‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العايل‬

‫جامعة ام القرى‬

‫كلية الرتبية‬

‫قسم االدارة الرتبوية والتخطيط‬

‫مفهوم تكوين املعلم‪ ،‬واملفاهيم املناظرة‪ ،‬طبيعة تكوين املعلم‪ ،‬أمهية تكوين املعلم‬

‫تكوين املعلم وتطويره‬

‫رمز املقرر‪ :‬هنج ‪222262020-2‬‬

‫مقدم للدكتورة‪ /‬أمرية مجيل طه خصيفان‬

‫الطالبة‪ /‬أماين حسن النجار‬

‫الرقم اجلامعي‪22002004 /‬‬

‫الفصل الدراسي الثاين ‪0222‬هـ‬

 ‫مفهوم تكوين املعلم‪ ،‬وملفاهيم املناظرة‪ ،‬طبيعة تكوين املعلم‪ ،‬أمهية تكوين املعلم‬

‫مقدمة‬

‫يف ظل حتقق أهداف رؤية ‪ 2202‬اليت جاءت ملواكبة التغريات‪ ،‬أولت اململكة العربية السعودية قطاع التعليم اهتماما‬
‫خاصا وخصصت له امليزانيات الضخمة ‪ ،‬كما اهتم املسؤولني عنه ابالهتمام بتكوين و تدريب املعلمني للرقي مبستوايهتم‬
‫ً‬
‫إىل أفضل ما ميكن ‪( .‬ابو حيمد‪ ، )2204،‬كما برهنت دراسة (القرين‪ )2222 ،‬جدوى التدريب يف تكوين املعلم‬
‫حيث جاءت يف ابرز نتائجها أن الدورات التدريبية هلا أثر على كفاءة املعلم‪ ،‬وتبني كذلك أن الدورات التدريبية تسهم‬
‫يف حتسني احلس املهين وتطوير العالقات يف املدرسة‪.‬‬

‫كما أكدت وزارة التعليم على أن التنمية املهنية للمعلمني والعاملني يف احلقل الرتبو مهمة أساسية من مدخالت‬
‫العملية التعليمية حيث أهنا تعين بتحسني أداء املعلمني وتدريبهم مما جيعلهم قادرين على القيام أبدوارهم التعليمية‬
‫ومتطلبات عملهم بكفاءة وفاعلية ‪.‬‬

‫ان النهوض ابلنظام الرتبو يصاحبه دعوة اىل تكوين و اعداد وتدريب مميز للمعلم حيث ان املستوى التعليمي يف أ‬
‫بلد قائم على نوعية معلميه ودرجة االعداد والتدريب اليت تلقوها‪( .‬ابو حيمد‪)2204،‬‬

‫منوذجا من التكوين املستمر الذ خیضع له املعلمون وهو مساير ملسريهتم املهنية‬
‫و يُش ّكل تكوين املعلمني أثناء اخلدمة ً‬
‫فقد "اعتربته منظمة اليونسكو إسرتاتيجية ملواجهة أزمة التعليم يف عاملنا املعاصر وذلك بتكوين املعلم تكوينًا متكامالً‪،‬‬
‫بواي لتمكينه من التفاعل املبدع مع متطلبات ختصصه ومستجدات عصر التقنية‪".‬‬ ‫أكادمييًا ومهنيًا وثقافيًا‪ ،‬وتنميته تر ً‬
‫(ضحاو ‪ ،‬حسني‪ ،2222 ،‬ص ‪. )06‬‬

‫ومن خالل ما سبق تظهر أمهية اعداد املعلم وتنميته ودوره يف حتسني جودة اداء املتعلمني ملا له من أمهية خاصة يف‬
‫حتسني ورفع كفاءة املتعلمني ملواجهة حتدايت العصر ولرسم االسرتاتيجية املستقبلية للقطاع التعليمي‪.‬‬
‫(األنصار ‪)2202،‬‬

‫املفاهيم‬

‫التكوين لغة‬

‫"تكوين الشيء أ أوجده وأنشأه أو أحدثه"‪( .‬البستاين ‪ ،0206‬ص‪)662‬‬

‫‪1‬‬
 ‫تعريف التكوين اصطالحا‬

‫"هو عملية مقصودة‪ ،‬وواعية حتدث تغيريات إرادية يف سلوك املتكونني‪ ،‬كما تؤد إىل اكتساب مهارات مهنية ‪ .‬مبعىن‬
‫أهنا ال هتتم ابجلانب األكادميي ‪ ،‬بقدر اهتمامها إبحداث تغيريات يف أساليب التفكري‪ ،‬واملمارسة"‪.‬‬
‫(قاسم‪،2200،‬ص‪)226‬‬

‫وأشار فري أبن التكوين‪ «:‬يدل على فعل منظم يسعى إىل إاثرة عملية إعادة بناء متفاوتة الدرجة يف وظائف الشخص‬
‫فالتكوين هبذا املعىن وثيق االتصال أبساليب التفكري‪ ،‬وادإدراك‪ ،‬والشعور‪ ،‬والسلوك » (بوعبدهللا ‪ ،0220‬ص ‪.)022‬‬

‫مفهوم املعلم‬

‫ورد يف املعجم املوسوعي ملصطلحات الرتبية أن املعلم هو‪" :‬الشخص الذ يستخدم بصفة رمسية لتوجيه تعلم األوالد‬
‫والتالميذ وادإشراف على أعماهلم وخرباهتم الرتبوية يف معهد أو مدرسة رمسية أو خاصة‪".‬‬

‫االعداد لغة‬

‫أعد الشيء إذا هيأه وجهزه‪(.‬املعاين‪)2220،‬‬

‫إعداد املعلم‬

‫هي صناعة أولية للمعلم كي يزاول منة التعليم ‪ ،‬وتتواله مؤسسات تربوية متخصصة مثل معاهد إعداد املعلمني وكليات‬
‫تبعا لنوع التعليم ‪ .‬وهبذا يعد‬
‫تبعا للمرحلة اليت يعد املعلم فيها‪ ،‬وكذلك ً‬
‫الرتبية أو غريها من املؤسسات ذات العالقة ً‬
‫بواي يف مؤسسته التعليمية قبل اخلدمة ‪ ( .‬جربائيل‪) 0200 ،‬‬
‫الطالب املعلم ثقافيًا وعلميًا وتر ً‬

‫مفهوم التأهيل‬

‫يعرف أتهيل املعلمني على أنه إعداد املعلمني الذين عينوا دون حصوهلم على مؤهالت تربوية أو علمية مناسبة‪.‬‬
‫(ابداح‪)0226،‬‬

‫التنمية املهنية‬

‫هي عملية منظمة مدروسة لبناء مهارات تربوية وإدارية وشخصية جديدة ‪ ،‬تلزم املعلمني لقيامهم الفعال ابملسؤوليات‬
‫اليومية ‪ ،‬أو ترميم ما يتوفر لديهم منها بتجديدها أو إمنائها ‪ ،‬أو سد العجز فيها لتحقيق غرض أمسى وهو حتسني فعالية‬
‫املعلمني وابلتايل زايدة التحصيل الكمي والنوعي للمعلمني ‪( .‬الناقة‪ ،‬ابو ورد‪.)2222،‬‬

‫‪2‬‬
 ‫التدريب‬

‫هي تلك العمليات النمائية اليت يتلقاها املعلم أثناء اخلدمة لضمان مواكبة التطوير الذى يطرأ على املنهج وطرائق التعليم‬
‫نتيجة التطور االجتماعي والتقين املستمر ‪.‬‬

‫يعرفه ‪ FLIPPO‬يف كتابه إدارة املوارد البشرية ‪ :‬هو العملية اليت يتم من خالهلا تزويد العاملني ابملعرفة واملهارات‬
‫واألداء يف تنفيذ األعمال املختلفة " ويعرفه عمر وصفي عقيلي "أبنه ذلك العمل املخطط الذ يتكون من جمموعة‬
‫برامج مصممة من أجل تعليم املوارد البشرية كيف تؤد أعماهلا احلالية ملستوى عال من الكفاءة من خالل تطوير‬
‫حسن أداءهم " ‪( .‬عقيلی ‪ ، 2224 ،‬ص ‪.)204‬‬

‫األهداف العامة للتكوين‬

‫هتدف العملية التكوينية يف جمملها إىل حتسني مستوى التعليم من خالل التكوين املباشر ألعضاء الفريق ادإدار ‪،‬‬
‫والرتبو للمسامهة يف تنمية املؤسسة الرتبوية وتطوير نتائجها‪.‬‬

‫وميكن تلخيص األهداف العامة من وراء العمل على تكوين املعلم مهنيا يف األمور الثالث التالية ‪:‬‬

‫– متكني املعلم من فهم حقيقة العملية الرتبوية يف الوطن‪،‬وأهدافها‪ ،‬ونظم التعليم‪ ،‬ومشاكله بصفة عامة‪ ،‬وطرق‬
‫التدريس‪ ،‬والقدرة على استخدام وسائل ادإيضـاح بصفة خاصة ‪.‬‬

‫يقوم بتعليمه ومراحل منوه املختلفـة (النمـو اجلسمي والعقلي واالنفعايل‬ ‫– متكني املعلم من فهم الطالب الذ‬
‫واالجتماعي ‪.)...‬‬

‫– متكني املعلم من فهم اجملتمع‪ ،‬ومشاكله‪ ،‬واحتياجاته ‪.‬‬

‫– معرفة التطورات واملستجدات يف ميدان الرتبية والتعليم ( الوسـائل السمعية والبصرية والسمع بصرية واألعالم اآليل‪،‬‬
‫وشبكة ادإنرتنت)‪ ( .‬تركي‪)0222 ،‬‬

‫انواع التكوين‬

‫تتم عملية التكوين يف مرحلتني متالحقة‪ ،‬ومتكاملة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫التكوين األويل ‪:‬‬

‫"يتم هذا التكوين يف معاهد الرتبية ‪ ،‬وفـي اجلامعات ‪ ،‬ويتمثل يف حتسني مستوى املوظف‪ ،‬وتوعيته‪ ،‬وإعـداده ملمارسـة‬
‫الوظيفة" (أورلسان‪)2222 ،‬‬

‫‪3‬‬
‫وميكن القول أبن " مدة السنوات اليت يستغرقها إعداد املدرس خالل تكوينـه األويل ال ميكن أن ينمي قدراته املهنية إىل‬
‫أقصاها‪ ،‬بل تتطلب استمرارية يف التكوين طوال ممارسة العملية التعليمية ألن ادإعداد قبل اخلدمة ال يعطي للمعلـم إال‬
‫جمـرد األسس اليت تساعده على البدء‪ ،‬واالنطالق يف ممارسته ملهنة التعلـيم"‪( .‬املركز الوطين للواثئق الرتبوية‪0220 ،‬‬
‫‪،‬ص‪.)42‬‬

‫ومن اجلهود احلثيثة اليت قام هبا املركز الوطين للتطوير املهين التعليمي ابململكة العربية السعودية ‪ ،‬تنفيذ برانمج املعلم‬
‫اجلديد وذلك لتهيئة املعلمني اجلدد لتويل مسؤولياهتم‪ ،‬ورغبة يف تزويدهم ابملعارف واملهارات األساسية واليت متكنهم من‬
‫البدء ابلعمل يف حقل التدريس مبهنية‪ ،‬ويهدف برانمج املعلم اجلديد اىل تنمية مهارات املعلمني واملعلمات الصفية‪ ،‬و‬
‫رفع مهارات املعلمني واملعلمات فيما خیص اساليب التدريس‪ ،‬واستهدفت فئة شاغلي وشاغالت الوظائف التعليمية‬
‫املستجدين‪ ،‬حيث بلغ عدد املعلمني واملعلمات املستجدين( ‪ ،)02202‬وعدد ادإدارات املنفذة( ‪ ،)00‬أما عدد‬
‫الربامج املنفذة فهي(‪ ) 066‬برانمج بـ (‪ ) 2002‬ساعة تدريبية‪ (.‬وزارة التعليم املركز الوطين للتطوير املهين‬
‫التعليمي‪)2220،‬‬

‫التكوين أثناء اخلدمة ‪:‬‬

‫إذا كان التكوين أثناء اخلدمة ضرورة الزمة‪ ،‬وحقيقة يف مجيـع الوظـائف واملهن‪ ،‬فإنه ملهنة التعليم يشكل ضرورة أكثر‬
‫إحلاح ا‪ ،‬ألن مهنة التدريس تتطور فيها التقنيات واملعارف‪ ،‬وتتغري فيها املناهج بشكل سريع‪ ،‬ويعترب هذا التكوين تكوينًا‬
‫ً‬
‫مهنيًا مستمراً‪( .‬العدواين ‪،2200،‬ص ‪)02‬‬

‫كما ان التكوين أثناء اخلدمة هو استمرار لعملية الرتبيـة املهنيـة املسـتدامة للمعلمني من أجل تنمية املعلم مهنيـاً وزيـادة‬
‫كفـاءة املؤسسـة الرتبويـة وخمرجاهتا‪.‬‬

‫مبادئ تكوين املعلمنی أثناء اخلدمة‬

‫" يقوم تكوين املعلمني أثناء اخلدمة على عدة مبادئ من أبرزها‪:‬‬

‫‪ ‬الشمولية ‪ :‬من حيث أهنا تضم األدوار املختلفة للمعلم ‪.‬‬

‫‪ ‬التنوع مع الوضوح ‪ :‬حيث إهنا جتديدية‪ ،‬أتهيلية‪ ،‬إثرائية‪ ،‬متنوعة األمناط ‪.‬‬
‫‪ ‬التكامل ‪ :‬يكون بني مجيع اجلهات واألجهزة املسؤولة عنه ‪.‬‬
‫‪ ‬املرونة ‪ :‬أ يف اللوائح وادإجراءات والرتتيبات ‪.‬‬
‫‪ ‬الدافعية ‪:‬أ تستند على نظام حوافز شامل يكافئ املعلمني امللتزمني ابلتكوين ‪.‬‬
‫‪ ‬الواقعية ‪:‬تنطلق على أساس حتديد دقيق للحاجات التكوينية الفعلية للمعلمني ‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ ‬الغرضية ‪ :‬تستهدف جتاوز فجوات األداء بني املمارسات الراهنة للمعلمني وتلك اليت تتطلبها التجديدات‪.‬‬
‫‪ ‬املتابعة والتقومی ‪:‬مبعىن متابعة أداء املعلمني يف امليدان وعلى أساس فعالية أدائهم وتطور ممارساهتم وارتفاع‬
‫مستوى املتعلمني ‪( ".‬بيومي ‪ ،‬حسني‪ ،2222،‬ص‪)62‬‬

‫ويهدف التكوين أثناء اخلدمة إىل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تعويض النقص يف التكوين األويل من انحية التحصيل املعريف واألكادميي ‪.‬‬

‫بواي للذين م توظيفهم مباشرة دون أ تكوين خاص ‪.‬‬

‫‪ -‬أتهيل املدرسني غري املؤهلني تر ً‬

‫‪ -‬تعميق وحتديث املعارف األكادميية للمدرسني ‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية حب التكوين الذايت لدى املدرسني بقصد حتسني مستوايهتم ‪.‬‬

‫‪ -‬حتضري املدرس للتغيريات املستجدة‪ ،‬وادإصالحات اليت من املمكن أن تطرأ أو تدخل على النظام الرتبو ‪.‬‬

‫‪"-‬املساعدة على تغيري االجتاهات‪ ،‬واكتساب االجتاهات جتاه املهنة املمارسة من قبل املتـدرب‪.‬‬

‫‪-‬مساعدة املتدرب علـى االنفتـاح علـى اآلخرين من زمالئه هبدف تنميته مهنيا‪ ،‬وذلك من خـالل إجيـاد فرص االحتكاك‬
‫مع الزمالء يف إطار املهام والنشاطات اجلماعيـة اليت تتطلب العمل التعاوين وجتسيد روح اجلماعة "‪( .‬العدواين‬
‫‪،2200،‬ص ‪)02‬‬

‫مطلعا دوما على تطور النظام الرتبو وعلى املستجدات‪ ،‬وعلى‬

‫‪ -‬أن يكون التكوين مستمراً حبيث يكون املدرس ً‬
‫التقدم الذ يتحقق فيه‪( .‬بيومي ‪ ،‬حسني‪ ،2222،‬ص‪)62‬‬

‫‪ -‬أن يشمل التكوين أثناء اخلدمة مجيع كادر العملية الرتبوية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يشرتك هؤالء العاملني يف ميدان الرتبية‪ ،‬والتعليم يف وضع اخلطة التكوينية بطريقة حمكمة حبسب احتياجات‬
‫املدرسني حىت يقبلوا على هذا التكوين أثناء اخلدمة حبيوية ومحاس‪.‬‬

‫مقومات وعوامل جناح تكوين املعلمنی أثناء اخلدمة‬

‫لنجاح تكوين املعلمني أثناء اخلدمة البد له من أن يقوم على ركائز ومقومات منها ‪:‬‬

‫" ‪ -‬قيامه على أساس تغيري أسلوب األداء والسلوك والتفكري لألفضل ‪.‬ولكن يف واقع احلال هو قائم على أساس‬

‫نظر حبت حيث ال يلتمس منه حتول يف بنية األداء والتفكري واملمارسة لدى املعلم‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ -‬أن يراعي الظروف الواقعية للمتكون‪.‬‬

‫املشجعة واليت‬
‫‪ -‬توفري احلافزية للمتكونني ‪.‬حيث أهنا تكاد ال تُذكر مما جيعل التكوين فعل آيل بعيد عن العوامل ّ‬

‫متنح الدافعية لإلجناز‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة املتكونني بعد عودهتم ألعماهلم ملساعدهتم على تطبيق ما تدربوا عليه‪( ".‬مسيحة ‪)2224 ،‬‬

‫" ومن األمور الواجب مراعاهتا جلودة تكوين املعلمنی أثناء اخلدمة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون براجمه مستمرة ومتواصلة مع املعلم طوال فرتة بقائه يف مهنة التدريس ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتم تغيري النظرة التقليدية لربامج تكوين املعلمني أثناء اخلدمة وحتوهلا إىل فرصة حقيقية للتنمية والتطور العقلي‬
‫والذهين والنفسي لكل املعلمني‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون شرطًا من شروط بقائه يف وظيفته والرتقي فيها إىل الوظائف األعلى ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتسم ابلوضوح والفعالية اليت يتم إضفائها على مستوايت أداء املعلمني ‪ ( ".‬بيومي ‪)2222 ،‬‬

‫االجتاهات احلديثة يف برامج تكوين املعلمنی‬

‫على الرغم من التقدم اهلائل الذ عرفته خمتلف األنظمة التعليمية يف الدول املتقدمة على اخلصوص يف جمال برامج‬
‫تكوين املعلمني‪ ،‬اال أهنا ما زالت تلقى انتقادات من طرف املهتمني مبجال إعداد املعلم وأتهيله‪ .‬خاصة فيما خیص‬
‫نوعية التكوين وأساليبه ومضامينه‪ ،‬الشيء الذ دفع الباحثني واملفكرين الرتبويني للبحث يف املوضوع من اجل إدخال‬
‫حتسينات وإصالحات على الربامج احلالية دإعداد املعلم‪ ،‬هبدف مواكبة التغريات والتطورات‪.‬‬

‫و نتيجة لذلك فقد تطورت برامج إعداد املعلم ملواكبة التطورات والتغريات املتسارعة‪ ،‬حيث كانت برامج إعداد املعلم‬
‫تركز على اجلانب املعريف من جوانب عملية إعداد املعلم‪ ،‬ولكن هذا االجتاه وجه إليه الكثري من النقد حيث أن املعرفة‬
‫التعين امتالك املهارة التدريسية‪ ،‬فظهرت الربامج اليت تركز على طبيعة املتعلم ابعتباره حمور العملية التعليمية التعلمية‬
‫وغايتها‪( .‬أبو دقة‪ ،‬اللولو‪، 2224،‬ص ‪.)264‬‬

‫‪6‬‬
 ‫إعداد املعلم يف ضوء نظرايت التعليم والتعلم‬

‫أوال‪ :‬إعداد املعلم يف ضوء النظرية البنائية‪:‬‬

‫وتكمـن األمهيـة العملية للنظرية البنائية يف أن املتعلم يقوم بنفسه ببناء املعرفة وامتالك احللول للمشكالت‪ ،‬فتصبح هذه‬
‫املعرفة جزءا أصيال تكون لديه‪ ،‬لذا يكمن إعداد املعلم يف ضـوء هـذه النظريـة يف تدريبه على جعل الطالب حمور العلمية‬
‫التعليمية‪ ،‬وإعطائه الثقة يف بناء املعرفة بنفسه‪ ،‬وتنمية مهاراته حلل املشكالت اليت تواجهه ‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬إعداد املعلم يف ضوء نظرية التعليم ذو املعىن‪:‬‬

‫وترتكز على طريقتني يكتسب املتعلم يهما املعلومات ‪:‬‬

‫‪-1‬التلقي ‪:‬كما حيدث حني يقرا املتعلم كتااب ويتلقى من خالله معلومات مرتابطة م تشكيلها ‪،‬أو كما حيدث حني‬
‫يستمع إىل حماضره ذات أفكار مرتابطة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫‪-2‬االكتشاف ‪ :‬ويستخدم املتعلم هذه الطريقة حني يكون املعىن انقصا أو غامضا ‪،‬فيقوم املتعلم بتحديد العالقات‬
‫بني املفاهيم واستخالص املعاين‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬إعداد املعلم يف ضوء نظرية تنظيم املعلومات‬

‫"وتستند هذه النظرية إىل عدد من االفرتاضات مؤداها أن‪:‬‬

‫‪ ‬تنظيم املعلومات ومعاجلتها للمادة املتعلمة يؤدى إىل تعلم أكثر استمرارية لدى املتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تنظيم املعلومات ومعاجلتها يف خطوات متمثلة يف أنشطة عقلية‪.‬‬
‫‪ ‬توجد حدود لكمية املعلومات اليت يستطيع املتعلم معاجلتها وتعلمها‪.‬‬
‫‪ ‬نظام املعاجلة البشرى نظام تفاعلي وليس جمرد تلق للمعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬التكرار اآليل للمعلومات ليس شرطا لتذكرها يف ظل عدم ارتباط املادة املتعلمة ابلبناء املعريف لدى املتعلم " ‪.‬‬
‫(صرب ‪ ،‬توفيق‪،2204،‬ص‪)22‬‬

‫رابعا ‪:‬إعداد املعلم يف ضوء أمناط التعلم‬

‫تتضمن هذه النظرية أربعة أمناط للتعلم ضمن منوذج ‪ VARK‬الذ وضعه نيل فليمنج‪ ،‬منط التعلم عن طريق البصر‬
‫ومنط التعلم عن طريق السمع ومنط التعلم عن طريق القراءة والكتابة ومنط التعلم عن طريق احلركة وخیتلف كل منط من‬
‫االربعة أمناط أبسلوبه يف تلقي املعلومة وفهمها‪.‬‬

‫عالقة التكوين ابلتدريب‬

‫أن التكوين والتدريب يتجهان إىل أن التكوين هو أوسع وأمشل من التدريب ‪ ،‬إذا كان التكوين عملية مستمرة مدى‬
‫احلياة ‪ ،‬جند أن التدريب تلجأ إليه املنظمة عند احلاجة فقط لتلبية حاجات يف احلاضر على عكس التكوين الذ‬
‫يعتمد على التنبؤ ابملهارات واملعارف واملعلومات اليت ستحتاجها املنظمة يف املستقبل ‪ ،‬وإذا كان التدريب يهدف إىل‬
‫معاجلة نقاط الضعف والوصول إىل مستوايت عالية من الكفاءة فان التكوين يهدف إىل تعزيز نقاط القوة املوجودة و‬
‫حتسني املهارات و الكفاءات التكوين رأس مال بشر منتج مثله مثل ابقي املوارد األخرى داخل املنظمة‪.‬‬

‫ومن منطلق ارتباط التكوين ابلتدريب ومسايرة ما استجد يف اجملتمع يف الفرتة احلالية ابجتياح كوفيد ‪ 02‬ألغلب الدول‬
‫‪ ،‬فقد ابدرت إدارات التعليم ابململكة العربية السعودية بتنفيذ خطة التدريب على مهارات استخدام نظام إدارة التعليم‬
‫منصة "مدرسيت" لشاغلي الوظائف التعليمية لتهيئة وتدريب شاغلي الوظائف التعليمية مهارات التعليم‬ ‫ادإلكرتوين ّ‬
‫ادإلكرتوين‪ ،‬والتعرف على ا ألنظمة وادإجراءات اليت تتعلق بكيفية التعامل مع هذا النوع من التعليم لتقدميه أبفضل صورة‬

‫‪8‬‬
‫ممكنة للطالب والطالبات‪ ،‬حيث بلغ عدد املتدربني يف حمافظة شرورة (‪ )2222‬متدرب ومتدربة‪( .‬وكالة االنباء‬
‫السعودية واس‪)2222 ،‬‬

‫وللتدريب أنواع منها ‪:‬‬

‫‪ ‬التدريب التكميلي‪ :‬ويهدف الستكمال بعض جوانب القصور يف مرحلة إعداد املعلم يف مؤسسات‬
‫إعداد املعلمني قبل اخلدمة ‪ ،‬وقد يكون هذا النقص يف اجلانب األكادميي أو يف اجلانب املسلكي ‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب العالجي‪ :‬وذلك ملعاجلة ضعف يف إحدى الكفاايت اليت جيب أن تتوفر لدى املعلم ‪.‬‬
‫التدريب التجديدي‪ :‬وذلك ملسايرة املستجدات العلمية والنظرايت الرتبوية ‪ ،‬والتطورات التكنولوجية‬ ‫‪‬‬
‫والتغريات يف أمناط احلياة ‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب لألعمال واملهام اجلديدة‪ :‬وذلك عندما يرشح املعلم لعمل تربو يف أثناء اخلدمة ‪ ،‬دإكسابه‬
‫املزيد من املعارف واملهارات إىل جانب تطوير االجتاهات ادإجيابية حنو العمل الرتبو ‪ (.‬عارف‪،‬‬
‫‪)0204‬‬

‫نقد‬

‫لغواي مبعىن نشوء أو والدة‬

‫عند بداية قراءيت عنوان احملور احلايل(تكوين املعلم) لفت نظر مصطلح (تكوين) واليت هي ً‬
‫أ أنه البد ان تكون االجتاهات واملهارات مرسخه يف املعلم ومتأصلة فيه كاملعلم ابلفطرة وهو سلوك يندر اكتسابه‬
‫بطريقة التعليم والتدريب‪ ،‬واالنسب يف نظر واالدق مصطلح (اعداد) املكتسب بتعليم املهارات وتعزيزها والتأهيل‬
‫للتطبيق بغض النظر عن اقتناع املعلم او عدم اقتناعه ابملهارات املكتسبة‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫إن التعليم والتكوين مها عنصران متالزمان ومتكامالن ‪ ،‬حبيث أن جناح عملية التكوين مرهون بوجود تربية وتعليم فعال‬
‫‪ ،‬وجناح التعليم يف املدى الطويل يعتمد بشكل رئيسي على عمليات التكوين املتواصلة واملستمرة على مدى احلياة‬
‫املهنية جلميع املوارد البشرية يف كل املنظمات ابختالف أنواعها وجماالت نشاطها ‪ ،‬وذلك هبدف تكوين رأس مال‬
‫بشر فعال يف خدمة جمتمعه‪( .‬حسيبة‪)2222،‬‬

‫‪9‬‬
 ‫املراجع‬

‫‪ -‬األنصار ‪ ،‬سامر حممد (‪ .)2202‬إعداد املعلم وتطوره مهنياً يف ضوء بعض اخلربات العاملية‪AJSP ،‬اجمللة‬
‫العربية للنشر العلمي‪.244-200 ،)02(،‬‬
‫‪ -‬ابو حيمد‪ ،‬ران علي (‪ .)2204‬تطوير واعداد املعلم يف اململكة العربية السعودية يف ضوء جتارب عاملية رائدة‪،‬‬
‫جملة عامل الرتبية‪.42-00 ،)2(2 ،‬‬
‫‪ -‬بيومي‪ ،‬حممد ضحاو ‪ ،‬سالمة عبد العظيم حسني‪ .) 2222 (.‬التنمية املهنية للمعلمني مدخل جديد حنو‬
‫إصالح التعليم‪ .‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -‬صدقاو كمال‪ .)2200( .‬خصائص التكوين البيداغوجي ألستاذ التعليم الثانو ومتطلبات التحسني‪ .‬جملة‬
‫حبوث وتربية‪.024-222 ،4،‬‬
‫‪ -‬العدواين‪ ،‬خالد مطهر‪ .)2200( .‬إعداد املعلمني قبل وأثناء اخلدمة]أطروحة دكتوراه منشورة[‪ .‬األردن‪.‬‬
‫‪ -‬تركي‪ ،‬رابح‪.) 0222( .‬أصول الرتبية والتعليم (ط‪ .)2‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -‬اورلسان‪ ،‬رشيد‪ .)2222( .‬التسيري البيداغوجي يف مؤسسات التعليم‪ ،‬قصر الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬حلسن‪ ،‬بوعبد اهللا‪ .)0220 ( .‬تقييم العملية التكوينية ابجلامعة‪ ،‬كتاب الرواسي مجعية ادإصالح االجتماعي‬
‫والرتبو ‪.‬‬
‫‪ -‬البستاين‪ ،‬فؤاد إفرام‪ .)0206( .‬منجد الطالب(ط ‪ .)00‬دار املشرق‪.‬‬
‫‪ -‬موعدك الرتبو – التكوين الذايت – اجلزائر‪ :‬املركز الوطين للواثئق الرتبوية‪ ،)2(،‬جانفي ‪0220‬‬
‫‪ -‬قاسم‪ ،‬بو سعدة‪ .)2200( .‬تكوين املعلمني وإشكاليته‪ .‬جملة العلوم االنسانية واالجتماعية‪-224 ،)2(2 ،‬‬
‫‪.004‬‬
‫‪ -‬ابن عمار‪ ،‬حسيبة‪ .)2222( .‬تكوين املوارد البشرية يف املنظومة اجلزائرية دراسة حالة تكوين املكونني يف‬
‫والية قسنطينة] رسالة ماجستري [‪ .‬وزارة التعليم والبحث العلمي جامعة منتور قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬وكالة االنباء السعودية واس‪،2222( ،‬حمرم ‪ .)20‬تعليم شرورة يدرب املعلمني واملعلمات على منصة‬
‫"مدرسيت"‪ .‬واس‪https://www.spa.gov.sa/2124808 .‬‬
‫التعليمي(‪،2220‬يناير‪)00،‬‬ ‫املهين‬ ‫للتطوير‬ ‫الوطين‬ ‫املركز‬ ‫التعليم‬ ‫‪ -‬وزارة‬
‫‪https://ncepd.moe.gov.sa/ar/Products/Pages/ProductDetails.aspx?P‬‬
‫‪roductID=xuJxWhuEuSE%3d‬‬
‫‪ -‬بيومي‪ ،‬حممد ضحاو ‪ ،‬حسني‪ ،‬سالمة عبد العظيم‪ .)2222 ( .‬التنمية املهنية للمعلمني مدخل جديد حنو‬
‫إصالح التعليم‪ .‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -‬مسيحة‪ ،‬حسني نصر‪ .)2224( .‬دور برانمج املدرسة كوحدة تطوير يف التنمية املهنية ملعلمي املرحلة‬
‫‪ -‬األساسية مبدارس وكالة الغوث يف حمافظات غزة ]مذكرة ماجستري منشورة[‪ .‬اجلامعة ادإسالمية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬بوعزة‪ ،‬الصاحل‪ .)2202 ( .‬االحتياجات التدريبية للمشرفني الرتبويني يف مرحلة التعليم االبتدائي يف ضوء‬
‫املقاربة ابلكفاءات [رسالة ماجستري منشورة]‪.‬‬
‫‪ -‬براهيم‪ ،‬سين(‪ .)2200‬االجتاهات الرتبوية احلديثة يف اعداد املعلم‪ .‬جملة الباحث للعلوم الرايضية‬
‫واالجتماعية‪.062-040 ، )2(4 ،‬‬
‫‪ -‬كرمی‪ ،‬حممد امحد‪ ،‬البوهى‪ ،‬فاروق شوقي‪ ،‬عثمان‪ ،‬ابتسام مصطفى‪ .)2220( .‬مهنة التعليم وأدوار املعلم‬
‫فيها‪ .‬شركة اجلمهورية احلديثة لتحويل وطباعة الورق‪.242-262 ،‬‬
‫‪ -‬بشارة‪ ،‬جربائيل‪ .)0200( .‬متطلبات الثورة العلمية والتكنولوجية يف التكوين املهين للمعلم‪ .‬اجمللة العربية‬
‫للرتبية ‪.)0(0،‬‬
‫‪ -‬الناقة‪ ،‬صالح أمحد‪ ،‬ابو ورد‪ ،‬إيهاب حممد‪ .)2222( .‬إعداد املعلم وتنميته مهنيًا يف ضوء التحدايت‬
‫املستقبلية‪ .‬اجلامعة االسالمية بغزة‪.22 – 0 ،‬‬
‫حماضرة‬ ‫املعلم‪.‬‬ ‫اعداد‬ ‫(‪.)0204‬‬ ‫نوال‪.‬‬ ‫‪ -‬عارف‪،‬‬
‫‪https://fac.ksu.edu.sa/sites/default/files/mhdr_dd_lmlm.pdf‬‬
‫‪ -‬صرب ‪ ،‬عبد العظيم ‪ ،‬توفيق‪ ،‬رضا‪ .)2204( .‬إعداد املعلم يف ضوء جتارب بعض الدول‪ .‬اجملموعة العربية‬
‫للتدريب و النشر‪.‬‬
‫‪ -‬شباب‪ ،‬حياة‪ ،2200( .‬ابريل)‪ .‬تعرف على أمناط التعلم وأتثريها عليك وكيفية حتديد النمط اخلاص بك‪.‬‬
‫‪https://hayatshabab.com/learning-styles-and-vark-modul‬‬
‫‪ -‬القرين‪ ،‬عبد هللا بن حممد بن حوفان‪ ،‬دعرم‪ ،‬سفر بن سعيد‪ .)2222( .‬الربامج التدريبية على رأس العمل‬
‫ودورها يف الرفع من كفاءة املعلم يف اململكة العربية السعودية‪ .‬اجمللة االلكرتونية الشاملة املتعددة‬
‫التخصصات‪.)22(،‬‬
‫‪ -‬العنز ‪ ،‬بتلة صفوق‪ .)2222( .‬إعداد املعلم يف دول اخلليج‪ .‬عامل الكتب احلديث للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬أبو دقة‪ ،‬سناء إبراهيم‪ ،‬اللولو‪ ،‬فتحية صبحي‪ .)2224( .‬دراسة تقوميية لربانمج إعداد املعلم بكلية الرتبية‬
‫ابجلامعة اإلساملية يف غزة‪ .‬جملة اجلامعة الساملية‪.422- 264 ،)0( 04 ،‬‬
‫‪ -‬جنار‪ ،‬فريد‪ .)2220( .‬املعجم املوسوعي ملصطلحات الرتبية إجنليز عريب‪ .‬مكتبة لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬ابداح‪ ،‬عبد املعطي سعود إدريس‪ .)0226( .‬مستوى اكتساب الكفاايت التعلمية لدى طلبة برانمج أتهيل‬
‫املعلمني حاملي دبلوم كليات اجملتمع إىل املستوى اجلامعي يف مشال األردن دراسة تقوميية‪ .‬جامعة الريموك‪،‬‬
‫‪.02-00‬‬

‫‪11‬‬