Professional Documents
Culture Documents
Résumés تلخيص مادة التفكير الإسلامي (mohammed essaadi)
Résumés تلخيص مادة التفكير الإسلامي (mohammed essaadi)
الرابــــــــــعة آداب
المستوىّ : األستاذ :مح ّمد سعدي
تقديم :
,أما بعد:
السالم على أشرف المرسلين ّ
الصالة و ّ
الرحيم و ّ
الرحمان ّ
بسم الله ّ
الرابعة آداب ,الحظنا أنّه ق ّدم لنا
الموجه لتالميذ ّ
ّ األول من برنامج "التّفكير اإلسالمي" و
أثناء دراستنا لهذا المبحث ّ
األسس المناسبة و المالئمة لتحقيق إنسانيّة اإلستخالف أو باألحرى المنهج الواضح ال ّذي رسمته عقيدة التّوحيد لهذا
تصورا و حضورا في العالم.
المكرم (اإلنسان) اعتقادا و فكرا و ّ
ّ الكائن
أهم اإلضافات التّي ق ّدمتها عقيدة التّوحيد لهذا اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان؟
فماهي ّ
ّ
واآليات واألحاديث النبوية التي تدعو إلي احترام الحرية اإلنسانية وتمنع التسلط باسم الدين كثيرة
نذكر على سبيل المثال ال الحصر هذه اآليات :قال تعالى "" :قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيال
"قال تعالى" :فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " قال تعالى" :الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك
الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا األلباب"
هو إنسان واع بقيمة الحريّـ ــة و حدودهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا:
ّ
هو إنسان واع بقيمة الحريّة و أنّه التوجد حريّة إنسانيّة مطلقة ..
ّ -
هو إنسان متوازن في فهمه للحريّة إذ يوفّق بين :الحقوق/الواجبات ,المصلحة الفرديّة /المصلحة الجماعيّة.... ّ -
-يفهم هذه الحريّة على أنّها مسؤولة و مقيّدة فالظلم و ال استبداد و ال تسيّب و ال انحالل ,فهي حريّة مقيّدة بالقوانين
شرعيّة التّي تستهدف تحقيق الخير و النّظام و اجتناب الفوضى. و األحكام ال ّ
و ال يخفي على عاقل أن " الظلم مؤذن بخراب العمران " كما يقول ابن خلدون فأسباب العمران تتأسس على
دعامتي الحرية والعدل ومن هنا رأى زعماء اإلصالح الديني في القرن 11كالطهطاوي وخير الدين و الكواكبي أن التقدم
في العلوم والمعارف والصناعات وتحقيق النهضة ال يتم إال بدعامتين وهما الحرية والعدل .
- إنسان مؤمن بعقيدة القضاء و القدر وواع بطبيعة التّكليف و المسؤوليّة:
+التّكليف و عقيدة القـ ـ ــدر:
...هوإنسان فاعل بدليل :تكليفه باألوامر و النّواهي /الوعد و الوعيد/األمر بالعمل...
ّ -
كل الفرق الكالميّة تؤّكد على فاعليّة اإلنسان مع اختالف في المصطلحات المستخدمة من قبيل
ّ -
(إيجاد/كسب/خلق/احداث)...
+القدر و المسؤوليّة:
يتحمل تبعات اختياراته و أعماله و هو مسؤول عنها أمام اللّه بدليل قو له تعالى {{ :لها ما كسبت و عليها ما
-اإلنسان ّ
اكتسبت}} (البقرة)656/
هناك تالزم بين بين :الحريّة/التّكليف ,الحكمة/العدل ,الحريّة/المسؤوليّة...
حر و مسؤول ومكلّف محاسب حسب حكمة اللّه تعالى و عدله و رحمته. -اإلنسان كائن ّ
+اإلختالف في القدر :
*المعتزلة :اإلنسان مختار ألفعاله /خالق لها والله خالق لقدرة اإلنسان فقط و التي بها يخلق /يختار فعله.
اللّه يعلم بهذه األفعال أزال.
تصور المعتزلة إالّ أنّهم ذهبوا إلى أ ّن اللّه اليعلم بأفعال العباد إالّ ساعة و قوعها واليعلم بها أزال.
*القدريّة :نفس ّ
كل من المعتزلة و القدريّة تأكيد مسؤوليّة اإلنسان و عدل اللّه تعالى .ألن أفعال فيها ماهو جور و ظلم ***لقد كان هدف ّ
فاليجوز القول بأنه سبحانه قد خلقها ...
*الجبريّة/الجهميّة :اإلنسان مجبر/مسيّر القدرة له /غير مختار ألفعاله.
***هدفهم :التّأكيد على و حدانيّة اللّه في الخلق و التّسيير.
(خيرها/شرها)و اإلنسان كاسب لها باختياره.فاإلنسان حينما تتوق نفسه
ّ *األشاعرة/أهل السنّة :اللّه خالق لألفعال كلّها
إلى القيام بفعل ما يخلق اللّه فيه قدرة حادثة تالزمه م ّدة قيامه بذلك الفعل...
***هدفهم :محاولة الجمع بين الوحدانيّة و العدل.
+بين إرادة اللّه تعالى و إرادة اإلنسـ ـ ـ ــان:
-العبد يكسب بقدرته و إرادته ماهو وسيلة لسعادته أو لشقائه ويعتبر ذلك من مقتضيات التّكليف و المسؤوليّة .
لكل شيء بما في ذلك إرادتنا و قدرتنا ,فهو ال ّذي أقدرنا (منحنا القدرة) على اإلختيار و
هو المحدث الخالق ّ
-اللّه ّ
هي مرجع لجميع الكائنات والعون يكون منه و حده سبحانه و تعالى ...ويعتبر ذلك من مقتضيات
الفعل ,فقدرة الله ّ
الربوبيّـ ـ ـ ـ ــة.
ّ
-الوجود صادر عن اللّه خلقا وإبداعا و إحداثا.
رب العالمين}}
-للعبد قدرة على اإلختيار و الفعل وذلك في إطار المشيئة اإللهيّة{{...وماتشاؤون إالّ أن يشاء الله ّ
بصر بعواقب الفع ـ ــل.
الشر ,الح ّق/الباطل ,الحالل /الحرام بعد التّ ّ
فلإلنسان حريّة اإلختيار بين الخير و ّ
حر اإلرادة ألنّه مكلّف و مسؤول عن أفعاله.
-اإلنسان ّ
+عالقة حكمة اللّه تعالى و عدله بحريّة اإلنسان و تكليفه:
حر أل ّن ذلك عبث ينافي حكمته و عدله.
-الله حكيم في أفعاله و أوامره..واليكلّف إنسانا غير ّ
كل ظلـ ـ ــم و ج ـ ـ ـ ـ ــور.
منزه عن ّ
-اللّه تعالى عدل ّ
أهم أسباب اإلختالف في القدر:
+من ّ
السمعيّة (من القرآن والسنّة):
تعارض األدلّة ّ
-توظيف الفرق الكالميّة ألدلّة النص الديني بما يناسب مقاالتها و تأويل مايخالف آراءهم مثل:
*الجبريّة :تعتمد على قو له تعالى { والله خلقكم و ماتعملون} (الصافات)16/
تستدالن بقوله تعالى { :من شاء فلي ـ ــؤمن ومن شاء فليكفـ ـ ـ ــر} (الكهف)16/
ّ *القدريّة و المعتزلة:
*األشاعرة :يستدلّون على نظريّة الكسب بقوله تعالى { :لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت } (البقرة)686/
تعارض األدلّة العقليّة :
هو
*الجبريّة :لوكان العبد فاعال و محدثا ألفعاله لكان خالقا لها ,و هذا محال فال خالق إالّ الله لذلك كان منطلقهم ّ
شرك
ال ّدفاع عن عقيد ة التّوحيد وتنزيه الله عن ال ّ
شر و هو بثيب العبد أو يعاقبه على حسب األعمال التّي ق ّدمها ,و هذا
*القدريّة و المعتزلة :الله تعالى اليصدر عنه ّ
شرها
هو الوحيد المسؤول والمحاسب عن أعماله اإلراديّة خيرها و ّ
مقتضى العدل اإللهي والحكمة اإللهيّة ,فاإلنسان ّ
وليس الله تعالى
وفي ذلك تنزيه لله تعالى عن الظلم و الجور
التوسط بين الجبريّة و القدريّة ,فنسبوا األفعال إلى الله تعالى من جهة الخلق و اإلحداث ,وإلى
*األشاعرة :حاولوا ّ
اإلنسان من جهة الكسب وأثبتوا أ ّن لإلنسان تأثيرا في إيجاد أفعاله اإلراديّة
التّأويل ( :وهو صرف اللّفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل بدليل):
-يعتبر التّأويل سببا مركزيّا الختالف المتكلّمين في مسألة "أفعال العباد" فاآلية واحدة و تأويالتها متع ّددة و مختلفة...
اإلختالف في فهم اآليات المتشابهة والتي تحتمل أوجها عديدة لل ّداللة.
هو إنسان يفهم مسألة الفدر فهما إيجابيّا واعيا :
ّ
شره.
-يؤمن بالقدر خيره و ّ
-مقتنع بأ ّن مخيّر و مسيّر ,واليستقيم القول بالجبر المحض أو الحريّة المحضة .
القوي
ّ يتذرع بالقضاء و القدر ّأما المؤمن
محمد اقبال ":المؤمن الضعيف ّ
-اليعلّق أخطاءه و فشله على القدر.....يقول ّ
فهو قضاء اللّه و قدره".
يتحمل مسؤوليّة أعماله في ال ّدنيا و اآلخرة.
-يدرك أنّه ّ
هو الخالق ألعمالنا كلّها (اإلختياريّة و اإلضطراريّة) ,والينبغي أن نفهم ذلك القسر و القهر و الجبر...فجميع
-الله ّ
كل مافي الكون بمشيئة اللّه تعالى و قدره و تدبيره.
أفعالنا و ّ
تصوره الفلسفة اليونانيّة.
-رفض فكرة النّزاع بين اإلرادة اإللهيّة و اإلرادة اإللهيّة كما ّ
-يؤمن أ ّن له قدرة و إرادة وهي التي تؤثّر في إيجاد أفعاله.
القوة و
-اإليمان بالقضاء و القدر دافع وشاحن للطّاقة اإلنسانيّة التي تم ّكن اإلنسان من العمل و الفاعليّة و اإليجابيّة و ّ
ذلك على المستويين الفردي و اإلجتماعي .ونجد هذا الفهم اإليجابي لدى تالمذة المصطفى-صلّى الله عليه و سلّم-
لما سمع أ ّن بها طاعونا (طاعون عمواس) فقال
شام ّ
السفر إلى ال ّ
مثل عمر بن الخطّاب-رضي الله عنه -الذي تراجع عن ّ
أفر من قدر الله إلى
الجراح-رضي الله عنه "-أفرارا من قدر الله ياعمر؟" فأجابه عمر "نعم ّ
حابي أبو عبيدة ابن ّ
الص ّله ّ
قدر الله".
بالرضا و الطّمأنينة و القناعة" .قل لن يصيبنا إالّ ما كتب اللّه لنا".
-يتسلّح اإلنسان لنوائب ال ّدهرو سائر المقادير ّ
السببيّة:
هو إنسان مـ ـ ــؤمن بقانون ّ
ّ
-اإليمان بالسببيّة اليتناقض مع اإليمان بالقضاء و القدر فجميع المقادير مق ّدرة بأسباب.
-الكون يجري وفق نظام سببي ق ّدره اللّه تعالى .
هي حلقة من حلقات األسباب التّي تنتهي إلى مسبّب
بالسببيّة الينفي حريّة اإلنسان أل ّن اإلرادة و اإلختيار ّ
-القول ّ
األسباب كلّها و هو اللّه تعالى.
-تتّسع دائرة الحريّة اإلنسانيّة كلّما زادت معرفتنا بسنن الله تعالى في الكون وكلّما ازداد وعينا باألسباب و المسبّبات .
الموحد عبدا لألسباب ألنّه اليخضع إالّ لمسبّب األسباب و مس ّخر الكون و خالقه.
ّ -اليكون
-اليمكن أن تكون حريّة اإلنسان مطلقة ألنّها محكومة بنظام األسباب و المسبّبات .
السببيّة ".ال تتحقق حريتي اال من خالل وعيي باألسباب"...
ظل ّ-الحريّة اإلنسانيّة نسبيّة و محدودة قي ّ
-األخذ بالتوّكل يعتبر خيارا حاسما في تحقيق الفاعليّة ال ّذاتيّة و الحضاريّة.
هو إنسان متوّكل على اللّه آخذ باألسباب:
ّ
-المتوّكل :يعتمد على الله+يأخذ باألسباب =يعمل /يسعى/يجتهد/يثابر...
أحب إلى الله من المؤمن الضّعيف و في كلّ خير احرص على ماقال صلّى اللّه عليه و سلّم " :المؤمن القويّ خير و ّ
ينفعك واستعن بالله و التعجز ,و إن أصابك شيء فالتقل لو أنّي فعلت كذا لكان كذا ولكن قل :قدّر الله و ماشاء
فعل ,فإ ّن "لو" تفتح باب الشّيطان".
-يدفع األسباب و المقادير بالمقادير (كدفع قدر ال ّداء بقدر ال ّدواء /دفع قدر الفشل بقدر الجد و العمل و المثابرة)...
وبذلك قد أثبت الحكمة والعدل اإللهي.
هو واع باألسباب و النّواميس الكونيّة .
ّ -
-تحرير إرادة اإلنسان و تفعيلها مع اإلعتراف بنسبيّة حريّة اإلنسان إزاء القوانين اإللهيّة....يقول الفيلسوف األلماني
هيقل ":كلّما اكتشف اإلنسان قانونا خطا خطوة نحو الحريّة".
بقوة و عزيمة .قال تعالى {{ :فإذا عزمت
الروحيّة المطلوبة لإلقدام على إنجاز أعماله ّ
شحنة ّ
-التوّكل يمنح المؤمن ال ّ
يحب المتوّكلين}}(آل عمران .)181/ فتوّكل على اللّه إ ّن الله ّ
األمة و ازدهارها وتحقيق نهضتها وفي مقاومة اإلتّكال و التّواكل باعتباره سببا
يساهم التوّكل في تق ّدم ّ
للتّخلّف و التّبعيّة.
اختالف األطروحات الفكرية في مسألة األسباب :
السببية عند ابن رشد :
-أرجع ابن رشدالفعل اإلنساني إلى عاملين أساسيين هما :
* األسباب الداخلية :المتمثلة في اإلرادة اإلنسانية المتأثرة بالنّوازع و الميوالت النّفسيّة ....
الصدفة و
* األسباب الخارجية :وهي القوانين التي تنظم الوجود (ارادة الله) وتتميّز بال ّذقّة واإلتقان و الثبات و اإلطّراد و عدم ّ
العشوائيّة ..
يرى ابن رشد أن الفعل اإلنساني ال يتم إال بتكامل اإلرادة اإلنسانيّة مع األسباب على النحو التّالي :
داخلية :داخل الذات (ميوالت /رغبات... *األسباب :
الطبيعية/السنن و القوانين الكونية. خارجية :موضوعية (الحتميات
داخلي :االسباب الداخلية توجه اإلرادة *تأثير األسباب :
اإلنسانية نحو اختيار الفعل
تكمل اإلرادة اإلنسانيّة في تحقيق الفعل.
خارجي :األسباب الخارجية ّ
نالحظ إذن أن األسياب ال ّداخلية تسبق اإلرادة و أن األسباب الخارجية تلحق اإلرادة ،و أنّها تتضافر جميعا لصدور الفعل ويمكن
فهم ذلك من خالل المعادلة التّالية :
اإلرادة +األسباب الخارجية = الفعل األسباب الداخلية
الزمان:
شر العالم برسالة كونيّة تتجاوز حدود المكان و ّ
إنسان يب ّ
+رسالة ذات منطلقات كونيّة:
شعوب (وحدة الخالق/وحدة األصل/وحدة المصير/وحدة المساواة)...
تقر باألسس المشتركة التي تجمع بين ال ّ
ّ -
-ترفض التمييز بين الناس على أساس (الجنس /اللون /العرق /الحالة اإلجتماعيّة )....أل ّن األفضليّة قائمة على أساس
الصالح و التّقوى.
ّ
شعوب الثّقافيّة و الفكريّة و اإلجتماعيّة.
-تعترف بخصوصيّة ال ّ
+رسالة تحمل مبادئاو أخالقا و قيما إنسانيّة عالميّة:
-الحريّة ال ّدينيّة {{ :ال إكراه في ال ّدي ـ ــن}} (البقرة )686
قوامين للّه شهداء بالقسط
-إقرار العدل في التّعامل مع اآلخر و اإلحسان إليه...قال تعالى {{:يا أيّها ال ّذين آمنوا كونوا ّ
هو أقرب للتّقوى و اتّقوا الله إ ّن الله خبير بما تعملون}} (المائدة.)5/
و اليجرمنّكم شنآن قوم على أالّ تعدلوا اعدلوا ّ
-التّسامح مع غير المسلم/السماحة مع المسلم
-تحريم اإلعتداء على اآلخر المسالم .....قال تعالى {{ :ال ينهاكم الله عن ال ّذين لم يقاتلوكم في ال ّدين ولم يخرجوكم
يحب المقسطين}} (الممتحنة.)5/
تبروهم و تقسطوا إليهم إ ّن الله ّ
من دياركم أن ّ
-شموليّة نظرة اإلسالم لإلنسان باعتباره (جسد+روح+عقل) وال يمكن انكار أحد تلك العناصر..
-المسلم يتفاعل مع اآلخر من منظور حوار الحضارات و ليس من منظور التّبعيّة و ال ّدونيّة...
,يعتز بدينه وبفكره و بثقافته واليمنعه ذلك من التّفتّح على الثّقافات و الحضارات األخرى
متمسك بهويّته ّ
-المسلم ّ
...يقول الفيلسوف غاندي" :أفتح نوافذي على جميع رياح العالم لكن دون أن تقتلعني من جذوري".
المجرد مستهلك في ال ّدورة اإلقتصاديّة المحليّة و ال ّدوليّة ,بل يطمح
ّ -المسلم اليرضى أن يكون تابعا خاضعا لألقوى و
القوة و المناعة و اإلستقالل و اإلكتفاء.
إلى تحقيق ّ
دراسة تأليفية ألهم مضامين المبحث الثاني (تسخير الكون و مسؤولية اإلنسان)
-إن الدور الحضاري لإلنسان المسلم يقوم على العمل و اإلبداع المتواصلين منذ لحظة الوعي األولى و حتى ساعة الحساب
.
-إن اإليمان الذي يقوم عليه بنيان الدين يجيء دائما بمثابة عامل حضاري يمتد أفقيا لكي يصب إرادة الجماعة المؤمنة على
معطيات الزمن و التراب و يوجهها في مسالكها الصحيحة و يجعلها تنسجم في عالقاتها و ارتباطها مع حركة الكون و الطبيعة
و نواميسها فيزيد عطاء و قوة و إيجابية و تناسقا ...كما ُّ
يمتد عموديا في أعماق اإلنسان ليبعث فيه اإلحساس الدائم
ِّ
يفجر طاقاته و يعبر عن
بالمسؤولية و يقظة الضمير و يدفعه إلى سباق زمني ال مثيل له الستغالل الفرصة التي أتيحت له كي ّ
قدراته التي منحه الله إيَّاها على طريق القيم التي يؤمن بها و األهداف التي يسعى لبلوغها فيما يعتبر جميعا في نظر اإلسالم
عبادة شاملة يتقرب بها اإلنسان إلى الله .يقابل اإلبداع التخريب و اإلفساد لذا ندد القرآن بكل عمل أو نشاط خاطئ من
شأنه أن يؤول إلى الفساد في األرض و إلى هدم و تدمير المكتسبات التي يصنعها العمل الصالح بالصبر و الدأب و المثابرة
و هو بذلك يسعى إلى حماية منجزات اإلنسان الحضارية و وقف كل ما من شأنه أن يعوق مسيرتها و نموها ومالحقة
أيَّةمحاولة إلنزال الدمار بها.