Professional Documents
Culture Documents
• مفهومها
• أنواعها
• شروطها
• بناؤها على التيسير
مقارنة
ومالية
قلبية
بدنية
مالية
قولية
بدنية
العبادات القلبية
• هي العبادات التي تؤدى بالقلب ،وتشمل:
• اإليمان باهلل تعالى وتوحيده
• واإلخالص والتوكل عليه
• والتفكر في ملكوت السموات واألرض
• وااللتجاء له وتفويض األمور إليه في السراء والضراء
• والشكر على النعم
• والصبر على البالء،بما يفيده معنى اإليمان بالقضاء والقدر
• واالمتناع عن الصفات السيئة مثل الكبر ،والحسد والرياء ،والعجب ،والغفلة ،والنفاق ،والقنوط من رحمة
هللا.
العبادات القولية
• وهي التي تؤدى باللسان ،وتشمل:
• ذكر هللا تعالى * تالوة القرآن
* الدعاء • التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل
* رد السالم • الصالة على النبي
* تعليم الجاهل ،وإرشاد الضال • األمر بالمعروف والنهي عن المنكر
• أداء الشهادة المتعينة * صدق الحديث
* االمتناع عن القذف وسب المسلم • االمتناع عن الفحش في الكالم
.وا المتناع عنا لكذبوشهادة ا لزور *
العبادات البدنية
• وهي العبادات التي تؤدى بسائر الجوارح مما سوى القلب واللسان ،وتشمل:
* المشي إلى الجمعة والجماعات • الصالة والصيام والوضوء والتيمم
* تناول الطعام والشراب لتقوية الجسد على القيام بالطاعات • حضور مجالس العلم
* الوفاء بالعهد • إغاثة الملهوف
• حسن معاملة االخرين * طالقة الوجه
* صلة األرحام • االعتدال في السلوك
• وغيرها من العبادات البدنية األخرى.
العبادات المالية
• وهي العبادات التي تتطلب في أدائها جهداً بدنيا ً ونفقة مالية ،وتشمل:
• الحج والعمرة
• الجهاد
• بر الوالدين
• إكرام الضيف
• اإلحسان إلى الجار
• وغيرها من العبادات المختلطة بين البدن والمال.
• كالحج
عمري
الحاج
ّ • كصيام رمضان ،وعاشوراء ،وست من شوال ،ويوم عرفة لغير
سنوي
• كصيام األيام البيض
شهري
• كصالة الجمعة ،وصوم االثنين والخميس
أسبوعي
• وهي التي يتم أداؤها كل يوم ،كالصالة والدعاء والذكر
يومي
• عقيدة التوحيد التي يجب أن ال ينفك المسلم عنها
على مدار الساعة
ومجمل هذه العبادات
خالصة
إخالص النية
الشرع
العزيمةموافقة
صدق
إخالص النية
• أن يكون مراد العبد من عبادته رضا هللا تعالى والدار اآلخرة،عمالً بقوله تعالىَ :و َما ُأ ِم ُروا ِإاَّل لِيَ ْعبُ ُدوا هَّللا َ
ِّين البينة ( ،)5ألن عدم اإلخالص في النية يجعل العمل نوعا ً من أنواع الشرك ،يقول هللا تعالى: ين لَهُ الد َص َُم ْخلِ ِ
ش ِركْ ِب ِعبَا َد ِة َربِّ ِه َأ َح ًدا الكهف (.)110 ان يَ ْر ُجو لِقَا َء َربِّ ِه فَ ْليَ ْع َم ْل َع َماًل َ
صالِ ًحا َواَل يُ ْ فَ َمنْ َك َ
• والنية يراد بها القصد واإلرادة ،والعزم على فعل العبادة تقربًا إلى هللا تعالى .ومحلها القلب.
• وقد اعتبر القرآن الكريم أن اإلنسان إذا أراد بعبادته اآلخرة وقصد رضا هللا تعالى عن طريق إخالص النية له نال
س ْعيُ ُه ْم
ان َس ْعيَ َها َو ُه َو ُمْؤ ِمنٌ فَُأولَِئ َك َك َ الثواب والجزاء الحسن ،قال تعالىَ :و َمنْ َأ َرا َد اآْل ِخ َرةَ َو َ
س َعى لَ َها َ
ش ُكو ًرا ،وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول هللا ” :إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى، َم ْ
فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله ،ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها
فهجرته إلى ما هاجر إليه “ رواه مسلم ،وعن أبي هريرة قال سمعت رسول هللا يقول ” :قال هللا تبارك
وش ْركه “ رواه مسلم. وتعالى :أنا أغنى الشركاء عن الشرك ،من عمل عمالً أشرك فيه غيري تركته ِ
• ومن هنا كانت النية الحد الفاصل الذي يميز أعمال العبادة التي يقصد بها المرء التقرب إلى هللا تعالى عن األعمال
العادية األخرى المرتبطة بشؤون الدنيا.
• ومن عجيب رحمة هللا تعالى وكرمه مع عباده أن العبد يحصل على األجر بناء على نيته الصالحة،
حتى ولو لم يتح له القيام بالعمل التعبدي لعذر أو طارئ طرأ عليه ،من ذلك قوله ” :إذا مرض العبد
أو سافر كتب هللا له من العمل ما كان يعمله مقيما ً صحيحا ً “ رواه البخاري
• فإذا كان المسلم يقوم الليل أو يصوم التطوع أو يصل الرحم فمرض أو سافر ولم يستطع القيام بذلك
كتب له أجر تلك العبادات والطاعات كما لو كان يفعله من قبل ،وهذا من رحمة هللا على عباده بسبب
صدق النية وإخالصها .كما ورد عن النبي وهو في غزوة تبوك ” :إن بالمدينة أقواما ً ما قطعنا واديا ً
وال وطئنا موطئا ً يغيظ الكفار،وال أنفقنا نفقة وال أصابتنا مخمصة إال أشركونا في ذلك وهم بالمدينة “،
ش ِركوا بحسن النية “ رواه البخاري فقيل له :كيف ذلك يا رسول هللا؟ قال ” :حبسهم العذر ف َ
صدق العزيمة
• وتعني أن يبذل اإلنسان جهده في تصديق القول بالعمل وترك التكاسل والتهاون في الطاعة
• ويتم ذلك من خالل امتثال أوامر هللا تعالى وترك نواهيه بعزيمة وهمة عالية تمثل الصدق مع هللا تعالى ولزوم تقواه واالستقامة
اس تَقَا ُموا تَتَنَ َّز ُل َعلَ ْي ِه ُم ا ْل َماَل ِئ َكةُ َأاَّل تَ َخافُوا َواَل تَ ْح َزنُوا
ين قَالُوا َربُّنَ ا هَّللا ُ ثُ َّم ْعل ى ما يحب ه ويرضاه،ع مالً بقوله تعالىِ :إنَّ الَّ ِذ َ
س ُك ْم َولَ ُك ْم فِي َه ا َم ا شتَهِي َأ ْنفُ ُ اة ال ُّد ْنيَ ا َوفِي اآْل ِخ َر ِة َولَ ُك ْم فِي َه ا َم ا تَ ْ ون نَ ْح ُن َأ ْولِيَاُؤ ُك ْم فِي ا ْل َحيَ ِ َوَأ ْب ِ
ش ُروا بِا ْل َجنَّ ِة الَّتِي ُك ْنتُ ْم تُو َع ُد َ
ون فصلت ()31 تَ َّد ُع َ
رسوخ اإليمان في ِ • إن صدق العزيمة في العبادة تعني الاستقامةَ على الحق واالستمرار على الطريق الصحيح ،مما يدل على
قلب ه،أم ا المتذب ِذب ف ي طاعت ه وعبادت ه،بحي ث يستقيم يوما ً وينحرف يوماً ،ويصلح يوما ً ويفسد يوماً ،فإ ن ذل ك دلي ل عل ى عدم
ض ْت َغ ْزلَ َه ا ِم ْن بَ ْع ِد قُ َّو ٍة َأ ْن َكاثًا رسوخ اإليمان في قلبه وعدم استقراره وثبوته ،ولذلك يقول هللا تعالىَ :واَل تَ ُكونُوا َكالَّتِي نَقَ َ
النحل (.)92
• وفي هذا المجال حث النبي أمته على المبادرة والمسابقة إلى األعمال الصالحة؛ إذ يقول عليه الصالة والسالم ” :لو يعلم
الناس ما في النداء والصف األول،ثم لم يجدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا .ولو يعلمون ما في التهجير الستبقوا إليه .ولو
ق ورتِّل ،كما
يعلمون ما في العتمة والصبح ألتوهما ولو حبوا“ رواه البخاري ومسلم ،ويقول ” :يقال لصاحب القرآن :اقرأ وار َ
كنت ترتل في دار الدنيا ،فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها “ رواه أبو داود والترمذي
• وال بد من اإلشارة هنا إلى أن هذا العزم على طلب اآلخرة ال يعني النهي عن الكسب الدنيوي وتحصيل المتاع
المباح؛ ب ل ه و يأم ر بذل ك ويؤك د علي ه ويوجب ه ،لكن ه ينه ى الناس أ ن تكون الدني ا ه ي ك ل شي ء ف ي حياته م،
ولذلك يحتاج المسلم إلى قوة في اإلرادة وصدق في العزيمة للوقوف أمام شهواتها وإغراءاتها وجاذبيتها ،من
أجل الثبات ضد هذه المغريات والثبات أمام عوامل االنحراف ،وكذلك الثبات أمام عوامل التثبيط والفتور.
• وق د حذر الن بي م ن التباط ؤ ع ن المس ابقة إل ى الطاعات ،فقال ” :احضروا ِّ
الذ ْك ر ،وادنوا م ن اإلمام ،فإ ن
الرجل ال يزال يتباعد حتى يُ َّ
ؤخر في الجنة وإن دخله“ رواه أبو داود
• كم ا علَّ م أمت ه اإللحاح ف ي الدعاء؛ فأم ر أ ن يس أل الداع ي رب ه بعظائ م األمور وأكابره ا ،وال يس تكثر شيئا ً عل ى
ربه ،فقال ” :إذا سأل أحدكم فليُ ْكثِر ،فإنما يسأل ربه “ رواه اب=ن حبان ،وعن أبي هريرة قال :قال رسول
تفج ر
هللا ” :إذا سألتم هللا فاسألوه الفردوس ،فإنه أوسط الجنة ،وأعلى الجنة ،وفوقه عرش الرحمن،ومنه َّ
أنهار الجن ة “ رواه البخاري ،وع ن ربيع ة ب ن كع ب قال كن ت أخدم الن بي ،فقل ت ل ه يوما ً :ي ا رس ول هللا ،
أسألك أن تدعو لي أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة ،فقال رسول هللا ” :إني فاعل ،فأعنِّ ي على نفسك
بكثرة السجود “ رواه مس=لم ،وقد أثرت هذه التربية إيجابا ً على صحابة النبي في صنع نفوس متميزة تحمل
العزيمة والهمة العالية في حياتهم على مستوى الفرد والمجتمع.
موافقة الشرع
• ويعني ذلك أن ال يُعبد هللاُ إال بما شرع في كتابه أو سنة نبيه ،وأن تكون العبادات موافقة ألحكام الشريعة ،فال يقبل هللا
تعالى أي قربة أو عبادة تخالف شريعة هللا ،ألن التقرب إنما يكون بما شرع هللا عز وجل ،ألن أي عبادة مخالفة لذلك فهي
بدعة لم يأذن هللا بها ،وعليه فهي مردودة على من أحدثها وابتدعها ،عمالً بقوله تعالى :فَ َمنْ َك َ
ان يَ ْر ُجو لِقَا َء َربِّ ِه
ش ِركْ بِ ِعبَا َد ِة َربِّ ِه َأ َح ًدا الكهف ()110 فَ ْليَ ْع َم ْل َع َماًل َ
صالِ ًحا َواَل يُ ْ
نص من القرآن أو السنة ،وذلك في قوله ” :من أحدث • وقد حذر النبي من الزيادة في الدين أو إحداث عبادة لم يَ ِرد بها ٌ
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو َر ٌّد “ رواه البخاري ،وفي قوله ” :إن خير الحديث كتاب هللا ،وخير الهدي هدي محمد ،
وشر األمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضاللة “ رواه البخاري.
• واألصل في ذلك أن العبادة في اإلسالم توقيفية ،ال يجوز مخالفة النص فيها ،بعكس المعاملة والسلوك الدنيوي الذي
يدعو اإلسالم أتباعه إلى اإلبداع واالختراع والتطوير فيه ،ألنه نوع من أنواع تنمية العمارة الشرعية للكون ،وفي هذا
يقول الشاطبي :إن البدع ال تدخل في العادات ،فكل ما اخترع من الطرق ولم يقصد به التعبد فقد خرج عن هذه التسمية،
كالمغارم الملزمة على األموال وغيرها على نسبة مخصوصة وقدر مخصوص مما يشبه فرض الزكوات ولم يكن إليها
ضرورة سابقاً ،وكذلك اتخاذ المناخل ،وغسل اليد باالشنان ،وما أشبه ذلك من األمور التي لم تكن قبل ،فإنها ال تسمى
بدعا.
• ومن هنا يجب أن تؤدى العبادة بالصورة التي شرعها هللا وبالكيفية التي ارتضاها ،وال يصح أن
تبنى على األهواء والظنون .يقول ابن تيمية رحمه هللا (:ودين اإلسالم مبني على أصلين ،وهما:
• تحقيق شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا ،وأول ذلك أن ال نجعل مع هللا إلها ً آخر ،فال
تحب مخلوقا ً كما تحب هللا ،وال ترجوه كما ترجو هللا ،وال تخشاه كما تخشى هللا،
• أما األصل الثاني فهو أن نعبده بما شرع على ألسنة رسله ،.....فمن دعا المخلوقين من الموتى
والغائبين واستغاث بهم مع أن هذا أمر لم يأمر به هللا وال رسوله أمر إيجاب وال استحباب ،كان
مبتدعا ً في الدين مشركا ً برب العالمين ،مبتدعا ً بدعة ما أنزل هللا بها من سلطان).
تفصيل موافقة العبادة ألحكام الشريعة
• -1موافقة العبادة ألحكام الشريعة في جنسها:
• فكل إنسان يتعبد هللا تعالى بعبادة ليس لها أصل في الشريعة فهي عبادة مردودة ،فلو ضحى المسلم بفرس مثالً لم يجزئه ذلك
ولم تصح أضحيته ،ألن جنس األضحية ال بد أن يكون من بهيمة األنعام من اإلبل أو البقر أو الغنم.
• -2موافقة العبادة ألحكام الشريعة في قدرها:
• فلو صلى المسلم الظهر خمس ركعات أو ست ركعات لم تصح صالته ولم يسقط الفرض عنه ،ألنها مخالفة لما ورد في
الشرع من كون عدد ركعات الظهر أربعا ً.
• -3موافقة العبادة ألحكام الشريعة في زمانها:
• فإذا صلى الفجر قبل طلوع الفجر أو الظهر قبل الزوال بدافع التبكير بالعبادة والحرص عليها لم تصح صالته ولم يسقط
الفرض عنه ووجب عليه إعادة الصالة.
• -4موافقة العبادة ألحكام الشريعة في مكانها:
• فلو وقف الحاج في يوم عرفة بمزدلفة أو منى لم يصح وقوفه ولم يصح حجه ،لعدم موافقة العبادة للشرع في مكانها
أمور استحدثت وال تعتبر بدعة ضالة
• أداء صالة التراويح جماعة ،قول عمر ” :نعم البدعة هذه “.
• عدد ركعات صالة التراويح ،ألنه لم يرد عدد معين ال يمكن تجاوزه.
• جمع القرآن الكريم في عهد ابي الصديق خشية ضياعه بعد استشهاد عدد كبير من الحفظة ،ثم
جمعه في مصحف واحد في عهد عثمان بن عفان خشية اختالف قراءته.
بناء العبادة على اليسر ورفع الحرج
• يقصد بهذه الخاصية :رفع الحرج عن المكلف في المشقة التي ال يقدر عليها ،أو المشقة التي يطيقها ولكنها خارجة
عل ى المعتاد لم ا فيه ا م ن تكلي ف خارج ع ن المأمور ب ه ،والت ي توق ع ص احبها ف ي الضج ر م ن العبادة وتفوّت علي ه
مصالحه ومنافعه في الدين والدنيا،مثل:
• دوام قيام الليل أو معظمه
• الوصال في الصوم
• إهمال النفس واألهل بحجة التفرغ للعبادة
• ألن جميع األحكام الشرعية من عبادات ومعامالت وأنكحة وكفارات مرتبطة باالستطاعة التي يقدر عليها المكلف،
عمالً بقوله تعالى :فَاتَّقُوا هَّللا َ َم ا ْ
اس تَ َ
ط ْعتُ ْم التغاب=ن ( ،)16أما المشقة الطبيعية التي يطيقها اإلنسان ويقدر على
أدائها فهذه مرتبطة بسائر األحكام الشرعية في مجال العبادات والمعامالت ،وهي ال تنفك عن التكليف وال تتخلص
منه ،ألن التكليف ال يعد تكليفا ً إال إذا انطوى على ما فيه ال َكلَفة الشرعية والمشقة الالزمة .وفي هذا يقول النبي :
” إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ،وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه “ .رواه الشيخان
أدلة رفع الحرج من القرآن الكريم
ج َولَ ِك ْن يُ ِري ُد لِيُطَ ِّه َر ُك ْم َولِيُتِ َّم نِ ْع َمتَهُ َعلَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُكم ْ • قول ه تعال ىَ :م ا يُ ِري ُد هَّللا ُ ِليَ ْج َع َل َعلَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ
يم ُه َو ج ِملَّةَ َأبِي ُك ْم ِإ ْب َرا ِه َ ِّين ِم ْن َح َر ٍ ون المائ=ة ( ،)6وقوله تعالىَ :و َم ا َج َع َل َعلَ ْي ُك ْم فِي الد ِ ش ُك ُر َ تَ ْ
س َر س َر َواَل يُ ِري ُد بِ ُك ُم ا ْل ُع ْ ين ِم ْن قَ ْبل ُ الح=ج ( ،)78وقوله تعالى :يُ ِري ُد هَّللا ُ بِ ُك ُم ا ْليُ ْ س َّما ُك ُم ا ْل ُم ْ
س لِ ِم َ َ
ض ِعيفًا النس=اء ( ،)28وتعد ان َ س ُ ق اِإْل ْن َ ف َع ْن ُك ْم َو ُخلِ َ البقرة ( ،)185وقوله تعالى :يُ ِري ُد هَّللا ُ َأ ْن يُ َخفِّ َ
هذه اآليات أص الً من أصول الدين في تقرير مبدأ التيسير ورفع الحرج عن المكلفين ،فكل من عجز
عن شيء من العزيمة انتقل إلى الرخصة فيتم العدول عنه إلى فعل آخر أقل كلفة ،أو يتم العدول عنه
س َر ،يقرر القرآن س َر َواَل يُ ِري ُد بِ ُك ُم ا ْل ُع ْ إلى بدل هو غرم وكفارة .وفي قوله تعالى :يُ ِري ُد هَّللا ُ بِ ُك ُم ا ْليُ ْ
الكريم مبدأ التخفيف والرحمة التي أراده هللا لعباده بتشريعه األحكام ،فاليسر كل ما يجهد النفس وال
يض ر الجس م ،أم ا العس ر فه و م ا يجه د النف س ويض ر الجس م ،وف ي هذا نف ي الحرج الذي يؤدي إل ى
الضرر،واآلية وإن كانت في شأن الرخص في الصيام إال أن المراد منها العموم.
أدلته من السنة الشريفة
• عن أبي هريرة قال :قال رسول هللا ” :إن الدين يسر ،ولن يشاد الدين أحد إال غلبه ،فسددوا وقاربوا ،وأبشروا،
واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة “ ،رواه البخاري ،وفي حديث آخر قال ” :إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا
معسرين “ ،رواه أبو داود ،وعن عائشة رضي هللا عنها قالت :صلى النبي ذات ليلة من رمضان فصلى الناس بصالته،
ثم صلى القابلة فكثر الناس ،ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم ،فلما أصبح قال ” :قد رأيت الذي
صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إال أني خشيت أن تفرض عليكم “ ،وفي رواية“ ” فتعجزوا عنها “ ،وعن أبي قتادة
عن النبي قال ” :إني ألقوم إلى الصالة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتج ّوز كراهية أن أشق على أ ّمه “
رواه مسلم ،وعن أبي مسعود األنصاري قال :جاء رجل إلى رسول هللا فقال :إني أتأخر عن صالة الصبح من أجل
فالن مما يطيل بنا .يقول راوي الحديث فما رأيت النبي غضب في موعظة أشد مما غضب يومئذ ،فقال ” :أيها الناس إن
والضعيف وذا الحاجة “ رواه البخاري.
َ منكم منفرين ،فأيكم أ ّم الناس فليوجز ،فإن وراءه الكبي َر
• وتدل هذه األحاديث والتوجيهات وغيرها في نفس المعنى إلى أن النبي يوجه أمته في عبادتهم إلى الرفق واألخذ
باأليسر ومراعاة أحوال الناس وعدم المشقة عليهم.
•
• ومن األدلة على أن العبادة في اإلسالم مبنية على اليسر ورفع الحرج عن المكلفين ومنع التبتل
واالنقطاع عن الدنيا قصة الثالثة ما روي عن أنس بن مالك يقول :جاء ثالثة رهط إلى بيوت
النبي يسألون عن عبادته ،فلما أخبروا كأنهم تقالّوها -شعروا بأنها قليلة ،فقال :اين نحن من
الن بي وق د غف ر م ا تقدم م ن ذنب ه وم ا تأخ ر ،قال أحده م :أنم ا أن ا فإن ي أص لي اللي ل أب ًدا ،وقال
االخر :أنا أصوم الدهر وال أفطر ،وقال آخر :أنا أعتزل النساء فال أتزوج أب ًدا ،فجاء رسول هللا
فقال ” :أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما وهللا إني لخشاكم هلل وأتقاكم له ،لكني أصوم وأفطر وأصلي
وأرقد ،وأتزوج النساء ،فمن رغب عن سنتي فليس مني “ .رواه البخاري
• فإذا أراد اإلنس ان أ ن يتبت ل وينقط ع ع ن ك ل شأن م ن شئون الدني ا ،فيقوم اللي ل ويص وم النهار
ويعتزل النس اء ،بداف ع التعب د والنس ك ،أل ن اإلس الم يعلم ه أ ن ذل ك مناف لفطرت ه ،ومغاي ر لدين ه،
فهذا رس ول هللا وه و أخش ى الناس هلل وأتقاه م ل ه كان يص وم ويفط ر ويقوم وينام ويتزوج
النساء ،وأن من حاول الخروج عن هديه فليس له شرف االنتساب إليه.
• والمتابع لألحكام الشرعية يجد أن أغلب األحكام التي شرعت على أساس العزيمة والتكليف يقابلها
تشريع على أساس الرخصة والتخفيف ،فالعزيمة تقابلها الرخصة ،والرخصة تقابلها العزيمة ،مما
يعني أن الرخص في هذا الدين أصل من أصول التشريع ومنهج من مناهجه ،فالعزيمة هي:
• م ا شرع ه هللا أص الة وابتداء م ن األحكام العام ة الت ي ال تخت ص بحال دون حال وال بمكل ف دون
مكلف ،وتمثل تشريع األحكام في الحاالت االعتيادية ،وتشمل أغلب األحكام التي شرعها هللا تعالى
وفيها كلفة ومشقة.
الضرورة
العقود
الواجبعند
بعض المحظورات
ترك إباحة إباحة
تصحيح
إباحة المحظورات عند الضرورة
• مثال ذلك:
• الترخيص في التلفظ بكلمة الكفر وقلبه مطمئن باإليمان لقوله تعالىِ :إاَّل َمنْ ُأ ْك ِرهَ َوقَ ْلبُهُ ُم ْط َمِئ ٌّن
ان النحل ()106بِاِإْل ي َم ِ
• ويرى بعض الفقهاء أن األخذ بالعزيمة في حال التلفظ بالكفر هو األولى لما في ذلك من إظهار
الثبات على الحق وإغاظة الكفار.
• الترخيص بتناول المح ّرم عند الضرورة لقوله تعالى :إنما ح ّر َم عليكم الميتة ولحم الخنزير وما
اضطُر غير ٍ
باغ وال عا ٍد فال إثم عليه إن هللا غفور رحيم البقرة ( )173 اهل به لغير هللا فمن ْ
• وحكم هذا النوع وجوب العمل بالرخصة إذا تعينت طريقا ً لدفع الضرر عن النفس ،ولكن إن أخذ
بالرخصة فمشروع.
إباحة ترك الواجب
• وذلك عند وجود العذر الذي يجعل أداءه شاقا ً على المكلف
• مثال ذلك:
• إباحة الفطر في نهار رمضان للمريض أو المسافر ،وذلك ألن كالً منهما متلبس بعذر يجعل أداء ما كلف به شاقا ً عليه ،إذ لو لم
تشرع تلك الرخصة لوقع المكلف في حرج وضيق
• ومث ل قص ر الص الة الرباعي ة وتأديته ا ركعتي ن بدالً م ن أرب ع للمس افر تخفيف ا علي ه ودفعا ً للمشق ة،عمالً بقول ه تعال ى :وَِإ َذا
الصاَل ِة ِإنْ ِخ ْفتُ ْم َأنْ يَ ْفتِنَ ُك ُم الَّ ِذ َ
ين َكفَ ُروا ِإنَّ ا ْل َكافِ ِر َ
ين َكانُوا لَ ُك ْم َع ُد ًّوا ُمبِينًا اح َأ ْن تَ ْق ُ
ص ُروا ِم َن َّ س َعلَ ْي ُك ْم ُجنَ ٌ ض َر ْبتُ ْم فِي اَأْل ْر ِ
ض فَلَ ْي َ َ
النساء (.)101
• وحكم هذا النوع أن األخذ بالرخصة أفضل من العمل بالعزيمة ،لدرء المفسدة ودفع الضرر الذي يحصل جراء األخذ بالعزيمة.
• ويدل على ذلك أن رسول هللا خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام ،حتى إذا بلغ كراع الغميم وصام الناس معه ،فقيل
له :إن الناس قد شق عليهم الصوم ،وإن الناس ينظرون فيما فعلت ،فدعا بقدح من ماء فشربه والناس ينظرون إليه ،فأفطر
بعضه م ،وظ ل البع ض اآلخ ر ص ائما ً ،فقي ل للن بي :إ ن بع ض الناس ق د ص ام ،فقال علي ه الص الة والس الم ” :أولئ ك العص اة،
أولئك العصاة “ رواه مس=لم .والضابط في ذلك قوله ” :إن هللا يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه “ رواه اب=ن
حبان.
تصحيح بعض العقود االستثنائية
• تلك العقود التي لم تتوفر فيها الشروط العامة النعقاد العقد وصحته ،ولكن جرت بها معامالت
الناس وصارت من حاجاتهم
• وحكم هذا النوع :هو مشروعية األخذ بها ،ألنه يؤدي إلى رفع الحرج والمشقة عن الناس
لحاجتهم لتلك المعامالت التي ال تخلو منها حياتهم العملية
• كال َّ
سلَم ،واالستصناع ،واإلجارة
• فهذه العقود لو طبقت عليها الشروط العامة لصحة العقود ال تصح ،لكنها شرعت استثن ً
اء من
القاعدة ،تخفيفا ً عن الناس ورفعا للحرج.
أسباب األخذ بالرخص
المرض
اإلكراه السفر
النسيان الخطأ
• تأخير الجمع في الصلوات تأخير
• تأخير صيام رمضان بسبب العذر
• كتقديم صالة العصر إلى الظهر ،وصالة العشاء إلى المغرب في السفر تقديم
• وكتقديم الزكاة على حولها
• كقصر الصالة الرباعية للمسافر
تنقيص
• كإسقاط العبادات باألعذار ،مثل الجمعة والحج والجهاد
تخفيف إسقاط
أنواع التخفيف