You are on page 1of 23

‫الحوار في الثقافة اإلسالمية‬

‫• مفهوم الحوار‬
‫• الحوار في القرآن الكريم‬
‫• الحوار في السيرة النبوية‬
‫• األسس التي يقوم عليها الحوار وضوابطه‬
‫• آداب الحوار‬
‫• أنواع الحوار‬
‫مقدمة‬
‫• الحوار يش ّكل قيمة كبرى من القيّم التي جاء بها اإلسالم‪ ،‬تناولته نصوص القرآن والسنة بصفته‬
‫لونًا من ألوان الخطاب العام التكليفي الذي يتجه إلى وشيجة اإلخاء اإلنساني‪.‬‬
‫• وقد احتل الحوار مكانة بارزة في الفكر اإلسالمي قدي ًما وحديثًا‪.‬‬
‫• وظهر اهتمام العلماء بالحوار من خالل البحث في أهميته وضوابطه وآدابه‪.‬‬
‫• وانعكس في تلك الثروة الهائلة من األدبيات والرسائل والكتب المختلفة التي تضمنت حوارات‬
‫ومناظرات واقعية فيما عرف فيما بعد بالفكر الجدلي والحواري في اإلسالم‪.‬‬
‫مفهوم الحوار‬
‫• تعريف الحوار في اللغة‪:‬‬
‫• الحوار والمحاورةهي‪ :‬مراجعة المنطق والكالم في المخاطبة‪.‬‬
‫• والحوار‪ :‬المجاوبة‪ ،‬والتحاور‪ :‬التجاوب‪ ،‬فيقال‪ :‬حاورته أي‪ :‬راجعته الكالم‪.‬‬
‫• وعل‪W‬ى هذا ذك‪W‬ر الراغ‪W‬ب األص‪W‬فهاني‪ :‬أ‪W‬ن المحاورة والحوار‪ :‬ه‪W‬ي المرادة ف‪W‬ي الكالم‪ ،‬ومن‪W‬ه التحاور كم‪W‬ا ف‪W‬ي قول‪W‬ه‬
‫صي ٌر﴾‪( .‬المجادلة‪.)1:‬‬ ‫س َم ُع ت ََحا ُو َر ُك َما ِإنَّ هَّللا َ َ‬
‫س ِمي ٌع بَ ِ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وهَّللا ُ يَ ْ‬
‫• تعريف الحوار في االصطالح‬
‫• تعددت تعريفات الحوار‪ ،‬من أشملها‪:‬‬
‫• أ‪WW‬ن الحوار‪ :‬حدي‪W‬ث بي‪W‬ن طرفي‪W‬ن أ‪WW‬و أكث‪W‬ر حول قضي‪WW‬ة معين‪W‬ة‪ ،‬الهدف منه‪W‬ا الوص‪W‬ول إل‪WW‬ى الحقيق‪WW‬ة‪ ،‬بعيداً ع‪W‬ن‬
‫الخصومة والتعصب بطريقة علمية إقناعية‪ ،‬وال يُشترط فيها الحصول على نتائج فورية‪.‬‬
‫ألفاظ مقاربة للحوار‬
‫• ‪ -1‬الجدل‪.‬‬
‫• الجدل ف‪W‬ي اللغ‪W‬ة‪ :‬ه‪W‬و اللدد ف‪W‬ي الخص‪W‬ومة والقدرة عليه‪W‬ا ومن‪W‬ه ُأخ‪W‬ذ الجدل المنطق‪W‬ي‪ ،‬الذي ه‪W‬و القياس المؤل‪W‬ف م‪W‬ن المشهورات أ‪W‬و المس‪W‬لّمات والغرض من‪W‬ه‬
‫إلزام الخص‪W‬م وإفهام م‪W‬ن ه‪W‬و قاص‪W‬ر ع‪W‬ن إدراك مقدمات ال‪W‬برهان‪ .‬والمجادل‪W‬ة والجدال المخاص‪W‬مة والخص‪W‬ام‪ .‬وق‪W‬د جادل‪W‬ه مجادل‪W‬ة وجدااًل أ‪W‬ي خاص‪W‬مه وغلب‪W‬ه‪،‬‬
‫ومنه‪W‬ا مقابل‪W‬ة الحج‪W‬ة بالحجة‪ .‬والمجادل‪W‬ة والمناظرة والمخاص‪W‬مة‪ ،‬فالجدل والجدال يعن‪W‬ي المفاوض‪W‬ة عل‪W‬ى س‪W‬بيل المنازع‪W‬ة وأص‪W‬له م‪W‬ن جدل‪W‬ت الحب‪W‬ل أ‪W‬ي أحكم‪W‬ت‬
‫فتله ومنه الجديل‪.‬‬
‫• والحوار والجدل يلتقيان في بعض الأمور ويفترقان في البعض الأخر‪.‬‬
‫• فهما يشتركان‪ :‬في مراجعة الكالم وتداوله بين طرفين‬
‫• ويختلفان‪ :‬في أن الجدل يتسم بطابع الغلبة والخصومة والشدة‬
‫• في حين أن الحوار يتسم باللين والهدوء‪.‬‬
‫• وم‪W‬ن الط‪W‬بيعي أ‪W‬ن ص‪W‬احب الخص‪W‬ومة شخ‪W‬ص يهدف إل‪W‬ى االنتص‪W‬ار لرأي‪W‬ه مهم‪W‬ا كان ذل‪W‬ك الرأي‪ .‬م‪W‬ن هن‪W‬ا جاء الجدل ف‪W‬ي القرآ‪W‬ن مذمو ًم‪W‬ا إال ف‪W‬ي أربع‪W‬ة مواضع‪.‬‬
‫ب‪( W‬هود‪ .)75-74:‬وقول‪W‬ه‪َ  :‬واَل‬ ‫ع‪َ W‬و َجا َء ْتهُ‪ W‬ا ْلبُش َْرى يُ َجا ِدلُنَ‪W‬ا فِ‪W‬ي قَ ْو ِم‪ W‬لُو ٍط‪ِ  W‬إنَّ ِإ ْب َرا ِهي َم‪ W‬لَ َحلِي ٌم‪َ W‬أ َّواهٌ‪ُ W‬منِي ٌ‬
‫منه‪W‬ا قول‪W‬ه تعال‪W‬ى‪ :‬فَلَمَّا َذ َه َب‪َ W‬ع ْن‪ِ W‬إ ْب َرا ِهي َم‪ W‬ال َّر ْو ُ‬
‫سنُ ‪( .‬العنكبوت‪.)46:‬‬ ‫ب ِإاَّل بِالَّتِي ِه َي َأ ْح َ‬‫ت َُجا ِدلُوا َأ ْه َل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ين﴾ (النحل‪.)125:‬‬ ‫سبِيلِ ِه َو ُه َو َأ ْعلَ ُم بِا ْل ُم ْهتَ ِد َ‬
‫ض َّل َعن َ‬ ‫سنُ ِإنَّ َربَّ َك ُه َو َأ ْعلَ ُم بِ َمن َ‬ ‫• ومن ذلك أيضا ً قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َجا ِد ْلهُم بِالَّتِي ِه َي َأ ْح َ‬
‫• ‪ -2‬المناظرة‬
‫• المناظرة في اللغة‪ :‬مأخوذة من النظر وتقليب البصيرة إلدراك الشيء ورؤيته‪.‬‬
‫• والمناظرة المباحثة والمباراة في النظر واستحضار كل ما يراه ببصيرته‪.‬‬
‫• وفي االصطالح‪ :‬النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهاراً للصواب‪.‬‬
‫• فه‪W‬ي المحاورة بي‪W‬ن فريقي‪W‬ن حول موضوع لك‪W‬ل منهم‪W‬ا وجه‪W‬ة نظ‪W‬ر في‪W‬ه تخال‪W‬ف وجه‪W‬ة نظ‪W‬ر الفري‪W‬ق اآلخ‪W‬ر‪،‬‬
‫فه‪W‬و يحاول إثبات وجه‪W‬ة نظره وإبطال وجه‪W‬ة نظ‪W‬ر خص‪W‬مه م‪W‬ع رغبت‪W‬ه الص‪W‬ادقة بظهور الح‪W‬ق واالعتراف‬
‫به لدى ظهوره‪.‬‬
‫• فالمناظرة فرع من المحاورة‪ ،‬والمحاورة‪ :‬هي عرض لوجهتي نظر‪،‬‬
‫• بينم‪W‬ا المناظرة محاج‪W‬ة فيه‪W‬ا غال‪W‬ب ومغلوب بالحج‪W‬ة وال‪W‬برهان والدلي‪W‬ل وبإفحام الخص‪W‬م ف‪W‬ي رأي‪W‬ه‪ ،‬وإبطال‬
‫حجت‪W‬ه‪ ،‬وه‪W‬ي تعتم‪W‬د عل‪W‬ى قوة الحج‪W‬ة بقدر م‪W‬ا تعتم‪W‬د المحاورة عل‪W‬ى حضور البديه‪W‬ة واإللمام بموضوع‬
‫الحوار‪.‬‬
‫الحوار في القرآن الكريم‬
‫لم ترد لفظة الحوار ومشتقاتها في القرآن الكريم إال في ثالثة مواضع‪:‬‬ ‫•‬
‫احبِ ِه َوهُ َو يُ َحا ِو ُرهُ َأنَا َأ ْكثَ ُر ِمنكَ َمااًل َوَأ َع ُّز نَفَ ًرا﴾‪ ( .‬الكهف‪)34:‬‬ ‫ص ِ‬ ‫‪﴿ -1‬فَقَا َل لِ َ‬ ‫•‬
‫س َّواكَ َر ُجاًل ﴾‪( .‬الكهف‪)37:‬‬ ‫ب ثُ َّم ِمن ُّن ْطفَ ٍة ثُ َّم َ‬‫احبُهُ َوهُ َو يُ َحا ِو ُرهُ َأ َكفَ ْر َت بِالَّ ِذي َخلَقَ َك ِمن تُ َرا ٍ‬‫ص ِ‬ ‫‪﴿ -2‬قَا َل لَهُ َ‬ ‫•‬
‫ص‪W‬ي ٌر﴾‪.‬‬ ‫س‪َ W‬م ُع تَ َحا ُو َر ُك َم‪W‬ا ِإنَّ هَّللا َ َ‬
‫س‪ِ W‬مي ٌع بَ ِ‬ ‫س‪ِ W‬م َع هَّللا ُ قَ ْو َل‪ W‬الَّتِ‪W‬ي تُ َجا ِدلُ َك‪ W‬فِ‪W‬ي َز ْو ِج َه‪W‬ا َوتَ ْ‬
‫شتَ ِك‪W‬ي ِإلَ‪W‬ى هَّللا ِ َوهَّللا ُ يَ ْ‬ ‫‪﴿ - 3‬قَ ْد َ‬ ‫•‬
‫(المجادلة‪)1:‬‬
‫• قل‪W‬ة اس‪W‬تعمال اللفظ‪W‬ة ف‪W‬ي القرآ‪W‬ن الكري‪W‬م‪ ،‬ال ينص‪W‬رف بحال إل‪W‬ى التقلي‪W‬ل م‪W‬ن أهمي‪W‬ة أ‪W‬و محوري‪W‬ة الحوار ف‪W‬ي القرآ‪W‬ن‬
‫نموذجا تطبيقيًا باستمرار في المواقف القرآنية المتعددة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكريم‪ ،‬فقد كانت قضية الحوار حاضرة بصفتها‬
‫• فالناظ‪WW‬ر ف‪WW‬ي القرآ‪WW‬ن الكري‪WW‬م يلح‪WW‬ظ ‪ ‬ثراء المادة الحواري‪WW‬ة ف‪WW‬ي مختل‪WW‬ف س‪WW‬وره‪  ‬م‪WW‬ع تعدد موضوعاته‪WW‬ا‪ ،‬وتش ّع‪WW‬ب‬
‫مس‪W‬اراتها‪ ،‬واختالف أهدافه‪W‬ا وتعدد أطرافه‪W‬ا‪ ،‬األمر الذي يؤك‪W‬د تأصل اللغ‪W‬ة الحوارية في مكونات الخطاب القرآني‪،‬‬
‫وتغطيتها ألجزاء واسعة من هذا الكتاب العظيم‪.‬‬
‫أمثلة على الحوار في القرآن الكريم‬
‫• حوار هللا سبحانه وتعالى مع مالئكته حول خلق آدم عليه السالم في سورة البقرة‪.‬‬
‫• حوار إبراهيم عليه السالم مع ربه ‪ ‬حين طلب منه أن يريه كيف يحي الموتى‪.‬‬
‫• حوار موسى عليه السالم مع ربه ‪ ‬حين طلب من هللا سبحانه أن يسمح له برؤيته‪.‬‬
‫• حوار بين األنبياء وأقوامهم‪.‬‬
‫• حوار أصحاب الجنة‪.‬‬
‫• حوار داود عليه السالم مع الخصمين‪.‬‬
‫• حوار هللا سبحانه وتعالى مع إبليس‪.‬‬
‫الحوار في النبوية‬
‫• ف‪WW‬ي الس‪WW‬يرة النبوي‪WW‬ة أمثل‪WW‬ة حي‪WW‬ة‪ ،‬وأقوااًل تؤك‪WW‬د تَبنِّ‪WW‬ي منه‪WW‬ج الحوار كطري‪WW‬ق أمث‪WW‬ل لطرح العقيدة‬
‫اإلسالمية الجديدة منذ بواكير الدعوة إلى اإلسالم في مكة‪.‬‬
‫• وق‪WWW‬د كان‪WWW‬ت محاورات الن‪WWW‬بي ‪ ‬للمشركي‪WWW‬ن عل‪WWW‬ى اختالف مواقفه‪WWW‬م وتوجهاته‪WWW‬م إزاء الدعوة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫• ول‪W‬م يتوق‪W‬ف الحوار بي‪W‬ن الطرفي‪W‬ن ف‪W‬ي أص‪W‬عب الفترات وأكث‪W‬ر الفترات تأز ًم‪W‬ا وتعقي ًدا‪ ،‬ول‪W‬م يتخ‪W‬ل الن‪W‬بي‬
‫‪ ‬عن سلوك سبيل الحوار في أكثر المواقف قوة وانتصا ًرا‪.‬‬
‫أمثلة الحوار في السنة الن‪W‬بوية‬
‫• في فتح مكة كان أبو محذورة‪ -‬كان صاحب صوت جميل‪ -‬يستهزء بصوت بالل في األذان‪ ،‬فلما‬
‫رفع صوته باألذان مستهزًئا سمعه رسول هللا ‪ ‬فُأ ِمر به ف َمثُل بين يديه وهو يظن أنه مقتول‬
‫فمسح رسول هللا ‪ ‬ناصيته وصدره بيده الشريفة‪ .‬قال أبو محذورة‪( :‬فامتأل قلبي وهللا إيمانًا‬
‫ويقينًا‪ ،‬فعلمت أنه رسول هللا)‪ .‬فعلمه ‪ ‬األذان وأمره أن يؤذن ألهل مكة‪ ،‬فاستمر يؤذن لمدة ست‬
‫عشرة سنة‪ ،‬ثم توارثت ذريته ذلك من بعده‪.‬‬
‫• وهناك أمثلة عديدة سنذكر بعضها في مواضع أخرى‬
‫أهمي‪W‬ة الحوار‬
‫• الحوار هو السبيل األسمى لضبط االختالف المذموم وتفعيل التعاون والتفاهم بين الناس‪.‬‬
‫• كما أنه ركيزة أساسية في الدعوة إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫• بل إن القرآن الكريم ما هو إال حوار متواصل لبيان الحق من الباطل‪.‬‬
‫• والحوار ضروري الكتساب العلم وتناقل الخبرات والمعارف‪.‬‬
‫• وهو من أهم وسائل التفاهم وح ّل الخالفات واالنفتاح على اآلخر‪.‬‬
‫األسس التي يقوم عليها الحوار وضوابطه‬
‫• تنوع البشر واختالفهم‬
‫• اتباع العدل واإلنصاف‬
‫• التثبت‬
‫أوالً‪ :‬تنوع الناس واختالفهم‬
‫• قرر اإلس‪W‬الم االختالف كحقيق‪W‬ة إنس‪W‬انية طبيعي‪W‬ة‪ ،‬وتعام‪W‬ل م‪W‬عه‪W‬ا عل‪W‬ى هذا الأس‪W‬اس‪ .‬قال تعال‪W‬ى‪﴿ :‬يَ‪W‬ا َأ ُّي َه‪W‬ا النَّا ُ‬
‫س‪ِ W‬إنَّا‬
‫يم‪َ W‬خبِي ٌر﴾‬ ‫ش ُعوبً‪W‬ا َوقَبَاِئ َل‪ W‬لِتَ َعا َرفُوا ِإنَّ َأ ْك َر َم‪ُ W‬ك ْم‪ِ W‬عن َد هَّللا ِ َأ ْتقَا ُك ْم‪ِ W‬إنَّ هَّللا َ َعلِ ٌ‬‫َخلَ ْقنَا ُك‪W‬م ِّم‪W‬ن َذ َك ٍر َوُأنثَ‪W‬ى َو َج َع ْلنَا ُك ْم‪ُ W‬‬
‫(الحجرات‪ ،)13:‬فاإلنس‪WW‬انية واحدة وق‪WW‬د ُخلق‪WW‬ت م‪WW‬ن نف‪WW‬س واحدة‪ ،‬وهذه الوحدة ليس‪WW‬ت وحدة ف‪WW‬ي األص‪WW‬ل‬
‫فحس‪W‬ب‪ ،‬ب‪W‬ل ف‪W‬ي الهدف وه‪W‬و التعارف‪ ،‬ذل‪W‬ك أ‪W‬ن االختالف آي‪W‬ة م‪W‬ن آيات عظم‪W‬ة‪ W‬هللا‪ ،‬ومظه‪W‬ر م‪W‬ن م‪W‬ظاه‪W‬ر روع‪W‬ة‬
‫س‪W‬نَ ِت ُك ْم َوَأ ْل َوا ِن ُك ْم‪ِ W‬إنَّ‬
‫ف‪َ W‬أ ْل ِ‬ ‫ض‪َ W‬و ْ‬
‫اختِاَل ُ‬ ‫ت َواَأْل ْر ِ‬ ‫س‪َ W‬ما َوا ِ‬ ‫إبداع‪W‬ه‪ W‬ف‪W‬ي الخلق‪ .‬يقول القرآ‪W‬ن الكري‪W‬م‪َ ﴿ :‬و ِم ْن‪ W‬آيَاتِ ِه‪َ W‬خ ْل ‪ُW‬‬
‫ق ال َّ‬
‫ين﴾ (الروم‪.)22:‬‬ ‫فِي َذلِكَ آَل يَا ٍ‬
‫ت لِّ ْل َعالِ ِم َ‬
‫• واختالف األلسن واللغات المشار إليه في اآلية ال يعني اختالف اللهجات كوسائل للتخاطب والتفاهم والحوار‬
‫فحسب‪ ،‬بل ينصرف إلى ما تتضمنه تلك اللغات واالختالف في اللهجات م‪W‬ن معاني وأفكار وتصورات‪.‬‬
‫ي‪W‬‬ ‫اختَلَفُو ْا َولَ ْوالَ َكلِ َمةٌ‪َ W‬‬
‫س‪W‬بَقَتْ ِم‪W‬ن َّربِّ ‪َW‬ك لَقُ ِ‬
‫ض َ‬ ‫س‪ِ W‬إالَّ ُأ َّمةً‪َ W‬و ِ‬
‫اح َدةً‪ W‬فَ ْ‬ ‫• وم‪W‬نه‪W‬ا م‪W‬ا جاء ف‪W‬ي القرآ‪W‬ن الكري‪W‬م‪َ ﴿ :‬و َم‪WW‬ا َكا َن‪ W‬النَّا ُ‬
‫ون﴾ (يونس‪ ،)19:‬أي أن اختالفاتهم على تعددها ال تلغي الوحدة الإنسانية فيم‪W‬ا بينهم‪.‬‬ ‫بَ ْينَ ُه ْم فِي َما فِي ِه يَ ْختَلِفُ َ‬
‫• م‪W‬ن هنا كان االختالف الفكري بين بني اإلنسان قدي ًم‪W‬ا قِدم اإلنسان في هذه األرض‪ ،‬ابتدأ م‪W‬عه حيث ابتدأ ينظر‬
‫إلى الكون فيشده بعظمته وتأخذه الحيرة في إدراك كنهه وحقيقته‪.‬‬
‫• وم‪W‬ع حتم‪W‬ي‪W‬ة التنوع تكوينً‪W‬ا وفطرة الب‪W‬د م‪W‬ن التأكي‪W‬د أ‪W‬ن هذا التنوع ال يعن‪W‬ي بالضرورة التناف‪W‬ر المطل‪W‬ق أ‪W‬و التضاد‬
‫الم‪W‬ؤدي إل‪WW‬ى نف‪WW‬ي الطرف اآلخ‪WW‬ر وإلغاء وجوده‪ .‬وإنم‪WW‬ا يعن‪WW‬ي ضرورة االعتراف واإليمان بالتعدد والتنوع‬
‫لتحقي‪W‬ق التفاع‪W‬ل بي‪W‬ن أشكال متنوع‪W‬ة م‪W‬ن الص‪W‬ور واألفكار‪ .‬فالتباي‪W‬ن واالختالف والتنوع ليس‪W‬ت عوام‪W‬ل هدم ب‪W‬ل‬
‫هي في الحقيقة عوامل تحفيز فكري واستنفار ذهني تقوم على ركائزه حركة الحياة اإلنسانية المتفاعلة‪.‬‬
‫• وم‪W‬ن الط‪W‬بيعي أ‪W‬ن ينت‪W‬ج ع‪W‬ن هذا التفاع‪W‬ل أ‪W‬ن تتالق‪W‬ى األفكار أ‪W‬و تتنازع وق‪W‬د تتص‪W‬ارع كذل‪W‬ك‪ ،‬وم‪W‬ن هن‪W‬ا ينش‪W‬أ‬
‫الحوار والنقاش والجدال لعرض تلك األفكار وطرحها‪.‬‬
‫• وال يم‪W‬ك‪W‬ن أ‪W‬ن يخل‪W‬و بش‪W‬ر م‪W‬ن الحاج‪W‬ة إل‪W‬ى تل‪W‬ك األولويات الذهني‪W‬ة ف‪W‬ي طرح أفكاره والتص‪W‬ريح بتص‪W‬وراته بقط‪W‬ع‬
‫النظ‪W‬ر ع‪W‬ن طبيع‪W‬ة تل‪W‬ك األفكار أ‪W‬و كيفي‪W‬ة عرض‪W‬ه له‪W‬ا ‪ .‬فإثارة األفكار وتبادله‪W‬ا ومناقشته‪W‬ا موافقةً‪ W‬أ‪W‬و مخالفةً‪،W‬‬
‫ص‪ W‬الم‪W‬واص‪W‬فات اإلنس‪W‬انية‬ ‫أم ٌر مرتك‪W‬ز ف‪W‬ي الفطرة اإلنس‪W‬انية‪ .‬م‪W‬ن هن‪W‬ا كان ال‪W‬بيان واإلفص‪W‬اح ع‪W‬ن ذل‪W‬ك كل‪W‬ه م‪W‬ن أخ ّ‬
‫الت‪W‬ي تمي‪W‬ز به‪W‬ا اإلنس‪W‬ان ع‪W‬ن غيره م‪W‬ن المخلوقات‪ .‬فالحوار يتطل‪W‬ب أوالً وقب‪W‬ل ك‪W‬ل شي‪W‬ء االعتراف بحتمي‪W‬ة‬
‫وجود االختالف بمعنى التنوع في الحياة اإلنسانية المطلقة‪.W‬‬
‫• وللتعرف عل‪W‬ى االختالف الممدوح والمذموم فق‪W‬د وض‪W‬ع الشاط‪W‬بي رحم‪W‬ه هللا ضابطً‪W‬ا لمعرف‪W‬ة ذل‪W‬ك‪،‬‬
‫حي‪W‬ث يقول رحم‪W‬ه هللا ف‪W‬ي ذل‪W‬ك‪ ":‬فك‪W‬ل مس‪W‬ألة حدث‪W‬ت ف‪W‬ي اإلس‪W‬الم فاختل‪W‬ف الناس فيه‪W‬ا ول‪W‬م يورث ذل‪W‬ك‬
‫االختالف بينه‪WW‬م عداوة وال بغضاء وال فرق‪WW‬ة علمن‪W‬ا أنه‪WW‬ا م‪W‬ن مس‪WW‬ائل اإلس‪WW‬الم وك‪WW‬ل مس‪WW‬ألة طرأ‪W‬ت‬
‫فأوجب‪W‬ت العداوة والتناف‪W‬ر والتناب‪W‬ز والقطيع‪W‬ة علمن‪W‬ا أنه‪W‬ا ليس‪W‬ت م‪W‬ن أم‪W‬ر الدي‪W‬ن ف‪W‬ي شي‪W‬ء وأنه‪W‬ا الت‪W‬ي‬
‫عن‪W‬ى رس‪W‬ول هللا ص‪W‬لى هللا علي‪W‬ه وس‪W‬لم بتفس‪W‬ير اآلي‪W‬ة وه‪W‬ي قول‪W‬ه‪ِ﴿ :‬إنَّ الَّ ِذي َن‪ W‬فَ َّرقُو ْا ِدينَ ُه ْم‪َ W‬و َكانُو ْا ِ‬
‫شيَ ًع‪W‬ا‬
‫ش ْي ٍء‪( ﴾W‬األنعام‪ .)159:‬فيج‪W‬ب عل‪W‬ى ك‪W‬ل ذي دي‪W‬ن وعق‪W‬ل أ‪W‬ن يجتنبه‪W‬ا‪ ،‬أل‪W‬ن اإلس‪W‬الم يدع‪W‬و‬ ‫ت ِم ْن ُه ْم‪ W‬فِ‪W‬ي َ‬ ‫س‪َ W‬‬ ‫لَّ ْ‬
‫إلى األلفة والتحاب والتراحم والتعاطف فكل رأي أدى إلى خالف ذلك فخارج عن الدين"‪ .‬وغالبا ً ما‬
‫يكون هذا النوع م‪WW‬ن االختالف‪ ،‬منبثقً‪WW‬ا ع‪WW‬ن هوى النف‪WW‬س‪ ،‬وعل‪WW‬ى هذا فه‪WW‬و مذموم بك‪WW‬ل أشكال‪WW‬ه‬
‫ومختل‪W‬ف ص‪W‬وره‪ ،‬لأ‪W‬ن ح‪W‬ظ الهوى في‪W‬ه غل‪W‬ب الحرص عل‪W‬ى تحري الحق‪ .‬والهوى ال يأت‪W‬ي بخي‪W‬ر فه‪W‬و‬
‫س‪W‬تَ ْكبَ ْرتُ ْم فَفَ ِريقا ً‬ ‫س‪W‬و ٌل بِ َم‪W‬ا الَ تَ ْه َوى َأنفُ ُ‬
‫س‪ُ W‬ك ُم ا ْ‬ ‫مطي‪W‬ة الشيطان ال‪W‬ى الكف‪W‬ر‪ ،‬قال تعال‪W‬ى‪َ ﴿ :‬أفَ ُكلَّ َم‪W‬ا َجاء ُك ْم‪َ W‬ر ُ‬
‫ون﴾ (البقرة‪ .)87:‬والهوى مدعاة لكل ظلم وبغي وتجاوز من قِبل الفرد على غيره‬ ‫َك َّذ ْبتُ ْم َوفَ ِريقا ً تَ ْقتُلُ َ‬
‫فكيف إن كان هذا الغير مخالفا ً له في رأي!‪.‬‬
‫األمور التي يجب مراعاتها في االختالف بين الن‪W‬اس‬
‫األم‪W‬ر األول‪ :‬أ‪W‬ن هللا ع‪W‬ز وج‪W‬ل يتول‪W‬ى حس‪W‬ابهم عل‪W‬ى اختياره‪W‬م يوم القيام‪W‬ة ويفص‪W‬ل بينه‪W‬م ف‪W‬ي هذا االختالف‪ .‬كم‪W‬ا قال‬ ‫•‬
‫ت‪َ W‬أِل ْع ِدلَ‪W‬‬‫ب‪َ W‬وُأ ِم ْر ُ‬ ‫ت‪ W‬بِ َم‪W‬ا َأن َز َل‪ W‬هَّللا ُ ِم‪W‬ن ِكتَا ٍ‬ ‫ت‪َ W‬واَل تَتَّبِ ْع‪َ W‬أ ْه َواء ُه ْم‪َ W‬وقُ ْل‪ W‬آ َمن ُ‬ ‫س‪W‬تَقِ ْم َك َم‪W‬ا ُأ ِم ْر َ‬ ‫ع‪َ W‬وا ْ‬ ‫تعال‪W‬ى لرس‪W‬وله‪﴿ :‬فَلِ َذلِ ‪َW‬ك فَا ْد ُ‬
‫صي ُر﴾ (الشورى‪.)15:‬‬ ‫بَ ْينَ ُك ُم هَّللا ُ َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم لَنَا َأ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم َأ ْع َمالُ ُك ْم اَل ُح َّجةَ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ُم هَّللا ُ يَ ْج َم ُع بَ ْينَنَا وَِإلَ ْي ِه ا ْل َم ِ‬
‫س‪ْ W‬ه َل ْب َن‪W‬‬‫س‪ْ W‬ع ٍد َو َ‬ ‫س‪ْ W‬ب َن‪َ W‬‬ ‫األم‪W‬ر الثان‪W‬ي‪ :‬اعتقاد المس‪W‬لم بكرام‪W‬ة اإلنس‪W‬ان م‪W‬ن حي‪W‬ث ه‪W‬و إنس‪W‬ان‪ .‬ع َ ْن‪ W‬ا ْب ِن‪َ W‬أبِ‪W‬ي لَ ْيلَ‪W‬ى َأ َّن قَ ْي َ‬ ‫•‬
‫س‪W‬و َل هَّللا ِ ‪َ ‬م َّر ‪ْW‬ت بِ ِه‪َ W‬جنَا َزة‪ٌW‬‬ ‫ض‪ W‬فَقَااَل ِإنَّ ر ُ‬ ‫س‪W‬يَّ ِة فَ َم َّر ‪ْW‬ت بِ ِه َم‪W‬ا َجنَا َزةٌ‪ W‬فَقَا َم‪W‬ا فَقِي َل‪ W‬لَ ُه َم‪W‬ا ِإنَّ َه‪W‬ا ِم ‪ْW‬ن َأ ْه ِل‪ W‬اَأْل ْر ِ‬ ‫ف‪ W‬كَانَ‪W‬ا بِا ْلقَا ِد ِ‬‫ُحنَ ْي ٍ‬
‫ستْ نَ ْفسا ً‪ .‬رواه البخاري‬ ‫ي فَقَا َل َألَ ْي َ‬‫فَقَا َم فَقِي َل ِإنَّهُ يَ ُهو ِد ٌّ‬
‫األم‪W‬ر الثال‪W‬ث‪ :‬إيمان المس‪W‬لم بأ‪W‬ن عدل هللا لجمي‪W‬ع عباد هللا‪ ،‬مس‪W‬لمين وغي‪W‬ر مس‪W‬لمين‪ ،‬وه‪W‬و أم‪W‬ر ربان‪W‬ي ال ينبغ‪W‬ي للمس‪W‬لم‬ ‫•‬
‫شنَآ ‪ُW‬ن قَ ْو ٍم‪َ W‬علَ‪W‬ى َأالَّ‬ ‫س‪ِ W‬ط َوالَ يَ ْج ِر َمنَّ ُك ْم‪َ W‬‬ ‫ش َه َداء بِا ْلقِ ْ‬ ‫إس‪W‬قاطه أ‪W‬و إغفال‪W‬ه‪ ،‬قال تعال‪W‬ى‪﴿ :‬يَ‪W‬ا َأيُّ َه‪W‬ا الَّ ِذي َن‪ W‬آ َمنُو ْا ُكونُو ْا قَ َّوا ِمي َن‪ W‬هّلِل ِ ُ‬
‫ون﴾ (المائدة‪.)8:‬‬ ‫ب لِلتَّ ْق َوى َواتَّقُو ْا هّللا َ ِإنَّ هّللا َ َخبِي ٌر بِ َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫تَ ْع ِدلُو ْا ا ْع ِدلُو ْا ُه َو َأ ْق َر ُ‬
‫س‪ُ W‬ك ْم َأ ِو ا ْل َوالِ َد ْي ِن‪َ W‬واَأل ْق َربِي َن‪ِ W‬إ ن يَ ُك ‪ْW‬ن‬ ‫ش َه َداء هّلِل ِ َولَ ْو َعلَ‪W‬ى َأنفُ ِ‬ ‫س‪ِ W‬ط ُ‬ ‫وقال تعال‪W‬ى‪﴿ :‬يَ‪W‬ا َأيُّ َه‪W‬ا الَّ ِذي َن‪ W‬آ َمنُو ْا ُكونُو ْا قَ َّوا ِمي َن‪ W‬بِا ْلقِ ْ‬ ‫•‬
‫ون‪َ W‬خبِي ًرا﴾‬ ‫ان‪ W‬بِ َم‪W‬ا تَ ْع َملُ َ‬ ‫ضو ْا فَِإنَّ هّللا َ َك َ‬ ‫َغنِيًّ‪W‬ا َأ ْو فَقَي ًرا فَاهّلل ُ َأ ْولَ‪W‬ى بِ ِه َم‪W‬ا فَالَ تَتَّبِ ُعو ْا ا ْل َه َوى َأ ن تَ ْع ِدلُو ْا وَِإ ن تَ ْل ُوو ْا َأ ْو تُ ْع ِر ُ‬
‫(النساء‪.)135:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬إتب‪W‬اع ا‪W‬لعدل واإلنصاف‬
‫• اإلنص‪W‬اف ‪ :‬ه‪W‬و العدل ف‪W‬ي المعامل‪W‬ة‪ ،‬بأ‪W‬ن ال يأخ‪W‬ذ م‪W‬ن ص‪W‬احبه م‪W‬ن المناف‪W‬ع إال م‪W‬ا يعطي‪W‬ه‪ ،‬وال ينيل‪W‬ه م‪W‬ن المضار إال‬
‫كما ينيله‪.‬‬
‫• ولإلنصاف أنواع عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫• أ‪W‬ن ينص‪W‬ف المرء الناس فيقوم بإنص‪W‬اف الغي‪W‬ر م‪W‬ن نفس‪W‬ه أ‪W‬و مم‪W‬ن يح‪W‬ب‪ ،‬حت‪W‬ى ل‪W‬و كان هذا الغي‪W‬ر مخالفً‪W‬ا ل‪W‬ه ف‪W‬ي‬
‫الرأي‪ ،W‬أو في الدين‪ ،‬أو في المذهب‪ ،‬أو غير ذلك مما يقتضي التحامل أو يكون مظنة الجور‪.‬‬
‫• وق‪W‬د كان م‪W‬ن دالئ‪W‬ل س‪W‬ماحة اإلس‪W‬الم وعظم‪W‬ة مبادئ‪W‬ه أ‪W‬ن أق‪W‬ر مبدأ إنص‪W‬اف العدو وتبرئ‪W‬ة س‪W‬احته م‪W‬ع مخالفت‪W‬ه ف‪W‬ي‬
‫اس‪ W‬بِ َم‪W‬ا َأ َر َ‬
‫اك‪ W‬هّللا ُ َوالَ تَ ُك‪W‬ن‬ ‫الدي‪W‬ن‪ ،‬كم‪W‬ا جاء ف‪W‬ي س‪W‬بب نزول اآلي‪W‬ة‪ِ﴿ :‬إنَّا َأن َز ْلنَ‪W‬ا ِإلَ ْي َك‪ W‬ا ْل ِكت َ‬
‫َاب‪ W‬بِا ْل َحقِّ‪ W‬لِت َْح ُك َم‪ W‬بَ ْي َن‪ W‬النَّ ِ‬
‫ص‪W‬ي ًما﴾ (النس'اء‪ :)105:‬أ‪W‬ن طعم‪W‬ة ب‪W‬ن أ‪W‬بيرق سرق درعا ً ف‪W‬ي جراب‪ W‬فيه دقيق لقتادة بن النعمان وخبأها‬ ‫لِّ ْل َخآِئنِي َن‪َ W‬خ ِ‬
‫عن‪W‬د يهودي‪ ،‬فحل‪W‬ف طعم‪W‬ة قائالً‪( :‬مال‪W‬ي به‪W‬ا م‪W‬ن عل‪W‬م)‪ ،‬فاتبعوا أث‪W‬ر الدقي‪W‬ق إل‪W‬ى دار اليهودي‪ ،‬فقال اليهودي‪:‬‬
‫هم‪ W‬رس‪W‬ول هللا ‪ ‬بالقضاء ف‪W‬ي المس‪W‬ألة نزل‪W‬ت اآليات الكريم‪W‬ة ت‪W‬برئ‬ ‫إلي‪ W‬طعم‪W‬ة) رواه الترمذي‪ ،‬فلم‪W‬ا ّ‬ ‫(دفعه‪W‬ا ّ‬
‫ساحة اليهودي وتنصفه‪.‬‬
‫• فق‪W‬د أق‪W‬ر القرآ‪W‬ن هذا المبدأ وعززت‪W‬ه الس‪W‬نة الفعلي‪W‬ة للن‪W‬بي ‪ ،‬فم‪W‬ا كان لينص‪W‬ر مس‪W‬ل ًما عل‪W‬ى يهودي‬
‫لمجرد أن‪W‬ه مس‪W‬لم‪ ،‬فاالختالف ف‪W‬ي الدي‪W‬ن ب‪W‬ل والعداوة ال تمن‪W‬ع المس‪W‬لم م‪W‬ن إقام‪W‬ة العدل واإلنص‪W‬اف‬
‫وتحقيقه وهذا أدب رفيع ال ينبغي أن تخلو ساحة الحوار منه مطلقا ً‪.‬‬
‫• وجاء ن‪WW‬ص القرآ‪WW‬ن الكري‪WW‬م ص‪WW‬راحة آمراً المس‪WW‬لمين بال‪WW‬بر والقس‪WW‬ط والعدل مطلقاً‪ ،‬قال تعال‪WW‬ى‪﴿ :‬اَل‬
‫يَ ْن َها ُك ُم‪ W‬هَّللا ُ َع ِن‪ W‬الَّ ِذي َن‪ W‬لَ ْم‪ W‬يُقَاتِلُو ُك ْم‪ W‬فِ‪W‬ي ال ِّدي ِن‪َ W‬ولَ ْم‪ W‬يُ ْخ ِر ُجو ُك‪W‬م ِّمن ِديَا ِر ُك ْم‪َ W‬أن تَبَ ُّرو ُه ْم‪َ W‬وتُ ْق ِ‬
‫س‪W‬طُوا ِإلَ ْي ِه ْم‪ِ W‬إ َّن‬
‫ين﴾ الممتحن'ة‪ ،)8:‬يقول الط‪W‬بري ف‪W‬ي تفس‪W‬ير هذه اآلي‪W‬ة‪ ":‬أول‪W‬ى األقوال ف‪W‬ي ذل‪W‬ك‬ ‫س‪ِ W‬ط َ‬ ‫هَّللا َ يُ ِح ُّب‪ W‬ا ْل ُم ْق ِ‬
‫بالص‪W‬واب قول م‪W‬ن قال‪ :‬عن‪W‬ى بذل‪W‬ك ال ينهاك‪W‬م هللا ع‪W‬ن الذي‪W‬ن ل‪W‬م يقاتلوك‪W‬م ف‪W‬ي الدي‪W‬ن م‪W‬ن جمي‪W‬ع أص‪W‬ناف‬
‫عم‪W‬بقول‪WW‬ه‪﴿ :‬الذي‪WW‬ن ل‪WW‬م‬ ‫المل‪WW‬ل واألديان أ‪WW‬ن ت‪WW‬بروهم وتص‪WW‬لوهم وتقس‪WW‬طوا إليهم‪ .‬إ‪WW‬ن هللا ع‪WW‬ز وج‪WW‬ل ّ‬
‫يقاتلوك‪W‬م ف‪W‬ي الدي‪W‬ن ول‪W‬م يخرجوك‪W‬م م‪W‬ن ديارك‪W‬م﴾ جمي‪W‬ع م‪W‬ن كان ذل‪W‬ك ص‪W‬فته فل‪W‬م يخص‪W‬ص ب‪W‬ه بعضا ً دون‬
‫بعض‪ .‬وال معن‪W‬ى لقول م‪W‬ن قال ذل‪W‬ك منس‪W‬وخ أل‪W‬ن بر المؤم‪W‬ن أله‪W‬ل الحرب مم‪W‬ن بينه‪W‬م وبين‪W‬ه قراب‪W‬ة‬
‫نس‪W‬ب أ‪W‬و مم‪W‬ن ال قراب‪W‬ة بينه‪W‬م وبين‪W‬ه وال نس‪W‬ب غي‪W‬ر محرم وال منه‪W‬ي عن‪W‬ه إذا ل‪W‬م يك‪W‬ن ف‪W‬ي دالل‪W‬ة ل‪W‬ه أ‪W‬و‬
‫ألهل الحرب على عورة ألهل االسالم أو تقوية لهم بكراع أو سالح‪."..‬‬
‫فموج ه ألولئ‪W‬ك الذي‪W‬ن يؤمنون بعدم إمكاني‪W‬ة التعاي‪W‬ش وضرورة إقص‪W‬اء م‪W‬ن يخالفه‪W‬م حت‪W‬ى تتحق‪W‬ق له‪W‬م الهيمن‪W‬ة والس‪W‬يادة وه‪W‬م‬ ‫ّ‪W‬‬ ‫• أم‪W‬ا النه‪W‬ي‬
‫ف‪W‬ي اآلي‪W‬ة كفار قريش‪ .‬فق‪W‬د أرادوا القضاء عل‪W‬ى الدعوة الجديدة ف‪W‬ي مك‪W‬ة وحالوا دون إيص‪W‬الها لغيره‪W‬م‪ ،‬وقاموا بإخراج المؤمني‪W‬ن به‪W‬ا‬
‫م‪W‬ن دياره‪W‬م وأمواله‪W‬م قال تعال‪W‬ى‪ِ﴿ :‬إنَّ َم‪W‬ا يَ ْن َها ُك ُم‪ W‬هَّللا ُ َع ِن‪ W‬الَّ ِذي َن‪ W‬قَاتَلُو ُك ْم‪ W‬فِ‪W‬ي الدِّي ِن‪َ W‬وَأ ْخ َر ُجو ُك‪W‬م ِّم‪W‬ن ِديَا ِر ُك ْم‪َ W‬وظَا َه ُروا َعلَ‪W‬ى ِإ ْخ َرا ِج ُك ْم‪َ W‬أ ن‬
‫ون﴾‪ - .‬سورة الممتحنة‪.9:‬‬ ‫تَ َولَّ ْوهُ ْم َو َمن يَتَ َولَّهُ ْم فَُأ ْولَِئ َك ُه ُم الظَّالِ ُم َ‬
‫• وإ‪W‬ن تضاف‪W‬ر النص‪W‬وص القرآني‪W‬ة عل‪W‬ى ذك‪W‬ر الس‪W‬مات اإليجابي‪W‬ة الت‪W‬ي يتس‪W‬م به‪W‬ا بع‪W‬ض المخالفي‪W‬ن م‪W‬ن يهود ونص‪W‬ارى‪ ،‬أك‪W‬بر دلي‪W‬ل عل‪W‬ى‬
‫ق َوبِ ِه‪ W‬يَ ْع ِدلُو َن‪ ﴾W‬األعراف‪ .)159:‬وقال هللا تعال‪W‬ى‪:‬‬ ‫س‪W‬ى ُأ َّمةٌ‪ W‬يَ ْهدُو َن‪ W‬بِا ْل َح ِّ‪W‬‬ ‫إنص‪W‬اف اإلس‪W‬الم وعدالته‪ .‬وم‪W‬ن ذل‪W‬ك قول‪W‬ه تعال‪W‬ى‪َ ﴿ :‬و ِم‪W‬ن قوم ُمو َ‬
‫س‪ُ W‬ك ْم َأ ِو ا ْل َوالِ َد ْي ِن‪َ W‬واَأل ْق َربِي َن‪ W‬إ‪W‬ن يَ ُك ْن‪َ W‬غنِيًّا َأ ْو فَقِي ًرا فَاهَّلل ُ َأ ْولَ‪W‬ى بِ ِه َم‪W‬ا‬
‫ش َه َدا َء‪ W‬هَّلِل ِ َولَ ْو َعلَ‪W‬ى َأنفُ ِ‬ ‫﴿يَ‪W‬ا َأيُّ َه‪W‬ا الَّ ِذي َن‪ W‬آ َمنُوا ُكونُوا قَ َّوا ِمي َن‪ W‬بِا ْلقِ ْ‬
‫س‪ِ W‬ط ُ‬
‫فَال تَتَّبِ ُعوا ا ْل َه َوى َأن تَ ْع ِدلُوا﴾ (النساء‪.)8:‬‬
‫• وق‪W‬د يدف‪W‬ع الهوى اإلنس‪W‬ان لظل‪W‬م مخالفي‪W‬ه قواًل أ‪W‬و فعاًل ‪ ،‬ب‪W‬ل والتشهي‪W‬ر به‪W‬م ليص‪W‬رف الغي‪W‬ر عنهم‪ .‬إال أ‪W‬ن نص‪W‬وص الوح‪W‬ي قرآنً‪W‬ا وس‪W‬نة‬
‫س‪ِ W‬ط َوال يَ ْج ِر َمنَّ ُك ْم‪W‬‬ ‫اجتث‪W‬ت ذل‪W‬ك التوج‪W‬ه واعت‪W‬برته ظل ًم‪W‬ا ال ي‪W‬برره مس‪W‬وغ‪ .‬قال تعال‪W‬ى‪﴿ :‬يَ‪W‬ا َأيُّ َه‪W‬ا الَّ ِذي َن‪ W‬آ َمنُوا ُكونُوا قَ َّوا ِمي َن‪ W‬هَّلِل ِ ُ‬
‫ش َه َدا َء‪ W‬بِا ْلقِ ْ‬
‫ون﴾ (المائدة‪.)8:‬‬ ‫ب لِلتَّ ْق َوى َواتَّقُوا هَّللا َ إنَّ هَّللا َ َخبِي ٌر بِ َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫شنَآنُ قَ ْو ٍم َعلَى َأالَّ تَ ْع ِدلُوا ا ْع ِدلُوا ُه َو َأ ْق َر ُ‬ ‫َ‬
‫• والعدل واإلنص‪W‬اف منه ٌج‪ W‬دقي‪W‬ق يُمثّ‪W‬ل جمي‪W‬ع ص‪W‬ور القس‪W‬ط والعدل م‪W‬ع القري‪W‬ب والبعي‪W‬د‪ ،‬المخال‪W‬ف والمواف‪W‬ق دون تميي‪W‬ز بي‪W‬ن مس‪W‬لم أ‪W‬و‬
‫غي‪W‬ر مس‪W‬لم ب‪W‬ل ينه‪W‬ى ع‪W‬ن جمي‪W‬ع ص‪W‬ور الجور والظل‪W‬م م‪W‬ع ك ِّل‪ W‬أحد‪ .‬فمبدأ الظل‪W‬م مح ّرم بك‪W‬ل حال‪ ،‬فال يح‪W‬ل ألح‪W‬د أ‪W‬ن يظل‪W‬م أحداً‪ ،‬ول‪W‬و كان‬
‫كافراً‪.‬‬
‫• واألم‪WW‬ر يقتض‪WW‬ي ‪ ‬مجاهدة النف‪WW‬س‪ ،‬والتغل‪WW‬ب عل‪WW‬ى األهواء والنوازع الضيق‪WW‬ة‪ ،‬والتحرر م‪WW‬ن ك‪WW‬ل أشكال التعص‪WW‬ب األعم‪WW‬ى للذات أ‪WW‬و‬
‫ألفكارها وقناعاتها المسبقة‪.‬‬
‫ثالث‪ :‬ا‪W‬لتثبت‬
‫• م‪W‬ن األس‪W‬س المهم‪W‬ة ف‪W‬ي إجراء الحوار التثب‪W‬ت‪ ،‬م‪W‬ع حم‪W‬ل الكالم عل‪W‬ى ظاهره وعدم التعرض للنواي‪W‬ا‬
‫والبواط‪W‬ن‪ ،‬واإلس‪W‬الم دي‪W‬ن يقوم عل‪W‬ى البناء عل‪W‬ى ظواه‪W‬ر اآلخري‪W‬ن ال التتب‪W‬ع لم‪W‬ا يخفون أ‪W‬و البح‪W‬ث ف‪W‬ي‬
‫نياتهم‪.‬‬
‫ت‪ِ W‬م ‪ْW‬ن ُج َه ْينَة‪َW‬‬ ‫ص‪W‬بَّ ْحنَا ا ْل ُح َرقَا ِ‬‫س‪ِ W‬ريَّ ٍة فَ َ‬
‫س‪W‬و ُل هَّللا ِ ‪ ‬فِ‪W‬ي َ‬ ‫س‪W‬ا َمةَ ْب ِن‪َ W‬ز ْي ٍد رض‪W‬ي هللا عنهم‪W‬ا قَا َل‪ W‬بَ َعثَنَ‪W‬ا َر ُ‬ ‫• ع ‪ْW‬ن ُأ َ‬
‫سو ُل‬ ‫سي ِمنْ َذلِ َك‪ ،‬فَ َذ َك ْرتُهُ لِلنَّ ِب ِّي ‪ ،‬فَقَا َل َر ُ‬ ‫فََأ ْد َر ْكتُ َر ُجاًل ‪ ،‬فَقَا َل‪ :‬اَل ِإلَهَ ِإاَّل هَّللا ُ‪ ،‬فَطَ َع ْنتُهُ‪ ،‬فَ َوقَ َع فِي نَ ْف ِ‬
‫ح‪ .‬قَا َل‪َ" :W‬أفَاَل‬‫س‪W‬اَل ِ‬ ‫س‪W‬و َل هَّللا ِ ِإنَّ َم‪W‬ا قَالَ َه‪W‬ا َخ ْوفً‪W‬ا ِم ‪ْW‬ن ال ِّ‬ ‫ت‪ :‬يَ‪W‬ا َر ُ‬ ‫هَّللا ِ ‪َ " :‬أقَا َل‪ W‬اَل ِإلَهَ‪ِ W‬إاَّل هَّللا ُ َوقَتَ ْلتَه‪ُW‬؟!" قَا َل‪ :W‬قُ ْل ‪ُW‬‬
‫س‪W‬لَ ْمتُ يَ ْو َمِئ ٍذ‪ .‬قَا َل‪:W‬‬ ‫ت َأنِّ‪W‬ي َأ ْ‬ ‫ي َحتَّى تَ َمنَّ ْي ‪ُW‬‬‫ت‪َ W‬ع ْن‪ W‬قَ ْلبِ ِه‪َ W‬حتَّى تَ ْعلَ َم‪َ W‬أقَالَ َه‪W‬ا َأ ْم‪ W‬اَل "‪ ،‬فَ َم‪W‬ا َزا َل‪ W‬يُ َك ِّر ُر َه‪W‬ا َعلَ َّ‬ ‫شقَ ْق َ‬
‫َ‬
‫سا َمةَ‪ -‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُج ٌل‪َ :‬ألَ ْم يَقُ ْل هَّللا ُ‪:‬‬ ‫سلِ ًما َحتَّى يَ ْقتُلَهُ ُذو ا ْلبُطَ ْي ِن‪ -‬يَ ْعنِي ُأ َ‬ ‫س‪ْ W‬ع ٌد‪َ :‬وَأنَا َوهَّللا ِ اَل َأ ْقتُ ُل ُم ْ‬ ‫فَقَا َل َ‬
‫ت‪W‬‬‫س‪ْ W‬ع ٌد‪ :‬قَ ْد قَاتَ ْلنَ‪W‬ا َحتَّى اَل تَ ُكو َن‪ W‬فِ ْتنَةٌ‪َ W‬وَأ ْن َ‬ ‫وقَاتِلُو ُه ْم‪َ W‬حتَّى اَل تَ ُكو َن‪ W‬فِ ْتنَةٌ‪َ W‬ويَ ُكو َن‪ W‬الدِّي ُن‪ُ W‬كلُّهُ‪ W‬هَّلِل ِ ؟! فَقَا َل‪َ W‬‬
‫ون فِ ْتنَةٌ"‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫ون َأنْ تُقَاتِلُوا َحتَّى تَ ُك ُ‬ ‫ص َحابُكَ تُ ِري ُد َ‬ ‫َوَأ ْ‬
‫آداب الحوا‪W‬ر‬
‫• ‪ -1‬استعمال أفضل أساليب الحوار‬
‫• ‪ -2‬بناء الحوار على العلم‪.‬‬
‫• ‪ -3‬اإلنصات واالستماع الجيد‪.‬‬
‫ا‪W‬ستعما ‪ W‬أل‪W‬ف‪W‬ضلأ‪W‬سا‪WW‬ليبا‪WW‬لحوار ‪1-‬‬
‫• يتض‪W‬ح هذا األس‪W‬اس جليا ً م‪W‬ن مواق‪W‬ف الن‪W‬بي ‪ ‬العديدة ف‪W‬ي س‪W‬يرته م‪W‬ع مخالفيه‪ .‬فق‪W‬د وس‪W‬ع ن‪W‬بي هللا ‪ ‬برحاب‪W‬ة فكره وس‪W‬عة‬
‫ت‬‫ص‪W‬دره‪ ،‬محاوري‪W‬ه ومخالفي‪W‬ه عل‪W‬ى اختالف مشاربهم‪ .‬وم‪W‬ن ذل‪W‬ك م‪W‬ا دار بين‪W‬ه وبي‪W‬ن عدي ب‪W‬ن حات‪W‬م قب‪W‬ل إس‪W‬المه‪ ،‬حي‪W‬ث قال‪ :‬أتَ ْي ‪ُW‬‬
‫ت‪ِ W‬إلَ ْيه ِ‪َ ،W‬أ َخ َذ‬‫ت‪ W‬بِ َغ ْي ِر َأ َما ٍن‪َ W‬واَل ِكتَاب ٍ‪ ،W‬فَلَمَّا ُدفِ ْع ُ‬ ‫ي ْب ُن‪َ W‬حاتِ ٍم‪َ -W‬و ِجْئ ُ‬ ‫س‪ِ W‬ج ِد‪ ،‬فَقَا َل‪ W‬ا ْلقَ ْوم ُ‪َ :W‬ه َذا َع ِد ُّ‪W‬‬ ‫س‪ِ W‬ف‪W‬ي ا ْل َم ْ‬ ‫س‪W‬و َل هَّللا ِ ‪َ ‬و ُه َو َجا ِل ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ص‪W‬بِ ٌّي َم َع َه‪W‬ا‪ ،‬فَقَااَل ‪ِ :‬إنَّ لَنَ‪W‬ا ِإلَ ْي َك‪W‬‬ ‫ِبيَ ِدي‪َ -‬وقَ ْد َكا َن‪ W‬قَا َل‪ W‬قَ ْب َل‪َ W‬ذ ِل َك‪ِ" :W‬إنِّ‪W‬ي َأَل ْر ُ‪W‬ج و َأ ْن‪ W‬يَ ْج َع َل‪ W‬هَّللا ُ يَ َدهُ‪ِ W‬ف‪W‬ي يَ ِدي"‪ .‬قَا َل‪ :W‬فَقَام‪ ،‬فَلَ ِقيَ ْتهُ‪ W‬ا ْم َرَأةٌ‪َ W‬و َ‬
‫س‪َ W‬علَ ْي َه‪W‬ا َو َجلَ ْ‬
‫س‪W‬تُ‬ ‫س‪W‬ا َدةً‪ ،‬فَ َجلَ َ‬ ‫اجتَ ُه َم‪W‬ا‪ ،‬ثُمَّ َأ َخ َذ بِيَ ِدي َحتَّى َأتَ‪W‬ى ِب‪W‬ي َدا َره‪ ،ُW‬فََأ ْلقَ ْت‪ W‬لَهُ‪ W‬ا ْل َولِي َدةُ‪ِ W‬و َ‬ ‫ض‪W‬ى َح َ‬ ‫اجة‪ ،ًW‬فَقَا َم‪َ W‬م َع ُه َم‪W‬ا‪َ ،‬حتَّى قَ َ‬ ‫َح َ‬
‫ت ‪ :‬اَل ‪ .‬قَا َل‪ :W‬ثُ َّم‬ ‫س‪َ W‬وى هَّللا ِ؟!" قَا َل‪ :W‬قُ ْل ‪ُW‬‬ ‫بَ ْي َن‪ W‬يَ َد ْيهِ‪ ،W‬فَ َح ِم َد هَّللا َ َوَأ ْثنَ‪W‬ى َعلَ ْيهِ‪ ،W‬ثُ َّم قَا َل‪َ " :W‬م‪W‬ا يُ ِف ُّر ‪َW‬ك َأ ‪ْW‬ن تَقُو َل‪ W‬اَل ِإلَهَ‪ِ W‬إاَّل هَّللا ُ؟ فَ َه ْل‪ W‬تَ ْعلَ ُم‪ِ W‬م ‪ْW‬ن ِإلَ ٍه‪ِ W‬‬
‫وب‪W‬‬ ‫ض ٌ‬ ‫ن ا ْليَ ُهو َد َم ْغ ُ‬ ‫ش ْيًئا َأ ْكبَ ُر ِم ْن‪ W‬هَّللا ِ؟!" قَال َ‪ :W‬قُ ْلت‪ : ُW‬اَل ‪ .‬قَال َ‪ " :W‬فَِإ َّ‬ ‫ن َ‬ ‫س‪W‬ا َعةً‪ ،‬ثُمَّ قَال َ‪ِ" :W‬إنَّ َم‪W‬ا تَ ِف ُّر َأ ْن‪ W‬تَقُو َل‪ W‬هَّللا ُ َأ ْكبَ ُر‪َ ،‬وتَ ْعلَ ُم‪َ W‬أ َّ‬‫تَ َكلَّ َم‪َ W‬‬
‫سطَ فَ َر ًحا‪ ."..‬رواه الترمذي‬ ‫سلِ ًما‪ .‬قَا َل‪ :‬فَ َرَأ ْيتُ َو ْج َههُ تَبَ َّ‬ ‫ضاَّل ٌل"‪ .‬قَا َل‪ :‬قُ ْلتُ ‪ :‬فَِإنِّي ِجْئتُ ُم ْ‬ ‫صا َرى ُ‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم‪َ ،‬وِإنَّ النَّ َ‬
‫• وينبغ‪W‬ي للمحاور أ‪W‬ن يكون رفيقً‪W‬ا م‪W‬ع محاو ِره ومجا ِدل‪W‬ه‪ ،‬فيحرص عن‪W‬د المحاورة والمجادل‪W‬ة عل‪W‬ى ترك الغض‪W‬ب‪ ،‬فال يغض‪W‬ب عل‪W‬ى‬
‫المتخاط‪W‬ب مع‪W‬ه‪ ،‬وال يرف‪W‬ع ص‪W‬وته عل‪W‬ى س‪W‬بيل الغض‪W‬ب والحدة‪ ،‬فق‪W‬د جاء رج‪W‬ل للن‪W‬بي ‪ ‬فقال‪ :‬أوص‪W‬ني‪ .‬قال‪« :‬ال تغض‪W‬ب»‪ .‬فردَّد‬
‫مراراً‪ ،‬قال‪« :‬ال تغضب"‪.‬‬
‫• وكان الن‪W‬بي علي‪W‬ه الص‪W‬الة والس‪W‬الم أكث‪W‬ر الناس رحم‪W‬ة ورأف‪W‬ة بمخالفي‪W‬ه وحرص‪W‬ه عل‪W‬ى من‪W‬ح الطرف المقاب‪W‬ل الوق‪W‬ت الكاف‪W‬ي‬
‫لمراجعة الذات والقناعة بما يقدم عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬بناء الحوار‪ W‬على العلم‬
‫طالب الكفا َر والمنكرين للحقائق بتقديم الدليل والبرهان على ما يدَّعون‪ .‬يقول هللا تعالى‪َ ﴿ :‬هاَأنتُ ْم َهُؤالء َح َ‬
‫اج ْجتُ ْم ِفي َما‬ ‫َ‬ ‫• وهذا نهج رائده القرآن الذي‬
‫س‪ W‬لَ ُك‪W‬م بِ ِه‪ِ W‬ع ْل ٌم‪َ W‬وهّللا ُ يَ ْعلَ ُم‪َ W‬وَأنتُ ْم‪ W‬الَ تَ ْعلَ ُمو َن‪( ﴾W‬آ'ل عمران‪ .)66:‬والتزام العل‪W‬م يس‪W‬ع الناس جمي ًع‪W‬ا‪ ،‬وإ‪W‬ن اإلدالء بالحج‪W‬ج‬ ‫لَ ُك‪W‬م بِ ِه‪ِ W‬عل ٌم‪ W‬فَلِ َم‪ W‬تُ َح ُّ‬
‫آجو َن‪ِ W‬في َم‪W‬ا لَ ْي َ‬
‫وال‪W‬براهين يس‪W‬تميل العقول والقلوب‪ ،‬ويفت‪W‬ح األبص‪W‬ار والبص‪W‬ائر عل‪W‬ى الح‪W‬ق الم‪W‬بين‪ ،‬أم‪W‬ا الجدال بالباط‪W‬ل فمضيع‪W‬ة للوق‪W‬ت وإزدراء بالعق‪W‬ل ومجافاة‬
‫س َمن يُ َجا ِد ُل فِي هَّللا ِ بِ َغ ْي ِر ِع ْل ٍم َواَل هُ ًدى َواَل ِكتَا ٍ‬
‫ب ُّمنِي ٍر﴾ (الحج‪.)8:‬‬ ‫﴿و ِم َن النَّا ِ‬ ‫للحكمة‪َ : ،‬‬
‫• وتضافرت النص‪W‬وص القرآني‪W‬ة بمطالب‪W‬ة المخالفي‪W‬ن بتقدي‪W‬م ال‪W‬براهين عل‪W‬ى دعواه‪W‬م‪ ،‬مؤس‪W‬سة بذل‪W‬ك قاعدة م‪W‬ن أه‪W‬م قواع‪W‬د وضواب‪W‬ط الحوار الس‪W‬ليم‬
‫معيارا للقبول وال ّرد ف‪W‬ي ك‪W‬ل شي‪W‬ء س‪W‬واء ف‪W‬ي األفكار والمعتقدات‪ ،‬أ‪W‬و‬
‫ً‬ ‫والتفكي‪W‬ر العلم‪W‬ي الهادف‪ .‬واهتمام القرآ‪W‬ن الكري‪W‬م بالدلي‪W‬ل وال‪W‬برهان و جعل‪W‬ه‬
‫األحكام والمبادئ أم‪W‬ر واض‪W‬ح ال يحتاج إل‪W‬ى كثي‪W‬ر بيان واس‪W‬تدالل‪ .‬وم‪W‬ن خالل نظرة س‪W‬ريعة إل‪W‬ى اآليات المبارك‪W‬ة الت‪W‬ي تشتم‪W‬ل عل‪W‬ى كلمات " ال‪W‬برهان"‬
‫و"السلطان" و"الحجة " نجد أن القرآن يدعو دائما ً إلى إقامة الدليل والبرهان كأساس لقبول األمور و ّردها‪.‬‬
‫• ويقتض‪W‬ي هذا االلتزام التجرد م‪W‬ن الهوى وعدم الوقوع تح‪W‬ت س‪W‬لطانه‪ ،‬فال يمي‪W‬ل المحا ِور ع‪W‬ن المنه‪W‬ج العلم‪W‬ي إلثبات م‪W‬ا يواف‪W‬ق رغبت‪W‬ه وهواه‪ .‬كم‪W‬ا‬
‫يقتض‪W‬ي ذل‪W‬ك أال يتكل‪W‬م اإلنس‪W‬ان إال بعل‪W‬م‪ ،‬فال يقول شيئا ً إال وه‪W‬و يعل‪W‬م مس‪W‬تنده‪ ،‬ويعرف دليل‪W‬ه‪ ،‬لئال يكون مم‪W‬ن يتكل‪W‬م ف‪W‬ي أمور ال يعرف الح‪W‬ق فيها‪ ،‬وال‬
‫سُئواًل ﴾ (اإلسراء‪.)36:‬‬ ‫ص َر َوا ْلفَُؤا َد ُك ُّل ُأولَِئ َك َك َ‬
‫ان َع ْنهُ َم ْ‬ ‫س ْم َع َوا ْلبَ َ‬
‫س لَ َك بِ ِه ِع ْل ٌم ِإنَّ ال َّ‬
‫يسندها إلى علم صحيح‪ ،‬قال – سبحانه – ﴿ َواَل تَ ْقفُ َما لَ ْي َ‬
‫﴿و ْيلَ ُك ْم اَل تَ ْفتَ ُروا َعلَى‬
‫صا إذا كان ذلك فيما يتعل‪W‬ق بشرع هللا ودين‪W‬ه‪ ،‬فإ‪W‬ن القول على هللا – جل وعال – بغير عل‪W‬م من أعظم الذنوب وأكبره‪W‬ا‪َ :‬‬ ‫• وخصو ً‬
‫اب َم ِن ا ْفتَ َرى﴾ (طه‪.)61:‬‬ ‫س ِحتَ ُك ْم بِ َع َذا ٍ‬
‫ب َوقَ ْد َخ َ‬ ‫هَّللا ِ َك ِذبًا فَيُ ْ‬
‫اإلنصات واالستماع الجيد‬
‫• القدرة عل‪W‬ى االس‪W‬تماع ه‪W‬ي األداة الرئيس‪W‬ية للوص‪W‬ول إل‪W‬ى تفاه‪W‬م وتواص‪W‬ل مثم‪W‬ر بي‪W‬ن الناس خاص‪W‬ة ف‪W‬ي مواق‪W‬ف الخالف والص‪W‬راع وف‪W‬ي تخفي‪W‬ف الميول العدواني‪W‬ة ف‪W‬ي لحظات التوت‪W‬ر‬
‫واالنفعال العنيف‪.‬‬
‫• ومن فوائد اإلنصات في الحوار‪ :‬مشاركة اآلخرين وف ْه ُم وجهة نظرهم وتقديرها والتعبير عن الذات وتأكيدها‪.‬‬
‫• ويالح‪W‬ظ أن االستماع الجيد إلى اآلخرين ليس بالضرورة ينتهي إلى التأثير الكامل عليهم إال أنه يزيد من أواصر التقارب الروحي والعاطفي بين الناس‪..‬فليس كثرة الكالم دلياًل على‬
‫قوة الشخص‪W‬ية وال قوة التأثي‪W‬ر ب‪W‬ل ربم‪W‬ا – أ‪W‬و ف‪W‬ي الغال‪W‬ب – تنته‪W‬ي كثرة الكالم إل‪W‬ى م‪W‬ا ال يحم‪W‬د عقباه م‪W‬ن النتائج‪..‬فإ‪W‬ن الكالم الكثي‪W‬ر يع ّرض ص‪W‬احبه إل‪W‬ى الوقوع ف‪W‬ي األخطاء الكثيرة‪،‬‬
‫والدخول ف‪W‬ي مجاالت بعضه‪W‬ا هامشي‪W‬ة ق‪W‬د تض‪W‬ر وال تنف‪W‬ع مضافا ً إل‪W‬ى أ‪W‬ن المل‪W‬ل الناج‪W‬م من‪W‬ه ربم‪W‬ا ينزل بمس‪W‬توى الحدي‪W‬ث إل‪W‬ى مص‪W‬اف الحدي‪W‬ث العادي والكلمات فاقدة القيم‪W‬ة أ‪W‬و الشعارات‬
‫التي تفتقد إلى المزيد من الواقعية‪..‬‬
‫• ويتض‪W‬ح ذل‪W‬ك جليا ً م‪W‬ن خالل مواق‪W‬ف الن‪W‬بي علي‪W‬ه الص‪W‬الة والس‪W‬الم المتواص‪W‬لة م‪W‬ع مخالفيه‪ .‬فق‪W‬د كان علي‪W‬ه الص‪W‬الة والس‪W‬الم يحس‪W‬ن االس‪W‬تماع إليه‪W‬م مهم‪W‬ا بلغ‪W‬ت س‪W‬فاهة طرح الطرف‬
‫المقاب‪W‬ل أ‪W‬و غلظ‪W‬ة أس‪W‬لوبه وجفاوته‪ .‬يروى أ‪W‬ن عتب‪W‬ة ب‪W‬ن ربيع‪W‬ة وكان س‪W‬يدًا قال يوما ً وه‪W‬و جال‪W‬س ف‪W‬ي نادي قري‪W‬ش والن‪W‬بي علي‪W‬ه الص‪W‬الة والس‪W‬الم جال‪W‬س ف‪W‬ي المس‪W‬جد وحده ي‪W‬ا معش‪W‬ر‬
‫قري‪W‬ش أال أقوم إل‪W‬ى محم‪W‬د فأكلم‪W‬ه وأعرض علي‪W‬ه أمو ًرا لعل‪W‬ه يقب‪W‬ل بعضه‪W‬ا فنعطي‪W‬ه أيه‪W‬ا شاء ويك‪W‬ف عن‪W‬ا‪ ،‬فقام عتب‪W‬ة حت‪W‬ى جل‪W‬س إل‪W‬ى رس‪W‬ول هللا فقال ي‪W‬ا ب‪W‬ن أخ‪W‬ي إن‪W‬ك من‪W‬ا حي‪W‬ث ق‪W‬د علم‪W‬ت‬
‫م‪W‬ن الس‪W‬لطة ف‪W‬ي العشيرة والمكان ف‪W‬ي النس‪W‬ب وإن‪W‬ك ق‪W‬د أتي‪W‬ت قوم‪W‬ك بأم‪W‬ر عظي‪W‬م فرق‪W‬ت ب‪W‬ه جماعته‪W‬م وس‪W‬فهت ب‪W‬ه أحالمه‪W‬م و ِعب‪W‬ت ب‪W‬ه آلهته‪W‬م ودينه‪W‬م وكفرت ب‪W‬ه م‪W‬ن مض‪W‬ى م‪W‬ن آبائهم‪.‬‬
‫ت إنم‪W‬ا تري‪W‬د بم‪W‬ا جئ‪W‬ت ب‪W‬ه م‪W‬ن هذا األم‪W‬ر مااًل جمعن‪W‬ا‬ ‫فاس‪W‬مع من‪W‬ي أعرض علي‪W‬ك أموراً تنظ‪W‬ر فيه‪W‬ا لعل‪W‬ك تقب‪W‬ل منّ‪W‬ا بعضها‪ .‬فقال ل‪W‬ه رس‪W‬ول هللا ق‪W‬ل‪ :‬ي‪W‬ا أب‪W‬ا الولي‪W‬د أس‪W‬مع‪ .‬قال ي‪W‬ا اب‪W‬ن أخ‪W‬ي إ‪W‬ن كن ‪َW‬‬
‫ل‪W‬ك م‪W‬ن أموالن‪W‬ا حت‪W‬ى تكون أكثرن‪W‬ا مااًل وإ‪W‬ن كن‪W‬ت تري‪W‬د ب‪W‬ه شرفً‪W‬ا س‪W‬ودناك علين‪W‬ا حت‪W‬ى ال نقط‪W‬ع أم ًرا دون‪W‬ك وإ‪W‬ن كن‪W‬ت تري‪W‬د ُمل ًك‪W‬ا ملكنّاك علين‪W‬ا وإ‪W‬ن كان هذا الذي يأتي‪W‬ك رئيا ً ال تس‪W‬تطيع رده‬
‫م‪W‬ن نفس‪W‬ك طلبن‪W‬ا ل‪W‬ك الط‪W‬ب وبذلن‪W‬ا في‪W‬ه أموالن‪W‬ا حن‪W‬ى نبرئ‪W‬ك من‪W‬ه فإن‪W‬ه ربم‪W‬ا غل‪W‬ب التاب‪W‬ع عل‪W‬ى الرج‪W‬ل حت‪W‬ى يداوى من‪W‬ه أ‪W‬و كم‪W‬ا قال له‪ .‬حت‪W‬ى إذا فرغ عتب‪W‬ة ورس‪W‬ول هللا يس‪W‬مع من‪W‬ه قال أق‪W‬د‬
‫َشي ًرا َونَ ِذي ًرا‬ ‫ص‪W‬لَتْ آيَاتُهُ‪ W‬ق ُ ْرآنً‪W‬ا َع َربِيًّ‪W‬ا لِّقَ ْو ٍم‪ W‬يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون‪ .‬ب ِ‬ ‫َاب‪ W‬ف ُ ِّ‬
‫يم‪ِ .‬كت ٌ‬ ‫يل‪ِّ W‬م َن‪ W‬ال َّر ْح َم ِن‪ W‬ال َّر ِح ِ‬
‫فرغ‪W‬ت ي‪W‬ا أب‪W‬ا الولي‪W‬د قال نع‪W‬م قال فاس‪W‬مع من‪W‬ي قال أفعل‪ .‬قال بس‪W‬م هللا الرحم‪W‬ن الرحي‪W‬م‪﴿ :‬حم‪ .‬تَن ِز ٌ‬
‫ون﴾ (فصلت‪.)5-1:‬‬ ‫اب فَا ْع َم ْل ِإنَّنَا َعا ِملُ َ‬‫ون‪َ .‬وقَالُوا قُلُوبُنَا فِي َأ ِكنَّ ٍة ِّم َّما تَ ْدعُونَا ِإلَ ْي ِه َوفِي آ َذانِنَا َو ْق ٌر َو ِمن بَ ْينِنَا َوبَ ْينِ َك ِح َج ٌ‬ ‫ض َأ ْكثَ ُرهُ ْم فَ ُه ْم اَل يَ ْ‬
‫س َم ُع َ‬ ‫فََأ ْع َر َ‬
‫• ومض‪W‬ى رس‪W‬ول هللا فيه‪W‬ا يقرؤه‪W‬ا علي‪W‬ه فلم‪W‬ا س‪W‬معها عتب‪W‬ة أنص‪W‬ت له‪W‬ا وألق‪W‬ى يدي‪W‬ه خل‪W‬ف ظهره معتمداً عليه‪W‬ا يس‪W‬تمع من‪W‬ه ث‪W‬م انته‪W‬ى رس‪W‬ول هللا إل‪W‬ى الس‪W‬جدة منه‪W‬ا فس‪W‬جد ث‪W‬م قال ق‪W‬د س‪W‬معت ي‪W‬ا‬
‫أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك‪.‬‬

You might also like