You are on page 1of 32

‫محبه هللا للعبد‬

‫بحث في مقرر مناهج البحث العلمي‬

‫تنفيذ الباحثة‪ :‬حنان عايض الحربي‬

‫الرقم الجامعي ‪381212486‬‬

‫اشراف‪ :‬د‪/‬بشرى السكاكر‬


‫‪2020/11/23‬‬
‫‪ 1‬مقدمه‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه ومن وااله وبعد‪:‬‬

‫فإن من واجبات اإليمان ولوازمه محبة هللا تعالى ومحبة رسوله ومحبة عباده المؤمنين ومحبة ما يحبه هللا ورسوله من‬

‫اإليمان والعمل الصالح وتوابع ذلك وبغض ما يبغضه هللا من الكفر والفسوق والمعاصي وبغض أعداء هللا من الكفرة‬

‫والمشركين والعصاة والملحدين فالحب في هللا والبغض في هللا والمواالة في هللا والمعاداة في هللا أوثق عرى اإليمان وأحب‬

‫األعمال إلى هللا تعالى والمرء مع من أحب يوم القيامة كما وردت السنة بذلك فمحبة هللا تعالى ورسوله صلى هللا عليه وسلم‬

‫يرت ُ ُك ْم‬
‫ش َ‬ ‫مقدمة على محبة األوالد واألموال والنفوس قال هللا تعالى‪} :‬قُ ْل ِإ ْن كَانَ آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َ ْبنَا ُؤ ُك ْم َوإِ ْخ َوانُ ُك ْم َوأ َ ْز َوا ُج ُك ْم َو َ‬
‫ع ِ‬

‫سبِي ِل ِه فَت َ َربَّ ُ‬


‫صوا َحتَّى‬ ‫سو ِل ِه َو ِجهَا ٍد فِي َ‬ ‫سا ِكنُ ت َ ْرض َْونَهَا أَح َّ‬
‫َب إِلَ ْي ُك ْم ِمنَ ِ‬
‫هللا َو َر ُ‬ ‫سا َد َها َو َم َ‬ ‫َوأ َ ْم َوا ٌل ا ْقت َ َر ْفت ُ ُمو َها َوتِج َ‬
‫َارةٌ ت َ ْخش َْونَ َك َ‬

‫يَأْتِ َ‬
‫ي هللاُ ِبأ َ ْم ِر ِه َوهللاُ َال يَ ْهدِي ا ْلقَ ْو َم ا ْلفَا ِ‬
‫س ِقينَ { [التوبة‪ ]24 :‬أمر هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم أن يتوعد من أحب أهله وماله‬

‫وعشيرته وتجارته ومسكنه فآثرها أو بعضها على فعل ما أوجبه هللا عليه من األعمال التي يحبها هللا تعالى ويضراها كالجهاد‬

‫والهجرة ونحو ذلك‪.‬‬

‫قال ابن كثير رحمه هللا تعالى أي انتظروا ماذا يحل بكم من عقابه والوعيد ال يقع إال على فرض الزم وحتم واجب وفي‬

‫الصحيحين عن أنس أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬والذي نفسي بيده ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده‬

‫ووالده والناس أجمعين» وفي الصحيحين أيضا أن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬وهللا ألنت أحب إلي‬

‫من كل شيء إال من نفسي فقال ‪« :‬ال يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال‪ :‬وهللا ألنت أحب إلي من نفسي‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫«اآلن يا عمر » ومعلوم أن محبة الرسول إنما هي تابعة لمحبة هللا جل وعال الزمة لها فإن الرسول إنما يحب موافقة لمحبة‬

‫هللا له وألمر هللا بمحبته وطاعته واتباعه فمن ادعى محبة النبي بدون متابعته وتقديم قوله على قول غيره فقد كذب كما قال‬

‫سو ِل َوأَ َط ْعنَا ث ُ َّم َيت َ َو َّلى فَ ِري ٌ‬


‫ق ِم ْن ُه ْم ِم ْن َب ْع ِد ذَ ِلكَ َو َما أُو َل ِئكَ ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ } [النور‪i ]47 :‬فنفى‬ ‫الر ُ‬ ‫تعالى‪َ { :‬و َيقُولُونَ آ َمنَّا ِبا ِ‬
‫هلل َو ِب َّ‬

‫~‪~1‬‬
‫اإليمان عمن تولى عن طاعة هللا ورسوله فإذا كان ال يحصل اإليمان إال بتقديم محبته صلى هللا عليه وسلم على األنفس‬

‫واألوالد واآلباء والخلق كلهم فما الظن بمحبة هللا عز وجل‪ ،‬وقد جعل النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬تقديم محبة هللا ورسوله‬

‫على محبة غيرهما من خصال اإليمان ومن عالمات وجود حالوة اإليمان في القلوب ففي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى‬

‫هللا عليه وسلم‪ :‬قال‪« :‬ثالث من كن فيه وجد بهن حالوة اإليمان‪ :‬أن يكون هللا ورسوله أحب إليه مما سواهما‪ ،‬وأن يحب‬

‫المرء ال يحبه إال هلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه هللا منه كما يكره أن يلقى في النار» قال النووي‪ :‬معنى حالوة‬

‫اإليمان‪ :‬استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق وإيثار ذلك على أغراض الدنيا‪ ،‬ومحبة العبد هلل بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك‬

‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال ابن رجب رحمه هللا‪ :‬ومحبة هللا سبحانه على درجتين إحداهما‪ :‬فرض الزم وهي أن يحب‬

‫هللا سبحانه محبة توجب له محبة ما فرضه هللا عليه وبغض ما حرمه عليه ومحبة رسوله المبلغ عنه أمره ونهيه وتقديم‬

‫محبته على النفوس واألهلين أيضًا كما سبق‪.‬‬

‫والرضا بما بلغه عن هللا من الدين وتلقي ذلك بالرضا والتسليم ومحبة األنبياء والرسل والمتبعين لهم بإحسان هلل عز وجل‪،‬‬

‫وبغض الكفار والفجار هلل عز وجل ‪ ،‬وهذا القدر ال بد منه في تمام اإليمان الواجب ومن أخل بشيء منه فقد نقص من إيمانه‬

‫حَر ًجا ِم َّما‬ ‫شج ََر بَ ْينَ ُه ْم ث ُ َّم َال يَ ِجدُوا فِي أَ ْنفُ ِ‬
‫س ِه ْم َ‬ ‫{ فَ َال َو َربِكَ َال يُ ْؤ ِمنُونَ َحتَّى يُح َِك ُموكَ فِي َما َ‬ ‫الواجب بحسب ذلك قال هللا تعالى‬

‫س ِل ُموا تَ ْ‬
‫س ِلي ًما }] النساء‪ii[ 65 :‬وكذلك ينقص من محبته الواجبة بحسب ما أخل به من ذلك فإن المحبة الواجبة‬ ‫قَ َ‬
‫ضيْتَ َويُ َ‬

‫تقتضي فعل الواجبات وترك المحرمات ولهذا المعنى كان الحب في هللا والبغض في هللا من أصول اإليمان ا‪ .‬هـ‪.1‬‬

‫‪ 1‬من كتاب استنشاق نسيم األنس من نفحات رياض القدس البن رجب‪.‬‬

‫~‪~2‬‬
‫وخرج الترمذي من حديث معاذ بن أنس الجهني عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬من أعطى هلل ومنع هلل وأحب هلل‬

‫وأبغض هلل فقد استكمل إيمانه» وخرجه اإلمام أحمد وزاد فيه «وأنكح هلل» وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة وخرج ابن جرير‬

‫عن ابن عباس قال‪ « :‬من أحب هلل وأبغض هلل ووالى في هللا وعادى في هللا‪ ،‬فإنما تنال والية هللا بذلك ولن يجد عبد طعم‬

‫اإليمان وإن كثرت صالته وصومه حتى يكون كذلك‪ ،‬وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك ال يجدي على أهله‬

‫عد ٌُّو إِ َّال ا ْل ُمتَّ ِقينَ { [الزخرف‪ ]67 :‬قال في فتح‬


‫ض َ‬ ‫}األ َ ِخ َّال ُء يَ ْو َمئِ ٍذ بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ‬ ‫شيئا»‪ ،‬أي ال ينفعهم بل يضرهم‪ ،‬كما قال تعالى‪ْ :‬‬

‫المجيد‪ :‬فإذا كانت البلوى قد عمت في هذا في زمن ابن عباس خير القرون فما زاد األمر بعد ذلك إال شدة حتى وقعت المواالة‬

‫على الشرك والبدع والفسوق والعصيان وقد وقع ما أخبر به صلى هللا عليه وسلم بقوله‪« :‬بدأ اإلسالم غريبا وسيعود غريبا‬

‫كما بدأ» رواه مسلم‪.‬‬

‫فال بد من إيثار ما أحبه هللا من عبده وأراده على ما يحبه العبد ويريده فيحب ما يحبه هللا ويبغض ما يبغضه ويوالي فيه‬

‫ويعادي فيه ويتابع رسوله صلى هللا عليه وسلم وبهذا يحصل التمييز بين المحبة في هللا وألجله التي هي من كمال التوحيد‬

‫وبين المحبة مع هللا التي هي محبة األنداد من دون هللا لما يتعلق في قلوب المشركين من اإللهية التي ال تجوز إال هلل وحده‪،‬‬

‫قال ابن رجب رحمه هللا‪ :‬الدرجة الثانية من المحبة هلل درجة السابقين المقربين وهي أن ترتقي المحبة إلى محبة ما يحبه هللا‬

‫من نوافل الطاعات وكراهة ما يكرهه من دقائق المكروهات وإلى الرضا بما يقدره ويقضيه مما يؤلم النفوس من المصائب‬

‫إلى أن قال‪ :‬فقد تبين بما ذكرناه‪ :‬أن محبة هللا إذا صدقت أوجبت محبة طاعته وامتثالها وبغض معصيته واجتنابها‪.‬‬

‫وأما األسباب التي تستجلب بها محبة رب األرباب فمن ذلك‪:‬‬

‫~‪~3‬‬
‫‪ -1‬معرفة نعم هللا على عباده‪ ،‬التي ال تعد وال تحصى} َو ِإ ْن تَعُدُّوا ِن ْع َم َة ِ‬
‫هللا َال تُحْ ُ‬
‫صو َها {وقد جبلت القلوب على محبة من‬

‫أ حسن إليها‪ ،‬والحب على النعم من جملة شكر المنعم‪ ،‬ولهذا يقال‪ :‬إن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح ومن األسباب‬

‫أيضا‪.‬‬

‫‪ -2‬معرفة هللا تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله فمن عرف هللا أحبه ومن أحب هللا أطاعه ومن أطاع هللا أكرمه ومن أكرمه هللا‬

‫أسكنه في جواره ومن أسكنه في جواره فطوبى له‪.‬‬

‫‪ -3‬ومن أعظم أسباب المعرفة الخاصة‪ :‬التفكر في ملكوت السنوات واألرض وما خلق هللا من شيء وفي القرآن شيء كثير‬

‫من التذكير بآيات هللا الدالة على عظمته وقدرته وجالله وكماله وكبريائه ورأفته ورحمته وبطشه وقهره وانتقامه إلى غير‬

‫ذلك من أسمائه الحسنى وصفاته العليا‪ ،‬فكلما قويت معرفة العبد باهلل قويت محبته له ومحبته لطاعته وحصلت له لذة العبادة‬

‫من الصالة والذكر وغيرهما على قدر ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬ومن األسباب الجالبة لمحبة هللا عز وجل معاملة هللا بالصدق واإلخالص ومخالفة الهوى فإن ذلك سبب لفضل هللا على‬

‫عبده وأن يمنحه محبته‪.‬‬

‫‪ -5‬ومن أعظم ما تستجلب به المحبة كثرة ذكر هللا تعالى فمن أحب شيئا أكثر من ذكره وبذكر هللا تطمئن القلوب‪ ،‬ومن عالمة‬

‫المحبة هلل دوام الذكر بالقلب واللسان‪.‬‬

‫‪ -6‬ومن أسباب محبة هللا لعبده‪ :‬كثرة تالوة القرآن الكريم بالتدبر والتفكر وال سيما اآليات المتضمنة ألسماء هللا وصفاته‬

‫وأفعاله الباهرة ومحبة ذلك يستوجب به العبد محبة هللا ومحبة هللا له‪.‬‬

‫~‪~4‬‬
‫‪ -7‬ومن أسباب المحبة تذكر ما ورد في الكتاب والسنة من رؤية أهل الجنة لربهم وزيارتهم له واجتماعهم يوم المزيد فإن‬

‫ذلك تستجلب به المحبة هلل تعالى ‪.2‬‬

‫وذكر ابن القيم رحمه هللا أن األسباب الجالبة لمحبة هللا لعبده ومحبة العبد لربه عشرة‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬قراءة القرآن بالتدبر لمعانيه وما أريد به‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬التقرب إلى هللا تعالى بالنوافل بعد الفرائض كما في الحديث القدسي «وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»‬

‫رواه البخاري‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر هذا‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إيثار محابة على محابك عند غالبات الهوى‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬مطالعة القلب ألسمائه وصفاته ومشاهدتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها‪.‬‬

‫السادس‪ :‬مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة‪.‬‬

‫السابع‪ :‬وهو أعجبها انكسار القلب بين يديه‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬الخلوة به وقت النزول اإللهي آخر الليل وتالوة كتابه ثم ختم ذلك باالستغفار والتوبة‪.‬‬

‫نظر المرجع السابق ص‪.30-22‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~5‬‬
‫التاسع‪ :‬مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كالمهم‪ ،‬وال تتكلم إال إذا ترجحت مصلحة الكالم وعلمت أن فيه‬

‫مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك‪.‬‬

‫العاشر‪ :‬مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين هللا عز وجل‪ ،‬فمن هذه األسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة‬

‫‪3‬‬ ‫ودخلوا على الحبيب‬

‫هذا‪ ،‬ومن عالمات المحبة الصادقة هلل ولرسوله التزام طاعة هللا والجهاد في سبيله واستحالء المالمة في ذلك واتباع رسوله‪،‬‬

‫ف يَأْتِي هللاُ ِبقَ ْو ٍم يُ ِحبُّ ُه ْم َويُ ِح ُّبونَهُ أَ ِذلَّ ٍة َ‬


‫علَى ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ أَ ِع َّز ٍة‬ ‫قال هللا تعالى‪{ :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا َم ْن يَ ْرت َ َّد ِم ْن ُك ْم ع َْن دِينِ ِه فَ َ‬
‫س ْو َ‬

‫ع ِلي ٌم} [المائدة‪]54 :‬‬ ‫هللا يُ ْؤتِي ِه َم ْن يَشَا ُء َوهللاُ َوا ِ‬


‫س ٌع َ‬ ‫هللا َو َال يَ َخافُونَ لَ ْو َمةَ َالئِ ٍم ذَ ِلكَ فَ ْ‬
‫ض ُل ِ‬ ‫علَى ا ْلكَافِ ِرينَ يُجَا ِه ُدونَ فِي َ‬
‫سبِي ِل ِ‬ ‫َ‬

‫هللا فَاتَّبِعُونِي يُحْ بِ ْب ُك ُم هللاُ َويَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َوهللاُ َ‬


‫غفُ ٌ‬
‫ور َر ِحي ٌم } [آل عمران‪ ]31 :‬وصف‬ ‫وقال تعالى‪ { :‬قُ ْل إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُِحبُّونَ َ‬
‫‪iii‬‬

‫سبحانه المحبين له بخمسة أوصاف‪.‬‬

‫ض‬ ‫}و ْ‬
‫اخ ِف ْ‬ ‫أحدها‪ :‬الذلة على المؤمنين‪ :‬والمراد بها لين الجانب والرأفة والرحمة للمؤمنين وخفض الجناح لهم كما قال تعالى‪َ :‬‬

‫هللا َوا َّل ِذينَ َمعَهُ أَ ِ‬


‫شدَّا ُء‬ ‫َجنَا َحكَ ِل َم ِن اتَّبَعَكَ ِمنَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ { [الشعراء‪ ]215 :‬ووصف أصحابه بمثل ذلك في قوله } ُم َح َّم ٌد َر ُ‬
‫سو ُل ِ‬

‫علَى ا ْل ُك َّف ِار ُر َح َما ُء َب ْينَ ُه ْم{ [الفتح‪ ]29 :‬وهذا يرجع إلى أن المحبين هلل يحبون أحبابه ويعودون عليهم بالعطف والرحمة‪.‬‬
‫َ‬

‫ار َوا ْل ُمنَا ِف ِقينَ َوا ْغلُ ْظ‬ ‫الثاني‪ :‬العزة على الكافرين‪ ،‬والمراد بها الشدة والغلظة عليهم كما قال تعالى‪{ :‬يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّ‬
‫ي جَا ِه ِد ا ْل ُكفَّ َ‬

‫علَي ِْه ْم } [التحريم‪ ]9 :‬وهذا يرجع إلى أن المحبين له يبغضون أعداءه‪ ،‬وذلك من لوازم المحبة الصادقة‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ 3‬اهـ من مدارج السالكين ‪.18 ،17 /3‬‬

‫~‪~6‬‬
‫الثالث‪ :‬الجهاد في سبيل هللا وهو مجاهدة أعدائه بالنفس واليد والمال واللسان وذلك أيضا من تمام معاداة أعداء هللا الذي‬

‫تستلزمه المحبة‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬أنهم ال يخافون لومة الئم والمراد أنهم يجتهدون فيما يرضى به من األعمال‪ ،‬وال يبالون في لومة من المهم في شيء‬

‫إذا كان فيه رضي ربهم‪ ،‬وهذا من عالمات المحبة الصادقة أن المحب يشتغل بما يرضى به حبيبه ومواله ويستوي عنده من‬

‫حمده في ذلك أو المه‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬متابعة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وطاعته واتباعه في أمره ونهيه وقد قرن هللا بين محبته ومحبة رسوله في‬

‫سو ِل ِه} [التوبة‪ ]24 :‬والمراد‪ :‬أن هللا ال يوصل إليه إال عن طريق رسوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫هللا َو َر ُ‬ ‫قوله‪ { :‬أ َ ح َّ‬
‫َب ِإلَ ْي ُك ْم ِمنَ ِ‬

‫باتباعه وطاعته‪.‬‬

‫قال ابن رجب‪ :‬ومحبة الرسول على درجتين؛ إحداهما فرض وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول صلى هللا‬

‫عليه وسلم من عند هللا وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية ثم حسن االتباع‬

‫له فيما بلغه عن ربه من تصديقه في كل ما أخبر به من الواجبات واالنتهاء عما نهى عنه من المحرمات ونصرة دينه والجهاد‬

‫لمن خالفه بحسب القدرة فهذا القدر ال بد منه وال يتم اإليمان بدونه‪.‬‬

‫والدرجة الثانية‪ :‬فضل وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق االقتداء بسنته في أخالقه وآدابه ونوافله وتطوعاته‬

‫وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته ألزواجه وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخالقه الطاهرة والراقية واالعتناء بمعرفة‬

‫سيرته وأيامه واهتزاز القلب عند ذكره وكثرة الصالة والسالم عليه لما سكن في القلب من محبته وتعظيمه وتوقيره ومحبة‬

‫استماع كالمه وإيثاره على كالم غيره من المخلوقين‪ ،‬ومن أعظم ذلك االقتداء به في زهده في الدنيا الفانية واالجتزاء باليسير‬

‫منها والرغبة في اآلخرة الباقية‪ ،‬اهـ من كتاب استنشاق نسيم األنس‪.‬‬

‫~‪~7‬‬
‫ومن عالمات محبة هللا ورسوله‪ :‬أن يحب ما يحبه هللا ويكره ما يكرهه هللا ويؤثر مرضاته على ما سواه وأن يسعى في‬

‫مرضاته ما استطاع وأن يبعد عما حرمه هللا ويكرهه أشد الكراهة ويتابع رسوله صلى هللا عليه وسلم يمتثل أمره‪ ،‬ويترك‬

‫هللا} [النساء‪ ]80 :‬فمن آثر أمر غيره على أمره وخالف ما نهى عنه فذلك‬
‫ع َ‬ ‫سو َل َفقَ ْد أ َ َطا َ‬ ‫نهيه كما قال تعالى‪َ { :‬م ْن يُ ِط ِع َّ‬
‫الر ُ‬

‫علم على عدم محبته هلل ورسوله فإن محبة الرسول من الزم محبة هللا كما تقدم فمن أحب هللا وأطاعه أحب الرسول وأطاعه‬

‫ومحبة هللا تستلزم محبة طاعته فإنه يحب من عبده أن يطيعه والمحب يحب ما يحبه محبوبه وال بد ومن الزم محبة هللا أيضا‪:‬‬

‫محبة أهل طاعته كمحبة أنبيائه ورسله والصالحين من عباده فمحبة ما يحبه هللا ومن يحبه هللا من كمال اإليمان ومن أحب‬

‫هللا تعالى أحب فيه ووالى أولياءه وعادى أهل معصيته وأبغضهم وجاهد أعداءه ونصر أنصاره وكلما قويت محبة العبد هلل في‬

‫قلبه قويت هذه األعمال المترتبة عليها وبكمالها يكمل توحيد العبد‪ ،‬هذا وقد نهى هللا سبحانه عن مواالة أعدائه في مواضع‬

‫كثيرة من القرآن وأخبر أن مواالتهم تنافي اإليمان باهلل وكتبه ورسله واليوم اآلخر وأنها سبب للفتنة والفساد في األرض وأن‬

‫من واالهم ووادهم فليس من هللا في شيء وأنه من الظالمين الضالين عن سواء السبيل وأنه مستوجب لسخط هللا وأليم عقابه‬

‫عد َُّو ُك ْم أ َ ْو ِليَا َء ت ُ ْلقُونَ إِلَي ِْه ْم‬ ‫في اآلخرة واآليات في هذا كثيرة منها‪ ،‬قول هللا تعالى‪ { :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا َال تَت َّ ِخذُوا َ‬
‫عد ُِوي َو َ‬

‫س ِبي ِل } [الممتحنة‪.]1 :‬‬


‫س َوا َء ال َّ‬ ‫َق} إلى قوله‪َ { :‬و َم ْن َي ْف َع ْلهُ ِم ْن ُك ْم فَقَ ْد َ‬
‫ض َّل َ‬ ‫ِبا ْل َم َو َّد ِة َوقَ ْد َكفَ ُروا ِب َما جَا َء ُك ْم ِمنَ ا ْلح ِ‬

‫ض ُه ْم أ َ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬
‫ض َو َم ْن يَتَ َولَّ ُه ْم ِم ْن ُك ْم فَ ِإنَّهُ ِم ْن ُه ْم }‬ ‫َارى أ َ ْو ِليَا َء بَ ْع ُ‬
‫‪ -2‬قوله تعالى‪ { :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا َال تَت َّ ِخذُوا ا ْليَ ُهو َد َوالنَّص َ‬

‫[المائدة‪.)]4[(]51 :‬‬

‫فمن أطاع الرسول ووحد هللا ال يجوز له مواالة ومحبة من حاد هللا ورسوله ولو كان أقرب قريب قال تعالى‪َ { :‬يا أَ ُّيهَا الَّ ِذينَ‬

‫ان َو َم ْن يَتَ َولَّ ُه ْم ِم ْن ُك ْم فَأُولَئِكَ ُه ُم ال َّظا ِل ُمونَ { [التوبة‪]23 :‬‬ ‫آ َمنُوا َال تَت َّ ِخذُوا آبَا َء ُك ْم َو ِإ ْخ َوانَ ُك ْم أ َ ْو ِليَا َء ِإ ِن ا ْ‬
‫ست َ َحبُّوا ا ْل ُك ْف َر َ‬
‫ع َلى ْ ِ‬
‫اإلي َم ِ‬

‫~‪~8‬‬
‫وفي النص على األقارب دليل على أن مصارمة من سواهم من الكفار مطلوبة بطريق األولى واألحرى وقال تعالى‪:‬ل{ َا تَ ِج ُد‬

‫يرتَ ُه ْم {[المجادلة‬
‫ش َ‬ ‫سولَهُ َولَ ْو كَانُوا آبَا َء ُه ْم أ َ ْو أ َ ْب َنا َء ُه ْم أ َ ْو إِ ْخ َوانَ ُه ْم أ َ ْو َ‬
‫ع ِ‬ ‫قَ ْو ًما يُ ْؤ ِمنُونَ ِبا ِ‬
‫هلل َوا ْل َي ْو ِم ْاآل ِخ ِر يُ َوادُّونَ َم ْن حَا َّد هللاَ َو َر ُ‬

‫‪. ]22 :‬‬

‫قال البغوي رحمه هللا تعالى‪ :‬أخبر هللا أن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكفار وإن من كان مؤمنا ال يوالي من كفر وإن كان‬

‫كافرا فمن واد الكفار فليس بمؤمن‬


‫من عشيرته‪ ،‬وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬أخبر سبحانه وتعالى أنه ال يوجد مؤمن يواد ً‬

‫هللا ِم ْن أَ ْو ِليَا َء ث ُ َّم َال ت ُ ْنص َُرونَ { [هود‪]113 :‬‬


‫ُون ِ‬‫ار َو َما لَ ُك ْم ِم ْن د ِ‬ ‫}و َال ت َ ْر َكنُوا إِلَى الَّ ِذينَ َظلَ ُموا فَت َ َم َّ‬
‫س ُك ُم النَّ ُ‬ ‫اهـ وقال تعالى‪َ :‬‬

‫والركون‪ :‬هو المحبة والميل بالقلب‪ .‬إذا علم تحريم مواالة أعداء هللا تعالى وموادتهم فليعلم أيضا أن األسباب الجالبة لمواالتهم‬

‫وموادتهم كثيرة جدا ومن أقربها وسيلة مساكنتهم في الديار‪ ،‬وال سيما في ديارهم الخاصة بهم ومخالطتهم في األعمال‬

‫ومجالستهم ومصاحبتهم وزيارتهم وتولي أعمالهم والتزيي بزيهم والتأدب بآدابهم وتعظيمهم بالقول والفعل وكثير من‬

‫المسلمين واقعون في ذلك‪.‬‬

‫وقد وردت أحاديث كثيرة بالنهي عما فيه تعظيم ألعداء هللا تعالى فمن ذلك بداءتهم بالسالم ومصافحتهم والترحيب بهم والقيام‬

‫لهم وتصديرهم في المجالس والتوسيع لهم في الطريق لما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا‬

‫صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬ال تبدءوا اليهود والنصارى بالسالم‪ ،‬وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه» رواه‬

‫مسلم‪.‬‬

‫وقد ورد النهي عن مجامعة المشركين ومساكنتهم في ديارهم ألن ذلك من أعظم األسباب الجالبة لمواالتهم ومحبتهم واألحاديث‬

‫في ذلك كثيرة منها قوله صلى هللا عليه وسلم «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله» رواه أبو داود ورواه الترمذي عن‬

‫~‪~9‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬ال تساكنوا المشركين وال تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم» وقوله صلى هللا‬

‫عليه وسلم «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» رواه أبو داود والترمذي‪.‬‬

‫فليتأمل المسلمون الساكنون مع أعداء هللا تعالى هذه األحاديث وليعطوها حقها من العمل فقد قال هللا تعالى‪ { :‬فَبَ ِ‬
‫ش ْر ِعبَادِي‬

‫ب} [الزمر‪ ]18 ،17 :‬فالحب في هللا‬ ‫ست َ ِمعُونَ ا ْلقَ ْو َل فَيَتَّ ِبعُونَ أَحْ َ‬
‫سنَهُ أُولَئِكَ الَّ ِذينَ َهدَا ُه ُم هللاُ َوأُولَئِكَ ُه ْم أُولُو ْاأل َ ْل َبا ِ‬ ‫* الَّ ِذينَ يَ ْ‬

‫والب غض في هللا والمواالة في هللا والمعاداة في هللا من أهم أمور الدين‪ ،‬وأوثق عرى اإليمان وأفضل األعمال عند هللا وباهلل‬

‫وسلم‪4‬‬ ‫التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على محمد وآله وصحبه‬

‫‪ 2‬محبة هللا تعالى لل َعبد‬

‫إن العبد ال ُمسلم يرجو في حياته أن يفوز بمحبة ّللا تعالى ورضاه‪ ،‬فإن هللا إذا أحب عبدا ً فقد فُتِحت له أبواب الدنيا واآلخرة‪،‬‬

‫ومن منا ال يحلُم بنيل هذا الشرف العظيم محبة ّللا جل جالله! وألن محبة هللا غالية فإنها تحتاج إلى عم ٍل صالحٍ وعبادا ٍ‬
‫ت‬

‫وأعما ٍل من شأنها أن ترفع مكانة الشخص عند ّللا ومن يرفع ّللا مكانته فقد فاز الفوز العظيم‪ُ .‬حب هللا تعالى مقترنٌ دائما ً‬

‫ّللاُ َ‬
‫غفُ ٌ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)‪،‬‬ ‫ّللا فَاتَّبِعُونِي يُحْ بِ ْب ُك ُم َّ‬
‫ّللاُ َويَ ْغ ِف ْر َل ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َو َّ‬ ‫بمحبة رسوله الكريم حيث قال هللا تعالى‪( :‬قُ ْل إِن كُنت ُ ْم ت ُِحبُّونَ َّ َ‬

‫وهذه اآلية تدل على أن محبة ّللا تستلزم اتباع سنة نبيه عليه السالم‪ .‬إن محبة ّللا اول من هم أولى فيها األنبياء الصالحين‬

‫انظر تحفة اإلخوان بما جاء في المواالة والمعاداة والحب والبغض والهجرات للشيخ حمود بن عبد هللا التويجري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫ويليهم األولياء والعباد الصالحين الذي صبروا على ما أصابهم وأطاعوا ّللا في السراء والضراء وكانوا عند خير العباد‬

‫وأحسنُهم عمال‪ .‬كما أن محبة هللا للعباد تكون بدرجا ٍ‬


‫ت متفاوتة ُك ٌل حسب عمله في الدنيا‪.‬‬

‫‪ 2.1‬عالمات محبة هللا لل َعبد‬

‫أحب عبداً‪ ،‬فإن ذلك ال يخفى ابدا؛ ألن هللا سيجازيه خيرا ً وينعم عليه من نعمه الواسعة‪ ،‬ومن عالمات محبة هللا‬
‫َ‬ ‫إن هللا إذا‬

‫للعبد المسلم‪:‬‬

‫• إن هللا اذا أحب عبدا ً جعله مقبوالً بين الناس‪ ،‬محبوبا ً عندهم ومن األشخاص المعروف عنهم بالخير‪ ،‬كأن هللا سبحانه وتعالى‬

‫أحب هللاُ العب َد نادى جبريلَ‪ :‬إن هللاَ‬


‫َّ‬ ‫يزرع مخبة هذا الشخص في قلوب اآلخرين‪ ،‬حيث قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬إذا‬

‫السماء‪ ،‬ثم يُو َ‬


‫ض ُع له‬ ‫ِ‬ ‫يحب فالنا ً فأحبُّوه‪ ،‬فيُ ِحبُّه أه ُل‬
‫ُ‬ ‫يحب فالنا ً فأح ِببْه‪ ،‬فيُ ِحبُّه جبريلُ‪ ،‬فينادي جبري ُل في أه ِل السماء‪ :‬إن هللاَ‬
‫ُّ‬

‫عاص وبعيد كل البعد عن ّللا تعالى فإن ّللا يُبعد الناس من حوله‬
‫ٍ‬ ‫األرض)‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬إذا كان العبد‬
‫ِ‬ ‫القبول في‬

‫ويجعلهم يذمونه وال يتقبلون وجوده بينهم‪.‬‬

‫سلَّ َم ‪ ،‬أَنَّهُ قَا َل ‪ ” :‬إِنَّ أَ ْع َظ َم ا ْلج ََز ِ‬


‫اء َم َع ِع َظ ِم‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫ّللاُ َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫• إن ّللا تعالى إذا أحب عبدا ً ابتاله‪ ،‬حيث ور َد ع َْن َر ُ‬
‫سو ِل َّ ِ‬

‫س ِخ َط فَلَهُ ال َّ‬
‫س َخ ُ‬
‫ط “‪ ،‬فإن هللا يبتلي المسلم في نفسه‬ ‫ي فَلَهُ ِ‬
‫الرضَا ‪َ ،‬و َم ْن َ‬ ‫ّللاَ إِذَا أَح َّ‬
‫َب قَ ْو ًما ا ْبتَال ُه ْم ‪ ،‬فَ َم ْن َر ِض َ‬ ‫ا ْلبَ ِ‬
‫الء ‪َ ،‬وإِنَّ َّ‬

‫ورزقه وماله وأهله وأوالده وهذا كي يمتحن هللا صبر العباد ويختبرهم‪ ،‬فمن مان صبورا ً حليما ً شكورا ً نال محبة هللا ورضاه‬

‫ومن كان عكس ذلك فقد استحق غضب هللا وسخطه‪.‬‬

‫• إذا أحب هللا العبد صرف زينة الدنيا ومفاتنها من عينيه‪ ،‬وجعل قلبهُ معلقا ً باآلخرة بحيث أنه يقضي حياته الدنيا في فعل‬

‫المطاف إلى الفوز بنعيم الجنة وكسب االخرة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫تصل به في نهاية‬
‫الخير والطاعات التي ِ‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫يذكر ّللا ويسبحه ويسأله األجر والرضا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يرد هللا عبداً قائما ً قاعدا ً‬
‫• إن العبد الذي يُحبه ّللا يُقب ُل دعاءه‪ ،‬فال يمكن أن ُ‬

‫‪ 2.2‬أسباب محبة العبد هّلل تعالى‬

‫إن محبة العبد ّلل تعالى آتية ونابعة من العقل وال ِفكر‪ ،‬فاإلنسان يتفكر بعقله ب َمن خلقَهُ وأنعم عليه كل هذه النعم‪ ،‬وذلك يدفع‬

‫العبد إلى حب ّللا ال ُمعطي الرازق المنان‪ ،‬فإن اإلنسان إذا أحب هللا أقدم على فعل الطاعات وتقرب إلى ّللا بكل ما يُحب ويرضى‪.‬‬

‫وفي بعض األحيان نجد العبد قد رافق خيرة الناس وأقربهم إلى ّللا ولذلك فهم يقودونه إلى طريق محبة هللا تعالى‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى إن االنسان عندما يتقرب من ّللا تعالى بالدعاء ويتلقى االستجابة فإنه يستشعر عظمة ّللا وأنه سبحانه وتعالى بجانبه‬

‫دائماً‪ .‬كما قال الرسول عليه الصالة والسالم‪:‬‬

‫ي القَ ُ‬
‫لب)‪ ،5‬ولما كانت محبة‬ ‫س ُد ُكلُّهُ‪ ،‬وإذَا فَ َ‬
‫سدَتْ ‪ ،‬فس َد الجَس ُد ُكلُّهُ‪ ،‬أال و ِه َ‬ ‫صلَ َح ال َج َ‬ ‫ضغَةً‪ ،‬إذا َ‬
‫صلَ َحتْ َ‬ ‫س ِد ُم ْ‬
‫(أال وإنَّ في ال َج َ‬

‫هللا نابعة من القلب فإن صالح القلب بالنية الصالحة واألعمال الحسنة يؤدي إلى صالح اإلنسان بأكمله ويدفعه إلى محبة هللا‬

‫وتوقيره‪.‬‬

‫أما األسباب التي تجلب محبة هللا عز وجل للعبد فهي كثيرة أيضا ً ونذكر منها‪:‬‬

‫اإلتباع‬

‫قال تعالى ‪ { :‬قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني يحببكم هللا و يغفر لكم ذنوبكم و هللا غفور رحيم ‪ ،‬قل أطيعوا هللا و الرسول فإن‬

‫تولوا فإن هللا ال يحب الكافرين }‪ 6‬سورة آل عمران ‪ -‬اآليات ‪32_31‬‬

‫‪ 5‬رواه البخاري في كتاب اإليمان‪ ،‬باب فضل من استبرأ لدينه ‪ ،]52[ 28 /1‬وم سلم في كتاب البيوع‪ ،‬باب أخذ الحالل وترك الشبهات ‪1219 /3‬‬
‫[‪.]1599‬‬
‫‪ 6‬سورة آل عمران ‪ -‬اآلية ‪31‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫إن اتباع الرسول صلى هللا عليه وسلم فيما جاء به من هذا الوحي العظيم‪ ،‬سبب عظيم من أسباب محبة هللا عز وجل لعبده‪.‬‬

‫سورة آل عمران ‪ -‬اآلية‬ ‫‪7‬‬ ‫قال بعض السلف‪ :‬ادعى قو ٌم محبة هللا فأنزل هللا آية المحنة {قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني ‪}...‬‬

‫‪31‬‬

‫فجعل عالمة المحبة االتباع‪ ،‬و ثمرة االتباع محبة هللا عز و جل للعبد‪.‬‬

‫التقوى‬

‫قال تعالى‪{ :‬إن هللا يحب المتقين }‪ 8‬سورة التوبة ‪ -‬اآلية ‪7‬‬

‫و قال صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬إن هللا يحب العبد الغني الخفي التقي ))‬

‫تقوى هللا عز وجل سبب عظيم من أسباب محبة هللا لعبده ‪ ،‬و التقوى ‪ :‬هي أن تجعل بينك و بين عذاب هللا عز و جل وقاية‬

‫بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه ‪ ،‬و قيل ‪ :‬هي أن يطاع فال يعصى ‪ ،‬و أن يذكر فال ينسى ‪ ،‬و أن يشكر فال يكفر ‪ .‬و قيل ‪:‬‬

‫هي أن تعمل بطاعة هللا على نور من هللا ترجو ثواب هللا ‪ ،‬و أن تترك معصية هللا على نور من هللا تخاف من عقاب هللا ‪ ،‬و‬

‫قال اإلمام أحمد ‪ :‬هي ترك ما تهوى لما تخشى ‪ ،‬و قيل ‪ :‬هي ترك الذنوب صغيرها و كبيرها ‪.‬‬

‫قال ابن المعتمر‪:‬‬

‫خل الذنوب صغيرها وكـبيرهـا ذاك التقـى‬

‫‪ 7‬سورة آل عمران ‪ -‬اآلية ‪31‬‬


‫‪ 8‬سورة التوبة ‪ -‬اآلية ‪7‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫كماش فوقه أرض الشوك يحذر ما يرى‬
‫ٍ‬ ‫واصنع‬

‫ال تحـقرن صغيرةً إن الجبـال من الحصـى‬

‫و هلل در الشاعر القائل‪:‬‬

‫وتزود من التقوى فإنك ال تـدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر‬

‫فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ً و قد نسجت أكفانه و هو ال يدري‬

‫عروس زينوها لزوجهـا و قد قبضت أرواحهم ليلة القـدر‬


‫ٍ‬ ‫وكم من‬

‫صغار يرتجى طول عمرهم و قد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر‬


‫ٍ‬ ‫وكم من‬

‫الصبر‬

‫قال تعالى ‪ { :‬و هللا يحب الصابرين }‬

‫الصبر سبب جليل من أسباب محبة هللا تعالى لعبده‪ ،‬فليحرص عليه العبد بأنواعه الثالثة‪ :‬فليصبر على طاعة هللا سبحانه ‪ ،‬و‬

‫ليصبر على معاصيه ‪ ،‬و ليصبر على أقداره المؤلمة‪.‬‬

‫ت كثيرات منها قوله تعالى ‪{:‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا }‬
‫و قد أمر هللا عز وجل في كتابه بالصبر في آيا ٍ‬

‫يصب ُره هللا ‪ ،‬و ما‬


‫ِ‬ ‫ث كثيرة منها ‪ (( :‬و من يَتَ َ‬
‫صبَّر‬ ‫و حث النبي صلى هللا عليه و سلم على الصبر ‪ ،‬و رغب فيه في أحادي ٍ‬

‫أُعطي أح ٌد عطاء خيرا ً و أوسع من الصبر ))‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫اإلحسان‬

‫قال تعالى ‪ { :‬و هللا يحب المحسنين }‬

‫اإلحسان سبب جليل من أسباب محبة هللا لعبده ‪ ،‬و هو كما عرفه النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬أن تعبد هللا كأنك تراه ‪،‬‬

‫فإن لم تكن تراه فإنه يراك))‬

‫ت كثيرة و حث عليه ‪ ،‬قال تعالى ‪ { :‬و أحسنوا إن هللا يحب المحسنين }‬


‫و قد أمر هللا باإلحسان في كتابه في آيا ٍ‬

‫و حث النبي صلى هللا عليه و سلم أيضا ً على اإلحسان و أمر به في كل شيء فقال صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬إن هللا كتب‬

‫اإلحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ‪ ،‬و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته ))‬

‫التوبة‬

‫قال تعالى ‪ { :‬إن هللا يحب التوابين }‬

‫• التوبة ‪ :‬من أسباب محبة هللا لعبده إذا تحققت بشروطها المعروفة و هي ‪:‬‬

‫‪ o‬أن يقلع العبد عن المعصية‪.‬‬

‫‪ o‬أن يندم على فعلها ‪.‬‬

‫‪ o‬أن يعزم عزما ً أكيدا ً على أن ال يعود إليها أبدا ً ‪.‬‬

‫بحق آدمي ٍ فعليه أن يبرأ من حقه ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫‪ o‬إذا كانت تتعلق‬

‫‪ o‬فإذا تحققت هذه الشروط ألربعة في التوبة ‪ :‬كانت سببا ً لمحبة هللا تعالى لعبده ‪.‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫فهو سبحانه يحب التائبين و يفرح بتوبتهم ‪ ،‬و ذلك لعظيم رحمته و سعة مغفرته ‪.‬‬

‫ت كثيرات ‪ ،‬منها قوله تعالى ‪ { :‬و توبوا إلى هللا جميعا ً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }‬
‫و قد أمر هللا عباده بالتوبة في آيا ٍ‬

‫و قوله ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى هللا توبةً نصوحا ً }‬

‫و حث النبي صلى هللا عليه و سلم عليها في أحاديث كثير ٍة أيضا ً ‪ ،‬و رغب فيها ‪ :‬فعن أبي هريرة رضي هلل عنه قال ‪ :‬سمعت‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يقول ‪ (( :‬و هللا إني ألستغفر هللا ‪ ،‬و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ))‬

‫و في رواية لمسلم من حديث األغر بن يسار المزني ‪ (( :‬يا أيها الناس توبوا إلى هللا و استغفروه فإني أتوب إليه في اليوم‬

‫مائة مرة ))‬

‫و عن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪ (( :‬إن هللا تعالى يبسط يده بالليل ليتوب‬

‫مسيء النهار ‪ ،‬و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))‬

‫و عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬هللا أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على‬

‫بعيره و قد أضله في أرض فالة ))‬

‫بأرض فالة ‪ ،‬فانفلتت منه و‬


‫ٍ‬ ‫و في رواية مسلم ‪ (( :‬هلل أشد فرحا ً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته‬

‫عليها طعامه و شرابه فيئس منها ‪ ،‬فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ‪ ،‬و قد يئس من راحلته ‪ ،‬فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة‬

‫عنده ‪ ،‬فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح ‪ :‬اللهم أنت عبدي و أنا ربك ‪ ،‬أخطأ من شدة الفرح ))‬

‫الطهارة‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫قال تعالى ‪ { :‬و يحب المتطهرين }‬

‫و قال سبحانه ‪ { :‬و هللا يحب المتطهرين }‬

‫الطهارة سبب من أسباب محبة هللا لعبده ‪ ،‬و هي قسمان ‪ :‬طهارة حسية ‪ ،‬و طهارة معنوية ‪:‬‬

‫أما الطهارة الحسية ‪ :‬فهي التطهر من األنجاس و األحداث‪.‬‬

‫و أما الطهارة المعنوية ‪ :‬فهي التطهر عن الشرك و األخالق الرذيلة و الصفات القبيحة ‪.‬‬

‫قال السعدي رحمه هللا عند تفسيره لقوله تعالى ‪ { :‬و يحب المتطهرين }‬

‫أي ‪ :‬المتنزهين عن اآلثام ‪ ،‬و هذا يشمل التطهر الحسي من األنجاس و األحداث ففيه مشروعية الطهارة مطلقا ً ‪ ،‬ألن هللا‬

‫تعالى يحب المتصف بها ‪ ،‬و يشمل التطهر المعنوي عن األخالق الرذيلة و الصفات القبيحة و األفعال الخسيسة ))‬

‫التوكل‬

‫قال تعالى ‪ { :‬إن هللا يحب المتوكلين }‬

‫التوكل من أسباب محبة هللا تعالى لعبده ‪ ،‬و هو اعتماد القلب على حول هللا و قوته ‪ ،‬و التبرئ من كل حول و قوة‪.‬‬

‫ت كثيرات ‪ ،‬منها ‪ :‬قوله تعالى ‪{:‬و توكل على الحي الذي ال يموت‬
‫و قد أمر هللا تعالى بالتوكل و حث عليه و رغب فيه في آيا ٍ‬

‫}‬

‫و قال سبحانه {و على هللا فليتوكل المؤمنون}‬

‫و كذلك حث النبي صلى هللا عليه و سلم على التوكل و رغب فيه في أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬

‫~ ‪~ 17‬‬
‫حديث ابن عباس رضي هللا عنه في وصف السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب و ال عذاب ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬هم الذين ال‬

‫يسترقون ‪ ،‬و ال يتطيرون ‪ ،‬و على ربهم يتوكلون ))‬

‫و عن ابن عباس رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم كان يقول ‪ (( :‬اللهم لك أسلمت و بك آمنت ‪ ،‬و عليك‬

‫توكلت ‪ ،‬و إليك أنبت ‪ ،‬و بك خاصمت ‪ .‬اللهم إني أعوذ بعزتك ‪ ،‬ال إله إال أنت أن تضلني أنت الحي الذي ال يموت ‪ ،‬و الجن‬

‫و األنس يموتون ))‬

‫العدل و القسط‬

‫قال تعالى ‪ { :‬إن هللا يحب المقسطين }‬

‫القسط و العدل ‪ :‬من أسباب محبة هللا تعالى لعبده ‪ ،‬كما أن الظلم من أسباب بغض هللا تعالى لعبده ‪ ،‬قال تعالى ‪ { :‬و هللا ال‬

‫يحب الظالمين }‬

‫ت كثيرات ‪ ،‬منها ‪ :‬قوله تعالى { و أقسطوا إن هللا يحب المقسطين }‬


‫و قد حث هللا تعالى في كتابه على العدل و القسط في آيا ٍ‬

‫و قل سبحانه ‪ {:‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل و لو على أنفسكم أو الوالدين و األقربين }‬

‫و قال عز و جل ‪ { :‬اعدلوا هو أقرب للتقوى}‬

‫و قال جل و عال ‪ {:‬إن هللا يأمر بالعدل و اإلحسان }‬

‫و كذلك حث النبي صلى هللا عليه و سلم على العدل في أحاديث كثيرة منها ‪ :‬عن النعمان بن بشير قال ‪ :‬قال رسول هلل صلى‬

‫هللا عليه و سلم ‪ (( :‬اتقوا هللا و اعدلوا بين أوالدكم ))‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫و عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬سبعة يظلهم هللا يوم ال ظل إال ظله – ثم ذكر منهم –‬

‫إما ٌم عادل))‬

‫و عن عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬إن المقسطين عند هللا‬

‫على منابر من نور ‪ :‬الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما ُولُّوا ))‬

‫القتال في سبيل هللا‬

‫قل تعالى ‪ { :‬إن هللا يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ً كأنهم بنيانٌ المرصوص }‬

‫بقوم يحبهم و يحبونه أذل ٍة على المؤمنين أعز ٍة على الكافرين يجاهدون في سبيل هللا و ال‬
‫ٍ‬ ‫و قال تعالى ‪ { :‬فسوف يأتي هللا‬

‫يخافون لومة الئم }‬

‫ت كثيرة من كتابه ‪ ،‬منها ‪:‬‬


‫القتال في سبيل هللا ‪ :‬من أسباب محبة هللا تعالى لعبده ‪ ،‬و قد أمر هللا تعالى به في آيا ٍ‬

‫قوله تعالى ‪ {:‬و قاتلوا في سبيل هللا الذين يقاتلونكم }‬

‫و قال تعالى ‪ {:‬و قاتلوا في سبيل هللا و اعلموا أن هللا سمي ٌع عليم}‬

‫و قال سبحانه ‪ { :‬انفروا خفافا ً و ثقاال و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل هللا }‬

‫و كذلك حث النبي صلى هللا عليه و سلم على الجهاد في سبيل هللا و رغب فيه في أحاديث كثيرة ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬أي العمل أحب إلى هللا تعالى ‪ :‬قال ‪ (( :‬الصالة على وقتها )) ‪،‬‬

‫قلت ‪ :‬ثم أي؟ قال ‪ (( :‬بر الوالدين )) قلت ‪ :‬ثم أي؟ قال ‪ (( :‬الجهاد في سبيل هللا ))‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫و عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬إن في الجنة مائة درجة أعدها هللا للمجاهدين‬

‫في سبيل هللا ‪ ،‬ما بين الدرجتين كما بين السماء و األرض))‬

‫و عن أنس رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬لغدوةٌ في سبيل هللا ‪ ،‬أو روحة ‪ٌ ،‬‬
‫خير من الدنيا و‬

‫ما فيها ))‬

‫و عن عبد الرحمن بن جبير رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬ما أغبرت قدما عب ٍد في سبيل هللا‬

‫فتمسه النار))‬

‫التقرب إلى هللا بالنوافل بعد الفرائض‬

‫باب يوجب محبة العبد هلل و محبة هللا للعبد كما أسلفنا ‪.‬‬
‫فهذا ٌ‬

‫محبة أسماء هللا و صفاته‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪،‬بعث رجالً على سرية ‪ ،‬فكان يقرأ ألصحابه في صالتهم‬

‫فيختم ب { قل هو هللا أحد} فلما رجعوا ‪ ،‬ذكروا ذلك لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فقال ‪ (( :‬سلوه ألي شيءٍ صنع‬

‫ذلك؟))فسألوه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألنها صفةٌ للرحمن ‪ ،‬فأنا أحب أن أقرأ بها ‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬أخبروه أن هللا‬

‫تعالى يحبه ))‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫األعمال التي يحب هللا أهلها واجتناب األعمال التي ال يحب هللا أهلها‬

‫وعندما نتأمل شيئا ما‪ ،‬ما ورد في التعليمات والتوجيهات اإللهية عبر الوحي األخير‪ ،‬عبر أحسن الحديث المنزل" القرآن "‬

‫سنفاجأ بحجم ووزن الغفلة التي نحن فيها غارقون‪ ،‬السيما ونحن معنيون بما نتلوه مثل ‪:‬‬

‫‪ 2.2.1‬األعمال التي يحب هللا أهلها‬

‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫س ِنينَ ) [البقرة‪[195 :‬‬ ‫( ِإنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب الت َّ َّوابِينَ َويُ ِح ُّب ا ْل ُمت َ َط ِه ِرينَ ) [البقرة‪.]222 :‬‬ ‫‪( -2‬إِنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُمت َّ ِقينَ ) [آل عمران‪.]76 :‬‬ ‫‪( -3‬فَ ِإنَّ َّ َ‬


‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ ) [آل عمران‪.]134 :‬‬ ‫ّللاُ يُ ِح ُّ‬
‫(و َّ‬
‫‪َ -4‬‬

‫ب الصَّا ِب ِرينَ ) [آل عمران‪.]146 :‬‬


‫ّللاُ يُ ِح ُّ‬
‫(و َّ‬
‫‪َ -5‬‬

‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ ) [آلعمران‪.]148 :‬‬ ‫ّللاُ يُ ِح ُّ‬
‫(و َّ‬
‫‪َ -6‬‬

‫ب ا ْل ُمت َ َو ِك ِلينَ ) [آل عمران‪.]159 :‬‬ ‫‪ِ ( -7‬إنَّ َّ َ‬


‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ ) [المائدة‪.]13 :‬‬ ‫‪( -8‬إِنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫س ِطينَ ) [المائدة‪.]42 :‬‬ ‫‪( -9‬إِنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ ) [المائدة‪.]93 :‬‬ ‫ّللاُ يُ ِح ُّ‬
‫(و َّ‬
‫‪َ -10‬‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫ب ا ْل ُمتَّ ِقينَ ) [التوبة‪.]4 :‬‬ ‫‪ِ ( -11‬إنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُمتَّ ِقينَ ) [التوبة‪.]7 :‬‬ ‫‪( -12‬إِنَّ َّ َ‬


‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُم َّط ِه ِرينَ ) [التوبة‪.]108 :‬‬


‫ّللاُ يُ ِح ُّ‬
‫(و َّ‬
‫‪َ -13‬‬

‫ب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫س ِطينَ ) [الحجرات‪.]9 :‬‬ ‫‪( -14‬إِنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُم ْق ِ‬
‫س ِطينَ ) [الممتحنة‪.]8 :‬‬ ‫‪( -15‬إِنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫صفًّا َكأَنَّ ُه ْم بُ ْن َيانٌ َم ْرصُوصٌ ) [الصف‪.]4 :‬‬ ‫ب الَّ ِذينَ يُقَا ِتلُونَ فِي َ‬
‫س ِبي ِل ِه َ‬ ‫‪ِ ( -16‬إنَّ َّ َ‬
‫ّللا يُ ِح ُّ‬

‫‪ 2.2.2‬اجتناب األعمال التي ال يحب هللا أهلها‬

‫ّللاَ ال يُ ِحب ُّا ْل ُم ْعت َ ِدينَ ) [البقرة‪.]190 :‬‬


‫• (إِنَّ َّ‬

‫ب ا ْلفَ َ‬
‫سادَ) [البقرة‪.]205 :‬‬ ‫ّللاُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫ب ُك َّل َكفَّ ٍار أَثِ ٍ‬


‫يم) [البقرة‪.]276 :‬‬ ‫ّللاُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫ب ا ْلكَافِ ِرينَ ) [آل عمران‪.]32 :‬‬ ‫• (فَ ِإنَّ َّ‬


‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ال َّ‬
‫ظا ِل ِمينَ ) [آل عمران‪.]57 :‬‬ ‫ّللاُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫ب ال َّ‬
‫ظا ِل ِمينَ ) [آل عمران‪.]140 :‬‬ ‫ّللاُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫ب َم ْن كَانَ ُم ْختَاال فَ ُخ ً‬
‫ورا) [النساء‪.]36 :‬‬ ‫• (إِنَّ َّ‬
‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫ب َم ْن كَانَ َخ َّوانًا أَثِي ًما) [النساء‪.]107 :‬‬ ‫• (إِنَّ َّ‬
‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُم ْف ِ‬
‫س ِدينَ ) [المائدة‪.]64 :‬‬ ‫ّللاُ اليُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ ) [المائدة‪.]87 :‬‬ ‫• (إِنَّ َّ‬


‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل َخائِنِينَ ) [األنفال‪.]58 :‬‬ ‫• (إِنَّ َّ‬


‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ان َكفُ ٍ‬
‫ور) [الحج‪.]38 :‬‬ ‫ب كُل َ َخ َّو ٍ‬ ‫• ( ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْلفَ ِر ِحينَ ) [القصص‪.]76 :‬‬ ‫• ( ِإنَّ َّ‬


‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ا ْل ُم ْف ِ‬
‫س ِدينَ ) [القصص‪.]77 :‬‬ ‫• ( ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ُك َّل ُم ْختَا ٍل فَ ُخ ٍ‬
‫ور) [لقمان‪.]18 :‬‬ ‫• ( ِإنَّ َّ‬
‫ّللاَ ال يُ ِح ُّ‬

‫ب ُك َّل ُم ْختَا ٍل فَ ُخ ٍ‬
‫ور) [الحديد‪.]23 :‬‬ ‫ّللاُ ال يُ ِح ُّ‬ ‫• َ‬
‫(و َّ‬

‫وهكذا‪ ،‬بعد أن نكون أدركنا ماذا يحب هللا‪ ،‬وماذا ال يحب‪ ،‬أال نتساءل عن الحب الحقيقي الذي علينا أن نطمع فيه ونطمح‬

‫للوقوع فيه ؟‬

‫أال يجب علينا أن نتأمل مليا وبجدية اآليات القرآنية‪ ،‬مثل تلك الواردة في سورة البقرة رقم ‪ ( :125‬ومن الناس من يتخذ من‬

‫دون هللا أندادا يحبونهم كحب هللا والذين آمنوا أشد حبا هلل ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة هلل جميعا وأن هللا‬

‫شديد العذاب )‪.‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫إذن فمن الراجح أننا سنستنتج أن الحب‪ ،‬كل الحب‪ ،‬وال شئ غير الحب ينبغي أن يكون هلل وحده ال شريك له‪ ،‬أي أن الحب‬

‫الحقيقي هو للخالق وحده‪ ،‬وليس ألي مخلوق‪ ،‬ومهما كان هذا اإلنسان‪ ،‬وبيننا الدليل القائم الصريح الصارخ وهو أن المخلوق‬

‫محمــدا عليه الصالة والتسليم هو نفسه ينصحنا بما كلفه هللا العلي العظيم في حديثه الصحيح المنزل الوارد في اآلية رقم‬

‫‪ 31‬بسورة آل عمران‪( :‬قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني يحببكم هللا ‪.)....‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإن رسول هللا عليه الصالة والتسليم ينصحنا بأن نتنافس في اإلرتقاء لبلوغ هذا الحب وما أدراك ما هو من‪-‬حب‪-‬‬

‫السيما عندما يبلغ أوجه ويتوج بحب متبادل بين المخلوق المحب‪ ،‬وبين خالقه الودود الرحمن الرحيم‪ ،‬وأن السبيل الوحيدة‬

‫المؤدية إليه هي اتباع الرسول الناصح‪.‬‬

‫الحب في هللا‬

‫و الحب في هللا من أسباب نيل محبة هللا تعالى ‪ ،‬فعن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬أن رجالً‬

‫زار أخا ً له في قرية أخرى ‪ ،‬فأرصد هللا له على مدرجته ملكا ً ‪ .‬فلما أتى عليه قال ‪ :‬أين تريد ؟ قال ‪ :‬أريد أخا ً لي في هذه‬

‫القرية ‪ .‬قال ‪ :‬هل لك عليه من نعم ٍة تربُّهَا؟(أي ‪ :‬تقوم بإصالحها ‪ ،‬و تنهض بسببها ) قال ‪:‬ال‪ .‬غير أني أحببته في هللا عز‬

‫وجل ‪ .‬قال ‪ :‬فإني رسول هللا إليك ‪ ،‬بأن هللا قد أحبك كما أحببته فيه ))‬

‫و عنه أيضا ً أن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪ (( :‬إت هللا يقول يوم القيامة ‪ :‬أين المتحابون بجاللي ؟ اليوم أظلهم في ظلي‬

‫يوم ال ظل إال ظلي ))‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫و في الجملة أن من حافظ على ما يحبه هللا و يرضاه ‪ ،‬و ابتعد عن كل ما يسخط هللا تعالى و يأباه ‪ :‬نال محبة هللا عز و جل‬

‫و رضاه ‪.‬‬

‫ثمرات محبة هللا تعالى للعبد‪:‬‬

‫إن لمحبة هللا تعالى لعبده ثمرات عظيمة في الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬فيكفيه أن يكون هللا تعالى معه في كل صغيرة و كبيرة يوفقه و‬

‫يسدده و يحفظه و يرعاه ‪ ،‬يحفظ سمعه عن السماع لما يغضب هللا ‪ ،‬و يحفظ بصره عن رؤية ما يغضب هللا ‪ ،‬و يحفظ يده‬

‫عن أن تفعل ما يغضب هللا ‪ ،‬يحفظ قدمه من أن تمشي إلى ما يكرهه هللا ‪ ،‬و يحفظ جوارحه كلها عن كل ما يسخط هللا تعالى‬

‫و يغضبه ‪.‬‬

‫يحبه جبريل ‪ ،‬و يحبه أهل السماء جميعا ً ‪ ،‬و يوضع له القبول في األرض بين الناس ‪.‬‬

‫ينجو من عذاب القبر ‪ ،‬و يأمن الفزع األكبر ‪ ،‬و ينال كتابه بيمينه ‪ ،‬و يمر على الصراط مرور الكرام ‪ ،‬و يشرب من حوض‬

‫النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و ينجو من النار و عذابها ‪ ،‬و يدخل الجنة دار الكرامة ‪ ،‬و ينظر إلى وجه هللا تعالى و هو أعظم‬

‫نعيم للمحب أن يرى حبيبه بعدما طال الشوق إليه ‪ ،‬و يرضى هللا تعالى عليه رضا ً ال سخط بعده أبداً ‪.‬‬
‫ٍ‬

‫كل هذه الثمرات ال تجعل العبد في نيل محبة هللا تعالى و رضاه؟!عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬

‫عليه و سلم ‪ (( :‬إن هللا تعالى قال ‪ :‬من عادى لي وليا ً فقد آذنته بالحرب ‪ ،‬و ما تقرب إل َّ‬
‫ي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته‬

‫عليه ‪ ،‬و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده‬

‫التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و إن سألني أعطيته ‪ ،‬و لئن استعاذني ال عيذنه ))‪.‬‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫و عنه أيضا ً قال ‪ :‬قال رسول له صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬إذا أحب هللا تعالى العبد ‪ ،‬نادى جبريل ‪ :‬إن هللا يحب فالنا ً فأحبه‬

‫‪ ،‬فيحبه جبريل ‪ ،‬فينادي في أهل السماء إن هللا يحب فالنا ً فأحبوه ‪ ،‬فيحبه أهل السماء ‪ ،‬ثم يوضع له القبول في األرض ))‬

‫و قال تعالى ‪ { :‬و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء هللا و أحباؤه قل فلم يُعَذِبكُم بذنوبكم }‬

‫قلت ‪ :‬في اآلية إشارة إلى أن هللا تعالى ال يعذب من يحب‪.‬‬

‫و قال صلى هللا عليه و سلم ‪ (( :‬المرء مع من أحب))‬

‫قال بعض السلف ‪ :‬ذهب المحبون بشرف الدنيا و اآلخرة ‪ ،‬ألن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ ( :‬المرء مع من أحب‬

‫) فهم مع هللا في الدنيا و اآلخرة ‪.‬‬

‫‪ 3‬محبة العبد هلل‬

‫و من تمام محبة هللا ما يحبه و كراهة ما يكرهه ‪ ،‬فمن أحب شيئا مما كرهه هللا ‪ ،‬أو كره شيئا مما يحبه هللا ‪ ،‬لم يكمل توحيده‬

‫و صدقه في قوله ال إله إال هللا ‪ ،‬و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما أحبه هللا ‪ ،‬و ما أحبه مما يكرهه هللا‬

‫و قال ابن القيم رحمه هللا ‪:‬‬

‫من أحب شيئا سوى هللا ‪ ،‬و لم تكن محبته له هلل ‪ ،‬و ال لكونه معينا له على طاعة هللا ‪ ،‬عذب به في الدنيا قبل اللقاء كما‬

‫قيل ‪:‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫أنت القتيل بكل من أحببته *** فاختر لنفسك في الهوى من تصطفيو من تمام محبة هللا ما يحبه و كراهة ما يكرهه ‪ ،‬فمن‬

‫أحب شيئا مما كرهه هللا ‪ ،‬أو كره شيئا مما يحبه هللا ‪ ،‬لم يكمل توحيده و صدقه في قوله ال إله إال هللا ‪ ،‬و كان فيه من الشرك‬

‫الخفي بحسب ما كرهه مما أحبه هللا ‪ ،‬و ما أحبه مما يكرهه هللا‬

‫‪ 4‬الخاتمة‬

‫و أخيرا ً نسأل هللا أن يجعلنا من المحبين الصادقين‪ ،‬و أن يغفر لنا ذنوبنا ‪ ،‬و أن يستر عيوبنا ‪ ،‬و أال يفضحنا بين خلقه و ال‬

‫بين يديه ‪ ،‬و أن يرزقنا لذة النظر إلى حسن وجهه الكريم ‪ ،‬و صحبة نبيه األمين ‪ ،‬في جنات النعيم ‪ ،‬و أن يغفر لوالدينا و‬

‫مشايخنا و أزواجنا و من له حقٌّ علينا إنه نعم المولى و نعم النصير ‪.‬‬

‫و صلى هللا و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ‪.‬‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫‪ 5‬المراجع‬

‫عبدالرحمن بن سعد الشثري (‪" ،)2018-11-4‬محبة هللا لعبده‪ :‬مكانتها وعالماتها وسبل الحصول عليها"‪،‬‬ ‫•‬

‫‪ ،www.alukah.net‬اطلع عليه بتاريخ ‪ .2020-7-11‬بتصرف‪.‬‬

‫أجمد حطيبة‪ ،‬كتاب شرح رياض الصالحين‪ ،‬صفحة ‪ ،2‬جزء ‪ .23‬بتصرف‪.‬‬ ‫•‬

‫محمد حسين يعقوب‪ ،‬كتاب أصول الوصول إلى هللا تعالى (الطبعة الثانية)‪ ،‬القاهرة‪ :‬لمكتبة التوفيقية‪ ،‬صفحة ‪-303‬‬ ‫•‬

‫‪ .304‬بتصرف‪ ^ .‬أ ب ت‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪ ^ .31 :‬أ ب رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬الصفحة أو‬ ‫•‬

‫الرقم‪ ، 71 :‬صحيح‪.‬‬

‫سورة المائدة‪ ،‬آية‪ ^ .54 :‬أ ب ت رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪،6502 :‬‬ ‫•‬

‫صحيح‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ، 3209 :‬صحيح‪.‬‬

‫هشام آل عقدة (‪ ،)1418‬كتاب مختصر معارج القبول (الطبعة الخامسة)‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الكوثر‪ ،‬صفحة ‪،98-96‬‬ ‫•‬

‫جزء ‪ .1‬بتصرف‪.‬‬

‫رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ، 21 :‬صحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫سورة المجادلة‪ ،‬آية‪.22 :‬‬ ‫•‬

‫عائض القرني‪ ،‬دروس الشيخ عائض القرني‪ ،‬صفحة ‪ ،21-18‬جزء ‪ .137‬بتصرف‪.‬‬ ‫•‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫رواه األلباني‪ ،‬في صحيح الترمذي‪ ،‬عن عبدهللا بن بسر‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،3375 :‬صحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫"هؤالء ممن يحبهم هللا"‪ ، 07-12-2004 ،ar.islamway.net ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ .2020-7-13‬بتصرف‪.‬‬ ‫•‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.222 :‬‬ ‫•‬

‫سورة الممتحنة‪ ،‬آية‪.8 :‬‬ ‫•‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.195 :‬‬ ‫•‬

‫رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن عبادة بن الصامت‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ، 6507 :‬صحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫رواه مسلم‪ ،‬في صحيح مسلم‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،2566 :‬صحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫سورة التوبة‪ ،‬آية‪.108 :‬‬ ‫•‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.76 :‬‬ ‫•‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.146 :‬‬ ‫•‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬آية‪.159 :‬‬ ‫•‬

‫مجدي الهاللي (‪ ،)2007‬كتاب كيف نحب هللا ونشتاق إليه (الطبعة األولى)‪،‬‬ ‫•‬

‫القاهرة‪ :‬مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة‪ ،‬صفحة ‪ ،12-8‬جزء ‪ .1‬بتصرف‪.‬‬ ‫•‬

‫سورة الزخرف‪ ،‬آية‪.48 :‬‬ ‫•‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،5641 :‬صحيح‪.‬‬ ‫•‬

‫سورة طه‪ ،‬آية‪.84 :‬‬ ‫•‬

‫محمد حسن عبد الغفار‪ ،‬كتاب شرح لمعة االعتقاد‪ ،‬صفحة ‪ ،7-5‬جزء ‪ .6‬بتصرف‪.‬‬ ‫•‬

‫رواه الترمذي‪ ،‬في سنن الترمذي‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،2385 :‬صحيح‬ ‫•‬

‫المحتويات‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمه‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬ ‫محبة هللا تعالى لل َعبد‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ 2.1‬عالمات محبة هللا للعَبد‬

‫‪ 2.2‬أسباب محبة العبد ّلل تعالى ‪12‬‬

‫األعمال التي يحب هللا أهلها ‪21‬‬ ‫‪2.2.1‬‬

‫اجتناب األعمال التي ال يحب هللا أهلها ‪22‬‬ ‫‪2.2.2‬‬

‫‪26‬‬ ‫محبة العبد هلل‬ ‫‪3‬‬

‫الخاتمة ‪27‬‬ ‫‪4‬‬

‫المراجع ‪28‬‬ ‫‪5‬‬

‫~ ‪~ 30‬‬
i
ii
iii

~ 31 ~

You might also like