You are on page 1of 12

‫العدد‪ - 92‬جوان ‪ ،9228‬ص‪.‬ص‪922 -972.

‬‬

‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫ملخص‬
‫من الضروري في البداية أن ننظر إلى المسألة المصطلحية في إطارها‬
‫التأسيسي و مجالها العلمي ؛ فاالهتمام بالمصطلح أدى إلى نشوء دراسات في‬
‫مجال البحث المصطلحي و هي تندرج ضمن ما أطلق عليه " علم المصطلح‬
‫" أو " المصطلحية " ؛ و هو علم لساني حديث العهد حيث أدت إليه النظرة‬
‫المعمقة في المصطلحات المولدة من أجل الحديث عن كل ما هو جديد من د‪.‬زهيرة قروي‬
‫كلية اآلداب واللغات‬ ‫المفاهيم في شتى العلوم والميادين المختلفة ‪.‬‬
‫قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪At the beginning, it is necessary to‬‬
‫هذا المبحث باهتمام بالغ من قبل‬
‫حظي‬
‫‪consider the terminological problem‬‬
‫‪in its basic environment .Together‬‬
‫اللسانيين والمختصين حيث عالجوا أسسه‬ ‫‪with its scientific field , the‬‬
‫النظرية والتطبيقية و العالقات التي تربطه بالعلوم‬ ‫‪consideration of the " term " has led‬‬
‫و المباحث األخرى‪ ،‬ذلك أن " علم المصطلح‬ ‫‪to the birth of many studies in the‬‬
‫‪field of the " terminological research‬‬
‫" هو العلم الذي يبحث في الطرق العامة المؤدية‬ ‫‪", such as it has come to be known as‬‬
‫إلى خلق اللغة العلمية و التقنية و بالتالي فهو‬ ‫‪" terminology".‬‬
‫‪In fact, it is a modern linguistic‬‬
‫يقتصر على دراسة العالقة بين المفاهيم العلمية‬ ‫‪science which has been given a‬‬
‫والمصطلحات اللغوية المتعلقة بحقل واحـد من‬ ‫‪deeper view in " terms " in order to‬‬
‫‪speak about all what is new in‬‬
‫حقـول المعرفـة‬ ‫‪different‬‬ ‫‪sciences‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪fields.‬‬

‫‪ ‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر ‪.2008‬‬


‫زهيرة قروي‬

‫يقول " أالن ري " (‪ « : )Alain Rey‬علم المصطلح هو دراسة منظمة ( ‪étude‬‬
‫‪ ) systématique‬للمصطلحات التي تشير إلى المفاهيم أو التصورات و هي العناصر‬
‫األساسية التي تميز هذه الدراسة »‪. 2‬‬
‫و مما يالحظ في هذا المجال أن جل الباحثين ارجعوا تشكيل هذا العلم إلى‬
‫الغرب في نهاية الثامن عشر نتيجة االهتمام المتزايد بقضية المصطلحات اثر التقدم‬
‫العلمي الذي ميز الدول األوروبية ‪ .‬حيث تتبع " توفيق الزيدي " ظهور هذا المصطلح‬
‫عند الغربيين و أشار إلى أن أول استخدامه في أوروبا كان في القرن الثامن عشر و‬
‫كعادة الغربيين في التأريخ أللفاظهم و مصطلحاتهم درسوا تاريخية هذا المصطلح في‬
‫ثقافتهم في مختلف مدلوالته ‪ ،‬بداية من استعماله األول في القرن الثامن عشر لدى‬
‫‪ ) Christian Gottfried Schuly‬فظهوره بفرنسا سنة ‪ 2822‬لدى ) ‪Sébastien‬‬
‫‪ ) Mercier‬ثم استعماله العلمي بانجلترا سنة ‪ 2887‬لدى ( ‪) William Whewell‬‬
‫‪ ،9‬كما يعد العالم األلماني " أوجن فوستر " (‪) 2277 – 2828 ( ) Eugen Wuster‬‬
‫معلما مهما في التطور النظري و العلمي لعلم المصطلح ‪ ،‬إذ وضع الركيزة األساسية‬
‫التي انبنت عليها النظرية العامة في المصطلحية ‪.‬‬

‫و هنا و ما دمنا بصدد البحث المصطلحي علينا أن ندقق النظر في‬


‫مصطلحات متعددة تكرر تواردها في الدراسات المصطلحية الحديثة و وضعت‬
‫كمقابالت ترجمية للمصطلح الفرنسي ( ‪ ) La Terminologie‬و هي ׃ { علم‬
‫المصطلح – المصطلحية – علم المصطلحات – علم المصطلحية – االصطالحية }‬
‫على النحو الذي يوضحه الشكل اآلتي ׃‬

‫مقابل‪5‬‬ ‫مقابل‪4‬‬ ‫مقابل‪8‬‬ ‫مقابل‪9‬‬ ‫‪ Terminologie‬مقابل‪2‬‬


‫علم المصطلحية‬ ‫علم المصطلحات‬ ‫المصطلحية‬ ‫علم المصطلح‬ ‫تعريف‬
‫االصطالحية‬

‫تصور‬ ‫مفهوم‬
‫فمن خالل تتبع هذا اللفظ في الكتب العربية الحديثة نلمس تباينا في وضع‬
‫المعادل العربي لهذا المصطلح حيث ترجمه " علي القاسمي " إلى ׃ [ مصطلحية –‬
‫‪982‬‬
‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫علم المصطلحات – علم المصطلح ] فيقول ׃ « تبحث المصطلحية في المصطلحات‬


‫اللغوية و العالقات القائمة بينها ‪ ،‬و وسائل وضعها ‪ ،‬و أنظمة تمثيلها في بنية علم من‬
‫العلوم »‪8‬و يقول في موضع تال ׃ « و بهذا المعنى يكون علم المصطلحات فرعا‬
‫خاصا من فروع علم األلفاظ أو المفردات )‪ )Lexicology‬و علم تطور دالالت األلفاظ‬
‫( ‪ ،4») Semasiology‬فضال عن استخدامه " علم المصطلح " كعنوان لكتابه ‪ .‬أما "‬
‫محمد حلمي هليل " فانه ترجم اللفظ إلى " علم المصطلحية " ؛ فبعد أن أشار إلى‬
‫الجهود التي بذلت في النمسا و تشيكوسلوفاكيا و ألمانيا و االتحاد السوفيتي إلرساء هذا‬
‫العلم و التي أدت إلى تشكيل و خلق مدارس في البحث المصطلحي يقول ׃ « و أصبح‬
‫البحث في المصطلحات الفنية و نقل المعرفة و المهارات التقنية من لغة ألخرى يشكل‬
‫علما جديدا يطلق عليه علم المصطلحية »‪. 5‬‬
‫هذا الشك دليل على مدى االضطراب و االختالف و عدم االستقرار في مجال‬
‫ترجمة الدخيل من المصطلحات األجنبية ‪ ،‬حيث انسحب األمر على لفظة‬
‫) ‪ ) Terminologie‬في حد ذاتها و هي تعتبر أنموذجا حيا لما هو عليه الوضع‬
‫الراهن في ميدان الترجمة ؛ فهذا " توفيق الزيدي " يطلق على هذا العلم الجديد اسم "‬
‫اصطالحية " أما " المصطلحية "فقد انبثقت – حسب رأيه ‪ -‬عن " االصطالحية " و‬
‫عليه فاالصطالحية و المصطلحية شيئان مختلفان لكل منهما مجاالته و رجاالته يقول ׃‬
‫« غدت مسألة المصطلح عند الغرب موضوع علم مستقل هو االصطالحية ‪La‬‬
‫‪ ،6» terminologie‬و يقول في موضع آخر ׃ « عن االصطالحية كان عملها الوليد‬
‫المصطلحية ‪ La terminographie‬التي تعنى بالجانب التطبيقي ‪ ،‬و كان واضع هذه‬
‫التسمية الفرنسي ‪ ، Alain Rey‬فان عنيت االصطالحية بالجانب النظري و بمسألة‬
‫و نشرا ‪ ،‬و‬ ‫االصطالح عامة فان المصطلحية عنيت بالمصطلحات جمعا و دراسة‬
‫إن تكامل العلمان فمعالجتهما من اختصاص االصطالحيين ‪Les terminographes‬‬
‫‪7‬‬
‫و المصطلحيين ‪» les terminologues‬‬
‫‪/‬‬ ‫إن أساس هذه التفرقة التي وضحها " توفيق الزيدي "من خالل مفهومي‬
‫اصطالحية و مصطلحية ‪ /‬نجد " عبدا لسالم المسدي " – من قبل – قد دقق النظر فيها‬
‫من خالل استخدامه لمفهومين اثنين هما‪{:‬علم المصطلح والمصطلحية} حيث قابل‬
‫مصطلحية ب(‪ )Terminologie‬و علم المصطلح ب ( ‪ )Néologie‬مبينا أن "‬
‫المصطلحية "علم يعنى بحصر كشوف االصطالحات بحسب كل فرع معرفي فهو لذلك‬
‫علم تصنيفي تقريري يعتمد الوصف و اإلحصاء مع سعي إلى التحليل التاريخي‪ .‬أما‬
‫"علم المصطلح " فهو تنظيري في األساس‪ ،‬تطبيقي في االستثمار و هو « توأم الحق‬
‫‪8‬‬
‫للمصطلحية بحيث يقوم منها مقام المنظر األصولي الضابط لقواعد النشأة و الصيرورة »‬
‫و هكذا فبين علم المصطلح و مصطلحية العلم فرق ؛ فنحن – حسب رأيه –‬
‫نضع المصطلح ثم نبتكر علم وضع المصطلح مثلما نضع القاموس ثم نبتكر علم وضع‬
‫القاموس ‪ ،‬و اإلنسان منذ القدم علم اللغة قبل أن يضع للغة علما‪.2‬‬
‫أما " فاضل ثامر " فانه يجعل " علم المصطلح " أو "المصطلحية " مترادفين‬

‫‪982‬‬
‫زهيرة قروي‬

‫فيقول ׃ «علم المصطلح أو المصطلحية ‪ Terminology‬علم قديم جديد هدفه البحث‬


‫في العالقة بين المفاهيم العلمية و المصطلحات اللغوية التي تعبر عنها »‪ . 22‬أما المعجم‬
‫الموحد لمصطلحات اللسانيات فان مؤلفيه يفضلون استخدام المقابل العربي " مصطلحية‬
‫" أو " علم المصطلحات"‪ 22‬و هو اللفظ الذي استخدمه أيضا " مبارك مبارك في "‬
‫معجم المصطلحات األلسنية ‪29‬؛ بينما يستخدم " محمد الديداوي " المعادل الترجمي‬
‫"مصطلحيات " موضحا دورها في التمكين من التواصل المتخصص باعتبارها الدراسة‬
‫الميدانية لتسمية المفاهيم المنتمية إلى ميادين مختصة فيقول ׃‬
‫« المصطلحيات تبحث عن تسمية أو تسميات لمفهوم ما منتقلة من المعنى إلى‬
‫المبنى و غالبا ما تشمل المصطلحات المتخصصة »‪. 28‬‬
‫إن هذا التعدد المصطلحي – ال شك – دليل على عدم االستقرار في مجال‬
‫المصطلح العلمي و هو إشارة إلى ما تعرض له المصطلح من فوضى في نقله من لغة‬
‫مصدر(‪ )La langue source‬و هي لغة الدخل ( ‪ ) in put‬إلى لغة هدف ( ‪La‬‬
‫‪ ) langue cible‬و هي لغة الخرج ( ‪ ) out put‬باإلضافة إلى عدم توحيده عند‬
‫الباحثين ؛ و السبب راجع – فيما يبدو – لفاسي الفهري إلى« غياب تمثل نظري‬
‫للقضية المصطلحية ‪ ،‬و إلى عفوية المنهجيات المقترحة لضبط االصطالح »‪24‬و في‬
‫رأيي فهذه األزمة المصطلحاتية إنما ترجع – في الواقع – إلى عملية ترجمة المصطلح‬
‫و محاولة إيجاد اسم لم ينتجه الفكر الهدف ‪ ،‬ذلك أن الترجمة هي تعبير عن المفهوم‬
‫الخاص بواسطة دال ثان يعمل في نظام لغوي مختلف ؛ أي أنها – كما يقول السعيد‬
‫خضراوي ׃ « محاولة إيجاد مصطلح لمصطلح و بعبارة أدق فهي مصطلح داخل‬
‫مصطلح »‪ .25‬لهذا اعترفت منظمة األمم المتحدة للتربية و العلوم الثقافية (اليونسكو )‬
‫بضرورة التوحيد المصطلحي داخل منظومة األمم المتحدة و دعا مكتب تنسيق التعريب‬
‫في العالم العربي بالرباط إلى وضع مبادئ من أجل التوحيد حتى يكون المصطلح‬
‫المختار أو المترجم موحدا و صالحا لرواجه و استدامته يقول "فاسي الفهري " ׃ « اال‬
‫أن التجربة أثبتت أن الممارسة العفوية ال تكفي ‪ ،‬و أن توليد و توالد المفردات يخضع‬
‫لمبادئ و قيود نظرية و منهجية من شأنها أن تكون علما مستقال هو المصطلحية »‪ 26‬؛‬
‫حيث تتضمن وظيفة هذا العلم في البحث و التحري الستخراج قوائم المصطلحات كما‬
‫تمكننا من التعرف على معاني هذه المصطلحات ‪ .‬من هذا المنطلق فهناك نوع من‬
‫التقارب و التعاون بين اللسانيات و المصطلحية و اليوم تعد اللغة و المصطلحية من‬
‫حقول البحث المعترف بها في مجال اللسانيات التطبيقية حيث تغدو المصطلحية بحثا‬
‫باللغة في لغة البحث في اللغة على حد تعبير " عبد السالم المسدي "‪ 27‬؛ على هذا‬
‫و المختصين فعالجوا‬ ‫األساس حظي هذا المبحث باهتمام بالغ من قبل اللسانيين‬
‫أسسه النظرية و التطبيقية و العالقات التي تربطه بالعلوم األخرى و بخاصة التوليد‬
‫( ‪ ، ) Lexicologie‬حيث اعتبر بعضهم‬ ‫( ‪ ) Etymologie‬و المعجمية‬
‫المصطلحية ا متدادا و استمرارا لعلم المعجم و فرعا من فروعه و اعتبرها بعضهم‬
‫اآلخر علما منفصال عن المعجمية ؛ و من هؤالء نذكر " ابراهيم بن مراد " ( من‬
‫جمعية المعجمية التونسية ) الذي يعتبر المصطلحية فرعا من علم المعجم و الذي سماه‬

‫‪989‬‬
‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫" بالمعجمية المختصة " ‪ ،‬على اعتبار أن علم المعجم يضم قسمين رئيسيين هما ׃‬
‫"المعجمية العامة " و ينصب اهتمامها أساسا على ألفاظ اللغة العامة ‪ ،‬ثم " المعجمية‬
‫المختصة " و قوامها المصطلحات المختصة بكل مجال معرفي معين ‪ .‬فالمعجمية‬
‫العامة تبحث في الوحدات المعجمية من حيث هي مداخل معجمية تجمع مصادر و‬
‫مستويات مختلفة‪ .‬أما المعجمية المختصة فتبحث في المصطلحات من حيث مكوناتها و‬
‫مفاهيمها و مناهج توليدها ‪.28‬‬
‫أما " الفاسي الفهري " فانه يفرق بين " المعجم العام " و " المعجم القطاعي "‬
‫ذاهبا إلى أن المصطلحية إنما هي معجم قطاعي يسهم في تشييد بنائه أهل االختصاص‬
‫في قط اع معرفي معين ؛ و المعجم القطاعي في عالقة دائمة مع المعجم العام إذ يغرف‬
‫األول من الثاني ليختص و يستقل بعدد من المفردات ‪22‬؛ و بموجب ذلك تمثلت عملية‬
‫الصوغ االصطالحي بجلب اللفظ من الرصيد المشترك ( العام ) إلى الرصيد المختص‪.‬‬
‫و الوحدة المعجمية على هذا األساس إما أن تكون عامة فتكون بذلك لفظا لغويا عاما و‬
‫تنتمي إلى الرصيد المشترك ‪ ،‬و إما أن تكون مختصة فتكون مصطلحا له خصائص‬
‫تميزه عن اللفظ اللغوي العام و بالتالي تنتمي إلى الرصيد المختص ؛ وعليه فالمعجمية‬
‫« تتناول الجزء من المعجم الذي يتشارك فيه متكلمو لغة ما من غير التمييز بين‬
‫التخصصات فهي تنتقل من المبنى إلى المعنى و الهدف المتوخى منها هو إتاحة أداة‬
‫مرجعية صالحة لكل االستعماالت االعتيادية للغة »‪92‬و هي بذلك « العملية التي‬
‫تتضمن إعداد قوائم الكلمات و تقديمها باعتباره مادة معجمية »‪ .92‬أما المصطلحية فهي‬
‫تبحث عن تسمية أو تسميات لمفهوم ما و هي تتصل باللغة المتخصصة على النحو‬
‫الذي يوضحه المخطط اآلتي‪:99‬‬

‫النظام المعجمي‬
‫البنى االسمية‬

‫النظام المصطلحي‬

‫الجداول المصطلحية‬
‫من هذا المنظور يرى " عبد السالم المسدي " أن « مهمة المعجمية هي دراسة‬
‫المكونة لجداولها‪ .‬ومهمة علم المصطلح‬ ‫للوحدات‬
‫التعريف‬ ‫الحقول المعجمية و الخصائص العامة‬
‫المصطلح‪-‬‬
‫المفهومأي الجداول االسمية باعتبارها أنظمة‬
‫هي دراسة جداول خاصة من هذا النظام العام‬
‫مهيكلة و دالة على أنظمة من المفاهيم الخاصة ‪98»...‬؛ و معنى ذلك أن العالقة بين‬
‫المعجمية و المصطلحية عالقة ذات حدين ׃‬
‫أوال ׃ تتحول الوحدات المعجمية المنتمية إلى رصيد مشترك الى مصطلحات‬
‫ذات تعريف و تركيب دقيقين ‪.‬‬

‫‪988‬‬
‫زهيرة قروي‬

‫ثانيا ׃ يستخدم العمل المصطلحي هذه الوحدات نفسها ألغراضه أي أن النظام‬


‫المصطلحي يتخذ قاعدته من بنية النظام المعجمي محوال إياه إلى منظومة حقيقية‬
‫للتصورات ‪.‬‬

‫من هنا يذهب " الفاسي الفهري " إلى ضرورة التقريب بين اللغة العامة أو‬
‫المعجم العام و بين اللغة المختصة أو المعجم القطاعي االصطالحي حتى ال يبتعد‬
‫التواضع عن االصطالح و حتى يظل الذهاب و اإلياب بين المعجم العام والمختص‬
‫قائما و فاعال ‪ ، 94‬فمن خصائص المعجم أنه متأسس على شيئين لهما امتداد في‬
‫الواقع ׃ الدال – المدلول ‪ ،‬و أهم ما يميز هذه الثنائية هو عدم االستقرار ألنها قد تتحول‬
‫عن مدلولها األصلي و هذا التحول هو أساس تولد المصطلحات الجديدة و هو توليد‬
‫اصطناعي مقصود يتعلق بالقيمة الداللية الجديدة لبعض الوحدات المعجمية التي تسمح‬
‫بظهورها في سياقات جديدة لم توضع فيها سابقا ‪.‬‬

‫تأسيسا على ما تقدم يعرف " عز الدين البوشيخي " المصطلح فيقول ׃ « هو كل‬
‫كلمة تتميز بانتمائها إلى معجم خاص و باستعمالها من قبل المختصين في ميدان معرفي‬
‫معين »‪.95‬‬
‫فالمصطلح بهذا المعنى وحدة معجمية انتقلت من وضع الكلمة إلى وضع‬
‫المصطلح و انتقلت تبعا لذلك من المعجم العام إلى المعجم الخاص ؛ إذ المصطلح في‬
‫األصل هو كلمة تفقد تدريجيا انتماءها إلى معجم اللغة العام مرسخة انتماءها الجديد إلى‬
‫معجم خاص بقطاع معرفي معين ‪ ،‬تكتسب فيه مدلوال جديدا غير مدلولها األصلي ‪،‬‬
‫حيث يقوم المفهوم في هذا المجال بدور المدلول في درجة االصطالح الثانية ‪ .‬يوضح"‬
‫عبد السالم المسدي " ذلك فيقول ‪ « :‬إذا كان اللفظ األدائي في اللغة صورة للمواضعة‬
‫الجماعية فإن المصطلح العلمي في سياق نفس النظام اللغوي يصبح مواضعة مضاعفة‬
‫إذ يتحول إلى اصطالح في صلب االصطالح »‪ .96‬و يقول في موضع آخر ‪ « :‬و إذا‬
‫كانت األلفاظ المتداولة في رصيد اللغة صورة للمواضعة الجماعية فإن المصطلح‬
‫العلمي في سياق نفس النظام اللغوي يصبح مواضعة مضاعفة إذ يتحول إلى اصطالح‬
‫داخل االصطالح »‪ .97‬و هنا يكمن جوهر الخالف بين اللغة االصطالحية و اللغة‬
‫العادية ‪ ،‬اللغة الخاصة و اللغة العامة ‪ ،‬حيث يتم تأسيس األولى بشكل مضاعف انطالقا‬
‫من الثانية ‪ ،‬مما يكسبها صرامة و دقة تتناسبان و طبيعة المهام العلمية المنوطة بها ‪.‬‬

‫بهذا المعنى فالمصطلح نظام إبالغي موزع في ثنايا النظام التواصلي األول‬
‫وهو‪ ،‬من هذا المنظور‪ ،‬يمثل عنصرا في المنظومة المصطلحية ليؤدي ثمرة العقل‬
‫للمادة اللغوية ‪ .‬و حتى يتسنى لهذه اللغة االصطالحية القيام بوظائفها العلمية‪ ،‬البد من‬
‫توافر شرطين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ ‬أولهما‪ :‬تمثيل كل مفهوم بمصطلح مستقل‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيهما‪ :‬عدم تمثيل المفهوم الواحد بأكثر من مصطلح واحد‬

‫‪984‬‬
‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫و بناء على ذلك يتمتع المصطلح بأحادية العالقة القائمة بينه باعتباره داال و بين‬
‫المدلول الدال بدوره على المفهوم ‪ ،‬و كلما تدنى احترام أحادية العالقة بين المفهوم و‬
‫المصطلح تراجعت مصطلحيته و قل تمييزه عن الكلمة حتى و إن بقي الدال واحدا ؛ و‬
‫يمكن أن نلخص ع ملية تحول الكلمة إلى موقع الوحدة المصطلحية كاآلتي ‪:‬‬

‫اللغة كاصطالح‬
‫االصطالح كلغة‬

‫التأسيس المصطلحي‬ ‫التأسيس اللغوي المعجمي‬

‫رصيد لغوي مفترض‬ ‫رصيد لغوي فعلي‬


‫( خاص )‬ ‫( مشترك – عام )‬

‫الوحدة المصطلحية‬ ‫الوحدة المعجمية – الكلمة‬

‫دال‬ ‫مدلول‬ ‫مدلول‬ ‫دال‬


‫التسمية‬ ‫المفهوم‬

‫يتضح مما سبق أن الوحدة المعجمية هي محور الرصيد اللغوي الفعلي ( المعجم‬
‫العام – المشترك ) و هي تخضع للتأسيس اللغوي المعجمي و تدرس ابتداء من الدال‬
‫ن حو المدلول ؛ أما الوحدة المصطلحية فهي محور الرصيد اللغوي المفترض ( الخاص‬
‫) و هي تخضع للتأسيس المصطلحي و يهتم بدراستها انطالقا من المدلول نحو الدال ‪،‬‬
‫حيث يعرف المدلول بالمفهوم و يعرف الدال بالتسمية ‪98‬على اعتبار أن المصطلح هو‬
‫مدخل للمفهوم الذي يمثل البنية التحتية أو العميقة للشيء المصطلح عليه ‪ .‬على هذا‬
‫األساس جاز تولد المفهوم العلمي في ذهن صاحبه قبل أن يتجلى اللفظ المناسب فيعمد‬
‫إلى صياغته عن طريق وسائل التجريد االصطالحي ؛ إذ يتلخص الصوغ المصطلحي‬
‫في جلب اللفظ من الرصيد الفعلي المشترك إلى الرصيد االصطالحي المفترض و ذلك‬
‫بإضفاء معنى محدد على هذا اللفظ يطابق مفهوما أو تصورا معينا في إطار حقل‬
‫موضوعي خاص ‪ ،‬فيكتسب اللفظ وضع المصطلح وخصائصه ويغدو جزءا من‬

‫‪985‬‬
‫زهيرة قروي‬

‫المنظومة المصطلحية ‪.‬‬


‫وهكذا تنشأ الوحدة المصطلحية بفعل انزياح الدال المعجمي عن مدلوله و توظيفه‬
‫للداللة على مدلول اصطالحي خاص ‪ .‬إال أن سمة االعتباط االقتراني فإنها تنعكس‬
‫على كلمات اللغة كما تنعكس على رصيدها االصطالحي ؛ ذلك أن المصطلح شأنه شأن‬
‫كل الحدود الوضعية يؤول إلى طبيعة اعتباطية ( ‪ ) Arbitraire‬و هذا ما يفضي بنا‬
‫إلى القول إن معيار االعتباط الذي هو مرآة العرفية هو النموذج األوفى للجهاز‬
‫اإلبالغي معجميا كان أم اصطالحيا ‪ .‬ففي لسانيات "فردينان دسوسير" العالقة بين‬
‫الدال والمدلول اعتباطية ألنها غير معللة و تخضع لمبدأ االصطالح و االتفاق الجماعي‬
‫‪ ،‬و هو طرح له أهميته في مجال البحث المصطلحي ؛ و لعل القدرة على صوغ العلماء‬
‫للمصطل حات إنما نبعت من معرفتهم بأن العالقة بين االسم و المسمى هي عالقة‬
‫اعتباطية غير الزمة ‪ .‬يقول " حمزة قبالن المزيني " ‪ « :‬فلهذا الوعي باعتباطية‬
‫العالقة بين الدال و المدلول سهل عليهم تصور كون االنتقال من التسمية السابقة إلى‬
‫التسمية الجديدة ال يزيد على إعمال الوسائل التي كانت سببا في صوغ التسميات السابقة‬
‫في المقام األول‪ ،‬كما يأتي نقل التسميات السابقة إلى مسميات جديدة من وعيهم بأن أكثر‬
‫‪92‬‬
‫اللغة مجاز ال حقيقة »‬
‫رجوعا إلى هذا االعتباط االقتراني بين التسمية ( الدال ) و المفهوم ( المدلول)‬
‫فالمصطلح العلمي يمكن أن يتشكل من مورفيم حر واحد ( ‪) un morphème libre‬‬
‫أو من عدة مورفيمات مستندا في األساس على الطبيعة المرجعية لداللة األسماء ؛ حيث‬
‫تتحدد مادة المصطلح في إطار الممارسة المعرفية داخل الجداول المعجمية االسمية ‪،‬‬
‫و بعبارة أخرى فالمداخل المصطلحية جلها يصاغ طبقا آللية التوليد االسمي ‪ ،‬و هذا‬
‫التوليد االسمي هو عماد الشحن االصطالحي غالبا و هو الذي يفجر المفهوم إلى‬
‫مكوناته الداللية ‪.‬‬
‫اعتمادا على ما سبق ذكره تحدد خصائص الوحدة المصطلحية في ثالثة‬
‫عناصر رئيسية هي‪:82‬‬
‫‪ ‬الوحدة المصطلحية هي عالمة اسمية دالة بفعل اصطالح من الدرجة‬
‫الثانية‬
‫‪ ‬الوحدة المصطلحية هي وحدة مفهومية في جدول مصطلحي ‪.‬‬
‫‪ ‬الوحدة المصطلحية هي وظيفة تصنيفية دالة على موقع المرجع في نظام‬
‫استعماله و ميدان استغالله ( الحقل المعرفي ) ‪.‬‬

‫في إطار هذا التحديد العام للوحدة المصطلحية و لكي تتضح لنا طبيعتها ينبغي لنا أن‬
‫نميز بينها و بين الوحدة المعجمية ( الكلمة ) على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫تتسم الكلمة دالليا بالتعدد حتى تلبي كل حاجات التواصل ؛ إذ أن العالقة بين‬
‫الكلمة و المعنى ليست أحادية ؛ فالكلمة الواحدة قد تتعدد معانيها ‪ ،‬والمعنى الواحد قد‬
‫تتعدد األلفاظ الدالة عليه ‪ ،‬و يتحدد معناها في االستعمال الفعلي انطالقا من حصيلة‬
‫القرائن أو األدلة السياقية ‪ ،‬على اعتبار أن عماد الكلمة سياقها‪.‬‬

‫‪986‬‬
‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫أما المصطلح فإنه يتمتع بأحادية العالقة القائمة بينه و بين المفهوم و تتمثل في‬
‫داللة المصطلح الواحد على مفهوم واحد فضال عن تعيين مفهوم واحد بمصطلح واحد‬
‫في حقل معرفي محدد حيث أن معناه هو المفهوم الذي يدل عليه هذا المصطلح ‪ ،‬و‬
‫تعتمد درجة وضوح معناه عاى دقة موضع المفهوم ضمن نظام المفاهيم و يمكن تمثيل‬
‫هذه العالقة كاآلتي‪:‬‬
‫مصطلح — مفهوم ‪ /‬حقل معرفي‬
‫وعليه فتفرد المعنى يمثل في المصطلحية الوضع األمثل للعالقة بين المصطلح و‬
‫المفهوم ؛ إال أنه قد يحدث تعدد داللي حين يشير المصطلح إلى تصورين متمايزين ال‬
‫ينتميان بالضرورة إلى نفس منظومة التصورات و هذا هو مرد اختالف دالالت‬
‫المصطلح الواحد باختالف االختصاصات و التصورات ؛ و معنى ذلك أن تعدد مفاهيم‬
‫المصطلح الواحد مشروط بتعدد الحقول المعرفية التي تنتمي إليها هذه المفاهيم ‪.‬‬

‫‪ ‬تتحدد طبيعة المصطلح بطبيعة العالقة المرجعية الجديدة التي تعرف الوحدة‬
‫المصطلحية كاسم مشير إلى مفهوم خاص ‪ ،‬و االسم كلمة و لكن الدائرة‬
‫العرفية لالصطالح تشمل كل من يستخدمه من العلماء المختصين ‪ ،‬أما الدائرة‬
‫العرفية للكلمة فهي تنبع من استعمالها بمعانيها الموضوعة لها ‪.‬و هكذا يصير‬
‫المصطلح مركزيا بالنسبة لحقل مفهومي بينما كلمات اللغة تؤدي وظيفتها‬
‫التعبيرية المعتادة ؛ و لكي تحول الكلمة إلى مصطلح البد أن تكون قادرة‬
‫بحدودها الداللية السائدة على أن تحتوي حدودا داللية بديلة‪ .‬و عليه فإن‬
‫المصطلح يتميز عن الكلمة من حيث انتمائه إلى منظومة مصطلحية اكتسب‬
‫في إطار تصورات نظرية دالالت مضبوطة أصبح محروما معها من حق‬
‫االنزياح اللساني المباح للكلمات العادية حتى يؤدي مهامه اإلجرائية العلمية ‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن « ليس لوجود النظام المصطلحي معنى خارج الحقل الذي يولد‬
‫الحاجات المصطلحية و يحددها »‪ .82‬ذلك أن اللغة العلمية هي – أوال و قبل‬
‫كل شيء – خطاب علمي ‪ ،‬و هذا ما يؤسس قواعد الفصل بين النظام‬
‫المصطلحي و الجهاز اللغوي ‪.‬‬

‫‪ ‬إن تحليل مضمون المصطلح يكشف عن درجة عالية من الدقة و البعد عن‬
‫اللبس من جهة و اإليحاءات الوجدانية من جهة أخرى ؛ فمصطلحات العلوم‬
‫تتمتع بمضامين محددة معينة ‪ ،‬فال تحتمل الترادف اللغوي و ال تعرف خاصية‬
‫االشتراك اللفظي داخل الحقل المعرفي الواحد ‪ ،‬فكأنما – يقول " حسين يوسف‬
‫خريوش " ‪ « -‬االسم يصطبغ بالمفهوم االصطالحي الذي ال يلتبس بغيره و‬
‫يستغني بنفسه عما سواه »‪89‬؛ ذلك أن المصطلح في الواقع ال ينفصل عن‬
‫البحث العلمي الدقيق و العلم ال يقوم على العفوية و المزاجية الفردية ‪ ،‬و بهذا‬
‫المعنى فالعلم في نهاية األمر مصطلحات تم اختيارها بدقة و موضوعية؛‬

‫‪987‬‬
‫زهيرة قروي‬

‫وعملية االختيار هذه هي عملية إبداعية يقوم بها المتخصص و هي تتسم‬


‫ببعدها عن االحتمالية‪ .‬يقول " شوقي جالل محمد " ‪ « :‬المصطلح قرين و‬
‫نتاج نشاط البحث العلمي‪ ،‬و المصطلح مفهوم و المفهوم ال يتحصل إال من‬
‫خالل و بفضل نشاط البحث العلمي و معايشة العلم ‪ ،‬ألن المصطلح لغة أي‬
‫فكر أو المفهوم و الذي هو الوجه اآلخر للفعل االجتماعي في وحدة وتكامل‬
‫»‪ 88‬و يقول في موضع آخر ‪ « :‬المصطلح لغة ‪ ،‬و اللغة فكر و الفكر وجه‬
‫تعبيري للفعل االجتماعي »‪ 84‬؛ إذ للمصطلح بعد آني واقعي و هناك عالقة‬
‫دائمة بينه و بين مستخدميه من جهة و الواقع االجتماعي و الثقافي من جهة‬
‫أخرى‪ .‬لهذا يجب على كل من نصب نفسه لإلسهام في بناء اللغة العلمية أن‬
‫يكون متخصصا و تكون لديه القدرة على اختيار أنسب األلفاظ حتى يكون‬
‫بعيدا عن اللبس المؤدي إلى االجتهاد و التأويل إذ المصطلح هو « الحد أو‬
‫الخط المعين للحدود ‪ ،‬فهو يمثل حقال يمكن العمل في نطاق حدوده ضمانا لعدم‬
‫التشتت و الضياع »‪85‬؛ و عليه فالمصطلح العلمي يطلق على حيز معين من‬
‫الواقع و يخصه بمعنى ‪ ،‬بحيث أن االسم ينطبق فيه على مسمى واحد و ال‬
‫ينطبق على سواه ‪ .‬و هذا المبدأ ينفي االشتراك في المعنى و الترادف‪ .‬و قد‬
‫حدد علماء المصطلح جملة من الشروط الواجب توافرها في المصطلح‬
‫المفضل ‪ ،‬فذكروا أن المصطلحات المتفق عليها يجب أن تكون واضحة ‪،‬‬
‫دقيقة ‪ ،‬سهلة النطق ‪ ،‬و أن يشكل المصطلح الواحد منها جزءا من نظام‬
‫مجموعة من المصطلحات ‪ ،‬ترمز إلى مجموعة معينة مترابطة من المفاهيم ‪.‬‬

‫على عماد هذه الحقيقة يمكن القول في نهاية المطاف إن توفق المصطلح في‬
‫أدائه لمفهوم معين يوكل أمره إلى االستعمال أوال ثم إلى مدى توافر شرطي الصحة و‬
‫المالءمة االصطالحيين ؛ أما شرط الصحة فيتمثل في الضبط المفهومي للمصطلح أي‬
‫القيام بالتعريفات المرجعية الضرورية‪ ،‬إذ المبتغى من العلوم معانيها ‪ .‬أما المالءمة‬
‫فتحصل بحيازة اللفظ المقترح لالصطالح االستساغة الالزمة ‪ .‬فصل " تمام حسان "‬
‫القول في هذين الشرطين فرأى أن خلق المصطلحات و اختيارها يخضع لالعتبارات‬
‫اآلتية‪: 86‬‬
‫‪ ‬أن هذا االصطالح المستعمل ال يدل إال على مدلول واحد‪.‬‬
‫‪ ‬أن داللته عليه إنما هي بطريق الحقيقة العرفية ال المجاز و أن هذا عرف‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪ ‬أن هذه الداللة جامعة مانعة ال تحتمل التوسع أو الحصر على نحو ما‬
‫يحدث أحيانا في المفردات و األساليب غير العلمية أي أن الداللة البد أن‬
‫تحدد قبل االستعمال‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون لفظ االصطالح مختصرا حتى يسهل تداوله ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون منسجما قدر الطاقة مع طرق صياغة الكلمات في اللغة التي‬
‫يستخدم فيها‪.‬‬
‫‪988‬‬
‫التأسيس النظري لعلم المصطلح‬

‫هذه إلمامة يسيرة حاولنا‪،‬من خاللها‪،‬أن نوضح بعض الجوانب ذات االتصال الوثيق‬
‫بعلم المصطلح‪،‬و ما تركيزنا على المصطلح و عالقته بالوحدة المعجمية إال لنبين‬
‫انتماءه إلى المعجم القطاعي باعتبار أن للوحدة المصطلحية ضرورة في نشأة العلوم‬
‫ونضجها؛إذ ال يمكن أن يتحدث عن العلم بغير جهازه المصطلحي و العلم في نهاية‬
‫األمر مصطلحات تم اختيارها لتكون عالمات واسمة لمتصوراته الذهنية ‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪1. - Alain Rey : la terminologie noms et notions , que sais – je ? presses‬‬
‫‪universitaires de France / paris /, 1 ère édition , 1979 , p 8 .‬‬
‫‪ -‬توفيق الزيدي ׃ تأسيس االصطالحية النقدية العربية ‪ ،‬عالمات ‪،‬المملكة العربية‬ ‫‪.9‬‬
‫السعودية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 29‬الجزء ‪ ، 2228 ، 28‬ص ‪. 272‬‬
‫‪ -‬علي القاسمي ׃ مقدمة في علم المصطلح ‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪، 9‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ ، 2287‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ -‬محمد حلمي هليل ׃ أسس المصطلحية ‪ ،‬عالمات ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المجلد ‪ ، 29‬الجزء ‪ ، 2228 ، 28‬ص ‪. 922‬‬
‫‪ -‬تأسيس االصطالحية النقدية العربية‪ ،‬عالمات ‪ ،2228 ،8 / 9‬ص ‪.272‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه ص ‪ 272‬و ‪. 282‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ -‬عبد السالم المسدي ׃ قاموس اللسانيات مع مقدمة في علم المصطلح ‪ ،‬الدار‬ ‫‪.8‬‬
‫العربية للكتاب ‪ ،‬تونس ‪ ،‬دط ‪ ، 2284 ،‬ص ‪. 99‬‬
‫‪ -‬قاموس اللسانيات مع مقدمة في علم المصطلح ص ‪. 99‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ -‬اللغة الثانية في إشكالية المنهج و النظرية و المصطلح في الخطاب النقدي العربي‬ ‫‪.22‬‬
‫الحديث ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ، 2224 ، 2‬ص ‪. 272‬‬
‫‪ -‬الحاج صالح ‪ ،‬فاسي الفهري و آخرون ׃ المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات (‬ ‫‪.22‬‬
‫انجليزي – فرنسي – عربي ) ‪ ،‬مطبعة المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ‪ ،‬تونس ‪،‬‬
‫دط ‪ ، 2282 ،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪ - .29‬مبارك مبارك ׃ معجم المصطلحات األلسنية ‪ ،‬دار الفكر اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪ ، 2225‬ص ‪. 988‬‬
‫‪ -‬محمد الديداوي ‪ :‬الترجمة و التواصل ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء –‬ ‫‪.28‬‬
‫المغرب ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ -‬عبد القادر الفاسي الفهري ׃ اللسانيات و اللغة العربية ‪ ،‬منشورات عويدات ‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫بيروت – باريس ‪ ،‬ط‪ ، 2286 ، 2‬ص ‪. 825‬‬
‫‪ -‬السعيد خضراوي ׃ الترجمة و المصطلح ‪ ،‬مجلة المترجم ‪ ،‬جامعة وهران –‬ ‫‪.25‬‬
‫السانية ‪ ،‬عدد خاص بالملتقى الدولي األول حول استراتيجية الترجمة ‪ ،‬العدد ‪ ، 29‬جويليه –‬

‫‪982‬‬
‫زهيرة قروي‬

‫سبتمبر ‪ ، 9222‬ص ‪. 55‬‬


‫‪ - .26‬اللسانيات و اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪. 825‬‬
‫‪ -‬قاموس اللسانيات مع مقدمة في علم المصطلح ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬ ‫‪.27‬‬
‫‪ - .28‬إبراهيم بن مراد ׃ المعجمية و علم المعجم ‪ ،‬مجلة المعجمية ‪ ،‬تونس ‪ ،‬العدد ‪،28‬‬
‫‪ ، 2229‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ -‬اللسانيات و اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪ 826‬و ‪. 827‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪ - .92‬محمد الديداوي ׃ الترجمة و التواصل ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ -‬إبراهيم فتحي ׃ معجم المصطلحات األدبية‪ ،‬المؤسسة العربية للناشرين المتحدين‪،‬‬ ‫‪.92‬‬
‫تونس‪ ،‬ط‪ ،2286 ،2‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ - .99‬عبد السالم المسدي و آخرون ‪ :‬تأسيس القضية االصطالحية ‪ ،‬المؤسسة الوطنية‬
‫للترجمة و التحقيق و الدراسات بيت الحكمة ‪ ،‬تونس‪ ،‬دط ‪ ، 2282،‬ص ‪. 72‬‬
‫‪ - .98‬تأسيس القضية االصطالحية ص ‪.78‬‬
‫‪ - .94‬الفاسي الفهري ׃ المقارنة و التخطيط في البحث اللساني العربي ‪ ،‬منشورات كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ، 2228 ، 2‬ص ‪ 287‬و ‪.288‬‬
‫‪ - .95‬عز الدين البوشيخي ׃ قضية التعريف في الدراسات المصطلحية الحديثة ‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جدة‪ ،‬سلسلة ندوات و مناظرات ‪ ، 28‬ط‪ ، 2228 ، 2‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ -‬قاموس اللسانيات مع مقدمة في علم المصطلح ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬ ‫‪.96‬‬
‫‪ -‬عبد السالم المسدي ‪ :‬المصطلح النقدي ‪ ،‬مؤسسات عبد الكريم بن عبد هللا للنشر و‬ ‫‪.97‬‬
‫التوزيع ‪ ،‬تونس‪ ،‬دط ‪ ، 2224 ،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ -‬ينظر عمار ساسي ‪ :‬المصطلح في اللسان العربي بين آليات صناعته و أدوات‬ ‫‪.98‬‬
‫ترجمته ‪ ،‬المترجم‪ ،‬جامعة وهران – السانية ‪ ،‬العدد‪ ، 9‬جويلية ‪ -‬سبتمبر‪ ، 9222‬ص ‪- .67‬‬
‫حمزة قبالن المزيني ‪ :‬المشكل غير المشكل ‪ :‬قضية المصطلح العلمي ‪ ،‬عالمات ‪،‬المملكة‬
‫العربية السعودية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 9‬الجزء ‪ ، 2228 ، 8‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ - .92‬ينظر تأسيس القضية االصطالحية ص ‪84‬‬
‫‪ - .82‬تأسيس القضية االصطالحية ص ‪.27‬‬
‫‪ - .82‬حسين يوسف خريوش ‪ :‬التسمية ماهيتها و فلسفتها و خصائصها الداللية ‪ ،‬مطبعة‬
‫جامعة اليرموك ‪ ،‬األردن ‪ ،‬دط ‪ ، 2222 ،‬ص ‪. 96‬‬
‫‪ - .89‬شوقي جالل محمد‪ :‬تقرير المسح الميداني لوضع الترجمة الراهن في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬ضمن الترجمة في الوطن العربي‪ ،‬بحوث و مناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز‬
‫ص ‪.222‬‬ ‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ ،2‬فبراير ‪،9222‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه ص ‪. 227‬‬ ‫‪.88‬‬
‫‪ - .84‬عز الدين إسماعيل‪ :‬جدلية المصطلح األدبي‪ ،‬عالمات‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬الجزء ‪،2228 ،8‬‬
‫ص ‪.229‬‬
‫‪ - .85‬تمام حسان ‪ :‬اللغة بين المعيارية و الوصفية ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دط ‪، 9222 ،‬‬
‫ص ‪. 255‬‬

‫‪922‬‬

You might also like