You are on page 1of 40

‫المبحث الثاني‬

‫النظام االقتصادي في اإلسالم‬


‫سيتناول هذا المبحث الموضوعات اآلتية‪:‬‬
‫• مقدمة‬
‫• مفهوم النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫• المشكلة االقتصادية‬
‫• أهداف النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫• مقومات ال‪0‬نشاط االقتصادي‬
‫• المصارف اإلسالمية‬
‫مقدمة‬
‫• يحت‪00‬ل الجان‪00‬ب االقتص‪00‬ادي موقعا ً مهما ً ف‪00‬ي حياة الناس المعاص‪00‬رة‪ ،‬بحي‪00‬ث ال يمك‪00‬ن تص‪00‬ور وجود‬
‫مجتم‪0‬ع أ‪0‬و أم‪0‬ة م‪0‬ن األم‪0‬م م‪0‬ن غي‪0‬ر نظام اقتص‪0‬ادي ل‪0‬ه خلفي‪0‬ة فكري‪0‬ة وقواني‪0‬ن تنظ‪0‬م حياة الناس‬
‫االقتصادية‪ ،‬لذا اجتهد البشر منذ القديم في إيجاد نظم اقتصادية مختلفة بحسب كل مكان وزمان‪.‬‬
‫• وعن‪0‬د الحدي‪0‬ث ع‪0‬ن اإلس‪0‬الم ونظم‪0‬ه وشرائع‪0‬ه فإن‪0‬ه ال يمك‪0‬ن فص‪0‬ل الجان‪0‬ب االقتص‪0‬ادي ع‪0‬ن هذا الدي‪0‬ن‪،‬‬
‫ألن اإلس‪0‬الم بطبيعته تناول الجانب االقتصادي ف‪0‬ي مصادره الرئيسة‪ ،‬وكذلك تناول الفقهاء عل‪0‬ى مر‬
‫العصور من خالل اجتهاداتهم واستنباطاتهم أحكاما ً كثيرة تندرج في الجانب االقتصادي‪.‬‬
‫• لذا فإ‪0‬ن الفه‪0‬م الص‪0‬حيح لإلس‪0‬الم يؤك‪0‬د بأ‪0‬ن هذا الدي‪0‬ن ق‪0‬د شم‪0‬ل الجان‪0‬ب االقتص‪0‬ادي تنظيما ً وتهذيبا ً لك‪0‬ي‬
‫يكون ص‪0‬الحا ً للتط‪0‬بيق ف‪0‬ي حياة الناس كاف‪0‬ة‪ ،‬ويمك‪0‬ن القول بأ‪0‬ن هناك نظاما ً اقتص‪0‬اديا ً إس‪0‬الميا ً يتفوق‬
‫على جميع األنظمة االقتصادية إذا تم تطبيقه تطبيقا ً صحيحا ً من قبل أناس مؤمنين به‪.‬‬
‫مفهوم النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫• من التعر‪0‬يفات المهمة والمتداولة لعلم االقتصاد‪:‬‬
‫• م‪0‬ا ذكره آدم س‪0‬ميث مؤس‪0‬س عل‪0‬م االقتص‪0‬اد الحدي‪0‬ث والملق‪0‬ب بـ (أب‪0‬و االقتص‪0‬اد) ف‪0‬ي كتاب‪0‬ه (ثروة‬
‫األمم)‪ ،‬حيث ع َّرفه بأنه‪" :‬علم الثروة الذي يختص بدراسة وسائل اغتناء األمم"‪.‬‬
‫• وم‪0‬ن التعريفات المهم‪0‬ة أيضا ً تعري‪0‬ف ليون‪0‬ل روبن‪0‬ز‪ ،‬حي‪0‬ث قال بأ‪0‬ن عل‪0‬م االقتص‪0‬اد‪ " :‬ه‪0‬و الذي يدرس‬
‫سلوك اإلنسان إزاء حاجاته المتعددة ووسائله المحدودة ذات االستعماالت المتنوعة"‪.‬‬

‫• مفهوم علم االقتصاد اإلسالمي‪:‬‬


‫• يمك‪0‬ن تعري‪0‬ف االقتص‪0‬اد اإلس‪0‬المي كعل‪0‬م مرك‪0‬ب م‪0‬ن كلمتي‪0‬ن‪ ،‬بأن‪0‬ه‪ :‬عل‪0‬م دراس‪0‬ة وتحلي‪0‬ل س‪0‬لوك الفرد‬
‫والمجتمع تجاه الموارد اإلنتاجية من أجل تحقيق الرفاهة في إطار التعاليم الشرعية‬
‫المشكلة االقتصادية‬
‫• يذكر علماء االقتصاد‪:‬‬
‫• أ‪0‬ن عل‪0‬م االقتص‪0‬اد م‪0‬ا وج‪0‬د إال ليواج‪0‬ه (المشكل‪0‬ة االقتص‪0‬ادية)‪ ،‬أ‪0‬و م‪0‬ا يطل‪0‬ق عليه‪0‬ا كذل‪0‬ك (مشكل‪0‬ة الن‪0‬درة)‪ ،‬فالمشكل‪0‬ة‬
‫االقتصادية هي القضية األساسية التي تشغل النظم االقتصادية جميعها‪.‬‬
‫• فما حقيقة المشكلة االقتصادية ؟ وما موقف اإلسالم منها ؟‬
‫• تتلخ‪0‬ص هذه المشكل‪0‬ة م‪0‬ن الناحي‪0‬ة االقتص‪0‬ادية ف‪0‬ي أ‪0‬ن حاجات اإلنس‪0‬ان المتن‪0‬وع‪0‬ة أكث‪0‬ر م‪0‬ن الموارد الموجودة ف‪0‬ي هذا‬
‫الكون‪ ،‬فف‪0‬ي المحص‪0‬لة‪ -‬بحس‪0‬ب هذه النظري‪0‬ة‪ -‬س‪0‬نكون ف‪0‬ي مواجه‪0‬ة مشكل‪0‬ة محدودي‪0‬ة الموارد م‪0‬ع تزاي‪0‬د حاجات اإلنس‪0‬ان‬
‫وتنوعها‪.‬‬
‫• وم‪0‬ن التفس‪0‬يرات الغرب‪0‬ي‪0‬ة لهذه المشكل‪0‬ة نظري‪0‬ة مالثوس ف‪0‬ي الس‪0‬كان الت‪0‬ي ذكرناه‪0‬ا ف‪0‬ي النظام االجتماع‪0‬ي‪ ،‬حي‪0‬ث ذك‪0‬ر بأ‪0‬ن‬
‫س‪0‬بب المشكل‪0‬ة ه‪0‬و أ‪0‬ن الس‪0‬كان يزدادون زيادة متوالي‪0‬ة هندس‪0‬ية (‪ ،)16,8,4,2,1‬بي‪0‬نم‪0‬ا الغذاء يزداد زي‪0‬ادة متوالي‪0‬ة عددي‪0‬ة‬
‫(‪ ،)5,4,3,2,1‬بمعن‪0‬ى أ‪0‬ن نم‪0‬و الس‪0‬كان يفوق نم‪0‬و الغذاء‪ ،‬وبالتال‪0‬ي ال ب‪0‬د م‪0‬ن حدوث فجوة ب‪0‬ي‪0‬ن الس‪0‬كان والموارد الغذائي‪0‬ة‪،‬‬
‫وهذه الفجوة تزداد مع مرور الزمن‪ ،‬أما الحل فبحسب نظرية مالثوس يكمن في اإلقالل من التزاي‪0‬د السكاني عن طريق‪:‬‬
‫• تقليل المواليد بالعزوف عن الزواج أو تأخيره‪.‬‬
‫• أو الترحيب بالحروب والكوارث الطبيعية حيث تساعد على تقليل التزايد السكاني‪.‬‬
‫• ‪ -2‬ويذهب الفكر االقتصادي االشتراكي إلى أن سبب المشكلة االقتصادية هو‪:‬‬
‫• التناقض بين شكل اإلنتاج وعالقات التوزيع السائدة‬
‫• وأ‪00‬ن الح‪00‬ل لهذا التناق‪00‬ض الواق‪00‬ع بي‪00‬ن اإلنتاج والتوزي‪00‬ع الموجود ف‪00‬ي الرأس‪00‬مالية يكم‪00‬ن ف‪00‬ي قيام‬
‫االقتصاد االشتراكي‪.‬‬
‫موقف النظام االقتصادي اإلسالمي من المشكلة االقتصادية‬
‫• يرى بعض الباحثين عدم اإلقرار بوجود المشكلة االقتصادية في االقتصاد اإلسالمي ألسباب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫• ‪ -1‬إ‪0‬ن فكرة المشكل‪0‬ة االقتص‪0‬ادية نشأ‪0‬ت ف‪0‬ي األص‪0‬ل ف‪0‬ي الفك‪0‬ر الغرب‪0‬ي الرأس‪0‬مالي‪ ،‬ومعلوم أ‪0‬ن مبادئ‬
‫الرأس‪0‬مالية مختلف‪0‬ة ع‪0‬ن مبادئ االقتص‪0‬اد اإلس‪0‬المي‪ ،‬وبالتال‪0‬ي فإ‪0‬ن نتائ‪0‬ج الرأس‪0‬مالية مختلف‪0‬ة ع‪0‬ن نتائ‪0‬ج‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫• ‪ -2‬إ‪0‬ن اإلقرار بوجود المشكل‪0‬ة االقتص‪0‬ادية يتناف‪0‬ى م‪0‬ع س‪0‬نة هللا‪  0‬ف‪0‬ي الكون م‪0‬ن وجود وفرة ف‪0‬ي‬
‫الموارد والرزق‪ ،‬كقول‪0‬ه ‪َ : ‬وبَا َر ‪َ0‬ك فِي َه‪0‬ا َوقَ َّد َر فِي َه‪0‬ا َأ ْق َواتَ َه‪0‬ا‪( ‬فصلت‪ ،)10:‬وقول‪0‬ه ‪َ : ‬وآتَا ُك‪0‬م‬
‫صو َها‪( ‬إبراهيم‪.)34:‬‬ ‫ت هّللا ِ الَ تُ ْح ُ‬ ‫سَأ ْلتُ ُموهُ وَِإن تَعُدُّو ْا نِ ْع َم َ‬
‫ِّمن ُك ِّل َما َ‬
‫• ‪ -3‬إن‪0‬ه ق‪0‬د يترت‪0‬ب عل‪0‬ى االعتقاد بوجود المشكل‪0‬ة االقتص‪0‬ادية اتباع نف‪0‬س س‪0‬ياسات النظام االقتص‪0‬ادي‬
‫الرأسمالي‪.‬‬
‫• ويرى آخرون بأ‪0‬ن المشكل‪0‬ة‪ 0‬االقتص‪0‬ادية مشكل‪0‬ة حقيقي‪0‬ة وأنه‪0‬ا موجودة عل‪0‬ى أرض الواق‪0‬ع‪ ،‬وأ‪0‬ن مر َّده‪0‬ا يرج‪0‬ع‬
‫إل‪0‬ى قل‪0‬ة الموارد الطبيعي‪0‬ة‪ ،‬أل‪0‬ن الندرة ه‪0‬ي األص‪0‬ل‪ ،‬والوفرة إ‪0‬ن وجدت فه‪0‬ي مجرد ظاهرة اس‪0‬تثنائية وليس‪0‬ت‬
‫عام‪0‬ة‪ ،‬وهذه الوفرة ال توج‪0‬د إال ف‪0‬ي الجن‪0‬ة‪ ،‬حي‪0‬ث أشار هللا ‪ ‬إل‪0‬ى ذل‪0‬ك حينم‪0‬ا أس‪0‬كن آدم ‪ ‬الجن‪0‬ة قال ل‪0‬ه‪ :0‬إ‪0‬ن‬
‫ل‪0‬ك أال تجوع فيه‪0‬ا وال تعرى ‪ ‬وأن‪0‬ك ال تظمؤ‪0‬ا فيه‪0‬ا وال تضح‪0‬ى‪( ‬طه‪ ،)119-118:‬فدل ذل‪0‬ك عل‪0‬ى أ‪0‬ن الجوع‬
‫والعري والظمأ م‪0‬ن لوازم الدنيا‪.‬‬
‫• ولع‪0‬ل القول الراج‪0‬ح حول حقيق‪0‬ة‪ 0‬وجود المشكل‪0‬ة االقتص‪0‬ادية‪ 0‬ه‪0‬و القول بأ‪0‬ن هللا‪  0‬بيَّ‪0‬ن لن‪0‬ا ف‪0‬ي كتاب‪0‬ه وفرة‬
‫‪0‬خرها للعباد وذلَّله‪0‬ا له‪0‬م‪ ،‬قال هللا‪ :  0‬هَّللا ُ الَّ ِذي‬ ‫الم‪0‬وارد الطبيعي‪0‬ة‪ 0‬وكفاي‪0‬ة األرزاق لكاف‪0‬ة الخالئ‪0‬ق‪ ،‬وأن‪0‬ه ‪ ‬س َّ‬
‫ي‪0‬‬ ‫س‪َّ 0‬خ َر لَ ُك ُم‪ 0‬ا ْلفُ ْل ‪َ0‬ك لِتَ ْج ِر َ‬ ‫س‪َ 0‬ما ِء َما ًء‪ 0‬فََأ ْخ َر َج‪ 0‬ب‪0‬ه‪ِ 0‬م َن‪ 0‬الثَّ َم َرا ِ‬
‫ت‪ِ 0‬ر ْزقً‪0‬ا لَ ُك ْم‪َ 0‬و َ‬ ‫ض‪َ 0‬وَأ ْن َز َل‪ِ 0‬م َن‪ 0‬ال َّ‬
‫ت َواَأْل ْر َ‬ ‫س‪َ 0‬ما َوا ِ‬ ‫ق‪ 0‬ال َّ‬ ‫َخلَ َ‬
‫س‪َّ 0‬خ َر لَ ُك ُم‪ 0‬اللَّ ْي َل‪َ 0‬والنَّ َها َر ‪َ ‬وَآتَا ُك ْم‪0‬‬ ‫س‪َ 0‬وا ْلقَ َم َر َداِئبَ ْي ِن‪َ 0‬و َ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫س‪َّ 0‬خ َر لَ ُك ُم‪ 0‬اَأْل ْن َها َر ‪َ ‬و َ‬
‫س‪َّ 0‬خ َر لَ ُك ُم‪ 0‬ال َّ‬ ‫فِ‪0‬ي ا ْلبَ ْح ِر بَِأ ْم ِر ِه‪َ 0‬و َ‬
‫ان لَظَلُو ٌم‪َ 0‬كفَّا ٌر‪( ‬إبراهيم‪ ،)34-32:‬وقال ‪:‬‬ ‫س‪َ 0‬‬ ‫ص‪0‬و َها ِإ َّ‪0‬ن اِإْل ْن َ‬ ‫س‪َ0‬أ ْلتُ ُموهُ وَِإ ْن‪ 0‬تَعُدُّوا نِ ْع َمةَ‪ 0‬هَّللا ِ اَل تُ ْح ُ‬‫ِم‪ْ 0‬ن‪ُ 0‬كلِّ َم‪0‬ا َ‬
‫ش‪َ 0‬و َم ‪ْ0‬ن‬ ‫ش ْي ٍء‪َ 0‬م ْو ُزو ٍن‪َ  0‬و َج َع ْلن‪0‬ا لَ ُك ْم‪ 0‬فِيه‪0‬ا َمعايِ َ‬ ‫س‪َ 0‬ي َوَأ ْنبَ ْتن‪0‬ا فِيه‪0‬ا ِم‪ْ0 0‬ن ُك ِّل َ‬ ‫ض‪َ 0‬م‪َ 0‬ددْناه‪0‬ا َوَأ ْلقَ ْين‪0‬ا فِيه‪0‬ا َروا ِ‬ ‫‪َ ‬واَأْل ْر َ‬
‫وم‪( ‬الحجر‪.)21-19:‬‬ ‫َي ٍء ِإالَّ ِع ْن َدنا َخزاِئنُهُ َوما نُنَ ِّزلُهُ ِإالَّ بِقَ َد ٍر َم ْعلُ ٍ‬ ‫ين ‪ ‬وَِإنْ ِمنْ ش ْ‬ ‫ستُ ْم لَهُ بِرا ِز ِق َ‬ ‫لَ ْ‬
‫• وغير ذلك من اآليات الدالة على وفرة األرزاق واألقوات‪.‬‬
‫أسباب المشكلة من المنظور اإلسالمي‬
‫• ‪ -1‬عج‪00‬ز اإلنس‪00‬ان ع‪00‬ن االس‪00‬تفادة م‪00‬ن هذا الكون الذي س‪َّ 0‬‬
‫‪0‬خره هللا‪ ، 0‬إم‪00‬ا لقص‪00‬ور آلت‪00‬ه الت‪00‬ي يس‪00‬تخدمها ف‪00‬ي‬
‫استخراج خيرات األرض‪ ،‬أو قصور علمه عن إدراك سبل االستفادة من هذا الكون‪.‬‬
‫• ‪ -2‬ميل اإلنسان إلى الكسل والدعة والراحة‪ ،‬وإيثارها على العمل والحركة والكسب‪.‬‬
‫• ‪ - 3‬الس‪0‬ياسات االقتص‪0‬ادية الت‪0‬ي تنتهجه‪0‬ا بع‪0‬ض الدول ف‪0‬ي إتالف بع‪0‬ض محص‪0‬والتها م‪0‬ن أج‪0‬ل المحافظ‪0‬ة عل‪0‬ى‬
‫األسعار المرتفعة‪.‬‬
‫• ‪ - 4‬االحتكارات الت‪0‬ي يمارس‪0‬ها بع‪0‬ض التجار وأص‪0‬حاب رؤوس األموال ألنواع م‪0‬ن المنتجات بغي‪0‬ة رف‪0‬ع أس‪0‬عار هذه‬
‫المنتجات‪.‬‬
‫• ‪ -5‬عدم قيام كثي‪00‬ر م‪0‬ن الدول بمس‪00‬ؤولياتها االقتص‪00‬ادية ف‪00‬ي اإلنتاج واالس‪00‬تهالك‪ ،‬فم‪0‬ن جه‪00‬ة ال تتب‪00‬ع هذه الدول‬
‫أس‪00‬لوب ترشي‪00‬د اإلنتاج بحي‪00‬ث يؤدي إل‪00‬ى إشباع الحاجات األس‪00‬اسية‪ ،‬ب‪00‬ل ق‪00‬د تقوم بع‪00‬ض قطاعات اإلنتاج بإنتاج‬
‫الس‪0‬لع الضارة والمحرم‪0‬ة‪ ،‬وم‪0‬ن جه‪0‬ة أخرى فإ‪0‬ن بع‪0‬ض هذه الدول ال تس‪0‬عى إل‪0‬ى ترشي‪0‬د االس‪0‬تهالك‪ ،‬فتظه‪0‬ر مظاه‪0‬ر‬
‫اإلسراف والتبذير والترف‪.‬‬
‫أهداف النظام االقتصادي اإلسالمي‬

‫الرفاهية‬‫النمواإلنسان (‬
‫االقتصادي‬ ‫سعادة‬ ‫تحقيق‬
‫تحقيق‬
‫االقتصادية‬ ‫تحقيق العدالة‬
‫االقتصادية)‬
‫أوالً‪ :‬تحقي‪0‬ق ا‪0‬لنمو االقتصادي‬
‫• يتم تحقيق هذا الهدف عن طريق استثمار رأس المال في أي عمل من األعمال المشروعة التي‬
‫تحقق التنمية‬
‫• وزيادته عن طريق زيادة استثمار األفراد والجماعة لجميع ما يمكن استثماره من األموال‬
‫(المدخرات)‪ ،‬وعدم تعطيلها عن االستثمار‬
‫• لذلك حرم اإلسالم اكتناز األموال وتعطيلها عن اإلنتاج‪ ،‬سواء على مستوى األفراد أو الدولةً‪ ،‬فإن‬
‫التطبيق العملي في عهد النبي ‪ ‬والخلفاء الراشدين ‪ ‬يظهر لنا أن الدولة كانت ال تعطل األموال‬
‫المتحصلة لديها‪ ،‬بل تستثمرها في نشاطات مختلفة‪ ،‬وكانت توزع هذه األموال على الناس بأشكال‬
‫متعددة بغية استثمارها‪ ،‬فرؤوس األموال توزع‪:‬‬
‫• ‪ -1‬إما على شكل مزارعات‪ ،‬حيث تكون الدولة شريكا ً في الناتج‪.‬‬
‫• ‪ -٢‬وإما على شكل إقطاعات‪ ،‬حيث تعطي الدولة األراض‪0‬ي لألفراد بغية اس‪0‬تثمارها‪ ،‬فقد أقطع رس‪0‬ول هللا ‪‬‬
‫بالل ب‪0‬ن الحارث المزن‪0‬ي ‪ ‬أرضاً‪ ،‬فلم‪0‬ا كان عم‪0‬ر ب‪0‬ن الخطاب ترك ف‪0‬ي يده منه‪0‬ا م‪0‬ا يعمره وأقط‪0‬ع غيره‪،‬‬
‫وكذلك أقطع عمر بن الخطاب ‪ ‬سعد بن أبي وقاص وعبد هللا بن مسعود وأسامة بن زيد والزبير ‪.‬‬
‫• ‪ -٣‬وإم‪0‬ا عل‪0‬ى شك‪0‬ل عطاءات‪ ،‬حي‪0‬ث تعط‪0‬ي الدول‪0‬ة األفراد عطاءات م‪0‬ن بي‪0‬ت المال‪ ،‬كم‪0‬ا فع‪0‬ل أب‪0‬و بك‪0‬ر الص‪0‬ديق‬
‫حينما سوى بين الناس في العطاء‪00،‬‬ ‫‪‬‬
‫• وأما عمر بن الخطاب ‪ ‬فقد فاضل في العطاء بين الناس‪ ،‬فقدم آل بيت النبي وزوجاته‪ ،‬ثم أهل بدر‪،‬‬
‫• وسار عثمان بن عفان ‪ ‬على نهجه‪،‬‬
‫• وأما فقد سار علي بن أبي طالب ‪ ‬على سار عليه أبو بكر الصديق ‪.‬‬
‫• ولم تكن هذه العطاءات ثابتة‪ ،‬بل قد تزيد كلما زادت موارد الدولة‪.‬‬
‫• وهذه العطاءات من شأنها جعل أموال بيت المال متداولة وغير مكتنزة أو معطلة‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬تحقيق العدالة االقتصادية‬
‫• العدالة االقتصادية في اإلسالم حقيقية وواقعية إذا تم تطبيق النظام االقتصادي بكل مضمونه‬
‫ومحتواه‪ ،‬أما التطبيق الجزئي لالقتصاد اإلسالم فال يُظ ِهر مالمح تلك العدالة بالصورة التي أرادها‬
‫اإلسالم‪ .‬وهذا بخالف في األنظمة الوضعية‪ ،‬فهناك تطبيقات ليست من ثمراتها العدالة االقتصادية‪,‬‬
‫• هناك فرق جوهري بين العدالة وبين المساواة‬
‫• العدالة‪ :‬إعطاء كل ذي ٍ‬
‫حق حقه‪ ،‬فبقدر ما تبذل تكسب‬
‫• المساواة‪ :‬الجميع يحصل على مقدار متساوي مع اختالف عطائهم‪ ،‬وفي ذلك ظلم للباذل المجتهد‪.‬‬
‫ثالث‪0‬ا ً‪ :‬تحقيق سعادة اإلنسان (الرفاهية االقتصادية)‬
‫ضل‪0‬ه عل‪0‬ى كثي‪0‬ر م‪0‬ن مخلوقات‪0‬ه‪ ،‬وخل‪0‬ق ل‪0‬ه جمي‪0‬ع الطيبات لتحق‪0‬ق س‪0‬عادته ورفاهيت‪0‬ه‪ ،‬قال‬ ‫• اإلنس‪0‬ان مخلوق ك َّرم‪0‬ه هللا‪  0‬وف ّ‬
‫ض ْلنَا ُه ْم َعلَ ٰى َكثِي ٍر ِم َّم ‪ْ0‬ن َخلَ ْقنَا تَ ْف ِ‬
‫ضياًل ‪‬‬ ‫تعال‪0‬ى‪َ :‬ولَقَ ْد َك َّر ْمنَ‪0‬ا بَنِ‪0‬ي آ َد َم َو َح َم ْلنَا ُه ْم فِي ا ْلبَ ِّر َوا ْلبَ ْح ِر َو َر َز ْقنَا ُه ْم ِم َن‪ 0‬الطَّيِّبَا ِ‬
‫ت‪َ 0‬وفَ َّ‬
‫(اإلسراء‪ ،)70:‬ولكن سعادة اإلنسان الحقيقية ال يمكن تحقيقها إال بتوفير مطالبه الماد‪0‬ية والروحية‪.‬‬
‫• أم‪0‬ا المطال‪0‬ب المادي‪0‬ة فم‪0‬ن خالل إشباع الضروريات والحاجات األس‪0‬اسية لإلنس‪0‬ان م‪0‬ن غذاء وكس‪0‬اء وزواج ومأوى ودواء‪،‬‬
‫وهذا ما تسعى إليه المنظومة االقتصادية في اإلسالم من خالل أحكامها وتشريعاتها‪.‬‬
‫• فاالقتص‪0‬اد‪ 0‬اإلس‪0‬المي يهدف إل‪0‬ى رف‪0‬ع مس‪0‬توى األفراد إل‪0‬ى أدن‪0‬ى مرات‪0‬ب الغن‪0‬ى‪ ،‬بحي‪0‬ث يعي‪0‬ش اإلنس‪0‬ان كريما ً مكتفيا ً غنيا ً ع‪0‬ن‬
‫س‪0‬ؤال اآلخري‪0‬ن‪ ،‬متن ِّعما ً بنع‪0‬م هللا‪  0‬وطيبات‪0‬ه‪ ،‬قال هللا‪ :  0‬قُ ْل‪َ 0‬م ْن‪َ 0‬ح َّر َم‪ِ 0‬زينَةَ‪ 0‬هّللا ِ الَّتِ َي‪َ 0‬أ ْخ َر َج‪ 0‬لِ ِعبَا ِد‪ِ 0‬ه‪َ 0‬وا ْلطَّيِّبَا ِ‬
‫ت‪ِ 0‬م َن‪ 0‬ال ِّر ْزقِ‪0‬‬
‫ت‪ 0‬لِقَ ْو ٍم‪ 0‬يَ ْعلَ ُمو َن‪(  0‬األعراف‪ ،)32:‬وقال الن‪0‬بي‬ ‫ص‪ُ 0‬ل اآليَا ِ‬ ‫ص‪0‬ةً يَ ْو َم‪ 0‬ا ْلقِيَا َم ِة‪َ 0‬ك َذلِ ‪َ0‬ك نُفَ ِّ‬
‫قُ ْل‪ِ 0‬ه‪0‬ي لِلَّ ِذي َن‪ 0‬آ َمنُو ْا فِ‪0‬ي ا ْل َحيَا ِة‪ 0‬ال ُّد‪ْ 0‬نيَ‪0‬ا َخالِ َ‬
‫‪" : ‬إن هللا جميل يحب الجمال‪ ،‬ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده‪ ،0‬ويبغض البؤس والتباؤس"‪.‬‬
‫• وأم‪0‬ا المطال‪0‬ب الروحي‪0‬ة فق‪0‬د كفله‪0‬ا اإلس‪0‬الم م‪0‬ن خالل بيان أركان اإليمان ومشروعي‪0‬ة العبادات م‪0‬ن ص‪0‬الة وزكاة‪ 0‬وص‪0‬يام‬
‫وح‪00‬ج وأذكار وغيرها ‪ .‬وبذ‪0‬ل‪00‬ك يتحق‪00‬ق لإلنس‪00‬ان س‪00‬عادته م‪00‬ن خالل تلبي‪00‬ة حاجات‪00‬ه الجس‪00‬دية والروحي‪00‬ة‪ ،‬ويتحق‪00‬ق التوازن‬
‫المنشود والوسطية المطلوبة‪.‬‬
‫مقومات النشاط االقتصادي‬
‫االنتاج‬

‫أركان‬
‫االستهالك‬ ‫العملية‬ ‫التوزيع‬
‫االقتصادية‬

‫التبادل‬
‫االنتاج‬
‫• تعريفه‪:‬‬
‫• هو بذل الجهد البشري على الموارد االقتصادية إليجاد منفعة أو زيادتها إلشباع رغبات المجتمع المسلم‬
‫بطريق مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫• وبالتالي فإن النشاط اإلنتاجي يشتمل على العمليات اآلتية‪:‬‬
‫• ‪ -1‬العمليات التي تغير من شكل المادة‪ ،‬فتجعلها صالحة إلشباع الحاجات‪.‬‬
‫• ‪ -2‬عملية نقل المادة أو السلعة من مكان يقل فيه نفعها (نظراً لوفرتها) إلى مكان يزيد من نفعها (نظراً‬
‫لندرتها)‪ ،‬وتسمى هذه المنفعة بـ (المنفعة المكانية)‪ ،‬ألن الناقل أضاف منفعة إلى المادة بنقلها من مكان آلخر‪.‬‬
‫• ‪ -3‬عملية تخزين السلع الوفيرة عند حصادها وحفظها من التلف‪ ،‬وتوفيرها في أوقات تقل فيها‪ ،‬مثل‪ :‬تخزين‬
‫الحبوب‪ ،‬وتسمى هذه المنفعة بـ (المنفعة الزمانية)‪.‬‬
‫• ‪ -4‬العمليات التي يقوم بها أصحاب المواهب العقلية كالمهندسين واألطباء الذين يقدمون خدمات‬
‫ألفراد المجتمع هم في حاجة ماسة لها‪ ،‬وتسمى هذه المنفعة بـ (منفعة الخدمات الشخصية)‪.‬‬
‫• أضاف بعض االقتصاديين نوعا ً آخر من المنافع هي (المنفعة التملكية أو التبادلية)‪ ،‬حيث تضاف‬
‫المنفعة إلى المادة فتجعلها تنتقل من يد من ال يريدها إلى يد من يريدها بيسر وسهولة‪ ،‬كالموثق‬
‫الذي يقوم بتسجيل عقود الملكية‪ ،‬فإنه يقوم بإضافة منفعة للسلعة عند انتقالها من طرف آلخر‪.‬‬
‫عوامل اإلنتاج واألحكام المتعلقة بها في االقتصاد اإلسالمي‬
‫• لكي تتحقق العملية اإلنتاجية وتؤتي أكلها ال بد من النظر في األحكام المتعلقة بعواملها ومدى‬
‫انعكاسها على اإلنتاج‪ ،‬وهذه العوامل هي‪:‬‬
‫• األرض‬
‫• والعمل‬
‫• رأس المال‬
‫• ويضيف بعض االقتصاديين عامالً رابعا ً وهو التنظيم‪.‬‬
‫العمل‬
‫• يقوم اإلس‪0‬الم بأحكام‪0‬ه وتشريعات‪0‬ه عل‪0‬ى إعداد الطاقات البشري‪0‬ة وتجهيزه‪0‬ا للنشاط االقتص‪0‬ادي‪ ،‬فاإلس‪0‬الم ح‪0‬ث عل‪0‬ى‬
‫العمل والسعي والكسب‪ /‬وينهى عن التعطل والقعود والكسل‪.‬‬
‫ض‪َ 0‬ذلُوالً فَا ْمشُوا ِف‪0‬ي َمنَا ِكبِ َه‪0‬ا َو ُكلُوا ِم‪0‬ن ِّر ْزقِ ِه‪ 0‬وَِإلَ ْي ِه‪ 0‬النُّشُو ُر‪( ‬المل ك‪،)15:‬‬ ‫• يقول هللا‪ُ :  0‬ه َو الَّ ِذي َج َع َل‪ 0‬لَ ُك ُم‪ 0‬اَأْل ْر َ‬
‫ض ِل ‪ 0‬هَّللا ِ َو ْاذ ُك ُروا هَّللا َ َكثِي ًرا لَ َعلَّ ُك ْم‪0‬تُ ْف ِل ُحون َ‪0‬‬ ‫الص ‪0‬اَل ةُ فَا ْنتَ ِش ُروا ِف‪00‬ي اَأْل ْر ِ‬
‫ض ‪َ 0‬وا ْبتَ ُغوا ِم ْن ‪ 0‬فَ ْ‬ ‫ت‪َّ 0‬‬
‫ضي َ ِ‬ ‫ويقول ‪:‬فِإ َذا قُ ِ‬
‫(الجمعة‪.)10 :‬‬
‫• وجاء‪0‬ت الس‪0‬نة العملي‪0‬ة لتؤك‪0‬د هذه النظرة تجاه العم‪0‬ل‪ ،‬فق‪0‬د عم‪0‬ل الن‪0‬بي ‪ ‬بالرع‪0‬ي واشتغ‪0‬ل بالتجارة وشارك ف‪0‬ي بناء‬
‫المسجد وأسهم في حفر الخندق‬
‫ب‪َ 0‬علَ‪0‬ى ظَ ْه ِره ِ‪0‬‬ ‫• وكذل‪0‬ك أكدت الس‪0‬نة القولي‪0‬ة هذا التوج‪0‬ه‪ ،‬فق‪0‬د قال الن‪0‬بي ‪َ " :‬أل ْن‪ 0‬يَْأ ُخ َذ َأ َح ُد ُك ْم‪َ 0‬ح ْبلَهُ‪ 0‬فَيَْأتِ َي‪ُ 0‬‬
‫بح ْز َم ِة‪ 0‬ا ْل َحطَ ِ‬
‫ط ْو ُه‪َ 0‬أ ْو َمنَعُوه‪ "ُ0‬رواه البخاري‪ ،‬وقال ‪" :‬إ‪0‬ن قام‪0‬ت‬ ‫اس‪َ 0‬أ ْع َ‬ ‫س‪َ0‬أ َل النَّ َ‬
‫فَيَبِي َع َه‪0‬ا فَيَ ُكفَّ هَّللا ُ ب َه‪0‬ا َو ْج َه ُه‪َ ،0‬خ ْي ٌر لَ ُه‪ِ 0‬م ْن‪َ 0‬أ ْن‪ 0‬يَ ْ‬
‫الس‪0‬اعة وف‪0‬ي ي‪0‬د أحدك‪0‬م فس‪0‬يلة (نخل‪0‬ة ص‪0‬غيرة)‪ ،‬فإ‪0‬ن اس‪0‬تطاع أ‪0‬ن ال تقوم حت‪0‬ى يغرس‪0‬ها فليغرس‪0‬ها" رواه البخاري ف ي‬
‫األدب المفرد‪ ،‬وقال ‪" :‬إ‪0‬ن هللا‪ 0‬يح‪0‬ب إذا عم‪0‬ل أحدك‪0‬م عمالً أ‪0‬ن يتقن‪0‬ه" أخرجه أبو يعلى في مسنده‪ ،‬وقال ‪" :‬أعطوا‬
‫األجير أجره قبل أن يَجفَّ عرقُه"‬
‫األرض‬
‫• أم‪00‬ا بص‪00‬دد الموارد الطبيعي‪00‬ة وف‪00‬ي مقدمته‪00‬ا األرض‪ ،‬فاإلس‪00‬الم يؤك‪00‬د عل‪00‬ى اس‪00‬تغاللها وتوظيفه‪00‬ا لص‪00‬الح النشاط‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫• ‪ -1‬ح‪0‬ث الناس عل‪0‬ى اس‪0‬تصالح األراض‪0‬ي وإحيائه‪0‬ا‪ ،‬وذل‪0‬ك بتملي‪0‬ك األرض الموات لم‪0‬ن يحييه‪0‬ا‪ ،‬قال الن‪0‬بي ‪" :‬م‪0‬ن‬
‫أحي‪0‬ا أرضا ً م ْيت‪0‬ة فه‪0‬ي ل‪0‬ه"‪ ،‬فالضاب‪0‬ط المتالك األرض الموات ه‪0‬و إحياء هذه األراض‪0‬ي بالحرث والزراع‪0‬ة‪ ،‬أ‪0‬و بالبناء‬
‫عليها وعمرانها مما يسهم في تحويل الموارد المعطلة إلى موارد إنتاجية‪.‬‬
‫• ‪ -2‬دع‪0‬ا أص‪0‬حاب األراض‪0‬ي إل‪0‬ى زراعته‪0‬ا أ‪0‬و اس‪0‬تزراعها‪ ،‬قال الن‪0‬بي ‪" :‬م‪0‬ن كان‪0‬ت ل‪0‬ه أرض فليزرعه‪0‬ا‪ ،‬فإ‪0‬ن ل‪0‬م‬
‫يزرعها فليُز ِرعها أخاه" رواه مسلم‪.‬‬
‫• ‪ -3‬مص‪0‬ادرة ح‪0‬ق م‪0‬ن يحتج‪0‬ز األرض س‪0‬واء كان أحياه‪0‬ا أ‪0‬و اقتطعه‪0‬ا‪ ،‬لقول‪0‬ه ‪" :‬ولي‪0‬س لمحتج‪0‬ز ح‪0‬ق بع‪0‬د ثالث‬
‫س‪0‬نين‪ ،"...‬وق‪0‬د طبَّ‪0‬ق الخليف‪0‬ة الراش‪0‬د عم‪0‬ر ب‪0‬ن الخطاب ‪ ‬هذا المبدأ م‪0‬ع بالل ب‪0‬ن الحارث المزن‪0‬ي ‪ ‬واس‪0‬ترجع من‪0‬ه‬
‫م‪0‬ا جاوز قدرت‪0‬ه عل‪0‬ى االس‪0‬تغالل‪ ،‬وقال ل‪0‬ه‪" :‬إ‪0‬ن رس‪0‬ول هللا‪  0‬ل‪0‬م يقطع‪0‬ك لتحجزه ع‪0‬ن الناس‪ ،‬إنم‪0‬ا أقطع‪0‬ك لتعم‪0‬ل‪ ،‬فخ‪0‬ذ‬
‫ما قدرت على عمارته ورد الباقي"‪.‬‬
‫رأس المال‬
‫• أم‪0‬ا فيم‪0‬ا يتعل‪0‬ق بالموارد المالي‪0‬ة فق‪0‬د وردت عدة أحكام شرعي‪0‬ة تجع‪0‬ل حرك‪0‬ة األموال تص‪0‬ب ف‪0‬ي ص‪0‬الح العملي‪0‬ة اإلنتاجي‪0‬ة‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫ضة‪َ0‬‬ ‫ب‪َ 0‬وا ْل ِف َّ‬ ‫• أ‪ -‬ورد الوعي‪0‬د الشدي‪0‬د ف‪0‬ي ح‪0‬ق م‪0‬ن يكتن‪0‬ز األموال وال يؤدي حقه‪0‬ا‪ ،‬قال هللا‪َ …:  0‬والَّ ِذي َن‪ 0‬يَ ْكنِ ُزو َن‪َّ 0‬‬
‫الذ َه َ‬
‫يم‪  0‬يَ ْو َم‪ 0‬يُ ْح َم‪0‬ى َعلَ ْي َه‪0‬ا فِ‪0‬ي نَا ِر َج َهنَّ َم‪ 0‬فَتُ ْك َوى بِ َه‪0‬ا ِجبَا ُه ُه ْم‪َ 0‬و ُجنوبُ ُهم ْ‪0‬‬ ‫اب‪َ 0‬ألِ ٍ‬
‫يل هّللا ِ فَبَش ِّْرهُ‪0‬م بِ َع َذ ٍ‬
‫س‪0‬بِ ِ‬ ‫َوالَ يُنفِقُونَ َه‪0‬ا ِف‪0‬ي َ‬
‫ون‪( ‬التوبة‪،)35-34:‬‬ ‫َوظُ ُهو ُر ُه ْم َه َذا َما َكنَ ْزتُ ْم َألنفُ ِ‬
‫س ُك ْم فَ ُذوقُو ْا َما ُكنتُ ْم تَ ْكنِ ُز َ‬
‫• ومفهوم االكتناز ه‪00‬و‪ :‬تعطي‪00‬ل المال ع‪00‬ن أداء الحقوق‪ ،‬ويأت‪00‬ي عل‪00‬ى رأ‪00‬س هذه الحقوق الزكاة الواجب‪00‬ة بشروطه‪00‬ا‬
‫المعروف‪0‬ة‪ ،‬روي ع‪0‬ن اب‪0‬ن عباس وجابر ب‪0‬ن عب‪0‬د هللا‪ ،0‬واب‪0‬ي هريرة‪ ،‬وعم‪0‬ر ب‪0‬ن الخطاب‪" : ‬أيم‪0‬ا مال أدي‪0‬ت زكات‪0‬ه فلي‪0‬س‬
‫بكنز وإن كان مدفونا في األرض‪ ،‬وأيما مال لم تؤد زكاته فهو كنز يكوى به صاحبه وإن كان على وجه األرض"‪.‬‬
‫• واالكتناز م‪0‬ن الناحي‪0‬ة االقتص‪0‬ادية يؤدي إل‪0‬ى إعاق‪0‬ة النشاط اإلنتاج‪0‬ي‪ ،‬حي‪0‬ث إ‪0‬ن تعطي‪0‬ل المال ع‪0‬ن محي‪0‬ط التداول ينق‪0‬ص‬
‫الطل‪00‬ب‪ ،‬وهذا يعن‪00‬ي إضعاف القوة الشرائي‪00‬ة‪ ،‬وبالتال‪00‬ي يؤدي إل‪00‬ى عزوف المنتجي‪00‬ن ع‪00‬ن اإلنتاج‪ ،‬فتحري‪00‬م اإلس‪00‬الم‬
‫لالكتناز ينعكس باإليجاب على النشاط اإلنتاجي‪.‬‬
‫• ب‪ -‬كذل‪0‬ك حرم اإلس‪0‬الم الرب‪0‬ا‪ ،‬وجعل‪0‬ه م‪0‬ن كبائ‪0‬ر الذنوب‪ ،‬قال هللا ‪: ‬يَ‪0‬ا َأ ُّي َه‪0‬ا الَّ ِذي َن‪ 0‬آ َمنُو ْا اتَّقُو ْا هّللا َ‬
‫الربَ‪0‬ا ِإ ن ُكنتُ‪0‬م ُّمْؤ ِم ِني َن‪  0‬فَِإ ْن‪ 0‬لَ ْم‪ 0‬تَ ْف َعلُوا فَْأ َذنُوا بِ َح ْرب ِم َن‪ 0‬هَّللا ِ َو َر ُ‬
‫س‪0‬ولِ ِه وَِإ ْن‪ 0‬تُ ْبتُ ْم‪0‬‬ ‫َو َذ ُرو ْا َم‪0‬ا بَقِ َي‪ِ 0‬م َن‪ِّ 0‬‬
‫س‪َ 0‬أ ْم َوالِ ُك ْم‪ 0‬ال تَ ْظلِ ُمو َن‪َ 0‬وال تُ ْظلَ ُمو َن‪( 0‬البقرة‪ ،)279-278 :‬وعالق‪0‬ة تحري‪0‬م الرب‪0‬ا باإلنتاج‬ ‫فَلَ ُك ْم‪ُ 0‬ر ُءو ُ‬
‫أ‪0‬ن المنتجي‪0‬ن الذي‪0‬ن يقترضون بالفوائ‪0‬د س‪0‬يقومون بإضاف‪0‬ة تل‪0‬ك الفوائ‪0‬د عل‪0‬ى أس‪0‬عار المنتجات‪ ،‬وهذا‬
‫يعني زيادة تكلفة اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي زيادة أسعار السلع‪ ،‬وحصول التضخم واستمراره‪.‬‬
‫• فتحري‪0‬م الرب‪0‬ا ف‪0‬ي اإلس‪0‬الم س‪0‬يسهم ف‪0‬ي تخفي‪0‬ض أس‪0‬عار الس‪0‬وق نس‪0‬بيا ً مقارن‪0‬ة باقتص‪0‬اد يقوم عل‪0‬ى الرب‪0‬ا‬
‫والفوائد‪.‬‬
‫• مم‪0‬ا س‪0‬بق يتض‪0‬ح جليا ً أ‪0‬ن األحكام الشرعي‪0‬ة الواردة بخص‪0‬وص النشاط اإلنتاج‪0‬ي تص‪0‬ب ف‪0‬ي ص‪0‬الح‬
‫اإلنتاج وتحفّزه وتجعله ذا فعالية‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬التوزيع‬
‫• م‪0‬ن المس‪0‬ائل االقتص‪0‬ادية الت‪0‬ي اهت‪0‬م به‪0‬ا االقتص‪0‬اديون بشك‪0‬ل ك‪0‬بير مس‪0‬ألة التوزي‪0‬ع‪ ،‬ويقص‪0‬د بالتوزي‪0‬ع‬
‫عند االقتصاديين‪ :‬توزيع الدخل والثروة على األفراد‬
‫• فالثروات الهائلة والدخول المتحصلة ال بد لها من آليات عادلة في التوزيع‬
‫• وف‪0‬ي ك‪0‬ل نظام م‪0‬ن األنظم‪0‬ة االقتص‪0‬ادية نج‪0‬د هذا الهدف وه‪0‬و (عدال‪0‬ة التوزي‪0‬ع) غاي‪0‬ة يرج‪0‬ى تحقيقه‪0‬ا‪،‬‬
‫ولكن تختلف رؤية كل نظام في تحقيق عدالة التوزيع‪:‬‬
‫• فف‪0‬ي النظام الرأس‪0‬مالي يرون أ‪0‬ن العدال‪0‬ة‪ :‬تتحق‪0‬ق تلقائيا ً م‪0‬ن خالل آلي‪0‬ة الس‪0‬وق (العرض والطل‪0‬ب)‬
‫ومن غير تدخل الدولة‬
‫• وف‪0‬ي النظام االشتراك‪0‬ي يرون أ‪0‬ن العدال‪0‬ة‪ :‬تتحق‪0‬ق م‪0‬ن خالل المس‪0‬اواة بي‪0‬ن أفراد المجتم‪0‬ع ف‪0‬ي الدخ‪0‬ل‬
‫والثروة‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال من خالل إلغاء الملكية الفردية أو جعلها في أضيق نطاق على األقل‪.‬‬
‫دخله‬
‫• فئة قادرة على العمل إال أن دخولهم ال تؤمن لهم المستوى الالئق من المعيشة‪ ،‬فهؤالء كذلك‬
‫يستحقون حصة من التوزيع يستكملون بها حاجاتهم‪.‬‬
‫من ال يكفيه‬
‫• فئة من الناس ال تستطيع أن تعمل إما لضعف أو مرض أو عجز أو غير ذلك من األسباب‪ ،‬فهؤالء‬ ‫الفئة العاجزة‬
‫لهم نصيب من توزيع الثروة بمقدار ما يؤمن لهم حياة كريمة‬
‫• أقر اإلسالم الملكية الخاصة إلى جانب الملكية العامة بضوابط وشروط تحقق المصلحة للجميع‬
‫• وسمح ألصحاب هذه الملكيات باستثمارها في األوجه المباحة شرعاً‪ ،‬فاألرباح الناتجة عن هذه‬
‫الملكية‬
‫االستثمارات يتملكها أصحابها‪ ،‬وبذلك فإن لصاحب الملكية نصيبا ً من التوزيع على قدر ملكيته‪.‬‬
‫• أن العامل المستطيع الذي يجد العمل ال بد أن ينال نصيبه العادل من الثروة‬
‫• وجوب إعطاء العمال أجورهم الالئقة بأعمالهم بحيث يحققون كفايتهم الذاتية التي تمنعهم عن‬
‫العمل‬
‫السؤال‬
‫تطبيق اإلسالم العدالة في نظامه االقتصادي‬
‫هل الفكر االقتصادي في اإلسالم عبارة عن مزيج من الفكر‬
‫الرأسمالي والفكر االشتراكي؟‬
‫• يمكن الجواب عن هذا التصور الخاطئ من وجهين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬أ‪0‬ن الفك‪0‬ر االقتص‪0‬ادي الرأس‪0‬مالي نش‪0‬أ متأخراً‪ ،‬حي‪0‬ث إ‪0‬ن أ‪0‬برز م‪0‬ن وض‪0‬ع أس‪0‬س‬
‫هذا الفك‪0‬ر ه‪0‬و االس‪0‬كتلندي آدم س‪0‬ميث (ت ‪ 1790‬م)‪ ،‬ف‪0‬ي حي‪0‬ن أ‪0‬ن المذه‪0‬ب االشتراك‪0‬ي‬
‫بدأ العم‪0‬ل بمبادئ‪0‬ه ف‪0‬ي القرن العشري‪0‬ن الميالدي‪ ،‬فكال المذه‪0‬بين متأخ‪0‬ر ع‪0‬ن األس‪0‬س‬
‫االقتص‪0‬ادية ف‪0‬ي اإلس‪0‬الم الموجودة من‪0‬ذ أربع‪0‬ة عش‪0‬ر قرناً‪ ،‬فال يعق‪0‬ل أ‪0‬ن يكون الس‪0‬ابق‬
‫ف‪0‬ي الوجود ق‪0‬د أخ‪0‬ذ م‪0‬ن المتأخ‪0‬ر‪ ،‬ب‪0‬ل عل‪0‬ى العك‪0‬س يمك‪0‬ن االدعاء بأ‪0‬ن كالً م‪0‬ن المذه‪0‬بين‬
‫الرأسمالي واالشتراكي قد أخذا من اإلسالم بعض األفكار واألسس االقتصادية‪.‬‬
‫• الثاني‪ :‬أن النظام االقتصادي اإلسالمي يقوم على عقيدة تختلف عن الفلسفة‬
‫الرأسمالية واالشتراكية والشيوعية‪ ،‬حيث إن الرأسمالية قد ألغت من اعتبارها‬
‫شريعة اإلله عندما فصلوا الدين عن الحياة‪ ،‬ووضعوا ألنفسهم مذهبهم االقتصادي‬
‫بعيداً عن الدين‪ ،‬أما الشيوعية فإنها ال تؤمن أساسا ً بوجود اإلله عندما أعلنوا‬
‫عقيدة اإللحاد‪.‬‬
‫• فوجود هذه الفروق االعتقادية والجوهرية بين اإلسالم وسائر المذاهب االقتصادية‬
‫يستحيل معها القول بأن اإلسالم بنى نظامه االقتصادي على أسس أنظمة وضعية‪،‬‬
‫وإذا وجد تشابه في بعض التطبيقات العملية بين النظام اإلسالمي من جهة والنظام‬
‫الرأسمالي واالشتراكي من جهة أخرى فهو تشابه في الظاهر فقط بسبب التشابه‬
‫في األسماء أو العناوين‪ ،‬وهذا التشابه ال يعني أن اإلسالم أخذ من أحد النظامين أو‬
‫مزج بينهما‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬التبادل (السوق)‬
‫• يطلق السوق في المفهوم العام على المكان الذي يلتقي فيه البائعون بالمشترين لتبادل السلع والخدمات‪،‬‬
‫• أم‪0‬ا المفهوم االقتص‪0‬ادي للس‪0‬وق فه‪0‬و إمكاني‪0‬ة التقاء البائعي‪0‬ن بالمشتري‪0‬ن لتبادل الس‪0‬لع والخدمات وعناص‪0‬ر‬
‫اإلنتاج دون اشتراط المكانية‪.‬‬
‫• أم‪0‬ا الس‪0‬وق ف‪0‬ي هذا العص‪0‬ر ق‪0‬د طرأ‪0‬ت علي‪0‬ه تطورات مهم‪0‬ة م‪0‬ن حي‪0‬ث الوس‪0‬ائل الت‪0‬ي يتم به‪0‬ا التبادل‪ ،‬فأص‪0‬بحت‬
‫كثي‪0‬ر م‪0‬ن األس‪0‬واق متاح‪0‬ة عل‪0‬ى الشبك‪0‬ة العنكبوتي‪0‬ة (االنترن‪0‬ت)‪ ،‬ويمك‪0‬ن للمتباي‪0‬ع أ‪0‬ن يشتري أ‪0‬و ي‪0‬بيع م‪0‬ا يري‪0‬د‬
‫وهو في بيته بطرق ميسرة وسهلة‪.‬‬
‫• وللس‪0‬وق أهمية ك‪0‬بيرة ف‪0‬ي االقتص‪0‬اد عموماً‪ ،‬فنجد أ‪0‬ن االقتصاد الرأس‪0‬مالي يعتمد عل‪0‬ى الس‪0‬وق وآلية العرض‬
‫والطلب لتحديد األسعار ومن ثم تحديد وجهة اإلنتاج ونوعية السلع المرغوبة من غيرها‪،‬‬
‫• وق‪00‬د جاء اإلس‪00‬الم من ِّ‬
‫ظما ً للس‪00‬وق‪ ،‬ذاكراً ألحكام‪00‬ه وضوابط‪00‬ه وآداب‪00‬ه‪ ،‬م‪00‬ن أج‪00‬ل اس‪00‬تقرار المعامالت بي‪00‬ن‬
‫الناس‪ ،‬وحصول جميع األطراف على كامل حقوقهم‪،‬‬
‫أهم األحكام الشرعية في تنظيم السوق‬
‫وجوب التراضي التام‬
‫بين المتبايعين‬

‫وجوب التراضي التام‬


‫تنظيم عملية التسعير‬
‫بين المتبايعين‬

‫النهي عن الغش‬ ‫اجتناب معامالت الربا‬

‫اجتناب القمار والغرر‬


‫وجوبا‪00‬لترا‪0‬ضيا‪00‬لتام‪ 0‬ب‪00‬ينا‪00‬لمتبايعين‪1-‬‬
‫• يشترط في البيع أن يرضى المشتري بالسلعة ويرضى البائع بالثمن رضا ً تاما ً ال يشوبه عيب من عيوب الرضى‪.‬‬
‫• وقد حرم اإلسالم بعض البيوع التي تفتقر إلى شرط الرضى كبيع المنابذة والمالمسة‪ ،‬ف َعنْ َأبِي ُه َر ْي َرةَ ‪َ ‬أنَّهُ قَا َل‪:‬‬
‫اح ِب ِه بِ َغ ْي ِر تََأ ُّم ٍل‪،0‬‬ ‫اح ٍد ِم ْنهُ َم‪00‬ا ثَ ْو َب‪َ 0‬‬
‫ص‪ِ 0‬‬ ‫س‪ُ 0‬كلُّ َو ِ‬ ‫س‪0‬ةُ‪ :‬فََأ ْن‪ 0‬يَ ْل ِم َ‬ ‫س‪ِ 0‬ة َوا ْل ُمنَابَ َذ ِة‪َ ،0‬أ َّم‪00‬ا ا ْل ُمالَ َم َ‬
‫نُ ِه َى‪َ 0‬ع ْن‪ 0‬بَ ْي َعتَ ْي ِن‪ :0‬ا ْل ُمالَ َم َ‬
‫صا ِح ِب ِه"‪ .‬رواه الشيخان‬ ‫ب َ‬ ‫اآلخ ِر َولَ ْم يَ ْنظُ ْر َوا ِح ٌد ِم ْن ُه َما ِإلَى ثَ ْو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ثَ ْوبَهُ ِإلَى َ‬ ‫َوا ْل ُمنَابَ َذةُ‪َ :‬أنْ يَ ْن ِب َذ ُك ُّل َو ِ‬
‫• ونهي عنهما لما فيهما من جهالة للسلعة‬
‫• المالمسة‪ :‬الزام البائع للمشتري بشراء السلعة بمجرد لمسها‪ ،‬حتى لو لم تعجبه‪.‬‬
‫• أم‪0‬ا المالمس‪0‬ة‪ :‬فكأ‪0‬ن أطل‪0‬ب معاين‪0‬ة قطع‪0‬ة قماش موضوع‪0‬ة عل‪0‬ى الرف‪0‬ع فيشترط عل‪0‬ي البائ‪0‬ع أن‪0‬ه إذا أنزله‪0‬ا م‪0‬ن مكانه‪0‬ا‬
‫فأنا ملزم بشرائها وإن لم تعجبني‬
‫• ويستثنى من ذلك لو كانت البضاعة معروفة للمشتري‪ ،‬أو أنه تعرف عليها من خالل عينة‬
‫‪ -2‬اجتناب السلع والخدمات المح ّرمة والضا ّرة‬
‫• من الضوابط الرئيسة في عمليات التبادل اجتناب كل ما هو حرام وضار كالخمر والخنزير‬
‫والمخدرات والدخان وغيرها‪ ،‬ويمكن القول بأن كل ما هو ضار للفرد والمجتمع حرمه اإلسالم‪،‬‬
‫سواء ظهر وجه الضرر لنا أم خفي‪.‬‬
‫‪ -3‬اجتناب معامالت الربا‬
‫الفض ُل والزيادة‪ ،‬وفي االصطالح‪ :‬الزيادة في أشياء مخصوصة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫• ِّ‬
‫الربا في اللغة‪:‬‬
‫• وه‪0‬و مح َّرم بالكتاب والس‪0‬نة واإلجماع‪ ،‬ب‪0‬ل قال العلماء‪" :‬إ‪00‬ن الرب‪0‬ا ل‪0‬م يح‪0‬ل ف‪0‬ي شريع‪0‬ة ق‪0‬ط‪ ،‬لقوله ‪:‬‬
‫‪َ ‬وَأخذه ُم ِّ‬
‫الربَا َوقَ ْد نُ ُهوا َع ْنه‪( ‬النساء‪ ،)161:‬يعني في الكتب السابقة"‪.‬‬
‫• فال ِرب‪0‬ا م‪0‬ن أك‪0‬بر الكبائ‪0‬ر‪ ،‬وتحريم‪0‬ه أص‪0‬ل م‪0‬ن أص‪0‬ول الدي‪0‬ن‪ ،‬وه‪0‬و معلوم م‪0‬ن الدي‪0‬ن بالضرورة‪ ،‬فك‪0‬ل معامل‪0‬ة‬
‫تشتم‪0‬ل عل‪0‬ى الرب‪0‬ا فه‪0‬ي محرم‪0‬ة وفاس‪0‬دة‪ ،‬لم‪0‬ا ف‪0‬ي ذل‪0‬ك م‪0‬ن اآلثار الس‪0‬يئة عل‪0‬ى األفراد والمجتمعات م‪0‬ن‬
‫استغالل الحاجات‪ ،‬والتواكل وترك العمل‪ ،‬ومحق البركة في األموال‪ ،‬وحدوث األزمات المالية وغيرها‪.‬‬
‫• وم‪0‬ن الص‪0‬ور المعاص‪0‬رة للرب‪0‬ا الحس‪0‬ابات البنكي‪0‬ة ف‪0‬ي البنوك التجاري‪0‬ة الت‪0‬ي تج‪0‬ر منفع‪0‬ة أ‪0‬و جائزة أ‪0‬و هدي‪0‬ة‪،‬‬
‫قرض ج َّر نفعا ً فه‪00‬و رب‪00‬ا‪ ،‬وحس‪00‬ابات البنوك التجاري‪00‬ة تكييفه‪00‬ا قانونا ً‬
‫أل‪00‬ن القاعدة عن‪00‬د الفقهاء أ‪00‬ن ك‪00‬ل ْ‬
‫وشرعا ً أنه‪0‬ا قروض مضمون‪0‬ة‪ ،‬فم‪0‬ا يترت‪0‬ب عل‪0‬ى هذه الحس‪0‬ابات م‪0‬ن فوائ‪0‬د أ‪0‬و جوائ‪0‬ز أ‪0‬و غيره‪0‬ا ه‪0‬ي م‪0‬ن‬
‫الربا الحرام كما أفتت بذلك المجامع الفقهية‪.‬‬
‫‪ -4‬اجتناب القمار والغرر‬
‫• القِمار ف‪0‬ي اللغ‪0‬ة‪ِّ :‬‬
‫الرهان وال َغلَب‪0‬ة‪ ،‬وف‪0‬ي االص‪0‬طالح‪ :‬الترد‪0‬د بي‪0‬ن الغُن‪0‬م وال ُغرم‪ ،‬أ‪0‬و بتعري‪0‬ف آخ‪0‬ر‪ :‬ك‪0‬ل‬
‫لعب على مال يأخذه الغالب من المغلوب‪.‬‬
‫• وكثي ٌر م‪00‬ن الفقهاء يُطل‪00‬ق عل‪00‬ى القمار اس‪َ 0‬م الميس‪00‬ر‪ ،‬كم‪00‬ا ُروي ذل‪00‬ك ع‪00‬ن اب‪00‬ن عباس ‪ ‬أن‪00‬ه قال‪:‬‬
‫(الميس‪0‬ر ه‪0‬و القِمار‪ ،‬كان الرج‪0‬ل ف‪0‬ي الجاهلي‪0‬ة يخاط‪0‬ر عل‪0‬ى أهل‪0‬ه ومال‪0‬ه فأيهم‪0‬ا قَ َم‪0‬ر ص‪0‬احبَه ذه‪0‬ب‬
‫بأهله وماله) ‪.‬‬
‫• الذي يهمن‪00‬ا أ‪00‬ن القمار م‪00‬ن الميس‪00‬ر المح َّرم شرعا ً بالكتاب والس‪00‬نة واإلجماع‪ ،‬قال ‪: ‬يَ‪00‬ا َأ ُّيه‪00‬ا‬
‫َّيطان‪ 0‬فَاجتَنبُوه لَعل ُك‪0‬م‬
‫جس‪ِ 0‬م‪0‬ن َع َم ِل‪ 0‬الش ِ‬
‫الم‪ِ 0‬ر ٌ‬‫اب َواأل َز ُ‬‫ص‪ُ 0‬‬ ‫س‪ُ 0‬ر َواأل ْن َ‬
‫الخ ْم ُر َوالميَ ِ‬ ‫ِّ‬
‫الذي‪0‬ن آمنُوا إنَّ َم‪0‬ا َ‬
‫ف‪ 0‬فقال ف‪0‬ي حلف‪0‬ه‪ :‬والالت والعزى‪ ،‬فليق‪0‬ل ‪:‬ال إل‪0‬ه إال‬ ‫تُفلِ ُحون‪( ‬المائدة‪ ،)90:‬وقال الن‪0‬بي ‪َ " :‬م ‪ْ0‬ن َحلَ َ‬
‫هللا‪َ ،‬و َمنْ قال لصاحبه‪ :‬تعال ُأقامرك فليتصدق" رواه الشيخان‪.‬‬
‫• فكل معاملة أو مسابقة تتضمن القمار فهي من القمار المح َّرم شرعا ً‪.‬‬
‫الخطَ‪0‬ر‪ ،‬يقال‪ :‬غ َّرر بنفس‪0‬ه ومال‪0‬ه تغريراً‪ ،‬أ‪0‬ي‪ :‬ع َّرضهم‪0‬ا للهلك‪0‬ة م‪0‬ن‬
‫• أم‪0‬ا ال َغ َرر فتعريف‪0‬ه ف‪0‬ي اللغ‪0‬ة‪َ :‬‬
‫غي‪0‬ر أ‪0‬ن يعرف‪ ،‬وأم‪0‬ا عن‪0‬د الفقهاء فإن‪0‬ه‪" :‬م‪0‬ا يكون مس‪0‬تور العاقب‪0‬ة"‪ ،‬وبعضه‪0‬م يقول‪" :‬ال َغ َرر م‪0‬ا‬
‫انطوى عنه أمره وخفي عليه عاقبته"‪.‬‬
‫• وق‪0‬د نه‪0‬ى الشارع ع‪0‬ن الغرر لم‪0‬ا في‪0‬ه م‪0‬ن الجهال‪0‬ة والمخاطرة باألموال‪ ،‬فع‪0‬ن أ‪0‬بي هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"نهى رسو ُل هللا ‪‬عن بيع الغرر"رواه مسلم‪.‬‬
‫• وم‪0‬ن أمثل‪0‬ة بيوع الغرر المذكورة ف‪0‬ي كت‪0‬ب الفقهاء بي‪0‬ع الس‪0‬مك ف‪0‬ي الماء والطي‪0‬ر ف‪0‬ي الهواء الحم‪0‬ل‬
‫ف‪0‬ي بط‪0‬ن الشاة‪ ،‬وم‪0‬ن الص‪0‬ور المعاص‪0‬رة ل‪0‬بيوع الغرر بي‪0‬ع اللؤل‪0‬ؤ ف‪0‬ي المحار‪ ،‬وص‪0‬ورته أ‪0‬ن يشتري‬
‫الرج‪0‬ل كيس‪0‬ا ً ك‪0‬بيراً مليئا ً بالمحار‪ ،‬راجيا ً أ‪0‬ن يص‪0‬يب اللؤل‪0‬ؤ في‪0‬ه‪ ،‬فإ‪0‬ن ل‪0‬م يج‪0‬د شيئ‪0‬ا خس‪0‬ر مال‪0‬ه‪ ،‬وق‪0‬د‬
‫يج‪0‬د محارة فيه‪0‬ا لؤلؤ‪0‬ة‪ ،‬قيمته‪0‬ا أضعاف ذل‪0‬ك الكي‪0‬س‪ ،‬وم‪0‬ن الص‪0‬ور المعاص‪0‬رة كذل‪0‬ك عقود التأمي‪0‬ن‬
‫التجاري‪ ،‬فالعمي‪0‬ل يدف‪0‬ع أقس‪0‬اطا ً للشرك‪0‬ة مقاب‪0‬ل حادث ق‪0‬د يق‪0‬ع وق‪0‬د ال يق‪0‬ع‪ ،‬وال ش‪0‬ك أ‪0‬ن ذل‪0‬ك م‪0‬ن قبي‪0‬ل‬
‫الغرر المنهي عنه‪.‬‬
‫‪ -5‬النهي عن الغش‬
‫ص‪0‬لَ َح ِة‪َ ،‬وَأ ْظ َه َر لَه‪ُ0‬‬
‫احبَهُ‪ِ :‬إ َذا َزيَّ َن‪ 0‬لَهُ‪َ 0‬غ ْي َر ا ْل َم ْ‬
‫ص‪ِ 0‬‬ ‫ح‪ ،‬يُقَا ُل‪َ :0‬غ َّ‪0‬‬
‫ش َ‬ ‫ص‪ِ 0‬‬ ‫ض‪ 0‬ال ُّن ْ‬ ‫س‪ِ 0‬ر فِ‪0‬ي اللُّ َغ ِة‪ 0‬نَقِي ُ‬ ‫• ا ْل ِغشُّ بِا ْل َك ْ‬
‫ي َم ْخلُوطٌ بِا ْل َما ِء‪.‬‬ ‫ُوش‪َ :‬أ ْ‬‫ض َم َر‪َ ،‬ولَبَنٌ َم ْغش ٌ‬ ‫َغ ْي َر َما َأ ْ‬
‫ي‪ .‬والغ‪0‬ش باب‪0‬ه واس‪0‬ع‪ ،‬وم‪0‬ن ص‪0‬وره وص‪0‬ف الس‪0‬لعة‬ ‫• َوالَ يَ ْخ ُر ُج‪ 0‬ا ْ‬
‫س‪0‬تِ ْع َما ُل ا ْلفُقَ َها ِء‪َ 0‬ع ِن‪ 0‬ا ْل َم ْعنَ‪0‬ى اللُّ َغ ِو ِّ‬
‫بغي‪0‬ر م‪0‬ا ه‪0‬ي علي‪0‬ه‪ ،‬وإخفاء العي‪0‬ب‪ ،‬واإلخالل بالمواص‪0‬فات الباطن‪0‬ة ف‪0‬ي المادة المص‪0‬نَّعة للس‪0‬لعة ونح‪0‬و‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬تنظيم عملية التسعير‬
‫• المراد بالتس‪0‬عير ه‪0‬و تحدي‪0‬د الجهات المختص‪0‬ة (الحكوم‪0‬ة أ‪0‬و م‪0‬ن ينوبه‪0‬ا) س‪0‬عراً معينا ً للس‪0‬لعة أ‪0‬و الخدم‪0‬ة‪،‬‬
‫وإلزام التجار بذلك السعر دون زيادة ‪.‬‬
‫• ويع‪0‬د التس‪0‬عير ف‪0‬ي الحاالت االعتيادي‪0‬ة ودون الحاج‪0‬ة إلي‪0‬ه عمالً مخالفا ً لألص‪0‬ل الذي بُن‪0‬ي علي‪0‬ه التعام‪0‬ل ف‪0‬ي‬
‫االقتص‪0‬اد اإلس‪0‬المي وه‪0‬و التراض‪0‬ي‪ ،‬فع‪0‬ن أن‪0‬س ب‪0‬ن مال‪0‬ك ‪ ‬قال‪ :‬غال الس‪0‬عر عل‪0‬ى عه‪0‬د رس‪0‬ول هللا ‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫س ِّعر‪ ،‬القابض‪ ،‬الباس‪0‬ط‪ ،‬الرازق‪ ،‬وإن‪0‬ي ألرج‪0‬و أ‪0‬ن‬ ‫س‪ِّ 0‬عر لنا‪ ،‬فقال رس‪0‬ول هللا ‪" :‬إ‪0‬ن هللا ه‪0‬و ال ُم َ‬
‫ي‪0‬ا رس‪0‬ول هللا َ‬
‫ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم وال مال" رواه أحمد واصحاب السنن‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫• أم‪0‬ا ف‪0‬ي الحاالت االس‪0‬تثنائية فإ‪0‬ن أكث‪0‬ر الفقهاء ذهبوا إل‪0‬ى جواز التس‪0‬عير مت‪0‬ى م‪0‬ا ُو ِجدت المص‪0‬لحة ف‪0‬ي ذل‪0‬ك‪،‬‬
‫وق‪0‬د أشار اب‪0‬ن تيمي‪0‬ة إل‪0‬ى م‪0‬بررات التس‪0‬عير ف‪0‬ي الحاالت االس‪0‬تثنائية‪ ،‬فقال‪" :‬ف ِم ْث‪0‬ل أ‪0‬ن يمتن‪0‬ع أرباب الس‪0‬لع م‪0‬ن‬
‫بيعه‪0‬ا م‪0‬ع ضرورة الناس إليه‪0‬ا إال بزيادة عل‪0‬ى القيم‪0‬ة المعروف‪0‬ة‪ ،‬فهن‪0‬ا يج‪0‬ب عليه‪0‬م بيعه‪0‬ا بقيم‪0‬ة ال ِم ْث‪0‬ل‪ ،‬وال‬
‫معنى للتسعير إال إلزامهم بقيمة المثل فيجب أن يلتزموا بما ألزمهم هللا به"‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬االستهالك‬
‫ت‪ 0‬اإلنس‪0‬ان إشباعا ً‬ ‫• يُع َّرف االس‪0‬تهالك ف‪0‬ي عل ِم‪ 0‬االقتص‪0‬اد بأن‪0‬ه‪ :‬اس‪0‬تخدام الس‪0‬لع والخدمات ف‪0‬ي إشبا‪ِ 0‬‬
‫ع‪ 0‬حاجا ِ‬
‫مباشراً‪.‬‬
‫ت‬‫• وق‪0‬د ورد ف‪0‬ي القرآ‪0‬ن الكري‪0‬م اشتقاق كلم‪0‬ة االس‪0‬تهالك بل‪0‬ف‪0‬ظ إهالك المال‪ ،‬كم‪0‬ا ف‪0‬ي قولِ‪0‬ه ‪: ‬يَقُو ُل‪َ 0‬أ ْهل‪ْ َ0‬ك ‪ُ0‬‬
‫َماال لُبَ ًدا‪( ‬البلد‪ ،)6:‬أي أنفقتُ ماالً كثيراً مجتمعا ً‪.‬‬
‫• وفي الواقع فإ‪0‬ن االستهالك هو ال‪0‬هدف النهائي للنشا‪0‬ط االقتصادي‪ ،‬فكل األنشطة االقتصا‪0‬دية األخرى من‬
‫إنتاج وتوزيع وتبادل تنتهي بقيا‪0‬م المستهلك باالنتفاع من السلع والخدمات وإشباع حاجاته بها‪.‬‬
‫‪0‬خر له‪0‬م‬ ‫الخ ْل‪َ 0‬‬
‫ق‪ 0‬س َّ‬ ‫ق‪َ 0‬‬‫فإن هللاَ ‪ ‬ل َّم‪0‬ا َخلَ َ‬ ‫• واالس‪0‬تهالك مشروع ف‪0‬ي اإلس‪0‬الم ِ‬
‫لحكم ٍة‪ 0‬رباني ٍة‪ 0‬وضرور ٍة‪ 0‬إنس‪0‬انية‪0َّ ،‬‬
‫حاجة‪0‬إل‪00‬ى‬
‫ٍ‬ ‫‪0‬ان بفطرت‪00‬ه الغريزي‪00‬ة ف‪00‬ي‬ ‫‪0‬تمر معيشتُه‪00‬م‪ ،‬واإلنس‪ُ 0‬‬
‫م‪00‬ن الموارد م‪00‬ا تس‪00‬تقي ُم به‪00‬ا حياتُه‪00‬م وتس‪ُّ 0‬‬
‫االستهالك لكي يحقِّ َ‬
‫ق بقا َءه ويُشبِ َع رغباتِه‪.‬‬
‫المواصالت‬
‫ق َما الَ تَ ْعلَ ُمونَ ‪( ‬النحل‪ ،)8:‬واآليةُ تُشير في‬‫• قولِه ‪َ : ‬وا ْل َخ ْي َل َوا ْلبِ َغا َل َوا ْل َح ِمي َر لِت َْر َكبُوهَا َو ِزينَةً َويَ ْخلُ ُ‬
‫ت وغي ِرها‪ ،‬وما سيصل إليه عق ُل‬ ‫ت وقطارا ٍ‬ ‫ت وطائرا ٍ‬ ‫ت الحديث ِة من سيارا ٍ‬ ‫آخ ِرها إلى وسائل المواصال ِ‬
‫وسيلة‬
‫اإلنسان في المستقب ِل إذا قَ َّد َر هللاُ ‪ ‬وأرادَه‬ ‫ِ‬
‫ست َِخفُّونَ َها يَ ْو َم ظَ ْعنِ ُك ْم َويَ ْو َم‬
‫س َكنًا َو َج َع َل لَ ُك ْم ِمنْ ُجلُو ِد اَأل ْن َع ِام بُيُوتًا تَ ْ‬
‫• قال ‪َ : ‬وهَّللا ُ َج َع َل لَ ُك ْم ِمنْ بُيُوتِ ُك ْم َ‬ ‫المسكن‬
‫ش َعا ِرهَا َأثَاثًا َو َمتَاعًا ِإلَى ِحي ٍن‪( ‬النحل‪)80:‬‬ ‫ص َوافِ َها َوَأ ْوبَا ِرهَا َوَأ ْ‬ ‫ِإقَا َمتِ ُك ْم َو ِمنْ َأ ْ‬
‫ت‬
‫ى َذلِكَ َخ ْي ٌر َذلِكَ ِمنْ آيَا ِ‬
‫اس الت َّ ْق َو َ‬
‫س ْو َءاتِ ُك ْم َو ِريشا ً َولِبَ ُ‬
‫• يقول ‪: ‬يَا بَنِي آ َد َم قَ ْد َأن َز ْلنَا َعلَ ْي ُك ْم لِبَاسا ً يُ َوا ِري َ‬ ‫الملبس‬
‫هّللا ِ لَ َعلَّ ُه ْم يَ َّذ َّك ُرونَ ‪( ‬األعراف‪.)26:‬‬
‫ون‪( ‬المائدة‪ ،)88:‬وقولُه ‪: ‬و ُكلُو ْا‬ ‫طيِّبًا َواتَّقُو ْا هّللا َ الَّ ِذ َ‬
‫ي َأنتُم بِ ِه ُمْؤ ِمنُ َ‬ ‫• قولُه ‪َ : ‬و ُكلُو ْا ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم هّللا ُ َحالَالً َ‬
‫ب‬
‫ين‪( ‬األعراف‪ ،)31:‬وقد جاءتْ اآلياتُ بصيغ ِة األم ِر للدَّالل ِة على وجو ِ‬ ‫س ِرفِ َ‬‫س ِرفُو ْا ِإنَّهُ الَ يُ ِح ُّب ا ْل ُم ْ‬‫َواش َْربُو ْا َوالَ تُ ْ‬
‫المأكل والمشرب‬
‫ب ألهميتِها لإلنسان‪ ،‬خصوصا ً عند الضرورة وإشراف اإلنسان على الهالك‪.‬‬ ‫المطاعم والمشار ِ‬ ‫ِ‬ ‫استهال ِك‬
‫ُ‬
‫اإلنسان في معيشتِه‬ ‫أصو َل الضروريا ِ‬
‫ت االستهالكي ِة التي يحتاجها‬
‫االست‪0‬هالك في اإلسالم ومفهوم (سيادة المستهلك)‬
‫إنتاج ه‪،‬‬
‫ُ‪0‬‬ ‫• س‪0‬يادة المس‪0‬تهلك تعن‪0‬ي‪ :‬س‪0‬لطة المس‪0‬تهلكين ف‪0‬ي نظام س‪0‬وق حرة (كالنظام الرأس‪0‬مالي) عل‪0‬ى تحدي‪0‬د م‪0‬ا يج‪0‬ب‬
‫فالمس‪0‬تهلكون يس‪0‬تخدمون ( نقوده‪0‬م ) للتصويت عل‪0‬ى الس‪0‬لع والخدمات‪ ،‬فَيُ ْملُون بذل‪0‬ك طلباته‪0‬م عل‪0‬ى المنتجين‪ ،‬فإذا‬
‫عطي مث‪0‬ل هذا اإلنفاق الك‪0‬بير ص‪0‬انعي تل‪0‬ك الس‪0‬لعة‬ ‫أحب المس‪0‬تهلكون شيئا ً م‪0‬ا مثالً أنفقوا نقودا كثيرة ف‪0‬ي س‪0‬بيله‪ ،‬ويُ ِ‪0‬‬
‫َّ‪0‬‬
‫أرباحا ً طائلةً مما يُغري منتجين آخرين على إنتاج هذه السلعة‪.‬‬
‫• وهذا المفهوم ناب ٌع‪ 0‬م‪0‬ن معتقدات ومبادئ الحرية الفردي‪0‬ة‪ ،‬فالفرد ف‪0‬ي المجتمعات الرأس‪0‬مالية وف‪0‬ي إطار القانون ُح ُّر‬
‫ف ف‪0‬ي شؤونِ‪0‬ه كلِه‪0‬ا الس‪0‬يَّما االقتص‪0‬ادية منه‪0‬ا‪ ،‬فال واز َع‪ 0‬يمن ُع‪0‬ه وال ضا ِبطَ‪ 0‬يضبطُ‪0‬ه‪ ،‬فيُقبِ‪0‬ل عل‪0‬ى الس‪0‬وق ُم ْطلِقا ً‬
‫‪0‬ر ِ‬
‫التص ُّ‬
‫نان رغباتِه‪ ،‬ويَستخدم ما بحوزتِه من أموا ٍل لشراء ما يُمليه عليه رغباته بال ضوابط وال قيود‪.‬‬ ‫َع َ‬
‫التص‪0‬و ِر اإلس‪0‬المي لالس‪0‬تهالك‪ ،‬فإنَّ‪0‬‬
‫ُّ‬ ‫تتوافق‪ 0‬م‪0‬ع‬
‫ُ‬ ‫المس‪0‬تهلك بمفهومه‪0‬ا الغرب‪0‬ي ال‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فكرة‪ 0‬س‪0‬ياد ِة‬ ‫• الذي يَه ُّمن‪0‬ا هن‪0‬ا أنَّ‪0‬‬
‫‪0‬الم ت َْح ُك ُم‪0‬ه ضوابطُ‪ 0‬أخالقيةٌ‪ 0‬م‪0‬ن ناحي ِة‪ 0‬الكمِّ والكي‪0‬ف‪ ،‬فه‪0‬و مقيَّ ٌد باالس‪0‬تهالك باعتدا ٍل‪ 0‬بال إس ٍ‬
‫‪0‬راف وال‬ ‫الفر َد ف‪0‬ي اإلس ِ‬
‫المباحة‪ 0‬شرعاً‪ ،‬وهذا م‪0‬ن ناحية ِ‪0‬‬
‫ِ‬ ‫والخدمات‪0‬‬
‫ِ‬ ‫الس‪0‬لع‬
‫ِ‬ ‫ناحية‪ 0‬الك‪0‬م‪ ،‬وكذل‪0‬ك مقيَّ ٌد باالس‪0‬تهالك عل‪0‬ى‬ ‫ِ‬ ‫تبذي ٍر‪ ،‬وهذا م‪0‬ن‬
‫الكيف‪ ،‬باإلضاف ِة إلى ذلك هنالك وظائف اجتماعية يُل َز ُم بها الفر ُد شرعا ً كالزكاة والنفقات األسرية‪.‬‬
‫الضوابط الشرعية العامة لالستهالك في اإلسالم‬

‫ضوابط تتعلق‬ ‫ضوابط تتعلق‬


‫بالكم والمقدار‬ ‫بالكيف والصفة‬
‫ضواب‪0‬ط تتعلق ب‪0‬الكيف والصفة‬
‫• يمن‪0‬ع اإلس‪0‬الم اس‪0‬تهالك األمور المحرم‪0‬ة بغ‪0‬ض النظ‪0‬ر ع‪0‬ن مقدار هذا االس‪0‬تهالك ق َّل‪ 0‬أ‪0‬و َكثُ‪0‬ر‪ ،‬فعل‪0‬ى س‪0‬بيل المثال‬
‫يحرم اس‪0‬تهالك الخمور والمس‪0‬كرات بأنواعه‪0‬ا‪ ،‬والمخدرات بص‪0‬نوفها وأس‪0‬مائها‪ ،‬والدخان وأنواع التب‪0‬غ الت‪0‬ي‬
‫أثبت الطب مدى خطورته‪0‬ا على البدن‪ ،‬والتماثيل والصور المجس‪0‬مة‪ ،‬فكل هذه األمور محرمة وال يجوز إنفاق‬
‫األموال فيها‪ ،‬وقد ع َّد اإلسالم اإلنفاق في مثل هذه المحرمات تبذيراً مهما ق َّل المال المنفَق فيها‪.‬‬
‫• وقد نقل ابن كثير بعض أقول الس‪0‬لف في ذلك في تفسير قوله ‪: ‬وال تبذر تبذيراً‪( ‬اإلسراء‪ ،)26:‬فقال‪:‬‬
‫• قال ابن مسعود‪ :‬التبذير‪ :‬اإلنفاق في غير حق‪ ،‬وكذا قال ابن عباس‪.‬‬
‫• وقال مجاهد‪ :‬لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذ ًرا‪ ،‬ولو أنفق م ًدا في غير حقه كان تبذي ًرا‪.‬‬
‫• وقال قتادة‪ :‬التبذير‪ :‬النفقة في معصية هللا ‪ ،‬وفي غير الحق وفي الفساد‪.‬‬
‫ضوابط تتعلق بالكم والمقدار‬
‫• وم‪00‬ن هذا النوع أ‪00‬ن ينف‪0‬ق المس‪0‬تهلك م‪0‬ا يحتاج إلي‪0‬ه مم‪0‬ا ال يحتمل‪0‬ه دخل‪0‬ه‪ ،‬كأ‪0‬ن يكون دخل‪0‬ه ثالثمائ‪00‬ة دينار فينف‪0‬ق‬
‫خمسمائة في غي‪0‬ر حاجة ملحة‪ ،‬إ‪0‬ذ معن‪0‬ى هذا االضطرار إلى االستدانة‪ ،‬وهو ه ٌّم بالليل ومذلَّة بالنهار‪ ،‬وقد كان النبي‬
‫ن ال َّر ُج َل‪ِ 0‬إ َذا َغ ِر َم‪َ 0‬ح َّد َ‬
‫ث‪0‬‬ ‫‪ ‬يس‪0‬تعيذ باهلل‪ 0‬م‪0‬ن غلب‪0‬ة الدي‪0‬ن‪ ،‬ويراه دافعا ً إل‪0‬ى س‪0‬وء خل‪0‬ق ص‪0‬احبه وس‪0‬لوكه‪ ،‬يقول ‪ِ " :‬إ َّ‪0‬‬
‫ف" رواه البخاري‪.‬‬ ‫ب َو َو َع َد فََأ ْخلَ َ‬
‫فَ َك َذ َ‬
‫• وال ب‪0‬د كذل‪0‬ك م‪0‬ن رب‪0‬ط مس‪0‬توى االس‪0‬تهالك بظروف المجتم‪0‬ع المتغيرة وإمكانات‪0‬ه االقتص‪0‬ادية وأولويات‪0‬ه‪ ،‬بحي‪0‬ث يكون‬
‫مس‪0‬توى االس‪0‬تهالك تبعا ً لتل‪0‬ك الظروف‪ ،‬م‪0‬ع التأكي‪0‬د عل‪0‬ى توفي‪0‬ر الحاجات األس‪0‬اسية لكاف‪0‬ة أفراد المجتم‪0‬ع‪ ،‬وترشي‪0‬د‬
‫استخدام الموارد المتاحة بما يحقق ذلك‪.‬‬
‫مطلقة‪ 0‬ف‪0‬ي االس‪0‬تهالك وال تقيي َد‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫حرية‪0‬‬ ‫البشرية‪ 0‬القاص‪0‬رة‪ ،‬فال‬ ‫َ‬ ‫ب‪ 0‬األفكا َر‬ ‫• هكذا ه‪0‬ي نظرة اإلس‪0‬الم ف‪0‬ي االس‪0‬تهالك تُجانِ ُ‬
‫س‪0‬و ًرا‪( ‬اإلسراء‪،)29:‬‬ ‫س‪ِ 0‬ط فَتَ ْق ُع َد َملُو ًم‪0‬ا َّم ْح ُ‬ ‫س‪ْ 0‬ط َها ُكلَّ ا ْلبَ ْ‬
‫وتقتي‪0‬ر‪ ،‬قال ‪َ : ‬واَل تَ ْج َع ْل‪ 0‬يَ َد ‪َ0‬ك َم ْغلُولَةً‪ِ 0‬إلَ ٰى‪ُ 0‬عنُقِ ‪َ0‬ك َواَل تَ ْب ُ‬
‫للمباحة‪ 0‬منه‪0‬ا والطيب‪0‬ة‪ ،‬قال ‪ : ‬قُ ْل‪َ 0‬من‪ْ0‬‬ ‫ِ‬ ‫تحريم‪0‬‬
‫َ‬ ‫مة‪ 0‬والضا َّرة‪ ،‬وال‬ ‫والخدمات‪ 0‬ال ُمح َّر ِ‬
‫ِ‬ ‫للس‪0‬لع‬
‫ِ‬ ‫حرية‪ 0‬مطلقةً‪0‬‬ ‫َ‬ ‫وأيضا ً ال‬
‫ص‪0‬ةً يَ ْو َم‪ 0‬ا ْلقِيَا َم ِة‪َ 0‬ك َذلِ َك‪0‬‬
‫ق‪ 0‬قُ ْل‪ِ 0‬ه‪0‬ي لِلَّ ِذي َن‪ 0‬آ َمنُو ْا فِ‪0‬ي ا ْل َحيَا ِة‪ 0‬ال ُّد ْنيَ‪0‬ا َخالِ َ‬ ‫َح َّر َم‪ِ 0‬زينَةَ‪ 0‬هّللا ِ الَّتِ َي‪َ 0‬أ ْخ َر َج‪ 0‬لِ ِعبَا ِد ِه‪َ 0‬وا ْلطَّيِّبَا ِ‬
‫ت‪ِ 0‬م َن‪ 0‬ال ِّر ْز ِ‬
‫ون‪( ‬األعراف‪.)32:‬‬ ‫ت لِقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُم َ‬ ‫ص ُل اآليَا ِ‬ ‫نُفَ ِّ‬

You might also like