You are on page 1of 14

‫د‪ .

‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫تاريخ نشر المقال‪3102/03/10:‬‬ ‫تاريخ قبول نشر المقال‪3102/01/21 :‬‬ ‫تاريخ استقبال المقال‪3102/01/32 :‬‬

‫اجتماعية مؤسسات السجون‪:‬‬


‫بني اجتاه الدفاع االجتماعي والشريعة االسالمية‬

‫د‪ .‬مصطفى شريك‬


‫جامعة سوق اهراس‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تمثل السجون واحدة من بين المؤسسات االجتماعية التي لها الكثير من األهمية في تنفيذ العقوبة الجزائية‪،‬‬
‫لما لها من دور في عملية التأهيل واإلدماج‪ ،‬وكذا إعادة التنشئة والتأهيل االجتماعي لألفراد الخارجين عن‬
‫القانون ال جمعي‪ ،‬ومن أكثر المؤسسات فاعلية في ضمان أمنه وطمأنينته ومحافظته على كيانه واستم ارريته‬
‫ووجوده‪ ،‬من هذا تحاول هاته الورقة العلمية اعطاء صورة مقارنة بين نظرة اتجاه الدفاع االجتماعي وكذا‬
‫موقف الشريعة االسالمية من رسالة مؤسسات السجون‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪Represents one prison between social institutions that have a lot of importance in‬‬
‫‪the implementation of the criminal punishment, because of its role in the‬‬
‫‪rehabilitation and reintegration process, as well as the re-socialization and social‬‬
‫‪rehabilitation for individuals in conflict with the collective law, and more‬‬
‫‪institutions effective in ensuring security and tranquility and maintaining the‬‬
‫‪entity and its continuity and existence , of this paper is shown trying to give a‬‬
‫‪picture of scientific comparison between the look direction of social defense, as‬‬
‫‪well as the position of the Islamic Sharia message prisons institutions.‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪289‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ينظر إلى عقوبة السجن أو الحبس على أنها منن العقوبنات الماسنة بالحرينة ومقيندة لهنا‪ ،‬أو السنالبة لهنا‪،‬‬
‫بحيث يوضع المحكوم عليهم في بيئة مغلقة‪ ،‬وهو ما يعني أن السجن مؤسسة جد قديمة‪ ،‬ومعروفة مننذ زمنن‬
‫طويننل لنندك الكثيننر مننن المجتمعننات‪ ،‬حتننى أن تطننور نظمهننا كننان عبننر الكثيننر مننن الم ارحننل التنني اختصننرت‬
‫انتقالها من مبدأ الشدة في العقاب واإليالم إلى األخنذ بفكنرة اإلصنالا والعنالج‪ ،‬لكنن هنذا لنم ينأتي هكنذا دفعنة‬
‫واحدة‪ ،‬وانما جناء بعند جهنود كبينرة سنعى إلنى تحقيقهنا كثينر منن الفقهناء والبناحثين فني فقنه السنجن والسنجناء‪،‬‬
‫والع ننارفين بكن ننه الخدم ننة واألداء‪ ،‬فتع ننددت ا‪،‬راء واألفك ننار‪ ،‬واختلف ننت الم نندارس والنظري ننات الت نني حاول ننت فه ننم‬
‫وتفسير أنظمة السجون ومن زوايا مختلفة‪ ،‬مما جعنل منن علنم السنجون علمنا قائمنا بذاتنه‪ ،‬ممنا أثنرك السياسنة‬
‫الجنائيننة بننالكثير مننن اإلسننهامات التنني تحمننل فنني طياتهننا جهنندا ثريننا يفينند فنني بلننورة السياسننة الجنائيننة وجعننل‬
‫تعاملها مع فئة المحكوم عليهم في طريق نحو األخذ بفكرة العالج واإلصالا بدل القسوة والشدة‪.‬‬
‫العديند منن ا‪،‬راء فني كيفينة‬ ‫حاولت الكثينر منن االتجاهنات تفسنير لينة عمنل مؤسسنات السنجون‪ ،‬وعنر‬
‫التعامل مع شريحة السجناء عبر سلسلة من المراحل والعهود‪ ،‬فقد عرفت المجتمعات بمختلف أمكنن تواجندها‬
‫جملننة مننن المنندارس والنظريننات التنني سننعت إلننى تقننديم رد فعننل اجتمنناعي إزاء الفعننل اإلج ارمنني المرتكننب‪ ،‬أو‬
‫السلوك االنحرافي المؤتى‪ ،‬وتبقى تلك الجهود تعبير من المجتمع عن موقفه من السنلوكات واألفعنال المخالفنة‬
‫لنننظم الضننبط السننائدة‪ ،‬لكننن فنني مقابننل ذلننك كانننت النظريننة اإلسننالمية التنني تضننمنت أحكامننا فنني ايننة الدقننة‬
‫والضبط والفعالية‪ ،‬ألن الشريعة اإلسالمية رسالة كاملة متكاملة‪ ،‬أين أعطت بذلك جانب من جواننب الجريمنة‬
‫والعقن ناب كثين ن ار م ننن التفص ننيل‪ ،‬وعالج ننت قض نناياها عل ننى أس ننس ومع ننايير تح ننافظ فيه ننا عل ننى الفض ننائل والق ننيم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتحقيق الردع العام والخاص‪ ،‬وتطهير المجتمع من براثن الجريمة واالنحراف‪.‬‬

‫مفهوم السجن‪:‬‬
‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪290‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫يعتبر مفهوم السجن مفهوم قديم‪ ،‬إذ تم وروده في الكثينر منن التنناوالت لمنا يمثلنه منن ارتبناط بواقنع الحيناة‬
‫العامنة للفنرد والمجتمنع‪ ،‬وقند وردت اإلشنارة إلينه فني القنرن الكنريم فني قصنة سنيدنا يوسنف (علينه السنالم) فنني‬
‫اح ُدد القَ ّهدار ﴾(‪ ،)1‬وكاننت هنذه ا‪،‬ينة حنول‬ ‫ون َخ ْير؟ أَِم اهلل الو ِ‬
‫اب ُمتَفَِّرقُ َ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫الس ْجن أأ َْرَب ٌ‬
‫صاح َب ِي ّ‬
‫قوله تعالى ﴿ َيا َ‬
‫ممددا َيد ْدد َُوَن َني مِلَ ْيد ‪، ﴾...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫دي ّ‬
‫أحددب ملد َ‬
‫دجن َ‬
‫رؤينا لسننيدنا يوسننف (عليننه السننالم)‪ ،‬وقولننه تعنالى ﴿ قَددال َر ّب السد ُ‬
‫وذكننر أن يوسننف (عليننه السننالم) دخننل السننجن ولبننث فيننه بضننع سنننين‪ ،‬ووروده أيضننا فنني قصننة سننيدنا موسننى‬
‫ونين﴾(‪ ،)3‬وهنو تهديند منن‬
‫دج َ‬ ‫سُ‬
‫الم ْ‬
‫دن َ‬‫دَ ِم َ‬
‫َج َعلََن َ‬
‫لهدا َ ْيد ِري أل ْ‬ ‫(عليه السالم) في قوله تعنالى﴿ قَدا َل لَ ِدن ْن اتّ َخدَ َ‬
‫ْإ مِ غ‬
‫قبل فرعون إلى النبي موسى رسول بني إسرائيل يتوعده بالسجن‪ ،‬التخاذه إله خر ير فرعنون‪ ،‬فمناذا نقصند‬
‫بهذا المفهوم؟‪ ،‬وفيما تكمن ماهيته؟‪.‬‬
‫* التعريف اللغوي‪:‬‬
‫معنى السنجن فني اللغنة هنو الحنبس‪ ،‬والحنبس معنناه المننع‪ ،‬ومعنناه الشنرعي هنو تعوينق الشنخص ومنعنه منن‬
‫التصرف بنفسه‪ ،‬سواء أكان في بلد أو بيت أو مسجد أو سجن معد للعقوبة أو ير ذلك(‪ ،)4‬والسنجن بنالكبير‬
‫المحبس‪ ،‬وصاحبه سجان‪ ،‬والسجين المسجون(‪ ،)5‬وقد جاء في كتاب (لسان العرب) البن منظور حول كلمنة‬
‫السجن ما يلي(‪:)6‬‬
‫القنراءة‪ :‬قنال‬‫"سجن‪ :‬السجن‪ :‬الحبس والسجن‪ ،‬بالفتح‪ :‬المصدر‪ .‬سنجنه يسنجنه سنجنا أي حبسنه‪ .‬وفني بعن‬
‫السددجن أحددب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رب السننجن أحننب إلنني‪ ،‬والسننجن‪ :‬المحننبس‪ ،‬وفنني بع ن الق نراءة‪﴿ :‬فنني قولننه تعننالى ﴿قددال رب َ‬
‫الم ْحبِ ُس وهو اسم‪ ،‬ومن فتح السين فهو مصدر سجنه سجنا‪.‬‬ ‫ملي﴾‪ ،‬فمن كسر السين فهو َ‬
‫* التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫كمننا يقصنند بالسننجون تلننك المؤسسننات المعنندة خصيصننا السننتقبال المحكننوم علننيهم بعقوبننات مقينندة للحريننة‬
‫وسننالبة لهننا وهنني تشننترك فنني ذلننك مننع الحكننم باألشننغال الشنناقة واالعتقننال‪ ،‬حيننث يحننرم المحكننوم علننيهم مننن‬
‫الخننروج أو متابعننة الحينناة بشننكل عننادي وفنني أج نواء طليقننة‪ ،‬والحيلولننة دون ممارسننة أي نشنناط مننا‪ ،‬وعننادة مننا‬
‫يرتبط بالسجون عدة مفاهيم وتسميات مثل مراكز التأديب أو دور اإلصالا والتهذيب أو التقويم أو مؤسسنات‬
‫إعننادة التربيننة أو يننر ذلننك مننن التسننميات(‪ ،)8‬وحتننى تسننمى باإلصننالحيات التنني تخننتص بننعيواء وحفننظ وعننالج‬
‫األفعننال المخالفننة للشننرع أو النظننام العننام فنني المجتمننع‪،‬‬ ‫مننن صنندرت ضنندهم أحكننام قانونيننة الرتكننابهم بع ن‬
‫وتختلف في معاملتها للسجناء باختالف أهدافها ووظائفها(‪ ،)9‬كما يعرف النظنام القنانوني الج ازئنري السنجن أو‬
‫المؤسسننة العقابيننة عل ننى أنهننا "هنني مكننان للحننبس تنف ننذ فيننه وفقننا لقننانون العقوبننات السننالبة للحريننة‪ ،‬واألوامننر‬
‫الصادرة عن الجهات القضائية‪ ،‬واإلكراه البدني عند االقتضناء"(‪ ،)10‬وهنذا التعرينف ال يختلنف عمنا ذهنب إلينه‬
‫الممولة‬
‫ّ‬ ‫تعريف هيئة األمم المتحدة "السجون والمؤسسات العقابية أو اإلصالحية" يقصد بها جميع المؤسسات‬
‫يجرد فيها األشخاص من حريتهم‪ .‬ويمكن أن تشمل هذه المؤسسنات‪ ،‬علنى سنبيل‬ ‫تمويال عاما أو خاصا التي ّ‬
‫المثال ال الحصر‪ ،‬المرافق العقابية واإلصالحية وم ارفنق الطنب النفسناني التابعنة إلدارة السنجون(‪ ،)11‬ويشنترط‬
‫فنني السننجن أن يكننون مكانننا السننتقبال كننل مننن كننان علننى اسننتعداد ليصننالا والتربيننة والتقننويم‪ ،‬ألنننه لننو يفقنند‬
‫المحكننوم عليننه هننذه القابليننة ليصننالا فلننن يجنندي إيداع نه فنني السننجن‪ ،‬وبالتننالي وجننوب تسننليط ليننة أخننرك‬
‫لتطبيق الحكم عليه كبديل لييداع في مؤسسة السجن‪.‬‬
‫إذا كننان مننن الثابننت حتننى ا‪،‬ن‪ ،‬أن السننجون لننم تسننتطع تحقيننق رسننالتها فنني إصننالا المسننجونين بالقنندر‬
‫(‪)12‬‬
‫المنتظر منها‪ ،‬فعن أمرها في ذلنك يعتبنر هيننا‪ ،‬ألن السنجون لنم تفنتح أصنال للتهنذيب‪ ،‬إنمنا فتحنت للعقناب‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪291‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫‪ ،‬مننن هنننا أرتننبط مفهننوم إعننادة التربيننة بمفهننوم السننجن‪ ،‬الننذي هننو ا‪،‬خننر م نرادف لمفهننوم‬ ‫حسننب نظ نرة الننبع‬
‫الح ننبس‪ ،‬كم ننا عب ننر ع ننن ذل ننك الباح ننث الفرنس نني –ج ننون ش ننازال‪ -‬عن نندما تح نندث ع ننن إع ننادة تربي ننة األح ننداث‬
‫الجننانحين بقولننه أن دور هننذه المؤسسننات "ال تعن نني فقننط إعننادة تكييفننه مننع الحينناة االجتماعيننة بتربيننة أنم نناط‬
‫سننلوكية معينننة عنننده‪ ،‬ولكننن –وفنني حنندود الممكننن‪ -‬أن ندمجننه فنني المجتمننع بتشننجيع تفتحننه ونمننوه‪ ،‬وبعثننارة‬
‫مظاهر الوعي لديه‪ ،‬وبجعله يعيش المواقف بشكل حي‪ .‬وهنو بقندر منا يعني نفسنه ومكانتنه فني المجتمنع بقندر‬
‫‪ ،‬أو يختنار‪ ،‬أو ينتمني‪ .‬أي يصنبح باالختصنار‪ ،‬مسنئوال"(‪،)13‬‬ ‫ما يرتفع تدريجيا إلى وضنعه اإلنسناني‪ .‬فينرف‬
‫وحتى يتحقق هنذا الهندف حسنبه أضناف –شنازال‪ -‬بنأن "هنذه الم اركنز‪ ،‬وبعند أن عنززت بنالمربين المختصنين‪،‬‬
‫ووضعت بعشراف تقنيين في علم النفس التربوي وفي التحليل النفسي الطفولي والعصبي‪ ،‬توفر للفتى الجنانح‪،‬‬
‫عمومننا إطننا ار مننن الحينناة العائليننة الح نرة‪ ،‬المنفتحننة باتسنناع علننى العننالم الخننارجي‪ ،‬إطننا ار يمكننن أن تطبننق فنني‬
‫أرجائه الط ارئنق المعتمندة علنى الثقنة‪ ،‬والمراقبنة الذاتينة‪ ،‬والتربينة الحديثنة‪ ،‬وال يسنتبعد االعتمناد اللجنوء إلنى قنيم‬
‫التربيننة الجماعيننة"(‪ ،)14‬وهننو العمننل المنننوط بمؤسسننات السننجون حتننى تحقيننق ايتهننا فنني العمننل علننى مواجهننة‬
‫السننلوك اإلج ارمنني‪ ،‬وعننالج المنح نرفين‪ ،‬باعتبارهننا مؤسسننات ليسننت عقابيننة بقنندر مننا هنني مؤسسننات إصننالا‬
‫وتقننويم للمجننرمين‪ ،‬وهننذا االعتبننار الننذي يصنننف السننجون كمؤسسننات للتأهيننل والعننالج لننم يكننن مننن قبننل‪ ،‬وانمننا‬
‫جاء بعد مراحل‪ ،‬لتحل بنذلك "فكنرة التهنذيب واإلصنالا محنل فكنرة اإلهاننة واالنتقنام‪ ،‬وتجناوزت رسنالة السنجن‬
‫عن حد وقاية المجتمع من الخارجين على نظمه‪ ،‬إلى المساهمة إيجابيا في تقندم المجتمنع بتخنريك أكبنر عندد‬
‫ممكن من نزالئه إلى الحياة االجتماعينة مهيئنين مهنينا وثقافينا واجتماعينا‪ ،‬وصنالحين جسنميا وعقلينا‪ ،‬السنتعادة‬
‫أماكنهم في عملية اإلنتاج في المجتمع"(‪ ،)15‬وهو ما يفسر االتجناه بمعننى السنجن إلنى "الحرمنان منن الحرينة‪،‬‬
‫لكن دون حرمان النزيل من حقه في التعليم‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والحق في الرعاية‪ ،‬وتحسين مسنتوك االحتجناز‪ ،‬بعيندا‬
‫عن ضنروب التعنذيب والمعاملنة القاسنية أو الالإنسنانية المهيننة‪ ،‬وهنو منا تحنرص علينه القواعند الندنيا لمعاملنة‬
‫السننجناء لألمننم المتحنندة (‪ ،)16(")3522‬وبهننذا ال فننرق بننين مؤسسننة إعننادة التربيننة والمؤسسننة اإلصننالحية فنني‬
‫التسمية‪ ،‬ذلك أن مراكز إعادة التربية لم تكن سوك بيوتا ليصالا والتقويم كما عبر عنن ذلنك السنيد رمضنان‬
‫منن إرسنال السنجين‬ ‫عندما تحدث عن تحول دور السنجن منن العقناب إلنى اإلصنالا وأننه "لنم يصنبح الغنر‬
‫إلننى السننجن القضنناء عليننه أو االنتقننام منننه‪ ،‬وانمننا إبعنناده عننن المجتمننع فتنرة يشننعر فيهننا بالننندم‪ ،‬ويعنناد عالجننه‬
‫(‪)18‬‬
‫مؤسسننة‬ ‫وتأهيلننه للتعنناون مننع المجتمننع تعاونننا مثم ن ار بننناءا"(‪ ،)17‬ومننن هننذا تصننبح مؤسسننة إعننادة التربيننة‬
‫عالج‪ ،‬ورعاية‪ ،‬وتأهيل‪ ،‬وادماج‪ ،‬وهو ما قد يدفعنا إلنى تكنرار تسنمية المؤسسنات العقابينة واإلصنالحية بشنكل‬
‫دائم خالل هذه الدراسة وذلك إيمانا منا بالدور العقابي واإلصالحي في نفس الوقت لمؤسسات السجون‪.‬‬
‫التعريف اإلجراني‪:‬‬
‫مؤسسات السجون يمكن اعتبارها حسب قانون السجون الج ازئنري تلنك "األمناكن المعندة السنتقبال‬
‫األشننخاص المحكننوم علننيهم بعقوبننات مقينندة للحريننة‪ ،‬بهنندف إعننادة ت نربيتهم وتننأهيلهم والعمننل علننى‬
‫إدماجهم في الوسط االجتماعي بما يتناسب وسياسة الدفاع االجتماعي"‪.‬‬
‫ج‪ -‬السجين‪:‬‬
‫جاء في لسان العرب "السجان‪ :‬صناحب السنجن‪ .‬ورجنل سنجين‪ :‬مسنجون‪ ،‬وكنذلك األنثنى بغينر هناء‪ ،‬والجمنع‬
‫سجناء‪ ،‬وسجنى‪.‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪292‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫وقال اللحياني‪ :‬امرأة سجين وسجينة‪ :‬أي مسجونة‪ ،‬من نسوة َس ْجنى وسجائن‪ ،‬ورجل سنجين فني قنوم سنجنى‪،‬‬
‫كل ذلك عنه‪.‬‬
‫قال ابن عرفة‪ :‬سجين هو ِفعِّي ٌل من َس َج ْن ُ‬
‫(‪)19‬‬
‫ت‪ ،‬أي هو محبوس عليهم كي ُي َج ُازوا بما فيه" ‪.‬‬
‫كمننا عننرف السننجين علننى أنننه "الشننخص الننذي منعننت حريتننه بقصنند تعويقننه ومنعننه مننن التصننرف بنفسننه"‬
‫ونقصد بالسجين هنا الشخص الذي عوق ومنع من التصرف بنفسه سواء كان ذلك من خالل وضعه في ٍ‬
‫قبو‬
‫كمننا كننان سننائدا فنني الوقننت الماضنني أو كننان ذلننك مننن خننالل وضننعه فنني بننناء مقفننل يوضننع فيننه األشننخاص‬
‫المتهمننون فنني انتظننار محنناكمتهم أو تنفيننذ األحكننام الصننادرة ض ندهم كمننا هننو سننائد ومعمننول بننه فنني الوقننت‬
‫الحاضر)‪ ،‬وهو ما يتوافق مع ما ذهب إليه المشرع الجزائري في تعريفه للسجين أو المحبوس والذي قال عنه‬
‫أن ننه "الش ننخص ال ننذي ارتك ننب جريم ننة أو أكث ننر‪ ،‬مخالف ننا ب ننذلك نص ننا ف نني الق ننانون عم نندا‪ ،‬ومودع ننا ف نني إح نندك‬
‫المؤسسات العقابية"(‪ ،)20‬وهذا التعريف يكشف الخصائص ا‪،‬تية‪:‬‬
‫‪ -3‬ركز على الفرد المرتكب لجريمة أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -5‬من المحتمل أن يرتكب الفرد جريمة أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -1‬أن ارتكاب الجريمة يكون بصورة عمدية وليست عفوية‪.‬‬
‫‪ -1‬أن المسجون البد وأن يودع في إحدك المؤسسات العقابية‪.‬‬
‫وبهننذا يمكننن القننول أن مفهننوم السننجين أو المحبننوس علننى أنننه "كننل شننخص صنندر بحقننه حكننم نافننذ يقضنني‬
‫بحبسه"‪ ،‬مما يعني أن الشخص الذي لم يصدر ضده حكما نافذا يقضي بحبسه ال يعد سنجينا حتنى وان كنان‬
‫مودع ننا ف نني الس ننجن‪ ،‬ويص نننف الس ننجناء الم ننودعين بالمؤسس ننات العقابي ننة أو اإلص ننالحية إل ننى ثالث ننة أص ننناف‬
‫هم(‪:)21‬‬
‫‪ )3‬محبننوس مؤقت ننا‪ ،‬وه ننم األشننخاص المتننابعون جزائي ننا‪ ،‬والننذين لننم يص نندر بشننأنهم أم ننر‪ ،‬أو حك ننم‪ ،‬أو قننرار‬
‫قضائي نهائي‪.‬‬
‫‪ )5‬محبوس محكوم عليهم‪ ،‬وهم األشخاص الذين صدر في حقهم حكم أو قرار أصبح نهائيا‪.‬‬
‫‪ )1‬محبوسين تنفيذا إلكراه بدني‪.‬‬
‫يعامننل المحبوسننون وفننق ب نرامك تضننعها السياسننة الجنائيننة للمجتمننع‪ ،‬والقائمننة علننى أسننس ومبنناد النندفاع‬
‫االجتمن نناعي‪ ،‬وه ن نو من ننا أقرتن ننه المن ننادة (‪ )3‬األولن ننى من ننن قن ننانون تنظن ننيم السن ننجون واعن ننادة اإلدمن نناج االجتمن نناعي‬
‫للمحبوسين والتي أقرت "يهدف هذا القانون إلى تكريس مباد وقواعد إلرساء سياسة عقابية قائمنة علنى فكنرة‬
‫النندفاع االجتمنناعي التنني تجعننل مننن تطبيننق العقوبننة وسننيلة لحمايننة المجتمننع بواسننطة إعننادة التربيننة واإلدمنناج‬
‫منه االنتقام‪ ،‬وانما الهادف إلى‪:‬‬ ‫االجتماعي للمحبوسين"‪ ،‬هذا التعامل مع المحبوس ليس الغر‬
‫‪ -‬إصالا وتقويم وتأهيل المسجونين من خالل استخدام كافة الوسائل التربوية والتعليمية والطبية والتندريب‬
‫المهني والخدمات االجتماعية واألنشطة الرياضية والترفيهية‪.‬‬
‫‪ -‬خلق الر بة والجنوا لدك المسجونين نحو الحياة الشريفة والمواطنة الصالحة‪.‬‬
‫مما يعني أن القانون ينظر لهذا السجين على أنه إنسان قبل كل شيء وهو ما تقره األعنراف والمعاهندات‬
‫الدولية ويحرص عليه التشريع الجزائري مثلما أقرت به المنادة (‪ )5‬منن قنانون تنظنيم السنجون واعنادة اإلدمناج‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪293‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫االجتماعي للمحبوسين "يعامل المحبوسون معاملة تصون كرامتهم اإلنسانية‪ ،‬وتعمل على الرفنع منن مسنتواهم‬
‫الفكري والمعنوي بصفة دائمة‪ ،‬دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي"‪.‬‬
‫التعريف اإلجراني‪:‬‬
‫"كل شخص سبق وأن صدر بحقه حكم نافذ يقضي بحبسه‪ ،‬وتنم إيداعنه بالسنجن بهندف إعنادة‬
‫تربيتننه وتأهيلننه واعننادة إدماجننه فنني المجتمننع حسننب مننا توصنني بننه سياسننة النندفاع االجتمنناعي‬
‫وقضى فترة حكمه"‪.‬‬
‫نظرياإ الدفاع االجتماَي‪:‬‬
‫كلما حدث حراك داخل المجتمعات كلما زادت السياسة الجنائية في التغير والتطور‪ ،‬ونالت اهتمنام أوسنع منن‬
‫قبل الفقهاء الجنائيين‪ ،‬ودخلت مراحل أخرك أكثر اجتماعية وانسانية في التعامل مع الجريمة إلنى بحنث سنبل‬
‫إصالا المجرم بدل عقابه‪ ،‬وهو ما حدث مع ظهور ما عرف بمدرسة الدفاع االجتماعي‪.‬‬
‫بدت الحاجة إلى سياسة جنائية جديدة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وكان لهذا دور بارز للمفكنر اإليطنالي‬
‫فيليبو جراماتيكا الذي أنشأ في مدينة جنوة اإليطالينة سننة ‪ 3512‬مركنز بحنث يتنولى أبحناث ود ارسنات للندفاع‬
‫االجتمنناعي‪ ،‬ولننم يتوقننف عننند ذاك بننل نظننم مننؤتم ار للنندفاع االجتمنناعي فنني مدينننة سننان ريمننو (إيطاليننا) سنننة‬
‫‪ ،3511‬وخرج المؤتمر بتوصيات واقتراحات أخذتها هيئة األمم المتحدة كأرضنية لتبنني سياسنة جنائينة جديندة‬
‫فني التعامنل مننع المنذنبين‪ ،‬وهنو مننا عنرف بالقواعند النموذجيننة الندنيا لمننع الجريمننة ومعاملنة السنجناء‪ ،‬وأنشننأت‬
‫على رار ذلك هيئة خاصة تسهر على الدفاع االجتماعي‪.‬‬
‫حركة الندفاع االجتمناعي تقنوم علنى اعتبنار الكفناا ضند ظناهرة اإلجنرام‪ ،‬حينث يجنب اللجنوء إلنى مختلنف‬
‫الوسائل ليقالع عن تلك الظاهرة سواء قبل وقوع الجريمة أو بعد ارتكابها‪ ،‬وال تهدف هذه الوسائل إلى مجنرد‬
‫حمايننة المجتمننع مننن المجننرمين‪ ،‬وانمننا تهنندف إلننى حمايننة أعضننائه مننن خطننر الوقننوع فنني الجريمننة(‪ ،)22‬وقنند‬
‫اسننتعمل لفننظ النندفاع االجتمنناعي قبننل ظهننوره بننالمعنى الحننديث فنني القننرن العش نرين(*)‪ ،‬وقنند اختلفننت أسنناليب‬
‫تحقيق الدفاع االجتماعي ضد الجريمة اختالفا يرجع إلى وجود اتجاهين‪ ،‬حيث ننادك بناألول الفقينه اإليطنالي‬
‫فيليبننو جراماتيكننا‪ ،‬وذهننب بالثنناني المستشننار الفرنسنني مننارك أنسننل‪ ،‬وفنني ذلننك تكمننن تفسننيرات كننل واحنند علننى‬
‫حده‪:‬‬
‫* الدفاع االجتماَي َند فيليبو جراماتيكا‪:‬‬
‫يعتبنر الباحنث اإليطنالي "فيليبنو ج ارمناتيكو ‪ "Filippo Gramatica‬أحند المفكنرين المحندثين الكبنار‪ ،‬النذين‬
‫سنناهموا بشننكل واضننح فنني إث نراء الفلسننفة الجنائيننة بجملننة مننن األفكننار وا‪،‬راء‪ ،‬التنني تتعلننق بننالفرد والمجتمننع‪،‬‬
‫حينث يؤكند جراماتيكنا علنى إحنالل اإلجنراءات الوقائينة والعالجينة والتربوينة علنى حسنب كنل حالنة علنى حنده‪،‬‬
‫مصناب باضنطرابات نفسنية‪ ،‬وتوجينه كنل منن ظنل طرينق الصنواب‪،‬‬ ‫وهذا يعني أنه يجب معالجة كنل منري‬
‫وارشاد كل من انحرف عن تواقعات وتوافقات المجتمع‪ ،‬وكل هذا ألجل استعادة كل فرد منحنرف علنى قدرتنه‬
‫علننى التكيننف السننوي مننع مجتمعننه‪ ،‬ومسنناعدته علننى تقنويم نفسننه‪ ،‬واالمتثننال للقننانون‪ ،‬ويننرك جراماتيكننا أن مننن‬
‫استعصننى عالجننه البنند مننن عزلننه‪ ،‬والعمننل علننى إعننادة تنشننئته اجتماعيننا‪ ،‬وتربيتننه نفسننيا‪ ،‬وتهذيبننه سننلوكيا‪،‬‬
‫وتأهيله صحيا من جديد بغية إعادته إلى الحياة االجتماعينة بشنكل سنوي‪ ،‬كمنا يطبنق جراماتيكنا هنذه األفكنار‬
‫علننى مننن يقتننرف الجن ارئم‪ ،‬إذ يننرك أن الجنناني هننو مركننز الثقننل‪ ،‬وليسننت الحمايننة الموضننوعية للمصننالح‪ ،‬وهننذا‬
‫يتطلب أن يكون مضمون التنفيذ الجنائي االجتماعي في نظنره هنو العمنل علنى تهنذيب القنادرين علنى العنودة‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪294‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫إل ننى المجتم ننع‪ ،‬وع ننالج ي ننر الق ننادرين عل ننى ذل ننك وت ننأهيلهم للع ننودة إلي ننه‪ ،‬أعض نناء ص ننالحين‪ ،‬ل ننذا ال يعت ننرف‬
‫جراماتيكننا بننالجزاء الجنننائي(‪ ،)23‬وحسننب المفسنرين لنظريننة النندفاع االجتمنناعي لنندك جراماتيكننا يننرون أنننه همننل‬
‫دور الدولة كنظام في تطبيق أو تنفيذ العقوبة في حق الجاني‪ ،‬ويمكن إيجناز أهنم عناصنر هنذه النظرينة فيمنا‬
‫يلي(‪:)24‬‬
‫‪ -3‬يجب على الدولة أن تأخذ على عاتقها القضاء على أسباب قلق الفرد وضيقه بالمجتمع‪.‬‬
‫‪ -5‬لتحقينق النظننام الننذي ينشننده القننانون‪ ،‬لننيس مننن حننق الدولننة أن تعاقننب بننل مننن واجبهننا أن تكيننف الفننرد مننع‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ -1‬عمليننة تكييننف الفننرد مننع المجتمننع ال ينبغنني أن تننتم بوسنناطة (الجنزاءات) بننل عننن طريننق إجنراءات النندفاع‬
‫االجتماعي الوقائية والتربوية والعالجية‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يتمشى إجراءات الدفاع االجتماعي مع كنل فنرد‪ ،‬وفقنا لمقتضنيات شخصنيته "مناهضنة المجتمنع‬
‫الذاتية" وليس بالنسبة "المسؤولية" الضرر الناتك "الجريمة"‪.‬‬
‫‪ -2‬تبدأ قضية الدفاع االجتماعي بتقدير طبيعنة ودرجنة مناهضنة الفنرد للمجتمنع‪ ،‬وينتهني –قضنائيا‪ -‬باختفناء‬
‫‪.‬‬ ‫الحاجة إلى تطبيق اإلجراء مثلما ينتهي العالج بشفاء المري‬
‫أن عملية تكييف الفرد مع المجتمع تدخل في إطار أوسع لسياسة الدفاع االجتماعي‪.‬‬
‫األوقات العقوبة هي وسيلة ليصالا‬ ‫لكن ما يؤاخذ عليه جراماتيكا هو إ فاله جانبا مهما هو أن في بع‬
‫وردع المنحرف‪ ،‬وأنها ضرورة اجتماعية للحفاظ على أساسيات التنظيم االجتماعي واألمن في المجتمع‪.‬‬
‫* الدفاع االجتماَي َند مارَ أنسل‪:‬‬
‫يعتبننر المفكننر الفرنسنني "مننارك أنسننل ‪ "Ancel Marc‬مننن كبننار المفك نرين الننذين صننا وا راءهننم فنني شننكل‬
‫نظننري‪ ،‬والتنني عرفننت بالنظريننة الجدينندة فنني النندفاع االجتمنناعي‪ ،‬وبننني أفكنناره بتجنننب العثنرات التنني سننقط فيهننا‬
‫جراماتيكا‪ ،‬أين انتقده في كثير من الجوانب‪.‬‬
‫ذهب أنسل إلى االعتراف بوجود القانون الجنائي والقضناء الجننائي وأكند علنى أهمينة مبندأ شنرعية الجنرائم‬
‫والتنندابير الجنائيننة حرصننا علننى حمايننة الحريننات الفرديننة‪ ،‬كمننا اعتننرف بمبنندأ المسننؤولية الجنائيننة علننى أسنناس‬
‫(‪)25‬‬
‫وهنننا يؤكنند أنسننل علننى المعنننى الفننردي للمسننئولية‪ ،‬وأخننذها كمعيننار لتحدينند حنند‬ ‫التسننليم بحريننة االختيننار‬
‫العقوبننة‪ ،‬ويؤكنند أيضننا علننى دور الخطننورة فنني تحدينند التنندابير الوقائيننة كأسنناس لتحدينند اإلج نراءات العالجيننة‪،‬‬
‫ونظريتننه ال تركننز علننى النندفاع االجتمنناعي علننى أسنناس أنننه عقنناب للمننذنب‪ ،‬وانمننا هننو حمايننة للمجتمننع مننن‬
‫المجرم وشروره‪ ،‬وعلى ذلك فعن مارك أنسل ينؤمن بمبناد ثالثنة لمذهبنه "الندفاع االجتمناعي الجديند" وفنق منا‬
‫يلي(‪:)26‬‬
‫القانونية في التجريم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلرادة الحرة لينسان في المسؤولية الجنائية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقاب كجزاء على قدر الخطأ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪295‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫ويننرك الس ننمالوطي أن تحقي ننق ذل ننك يننتم م ننن خ ننالل تفه ننم عوام ننل الجريمننة والظ ننروف الت نني وقع ننت فيه ننا‪،‬‬
‫والموقف الشخصي للجاني‪ ،‬واحتماالت إصالحه واإلمكانيات الطبية والنفسية التي يمكن استثارتها في نفسنه‪،‬‬
‫حتننى يمكننن اختيننار األسننلوب األمثننل والعملنني إلصننالحه واعننادة توافقننه مننع مجتمعننه(‪ ،)27‬وتفهننم الجريمننة عنند‬
‫أنسل يعني ضرورة دراسة شخصية المجرم ووضع هذه الدراسة في يدي القاضي قبل المحاكمة حتى يستطيع‬
‫في ضوئها تقدير التدابير المالئمة له والذي يحقق التأهيل المقصود مع الحرص الكامنل علنى حماينة الك ارمنة‬
‫عقوبة اإلعدام على أساس أن المجرم مهمنا كاننت جريمتنه فعننه يمكنن‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وقد دفعه التفاؤل إلى رف‬
‫إصالحه وتأهيله(‪ ،)28‬ويتعين معاملته وفقا لمنهك إيجابي ال سلبي‪ ،‬وأنه من الضروري انتهاج موقنف إيجنابي‬
‫وأكثر فاعلية‪ ،‬وهي كلها أفكار أضفت نظرة أكثر احتراما لينسان في مسيرة الفلسنفة العقابينة‪ ،‬وأضنفت أيضنا‬
‫عليها طابعا إنسانيا‪.‬‬

‫لم يسلم أنسل بما ذهب إليه سابق جراماتيكا منن وجنوب إلغناء النظنام الجننائي‪ ،‬والجنزاء‪ ،‬وجعنل الفنرد هنو‬
‫مركننز الثقننل فحسننب‪ ،‬بننل تمسننك أنسننل بننالجزاء الجنننائي (عقوبننات واج نراءات)‪ ،‬وأكنند علننى أن هنندف العقوبننة‬
‫يتعننين أن يكننون عالجيننا‪ ،‬فتحننل فك نرة المعاملننة العالجيننة محننل فك نرة العقوبننة التطهيريننة‪ ،‬بهنندف إعننادة التوافننق‬
‫االجتمنناعي(‪ ،)29‬كمننا دعننا أنسننل إلننى ضننرورة إحننداث تغيي نرات علننى اإلج نراءات الجنائيننة‪ ،‬التنني يترتننب عنهننا‬
‫إدخال الفحص العلمي لشخصية الجاني في الدعوك‪ ،‬والهدف من ذلك حسبه هو اتخاذ كنل الوسنائل الممكننة‬
‫لتأهيل المنحرف‪ ،‬واعادة تنشئته أو تأهيله اجتماعيا‪ ،‬وهذا من خالل عمل المؤسسات االجتماعينة المختلفنة‪،‬‬
‫وبتنوافر المجنناالت العلميننة كننالعلوم االجتماعيننة والنفسننية والتربويننة والطبيننة‪ ،...‬التنني تقننوم كلهننا بنندور هننام فنني‬
‫وقاية المجتمع منن الجريمنة واالنحنراف‪ ،‬والحيلولنة دون تحنول هنذه المينول إلنى سنلوك إج ارمني واقعني‪ ،‬وأيضنا‬
‫باستثارة حاجاته المختلفة حتى يمكن اختيار األسلوب العلمي األمثنل لتأهيلنه واعنادة توافقنه وتكيفنه السنليم منع‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫مهمننا اختلفننت األفكننار التنني أتننى بهننا كننل مننن جراماتيكننا أو أنسننل وكننل رواد نظريننة النندفاع االجتمنناعي إال‬
‫أنها تتفق كلها على أن سياسة الدفاع االجتماعي ال تستهدف على اإلطالق عقاب الفاعنل‪ ،‬بنل إعنادة تأهيلنه‬
‫إال بمراعاة مختلف العوامل المكونة والمؤثرة في شخصيته‪.‬‬ ‫اجتماعيا‪ ،‬وال يتأتى تحقيق هذا الغر‬

‫من كل ما سبق نقول أن تدبير الدفاع االجتماعي ال يقابل الفعل أو الضرر المترتنب علينه ولكنن طبيعتنه‬
‫علنى العقوبننة تبنني التنندابير اإلصنالحية والوقائيننة المنبعثنة منننن‬ ‫ودرجتنه الالجتماعينة‪ ...‬ولننذلك فضنل الننبع‬
‫فكنرة الندفاع االجتمنناعي(‪ ،)30‬وربمننا دعننوة النظريننة إلننى إعننادة النظننر فنني الجنزاءات الجنائيننة التقليديننة‪ ،‬والعمننل‬
‫على تأهيل المذنبين بآليات قائمة على أساس احتياجات شخصية الجناني الفعلينة وأن يكنون الهندف منن ذلنك‬
‫كلننه تحقيننق التأهيننل االجتمنناعي هننو مننا جعننل الكثيننر مننن التش نريعات القانونيننة فنني أ لننب المجتمعننات والنندول‬
‫تأخذ بفكرة الندفاع االجتمناعي‪ ،‬ومنن ذلنك منا تؤكنده السياسنة الجنائينة الجزائرينة‪ ،‬حينث تقنر المنادة األولنى منن‬
‫قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين الصادر سنة ‪ 5112‬والتني نصنت علنى منا يلني‬
‫"يهدف هذا القانون إلى تكريس مباد وقواعد سياسة عقابينة قائمنة علنى فكنرة الندفاع االجتمناعي التني تجعنل‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪296‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫من تطبيق العقوبة وسيلة لحماية المجتمع بواسطة إعادة التربية واإلدماج االجتماعي للمحبوسنين"‪ ،‬ممنا يعنني‬
‫أن األخذ بمبدأ الدفاع االجتماعي في التعامل مع الجناة ومعاملة المذنبين‪.‬‬

‫السجن في الشريعة اإلسالمية‪:‬‬


‫لم نا كانننت الش نريعة اإلسننالمية وهنني ثالثننة األديننان السننماوية‪ ،‬وهنني أيضننا شنناملة لكننل األديننان والش نرائع‪ ،‬مننن‬
‫مقاصدها المحافظة على الضروريات الخمس (الدين‪ ،‬الننفس‪ ،‬لعقنل‪ ،‬النسنل‪ ،‬المنال)(‪ ،)31‬فعنهنا جناءت لتننظم‬
‫الحياة‪ ،‬وتحدد سلوكيات األفراد والجماعات بما يضمن السلم واالستقرار في المجتمعات‪ ،‬ولتحقينق هنذه الغاينة‬
‫وجنندت العقوبننات ك نرادع ألي مخالفننة لض نوابط المجتمننع وتش نريعاته‪ ،‬وقنند قسننمت العقوبننات إلننى ثالثننة فننروع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ين آم ُندوا ُك ِتدب َلَ ْدي ُكم ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْب ُدد‬
‫دالحِّر و َ‬‫الحدر ِب ُ‬ ‫صداص فدي القَ ْتلَدر ُ‬ ‫ُ‬ ‫الق‬ ‫َ َ ُ‬ ‫القصاص مصداقا لقوله تعالى ﴿ َيا أَيها الَ َ َ‬
‫يدف ِم ْدن‬ ‫دَ تَ ْخ ِف ٌ‬‫ان َلِ َ‬
‫سٍ‬ ‫ِ‬
‫اء مِلَ ْي ِبِإ ْح َ‬
‫ِ‬
‫ش ْي ٌء فَاتِّباعٌ ِب َ‬
‫الم ْعروف وأ ََد ٌ‬ ‫َخي ِ َ‬
‫با ْلع ْب ِد واألُ ْنثَر باألُ ْنثَر فَم ْن َ ِفي لَ ُ ِم ْن أ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫داب لَ َعلَ ُكد ْدم‬
‫داص َح َيددا ٌ َيددا أُوِلددي األ ْل َبد ِ‬
‫صد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَتَد َدد بعد َدد َلِ د ََ َفلَ د ُ َ دَ ِ‬
‫ور ْح َم د ٌة فَ َمد ِدن ْ‬
‫ديم‪ .‬ولَ ُكد ْدم فددي الق َ‬
‫اب أَلد ٌ‬
‫َ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َرِّب ُكد ْدم َ‬
‫ون﴾(‪ ،)32‬والقصاص هو "عقوبنة مقندرة شنرعا تقنوم علنى معاقبنة الجناني بمثنل منا فعنل"(‪ ،)33‬والحندود التني‬ ‫تَتَقُ َ‬
‫تعننني العقوبننات المقنندرة فنني الش نريعة اإلسننالمية حقننا ن‪ ،‬حيننث أنهننا تمنننع المرتكننب لألفعننال الموجبننة لهننا مننن‬
‫ارتكاب أسبابها ثانية‪ ،‬وان من شأنها أن تمنع ا‪،‬خرين بمشاهدتهم تنفينذ العقوبنة‪ ،‬فيكنون لتلنك المشناهدة األثنر‬
‫الكبير في منعهم وردعهم(‪ ،)34‬وموجبات الحد كم هو شائع سبعة جنرائم هني "الزننا‪ ،‬القنذف‪ ،‬الشنرب‪ ،‬السنرقة‪،‬‬
‫الحرابة‪ ،‬الردة‪ ،‬النفي)‪ ،‬ولكل جريمة من هذه السبعة عقوبة مقدرة لها‪ ،‬ثم يأتي التعازير الذي يعنرف علنى أننه‬
‫العقوبننة المشننروعة علننى معصننية ال حنند فيهننا وال كفننارة‪ ،‬أي أن العقوبننة التنني لننم يننرد فيهننا نننص شننرعي ببيننان‬
‫مقدارها‪ ،‬وتنرك تقنديرها لنولي األمنر أو القاضني أو المجتهند لزجنر الجناني وتأديبنه مثنل القتنل‪ ،‬الجلند‪ ،‬الهجنر‪،‬‬
‫السن ننجن والنفن نني والن ننوعظ والتن ننوبيا‪ ،‬التهدين نند‪ ...،‬والغاين ننة من ننن العقوبن ننة بش ن نتى أنواعهن ننا هن ننو زجن ننر النن نناس عن ننن‬
‫المحظورات الشرعية‪ ،‬بغية حماية المجتمع‪ ،‬وصون معتقداته‪.‬‬

‫سبق واشرنا إلى كلمة السجن أو الحبس حسب ما وردت في نص القرن الكنريم‪ ،‬لقولنه تعنالى ﴿ قَدال َر ّب‬
‫مما َي ْد َُوَن َني مِلَ ْي ﴾(‪ ،)35‬وأكدت السنة النبوية الشريفة على مشروعية السجن في اإلسنالم‪،‬‬
‫ملي ّ‬
‫أحب َ‬
‫السجن َ‬
‫ُ‬
‫على الر م من أن الرسول (ص) لنم يتخنذ سنجنا‪ ،‬ثنم اتسنعت رقعنة بنالد اإلسنالم ممنا دعنا إلنى ضنرورة إيجناد‬
‫حل لمشكلة المجرم والجريمة‪ ،‬وقيل أن أول من تكلم عن السجن هو ابن تيمية الملقب بشيا اإلسالم‪ ،‬والنذي‬
‫سننجن فكننان يصننلح مننن حننال المسننجونين ويرشنندهم ويعلمهننم حتننى أنننه أنكننر علننى المحبوسننين الننذي وجنندهم‬
‫منشننغلين بننأنواع مننن اللعننب يتلهننون بهننا كالشننطرنك والنننرد فننأنكر ذلننك علننيهم أشنند اإلنكننار ونصننحهم بمالزمننة‬
‫الصالة والتوجه إلنى ان سنبحانه وتعنالى باألعمنال الصنالحة والتسنبيح والندعاء واالسنتغفار وعلمهنم منن السننة‬
‫ما يحتاجون إليه ور بهم في أعمال الخير وحثهم على ذلنك حتنى صنار السنجن بمنا فينه منن االشنتغال بنالعلم‬
‫والدين خي ار من المدارس(‪ ،)36‬لكن هناك من يرجح ابن حزم لما ورد في كتابه (اإلحكام فني أصنول األحكنام)‬
‫حيننث عننرف السننجن علننى أنننه "منننع المسننجون مننن األذك للننناس أو مننن الف نرار بحننق لزمننه وهننو قننادر علننى‬
‫أدائننه"(‪ ،)37‬لهننذا كانننت الصننورة عننن تنناريا الحضننارة اإلسننالمية فنني التعامننل مننع السننجناء تنندهش الكثيننر مننن‬
‫البنناحثين الغ نربيين‪ ،‬ومننن هننذا مننا قالننه أحنند المستش نرقين معجبننا بمننا تمثلننه القنندوة الصننالحة فنني التعامننل مننع‬
‫السننجناء قولننه "وقنند تسننرب اإلسننالم إلننى أوربننا الشنرقية أو األمننر بفضننل مننا قننام بنه فقيننه مسننلم سننيق أسنني ار فنني‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪297‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫مستهل القرن الحادي عشر وقد بسط بين يدي كثير من أهلها تعاليم اإلسالم فاعتقدوه في إخنالص حتنى إننه‬
‫أخننذ فنني االنتشننار بننين هننذا الشننعب ولننم تننأت نهايننة القننرن الحننادي عشننر حتننى كننان الشننعب بأس نره قنند اعتقنند‬
‫اإلسننالم وكننان مننن بينننهم مسننلمون تعلم نوا الفقننه والتوحينند(‪ ،)38‬عقوبننة الحننبس فنني الش نريعة ال تننؤدي إلننى تلننك‬
‫العيوب التي تنوء بعيبها التشريعات القانونية‪ ،‬وتشكل ضبابا معوقا أمام شنراع القنوانين والمصنلحين وذلنك لمنا‬
‫يأتي(‪:)39‬‬
‫‪ -0‬عقوبة السجن في اإلسالم ليست أساسية فاستخدامها لحاالت معدودة‪.‬‬
‫الجرائم البسيطة من األشخاص المبتدئين لم يتو لوا في الجرائم الكبينرة وبمندد‬ ‫‪ -3‬ال يلجأ إليها إال في بع‬
‫قصيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬كونهننا عقوبننة اختياريننة لنندك القاضنني فيلجننأ إليهننا إذا رأك أنهننا تننردع الجنناني‪ ،‬وينتقننل إلننى يرهننا إذا رأك‬
‫عقوبة أجدك منها حسب الحالة الموجودة لديه‪.‬‬
‫‪ -2‬مدة بقائهم في السجن قصيرة فال تتاا لهم فرصة االختالط الطويل الذي يتيح لهم فسناد األخنالق ولنيس‬
‫فيهم من مرن على اإلجرام أو اعتاده"‪.‬‬
‫وتهدف العقوبات في النظام الجنائي اإلسنالمي إلنى حماينة المصنالح األساسنية المعتبنرة‪ ،‬بحينث تقنوم هنذه‬
‫الرعاية في اإلسالم على ركائز‪ ،‬هي(‪:)40‬‬
‫تنظننر الش نريعة اإلسننالمية للفننرد المجننرم عل نى أنننه يمكننن إصننالحه وتهذيبننه‪ ،‬وتغييننر سننلوكه وتعننديل‬ ‫‪‬‬
‫انحرافاتننه والعننودة بننه إلننى الطريننق المسننتقيم‪ ،‬فهنني ال تنظننر إليننه تلننك النظ نرة المتطرفننة التنني تننرك أن الشننر‬
‫متأصل فيه أو أنه ير قابل للتعديل واإلصالا يقول اللّه عز وجل‪{ :‬إن اللّه ال يغير ما بقوم حتنى يغينروا‬
‫ما بأنفسهم} "الرعد‪."33:‬‬
‫تعنند التوبننة فنني الشنريعة اإلسننالمية عنصن ار مهمننا مننن عناصننر اإلصننالا فنني حينناة ف‪ ،‬فهنني تجعلننه‬ ‫‪‬‬
‫يفتح صفحة جديدة بينه وبين ربه‪ ،‬لذا نجند الشنريعة اإلسنالمية تحنث منن تنم عقابنه منن أفرادهنا علنى التوبنة‬
‫مننن الننذنب الننذي ارتكبننه‪ .‬فلقنند ورد عننن المصننطفى صننلى اللّننه عليننه وسننلم أنننه قننال لمننن أقننيم عليننه حنند مننن‬
‫الحدود‪" :‬استغفر اللّه وتب إليه"‪.‬‬
‫تلنزم الشنريعة اإلسننالمية التعامنل مننع منن تننم عقابنه مننن المجنرمين وفننق واقعنه الجدينند‪ ،‬فهني تفتننر‬ ‫‪‬‬
‫فيه بعد العقاب تطهره من الذنب الذي ارتكبنه‪ ،‬وهنذا يمكنن أخنذه منن حنديث الرسنول صنلى اللّنه علينه وسنلم‬
‫"من أذنب في الدنيا ذنبا فعوقنب بنه فاللّنه أعندل منن أن ُي ِّثنني عقوبتنه علنى عبنده ومنن أذننب ذنبنا فني الندنيا‬
‫فستر اللّه عليه وعفا عنه فاللّه أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه"‪.‬‬
‫تعد الرعاية التي تقدم لمن تم عقابه جزءا من واجبات الدولة المسلمة تجاه من انحراف من أفرادها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وهنني جانننب مننن جوان نب الرعايننة بمفهومهننا الشننامل التنني وردت فنني حننديث الرسننول صننلى اللّننه عليننه وسننلم‬
‫"كلكننم راع وكلكننم مسننؤول‪ :‬فاإلمننام راع وهننو مسننؤول"‪ ،‬كمننا يحننث اإلسننالم علننى إتقننان العمننل‪ ،‬يقننول الرسننول‬
‫ص ننلى اللّ ننه علي ننه وس ننلم‪" :‬إن اللّ ننه يح ننب إذا عم ننل أح نندكم عم ننال أن يتقن ننه" وال ش ننك أن م ننن إتق ننان العم ننل‬
‫اإلصالحي مع المجرم تهيئته للعيش وسط مجتمعه بتكيف جيد‪.‬‬
‫للفرد المجرم في المجتمع المسلم حق على المجتمع‪ ،‬فالمجتمع المسلم كما وصفه المصطفى صلى‬ ‫‪‬‬
‫اللّننه عليننه وسننلم (تننرك المننؤمنين فنني ت نراحمهم‪ ،‬وت نوادهم‪ ،‬وتعنناطفهم كمثننل الجسنند إذا اشننتكى منننه عضننو‪،‬‬
‫تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)‪.‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪298‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫ولما كان السجن كما رأينا في اإلسنالم هنو لتعوينق الشنخص ومنعنه منن التصنرف فني نفسنه‪ ،‬فنعن معاملنة‬
‫السننجناء داخننل السننجون وفننق الش نريعة اإلسننالمية قننائم علننى الكثيننر مننن النصننوص واالجتهننادات الفقهيننة بهننذا‬
‫الشأن سواء فيما يتعلق بالموجب للسجن‪ ،‬أو تقدير مدة السجن‪ ،‬أو بيان حقوق السجناء وما يترتب على هنذه‬
‫األمور من تفريعات(‪ ،)41‬وفنق مننهك إنسناني‪ ،‬يتبنع الكثينر منن األسناليب الحسننة والتني منهنا حسنب سنعيد بنن‬
‫مسفر الوادعي(‪:)42‬‬

‫* القدو الصدالحة وأثرادا َلدر الند الء‪ :‬وهنذا مصنداقا لقولنه تعنالى (لقند كنان لكنم فني رسنول ان أسنوة حسننة‬
‫لمن كان يرجو ان واليوم ا‪،‬خر وذكر ان كثيرا)(‪ ،)43‬وهنا يكمن دور مؤسسات السجن في تمكين النزالء من‬
‫أو رجننال علننم‪ ، ...‬وذلننك لمحاكنناة تجنناربهم‬ ‫االقتننداء بمننن كننانوا خي ن ار لهننذا المجتمننع‪ ،‬سنواء مننن رجننال ديننن‬
‫واالقتداء بتفكيرهم وسلوكهم وطرقهم المنتهجة في الحياة‪.‬‬
‫* مشغال أوقاإ فراغ الن الء بالنافع المفيد‪:‬‬
‫وهذا مصداقا لقوله (ص) (نعمتان مغبون فيهما كثينر منن النناس‪ :‬الصنحة والفنراو) (رواه ابنن عبناس رضني‬
‫ان عننه)‪ ،‬وهنننا يجنب علننى المؤسسنات اإليوائيننة أن تسننتثمر أوقنات تواجنند النزينل بالسننجن فني تنندبير األعمننال‬
‫الخيرة وتأهيله بما يفيد به نفسه وا‪،‬خرين كالقراءة والتدريب والرياضة ‪. ...‬‬
‫* أسلوب الحوار‪:‬‬
‫وهننذا مصننداقا لقولننه تعننالى (وجننادلهم بننالتي هنني أحسننن‪ ،)44()...‬ويقصنند هنننا بننالحوار الهننادف‪ ،‬والبننناء‪ ،‬الننذي‬
‫يعتمد على الحجة واإلقناع‪ ،‬وهنا يبرز دور المؤسسات اإليوائية في تنوير فكر النزالء وتبين لهم الفكر السليم‬
‫من الخناط‪ ،،‬ومشناركتهم فني المشنكالت التني تعترضنهم بطريقنة تشنجعهم علنى كيفينة إيجناد الحلنول‪ ،‬وتوجينه‬
‫طاقاتهم إلى التفكير الحسن‪ ،‬وصرفهم عمنا يضنرهم‪ ،‬ويضنر المجتمنع‪ ،‬واسنتثمار طاقناتهم فني منا يعنود علنيهم‬
‫وعلى المجتمع بالخير والمنفعة‪.‬‬
‫كما يتم داخنل مؤسسنات السنجون تبنني العديند منن بنرامك تفرضنها الشنريعة اإلسنالمية منهنا دروس النوعظ‬
‫والمحاضرات والدورات اإليمانية ومسابقات حفظ القرن الكريم والثقافنة اإلسنالمية والبنرامك اإليمانينة والترفيهينة‬
‫والنندورات النفسننية واالجتماعيننة‪ ،‬وتهنندف هننذه األنشننطة إلننى تنميننة الثقننة فنني نفننس السننجين واصننالحه وتأهيلننه‬
‫ومسناعدته علننى تجنناوز محنتنه(‪ ،)45‬باإلضننافة علننى هنذا توصنني الشنريعة اإلسنالمية بضننرورة التكفننل الصننحي‬
‫بالسننجناء‪ ،‬حيننث أن تقننديم الرعايننة الصننحية للسننجين مننن األمننور الهامننة لمننا يحننف بننه مننن ظننروف تمنعننه مننن‬
‫كامل التصرف بالذهاب لتحصيل هذه الرعاية الصحية‪ ،‬وقد كانت هذه الرعاية فيعهد عمنر بنن العزينز تتمثنل‬
‫في أمور ثالثة(‪:)46‬‬

‫‪ -‬أمره بالعناية بالمرضى ومداواتهم ومعاهدتهم‪ ،‬وخصوصا من ال يوجد له من يقوم بحاجته‪.‬‬


‫‪ -‬العناينة بالسننجون واالعتنناء بهننا منن الجانننب الصنحي الوقننائي منن حيننث التهوينة والنظافننة وحسنن التغذيننة‬
‫ونحوهننا‪ ،‬لمننا يترتننب علننى ذلننك مننن أثننر صننحي للمسنناجين‪ ،‬ومننن وصننايا عمننر فنني ذلننك مننا كننان يكتب نه‬
‫لعمالننه فنني األمصننار (اسننتوص بمننن فنني سننجونك وأرضننك خي نرا‪ ،‬حتننى ال يصننيبهم ضننيعة‪ .‬وأقننم لهننم مننا‬
‫يصلحهم من الطعام واإلدام)‪.‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪299‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫بما قد يصل إلى العفو عنه بالكلية‪ ،‬وقد جاء أن سجينا عند عمنر‬ ‫‪ -‬تخفيف العقوبة عن السجين المري‬
‫بن عبد العزيز اشتد وجعه فأمر عمر بعخراجه من السجن‪ ،‬وهذا مبدأ شرعي فني أن العقوبنات التعزيرينة‬
‫البدنينة إذا تبنين عنند تنفيننذها أن المحكنوم علينه ال يقنندر علنى تحملهنا وال سنبيل إلننى تأجيلهنا فنعن العقوبننة‬
‫تنفذ مخففة أو تسقط‪.‬‬

‫إذن فن نني نظن ننام العقوبن ننات اإلسن ننالمي‪ ،‬أن السن ننجن لن ننيس عقوبن ننة أساس ن ننية لن ننردع األف ن نراد عن ننن االنح ن نراف‬
‫االجتمنناعي‪ ،‬بننل انننه عقوبننة مسنناندة للعقوبننات األساسننية الفوريننة كالقصنناص والحنندود والننديات علننى اخننتالف‬
‫أنواعها‪ ،‬وأزمان دفعها‪ .‬على عكس نظام العقوبات الرأسمالي‪ ،‬الذي جعل السجن‪ ،‬المصدر الرئيسي والساحة‬
‫الحقيقيننة لمعالجننة االنح نراف(‪ ،)47‬والغايننة مننن السننجن جنناءت مننن خننالل حكمننة ان فنني ش نريعة اإلسننالم أيننن‬
‫اقتضت الحاجة وجود مثل هذه المؤسسات‪ ،‬وتحدث عن هذه الحكمة‬

‫الكثيننر مننن الفقهنناء‪ ،‬وقننالوا بننأن ذلننك مننن بنناب حفننظ أهننل الج نرائم المنتهكننين للمحننارم‪ ،‬الننذين يسننعون فنني‬
‫فسننادا‪ ،‬ويلحقننون االذك والضننرر بننا‪،‬خرين ويعتننادون ذلننك دونمننا رادع مننن ضننمير أو خننوف مننن ان‪،‬‬ ‫األر‬
‫بل يعتادون ذلك السلوك المنحرف‪ ،‬ويعرفون من أخالقهم إال أنهم لم يرتكبوا ما يوجب حدا وال قصاصا حتنى‬
‫يقام فنيهم الحند أو القصناص فترتناا مننهم النبالد والعبناد‪ ،‬فهنؤالء إن تركنوا‪ ،‬وخلني بيننهم وبنين المسنلمين بلغنوا‬
‫مننن األضنرار لهننم كننل ايننة‪ ،‬وان قتلنوا سننفك دمننائهم بنندون حننق تصننح منننهم التوبننة أو يقضنني ان فننيهم مننا‬
‫يشاء(‪.)48‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪300‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫الهوامش‬

‫(‪ )1‬سورة يوسف (ا‪،‬ية ‪.)15‬‬


‫(‪)2‬‬
‫سورة يوسف (ا‪،‬ية ‪.)11‬‬
‫(‪)3‬‬
‫سورة الشعراء (ا‪،‬ية ‪.)55‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عز الدين الخطيب التميمي و خرون‪ ،‬نظراإ في الثقافة اإلسالمية‪ ،‬دار الشهاب‪ ،‬باتنة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عبد الفتاا خضر‪ ،‬تطور مفهوم السجن ووظيفت ‪ ،‬بحث مقدم للندوة العلمية حول السجون مزاياها وعيوبها من وجهة النظر‬
‫‪ ،3591 ،‬ص ‪.31‬‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬من تنظيم المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الريا‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬تحقيق عبد ان علي الكبير ومحمد أحمد حسب ان وهاشم محمد الشاذلي)‪ ،‬منشورات دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.3511‬‬
‫(‪)7‬‬
‫اسحق إبراهيم منصور‪ ،‬الموج في َلم اإلجرام والعقاب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪ ،3595 ،1‬ص ‪.311‬‬
‫(‪)8‬‬
‫اسحق إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫(‪)9‬‬
‫مصطفى متولي‪ ،‬نموَج مقترح لبرامج تعليمية تربوية داخل المؤسساإ اإلصالحية والعقابية في الدول العربية‪ ،‬بحث مقدم‬
‫وباالشتراك‬ ‫في الندوة العلمية (التعليم داخل المؤسساإ اإلصالحية ) المنظم من قبل أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية بالريا‬
‫‪ ،3559 ،‬ص ‪.329‬‬ ‫مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬بتونس خالل الفترة ما بين ‪ 51 /51‬يوليو ‪ ،3552‬الريا‬
‫(‪ )10‬المادة (‪ )52‬من القانون رقم ‪ 11 -12‬المؤرخ في ‪ 11‬فيفري سنة ‪ ،5112‬المتضمن قانون تنظيم السجون واَاد اإلدماج‬
‫االجتماَي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬الصادر بتاريا ‪ ،5112 /15/31‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ )11‬استبيان دراسة األمم المتحدة االستقصائية التاسعة التجاهات الجريمة وعمليات نظم العدالة الجنائية عن الفترة ‪-5111‬‬
‫‪ ،5111‬مكتب األمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫)‪)12‬‬
‫محمد عبد القادر قواسمية‪ ،‬جنوح األحداث في التشريع الج انري‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،3555 ،‬ص ‪.513‬‬
‫)‪)13‬‬
‫جون شازال‪ ،‬الطفولة الجانحة‪ ،‬ترجمة أنطوان عبده‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،3515 ،‬ص‪.313‬‬
‫)‪)14‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.353‬‬
‫)‪)15‬‬
‫سلوك عثمان الصديقي و خرين‪ ،‬انحراف الصغار وجرانم الكبار‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬األ ازريطة‪ ،5115 ،‬ص‪.511‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Les détenus et l’éducation, Les détenus et l’éducation des adultes ,‬‬
‫‪www.unesco.org/education/uie/confintea/pdf/Fra_8c.pdf .‬‬
‫)‪)17‬‬
‫سلوك عثمان الصديقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫)‪)18‬‬
‫دراسة للباحث حول نظام السجون في الج انر منشورة بجريدة الشروق اليومي‪ ،‬الحلقة (‪ ،)1‬العدد ‪ ،111‬ديسمبر ‪.5115‬‬
‫)‪)19‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.3511‬‬
‫(‪)20‬‬
‫محمد حسن انم‪ ،‬دينامياإ صور السلطة لد المسجونين‪ ،‬مجلة الثقافة النفسية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬المجلد ‪ ،2‬بيروت‪ ،‬جوان‬
‫‪ ،3551‬ص‪.12‬‬
‫(‪)21‬‬
‫المادة (‪ )1‬من قانون تنظيم السجون واَاد اإلدماج االجتماَي للمحبوسين‪.‬‬
‫(‪ )22‬رشيد زرواتي‪ ،‬مدخل للخدمة االجتماَية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،5111 ،‬ص ‪.321‬‬
‫(*)‬
‫أنصار المدرسة التقليدية القديمة في تبرير حق المجتمع في العقاب إلى مجموع ما لألفراد من حقوق في الدفاع‬ ‫استند بع‬
‫عن أنفسهم وأموالهم بحيث نشأ من هذا المجموع حق المجتمع في الدفاع ضد المجرم‪ ...‬والوضعيين قالوا أن الخطورة اإلجرامية‬
‫يجب أن تواجه بالدفاع االجتماعي‪ ،‬لكن اللفظ الحديث فهو يهدف إلى حماية المجتمع من المجرم‪ ،‬وهو هدف ينطوي على معاني‬
‫إنسانية نبيلة يرمي إلى حماية المجرم والمجتمع من ظاهرة اإلجرام‪ .‬أنظر‪ :‬عبدان عبد العزيز اليوسف‪ ،‬واقع المؤسساإ العقابية‬
‫واإلصالحية وأساليب تحديث نظمها اإلدارية في الدول العربية‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،3555 ،‬ص ‪.391‬‬
‫(‪ )23‬عبد الفتاا خضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫(‪ )24‬أحمد فتحي بهنسي‪ ،‬موقف الشريعة من نظرية الدفاع االجتماَي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬جدة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ )25‬عبد ان عبد العزيز اليوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.391‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪301‬‬
‫د‪ .‬مصطفى شريك‬ ‫اجتماعية مؤسسات السجون‬

‫(‪ )26‬أحمد فتحي بهنسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫(‪ )27‬نبيل السمالوطي‪َ ،‬لم اجتماع العقاب‪ ،‬الجزء‪ ،5‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ )28‬عبد ان عبد العزيز اليوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫(‪ )29‬عبد الفتاا خضر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ )30‬أحمد فتحي بهنسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ ،5111 ،‬ص ‪.1‬‬ ‫(‪ )31‬سعيد بن مسفر الوادعي‪ ،‬فق السجن والسجناء‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الريا‬
‫(‪ )32‬سورة البقرة‪ ،‬ا‪،‬يتان ‪.315 -319‬‬
‫(‪ )33‬عز الدين الخطيب و خرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫(‪ )34‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.531‬‬
‫(‪ )35‬سورة يوسف‪ ،‬ا‪،‬ية‪.11 :‬‬
‫(‪ )36‬سعيد بن مسفر الوادعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.353‬‬
‫(‪ )37‬الطيب السنوسي أحمد‪ ،‬بدانل السجن دراسة فقهية‪ ،‬مجلة الجندي المسلم‪ ،‬العدد ‪ ،331‬الصادر يوم ‪.5111 /31 /13‬‬
‫مأخوذة من الموقع‪http://books.bdr130.net/1817.html :‬‬
‫(‪ )38‬سعيد بن مسفر الوادعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )39‬أحمد اللهيب‪ ،‬موقف الشريعة اإلسالمية من َقوبة السجن‪ ،‬أبحاث الندوة العلمية األولى حول "السجون مزاياها وعيوبها من‬
‫‪ ،3591‬ص ‪.331‬‬ ‫وجهة النظر اإلصالحية‪ ،‬من تنظيم المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الريا‬
‫)‬
‫(‪http://pr.sv.net/aw/2007/february%202007/arabic/pages022.htm 2‬‬
‫(‪ )41‬عبد السالم بن محمد الشويعر‪ ،‬السجن ومعاملة السجناء في اإلسالم‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬العدد ‪،19‬‬
‫‪ ،5115 ،‬ص‪.1‬‬ ‫المجلد ‪ ،51‬السنة ‪ ،51‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الريا‬
‫(‪ )42‬سعيد بن مسفر الوادعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.339‬‬
‫(‪ )43‬سورة األحزاب‪ ،‬ا‪،‬ية‪.53:‬‬
‫(‪ )44‬سورة النحل‪ ،‬ا‪،‬ية‪.352 :‬‬
‫(‪ )45‬مجلة الوعي اإلسالمي‪ ،‬أنظر الموقع‪:‬‬
‫‪http://alwaei.com/topics/view/article_new.php?sdd=3122&issue=529‬‬
‫(‪ )46‬عبد السالم بن محمد الشويعر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )47‬االنحراف االجتماعي من وجهة نظر اإلسالم‪:‬‬
‫‪http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/akhlaq/alneheraf/03.html‬‬
‫(‪ )48‬سعيد بن مسفر الوادعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫جملة الدراسات والبحوث االجتماعية–جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي العدد‪ 31/31‬ديسمبر‪ 5132‬ص ص(‪)302-289‬‬
‫‪302‬‬

You might also like