You are on page 1of 34

‫دليل‬

‫إعداد أوراق السياسات العامة‬

‫مارس ‪2014‬‬
‫دليل‬
‫إعداد أوراق السياسات العامة‬

‫مارس ‪2014‬‬

‫دانيال توانا‬
‫ندى زهدي‬
© 2013 Project on Middle East Democracy. All rights reserved.
The Project on Middle East Democracy (POMED) is a nonpartisan, nonprofit, Washington DC
based 501(c)(3) organization. The views represented here do not necessarily reflect the views of
POMED, its staff, or its Board members.
For electronic copies of this report, visit: http://pomed.org/guide-to-policy-writing
Limited print copies are also available.
To request a copy, send an email to Daniel Tavana at daniel.tavana@pomed.org.
Cover image of «A sign with the protestor demands» reproduced with permission of
«Mona,» at http://www.flickr.com/photos/89031137@N00. Cover image of «Tunisia elections-
Voting day» reproduced with permission of UNDP, at http://www.flickr.com/photos/
unitednationsdevelopmentprogramme/6276542811/in/set-72157627969118852 (credit Noeman
AlSayyad). Cover image of Yemen›s National Dialogue Conference obtained via ndc.ye. Cover
image of Libya›s GNC obtained via Mahmud Turkia/AFP/Getty Images, at http://www.majalla.
com/eng/2013/04/article55240760/libya-politics-government-cabinet.
Project on Middle East Democracy
1611 Connecticut Avenue, NW,
Suite 300
Washington, D.C. 20009
www.pomed.org
‫حول الكتاب‬
‫دانيال توانا هو منسق الربامج البحثية يف مرشوع الدميقراطية يف الرشق االوسط‪ .‬عمل دنيال قبل ذلك يف القضايا‬
‫األمنية والحكومية يف وكاالت حكومية متنوعة مثل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع و وزارة الخزانة األمريكية‪.‬‬
‫وتضمن ذلك العمل يف مكتب الشئون اإليرانية أثناء انتخابات عام ‪ .2009‬وحصل دانيال عىل ماجستري من جامعة‬
‫كامربيدج و وكليّة كينيدي لشؤون الحكم يف جامعة هارفرد‪ ,‬حيث عمل هناك يف مركز بيلفر وشارك يف إنشاء‬
‫جريدة هارفرد لسياسات الرشق األوسط‪ .‬يتقن دانيال اللغة الفارسية وقد نرشت كتاباته التي تناولت شئون الرشق‬
‫األوسط يف كل من «جلوبال بابليك سكوير» يف اليس إن إن واملونيتور ومركز رفيق حريري باملجلس األطليس و‬
‫مؤسسة كارنيغي للسالم الدويل‪.‬‬
‫ندى زهدي هي مرشحة حالية ملاجستري يف السياسة العامة من كل ّية كينيدي لشؤون الحكم يف جامعة هارفرد‪.‬‬
‫خدمت سابقا كمنشأة ومديرة مرشوع رشاكات املجتمع املدين يف مرشوع الدميقراطية يف الرشق األوسط‪ ,‬حيث‬
‫قامت بتطوير مرشوع بناء قدرات منظامت محلية يف مرص وتونس وليبيا واليمن‪ .‬قبل العمل بـمرشوع الدميقراطية‬
‫يف الرشق األوسط‪ ,‬بلغت طالقة اللغة العربية من خالل دراستها يف مرص واملغرب تحت منحة دافيد بورن‪ .‬وعملت‬
‫سابقا يف جمعية نهوض وتنمية املرأة يف مرص و مبعهد دراسات الرشق األوسط بواشنطن ‪.‬وتخرجت ندا من جامعة‬
‫ميشيغان بأعىل درجات اإلمتياز وبشهاهدات يف العالقات الدولية واللغة العربية‪ .‬وحصلت عىل منحة هاري‬
‫ترومان يف عام ‪ 2009‬تقديرا اللتزامها بالعمل يف الخدمة العامة‪.‬‬

‫حول مرشوع الدميقراطية يف الرشق األوسط‬


‫مرشوع الدميقراطية يف الرشق األوسط هي عبارة عن منظمة غري حزبية وغري ربحية‪ ،‬ت ُكرس جهودها من أجل‬
‫دراسة أثر السياسة األمريكية عىل اإلصالح السيايس وتحقيق الدميقراطية يف الرشق األوسط‪ .‬من خالل الحوار‬
‫وتحليل السياسات ومنارصة القضايا‪ ،‬يهدف إيل تعزيز الوعي حول كيفية تطوير الدميقراطيات الحقيقيه يف الرشق‬
‫األوسط‪ ،‬والسيام كيفية تقديم الواليات املتحدة األمريكية ألفضل دعم لهذه العملية‪.‬‬
‫جدول املحتويات‬

‫مقدمة ‪2. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫تعريف املشاكل املتعلقة بالسياسات العامة ‪3. . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫معرفة جمهورك ‪5. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تصميم البحوث ‪7. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تجميع األدلة والبيانات ‪9. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تقييم البدائل ‪11 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫صياغة الحجج والتوصيات الخاصة بالسياسات العامة ‪13 . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫كتابة أوراق السياسات العامة‪15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫عملية التحرير‪19 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫نرش أوراق السياسات العامة ‪22 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫امللحق أ‪ :‬اقرتاحات ملزيد من القراءة ‪24 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫امللحق ب‪ :‬منوذج لورقة سياسات ‪26 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪1‬‬


‫املقدمة‬
‫يعترب اإلعداد الف َّعال ألوراق السياسات العامة من املهارات األساسية التي ينبغي أن يكتسبها األفراد‬
‫واملنظامت التي ترغب يف التأثري عىل ص َّناع القرار وإثراء النقاش املتعلق بالسياسات‪ .‬وبشكل عام‪،‬‬
‫فإن إعداد أوراق السياسات العامة هو عملية انتاج وثائق («املنتجات السياساتية») من قبل‬
‫رشعون وص َّناع القرار‪ 1.‬ينطوي العنرص‬
‫موظفي الحكومة واملنظامت غري الحكومية ليك يقرأها امل ّ‬
‫األسايس إلعداد أوراق السياسات العامة عىل التعامل مع العالقة بني املشكلة والحل‪ ،‬وتشتمل‬
‫خطواته عىل تحديد املشكلة‪ ،‬وإعداد حجة مقنعة ووافية لصالح حلول محددة‪ ،‬وإقناع الجمهور‬
‫املستهدف باتخاذ القرارات وفقا لتلك الحجج‪ 2.‬فاملثال النموذجي إلعداد أوراق السياسات العامة‬
‫أو املنتجات السياساتية عاد ًة ما يعرض مشكلة ملحة ويقدم الحلول املحتملة لها‪ ،‬ثم يق ّيم هذه‬
‫الحلول ويويص بواحدة منها‪ ،‬ثم ينتهي بتقديم حجة مقنعة لسبب تزكية تلك التوصية‪.‬‬
‫تختلف كتابة أوراق السياسات العامة عن الكتابة األكادميية أو البحثية يف أنها ال تس َع تحديدا ً اىل‬
‫تكوين معارف جديدة‪ ،‬بل يعد ذلك رضورياً فقط حني يؤدي إىل إعالم القامئني عىل صنع السياسات‬
‫والتأثري عليهم كاملوظفني الحكومني‪ ،‬املرشعني‪ ،‬أو املنظامت غري الحكومية‪ .‬ويهدف إعداد أوراق‬
‫السياسات إىل حل املشاكل امللموسة عن طريق التأثري عىل صانعي القرار‪ ،‬حيث توفر املنتجات‬
‫السياساتية حججا معيارية تركز عىل الحقائق والقيم‪ ،‬والجدوى‪ ،‬بدالً من الرتكيز عىل النقاشات‬
‫األكادميية‪ .‬وعىل الرغم من أن إعداد أوراق السياسات العامة قد يبدو مامثال من ناحية املفهوم‬
‫لكتابة املقاالت االفتتاحية أو أعمدة الرأي‪ ،‬إال أن لهجة املنتج السياسايت ال تكون انفعالية أو متحيزة‬
‫أو عاطفية‪ .‬وباﻹضافة إىل ذلك‪ ،‬يجب أن تقدم أوراق السياسات بدائل للمشكالت السياساتية‬
‫الحالية‪ ،‬بدالً من نقد السياسات فقط‪.‬‬
‫تتمتع الكتابة الجيدة يف مجال السياسات العامة بسامت مشرتكة‪ ،‬فينبغي أن تكون اللهجة مهنية‬
‫وسـلــسة‪ ،‬كام ينبغي أن تقدم الكتابة حججا متامسكة مستندة إىل األدلة وأن تكون مقرتحاتها‬
‫قابلة للتنفيذ‪ .‬ينبغي أيضا أن تكون األوراق السياسية مخترصة وغري مثـقـلة مبعلومات غري رضورية‪،‬‬
‫وإن اختلف طول الورقة من الواحدة اىل األخرى‪ .‬وتشمل أشكال املنتجات املتعلقة بالسياسات‬
‫عادة األوراق واملوجزات والتقارير واملذكرات واملقرتحات والكتب‪ ،‬وأوراق عرض املوقف‪.‬‬
‫يهدف هذا الدليل إىل املساعدة عىل العصف الذهني وتبادل األفكار والبحث وإعداد منتجات‬
‫فعالة ومقنعة للسياسات العامة‪ .‬يتناول النصف األول من الدليل عملية العصف الذهني وتبادل‬
‫األفكار‪ ،‬وتتمثل يف تحديد مشكلة تتعلق بسياسة ما‪ ،‬وتحديد الجمهور‪ ،‬وتصميم البحوث وتجميع‬
‫األدلة‪ ،‬وتقييم الخيارات البديلة‪ .‬أما النصف الثاين فريكز عىل عملية الكتابة التي تتمثل يف صياغة‬
‫الحجج والتوصيات الخاصة بالسياسات وهيكل أوراق السياسات‪ ،‬ثم عملية التحرير ونرش املنتجات‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪ .1‬بينوك أندرو‪« ،‬بواعث كتابة مواجز سياسية يف دروس العلوم السياسية للمرحلة الجامعية»‪ ،‬يب إس‪ :‬العلوم السياسية والسياسة‬
‫‪141 :)2011( 44.1‬‬
‫‪ .2‬إوين يونج وليزا كوين‪ ،‬أعداد أوراق فعالة للسياسات العامة(بودابست‪ ،‬املجر‪ :‬معهد املجتمع املفتوح‪ ،‬متوز‪/‬يوليو‪.)2002،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪2‬‬


‫تعريف املشاكل‬
‫املتعلقة بالسياسات‬
‫يجب أن تكون املشكلة التي تود حلها محددة وذات صلة‪ .‬يساعد تحديد املشكلة عىل‬
‫تحديد جمهورك املستهدف والحلول املحتملة‪ .‬كام يجب أن يكون للمشكلة حل واحد عىل‬
‫األقل قابل للتعريف‪ ،‬وإذا تع َّذر إيجاد حل سيايس واضح ملشكلة ما‪ ،‬فال ينبغي أن تكون‬
‫موضوعاً لورقة سياساتية‪.‬‬

‫من الرضوري أن تعتمد أهداف كتابتك عىل تحديد مشكلة واضحة التعريف والحدود‪ .‬وهناك عدد‬
‫من العوامل التي يجب عليك أخذها يف االعتبار مع تطور هذه العملية‪ .‬أوالً‪ ،‬تأكد من أن املوضوع‬
‫الذي اخرتته موضوع ملح وذو صلة‪ .‬وإذا كان باإلمكان ‪ ،‬قم باالتصال املبارش بصناع القرار يف‬
‫مجالك واسألهم عن ما يعتربونه أهم التحديات التي تواجه املوضوع املدروس‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬تحقق‬
‫من أن املشكلة ميكن حلها من خالل وضع سياسة عامة ألنه إذا اتضح أن املشكلة املطروحة ال ميكن‬
‫معالجتها بتغيريات يف السياسات العامة‪ ،‬فلن تكون قادرا عىل تزويد ص َّناع القرار بتوصيات قابلة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬وبالتايل لن تكون ورقتك مفيدة‪.‬‬
‫ينبغي أيضا وضع تعريف دقيق ومحدد للمشكلة التي تود التعامل معها‪ .‬تأكد من أن نطاق‬
‫املشكلة ليس متسعا جدا ً‪ .‬كلام كانت مشكلتك أكرث تحديدا ً كلام سهل تحديد الجمهور املستهدف‬
‫وعرض التوصيات القابلة للتنفيذ‪ .‬فكر يف تقسيم املشكلة إىل عنارص أصغر إذا كان ذلك ممكناً‬
‫‪3‬‬
‫ومناسباً‪.‬‬
‫يعد ترسيم الحدود بهدف وضع تعريف محدد للمشكلة مهامً جدا ً إذا كنت تكتب ورقة سياسات‬
‫عامة أو مذكرة حيث ميثل اإليجاز عنرصا حاسام للفت انتباه صانعي السياسات املشغولني‪ .‬من‬
‫املهم أيضا التأكد من عدم تضمني الحل يف بيان املشكلة حيث أن العرض الذي يفرط يف التبسيط‬
‫‪4‬‬
‫والذي يذكر البديهيات ال يفيد‪.‬‬
‫بعد انتهائك من تعريف مشكلة السياسة العامة وأبعادها‪ ،‬تحقق من امكانية الوصول إىل معلومات‬
‫موثوقة ومعتمدة يف هذا املوضوع‪ .‬وينبغي أن تدعم هذه البيانات وجود املشكلة باألساس وأنها‬
‫مهمة وذات صلة للقارئ (ميكن االطالع عىل املزيد حول عملية جمع البيانات يف قسم «تجميع‬
‫األدلة والبيانات»)‪.‬‬

‫‪ .3‬بيرتز‪ ،‬ب‪ .‬جاي وجون هورنبيك‪« ،‬مشكلة املشاكل السياسية»‪ ،‬يف تصميم الحكومات من أدوات الحكم ف‪ .‬بريل إلياديس و‬
‫مارغريت إم‪ .‬هيل و مايكر هاوليت (محرر) (مونرتيال‪ :‬ماغيل‪ -‬جامعة كوينز برس‪.80،)2005 ،‬‬
‫‪ .4‬يوجني بارداك‪ ،‬دليل عميل لتحليل السياسات العامة‪ :‬املسار ذو الثامنية أضعاف للتوصل لحلول أكرث فعالية للمشاكل‪( ،‬ثاوزاند‬
‫أوكس‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬يس كيو برس‪.7 ،)2011 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪3‬‬


‫يف هذه املرحلة‪ ،‬يجب أن تكون قادرا عىل عرض املشكلة السياساتية عىل شكل سؤال بحثي والذي‬
‫من شأنه توجيه بحثك يف اتجاه ايجاد حلول للمشكلة‪ .‬عند قيامك بذلك‪ ،‬قد يكون من املفيد‬
‫أيضا أن تحدد رزمة من الخيارات للسياسات العامة املحتملة‪ ،‬باإلضافة اىل تقدير تكاليف ومنافع‬
‫وارضار كل منها‪ .‬ال حاجة ألن تكون هذه الخيارات كاملة التطوير‪ ،‬حيث أنك ستتعامل معها ثانية‬
‫يف مرحلة الحقة‪.‬‬

‫قامئة املراجعة‬
‫ هل هذا الوقت مناسب للتعامل مع هذه املشكلة بالذات؟ هل هي موضع‬
‫اهتامم ص َّناع القرار؟‬
‫ هل ميكن حل املشكلة من خالل سياسات عامة؟‬
‫ هل هناك تعريف واضح ومحدد للمشكلة؟‬
‫ ما الذي تأمل أن تقنع صناع القرار بالقيام به حيال هذه املشكلة؟‬
‫ هل ميكن الحصول عىل معلومات موثوقة وذات صلة بخصوص هذه‬
‫املسألة؟‬
‫ هل ميكنك التفكري يف الحلول املحتملة لهذه املشكلة؟‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪4‬‬


‫معرفة جمهورك‬
‫معرفتك للجمهور املستهدف تسمح لك أن تصيغ ورقت بنا ًء عىل ما يعرفه ذلك الجمهور‬
‫ومدى إملامه باملسألة‪ .‬ولتحديد جمهورك‪ ،‬ابدأ بتحديد أصحاب املصلحة املحتملني‪ ،‬ثم فكر‬
‫بعناية يف مستوى ادراكهم واهتاممهم بهذا املوضوع‪ .‬احرص عىل تجنب االستخدام املفرط‬
‫للتفسريات واملصطلحات التقنية التي قد ال يفهمها جمهورك‪.‬‬

‫عند اإلعداد لكتابة أوراق سياساتية‪ ،‬من الرضوري أن تقوم بتحديد الجمهور الذي تسعى إىل إعالمه‬
‫والتأثري عليه‪ .‬يسمح لك تحديد الجمهور أن تركز ورقتك عىل احتياجات واهتاممات صناع القرار‬
‫املؤثرين عىل املسألة‪ ،‬فتصبح الحجج التي تستخدمها أكرث جدوى وفعالية‪.‬‬
‫أوالً‪ ،‬قم بتحديد الجمهور األكرث قدرة عىل التعامل مع املشكلة السياساتية املختارة أو حلّها ‪ .‬فكر‬
‫بعناية من هم أصحاب املصلحة األكرث تأثرا باملشكلة‪ ،‬وعىل وجه التحديد‪ ،‬فكر يف من ميكنهم‬
‫التأثري عىل هذه املسألة واحداث التغيري‪ .‬الفهم الواضح الحتياجات واهتاممات ومصالح كل من‬
‫ص َّناع القرار وأصحاب املصلحة املعنيني باملشكلة السياساتية سيعطيك فكرة عن كمية املعلومات‬
‫األساسية التي يجب أن تتضمنها ورقتك‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬يجب عليك أن تفرتض أن جمهورك يتكون أساساً من أفراد أذكياء لكن وقتهم ضيق‬
‫جدا ً وليس لديهم بالرضورة إملام فني أو متخصص بهذه املسألة‪ .‬فليس من املحتمل أن يكونوا عىل‬
‫درجة من الدراية بهذه املسألة مثلك ولذلك فإنه من املهم تجنب املصطلحات التي ال لزوم لها‬
‫والتفسريات املفرطة يف التخصص التقني‪ 5.‬ادرس بعناية ما يعرفه وما ال يعرفه جمهورك املستهدف‬
‫وقم بتعديل املعلومات التي تقدمها تبعاً لذلك‪.‬‬
‫أسئلة ميكنك أن تطرحها بخصوص جمهورك‪:‬‬
‫• هل جمهورك فرد‪ ،‬مثل زعيم سيايس معني‪ ،‬أم يتضمن أعضاء يف منظمة أو وكالة ما؟‬
‫هل هو مزيج من عدة جهات فاعلة؟‬
‫• ماذا يعرف جمهورك بخصوص املسألة املحددة التي تتعامل معها؟‬
‫• هل هناك طريقة لوضع إطار للمسألة (تأطري) بحيث يصبح جمهورك أكرث تقبال‬
‫للحجج التي ستسوقها؟ ما هي األسئلة التي من املحتمل أن تدور يف ذهن جمهورك‬
‫املستهدف حول هذه املسألة؟ كيف بامكانك أن تستبق هذه األسئلة وتدرج‬
‫أجوبتها بورقتك؟‬
‫• ما هي مصالح جمهورك‪ ،‬وكيف ميكن أن تتعارض مع أو تستفيد من التوصيات التي‬
‫تقدمها؟‬

‫‪ .5‬ويلكوكسني‪ ،‬بيرت ج‪« ، .‬نصائح بشأن كتابة مذكرات السياسة العامة‪ ،‬تم آخر تعديل بتاريخ ‪ 24‬سبتمرب ‪ ،2013‬ا ُسرتجعت يف تاريخ‬
‫‪ 7‬أكتوبر ‪ .http://wilcoxen.maxwell.insightworks.com/pages/275.html ،2013‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪5‬‬


‫وإن كانت أوراق السياسات تركز بشكل رئييس عىل ص َّناع القرار‪ ،‬إال أنه باالمكان أيضاً أن تستهدف‬
‫جمهورا عريضا (ولكن ايضاً ملم باملشكلة السياساتية) يتضمن الصحافيني والدبلوماسيني واملسؤولني‬
‫واملنظامت غري الحكومية أو املنظامت الدولية‪ .‬وميكن أن يتضمن جمهورك املنظامت اإلقليمية‬
‫وجامعات حقوق اإلنسان‪ ،‬والنقابات‪ ،‬واملنظامت البيئية‪ 6.‬يجب تحديد كل الجامهري املستهدفة‬
‫واملساهمني املحتملني واالتصال بهم وإدماجهم يف أنشطة تطوير املرشوع ونرشه‪ .‬كلام كنت أكرث‬
‫دقة يف تحديد جمهورك أو جامهريك املستهدفة كلام كانت كتابتك فعالة أكرث وقابلة للتنفيذ‪.‬‬

‫‪ .6‬تبليغ مضمون البحوث لوضع السياسات املستندة إىل األدلة (بروكسل‪ :‬املفوضية األوروبية‪ ،)2010 ،‬أسرتجعت يف تاريخ ‪22‬‬
‫سبتمرب ‪.http://ec.europa.eu/research/social-sciences/pdf/guide-communicating-research_en.pdf ،2013‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪6‬‬


‫تصميم البحوث‬
‫يعد تصميم البحوث عنرصاً حاسامً يف عملية إعداد أوراق السياسات‪ .‬ينطوي تصميم‬
‫البحوث عىل تكوين االفرتاضات بشأن كيفية صنع السياسات العامة‪ ،‬باإلضافة إىل اختيار‬
‫األدوات واألساليب ذات الصلة باملشكلة السياساتية التي تتعامل معها‪ .‬هناك عدة مناذج‬
‫للعمليات املتعلقة بصنع السياسات العامة‪،‬إالّ أن النامذج الثالثة األكرث شيوعاً هي‪ :‬منوذج‬
‫النظم‪ ،‬والنموذج املؤسيس‪ ،‬والنموذح العقالين الشامل‪ .‬كام تنطوي األساليب واألدوات‬
‫بصفة عامة عىل االختيار بني املنهج الكمي واملنهج النوعي‪.‬‬

‫الخطوة التالية يف عملية إعداد أوراق السياسات هي عادة األكرث صعوبة‪ .‬تنطوي مرحلة تصميم‬
‫البحث عىل تحليل لعملية صنع السياسات التي تأمل يف توفري الحلول لها‪ ،‬باإلضافة إىل تفكيك‬
‫لعنارص األدوات واألساليب األكرث مالءمة ألهداف مرشوعك‪.‬‬
‫عملية صنع السياسات العامة‬
‫إ ّن نسب ًة قليل ًة من املنتجات السياساتية توث ّق التحاليل النظرية التي قامت عليها تلك السياسات‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬ليس لدى صناع القرار وقت ملتابعة تحليالت السياسات أو تحديد امكانية تنفيذها و‬
‫نادرا ً ما يدخل السياس ّيون يف نقاش حول النامذج النظرية و تأثري الفكر السيايس عىل السياسات‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬ليس الهدف من هذا القسم من الدليل تقديم نظرة عامة عن النامذج املتنافسة بل الهدف‬
‫هو توعية كتّاب السياسات عن وجود هذه النامذج وتفسري مدى تأثريها عىل عملية إعداد أوراق‬
‫السياسات العامة‪.‬‬
‫يشري تعبري «عملية صنع السياسة العامة» إىل تصور وتطوير واملحافظة عىل السياسات أو الربامج‬
‫التي تضعها الجهات العامة‪ .‬وعموما فإن وضع السياسات العامة يتبع أربع خطوات تتمثل يف‪:‬‬
‫تحديد املشكلة‪ ،‬وصياغة السياسة العامة وتنفيذها ثم تقييمها‪ .‬ويتفاوت مدى تأثري املؤسسات‬
‫والعنارص الفاعلة عىل هذه العمليات‪ ،‬ويف بعض األحيان تتخذ عملية وضع السياسات مسارا ً دورياً‬
‫أكرث منه خطّاً طوليّاً متتابعاً‪ .‬وحتى أثناء تقييم إحدى السياسات أو رصدها‪ ،‬ميكن للمعلومات‬
‫الجديدة والقيود الخارجية أن تغري الخيارات املتاحة لسياسة العامة‪ .‬ويف بعض الحاالت ميكن أن‬
‫تتسبب هذه التطورات يف تغيري تعريف املشكلة نفسها‪.‬‬
‫من بني النامذج التي يناقشها املنظّرون عادة‪ ،‬تتمتع ثالثة منها بأهمية خاصة‪ .‬النموذج األول‬
‫املعروف باسم «منوذج النظم» ظهر يف الستينيات من القرن املايض‪ ،‬وهو يفرتض بصفة عامة أن‬
‫عملية وضع السياسات هو نتاج نظام يقوم مبعالجة مدخالت‪ ،‬كاملسائل‪ ،‬والضغوط‪ ،‬واملعلومات‪.‬‬
‫هذه املدخالت تنتج مخرجات للسياسات العامة‪ ،‬مثل القوانني أو اللوائح‪ ،‬أو غريها من الكتابات‬
‫‪7‬‬
‫الخاصة بالسياسات العامة‪.‬‬

‫‪ .7‬توماس أ‪ .‬بريكالند‪ ،‬مقدمة لعملية وضع السياسات‪ :‬النظريات واملفاهيم ومناذج صنع السياسات العامة‪( ،‬آرمونك‪ ،‬نيويورك‪ :‬إم‪ .‬إي‪.‬‬
‫شارب‪.26 ،)2011 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪7‬‬


‫أما النموذج «املؤسيس» فيفرتض أن السياسات العامة هي نتاج املؤسسات وليست املدخالت‪،‬‬
‫حيث يلعب هيكل املؤسسات الحكومية دورا ً هاما يف تشكيل السياسات العامة‪ ،‬حيث أن األفراد‬
‫‪8‬‬
‫الفاعلني يف املؤسسات يخضعون للقيود عىل املوارد والقدرات التي تفرضها تلك املؤسسات‪.‬‬
‫ويعد «النموذج العقالين الشامل» منوذجاً أكرث معيارية وله جذور يف علوم القرارات‪ .‬ويفرتض‬
‫هذا النموذج أن لدى واضعي السياسات مجموعة كاملة من الخيارات‪ .‬وتؤدي معرفة واضعي‬
‫السياسات ملا يفضله ناخبوهم وفوائد ومخاطر كل خيار اىل أن يصطفوا الخيار الذي يوفر أقىص‬
‫‪9‬‬
‫منفعة عامة بطبيعة الحال‪.‬‬
‫األساليب واألدوات‬
‫يطبق تحليل السياسات العامة أدوات وأساليب مأخوذة من العلوم االجتامعية (ال سيام علم‬
‫االقتصاد) عىل دراسة سلوك الحكومات‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬تندرج هذه األدوات واألساليب تحت فئتني‪:‬‬
‫النوعية والكمية‪ .‬تعتمد األساليب الكمية اعتامدا ً كبريا عىل التحليل اإلحصايئ الدقيق‪ ،‬مع الرتكيز‬
‫بشكل خاص عىل اإلحصاءات الوصفية‪ ،‬والرتاجع (‪ ،)Regression‬والتباين(‪ ،)Variance‬والدراسات‬
‫االستقصائية (‪ ،)Surveys‬والنمذجة اإلحصائية‪ .‬بينام تعتمد األساليب النوعية بشكل أكرب عىل‬
‫دراسات الحالة واملقابالت واملجموعات البؤرية (‪ .)Focus Groups‬تنطوي املناهج النوعية األخرى‬
‫عىل البحوث اإلثنوجرافية ودراسة ومراجعة الوثائق ورصد املواقع‪.‬‬
‫كام ذكر آنفاً‪ ،‬ليس هدف هذا القسم وصف النامذج املختلفة املتوفرة لكاتبي السياسات لكن‬
‫من املهم أيضاً التأكيد عىل مدى أهمية اختيار األدوات واألساليب املناسبة يف تصميم البحوث‪.‬‬
‫فالدراسات الكمية أكرث مالءمة للدراسات التي تنطوي عىل القياسات املعتمدة عىل املنهج العلمي‪،‬‬
‫وتشتمل أيضا عىل النمذجة والتحكم وتبديل املتغريات وجمع البيانات التجريبية‪ .‬أما الدراسات‬
‫النوعية فهي أكرث مالءمة لإلجابة عىل األسئلة حول كيفية عمل الربامج‪ ،‬وكيفية تأثريها عىل الناس‬
‫بهدف فهم املعاين واألمناط الكامنة يف العالقات‪.‬‬

‫‪ .8‬مارغريت م‪ .‬بولسيك وإلينور أوسرتوم‪« ،‬منوذج مؤسيس لتحليل وتصميم السياسات العامة‪( »،‬تم تقديم الورقة يف ورشة عمل‬
‫فنسنت وإلينور أوسرتوم حول النظريات السياسية والتحليل السيايس بجامعة إنديانا‪ 15 ،‬يونيو‪.)1999 ،‬‬
‫‪ .9‬ويليام فوكس وسعيد بيات وناس فرييرا‪ ،‬دليل إدارة السياسات العامة‪( ،‬كلريمونت‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ :‬جوتا ورشكاه‪.67 ،)2007 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪8‬‬


‫تجميع األدلة والبيانات‬
‫قم بوضع تصور واعمل عىل إعداد قاعدة حقائق صلبة تساعدك عىل اإلجابة عن سؤالك‬
‫املتعلق بالسياسة العامة‪ .‬عند تحديد ما ينبغي أن تتضمنه ورقتك‪ ،‬تأكد من إدراج‬
‫املعلومات ذات الصلة والالزمة لتعزيز حجتك فقط وال تغرق جمهورك بالبيانات‪ .‬يجب‬
‫عليك أن تتقيد باملصادر ذات املصداقية واملوثوق بها فقط‪ ،‬حيث سيؤدي إدراج معلومات‬
‫غري موثوق بها أو أدلة من مصادر منحازة إىل تقويض مصداقية حجتك‪.‬‬

‫سيلعب جمع البيانات دورا ً هاماً يف مساعدتك عىل صياغة توصيات عملية وواقعية للسياسات‪.‬‬
‫وستكون البيانات حاسمة عىل وجه الخصوص حني تقوم بتقدير تكلفة وفوائد مختلف الخيارات‬
‫املتعلقة بالسياسات العامة‪ .‬قد ترغب يف إجراء بحوث ميدانية إذا كان لديك الوقت واملوارد‪ ،‬ولكن‬
‫‪10‬‬
‫هذا قد ال يكون رضوريا‪.‬‬
‫عند اختيارك لألدلة التي ستستخدمها‪ ،‬فكر ملياً فيام اذا كانت كل املعلومات التي أوردتها يف الورقة‬
‫رضورية وأساسية لتطوير حجتك‪ .‬غالباً ما يرتكب الكتَّاب خطأ تضمني كافة األدلة التي جمعوها‬
‫بغض النظر عن صلتها بإثبات الحجة‪ ،‬مام ميكن أن يؤدي إىل إطالة أوراقهم بال جدوى‪ 11.‬لتفادي‬
‫ذلك‪ ،‬قم بالرتكيز فقط عىل نتائج البحث وليس عىل تفاصيل منهجية البحث‪ .‬إذا لزم األمر‪ ،‬ميكن‬
‫تضمني املنهج البحثي الذي اتبعته يف حاشية بأسفل الصفحة أو بامللحق‪ .‬يجب أن تحقق التوازن‬
‫الصحيح بني تضمني املعلومات الكافية لدعم التوصيات الخاصة بك وإغراق جمهورك يف البيانات‪.‬‬
‫تأكد من أن جميع املصادر التي تستخدمها موضوعية وقابلة للتحقق وميكن االعتامد عليها‪ .‬تأكد‬
‫من أن الكاتب أو املؤسسة التي وفرت تلك املصادر هي ضليعة باملوضوع وتعترب غري متحيزة‬
‫وتتمتع باحرتام واسع النطاق‪ .‬ينبغي أال تتضمن املصادر املوثوقة للبيانات آراء اآلخرين‪ ،‬كام ينبغي‬
‫أال تكون لهجتها عاطفية‪ 12.‬تحقق من حداثة البيانات املستخدمة‪ ،‬وإحذر من استخدام املصادر‬
‫التي تعتربها الجهات املعنية منحازة يف طرحها‪ ،‬فقد يؤثر ذلك سلبا عىل ردة فعل القراء‪.‬‬
‫تشمل املصادر املحتملة ما ييل‪:‬‬
‫• التقارير الحكومية والترشيعات وبيانات السياسة العامة‬
‫• تقارير املنظامت غري الحكومية (املنظامت املحلية والوطنية والدولية‪ ،‬واملؤسسات‬
‫البحثية)‬
‫• تقارير املؤسسات متعددة األطراف (مثل األمم املتحدة والبنك الدويل‪ ،‬إلخ‪).‬‬

‫‪ .10‬ديفيد ل‪ .‬فاميار وايدان ر‪ .‬فينينج‪ ،‬تحليل السياسات العامة‪ :‬املفاهيم واملامرسات (أبر سادل ريفر‪ ،‬نيوجرييس‪ :‬برنتيس هول‪،‬‬
‫‪ .297-296 ،)1999‬‬
‫‪ .11‬يونج وكوين‪ ،‬كتابة أوراق فعالة للسياسات العامة ‬
‫‪« .12‬مقدمة للبحوث»‪ ،‬مكتبة جامعة كورنيل‪ ،‬ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪،2013‬‬
‫‪ .http://www.library.cornell.edu/resrch/intro#2Findingbooks,articles,andothermater‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪9‬‬


‫استطالعات الرأي العام‬ ‫ •‬
‫املقاالت األكادميية واألطروحات والكتب‬ ‫• ‬
‫الصحف والدوريات‬ ‫ •‬
‫تقارير وبيانات املجموعات التجارية والرشكات‬ ‫• ‬

‫قامئة املراجعة‬
‫ هل استخدمت مجموعة متنوعة من املصادر؟‬
‫ هل لديك ما يكفي من األدلة لتحديد الحلول ودعم حججك؟‬
‫ هل مصادرك موضوعية ويعتمد عليها وميكن التحقق منها؟‬
‫ هل األدلة اساسية لتطوير الحجة املحددة؟‬
‫ هل تعترب الجهات املعنية مصادرك منحازة؟‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪10‬‬


‫تقييم البدائل‬
‫عند مقارنة تكلفة ومنافع الخيارات السياسية املختلفة‪ ،‬عليك أن تحدد مجموعة معايري‬
‫واضحة وأساسية يف حل املشكلة السياساتية التي تدرسها‪ .‬وفيام تعد الفعالية والكفاءة‬
‫معايري تقييمية شائعة‪ ،‬إال أنه قد تكون هنالك معايري أخرى أكرث مالءم ًة ألهدافك‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬ينبغي أن تتناول الورقة النقاط اإليجابية لبديل واحد عىل األقل مختلف عن الذي سوف‬
‫تويص به‪ .‬وحني تقارن وتزن ورقة السياسات املسارات البديلة فإن حججها تكون أكرث اقناعاً وتسهم‬
‫يف الدفع باتجاه توصيتك بفعالية أكرب‪ .‬ويعترب هذا النهج مكوناً أساسياً يف صياغة الحجج الوافية‬
‫واملقنعة التي تدفع صناع القرار إىل تبني التوصيات السياساتية‪ ،‬حيث أن تقييم تكلفة ومنافع‬
‫الخيارات األخرى يعطي االنطباع لجمهوك أنك تبنيت نهجا شامال حيال املشكلة التي تعالجها‪ .‬كام‬
‫ينبغي أن تكون الخيارات الخاصة بالسياسات العامة متميزة عن بعضها البعض‪ ،‬بدالً من أن تكون‬
‫مجرد أشكال مختلفة لنفس الحل‪ 13.‬ال يوجد عدد محدد من الخيارات التي ينبغي إدراجها؛ حيث‬
‫ستتطلب بعض الحاالت خيارا واحدا فقط‪ ،‬بينام ستكون هناك عدة خيارات بالنسبة لحاالت أخرى‪.‬‬
‫عند تطوير الخيارات السياساتية البديلة‪ ،‬سيكون من املفيد دراسة ما يقوله اآلخرون (األفراد أو‬
‫املنظامت األخرى) أو يقرتحونه ملعالجة هذه املشكلة‪ ،‬يك تتفادى التوصية بحلول تم تنفيذها‬
‫بالفعل‪ .‬كام قد ترغب يف تناول بعض هذه املقرتحات يف ورقتك أيضاً ألن ذلك يتيح لص ّناع القرار أن‬
‫ينظروا بجدية اىل توصياتك حتى ولو كانت املقرتحات األخرى تتمتع بشعبية أكرب‪.‬‬
‫كثريا ما يكون الحفاظ عىل الوضع الراهن خيارا ً سليامً‪ ،‬وخاص ًة اذا متت دراسة البدائل بشكل‬
‫مستفيض‪ .‬عند مناقشة هذا الخيار يجب عليك أن تدرس النتائج املحتملة يف حالة بقاء السياسات‬
‫بدون تغيري‪ 14.‬كام قد يكون من املفيد أن نبحث عن حلول تم تنفيذها ملشاكل مامثلة يف أوقات‬
‫‪15‬‬
‫وأماكن أخرى‪.‬‬
‫بنبغي أخذ عدد من العنارص يف عني االعتبار عند إعداد قامئة البدائل السياساتية‪ .‬ال تحاول‬
‫تحديد خيار «مثايل» لسياسة‪ ،‬فمعظم الخيارات سيكون لها مزاياها وعيوبها‪ .‬وعىل الرغم من أنك‬
‫ستميل اىل الحل الذي تأمل أن تويص به‪ ،‬ال تتخذ قرارا ً بشأن التوصية إال بعد تقييم مزايا وعيوب‬
‫كل الخيارات املمكنة‪ .‬وامتنع أيضا عن تقييم الخيارات غري الواقعية‪ ،‬مثل اقرتاح مسارات للعمل‬
‫تتطلب موارد أكرث بكثري مام ميلكه صناع القرار‪ ،‬أو غريها من الحلول غري الواقعية‪ 16.‬ينبغي أن‬
‫تكون البدائل املطروحة محددة ومرتكزة عىل الواقع‪.‬‬

‫‪ .13‬يونج وكوين‪ ،‬كتابة أوراق فعالة للسياسات العامة ‬


‫‪ .14‬بارداك‪ ،‬دليل عميل لتحليل السياسات العامة ‪.17 ،‬‬
‫‪ .15‬فامير وفينينج‪ ،‬تحليل السياسات العامة‬
‫‪ .16‬املرجع نفسه‪.281 ،.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪11‬‬


‫مبجرد وضوح قامئة البدائل املتاحة‪ ،‬عليك أن تعد منظومة معايري تقييمية ملسح وتقييم تكلفة‬
‫وفوائد تلك البدائل ومقارنتها ببعضها البعض‪ 17.‬ينبغي أن تختار املعايري التقييمية املتسقة مع‬
‫أهدافك‪ .‬عادة ما تستخدم معايري الكفاءة والفعالية لتقييم مدى توافق أي خيار مع األهداف‬
‫املحددة‪ .‬حيث يختص معيار الكفاءة بتقدير نسبة املخرجات إىل املدخالت‪ ،‬التي تقاس اقتصاديا‬
‫عادة من حيث املدخالت واملخرجات النقدية‪ .‬أما معيار الفعالية فيشري إىل درجة تحقيق السياسة‬
‫املطروحة لألهداف ذات الصلة‪ .‬وتشمل املعايري التقييمية املحتملة األخرى معايري مثل املساواة‬
‫‪18‬‬
‫والشفافية والعقالنية واملرونة واستحسان أصحاب املصلحة‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن املعيار األكرث أهمية هو معيار القابلية للتطبيق‪ .‬فإذا مل تكن السياسة العامة‬
‫املقرتحة قادرة عىل تحمل التعديالت أثناء التنفيذ‪ ،‬أو فيها العديد من القيود غري املرنة‪ ،‬أو كانت‬
‫تنقصها الشعبية الكافية للحصول عىل الدعم‪ ،‬فهي بالتايل خيار غري قابل للتطبيق بغض النظر عن‬
‫كفاءته أو فعاليته‪ 19.‬وأخريا ً‪ ،‬عليك أن تدرك أن املعايري التقييمية غالبا ما تتعارض حتى عند استيفاء‬
‫‪20‬‬
‫رشط الجدوى ‪ ،‬ولذلك يجب أن تفاضل بينها لتحدد أي الخيارات أكرث اتساقا مع أهدافك العامة‪.‬‬

‫قامئة املراجعة‬
‫ هل اقرتحت خيارات سياسية بديلة عن السياسة املختارة؟‬
‫ هل يعد الحفاظ عىل الوضع الراهن احدى الخيارات؟ هل هناك طرق مختلفة‬
‫لتنفيذ أو متويل الخيارات التي قد تكون ذات صلة؟‬
‫ هل لديك منظومة واضحة للمعايري التقييمية؟ إىل أي مدى يحقق كل من‬
‫الخيارات أهدافك؟‬
‫ من سيترضر من تنفيذ هذا الخيار‪ ،‬ومن سيستفيد؟‬
‫ هل خياراتك قابلة للتطبيق؟ هل ميكن لخياراتك أن تتحمل التغيري أثناء‬
‫عملية التنفيذ؟‬

‫‪ .17‬املرجع نفسه‪282 ،.‬‬


‫‪ .18‬أنظر بارداك‪ ،‬دليل عميل لتحليل السياسات العامة‪ .‬للمزيد من املعلومات‪ ،‬أنظر‪ :‬مؤمتر إسكاب املريئ‪ :‬اعتبار املسائل البيئية‬
‫أثناء صنع السياسات االقتصادية‪« ،‬دور القياسات السياسة وتقييمها «‪ ،‬آخر تعديل ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،2003‬ا ُسرتجعت يف تاريخ سبتمرب ‪15‬‬
‫‪.http://www.unescap.org/ drpad/vc/orientation/M5_6.htm ،2013‬‬
‫‪ .19‬كريستني هـ‪ .‬روسيل‪« ،‬استخدام عدة معايري لتقييم السياسات العامة‪ »،‬السياسة األمريكية الفصلية (‪.184-155 :21)1993‬‬
‫‪ .20‬فامير وفينينج‪ ،‬تحليل السياسات‪.288 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪12‬‬


‫صياغة الحجج والتوصيات‬
‫الخاصة بالسياسات العامة‬
‫تعد صياغة الحجج الشاملة واملقنعة أمراً أساسياً بالنسبة إلعداد وتطوير توصيات بشأن‬
‫السياسات العامة‪ .‬هناك أنواع عديدة من الحجج الخاصة بالسياسات إالّ أن نوع الحجة‬
‫التي ستستخدمها يعتمد عىل البحوث التي تجريها وكيفية اختيار اإلطار الخاص بحجتك‪.‬‬
‫تشمل األنواع الرئيسية للحجج‪ :‬الحجة الجازمة‪ ،‬الحجة التقنية‪ ،‬والعملية والقيمية‪ -‬النقدية‪.‬‬
‫تحدد توصيات السياسات العامة األجوبة عىل األسئلة التالية‪َ :‬من تستهدف ومباذا وأين وملاذا تدعو‬
‫التخاذ هذا اإلجراء‪ .‬فباإلضافة إىل تحديد الهدف الذي سيحققه تبني توصياتك تحديدا ً واضحاً‬
‫ورصيحاً‪ ،‬فإن الحجج السياساتية القوية توضح أيضا املنطق الذي تستند إليه تلك السياسة من‬
‫حيث الحقائق والقيم األخالقية وترد عىل األسئلة املحتملة بشأن الجدوى والكفاءة أيضاً‪.‬‬
‫الحجة السياساتية هي بشكل أسايس « بيان يدعو إىل اعتامد سياسة معينة أو يربر قرارا ً باعتامد‬
‫سياسة ما‪ 21».‬تعطي الحجج الجيدة للسياسات العامة رشحا واضحا للعمل أو اإلجراء املوىص به بنا ًء‬
‫عىل التفكري املنطقي الفعال‪ .‬الحجج السياساتية الشاملة واملقنعة «متثل أداة لصنع القرار ودعوة‬
‫‪22‬‬
‫إىل العمل للجمهور املستهدف‪».‬‬
‫يعد اختبار «سائق تاكيس يف نيويورك» الذي ابتكره بارداك ‪ Bardach‬أحد األساليب املفيدة لقياس‬
‫الفعالية املنطقية ألي حجة أو فكرة‪ :‬هل ميكنك أن ترشح فكرة مرشوعك لسائق تاكيس بوضوح‬
‫وإيجاز يف ثالث جمل أو ‪ 30‬ثانية؟ إذا مل تستطع أن تلخص فكرتك بوضوح وإيجاز بهذه الطريقة‬
‫‪23‬‬
‫فهذا يدل عىل أنك بحاجة لتوضيح أفكارك أكرث‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬يجب أن تكون الحجة السياساتية واضحة مبا فيه الكفاية لرشحها برسعة لغري‬
‫املتخصصني يف الشأن‪ .‬وإذا بدا الوضع غري ذلك‪ ،‬يجب أن تعيد تقييم املنطق الخاص بحجتك‪ .‬ومن‬
‫ثم ميكن استخدام الحجج التي تجتاز اختبار بارداك بطرق مختلفة لتأطري النقاش‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الحجج الجازمة التي تستند عىل توصيات من مؤسسة أو شخص مشهود له بخبــرته وعلمه الضليع‬
‫يف املسألة‪ .‬وميكن للخبري‪ ،‬مثله يف ذلك مثل املسؤول املنتخب أو العامل أو غريهم من الخرباء باملجال‬
‫املحدد‪ ،‬أن يساعدوا عىل تعزيز الحجة بنا ًء عىل سعة معرفتهم و‪/‬أو خرباتهم‪ .‬وميكنك أن تختار أن‬
‫تسـتـشهد مبشورة أحد الخرباء كمربر التّباع سياسة معينة‪.‬‬
‫الحجج التقنية التي تستخدم القواعد أو النامذج العلمية أو الرياضية لتوفري األساس املنطقي‬
‫لعملية صنع القرار‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬عندما يتمثل الهدف األسايس يف تحقيق أعىل مستوى‬
‫من الكفاءة أو فعالية التكاليف ‪ ،‬ميكنك أن تنظر يف استخدام تحليل التكاليف والفوائد ملقارنة‬

‫‪ .21‬ويليام ج‪ .‬بول‪« ،‬إطار عميل لتقييم الحجج املتعلقة بالسياسات العامة‪ »،‬استعراض دراسات السياسة العامة ‪.26 :)1995( 14‬‬
‫‪ .22‬يونج وكوين‪ ،‬كتابة أوراق السياسة العامة الفعالة‪.18 ،‬‬
‫‪ .23‬بارداك‪ ،‬دليل عميل لتحليل السياسات العامة ‪.41 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪13‬‬


‫‪24‬‬
‫الخيارات املتعلقة بالسياسات‪ ،‬وتقييم مدى صواب اختيار بديل معني‪.‬‬
‫الحجج الواقعية (أو املقارنة) وهي التي تلجأ ألسباب جيدة من حيث الحقائق والقيم‪ 25.‬وهي‬
‫استقرائية‪ ،‬توظف الحاالت السابقة املوازية أو املنطق املشابه لتعزيز التوصية بسياسة محددة‪.‬‬
‫تستند التوصية إىل افرتاضات تتعلق بأوجه التشابه بني اثنني أو أكرث من قضايا السياسة العامة‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬ميكنك أن تويص بتكرار تطبيق سياسة معينة إذا أثبتت هذه السياسة فعاليتها يف‬
‫حاالت سابقة أو مجموعة مشابهة من الظروف‪.‬‬
‫أما الحجج القيمية‪ -‬النقدية فهي معيارية تستند عىل عمليات التقييم املبدئية لألبعاد األخالقية‬
‫للسياسة‪ .‬كام قد تكون لسياسة معينة ما يربرها بسبب آثارها األخالقية‪ ،‬أو ما إذا كانت تحافظ‬
‫عىل قيم معينة‪ .‬وتشمل هذه القيم (ولكن ال تقترص عىل)‪ :‬املساواة واإلنصاف والعدالة االجتامعية‬
‫وتحقيق كرامة اإلنسان والكفاءة والحرية واالستقالل الذايت (فيام يتعلق بالحقوق السياسية‬
‫واالقتصادية)‪ ،‬وتكافل املجتمع واملشاركة («املصلحة العامة»)‪ ،‬والتسامح والنظام‪ 26.‬عند إعداد‬
‫حجة من النوع القيمي‪-‬النقدي من املهم مالحظة أنه بينام ميكن أن تساعد سياسة ما عىل التمسك‬
‫ببعض القيم‪ ،‬فهي تهمش قيام أخرى‪ .‬ولذلك قد تجد أنه من املفيد ترتيب أولويات القيم‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫ومعالجة التناقضات مبارش ًة عند عرضك لحجتك‪.‬‬

‫قامئة املراجعة‬
‫ هل حجتك مقنعة ومتابعتها سهلة؟‬
‫ هل منطقك متامسك‪ ،‬وهل قمت بتطوير كل جانب من جوانب حجتك؟‬
‫ هل قمت بإدماج األدلة يف حجتك؟‬

‫فامير وفينينج‪ ،‬تحليل السياسات‪.220 ،‬‬ ‫‪. 24‬‬


‫بول‪« ،‬اإلطار العميل أو الرباجاميت»‪.6 ،‬‬ ‫‪ .25‬‬
‫انظر بول‪« ،‬اإلطار العميل»‪ ،19-15 ،‬وفامير وفينينج‪ ،‬تحليل السياسات‪.158-142 ،‬‬ ‫‪ .26‬‬
‫روسيل‪« ،‬استخدام معايري متعددة‪.167-161 »،‬‬ ‫‪ .27‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪14‬‬


‫كتابة أوراق السياسات العامة‬
‫‪Policy Briefs‬‬
‫أوراق السياسات العامة هي الشكل األكرث شيوعاً من أشكال األوراق السياسية ‪ ،‬وهي تقوم‬
‫بتعريف مشكلة تتعلق بسياسة ما‪ ،‬وتوفر املعلومات األساسية وتوجز الخيارات املتاحة من‬
‫أجل معالجة هذه املشكلة‪ ،‬ثم تقوم بتقييم نتائجها املحتملة وتوفر أدلة لدعم التوصيات‪.‬‬

‫أوالً ‪ ،‬تقوم ورقة السياسات بتعريف مشكلة سياسية ما يف داخل اإلطار السيايس الحايل وتوفر‬
‫املعلومات األساسية التي تساعد الجمهور غري املتخصص عىل فهم املشكلة وملاذا علينا التصدي‬
‫لها‪ .‬كام تربز الورقة الخيارات املتعلقة بالسياسات وتقدم تقييامً لنتائجها املحتملة‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬تقدم‬
‫ورقة السياسات الحجة من خالل تقديم أدلة تدعم توصياتها وتدافع عن خيارها كأفضل الخيارات‬
‫‪28‬‬
‫املمكنة بني عدة خيارات‪.‬‬
‫عند كتابة أوراق السياسات العامة‪:‬‬
‫• يجب التمسك بصيغة متامسكة وسهلة القراءة‪.‬‬
‫• مراعاة أن تكون قصرية ودالة‪ .‬قم بالرتكيز عىل قضية واحدة‪ ،‬مع مراعاة توفري ما يكفي من‬
‫املعلومات بحيث يفهم القارئ أهم التفاصيل وليس بالرضورة كل التفاصيل‪.‬‬
‫• يف الغالب يتكون الجمهور من أناس مشغولني غري متخصصني يبحثون عن يشء جذاب‬
‫وشيق وسهل القراءة‪ .‬ال ترغم القراء عىل البحث عن النقاط أو املعلومات األساسية –‬
‫الوضوح رضوري فَاج َع ْل نقاطك سهلة املنال‪.‬‬
‫• أسس حجتك عىل أدلة ثابتة وليس مجرد تجربة أو وجهة نظر واحدة ‪ ،‬واستلهم مصادر‬
‫‪29‬‬
‫متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫استخدم الخطوط العريضة التالية كدليل أو هيكل عام عند كتابة أوراق السياسات العامة‪:‬‬
‫العنوان والكاتب‬ ‫•‬
‫ملخص تنفيذي (اختياري)‬ ‫•‬
‫املقدمة‬ ‫•‬
‫الخلفية‪ :‬نظرة عامة عىل بيانات وملخص للسياسات الحالية‬ ‫•‬

‫‪« .28‬كيفية كتابة أوراق للسياسات العامة”‪ ،‬مركز بحوث التنمية الدولية (‪ ،)IDRC‬ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 28‬سبتمرب ‪،2013‬‬
‫‪.http://www.idrc.ca/EN/Resources/Tools_and_Training/Documents/how-to-write-a-policy-brief.pdf‬‬
‫‪ 29‬أدوات االتصاالت الخاصة باألمن الغذايئ (روما‪ :‬منظمة األمم املتحدة لألغذية والزراعة ‪ ، )2011 ،‬ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫‪.http://www.fao.org/docrep/014/i2195e/i2195e.pdf ،2013‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪15‬‬


‫• تحليل الخيارات البديلة‬
‫• التوصيات املتعلقة بالسياسات‬
‫• الخامتة‬
‫• تعليقات ختامية‬
‫• الهوامش‬
‫• املالحق (اختياري)‬
‫من شأن العنوان أن يحدد املوضوع ويجذب اهتامم الجمهور‪ .‬يجب أن يكون العنوان مركزا ً‬
‫ومقتضباً وجذاباً‪ ،‬وصفيا وذو صلة باملشكلة بحيث يشعر القارئ أنه متشوق ملتابعة قراءة الورقة‪.‬‬
‫تحدد مقدمة ورقة السياسات املشكلة التي يرغب الكاتب يف معالجتها‪ ،‬وقد تصاغ عىل صورة‬
‫سؤال‪ ،‬حيث يتم توضيح سياق املوضوع املطروح وتحديد نطاق املشكلة‪ .‬يجب عليك أيضا تضمني‬
‫موجز مقتضب للنتائج وملنهجية البحث واالستنتاجات التي سوف تحتويها الورقة يك يتسنى للقارئ‬
‫التأكد مبارش ًة مام إذا كانت الورقة ذات صلة مبصالحه وأولوياته‪.‬‬
‫يتبع املقدمة قسم أو أكرث يضم خلفية املوضوع والبيانات الخاصة به ملساعدة القارئ عىل تحقيق‬
‫الفهم الشامل للموضوع‪ .‬ويجب تضمني معلومات أساسية إضافية عن املوضوع وبيانات مل تتم‬
‫مناقشتها من قبل‪ ،‬باإلضافة إىل نتائج البحوث التي أجريتها‪ .‬استخدام مجموعة متنوعة من املصادر‬
‫من شأنه أن يضفي املصداقية عىل ما يف الورقة‪ ،‬ولكن من املهم أيضاً الرتكيز فقط عىل تلك الحقائق‬
‫‪30‬‬
‫التي يحتاج صانع القرار معرفتها حيث أن اإليجاز رضوري للحفاظ عىل انتباه جمهورك‪.‬‬
‫وال يستتبع مناقشة خيارات السياسة فقط وصف الطرق املختلفة لصياغتها‪ ،‬بل أيضاً تحليالً لكل‬
‫حالة عىل حدة‪ .‬فعليك أن تذكر السياسات السابقة وتحدد ما نجحت به (أم مل تنجح) ملعالجة‬
‫املشكلة‪ .‬ادرس أيضا الحلول الجديدة املحتملة التي قدمها آخرون‪ .‬وميكنك البحث عن البدائل‬
‫للسياسة العامة يف مشاريع السياسات املطروحة واملتداولة حالياً يف أروقة السياسة باإلضافة اىل‬
‫السياسات التي تم تنفيذها يف أماكن أو دول أخـــرى‪ ،‬فضالً عن الخيارات التي قمت أنت بصياغتها‪.‬‬
‫وقم بعد ذلك بتوضيح نتائج املفاضلة بني مختلف الخيارات لتضمن أنها مختلفة عن بعضها البعض‬
‫وليست مجرد أشكال مختلفة لنفس الخيار‪.‬‬
‫التوصيات املتعلقة بالسياسات هي أهم جزء من أجزاء ورقة السياسات بوصفها أدا ًة لصنع القرار‬
‫ودعو ًة للعمل‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬ينبغي أن تضع من خمس إىل مثان توصيات لتقوم الجهات الفاعلة‬
‫بتنفيذها أخذا ً بعني االعتبار أن تكون تلك التوصيات قابلة للتنفيذ وعملية وواقعية‪ .‬يجب أن تكون‬

‫‪ .30‬جيف ليفيت (محرر)‪ ،‬كيف تكسب االحرتام وتؤثر عىل صناع القرار السيايس‪ :‬مبادئ ضوابط الجودة فعالة يف أعامل املؤسسات‬
‫البحثية املستقلة (براغ‪ :‬رابطة السياسات من أجل مجتمع منفنح (‪ )2011 ، )PASOS‬اسرتجعت يف تاريخ ‪ 14‬سبتمرب ‪،2013‬‬
‫‪.http://pasos.org/wp-content/uploads/2011/12/policyprinciplesbook.pdf‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪16‬‬


‫التوصيات دقيقة قدر اإلمكان ومنظمة بحيث يسهل عىل القارئ قراءتها وتتوصل إىل استنتاجات‬
‫منطقية استنادا ً إىل الحجج والبيانات التي تسوقها‪ .‬يجب أيضا مراعاة تقديم توصياتك بوضوح‬
‫وموضوعية‪ ،‬وباستخدام األفعال املبنية للمعلوم بدالً من تلك املبنية للمجهول‪.‬‬
‫تأكد من دحض االنتقادات املحتملة للتوصية‪ ،‬أو عىل األقل اعرتف بها كتحديات ميكنها أن تؤثر عىل‬
‫التنفيذ‪ ،‬حيث أن االعرتاف بالتحديات املحتملة وكيفية تأثريها عىل أصحاب املصلحة من شأنه أن‬
‫يقوي حجتك‪ ،‬ويضفي املزيد من املصداقية عىل توصياتك‪.‬‬
‫تلخص الخامتة الحجج الرئيسية‪ ،‬وتشدد مجددا عىل أهمية اتخاذ اإلجراء املطروح‪ ،‬كام تعزز الفكرة‬
‫الرئيسية للورقة عرب تكرار التوصيات املذكورة سابقا ويف ضوء املشكلة السياساتية‪ .‬ميكن أن تكون‬
‫الخامتة قصرية‪ ،‬كام ميكن دمجها يف قسم توصيات السياسة العامة إذا لزم األمر‪ .‬يجب مراعاة عدم‬
‫تقديم أية أفكار جديدة يف الخامتة‪.‬‬
‫أذكر قامئة املصادر التي استخدمتها يف كتابة ورقة السياسات يف التعليقات الختامية‪ .‬هذا القسم‬
‫يعطي القراء فرصة الحصول عىل املعلومات التي تشكل أساس حجتك‪ .‬عادة تظهر املصادر يف نهاية‬
‫الورقة‪ ،‬حيث أن إدراجها يف النص أو الحوايش سيجعل القراءة الرسيعة للوثيقة أصعب مام يقلل‬
‫من احتامل أن يقرأها واضعوا السياسات‪.‬‬
‫ميكنك أيضا اضافة األقسام التالية حسب الحاجة وإذا كان الوقت واملساحة يسمحان بذلك‪:‬‬
‫ملخص تنفيذي قصري (حوايل ‪ 150‬كلمة) يلخص ورقة السياسات ويخترص التوصيات للقراء الذين‬
‫قد ال يكون لديهم الوقت أو الذين لن مييلوا يف البداية لقراءة الورقة كلها‪ .‬عادة ما يكون موقع‬
‫امللخص التنفيذي يف الصفحة األوىل من ورقة السياسة‪ ،‬وكام هو الحال مع املقدمة‪ ،‬فهو يهدف إىل‬
‫إقناع القارئ بأن هذه املسألة تستحق املزيد من االهتامم‪.‬‬
‫يف امللحق ميكنك عرض معلومات إضافية أو البيانات املشار إليها يف النص األسايس للورقة والتي‬
‫تدعم حجتك الرئيسية أو تكملها‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪17‬‬


‫قامئة املراجعة‬
‫ هل العنوان قصري ووصفي؟ هل يجذب انتباه القارئ؟‬
‫ هل تحدد املقدمة طبيعة املشكلة السياساتية وتع ّرفها وتوضّ ح طبيعتها؟ هل‬
‫تحفّز جمهورك عىل الترصف؟‬
‫ هل هناك صلة واضحة بني املشكلة التي تصفها والخيارات التي تناقشها؟‬
‫ هل قمت بعرض البدائل املمكنة بإيجاز وقدمت تقييامً لها وقارنت بينها؟‬
‫ هل قمت بتقديم حجة مقنعة تساند توصياتك؟‬
‫ هل تقدم خامتة الورقة موجزا ً لالستنتاجات الرئيسية؟‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪18‬‬


‫عملية التحرير‬
‫مبجرد االنتهاء من مسودة املنتج السياسايت‪ ،‬يجب أن يرشع املؤلفون واملحررون يف عملية‬
‫مراجعة تعاونية قبل النرش‪ .‬وينبغي أن يضمن املراجعون واملؤلفون أن املعلومات دقيقة‬
‫وذات صلة‪ ،‬وأن لهجة الكتابة ولغتها مناسبتان ومتسقتان‪ ،‬وأن الهيكل واضح ومقنع‪ ،‬وأنه‬
‫قد تم تصحيح جميع األخطاء النحوية واإلمالئية وعالمات الرتقيم‪.‬‬

‫فور تسليم املؤلف(ين) ملسودة منتج السياسة العامة الذي قام بإعداده‪ ،‬يجب أن يتوىل املحررون‬
‫تصحيح محتوى املسودة وهيكلها وأسلوب الكتابة فيها قبل النرش‪ .‬وينطوي هذا عىل عدة خطوات‬
‫منها‪:‬‬
‫• إبداء املالحظات التحريرية املوضوعية‬
‫• التحقق من الصيغة واللهجة واألسلوب واللغة‬
‫• تدقيق الحقائق‬
‫• قيام املؤلف بإعادة القراءة وإدخال التنقيحات‬
‫• النرش‬
‫ينبغي أن يخضع متنج السياسة العامة لسلسلة من املراجعات من قبل عدد من املراجعني إذا‬
‫كان ذلك ممكنا‪ .‬ويجدر باملحررين أن يعلموا الكتاب قبل أن يبدأوا يف الكتابة بأن املسودة األوىل‬
‫تخضع لعدد من املراجعات قبل النرش حتى تكون التوقعات واضحة من البداية‪ .‬ينبغي للمحرر‬
‫أن يركز عىل مضمون ورقة السياسات يف املرحلة األوىل من التحرير ويقوم بتوفري تغذية راجعة‬
‫وتعليقات بشأن قوة الحجة املطروحة ووضوحها‪.‬‬
‫كام ينبغي عىل املحررين أيضا التأكد‪ ،‬إىل أقىص حد ممكن‪ ،‬من أن املسودة تتبع بنية ومنط‬
‫املطبوعات الخاصة بالسياسات العامة‪ .‬ينبغي إدراج العناوين الرئيسية والفرعية يف مكانها املناسب‬
‫لتقسيم الورقة وتسهيل قراءتها‪.‬‬
‫ينبغي أن يأخذ املحررون يف اعتبارهم أيضا لهجة الورقة ولغتها‪ ،‬والتأكد من أنها توفر منظورا ً‬
‫متوازناً للقضية املطروحة‪ .‬ليك تلقى الحجج اهتامماً جادا ً وتؤثر يف السياسة العامة‪ ،‬يجب أن تكون‬
‫لهجتها تحليلية ومحايدة وخالية من االنفعال‪ .‬ميكن للكتابة املنفعلة أوالعاطفية أو املتطرفة يف‬
‫الطرح أن تقوض مصداقية مقدم الورقة أو املنظمة التي تقوم بنرشها‪.‬‬
‫املحررون مسؤولون عن التحقق من أن كافة املعلومات املقدمة دقيقة‪ .‬وهذا ينطوي عىل التحقق‬
‫من املصادر األصلية املذكورة يف كل قسم من الورقة‪ .‬قد يتطلب التحقق الدقيق أيضا من املحررين‬
‫إجراء بحوث خلفية حتى يتمكنوا من فهم املسألة وضامن أن الورقة توفر مساهمة حقيقية وذات‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪19‬‬


‫قيمة يف النقاش العام‪ .‬ومبا أن هذه العملية قد تكون مملة‪ ،‬ميكن إرشاك عدد من املحررين أو‬
‫املساعدين‪ ،‬تبعاً لطول الورقة ونطاق تركيزها‪.‬‬
‫من املهم عىل وجه الخصوص عند تقديم املحررين للتعليقات والتغذية الراجعة أن يقوموا بذلك‬
‫بطريقة بناءة ال تتعارض مع رؤية املؤلف أو تتجاوزها‪ .‬بعد تلقي التعليقات التحريرية‪ ،‬ينبغي أن‬
‫يعيد الكاتب قراءة الورقة ويقوم بتنقيحها حسب الرضورة‪.‬‬
‫يف املراحل النهائية للمراجعة‪ ،‬ينبغي أن يركز املحررون عىل العنارص التالية‪:‬‬
‫• ضامن وضوح الرسالة‬
‫• ضامن وجود هيكل واضح ومنطقي‪ ،‬وسهل املتابعة‬
‫• إضافة املعلومات الناقصة‬
‫• إزالة املعلومات غري الرضورية أو املتكررة‬
‫• التأكد من أن جميع الفقرات مرتابطة والجمل متسلسلة منطقياً‬
‫• إزالة الجمل املعقدة أو إعادة صياغتها‬
‫• تصحيح أخطاء اإلمالء وعالمات الرتقيم واألخطاء النحوية‬
‫• إجراء التعديالت التنسيقية النهائية‬
‫هذه املرحلة النهائية من التحرير هي األكرث استهالكاً للوقت‪ .‬ال ينبغي أن ينصب مجمل الرتكيز‬
‫عىل التدقيق اإلماليئ واألخطاء النحوية حتى النهاية حيث أن الحجج والجمل قد تعاد صياغتها‪.‬‬
‫كام يجب إكامل التحقق من التنسيق (فراغات أول السطر‪ ،‬وطقم الحروف‪ ،‬وضبط الفقرات‪ ،‬عىل‬
‫سبيل املثال) قبل النرش أيضا‪.‬‬
‫يف نهاية هذه املرحلة‪ ،‬قم بإجراء جميع التغيريات الرضورية بحيث تكون املسودة النهائية نظيفة‬
‫ومرتبة وجاهزة للنرش‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪20‬‬


‫قامئة املراجعة‬
‫ هل هيكل الورقة واضح وسهل املتابعة؟‬
‫ هل تتبع الفقرات واألقسام بعضها البعض بصورة منطقية؟‬
‫ هل من السهل تحديد موقع األقسام يف الورقة؟ هل يسمح أسلوب‬
‫كتابتك بالقراءة الرسيعة؟‬
‫ هل سيفهم جمهورك املصطلحات التي استخدمتها يف ورقتك؟‬
‫ هل توجد أي كلامت زائدة عن الحاجة؟‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪21‬‬


‫نرش أوراق السياسات العامة‬
‫اتّبع أسلوباً اسرتاتيجياً يف توصيل أوراق السياسات العامة لجمهورك املستهدف‪ .‬وميكن أن‬
‫تتضمن أساليب التوزيع‪ :‬التوزيع الرقمي‪ ،‬والنسخ املطبوعة‪ ،‬الجمع بني أوراق السياسات‬
‫العامة وأنواع أخرى من املواد‪ ،‬والتوزيع عىل وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫تتحقق غاية أوراق السياسات يف الدعوة إىل العمل عىل أكمل وجه عندما تتمكن من الوصول اىل‬
‫أكرب عدد من أصحاب املصلحة‪ .‬ويلعب نرش أوراق السياسات العامة وتوزيعها دورا ً هاما يف توسيع‬
‫‪31‬‬
‫نطاق مناقشة السياسة وتعزيز الحجج واألفكار داخل الدوائر السياساتية وغريها املعنية بالشأن‪.‬‬
‫وينبغي تحديد الجمهور املستهدف يف املراحل األولية لعملية اإلعداد لضامن فعالية عمليات‬
‫العصف الذهني والبحث والكتابة والنرش‪ .‬كام يعد ادراك قدرة الجمهور املستهدف عىل العمل‬
‫والتأثري عىل املسألة ذو أهمية قصوى حيث أنه يؤثر يف تأطري ورقة السياسات‪.‬‬
‫لتعظيم األثر‪ ،‬حاول دامئاً إصدار أوراق تحليالت السياسات العامة خالل فرتة ذروة االهتامم‪ ،‬مام‬
‫يتطلب التخطيط االسرتاتيجي لضامن وجود الوقت الكايف إلكامل كافة خطوات الكتابة والتحرير‬
‫من أجل إصدار هذه الورقة بينام االهتامم باملوضوع مايزال كبريا‪ .‬قد يكون من الحكمة إعداد‬
‫خطة عمل تهدف إىل إصدار األوراق يف تواريخ هامة وذات صلة‪.‬‬
‫معرفة الجمهور املستهدف تؤثر أيضا يف كيفية نرش أوراق السياسات‪ .‬عىل الرغم من أن جمهورك‬
‫املستهدف قد يكون كبريا جدا‪ ،‬ميكن أن تتضمن األساليب الفعالة لنرش األوراق إىل هذا الجمهور‬
‫ما ييل‪:‬‬
‫• التوزيع الرقمي‬
‫— ضع رابطاً للنسخة املنشورة عىل اإلنرتنت يف صفحة مؤسستك واستفد من منابر‬
‫اإلعالم االجتامعي مثل الفيس بوك و«تويرت»‪.‬‬
‫— قم بإرسال نسخ بالربيد اإللكرتوين إىل قامئة للمشرتكني والداعمني‪ .‬ميكن تنفيذ ذلك‬
‫من خالل برنامج لإلرسال بالجملة يوفر بيانات حول عدد الذين فتحوا الرسالة والذين‬
‫نقروا عىل الروابط ذات الصلة‪.‬‬
‫— أطلب من املنظامت الرشيكة ذات الصلة توزيع نسخ عىل أعضائها ومنتسبيها وزوارها‪.‬‬
‫• النسخ املطبوعة‬
‫— تأكد من توفر النسخ املطبوعة يف أماكن الفعاليات أو يف منطقة االستقبال مبؤسستك‪.‬‬

‫‪ .31‬يونج وكوين‪ ،‬إعداد أوراق السياسات العامة الفعالة‪.85 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪22‬‬


‫— قم بإرسال نسخ بالربيد العادي للجهات الفاعلة الرئيسية أو قم بتوزيعها يف االجتامعات‬
‫أو املؤمترات أو حلقات العمل‪.‬‬
‫• قم بتنظيم فعالية بهدف مناقشة الورقة‪ ،‬وقم بإرسال نسخ إضافية مع املشاركني إىل‬
‫منظامتهم‪.‬‬
‫• كام قد يكون من املفيد إعداد أنواع أخرى من املواد لتساند مطبوعتك‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫— العروض أو الرشائح لالستخدام يف االجتامعات واملؤمترات‬
‫— ملخص بيانات قصري‬
‫— كتيب أو نرشات حول مرشوعك أو مؤسستك‬
‫— بيانات لالستخدام يف املقابالت مع وسائل اإلعالم‪ ،‬أو بيان صحفي‪ ،‬أو نقاط للمناقشة‬
‫• تقديم نسخة من الورقة قبل النرش أو نسخة محظور نرشها عىل نطاق واسع لوسائل‬
‫اإلعالم يك يعدوا لنرش مقاالتهم يوم صدور الورقة‪.‬‬

‫قامئة املراجعة‬
‫ هل اتبعت اسرتاتيجية محددة يف جهود النرش لضامن وصولك إىل جمهورك‬
‫املستهدف؟‬
‫ هل استنفذت جميع خيارات النرش املمكنة؟‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪23‬‬


‫امللحق أ‪:‬‬
‫اقرتاحات ملزيد من القراءة‬
‫«كيفية كتابة أوراق للسياسات العامة»‪ ،‬مركز بحوث التنمية الدولية (‪ ،)IDRC‬ا ُسرتجعت يف تاريخ‬
‫‪ 28‬سبتمرب ‪http://www.idrc.ca/EN/Resources/Tools_and_Training/Documents/ ،2013‬‬
‫‪how-to-write-a-policy-brief.pdf‬‬

‫«مقدمة للبحوث»‪ ،‬مكتبة جامعة كورنيل‪ ،‬ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪،2013‬‬
‫‪http://www.library.cornell.edu/resrch/intro#2Findingbooks,articles,andothermater‬‬

‫أدوات االتصاالت الخاصة باألمن الغذايئ (روما‪ :‬منظمة األمم املتحدة لألغذية والزراعة ‪،)2011 ،‬‬
‫ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪http://www.fao.org/docrep/014/i2195e/i2195e.pdf ،2013‬‬

‫إوين يونج وليزا كوين‪ ،‬أعداد أوراق فعالة للسياسات العامة(بودابست‪ ،‬املجر‪ :‬معهد املجتمع‬
‫املفتوح‪ ،‬متوز‪/‬يوليو‪.)2002،‬‬

‫بيرتز‪ ،‬ب‪ .‬جاي وجون هورنبيك‪« ،‬مشكلة املشاكل السياسية‪ »،‬يف تصميم الحكومات من أدوات‬
‫الحكم ف‪ .‬بريل إلياديس و مارغريت م‪ .‬هيل و مايكر هاوليت (محرر)‪( .105-77 ،‬مونرتيال‪:‬‬
‫ماغيل‪ -‬جامعة كوينز برس‪.)2005 ،‬‬

‫بينوك أندرو‪« ،‬بواعث كتابة أوراق سياسية يف دروس العلوم السياسية للمرحلة الجامعية»‪ ،‬يب إس‪:‬‬
‫العلوم السياسية والسياسة ‪141-146 :)2011( 44.1‬‬

‫تبليغ مضمون البحوث لوضع السياسات املستندة إىل األدلة (بروكسل‪ :‬املفوضية األوروبية‪،‬‬
‫‪ ،)2010‬أسرتجعت يف تاريخ ‪ 22‬سبتمرب ‪،2013‬‬
‫‪http://ec.europa.eu/research/social-sciences/pdf/guide-communicating-research_en.pdf‬‬

‫توماس أ‪ .‬بريكالند‪ ،‬مقدمة لعملية وضع السياسات‪ :‬النظريات واملفاهيم ومناذج صنع السياسات‬
‫العامة‪( ،‬آرمونك‪ ،‬نيويورك‪ :‬إم‪ .‬إي‪ .‬شارب‪26 ،)2011 ،‬‬

‫جيف ليفيت (محرر)‪ ،‬كيف تكسب االحرتام وتؤثر عىل صناع القرار السيايس‪ :‬مبادئ ضوابط‬
‫الجودة فعالة يف أعامل املؤسسات البحثية املستقلة (براغ‪ :‬رابطة السياسات من أجل مجتمع‬
‫منفنح (‪ )2011 ، )PASOS‬اسرتجعت يف تاريخ ‪ 14‬سبتمرب ‪،2013‬‬
‫‪http://pasos.org/wp-content/uploads/2011/12/policyprinciplesbook.pdf‬‬

‫ديفيد ل‪ .‬فاميار وايدان ر‪ .‬فينينج‪ ،‬تحليل السياسات العامة‪ :‬املفاهيم واملامرسات (أبر سادل ريفر‪،‬‬
‫نيوجرييس‪ :‬برنتيس هول‪.297-296 ،)1999 ،‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪24‬‬


‫كريستني هـ‪ .‬روسيل‪« ،‬استخدام عدة معايري لتقييم السياسات العامة‪ »،‬السياسة األمريكية الفصلية‬
‫(‪.184-155 :21)1993‬‬

‫مارغريت م‪ .‬بولسيك وإلينور أوسرتوم‪« ،‬منوذج مؤسيس لتحليل وتصميم السياسات العامة‪( »،‬تم‬
‫تقديم الورقة يف ورشة عمل فنسنت وإلينور أوسرتوم حول النظريات السياسية والتحليل‬
‫السيايس بجامعة إنديانا‪ 15 ،‬يونيو‪.)1999 ،‬‬

‫ويلكوكسني‪ ،‬بيرت ج‪« ، .‬نصائح بشأن كتابة مذكرات السياسة العامة‪ ،‬تم آخر تعديل بتاريخ ‪24‬‬
‫سبتمرب ‪ ،2013‬ا ُسرتجعت يف تاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪،2013‬‬
‫‪http://wilcoxen.maxwell.insightworks.com/pages/275.html‬‬

‫ويليام ج‪ .‬بول‪« ،‬إطار عميل لتقييم الحجج املتعلقة بالسياسات العامة‪ »،‬استعراض دراسات‬
‫السياسة العامة ‪.26 :)1995( 14‬‬

‫ويليام فوكس وسعيد بيات وناس فرييرا‪ ،‬دليل إدارة السياسات العامة‪( ،‬كلريمونت‪ ،‬جنوب أفريقيا‪:‬‬
‫جوتا ورشكاه‪.67 ،)2007 ،‬‬

‫يوجني بارداك‪ ،‬دليل عميل لتحليل السياسات العامة‪ :‬املسار ذو الثامنية أضعاف للتوصل لحلول‬
‫أكرث فعالية للمشاكل‪( ،‬ثاوزاند أوكس‪ ،‬كاليفورنيا‪ :‬يس كيو برس‪.7 ،)2011 ،‬‬

‫يونج وكوين‪ ،‬كتابة أوراق فعالة للسياسات العامة‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪25‬‬


‫امللحق ب‪:‬‬
‫منوذج لورقة سياسات‬
‫السيناريو‪ :‬متثل املذكرة التالية عينة افرتاضية ملذكرة تم إعدادها خالل الثورة الليبية يف‬
‫آذار‪/‬مارس ‪ .2011‬املذكرة مكتوبة من منظور عضو بقبيلة ورفلة يدعو إىل اعتامد نظام‬
‫انتخايب شبه نسبي‪ .‬يويص العضو بأن يتبنى زعيم القبيلة هذا املوقف يف اجتامع قادم‪.‬‬
‫يتمثل أحد االفرتاضات الرئيسية للكاتب يف أن الزعيم ينبغي أن يفعل ما بوسعه لتعظيم‬
‫سلطة القبيلة‪ .‬هذا هو هدف املذكرة الذي تهدف التوصيات إىل تحقيقه‪.‬‬

‫إىل‪ :‬أحد كبار شيوخ قبيلة ورفلة‬


‫من‪ :‬عضو القبيلة (اسم العضو)‬
‫املوضوع‪ :‬نهج مبتكر لتطور اإلطار املؤسيس الخاص بليبيا‬
‫التاريخ‪ 25 :‬مارس ‪2011‬‬

‫مذكرة‬
‫الغرض من هذه املذكرة هو توفري إطار مؤسيس مقرتح ملستقبل ليبيا‪ ،‬وتوقيع مقرتحات‬
‫يحتمل أن يتم عرضها يف االجتامع املقبل للجنة اإلصالح الدستوري‪.‬‬
‫املبادئ التوجيهية‪ :‬تبني التحالفات‪ ،‬ورفض النزعات القبلية‬
‫تتوقع قبيلة ورفلة منك الدخول يف مفاوضات عىل أساس الرغبة القوية يف تعظيم التأثري‬
‫السيايس للقبيلة (يف شكل حزب سيايس) داخل اإلطار املؤسيس املعتمد‪ .‬ميكن للمبدأين‬
‫التاليني إرشاد النهج الخاص بك‪:‬‬
‫‪ .1‬عىل الرغم من أن القبيلة هي األكرب يف ليبيا‪ ،‬إال أنها تتضمن حوايل ‪ %15‬فقط‬
‫من السكان‪ .‬ستحتاج القبيلة إىل إبرام تحالف خالق مع كتلة سياسية أخرى‬
‫بغية تحقيق أقىص قدر من التأثري‪ .‬تتكون الكتلتان السياسيتان األخريان من‬
‫العامل واالسالميني – ويتمتع كل منهام مبيزة ارتباطهم الحزيب بشبكات عاملية‬
‫وإقليمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬استاء الشعب الليبي من قبول القذايف للنزعات القبلية التي ال تحظى‬
‫بشعبية كأساس للمنافسة السياسية‪ .‬إذا اتبعت قبيلة الورفلة النهج ذاته يف‬
‫هذه املفاوضات‪ ،‬سوف ترتدد الكتل األخرى يف ربط نفسها بالقبيلة‪ .‬تبعا لذلك‪،‬‬
‫ينبغي تجنب قوائم األحزاب بأي مثن حيث أنها ستعطي اإلشارة إىل محاولة‬
‫القبيلة الحصول عىل عدد كبري من املقاعد عىل أساس قبيل‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪26‬‬


‫التوصية‪ :‬نظام نصف نسبي بدائرة ذات عضوين‬
‫يف الجلسة املقبلة للجنة اإلصالح الدستوري‪ ،‬ينبغي أن تدعم إنشاء نظام برملاين نصف‬
‫نسبي‪ .‬وسيتم اختيار رئيس الوزراء وفقا لتوزيع املقاعد يف الربملان بني العامل واالسالميني‬
‫وقادة ورفلة‪ .‬هذه هي األحزاب السياسية الثالثة فقط التي ستتنافس عىل السلطة‬
‫يف املستقبل القريب‪ .‬من الناحية االنتخابية‪ ،‬ينبغي تقسيم البالد إىل دوائر متساوية‬
‫بعضوين لكل منها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ينبغي أن يكون لكل طرف مرشح واحد فقط فيام ميثل‬
‫تعديل طفيف عىل نظم التصويت الرتاكمي املعتادة‪ .‬يجب أن يكون لكل مواطن صوتني‪.‬‬
‫ميكن لهذا النظام أن يشجع الجمود السيايس‪ ،‬ولكنه النظام الوحيد الذي سيسمح‬
‫بالتمثيل الذي يتجاوز ‪.%15‬‬
‫سيكتب لهذا االقرتاح النجاح فقط يف حالة ما إذا كان هناك اتفاق بني قبيلة ورفلة وحركة‬
‫العامل أو الجامعة اإلسالمية املقاتلة بليبيا‪ .‬سيكون من السهل تحقيق هذا األمر‪ ،‬حيث‬
‫أن النظام املقرتح فعال يف منع أي طرف من تحقيق األغلبية يف الربملان‪ .‬سرتغب أطراف‬
‫أخرى يف التحالف مع ورفلة من أجل الفوز باملقعد الثاين يف الدوائر املكتظة بسكان‬
‫من القبيلة‪ .‬ويف املقابل سوف يدعم الطرف الحليف مرشح ورفلة ليكون مبثابة العضو‬
‫الثاين يف املناطق حيث تواجد القبيلة ليست قويا‪ .‬هذا الرتتيب من شانه أن يعزز أهمية‬
‫القبيلة‪ ،‬وهو أفضل خيار متاح للحصول عىل أكرث من ‪ %15‬من املقاعد املتوفرة‪ .‬كام أنه‬
‫يعطي إشارة بنبذ النزعة القبلية‪ ،‬األمر الذي من شأنه تحسني موقف ورفلة يف ليبيا‪.‬‬
‫توقع معارضة النظام نصف النسبي يف شكل مقرتحات منافسة‬
‫من املرجح أن تأخذ اللجنة يف االعتبار االقرتاحني الذين سيؤثران عىل تأثري القبيلة‬
‫السيايس‪ .‬االقرتاح األول سيويص بتنويع عىل النظام الرئايس الذي يعتمد عىل األغلبية يف‬
‫التصويت يف نظام اقرتاع قائم عىل أغلبية بسيطة‪ .‬يكاد يكون من املؤكد أن يؤدي هذا‬
‫إىل تهميش نفوذ القبيلة‪ .‬من الناحية النظرية‪ ،‬هذا النظام يعطي أفضلية لنظام الحزبني‬
‫الذي سيؤدي إىل املنافسة بني حركة العامل الجامعة اإلسالمية املقاتلة يف ليبيا‪ .‬هذا األمر‬
‫محتمل الحدوث لسببني‪ .‬أوالً‪ ،‬النظام القائم عىل أغلبية التصويت يغايل يف متثيل األحزاب‬
‫الكبرية بينام يقلل من متثيل األحزاب الصغرية‪ .‬ثانيا‪ ،‬يتأثر الناخبون نفسيا – لن يريد‬
‫ناخبوا ورفلة يف إضاعة أصواتهم عىل مرشحني ليست لديهم الفرصة يف الفوز‪.‬‬
‫قد ينطوي االقرتاح الثاين عىل نظام برملاين أو نظام مختلط يعتمد عىل التصويت النسبي‪.‬‬
‫سيكون هذا بديالً أكرث مالءمة لالقرتاح الوارد أعاله‪ ،‬ولكنه الزال يوفر املثبطات للكتل‬
‫السياسية األخرى املهتمة بدعم القبيلة‪ .‬التصويت النسبي سوف تسمح للقبيلة مبرونة‬
‫تحويل التحالفات واالنضامم إىل تحالفات مختلفة‪ ،‬بل أنه لن يؤدي إىل الحصول عىل‬
‫الدعم الشامل الذي ميكن التمتع به مبوجب الخيار املوىص به‪ .‬القبيلة ستحصل يف أي‬
‫وقت فقط عىل ‪ %15‬املقاعد املتوفرة‪ .‬نظرا ً ألنها سوف تنافس حركة العامل والجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ميكن للقبيلة أيضا أن تصبح رشيك ائتالف بديل‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪27‬‬


‫الخالصة‪ :‬النظام نصف النسبي كحل توفيقي‬
‫يجب أن تتحرك فورا نحو توعية نظرائك مبزايا النظام نصف النسبي بدوائر ذات عضوين‪.‬‬
‫مع أخذ مبادئك يف االعتبار‪ ،‬يجب أن تدافع عن هذا الحل كحل وسط سيايس من املرجح‬
‫أن يرىض جميع األطراف‪ .‬ولهذه وأسباب أخرى كثرية‪ ،‬يزيد هذا الحل من نفوذ القبيلة‪،‬‬
‫ويوفر إطار مؤسيس قوي ومستقر ملستقبل ليبيا‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪28‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫نود أن نعرف عن خالص امتناننا لكل من األفراد املنظامت التي ساهمت يف جعل هذا التقرير‬
‫ممكناً‪ .‬لعبت فيبي برييل‪ ،‬وكارولني أبادير دورا فعال يف إنجاز قدر كبري من البحوث األساسية‬
‫والكتابات التي تضمنها هذا املرشوع‪ .‬كام قدم أليكس ساميون وجابرياال ناصيف التعليقات‬
‫املدروسة وتعديالت املسودات قبل النرش‪.‬‬
‫كام نود أن نشكر تيم مايرز وآلن أوفرالند يف مركز موارد الدميقراطية بالصندوق الوطني‬
‫للدميقراطية ملساعدتهم يف استعراضنا األدبيات املوجودة‪ .‬وأخريا ً‪ ،‬نود أن نشكر مدير تنفيذي‬
‫مرشوع الدميقراطية يف الرشق األوسط ستيفن ماكينريين عىل التوجيه والدعم‪.‬‬

‫مشروع الديمقراطية في الشرق األوسط‬ ‫‪29‬‬

You might also like