Professional Documents
Culture Documents
عقود الخيارات
عقود الخيارات
Faculté des sciences économiques كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير
et commerciales
. المبحث الثالث :الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقلة والجانب الشرعي منه
المطلب االول :الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقلة
المطلب الثاني :حكم عقود الخيارات
المطلب الثالث :التكيف الفقهي لعقود الخيارات
خاتمة
مقدمة:
ظهرت الهندسة المالية كأداة لتطبيق االبتكارات المالية التي دف إلى تقليل المخاطر ،وإيجاد
حلول لمشاكل التمويل في ظل التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والذي
تشهده الساحة المالية وجاءت المشتقات المالية بمختلف أنواعها كأحد أهم االبتكارات المالية،
وكان الهدف الرئيس من هذه المشتقات هو التحوط وتقليل المخاطر
ولما كانت المشتقات المالي أحد أهم منتجات الهندسة المالية ،فقد رأيت بعض الدراسات
الفقهية تحاول ضبط الجوانب الفقهية لمختلف أنواعها ،على الرغم من اتساع مفهوم هذه
العقود ودقتها من الناحية الشرعية؛ والتي يصعب تناولها جميعا وجمع شتاها في بحث
واحد؛ لذلك يممت وجهي تلقاء عقود الخيار في االسهم في األسواق المالية باعتبارها أهم
أنواع المشتقات المالية ،حيث إا تمثل سوقا عالميا يتجاوز حجم التعامل فيه أرقاما مخيفة
تعادل مئات الترليونات من الدوالرات فماهي عقود الخيارات وما راي الفقه فيها
يعرف عقد الخيار بأنه عقد يمثل حقا للمشتري و ليس التزاما(في بيع )أو شراء( شيء معين ،بسعر
محدد سعر التعاقد أو الممارسة( خال ل فترة زمنية محددة ) في تاريخ محدد (و يلزم بائعه ببيع) أو
شراء( ذلك الشيء بالسعر المتفق عليه خالل تلك الفترة الزمنية) عند ذلك التاريخ (مقابل مبلغ محدد
المكافأة تدفع عند التعاقد و غير قابلة للرد و ليست جزء يدفعه مشتري العقد ،يسمى عاالوة الصفقة أو
من قيمة الصفقة ،كما يمارس مشتري الخيار حقه في تنفيذ العقد أو فسخه دون أي التزام من جانبه اتجاه
الطرف االخر.
أ -الخيار هو ورقة مالية مشتقة ,تأخذ قيمتها من أصل الخيار المدون في العقد فقد يكون أصال سلعيا )
سلعة معينة واصال ماليا سهما أو سندا معين
ب -ينشأ الخيار بسبب تباين توقعات طرفي العقد أمام ظاهرة تبادل معينة كتذبذب سعر أصل من
األصول ،والتخوف هو الواعز من إقامة العقد ،فالمتحوط ) مشتري العقد ( يضمن لنفسه تفادي تبعات
ارتفاع أسعار المواد األولية المستعملة أو انخفاض قيمة األصول المالية ) أسهم وسندات عند الطرح أو
انخفاض أسعار المنتجات التامة المطروحة في السوق مستقباال ،فيلجا إلى شراء حق الشراء ،بينما
المضارب يتوقع عدم تجاوز السعر الجاري القيمة السوقية وقت تنفيذ العقد ،فيقدم على بيع الشراء رغبة
في الحصول على المكافأة في أسوا اأالحوال.
ت -قيمة العاال وة أو المكافأة أي ثمن الخيار ،وهو الثمن الذي سيدفعه احد األطراف حتى يحظى بحرية
االختيار بان يشتري أو يبيع عقد الخيار خالل مدة العقد ،أو هو الثمن يدفع نظير ممارسته لهذا الحق.
بمعنى آخر " ثمن الخيار يدفع للجهة التي حررت عقد الخيار والتزمت بتنفيذه عندما يرغب صاحب
الحق في ممارسته لهذا الحق وبذلك يعتبر هذا الثمن مقابل المخاطرة التي يمنحها الطرف اآلخر عندما
يمارس الطرف اأالول هذا الحق مهما كانت الظروف السائدة في السوق1 ،والتي يمكن أن تؤثر على
سعر األصل محل العقد
ب -ت -شركة وساطة في اأالوراق المالية :حيث تتكفل بتنفيذ العقد عند رغبة الطرف اأالول ،
ويقوم بكل عملية وسيطان ،أحدهما ينوب عن مشتري العقد واآالخر عن بائع العقد ويقوم كل
وسيط بدوره كوكيل عن موكله يتلقى كل واحد منها اأالمر عن الموكل الخاص به
من النماذج ا لمعروفة لدينا نذكر بورصة الخيارات لهيئة شيكاغو ،بدا هذا السوق نشاطه أالول مرة سنة
، 1973عندما بدأت التعامل مع خيارات الشراء ,السوق الرسمية تنطوي على مجموعة من المزايا ،
فعقود الخيارات تقوم البورصة بتحديد نمطية شروط العقد ،تاريخ التنفيذ و سعر التنفيذ ,و هذا ما يجعل
الخيارات قابلة للتداول إذ يستطيع حامل عقد الخيار بيع العقد قبل تاريخ اإالنتهاء ويستطيع محرر الخيار
التخلي عن إال تزاماته بشراء أو بيع الموجود محل التعاقد من خالل تنظيم صفقة إقفال في بورصة
الخيارات
تحدد بورصة الخيارات اأالصول التي يسمح التعامل عليها في الخيارات ,فإذا كان اأالمر يتعلق بخيارات
أسهم التي يمكن أن تكون محال للتعاقد في بورصة الخيارات فإنها كانت تشترط أن تكون اأالسهم خاصة
بشركة كبيرة ,ولكن خفت هذه المتطلبات وأصبح هناك عدد من الخيارات على أسهم الشركات الصغيرة
البورصة هي التي تحدد فيما إ ذا كانت شركة معينة تدرج يدرج أو ال وال تستطيع الشركات التأثير
والرفض لعدم إدراج خيارات على أسهمها
ما متطلبات القيد والتي تتعلق أساسا بالشركة التي تكون أسهمها محل التعاقد فيمكن تلخيصها فيما يلي 1
إذا أخذنا نموذج بورصة شيكاغو كنموذج :
-أن تكون الشركة قد حققت أرباحا خاالل العامين اأالخيرين التقل عن مليون $أمريكي بعد استبعاد أي
أرباح غير عادية . -أن اليقل عدد مساهمي الشركة عن 6000مساهم
. -أن يمتلك المساهمين من غير العاملين بالشركة مااليقل عن 7ماليين سهم .
-أن يكون السهم قد بيع بما ال يقل عن $ 10خالل الشهور الثالث السابقة.
-أن اليقل حجم التعامل عن أسهم الشركة عن 4.2مليون سهم خالل 12سنة األخيرة
.وقد سمحت لجنة اأال وراق المالية والبورصة بالمتاجرة في عقود الخيارات على سهم معين في أكثر من
2بورصة ,أما فيما يتعلق بحجم عقد الخيار فإن حجم العقد القياسي المتداول في البورصة يتألف
من100سهم منفرد ويظهر اإال ستثناء لحجم عقد الخيار القياسي عندما يتجزء السهم أو تعلن الشركة عن
مقسوم أرباح السهم ففي تلك الحالة يعدل عن الحصص المتمثلة بالعقد القياسي كي يعكس التغير في
مجموع رأس مال الشركة .وعند إالدراج فإن خيار الشراء لسهم معين يدرج كصنف خيار وخيار البيع
لسهم نفسه كصنف آخر ومجموع الخيارات لصنف معين له سعر التداول نفسه.
تعتمد استراتيجيات تداول عقود الخيارات على استراتيجيات الدمج القابلة للتطبيق بين عقود خيارات
البيع والشراء .ومن أمثلة هذه االستراتيجيات ،استراتيجية الشراء االحترازي ،واستراتيجية البيع
. االحترازي ،واستراتيجية الخيار المركب ،واستراتيجية التقييد
.
.استراتيجية الشراء االحترازي تعتمد على شراء عقد خيار بيع ألحد األصول التي يملكها المتداول
التحوط التي استخدمتها أليس في المثال السابق .وتٌعرف أيضا ً باستراتيجية تأمين
ّ نفسه .وهي استراتيجية
المحافظ االستثمارية نظراً ألنها تحمي المستثمر من هبوط محتمل في السوق ،وفي الوقت ذاته اإلبقاء
على موقعه في حالة ارتفاع سعر األصل.:
.استراتيجية البيع االحترازي تعتمد على بيع عقد خيار شراء ألحد األصول التي يملكها المتداول نفسه.
ويستخدم المستثمرون هذه االستراتيجية لتحقيق ربح إضافي (سعر عقد الخيار) من ممتلكاتهم .فإن لم
يُنفَّذ العقد ،يحصلون على السعر ويحتفظون بأصولهم .لكن في حال تنفيذ العقد نتيجة ارتفاع سعر
السوق ،يصبحوا ملزمين ببيع صفقاتهم
.استراتيجية الخيار المركب عتمد على شراء خيار شراء وخيار بيع لألصل نفسه مع تطابق سعر تنفيذ
وتاريخ انتهاء الصالحية .وتتيح هذه االستراتيجية للمتداول التربُّح من الصفقة بشرط أن يتحرك سعر
األصل بشك ٍل كاف لتنفيذ خيار البيع أو الشراء .ببساطة ،يضارب المتداول على تقلب السوق
.استراتيجية التقييد تعتمد على شراء خيار شراء وخيار بيع “خارج نطاق المبلغ المستهدف” (أي أن
سعر التنفيذ خيار الشراء يكون أعلى من سعر السوق ويكون أدنى من سعر السوق بالنسبة لخيار البيع).
بوج ٍه عام ،تشبه استراتيجية التقييد استراتيجية الخيار المركب ،لكنها أقل تكلفة من حيث تسوية الصفقة.
مع الوضع في االعتبار أن استراتيجية التقييد تتطلب مستوى أعلى من التقلب من أجل تحقيق األرباح.
يتيح اختيار البيع فرصة للم ستثمر لحماية نفسه من مخاطر انخفاض القيمة السوقية ألوراق مالية يمتلكها
و لتوضيح فكرة هذا النوع من الخيارات ،نفترض أن مستثمرا ما اشترى عددا من األسهم بسعر 200
دج للسهم الواحد ،و تشير توقعاته إلى أنه قد يضطر إلى بيع هذه األسهم في شهر نوفمبر القادم ،كما
تشير كذلك إلى احتمال انخفاض سعر هذا السهم في ذلك الشهر .و حتى يتجنب المخاطر التي قد تنجم
عن ذلك ،فانه يقوم بالتعاقد مع طرف ثان لديه االستعداد لشراء تلك األسهم في شهر نوفمبر القادم و
ذلك بالسعر السائد في السوق وقت إبرام العقد و الذي قد يكون مساويا للسعر الذي اشترى به المستثمر
تلك األسهم أي 200دج للسهم .و وفقا لنصوص االتفاق يتوجب على المستثمر دفع مكافأة للطرف اآلخر
و ليكن قدرها 45د ج للسهم مقابل منحه الحق في التراجع عن تنفيذ العقد إذا أراد ذلك .فإذا تحققت
التنبؤات و انخفض سعر السهم في شهر نوفمبر ليصل إلى 530دح للسهم الواحد أو إلى أقل من ذلك
.في هذه الحالة سيطلب المستثمر (مشتري الخيار ) من الطرف اآلخر(محرر الخيار )تنفيذ العقد و
ستنحصر خسائره في قيمة المكافأة .أما إذا ارتفع السعر في شهر نوفمبر عن السعر المتفق عليه(
700دج ) حيث بلغ سعر السهم 705د ج هنا سوف يستخدم المستثمر حقه في عدم تنفيذ العقد ،أي عدم
بيع األسهم لمحرر الخيار ،ذلك أنه سيفضل بيعها في السوق بسعر 705د ج ،و سيحقق صافي ربح بعد
خصم قيمة المكافأة
ب – ثانيا خيار الشراء
خيار الشراء يعطي الحق للمشتري بأن يتسلم األوراق المالية المتعاقد عليها ،أو أن يمتنع عن ذلك مقابل
دفع مبلغ معين لمالك األسهم لقاء منحه إياه هذا الحق
و لتوضيح فكرة هذا النوع من الخيارات (،( ١٨نفترض أن مستثمرا يرغب في شراء عدد من األسهم
في تاري خ الحق و ليكن شهر نوفمبر ،غير أنه يتوقع ارتفاع سعر السهم في تلك الفترة و ذلك مقارنة
بالسعر الجاري ،وحتى يتجنب المستثمر المخاطر التي قد تنجم عن هذا االرتفاع فانه يقوم بالتعاقد مع
طرف ثان لديه االستعداد لبيع األسهم 200دج ) للسهم مقابل مكافأة يدفعها المستثمر ( مشتري االختيار)
للطرف الثاني ( محرر االختيار ) قيمتها 45دج للسهم .فإذا صدقت التوقعات و ارتفعت القيمة السوقية
للسهم في شهر نوفمبر إلى 770دج ،حينئذ سيطلب المستثمر تنفيذ االتفاق ،أي أن يبيعه محرر االختيار
األسهم المتفق عليها بسعر 200دج للسهم ،و حيث أنه قد سبق للمستثمر دفع 45دج عنكل سهم (
المكافأة ) للمحرر فانه يكون قد حقق ربحا قدره 25دج عنكل سهم .أما إذا لم تصدق توقعات المستثمر و
انخفضت القيمة السوقية للسهم إلى 535دج للسهم،فلن يطلب المستثمر تنفيذ االتفاق ،إذ سيفضل شراء
األسهم من السوق ،و حينئذ سوف تنحصر خسائره في قيمة المكافأة المدفوعة وهكذا يحقق اختيار
الشراء حماية للمستثمر ،فخسائره محددة بمقدار المكافأة ،أما أرباحه فال حدود لها،إذ ترتفع مع ارتفاع
القيمة السوقية للسهم في وقت التنفيذ.
المبحث الثالث الفروق الجوهرية بين عقود الخيارات والعقود االخرى و حكمها
وبديلها الشرعي
اآلن دعونا نتعمق في الموضوع ونستكشف الفرق بين العقود اآلجلة والخيارات .على عكس تداول
األسهم ،وهي عملية بسيطة ومباشرة نسبيًا ،توفر الخيارات والعقود المستقبلية عال ًما جديدًا بالكامل من
فرص التداول .ولكن تجدر اإلشارة إلى أن تداول هذه األصول غالبًا ما يكون أكثر تعقي ًدا
.
وذلك ألنه على الرغم من استخدام العقود اآلجلة والخيارات بشكل شائع في عالم االستثمار ،إال أن هناك
البعض ممن ليسوا على دراية بخصائصهم وتفاصيلهم الرئيسية .قبل إلقاء نظرة على كل نوع من أنواع
األصول والفرق بين العقود اآلجلة والخيارات ،لنأخذ لحظة للنظر في أوجه التشابه بينها أوال
.
أوالً ،كالهما من األدوات المالية المشتقات المتداولة في البورصة .هذا يعني أنهم يستمدون قيمتهم من
. أداء األصل األساسي
يتم تداولها في البورصات وأماكن التداول على مستوى العالم مع التسوية اليومية (يمكن تداول
. ضا
الخيارات خارج البورصة أي ً
قد تنجح كلتا فئتي األصول بتغطية األصول األساسية مثل العمالت األجنبية والسندات واألسهم والسلع
. وغيرها
“ سعر السلعة لن يصل إلى الصفر .عندما تستثمر في العقود اآلجلة للسلع فأنت ال تشتري قطعة من
. الورق تثبت أنك تملك قطعة غير ملموسة من شركة يمكن أن تفلس
”.
–جيم روجرز
ومع ذلك فإن هذا يجعلهم أدوات استثمار صعبة للغاية للمبتدئين .بدون وجود استراتيجية مناسبة إلدارة
المخاطر ،يمكن أن يخسر المبتدئون الكثير من الخيارات والعقود اآلجلة للتداول النقدي.
.
هناك تشابه أساسي آخر بين الخيارات والعقود اآلجلة وهو مالءمتها ألغراض التحوط .غالبًا ما
يستخدمها المستثمرون لحماية أنفسهم من السوق أو القطاع أو أنواع أخرى من المخاطر .لتداول
الخيارات والعقود اآلجلة يجب على المرء أن يكون لديه حساب هامش نشط.
.في العقود المستقبلية يتم تنفيذ العقد فقط في التاريخ المحدد مسبقا ً وهو تاريخ االستحقاق ،بينما في
الخيارات يمكن تنفيذ العقد في أي وقت قبل انتهاء التاريخ المتفق عليه
.تتطلب عقود الخيارات دفع قسط للتأمين ،بينما في العقود المستقبلية ال يكون هناك دفع مسبق بغض
النظر عن العمولة المدفوعة
.في العقود المستقبلية تكون مبالغ الربح أو الخسارة غير محدودة ،بينما في عقود الخيارات تكون
األرباح غير محدودة لكن الخسائر تصل لمستوى محدد
المطلب الثاني حكم عقود الخيارات
من الواضح أن هناك فروقا ً جوهرية بين الخيار الشرعي المعروف في الفقه اإلسالمي وعقود الخيارات
المتداولة في األسواق المالية ,من أبرز هذه الفروق أن الخيار الشرعي ليس له وجود مستقل دون عقد
البيع ,فهو جزء من عقد البيع ,وأحكامه الشرعية مرتبطة بعقد البيع.
أما الخيار المالي فهو عقد مستقل ناجز فيه عاقدان وصيغة ومحل العقد ,وهو حق معنوي والتزام وليس
محله أسهم أو سندات أو أعيان.
ومع ذلك فإن للعلماء في عقود الخيارات رأيان :األول :التحريم ,الثاني :الجواز.
المحرمون:
ِّ لرأي األول:
يرى معظم العلماء المعاصرين تحريم هذه العقود ,فقد ذهب مجمع الفقه اإلسالمي في دورته السابعة في
مدينة جدة عام 1992إلى عدم جواز عقود الخيارات ,حيث جاء في القرار رقم "212بعد االطالع على
البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع الخيارات وبعد االستماع إلى المناقشات التي دارت
حوله ,تقرر :أن المقصود بعقود االختيارات االلتزام ببيع شيء محدد موصوف أو شرائه بسعر محدد
خالل فترة زمنية معينة أو في وقت معين إما مباشرة أو من خالل هيئة ضامنة لحقوق الطرفين وحكمه
الشرعي أن عقود االختيارات -كما تجري اليوم في األسواق المالية -هي عقود مستحدثة ال تنطوي تحت
أي عقد من العقود الشرعية المسماة وبما أن المعقود عليه ليس ماالً وال منفعة وال حقا ً ماليا ً يجوز
االعتياض عنه فإنه غير جائز شرعا ً وبما أن هذه العقود ال تجوز ابتداء فال يجوز تداولها "
وفي سؤال موجه للجنة الفتوى لبيت التمويل الكويتي حول عقود الخيارات أجابت اللجنة :
"ال يجوز بيع العمالت بالخيار ألنه بيع غير بات ويجوز اشتراط الخيار فيما عدا ذلك من األسهم أو
السلع مع مراعاة شروط بيع الخيار في كتاب الفتاوى الشرعية في بيت التمويل ونصها :إجراء عقد بيع
مقترن بخيار شرط لبيت التمويل ,وهو بيع تنتقل فيه الملكية ويكون المبيع على ضمان المشتري( الطرف
الثاني )ومن حق الطرف األول البت في العقد أو فسخه خالل مدة الخيار المحددة ويمكن أن يؤجل دفع
الثمن المتفق عليه لما بعد البت بمدة يتفق عليها والبد من التثبت من حقيقة ورود البضاعة وقابليتها
للتسليم في أي لحظة عقب الشراء "
وقد بحث د /أحمد محيي الدين في رسالته للماجستير بعنوان" عمل "
شركات االستثمار اإلسالمية في السوق العالمية" وهذا الموضوع تحت عنوان "رأي الفقه في البيوع
الشرطية اآلجلة" وقسمها إلى أربعة أشكال اعتبرها جميعا محرمة وهي ":
- 1البيع بشرط التعويض :وذلك بأن يعطى الخيار للبائع أو المشتري بأن ينفذ العقد أو يفسخه مقابل دفع
تعويض متفق عليه مسبقاً.
- 2البيع بشرط الزيادة :ويعطى فيها الخيار للمشتري بأن يستزيد من الشراء في موعد التصفية.
- 3البيع بشرط االنتقاء :ويعطى فيها الخيار للمتعاقد بأن يختار في موعد التصفية وضع البائع أو وضع
المشتري بكمية محدودة من السلع وبسعر محدد مسبقاً.
- 4العمليات المركبة من العمليات السابقة( .محيي الدين. )277 ,1987 ,
ومن أبرز األدلة التي يستشهدون بها على التحريم ما يلي (محيي الدين ,٢٧٨ - ٢٦٨ ,١٩٨٦ ,رضوان,
,٤٨٩ - ٤٧٠ ,١٩٩٦كمال ,٢٢٢ - ٢١٩ ,١٩٩٦ ,هارون ,٢٧٧ - ١٩٩٩ ,٢٧١ ,مجلة مجمع الفقه
اإلسالمي)١٧٢١ - ١٩٩٠ ,١٢٧٣ ,
- 1تعارض عقود الخيار الشرطية مع قصد الشارع لتحقيق العدل:
فالخيار لم يشرع لكي يرى المستفيد منه هل تطور األسعار يكون لصالحه فينفذ الصفقة أم ال يكون كذلك
فيختار فسخ العقد ...إن خيار الشرط لم يبح من أجل أن يقرر المستفيد منه هل هو بائع أم مشتر ,أو أن
يطلب المشتري المزيد من السلعة المشتراة أو البائع المزيد من السلعة المباعة (في حالة البيوع
المضاعفة) .
ً
فعدم العدل في هذه العقود يكمن في إعطاء أحد العاقدين فرصة واسعة ألن يحقق أرباحا على حساب
المتعاقد اآلخر ...
- 2اعتبار الشروط المرافقة لعقود الخيارات من الشروط الفاسدة:
فالشروط الفاسدة تضم كل شرط ال يقتضيه العقد أو يكون فيه منفعة ألحد العاقدين ال يوجبها العقد ...فيه
شروط ليست من مقتضى العقد ,أو تنافي مقتضى العقد ,أو تشتمل على غرض يورث التنازع.
- 3انطواء البيوع اآلجلة الشرطية على بيع اإلنسان ما ليس عنده:
فالذي يشتري حق خيار شراء األسهم لن يكون بحاجة إلى امتالك األسهم ,وكل ما يحتاجه هو أن يكون له
رصيد معين في حسابه لدى السمسار .بنقل رضوان ( )466 ,1992عن أحد علماء التمويل واالستثمار:
خاتمة
مما سبق دكره يتضح لنا انه من اهم ادوات االستثمار في االسواق المالية والنقدية عقود
الخيارات الماليىة التي تفتح مجال واسع امام المستثمريين لتقليل المخاطر التي قد يتعرضون
لها في المستقبل اال ان استعمالها في الدول النامية قليل هدا ما جعل االسواق المالية و
النق دية في هده البلدان ال تلعب دورا مهما في االقتصاد والتنمية ونجد دلك في البلدان
المتقدمة اين تلعب الخيارات دورا ايجابيا في تحقيق التنمية االقتصادية نظرا لتطور
االسواق المالية وترابطها ببعضها البعض .
المراجع
/.1جليل كاظم العارض ،علي عبودي نعمة الجبوري ،الهندسة المالية وأدواتها المشتقة
مفاهيم نظرية وتطبيقية ،دار المنهجية للنشر والتوزيع ،الطبعة أالولى ،عمان أالردن 2015
/.2حاكم الربيعي وآخرون ،المشتقات المالية ،دار اليازوري ،الطبعة أالولى،عمان أالردن
2011
/.3زياد رمضان ،مروان شموط ،األسواق المالية ،الشركة العربية المتحدة ،الطبعة الثالثة ،القاهرة
مصر 2011
/.4سامي السويلم بن إبراهيم ،صناعة الهندسة المالية نظرات في المنهج اإلسالمي ،بيت
المنشور للتدريب ،الكويت2004 ،
/.5شقيري نوري موسى ،إدارة المشتقات المالية ،دار المسيرة ،الطبعة أالولى ،عمان
أالردن 2015
/.6صالح دين شريط ،مبادئ أالسواق المالية ،دار الشروق للنشر و التوزيع ،الطبعة
أالولى ،القاهرة مصر 2014
/.7منير إبراهيم الهندي ،الفكر الحديث في إدارة المخاطر الهندسة المالية باستخدام التوريق
والمشتقات الطبعة أالولى ،توزيع منشأة المعارف ،إلسكندرية مصر 2009
/.8هاشم فوزي دباس العبادي ،الهندسة المالية و أدواتها بالتركيز على استراتيجيات
الخيارات المالية ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،الطبعة أالولى ،عمان أالردن2008