You are on page 1of 3

‫المطلب الثالث‪ :‬أسواق المبادالت‬

‫أصبحت أسواق المبادالت في السنوات األخيرة أحد مكونات النظام المالي في‬
‫الدول التي تتعامل بها ‪ ،‬لذا بات من الضروري وصف هذه األسواق ‪ ،‬ودور هيئة‬
‫المشتقات و المبادالت الدولية في تنظيم عملية التداول للعمليات المختلفة في هذه‬
‫األسواق ‪ ،‬ودور المتعاملين في هذه األسواق التجار و الوسطاء ‪ ،‬وأخيرا التطرق‬
‫إلى األسواق الثانوية للمبادالتکامتداد للسوق األولي ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬األسواق األولية للمبادالت‬
‫سوف نتطرق إلى األسواق األولية للمبادالت من خالل االتفاقية الرئيسية لهيئة‬
‫المشتقات و المبادالت الدولية و دور الوسطاء في أسواق المبادالت‪.‬‬
‫أوال – االتفاقية الرئيسية لهيئة المشتقات و المبادالت الدولية‬
‫يعزى سبب تأخر ظهور عملية المبادلة في األسواق المالية إلى مسألة شرعيتها ‪،‬‬
‫حيث أن الحكومات لم تثق بهذا النوع من العمليات المالية لعدم وجود أي قانون‬
‫ضريبي أو محاسبي يحكمها وينظمها ‪ ،‬كما أن المبادالت المالية شأنها شأن أي‬
‫ظاهرة جديدة ‪ ،‬ولكي تكتسب مشروعيتها وقانونية البد أن تتبناها مؤسسة مالية‬
‫دولية كبرى لغرض تشجيع المستثمرين و المقترضين على استخدامها ‪ .‬وقد تم‬
‫ذلك فعال من خالل اإلعالن عن تأسيس الهيئة الدولية التجارة المبادالت ‪ ،‬و التي‬
‫تغيرت تسميتها بعد ذلك إلى هيئة المشتقات و المبادالت الدولية (‪ )ISDA‬لتعكس‬
‫األهمية التي أحرزها المبادالت في السوق المالية ‪ .‬وقد ضمت هيئة المبادالت و‬
‫المشتقات المالية جميع المؤسسات الرائدة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ‪،‬‬
‫وتتألف عضويتها أكتر من (‪ )390‬من المصارف التجارية و االستثمارية األكبر‬
‫في العالم ‪ ،‬فضال عن أعضائها الدائمين الذي يمثل جميع التجار الرئيسيين‬
‫للمبادالت و المشتقات ‪.‬‬
‫إن إدخال اتفاقية المبادلة الرئيسية منتصف الثمانينات بوصفها اتفاقية معيارية‬
‫لتنظيم العالقات بين األطراف المتعاقدة ‪ ،‬قد جرى إثر اإلعالن عن حدوث أول‬
‫مبادلة مشهورة للعملة في األسواق المالية للمبادالت بين البنك الدولي و شركة‬
‫‪ IBM‬أوائل عام ‪ .1979‬وكانت أول اتفاقية لمبادلة أسعار الفائدة بعد مبادلة البنك‬
‫الدولي في االتفاقية المبرمة بين مؤسسة (‪students loan marketing‬‬
‫‪ ، )association‬ومؤسسة (‪ )ITT‬و جری بموجب هذه االتفاقية مبادلة سعر‬
‫الفائدة الثابت المرتبط بعائد حواالت الحزينة لمدة ثالث أشهر مع السعر العائم‬
‫لديون الشركة في لندن ‪ ،‬والمبادالت محل تفاوض وتبادل في سوق كبيرة نما منذ‬
‫انطالقه في أوائل الثمانينات و السيما مبادالت أسعارالفائدة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬دور الوسطاء في أسواق المبادالت‬
‫خالل فترة الثمانينات كان سوق المبادلة أكثر تعقيدا بسبب طبيعة االستثمار التي‬
‫تنتهجها األطراف المتناظرة في إدارة محفظة المبادالت ‪ ،‬وبظهور الوسطاء‬
‫(السماسرة) أو صناع السوق ‪ ،‬أصبحت المبادالت أكثر سهولة ‪ .‬ومن الجدير‬
‫بالذكر أن سمسار المبادلة يحدد أسعار البيع المطلوبة وأسعار الشراء المعروضة‬
‫تلك التي عندما تكون األطراف المتناظرة على استعداد إما لشراء أو بيع مبادلة‬
‫سعر الفائدة قبل أن يجد زبونا إلى الطرف اآلخر من المعاملة ‪ .‬و من ناحية‬
‫أخرى فإن معظم المؤسسات من المصارف التجارية ‪ ،‬ومصارف االستثمار ‪،‬‬
‫تعمل بدور الوسيط وذلك بتقديم الخبرة و المعرفة لألطراف المتناظرة مقابل‬
‫أجور تتقاضاها (‪ )%1‬من مبلغ األساس‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األسواق الثانوية للمبادالت‬
‫لقد نشأت السوق الثانوية للمبادالت بشكل غير منتظم أو متفاوت ألن العديد من‬
‫عقود المبادلة هي عقود غير نمطية ‪ ،‬تحدد بنودها على وفق رغبة واحتياجات‬
‫الطرفين ‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك فإن الطرف الذي يعلن موافقته على معاملة‬
‫المبادلة قد يرغب لسبب أو آلخر في إنهاء التزاماته ‪ ،‬وبسبب عدم وجود سوق‬
‫ثانوية رسمية إال أن هناك طرق عديدة ‪ ،‬يتمكن من خاللها الطرف المتعاقد من‬
‫إنهاء التزاماته في المبادلة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬عكس المبادلة‬
‫وهي طريقة تنطوي بكل بساطة على الدخول في مبادلة جديدة بنفس الشروط و‬
‫األجال للمبادلة القديمة ‪ ،‬ولكن مهيكلة بالطريقة التي ينتج عنها بأن التدفقات‬
‫النقدية للمبادلة الجديدة ‪ ،‬تعوض عن التدفقات في المبادلة القديمة‪ .‬وفي عكس‬
‫المبادلة فإن الطرف الذي يود الخروج من التعامل ‪ ،‬يرتب مبادلة تكون فيها ‪:‬‬
‫‪ .1‬االستحقاق في المبادلة الجديدة ‪ ،‬يساوي الوقت المتبقي للمبادلة األساسية‪.‬‬
‫‪.2‬السعر المرجعي يكون ذاته‪.‬‬
‫‪ .3‬المبلغ األساسي يكون ذاته ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬بيع المبادلة‬
‫يعد بيع المبادلة يكون من خالل الطرف الذي يود غلق المبادلة األصلية ‪ ،‬يسعى‬
‫إلى إيجاد طرف آخر يكون راغبا في قبول التزاماتها بموجب شروط المبادلة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬إعادة شراء المبادلة‬
‫يتضمن إعادة الشراء أو اإللغاء بيع المبادلة إلى الطرف األصلي ‪ ،‬ويمكن إنهاء‬
‫أو إلغاء المبادلة بواسطة تنفيذ مبادلة تعويضية ‪ ،‬أو من خالل إيجاد طرف آخر‬
‫يتحمل الدفع ‪ ،‬أو من خالل دفع القيمة السوقية للطرف اآلخر‪.‬‬

You might also like