You are on page 1of 18

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫‪Université Mohamed Seddik BENYAHIA‬‬ ‫جامعة محمد الصديق بن يحي – جيجل‬

‫‪Faculté des sciences économiques‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير‬
‫‪et commerciales‬‬

‫بحث حول ‪:‬‬

‫عقود الخيارات وحكمها‬


‫الشرعي‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬

‫‪ ‬بوريب عمران‬ ‫‪ ‬بوراوي الربيع‬


‫‪ ‬بعبع عماد‬

‫السنة البيداغوجية‪2024/2023 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقود الخيارات‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أطراف عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انواع ومخاطر و استراتجيات عقود الخيارات‬


‫المطلب األول‪ :‬اسواق عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استراتجيات عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقلة والجانب الشرعي منه‬
‫المطلب االول‪ :‬الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقلة‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم عقود الخيارات‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التكيف الفقهي لعقود الخيارات‬ ‫‪‬‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ظهرت الهندسة المالية كأداة لتطبيق االبتكارات المالية التي دف إلى تقليل المخاطر‪ ،‬وإيجاد‬
‫حلول لمشاكل التمويل في ظل التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والذي‬
‫تشهده الساحة المالية وجاءت المشتقات المالية بمختلف أنواعها كأحد أهم االبتكارات المالية‪،‬‬
‫وكان الهدف الرئيس من هذه المشتقات هو التحوط وتقليل المخاطر‬
‫ولما كانت المشتقات المالي أحد أهم منتجات الهندسة المالية‪ ،‬فقد رأيت بعض الدراسات‬
‫الفقهية تحاول ضبط الجوانب الفقهية لمختلف أنواعها‪ ،‬على الرغم من اتساع مفهوم هذه‬
‫العقود ودقتها من الناحية الشرعية؛ والتي يصعب تناولها جميعا وجمع شتاها في بحث‬
‫واحد؛ لذلك يممت وجهي تلقاء عقود الخيار في االسهم في األسواق المالية باعتبارها أهم‬
‫أنواع المشتقات المالية‪ ،‬حيث إا تمثل سوقا عالميا يتجاوز حجم التعامل فيه أرقاما مخيفة‬
‫تعادل مئات الترليونات من الدوالرات فماهي عقود الخيارات وما راي الفقه فيها‬

‫المبحث االول ماهية عقود الخيارات‬


‫المطلب االول تعريف عقود الخيارات‬

‫يعرف عقد الخيار بأنه عقد يمثل حقا للمشتري و ليس التزاما(في بيع )أو شراء( شيء معين ‪،‬بسعر‬
‫محدد سعر التعاقد أو الممارسة( خال ل فترة زمنية محددة ) في تاريخ محدد (و يلزم بائعه ببيع) أو‬
‫شراء( ذلك الشيء بالسعر المتفق عليه خالل تلك الفترة الزمنية) عند ذلك التاريخ (مقابل مبلغ محدد‬
‫المكافأة تدفع عند التعاقد و غير قابلة للرد و ليست جزء يدفعه مشتري العقد‪ ،‬يسمى عاالوة الصفقة أو‬
‫من قيمة الصفقة ‪ ،‬كما يمارس مشتري الخيار حقه في تنفيذ العقد أو فسخه دون أي التزام من جانبه اتجاه‬
‫الطرف االخر‪.‬‬

‫وتتميز عقود الخيارات بمجموعة من الخصائص من بينها‬

‫أ ‪ -‬الخيار هو ورقة مالية مشتقة‪ ,‬تأخذ قيمتها من أصل الخيار المدون في العقد فقد يكون أصال سلعيا )‬
‫سلعة معينة واصال ماليا سهما أو سندا معين‬

‫ب‪ -‬ينشأ الخيار بسبب تباين توقعات طرفي العقد أمام ظاهرة تبادل معينة كتذبذب سعر أصل من‬
‫األصول ‪ ،‬والتخوف هو الواعز من إقامة العقد ‪ ،‬فالمتحوط ) مشتري العقد ( يضمن لنفسه تفادي تبعات‬
‫ارتفاع أسعار المواد األولية المستعملة أو انخفاض قيمة األصول المالية ) أسهم وسندات عند الطرح أو‬
‫انخفاض أسعار المنتجات التامة المطروحة في السوق مستقباال ‪ ،‬فيلجا إلى شراء حق الشراء‪ ،‬بينما‬
‫المضارب يتوقع عدم تجاوز السعر الجاري القيمة السوقية وقت تنفيذ العقد ‪ ،‬فيقدم على بيع الشراء رغبة‬
‫في الحصول على المكافأة في أسوا اأالحوال‪.‬‬

‫ت‪ -‬قيمة العاال وة أو المكافأة أي ثمن الخيار ‪ ،‬وهو الثمن الذي سيدفعه احد األطراف حتى يحظى بحرية‬
‫االختيار بان يشتري أو يبيع عقد الخيار خالل مدة العقد ‪ ،‬أو هو الثمن يدفع نظير ممارسته لهذا الحق‪.‬‬
‫بمعنى آخر " ثمن الخيار يدفع للجهة التي حررت عقد الخيار والتزمت بتنفيذه عندما يرغب صاحب‬
‫الحق في ممارسته لهذا الحق وبذلك يعتبر هذا الثمن مقابل المخاطرة التي يمنحها الطرف اآلخر عندما‬
‫يمارس الطرف اأالول هذا الحق مهما كانت الظروف السائدة في السوق‪1 ،‬والتي يمكن أن تؤثر على‬
‫سعر األصل محل العقد‬

‫المطلب الثاني نشأة وتطور عقود الخيارات‪:‬‬


‫ترجع الكتابات التاريخية إلى ظهور عقود الخيارات في حضارة اإالغريق القديمة ‪،‬بسبب عامل التحوط‬
‫خشية تقلبات سعر منتج الزيتون ‪ ،‬إذ يهدف المنتجون إلى حماية أنفسهم من مخاطر وفرة اإالنتاج و‬
‫تدهور اأال سعار‪ ،‬و بذلك يشترون هذا الحق خيار البيع ليتمكنوا من بيع اإالنتاج للتجار بسعر وفي تاريخ‬
‫محددين‪ ،‬والعكس بالنسبة للتجار والمحولون المنتجون لمنتج الزيت من عند المزارعين فيقومون بشراء‬
‫عقود تغطية الحق في شراء ثمار الزيتون في تاريخ معين بسعر محدد مسبقا تطور استخدام عقود‬
‫الخيارات في الحضارة الفينيقية والرومانية لتشمل منتجات زراعية أخرى وحتى منتجات حيوانية كانت‬
‫متداولة ‪ ،‬وفي القرون الوسطى ومع ظهور الثورة الصناعية اتسع نطاق استخدام عقود الخيارات في‬
‫أوروبا ليشمل المنتجات الزراعية الصناعية كالزه ور العطرية وباقي المنتجات الزراعية الوسيطية التي‬
‫تتسم بتذبذب اإلنتاج بتقلب المواسم ‪...‬الخ ‪ ( .‬وفي مطلع القرن الثامن عشر ظهرت أول سوق للخيارات‬
‫في انجلترا ‪ ,‬شركة ( ‪ S.S. C‬شركة بحر الجنوب وهي شركة أسسها كل من ‪Aislabie‬‬
‫‪BluntJohn John ,‬بتاريخ ‪)،1711‬وبعد ما اشتعلت الحرب بين بريطانيا وحلفائها من جهة و‬
‫فرنسا وحلفائها من جهة أخرى ‪ ،‬انهارت الشركة و قل اإلقبال عليها وصارت غير قانونية واستمر األمر‬
‫على تلك الحال قرابة السنة ‪ .‬وظهرت في الواليات المتحدة األمريكية مع مطلع القرن التاسع عشر ) كان‬
‫يطلق عليها عقود االمتياز(‪ .‬ومع نهاية القرن التاسع عشر قام ‪ Sage Russell‬بإنشاء سوق غير‬
‫رسمية اللختيارات وبالتالي فهو يعتبر المؤسس الحقيقي لتلك المعامالت‪ .‬وفي عام ‪1934‬سن قانون‬
‫يجيز التعامل في الخيارات ولكن بسبب بعض القيود كان اإالقبال على تلك الخيارات من البداية قلياال ‪.‬‬
‫عرفت سنة ‪ 1973‬قفزة نوعية في اإال قبال على عقود االختيارات إذ قامت بورصة شيكاغو بتأسيس‬
‫بورصة للتعامل في الخيارات على اأال سهم فقط وفتحت هذه البورصة أبوابها للمتاجرة في عقود‬
‫اختيارات الشراء ‪ ،‬بينما لم يبدأ التعامل على عقود خيار البيع إال في منتصف ‪. 1977‬وبعدها قامت عدة‬
‫بورص ات للتجارة في السلع وان كان يسود عليها سوق العقود المستقبلية بالنشاط أيضا في عقود‬
‫الخيارات‪.‬‬

‫المطلب الثالث اطراف عقد الخيار‬


‫لعقد الخيار ثالثة أطراف هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مشتري حق الخيار‪ :‬وهو الطرف األول الذي يدفع في البداية المكافأة مقابل الحصول على حق‬
‫ااالختيار بالتنفيذ من عدمه )أي لقاء الحق في إلزام الطرف اآالخر بناء على ما تمليه له مصلحته‬
‫الخاصة في تنفيذ العقد من عدمه ‪ ،‬فإذا رأى في ذلك منفعته ‪ ،‬وإاال يفسخ العقد إذا ما سار منحنى‬
‫اأالسعار في غير صالحه‬
‫‪.‬ب ‪ -‬بائع الخيار‪ :‬وهو الطرف الثاني الذي يقبض المكافأة العاالوة من الطرف اآلخر ثمن‬
‫اااللتزام بتنفيذ الخيار ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ت ‪ -‬شركة وساطة في اأالوراق المالية‪ :‬حيث تتكفل بتنفيذ العقد عند رغبة الطرف اأالول ‪،‬‬
‫ويقوم بكل عملية وسيطان ‪ ،‬أحدهما ينوب عن مشتري العقد واآالخر عن بائع العقد ويقوم كل‬
‫وسيط بدوره كوكيل عن موكله يتلقى كل واحد منها اأالمر عن الموكل الخاص به‬

‫‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬انواع واسواق و استراتجيات عقود الخيارات‬


‫المطلب االول اسواق عقود الخيارات‬
‫نذكر نوعين من سوق الخيارات التساع العمليات التي تتم فيهما‬

‫‪-‬السوق الرسمي لعقود الخيارات‬

‫من النماذج ا لمعروفة لدينا نذكر بورصة الخيارات لهيئة شيكاغو‪ ،‬بدا هذا السوق نشاطه أالول مرة سنة‬
‫‪ ، 1973‬عندما بدأت التعامل مع خيارات الشراء‪ ,‬السوق الرسمية تنطوي على مجموعة من المزايا ‪،‬‬
‫فعقود الخيارات تقوم البورصة بتحديد نمطية شروط العقد ‪ ،‬تاريخ التنفيذ و سعر التنفيذ ‪ ,‬و هذا ما يجعل‬
‫الخيارات قابلة للتداول إذ يستطيع حامل عقد الخيار بيع العقد قبل تاريخ اإالنتهاء ويستطيع محرر الخيار‬
‫التخلي عن إال تزاماته بشراء أو بيع الموجود محل التعاقد من خالل تنظيم صفقة إقفال في بورصة‬
‫الخيارات‬

‫تحدد بورصة الخيارات اأالصول التي يسمح التعامل عليها في الخيارات ‪,‬فإذا كان اأالمر يتعلق بخيارات‬
‫أسهم التي يمكن أن تكون محال للتعاقد في بورصة الخيارات فإنها كانت تشترط أن تكون اأالسهم خاصة‬
‫بشركة كبيرة ‪,‬ولكن خفت هذه المتطلبات وأصبح هناك عدد من الخيارات على أسهم الشركات الصغيرة‬
‫البورصة هي التي تحدد فيما إ ذا كانت شركة معينة تدرج يدرج أو ال وال تستطيع الشركات التأثير‬
‫والرفض لعدم إدراج خيارات على أسهمها‬

‫ما متطلبات القيد والتي تتعلق أساسا بالشركة التي تكون أسهمها محل التعاقد فيمكن تلخيصها فيما يلي ‪1‬‬
‫إذا أخذنا نموذج بورصة شيكاغو كنموذج ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون الشركة قد حققت أرباحا خاالل العامين اأالخيرين التقل عن مليون ‪$‬أمريكي بعد استبعاد أي‬
‫أرباح غير عادية ‪. -‬أن اليقل عدد مساهمي الشركة عن ‪ 6000‬مساهم‬

‫‪. -‬أن يمتلك المساهمين من غير العاملين بالشركة مااليقل عن ‪ 7‬ماليين سهم ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون السهم قد بيع بما ال يقل عن ‪$ 10‬خالل الشهور الثالث السابقة‪.‬‬

‫‪ -‬أن اليقل حجم التعامل عن أسهم الشركة عن ‪4.2‬مليون سهم خالل ‪ 12‬سنة األخيرة‬

‫‪.‬وقد سمحت لجنة اأال وراق المالية والبورصة بالمتاجرة في عقود الخيارات على سهم معين في أكثر من‬
‫‪2‬بورصة ‪ ,‬أما فيما يتعلق بحجم عقد الخيار فإن حجم العقد القياسي المتداول في البورصة يتألف‬
‫من‪100‬سهم منفرد ويظهر اإال ستثناء لحجم عقد الخيار القياسي عندما يتجزء السهم أو تعلن الشركة عن‬
‫مقسوم أرباح السهم ففي تلك الحالة يعدل عن الحصص المتمثلة بالعقد القياسي كي يعكس التغير في‬
‫مجموع رأس مال الشركة ‪.‬وعند إالدراج فإن خيار الشراء لسهم معين يدرج كصنف خيار وخيار البيع‬
‫لسهم نفسه كصنف آخر ومجموع الخيارات لصنف معين له سعر التداول نفسه‪.‬‬

‫‪-‬السوق الموازي لعقود الخيارات‬


‫هي سوق غير رسمية ‪ ،‬شروط عقود الخيارات توضع وفقا لرغبات المتعاقدين ‪ ،‬وبالتالي اال توجد قاعدة‬
‫محددة في هذه السوق تنظم التعامل بالخيارات إذ أن الصفقات تنظم بأي حجم بين اأالطراف المتعاقدة‬
‫مثل البنوك والمتعاملين ويتم التعامل فيه بأنواع مختلفة من عقود الخيارات مثل ‪ :‬أسعار الفائدة و العمالت‬
‫و مؤشرات االسهم وبها يتم التفاوض على األسعار والشروط االخرى بين اأالطراف المتعاقدة ويتم‬
‫اإلتصال في هذا السوق باستخدام الطرق التقليدية كالهاتف والطرق الحديثة كاإالتصاالت اإاللكترونية‬
‫وتحتوي السوق على التجار الذين ينظمون لبيع إصدارات جديدة ‪ ،‬كما أن هذا السوق يحتوي على‬
‫السماسرة ‪ .‬يلجا المتعاقدون إلى السوق الم وازي اللستفادة من عدم اإلفصاح عن العمليات المنجزة في‬
‫السوق ‪ ،‬حيث أن صدور عدد كبير من اأال وامر لشراء خيارات بيع من خالل السوق الرسمية يعتبر‬
‫إشارة ترسل إلى السوق توحي بان البعض يحمل أخبارا سيئة ‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى انتكاسة واضطراب‬
‫السوق ‪ ،‬وبالتالي فاللجوء إلى ا لسوق الموازي هو ترقب وتريث للتأكد من صحة المعلومات في السوق‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني استراتجيات عقود الخيارات‬


‫عند تداول عقود الخيارات‪ ،‬تتوفر للمتداولين مجموعة متنوعة من االستراتيجيات‪ ،‬تتمثل في أربع حاالت‬
‫أساسية‪ .‬بالنسبة للبائع‪ ،‬فلديه خيارين إما شراء عقد خيار شراء (الحق في الشراء) أو عقد خيار بيع‬
‫حرر‪ ،‬لديه خيار بيع عقود خيارات شراء أو بيع‪ .‬وكما ذكرنا‪ ،‬يلتزم المحررون‬‫(الحق في البيع)‪ .‬أما ال ُم ِ‬
‫ببيع األصول أو شرائها إذا قرر مالك العقد تنفيذه‬
‫‪.‬‬

‫تعتمد استراتيجيات تداول عقود الخيارات على استراتيجيات الدمج القابلة للتطبيق بين عقود خيارات‬
‫البيع والشراء‪ .‬ومن أمثلة هذه االستراتيجيات‪ ،‬استراتيجية الشراء االحترازي‪ ،‬واستراتيجية البيع‬
‫‪.‬‬ ‫االحترازي ‪ ،‬واستراتيجية الخيار المركب‪ ،‬واستراتيجية التقييد‬
‫‪.‬‬
‫‪ .‬استراتيجية الشراء االحترازي تعتمد على شراء عقد خيار بيع ألحد األصول التي يملكها المتداول‬
‫التحوط التي استخدمتها أليس في المثال السابق‪ .‬وتٌعرف أيضا ً باستراتيجية تأمين‬
‫ّ‬ ‫نفسه‪ .‬وهي استراتيجية‬
‫المحافظ االستثمارية نظراً ألنها تحمي المستثمر من هبوط محتمل في السوق‪ ،‬وفي الوقت ذاته اإلبقاء‬
‫على موقعه في حالة ارتفاع سعر األصل‪.:‬‬

‫‪ .‬استراتيجية البيع االحترازي تعتمد على بيع عقد خيار شراء ألحد األصول التي يملكها المتداول نفسه‪.‬‬
‫ويستخدم المستثمرون هذه االستراتيجية لتحقيق ربح إضافي (سعر عقد الخيار) من ممتلكاتهم‪ .‬فإن لم‬
‫يُنفَّذ العقد‪ ،‬يحصلون على السعر ويحتفظون بأصولهم‪ .‬لكن في حال تنفيذ العقد نتيجة ارتفاع سعر‬
‫السوق‪ ،‬يصبحوا ملزمين ببيع صفقاتهم‬

‫‪ .‬استراتيجية الخيار المركب عتمد على شراء خيار شراء وخيار بيع لألصل نفسه مع تطابق سعر تنفيذ‬
‫وتاريخ انتهاء الصالحية‪ .‬وتتيح هذه االستراتيجية للمتداول التربُّح من الصفقة بشرط أن يتحرك سعر‬
‫األصل بشك ٍل كاف لتنفيذ خيار البيع أو الشراء‪ .‬ببساطة‪ ،‬يضارب المتداول على تقلب السوق‬

‫‪ .‬استراتيجية التقييد تعتمد على شراء خيار شراء وخيار بيع “خارج نطاق المبلغ المستهدف” (أي أن‬
‫سعر التنفيذ خيار الشراء يكون أعلى من سعر السوق ويكون أدنى من سعر السوق بالنسبة لخيار البيع)‪.‬‬
‫بوج ٍه عام‪ ،‬تشبه استراتيجية التقييد استراتيجية الخيار المركب‪ ،‬لكنها أقل تكلفة من حيث تسوية الصفقة‪.‬‬
‫مع الوضع في االعتبار أن استراتيجية التقييد تتطلب مستوى أعلى من التقلب من أجل تحقيق األرباح‪.‬‬

‫المطلب الثالث انواع عقود الخيارات‬


‫أ – اوال خيار البيع‬

‫يتيح اختيار البيع فرصة للم ستثمر لحماية نفسه من مخاطر انخفاض القيمة السوقية ألوراق مالية يمتلكها‬

‫و لتوضيح فكرة هذا النوع من الخيارات ‪ ،‬نفترض أن مستثمرا ما اشترى عددا من األسهم بسعر ‪200‬‬
‫دج للسهم الواحد ‪،‬و تشير توقعاته إلى أنه قد يضطر إلى بيع هذه األسهم في شهر نوفمبر القادم ‪،‬كما‬
‫تشير كذلك إلى احتمال انخفاض سعر هذا السهم في ذلك الشهر ‪.‬و حتى يتجنب المخاطر التي قد تنجم‬
‫عن ذلك ‪ ،‬فانه يقوم بالتعاقد مع طرف ثان لديه االستعداد لشراء تلك األسهم في شهر نوفمبر القادم و‬
‫ذلك بالسعر السائد في السوق وقت إبرام العقد و الذي قد يكون مساويا للسعر الذي اشترى به المستثمر‬
‫تلك األسهم أي ‪ 200‬دج للسهم ‪.‬و وفقا لنصوص االتفاق يتوجب على المستثمر دفع مكافأة للطرف اآلخر‬
‫و ليكن قدرها ‪ 45‬د ج للسهم مقابل منحه الحق في التراجع عن تنفيذ العقد إذا أراد ذلك ‪.‬فإذا تحققت‬
‫التنبؤات و انخفض سعر السهم في شهر نوفمبر ليصل إلى ‪ 530‬دح للسهم الواحد أو إلى أقل من ذلك‬
‫‪.‬في هذه الحالة سيطلب المستثمر (مشتري الخيار ) من الطرف اآلخر(محرر الخيار )تنفيذ العقد و‬
‫ستنحصر خسائره في قيمة المكافأة‪ .‬أما إذا ارتفع السعر في شهر نوفمبر عن السعر المتفق عليه(‬
‫‪700‬دج ) حيث بلغ سعر السهم ‪ 705‬د ج هنا سوف يستخدم المستثمر حقه في عدم تنفيذ العقد ‪ ،‬أي عدم‬
‫بيع األسهم لمحرر الخيار ‪،‬ذلك أنه سيفضل بيعها في السوق بسعر ‪705‬د ج ‪،‬و سيحقق صافي ربح بعد‬
‫خصم قيمة المكافأة‬
‫ب – ثانيا خيار الشراء‬
‫خيار الشراء يعطي الحق للمشتري بأن يتسلم األوراق المالية المتعاقد عليها ‪،‬أو أن يمتنع عن ذلك مقابل‬
‫دفع مبلغ معين لمالك األسهم لقاء منحه إياه هذا الحق‬

‫و لتوضيح فكرة هذا النوع من الخيارات (‪،( ١٨‬نفترض أن مستثمرا يرغب في شراء عدد من األسهم‬
‫في تاري خ الحق و ليكن شهر نوفمبر‪ ،‬غير أنه يتوقع ارتفاع سعر السهم في تلك الفترة و ذلك مقارنة‬
‫بالسعر الجاري ‪ ،‬وحتى يتجنب المستثمر المخاطر التي قد تنجم عن هذا االرتفاع فانه يقوم بالتعاقد مع‬
‫طرف ثان لديه االستعداد لبيع األسهم ‪200‬دج ) للسهم مقابل مكافأة يدفعها المستثمر ( مشتري االختيار)‬
‫للطرف الثاني ( محرر االختيار ) قيمتها ‪ 45‬دج للسهم ‪.‬فإذا صدقت التوقعات و ارتفعت القيمة السوقية‬
‫للسهم في شهر نوفمبر إلى ‪ 770‬دج ‪،‬حينئذ سيطلب المستثمر تنفيذ االتفاق ‪،‬أي أن يبيعه محرر االختيار‬
‫األسهم المتفق عليها بسعر ‪ 200‬دج للسهم ‪،‬و حيث أنه قد سبق للمستثمر دفع ‪ 45‬دج عنكل سهم (‬
‫المكافأة ) للمحرر فانه يكون قد حقق ربحا قدره ‪25‬دج عنكل سهم ‪.‬أما إذا لم تصدق توقعات المستثمر و‬
‫انخفضت القيمة السوقية للسهم إلى ‪ 535‬دج للسهم‪،‬فلن يطلب المستثمر تنفيذ االتفاق‪ ،‬إذ سيفضل شراء‬
‫األسهم من السوق ‪ ،‬و حينئذ سوف تنحصر خسائره في قيمة المكافأة المدفوعة وهكذا يحقق اختيار‬
‫الشراء حماية للمستثمر‪ ،‬فخسائره محددة بمقدار المكافأة ‪ ،‬أما أرباحه فال حدود لها‪،‬إذ ترتفع مع ارتفاع‬
‫القيمة السوقية للسهم في وقت التنفيذ‪.‬‬

‫المبحث الثالث الفروق الجوهرية بين عقود الخيارات والعقود االخرى و حكمها‬
‫وبديلها الشرعي‬

‫المطلب االول الفرق بين العقود اآلجلة والخيارات‬

‫اآلن دعونا نتعمق في الموضوع ونستكشف الفرق بين العقود اآلجلة والخيارات‪ .‬على عكس تداول‬
‫األسهم ‪ ،‬وهي عملية بسيطة ومباشرة نسبيًا ‪ ،‬توفر الخيارات والعقود المستقبلية عال ًما جديدًا بالكامل من‬
‫فرص التداول‪ .‬ولكن تجدر اإلشارة إلى أن تداول هذه األصول غالبًا ما يكون أكثر تعقي ًدا‬
‫‪.‬‬

‫وذلك ألنه على الرغم من استخدام العقود اآلجلة والخيارات بشكل شائع في عالم االستثمار‪ ،‬إال أن هناك‬
‫البعض ممن ليسوا على دراية بخصائصهم وتفاصيلهم الرئيسية‪ .‬قبل إلقاء نظرة على كل نوع من أنواع‬
‫األصول والفرق بين العقود اآلجلة والخيارات‪ ،‬لنأخذ لحظة للنظر في أوجه التشابه بينها أوال‬
‫‪.‬‬

‫أوالً‪ ،‬كالهما من األدوات المالية المشتقات المتداولة في البورصة ‪.‬هذا يعني أنهم يستمدون قيمتهم من‬
‫‪.‬‬ ‫أداء األصل األساسي‬
‫يتم تداولها في البورصات وأماكن التداول على مستوى العالم مع التسوية اليومية (يمكن تداول‬
‫‪.‬‬ ‫ضا‬
‫الخيارات خارج البورصة أي ً‬
‫قد تنجح كلتا فئتي األصول بتغطية األصول األساسية مثل العمالت األجنبية والسندات واألسهم والسلع‬
‫‪.‬‬ ‫وغيرها‬

‫“ سعر السلعة لن يصل إلى الصفر‪ .‬عندما تستثمر في العقود اآلجلة للسلع فأنت ال تشتري قطعة من‬
‫‪.‬‬ ‫الورق تثبت أنك تملك قطعة غير ملموسة من شركة يمكن أن تفلس‬
‫‪”.‬‬

‫–جيم روجرز‬

‫عا من المرونة والحرية للمستثمر‪ ،‬فإن التشابه‬


‫بصرف النظر عن حقيقة أن كال األداتين توفران نو ً‬
‫الرئيسي اآلخر هو مدى مالءمتهما للتداول بالرافعة المالية‪ .‬هذا هو السبب في أنهما من بين فئات‬
‫األصول المفضلة للمتداولين المتقدمين والمضاربين ومحالت الدعم وشركات التداول عالية التردد‬
‫‪.‬‬ ‫ومديري المحافظ المهنية‬
‫‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن هذا يجعلهم أدوات استثمار صعبة للغاية للمبتدئين‪ .‬بدون وجود استراتيجية مناسبة إلدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬يمكن أن يخسر المبتدئون الكثير من الخيارات والعقود اآلجلة للتداول النقدي‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫هناك تشابه أساسي آخر بين الخيارات والعقود اآلجلة وهو مالءمتها ألغراض التحوط‪ .‬غالبًا ما‬
‫يستخدمها المستثمرون لحماية أنفسهم من السوق أو القطاع أو أنواع أخرى من المخاطر‪ .‬لتداول‬
‫الخيارات والعقود اآلجلة يجب على المرء أن يكون لديه حساب هامش نشط‪.‬‬

‫اما الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية؟‬


‫‪ .‬فرض العقود المستقبلية على المشتري االلتزام بالعقد في التاريخ المحدد مسبقاً‪ ،‬بينما ال يكون هناك‬
‫التزاما ً بشراء أو بيع الورقة المالية في عقود الخيارات‬

‫‪ .‬في العقود المستقبلية يتم تنفيذ العقد فقط في التاريخ المحدد مسبقا ً وهو تاريخ االستحقاق‪ ،‬بينما في‬
‫الخيارات يمكن تنفيذ العقد في أي وقت قبل انتهاء التاريخ المتفق عليه‬

‫‪ .‬تتطلب عقود الخيارات دفع قسط للتأمين‪ ،‬بينما في العقود المستقبلية ال يكون هناك دفع مسبق بغض‬
‫النظر عن العمولة المدفوعة‬

‫‪ .‬في العقود المستقبلية تكون مبالغ الربح أو الخسارة غير محدودة‪ ،‬بينما في عقود الخيارات تكون‬
‫األرباح غير محدودة لكن الخسائر تصل لمستوى محدد‬
‫المطلب الثاني حكم عقود الخيارات‬

‫من الواضح أن هناك فروقا ً جوهرية بين الخيار الشرعي المعروف في الفقه اإلسالمي وعقود الخيارات‬
‫المتداولة في األسواق المالية‪ ,‬من أبرز هذه الفروق أن الخيار الشرعي ليس له وجود مستقل دون عقد‬
‫البيع‪ ,‬فهو جزء من عقد البيع‪ ,‬وأحكامه الشرعية مرتبطة بعقد البيع‪.‬‬
‫أما الخيار المالي فهو عقد مستقل ناجز فيه عاقدان وصيغة ومحل العقد‪ ,‬وهو حق معنوي والتزام وليس‬
‫محله أسهم أو سندات أو أعيان‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن للعلماء في عقود الخيارات رأيان‪ :‬األول‪ :‬التحريم‪ ,‬الثاني‪ :‬الجواز‪.‬‬
‫المحرمون‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫لرأي األول‪:‬‬

‫يرى معظم العلماء المعاصرين تحريم هذه العقود‪ ,‬فقد ذهب مجمع الفقه اإلسالمي في دورته السابعة في‬
‫مدينة جدة عام ‪ 1992‬إلى عدم جواز عقود الخيارات‪ ,‬حيث جاء في القرار رقم‪ "212‬بعد االطالع على‬
‫البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع الخيارات وبعد االستماع إلى المناقشات التي دارت‬
‫حوله‪ ,‬تقرر‪ :‬أن المقصود بعقود االختيارات االلتزام ببيع شيء محدد موصوف أو شرائه بسعر محدد‬
‫خالل فترة زمنية معينة أو في وقت معين إما مباشرة أو من خالل هيئة ضامنة لحقوق الطرفين وحكمه‬
‫الشرعي أن عقود االختيارات‪ -‬كما تجري اليوم في األسواق المالية‪ -‬هي عقود مستحدثة ال تنطوي تحت‬
‫أي عقد من العقود الشرعية المسماة وبما أن المعقود عليه ليس ماالً وال منفعة وال حقا ً ماليا ً يجوز‬
‫االعتياض عنه فإنه غير جائز شرعا ً وبما أن هذه العقود ال تجوز ابتداء فال يجوز تداولها "‬

‫وفي سؤال موجه للجنة الفتوى لبيت التمويل الكويتي حول عقود الخيارات أجابت اللجنة ‪:‬‬

‫"ال يجوز بيع العمالت بالخيار ألنه بيع غير بات ويجوز اشتراط الخيار فيما عدا ذلك من األسهم أو‬
‫السلع مع مراعاة شروط بيع الخيار في كتاب الفتاوى الشرعية في بيت التمويل ونصها‪ :‬إجراء عقد بيع‬
‫مقترن بخيار شرط لبيت التمويل‪ ,‬وهو بيع تنتقل فيه الملكية ويكون المبيع على ضمان المشتري( الطرف‬
‫الثاني )ومن حق الطرف األول البت في العقد أو فسخه خالل مدة الخيار المحددة ويمكن أن يؤجل دفع‬
‫الثمن المتفق عليه لما بعد البت بمدة يتفق عليها والبد من التثبت من حقيقة ورود البضاعة وقابليتها‬
‫للتسليم في أي لحظة عقب الشراء "‬

‫وقد بحث د‪ /‬أحمد محيي الدين في رسالته للماجستير بعنوان" عمل "‬

‫شركات االستثمار اإلسالمية في السوق العالمية" وهذا الموضوع تحت عنوان "رأي الفقه في البيوع‬
‫الشرطية اآلجلة" وقسمها إلى أربعة أشكال اعتبرها جميعا محرمة وهي "‪:‬‬

‫‪ - 1‬البيع بشرط التعويض‪ :‬وذلك بأن يعطى الخيار للبائع أو المشتري بأن ينفذ العقد أو يفسخه مقابل دفع‬
‫تعويض متفق عليه مسبقاً‪.‬‬
‫‪ - 2‬البيع بشرط الزيادة‪ :‬ويعطى فيها الخيار للمشتري بأن يستزيد من الشراء في موعد التصفية‪.‬‬
‫‪ - 3‬البيع بشرط االنتقاء‪ :‬ويعطى فيها الخيار للمتعاقد بأن يختار في موعد التصفية وضع البائع أو وضع‬
‫المشتري بكمية محدودة من السلع وبسعر محدد مسبقاً‪.‬‬
‫‪ - 4‬العمليات المركبة من العمليات السابقة‪( .‬محيي الدين‪. )277 ,1987 ,‬‬
‫ومن أبرز األدلة التي يستشهدون بها على التحريم ما يلي (محيي الدين‪ ,٢٧٨ - ٢٦٨ ,١٩٨٦ ,‬رضوان‪,‬‬
‫‪ ,٤٨٩ - ٤٧٠ ,١٩٩٦‬كمال‪ ,٢٢٢ - ٢١٩ ,١٩٩٦ ,‬هارون‪ ,٢٧٧ - ١٩٩٩ ,٢٧١ ,‬مجلة مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي‪)١٧٢١ - ١٩٩٠ ,١٢٧٣ ,‬‬
‫‪ - 1‬تعارض عقود الخيار الشرطية مع قصد الشارع لتحقيق العدل‪:‬‬
‫فالخيار لم يشرع لكي يرى المستفيد منه هل تطور األسعار يكون لصالحه فينفذ الصفقة أم ال يكون كذلك‬
‫فيختار فسخ العقد ‪ ...‬إن خيار الشرط لم يبح من أجل أن يقرر المستفيد منه هل هو بائع أم مشتر‪ ,‬أو أن‬
‫يطلب المشتري المزيد من السلعة المشتراة أو البائع المزيد من السلعة المباعة (في حالة البيوع‬
‫المضاعفة) ‪.‬‬
‫ً‬
‫فعدم العدل في هذه العقود يكمن في إعطاء أحد العاقدين فرصة واسعة ألن يحقق أرباحا على حساب‬
‫المتعاقد اآلخر ‪...‬‬
‫‪ - 2‬اعتبار الشروط المرافقة لعقود الخيارات من الشروط الفاسدة‪:‬‬
‫فالشروط الفاسدة تضم كل شرط ال يقتضيه العقد أو يكون فيه منفعة ألحد العاقدين ال يوجبها العقد ‪ ...‬فيه‬
‫شروط ليست من مقتضى العقد‪ ,‬أو تنافي مقتضى العقد‪ ,‬أو تشتمل على غرض يورث التنازع‪.‬‬
‫‪ - 3‬انطواء البيوع اآلجلة الشرطية على بيع اإلنسان ما ليس عنده‪:‬‬
‫فالذي يشتري حق خيار شراء األسهم لن يكون بحاجة إلى امتالك األسهم‪ ,‬وكل ما يحتاجه هو أن يكون له‬
‫رصيد معين في حسابه لدى السمسار‪ .‬بنقل رضوان (‪ )466 ,1992‬عن أحد علماء التمويل واالستثمار‪:‬‬

‫‪ - 4‬صورية أغلب البيوع الخيارية الشرطية‪:‬‬


‫أغلب البيوع الشرطية صورية وال يجري تنفيذها وال يترتب عليها بالتالي تمليك وال تملك فال المشتري‬
‫يتملك المبيع‪ ,‬وال البائع يتملك الثمن‪ ,‬ولما كانت عقود البيع إنما وضعت شرعا ً إلفادة التمليك‪ ,‬ولما كانت‬
‫عقود الخيار غير مؤدية لهذا الغرض كانت غير محققة لهذا المقتضى‪ ,‬وما خالف مقتضى العقد فهو‬
‫باطل‪.‬‬
‫‪ - 5‬الغرر في عقود الخيارات‪:‬‬
‫فهذه العقود تترافق مع غرر كبير يتمثل في الجهالة والترقب وانتظار تقلبات األسواق وما تأتي به من‬
‫ارتفاع أو انخفاض في أسعار السلع أو األوراق المالية‪ ,‬وما ينجم عن كل ذلك من خسائر للبعض ومكاسب‬
‫آلخرين‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬المجيزون‬
‫ذهبت الموسوعة العلمية والعملية للبنوك اإلسالمية (‪ )224 /٥ ,1982‬إلى جواز عقود الخيارات‬
‫الشرطية‪ ,‬وإلى أن المال الذي يأخذه البائع من المشتري هو حق له فال يرد إلى دافعه ‪ ...‬ولما كان‬
‫للطرف اآلخر نفس الحق في الخيار فإنه يجوز أن يبيعه حقه هذا‪ ,‬يدفعه من يشتري حق الخيار إلى من‬
‫باع له هذا الحق من مال مقابل تخويله حق فسخ العقد خالل مدة الخيار هو حق للبائع ال يرد إلى دافعه‪,‬‬
‫وتضيف الموسوعة "وكما جوزنا العمليات الشرطية البسيطة‪ ,‬فإننا نرى جواز العمليات الشرطية‬
‫المركبة لنفس األسباب" وكذلك أجازها د‪ /‬وهبة الزحيلي في بحثه المقدم لمجمع الفقه اإلسالمي في‬
‫دورته السادسة (الزحيلي‪. )1995 ,‬‬
‫وقد استدلوا بعدد من الحجج واألدلة منها‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} (المائدة‪)١:‬‬
‫‪ -‬قوله‪" :‬والمسلمون على شروطهم إال شرطا ً حرم حالال أو أحل حراما" (سنن أبي داود‪ , ٨٣٠ ,‬وقال‬
‫ً‬
‫األلباني في إرواء الغليل "صحيح" ‪)١٤٢ /٥‬‬
‫‪ -‬تحقق مصلحة أكبر من المفسدة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود سوق مالية إسالمية‪.‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫ومن خالل تأمل أدلة الفريقين‪ ,‬يظهر بوضوح ضعف األدلة التي استدلت بها الموسوعة العلمية والعملية‬
‫للبنوك اإلسالمية‪ ,‬وذلك ألنها أدلة عامة ال تفيد وجه االستدالل الذي ذهبت إليه الموسوعة‪ ,‬وال شك أن‬
‫عقود الخيارات كما يجري التعامل بها في أسواق األوراق المالية تنطوي على الكثير من المخالفات‬
‫الشرعية‪ ,‬وهذا يتطلب البحث في محاولة إزالة هذه المخالفات الشرعية بتطوير هذه العقود لكي تتفق مع‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ,‬ومع ذلك فقد وجدت محاوالت إلدراج عقود الخيارات ضمن العقود الشرعية‪ ,‬فهل‬
‫تتسع العقود اإلسالمية المسماة لمثل هذه العقود؟ هذا هو موضوع المطلب التالي‬
‫المطلب الثالث التكيف الفقهي لعقود الخيارات‬
‫من خالل االستقراء والتأمل يمكن أن يندرج عقد الخيار الذي تتعامل به األسواق المالية في الوقت‬
‫الحاضر‪ -‬بعد إضافة الضوابط الشرعية وتغيير العقود المنظمة لهذه العقود‪ -‬تحت عدد من العقود‬
‫والتكييفات الفقهية التالية‪:‬‬
‫‪.‬أوال‪ :‬عقد الخيار هو حق معنوي‪.‬‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬عقد الخيار هو بيع عربون‪.‬‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬محل عقد الخيار هو ضمان أو كفالة‪.‬‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬عقد الخيار هو أشبه ما يكون بنظام التأمين التجاري‪.‬‬
‫وسوف نبحث هذه التكييفات الفقهية تفصيال فيما يلي‪:‬‬
‫‪.‬أوال‪ :‬عقد الخيار والحقوق المعنوية‪:‬‬
‫سبقت اإلشارة إلى أن عقد الخيار هو حق معنوي‪ ,‬فما هو حكم الشريعة اإلسالمية في الحقوق المعنوية‪,‬‬
‫وهل كافة الحقوق المعنوية معتبرة شرعا ويمكن االعتياض عنها أو مبادلتها بمال؟‬
‫يقسم الفقهاء الحقوق إلى قسمين (العثماني‪: ),1988 ,‬‬
‫الحقوق الشرعية‪ :‬وهي التي ثبتت من قبل الشارع‪ ,‬وال مدخل في ثبوتها للقياس‪ ,‬مثل حق الشفعة‪ ,‬وحق‬
‫الوالء‪ ,‬وحق الوراثة‪ ,‬وحق النسب‪ ,‬وحق‬
‫القصاص‪ ,‬وحق التمتع بالزوجة‪ ,‬وحق الطالق‪ ,‬وحق الحضانة والوالية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫الحقوق العرفية‪ :‬وهي التي ثبتت ألصحابها بحكم العرف والعادة‪ ,‬مثل حق المرور في الطريق‪ ,‬وحق‬
‫الشرب‪ ,‬وحق التعلي‪ ,‬وحق التسييل‪ ,‬وحق وضع الخشب على الجدار‪.‬‬
‫وما يهمنا في هذا البحث هو النوع الثاني من الحقوق‪ ,‬فهل يجوز االعتياض عن هذه الحقوق‪ ,‬وبمعنى‬
‫آخر هل يجوز بيعها؟‬
‫اختلف الفقهاء في ذلك‪ ,‬وأصل الخالف بين الفقهاء في هذه المسألة هو اختالفهم في معنى المال‪ ,‬فمن قال‬
‫بأن هذه الحقوق أمواال أجاز بيعها‪ ,‬ومن قال بأن المال يشمل األعيان فقط منع بيع هذه الحقوق ألنها‬
‫ليست أعيانا‪ ,‬وهذا هو رأي معظم فقهاء ا لحنفية‪ ,‬أما جمهور الفقهاء فهم مع الرأي األول الذي يعتبر هذه‬
‫الحقوق أمواال‪ ,‬وبالتالي يجوز بيعها‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة أن معظم األدلة التي يستدل بها لجواز بيع الحقوق العرفية هي أدلة عقلية‪ ,‬تستند إلى‬
‫قاعدة المصالح المرسلة وتنسجم مع المقاصد الشرعية العامة التي تدعو إلى جلب المصالح ودرء المفاسد‬
‫بشكل عام‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه األدلة (شبير‪: ),1997 ,‬‬
‫‪ - 1‬إن هذه الحقوق تمثل منافع دائمة ألصحابها‪ ,‬وبالتالي يمنكهم بيع بعض هذه المنافع‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذه الحقوق يمكن أن تكون ثمرة جهود ذهنية وعمل متواصل وبالتالي فإن أصحابها هم أحق بهذه‬
‫الثمرة أو الغلة‪ ,‬ويمكن لهم بيع بعضها متى شاءوا ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن هذه الحقوق ثابتة ألصحابها‪ ,‬ويتحملون وحدهم تكاليفها ومسئولياتها في حالة الضرر‪ ,‬وفي‬
‫المقابل فإن غلتها وثمرتها يجب أن تعود إليهم‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة إن من أهم األسباب التي يستند إليها الفقهاء في تحريم بيع الحقوق المعنوية الغرر أو‬
‫الربا‪ ,‬وفي حالة عقد الخيار محل بحثنا هنا فليس هناك أدنى شك أنه متى ترافق عقد الخيار مع الربا أو‬
‫الغرر الفاحش أو القمار فإنه يصبح عقدا باطال ال يصح التعامل به‪ ,‬ولذلك البد من إزالة الربا أو الغرر‬
‫أو القمار في حالة وجوده حتى يكون هذا العقد مشروعا‪.‬‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬عقد الخيار وبيع العربون‪:‬‬
‫يرى د‪ /‬محمد القري (‪ )22 ,1993‬أن خيار الشراء هو أشبه ما يكون ببيع العربون‪ ,‬وبيع العربون جائز‬
‫عند الحنابلة على خالف الجمهور‪ .‬ومثاله أن‬
‫يشتري الرجل السلعة بألف دينار‪ ,‬فيدفع من ثمنها جزءا (عشرة دنانير مثال) ‪ ,‬ويقول للبائع إذا لم أشتر‬
‫منك غدا فالدنانير العشرة لك‪ ,‬ويعد هذا العقد ملزما في حق البائع أي أنه ال يستطيع أن يمتنع عن تنفيذه‪,‬‬
‫أما المشتري فهو بالخيار خالل المدة المتفق عليها‪.‬‬
‫آراء الفقهاء في بيع العربون والرأي الراجح (الصنعاني‪ ,16 ,1975 ,‬أبو رخية‪: )٢٦ - ١١ ,١٩٨٦ ,‬‬
‫ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز بيع العربون‪ ,‬بينما ذهب الحنابلة في المشهور عندهم إلى‬
‫جوازه (ابن قدامة‪ )٢٥٧ /٤ ,١٩٧٢ ,‬ومن أبرز ما استدل به الحنابلة ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما رواه سفيان بن عيينة عن ‪ ...‬نافع بن الحارث عامل عمر على مكة أنه اشترى من صفوان ابن‬
‫أمية دارا ل عمر بن الخطاب بأربعة آالف درهم واشترط عليه نافع إن رضي عمر‪ ,‬فالبيع له‪ ,‬وإن لم‬
‫يرض فلصفوان أربعمائة درهم (ابن القيم‪. )٣٨٩ /٣ ,١٩٧٣ ,‬‬
‫‪ - 2‬ما روي عن ابن سيرين أنه قال عن بيع العربون ال بأس به‪ ,‬وقال سعيد بن المسيب وابن سيرين ال‬
‫بأس إذا كره السلعة أن يردها ويرد معها شيئا‪ ,‬وقال أحمد هذا في معناه‪ -‬أي في معنى بيع العربون‪.-‬‬
‫‪ - 3‬ما أخرجه البخاري في باب ما يجوز من االشتراط "قال الرجل لكريه أدخل ركابك (جهز‬
‫الدابة) فإن لم أرحل معك يوم كذا وكذا فلك مائة درهم فلم يخرج فقال شريح‪ :‬من شرط على نفسه طائعا ً‬
‫غير مكره فهو عليه" (ابن حجر‪ ١٣٧٩ ,‬هـ‪. )٣٥٤ /٥ ,‬‬
‫‪.‬واستدل الجمهور باألدلة التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬قوله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} (النساء‪. )٩٢:‬‬
‫‪ - 2‬نهى النبي ‪ -‬عن بيع الغرر‪( .‬مسلم بشرح النووي‪ ١٣٤٩ ,‬هـ‪ )١٥٦ /٣ ,‬وبيع العربون من بيوع‬
‫الغرر‪.‬‬
‫‪ - 3‬عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول هللا ‪ -‬نهى عن بيع‬
‫العربان‪ .‬قال األلباني في إرواء الغليل‪ :‬ضعيف (‪. )٦٣ /٥ ,١٩٧٩‬‬
‫‪.‬مناقشة أدلة المحرمين‪:‬‬
‫‪ - 1‬استداللهم باآلية استدالل عام‪.‬‬
‫‪ -2‬موضوع الغرر في بيع العربون ليس مؤكدا‪.‬‬
‫‪ - 3‬حديث عمرو بن شعيب ضعيف ال يصلح لالحتجاج به‪.‬‬
‫‪.‬مناقشة أدلة المجيزين‪:‬‬
‫‪ - 1‬واقعة شراء دار صفوان بن أمية لعمر رضي هللا عنه تشبه بيع العربون‪ ,‬واالستدالل بهذه الحادثة‬
‫استدالل سليم‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما أجازه ابن القيم وابن سيرين وسعيد بن المسيب يتشابه مع بيع العربون‪.‬‬
‫‪.‬الرأي الراجح‪:‬‬
‫من خالل استعراض األدلة السابقة ومناقشتها نتبين أن أدلة المجيزين هي األقوى خاصة أن هذا الرأي‬
‫هو الذي ينسجم مع تحقيق المقاصد الشرعية المتمثلة في دفع الضرر والحرج والمشقة‪ ,‬ففي تحريم‬
‫العربون تضييق على الناس ومصالحهم‪ ,‬وسماح بإيقاع الضرر‪ ,‬والمتمثل في تفويت الفرص على البائع‬
‫أو المؤجر‪ ,‬أو تعريض األعيان والخدمات لتقلبات األسعار وتدهورها‪.‬‬
‫وبناء على ذلك نص القانون المدني األردني على دفع العربون ومثله في حالة النكول‪ ,‬جاء في المادة‬
‫‪" ١٠٧‬فإذا عدل من دفع العربون فقده‪ ,‬وإذا عدل من قبضه رده ومثله"‬
‫إال أن مضاعفة مقدار العربون ضرر وحرج ومشقة‪ ,‬ولذلك ينبغي أن‬
‫يلتزم العاقدان بما اتفقا عليه وهو مقدار العربون فقط‪( .‬أبو رخية‪)25 - 27 ,‬‬
‫وقياسا على حكم بيع العربون‪ ,‬يمكن القول بجواز عقود خيار الشراء‪ ,‬إذا سلمت من المخالفات الشرعية‬
‫األخرى‪ ,‬أما عقود خيار البيع‪ ,‬فيمكن الحكم عليها من خالل معرفة حكمك االلتزام أو الضمان أو الكفالة‪,‬‬
‫أو حكم التأمين التجاري‪ ,‬وهو ما سيبحث في الفقرتين التاليتين‪.‬‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬عقد الخيار هو التزام أو ضمان أو كفالة‪:‬‬
‫هل االلتزام أو الضمان يصلح ألن يكون مادة لعقود المعاوضات؟‬
‫للفقهاء في ذلك عدة آراء أشهرها قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪:‬‬
‫إن محض االلتزام فيه منفعة مقصودة ومصلحة مشروعة مشابهة للمنافع التي تبذل في الوديعة والعارية‬
‫والوكالة‪ ,‬ولذلك يصح أن يكون محال للعقد في الضمان والوديعة‪ ,‬كما جاز مبادلته بالمال في كثير من‬
‫الفروع والمسائل والتطبيقات عند الفقهاء (حماد‪ )1995,105 ,‬ومن هذه التطبيقات‪:‬‬
‫جواز أخذ األجر على محض االلتزام بالحفظ في الوديعة‪ ,‬ولو لم يكن إلى جانبه عمل‪.‬‬
‫جواز أخذ العوض المالي على بعض االلتزامات الجائزة شرعا‪ ,‬مثل أن تدفع المرأة لزوجها مقابل‬
‫التزامه بعدم الزواج عليها‪ ,‬أو يدفع الرجل لزوجته مبلغا مقابل التزامها بعدم الزواج بعد وفاته‪.‬‬
‫جواز دفع مبلغ من المال من الدائن للم دين إذا أحضر المدين ضامنا أو كفيال يكلفه في سداد دينه‪,‬‬
‫فااللتزام في عقد الكفالة مما يصح بذل المال في مقابلته‪( .‬حماد‪. )105 ,1995 ,‬‬
‫‪.‬ومن األدلة أيضا‪:‬‬
‫جواز اشتراط األجر على الرقية بالقرآن‪ ,‬وجواز أخذ األجر على الطاعات كتعليم القرآن واألذان‬
‫واإلمامة وغيرها (حماد‪ )159 ,‬فهذه قرب وطاعات‪ ,‬فإذا كان الضمان أو الكفالة قربة وطاعة‪ ,‬فال يمنع‬
‫أخذ األجرة عليها‪.‬‬
‫لقول الثاني‪:‬‬
‫يرى بعض الفقهاء أن الحقوق أو االلتزامات أو الضمان أو الكفالة وكل ما ليس له صفة مادية محسوسة‬
‫ال يجوز بيعه أو شراؤه ألنه ليس بمال فهو شبيه بحق الشفعة وحق الحضانة والوالية‪ ,‬فتلك حقوق‬
‫معنوية لم يجز الشارع بيعها أو التنازل عنها بعوض‪.‬‬
‫‪.‬ومن أقوالهم في ذلك‪:‬‬
‫قال الحموي في حاشيته على األشباه والنظائر‪" :‬أقول‪ :‬لعل وجه عدم الصحة أن الكفالة ليس عمال يصح‬
‫أن يجعل لها أجرا" ‪( .‬حماد‪)113 ,‬‬
‫وقال السرخسي‪" :‬لو كفل رجل عن رجل بمال على أن يجعل له جعال‪ ,‬فالجعل باطل (‪/25 ,16٠7‬‬
‫‪"= ... )32‬‬
‫وأدلتهم على هذا المنع‪:‬‬
‫أن أخذ مقابل بعض هذه الحقوق مثل الكفالة‪ ,‬معناه أخذ الرشوة (السرخسي‪ , )32 /35( ,‬والدخول في‬
‫القمار والغرر‪ ,‬ألن المكفول قد يدفع وقد ال يدفع‪ ,‬فإذا دفع لكافله أصل المبلغ مع الجعل يكون رابحا‪ ,‬وإال‬
‫سوف يكون خاسرا‪.‬‬
‫واألرجح فيما تقدم من آراء الفقهاء جواز أخذ األجرة على االلتزام أو الضمان أو الكفالة‪ ,‬لقوة األدلة‬
‫خاصة مع وجود معامالت مالية تبتعد بالكفالة عن عقود التبرعات‪ ,‬ويتحقق من خاللها مصالح ومكاسب‬
‫لطرفي المعاملة‪ ,‬وبما ال يخالف المقاصد الشرعية‪ .‬وقياسا على هذا الحكم يمكن القول بجواز خيار‬
‫العرض أو الدفع إذا خال من المخالفات الشرعية األخرى فمالك األوراق المالية الذي يدفع العمولة مقابل‬
‫أن يكون له حق البيع في الفترة المتفق عليها يقوم بحماية ممتلكاته‬
‫(من ا ألوراق المالية) بشراء التزام من الطرف اآلخر بضمان هذه األوراق بشرائها إذا رغب الطرف‬
‫األول‪.‬‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬عقد الخيار هو شكل من أشكال التأمين التجاري‪:‬‬
‫وذلك أن مشتري الخيار في (خيار العرض أو الدفع) يؤمن نفسه ضد التقلبات التي قد تحصل في أسعار‬
‫األسهم التي يمتلكها مقابل عمولة أو ثمن الخيار الذي ي دفعه‪ ,‬وهذه العمولة تكون مبلغا منخفضا مقارنة‬
‫بالقيمة الكاملة لألسهم أو األوراق المالية التي يمتلكها‪.‬‬
‫فكأنه عقد حراسة لممتلكاته‪ ,‬أو ما يدفعه ألمان خطر الطريق‪ ,‬أو هو نوع من التضامن لدفع الضرر‬
‫الذي قد يصيبه‪ ,‬وهذه الحجج هي نفس الحجج التي يوردها المجيزون لعقد التأمين التجاري‪.‬‬
‫أما القمار في هذا العقد والذي يتحقق بخسارة العمولة إذا لم تنخفض قيمة األسهم‪ ,‬فيمكن الرد عليه بأن ما‬
‫يدفعه مشتري الخيار هو ثمن األمان أو أجرة الحراسة وليس خسارة‪ ,‬ولو أنه لم يدفع هذا المبلغ فربما‬
‫فقدت أسهمه قيمتها بالكامل‪ ,‬أما الطرف اآلخر الملزم بالشراء إذا ما قرر الطرف األول البيع‪ ,‬فينبغي أن‬
‫يكون على شكل مؤسسة تأمين‪ ,‬تعمل وفقا ألسس علمية اقتصادية‪ ,‬من أجل تالفي أشكال الضرر التي‬
‫يمكن أن تلحق حملة األسهم واألوراق المالية األخرى‪.‬‬
‫أما الغرر في هذا العقد والذي يحدث نتيجة الجهالة في مقدار التقلبات في قيمة األسهم‪ ,‬فقد ترتفع قيمتها‬
‫وقد تنخفض‪ ,‬فيرد عليه كما في الرد األول‪ ,‬وذلك أن ما يدفعه مشتري الخيار هو أشبه بأجرة الحراسة‬
‫أو ثمن األمان من التقلبات‪ ,‬فعندما يدفع مشتري الخيار مبلغا محددا يحفظ ممتلكاته من األوراق المالية‬
‫من التدهور فإنه في هذه الحالة يجنب نفسه الغرر الكبير الذي كان سيحدث لو أن‬
‫قيمة ما يمتلكه من أوراق مالية قد فقدت قيمتها‪.‬‬
‫وهذا الكالم يتطلب وجود أوراق مالية فعال بيد مشتري الخيار‪ ,‬وإال فإن العملية يدخلها الغرر والجهالة‪,‬‬
‫وتتحول إلى مقامرة‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫مما سبق دكره يتضح لنا انه من اهم ادوات االستثمار في االسواق المالية والنقدية عقود‬
‫الخيارات الماليىة التي تفتح مجال واسع امام المستثمريين لتقليل المخاطر التي قد يتعرضون‬
‫لها في المستقبل اال ان استعمالها في الدول النامية قليل هدا ما جعل االسواق المالية و‬
‫النق دية في هده البلدان ال تلعب دورا مهما في االقتصاد والتنمية ونجد دلك في البلدان‬
‫المتقدمة اين تلعب الخيارات دورا ايجابيا في تحقيق التنمية االقتصادية نظرا لتطور‬
‫االسواق المالية وترابطها ببعضها البعض ‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪ /.1‬جليل كاظم العارض‪ ،‬علي عبودي نعمة الجبوري‪ ،‬الهندسة المالية وأدواتها المشتقة‬
‫مفاهيم نظرية وتطبيقية‪ ،‬دار المنهجية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة أالولى‪ ،‬عمان أالردن ‪2015‬‬

‫‪ /.2‬حاكم الربيعي وآخرون‪ ،‬المشتقات المالية‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬الطبعة أالولى‪،‬عمان أالردن‬
‫‪2011‬‬
‫‪ /.3‬زياد رمضان‪ ،‬مروان شموط‪ ،‬األسواق المالية‪ ،‬الشركة العربية المتحدة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‬
‫مصر ‪2011‬‬

‫‪ /.4‬سامي السويلم بن إبراهيم‪ ،‬صناعة الهندسة المالية نظرات في المنهج اإلسالمي‪ ،‬بيت‬
‫المنشور للتدريب‪ ،‬الكويت‪2004 ،‬‬

‫‪ /.5‬شقيري نوري موسى‪ ،‬إدارة المشتقات المالية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة أالولى‪ ،‬عمان‬
‫أالردن ‪2015‬‬

‫‪ /.6‬صالح دين شريط‪ ،‬مبادئ أالسواق المالية‪ ،‬دار الشروق للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫أالولى‪ ،‬القاهرة مصر ‪2014‬‬

‫‪ /.7‬منير إبراهيم الهندي‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة المخاطر الهندسة المالية باستخدام التوريق‬
‫والمشتقات الطبعة أالولى‪ ،‬توزيع منشأة المعارف‪ ،‬إلسكندرية مصر ‪2009‬‬

‫‪ /.8‬هاشم فوزي دباس العبادي‪ ،‬الهندسة المالية و أدواتها بالتركيز على استراتيجيات‬
‫الخيارات المالية‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة أالولى‪ ،‬عمان أالردن‪2008‬‬

You might also like