض �رشوط على ال�سلطة ،عرب ا�ستعرا�ض قوة يثري الذعر والهلع.
اال ان هذا التمييز يبقى �صعبا وغري دقيق ،احيانا كثرية ،ال�سيما عندما تت�شابه النتائج ،بني اجلرمية ال�سيربانية،
والإرهاب ال�سيرباين ،كما �أ�سلفنا .وما يزيد االمر �صعوبة ،هو االرتباط املمكن بني اجلرمية ال�سيربانية
�صفحة رقم 87
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
والإرهاب ال�سيرباين ،ال�سيما عرب القنوات املالية .فاجلرمية ال�سيربانية ،ترى يف الإرهاب م�صدرا للمال
وال�سلطة ،كما يرى الإرهاب يف اجلرمية ،و�سيلة جلمع املال وت�أمني املوارد .وهكذا يلج�أ الإرهابيون،
�إىل ا�ستخدام خربات املجرمني ال�سيربانيني و�أدوات تنفيذ �إرهابهم ،مقابل مبالغ من املال .اما املثال الذي
ميكن �سوقه هنا ،فهو �رشاء الربامج اخلبيثة ،والروبوتات ،ال�ستخدامها يف تنفيذ االعتداءات على الأنظمة
املعلوماتية ،وتعطيل اخلدمات ،واخرتاق احل�سابات ،واقفال املواقع احلكومية ،وتعطيل مراكز اخلدمات
العامة ،وو�سائل الدفاع.
ِ
املستخدم عىل اإلنرتنت .فهي ت ُنكّر هوية ونشاط املستخدم ملقاومة أساليب كثرية من تقنيات مراقبة اإلنرتنت .وسواء أكانت ][170 تور برمجية صممت لزيادة مجهولية
- https://securityinabox.org/ar/tor.املجهولية مهمة لك أم ال ،فإن تور يفيد كوسيلة م َؤ ّمنة لتخطي الرقابة عىل اإلنرتنت لتتمكن من مطالعة املواقع ونرش املحتوى
[171] Freepto is a Debian based operating system on a USB stick developed by hacktivist group AvANA and used, in between
others, by various anarchist groups like the Spanish CNT group in Madrid selling USB thumbdrives with Freepto loaded and
hacker spaces in Greece and Italy that do Freepto presentations during digital security training. http://www.hacker10.com/
internet-anonymity/encrypted-operating-system-for-activists-freepto/
[172] Freenet is free software which lets you anonymously share files, browse and publish «freesites» (web sites accessible only
through Freenet) and chat on forums, without fear of censorship. Freenet is decentralised to make it less vulnerable to attack,
and if used in «darknet» mode, where users only connect to their friends, is very difficult to detect - https://freenetproject.org/
about.html
�صفحة رقم 88
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ويتم ت�أمني ذلك ،عرب تقنية ترتكز ،ب�شكل �أ�سا�سي ،على ت�شفري البيانات ،وعلى �شبكة من الآف املخدمات
املوزعة حول العامل ،التي ت�ستقبل طلبات الدخول �إىل املواقع ،وتقوم برتميزها قبل اعادة ار�سالها،
بحيث توزع املعلومات اخلا�صة بالهوية ،واملوقع ،ونظام الت�شغيل ،على عدد من املخدمات الو�سيطة،
مبا ي�ؤمن اخفاء هوية املت�صفح ،و�رسية الت�صفح واحلركة ،عرب منع عملية اجلمع بني عنا�رص الهوية .وقد
بد�أ ،TORكم�رشوع ،يف خمترب �أبحاث تابع للقوات البحرية الأمريكية ،لت�أمني �شبكة ات�صاالت خا�صة،
ت�ضمن خ�صو�صية و�رسية املعلومات ،والأجهزة الأمنية املت�صلة بها .وكان من الطبيعي ،ان يلج�أ �إىل
ا�ستخدام هذا املت�صفح� ،أو ما مياثله من مت�صفحات ،الراغبون باحلفاظ على �رسية معلوماتهم ،وحركتهم
على ال�شبكة ،بعيدا عن الرقابة والر�صد .ويندرج يف هذه الالئحة :العاملون لدى املنظمات الدولية،
والهيئات احلكومية ،والأجهزة الأمنية ،واملدافعون عن حقوق الإن�سان ،وكل من يحتاج �إىل حرية
احلركة ،ويخاف ال�سلطات القمعية .اال ان اجلرمية ،مل تت�أخر يف االفادة من تقنيات االخفاء ،التي تقدمها
هذه املت�صفحات ،ملمار�سة ن�شاطها بعيدا عن عيون ال�سلطات ،واخفاء �آثارها .وبات االنرتنت املظلم،
مركزا جلميع �أنواع اجلرائم اخلطرة ،مثل بيع املخدرات ،والأ�سلحة ،وت�أمني املرتزقة جلرائم قتل و�رسقة،
واجتار بالبيانات امل�رسوقة من االنرتنت.
لكل ذلك ،ي�صعب الق�ضاء على املواقع الإرهابية ،كما على احل�سابات اخلا�صة باملنظمات الإرهابية،
على مواقع التوا�صل االجتماعي ،حيث تختفي لتعود �إىل الظهور ،ب�أ�سماء وعناوين جديدة.
فقد ا�ستخدم �إرهابيو القاعدة االنرتنت ،ب�شكل مكثف يف تنفيذ اعتداءات �أيلول� ،سبتمرب ،2011
على مركزي التجارة الدولية ،يف نيويورك.
•جتنيد �أ�شخا�ص جدد ،ملوا�صلة الن�شاط الإرهابي ،وتعزيز قدراته ،وفر�ص ا�ستمراره .وتتم عملية
التجنيد ،عرب غرف الدرد�شة ،وو�سائل التوا�صل االجتماعي� ،أو حتى بوا�سطة الر�سائل املبا�رشة
على الهواتف الذكية .وكانت درا�سات حديثة ،قد �أظهرت جلوء الإرهابيني �إىل جتنيد ال�شباب
التون�سي[ ،[[17للقتال يف �سوريا� ،إىل جانب داع�ش وجبهة الن�رصة وغريها ،عرب ا�ستهداف �رشيحة
معينة من ال�شباب ،ت�شكو من م�شاكل اجتماعية ،واقت�صادية� ،أو نف�سية ،نتيجة االو�ضاع املزرية
التي يعي�شون فيها ،فت�ستثمر مهاراتهم العلمية والقتالية .ولعل ما �أو�ضحه �أحد امل�س�ؤولني ،يف �إطار
هذه الدرا�سة ،عن اال�سباب الكامنة وراء جناح الإرهابيني يف جتنيد ال�شباب ،م�ؤ�رش على املكان
الذي يجب ان تبذل اجلهود فيه ،ملنع هذا التجنيد .فقد برزت من اال�سباب ،على �سبيل املثال:
حمدودية امل�ستوى العلمي ،والبطالة والفقر ،وغياب الإطار القانوين املنا�سب ملكافحة هذه الآفة،
وعدم مراقبة املواقع اجلهادية ،وغياب ال�سيا�سة اجلدية لوقف النزيف .مع الإ�شارة� ،إىل ان حمدودية
امل�ستوى العلمي ،ميكن تف�سريها ،على م�ستوى ا�ستيعاب الق�ضايا اجلهادية ،والتعامل مع الفكر
التكفريي .ذلك ان الدرا�سة ،قد �أبرزت ا�ستقطاب هذه اجلماعات لطالب و�شباب متفوقني،
وا�صحاب كفاءات علمية عالية.
وال تبقى البلدان الغربية بعيدة عن خماطر جتنيد ال�شباب ،على املواقع الإلكرتونية ،اذ تن�رش ال�صحف
واملواقع الإعالمية املختلفة� ،أخبار جتنيد ال�شباب يف بلدان �أوروبا ،و�أمريكا وا�سرتاليا .وتتم هذه العملية
غالبا ،عرب مواقع خم�ص�صة للقتال والقتل [ .[[17ويعترب «في�سبوك»� ،أكرث مواقع و�سائل التوا�صل االجتماعي
ا�ستخدام ًا ،يف التجنيد ،حيث تقوم اجلماعات الإرهابية ب�إن�شاء «جمموعات» ،ال�صطياد من يتوافقون معها
فكريا� ،أو من لديهم ا�ستعداد لذلك ،موهمة �إياهم ،بانها تدافع عن ق�ضايا ذات �أبعاد دينية وقومية ،كاال�سالم
والق�ضية الفل�سطينية ،لتقوم بعد ذلك ،بتوفري مواد جهادية ،ومن ثم توجيههم �إىل مواقع وغرف درد�شة،
�أو منتديات مرتبطة بها مبا�رشة .ويحذر اخلرباء يف هذا املجال ،من خطر �أكيد يكمن يف حتول الإرهاب،
من الدعاية والتجنيد� ،إىل �شن هجمات �سيربانية ،على البنية التحتية ،والأنظمة ،و�رسقة معلومات ح�سا�سة،
كاخلطط ،واخلرائط ،واال�سرتاتيجيات الع�سكرية.
•توزيع من�شورات خا�صة ،ون�رش مواد تعليمية حول كيفية �صنع املتفجرات ،والقنابل ،والأ�سلحة
الفتاكة.
•جمع الأموال والتربعات ،عرب عمليات خداع الأ�شخا�ص ،وااليحاء لهم ،ب�أنهم امنا يتربعون
- http://pss.elbadil.com/2016/03/01/%D8%B8%D8%A7%D9%87%Dظاهرة تجنيد اإلرهابيني عرب مواقع التواصل االجتامعي ][173
8%B1%D8%A9%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%
A7%D8%A8%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88/
[174] Now ISIS is using social media to expand its war far beyond its borders. What started with thechoreographed execution
video of James Foley, blasted across the Web through an army of dummy Twitter accounts, has now morphed into something more
devious and distributed. Rather than calling followers to the front lines, ISIS’s social-media strategy cultivates them at home in
the U.S., Europe, Africa, and Asia. And it can use those followers to devastating effect, whether sending masked gunmen storming
into the Paris Bataclantheater or inspiring an American citizen and his wife to massacre 14 co-workers at a holiday party in San
Bernardino, California. TERROR ON TWITTER- How ISIS is taking war to social media—and social media is fighting back.
http://www.popsci.com/terror-on-twitter-how-isis-is-taking-war-to-social-media
�صفحة رقم 90
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
اجلهاديني.
•ار�ساء قواعد تعاون مع بلدان اخرى ،من خالل عدد من املبادرات ،مثل :مبادرة التعامل مع
االمارات العربية املتحدة ،واململكة الربيطانية� ،سواء من خالل حماربة الإعالم الداع�شي ،ام من
خالل تفعيل التعاون وتبادل املعلومات بني اجهزة طوارئ االنرتنت� ،أو �إن�شاء خاليا م�شرتكة،
تعمل على ر�صد التهديدات ال�سيربانية ،وتبادل املعلومات ب�ش�أنها.
هذا ويقوم جهاز من املتج�س�سني يف الواليات املتحدة الأمريكية ،بتم�شيط مواقع التوا�صل االجتماعي،
منقبني يف البيانات ،التي ين�رشها الإرهابيون عن �أنف�سهم� ،سعيا �إىل توقع خططهم ،وتتبع حتركاتهم .وقد
جنحوا يف العام املن�رصم ،بتوجيه �رضبة جوية �إىل احد معاقلهم ،نتيجة املعلومات التي جتمعت لديهم ،من
خالل ر�صدهم حركة ات�صاالت �أع�ضاء التنظيم ،على و�سائل التوا�صل[.[[17
_ �أوروبا
بعد االعتداءات على �شاريل ايبدو� ،رشع الأوروبول يف العمل على حماربة داع�ش ،من خالل وحدة
خا�صة� ،سميت .EU-IRUوتتوىل هذه الوحدة مت�شيط االنرتنت بحثا عن احل�سابات ال�شخ�صية ،لقياديي
احلمالت الإعالمية الإرهابية [ ،[[17وحتديد الأ�شخا�ص الذين ميكن ان ي�ستهدفوا بغر�ض التجنيد� ،إ�ضافة
�إىل تعقب م�صادر متويل التنظيم.
من جهتها� ،أن�ش�أت بريطانيا ،كتيبة متخ�ص�صة يف احلرب املعلوماتية ،هي الكتيبة ،[[18[77ت�ضم خرباء يف
التوا�صل االجتماعي ،وتت�ألف من عنا�رص يف اجلي�ش الربيطاين ،مهمتهم �شن حرب نف�سية م�ضادة ،من
خالل ح�سابات ان�شئت لهذه الغاية ،على تويرت وفاي�سبوك .كذلك ،مت �إن�شاء وحدة متخ�ص�صة فرن�سية،
تر�صد حركة جتنيد الفرن�سيني ،من قبل داع�ش .كما عمدت احلكومة الفرن�سية� ،إىل اتخاذ قرار بتعزيز
قدرات اجلي�ش ،خالل ال�سنوات القليلة املقبلة ،ملواجهة املخاطر ال�سيربانية ،والإرهاب[.[[18
[178] Air Force intel uses ISIS ‹moron› post to track fighters. http://edition.cnn.com/2015/06/05/politics/air-force-isis-moron-
twitter/
[179] On 1 July 2015 Europol launched the European Union Internet Referral Unit (EU IRU) to combat terrorist propaganda
and related violent extremist activities on the internet. https://www.europol.europa.eu/content/europol%E2%80%99s-internet-
referral-unit-combat-terrorist-and-violent-extremist-propaganda
[180] British Army›s new 77th Brigade will wage online PSYOP war with terrorists. The British Army has created a new
psychological operations and propaganda unit to wage online war and «control the narrative» during conflicts. The 1,500 members
of the 77th Brigade will be drawn from across the British Army and Territorial Army reservists, and will begin operations in April.
http://www.ibtimes.co.uk/british-armys-new-77th-brigade-will-wage-online-psyop-war-terrorists-1486044
[181] Terrorisme : François Hollande annonce la création de 800 nouveaux postes dans l›armée. https://www.francebleu.fr/
infos/societe/terrorisme-hollande-annonce-la-creation-de-800-nouveaux-postes-dans-l-armee-1459944646
[182] Hackers replace dark web Isis propaganda site with advert for Prozac. http://www.ibtimes.co.uk/hackers-replace-dark-
web-isis-propaganda-site-advert-prozac-1530385
�صفحة رقم 92
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ميجد الإرهاب ،ويروج للفكر الإرهابي ،والتطرف ،والعنف ،والكراهية .فعمد يوتيوب ،على �سبيل
املثال� ،إ�ضافة �إىل ازالة املحتوى� ،إىل ازالة الو�صالت غري املبا�رشة اليه.
وكذلك فعلت جمموعة انونيمو�س ،Anonymousعرب تعقبها ع�رشات �آالف احل�سابات اخلا�صة
باجلهاديني على تويرت ،واغالقها .اال انه ،ويف مقابل التقنية التي اعتمدها الهاكرز ،من خالل برنامج
يتعقب �أوتوماتيكيا احل�سابات ال�شبيهة ،التي تظهر بعد اغالق الأوىل ،عمدت داع�ش� ،إىل كتابة برنامج،
يخفي �أوتوماتيكيا هذه احل�سابات عنهم.
كذلك ،يلج�أ الهاكرز� ،إىل تقنيات منع الو�صول �إىل املواقع ،DDosفيمطرون مواقع الإرهابيني،
بع�رشات �آالف طلبات الدخول لتعطيل الو�صول اليها ،كما يعمدون �إىل عر�ض خدماتهم يف اخرتاق
املواقع ،وكتابة الربامج املتخ�ص�صة حل�ساب اجلرمية ،ويعمدون �إىل جمع املعلومات ،عمن يطلبون هذه
اخلدمات ،م�ستخدمني تقنيات التحقيق ،ور�صد املوقع ،والهوية ،للو�صول �إىل من يقف وراء طلب
خدمات املرتزقة ،كما يجمعون معلومات ،عن الأ�شخا�ص الذين جتندهم داع�ش ،واولئك الذين
يتوا�صلون معها .وقد �ساعد هذا اال�سلوب ،يف منع هجوم �إرهابي على تون�س[ ،[[18وتوقيف ع�رشات
الإرهابيني من منا�رصي داع�ش.
وكانت انونيمو�س ،قد �أعلنت احلادي ع�رش من دي�سمرب ،يوم «مطاردة داع�ش»[ ،[[18وهو يوم خم�ص�ص
حل�شد املناوئني لهذا التنظيم ،يف تظاهرة تركز على غبائه الفكري ،وال�سيا�سي ،وعلى رغبة جمتمع
ال�شبكات االجتماعية ،وقوة االرادة يف جمابهته .ومن ال�رضوري الإ�شارة� ،إىل اهمية حت�سي�س م�ستخدمي
االنرتنت بخطر الإرهاب ،و�رضورة االنخراط يف مواجهته ،يف البيئة التي تعترب �أكرث خطرا عليه.
وبالفعل ،فقد جتاوب عدد كبري ،مع الدعوات التي اطلقت ،حول ها�شتاغ داع�ش #داع�ش ،وتبارى
ال�شباب يف ن�رش ال�صور والتعليقات[ ،[[18التي ت�ستخف به وت�سخر منه.
على م�ستوى خمتلف ،يبادر عدد من املواطنني العاديني ،املناوئني للفكر التكفريي والداع�شي ،بتوثيق
جرائم داع�ش ،وارتكاباتها الوح�شية ،ونقلها من خالل مواقعهم على ال�شبكات االجتماعية ،الظهار
ب�شاعة هذا التنظيم ،وف�ضح اكاذيبه.
بعدها ،ميكن االنتقال �إىل و�ضع ا�سرتاتيجيات و�سيا�سات تنفيذها ،على ان تتقدم خطة توعية �شاملة،
ت�أخذ بعني االعتبار ،خ�صو�صية البيئة احلا�ضنة لها ،ويف مقدمها الأيديولوجيات واملعتقدات ،التي
حتولها �إىل جزء من وجدان املجتمع ،الذي يتعامل معها ،على انها ق�ضيته اخلا�صة .وهذا يعني ،و�ضع
�آليات وتدابري احرتازية ،و�صوال �إىل �إقرار عقوبات جزائية رادعة.
فربامج املكافحة ،كما �أ�رشنا ،انطلقت على امل�ستوى العاملي ،ومن املمكن االن�ضمام اليها ،واالفادة
منها ،ومن التعاون الذي تتيحه ،ومن نقل اخلربات ،والإحاطة بتقنيات الر�صد ،واملتابعة والتن�صت ،يف
حدود احلفاظ على حقوق الإن�سان واحلريات .ولعل االعرتا�ض ،على هذه الربامج ،من هذه الزاوية،
هو �أحد �أهم العوائق .حيث تقوم حركات “حماية احلقوق واحلريات” ،بحمالت �ضد اجتياح هذه
الربامج ،للخ�صو�صية واحلريات االخرى ،كحرية التعبري والو�صول �إىل املعلومة .اال ان هذه الربامج،
وبالرغم من قدراتها الهائلة ،يف جمع ترليونات من البيانات ،لي�ست حال �أكيدا ،وان كانت ت�ساهم
يف ا�ست�رشاف املخاطر .ذلك ان برامج التخفي ،وبرجميات جتاوز الرقابة ،واالنرتنت املظلم ،نا�شطة هي
االخرى.
ففي ال�صني مثال ،حيث الرقابة اال�شمل ،الأعمق ،لي�س فقط للمحتوى ،وامنا �أي�ضا للو�صول �إىل
التطبيقات واملت�صفحات العاملية ،واىل و�سائل التوا�صل االجتماعي امل�ستخدمة يف كل انحاء العامل،
وحيث الدولة هي املورد الوحيد خلدمات االت�صال ،تبقى االنرتنت ع�صية على ال�سيطرة ،ويبقى النا�س
ع�صاة على التدجني.
فقد �أن�ش�أت ال�صني ،عازال عن ال�شبكة العاملية للمعلومات� ،سمي [� ،Great Fire wall[[18شبكات
اجتماعية خا�صة بها ،لتحل مكان الفاي�سبوك ،والتويرت ،واليوتيوب ،ومنعت اتاحة خدمة املدونات،
على غوغل ،حتت وط�أة التهديد مبنع ا�ستخدامه .و�إذا كانت الإح�صاءات ،التي ت�شري �إىل وجود ما
يتجاوز اخلم�سة وثالثني مليون م�ستخدم �صيني للفاي�سبوك ،غري دقيقة ،اال ان جلوء ماليني ال�صينيني �إىل
برامج الربوك�سي ،وجتاوز احلظر ،يبقى واقعا ،وميكنه ان يخرج االنرتنت عن �سيطرة احلكومة ،يف اي
وقت.
�إذا ،وانطالقا من التجارب التي عر�ضناها ،يف مواجهة الإرهاب ،ميكن القول ،انه قد حان الوقت،
ملبادرة الدول العربية اىل:
•و�ضع االطر الالزمة تنظيميا وت�رشيعيا ،ل�ضمان تعاون فاعل فيما بينها ،على امل�ستوى ال�سيرباين،
يحمي مواطنيها ،واقت�صادها ،وجمتمعها من الأخطار ال�سيربانية ،واجلرمية ،والإرهاب ب�شكل
خا�ص.
•�إقرار �سيا�سات دفاع �سيربانية ،ت�أخذ بعني االعتبار ،جتهيز البنى التحتية ،وتطوير برامج متخ�ص�صة،
ميكنها مواجهة الأخطار التقنية العديدة ،و�رضورة بناء القدرات ،وتعزيز مراكز املواجهة الأمنية.
•�إن�شاء �شبكة من اجهزة الوكاالت الوطنية للأمن ال�سيرباين ،ومراكز طوارئ االنرتنت ،واجهزة
[186] The last thing we want to see is people saying that Chinese netizens have free and open access to social media
around the world. They don’t! They are prevented from looking at many foreign web sites and they are also prevented from
accessing information on Chinese web sites! Chinese netizens, for example, are unable to search for “Xi Jinping”, the
country’s next leader, on Sina Weibo, a leading Chinese microblog. The great firewall is not some myth, it’s a sad reality.
http://thenextweb.com/asia/2012/09/28/no-way-jose/#gref
�صفحة رقم 94
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
�إعالمية تعنى مبتابعة ما يحدث يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وترد على احلمالت الدعائية .على ان ترتبط
هذه ال�شبكة ،بجهاز عربي موحد للأمن ال�سيرباين ،متثل فيه جميع الدول الأع�ضاء ،ويتوىل بدوره
تن�سيق اجلهود ،وو�ضع ا�سرتاتيجيات الدفاع ،والهجوم امل�ضاد ،عند احلاجة.
•التعاون مع الهيئات الدولية ،واملنظمات املتخ�ص�صة يف الأمم املتحدة ،ومع الدول ذات التجارب
الناجحة.
•�إن�شاء مواقع متخ�ص�صة على ال�شبكات االجتماعية ،يتوالها ب�شكل �أ�سا�سي ،عنا�رص من ال�شباب.
•�إن�شاء مركز ابحاث عربي متخ�ص�ص ،يكون تابعا للجهاز العربي للأمن ال�سيرباين ،الذي �سبق
واقرتحنا ان�شا�ؤه ،يف م�سودة مقرتح االتفاقية العربية للأمن ال�سيرباين[ ،[[18يتوىل ر�صد وتوثيق
وحتليل املخاطر ال�سيربانية ،واجلرمية كما االعتداءات ال�سيربانية ،ويعد ن�رشات ودرا�سات ،حول
هذا املو�ضوع.
التعاون يف ت�رشيعاتها الوطنية .كما يفرت�ض بها �أي�ضا ،ان�شاء االجهزة اخلا�صة ،التي يتطلبها التنفيذ ،وبناء
قدرات املوارد الب�رشية ،يف ال�ضابطة العدلية والق�ضاء .على خط مت�صل ،تعترب االطر الت�رشيعية للتعاون،
يف مكافحة االن�شطة اجلرمية العابرة للحدود ،غري كافية هي االخرى ،يف غياب هيئة مركزية تتوىل
التن�سيق ،وتتخذ املبادرات ،لإيجاد الآليات القانونية والعملية لرتجمة ارادة التعاون ،ب�شكل عملي.
خارج �إطار التعاون الر�سمي ،واالدوات الت�رشيعية املنظمة له ،تعترب الثقة بني االطراف املتعاونة ،من
اهم عنا�رص جناح هذا التعاون .وي�ضاف اليه ،املبادرات املحلية ،واالقليمية ،والدولية الهادفة اىل تعزيز
قدرات القوى االمنية وال�سلطات الق�ضائية املخت�صة.
كذلك ،ال بد للدول ،من اللجوء اىل اال�ستثمار يف امكانات التعاون غري الر�سمي ،ويف �شبكات التعاون
االمنية التي تنت�رش حول العامل[ ،[[18مثل مراكز اال�ستجابة لطوارئ االنرتنت[ ،[[19واىل ار�ساء قواعد
خا�صة ،ر�سمية وغري ر�سمية ،تتيح التحقيقات امل�شرتكة .فال �شيء مينع مثال ،من التعاون املبا�رش مع
مزودي اخلدمات يف بلدان اجنبية ،للطلب منهم ان يحتفظوا ببيانات االت�صاالت ملدة معينة ،وان
بطريقة غري ر�سمية .بينما يقت�ضي االنتباه ،اىل �رضورة اللجوء اىل ال�سلطات الق�ضائية املخت�صة ،يف
حاالت االعتماد على البيانات اخلا�صة باالنرتنت ،كادلة ثبوتية يف املحاكمات اجلنائية ،وذلك يف كل
ما يتعلق ب�آليات معاجلتها ،من حفظ ،وبحث ،وم�صادرة .وهنا ،ال بد لل�سلطات الق�ضائية ،ان تلحظ
�آليات تنظيمية ت�ضمن القوة الثبوتية لهذه البيانات ،ال�سيما لناحية حفظها بطريقة ت�ضمن �أخذ املحاكم
بها ،عند احلاجة .ومن هنا �رضورة �إيجاد �آليات عالقات ر�سمية وغري ر�سمية ،بني االجهزة االمنية
والق�ضائية ،ومزودي اخلدمات� ،سواء منهم اولئك اخلا�ضعني لل�سيادة الوطنية� ،أو اولئك اخلا�ضعني
ل�سيادة اجنبية ،مبا ي�ضمن �ضبط البيانات واحل�صول عليها ،ب�أ�رسع وقت ممكن ،يف التحقيقات اجلنائية.
ومعلوم ان العديد من القوانني الوطنية ،تفر�ض على مزودي اخلدمات ،موجب االحتفاظ ببع�ض انواع
بيانات االت�صال عرب االنرتنت ،ملدة حمدودة .اال انه ،خارج الإطار الأوروبي ،ال يوجد اتفاق دويل،
على نوعية هذه البيانات� ،أو مدة االحتفاظ بها.
فبيانات ا�ستخدام االنرتنت� ،شديدة االهمية يف التحقيقات اجلنائية اخلا�صة باالرهاب ،كما انها �أ�سا�سية
يف دعم االثبات.
من هنا ،تبقى فعالية التعاون لناحية تبادل املعلومات ،مرتبطة من جهة اوىل ،بنوعية البيانات ومدة
االحتفاظ بها ،ومن جهة ثانية ،بحاجة الدول املختلفة ،اىل حماية البيانات احل�سا�سة� ،سواء منها تلك
اخلا�صة باالفراد �أو باالدارات الر�سمية .كما يبقى جمع االدلة الرقمية ،م�رشوطا بحر�ص الدول على
�سيادتها ،ما ي�ستدعي التن�سيق املبكر ،وامل�ستمر ،بني ال�سلطات املعنية يف كل من البالد املعنية ،ملواجهة
م�شكلة و�صعوبة احل�صول على بيانات االت�صال باالنرتنت عندما تكون موجودة ،خارج احلدود
الوطنية.
ي�ضاف اىل هذا ،ال�صعوبات النا�شئة ،عن رف�ض ال�سلطات الوطنية اخلا�صة بحماية البيانات ال�شخ�صية
واحلريات ،اعطاء اذن اف�شاء البيانات� ،أو تبادلها مع �سلطات بلد �آخر.
)[189] Network Situational Awareness (NetSA
http://www.cert.org/netsa/index.cfm
?[190] http://www.cert.org/incident-management/national-csirts/national-csirts.cfm
�صفحة رقم 96
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ففي ق�ضايا االرهاب ،حيث تنفذ بع�ض االفعال املكونة للجرم على االنرتنت ،تربز العديد من الإ�شكاالت
القانونية والق�ضائية ،ال�سيما عندما ي�ستخدم امل�شتبه به ،املقيم يف بلد معني ،خدمات ومواقع االنرتنت،
التي يديرها مزود خدمات ،مقيم يف بلد �آخر ،لتنفيذ اعماله اجلرمية �أو االرهابية .كان ين�شئ او يدير
مواقع حتث على اجلهاد ،واعمال عنف اخرى ،مت�صلة باالرهاب.
ففي القانون الدويل ،ال وجود لقواعد حتدد �آليات وا�صول عمل البلدان ،يف ق�ضايا جنائية ،تتعدد فيها
ال�صالحية الق�ضائية ،بحيث يكون �أكرث من قانون وطني ،واجب التطبيق ،على م�شتبه به واحد ،ومن
هنا �رضورة التن�سيق املبكر بني الدول حلل �صعوبات وم�شكالت ال�صالحيات.
�صفحة رقم 97
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل ال�سابع {
التعاون لتحقيق الأمن ال�سيرباين
�إىل ذلك ،املجهولية التي ت�ساعد على اخفاء اجلهة املعتدية� ،أو ت�ساعد يف تعقيد عملية الو�صول اليها،
�أو حتى ،ميكنها ان ت�ؤدي �إىل ن�سب االعتداء �إىل جهة غري اجلهة املعتدية .هذا ،دون ان نن�سى الثغرات
املعلوماتية ،يف العديد من الربجميات امل�ستخدمة .وت�شكل تقنيات املعلومات واالت�صاالت م�صدرا مقلقا
للمخاطر ،ال ميكن مواجهته ،خارج �إطار التعاون الدويل .وكان االمني العام لالمم املتحدة قد اكد على
اهمية هذا التعاون يف منا�سبات عدة[.[[19
وهكذا ،تتزايد امكانات وو�سائل االعتداء على البنية التحتية للمعلومات واالت�صاالت ،وال�سيطرة عليها،
وتتو�سع املخاوف ،حول القوانني الواجبة التطبيق يف الف�ضاء ال�سيرباين ،ما ي�ؤ�س�س لنزاعات دولية،
وحروب ،ويدرك �صناع القرار يف العديد من البلدان ،مدى قوة تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،على
ك�رس احلواجز وتطوير االقت�صاد ،متاما ،كما يدركون �آثارها ال�سلبية واخلطرية ،والتي لي�س لأية دولة
القدرة على حت�صني نف�سها ،يف مواجهتها ،منفردة.
ففي ع�رص ال�شبكات ،مل تعد اجلغرافيا درعا للوقاية من التحديات العاملية ،حيث يت�شاطر العامل اليوم هموما
�أمنية م�شرتكة ،هي الأخطار ال�سيربانية .ولذلك� ،أ�ضحى التعاون هو النموذج الأمني اجلديد يف ع�رصنا هذا،
حيث �أ�صبح الأمن مت�شابكا بوترية متزايدة ،و�أ�صبح الدفاع يتطلب مزيدا من العمل ،مع الدول وامل�ؤ�س�سات
واملنظمات.
من هنا ،يبدو �رضوريا �أن تلعب الأمم املتحدة ،دورا ايجابيا يف حتقيق ال�سالم ال�سيرباين ،ال�سيما و�أنها،
املعنية الأوىل بال�سالم ،يف العامل ،وباحلد من النزاعات بني الدول .يف هذا الإطار .يف العام ،2012
عني بان كيمون ،االمني العام لالمم املتحدة ،فريقا من اخلرباء ،ت�ألف من 15دولة ،من بينها الأع�ضاء
الدائمون يف جمل�س الأمن ،لدرا�سة �إجراءات التعاون املمكنة ملواجهة املخاطر ال�سيربانية .ويف التقرير
الذي رفعه اخلرباء يف العام ،2013والذي جاء حتت ثالث عناوين �أ�سا�سية ،برزت مبادئ حول:
•تطبيق القانون الدويل على �سلوك الدول يف الف�ضاء ال�سيرباين.
•تو�سيع مدى تطبيق القواعد التقليدية حول ال�شفافية وبناء الثقة.
•تو�صية بالتعاون الدويل وبناء القدرات جلعل البنية التحتية للمعلومات واالت�صاالت حول العامل� ،أكرث
�أمنا.
وقد �أبرز التقرير ،املخاطر الناجتة عن انت�شار االعتماد على تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،يف البنية
التحتية ،ال�سيما يف جمال �أنظمة �إدارة ومراقبة املفاعالت النووية .وتبقى اهمية التقرير ،فيما ميثله من
�سابقة ،يف جمال التوافق بني الدول على جمموعة من التو�صيات حول املعايري ،والقواعد ،ومبادئ
م�س�ؤولية الدول يف املجال ال�سيرباين ،ما ي�ؤ�س�س لنواة قانون دويل يف هذا املجال .وي�سمح بالتوجه نحو
الإقرار بتطبيق القوانني الدولية ،يف غياب الإطار القانوين اخلا�ص ،وبتطبيق �رشعة الأمم املتحدة ،على
الدول الأع�ضاء ،وباتاحة املجال امام الدول التي تتعر�ض العتداءات ملراجعة الأمم املتحدة ،و�أجهزتها
املخت�صة.
[194] A/70/174- “Few technologies have been as powerful as information and communications technologies (ICTs) in reshaping
economies, societies and international relations. Cyberspace touches every aspect of our lives. The benefits are enormous, but these
do not come without risk. Making cyberspace stable and secure can only be achieved through international cooperation, and the
foundation of this cooperation must be international law and the principles of the UN Charter
https://ccdcoe.org/sites/default/files/documents/UN-150722-GGEReport2015.pdf
�صفحة رقم 101
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
كذلك ،ميكن البناء على ما تقدم ،للخروج باتفاقيات دولية و�إقليمية وثنائية ،تنظم العالقات بني الدول،
والتعاون فيما بينها ،ملواجهة املخاطر ال�سيربانية ،ومنع حتولها �إىل �سبب ال�شتعال احلروب ال�سيربانية،
التي ميكن �أن ترتجم بكوارث تطال العامل �أجمع.
فالدول الأع�ضاء ،ملزمة بح�سب هذه ال�رشعة ،باحرتام �سيادة الدول االخرى ،وا�ستقاللها ،كما هي
ملزمة باالمتناع عن ا�ستخدام القوة ،وباللجوء �إىل الو�سائل ال�سلمية يف حل النزاعات .و�إذا كان التقرير،
مل يورد حتديدا ملا ميكن اعتباره ،هجوما �سيربانيا مب�ستوى الإعداء امل�سلح ،الذي يجيز للدولة املعتدى
عليها ا�ستعمال حق الرد� ،أو ما ميكن اعتباره ردا منا�سبا ،اال �أنه �أ�س�س لتطبيق القواعد التقليدية ب�شكل
منا�سب ،ال�سيما فيما يتعلق مبنع الدول من االعتداء على حقوق امللكية ال�صناعية والفكرية للأفراد يف
الدول االخرى ،وا�ستثمار بياناتهم ال�شخ�صية ،واالعتداء علىى حياتهم اخلا�صة ،ال�سيما وان هذا
االمر ،يعترب اعتداء على �سالمة الدولة وامنها القومي.
اال �أن كل ما تقدم ،يفرت�ض من وجهة نظر قانونية ،اثبات تورط الدولة يف االعتداء ،ووقوفها خلفه،
�أو حتري�ضها على القيام به .اذ ميكن اال تقوم اجهزة يف الدولة بهذا الهجوم ،وامنا منظمة �أو م�ؤ�س�سة
تابعة لها� ،أو م�أجورة منها .وي�ستدعي هذا االثبات ،االلتفات �إىل اجلوانب التقنية ،والو�سائل التي
ميكن اعتمادها لالثبات ،وتتبع االثر ،وت�أكيد انطالق االعتداء من جهاز تابع للدولة ،من خالل �أحد
الأ�شخا�ص التابعني لها� ،أو من خالل اجهزة خا�صة ،ا�ستخدمت من قبل �أ�شخا�ص تابعني للدولة وب�أمر
منها الخ...
وتفهم اهمية هذا التقرير والتعاون ،كجهد وخطوة عملية هامة ،باجتاه الت�أ�سي�س ملجال �سيرباين �سلمي،
وملنع ع�سكرته ،على �ضوء ما ورد يف درا�سة ملعهد االبحاث حول نزع ال�سالح التابع لالمم املتحدة،
عن جتاوز عدد الدول التي طورت قدرات قتالية �سيبريانية ،االربعني دولة ،وعن كون اثنا ع�رش منها ،قد
طورت قدرات هجومية[ .[[19كما من خالل تفاو�ض الدول بني بع�ضها ،لإيجاد اطر تنظيمية وت�رشيعية
ودبلوما�سية ت�ضمن بناء الثقة يف العامل ال�سيرباين ،عرب التعاون يف تبادل املعلومات حول التهديدات،
واالزمات .فقد اتفقت كل من الواليات املتحدة ورو�سيا ،مثال ،نتيجة مفاو�ضات بينهما ،على حتديد
طرق التعاون يف االزمات ال�سيربانية ،عرب خط �ساخن ،ومراكز الرد على طوارئ االنرتنت ،واالت�صال
بني املراكز النووية ملواجهة االعتداءات ال�سيربانية[ .[[19كما ت�سجل يف هذا املجال ،مناق�شات الفريق
الأمريكي ال�صيني[ ،[[19االمر الذي ي�ساعد على تقدم التوافق الدويل ،حول قواعد وا�صول التعامل بني
الدول ،يف العامل ال�سيرباين.
[195] http://www.unidir.org/files/publications/pdfs/cyber-index-2013-en-463.pdf
[196] UNIDIR, “Cyber Index,” pp. 125-138
[197] http://www.state.gov./r/pa/prs/ps/2013/07/211862.htm
�صفحة رقم 102
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.3اجلهود الإقليمية
�أ -نظرة عامة
يعترب التعاون بني الدول ،ب�شكل عام ،والتعاون الإقليمي ،ب�شكل خا�ص ،عن طريق �إقرار االتفاقيات
الإقليمية� ،أداة لتحفيز احلوار ال�سيا�سي وحفظ اال�ستقرار ،وتنفيذ امل�شاريع الإقليمية ،وتلبية الحتياجات
البلدان ال�رشيكة ،وتطوير القدرات ،وتثمري االمكانيات ،ومعاجلة امل�شاكل والأولويات اخلا�صة
بدول تت�شارك �إقليما جغرافيا� ،أو قوا�سم ثقافية واجتماعية ولغوية .وميكن للتعاون ان ي�شمل الهموم
االقت�صادية ،بهدف تعزيز الو�ضع املعي�شي ،والقدرة االقت�صادية لل�شعوب ،كما يح�صل منذ العقد
املا�ضي ،يف جماالت عديدة ،مثل النقل ،واملوارد املائية والكهربائية ،والأمن.
ولعل �أهم ما ي�ؤ�رش �إىل وعي احلكومات املختلفة ،الهمية التعاون الإقليمي ،على امل�ستوى العربي ،هو
�إن�شاء عدد من املنظمات كجامعة الدول العربية ،واملنظمة اال�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة ،وجمل�س
التعاون اخلليجي ،والبنك اال�سالمي للتنمية.
ي�ضاف �إىل ذلك ،ما يبذل من جهود ،يف بقاع العامل كله ،للتعاون على امل�ستويات الأوروبية ،والأمريكية،
والفرانكوفونية ،والكومنولث .كما ترد هنا ،الأموال التي تخ�ص�ص لربامج التعاون الإقليمي ،ولي�س
�أقلها ما خ�ص�صته املفو�ضية الأوروبية خالل الفرتة 2004ــــ ،2010بحيث بلغ جمموعه 9.6مليار
يورو ،افادت منها البلدان املنخرطة ،يف �سيا�سة اجلوار الأوروبية.
ففي كل مرة يظهر فيها هم دويل� ،أو �إقليمي م�شرتك ،تظهر الدول ميال �إىل التعاون .وال يخرج هم
مكافحة اجلرمية ال�سيربانية عن هذه القاعدة .لذا جند ان العامل ،ممثال بالأمم املتحدة ،يدفع بهذا االجتاه،
كما نالحظ بروز العديد من املبادرات واجلهود ،التي ت�صب يف خانة ار�ساء قواعد التعاون .ولكن هل
تكفي االتفاقيات الإقليمية يف هذا املجال؟ هذا ما �سنحاول االجابة عليه ،من خالل ا�ستعرا�ض بع�ض
االتفاقيات ،ال�سيما منها اتفاقية بوداب�ست ،كونها االداة الأوىل ،التي برزت حتت عنوان :التعاون
ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية.
وتن�سجم االتفاقات الإقليمية مع متطلبات مواكبة طبيعة و�رسعة الن�شاط اجلرمي ،يف املجال ال�سيرباين،
كما مع طبيعة الأدلة والآثار املرتتبة عليه .وي�سجل يف هذا املجال ،عدد من املبادرات[ ،[[19كمبادرة
�شانغهاي ،ومبادرة رابطة البلدان امل�ستقلة ،وغريها ،مما �سريد ذكره ،الحقا.
ففي العام ،2002و�ضعت جمموعة بلدان الكومنولث[ ،[[19التي ت�ضم 53دولة ،قانونا منوذجيا ملكافحة
اجلرمية ال�سيربانية ،حر�صت على ان ي�أتي من�سجما ،مع االتفاقية الأوروبية ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية.
كما و�ضعت قانونا منوذجيا �آخر ،حول االثبات الرقمي ،نظرا لأهمية االثبات يف القانون .فاىل جانب
القوانني الو�ضعية ،ال بد من �إجراءات و�أ�صول ،ت�ضمن الو�صول �إىل الإدانة� ،أو �إىل �إثبات الرباءة[.[[20
كما ال ميكن لأي حمكمة ،ان تعمل دون �أدلة اثبات.
ويف العام ،2009بادرت املجموعة االقت�صادية لغرب افريقيا[ ،[[20امل�ؤلفة من 15دولة ع�ضوا� ،إىل
�إقرار تو�صية ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،ت�شكل الإطار القانوين لعمل الدول الأع�ضاء .وقد ت�ضمنت هذه
االتفاقية� ،إ�ضافة �إىل املواد التجرميية ،موادا خا�صة باال�صول والإجراءات ،بحيث غطت م�س�ألة االثبات،
والأدلة الرقمية.
تبع ذلك ،مبادرة من قبل ال�سوق امل�شرتكة ل�رشق وجنوب افريقيا ،يف العام ،2011لو�ضع قانون
منوذجي[ ،[[20حول خمتلف جوانب اجلرمية ال�سيربانية.
وكان االحتاد الدويل لالت�صاالت ،واالحتاد الأوروبي ،قد ا�شرتكا يف دعم و�ضع قانون و�سيا�سة منوذجيني،
يف العام ،[[20[2010قام باعدادهما عدد من اخلرباء ،من منطقة الكاريبي ،بحيث اعتمدا لو�ضع القوانني
وال�سيا�سات الوطنية ،يف دول الكاريبي ،كما دعما جهدا مماثال ،لدول املحيط البا�سفيكي[.[[20
على خط مواز ،و�ضعت منظمة الدول الأمريكية[ ،[[20عددا من التو�صيات حول اجلرمية ال�سيربانية ،لكن
التنفيذ على امل�ستوى الوطني ،مل يتم اجنازه بعد.
على امل�ستوى الأوروبي� ،أقر عدد من التو�صيات ،واتخذ العديد من القرارات لتحقيق االن�سجام ،بني
الت�رشيعات الوطنية للدول الأع�ضاء يف االحتاد ،والتي تكافح اجلرمية ال�سيربانية .فاقر املجل�س الأوروبي،
امل�ؤلف من 47دولة ع�ضو ،اتفاقية ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،يف العام ،2001والربوتوكول اال�ضايف
لها ،يف العام ،2003كما �أقر اتفاقية حلماية الأطفال �ضد اال�ستغالل اجلن�سي ،يف العام .2007
مار�س ،2006ويهدف �إىل جترمي املحتوى العن�رصي وكراهية االجانب على االنرتنت ،كما لتجرمي
التهديدات وال�شتائم املبنية عليهما.
توزعت بنود االتفاقية ،على حماور ثالثة:
•االن�سجام بني الت�رشيعات الوطنية ،التي جترم الأعمال غري القانونية يف الف�ضاء ال�سيرباين
•حتديد و�سائل التحقيق واملالحقة اجلزائية ،التي تن�سجم مع الطبيعة العاملية لل�شبكة
•و�ضع نظام تعاون بني الدول ،يت�صف بال�رسعة والفاعلية.
وزعت االتفاقية اجلرائم التي ترتكب بوا�سطة االنرتنت ،على �أربع جمموعات كربى ،ت�ضم الأوىل:
اجلرائم التي تتعر�ض خل�صو�صية و�سالمة وتوفر الأنظمة والبيانات؛ مثل النفاذ غري ال�رشعي ،واالعرتا�ض
غري ال�رشعي ،وت�شويه البيانات ،و�سالمة النظام .وت�ضم املجموعة الثانية :جرائم التزوير واالحتيال،
بينما تندرج يف الثالثة ،اجلرائم املت�صلة باملحتوى ،مثل :انتاج ،وتوزيع ،وحيازة مواد اباحية ي�ستخدم
فيها الأطفال ،ويف املجموعة الرابعة ،جرائم االعتداء على امللكية الفكرية ،واحلقوق املجاورة.
وي�ؤ�رش �إىل جناح هذه االتفاقية ،والربوتوكول التابع لها ،ان�ضمام العديد من الدول غري الأوروبية اليها،
واتخاذها �صفة االداة الدولية ،بان�ضمام الواليات املتحدة الأمريكية ،واليابان ،وا�سرتاليا ،وجنوب
افريقيا ،وكندا وغريها .فمع نفاذ هذه االتفاقية ،يف كافة الدول التي وقعتها ،تتحول �إىل اداة لإدارة
املخاطر ،والتهديدات ال�سيربانية.
وترتكز اهمية هذه االتفاقية بفعاليتها على �إقرارها �إجراءات عملية ،تلتزم الدول املن�ضمة بادراجها يف
قوانينها الوطنية ،مثل تلك اخلا�صة بجمع بيانات االت�صال وحفظها؛ مبا يتيح حتديد م�صدرها ،ونقطة
و�صولها ،و�صالحية اجلهات الق�ضائية املعنية ،وامل�ساعدة املتبادلة وت�سليم املجرمني.
فقد حلظت املعاهدة ،يف املادة الثالثة والع�رشين ،تعاون االطراف �إىل اق�صى حد ممكن ،ال�سيما على
م�ستوى :تبادل املعلومات والأدلة ،ر�صد االت�صاالت وتعقبها ،وحفظ البيانات ونقلها ،وتبادلها،
واالطالع على املحتوى ،وبيانات االت�صاالت ،تفتي�ش و�ضبط حمتوى الأجهزة املخزن ،اجلمع الفوري
لبيانات االت�صال ،التعاون الق�ضائي ،تبادل املجرمني ،و�إن�شاء مراكز وحدات خا�صة ،ت�ؤمن املتابعة
وتبادل املعلومات دون انقطاع ،على مدار اليوم ،كل ايام اال�سبوع .7/24وتعترب مراكز االت�صال
هذه ،حجر الأ�سا�س ،الذي ترتكز اليه فعالية التحقيق ،وتبادل املعلومات.
وتتميز االتفاقية الأوروبية ،باملتابعة التي حتظى بها ،من قبل املجل�س الأوروبي ،الذي يعقد اجتماعات
وندوات ب�شكل م�ستمر� ،سواء لتعديلها ،مبا يتالءم �أكرث مع واقع اجلرمية ال�سيربانية ،كما ح�صل مع
�إقرار الربوتوكوالت الالحقة لها� ،أو من خالل ت�شديده على اهمية التعاون بني الأجهزة املخت�صة،
حيث ركزت على :التعاون بني ال�سلطات الق�ضائية ومزودي اخلدمات ،ومتابعة �آثار عمليات تبيي�ض
الأموال على االنرتنت ،والتعرف على اال�شكال اجلديدة للمخاطر ال�سيربانية ،وواقع وفعالية الت�رشيعات
ال�سيربانية يف جمال مكافحة اجلرمية ،كما ناق�شت فعالية التعاون بني نقاط االت�صال .7/24
ي�ضاف �إىل ذلك ،ما ي�صدر من تو�صيات وتوجيهات عملية ،لكيفية تطبيق االتفاقية ،ب�شكل عام� ،أو يف
�صفحة رقم 106
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
م�سائل معينة .ويذكر هنا �أي�ضا ،تعاون املجل�س مع الالعبني الأ�سا�سيني يف جمال الربجميات ،كما االتفاق
الذي وقع مع مايكرو�سوفت.
وقد �أوردت هذه املعاهدة ،بنودا خا�صة حلماية احلريات واحلقوق ،و�سمحت بو�صول املحققني �إىل
املعلومات املتاحة للعموم� ،أو مبوافقة وارادة الطرف املعني ،باحلفاظ على البيانات.
.4التعاون الدويل
مع االنتباه �إىل الأبعاد العاملية لالعتداءات وللجرمية ال�سيربانية ،برز االهتمام بالتعاون الدويل .وانطلقت
الفكرة حلماية الف�ضاء ال�سيرباين ،ومواجهة املخاطر ،من التجمع الدويل للعلماء[ ،[[20الذي �أ�شار �إىل
هذا التعاون ،كنظام دويل للف�ضاء ال�سيرباين ،يرعى جميع امل�سائل اجلرمية مبا فيها احلرب الإلكرتونية.
وقد قادت الأمم املتحدة ،هذه اجلهود� ،سواء عرب �إقرارها تنظيم القمة العاملية ملجتمع املعلومات� ،أو
ان�شائها جمموعات عمل ،ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،واتخاذها العديد من القرارات ،التي تدعم الأمن
وال�سالمة ،يف الف�ضاء ال�سيرباين.
لعبت القرارات ال�صادرة عن الهيئة العامة لالمم املتحدة ،حول الأمن ال�سيرباين وتقنيات املعلومات،
دورا يف جذب انتباه الدول الأع�ضاء� ،إىل �أهمية التحديات ال�سيربانية.
وت�سجل حركة نا�شطة لعدد من الأجهزة ،واالدارات ،وفرق العمل ،التابعة لالمم املتحدة ،يف هذا
املجال ،على م�ستويات عدة ،حيث يدعم مكتب مكافحة اجلرمية واملخدرات جهود الأمم املتحدة ،يف
هذا املجال ،حتى على االنرتنت ،كما تهتم منظمة اجلمارك العاملية ،بالرتويج ال�سرتاتيجيات حماية البنية
التحتية احلرجة ،بينما تهتم اللجنة االقت�صادية واالجتماعية على حت�سني تبادل املعلومات ،واملمار�سات
الف�ضلى ،والتدريب على مكافحة اال�ستخدام اجلرمي لل�شبكة.
كذلك ،ا�صدرت الهيئة العامة لالمم املتحدة ،قرارا حول �رضورة ن�رش ثقافة الأمن ال�سيرباين[،[[20
و�رضورة زيادة الوعي وامل�س�ؤولية ،لدى الدول ،مبا ي�ضمن التعاون يف الوقت املنا�سب ،ملنع ،ور�صد،
ومعاجلة احلوادث ال�سيربانية .بعد ذلك ،دعت جميع الهيئات الدولية ،والدول الأع�ضاء ،التي و�ضعت
ا�سرتاتيجيات للأمن ال�سيرباين وحماية البنية التحتية احلرجة� ،إىل امل�شاركة على م�ستوى املمار�سات
الف�ضلى ،والتدابري ،التي ت�سهل افادة بقية الدول الأع�ضاء منها[.[[20
وقد بدا اهتمام الدول بالتعاون وا�ضحا ،من خالل م�شاركتها يف اعمال اجلمعية العامة لالمم املتحدة،
التي �ضمت 192دولة ،والتي ا�صدرت عددا من القرارات ،التي ميكن اعتبارها قاعدة النطالق
اجلهود ،يف مكافحة اجلرمية ال�سيربانية.
[206] World Federation of Scientists- Combating cybercrime requires significant international cooperation and preventative
measures, and this is especially important in deterring acts against critical infrastructure. Document WSIS-03/GENEVA/
CONTR/6-E19 November 2003
[207] UN document A/RES/57/239, 31 January 2003, p. 2- the resolution calls for more awareness and responsibility by capable
”states to “act in a timely and cooperative manner to prevent, detect and respond to security incidents
[208] Creation of a Global Culture of Cyber security and the Protection of Critical Information Infrastructures, UN document
A/RES/58/199, 30 January 2004, p. 2. 95- the resolution invites all relevant international organizations and Member States
“that have developed strategies to deal with cyber security and the protection of critical information infrastructures to share their
”best practices and measures that could assist other Member States in their efforts to facilitate the achievement of cyber security
�صفحة رقم 107
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ونذكر هنا ،قرار ا�صدر يف العام ،1990حول قانون جرائم املعلوماتية[ ،[[20ثم قرارا �آخرا يف العام
الالحق ،حول مكافحة اال�ستخدام اجلرمي لتقنيات املعلومات واالت�صاالت[ .[[21كما ا�صدرت الأمم
املتحدة ،قرارا خا�صا حول الأمن ال�سيرباين ،يف العام ،[[21[2003ركز على القدرة على مكافحة
اجلرمية ال�سيربانية ،ومن ثم ا�صدرت قرارا حول املو�ضوع نف�سه ،يف العام ،2010وملحقا حول
�رضورة ان تلج�أ الدول� ،إىل �إجراء تقييم ذاتي مبح�ض ارادتها ،ملعرفة مدى تنا�سب اطرها الت�رشيعية،
وقدرتها على مكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،على �ضوء التطورات ال�رسيعة احلا�صلة ،يف جمال تقنيات
املعلومات واالت�صاالت[.[[21
كذلك بذلت جهود عدة ،من قبل جمموعات عمل متخ�ص�صة ،بدعم من االحتاد الدويل لالت�صاالت[،[[21
حيث برزت احلاجة �إىل تعاون الدول فيما بينها ،القرار جمموعة من املعايري والقواعد ،التي ت�ضمن
اال�ستخدام الأمن للمجال ال�سيرباين .وكانت رو�سيا ،قد اعدت م�سودة عدد من القرارات ،وقدمتها �إىل
الأمم املتحدة ،لإقرار اتفاقية �سيربانية .لكن هذه االقرتاحات مل تقر.
وتبقى هذه اجلهود ،كما املقررات والتو�صيات� ،سواء منها تلك التي �صدرت عن القمة العاملية� ،أو عن
املنتديات الدولية حلوكمة االنرتنت ،وبالرغم من قيمتها ال�سيا�سية والإعالمية ،على امل�ستوى الدويل ،غري
كافية ،وال فاعلة ،نظرا لعدم الزاميتها القانونية ،ولعدم اتاحتها امكانات العقاب ،يف حال خمالفتها .هذا
عدا عن الهوة الرقمية ،التي ما زالت تزداد ات�ساعا ،بني الدول ،والتي متنع توقع باهتمام الدول املحدودة
الإمكانات والقدرات ،باحلفاظ على �أمن الف�ضاء ال�سيرباين ،وبناء الثقة فيه ،على ما جاء يف مقررات
وتو�صيات تون�س[ .[[21من هنا يبدو التعاون �رضوريا ،وملحا ،بني الدول املتقدمة ،وتلك التي تعاين من
تخلف على م�ستوى التقنيات ،والقدرات ،واخلربات ،وذلك منعا ال�ستغالل املجرمني للثغرات العديدة
القائمة ،واحل�ؤول دون اقامة اجلرمية املنظمة ل�شبكاتها اخلا�صة بتبيي�ض الأموال ،واعمال اخلداع والغ�ش
امل�رصيف ،يف بالد تعتمد ت�رشيعات غري فاعلة� ،أو ال تعتمد �إطالقا اي ت�رشيع ،يف جمال مكافحة اجلرمية
ال�سيربانية ،مثل رو�سيا ،والعديد من البالد االفريقية.
وعليه ،يبدو التو�صل �إىل �إقرار نظام عاملي ،اليوم ويف امل�ستقبل القريب ،بعيد املنال .فكيف ميكن جلميع
دول العامل ،وان اتفقت يف �إطار الأمم املتحدة على مكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،ان تتفق على حتديد واحد
لالعمال ال�سيربانية ال�رشعية ،وغري ال�رشعية� ،سواء منها تلك التي تقوم بها الدول� ،أم تلك التي يقوم بها
الأفراد؟ وكيف �سيتم االتفاق على مرجعية حلل اخلالفات ،وما هي �آلية فر�ض قراراتها ،ال�سيما على
الدول املارقة �أو املخالفة؟
[209] The UN GA resolution 55/63 dealing with computer crime legislation 1990
[210] In 2000 the UN GA resolution 56/121 on combating the criminal misuse of information technology
)[211] In 2003 resolution (A/RES/57/239
[212] A/RES/64/211
[213] Toward a universal Order of cyberspace: managing threats from cybercrime to cyber war. Permanent monitoring panel of
cyber security- document wsis-2003- Geneva- www.itu.int
نوفمربWSIS-II/TUNIS/DOC/6(Rev.1)-A182005الوثيقة ][214
نحن نسعى إىل بناء الثقة واألمن يف استعامل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت من خالل تعزيز أسس هذه الثقة .ونحن نؤكد من جديد رضورة امليض ،بالتعاون مع جميع
أصحاب املصلحة ،يف تعزيز وتنمية وتنفيذ ثقافة عاملية لألمن السرباين ،كام ورد يف قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة ،57/239ويف قرارات بعض املحافل اإلقليمية ذات
الصلة .وتتطلب هذه الثقافة إجراءات وطنية ومزيدا ً من التعاون الدويل لتعزيز األمن ،والعمل يف الوقت ذاته عىل النهوض بحامية املعلومات الشخصية وحامية الخصوصية
والبيانات .وينبغي أن يع ِّزز استمرار تنمية ثقافة األمن السرباين إمكانيات النفاذ والتجارة ،وأن يراعي مستوى التنمية االجتامعية واالقتصادية يف كل بلد وأن يحرتم الجوانب
املوجهة نحو التنمية يف مجتمع املعلومات
�صفحة رقم 108
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.5املبادرات الفردية
تعترب املبادرات الت�رشيعية الأمريكية ،حول الأمن ال�سيرباين ،من اهم املبادرات يف العامل ،بالرغم من
املبادرات الوطنية والإقليمية والعاملية ،التي تعالج هذا االمر .ذلك ،انها ارتبطت مبا�رشة مبحاربة
الإرهاب .ويعترب االحتاد الدويل لالت�صاالت ،من اهم املنظمات النا�شطة على هذا امل�ستوى ،عرب االطر،
والهند�سيات ،واملقايي�س التي اقرها ،ومن بينها ،X.509التي ت�شكل �أ�سا�س البنية التحتية للمفاتيح
العامة ،يف التوقيع الإلكرتوين[ ،[[21امل�ستخدم يف الربوتوكول الت�شعبي لنقل البيانات ( ،)HTTPSكما
عرب انتقاله �إىل و�ضع �أجندة الأمن ال�سيرباين العاملي ،والتي جتاوز فيها اجلوانب التقنية للأمن ال�سيرباين،
�إىل ال�سيا�سات ،والتعاون ،والت�رشيع ،وبناء القدرات .لكن هذا ال يحجب بالطبع ،وجود العديد من
املبادرات الت�رشيعية الوطنية والإقليمية ،التي تعنى بالأمن ال�سيرباين.
يف لبنان ،وبعد اجلهود العديدة ،للمر�صد العربي لل�سالمة والأمن يف الف�ضاء ال�سيرباين ،الذي ا�س�سته
اجلمعية اللبنانية لتكنولوجيا املعلومات ،ان�شئت جلنة خا�صة ،للتعامل مع ق�ضايا الأمن ال�سيرباين ،حيث
اكت�شفت احلكومة اللبنانية ان مواقعها ،هي الأ�ضعف عامليا ،على م�ستوى الربجمة واحلماية .وقد مت
االكت�شاف� ،أو الإقرار ،بنتيجة القر�صنة ،التي قامت بها جمموعة جمهولة ،لعدد من املواقع اللبنانية
واحلكومية ،مثل موقع الأمن العام وموقع وزارة اخلارجية واملغرتبني وموقع وزارة االقت�صاد ،وا�ضعة
�صورة على ال�صفحة الرئي�سة توحي ب�أن ال�شعب الفقري واجلائع يطعم احلكومة املتخمة.
ومطوري املواقع ال
ّ وقد ورد يف هذا الإطار� ،شبه �إعالن من احلكومة ،بان معظم املُربجمني اللبنانيني
يهتمون للحماية ،ب�سبب �ضعف خلفيتهم يف جمال االخرتاق ،الأمر الذي يجعل اللبنانيني ميلكون
معلومات �ضعيفة عن احلماية ،واالخرتاق ،وبحيث �أنّ 70يف املئة من املواقع اللبنانية ،م�صابة بثغرات
�أمنية خطرية جداً ي�سهل ا�ستغاللها من القرا�صنة.
ونقال عما ن�رش من مقررات �صادرة عن احلكومة ،ننقل« :وعلى هذا الأ�سا�س ،وبناء على املر�سوم الرقم
5818تاريخ ،2012/6/13وحيث �أن �أمن املواقع الإلكرتونية و�أمانها هما م�س�ؤولية م�شرتكة تقع
على عاتق الإدارات املعنية كلها ،للحفاظ على امل�صلحة العامة وانتظام �سري العمل فيها و�ضمان �أمن
املواقع الإلكرتونية وحمتواها وحمايتها من �أعمال القر�صنة ،التي قد تلحق �رضراً فادح ًا بالقطاع العام،
قرر جمل�س الوزراء ،يف 25متوز املا�ضي ،املوافقة على ت�شكيل جلنة �أمنية وطنية لو�ضع تو�صيات �أمنيةّ
ال�ست�ضافة املواقع احلكومية على �شبكة الإنرتنت».
وقد اوكلت مبوجب املر�سوم الذي �صدر عقب ذلك ،وحمل الرقم 5818تاريخ ،2012/6/13
مهمة حماية الف�ضاء ال�سيرباين ،ومواقع احلكومة� ،إىل جلنة اختري �أع�ضا�ؤها ،من ممثلني عن الإدارات
العامة ،والأجهزة الأمنية ،واجلهات امل�رصفية .وا�سندت �إليها املهمات التالية:
1.1و�ضع �سيا�سة �أمنية للف�ضاء ال�سيرباين ،واملواقع احلكومية الإلكرتونية.
[215] UN ITU-T X.1205 ―Overview of Cyber-security : 2Cyber-security has been defined by the ITU to mean ―the collection of
tools, policies, security concepts, security safeguards, guidelines, risk management approaches, actions, training, best practices,
assurance and technologies that can be used to protect the cyber environment and organization and user‘s assets.
�صفحة رقم 109
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
2.2و�ضع التو�صيات واقرتاح التعاميم يف هذا الإطار ،ومتابعة م�س�ألة تطبيقها يف الإدارات العامة
وامل�ؤ�س�سات العامة.
3.3تن�سيق العمل على امل�ستوى الوطني ،يف جمال الأمن ال�سيرباين ،والعمل على م�ستوى التوعية،
واخلدمات اال�ستباقية ،ومواجهة اخلروق ال�سيربانية ،واجلرائم املعلوماتية ،ودعم اجلهود ملعاجلتها.
4.4اقرتاح اخلطوات العملية وتقدمي التو�صيات ال�رضورية لإن�شاء مركز وطني للأمن ال�سيرباين.
على امل�ستوى الدويل ،و�ضعت جمموعة الثماين ،عددا من املبادرات يف هذا املجال ،ركزت ب�شكل
خا�ص على التعاون بني الدول ،من خالل �شبكة مراكز متخ�ص�صة� ،أطلق عليها ا�سم ،7/24 :ت�ؤمن
التوا�صل بني الأجهزة الأمنية ،املعنية بتطبيق القانون واملالحقة .وتتوىل هذه املراكز� ،إ�ضافة �إىل اعمال
احلماية ،التدريب والت�أهيل ،وتطوير االطر الت�رشيعية املنا�سبة لتامني ال�سالمة والأمن ،وحماربة اجلرمية
الإلكرتونية ،وت�شجيع التعاون بني الأجهزة الأمنية املعنية ،وقطاع االت�صاالت التجاري.
كذلك ا�صدرت اجلمعية العامة لالمم املتحدة ،عددا من القرارات ،وذلك يف �إطار التنمية يف جمال
االت�صاالت واملعلومات ،يف جمال الأمن ال�سيرباين العاملي ،ومن اهمها ،53/70 :يف العام ،1998و
54/49يف العام ،1999و 55/28عام ،2000و 56/19عام ،2001و 58/199عام .2003
كما دعت اجلمعية العامة �إىل تكوين فريق من اخلرباء ،لدرا�سة امكانات �إيجاد قوا�سم م�شرتكة ،بني
دول العامل ،ت�ضمن احلفاظ على الأمن ال�سيرباين[ .[[21اال ان هذا الفريق ف�شل يف التو�صل �إىل تفاهم،
يف العام ،2004فاعيد تكوين فريق عمل ثان ،يف العام ،2009واوكلت اليه مهمة متابعة درا�سة
املخاطر ال�سيربانية اجل�سيمة ،وامكانات و�ضع تدابري ت�ضمن التعاون يف مواجهتها .وقد ا�صدر ،بعد
عام على تكليفه ،تقريرا[ [[21دعا �إىل مزيد من احلوار بني الدول ،ملناق�شة املعايري املتعلقة با�ستخدام الدول
لتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،بهدف احلد من املخاطر اجلماعية ،وحماية البنية احلرجة الوطنية،
والبنية التحتية الدولية .كما او�صى ،ببناء الثقة ،واعتماد تدابري لدعم اال�ستقرار ،ملعاجلة �آثار ا�ستخدام
الدول لتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،مبا يف ذلك تبادل وجهات النظر ،حول ا�ستخدام الدول لهذه
التقنيات يف النزاعات.
وقد متكن من و�ضع �أجندة عمل ،للعمل امل�ستقبلي ،ت�ضمنت �سل�سلة من الإجراءات التي ميكن للدول
اتخاذها ،لتعزيز ال�شفافية ،والثقة فيما بينها ،مبا ي�سمح با�ست�شعار الأخطار ،ومنعها ،ومعاجلة �آثارها،
واحلد منها ،عرب �شبكة ات�صاالت بني الدول ،ومبا يحد من امكانات الت�صعيد والنزاعات الع�سكرية .وقد
برزت يف التقرير� ،إجراءات تعزيز ال�شفافية والثقة ،على النحو التايل:
•تبادل املعلومات ووجهات النظر ،حول ال�سيا�سات الوطنية و�أف�ضل املمار�سات ،و�آليات اتخاذ
القرار ،وامل�ؤ�س�سات الوطنية اخلا�صة بتعزيز الأمن ال�سيرباين .وكانت الواليات املتحدة واملانيا ،قد
تبادلتا درا�سات حول الدفاع ال�سيرباين مع رو�سيا ،خالل العامني 2012و.2013
[216] The General Assembly, in its resolution 57/53, of 22 November, on the subject, called upon Member States to promote
further at multilateral levels the consideration of existing and potential threats in the field of information security, as well as
;possible measures to limit the threats emerging in this field, consistent with the need to preserve the free flow of information
considered that the purpose of such measures could be served through the examination of relevant international concepts aimed
at strengthening the security of global information and telecommunications systems, and reiterated its request to the Secretary-
General, already contained in its resolution 56/19, to carry out a study on these concepts, with the assistance of a group of
governmental experts, to be established in 2004.
[217] UN document A/65/201, 30 July 2010
�صفحة رقم 110
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
يف املقابل ،ويف م�سودة حول «قواعد ال�سلوك يف املجال ال�سيرباين اخلا�صة بالدول ،قدمت �ضمن
تقرير ،اىل االمني العام لالمم املتحدة يف العام ،2011اقرتحت فيها رو�سيا وال�صني ،منع «ا�سلحة
املعلومات» “ ،”information weaponsوتطوير تقنياتها ،لتعودا وتقران خالل اعداد تقرير اخلرباء،
بعدم �رضورة هذا املنع ،كون التقنيات التي تطور ،تقنيات ذات ا�ستخدامات مزدوجة :ايجابية و�سلبية.
وي�شكل هذا االمر ،ان�ضماما اىل الآراء ال�سائدة ،التي اقرت مقاربة تقول ب�رضورة البدء ب�إجراءات بناء
الثقة التقليدية ،وا�س�س التعاون ،قبل منع ما ال ميكن الت�أكد من طبيعته .كما دعا التقرير اىل بناء بيئة
معلوماتية �سلمية ،على غرار ما هو معمول به ،يف قانون ا�ستخدام الف�ضاء اخلارجي ،ومعاهدات النقل
اجلوي ،وغريها من املجاالت ،التي ميكن ان ت�ؤثر على ال�سلم الدويل.
ويف العام ،2012اعيد تكوين هذا الفريق ،ملتابعة املهمة ،انطالقا من التقرير ال�صادر يف العام ،2010
حيث قدم تقريرا� ،أو�صى بار�ساء حوار منتظم بني امل�ؤ�س�سات ،واملنظمات ،والدول ،يف �إ�شارة منه �إىل
�رضورة ان ي�شمل التعاون� ،أكرب عدد ممكن من ال�رشائح املعنية مبجتمع املعلومات ،مبا فيها املجتمع املدين،
وجمال الأعمال ،والقطاع اخلا�ص .اال ان هذا التفاهم ،مل يح�سم اخلالف ،حول دور الأمم املتحدة يف
النقا�شات الدائرة حول الن�شاطات ال�سيربانية ،والتي ميكنها ان تهدد ال�سلم والأمن الدوليني.
يف العام ،2013ا�صدرت الهيئة العامة باالجماع ،قراراً[� ،[[21أخذت به علما بنتائج عمل الفريق،
خالل العام ،2013-2012وطلبت من االمني العام ،اعادة تكوين فريق جديد .وت�ألف هذا الأخري
من ع�رشين ع�ضوا [ ،[[21وعقد اربعة اجتماعات ،ليقدم تقريرا ي�ستكمل ما بدء به من عمل ،حول بناء
الثقة ،وال�شفافية ،وم�س�ؤولية الدول ،والتعاون ،وبناء القدرات ،يف الف�ضاء ال�سيرباين .كما ناق�ش التقرير
كيفية تطبيق القانون الدويل ،على ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،و�أ�صدر تو�صيات للعمل
امل�ستقبلي ،جاء فيها:
•�رضورة مراعاة الدول ملبادئ القانون الدويل ،وال�سيما منها �سيادة الدول ،وحل النزاعات بالطرق
ال�سلمية ،وعدم التدخل يف االمور الداخلية للبلدان االخرى.
•التزام الدول يف الف�ضاء ال�سيرباين ،باحرتام موجباتها التي يقرها القانون الدويل ،مبا يتنا�سب مع
احرتام وحماية حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية.
•امتناع الدول عن ا�ستخدام الربوك�سيز ،Proxiesالرتكاب اعمال غري �رشعية ،واحلر�ص على عدم
ا�ستخدام ارا�ضيها من قبل جهات غري حكومية ،الرتكاب افعال مماثلة.
•على الأمم املتحدة ان تلعب دورا قياديا ،يف تعزيز احلوار حول �سالمة ا�ستخدام تقنيات املعلومات
واالت�صاالت ،من قبل الدول ،ويف تطوير فهم م�شرتك لكيفية تطبيق قواعد القانون الدويل،
وا�صول ومبادئ الت�رصف امل�س�ؤول للدولة.
وقد طلبت اجلمعية العامة ،تكوين فريق �آخر ،من املتوقع �أن يقدم تقريره ،يف العام .2017
.6اجلهود العربية
�أ -غياب �أطر قانونية وا�ضحة و�شاملة
تنت�رش اجلرائم ال�سيربانية يف املنطقة العربية ،كما تنت�رش يف بقية �أجزاء العامل ،وذلك ،يف غياب �أطر قانونية
وا�ضحة و�شاملة ،ت�ضمن مكافحة فاعلة لها .فالت�رشيعات العربية ال�سيربانية املتوافرة ،تركز ب�شكل
�أ�سا�سي ،على مكافحة اجلرائم ،التي تت�صل بحماية التعامالت الإلكرتونية ،والتجارة الإلكرتونية ،تاركة
فراغا ت�رشيعيا وا�ضحا ،على م�ستوى مكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،يف املجاالت االخرى .فقد بادرت
العديد من الدول العربية� ،إىل �إقرار ت�رشيعات ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية[ ،[[22بينما بقي البع�ض الآخر
دون ت�رشيع .ي�ضاف �إىل ذلك ،اللجوء �إىل تطبيق قواعد القانون اجلزائي ،يف بع�ض البلدان ،التي ال متلك
ت�رشيعا �سيربانيا ،وذلك بالرغم من ان بع�ضها مل يعدل هذه القوانني لت�شمل اجلرائم ال�سيربانية ،ما ي�ضمن
مالذا �آمنا لها.
ويف �سياق مت�صل ،ي�سجل تعاون بني بع�ض البلدان العربية ،من خالل الفرق الوطنية لال�ستجابة للحوادث
ولطوارئ االنرتنت ،حيث اطلقت مبادرتان �إقليميتان :الأوىل مبادرة جمل�س التعاون اخلليجيGCC-( ،
)CERTحيث تتعاون ُعمان ،والإمارات العربية املتحدة ،وقطر ،والكويت ،واململكة العربية ال�سعودية
والبحرين� ،أما الثانية ،فهي مبادرة منظمة التعاون الإ�سالمي ( )OICحيث تتعاون البلدان الأع�ضاء،
عرب الفرق الوطنية املعنية ب�أمن احلا�سوب ،واال�ستجابة للحوادث احلا�سوبية ( )CSIRTوالفرق الوطنية
لال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية ( )CERTيف البلدان الأع�ضاء ،وفريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبي
التابع للمنظمة.)OIC-CERT( .
وي�شار يف هذا املجال� ،إىل تعاون الدول العربية� ،سواء يف �إطار جامعة الدول العربية� ،أو يف �إطار
اتفاقيات ثنائية ،يف عدد من املجاالت ،التي ميكن ان تفعل للتطبيق يف الف�ضاء ال�سيرباين ،والتي ميكن
ان تعترب �إطارا م�سهال للتعاون ،مثل :االعرتاف بتنفيذ التبليغات واالنابات الق�ضائية ،تنفيذ االحكام
الق�ضائية ال�صادرة ب�صيغة نهائية� ،سواء منها تلك املقررة حلقوق مدنية� ،أو جتارية� ،أو تلك القا�ضية
بتعوي�ضات ،ت�سليم املجرمني ،ومكافحة الإرهاب.
يف مرص :القانون 120لسنة ، 2008قانون الطفل املرصي بالتعديل الصادرعام ، 2008قانون امللكية الفكرية رقم 82لسنة ،2002قانون االتصاالت رقم 10لسنة [220] 2003
قانون التوقيع االلكرتوين رقم 15لسنة ،2004قانون املحاكم االقتصادية رقم 120لسنة 2008
�صفحة رقم 112
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وقد عمم املركز هذا امل�رشوع ،على الدول العربية ،من خالل وزارات العدل فيها ،وهو بانتظار
مالحظاتها ،لعر�ضها على جمل�س وزراء العدل العرب ،العتمادها و�إقرارها ،متهيدا التخاذ اخلطوات
التنفيذية املنا�سبة ،يف هذا املجال ،يف كل دولة عربية.
�أبرز عنوان امل�رشوع “بناء الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين” ،الهدف الأ�سا�س من االتفاقية ،وهو االلتزام برفاه
الدول و�شعوبها ،وبت�سخري طاقات تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،خلدمة النمو والتطوير الإن�ساين .وقد
ركزت الديباجة ،على اهمية مواكبة متطلبات حماية �أمن املجتمعات العربية ،يف الع�رص الرقمي ،من خالل
التعاون بني احلكومات العربية ،و�إقرارها لالطر الت�رشيعية والتنظيمية املالئمة واملن�سجمة ،التي ت�ضمن
تبادل املعلومات ،بني الأجهزة املعنية ،وت�ضافر جهود ال�سلطات الق�ضائية ،ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية.
بني م�رشوع االتفاقية ،على االلتزام باملبادئ االخالقية والدينية ال�سامية ،وباخل�صو�صية الثقافية العربية،
واحرتام مبادئ القانون الدويل ،واملواثيق .كما و�ضع �إطار ملا ميكن االتفاق عليه ،من جترمي لبع�ض
الأعمال غري ال�رشعية ،ال�سيما منها ،تلك اخلا�صة باملحتوى .فلهذه الأخرية ،ارتباط وثيق بطبيعة املجتمع
وثقافته ،التي ت�ؤثر ب�شكل �أكيد ،على الو�صول �إىل تفاهم حول التجرمي املزدوج ،لبع�ض اجلرائم ،التي
ميكن اال تعترب كذلك ،يف جمتمعات اخرى ،ال�سيما ما يرتبط منها بال�سمات الثقافية للمجتمع.
وقد حلظت مبادئ االتفاقية ،الإقرار بحق �سيادة الدول على اقاليمها ،ومبوجب التزامها حماية الف�ضاء
ال�سيرباين ،مبا مينع حتويله �إىل جمال للنزاعات� ،سواء منها يف ذلك ،تلك التي يرتكبها الأفراد� ،أو التي
تتغا�ضى عن ردعها الدول� ،أو تلك التي ترتكبها .كما حلظت ،مبد أ� االمتناع عن ا�ستخدام تقنيات
املعلومات واالت�صاالت ،يف االعتداء على دولة اخرى� ،أو ت�سهيل هذا االعتداء .ي�ضاف �إىل ذلك،
موجب االلتزام بت�سخري �سيا�سات الدول ومواردها يف املجال ال�سيرباين ،للتعاون على حماية الأمن
القومي العربي ،ومنع حتول الف�ضاء ال�سيرباين� ،إىل مركز انطالق عمليات ع�سكرية� ،أو �إ�ستخباراتية� ،أو
تخريبية� ،أو �إرهابية ،لي�س فقط �ضد الدول الأع�ضاء ،وامنا �أي�ضا �ضد دول العامل االخرى.
�أما م�ضمون امل�رشوع ،فقد توزع حتت عناوين ،ميكن اعتبارها العنا�رص الأ�سا�سية والركائز ال�رضورية،
ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،انطالقا من خ�صو�صية طبيعة الف�ضاء ال�سيرباين ،العابرة للحدود ،التقنية،
واملتحركة .ونذكر منها على �سبيل املثال:
•جترمي كل ا�شكال االعتداء على ال�شبكة العاملية للمعلومات والأنظمة� ،أوعلى الأ�شخا�ص �أو
الأموال ،با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت.
•التعاون يف املجال الأمني
•التعاون بني ال�سلطات الق�ضائية
•اعداد البنية التحتية ال�رضورية لتامني فعالية اجلهود
•�إن�شاء مرجعية خا�صة ت�ؤمن التن�سيق والتعاون بني الدول الأع�ضاء ،حتت م�سمى" :املنظمة العربية
حلماية الف�ضاء ال�سيرباين"
•تعزيز القدرات وبنائها وتبادل اخلربات
�صفحة رقم 113
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
[221] Draft African union convention on the establishment of a legal framework conducive to cyber security in Africa or
draft African union convention on the confidence and security in cyberspace. http://au.int/en/sites/default/files/AU%20
Convention%20EN.%20(3-9-2012)%20clean_0.pdf
Article III – 54- Each Member State of the African Union have to take necessary legislative measures to ensure that the violation
of the secrets stored in a computer system attracts same punishments applicable to the offense of violation of professional secrets.
Article III – 55 - Each Member State of the African Union have to take necessary legislative measures to ensure that, where the
imperatives of the information so dictate, the investigating judge can use appropriate technical means to gather or register in real
time the data in respect of the content of specific communications in its territory, transmitted by means of a computer system or
compel a service supplier to gather and register the data within the framework of his/her technical capacities, using the existing
technical facilities in its territory or that of States parties, or provide support and assistance to the competent authorities towards
the gathering or registration of the said computerized data.
�صفحة رقم 114
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
يف كل االحوال ،لقد �أ�صبح �أكيدا ،نتيجة تراكم التجارب املختلفة� ،أن التعاون الإقليمي والدويل� ،شديدا
الأهمية ،للتمكني من تبادل املعلومات واخلربات ،التي ت�سمح للبلدان ،مبواكبة عبور اجلرمية حلدود �سيادتها،
�سواء لدى انطالقها من �أرا�ضيها� ،أو لدى ا�ستهدافها لهذه االرا�ضي ،من داخل ارا�ضي دولة اخرى.
ولقد �أتاح التعاون يف املجال القانوين ،ب�شكل عام ،حتديد اجلرائم مو�ضوع املكافحة ،والتدابري
الإجرائية ،والأدلة ،واالخت�صا�ص الق�ضائي ،وحتديد امل�س�ؤوليات ،و�آليات التعاون ،حيث اعتمد مثال،
على تو�صيف لعدد من اجلرائم ،وعلى ت�سليم املجرمني ،ال�سيما يف تلك التي اتفق على كونها ،جرائم
تهدد الإن�سانية ،واال�ستقرار الدويل واالقت�صادي ،مثل االجتار بالرقيق ،وتبيي�ض الأموال ،واالجتار غري
ال�رشعي باملخدرات والأ�سلحة .و�أقرت القوانني اجلزائية� ،صالحيات ق�ضائية ،بنيت على مبد أ� �سيادة
الدول على اقاليمها ،ترتكز �إىل مكان ارتكاب اجلرم� ،أو مكان ظهور نتائجه� ،أو جن�سية ال�شخ�ص الذي
وقعت عليه اجلرمية.
وللتعاون الناجح� ،آليات تعاون تنفيذية ثنائية وجماعية ،وتن�سيق ي�ضمن تنظيم �أ�شكال التعاون وحتفزيه،
وان�سجاما مع التحديات املرتبطة .وعليه ،ال بد لقيا�س كفاية اية اتفاقية ،من النظر ،لي�س فقط �إىل م�ضمون
االتفاقية بحد ذاته ،وامنا �أي�ضا �إىل ما يقر من �آليات ،ويتخذ من �إجراءات ،ل�ضمان تنفيذ هذا االتفاق.
فلقد اظهر العديد من الدرا�سات امليدانية ،يف البلدان التي اقرت ت�رشيعات وطنية ،واتفاقات �إقليمية
ملكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،فعالية االطر التنظيمية والت�رشيعية ،يف مالحقة اجلرمية ال�سيربانية ،وتفكيك
ال�شبكات الإجرامية املنظمة ،واملنت�رشة يف عدد من البلدان املختلفة ،ال�سيما فيما يتعلق مبنع ا�ستخدام
الأطفال يف انتاج املحتوى اجلن�سي ،وتوزيع املواد اجلن�سية التي ي�ستغلون فيها .كذلك ،جنح هذا
التعاون ،يف مكافحة جرائم خا�صة بتوزيع املخدرات ،واالدوية غري ال�رشعية ،والإرهاب.
لكن ،وبالرغم من اقتناع اجلميع ،باهمية الو�صول �إىل هذا االن�سجام ،على م�ستوى التجرمي ،ال�سيما يف
اجلرائم اخلا�صة باملحتوى ،يبقى ان امل�سائل التي ميكن الو�صول �إىل اتفاق حولها يف هذا املجال ،على
امل�ستويني الدويل والإقليمي ،تظل حمدودة ،لي�س ب�سبب اختالف املفاهيم والأنظمة القانونية ،فح�سب،
بل وب�سبب العوامل الثقافية واالجتماعية املختلفة �أي�ضا.
وهنا ال بد من االنتباه� ،إىل اختالف التعامل مع هذا النوع من اجلرائم ،نظرا لكونه �أكرث تعقيدا ،ال�سيما
على �ضوء اختالف الأنظمة القانونية ،التي ميكن ان تعترب عمال� ،أو حمتوى معينا ،خمالفا للقانون ،فيما
ال تعتربه الأنظمة االخرى كذلك ،وذلك يف الوقت نف�سه.
واملالحظ يف هذا املجال ،اهتمام الواليات املتحدة الأمريكية ،ب�شكل خا�ص ،مب�صاحلها� ،أكرث من اهتمامها
بالتعاون والتن�سيق مع الدول الأخرى ،لإيجاد احللول لتهديدات اجلرمية ال�سيربانية .فبعد موافقتها على
االتفاقية وبروتوكوالتها الالحقة ،اعرت�ضت يف العام 2002على تعديل ادان ن�رش مواد عن�رصية� ،أو
حمر�ضة على كراهية االجانب ،بوا�سطة الأنظمة املعلوماتية� ،إ�ضافة �إىل االهانات ،والتحقري ،وت�أييد املجازر
واجلرائم �ضد الإن�سانية ،متذرعة بتعار�ض هذا التعديل ،مع حرية التعبري ،املكر�سة يف الد�ستور الأمريكي.
على خط مواز ،وبالرغم من احلملة الأمريكية على الإرهاب ،يالحظ وجود عدد من املواقع ،يف الواليات
املتحدة الأمريكية ،للحركات امل�صنفة �إرهابية من قبل الإدارة ك”حما�س”.
�صفحة رقم 115
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
[222] Comprehensive Study on Cybercrime Draft - February- 2013 – executive summary- xviii. Two-thirds of countries view their
systems of police statistics as insufficient for recording cybercrime. Police-recorded cybercrime rates are associated with levels of
country development and specialized police capacity, rather than underlying crime rates
�صفحة رقم 116
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•تركيز �أكرث ،على التزام الأع�ضاء ب�سيا�سات التوعية ،ال�سيما وان احللقة الأ�ضعف يف مو�ضوع
الأمن وال�سالمة ،هي م�ستخدم االنرتنت ،فما بالك �إذا كان هذا امل�ستخدم ،طفال �أو مراهقا،
ال يعي وجود �أ�شخا�ص يرتب�صون به ،وي�ستهدفون البيانات ال�شخ�صية التي تعود اليه ،واىل �أفراد
ا�رسته؟
•اعتماد �أ�س�س للتعاون ،بني خمتلف ا�صحاب امل�صلحة ،كال�رشكات وامل�ؤ�س�سات املالية ،واملجتمع
املدين ،والدولة ،ملواجهة الثغرات ونقاط ال�ضعف ،يف الربامج والتطبيقات التي تعتمد ،يف تقدمي
اخلدمات االجتماعية ،وال�صحية ،واملالية ،واالدارية ،مبا يعزز �أمن جمتمع املعلومات.
و�ضع ا�سرتاتيجيات و�سيا�سات وطنية ،تلحظ التعاون و�آليات تفعيله ،على امل�ستويات كافة ،الداخلية
بني �أ�صحاب امل�صلحة املتعددين ،والإقليمية بني الدول ذات امل�صالح امل�شرتكة ،والدولية مع دول العامل
االخرى.
�صفحة رقم 117
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل الثامن {
البيانات ال�شخ�صية :بني الرقابة و�صون احلريات
فما هو احلق يف اخل�صو�صية؟ وما هي البيانات ال�شخ�صية؟ وكيف ميكن االعتداء على هذا احلق يف
غياب حماية البيانات ال�شخ�صية؟ وما هي ال�صلة بني حماية البيانات ال�شخ�صية واحلق يف اخل�صو�صية
والأمن ال�سيرباين؟ وما هو الإطار القانوين الذي يتم التعامل على �أ�سا�سه مع املخاطر التي يتعر�ض لها
هذا احلق؟
هذا ما �سنحاول الإجابة عليه ،من خالل العناوين الآتية.
.2البيانات ال�شخ�صية
�أ -تعريفات
يختلف العامة على ما يعترب بيانات �شخ�صية� ،أو بيانات ح�سا�سة� ،أو معلومات يتحفظون على ن�رشها.
اال �أن مقت�ضيات الأمن ال�سيرباين ،تفرت�ض اعتماد قواعد وا�ضحة ،ملا يعترب بيانات �شخ�صية ،بغية و�ضع
الن�صو�ص القانونية املنا�سبة ،وت�أمني احلد االدنى من احلماية املطلوبة.
وميكن تعريف هذه البيانات ،ا�ستنادا �إىل القواعد االر�شادية التي و�ضعتها منظمة التعاون االقت�صادي
والتنمية ،بانها “ ...كل معلومة عائدة ل�شخ�ص طبيعي حمدد �أو قابل للتحديد”[.[[22
وعليه ،فهي تلك البيانات ،التي تنقل معلومات ميكن ربطها ب�شخ�ص معني ،لتحديد هويته.
اال �أن هذا التعريف يثري بع�ض الإ�شكاليات ،باعتباره قد ا�ستثنى بيانات ،ميكنها ان ت�ساعد على حتديد
هوية ال�شخ�ص� ،أو تعقبه ومالحقته ،عرب حتديد مكان وجوده .وترد يف هذا ال�سياق ،البيانات التي ال
تعود �إىل ال�شخ�ص الطبيعي ،وامنا �إىل و�سيلة ي�ستعملها :كرقم ت�سجيل ال�سيارة ،ورقم الهاتف الثابت
والنقال ،ال�سيما متى بقيت خارج �إطار التنظيم ،الذي ي�ستهدف حماية البيانات ال�شخ�صية .وي�سمح
هذا اال�ستبعاد ،بالتعدي على خ�صو�صية الأ�شخا�ص ،دون رادع ،نظرا لعدم امكانية تطبيق الن�ص .وكان
الت�رشيع الفرن�سي الذي �صدر يف العام ،1978قد ن�ص على حماية املعلومات اال�سمية ،حا�رصا بذلك،
نطاق تطبيقه ب�شكل دقيق ،يف كل معلومة ت�شري �إىل هوية ال�شخ�ص ،من دون اي التبا�س .اال ان هذا
القانون ،جرى تعديله يف العام [ ،2004[[22لي�صبح نطاق تطبيقه �أكرث ات�ساعا ،بحيث اعتمدت عبارة
“املعلومات ذات الطابع ال�شخ�صي” ،مبا ميهد حلماية بيانات غري ا�سمية[ ،[[22فاحتا بذلك املجال امام
حماية �أو�سع ،ولكن �أمام التبا�سات �أكرب.
وبالفعل ،فقد اعرت�ضت اللجنة اخلا�صة باملعلوماتية واحلريات يف فرن�سا ،على االجتهاد[ [[22الذي
اعترب يف قرارين متتاليني �صادرين عن حمكمة اال�ستئناف يف باري�س ،ان العنوان اخلا�ص برقم التعريف
[223] Lignes directives de l’OCDE . …”toute information relative a une personne physique identifiee ou identifiable’.
[224] Loi 801 intitulee « loi pour la confiance dans l’économie numerique » du 21 juin 2004
[225] La loi du 6 janvier 1978 «informatique et libertés» visait les informations nominatives. La loi du 6 août 2004 remplace le
»terme «information nominative» par celui de «donnée à caractère personnelle
[226] CA Paris, 27 Avril 2007 :” «L’adresse IP ne permet pas d’identifier le ou les personnes, qui ont utilisé cet ordinateur
puisque seule l’autorité légitime pour poursuivre l’enquête (police ou gendarmerie) peut obtenir du fournisseur l’accès d’identité
de l’utilisateur.». Et CA Paris, 15 Mai 2007 : » «Que cette série de chiffre en effet ne constitue en rien une donnée indirectement
nominative relative à la personne dans la mesure où elle ne se rapporte qu’à une machine, et non à l’individu qui utilise
l’ordinateur pour se livrer à la contrefaçon».
�صفحة رقم 119
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
الإلكرتوين للجهاز ، [[22[IPلي�س من البيانات ال�شخ�صية ،كونه ي�سمح بتحديد هوية جهاز ،ال هوية
ال�شخ�ص الذي ي�ستعمل اجلهاز .ويف هذا ،بح�سب ر�أي اللجنة ،خطر يفتح الباب للتعديات على
اخل�صو�صية ،من خالل جمع هذه البيانات ،من دون احل�صول على ترخي�ص م�سبق بذلك ،كما هو مقرر
جلمع البيانات ال�شخ�صية.
ويف لبنان ،حدد م�رشوع القانون الذي اعدته وزارة االقت�صاد والتجارة [ ،[[22البيانات ال�شخ�صية،
على النحو الآتي« :يق�صد بالبيانات ذات الطابع ال�شخ�صي ،جميع �أنواع املعلومات املتعلقة ب�شخ�ص
طبيعي ،والتي متكن من التعريف به ،مبا�رشة �أو غري مبا�رشة ،مبا يف ذلك عن طريق مقارنة املعلومات
املتعددة امل�صادر �أو التقاطع بينها» .ويبدو وا�ضحا من هذا التعريف ،ذي النطاق الوا�سع ،ا�ستناده �إىل
قانون 2004الفرن�سي.
ولعل هذا التعريف االو�سع ،هو ما يتنا�سب مع قانون كانت الغاية الأ�سا�سية منه ،تعزيز الثقة يف التجارة
الإلكرتونية ،كما يدل عليه عنوانه .فتوفري م�ساحة �أكرب للحماية ،يعني معدال �أعلى من الثقة .بالإ�ضافة
�إىل ذلك ،ي�ستجيب هذا التعريف ،حلاجات الع�رص ،يف مواكبة التطورات املت�سارعة ،يف جمال تقنيات
املعلومات ،حيث مل يعد ممكنا توقع قدرات تكنولوجيا معاجلة املعلومات ،وال نتائج اجلمع بني تقنيات
خمتلفة ومتنوعة ،على احلياة ال�شخ�صية ،وعلى �أمن الدول.
ويعلو من�سوب الأخطار ،مع ك�شف بع�ض البيانات ال�شخ�صية ،التي ميكن اعتبارها بيانات ح�سا�سة،
وذلك ،نظرا ملا ميكن ان يرتكه هذا االنك�شاف ،من �أثر �سلبي على كيفية التعامل مع املعني بها� ،سواء
من قبل ال�سلطات املخت�صة� ،أو من قبل الآخرين .وتتمثل هذه البيانات ،يف كل ما يك�شف عن الآراء
واملعتقدات ،والو�ضع االجتماعي ،وامليول ال�سيا�سية واجلن�سية .من هنا ،تكون القاعدة فيما يتعلق بهذه
البيانات هي حظر معاجلتها ،وال�سماح مبعاجلتها هو اال�ستثناء ،وذلك يف حاالت حمددة ح�رصا[.[[22
ومن الثابت �أي�ضا� ،أن هذه البيانات ،قد حتولت �إىل مرتكز لالقت�صاد الرقمي ،واىل �سلعة ذات قيمة
اقت�صادية ،واىل جزء من عنا�رص امل�ؤ�س�سات التجارية ،مبا جعل بيانات م�ستخدم االنرتنت ،الذي هو �أي
مواطن[ ،[[23تتحول �إىل مادة �أولية ،يف حتقيق انتاجية ال�رشكات املختلفة.
وبالفعل ،تتهافت ال�رشكات اخلا�صة ،النا�شطة على االنرتنت ،ويف جماالت االت�صاالت كافة ،على
جمع البيانات ال�شخ�صية ،ومعاجلتها ،وا�ستخدامها ،يف عمليات الرتويج ،واالبحاث ،التي تخدم
حتديد �أطياف م�ستخدمي تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،من خالل فئاتهم العمرية ،جن�سهم ،مكان
تواجدهم ،مبا ي�سمح با�ستهدافهم� ،إعالنيا ،و�إعالميا .و�أحيانا كثرية ،تلج أ� التطبيقات� ،إىل جمع بيانات
ح�سا�سة ،من خالل ما ي�سمى معلومات اختيارية ،يرتك للم�ستخدم ان يوافق على اعطائها ،مثل :امليول
اجلن�سية ،والعرق ،واحلالة االجتماعية الخ...
فالتطبيقات املجانية ،على الهواتف اخلليوية ،والهواتف الذكية ،كما حمركات البحث ،ومواقع التوا�صل
االجتماعي ،والرتفيه ،وتنزيل املو�سيقى ،والتجارة الإلكرتونية ،وتطبيقات حتديد االماكن ،واخلرائط
الرقمية ،طرق �رسيعة ،لي�س فقط لالت�صال والو�صول �إىل املعلومات ،بل �أي�ضا جلمع البيانات ،ور�صد
وحتركات الأفراد وعالقاتهم من خالل ن�شاطهم يف الف�ضاء ال�سيرباين .فالآلة التي تعرف م�ستخدم
االنرتنت� ،أكرث ما يعرف نف�سه ،ت�سمح للربامج التي ي�ستخدمها ،يف اال�ستثمار مبا�رشة يف خ�صو�صيته،
مبا ي�ساهم يف منو وازدهار االقت�صاد الرقمي[.[[23
وهكذا ،يتعر�ض احلق يف اخل�صو�صية لالنتهاك ،نتيجة الدفق الهائل للبيانات ال�شخ�صية ،عرب الف�ضاء
ال�سيرباين ،لي�س فقط من قبل ال�سلطات احلكومية ،االجنبية منها والوطنية ،وامنا �أي�ضا ،من قبل
امل�ؤ�س�سات التجارية ،واملجرمني ال�سيربانيني ،على حد �سواء .ولذا ،تعترب حماية البيانات ال�شخ�صية،
واحلق يف اخل�صو�صية ،من التحديات الأ�سا�سية ،التي يواجهها جمتمع املعلومات ،يف �سعيه �إىل تعزيز
الثقة ،يف الف�ضاء ال�سيرباين.
.3احلق يف اخل�صو�صية
بالرغم من االعرتاف به ،من قبل العديد من الدول وال�رشع والقوانني[ ،[[23يبقى احلق يف اخل�صو�صية،
وتبقى حماية البيانات ال�شخ�صية ،عر�ضة لالعتداء ،لي�س فقط نتيجة النق�ص الت�رشيعي والتنظيمي،
واملمار�سات احلكومية ،وامنا نتيجة لالمكانات التقنية الهائلة ،التي تتيحها تقنيات املعلومات
واالت�صاالت ،والتي ال ميكن توقع امكاناتها .ونذكر هنا على �سبيل املثال :تقنيات الر�صد ،وجمع
البيانات ،والتتبع ،واملعاجلة ،والتنقيب ،والو�صول ب�رسعة فائقة� ،إىل عدد �أكرب من النا�س ،يف �أماكن
[230] Rapport « Collin et Colin ». Dans toute application en ligne, l’utilisateur est actif et son activité, peut être captée sous la
forme de données. Les données sont un flux essentiel qui irrigue l’ensemble de l’économie numérique. - http://www.economie.
gouv.fr/files/rapport-fiscalite-du-numerique_2013.pdf
_[231] Personal data: Emergence of a new Asset class. http://www3.weforum.org/docs/WEF_ITTC_PersonalDataNewAsset
Report_2011.pdf
– الحق يف الخصوصية من الحقوق االساسية ،املعرتف بها يف عدد من البالد حول العامل ،ويف نصوص عاملية ،مثل الدساتري الوطنية واالتفاقية .اإلعالن العاملي لحقوق ][232
االنسان ،رشعة الحقوق السياسية واملدنية ،االتفاقية األوروبية لحامية حقوق االنسان والحريات ،واالتفاقية األمريكية لحقوق االنسان.
)- The Universal Declaration of Human Rights,(Article 17) of the International Covenant on Civil and Political Rights, (Article 8
of the European Convention on Human Rights, (Article 11) of the American Convention on Human Rights.
- Article 12 of the Universal Declaration of Human Rights states, “No one should be subjected to arbitrary interference with his
privacy, family, home or correspondence, nor to attacks on his honour or reputation. Everyone has the right to the protection of
”the law against such interferences or attacks.
�صفحة رقم 121
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
خمتلفة من العامل .ي�ضاف �إىل ذلك ،ا�ستحالة معاجلة النتائج ال�سلبية لالعتداءات ،يف �أحيان كثرية ،مع
تعذر ا�ستعادة البيانات التي مت اال�ستيالء عليها� ،أو تعذر ال�سحب �أو االلغاء الكامل للبيانات �أو االخبار،
التي مت ن�رشها� ،أو ت�شويهها� ،أو تزويرها والتالعب بها .وال نن�سى �أي�ضا ،اخلطر الذي ميثله ،اقتحام بع�ض
قواعد املعلومات ال�شخ�صية� ،سواء منها تلك التي حتتفظ بها ال�رشكات� ،أو تلك التي حتتفظ بها اجلهات
الر�سمية[.[[23
ويعترب هذا احلق من احلقوق ال�شخ�صية ،املحمية يف �إطار احلريات العامة .فاخل�صو�صية تعني ،ب�شكل
�أ�سا�سي ،املحافظة على �رسية� ،أو على الأقل ،على حمدودية انت�شار املعلومات ،التي ت�سمح بتحديد
ال�شخ�ص ،ون�شاطه ،ومكان تواجده ،وعالقاته ال�شخ�صية ،االمر الذي مينع التدخل ،فيما يعتربه �أمورا
حميمة� ،أو حتى �أ�رسارا ،ميكنها ان تعر�ض ا�ستقراره ،و�سالمته املادية واملعنوية.
وعليه ،هنالك اعتداء على اخل�صو�صية� ،سواء تعلق االمر ،بك�شف �رس دفني ،ون�رشه �إىل الآخرين� ،أم
مبراقبة ور�صد حتركات ،مل يقرتنا بك�شف �أ�رسار� ،أو بن�رش معلومات ح�سا�سة .فال�رضر واقع يف احلالتني:
اذ ينتج عن ك�شف املعلومات ،يف احلالة الأوىل ،وعن كون ال�شخ�ص ،و�ضع حتت املراقبة ،يف احلالة
الثانية.
ويرتبط احلق يف اخل�صو�صية ،باحلق يف احلفاظ على ال�صورة ،وباحلق يف احلفاظ على ال�سمعة .اال
ان هذا احلق ،وبالرغم من االعرتاف به ،من قبل العديد من الدول وال�رشع والقوانني[ ،[[23كالد�ساتري
الوطنية ،و�رشعة حقوق الإن�سان ،و�رشعة احلقوق املدنية وال�سيا�سية ،واالتفاقية الأوروبية حلماية حقوق
الإن�سان واحلريات ،يتعر�ض لالعتداء ،لي�س فقط من قبل اجلهات الر�سمية يف بع�ض البلدان ،وامنا �أي�ضا،
من قبل م�ستخدمي االنرتنت �أنف�سهم .فمما ال �شك فيه ،ان الإمكانات الهائلة التي تتيحها االنرتنت،
لناحية الو�صول �إىل عدد �أكرب من النا�س ،وب�رسعة فائقة ،يف �أماكن خمتلفة من العامل ،جتعل املخاطر
التي يتعر�ض لها هذا احلق� ،أكرب و�أدهى .واملثال الذي ميكن ايراده هنا ،هو ر�صد حركة الأ�شخا�ص
ومالحقتهم ،كما التن�صت على ات�صاالتهم ،واالطالع على مرا�سالتهم� ،إ�ضافة �إىل امكانية ن�رش �صور
�شخ�صية و�أخبار خا�صة� ،أو ت�شويهها� ،أو تزويرها والتالعب بها .ي�ضاف �إىل ذلك ،اخلطر الذي ميثله،
اقتحام بع�ض قواعد املعلومات ال�شخ�صية� ،سواء منها تلك التي حتتفظ بها ال�رشكات� ،أو تلك التي حتتفظ
بها اجلهات الر�سمية[ ،[[23مبا يعنيه من خطر انك�شاف ،وت�رسب معلومات.
وتزيد طبيعة الن�شاط يف الف�ضاء ال�سيرباين ،تعقيدات احلفاظ على اخل�صو�صية ،كما عرفناها يف العامل
املادي .فكل حركة على جهاز الكومبيوتر� ،أو الهاتف النقال� ،أو �أي جهاز مت�صل باالنرتنت ،ت�شكل
معلومة ميكن جمعها ،وتناقلها ،ومعاجلتها ،وحتليلها .وهذا ال يحدث بدون موافقتنا القانونية على
ذلك ،عرب ال�ضغط على زر “موافق” يف �سيا�سة اال�ستخدام ،التي تخرج الينا ،قبل البدء با�ستخدام اي
تطبيق� ،أو برنامج .وغني عن القول ،ان هذه العقود التي نوقع على قبولها ،لي�ست يف احلقيقة ،اال�إقرارا
منى األشقر جبور ومحمود جبور -القانون واالنرتنت :تحدي التكيف والضبط -املنشورات الحقوقية -صادر -بريوت[233] 2008 -
[234] The Universal Declaration of Human Rights, (Article 17) of the International Covenant on Civil and Political Rights,
(Article 8) of the European Convention on Human Rights, (Article 11) of the American Convention on Human Rights.
Article 12 of the Universal Declaration of Human Rights states, «No one should be subjected to arbitrary interference with his
privacy, family, home or correspondence, nor to attacks on his honour or reputation. Everyone has the right to the protection of
»the law against such interferences or attacks.
منى األشقر جبور ومحمود جبور -القانون واالنرتنت :تحدي التكيف والضبط -املنشورات الحقوقية -صادر -بريوت[235] 2008 -
�صفحة رقم 122
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
بتنازلنا ،عن حقنا يف اخل�صو�صية ،عرب منح ال�رشكة ،مالكة التطبيق �أو الربنامج حق الت�رصف يف بياناتنا
ال�شخ�صية .وي�ضاف �إىل ذلك ،خطر قبولنا ،باملالحقة �أمام حماكم اجنبية ،ال منلك القدرة الكافية على
متابعة �أنظمتها والقوانني ،التي تطبق لديها .ويف حال امتالكنا لهذه القدرة ،تبقى التكلفة عالية ،ومن
ال�صعب حتملها.
ويرتافق كل ذلك ،مع ازدياد وت�صاعد �أعداد الكعكات ،cookiesالتي تزرعها حمركات البحث،
واملواقع التي نزورها ،بهدف متابعة نوعية ن�شاطنا ،واهتمامتنا ،وحركة ت�صفحنا لالنرتنت ،ومبا ي�ساعد
على حتديد �أطيافنا ،ال�ستهدافنا ب�إعالنات و�أخبار ،وخدمات تطابق �شخ�صيتنا ،واحتياجاتنا ،وميولنا.
ويحدث كل ذلك ،دون ان ننتبه اليه ،ودون ان ندرك كمية املعلومات ،والبيانات ال�شخ�صية التي جتمع،
واحلد الذي و�صل اليه ،اخرتاق خ�صو�صيتنا .وال بد من الإ�شارة هنا� ،إىل بروز بوادر ت�رشيعية ،تنظم
ومتنع عملية التتبع والر�صد[ ،[[23والتي تهدف قبل كل �شيء� ،إىل حماية امل�ستهلك ،مبا يعزز الثقة يف البيئة
ال�سيربانية.
ويعود االهتمام باملحافظة على احلق يف اخل�صو�صية� ،إىل بدايات ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات
واالت�صاالت ،و�إن�شاء قواعد البيانات ال�شخ�صية[� .[[23إال �أن اهتمام الدول ،باحلفاظ على هذه احلقوق
واحلريات ،يختلف باختالف ثقافتها القانونية .ففي فرن�سا ،حيث القواعد ال�صارمة حلماية احلريات
ال�شخ�صية ،تتوىل هيئة خا�صة الرقابة على �أمن املعلومات ال�شخ�صية ،بينما ال توجد يف الواليات املتحدة
الأمريكية� ،سلطة م�شابهة لها[ .[[23وغني عن القول ،ان االختالف بني الأنظمة القانونية ،واملبادئ التي
يتم على �أ�سا�سها التعامل مع البيانات ،ي�ؤثر �سلبا على احلماية القانونية للحق .ففي الواليات املتحدة
الأمريكية ،تعترب هذه البيانات ،بيانات جتارية ،ذات قيمة خا�ضعة حلاجات ال�سوق ،بينما تعترب هذه
البيانات يف �أوروبا ،كجزء من خ�صائ�ص امليزات ال�شخ�صية[ ،[[23ما يجعل تعامل الق�ضاء مع �رشوط
ا�ستثمارها ،ومعاجلتها ،يختلف ب�شكل �أكيد.
وتتمثل اجلوانب القانونية لالعتداء على اخل�صو�صية ،يف عدد من اجلرائم ،والأعمال غري ال�رشعية ،التي
ميار�سها الأفراد� ،أو اجلهات احلكومية ،ومنها :انتحال هوية ال�شخ�ص ،وانتحال ال�صفة ،واالبتزاز،
واخرتاق �أنظمة املعلومات ،والو�صول �إىل اال�رسار املهنية والتجارية� ،إ�ضافة �إىل الر�صد غري امل�رشوع
حلركة الأ�شخا�ص والأموال ،من قبل الأجهزة احلكومية ،وتكوين ملفات معلومات ،دون �سبب
�رشعي ،وكذلك التمييز العن�رصي� ،أو العقائدي� ،أو الديني.
ارتباطا وثيقا ،بالأمن القومي للدولة .ويعود ال�سبب يف ذلك� ،إىل خطورة انك�شاف معلومات خا�صة،
باملواطنني عامة ،وببع�ض ا�صحاب املراكز احل�سا�سة ،ب�شكل خا�ص ،نظرا المكانات ال�ضغط التي ميكن
ان متار�س عليهم نتيجة لذلك ،بهدف ابتزازهم يف عمليات �إ�ستخباراتية ،ت�ؤذي ا�ستقرار البالد ،وتعر�ض
اقت�صاده� ،أو ن�سيجه االجتماعي ،لالنهيار.
ي�ضاف �إىل ذلك ،اعتبار حماية البيانات ال�شخ�صية ،عن�رصا من عنا�رص تعزيز الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين،
ال�سيما فيما يخ�ص ت�أمني املعامالت الإلكرتونية ،وحماربة اجلرمية ال�سيربانية.
يف املقابل ،ميكن لالحتاد الأوروبي ،وبح�سب هذا االتفاق� ،أن يطلب من الواليات املتحدة الأمريكية،
تزويده بيانات �شخ�صية ،حول امل�سافرين من الواليات املتحدة الأمريكية �إىل �أوروبا ،يف حال اعتماده
ل�سيا�سة م�شابهة ،لتلك التي تعتمدها حاليا .وي�أتي ذلك ،يف �إطار املحادثات التي يقودها االحتاد
الأوروبي ،يف املنظمة العاملية للطريان املدين ،من �أجل حتديد معايري عاملية ،حول ا�ستخدامات املعطيات
اخلا�صة بامل�سافرين ،بهدف احلماية على املعابر ،ويف النقل اجلوي.
وقد جاءت ال�ضمانات التي تلتزم بها الواليات املتحدة الأمريكية ،لت�أمني م�ستوى حماية مقبول يف
االحتاد الأوروبي ،على ال�شكل التايل:
•ح�رص البيانات التي تنقل �إىل الواليات املتحدة الأمريكية� ،ضمن 34فئة ،وهي �أقل من تلك التي
جتمع وحتفظ من قبل الواليات املتحدة الأمريكية ،عادة.
•حظر نقل البيانات التي تعترب ح�سا�سة ،واخلا�صة بالدين �أو ال�صحة .ويف حال نقلها ،يجري تنقيتها
والغا�ؤها فيما بعد.
•ح�رص ا�ستعمال هذه البيانات ،ب�أهداف مكافحة الإرهاب ،واجلرائم الكربى.
•حمو هذه البيانات ،بعد فرتة زمنية ،حددت بثالث �سنوات وثالثة �أ�شهر ،ما عدا حاالت مراجعتها،
يف �إطار حتقيقات خا�صة� ،أو مراجعتها يدويا.
•الزام الواليات املتحدة الأمريكية� ،إعالم امل�سافرين ،بهدف جمع هذه املعطيات ومعاجلتها ،وبهوية
امل�س�ؤول عن املعاجلة.
•�إقرار حق �أ�صحاب البيانات يف النفاذ اليها ،ملراجعتها وت�صحيحها.
•�إقرار �صالحية ال�سلطات املخت�صة يف االحتاد الأوروبي ،م�ساعدة الأفراد ،لتقدمي �شكوى �أمام
ال�سلطات الأمريكية.
•منع فرز املعلومات ،من قبل ال�سلطات الأمريكية ،اال وفقا لكل حالة على حدة ،ولأهداف متفق
عليها.
•حظر نقل البيانات� ،إىل جهات �أمريكية� ،أو هيئات �أخرى ،وطنية �أو �أجنبية ،اال بعد ابالغ �سلطة
خمت�صة ،يعينها االحتاد الأوروبي.
•و�ضع تقرير �سنوي ،من قبل الهيئات املخت�صة ،على امل�ستوى الأوروبي ،حول مدى احرتام
الواليات املتحدة الأمريكية اللتزاماتها.
وميكن للهيئات املكلفة حماية البيانات ال�شخ�صية ،ممار�سة �صالحيتها ،يف وقف انتقال البيانات �إىل
وزارة الداخلية الأمريكية ،بهدف حماية الأ�شخا�ص ،من معاجلة هذه البيانات ،بطريقة خمالفة ،ملا جاء
يف االتفاق مع االحتاد الأوروبي.
يف العام ،2012وقع االحتاد الأوروبي والواليات املتحدة الأمريكية ،اتفاقا �آخرا ،حول نقل بيانات
امل�سافرين ،يق�ضي مبا يلي:
•م�شاركة ملفات بيانات امل�سافرين ،والتحليالت اخلا�صة بها ،مع الهيئات الق�ضائية يف االحتاد
الأوروبي ،ملكافحة اجلرائم العابرة للحدود ،والإرهاب ،وتفعيل املالحقات
�صفحة رقم 126
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•التزام الواليات املتحدة الأمريكية ،ا�ستخدام هذه البيانات يف مكافحة الإرهاب ،واجلرائم اخلطرية،
مثل تهريب املخدرات ،والرقيق ،واجلرائم التي ت�صل عقوبتها الدنيا� ،إىل ثالث �سنوات حب�س.
•حتديد مدة االحتفاظ بهذه البيانات ب � 10سنوات ،على ان يبقى الرجوع �إليها ممكنا ملدة 15
�سنة ،لق�ضايا تتعلق مبكافحة الإرهاب ،وعلى ان تتم معاجلة البيانات ،بطريقة متنع التعرف على
ا�صحابها ،بعد مرور � 6أ�شهر من تلقي ال�سلطات الأمريكية لها ،ونقلها �إىل قاعدة معلومات غري
مو�ضوعة يف اخلدمة ،بعد مرور � 5سنوات ،وحيث ال ميكن للم�س�ؤولني الأمريكيني الو�صول اليها،
اال �ضمن �رشوط معينة.
•تعيني م�س�ؤول عن حماية البيانات ال�شخ�صية ،يف وزارة الداخلية الأمريكية ،يقدم تقارير حول
املو�ضوع �إىل الكونغر�س ،ويتابع ق�ضايا احلماية مع الهيئات امل�س�ؤولة ،يف االحتاد الأوروبي،
كما يتابع ال�شكاوى ،التي تقدم بها مواطنون ،اعتربوا ان الواليات املتحدة ،ال تلتزم احرتام
خ�صو�صيتهم.
•اتاحة االمكانية �أمام املواطنني الأوروبيني ،لالعرتا�ض على حفظ البيانات ،وتقدمي ال�شكاوى
االدارية والق�ضائية ،وت�صحيح البيانات ،واملطالبة مبحوها.
•التزام الناقل� ،إعالم امل�سافرين ،ب�أهداف وكيفية ا�ستخدام بياناتهم ،و�آليات ممار�سة حقوقهم.
•منع حتديد اطياف امل�سافرين ،على �أ�سا�س معاجلة �آلية ،ومنع املالحقة على هذا الأ�سا�س.
•ا�ستخدام حمدد للبيانات احل�سا�سة ،مع التزام تطبيقات متنع معاجلة البيانات احل�سا�سة.
•و�ضع �آليات ادارية ،وا�صول تقنية ،ت�ضمن �أمن البيانات� ،ضد التلف واملحو والتالعب ،وغري ذلك
من �أخطار .ويفرت�ض يف هذا املجال ،ت�شفري البيانات.
وغني عن القول ،ما لهذا من ت�أثري �سلبي ،حيث ت�ؤدي هذه املمار�سات� ،إىل عزل الفرد عن عامل املعرفة،
وت�ؤثر يف تكوينه الفكري ،عندما تقدم له �صورة مغلوطة �أو غري مكتملة عن العامل ،عدا عن انها ت�ساهم
يف منع تقدم املجتمع ككل.
مما ال �شك فيه ،انه ال اعرتا�ض على حق الدولة يف ممار�سة الرقابة على املحتوى ،يف الف�ضاء ال�سيرباين،
انطالقا من واجبها ،يف حفظ الأمن والنظام العام ،ك�أن تالحق اجلرمية ال�سيربانية ،واالعتداءات على
حقوق امللكية الفكرية ،واحل�ض على خمالفة القانون ،وكل عمل من �ش�أنه اال�ساءة �إىل املجتمع ،و�إىل
�سيادة الدولة .اال ان دورها هذا ،ال يجوز ان يتحول �إىل دور قمعي ،مينع حرية التعبري ،وحرية تبادل
املعلومات ،النه يتعار�ض ب�شكل �أ�سا�سي ،مع مبادئ ومتطلبات الثقة والأمن يف الف�ضاء ال�سيرباين ،والتي
تقوم على:
•حرية دفق املعلومات ،دون اي حد منها ،اال لأ�سباب قانونية ،وبح�سب ما تقره القوانني الدولية،
والت�رشيعات.
•احرتام القواعد القانونية اخلا�صة با�صول التحقيق ،والتجرمي ،واملالحقة ،مبا ين�سجم مع احرتام
القوانني اخلا�صة بحقوق الإن�سان وحرياته.
•دعم اجلهود الدولية يف مكافحة اجلرمية ال�سيربانية.
•احلر�ص على منع االعتداء على امل�ستخدمني ،وا�ستغاللهم ،والتعدي عليهم.
•احرتام اخل�صو�صية واحلريات ،يف كل التطبيقات اخلا�صة ب�أمن ال�شبكات واالت�صاالت.
لكن الواقع ،وبرغم املبادئ والإعالنات ،يبقى مغايرا ،و�شديد اخلطورة ،حيث تتكاثر وتتكثف الرقابة،
كما ونوعا ،لت�صبح �شاملة .فمع تطور امكانات تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،وتنوعها ،وتو�سع
االتكال عليها ،يف تدبري �ش�ؤون احلياة اليومية ،وانت�شار �شبكات التوا�صل االجتماعي ،تزداد امكانات
الر�صد ،والتتبع ،والتن�صت ،وجتميع املعلومات ،ومعاجلتها.
_ الرقابة ال�شاملة
حتتل �أخبار انتهاك احلق يف اخل�صو�صية واحلريات املدنية ،وحرية التعبري على االنرتنت ،ال�صفحات الأوىل،
يف و�سائل الإعالم .فمن ويكيليك�س[� ،[[24إىل تامبورا[ [[24يف بريطانيا� ،إىل �سنودين[ [[25وبري�سم[[[25يف
الواليات املتحدة الأمريكية� ،إىل برامج اال�ستخبارات يف كندا[� ،[[25إىل ت�شديد الرقابة على االنرتنت يف
[248] https://wikileaks.org/
[249] Tempora, is a clandestine security electronic surveillance program tested in 2008,[2] established in 2011 and operated by
the British Government Communications Headquarters (GCHQ). Tempora uses intercepts on the fibre-optic cables that make
up the backbone of the internet to gain access to large amounts of internet users’ personal data. http://en.wikipedia.org/wiki/
Tempora
[250] http://edition.cnn.com/2013/09/11/us/edward-snowden-fast-facts/
En juin 2013, l’informaticien de la National Security Agency (NSA) américaine, Edward Snowden, révélait l’existence de
programmes de surveillance. Le plus connu, nommé PRISM, permet au gouvernement américain d’accéder directement aux
serveurs de neuf compagnies : Microsoft, Yahoo, Google, Facebook, PalTalk, YouTube, Skype, AOL, Apple. La NSA aurait ainsi,
en mars 2013, récupéré 97 milliards d’informations. http://www.la-croix.com/Actualite/Monde/Pourquoi-il-faut-reformer-
Internet-2014-04-23-1140281
[251] Special source operation system legally immunized private companies that cooperate voluntarily with U.S. intelligence
collection.
[252] Attention fliers: Canada’s electronic spy agency is following you - new Snowden leaks.http://rt.com/news/canada-
snowden-spying-nsa-airport-442/
�صفحة رقم 128
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
فنزويال[ ،[[25و�سورم 2و�سورم 3وال�سجل الواحد يف رو�سيا[ ،[[25واتخاذ �إجراءات ت�ضمن حتديد هوية
الأ�شخا�ص[ ،[[25وحجب مواقع التوا�صل االجتماعي ،واجلدار العظيم يف ال�صني[ ،[[25ت�أكيد على اهمية
البيانات ال�شخ�صية ،و�رضورة حمايتها ،ملنع ا�ستغاللها يف اال�ساءة �إىل حقوق الأفراد ،ويف الو�صول �إىل
م�ستخدمي و�سائل االت�صاالت ،دون وجه حق.
وكانت ت�رصيحات �سنودين ،وك�شف عمليات جت�س�س الواليات املتحدة الأمريكية ،على الدبلوما�سيني،
وال�سيا�سيني ،واملواطنني ،كما االجانب ،قد �أثارت موجة من اال�ستياء حول العامل� ،أدت فيما �أدت � ،إىل
قيام الرئي�سة الربازيلية بالدعوة لعقد قمة دولية حول م�ستقبل االنرتنت ،تناق�ش فيها ،ب�شكل �أ�سا�سي،
حقوق الدول املختلفة يف �سيا�سة �إدارة االنرتنت ،وحماية احلقوق ،ال�سيما احلق يف اخل�صو�صية،
وحماية البيانات ال�شخ�صية[.[[25
فمع دفق املعلومات ،وت�صاعد ا�ستخدام الهواتف اخلليوية ،وت�ضخم امكانات االت�صال ،يتحول كل فرد
منا� ،إىل القط عند �أجهزة اال�ستخبارات الدولية[ ،[[25اذ تتطور �سبل الرقابة ،وو�سائل جمع املعلومات،
و�أ�ساليب ر�صدها ،ومعاجلتها ،وا�ستثمارها ،وحتليلها ،والتنقيب عنها.
وبالفعل ،يعترب الف�ضاء ال�سيرباين ،مر�آة للف�ضاء املادي ،الذي تعودنا ان نتحرك خالله .لذا ،كان من
الطبيعي ،ان حتاول الأجهزة احلكومية املختلفة ،التعامل مع البيانات ال�شخ�صية واملعلومات ،من
منطلق �رضورة الرقابة وال�سيطرة .وقد تطورت هذه املحاوالت ،ب�شكل دراماتيكي ،وازدادت حدة
الرقابة على البيانات واالت�صاالت ال�شخ�صية ،بعد احداث احلادي ع�رش من �أيلول يف الواليات املتحدة
الأمريكية ،حيث ارتبطت هذه الرقابة ،بحجة مكافحة الإرهاب ،واحلرب عليه .وت�ستخدم العديد
من الدول ،برامج رقابة متطورة ،كما �أ�سلفنا ،كما تلج أ� معظم �رشكات االت�صال الكربى� ،إىل ت�سليم
البيانات واملعلومات� ،إىل ادارات وطنية �أمنية.
وت�ستفيد هذه الأخرية ،من مقارنة البيانات التي ت�سلم اليها ،مبا جمعته من بيانات ولوائح ،ومن تعقب
الأفراد عرب تطبيقات حتديد املواقع ،والو�صول �إىل لوائح ا�صدقائهم ،و�أفراد عائلتهم ،وبيانات ات�صاالتهم
على الهاتف الذكي ،والبيانات اجلغرافية املوجودة ،على ال�صور التي يتبادلونها على مواقع التوا�صل
االجتماعي ،عرب هواتفهم ،وبريدهم الإلكرتوين .وكانت اجهزة اال�ستخبارات الربيطانية ،قد ا�شارت
يف م�ستندات �رسية� ،إىل ان القدرة على التج�س�س ،موجودة يف برامج االلعاب الأكرث انت�شارا ،ال�سيما
عندما ت�سمح بتحديد موقع ال�شخ�ص ،وعمره ،ومكانه ،وجن�سه ،وغري ذلك من بياناته ال�شخ�صية[.[[25
[253] Venezuelan Government Expands Internet Censorship- http://mashable.com/2014/02/20/venezuela-social-media/
[254] In Ex-Soviet States, Russian Spy Tech Still Watches You-By Andrei Soldatov and Irina Borogan- 12.21.12- 6:30 AM.
http://www.wired.com/dangerroom/2012/12/russias-hand/all/
[255] China orders real name register for online video uploads. http://www.reuters.com/article/2014/01/21/us-china-internet-
idUSBREA0K04T20140121
[256] King, Gary, Jennifer Pan, and Margaret Roberts. 2014. Reverse Engineering Chinese Censorship through Randomized
Experimentation and Participant Observation. Copy at http://j.mp/16Nvzgehttp://gking.harvard.edu/publications/
randomized-experimental-study-censorship-china
[257] -Pourquoi il faut réformer Internet.
http://www.la-croix.com/Actualite/Monde/Pourquoi-il-faut-reformer-Internet-2014-04-23-1140281
[258] We are “somehow becoming a sensor for the world intelligence community” - Philippe Langlois- founder of the Paris-based
company Priority One Security, on agencies’ ability to harvest personal data from users of smartphones. http://www.nytimes.
com/2014/01/28/pageoneplus/quotation-of-the-day-for-tuesday-january-28-2014.html?_r=0
[259] Lisa Vaas on January 29, 2014- Spy agencies are slurping personal data from leaky mobile apps- http://nakedsecurity.
sophos.com/2014/01/29/spy-agencies-are-slurping-personal-data-from-leaky-mobile-apps/- consulted on 30/1/2014
- A secret British intelligence document, from 2012, said that spies can scrub smart phone apps to collect details, like a user’s
“political alignment”, and sexual orientation.
�صفحة رقم 129
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وغني عن القول ،ما ميثله هذا الواقع ،من تهديد جدي للحياة اخلا�صة ،ومن خاللها للحريات املدنية
واحلقوق ال�شخ�صية االخرى ،التي تعترب �أ�سا�سية يف ار�ساء قواعد الدميقراطية ،واحلكومة الر�شيدة [.[[26
ففي الأنظمة الدميقراطية ،ومنها النظام اللبناين ،ان حكم القانون ،وحرية التعبري ،واملجتمع املدين،
تعزز حماية احلريات ،يف مواجهة ممار�سات الأنظمة اال�ستبدادية :ا�ساءة ا�ستخدام ال�سلطة ،والتع�سف
يف ا�ستخدام احلق ،وغياب املحا�سبة ،واالعتقال غري القانوين.
وعليه ،ان الرقابة ال�شاملة ،Mass Surveillanceوالتحكم بو�سائل االت�صاالت املختلفة ،وجمع
البيانات عنها ،لتعقب الأفراد وامل�ؤ�س�سات ،تهدد احلريات ،بدء من حرية املعتقد ،والر�أي والتعبري،
و�صوال �إىل حرية ممار�سة الن�شاط ال�سيا�سي واالجتماعي ،مبا يهدد الثقة وي�ؤثر االقت�صاد ومنوه[،[[26
ويقو�ض ا�س�س النظام الدميقراطي[.[[26
وقد ر�أى الق�ضاء الأمريكي ،ان هذه الرقابة ال�شاملة ،ت�شكل تعديا �رصيحا على احلريات .ففي ق�ضية
مرفوعة من االحتاد الأمريكي للحريات املدنية� ،ضد عدد من الأجهزة الأمنية واال�ستخباراتية ،ووزير
الدفاع ،على خلفية التن�صت على املواطنني الأمريكيني ،وجمع بيانات ات�صاالتهم وبياناتهم ال�شخ�صية،
اعتربت حمكمة يف نيويورك ،ان هذا العمل ،يخرج عن ال�صالحيات املعطاة لهذه الهيئات ،يف �إطار
مهمتها حلفظ الأمن القومي ،ويخالف التعديلني الأول والثاين من الد�ستور ،اللذين يقران حرية التعبري،
وحق ال�شخ�ص يف عدم انتهاك حرمة م�سكنه ،دون وجه حق[.[[26
[260] “The right to privacy, the right to access to information and freedom of expression are closely linked. The public has the
democratic right to take part in the public affairs and this right cannot be effectively exercised by solely relying on authorized
information.” Ms. Pillay- UN High Commissioner for Human Rightshttp://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=46780
&Cr=privacy&Cr1=#.UwCw6ThWHZY
[261] The NSA overreach poses a serious threat to our economy. http://www.theguardian.com/commentisfree/2013/nov/20/
jim-sensenbrenner-nsa-overreach-hurts-business
[262] UNGA- 16 May 2011 A/HRC/17/27- Human Rights Council- Seventeenth session- Agenda item 3 - Promotion and
protection of all human rights, civil, political, economic, social and cultural rights, including the right to development “The
growing use and sophistication of digital surveillance has outstripped the ability of societies to legislate their proper use, leading
”to “ad hoc practices that are beyond the supervision of any independent authority,” and that threaten to repress free expression
[263] United states district court southern district of New York. 13 Civ. 3994- June 11 2013- https://www.aclu.org/files/assets/
nsa_phone_spying_complaint.pdf
[264] No Spy Act
130 �صفحة رقم
)1( هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث:ال�سيربانية
ن�سبة �إىل �أ�سماء،”UKUSA”[[26[ عرفت ب، وو�ضع عددا من اتفاقات التعاون،1946 عمله يف العام
.الدول التي اقرته
حيث، العالقة الوثيقة بني �أع�ضاء هذا التحالف،2013 يف العام،وقد �أبرزت ت�رصيحات �سنودين
ويتميز التعاون. التي ميكن تبادلها بني هذه الدول، على معظم الوثائق ال�رسية،و�ضعت رموز خا�صة به
، ولعل املثال االو�ضح. م�صدر الوثيقة، متييز البلد، ي�صعب معها، بني اع�ضائه،بدرجة عالية من التن�سيق
الذي ك�شف �سنودين عن،Tempora[[26[ ، هو برنامج التن�صت والر�صد،على عمق هذا التن�سيق
التي جتمع عرب، على عزل معظم االت�صاالت،2011 منذ العام، ويعمل هذا الربنامج.[[26[وجوده
.[[26[ ملعاجلتها فيما بعد، اي الكابالت الب�رصية،ع�صب االنرتنت
مبعرفة من ال�رشكات مالكة، واما خارجها، فموجودة اما يف اململكة املتحدة،�أما مراكز التن�صت
، على حتليل البيانات املجموعة، وتعمل �أجهزة اال�ستخبارات الأمريكية والربيطانية معا.الكابالت
عددا من، وقد و�ضع كل من الأجهزة. ومواقع االنرتنت، والأجهزة الذكية،من االت�صاالت الهاتفية
يف ما يعزل من، وترتكز عملية التنقيب عن البيانات. التي يتم البحث من خاللها،الكلمات املفاتيح
ي�سمح بتفتي�ش كم هائل، وهو �إطار حتليلي،[[26[XKEYSCORE على برنامج �أ�سا�سي هو،ات�صاالت
، على �سبعمائة قاعدة معلومات، يف مئة وخم�سني موقعا عامليا،من بيانات جمعت على مدى ثالثة ايام
. من خالل عملية واحدة،وذلك
، وعناوين االنرتنت، �أ�سماء امللفات، �إ�ضافة �إىل عناوين الربيد الإلكرتوين،ويوثق هذا الربنامج
التي،Metadata والبيانات الو�صفية، وارقام الهواتف، والأ�سماء يف لوائح اال�صدقاء،والكعكات
�أ�سهل، ي�ؤمن �أمن هذا الربنامج. وتطبيقات الهواتف الذكية،ت�سجل من عمليات ت�صفح االنرتنت
من خالل عنوان بريد، حول اي كان يف العامل، �إىل جمع بيانات ومعلومات خا�صة،الطرق و�أ�رسعها
ال مكننا ت�صور �سيناريو اخرتاق امييل واحد، يف بريد كل �شخ�ص، و�إذا تخيلنا الئحة العناوين.�إلكرتوين
، وكان يكفي. التي متار�سها هذه الأجهزة، لنعرف حجم االنفال�ش الع�شوائي للرقابة،واحل�صول عليها
، حتى يدخل من خالله �إىل بيانات �صاحبه، عنوان بريدي، ان يكون لديه،بح�سب ت�رصيحات �سنودين
[270] Indeed, training documents for XKEYSCORE repeatedly highlight how user-friendly the program is: with just a few clicks,
any analyst with access to it can conduct sweeping searches simply by entering a person’s email address, telephone number, name
or other identifying data. There is no indication in the documents reviewed that prior approval is needed for specific searches.
https://theintercept.com/2015/07/01/nsas-google-worlds-private-communications/
)[271] Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication (SWIFT
�صفحة رقم 132
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
خ�صو�صية الفرد� ،أو �ش�ؤونه العائلية� ،أو مرا�سالته ،كما ال يجوز االعتداء على �سمعته .فبمقت�ضى هذه
ال�رشعة ،يبقى احلق يف اخل�صو�صية قائما ،ومعرتفا به ،بغ�ض النظر عن الدول ،وال�سيادات املختلفة ،التي
متر بها بيانات االت�صاالت.
على خط مواز ،تعترب الرقابة ال�شاملة ،التي ك�شفها �سنودين ،خمالفة للقانون الدويل ،الذي يقر حقوق
الإن�سان ،العتبارات عديدة ،لي�س �أقلها انها حتدث ،دون اي متييز ،بني �شخ�ص م�شبوه ،و�آخر ال غبار
على �سلوكه ،ودون م�سوغ �رشعي ،ودون اذن من ال�سلطات املخت�صة ،ملعظم االت�صاالت ،وعمليات
تبادل املعلومات ،ودون ادراك من الأفراد الذين تطالهم الرقابة ،الي من ا�صولها و�أبعاده ،مبا يعني انها
تطال �أفرادا ال عالقة لهم باي من الن�شاطات ،التي ي�سعى الأمن �إىل �ضبطها ،وبانها تبقى بعيدة عن حق
املواطن �أو املقيم ،يف االعرتا�ض على انتهاك حقوقه ،التي تقرها القوانني وال�رشع الدولية.
ويف هذا ،ما فيه من خمالفة ملبد�أ “تطبيق القاعدة القانونية” ،يف جمتمع دميقراطي ،وملبد�أي ال�شفافية
واملحا�سبة .ي�ضاف �إىل ذلك ،الت�أثري غري املبا�رش على حرية التعبري ،نتيجة خوف م�ستخدمي االنرتنت من
الرقابة ،ما ينتق�ص من اهمية االنرتنت ،كو�سيلة تعبري دميقراطي ،وتوا�صل ،وانفتاح ،وتطور .هذا ،عدا
عن اخلطر الذي ت�شكله هذه الرقابة ،على احلق يف اخل�صو�صية.
ب -ا�ستخداماتها
وتتيح هذه ال�شبكات الع�ضائها ،امكانية التوا�صل املبا�رش والفوري ،فيما بينهم ،دون اي مقابل مادي،
ودون اي تعقيدات على م�ستوى ا�صول و�رشوط الت�سجيل ،االمر الذي ي�شجعهم على ا�ستخدامها،
للو�صول ،لي�س �إىل اال�صدقاء واالقارب فقط ،بل �إىل او�سع �رشيحة من م�ستخدمي االنرتنت.
[272] Bebo, Classmates.com, Delicious, Digg, Facebook, FriendFeed, Friendster, Hi5, Last.fm, LinkedIn, LiveJournal, MySpace,
Ning, Reddit, Slashdot, StumbleUpon, Tagged, Twitter
�صفحة رقم 133
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
كذلك ،ميكن مل�ستخدمي هذه ال�شبكات� ،إن�شاء مدوناتهم اخلا�صة ،حيث يناق�شون الق�ضايا التي تثري
اهتمامهم ،وحيث ميكنهم ان يح�شدوا لدعم ر�أي ما� ،أو ملعار�ضة موقف وراي �آخر .وغالبا ما ي�سعى
م�ستخدمو هذه ال�شبكات� ،إىل بناء �شبكة من العالقات� ،أو جمموعات ،ين�رش اع�ضا�ؤها معلومات
�شخ�صية عن اهتماماتهم ،وهواياتهم ،كما عن و�ضعهم العائلي ،واملهني ،والأكادميي ،وخلفياتهم
الثقافية ،والدينية ،وال�سيا�سية.
و�إذا كان العديد من هذه ال�شبكات ،ي�سمح بتحديد نوع وكمية املعلومات ،كما حلقة الأ�شخا�ص الذين
ميكنهم االطالع عليها ،فان الو�صول �إىل هذه املعلومات ،وا�ستغاللها باي �شكل من اال�شكال ،يبقى
ممكنا ،ويبقى ا�ستثمارها �أحد اهم الأهداف ،التي تقف وراء جمعها ،وذلك بغ�ض النظر عن اال�سباب
الكامنة وراء ذلك ،اقت�صادية كانت ،ام اجتماعية ،ام �أمنية.
كذلك ،ميكن ا�ستخدام هذه ال�شبكات ،لأهداف مهنية بحتة� ،سواء ملتابعة وتو�سيع اجلهود والآفاق
املهنية� ،أو لتبادل الآراء حول مو�ضوع معني� ،أو لطلب امل�ساعدة من الزمالء الأكرث اطالعا وخربة.
وال يعترب الو�صول �إىل هذه ال�شبكات ،حكرا على م�ستخدمي االنرتنت ،ذلك انه متوافر �أي�ضا على
اجهزة االت�صال اخلليوية ،وعلى البالكبريي ،وغريها .وترتك هذه ال�شبكات� ،أثرا �أ�سا�سيا يف احلياة
اليومية ملاليني الأ�شخا�ص حول العامل ،ي�شكل ال�شباب� ،رشيحة هامة منهم .ولعل �أهم امل�ؤ�رشات ،على
ذلك الأثر ،هو اهتمام رجال الأعمال ،كما ال�رشكات ،لي�س فقط مبا ين�رش وينفذ من درا�سات حول
م�ستخدمي االنرتنت ،وال�شبكات ،بل و�إ�ضافة �إىل ذلك ،بتدريب وتعليم املهنيني ،على كيفية التعامل
مع االنرتنت ،ومنهجيات و�أ�ساليب �إيجاد حيثية وم�صداقية ،تخدم تطورهم املهني ،واملايل.
ويبقى العن�رص الأكرث اجتذابا للمن�ضمني �إىل ال�شبكات االجتماعية ،هو التوا�صل االجتماعي ،ما يعني
عمليا ،تبادل كمية �أكرب ،من املعلومات ال�شخ�صية[.[[27
من هنا ،تعترب ال�شبكات االجتماعية يف “الف�ضاء ال�سيرباين” ،البيئة الأخطر على احلق يف اخل�صو�صية،
كونها الأكرث ا�ستنزافا للبيانات ال�شخ�صية ،والأكرث حتري�ضا لل�شباب على اال�ستعرا�ض ،وعلى تو�سيع
دائرة انت�شارهم ،كما انها املواقع التي جتتذب العدد الأكرب ،من زائري الف�ضاء ال�سيرباين[.[[27
ولعل االعداد الهائلة ،مل�ستخدمي هذه ال�شبكات ،جتعلنا ننتبه �إىل حجم املعنيني با�ستقرار الف�ضاء
ال�سيرباين ،ومبا يجري فيه ،ومبا ميكن ان ينتج من عدم ا�ستقراره .كذلك ،ال بد من االنتباه �إىل الإمكانات
الوا�سعة التي يتيحها ،وت�أثريها يف املجتمعات املختلفة ،تبعا لطريقة ا�ستخدامها من قبل الأفراد .وكان
البع�ض ،قد ن�سب جناح عدد من الثورات يف املنطقة العربية ،كما بع�ض اال�ضطرابات التي ح�صلت،
�إىل التجيي�ش واحل�شد ،والتوا�صل ،الذي كان يتم بني املجموعات التي تتالقى على �أهداف واحدة� ،أو
_[273] Sarah Perez. More Adults Than Ever on Social Networks.http://www.readwriteweb.com/archives/more_adults_than
ever_on_socia.phpIt appears that the trend of using social networking sites for professional purposes is not quite as common as
we may have thought. Although there are portions of the population both young and old that do so, it isn’t the main reason people
join social networks. It’s more common for people to go online to use the networks as they were originally intended - to socialize.
[274] http://blog.nielsen.com/nielsenwire/online_mobile/social-media-accounts-for-22-percent-of-time-online/ June 15,
2010- The popularity of social media is undeniable – three of the world’s most popular brands online are social-media related
(Facebook, YouTube and Wikipedia) and the world now spends over 110 billion minutes on social networks and blog sites. This
equates to 22 percent of all time online or one in every four and half minutes. For the first time ever, social network or blog sites
are visited by three quarters of global consumers who go online, after the numbers of people visiting these sites increased by 24%
over last year. The average visitor spends 66% more time on these sites than a year ago, almost 6 hours in April 2010 versus 3
hours, 31 minutes last year.
�صفحة رقم 134
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
التي ميكن حتريكها ،حول ق�ضية معينة .ولذا ميكننا و�صف االنرتنت ،يف جانبها االيجابي ،وو�سائل
التوا�صل االجتماعي ،مبحركات التطور واحلرية والدميقراطية .اذ انها تفتح الآفاق على املعرفة ،وعلى
االت�صال بالآخر املختلف ،وعلى التدرب على فكرة وجود �شيء خمتلف .و�سواء اكان ذلك �صحيحا ام
ال ،فان الأكيد هو تلك القوة ،التي متنحها التقنيات للأفراد وللمجموعات ،على ال�سواء .وال تخرج
الدولة عن هذه القاعدة ،اذ متنحها التقنيات احلديثة امكانات هائلة ،هي االخرى للقمع [ ،[[27حيث
تتحول البنية التحتية املركزية وعالية التقنية ،ب�سهولة فائقة� ،إىل �أداة يف يد احلكومة ،ملمار�سة رقابتها.
ومل تقف احلكومات القمعية عاجزة ،امام واقع �إدارة القطاع اخلا�ص ،للجزء الأكرب من هذه البنية ،اذ
فر�ضت �رشوطا قا�سية على ال�رشكات ،جعلتها تذعن لطلبات احلكومة .من هنا القول ،بان الرقابة عملية
تتم بالتعاون بني القطاعني العام واخلا�ص.
على امل�ستوى القانوين ،يثري ا�ستخدام ال�شبكات االجتماعية ،عددا من امل�سائل ،التي تدور ،ب�شكل
�أ�سا�سي ،حول ا�ساءة ا�ستخدام املحتوى ،واالثبات ،والت�شهري� ،إ�ضافة �إىل دور ايجابي لها ،كونها ت�شكل
�أر�ضية خ�صبة ،تتيح �إمكانات هائلة �أمام الأجهزة الأمنية ،وال�سلطات الر�سمية ،جلمع الأدلة ،ومالحقة
املجرمني.
�أبدا بحمايتها� ،ضمن �إطار العالقات االجتماعية ،ويف �سياق ن�رشها من قبل املعني بها ،واغفاله تدابري
احليطة التي ي�ستدعيها احلفاظ على حقه يف اخل�صو�صية ،و�سالمته.
يف هذا ال�سياق ،ونتيجة االنعكا�سات ال�سلبية ،التي ميكن ان يرتكها ا�ستغالل البيانات ال�شخ�صية بطريقة
غري �رشعية� ،أو بطريقة ترتب م�س�ؤولية على الأ�شخا�ص وال�رشكات املعنية مبعاجلتها ،جل�أت املواقع
املختلفة� ،إىل و�ضع اتفاقية للخ�صو�صية ،تكاد ت�صبح جزءا �أ�سا�سيا وبديهيا ،من �أي موقع على االنرتنت.
وغالبا ما حتتوي هذه االتفاقية ،التي يوافق عليها امل�ستخدم ،معلومات عن و�سائل و�أ�ساليب ا�ستخدام
البيانات ،التي حتمل على املوقع .كما حتتوي على تفا�صيل ،حول اجلهات التي ميكن ان ت�ستفيد منها� ،أو
تر�سل اليها� .إ�ضافة �إىل ذلك ،ميكن ان ت�شري �إىل ا�ستخدام الكعكات ،التي ت�ساعد على ر�صد امل�ستخدم.
اما فعالية هذه االتفاقية ،فوقف على القوانني التي تخ�ضع لها .والفرق �أكرث من �شا�سع ،كما هو معلوم،
بني الأنظمة القانونية ،التي �سيتم االحتكام اليها ،يف حال اخلالف .فبني النظامني الأوروبي والأمريكي
مثال ،تختلف قواعد وا�صول حماية البيانات ال�شخ�صية ،وامكانية الو�صول اليها .وهذا ما دفع حمرك
البحث “غوغل”� ،إىل املطالبة ب�إيجاد معايري عاملية وا�ضحة ،حلماية اخل�صو�صية.
اال ان الأ�سا�س يف احلماية ،يبقى مرتكزا �إىل مدى وعي امل�ستخدم ،وقدرته على ا�ستخدام التقنيات
اخلا�صة بحماية اخل�صو�صية ،التي تتيحها املواقع ،ال�سيما متى كان املبد�أ هو االنك�شاف على او�سع
جمهور ممكن ،بينما اخفاء املعلومات ،هو ما يجب ان يختاره امل�ستخدم .فا�ستخدام البيانات ال�شخ�صية،
مرتبط بال�سمعة ،والأمن ،واخل�صو�صية ،وبالتايل بالعديد من احلريات واحلقوق املدنية.
ومع احلو�سبة ال�سحابية ،ميكن االطالع على املعلومات ،من اي مكان يف العامل .فمحركات البحث
تخ�ضع لقانون البلد ،الذي ت�ستقر فيه .فغوغل مثال ،وان�سجاما مع قانون [ [[27مطبق يف الواليات املتحدة
الأمريكية ،ال بد له ،من ك�شف ا�سم �صاحب احل�ساب ،وبياناته ،و�سجل دخوله �إىل ال .gmailويبقى
هذا حريا باالنتباه ،وان ترافق مع حق حمرك البحث ،يف عدم اال�ستجابة ،اال مبوجب مذكرة �صادرة عن
ال�سلطات الق�ضائية املخت�صة ،يف حال طلب معلومات ا�ضافية� ،أو حقه يف طلب مذكرة تفتي�ش وحتر،
يف حال ت�ضمن الطلب ،االطالع على حمتوى الربيد الإلكرتوين.
على م�ستوى قانوين مكمل ،ت�شكل البيانات ال�شخ�صية يف الف�ضاء ال�سيرباين ،هوية ،تعود م�س�ؤولية
احلفاظ عليها �إىل مالكها ،متاما كما تعود اليه م�س�ؤولية حماية هويته يف العامل املادي ،وعدم ال�سماح
لآخر با�ستخدامها .فاذا كان احلفاظ على االوراق الثبوتية ،كبطاقة الهوية وجواز ال�سفر ،وغريها ،من
واجبات مالكها ،وم�س�ؤوليته ،فان املحافظة على البيانات ال�شخ�صية يف الف�ضاء ال�سيرباين ،هي من
واجبات وم�س�ؤولية من تعود اليه ،بغ�ض النظر عن مكان وجود �أو تخزين هذه املعلومات .و�إذا كانت
�رسقة االوراق الثبوتية يف العامل املادي ،ت�شكل خطرا على �صاحبها ،ال�سيما ا�ستخدامها لتنفيذ �أعمال
جرمية ،فان �رسقة البيانات ال�شخ�صية ،ميكنها ان ت�ؤدي هي االخرى� ،إىل انتحال هوية ،الرتكاب
اعمال جرمية .مع الإ�شارة هنا� ،إىل الإ�شكالية االخرى ،التي تثريها ،مدى قدرة �صاحب البيانات
ال�شخ�صية على املحافظة عليها ،يف بيئة عالية التقنية ،حيث يعجز بع�ض االخت�صا�صني ،عن حماية
�أنظمتهم املعلوماتية� ،أحيانا كثرية ،من خطر االقتحام ،والتالعب بالبيانات .كما تثار هنا �إ�شكالية
[276] subpoena
�صفحة رقم 136
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
خا�صة تتناول �أ�سا�س امل�س�ؤولية ،فهل هو اخلط�أ� ،أم التق�صري� ،أم االهمال؟ لالجابة على هذا ال�س�ؤال ،ال
بد من التوقف عند وعي م�ستخدم االنرتنت للمخاطر ،وقدرته على مواجهتها ،كما ال بد من التوقف،
عند دور ال�سلطة ،يف ن�رش الوعي حول هذه املخاطر ،ويف متكني امل�ستخدمني ،وت�أمني االطر التنظيمية
والقانونية حلمايتهم.
.5و�سائل احلماية
تتكون و�سائل حماية البيانات ال�شخ�صية ،بالإ�ضافة �إىل التوعية ،من �إجراءات تقنية وقانونية .لكننا
�سنح�رص بحثنا ،يف هذه الو�سائل ،على الو�سائل الت�رشيعية والتنظيمية ،نظرا لدورها الأ�سا�سي ،حتى يف
تقرير احلماية التقنية نف�سها ،عندما تفر�ضها ،وتنظم املحا�سبة عن عدم االلتزام بها.
ويتناول الت�رشيع يف جمال حماية البيانات ال�شخ�صية ،جماالت :احلريات واحلقوق الأ�سا�سية ،الأمن
والعدالة ،التقنيات والإجراءات املطلوب االلتزام بها .ويرتبط تنظيم الفئة الأوىل من احلماية،
باال�ستخدامات اخلا�صة وباملمار�سات التجارية ،بينما يرتبط تنظيم الفئات االخرى ،برتتيب عالقات
الأفراد مع الدولة ،وعالقات ادارات احلكومة فيما بينها ،ال�سيما منها الهيئات املتخ�ص�صة يف مالحقة
املمار�سات ،والأعمال املخالفة للقوانني ،واملخلة بالأمن .وهذا يعني ،وجود قواعد من�شئة �أو مقرة
للحقوق ،واملوجبات ،واحلريات ،وكيفية احلفاظ عليها ،يف مواجهة معاجلة البيانات ال�شخ�صية ،بطريقة
تعر�ض هذه احلقوق .كما يعني هذا �أي�ضا ،وجود قواعد �أخرى خا�صة ،تلحظ احلاالت واال�ستثناءات
التي تربر معاجلتها ،وتبادلها ونقلها ،خارج القواعد املعمول بها للحماية .ويطرح هذا االمر� ،رضورة
رفع التحدي ،اخلا�ص ب�إيجاد التوازن بني احلماية ،وحقوق وحريات اخرى ،منها ما يتعلق بالأفراد
الآخرين يف املجتمع ،وحرياتهم ،مثل :حرية التعبري ،وحرية تبادل البيانات ،واحلق يف الو�صول �إىل
املعلومات ،ومنها ما يتعلق بحقوق امل�ؤ�س�سات التجارية ،يف �إدراة هذه البيانات وجمعها ،واالفادة
منها يف ن�شاطها االعتيادي ،ومنها الآخر ،ما يت�صل بواجبات الدولة يف حماية ال�سالمة العامة والأمن
القومي ،والتي لطاملا ارتبطت ،بجمع املعلومات ،وتبادلها ،والو�صول اليها.
خمالفة للقانون ،والقيود املو�ضوعة على معاجلة البيانات ال�شخ�صية .وينح�رص مدى تطبيقه ،على
البيانات اخلا�صة بال�ش�ؤون الأمنية والع�سكرية ،التي يتم تبادلها بني دول االحتاد ،دون تلك التي تتم
معاجلتها ،على امل�ستوى الوطني.
وتأيت يف هذه الفئة عىل سبيل املثال :الصني وبعض البالد العربية ][278
النظام السيايس املعتمد من yahooو microsoftو googleموافقة ][279 عىل االلتزام مبنع الوصول اىل بعض املواقع ،بناء عىل رغبة الحكومة الصينية ،ومبا ينسجم مع
قبل هذه االخرية
[280] “While the United States and the European Union share the goal of enhancing privacy protection for their citizens, the
United States takes a different approach to privacyfrom that taken by the European Union”, Safe Harbor Principles.
من التفسريات التي ميكن ان تساق يف هذا املجال ،هو ميل األنظمة التي تعتمد النظام العريف اىل الرتكيز بنسبة أكرب عىل العالقة ،بني القانون واالقتصاد واملجتمع[281] ،
بينام متيل الثانية ،اىل الرتكيز أكرث ،عىل العالقة ،بني القانون والسياسة واملجتمع
�صفحة رقم 139
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ال�سلطة يف حماية املواطنني ،دون ا�سقاط مبد�أ امل�شاركة يف ال�ضبط ،والذي يعني م�ساهمة القطاعات
املعنية ،التجارية منها واملدنية[ .[[28وتعمل هيئات االحتاد الأوروبي ،على توجيه الدول الأع�ضاء� ،إىل
ا�صدار ت�رشيعات ،تتالءم مع القواعد املقررة يف التو�صيات ال�صادرة عن منظماته :كمجل�س �أوروبا،
واللجنة الأوروبية ،واالحتاد الأوروبي .كما يربز االجتاه الأوروبي بو�ضوح ،نحو التنظيم الت�رشيعي
ال�شامل ،عرب قوانني الربملان الأوروبي.
املخاطر التي يتعر�ض لها الفرد� ،أو يف حال كان نفاذه �إىل هذه البيانات ،يتعر�ض حلق الآخرين يف
اخل�صو�صية.
•�أمن املعلومات :تلتزم ال�رشكات ،موجب حماية البيانات .ويفرت�ض بها ،اتخاذ الإجراءات
الكفيلة ،مبنع تعري�ضها لل�ضياع� ،أو ا�ساءة اال�ستعمال� ،أو االنك�شاف� ،أو الت�شويه� ،أو التالعب بها.
•م�صداقية البيانات Data integrityيجب �أن تتنا�سب البيانات ال�شخ�صية ،مع الأهداف التي
�ست�ستخدم لأجلها .ويفرت�ض بال�رشكة اتخاذ اخلطوات املعقولة ،ل�ضمان م�صداقية البيانات،
و�صحتها.
•التطبيق :تلتزم ال�رشكات �إيجاد �آلية ،ت�سمح بالنظر يف �شكاوى الأفراد ،وحل النزاعات ،وتقرير
التعوي�ضات حيث يجب ،ومبقت�ضى القواعد القانونية� .إىل جانب ذلك ،يجب توفري ا�صول
خا�صة ،ملراقبة مدى التزام ال�رشكات ،وتنفيذها للخطوات املطلوبة ،ك�رشط لقبول ان�ضمامها،
وفر�ض عقوبات �شديدة ،على خمالفة هذه االلتزامات ،كال�شطب من الئحة ال�رشكات ،التي
ت�ستفيد من االتفاق ،مثال.
هذا ،ويعود قرار االن�ضمام �إىل االتفاق� ،إىل ال�رشكات نف�سها ،التي يفرت�ض بها� ،أن تعلن التزامها بتطبيق
�رشوطه ،وحترتم هذا االلتزام .ويتم ذلك ،بتوجيه ر�سالة بهذا املعنى� ،إىل وزارة التجارة الأمريكية ،كل
عام .وتت�ضمن الر�سالة الإعالن ،واخليار ،والنفاذ ،والتطبيق[ .[[28ويفرت�ض بال�رشكة ،التي ترغب يف
االفادة من هذا االتفاق� ،أن تعلن عن ان�ضمامها اليه ،وذلك يف �سيا�سة احلماية التي تن�رشها على موقعها.
وي�شرتط لقبول ان�ضمام هذه ال�رشكات �إىل االتفاق� ،أن يكون لديها �سيا�سة حماية ،خا�صة بالبيانات
ال�شخ�صية� ،سواء عرب ان�ضمامها �إىل �أحد برامج احلماية ،امللتزم باالتفاق� ،أو عرب تطويرها لربنامج خا�ص
بها ،يتنا�سب ومندرجات التو�صية الأوروبية.
_ الد�ستور
ميكن القول ،ان الأ�سا�س حلماية البيانات ال�شخ�صية ،يف لبنان ،هو د�ستوري .فالد�ستور اللبناين ،يعلن
[[[28
يف مقدمته ،عن التزام ال�رشع الدولية ،واالتفاقات العاملية ،اخلا�صة بحقوق الإن�سان ،وذلك دون اي
متييز بني ابنائه .كما يعترب احرتام احلريات العامة واحلقوق ،من ركائز اجلمهورية الدميقراطية الربملانية،
ويف مقدمها ،حرية املعتقد والر�أي ،والعدالة االجتماعية وامل�ساواة .ويبدو وا�ضحا ،ان الد�ستور اللبناين،
يتعامل مع اخل�صو�صية ببعدها املادي ،من خالل �إقراره حرمة املنزل ،واحلرية ال�شخ�صية ،واحرتام
امللكية .اال انه يتعامل معها �أي�ضا ببعدها غري املادي ،عندما يقر حرية الراي واملعتقد ،وحرية التعبري عن
الر�أي .علما انه ي�ضع حدودا لهذه احلريات ،هي النظام العام والآداب ،واحرتام حقوق الآخرين .وقد
اقرت املادة الثامنة ،مبد�أين �أ�سا�سيني يف حماية احلريات واحلقوق هما :مبد�أ �رشعية اجلرائم والعقوبات،
ومبد أ� خ�ضوع الإجراءات التي مت�س باحلرية �إىل القانون .ويعزز االحتكام �إىل القانون و�سلطته ،مبادئ
�أخرى ،مثل مبدا د�ستورية القوانني ،والف�صل بني ال�سلطات .وعليه ،ي�صبح تدخل ال�سلطة ممكنا ،عندما
ت�سمح بذلك الن�صو�ص القانونية ،بهدف حماية الأمن القومي ،وامل�صلحة العامة ،والنظام االجتماعي،
واالقت�صادي ،واالخالقي ،وال�صحة العامة ،والآداب العامة.
وميثل ذلك ،على م�ستوى البيانات ال�شخ�صية� ،إقرارا بحق املواطن ،يف احلفاظ على بياناته ال�شخ�صية،
مبا ي�ضمن حماية حقه يف اخل�صو�صية ،من جهة �أوىل ،كما يعني �إقرارا بحق الدولة يف االطالع عليها،
ومعاجلتها ،مبا ي�سمح لل�سلطات املخت�صة ،مبنع وقوع اعمال خملة بالأمن والنظام� ،أو مبالحقة ومعاقبة
مرتكبيها ،من جهة ثانية.
_ القوانني الو�ضعية
يف لبنان ،ال يوجد ن�ص يحكم مبا�رشة حماية البيانات ال�شخ�صية ،وذلك بالرغم من عدد من امل�شاريع
التي قدمت �إىل املجل�س النيابي منذ العام ،2004وما زالت اللجان حتى اليوم تناق�ش م�رشوعا حول
املعامالت الإلكرتونية وحماية البيانات ذات الطابع ال�شخ�صي[.[[28
لكن امل�شرتع اللبناين ،مل يتوان عن �إقرار قانون خا�ص ،بحماية احلق يف اخل�صو�صية يف جمال االت�صاالت،
بعد ان تعالت اال�صوات ،مطالبة بحماية احلق يف اخل�صو�صية ،وحماية احلريات ،وبعد �سل�سلة من
االحتجاجات واالعرتا�ضات ،من �أكرث من جهة وطرف .فبيانات االت�صاالت ،نوعان :الأول خا�ص
بعمليات االت�صال ،والثاين خا�ص بالأ�شخا�ص الذين يجرون االت�صال .ويف النوعني ،ميكن ح�صول
�إعتداء على اخل�صو�صية ،حيث ت�سمح الأوىل بتحديد الأ�شخا�ص من خالل ارقام الهواتف ،التي تتم
متابعة حركتها ،بينما ت�سمح الثانية ،مبعاجلة بيانات �شخ�صية ،واالطالع على �أمور �شخ�صية.
وقد عرف هذا القانون ،بقانون “�صون احلق ب�رسية املخابرات التي جتري بوا�سطة اية و�سيلة من و�سائل
االت�صال”[ .[[28وقد تطرق يف املادة الأوىل[ [[28منه� ،إىل حماية التخابر باية و�سيلة من و�سائل االت�صال،
معددا الربيد الإلكرتوين من �ضمن هذه الأخرية ،وم�ؤكدا على االهتمام بحماية احلياة اخلا�صة،
واحلريات .وكانت املادة التا�سعة� ،أعطت للدولة ،يف حاالت حم�صورة جدا ،حق املراقبة والتتبع ،عندما
يتعلق االمر بجمع معلومات ترمي �إىل مكافحة الإرهاب ،واجلرائم الواقعة على �أمن الدولة ،واجلرائم
املنظمة[.[[28
وكان قانون الدفاع الوطني اللبناين[ ،[[29قد �أقر هو �أي�ضا ،ا�ستثنائيا ،وب�صورة ح�رصية (يف حاالت تعر�ض
الوطن �أو جزء من ارا�ضيه �أو قطاع من قطاعاته ام جمموعة من ال�سكان للخطر) ،حق ال�سلطة يف مراقبة
االت�صاالت ،وامنا مبوجب مرا�سيم تتخذ يف جمل�س الوزراء ،وبناء على طلب من املجل�س االعلى للدفاع.
عالوة على ذلك ،حددت املادة 850من قانون العقوبات ،عقوبة من �شهرين �إىل �سنتني ،لكل �شخ�ص
ملحق مب�صلحة الربيد والربق والهاتف ،يطلع ب�صفته هذه ،على مرا�سالت �أو خمابرات غري موجهة اليه.
وتنزل نف�س العقوبة به �أي�ضا ،فيما لو �أف�شى م�ضمونها.
ويف ال�سياق عينه ،تن�ص مواد من قانون العقوبات اللبناين ،على احكام خا�صة ب”اجلرائم الواقعة على
احلرية وال�رشف” ،وتلحظ عقوبات تطال الأعمال التي تقع �ضمن دائرة “اف�شاء اال�رسار” :كاتالف �أو
ك�شف ر�سالة �أو برقية� ،أو كاالطالع باخلدعة على خمابرة هاتفية[.[[29
وكان املر�سوم ،15281تاريخ ،2005/10/1قد نظم عمل الهيئة امل�ستقلة ،املكلفة التثبت من
قانونية �إجراءات االعرتا�ض االداري على املخابرات الهاتفية ،ومن ثم توىل القانون ،158تاريخ
،1999/12/27تعديل القانون ،140بعد االعرتا�ض الذي �سجل على �ضم �أع�ضاء من الربملان �إىل
الهيئة ،نظرا ملا ميكن ان ي�شكله هذا االمر ،من تعار�ض مع مبدا ف�صل ال�سلطات ،ومبد أ� ا�ستقالل الهيئة.
وقد منحت هذه الهيئة� ،صالحيات حتقيق وا�سعة ،تتيح لها عمليا ،اجناز مهمتها بال�شكل الذي يتنا�سب
ودورها ،يف �صون ال�رسية ،واحلفاظ على احلريات ،حيث ميكنها م�ساءلة جميع االدارات الر�سمية
واخلا�صة ،العاملة يف املجاالت املت�صلة بت�أمني االت�صاالت ،و�إجراء الك�شف الذي ترت�أيه ،واال�ستعانة
مبن تراه ،واالطالع على املعدات وامل�ستندات الالزمة ،بغ�ض النظر عن درجة �رسيتها.
ويف غياب القوانني اخلا�صة ،تتم معظم املالحقات املتعلقة باجلرائم املعلوماتية وال�سيربانية ،امام املحاكم
اللبنانية ا�ستادا �إىل القوانني التقليدية ،ومنها قانون العقوبات اللبناين ،وقانون املطبوعات .ففي �سنة
،2000عر�ضت على الق�ضاء اللبناين ،ق�ضية تتعلق ببث ون�رش �صور اباحية للأطفال ،عرب االنرتنت،
جرى فيها توقيف امل�شتبه به� ،سندا للمواد 531و 532و 533عقوبات ،التي جترم التعر�ض للآداب
العامة واالخالق .ويف ق�ضية �أخرى ،يف العام ،2008مت توقيف بع�ض الطالب اجلامعيني ،وو�ضعهم
قيد احلجز ،ملدة �أ�سبوع ،يف ق�ضية ت�شهري وت�شويه �سمعة ،نتيجة ن�رشهم �صورا لإحدى الزميالت دون
موافقتها ،والتعليق عليها بطريقة م�سيئة .وكان قانون العقوبات ،يف مادتيه 531و ،582هو املعتمد
ك�أ�سا�س للتوقيف.
يف ال�سياق عينه ،وحر�صا على حماية جمتمع املعلومات ،وم�ستخدمي االنرتنت ،ان�شئ يف لبنان
مكتب تابع لل�رشطة الق�ضائية ،يف قوى الأمن الداخلي ،ا�سندت اليه مهمة مكافحة اجلرائم املعلوماتية،
واالعتداءات على امللكية الفكرية .وقد متكن هذا املكتب ،بح�سب اح�صاء جرى يف العام ،2009من
الك�شف على %80من اجلرائم ،التي تقدم املت�رضرون منها ،ب�شكاوى �أمامه.
على حماية �أنف�سهم ،يف مواجهة الأخطار واالعتداءات التي متار�س من خالل عمليات معاجلة بياناتهم،
وتبادلها ،ونقلها وا�ستثمارها .وي�ضاف اىل ذلك ،ان�سداد جماالت املراجعة واالعرتا�ض� ،أمام القلة التي
تدرك منهم.
تعيق تدفق البيانات لأهداف تخدم تطور التجارة الإلكرتونية ،وامل�صلحة العامة ،واالقت�صاد،
والأمن.
•�إر�ساء �أخالقيات خا�صة ،جتارية ومهنية ،وادارية ،بالتعامل يف جمال معاجلة البيانات ال�شخ�صية،
ونقلها ،والت�رصف بها ،تعزز دور الإطار الت�رشيعي والتنظيمي.
•و�ضع �آليات مواجهة ،للتحديات اجلديدة التي تفر�ضها احلو�سبة ال�سحابية ،ال�سيما على امل�ستويات
التالية :ت�شجيع التزام ال�رشكات بقواعد احلماية والأمن ،حتديد م�س�ؤولية املتعاقدين مع موفري
اخلدمة الأ�سا�سيني ،نوعية اخلدمة ،طبيعة امل�س�ؤوليات ،م�ستويات احلماية ،نقل البيانات �إىل بالد،
ميكن ان تكون على عداء مع العامل العربي،
.8خال�صة
يتبني ،على �ضوء ما تقدم ،ان هنالك حاجة ما�سة� ،إىل �إطار قانوين ،ي�ضمن تعزيز الثقة يف الف�ضاء
ال�سيرباين ،ويف ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،عرب �ضمان حماية الأفراد ،وامل�ؤ�س�سات،
والأموال .والبد لهذا الإطار القانوين ،ان يت�ضمن قانونا خا�صا حلماية البيانات ال�شخ�صية ،و�إن�شاء
هيئة خا�صة للمعلوماتية واحلريات ،ت�شكل مرجعا حلماية املواطنني وحقوقهم ،من كل ا�ستثمار غري
�رشعي يف بياناتهم ال�شخ�صية ،كما ومن كل اعتداء على خ�صو�صيتهم ،نتيجة عمليات جمع البيانات،
�صفحة رقم 147
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
والتنقيب عنها ،وحتليلها ،وا�ستثمارها ،واي عملية اخرى تطاولها ،خارج القواعد القانونية ،املرعية
الإجراء.
ي�ضاف �إىل ذلك� ،رضورة االنتباه �إىل �أهمية توعية املواطنني ،كما املعنيني مبعاجلة البيانات ال�شخ�صية،
يف االدارات العامة واخلا�صة ،على املخاطر التي تنطوي عليها هذه العملية ،كما عملية انك�شافها،
وت�رسبها.
وميكن البناء يف هذا املجال ،على التجارب الدولية� ،أو الإقليمية الناجحة ،وعلى التو�صيات واالتفاقيات
املوجودة� ،سواء منها تلك التي تعنى بحماية البيانات ال�شخ�صية� ،أو تلك اخلا�صة ببيانات االت�صاالت.
ويبقى الأهم ،عدم جواز التعامل مع حماية البيانات ال�شخ�صية ،من منطلق خطورة اخ�ضاع امل�ستخدمني
للرقابة ،والتغا�ضي عن حقهم يف معرفة �أهداف جمع املعلومات حولهم ،وطرق ا�ستثمارها ،وانكار
حق املواطن يف امل�شاركة يف عملية اتخاذ القرار ،عرب �سلب حقه يف معرفة كمية املعلومات ،التي
جتمع حوله ،والتي ميكن ان متنح الآخرين ،قوة غري اعتيادية لقيادة حياته والتحكم بها ،بحيث تتحول
امل�س�ألة� ،إىل مدى قدرة الأجهزة و�سيطرتها ،واىل مدى �أحقية تعزيز هذه القدرة ،مقارنة مع ما يقره
القانون من حقوق وواجبات .ولعل املثل االو�ضح ،هو امكانية ربط �أحد م�ستخدمي االنرتنت ،بالئحة
الرقابة على الإرهاب ،مبجرد ا�ستخدامه يف البحث على االنرتنت� ،أو يف كتابة بريد �إلكرتوين ،عبارات
حمددة مثل :متفجرات ،طائرة ،تنظيمات ا�سالمية ،الخ....
�صفحة رقم 148
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
}الف�صل التا�سع {
التقنيات يف التنمية واالقت�صاد
][297 االتحاد الدويل لالتصاالت -دليل األمن السيرباين للبلدان النامية -2007املوجز التنفيذي – «ولذلك كانت إقامة حلول كافية عىل صعيد األمن والثقة متثل واحدا ً
من التحديات الرئيسية التي يتعني أن يعالجها مكتب تنمية االتصاالت يف االتحاد الدويل لالتصاالت يف متابعة جهوده ملساعدة البلدان عىل استعامل االتصاالت وتكنولوجيا
».املعلومات واالتصاالت
�صفحة رقم 150
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.3فر�ص وحتديات
ا�ضحى ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت� ،أحد اهم العنا�رص يف خطط التنمية واال�سرتاتيجيات
الوطنية والدولية ،يف القطاعني العام واخلا�ص ،على ال�سواء ،حيث تلجا ال�رشكات وامل�ؤ�س�سات كافة،
�إىل تقنيات املعلومات ،يف جميع اوجه ن�شاطاتها ،االنتاجية ،والت�سويقية ،والتطويرية �أو غريها .فمع كل
�صباح ،هناك جديد للمعلوماتية واالت�صاالت� ،أقله على م�ستوى اخرتاق احلواجز ،وتقريب الأماكن،
و�إتاحة الو�صول �إىل املعلومة .ويف كل ثانية ،دفق جديد من املعطيات واملعلومات.
ففي ع�رصنا احلايل ،يعود الف�ضل الأكرب يف تطور االقت�صاد ،وجناح امل�ؤ�س�سات وال�رشكات واملنظمات،
ال�سيما على م�ستوى الإدارة ،والقدرة على املناف�سة� ،إىل ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت.
وتقا�س قدرتها وامكاناتها ،يف جزء كبري منها ،مبدى قدرتها التقنية ،وتطورها.
ولقد �أكد قطاع تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،على �أهميته ،من خالل ما �أحدثه من تغيريات
جذرية يف جميع القطاعات االقت�صادية ،ومن حتوالت يف طرق و�أ�ساليب العمل ،يف القطاعات كافة.
ولعل اوىل بوادر هذا التغيري ،ما �أفرزه من حاجات جديدة ،يف البنية التحتية التقنية ،وت�أمني فر�ص
العمل ،ويف �إعداد الكادرات الب�رشية ،وتنمية القدرات وبنائها ،كما يف ت�أمني البيئة القانونية التمكينية.
وكانت القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،قد �شددت على �رضورة ا�ستكمال البنية التحتية ،ك�سبيل �إىل
هدم الهوة الرقمية .ذلك �إنها ت�سمح ،بزيادة ات�صال الدول باالنرتنت ،على م�ستوى اول ،وبزيادة
ات�صال الأفراد ،على م�ستوى ثان.
وهذا يعني عمليا ،مزيدا من الن�شاطات االقت�صادية� ،سواء عرب بروز خدمات جديدة� ،أو من خالل
الو�صول �إىل �أ�سواق جديدة ،وخف�ض كلفة االنتاج .وبالفعل ،فقد و�ضع العديد من الدول املتقدمة
والنامية ،خططا �إر�شادية ،و�شارك يف خطط �إقليمية وبرامج دولية ،للتعاون ولتحفيز التنمية ،بوا�سطة
ا�ستخدام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت.
ويف هذا ال�سياق ،تطرح م�سائل عديدة ،منها :اعادة النظر يف �آليات ا�صدار الت�رشيع ،و�إقراره ،والهيئات
املخولة اقرتاح وا�صدار القوانني والأنظمة ،وبرامج اعداد وت�أهيل ال�سلطات املعنية باملكافحة والتحقيق،
�إ�ضافة �إىل ا�ستحداث ادارات خا�صة ،تعالج املوا�ضيع االجرائية واالدارية اخلا�صة بقطاع املعلومات
واالت�صاالت ،ومعاجلة املعلومات .وميكن ايراد بع�ض االفكار ،يف هذا املجال ،مثل:
•التحول نحو �إقرار بع�ض ،القواعد التي حتكم تقنيات االت�صاالت واملعلومات ،عرب مرا�سيم عو�ض
عن القوانني ،وذلك لكونها� ،أكرث قربا من الواقع العملي ،وال تتطلب وقتا طويال ،لو�ضعها مو�ضع
التنفيذ.
•�إيجاد هيئات ت�رشيعية منتخبة ،ذات �صالحيات مماثلة ل�صالحيات املجال�س النيابية ،تلتزم الت�رشيع يف
جمال االت�صاالت واملعلومات ،على ان تراعى التداخالت التي ميكن ان تطر�أ ،مع القوانني املرعية
الإجراء .فالتقنية التي اقتحمت جميع جماالت الن�شاط الإن�ساين ،حتولت �إىل قطاع جتاري ،وخدماتي
هي االخرى ،وال بد لتنظيمها والقواعد القانونية اخلا�صة بها ،ان تتاثر بالقطاعات التي دخلتها.
ونورد على �سبيل املثال ،ما يفر�ض من �إجراءات وموا�صفات ،على الربامج املعلوماتية اخلا�صة
باال�سواق املالية ،بحيث ت�ضمن ال�شفافية ،واالطالع على املعلومات ،وم�صداقيتها ،كما القوة الثبوتية
للتقارير ال�صادرة عنها.
•ت�شكيل هيئات متخ�ص�صة ،من املجال�س النيابية ،تتابع ب�شكل خا�ص عمليات الت�رشيع والتنظيم يف
جمال الأمن ال�سيرباين ،ولكن �رشط ان تلتزم �آلية عمل ،ت�ؤمن �رسعة �إقرار القوانني ،وحتديثها ،يف
الوقت املنا�سب.
•خلق ا�صول اجرائية خا�صة بالتبليغ واالنذار ،عن االخرتاقات وت�رسب املعلومات
ويف الوقت عينه� ،سيكون الق�ضاء مدعوا ،لالجابة عن م�سائل تقليدية ،وتطبيق قواعد كال�سيكية
معروفة ،على االو�ضاع اجلديدة ،كتحديد �صاحب امل�صلحة يف االدعاء يف حاالت ت�رسب البيانات،
وتقرير ما �إذا كان ارتفاع خطر �رسقة الهوية ،يعطي ال�شخ�ص حقا يف اللجوء �إىل الق�ضاء .وما هي
امكانية االدعاء على اجلهة التي ت�رسبت البيانات من انظمتها ،يف حال عدم وجود رابطة عقدية ،وهل
ميكن عندها ان تتم املالحقة ،ب�سبب التخلف عن اعتماد معايري احلماية ال�رضورية .كذلك ،هل ميكن
اعتبار عدم االلتزام مبعايري احلماية ،خرقا لقانون حماية امل�ستهلك ،وم�ستخدم ال�شبكة� ،إىل ما هنالك من
م�سائل خا�صة بال�رضر ،الذي ميكن على �أ�سا�سه املطالبة بتعوي�ض ،وكيفية حتديد هذا التعوي�ض.
.5البيئة املنا�سبة
لقد حتول الأمن ،مع بروز جمتمع املعلومات ،والف�ضاء ال�سيرباين� ،إىل واحد من قطاع اخلدمات ،التي
ت�شكل قيمة م�ضافة ،ودعامة �أ�سا�سية ،الن�شطة احلكومات والأفراد ،على ال�سواء ،كما هو احلال،
مع التطبيقات اخلا�صة باحلكومة الإلكرتونية ،وال�صحة الإلكرتونية ،والتعليم عن بعد ،واال�ستعالم،
والتجارة الإلكرتونية ،وغريها الكثري.
�صفحة رقم 152
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وبالرجوع �إىل التعريف الذي ي�ضعه «كتاب الأمن»[ ،[[29ملاهية �سيا�سة الأمن[ ،[[29ميكن القول ،انه
جمموع القواعد التي ي�ضعها م�س�ؤولو الأمن يف �إدارة النظام ،والتي يجب ان يتقيد بها جميع الأ�شخا�ص
الذين ميكنهم الو�صول �إليه .وهكذا ،يعترب مفهوم الأمن مفهوما وا�سعا ،يطاول جميع العمليات خالل
مراحل االت�صال ،وانتقال املعلومات ،وتخزينها وحفظها .لذا ميكن القول ،انه ي�شمل ،فيما ي�شمل� ،أمن
الأنظمة الإلكرتونية ،و�أنظمة الت�شغيل ،وا�ستثمار الأنظمة ،و�أمن الدخول اليها ،واىل قواعد املعلومات
واملواقع� ،إ�ضافة �إىل �أمن االت�صاالت.
وعلى خط مواز ،ي�شمل الأمن� ،أمن املعلومات ،لي�س فقط املعنى املادي ،اي �ضمان عدم تخريبها� ،أو
ت�شويهها والق�ضاء عليها� ،أو �رسقتها ،بل �أي�ضا� ،ضمان �رسيتها ،وعدم اطالع الآخرين عليها ،وم�صداقيتها،
و�صحتها.
اال �أن الوجوه املتعددة للأمن ال�سيرباين ،وم�ضاعفاتها اخلطرية ،تزيد مهمة القيمني على املو�ضوع تعقيدا
و�صعوبة ،وت�ستدعي مقاربة �شاملة ،ومتكاملة ،جلميع التحديات التي يطرحها الف�ضاء ال�سيرباين ،بحيث
ت�أتي الردود ،واحللول املقرتحة ،ناجعة وفاعلة .فتحقيقا لأمن ،وبناء الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين ،من
�أ�سا�سيات ت�سخري تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،يف جماالت التنمية خدمة للمجتمعات الإن�سانية،
على ما جاء يف التو�صيات ال�صادرة عن القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،املنعقدة يف تون�س عام .2005
يف هذا الإطار ،اعترب املنتدى االقت�صادي الدويل ،ان امل�سائل الأ�سا�سية على الأجندة الدولية ،هي م�سائل
االقت�صاد الرقمي ،م�شددا على �رضورة التعاون ملواجهة التهديدات واملخاطر ال�سيربانية ،لت�أمني البيئة
املنا�سبة ،لالفادة من امكانات تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت يف التنمية ،ولو�ضع الإطار الناجع
لإدارة املخاطر[ ،[[30وعلى �أهمية الرتكيز على العن�رص الب�رشي ،لناحية التدريب والت�أهيل على اال�ستخدام
الآمن للتقنيات.
[298] Security handbook, RFC 2196, définit la politique de sécurité comme étant, « une formalisation des règles auxquelles
doivent se conformer les gens qui ont accès aux technologies et a l’information d’une organisation ».
[299] Securite- Introduction a la securite informatique. www.commentcamarche.net/secu/secuintro.php. La securite des
systemes informatiques se cantonne generalemnenta garantir les droits d’accesausdonnees et ressources d’un systeme en mettant
en place des mecanismes d’authentification et de contrôle permettant d’assurer que les utilisateurs des dites ressources possedent
uniquement les droits qui leur ont eteoctroyes.
[300] Partnering for Cyber Resilience- Risk and Responsibility in a Hyperconnected World - Principles and Guidelines - http://
www3.weforum.org/docs/WEF_IT_PartneringCyberResilience_Guidelines_2012.pdf
�صفحة رقم 153
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
املال الرقمي ،تنتقل اال�صول عرب االنرتنت ،بطريقة رقمية ،متثل النقد الورقي واملعدين .وحتمل العملة
الرقمية� ،أرقاما ت�سل�سلية ،متاما كالعملة الورقية �أو املعدنية .اال �أن النقد الرقمي يختلف عنها ،من حيث
اجلهة التي تتوىل ا�صداره.
وي�شري م�صطلح العملة الرقمية� ،أو النقد الرقمي� ،إىل املال الذي ينتقل �إلكرتونيا ،با�ستخدام �أجهزة
الكومبيوتر واالت�صاالت ،ال�سيما االنرتنت .واملثال الذي ي�ساق يف هذا املجال ،هو انتقال الأموال[،[[30
وااليداع ،وايفاء قيمة اخلدمات[.[[30
وتعمل بع�ض الأنظمة ،متاما كالأنظمة التقليدية ،حيث تلج�أ �إىل ايداع العملة التي تتلقاها من الزبون يف
م�رصف .وت�شكل بطاقات االعتماد ،مثاال على التعامل بالعملة الرقمية ،حيث تتم تغذية هذه البطاقات،
عرب �أنظمة مالية �إلكرتونية .وتطرح هنا ،م�س�ألة �أمان هذه البطاقات ،والتحويالت املالية ،التي ال بد وان
جتد حماية يف القانون ،متاما كما هو الو�ضع بالن�سبة للنقد الورقي ،وذلك �سواء بالن�سبة ل�ضمان قيمتها،
حيث يتمتع البع�ض منها بتغطية ذهبية� ،أو بالن�سبة الثبات الدفع وقيمة ال�سحب� ،أو الفوائد� ،أو غري ذلك
من االمور ،املت�صلة ب�أمان عمليات االيفاء.
وتتنوع عمليات �رشاء العملة الرقمية ،حيث تقوم بع�ض الأنظمة ،ببيع عملتها الرقمية مبا�رشة �إىل
امل�ستخدم ،Paypal and WebMoneyبينما تلج�أ �أخرى� ،إىل البيع من خالل طرف ثالث digital
currency exchangers. e-goldاال ان تعريف العملة الرقمية يبقى غري م�ستقر� ،أو غري دقيق ،ال�سيما
مع التعريفات املتعددة التي اعطيت لها ،من قبل منظمات ر�سمية.paper [[30[G10 ،
.7خماطر وجرائم
ومع اخلدمات امل�رصفية على االنرتنت ،ميكن اليوم حتويل الأموال� ،رشاء الأ�سهم ،دفع ثمن امل�شرتيات،
وايفاء الفواتري امل�ستحقة ،دون �أي حاجة ال�ستخدام العملة الورقية �أو املعدنية� ،أو ال�شيكات �أو غريها
من االوراق ،التي متثل قيمة مالية ما .وترتافق هذه اخلدمات ،مع �أنواع معينة من اجلرائم :كال�سطو،
واالختال�س ،واخلداع ،والتحويالت االحتيالية .وتعترب هذه املمار�سات ،موازية للجرائم التي رافقت
الن�شاطات املالية وامل�رصفية التقليدية ،والتي كانت تفرت�ض �أعماال مادية ،تتنا�سب وطبيعة املال املادية.
فاملبد�أ يف املنقول ،هو �أن احليازة اثبات للملكية .اال �أن خماطر خا�صة بطبيعة االنرتنت ،ترافق ا�ستخدام
العملة الرقمية هي الأخرى .وتتمثل هذه املخاطر ،يف االعطال الإلكرتونية ،واالعطال على خطوط
االت�صال� ،أو انقطاع الطاقة� ،أو العرثات التقنية ،واالعطال التي ميكن ان تطر�أ على الأنظمة املعلوماتية.
هذا ،بالإ�ضافة �إىل امل�سائل املتعلقة باخل�صو�صية ،وبامكانية تعقب الأ�شخا�ص ،ور�صد حركتهم،
وتعري�ض معلوماتهم ال�شخ�صية لالنك�شاف ،و�رسقة هويتهم.
وهكذا ميكن ملبي�ضي الأموال ،ان يقوموا بتحويل الأموال املودعة� ،إىل نقد رقمي؛ بعد امتامهم لعملية
ايداعها ،يف ح�سابات عادية لدى امل�صارف التقليدية ،مبا يخفي امكانية تتبعها .وميكن الو�صول اليه،
من �أي جهاز مو�صول على االنرتنت .كما ميكن �أن يلج�أ املبي�ض� ،إىل ا�ستخدام التلنيت ،telenetبحيث
يقوم باالت�صال من خالل جهازه بجهاز �آخر ،يقع يف بلد �آخر ،يتوىل ا�صدار �أمر حتويل الأموال �إىل
امل�رصف املعني ،مبا ي�ساهم يف اخفاء الهوية احلقيقية ،مل�صدر االمر .ذلك �أن هذه العملية ،ت�سقط احتمال
الربط بني العنوان الإلكرتوين للربوتوكول الذي ا�ستخدم يف عملية النقل ،وبني ال�شخ�ص الذي �أ�صدر
االمر .وي�ؤمن ا�ستخدام النقد الرقمي ،اخفاء[ [[30هوية الذي توىل نقل الأموال� ،سواء بالن�سبة للم�رصف
الذي �أ�صدره� ،أو بالن�سبة للبائع الذي تلقى املبلغ.
كما ان اجلمع بني التلينيت واملال النقدي ،يزيد �صعوبة اقتفاء �أثر ال�شخ�ص ،الذي توىل عملية التحويل.
كما ميكن ملبي�ضي الأموال ،اال�ستفادة من امكانات الدفع على االنرتنت ،ومنها :ا�ستخدام بطاقات
االعتماد� ،سواء بت�شفري ارقامها وانتقالها على �شبكة مفتوحة� ،أو عرب التحقق من �أرقامها دون ا�ستخدام
االت�صال املبا�رش� ،أو عرب ا�ستخدام ال�شيك الإلكرتوين على االنرتنت ،وت�صفية قيمته خارجها .وال �شيء
مينعهم من اللجوء� ،إىل ا�ستعمال البطاقات الذكية� ،أو البطاقات التي ميكن تعبئة قيمتها stored value
� ،cardأو املحفظة الإلكرتونية ،التي يتم فيها ،انتقال العملة الرقمية وت�صفيتها على ال�شبكة يف وقت
التحويل ،و�إن كانت هذه الطريقة ،ال ت�ستخدم ،اال يف �إيفاء ثمن امل�شرتيات ،ذات القيمة املنخف�ضة
واملحدودة.
لذلك ،يعترب توفري الغفلية التامة ،anonymityمل�ستخدم نظام مايل رقمي ،حافال مبخاطر فتح املجال
�أمام اجلرمية الكاملة� ،أي تلك التي ال ميكن ك�شفها ،ال�سيما عندما ميكن حتويل املال ،با�ستخدام هوية
�شخ�ص �آخر ،دون ال�سماح بامكانية التعقب .لهذا ،كان ال بد من حلظ غفلية م�رشوطة ،بعدم ح�صول
�أي جرم ،من خالل احل�ساب العائد لل�شخ�ص املغفل ،حيث ي�سمح يف حال العك�س ،باالف�صاح عن
هويته ،وبتعقب حركته.
عام ،وجرمية تبيي�ض الأموال ،ب�شكل خا�ص ،وذلك يف مواجهة ازدياد �صعوبة ك�شف هذه اجلرمية[،[[30
عندما ت�ستعني بالتكنولوجيا .اذ تقدم هذه الأخرية ،امكانات لإدارة العديد من احل�سابات واخلدمات
امل�رصفية ،من قبل �شخ�ص واحد ،من �أي مكان يف العامل ،دون �أي ات�صال مادي بينه وبني امل�ؤ�س�سة� ،أو
امل�رصف الذي يوفر له اخلدمات.
فال�رسية عامل �أ�سا�سي ،يف اخفاء �أثر الأموال القذرة ،وطم�س عالقتها باجلرمية .ومن هنا ،اعتبار
الغفلية على االنرتنت ،من العنا�رص التي ت�شجع مبي�ضي الأموال ،على اللجوء �إىل ا�ستخدام امكاناتها.
واالنرتنت ،تتيح امكانية فتح ح�سابات ،دون انتقال �شخ�صي �إىل امل�رصف ،ودون احتكاك مبا�رش مع
املعنيني فيه� ،إ�ضافة �إىل اختيار �أ�سماء وهمية� ،أو اعتماد جمرد �أرقام ،للتعريف عن �صاحب احل�ساب.
فمع التكنولوجيا ،حتولت البنية التحتية املالية� ،إىل نظام ت�شغيل دائم احلركة ،ال تتوقف فيه حركة انتقال
الأموال ،ال�سيما وان دخول املال القذر ،يف االقنية امل�رصفية العاملية ،يجعل تعقبه ،ور�صد حركته� ،أكرث
�صعوبة.
وكانت ال ،FATFقد �أ�شارت �إىل هذا الواقع ،يف �أحد التقارير ال�صادر عن خرباء لديها ،يف مو�ضوع
اخلدمات امل�رصفية الإلكرتونية ،حيث اعتربت �أن هذه الأخرية ،ت�شكل و�سيلة جديدة ،ت�سهل عمل
مبي�ضي الأموال ،اذ ت�ساعدهم على اخفاء هويتهم ،ما يرفع م�ستوى ال�رسية ،التي ت�ضمن هام�شا �أكرب من
الأمان ،لدى تنفيذ مراحل التبيي�ض املختلفة.
ويدخل تبيي�ض الأموال ،يف دائرة اجلرمية املنظمة ،التي ت�ستخدم الف�ضاء ال�سيبريي ،كم�صدر جديد
للعائدات والأموال[ ،[[30والتي ا�ستطاعت االفادة من تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،عرب اجلمع
بني امكانات الو�سائل الإلكرتونية ،والو�سائل التقليدية ،بحيث ازدادت �صعوبة ك�شف م�صدر الأموال
القذرة ،وتتبع حركتها .فاجلرمية املنظمة ،بحاجة �إىل اخفاء امل�صادر القذرة لعائداتها ،بغية حمو الأثر
الذي يربطها باجلرمية ،التي نتجت عنها .لذا ف�إنها تلج�أ �إىل تبيي�ضها ،عرب �سل�سلة من الأعمال ،التي
تهدف �إىل ادخال املال يف الدورة االقت�صادية ،مبا ي�ضفي عليه ال�صفة ال�رشعية ،ويعطيه م�صدرا نظيفا،
ال يثري ال�شبهات حول الأ�شخا�ص الذين يتعاملون به .ومن هنا ،تعترب مكافحة تبيي�ض الأموال ،جزءا
من مكافحة اجلرمية املنظمة[ .[[30وغني عن القول ،ان املوظفني الر�سميني ،كما امل�س�ؤولني ال�سيا�سيني
الفا�سدين ،بحاجة �إىل تبيي�ض �أموال الر�شوة ،والأموال املختل�سة من اخلزينة ،ومن امل�ساعدات الدولية،
التي تخ�ص�ص لدعم النمو يف بالدهم.
ي�شكل الربنامج العاملي ملكافحة تبيي�ض الأموال[ ،[[30العن�رص الأ�سا�س ،الذي ي�ستخدمه جهاز مكافحة
اجلرمية واملخدرات .فمن خالل هذا الربنامج ،متكنت الأمم املتحدة من م�ساعدة الدول املختلفة ،على
ادخال ت�رشيعات ملكافحة تبيي�ض الأموال ،وعلى دعم وتطوير �آليات مكافحة هذه اجلرمية ،عرب ت�شجيع
[305] The Ten Fundamental Laws of Money Laundering, “The greater the facility of using cheques, credit cards and other non-
cash instruments for effecting illegal financial transactions, the more difficult it is to detect money laundering”.United Nations
office on Drug and crime.
[306] With the growing amount of financial data stored and transmitted online, the ease of computer intrusions add to the
severity of traditional crimes such as identity theft; to putthis in perspective for the digital ageover USD$222 billion in losses were
sustained to the global economy as a result of identity theft. Of this $222B most was laundered online through various e-channels.
http://cybrinth.com/uploads/Money%20Laundering%20in%20Cyberspace.pdf
األموال القذرة تستخدم فقط بطريقة مبارشة ،يف متويل األعامل اإلرهابية ][307
)[308] Global Programme against Money Laundering (GPML
�صفحة رقم 156
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
تطوير �سيا�سات مكافحة التبيي�ض ،وتقدمي امل�ساعدة التقنية ،واعداد الدورات التدريبية ،ونقل اخلربات
�إىل العاملني يف امل�ؤ�س�سات املالية ،والهيئات الق�ضائية ،والأمنية ،واال�رشاف على درا�سة املو�ضوع،
وحتليله ،والتوعية حول خطورة هذه اجلرمية.
وقد �أوردت التو�صية الأوروبية ،ملكافحة تبيي�ض الأموال ،يف هذا ال�سياق� ،أن مكافحة تبيي�ض الأموال،
هي من الو�سائل الأكرث فاعلية يف الت�صدي للجرمية املنظمة[ ،[[30ويف مقدمها :االجتار غري امل�رشوع
باملخدرات وامل�ؤثرات العقلية ،والدعارة ،والف�ساد.
وت�سمح تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،بتحريك املال القذر ،يف جميع مراحل التبيي�ض ،بدءا من
مرحلة االيداع ،مرورا بتوظيف هذا املال يف م�شاريع وهمية ،يعلن عنها على االنرتنت ،وتخ�ص�ص
لها املواقع ،وحتدد �أ�ساليب و�رشوط االكتتاب ،و�صوال �إىل اال�ستثمار بعد ذلك ،يف م�شاريع قانونية،
والدخول يف الدورة االقت�صادية.
فعلى االنرتنت مثال ،ميكن فتح ح�سابات �إلكرتونية� ،إىل جانب احل�سابات العادية ،وحتريك الأموال
املودعة فيها جميعا ،عن بعد ،ويف وقت واحد.
ومع اخلدمات امل�رصفية الإلكرتونية ،التي تقدمها معظم امل�صارف ،ميكن القيام بعمليات معقدة ،ينتقل
بها املال عن بعد ،من ح�ساب �إىل �آخر ،ومن م�رصف �إىل �آخر ،ومن قارة �إىل قارة اخرى� ،إلكرتونيا،
وتلقائيا ،بح�سب توقيت يحدد ب�شكل م�سبق ،يربمج بطريقة �أوتوماتيكية ،وال ي�ستدعي �أي تدخل،
كاالنتقال ال�شخ�صي �إىل امل�رصف ،والتوقيع من قبل �صاحب احل�ساب.
التجاري ،يف خدمة اجلرائم االقت�صادية ،ال�سيما منها ،تلك التي ترتبط بالإرهاب ،وبتجارة املواد املمنوعة،
كاملخدرات ،وامل�ؤثرات العقلية .فالتحويالت املالية الرقمية ،digital transactions ،ت�صبح �أكرث �سهولة
يف النقد الرقمي ،digital cashو�أكرث قدرة على خدمة تبيي�ض الأموال ،يف التحويالت التي تتم دون
حتديد لهوية الأ�شخا�ص �أ�صحاب النقد ،ذلك �إنها ال ترتك �أثرا يف �سجالت ،ميكن اعتمادها يف املالحقة،
وتتبع �أثر املجرمني.
�سمعتها ،التي لن تبقى �سليمة ،مع انخراطها يف عمليات تبيي�ض الأموال .فامل�ؤ�س�سات املالية املحرتمة
والكبرية ،لن تتعامل مع م�ؤ�س�سات مالية ذات �سمعة �سيئة ،وامل�صارف ذات ال�سمعة اجليدة �ستهتز ،لو
تعاملت مع املجرمني .و�ستحجم كربيات امل�ؤ�س�سات االقت�صادية ،حتى املتورطة منها ،على التعامل
معها ،خوفا على �سمعتها هي الأخرى ،وعلى �صورة �أموالها ،ونظافة م�صدرها.
وي�شكل ا�ستثمار امل�صارف لأموال الودائع لديها ،تغطية منا�سبة ،ومرحلة هامة لتبيي�ض الأموال ،كونها
تخلط الأموال القذرة ،بالأموال النظيفة �أوال ،وت�ؤدي الفوائد �إىل �أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال امل�ستثمرة،
ثانيا .وت�شكل القرو�ض ب�ضمان الودائع� ،أحد �أوجه تبيي�ض الأموال ،مع الفر�صة التي توفرها ال�ستثمار
القر�ض ،يف م�شاريع قانونية .كما �أ�صبح اال�ستعمال ال�شائع للبطاقات املمغنطة� ،أمرا م�ساعدا لإخفاء
م�صدر املال ،دون اال�ستعانة املادية املبا�رشة ،بامل�رصف الذي �أودع املال فيه ،حيث ميكن ان يتم �سحب
الأموال ،عن بعد ،ومن دولة �أخرى ،غري تلك التي متت فيها عملية االيداع .لذا ،جتري عمليات تبيي�ض
الأموال ،يف القطاع امل�رصيف ،واخلدمات املالية ،ب�شكل �أ�سا�سي ،بتوزيع ون�رش كميات �ضخمة من
الأموال ،عرب عدد من احل�سابات.
ولذا كان من الطبيعي� ،أن حتاول اجلهات املعنية مبكافحة هذه اجلرمية ،و�ضع �سيا�سات ل�ضبط حركة
الأموال ،التي تتداول على هذا امل�ستوى.
ويندرج يف هذا الإطار ،التغريات التي طر�أت ،والتي حولت امل�صارف �إىل هيئات مكافحة ،يطلب منها،
مراقبة العمليات التي تتم بوا�سطتها ،ونوعيتها .كما يفر�ض عليها ،االلتزام بالتو�صيات والتعليمات
اخلا�صة بالتعرف �إىل هوية الزبون ،ونوعية ن�شاطه ،والتحقق من �رشعية م�صدر �أمواله ،وان باحلد الأدنى.
وكانت التو�صية ال�صادرة عن اللجنة الأوروبية ،قد اعتربت حتديد هوية الزبون� ،رضوريا يف كل
حتويل تبلغ قيمته 15000يورو� ،أو �أكرث� ،سواء �أجري التحويل يف عملية واحدة� ،أو من خالل عدة
عمليات تبدو مت�صلة[ .[[31كذلك تولت ال ،[[31[FATFتقدمي عدد من االقرتاحات ،يف �إطار تفعيل
مكافحة التبيي�ض يف الف�ضاء ال�سيرباين ،تناولت :ت�شديد الإجراءات حول التعريف بهوية الزبون،
تطوير الإمكانات على م�ستوى تكنولوجيا املعلومات ،لر�صد التحويالت امل�شبوهة ،والتحقق من هوية
الزبون� ،إ�ضافة �إىل منع امل�ؤ�س�سات املالية ،من تقدمي خدماتها على االنرتنت ،ما مل تكن حائزة على
الرتخي�ص القانوين ،من ال�سلطات املخت�صة ،يف مكان ممار�ستها لن�شاطها هذا[.[[31
هذا ،وكانت ال[ ، FATF [[31قد �أ�شارت منذ العام ،2001يف التقرير الذي �أعدته� ،إىل خطورة حتول
العاب القمار على االنرتنت� ،إىل جنة لعمليات تبيي�ض الأموال[.[[31
اال �أن هذه اجلهود ،مل تثبت حتى اليوم ،فاعلية ترتقي �إىل م�ستوى اجلرمية ،وانت�شارها ،و�آثارها ال�سلبية،
وذلك باعرتاف املخت�صني وامل�س�ؤولني عن مكافحتها ،نظرا لل�صعوبات العملية ،وت�ضخم املعلومات
[314] Article 3(2) of the EC Directive, identification is required “for any transaction (…) involving a sum amounting to 15.000
Euro or more, whether the transaction is carried out in a single operation or in several operations which seem to be linked”.
[315] 75 FATF-XI, 2000, n 14 above, p.4. In Androniki N. Tzivanaki Information society services in South Eastern Europe as a
means for money laundering
[316] This measure is also considered in the framework of an ANNEX to be included to the EC antimony laundering Directive,
which is currently under amendment [Directive 91/308/EEC, n 5].
[317] Financial Action Task Force on Money Laundering
[318] Rapport annuel 200-2001, http://www.fatf-gafi.org/dataoecd/42/22/35394319.pdf
�صفحة رقم 161
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
والتقارير التي تقدم .وميكن تقدمي مثال على ذلك ،اهمال تقرير �أحد امل�صارف ،الذي قدم ،نتيجة
اال�شتباه بتحويل مت �إىل �أحد ح�سابات املجرمني ،الذين نفذوا اعتداءات احلادي ع�رش من ايلول[ .[[31هذا
مع الإ�شارة� ،إىل مبادرة العديد من الدول ،نتيجة لهذه االحداث الأخرية� ،إىل ت�شديد الإجراءات اخلا�صة
بتبيي�ض الأموال� ،سواء عرب ن�صو�ص جديدة� ،أو عرب تعديل ما كان معموال به .كذلك ما زالت مواجهة
تبيي�ض الأموال ،با�ستخدام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،غري كافية يف العديد من البلدان،
ال�سيما منها العربية ،ذلك �أن تبيي�ض الأموال ،بالو�سائل املعلوماتية وبا�ستخدام الف�ضاء ال�سيرباين ،يعد
من اجلرائم االقت�صادية احلديثة ن�سبيا ،هذا عدا عن النق�ص الأ�سا�سي ،على م�ستوى مكافحة جرائم
املعلوماتية ،واجلرمية ال�سيبريية ،يف هذه البلدان.
[319] One bank actually reported a suspicious transaction in the account of one of the September 11 hijackers - only to be ignored.
أعامل مؤمتر« :معالجة املعلومات القانونية يف القرن الحادي والعرشين وتحدياتها» ،بريوت -2001منشورات صادر ص[320] 227 :
- Mining Data Warehouses to Improve Decision-Making Process, Dr. Aziz Barbar, “from a general point of vew, the two main
goals of Data Mining are description and prediction. FAYY96 gives a more precise definition: knowledge discovery in databases
”is the non-trivial process of identifying valid, novel, potentially useful and ultimately understandable patterns of data.
�صفحة رقم 162
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
ن�شاطه ،يبقى غري م�ضمون ،مع غياب �إمكانية حتديد هويته ،من خالل البيانات ال�شخ�صية املغلوطة،
التي يكون فد �رصح عنها ،لدى االكتتاب.
ويزداد االمر خطورة ،مع الإمكانات التي تقدمها ال�رشكات املتعددة اجلن�سيات ،على م�ستوى حتويل
الأموال ،واخلدمات امل�رصفية على االنرتنت ،حيث تتفاقم �صعوبة الك�شف عن هوية �أ�صحاب
التحويالت واحل�سابات ،ال�سيما منها ،تلك التي ت�ستخدم فيها �أ�سماء وهمية� ،أو معلومات رقمية.
كذلك ي�شكل دخول االت�صاالت اخللوية ،على خط هذه اخلدمات ،تعقيدات ا�ضافية ،متنع التعرف �إىل
حمركي احل�سابات واملودعني .وي�ضاف �إىل ذلك ،ال�رسية التي حتيط بهوية امل�شاركني يف �ألعاب القمار
على االنرتنت ،كما يف املزايدات ،وال�صفقات التجارية العقارية ،وغريها.
وتتفاقم �صعوبات ك�شف الهوية ،وك�شف عمليات تبيي�ض الأموال ،مع ان�ضمام ا�ستخدام العملة الرقمية،
يف �ألعاب املي�رس ،ويف فتح احل�سابات واالعتمادات امل�رصفية ،ومع غياب الت�رشيعات املالئمة ، ،ما جعل
املعنيني مبكافحة هذه اجلرمية ،ينكبون على اجراء درا�سة خا�صة ،حول املخاطر التي متثلها هذه الآليات،
كو�سيلة ميكن ا�ستخدامها من قبل �أ�صحاب ر�ؤو�س الأموال القذرة ،لتنفيذ جرائم التبيي�ض[ .[[32وبالرغم
من منع هذه االلعاب ،بوا�سطة االت�صال املبا�رش( ،)onlineيف ت�رشين الثاين (�أكتوبر) من العام ،2006
من قبل الواليات املتحدة الأمريكية ،ما زالت ال�سيطرة على هذه االلعاب ،بوا�سطة الهاتف اخلليوي،
م�ستبعدة ،نظرا لغياب الت�رشيع اخلا�ص ،الذي ميكن تطبيقه ،على املقامرة بهذه الطريقة .ويت�ضح حجم
اخلطر الذي متثله هذه االلعاب ،نظرا للعدد الكبري مل�ستخدمي االنرتنت ،الذين يكتتبون فيها[.[[32
[321] UMultinational companies are increasingly providing online and remote payment services. This increases the volume of
transactions to be examined for detecting suspicious activity and may lead to problems in defining risk. https://www.oecd.org/
dataoecd/16/8/35003256.pdfMONEY LAUNDERING & TERRORIST FINANCING TYPOLOGIES, 2004-2005
- Jim Ensom, 24/05/2007, Financial Crimes Enforcement Network spokeswoman Anne Marie Kelly said, “The bureau is aware
of the laundering and terror finance risks posed by emerging payment technologies ... [and have] an ongoing dialogue with the
industries involved ... to study and work with [them] in order to provide the law enforcement community with guidance on how
”these systems operate and the money laundering challenges they may present.” However, she did not say how long this “study
_will take”. Emerging threat from virtual money-laundering, http://www.globalcontinuity.com/current_headlines/emerging
threat_from_virtual_money_laundering
[322] Jim Ensom, 24/05/2007,”According to Rachel Ehrenfeld, author of “Funding Evil: How Terrorism is Financed and How
to Stop It” and John Wood, the president of The Playfair Group, in 2006 online role-playing games had more than 14 million
subscribers, generating more than $1 billion in revenues ($576 million in North America and $299 million in Europe)”. http://
www.globalcontinuity.com/current_headlines/emerging_threat_from_virtual_money_laundering
�صفحة رقم 164
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
وتهدف عمليات االحتيال واخلداع على االنرتنت ،غالبا� ،إىل جني الأموال ،حيث ي�ستدرج امل�ستخدم
�إىل اف�شاء �أرقام بطاقة ائتمانه� ،أو �إىل �إر�سال حواالت مالية �أو �شيكات� ،أو �إىل اعطاء بياناته ال�شخ�صية،
ومنها كلمات املرور� ،إىل ح�ساباته على االنرتنت� ،أو �إىل بريده� ،أو هاتفه اخلليوي .ويندرج االحتيال
الذي ي�ستهدف �رسقة بطاقات االئتمان� ،ضمن دائرة خداع ال�شخ�ص ،و�رسقة معلوماته ،عن طريق
اال�ستخدام الغري م�سموح ،والغري م�رشوع ،لبيانات البطاقة االئتمانية.
وكان �أحد التعاميم ال�صادرة عن م�رصف لبنان ،والهادف �إىل حماية برامج املعلوماتية ،ومكافحة
القر�صنة ،قد ن�ص على “�أن احلماية القانونية لربامج احلا�سوب مهما كانت لغاتها ،مبا يف ذلك الأعمال
التح�ضريية ،تخ�ضع للت�رشيعات املتعلقة بحماية امللكية الفكرية يف لبنان ،ال�سيما قانون امللكية الأدبية
والفنية رقم .199/75
�صفحة رقم 165
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
} خال�صات وتو�صيات {
.1خال�صات
ي�شكل ارتباط البنى التحتية اخلا�صة بتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،كما االعتماد املتزايد عليها ،من
قبل الدول والأفراد وامل�ؤ�س�سات ،عامال حمفزا لت�صاعد ن�سبة املخاطر ،ما يفر�ض اتخاذ تدابري و�إجراءات،
ت�ضمن �إدارة فاعلة للمخاطر التقنية وال�سيربانية ،تعتمد على منهجية تتنا�سب والأبعاد الوا�سعة لهذا
االرتباط ،ما ين�سحب على البلدان اجمع.
لذلك ،ال بد ان تنطلق احللول يف هذا املجال ،من فهم الطبيعة اخلا�صة لتقنيات املعلومات واالت�صاالت،
ال�سيما اجلزء اخلا�ص بتجاوزها للحدود ،وللمجتمعات ،والأنظمة ،كما لطبيعة البنى التحتية نف�سها.
على م�ستوى �آخر ،تفر�ض الأبعاد اخلا�صة بالأمن ال�سيرباين ،ار�ساء قواعد احلماية ،على فهم وت�صور
وا�ضحني و�شاملني ،للمكونات التقنية واملوارد الب�رشية ،بحيث ال ت�سقط من احل�سبان ،املخاطر التي
يت�سبب بها الت�رصف الب�رشي� ،سواء �أكانت جمرد اخطاء ،ام اعماال جرمية.
على �ضوء ما تبني ،جتد املخاطر ال�سيبريانية م�صادرها ،ب�شكل �أ�سا�سي ،يف �أعمال ق�صدية� ،أو غري ق�صدية،
وتزداد خطورة متى قابلها قلة وعي و�إدراك ،لأ�ساليب وطرق الوقاية.
وتفتقر الدول العربية ،عامة� ،إىل موارد ب�رشية ومالية ،كما �إىل ارادة وا�ضحة وحازمة ،ت�ساعد على
متابعة ما يجري يف الف�ضاء ال�سيرباين ،من ن�شاطات غري �رشعية ،تنطلق من ارا�ضيها .ويف هذا املجال،
ال بد من الت�شديد ،على �رضورة التعاون ،بني القطاعني العام واخلا�ص واملجتمع املدين ،للتو�صل �إىل ن�رش
ثقافة احرتام القانون يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وحماية احلقوق واحلريات الأ�سا�سية.
ي�ضاف �إىل ذلك ،ان البيئة التنظيمية والت�رشيعية العربية ،ما زالت يف طور الت�شكل .و�إذا كانت بع�ض
الدول العربية ،ع�ضوا يف االحتاد الدويل لالت�صاالت ،ويف الأمم املتحدة ،ويف ال�رشاكة الدولية املتعددة
االطراف ملكافحة التهديدات ال�سيربانية -امباكت ،-اال ان االن�ضمام �إىل اجلهود الدولية ،بحاجة �إىل
دينامية �أكرث فعالية� ،سواء عرب ان�ضمام املزيد من الدول العربية� ،إىل اجلهود واملنظمات العاملة على برامج
�أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيبرياين� ،أو عرب االن�ضمام �إىل املعاهدات الدولية ،املعمول بها حاليا.
فال بد للقوانني ان حتوي قواعد ملزمة ،ورادعة ،تطاول فيما تطاول ،لي�س فقط �إقرار عقوبات وا�صول
حماكمات وحتقيق خا�صة ،بل �أي�ضا ،جمموعة من االلتزامات القانونية اخلا�صة بالأمن ،كاعتماد املقايي�س
واملعايري الدولية ،ال�صادرة عن املنظمات والهيئات الدولية املتخ�ص�صة ،يف كل ما يتعلق بحماية الأنظمة
املعلوماتية ،والبنى التحتية ،والبيانات واملعلومات احل�سا�سة .ي�ضاف اليها ،اتخاذ االحتياطات الالزمة،
لدفع امل�س�ؤولية يف حال وقوع ا�رضار ،ناجتة عن نقاط �ضعف يف الربامج والأنظمة والأجهزة ،وحلظ
�رضورة االلتزام مبوا�صفات تقنية ،ت�ضمن م�صداقية املعلومات والبيانات ،يف حال اللجوء اليها،
�أو اعتمادها ،يف اثبات الأعمال التجارية ،والتحويالت املالية ،و�أي ت�رصف �آخر ،ميكن ان يرتب
�صفحة رقم 166
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
موجبات وم�س�ؤوليات .اال ان الت�رشيعات العربية ،التي ترعى امل�سائل املت�صلة بالأمن وال�سالمة يف
الف�ضاء ال�سيرباين ،ال تتالءم وما تقدم.
وعليه ،يالحظ وجود ثغرات ت�رشيعية يف الأنظمة القانونية العربية ،جلهة املوا�ضيع التي تت�صل بتحقيق
الأمن والثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين .ويعود ذلك� ،إىل غياب ت�رشيعي كامل لبع�ض املوا�ضيع ،واللجوء
�إىل تطبيق القوانني التقليدية يف موا�ضيع اخرى� ،إ�ضافة �إىل تعار�ض بع�ض ما �أقر من ت�رشيعات ،مع
االر�شادات العاملية �أو املمار�سات الف�ضلى ،التي تتوىل املنظمات الدولية ا�صدارها.
ويبقى التعاون ال�رشط الأ�سا�س لنجاح هذه املواجهة .ويف هذا املجال ،ال بد من �إيجاد الإطار الت�رشيعي
والتنظيمي احلا�ضن ،الذي ي�شجيع مبادرات التعاون ،اذ ان ا�ستمرارية عمل تقنيات املعلومات
واالت�صاالت ،ويف مقدمها االنرتنت ،كما ا�ستقرار الف�ضاء ال�سيرباين ،ي�ستدعيان �سيا�سات ملعاجلة
الثغرات الأمنية ،وملواجهة الأخطار واحلد من �آثار الأعمال اجلرمية .وبالتايل ،ال بد من دعم اجلهود
الآيلة �إىل و�ضع مقايي�س ومعايري دولية ،كما ال بد من دعم �إقرار االطر القانونية والتنظيمية ،واالفادة
من �أف�ضل املمار�سات والتجارب الناجحة ،التي تعزز الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وت�ؤمن بيئة داعمة،
لنمو الن�شاط االقت�صادي ،واالجتماعي ،يف الف�ضاء ال�سيرباين .ويف هذا الإطار ،ال بد من االبتعاد عن
ال�سيا�سات ،التي تتعار�ض وطبيعة عمل االنرتنت املفتوحة ،وامكاناتها التي ت�شكل �أر�ضية لالبداع،
والتمو االقت�صادي واالجتماعي ،بحيث ال تتحول هذه ال�سيا�سات� ،إىل �أدوات تعيق االن�سياب احلر
للمعلومات ،والو�صول اليها ،حتت ذريعة حتقيق الأمن واحلماية .لذا ،ال بد من احلر�ص على التايل:
.2تو�صيات
وختاما ،نورد بع�ض التو�صيات ،التي يتبناها املر�صد العربي لل�سالمة والأمن يف الف�ضاء ال�سيرباين ،واهمها:
•التزام القرارات ال�صادرة عن الأمم املتحدة ،وعن القمة العاملية ملجتمع املعلومات ب�سقيها ،والداعية
�إىل ن�رش ثقافة الأمن ال�سيرباين.
•اتخاذ تدابري تعتمد الأمن كعن�رص �رضوري يف االنتاج ،ال�سيما ما يخ�ص الربامج والأجهزة
امل�ستخدمة يف تقنيات االت�صال.
�صفحة رقم 169
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•و�ضع �إطار تعاون ،ي�ضمن تبادل املعلومات ،ونقل املمار�سات الف�ضلى ،يف املجال الأمني.
•ت�أمني ان�سجام الأنظمة القانونية ،املكافحة للجرائم ال�سيربانية ،مبا مينع ن�شوء جنات رقمية.
•و�ضع ا�سرتاتيجية لن�رش الوعي ،وبنائه ،لدى خمتلف �رشائح املجتمع� ،سواء منهم امل�ستخدمون
العاديون� ،أو املهنيون� ،أو متخذو القرار ،وامل�س�ؤولون عن �سيا�سات الأمن وال�سالمة.
•اعتماد مبادئ خلقية لل�سلوك ال�سيرباين ،على مثال خلفيات وا�صول التعامل القائمة يف املجتمع
التقليدي ،تكون مبثابة عقد اجتماعي ،ي�ؤ�س�س ل�سلوك ي�ضمن �سالمة اجلماعة ،و�سالمة مواردها.
•و�ضع ا�سرتاتيجية ،و�سيا�سة امنية وا�ضحة وملزمة ،لكل املعنيني ب�صناعة املعلومات ،وب�إدراة
و�سائل االت�صاالت ،والبنى التحتية ،كما الولئك املعنيني ب�صناعة ادوات وبرامج االت�صال ،وخزن
املعلومات ومعاجلتها .و حتويل الأمن ال�سيرباين� ،إىل جزء من خطط التنمية والتطوير كافة.
•اخذ جميع �أبعاد الأمن ال�سيرباين ،بعني االعتبار ،لدى و�ضع اي ا�سرتاتيجية �أو �سيا�سة ،مبا يف
ذلك ،حاجات املواطنني وامل�ؤ�س�سات ،كما حقوقهم وواجباتهم ،بحيث ت�أتي اخلطة متكاملة،
ومن�سجمة مع ما ميكن توقع االلتزام به ،من قبل املعنيني ،ب�أمن جمتمع املعلومات.
•الإقرار بامل�س�ؤولية عن حتقيق الأمن ال�سيرباين ،كجزء ال يتجز أ� من الأمن القومي والوطني.
•�إن�شاء مراكز لل�سالمة املعلوماتية ،ولطوارئ االت�صاالت ،تتعاون فيما بينها ،وفق �آلية وا�ضحة
و�شفافة وفاعلة.
•تدريب وت�أهيل وحدات ع�سكرية وامنية خا�صة ،ميكنها مراقبة البنى التحتية لالت�صاالت ،بحيث
تقوم بتحديد املخاطر املحتملة ،وازالتها.
•ت�أهيل وحدات �أمنية وع�سكرية خا�صة ،تتوىلى التعاون على امل�ستوى اخلارجي ،مع الهيئات
العاملة على مكافحة املخاطر ،واحلد منها ومن �آثارها.
•ت�أهيل الأجهزة الق�ضائية املخت�صة ،وال�رشطة الق�ضائية ،بحيث تتمكن من القيام بواجبها ،يف جمال
مالحقة وحماكمة املجرمني ال�سيربانيني.
•توجيه دعوة من خالل جامعة الدول العربية� ،إىل دول العامل ،ملناق�شة �إقرار معاهدة دولية ،تنطلق
ديباجتها من مقررات القمة العاملية ملجتمع املعلومات ،م�ضافا اليها ،الإقرار ب�رضورة عدم حتويل
الف�ضاء ال�سيرباين� ،إىل جمال يهدد ال�سلم الدويل ،مع االلتزام بعدد من املبادئ ،ويف مقدمها :مبد�أ
�سيادة الدول ،وامل�ساواة فيما بينها ،وحق كل دولة يف االفادة من قدرات تقنيات املعلومات
واالت�صاالت ،مبا ي�ضمن قدرتها على املناف�سة يف هذا املجال ،وحتقيق رفاه �شعوبها.
�إن�شاء هيئات حتكيم وطنية ،متخ�ص�صة يف الق�ضايا ال�سيربانية ،وخدمات ا�ست�شارات ،م�سبقة والحقة
لأي ن�شاط �إلكرتوين ،ميكن ملن يرغب ،اللجوء اليها.
�صفحة رقم 170
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
} املالحق {
�إن امل�شاركني يف اللقاء ال�سنوي الأول للمخت�صني يف �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين (الإنرتنت) وانطالق ًا
من وعيهم حلجم املخاطر التي قد ت�صيب بت�أثرياتها الأمن القومي ال�سيا�سي والع�سكري واالقت�صادي
والثقايف العربي واخل�سائر التي قد تنتج عنها على ال�صعيد الفردي واجلماعي وامل�ؤ�س�ساتي.
والرقي يف املجتمعات العربية.
ّ والتقدم
ّ التطور
ّ و�إذ يدركون حجم العقبات التي ت�ؤ ّدي �إىل �إعاقة
و�إذ ُيعربون عن خ�شيتهم نتيجة لذلك من تال�شي القيم الأخالقية والقواعد ال�سلوكية .يو�صون مبا يلي:
الت�أكيد على اعتبار م�س�ألة حتقيق الأمن ال�سيرباين جزءاً ال يتج ّز أ� من الأمن الوطني �أوالً:
والأمن القومي على �أ�سا�س كونه ركن ًا �أ�سا�سي ًا وقاعدة لنجاح خمططات التنمية والتطوير
املجتمعي الوطني والقومي على �ش ّتى الأ�صعدة ويف خمتلف امليادين.
ن�رش الوعي واملعرفة بحجم املخاطر لدى خمتلف �رشائح املجتمع وامل�ؤ�س�سات اخلا�صة ثانياً:
الت�سيب الأمني يف الف�ضاء ال�سيرباين (الإنرتنت) بالإ�ضافة �إىل ّ والر�سمية الناجتة عن
حجم اخل�سائر و�إدراج مو�ضوع �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين يف املناهج التعليمية
والأكادميية.
ا�ستنها�ض منظمات املجتمع املدين وامل�ؤ�س�سات الر�سمية املخت�صة والتن�سيق فيما بينها ثالثاً:
لتغطية جميع �رشائح املجتمع وم�ؤ�س�ساته يف الدول العربية فيما يتع ّلق ب�أمن و�سالمة
الف�ضاء ال�سيرباين.
و�ضع قواعد �أخالقية و�سلوكية تطال جميع �رشائح املجتمع �سواء كانوا م�ستخدمني رابعاً:
متخ�ص�صني �أفراداً �أو م�ؤ�س�سات �أو م ّتخذي القرار �أو امل�س�ؤولني
ّ عاديني �أو مهنيني �أو
عن �سيا�سات الأمن وال�سالمة للف�ضاء ال�سيرباين (الإنرتنت) وتكليف الدكتور ح�سني
الغافري من �سلطنة ُعمان ب�إعداد م�سودة القواعد.
الدعوة �إىل اال�ستفادة من جتارب الدول العربية التي عر�ضت جتاربها خا�صة �سلطنة خام�ساً:
ُعمان وجمهورية ال�سودان ودولة فل�سطني وجمهورية م�رص العربية.
�صفحة رقم 172
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
دعوة الدول العربية لإجناز البناء الت�رشيعي والقانوين والق�ضائي مبا ي�ضمن امل�ساعدة على �ساد�ساً:
مكافحة اجلرائم ال�سيربانية واملعلوماتية ومبا ي�ؤمن االن�سجام بني كافة الأنظمة القانونية.
متخ�ص�صة يف جمال الأمن ال�سيرباين على م�ستوى الق�ضاء والنيابات العامة ّ �إن�شاء �أجهزة �سابعاً:
امل�ستمر للعاملني
ّ (الإ ّدعاء العام) والكوادر الفنية واخلرباء واملحقّقني ،وت�أمني التطوير
يف هذه الأجهزة.
متخ�ص�صة بالتعاون بني الدول العربية لكل اجلهات والأفراد ّ �إقامة دورات تدريبية ثامناً:
العاملني يف الأجهزة وامل�ؤ�س�سات املعنية بحماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين.
�إيجاد ال�صيغ املنا�سبة لت�أمني التن�سيق املتوا�صل والتعاون الوثيق بني خمتلف الأجهزة تا�سعاً:
وامل�ؤ�س�سات الر�سمية املعنية ب�أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين (الإنرتنت) على امل�ستويات
الوطنية والإقليمية والدولية.
تكليف الدكتورة منى الأ�شقر جبور بو�ضع م�رشوع م�سودة �إتفاقية عربية حلماية �أمن عا�رشاً:
و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين العربي مع مذكرة تت�ضمن الأ�سباب املوجبة وعر�ضها على
اللقاء ال�سنوي الثاين.
حادي ع�رش :تكليف القا�ضي حامت جعفر من جمهورية م�رص العربية بو�ضع م�سودة م�رشوع ت�رشيع
تنظيمي ي� ّؤمن تنظيم �آليات وقواعد للمعنيني ب�صناعة املعلومات وتخزينها ومعاجلتها
وكذا املعنيني ب�صناعة و�سائل االت�صاالت و�إداراتها وبناها التحتية وللمعنيني ب�صناعة
�أدوات وبرامج االت�صال واملعلوماتية وحمايتها مع مذكرة تت�ضمن الأ�سباب املوجبة
وعر�ضه على اللقاء ال�سنوي الثاين.
اعتبار املحاور التالية حماور علمية للقاء ال�سنوي الثاين: ثاين ع�رش:
•واقع البنى التحتية العربية يف جمال �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين. �أوالً:
•القواعد الأخالقية وال�سلوكية اخلا�صة ب�أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين. ثانياً:
•�إتفاقية عربية حلماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين. ثالثاً:
•الت�رشيع التنظيمي اخلا�ص ب�أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين. رابعاً:
ي�ستجد من �أعمال.
ّ •ما خام�ساً:
�صفحة رقم 173
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
متابعة درا�سة م�سودة م�رشوع االتفاقية العربية حلماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين بعد �أوالً:
ّ
امل�شكلة من امل�ؤمتر على �ضوء املالحظات الواردة من الدول العربية مراجعتها من اللجنة
الأع�ضاء.
متابعة درا�سة م�سودة م�رشوع القواعد وال�ضوابط الأخالقية ال�ستخدام الف�ضاء ال�سيرباين ثانياً:
ّ
امل�شكلة من امل�ؤمتر على �ضوء املالحظات أعدها د .ح�سني الغافري من قبل اللجنة التي � ّ
الواردة من الدول العربية الأع�ضاء.
متابعة ما ك ّلف به د .حامت جعفر من م�رص حول و�ضع ت�رشيع تنظيم ال�ستخدام وحماية ثالثاً:
�أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين وتعميمه على امل�شاركني يف امل�ؤمتر الأول والثاين لإبداء ما
قد يكون لديهم من �آراء ومالحظات حوله.
�إيجاد �آلية لتفعيل التعاون العربي وتبادل اخلربات والزيارات يف جمال حماية �أمن و�سالمة رابعاً:
الف�ضاء ال�سيرباين.
و�ضع خطط لتفعيل التدريب من خالل التعاون العربي. خام�ساً:
دعوة الدول العربية لإن�شاء هيئة مركزية وطنية خمت�صة بحماية �أمن و�سالمة الف�ضاء �ساد�ساً:
ال�سيرباين يف الدول التي لي�س لها مثل هذه الهيئة تكون من مهماتها تطبيق �إجراءات
التنظيم واحلماية وخا�صة البيانات وا�سرتجاعها والتعاون فيما بينها و�صو ًال �إىل ت�شكيل
هيكلية عربية موحدة ت�ؤمن حماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين.
دعوة الدول العربية �إىل ا�ستكمال الأطر الت�رشيعية والبنى التحتية متهيداً لت�شكيل هيئات �أو �سابعاً:
جلان امل�صادقة والتوقيع الإلكرتوين واال�ستفادة من التجارب العربية يف الدول العربية يف
هذا املجال.
تكليف الدكتور �سعيد حيدر من الهيئة الناظمة لالت�صاالت ب�إجراء م�سح ميداين عربي ثامناً:
ملراكز اال�ستجابة لطوارئ احلا�سوب.
�صفحة رقم 174
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
متابعة درا�سة م�سودة م�رشوع االتفاقية العربية حلماية �أمن و�سالمة الف�ضاء �أوالً:
ال�سيرباين بعد مراجعتها من امل�ؤمتر على �ضوء املالحظات الواردة من الدول
تزود املركز العربي مبالحظاتها �أن
العربية الأع�ضاء ،والطلب �إىل الدول التي مل ّ
تقوم بذلك بعد �إعادة تعميم االتفاقية مع الردود امل�ستلمة.
الطلب �إىل الدول العربية تعميم م�سودة االتفاقية مع الردود واملالحظات امل�ستلمة ثانياً:
على اجلهات الوطنية املعنية بها يف كل دولة ح�سب ما ترت�أيه (اجلهات الق�ضائية
الت�رشيعية –الأمنية – االت�صاالت – �إلخ.)....
يطلب من الدول العربية �إبداء مالحظاتها ب�شكل دقيق يتناول املواد الواردة يف ثالثاً:
االتفاقية والن�ص املقرتح تعديله �أو �إلغاءه.
الطلب من الدول العربية درا�سة م�سودة م�رشوع القواعد وال�ضوابط الأخالقية رابعاً:
أعدها د .ح�سني الغافري و�إبداء مالحظاتها عليه ال�ستخدام الف�ضاء ال�سيرباين التي � ّ
لتعر�ض يف االجتماع القادم.
متابعة ما ك ّلف به د .حامت جعفر من م�رص حول و�ضع ت�رشيع تنظيم ال�ستخدام خام�ساً:
وحماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين وتعميمه على امل�شاركني يف امل�ؤمتر الأول
والثاين لإبداء ما قد يكون لديهم من �آراء ومالحظات حوله.
الت�أكيد على �رضورة �إيجاد �آلية لتفعيل التعاون العربي وتبادل اخلربات والزيارات �ساد�ساً:
يف جمال حماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين وو�ضع خطط لتفعيل التدريب.
الت�أكيد على التو�صيات ال�سابقة ب�رضورة دعوة الدول العربية لإن�شاء هيئة مركزية �سابعاً:
وطنية خمت�صة بحماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين يف الدول التي لي�س لها مثل
هذه الهيئة تكون من مهماتها تطبيق �إجراءات التنظيم واحلماية وخا�صة البيانات
وا�سرتجاعها والتعاون فيما بينها و�صو ًال �إىل ت�شكيل هيكلية عربية موحدة ت�ؤمن
حماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين.
�صفحة رقم 176
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
الت�أكيد على دعوة الدول العربية �إىل �إ�ستكمال الأطر الت�رشيعية والبنى التحتية ثامناً:
متهيداً لت�شكيل هيئات �أو جلان امل�صادقة والتوقيع الإلكرتوين واال�ستفادة من
التجارب العربية يف الدول العربية يف هذا املجال.
اعتبار املحاور التالية حماور علمية للقاء ال�سنوي الرابع: تا�سعاً:
•درا�سة م�سودة م�رشوع االتفاقية العربية حلماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين. �أوالً:
•درا�سة م�سودة م�رشوع القواعد وال�ضوابط الأخالقية ال�ستخدام الف�ضاء ثانياً:
ال�سيرباين.
•درا�سة م�سودة م�رشوع التنظيم الت�رشيعي ال�ستخدام وحماية �أمن و�سالمة ثالثاً:
الف�ضاء ال�سيرباين.
•جتارب مراكز الإ�ستجابة لطوارئ احلا�سوب Certsيف الدول العربية. رابعاً:
ي�ستجد من �أعمال.
ّ •ما خام�ساً:
�صفحة رقم 177
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
الت�أكيد على التو�صيات ال�سابقة ب�رضورة دعوة الدول العربية لإن�شاء مراكز �إ�ستجابة ثامناً:
لطوارئ احلا�سب وهيئة مركزية وطنية خمت�صة بحماية �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين يف
الدول التي لي�س لها مثل هذه الهيئات.
اعتبار املحاور التالية حماور علمية للقاء اخلام�س القادم: تا�سعاً:
•ا�ستكمال درا�سة م�سودة م�رشوع االتفاقية العربية حلماية �أمن و�سالمة الف�ضاء �أوالً:
ال�سيرباين.
•ا�ستكمال درا�سة م�سودة م�رشوع القواعد وال�ضوابط الأخالقية ال�ستخدام الف�ضاء ثانياً:
ال�سيرباين.
•ا�ستكمال درا�سة م�سودة م�رشوع التنظيم الت�رشيعي ال�ستخدام وحماية �أمن و�سالمة ثالثاً:
الف�ضاء ال�سيرباين.
رابعاً:
•عر�ض جتارب مراكز اال�ستجابة لطوارئ احلا�سوب Certsيف الدول العربية.
ي�ستجد من �أعمال. •ما
خام�ساً:
ّ
�صفحة رقم 179
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.1تعريفات
يف تطبيق �أحكام هذه ال�ضوابط يكون للكلمات والعبارات املعنى املحدد قرين كل منها ما مل يقت�ض
�سياق الن�ص خالف ذلك:
•ال�شخ�ص� :أي �شخ�ص ذي �صفة طبيعية� ،أو اعتبارية عامة �أو خا�صة.
•امل�ستخدم :ال�شخ�ص امل�رصح له با�ستخدام الأنظمة املعلوماتية.
•ح�ساب امل�ستخدم :البيانات ال�رسية التي تخول امل�ستخدم ا�ستخدام الأنظمة املعلوماتية ،وتتكون
يف حدها الأدنى من �أ�سم م�ستخدم وكلمة املرور.
•احلا�سب الآيل� :أي جهاز �إلكرتوين ثابت �أو منقول� ،سلكي �أو ال �سلكي ،يحتوي على نظام معاجلة
البيانات� ،أو تخزينها� ،أو �إر�سالها �أو ا�ستقبالها� ،أو ت�صفحها ،وي�ؤدي وظائف حمددة بح�سب
الربامج ،والأوامر املعطاة له.
•برامج احلا�سب الآيل :جمموعة معلومات �إلكرتونية �أو تعليمات ت�ستعمل بطريقة مبا�رشة �أو غري
مبا�رشة يف نظام معاجلة معلومات �إلكرتونية بغر�ض الو�صول �إىل نتائج حمددة.
•الأنظمة املعلوماتية �أو املوارد املعلوماتية :جمموعة برامج �أو �أدوات �أو معلومات معدة ملعاجلة
البيانات و�إدارتها ،وت�شمل احلا�سبات الآلية.
•البيانات �أو املعلومات الإلكرتونية :كل ما ميكن تخزينه ومعاجلته وتوليده ونقله بو�سائل تقنية
املعلومات �أيا كان �شكله كالكتابة وال�صور والأ�صوات والرموز والإ�شارات.
•البيانات �أو املعلومات الر�سمية :البيانات �أو املعلومات ال�صادرة من اجلهات احلكومية ذات الطابع
الر�سمي.
•الوثائق :البيانات امل�ستخدمة لأغرا�ض متعددة كالنماذج واخلطابات والعقود والإحاالت
والتقارير والدرا�سات.
•التعامالت الإلكرتونية� :أي تبادل �أو ترا�سل �أو تعاقد� ،أو �أي �إجراء �آخر يربم �أو ينفذ – ب�شكل كلي
�أو جزئي – بو�سيلة �إلكرتونية.
•الإنرتنت :ال�شبكة العاملية للمعلومات
•ال�شبكة املعلوماتية :ارتباط بني �أكرث من حا�سب �آيل �أو نظام معلوماتي للح�صول على البينات
وتبادلها ،مثل ال�شبكات اخلا�صة والعامة و�شبكة االنرتنت.
�صفحة رقم 180
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•املوقع الإلكرتوين :مكان �إتاحة املعلومات الإلكرتونية على ال�شبكة املعلوماتية من خالل عنوان حمدد.
•الربيد الإلكرتوين العام :هو الربيد الإلكرتوين غري املقدم من جهة حكومية.
_ ال�ضوابط:
�أ .يجب على امل�ستخدمني امل�رصح لهم با�ستخدام املوارد املعلوماتية واالت�صاالتية التقيد بجميع
ال�سيا�سات والإجراءات اخلا�صة بالأنظمة املعلوماتية التي ي�ستخدمونها.
ب .يجب على م�ستخدمي موارد االت�صاالت واملعلومات يف �أي جهة حكومية با�ستخدامها ب�شكل
مثمر وم�س�ؤول ولأغرا�ض تخ�ص العمل فقط ،وال يجوز ا�ستخدامها لأغرا�ض �شخ�صية �أو �أغرا�ض
تخالف القوانني واللوائح املعمول بها يف ال�سلطنة� ،أو مبا ي�ؤدي �إىل الإ�رضار باجلهة احلكومية �أو
ب�سمعتها ،وي�شمل ذلك على �سبيل املثال ال احل�رص:
1.1ا�ستخدامها يف �أي عمل �أو غر�ض غري �رشعي.
2.2ا�ستخدمها مبا يتعار�ض مع الأخالق والآداب العامة.
3.3الدخول �إىل ح�سابات امل�ستخدمني �أو حماولة ا�ستخدامها دون ت�رصيح.
4.4ا�رشاك الآخرين يف �أي من ح�سابات اال�ستخدام �أو التنازل لهم عن تلك احل�سابات.
5.5ا�ستخدام اخلدمة �أو ا�ستغاللها بطريقة تعر�ض ال�شبكة الداخلية للخطر �أو فتح ثغرات �أمنية يف
ال�شبكة �أو ن�رش برجميات �ضارة �أو غري ذلك.
6.6تثبيت �أو ن�رش برامج حا�سب �آيل غري خمول بها من قبل اجلهة احلكومية وبدون احل�صول على
ت�رصيح م�سبق بذلك.
7.7ن�رش مواد �أو بيانات �رسية خا�صة بامل�ؤ�س�سة �أو �أية م�ؤ�س�سة حكومية �أخرى دون التخويل من قبل
اجلهة احلكومية �صاحبة البيانات وبدون �إجراءات �أمنية منا�سبة ت�ضمن �رسية تلك البيانات.
8.8انتحال �شخ�صية �شخ�ص �أو جهاز �آخر.
9.9العبث باملعلومات اخلا�صة مبوظفني �آخرين �أو االطالع عليها.
1010ن�رش املعلومات ال�شخ�صية �أو اخلا�صة بالآخرين دون ت�رصيح بذلك.
1111حماولة فك ت�شفري بيانات الآخرين يف الأنظمة املعلوماتية.
1212الإخالل ب�أي من حقوق الن�رش �أو الت�أليف� ،أو حقوق امللكية الفكرية لأي بيانات �أو معلومات.
1313مراقبة االت�صاالت الإلكرتونية للم�ستخدمني (التج�س�س)
1414اال�ستخدام ب�شكل ي�ؤثر �سلبيا على امل�ستخدمني الآخرين� ،أو على �أداء الأجهزة وال�شبكات
1515اال�ستخدام الذي من املمكن �أن يت�سبب يف �أي تهديد� ،أو تخريب� ،أو �إزعاج �أو اهانة� ،أو
م�ضايقة لأي �شخ�ص �أو جهة �أو �أمنها الإلكرتوين مثل �إر�سال بريد �إلكرتوين ب�شكل متكرر� ،أو
غري مرغوب فيه �أو لغر�ض الغ�ش �أو خلداع الآخرين.
�1616إحداث �أي تغيري يف املوارد املعلوماتية �أو االت�صاالتي احلكومية دون امتالك �صالحية.
�صفحة رقم 181
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
�1717إن�شاء موقع �إلكرتوين ميثل املن�ش�أة احلكومية� ،أو �إدارته ،دون �إذن كتابي ر�سمي من �صاحب
ال�صالحية.
1818ا�ستخدام املوارد املعلوماتية واالت�صاالتية لأغرا�ض �شخ�صية ال تخ�ص جهة العمل �أو ب�شكل
ي�ؤدي �إىل �إهدارها و�إهدار وقت املوظف.
ج .عدم ا�ستخدام قنوات ات�صال باملوارد املعلوماتية واالت�صاالتية احلكومية �أو االرتباط بها� ،إال من
خالل القنوات املتاحة من قبل اجلهة احلكومية.
د .يعترب امل�ستخدم م�س�ؤوال م�س�ؤولية كاملة عن كل ما ي�صدر من ا�ستخدام جلهازه �أو من خالل احلا�سب
اخلا�ص به ،وعليه احلر�ص على الدخول للموارد املعلوماتية املنوطة به.
هـ .تعد املرا�سالت عن طريق الربد الإلكرتوين احلكومي ملكا للجهة احلكومية وللجهة احلكومية
املتخ�ص�صة حق االطالع على تلك املرا�سالت وفقا للقانون يف حالة وجود حتقيق ر�سمي.
�صفحة رقم 182
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.1مقدمة
التكنولوجيا بجميع �أ�شكالها و�أنواعها من �أجهزة حوا�سيب و�شبكة انرتنت وهواتف حممولة عادية
وذكية وكامريات رقمية و�ألعاب الفيديو ،وجدت لت�سهل وتي�رس للإن�سان واملجتمع حياته ورفاهيته.
لكن الواقع احلايل ي�ؤكد عك�س ذلك فهناك من يجهل �أو يتجاهل الأهداف الأ�سا�سية من اخرتاع
وتطوير هذه التكنولوجيات ،كما ال يعرف كيفية ا�ستخدامها ا�ستخداما �أخالقيا �سليما ،واملثال على
ذلك ،اال�ستخدام غري الأخالقي ل�شبكة الإنرتنت ،من اعتداء على اخل�صو�صيات والتج�س�س املعلوماتي
و�رسقة الهويات ال�شخ�صية وانتهاك حقوق امللكية الفكرية ،و�رسقة البع�ض للنتاج الفكري للآخرين
من بحوث ومقاالت ون�سبها لأنف�سهم� ،أو �رسقة الأر�صدة والأموال البنكية عرب التحويل الإلكرتوين،
�أو �رسقة الربامج �أو �إعادة ن�سخها� ،أو �إتالف و�إزالة وت�شويه البيانات واملعلومات �أو التالعب بها ،
�أو التخريب والتدمري الإلكرتوين للأنظمة املعلوماتية �أو الرتويج ملواد وحمتويات �ضارة غري هادفة عرب
ر�سائل الربيد الإلكرتوين �أو من خالل املواقع الإلكرتونية �أو غرف املحادثة � ،أو يف الإ�ساءة �إىل �أ�شخا�ص
وتلويث وت�شويه �سمعتهم ،ناهيك عن املخاطر التي تنجم عن التحاور مع الآخرين عرب مواقع املحادثة
�أو ما ي�سمى بغرف الدرد�شة (ال�شات) .وكذلك من ي�ستخدمون الهواتف املحمولة لإزعاج الآخرين
باملعاك�سات �أو ن�رش �صور خملة بالآداب عرب كامريات هذه الهواتف �أو ا�ستخدامها يف ن�رش ال�شائعات.
يف ظل كل ذلك ظهرت احلاجة �إىل �إيجاد جمموعة من املبادئ والأخالق جتعل من و�سائل تقنية املعلومات
واالت�صاالت بكافة �أنواعها و�سائل فعالة راقية لالت�صال وتبادل املعلومات واملعرفة النافعة .وهي غري
مرتبطة بو�سائل تقنية املعلومات واالت�صاالت كو�سائل يف حد ذاتها و�إمنا متعلقة بامل�ستخدم ذاته الذي
يعقل �أفعاله .وال تتعلق بالأنظمة التي تقنن ا�ستخدام و�سائل تقنية املعلومات بقدر ما هي متعلقة باخللق
املوجود يف نفو�سنا الذي �سيحكم كيفية ت�رصفنا عندما ال يكون هناك نظام مفرو�ض.
وقد تكون هذه الأخالقيات بني الفرد امل�ستخدم للتكنولوجيا ونف�سه �أو بينه وبني الآخرين ،هذا
بالإ�ضافة �إىل �أخالقيات بني امل�ستخدم واملكونات املادية للتكنولوجيا ،والتي ت�شمل احلر�ص على �سالمة
الأجهزة وحمتوياتها من التك�سري والإتالف.
.2ال�ضوابط والأحكام
�أخالقيات التعامل مع و�سائل تقنية املعلومات واالت�صاالت قد تكون بني الفرد امل�ستخدم للتكنولوجيا
ونف�سه ،وقد تكون بينه وبني الآخرين ،هذا بالإ�ضافة �إىل �أخالقيات بني امل�ستخدم واملكونات املادية
�صفحة رقم 183
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
للتكنولوجيا ،والتي ت�شمل احلر�ص على �سالمة الأجهزة وحمتوياتها من التك�سري والإتالف
�إذن ن�ستطيع �أن نق�سم �أخالقيات التعامل مع و�سائل تقنية املعلومات واالت�صاالت �إىل ثالثة �أق�سام على
النحو التايل:
الق�سم الثاين _ �أخالقيات التعامل بني امل�ستخدم للتكنولوجيا وغريه من امل�ستخدمني :
•يتعني على م�ستخدمي التكنولوجيا التعريف ب�أنف�سهم ب�شكل وا�ضح و�رصيح يف كل املرا�سالت
واالت�صاالت الإليكرتونية حيث يعترب �إخفاء الهوية �أو �إخفاء االنتماء الإداري �أو انتحال �شخ�صية
الغري ت�رصفات منافية للأخالق.
•احرتام االخرين واحرتام افكارهم وارائهم وعدم ال�سخرية منهم وجتنب اال�ساءة �إليهم �أو جرح
م�شاعرهم عند التوا�صل معهم عرب و�سائل تقنية املعلومات واالت�صاالت وجتنب التحاور الإلكرتوين
عندما يكون جدال بال غاية.
•توخ الدقة واملبا�رشة وااليجاز يف طرح االفكار وحماورة االخرين.
•االبتعاد عن التزوير واخلداع.
•مراعاة حقوق الن�رش �أو الت�أليف ،وحقوق امللكية الفكرية لأي بيانات �أو معلومات..
•جتنب انتهاك خ�صو�صيات الغري �أو التعدي على حقهم يف االحتفاظ ب�أ�رسارهم.
•عدم ا�ستخدام و�سائل تقنية املعلومات يف �إر�سال ر�سائل �إلكرتونية لغري �أ�صحابها ،ومراعاة �رضورة
توجيه ر�سالة اعتذار عند ار�سال مثل هذه الر�سائل لغري ا�صحابها.
•التعامل ب�أمانة مع الوثائق الإلكرتونية التي ت�صل خطا �إىل عنوان الربيد الإلكرتوين واعادتها على
الفور �إىل مر�سلها وعدم ا�ستغاللها اال�ستغالل ال�سيئ.
•جتنب ار�سال الر�سائل امل�سل�سة -ر�سالة يبعث بها �إىل جمموعة من اال�شخا�ص على التوايل ويقوم كل
فرد من املجموعة ب�إعادة ار�سالها �إىل جمموعة اخرى ويف معظم االحيان يغلب على هذه النوعية
من املرا�سالت تفاهة املحتوى وت�سبب هدرا للوقت وملوارد ال�شبكة.
• جتنب اال�رضار باالخرين عن طريق ار�سال الربامج ال�ضارة لأجهزتهم و�أنظمتهم املعلوماتية.
�صفحة رقم 184
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•جتنب التعر�ض لتعاليم الأديان جميعا ب�سوء واالبتعاد عن جتريح الرموز الدينية �أو الهيئات �أو الدول
�أو ال�شعوب وعدم اثارة النعرات واحلميات املذهبية �أو الطائفية.
•جتنب اال�ستخدام الذي من املمكن �أن يت�سبب يف �أي تهديد� ،أو تخريب� ،أو �إزعاج �أو �إهانة� ،أو
م�ضايقة لأي �شخ�ص مثل �إر�سال بريد �إلكرتوين ب�شكل متكرر� ،أو غري مرغوب فيه �أو لغر�ض الغ�ش
�أو خلداع الآخرين.
•جتنب ن�رش ما من �ش�أنه بث الكراهية التي ت�شجع وتروج للق�ضاء على جمموعة معينة �أو �أي ت�صوير
ي�شني �أو يحقر �أو ي�شوه �سمعة �شخ�ص �أو جمموعة على �أ�سا�س اجلن�س والعرق والدين واجلن�سية
والتوجه اجلن�سي �أو االعاقة.
•جتنب ن�رش ما من �ش�أنه تعري�ض �أمن النا�س �أو �صحتهم �أو �سالمتهم للخطر.
•جتنب ن�رش �أو توفري حمتوى غري الئق وخمل بالآداب ،وخ�صو�صا التعري واجلن�س.
•جتنب ن�رش �أي �إ�ساءة لذوي الإعاقة اجل�سدية �أو العقلية �أو احل�سية.
.1الديباجة
ي�سجل يف العامل العربي ،نق�ص يف االطر الت�رشيعية املالئمة ،حلماية الف�ضاء ال�سيرباين ،ما ي�ؤثر �سلبا
على االنخراط ال�سليم يف جمتمع املعلومات واملعرفة ،ما ي�ستدعي ت�ضافر جهود الدول العربية ،لو�ضع
االطر الت�رشيعية والتنظيمية ،التي ت�سمح لها ،بالتعاون الفاعل ،لرفع التحديات التي ترتافق والتحوالت
اجلذرية التي ادخلتها تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،على احلياة اليومية للمواطنني ،وامل�ؤ�س�سات،
واحلكومات ،واملنظمات االقليمية والدولية ،ال�سيما وان معظم الدول العربية ،ما زالت تفتقر �إىل
االدوات الت�رشيعية ،والتنفيذية ،والتقنية ،والهيكلية ،والب�رشية ،ي�ضمن �سالمة مواطنيها و�أمنها القومي
فالأنظمة املعلوماتية ،وو�سائل االت�صاالت ،مفتوحة وميكن الولوج اليها ،عن بعد ،ومن اي مكان
يف العامل ،وقد حتولت مبا حتويه وتنقله ،من بيانات ومعلومات ،وما ت�ؤمنه من خدمات� ،إىل هدف
للمجرمني ،ولال�ستخبارات ،والتج�س�س بكل �أنواعه ،كما باتت االعتداءات على ال�شبكة العاملية
للمعلومات ،تهدد ا�ستمرارية احلكومات ،كما تعر�ض ال�سالم والأمن الدوليني للخطر.
على �ضوء هذا الواقع ،تبدو احلاجة ملحة� ،إىل ت�أمني �أدوات احلماية ،وو�سائل فاعلة ،لإدارة املخاطر
التقنية ،واملعلوماتية ،والقانونية ،ذات الأبعاد العاملية ،ما ي�ستدعي انخراط الدول العربية ،يف م�سرية
حتقيق حماية الف�ضاء ال�سيرباين ،لت�أمني م�صاحلها االقت�صادية ،والثقافية ،والأمنية ،واالجتماعية ،مع
احلفاظ على احلقوق الأ�سا�سية للمواطنني والأفراد ،وحماية حرياتهم ،ال�سيما حياتهم اخلا�صة.
ونظرا للأبعاد املتعددة واملعقدة للأمن ال�سيرباين ،ال بد من االخذ بعني االعتبار ،كل الت�شعبات التقنية،
واالقت�صادية ،وال�سيا�سية ،واالجتماعية ،وذلك على جميع امل�ستويات ،من خالل التزام ا�سرتاتيجية
وا�ضحة ،تلحظ حتقيق م�ستوى من احلماية التقنية للبنى التحتية لالت�صاالت ،ت�ساعد على ال�سيطرة على
املخاطر ،وبناء جمتمع معلومات يحرتم القيم االن�سانية ،و�سالمة االن�سان والأموال ،وحقوق امللكية
الفكرية واالدبية.
وادراكا منها لهذه املخاطر ،ورغبة منها ،يف تعزيز التعاون فيما بينها ،لبناء الثقة يف جمتمع املعلومات،
واحلفاظ على الأمن القومي و�سالمة املواطنني ،يف مواجهة الأخطار التي تواكب ا�ستخدامات تقنيات
املعلومات واالت�صاالت ،والتي ميكن �أن تهدد �أمن الأمة العربية وا�ستقرارها ،وم�صاحلها احليوية.
والتزاما منها ،باملبادئ الأخالقية والدينية ال�سامية ،و بالرتاث الإن�ساين للأمة العربية القائم على مبادئ
االنفتاح ،والتعاون ،واحرتام الفكر ،و حماية حقوق الإن�سان ،مبا ين�سجم مع مبادئ القانون الدويل
�صفحة رقم 186
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
لناحية التجرمي� ،أو لناحية املالحقة والتحقيق وت�سليم املجرمني و�إقرار التعوي�ضات ،و�إنزال العقوبات
الرادعة ب�شكل فاعل.
وملا كانت االعتداءات والأعمال اجلرمية ،احلا�صلة على ال�شبكة العاملية لالت�صاالت ،وعلى بنيتها
التحتية ،ذات انعكا�سات كارثية ،على امل�ستويات االقت�صادية ،واالجتماعية ،وال�سيا�سية ،واملالية،
والدفاعية ،والأمنية.
وملا كان من االف�ضل ،تاليف ا�سباب النزاعات ،التي ميكن ان تن�ش�أ بني الدول العربية �أو بني �شعوبها،
وتعزيز االنفتاح والتفاهم والتالقي ،فيما بينها ،حتقيقا للتعاون ،مبا ين�سجم مع عدم تهديد ال�سالم
العربي ،واالقليمي ،والعاملي.
وملا كانت الدول العربية املجتمعة تقر ،باحلاجة �إىل التعاون ،ل�ضبط اجلوانب ال�سلبية ال�ستخدامات
تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،وب�رضورة التن�سيق والعمل امل�شرتك ،وح�شد اجلهود ،لتحقيق ال�سالمة،
والأمن ،والثقة ،وحفظ ال�سالم ،يف الف�ضاء ال�سيرباين ،ومنع حتوله �إىل �أر�ضية خ�صبة للنزاعات بكل
�أ�شكالها.
لذا ،اتفقت الدول العربية املجتمعة ،على و�ضع هذه االتفاقية ،املوقعة �أدناه ،داعية من مل تكون طرفا
فيها� ،إىل االن�ضمام اليها .والتزمت حتقيق الغايات املرجوة منها.
.2ال�سياق
انطالقا من واقع البيئة الت�رشيعية والتنظيمية يف املنطقة العربية ،التي تظهر نق�صا ،وق�صورا عن ت�أمني
الإطار املالئم ،ملواجهة التحديات النا�شئة ،عن افال�ش ا�ستخدامات تقنيات املعلومات واالت�صاالت،
على جميع امل�ستويات ،ونظرا ،للحاجة امللحة �إىل حماية الف�ضاء ال�سيرباين ،من خالل �إقرار االطر
القانونية املنا�سبة ،واملن�سجمة ،التي ت�ضمن الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين ،ويف االقت�صاد الرقمي ،وتطور
جمتمع املعرفة ،عرب تنظيم م�سائل تنظيم التجارة الإلكرتونية ،واملعامالت والعقود الإلكرتونية ،وحماية
البيانات ذات الطابع ال�شخ�صي ،والبيانات احل�سا�سة ،ومكافحة اجلرائم ال�سيربانية ،وحماية امللكية
الفكرية ،وال�صناعية ،وجميع حقوق امل�ؤلف ،واحلقوق املجاورة،
تلتزم الدول الأع�ضاء ،العمل معا ،على امل�ستوى العربي ،ومنفردة ،على امل�ستوى الوطني ،لإقرار
الت�رشيعات التي تتنا�سب ومتطلبات االنخراط ال�سليم والأمن يف جمتمع املعرفة ،ومتنع بروز جنات
جرمية �سيربانية ،ومتنع حتولها �إىل من�صة ،لالعتداء على الدول االخرى ،العربية منها واالجنبية.
.3الأهداف
تهدف االتفاقية� ،إىل امل�ساهمة يف احلفاظ على القوى الوطنية والعربية ،والرثوات االن�سانية واملالية،
والتقنية ،واملعلوماتية ،لالفراد وامل�ؤ�س�سات واحلكومات .ولذلك ،ال يتوقف نطاق االتفاقية عند
حدود �سالمة وحماية الف�ضاء ال�سيرباين ،يف مواجهة اجلرمية ال�سيربانية ،بل يتعداه �إىل اىل �رضورة تنظيم
�صفحة رقم 188
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
التجارة الإلكرتونية ،واملعامالت الإلكرتونية ،وحماية البيانات ال�شخ�صية ،والبنية التحتية ،والرد على
املخاطر التي تهدد ا�ستمرارية امل�ؤ�س�سات واحلكومات ،وان�سياب املعلومات ،يف حال حتققها ،وت�أمني
امكانية الرجوع ال�رسيع� ،إىل ممار�سة الن�شاط ،ب�أقل خ�سارة ممكنة ،وبكلفة معقولة ،وو�ضع �آليات قانونية
وق�ضائية ،ت�ضمن ممار�سة الأفراد حلقوقهم ،يف الف�ضاء ال�سيرباين.
.4تعريفات
الأمن القومي:
هو قدرة االمة على الدفاع عن �أمنها ،وحقوقها ،و�صياغة ا�ستقاللها ،و�سيادتها على ارا�ضيها ،وتنمية
القدرات والإمكانات العربية ،يف خمتلف املجاالت ال�سيا�سية ،واالقت�صادية ،والثقافية واالجتماعية،
م�ستندة �إىل القدرة الع�سكرية ،والدبلوما�سية� ،آخذة يف االعتبار االحتياجات الأمنية الوطنية لكل دولة،
والإمكانات املتاحة ،واملتغريات الداخلية ،واالقليمية ،والدولية ،والتي ت�ؤثر على الأمن القومي العربي.
الف�ضاء ال�سيرباين:
هو الف�ضاء الذي اوجدته تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت ،ويف مقدمها االنرتنت .ويرتبط هذا
الف�ضاء ،ارتباطا وثيقا بالعامل املادي ،عرب البنى التحتية املختلفة لالت�صاالت ،والأنظمة املعلوماتية ،وعرب
العديد من اخلدمات ،التي مل يكن باالمكان احل�صول عليها ،من دونه ،ولي�س اقل ذلك ،الو�صول �إىل
البيانات واملعلومات.
البنية التحتية:
هي الأجهزة واملعدات ،امل�ستخدمة للربط بني �أجهزة احلا�سب الآيل ،وبني هذه الأخرية وم�ستخدميها.
وت�شمل البنية التحتية و�سائل الإعالم ،مبا يف ذلك خطوط الهاتف ،وخطوط تلفزيون الكابل ،والأقمار
ال�صناعية والهوائيات ،وكذلك �أجهزة التوجيه ( ،)Routersوالتجميع ( ،)Aggregatorsوغريها من
الأجهزة التي تتحكم يف م�سارات الإر�سال .كما ت�شمل �أي�ضا ،الربامج التي يتم ا�ستخدامها لتوليد
اخلدمات املرتبطة بها ،وذات العالقة بتلك (التقنية) التي ت�صاحبها ،والربجميات العامة ،وخدمات
التطوير وال�صيانة املرتبطة بها ،وخطوط الت�شبيك ،التي تربط بني تلك الربجميات.
�صفحة رقم 189
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
احلو�سبة ال�سحابية:
هي تقنية ت�أمني النفاذ� ،إىل بنية حتتية م�شرتكة خلدمات االت�صاالت واملعلومات ،كال�شبكات ،واملخدمات،
والتطبيقات ،وخمازن البيانات ،والتي ميكن توفريها وتامينها ،ب�أقل قدر من تدخل مورد اخلدمات.
متعهدو اخلدمات:
يق�صد بهم ،اي �شخ�ص �أو جمموعة ،ت�ؤمن للم�شرتكني معه �أو معها ،خدمات االت�صال ،بوا�سطة تقنيات
املعلومات واالت�صاالت ،عن طريق اجهزة الكومبيوتر� ،أو غريها من الأجهزة التي ميكن االت�صال من
خاللها ،بال�شبكة العاملية للمعلومات� ،أو ب�شبكات داخلية ،و�أي �شخ�ص �أو جمموعة ،تعالج البيانات� ،أو
تخزنها ،ل�صالح متعهدي خدمات االت�صال� ،أو م�ستخدمي هذه اخلدمات.
املن�ش�آت احلرجة:
هي جمموعة ال�شبكات والأنظمة ،التي ترتبط مبن�ش�آت� ،أو قطاعات� ،أو م�ؤ�س�سات� ،أو ادارات� ،أو
افراد ،مبا فيها كل �شبكات توزيع اخلدمات واملنتجات ال�رضورية للدفاع ،والأمن االقت�صادي ،وعمل
احلكومة واجهزتها املختلفة ،على كل امل�ستويات ،ب�شكل �سليم ،مثال :االت�صاالت ،الطاقة ،ال�صحة،
القطاع املايل وامل�رصيف ،النقل ،ال�صحة ،املياه ،الخ...
البيانات:
جميع امل�صطلحات ،والرموز ،واحلروف ،وال�صور واالرقام ،التي تدخل �إىل النظام املعلوماتي ،ب�شكل
معني ،لتحويلها �إىل معلومة.
البيانات ال�شخ�صية:
هي البيانات العائدة �إىل �شخ�ص معني ،والتي ميكن ان ت�ساعد على حتديد هويته ،والتعرف اليه ،كاال�سم
ال�شخ�صي ،وعنوان ال�سكن ،ورقم الهاتف ،والربيد الإلكرتوين ،ورقم ال�سيارة ،وغريها.
البيانات احل�سا�سة:
هي البيانات ال�شخ�صية ،التي تك�شف االفكار ال�سيا�سية� ،أو املعتقدات الدينية والفل�سفية� ،أو احلالة
ال�صحية والنف�سية� ،أو امليول اجلن�سية� ،أو ال�سوابق اجلنائية� ،أو العرق� ،أو الرتكيبة اجلينية ،وكل ما ميكن
�أن ي�ؤثر يف ر�أي املطلع على املعلومات ،ب�شكل ي�ؤدي �إىل التمييز العن�رصي ،بكل �أ�شكاله.
املعلومات:
هي جمموع البيانات ،التي ت�سمح مبعرفة معينة� ،أي كل ما ينتج عن عملية جمع البيانات ،وحتليلها ،او
معاجلتها ،وو�ضع املالحظات والت�سجيالت عليها ،وكل العمليات ،التي ت�ؤدي �إىل التمكني من االجابة
على بع�ض اال�سئلة ،حول هذه البيانات.
�صفحة رقم 190
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
عمليات الت�شفري
كل عملية تهدف �إىل انتاج ،ا�ستخدام ،ا�سترياد ،ت�صدير ،وت�سويق �أدوات الت�شفري.
امل�صادقة
هي االعرتاف الر�سمي ،بان الربنامج �أو النظام ،ي�ؤمن احلد املطلوب من احلماية والأمن ،بناء على معايري
حتددها هيئة ر�سمية ،معرتف بها.
الرتميز chiffrement
هي عملية حتويل البيانات الرقمية� ،إىل بيانات غري مقروءة ،با�ستخدام تقنيات الت�شفري.
التجارة الإلكرتونية
ن�شاط اقت�صادي ،ميار�س با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت� ،سواء �أكان عر�ض خدمات� ،أو بيع
�أموال� ،أو �إعالنات� ،أو تقدمي معلومات� ،أو امل�ساعدة يف احل�صول عليها.
اتفاقية �رسية
تعني املفاتيح غري املعلنة ،وال�رضورية ،لتنفيذ عملية ت�شفري� ،أو فك ت�شفري.
الربيد الإلكرتوين
هي كل ر�سالة ن�صية� ،صوتية� ،أو ت�صويرية ،مر�سلة عرب �شبكة ات�صال عامة ،حمفوظة على خمدم لل�شبكة،
�أو يف جتهيزات املر�سل اليه.
التوقيع الإلكرتوين
هو بيانات� ،أو ا�شارات� ،أو �آليات مدجمة ،يف م�ستند �إلكرتوين ،وم�ضافة اليه� ،أو مرتبطة بها منطقيا،
ت�ستخدم لتحديد هوية املوقع على املعاملة� ،أو امل�ستند ،ولت�أكيد موافقته على حمتوى املعاملة� ،أو امل�ستند.
الت�شفري
هو علم حماية البيانات و�أمنها ،ال�سيما �أوجه �رسيتها ،والتحقق منها ،و�سالمتها ،وعدم ردهاla non .
répudiation
املعلومات
هي كل عن�رص معريف ميكن متثيله با�ستخدام تقنيات املعلومات بهدف ا�ستخدامه ،حفظه ،معاجلته� ،أو
�صفحة رقم 191
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
توزيعه ون�رشه .واملعلومة ميكن ان تكون ن�صية ،ت�صويرية� ،صوتية ،رقمية الخ..
.5املبادئ
املادة الأوىل:
تقر الدول العربية ،املن�ضمة �إىل االتفاقية ،ب�سيادة كل دولة عربية ،وحقها يف تطبيق �أنظمتها وقوانينها
املرعية الإجراء ،يف جمال �ضبط الف�ضاء ال�سيرباين� ،ضمن �إطار التعاون ،لتحقيق �أهداف هذه االتفاقية.
املادة الثانية:
تلتزم الدول العربية الأع�ضاء ،ا�ستخدام طاقاتها ومواردها ،يف جمال تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،مبا
ين�سجم مع �أهداف هذه االتفاقية ،ومع �سيا�سة منع حتول الف�ضاء ال�سيرباين� ،إىل مركز انطالق لعمليات
ع�سكرية� ،أو �إ�ستخباراتية� ،أو تخريبية� ،أو عدائية� ،أو حربية� ،ضد الدول الأع�ضاء يف هذه االتفاقية،
وذلك مبا يتما�شى ،مع �رضورات احلفاظ على ال�سالمة العامة ،والأمن القومي.
املادة الثالثة:
متتنع الدول العربية الأع�ضاء ،عن ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت� ،ضد الدول االخرى،
ب�شكل يتعار�ض مع حتقيق �أهداف االتفاقية ،وتتعهد بعدم تنظيم� ،أو متويل� ،أو ت�شجيع االعتداءات
علىيها� ،أو اال�شرتاك فيها ،حتت �أي م�سمى ،ما مل يكن يف �إطار من التعاون العربي ،وكجزء من منظومة
دفاعية ،يف مواجهة اعتداءات على م�ؤ�س�ساتها� ،أو على مواطنيها.
املادة الرابعة:
تطبق هذه االتفاقية ،على كل امل�سائل النا�شئة ،عن النزاعات واخلالفات ،نتيجة اال�ستخدام امل�سيئ،
لتقنيات االت�صاالت واملعلومات.
املادة اخلام�سة:
تعرتف الدول املتعاقدة ،بحق كل دولة عربية ،يف النفاذ �إىل الف�ضاء ال�سيرباين.
املادة ال�سابعة:
تلزم الدول املتعاقدة ،اجلهات اخلا�صة التي تتعاقد معها ،لإدارة املن�شات احلرجة ،والبنية التحتية على
امل�ستوى الوطني� ،أو تن�شئها� ،أو ت�ؤهلها� ،أو تعدها ،ان تتقيد باملعايري الدولية والعربية ،املرعية الإجراء،
يف جمال �ضمان ال�سالمة والأمن ،يف الف�ضاء ال�سيرباين
املادة الثامنة:
متتنع الدول املتعاقدة ،عن اللجوء �إىل �إجراءات تعطل االت�صاالت� ،أو ت�رض باملن�ش�آت احلرجة ،وبالبنية
التحتية لها� ،أو تعر�ض �أمن و�سالمة الف�ضاء ال�سيرباين ،وم�صالح الأفراد والدول ،لأي خطر كان.
املادة التا�سعة:
يحق لكل دولة� ،أن تلج�أ �إىل اعرتا�ض �أي عمل تخريبي� ،أو �إرهابي ،ي�ستهدف املن�ش�آت احلرجة� ،أو ي�رض
بالبنية التحتية لتقنيات املعلومات واالت�صاالت ،على ان تن�سجم الو�سائل التي ت�ستخدمها ،مع الآليات
املحددة ملواجهة الأخطار ،والتي تقرها املنظمة العربية للف�ضاء ال�سيرباين.
املادة العا�رشة:
تلزم الدول الأع�ضاء يف االتفاقية ،جميع ال�رشكات ،وامل�ؤ�س�سات اخلا�صة والعامة لديها ،املعنية بت�أمني خدمات
االت�صاالت،بالتوجيهاتواملعايرياخلا�صةبال�سالمةوالأمن،التيتقرهااملنظمةالعربيةل�سالمةالف�ضاءال�سيرباين.
كما تلتزم� ،أن تقر القواعد القانونية املالئمة ،التي جتعل من خمالفة هذه التوجيهات واملعايري جرما يعاقب
عليه بعقوبات �شديدة ،وفقا لقانونها الداخلي ،وبح�سب اال�صول الت�رشيعية والتنظيمية الوطنية.
.7التعاون
املادة الثانية ع�رشة:
تتعاون الدول الأع�ضاء ،مع الهيئات الدولية واالقليمية ،املتخ�ص�صة يف ق�ضايا حماية الف�ضاء ال�سيرباين،
ال�سيما منها اللجان التابعة لالمم املتحدة ،واالحتاد الدويل لالت�صاالت ،والآيكان (هيئة االنرتنت للأ�سماء
واالرقام) ،وجامعة الدول العربية ،وهيئات االحتاد الأوروبي ،وجمموعة دول الكومنولث ،ومنظمة
التعاون والتنمية االقت�صادية ،و�أي هيئة دولية �أخرى ذات اخت�صا�ص و�صلة مب�سائل الأمن ال�سيرباين،
ترى �رضورة للتعاون معها.
�صفحة رقم 193
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•التعاون مع املنظمات الإقليمية والدولية املتخ�ص�صة ،وذات ال�صلة ،املعتمدة لدى الدولة املتعاقدة،
وفقا للقوانني الداخلية لكل دولة ،ولالتفاقيات الدولية ،التي حتكم هذا املو�ضوع
•تعزيز �أن�شطة التوعية والإعالم الأمني ،وتن�سيقها مع الأن�شطة الإعالمية ،يف كل دولة ،وفقا
ل�سيا�ستها الإعالمية ،بهدف تعزيز الوعي لدى الأفراد ،وامل�ؤ�س�سات واالدارات ،يف القطاعني
العام واخلا�ص ،و�إحباط خمططات االعتداء ،وبيان مدى خطورتها ،على الأمن واال�ستقرار.
•تقوم كل دولة ،ب�إن�شاء قاعدة بيانات ،جلمع وحتليل املعلومات ،اخلا�صة باالعتداءات ،واجلرائم
ال�سيربانية ،وخمرتقي الأنظمة ،واجلماعات واحلركات والتنظيمات ،املتخ�ص�صة يف هذا املجال،
ومتابعة م�ستجدات ظاهرة االعتداء ،على ال�شبكة العاملية للمعلومات ،والبنية التحتية اخلا�صة بها،
وحتديد نقاط ال�ضعف ،يف الأنظمة والتطبيقات املعلوماتية ،والتجارب الناجحة يف مواجهتها،
وحتديث هذه املعلومات ،وتزويد الأجهزة املخت�صة يف الدول املتعاقدة بها ،وذلك يف حدود ما
ت�سمح به القوانني ،والإجراءات الداخلية ،لكل دولة.
•�إن�شاء مراكز وطنية حكومية ،لطوارئ االنرتنت ،وت�شجيع جميع اجلهود ،الرامية �إىل �إن�شاء مراكز
م�شابهة ،لدى م�ؤ�س�سات القطاعني العام واخلا�ص ،على ان تلتزم التوجيهات وال�سيا�سات الوطنية
اخلا�صة ،وتتعاون مع املراكز الوطنية.
•تعمل الدول املتعاقدة ،على اتخاذ تدابري فاعلة ،ملنع انت�شار الفريو�سات ،والربجميات اخلبيثة،
والتطبيقات امل�ؤذية ،وملنع الأن�شطة غري ال�رشعية ،على ال�شبكة العاملية لالت�صاالت ،وكل طرفيات
االت�صال .وحتقيقا لهذه الغاية ،تبقى الدول املتعاقدة ،على ت�شاور وثيق فيما بينها ،ومع الوكاالت
الدولية املعنية بالتدابري االحرتازية ،وو�سائل احلماية التقنية.
•تتعهد الدول املتعاقدة� ،أن تتعاون لبلوغ �أق�صى درجة ممكنة من االن�سجام ،يف الأنظمة واملعايري
والإجراءات والتنظيم ،فيما يتعلق ب�أمن و�سالمة الأنظمة املعلوماتية ،والبيانات ال�شخ�صية،
واملعلومات ،والبنية التحتية ،واملن�ش�آت احلرجة ،والأفراد ،وم�ساعدة امل�ستثمرين يف قطاع
املعلومات واالت�صاالت ،ومتعهدي اخلدمات ،يف جميع امل�سائل التي يطاولها هذا التعاون ،على
حتقيق االن�سجام ،ال�سيما منها ،م�س�ألة تعزيز الثقة ،يف االقت�صاد الرقميUne telle consultation .
ne préjuge en rien l›application de toute convention internationale existant en la
.matière et à laquelle les Etats contractants seraient parties
فقرة ثانية :تدابري املكافحة:
•القب�ض على مرتكبي اجلرائم ،املعلوماتية وال�سيربانية ،وحماكمتهم وفقا للقانون الوطني� ،أو
ت�سليمهم وفقا لأحكام هذه االتفاقية� ،أو االتفاقيات الثنائية ،بني الدولتني ،املعنيتني ،بعملية القاء
القب�ض
•ت�أهيل العاملني يف جمال املالحقة ،واملكافحة ،واملحاكمة ،يف اجلرائم املعلوماتية ،وال�سيربانية.
�إقامة تعاون فاعل ،بني الأجهزة املعنية ،وبني املواطنني ،ملواجهة االعتداءات على ال�شبكة العاملية
للمعلومات ،وو�سائل االت�صال االخرى ،والبنية التحتية ،مبا يف ذلك ن�رش الوعي ،حول خطورة
هذه االعتداءات ،و�أهمية االبالغ عنها ،يف احلد من �آثارها ال�سلبية ،و�إيجاد �ضمانات وحوافز
منا�سبة ،للت�شجيع على الإبالغ عن االعتداءات ،واالخرتاقات ،وتقدمي املعلومات التي ت�ساعد يف
الك�شف عنها ،والتعاون يف القب�ض على مرتكبيها.
�صفحة رقم 196
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
•�إقرار اتفاقيات خا�صة ،ت�سمح باملالحقة عرب احلدود ،وبت�سليم املجرمني ،بني الدول الأع�ضاء يف
االتفاقية ،وبني الدول الأع�ضاء ،والدول االجنبية.
•و�ضع �أ�س�س تعاون ،مع امل�ؤ�س�سات العاملة يف القطاع اخلا�ص ،ت�ضمن ت�سليم وتبادل املعلومات،
حول الن�شاطات امل�شبوهة ،والن�شاطات اجلرمية ،يف الوقت املالئم ،لنجاح املكافحة واملالحقة.
•تتعهد كل دولة ،باال�ستجابة الفورية ،لكل طلب معلومات ،حول عمليات اعتداء� ،أو اخرتاق� ،أو
توزيع فريو�سات ،يطاول الأنظمة املعلوماتية لديها� ،سواء �أكان ذلك ،يف اداراتها وم�ؤ�س�ساتها� ،أو
لدى املقيمني لديها ،او املواطنني.
•لل�سلطات املخت�صة ،يف كل دولة ،احلق يف بدء عمليات تتبع ،وطلب معلومات ،واحل�صول عليها،
عن كل خطر �أو اعتداء ،ال�سيما متى كان هذا اخلطر� ،أو االعتداء ،يطال من�ش�آتها احلرجة� ،أو
يعر�ض �أمنها القومي للخطر.
•تتعهد الدول ،ان تقدم عند الطلب ،من �أي دولة ع�ضو� ،أو من املنظمة العربية لل�سالمة والأمن يف
الف�ضاء ال�سيرباين ،معلومات كافية ،عن �أية جهة لديها ،ميكن ان ت�شكل م�صدر اخلطر� ،أو االعتداء
احلا�صل ،وذلك ،بح�سب اال�صول القانونية الوطنية.
•عند تهديد �أمن و�سالمة االت�صاالت ،والبنية التحتية ،واملن�ش�آت احلرجة ،يف �أي من الدول
املتعاقدة� ،أو عند وقوع اعتداء على احداها ،تتعهد الدول املتعاقدة ،بالتحقيق يف ظروف اخلطر،
�أو االعتداء ،بقدر ما ت�سمح به قدراتها وقوانينها ،وبالتعاون مع املنظمة العربية لل�سالمة والأمن
يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وبابالغ نتائج التقرير� ،إىل الدول املعنية باخلطر� ،أو االعتداء� ،سواء مبا�رشة،
�أو بوا�سطة املنظمة.
.9التعاون الق�ضائي
املادة ال�سابعة ع�رشة:
تقدم كل دولة متعاقدة ،للدول الأخرى ،امل�ساعدة املمكنة والالزمة ،لتحقيقات �أو �إجراءات املحاكمة،
املتعلقة باجلرائم ال�سيربانية.
املادة الع�رشون:
.أتخ�ضع الإجراءات التي تتم يف �أي من الدولتني – الطالبة� ،أو التي جترى فيها املحاكمة -لقانون
الدولة التي يتم فيها الإجراء ،وتكون لها احلجية املقررة ،يف هذا القانون.
.بال يجوز للدولة الطالبة ،حماكمة �أو �إعادة حماكمة ،من طلبت حماكمته� ،إال �إذا امتنعت الدولة
املطلوب �إليها ،عن �إجراء حماكمته.
.جوفى جميع الأحوال ،تلتزم الدولة املطلوب منها املحاكمة ،ب�أخطار الدولة الطالبة ،مبا اتخذته
ب�ش�أن طلب �إجراء وبنتيجة التحقيقات� ،أو املحاكمة التي جتريها.
املادة الواحدة والع�رشون:
للدولة املطلوب �إليها �إجراء املحاكمة ،اتخاذ جميع الإجراءات والتدابري ،املن�صو�ص عنها يف ت�رشيعاتها،
جتاه املتهم� ،سواء يف الفرتة ،التي ت�سبق و�صول طلب املحاكمة �إليها� ،أو بعده.
املادة الثالثون:
للدولة املطلوب �إليها ،ت�سليم الأ�شياء والعائدات ،اتخاذ جميع التدابري ،والإجراءات التحفظية ،الالزمة
�صفحة رقم 199
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
لتنفيذ التزامها بت�سليمها .ولها �أي�ضا� ،أن حتتفظ م�ؤقتا بهذه الأ�شياء �أو العائدات� ،إذا كانت الزمة،
لإجراءات جزائية تتخذ عندها� ،أو �أن ت�سلمها �إىل الدولة الطالبة ،ب�رشط ا�سرتدادها منها ،لل�سبب عينه.
.10ت�سليم املجرمني
املادة الثانية والثالثون:
تتعهد كل من الدول املتعاقدة ،بت�سليم املتهمني� ،أو املحكوم عليهم ،يف اجلرائم ال�سيربانية ،املطلوب
ت�سليمهم ،من �أي من هذه الدول ،وذلك طبقا للقواعد وال�رشوط ،املن�صو�ص عليها يف هذه االتفاقية.
.ح�إذا كان النظام القانوين ،للدولة املطلوب �إليها الت�سليم ،ال يجيز لها ت�سليم مواطنيها ،فتلتزم الدولة
املطلوب �إليها الت�سليم ،بتوجيه االتهام� ،ضد من يرتكب منهم ،لدى �أي من الدول املتعاقدة
الأخرى ،جرمية من اجلرائم ال�سيربانية؛ �إذا كان الفعل معاقبا عليه ،يف كل من الدولتني ،بعقوبة
�سالبة للحرية ،ال تقل مدتها عن �سنة� ،أو بعقوبة �أ�شد .وحتدد جن�سية املطلوب ت�سليمه ،بتاريخ
وقوع اجلرمية ،املطلوب الت�سليم من �أجلها ،وي�ستعان يف هذا ال�ش�أن ،بالتحقيقات التي �أجرتها
الدولة ،طالبة الت�سليم.
.11الإنابة الق�ضائية
املادة اخلام�سة والثالثون:
لكل دولة متعاقدة� ،أن تطلب �إىل �أية دولة �أخرى متعاقدة ،القيام يف �إقليمها ،نيابة عنها .ب�أي �إجراء
ق�ضائي ،متعلق بدعوى نا�شئة عن جرمية �سيربانية ،وب�صفة خا�صة.
.أ �سماع �شهادة ال�شهود ،والأقوال التي ت�ؤخذ ،على �سبيل اال�ستدالل.
.بتبليغ الوثائق الق�ضائية.
.جتنفيذ عمليات التفتي�ش واحلجز.
.د�إجراء املعاينة ،وفح�ص الأ�شياء.
.هاحل�صول على الأدلة الثبوتية ،الإلكرتونية منها ،والتقليدية.
املادة الأربعون:
ال يجوز رف�ض الإنابة الق�ضائية ،دون تعليل ،من قبل اجلهة التي ترف�ضها.
•امل�شاركة يف و�ضع القواعد ،واعتماد املعايري واملقايي�س الدولية ،التي ت�ضمن �أمن الأنظمة املعلوماتية
واملعلومات ،و�سالمة االقت�صاد الرقمي ،وامل�صادقة على التوقيع الإلكرتوين.
•مراقبة العقود ،التي تربمها الدولة ،مع متعهدي اخلدمات ،وجميع امل�ستثمرين ،يف جمال تقنيات
املعلومات واالت�صاالت ،الذين يقدمون خدمات ،تتعلق با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت.
املادة اخلم�سون:
تتعهد الدول املتعاقدة� ،إن�شاء مراكز اال�ستجابة لطوارئ االنرتنت ،تكون م�س�ؤولة عن مراقبة وحماية
البنية التحتية للمعلومات واالت�صاالت ،من االعتداءات عليها ،وت�شكيل نقطة ات�صال وتن�سيق وطنية،
ميكنها ان تتجاوب ومتطلبات الرد ال�رسيع ،على الأخطار ال�سيربانية ،على امل�ستويات الوطنية واالقليمية
والعربية والدولية وت�ضمن الدولة:
•�أهلية مراكز اال�ستجابة لطوارئ االنرتنت ،على العمل بطريقة احرتازية وردعية ،وت�أمني توزيع
املعلومات ،حول الطوارئ على االنرتنت ،يف الوقت املنا�سب ،للحماية منها� ،أو للحد من
ا�رضارها ،والقدرة على امل�ساعدة يف مواجهة الأخطار ،ومعاجلة نتائج االعتداءات بطريقة �رسيعة
وفاعلة.
•تويل املراكز ،انذار امل�ؤ�س�سات واالدارات والأفراد ،وحت�صني �أنظمة املعلومات ،ومعاجلة احلوادث،
وتنظيم وتن�سيق جهود الرد ،على الهجمات واالعتداءات ،ومعاجلة نقاط ال�ضعف ،وم�شاكل
االبواب اخللفية ،ودرا�ستها وحتليلها ،وا�ستنباط احللول املالئمة.
•تويل املراكز ،مهمة الإعالم والإعالن ،عن الطوارئ ،واملخاطر ،واحلوادث ،وتقدمي خدمات
اخلربة ،والتدقيق يف مدى جهوزية الأنظمة ،وقدرتها على مواجهة الأخطار ،ورد الهجمات
واالعتداءات ،وتطوير برامج حماية ،وتوفري خدمات ر�صد الهجمات واالعتداءات ،ومنع
وقوعها.
•ر�صد ،وحتليل ،وتن�سيق اجلهود ،يف مواجهة الفريو�سات ،والربامج التج�س�سية واخلبيثة ،ودرا�سة
املخاطر ،وحتليلها ،ومتابعة ،ومواكبة اعادة الأنظمة املعلوماتية� ،إىل ما كانت عليه ،وتقدمي
ا�ست�شارات يف جمال احلماية ،و�أمن الأنظمة ،وال�شبكات واملعلومات.
•تنظيم حمالت توعية ،وامل�صادقة على اعمال اخلربة ،والتدقيق ،و�شهادات الكفاءة ،يف جمال �أمن
االت�صاالت.
•التعاون الوثيق ،بني املراكز الوطنية ،ومراكز اال�ستجابة لطوارئ االنرتنت ،الدولية واالقليمية،
كما يكون من االف�ضل ،ان تنت�سب� ،إىل ال�شبكات الدولية ،ملراكز اال�ستجابة لطوارئ االنرتنت.
�صفحة رقم 205
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1
.14التجارة الإلكرتونية
املادة التا�سعة واخلم�سون:
تلتزم الدول املتعاقدة ،توفري امل�ستلزمات ال�رضورية ،ملمار�سة التجارة الإلكرتونية ،بحرية تامة .كما
تتعهد الدول املتعاقدة ،الزام ممار�سي التجارة الإلكرتونية ،مراعاة م�صالح امل�ستهلك ،و�ضمان حقه يف
التحقق من هوية مقدمي اخلدمات ،عرب الإعالن الوا�ضح ،عن اال�سم لل�شخ�ص الطبيعي �أو املعنوي،
وحمل اقامته ،وعنوانه الكامل ،و�أرقام الهاتف ،وكيفية االت�صال به ،ومعلومات حول و�ضعه املهني،
كالت�سجيل يف نقابة� ،أو �سجل جتاري ،ورقم الت�سجيل ،ور�أ�س املال ،واجازة ممار�سة العمل التجاري،
و�رشوط املهنة التي ينتمي اليها ،والبلد ،واجلن�سية .ي�ضاف �إىل هذا� ،رضورة �إقرار م�س�ؤوليته عن تنفيذ
التزاماته� ،سواء �أكان املنفذ املبا�رش للخدمة� ،أو بالوا�سطة.
املادة ال�ستون:
حتظر �ألعاب املي�رس ،واحلظ ،ولو كانت ب�شكل العاب لوتو� ،أو مراهنات ،كما حتظر اخلدمات القانونية،
والطبية ،با�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت.
املادة ال�سبعون:
تتخذ كل دولة ،الإجراءات الت�رشيعية ال�رضورية بح�سب نظامها ،وقوانينها الو�ضعية ،لتجرمي اخرتاق
الأنظمة املعلوماتية ،والدخول ق�صدا� ،إىل نظام معلوماتي� ،أو �إىل جزء منه ،دون وجه حق� ،أو دون اذن،
من اجلهة �صاحبة ال�صالحية يف االذن بذلك� ،سواء عرب االلتفاف على الإجراءات الأمنية املعتمدة� ،أو
عرب النفاذ من خالل جهاز مو�صول �إىل النظام ،بق�صد �رسقة البيانات� ،أو االطالع عليها� ،أو حتويرها،
�أو الي هدف �آخر ،غري قانوين.
•اي ادخال �أو تعديل� ،أو حتوير� ،أو حمو� ،أو اخفاء ،لبيانات �إلكرتونية
•�أي تدخل يف عمل النظام املعلوماتي ،دون وجه حق ،وعن �سوء نية� ،أو بهدف الغ�ش ،للح�صول
على مكت�سبات اقت�صادية ،حل�ساب منفذ التدخل نف�سه� ،أو حل�ساب �شخ�ص �آخر
املادة الثمانون:
تتخذ كل دولة ،الإجراءات الت�رشيعية ال�رضورية ،بح�سب نظامها ،وقوانينها الو�ضعية ،لإعالن م�س�ؤولية
اال�شخا�ص املعنويني ،اجلزائية� ،أو املدنية� ،أو االدارية ،عن الأعمال اجلرمية ،الواردة يف هذه االتفاقية،
والتي يتم ارتكابها ،من قبل الأفراد الطبيعيني مل�صلحتهم� ،سواء �أعملوا منفردين� ،أو كجزء من �أحدى
هيئات ال�شخ�ص املعنوي ،ذات املركز القيادي ،ومتى كان ملرتكب االفعال:
•ال�صفة القانونية ،لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي
•ال�سلطة التخاذ قرارات ،ل�صالح ال�شخ�ص املعنوي
•ال�سلطة للرقابة واال�رشاف
ال ي�ؤثر �إعالن م�س�ؤولية ال�شخ�ص املعنوي اجلزائية ،على امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص الطبيعي ،مرتكب اجلرم.
•اقرتاح ،وو�ضع االطر املنا�سبة لتبادل املعلومات واخلربات ،بني الأجهزة الق�ضائية والأمنية العربية،
املعنية مبكافحة اجلرائم ال�سيربانية ،وحماية �سالمة و�أمن الف�ضاء ال�سيرباين
•اعتماد وتعديل ،املعايري ،واملمار�سات املعتمدة ،ومتابعة تطوير �إجراءات التعامل مع كافة امل�سائل
اخلا�صة بال�سالمة والأمن يف الف�ضاء ال�سيرباين
•و�ضع قوانني منوذجية ،تنظم امل�سائل املت�صلة ،ببناء الثقة يف الف�ضاء ال�سيرباين ،وجمتمع املعلومات
واملعرفة ،مثل :التجارة الإلكرتونية� ،أمن البيانات� ،أمن الأنظمة املعلوماتية ،حماية البيانات
ال�شخ�صية ،تنظيم املحتوى غري امل�رشوع واملحتوى امل�ؤذي ،التوقيع الإلكرتوين ،خدمات امل�صادقة
على التواقيع ،التحقيقات اجلزائية واملالحقات ،التتبع والر�صد واالثبات ،تطبيقات احلكومة
الإلكرتونية ،حماية اخل�صو�صية وحرية املعلومات ،يف قطاع االت�صاالت الإلكرتونية ،حقوق
امللكية الفكرية وال�صناعية ،واحلقوق املجاورة �أمن املعامالت الإلكرتونية ،حماية االطفال على
االنرتنت ،الخ....
املادة الت�سعون:
يتكون املجل�س اال�ست�شاري العربي ،من � 7أع�ضاء ،يتم تر�شيحهم من قبل الدول الأع�ضاء ،انطالقا،
من الئحة من اخلرباء امل�شهود لهم ،بالكفاءة العالية يف جمال الأمن ال�سيرباين ،ويجري انتخابهم من قبل
�أع�ضاء املنظمة العربية حلماية الف�ضاء ال�سيرباين .يتوىل املجل�س اال�ست�شاري الق�ضايا الآتية:
•تعزيز ن�رش الوعي يف العامل العربي ،حول �أهمية الأمن ال�سيرباين ،و�رضورة حماية احلريات،
واحلقوق ال�شخ�صية واملدنية ،على االنرتنت
•ت�شجيع االعتماد ،على تقنيات احلماية ،واملعايري الدولية ،يف حماية الأنظمة
•ن�رش ثقافة الأمن ال�سيرباين ،عرب تنظيم ن�شاطات ،ثقافية و�إعالمية
•�إن�شاء قواعد معلومات ،خا�صة باجلرائم ال�سيربانية ،و�آثارها ،وانعكا�ساتها ال�سلبية
•حتديد احلاجات ،والتحديات ،والأخطار ،والأولويات يف جمال الأمن ال�سيرباين ،على امل�ستوى
العربي ،وحتديد �أف�ضل ال�سبل والأ�ساليب ،للتعاون على مواجهتها
•حتليل ،ودرا�سة الظواهر ،املرتبطة ب�أمن الف�ضاء ال�سيرباين
•اعطاء اال�ست�شارات للدول ،حول كيفية و�ضع ،ا�سرتاتيجيات و�سيا�سات الأمن ال�سيرباين،
ومكافحة اجلرمية ال�سيربانية ،و�ضمان ال�سالمة ،يف الف�ضاء ال�سيرباين
•اعداد درا�سات ،حول ال�سلوكيات امل�سيئة واجلرمية ،للم�ستخدمني ،واملجرمني ،والأنظمة املعلوماتية
•و�ضع �أدلة ا�سرت�شادية ،حول املمار�سات الف�ضلى ،وم�ستويات اخلطر ،واالنعكا�سات ال�سلبية،
للجرائم ال�سيربانية
•و�ضع تقارير دورية ،حول واقع الأمن ال�سيرباين ،يف الدول العربية ،واخلطوات التي حتققها كل
دولة ع�ضو ،على م�ستوى تنفيذ االتفاقية ،واحرتام مندرجاتها ،ورفعها �إىل املنظمة العربية ،حلماية
الف�ضاء ال�سيرباين
•التعاون مع الهيئات الوطنية ،يف جمال حماية الف�ضاء ال�سيرباين
.18احكام ختامية
املادة الثانية والت�سعون:
ميكن لأي دولة عربية ،طلب االن�ضمام �إىل هذه االتفاقية� ،سواء عرب توقيعها� ،أو االن�ضمام اليها .وال
تنفذ هذه االتفاقية ،بحق �أية دولة عربية� ،إال بعد �إيداع وثيقة الت�صديق عليها� ،أو قبولها� ،أو �إقرارها،
لدى الأمانة العامة للمنظمة العربية حلماية الف�ضاء ال�سيرباين ،وبعد م�ضى ثالثني يو ًما من تاريخ الإيداع.
وعلى الأمانة العامة� ،إبالغ �سائر الدول الأع�ضاء ،بكل �إيداع لتلك الوثائق ،وتاريخه.
�صفحة رقم 215
ال�سيربانية :هاج�س الع�رص | درا�سات و�أبحاث ()1