Professional Documents
Culture Documents
أسواق المبادلات
أسواق المبادلات
أصبحت أسواق المبادالت في السنوات األخيرة أحد مكونات النظام المالي في
الدول التي تتعامل بها ،لذا بات من الضروري وصف هذه األسواق ،ودور هيئة
المشتقات و المبادالت الدولية في تنظيم عملية التداول للعمليات المختلفة في هذه
األسواق ،ودور المتعاملين في هذه األسواق التجار و الوسطاء ،وأخيرا التطرق
إلى األسواق الثانوية للمبادالتکامتداد للسوق األولي .
الفرع األول :األسواق األولية للمبادالت
سوف نتطرق إلى األسواق األولية للمبادالت من خالل االتفاقية الرئيسية لهيئة
المشتقات و المبادالت الدولية و دور الوسطاء في أسواق المبادالت.
أوال – االتفاقية الرئيسية لهيئة المشتقات و المبادالت الدولية
يعزى سبب تأخر ظهور عملية المبادلة في األسواق المالية إلى مسألة شرعيتها ،
حيث أن الحكومات لم تثق بهذا النوع من العمليات المالية لعدم وجود أي قانون
ضريبي أو محاسبي يحكمها وينظمها ،كما أن المبادالت المالية شأنها شأن أي
ظاهرة جديدة ،ولكي تكتسب مشروعيتها وقانونية البد أن تتبناها مؤسسة مالية
دولية كبرى لغرض تشجيع المستثمرين و المقترضين على استخدامها .وقد تم
ذلك فعال من خالل اإلعالن عن تأسيس الهيئة الدولية التجارة المبادالت ،و التي
تغيرت تسميتها بعد ذلك إلى هيئة المشتقات و المبادالت الدولية ( )ISDAلتعكس
األهمية التي أحرزها المبادالت في السوق المالية .وقد ضمت هيئة المبادالت و
المشتقات المالية جميع المؤسسات الرائدة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ،
وتتألف عضويتها أكتر من ( )390من المصارف التجارية و االستثمارية األكبر
في العالم ،فضال عن أعضائها الدائمين الذي يمثل جميع التجار الرئيسيين
للمبادالت و المشتقات .
إن إدخال اتفاقية المبادلة الرئيسية منتصف الثمانينات بوصفها اتفاقية معيارية
لتنظيم العالقات بين األطراف المتعاقدة ،قد جرى إثر اإلعالن عن حدوث أول
مبادلة مشهورة للعملة في األسواق المالية للمبادالت بين البنك الدولي و شركة
IBMأوائل عام .1979وكانت أول اتفاقية لمبادلة أسعار الفائدة بعد مبادلة البنك
الدولي في االتفاقية المبرمة بين مؤسسة (students loan marketing
، )associationومؤسسة ( )ITTو جری بموجب هذه االتفاقية مبادلة سعر
الفائدة الثابت المرتبط بعائد حواالت الحزينة لمدة ثالث أشهر مع السعر العائم
لديون الشركة في لندن ،والمبادالت محل تفاوض وتبادل في سوق كبيرة نما منذ
انطالقه في أوائل الثمانينات و السيما مبادالت أسعارالفائدة.
ثانيا -دور الوسطاء في أسواق المبادالت
خالل فترة الثمانينات كان سوق المبادلة أكثر تعقيدا بسبب طبيعة االستثمار التي
تنتهجها األطراف المتناظرة في إدارة محفظة المبادالت ،وبظهور الوسطاء
(السماسرة) أو صناع السوق ،أصبحت المبادالت أكثر سهولة .ومن الجدير
بالذكر أن سمسار المبادلة يحدد أسعار البيع المطلوبة وأسعار الشراء المعروضة
تلك التي عندما تكون األطراف المتناظرة على استعداد إما لشراء أو بيع مبادلة
سعر الفائدة قبل أن يجد زبونا إلى الطرف اآلخر من المعاملة .و من ناحية
أخرى فإن معظم المؤسسات من المصارف التجارية ،ومصارف االستثمار ،
تعمل بدور الوسيط وذلك بتقديم الخبرة و المعرفة لألطراف المتناظرة مقابل
أجور تتقاضاها ( )%1من مبلغ األساس.
الفرع الثاني :األسواق الثانوية للمبادالت
لقد نشأت السوق الثانوية للمبادالت بشكل غير منتظم أو متفاوت ألن العديد من
عقود المبادلة هي عقود غير نمطية ،تحدد بنودها على وفق رغبة واحتياجات
الطرفين ،ولكن على الرغم من ذلك فإن الطرف الذي يعلن موافقته على معاملة
المبادلة قد يرغب لسبب أو آلخر في إنهاء التزاماته ،وبسبب عدم وجود سوق
ثانوية رسمية إال أن هناك طرق عديدة ،يتمكن من خاللها الطرف المتعاقد من
إنهاء التزاماته في المبادلة ،وهي :
أوال -عكس المبادلة
وهي طريقة تنطوي بكل بساطة على الدخول في مبادلة جديدة بنفس الشروط و
األجال للمبادلة القديمة ،ولكن مهيكلة بالطريقة التي ينتج عنها بأن التدفقات
النقدية للمبادلة الجديدة ،تعوض عن التدفقات في المبادلة القديمة .وفي عكس
المبادلة فإن الطرف الذي يود الخروج من التعامل ،يرتب مبادلة تكون فيها :
.1االستحقاق في المبادلة الجديدة ،يساوي الوقت المتبقي للمبادلة األساسية.
.2السعر المرجعي يكون ذاته.
.3المبلغ األساسي يكون ذاته .
ثانيا -بيع المبادلة
يعد بيع المبادلة يكون من خالل الطرف الذي يود غلق المبادلة األصلية ،يسعى
إلى إيجاد طرف آخر يكون راغبا في قبول التزاماتها بموجب شروط المبادلة.
ثالثا -إعادة شراء المبادلة
يتضمن إعادة الشراء أو اإللغاء بيع المبادلة إلى الطرف األصلي ،ويمكن إنهاء
أو إلغاء المبادلة بواسطة تنفيذ مبادلة تعويضية ،أو من خالل إيجاد طرف آخر
يتحمل الدفع ،أو من خالل دفع القيمة السوقية للطرف اآلخر.