You are on page 1of 2

‫الفصل الرابع ‪ ....

‬توليد الفكرة الريادية ودراسة جدواها‬


‫مقدمة ‪ :‬إن وجود رائد أعمال متطلبٌ أساسي لتوليد أفكار مُبتَكرة للمشروعات‪ ،‬ألن األفكار التقليدية لن يكون هلا مكان يف املستقبل‪ ،‬ولن حتقق قدرًا كبريًا من النجاح‪ .‬لذا من‬
‫املهم أن حندد هل الفكرة اجلديدة تعترب فرصة جيدة أم ال‪ ،‬فليس كل جديد يالئم عملية بدء األعمال‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬معايري اعتبار الفكرة اجلديدة فرصة لبدء األعمال‬
‫عند اختاذ قرار بشأن ما إذا كانت الفكرة اجلديدة ميكن أن تصبح فرصة واعدة لألعمال‪ ،‬جيب أن نأخذ يف االعتبار عددًا من العوامل املهمة مثل‪:‬‬
‫( ) عوامل السوق‪ :‬جيب أن يليب املُنتَج أو اخلدمة اجلديدة لألعمال الناشئة حاجة حمددة بوضوح يف السوق ويف التوقيت الصحيح‪.‬‬
‫( ) امليزة التنافسية‪ :‬تصبح للفكرة ميزة تنافسية ‪ -‬من الناحية العملية ‪ -‬إذا رأى العمالء أهنا تتفوق على ما يقدمه املنافسون‪.‬‬
‫( ) اقتصادية الفكرة‪ :‬جيب أن تكون الفكرة جمزية من الناحية املالية مبا يسمح بتحقيق ربح كبري وإمكانيات منو‪ .‬فالربح جيب أن يكون كافيًًا للتعامل مع األخطاء باإلضافة‬
‫إىل تقدمي فوائد اقتصادية مقبولة‪ .‬وجيب أن يقدم املشروع مسارًا معقولًا للرحبية ألنه ال ميكن ألي نشاط جتاري خاسر أن يستمر فترة طويلة‪ ،‬كما أنه لن يتمكن من‬
‫توفري عوائد كافية جتذب املستثمرين بدون أن تضمن الفكرة حتقيق النمو‪ ،‬إذا كانت هناك حاجة إليهم ‪.‬‬
‫( ) االقتناع والتحمس للفكرة والصرب على حتدياهتا وإدارهتا‪ :‬جيب أن يكون هناك توافق بني رائد األعمال والفرصة‪ .‬إذ أن رائد األعمال فقط يرى يف فكرة ما فرصة مبا‬
‫ميتلكه من اخلربة واملهارات املناسبة وإمكانية الوصول إىل املوارد الالزمة إلطالق فكرته يف مشروع ومنوه‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬يُعد تقدمي خدمات السياحة الفضائية فكرة‬
‫بعيدة املنال بالنسبة لكثري من رواد األعمال الذين ال يتفاعلون معها‪ ،‬لكن األمر خمتلف بالنسبة لريتشارد برانسون رجل األعمال الربيطاين الفذ الذي مول فكرته بشكل‬
‫جيد وأسس شركة "‪ "Virgin Galactic‬وخَطط لتنظيم رحالت فضائية لألفراد العاديني قبل هناية العقد احلايل‪ .‬إن إطالق "اخلط الفضائي" األول يف العامل ميثل‬
‫فرصة عمل متحدية لكنها واعدة كفرصة أعمال حقيقية بالنسبة هلذا الرجل فقط‪ ،‬بينما تظل حلمًا لعدد كبري من من رواد األعمال غريه ممن مل يتوافقوا معها لعدم‬
‫قدرهتم على إدارهتا‪.‬‬
‫( ) عدم وجود عقبة كبرية يف حتويل الفكرة لنموذج أعمال‪ :‬ال جيب أن يكون هناك عيب قاتل للفكرة يف املغامرة اليت يقوم هبا رائد األعمال‪ ،‬مبعىن عدم وجود ظرف ما أو‬
‫تطور معني ميكن أن يؤدي يف حد ذاته إىل فشل األعمال يف املستقبل‪ .‬ويرى جون أوشر ‪ John Osher‬أحد رواد األعمال املبدعني أن كل ‪ 9‬من إمجايل ‪ 10‬رواد أعمال‬
‫يفشلون لعدم إدراكهم ملفهوم األعمال لديهم‪ ،‬فهم يريدون أن ميارسوا األعمال التجارية دون أن يفعلوا ما جيب عليهم القيام به يف وقت مبكر‪ .‬لذلك من املهم النظر لنقاط‬
‫الضعف املتوقعة يف إعدادك لفكرتك‪ .‬فال يهم تألق بداية األعمال إذا كان املضي قدمًا سيكون عدمي اجلدوى نتيجة للعجز عن مجع رأس املال أو عدم مراعاة األنظمة‬
‫البيئية مع هذه الفكرة‪ ،‬أو ما شابه ذلك يف جماالت أخرى‪ .‬معىن ذلك أن الفكرة الفرصة هى اليت يتوافر ملنفذها مفهومًا متكاملًا عن األعمال‪ .‬وهو ما ميكن أن تدعمه‬
‫خُطة األعمال ألن استكمال جوانبها سيظهر مثل هذه العيوب مبكرًا ويوضح إمكانية التعامل معها من عدمه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مصادر تساعد على توليد أفكار جديدة لألعمال‬
‫من خالل عقد جمموعات تركيز "‪ "Focus groups‬مع طالب خمتلفني حول ما يواجههم من حتديات للبدء يف مشروع صغري‪ ،‬أكدوا صعوبة الوصول لفكرة ريادية‪ ،‬لذلك‬
‫يتجه تفكري معظمهم – غالبًا ‪ -‬ألفكار تقليدية كمزارع الدواجن وشركات الدعاية واإلعالن واملتاجر‪ ....‬واليت قد تقل فرص جناحها نتيجة تكرارها وزيادة العرض منها عن‬
‫الطلب‪ .‬فكثري منهم خيتارون أفكارهم طبقًا ملبدأ "روح القطيع" أو "املوضة" مما يعرضهم ملشكالت تسويقية يف املستقبل قد تؤدى لفشلهم‪ .‬ونعطي مثالًا مبشروع تربية البط بالفيوم‬
‫عندما اجته إليه عدد كبري من الشباب مما أدى إىل زيادة املعروض عن طاقة منطقتهم املحلية مع عدم توفر قدرة تسويقية لديهم لتصدير إنتاجهم ملحافظات أخرى (تصدير‬
‫داخلي) مما أدى لفشلهم‪ .‬وألن قيام اخلريج بتوليد فكرة تتوفر فيها العوامل السابق عرضها ليس سهلًا ‪ -‬لكنه ليس مستحيالً أيضًا‪ -‬سنعرض يف هذا اجلزء بعض املصادر‬
‫ملساعدته على توليد مزيد من األفكار كنواة لبنك لألفكار اليت تتميز باإلبداعية‪ .‬ويف البداية سنعطي بعض اإلرشادات املساعِدة‪:‬‬
‫( ) الفكرة أقرب مما تتخيل‪ :‬إذا نظرت حولك يف مزنلك أو عائلتك أو قريتك أو منطقتك أو حمافظتك فستجد بالتأكيد العديد من احلاجات غري املشبعة بالقرب منك‪ ،‬فال‬
‫تسرح خبيالك بعيدًا‪ ،‬أو تعتقد أنك جيب أن هتجر مكانك حبثًا عنها‪.‬‬
‫( ) استمع باهتمام وناقش كثريًا‪ ،‬فاحلوارات مع أطراف لديهم اهتمامات خمتلفة قد تولد لديك فكرة من احتياجاهتم أو شكواهم أو مشاكلهم أو آماهلم أو أحالمهم‪....‬‬
‫( ) نكرر أن األساس يف أي فكرة مهما كان مصدرها وجود حاجة إليها مترمجة يف قيمة يثمنها العميل‪ ،‬فال يكفي اختيار الفكرة اليت أعرفها أو أحبها أو ورثتها‪ .....‬وال يشترط‬
‫وجود احلاجة فقط‪ ،‬بل ميكن إثارة حاجة كامنة لدى الناس لكنهم مل يعرفوا أو يتخيلوا أهنم يستطيعون التعبري عنها‪ .‬فبعد اختراع اهلاتف املحمول ‪ -‬على سبيل املثال ‪-‬‬
‫أدركنا كم كنا يف حاجة إليه دون أن نعرب عن ذلك أو نتخيله‪.‬‬
‫جماالت متنوعة متثل مصادر لتوليد أفكار لألعمال الصغرية‬
‫مثال‬ ‫الفكرة‬
‫‪ -‬قدمت طالبة يف مسابقة جبامعة امللك فيصل باململكة العربية السعودية فكرة عباءة مكيفة للتهوية من‬ ‫احلاجة أم االختراع‬
‫‪ -‬حاجات معروفة وحمددة يطلبها الناس مباشرة وميكن التعرف شدة إحساسها باحلر على غرار البطانية الكهربائية‪.‬‬
‫‪ -‬اخترع صابر باهيتا أول صندوق بريد إلكتروين "هوت ميل" ألنه كان يف حاجة للتواصل مع زميله وقد‬ ‫علىها باالستقصاء‪.‬‬
‫حذره صاحب العمل من استخدام الشبكة الداخلية للشركة‪.‬‬ ‫‪ -‬حاجات كامنة جيب السعى إىل اكتشافها مثل‪:‬‬
‫‪ -‬سوبر ماركت – خمبز ‪ -‬ورشة جنارة – مستوصف ‪ -‬عيادة أسنان ‪ -‬مكتب حمام‪....‬‬ ‫أنا ومنطقيت‪/‬بيئيت‪ :‬احلى‪ /‬القرية‬
‫‪ -‬سد احتياجاهتا احلياتية الناقصة حىت ولو كانت تقليدية سواء ‪ -‬توفر مالبس أذواقها سيئة وخاماهتا رديئة‬
‫لوجود فجوة كَمية (نقص العرض) أو فجوة نوعية (عدم جودة ‪ -‬املاجنو‪/‬أو عصريها من اإلمساعلية إىل‪..‬‬
‫‪ -‬السمك من اإلسكندرية إىل‪......‬‬ ‫املعروض رغم كفايته كميًا)‪.‬‬
‫‪ -‬تصدير عناصر الثروة املتوفرة هبا مباشرة أو بعد تصنيعها ‪ -‬السجاد من أمخيم للداخل واخلارج‪.‬‬
‫‪ -‬األثاث من دمياط إىل املحافظات األخرى وهكذا‪.‬‬ ‫ألماكن أخرى حتتاج إليها (تصدير داخلي)‪.‬‬
‫‪ -‬استرياد‪ :‬ماذا تفتقده منطقيت ويوجد لدى األخرين (استرياد داخلي) ‪ -‬نفس األمثلة السابقة لكنها تتحرك يف االجتاه العكسي‪.‬‬
‫‪ -‬رسم لوحات فنية ‪ -‬تعليم الغطس‪....‬‬ ‫عالقيت هبواييت‬
‫‪ -‬تصنيع املالبس من التلي وهى خامة تصنع يدويًا بدقة شديدة‪.‬‬ ‫املحافظة على احلِرف التراثية‬
‫‪ -‬األثاث من اخلوص وخشب النخيل بعد تطوير خامته وصناعته وتصميماته مثل األسيويني‪.‬‬ ‫أو تطوير التقليدي منها‬
‫تقليد املستورد‬
‫جمال دراستك أو خربتك‪:‬ال تترك خربة مكتسبة من عمل سابق ‪ -‬طبيب (عيادة – مستوصف‪ -‬استشارات طبية إلكترونية أو هاتفية‪)....‬‬
‫دون االستفادة منها لو وجدت حاجة إليها‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق على املحمول‪ /‬برنامج جاهز‬ ‫مشروع التخرج‬
‫‪ -‬اسأل‪ ...‬استشر فقد يرشدونك من خالل احتياجاهتم أو إبداعاهتم‬ ‫مقترحات األهل واملعارف‬
‫مشروع العائلة‪ :‬البد أن تعيش يف جلباب أبيك ألهنا فرصة ذهبية ‪ -‬مستثمر ميتلك براد (ثالجة) حلفظ مثار املوز يعاىن من تسويق مساحتها طوال العام‪ ،‬فاقترح عليه ابنه‬
‫لو توفرت لك قدراهتا‪ ،‬فمشروع األسرة قطع شوطًا كبريًا يف البقاء دارس التسويق أن يسوقها إلكترونيًا وطلب منه دراسة جدوى وأقنعه هبا‪ .‬وبالفعل جنح يف ملء املساحات‬
‫الشاغرة فيها‪.‬‬ ‫داخل السوق‪ .‬اقنع والدك بقدراتك‪.‬‬
‫‪ -‬يطرح الصندوق االجتماعي للتنمية وغريه أفكارًا ملشروعات جمدية‪.‬‬ ‫توجيهات اجلهات املساعِدة وبنوك األفكار ببعض اجلهات‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن للمهندس املعماري تقدمي خدمة التصميم لعدد من املكاتب‬ ‫عمل حر مُستقل مع الغري‬
‫‪ -‬يستطيع املترجم من اإلجنليزية للعربية التعامل مع عدد من السفارات يف مصر‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن للمهندس أو الكيميائي تصنيع أجزاء أو خامات ويوردها للمصانع الكبرية‬ ‫تغذية من الباطن‬
‫‪ -‬حوله إىل مُنتَج أو خدمة وقدمه للسوق باتباع املعرفة املذكورة يف هذا ال ِكتَاب وغريه‪.‬‬ ‫اختراع أو ابتكار جديد‬
‫‪ -‬تتبع مشكالت وشكاوى وأحالم ومقترحات الناس وحاول أن تكتشف منها فكرة حيتاجون إليها‪.‬‬ ‫اإلصغاء وحتليل تعليقات اإلنترنت‬
‫‪ -‬اذهب إىل مناطق نائية وجديدة واحصر أفكار املشروعات املوجودة هبا غري املتوفرة يف منطقتك‪.‬‬ ‫استقصاء الشوارع‪ :‬فكرة قائمة ناجحة تنقلها إىل منطقتك‬
‫‪ -‬تطور التكنولوجيا املستمر يصاحبه أفكار جديدة منبثقة منها‪.‬‬ ‫جماالت تكنولوجية حديثة‪:‬‬
‫‪ -‬انظر بروح "املبادرة املُستَدَامة" اليت تركز على احلفاظ على الطبيعة ودعم احلياة واملجتمع يف السعى‬ ‫أفكار ريادية مُستَدَامة للبيئة‬
‫وراء الفرص املتطورة للوصول إىل املُنتَجات والعمليات واخلدمات املستقبلية لتحقيق مكاسب للمسامهة‬
‫يف حتقيق تنمية مُستَدَامة للمجتمع‪.‬‬

‫‪1/2‬‬
‫ثالثاًا‪ :‬آلية بلورة الفكرة يف عقل رائد األعمال‬
‫مير رائد األعمال املُبتَكِر خبمس مراحل لعملية اإلبداع معظمها عمليات تتم يف عقله الواعي والالواعي‪ .‬وتتركز القدرات االبتكارية يف اجلانب األمين من املخ‪ ،‬بينما تتركز‬
‫القدرات احلسابية واملنطقية يف اجلانب األيسر‪ ،‬وختتلف قدرات كل شخصية باختالف قدرات اجلانبني لديه‪ .‬وتتلخص هذه املراحل اليت تتم على التتابع ‪:‬‬
‫مرحلة التحقق‬ ‫مرحلة االستنارة العقلية‬ ‫مرحلة احلضانة‬ ‫مرحلة اإلعداد‬ ‫مرحلة توليد الفكرة‬
‫ويقصد هبذه املراحل باختصار ما يلي‪:‬‬
‫( ) توليد الفكرة املُبتَكَرة كحل بديل وجديد إلحدى املشكالت املوجودة أو اليت يتوقع حدوثها‪ .‬وهناك العديد من أساليب التفكري اإلبداعي وجماالت توليد األفكار اليت ميكن‬
‫أن تساعد يف تنمية أو اكتساب هذه املهارة اليت سنعرضها بالتفصيل فيما بعد‪ .‬وهذه املرحلة قد تتم بشكل فردي أو مجاعي‪.‬‬
‫( ) اإلعداد للفكرة‪ :‬بالبحث ومجع املعلومات وحتليلها لوضع تصور للشكل الذي ستترجم إليه (برنامج‪/‬مُنتَج‪/‬خدمة‪ .)....‬وهذه املرحلة أيضًا قد تتم بشكل فردي أو مجاعي‪.‬‬
‫( ) مرحلة حضانة الفكرة‪ :‬تتطلب قدرًا كبريًا من التأين ألن الفكرة كالطفل املُبتَسر حيتاج الحتضان حىت يكتمل منوه‪ .‬وىف هذه املرحلة قد يبدو الشخص املُبتَكِر – ظاهريًًا‬
‫‪ -‬ليس لديه أي فكرة أو رؤية للحل‪ ،‬ولكنه داخليًًا يسعى ملحاولة بلورة فكرته‪.‬‬
‫( ) مرحلة االستنارة العقلية‪ :‬يف هذه املرحلة يلجأ العقل الواعي لرائد األعمال لطلب املساعدة من العقل الالواعي الذي يتوفر لديه كم هائل من املعلومات يف خمتلف املجاالت‬
‫املعرفية‪ ،‬ويعمل ‪ 24‬ساعة دون كلل أو ملل حبيث ميكنه إجياد عالقات بني املعلومات للوصول إىل صيغة مناسبة للحل وبلورة للفكرة (املُبتَكِر يعمل وهو نائم)‪ .‬وهى بالطبع‬
‫مرحلة تتم أيضًا بشكل فردي‪ ،‬وقد تنتهى بالكلمة الشهرية "وجدتُها"‪.‬‬
‫( ) مرحلة التحقق‪ :‬يف هذه املرحلة يتم إرسال الفكرة املُبلورة للعقل الواعي مرة آخرى للتأكد من صحتها والتثبت منها‪ .‬وقد يقوم الشخص املُبتَكِر باالستماع إىل موسيقى‬
‫هادئة أو يفكر يف ال شيء لدرجة أنه عندما يطرح ابتكاره قد يستغرب من حوله مىت قام بذلك؟ ‪ ،‬وما صمته إال كاهلدوء الذي يسبق العاصفة‪.‬‬
‫وينتج عن عملية التحقق بديالن‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أن يكون احلل صحيحًًا ومناسبًًا فيظهر االبتكار للنور يف شكل شيء جديد‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما مازال هناك حاجة ملزيد من اإلعداد‪/‬احلضانة أو ترفض الفكرة بالكامل‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬أساليب تنمية قدرة رائد األعمال على توليد أفكار إبداعية‬
‫تساعد املصادر السابقة يف فتح آفاق متنوعة أمام رائد األعمال وتلهمه عند استخدام أساليب التفكري اإلبداعي لتوليد املزيد من األفكار اليت ميكن من خالل فحصها‬
‫وتنقيحها الوصول لفكرة ريادية أصيلة‪ ،‬أي متثل فرصة جيدة لألعمال من حيث جوانبها املختلفة كالرحبية وغريها من معايري الفكرة اجليدة السابق عرضها‪.‬‬
‫ومت اختيار أربعة أساليب شائعة ألهنا تغطي جوانب خمتلفة مرتبطة بتوليد وتنقية األفكار‪ ،‬مث حتويلها لنموذج مبسط لألعمال يعطي تصورًا مبدئيًا عن مدى إمكانية تنفيذ‬
‫الفكرة‪ ،‬حبيث تبدأ فيما بعد مراحل دراسة جدواها‪ ....‬وحتديد رحبيتها وبذلك تنتقل إىل مرحلة التخطيط وتصميم خُطة األعمال‪ ،‬وهذه األساليب هي‪:‬‬
‫(‪ )1‬أسلوب "اخلرائط الذهنية"‬
‫شاع استخدام "اخلرائط الذهنية" لتلخيص األفكار والعناصر املتعددة‪ .‬وهو أسلوب فردي‪ ،‬لكن مت تطويرها حيت ميكن أن تستخدمها املجموعة خاصة عند استخدام أسلوب‬
‫"تعصيف الذِهن" اجلماعي‪ .‬وهى قد حتل حمل السبورة‪ .‬وتوضح الصور التالية أمثلة لبعض اخلرائط الذهنية البسيطة مث املعقدة لتوضح كم املعلومات وعناصر املشكلة اليت‬
‫يتم طرحها إلعطاء صورة شاملة عن جوانب املشكلة أو الفكرة اليت يتم تناوهلا مما يساعد العقل على التركيز واإلبداع والقيام بعملية "العصف الذِهىن"‪.‬‬
‫(‪ )2‬أسلوب "العصف الذِهىن"‪ Brain storming :‬يعتمد هذا األسلوب على عقد جلسة تضم جمموعة تضم ما بني ‪ 12 - 6‬فردًًا لبحث مشكلة ما‪ ،‬مث يقومون بعرض مجيع‬
‫األفكار املُقترحة حللها دون األخذ يف االعتبار مدى سذاجتها أو جنوهنا أو غرابتها‪ ،‬ألن اهلدف يف هذه املرحلة املبكرة تشجيع تدفق وانسياب األفكار فقط‪ .‬وتتكرر هذه‬
‫العملية حىت يتوقف األفراد واحدًا تلو اآلخر عن توليد األفكار‪ .‬مث تبدأ املرحلة الثانية بتصفية هذه األفكار بعد احلصول على كم كبري منها‪ ،‬من خالل تقييمها وتنقيتها‬
‫الختيار أفضل األفكار وأكثرها تطورًا‪.‬‬
‫‪ -‬آلية لتوليد أفكار اقتصادية مشتقة من استغالل عنصر الثروة‪:‬‬
‫ميكن توليد أفكار مبتكرة من استغالل عنصر‪/‬عناصر الثروة املتوفرة يف حمافظتك لتحديد النشاط االقتصادي (صناعي‪/‬زراعي‪/‬خدمي‪/‬جتاري) الذي ميكنك التخصص فيه‬
‫وضمان توافر عناصر إنتاجه بصورة متثل ميزة نسبية ملحافظتك مبكوناهتا من خالل آلية صممها املؤلف لتحقيق ذلك‪ .‬فمن خالل عقد جلسة "العصف الذِهىن" مع شركائك‪/‬أو‬
‫زمالئك‪/‬أو أي خرباء تستعني هبم‪ ،‬ميكن االسترشاد بالشكل التايل الذي يضم سبعة جماالت متثل مراحل استغالل أى عنصر للثروة والصناعات املشتقة منها منذ خلقه – من‬
‫خالل زراعته أو استخراجه ‪ -‬وحىت وصوله للعميل يف شكل مُنتَجات أو خدمات صاحلة لالستخدام النهائي لتوليد كم كبري من أفكار االستثمار املرتبطة باألنشطة االقتصادية‬
‫املختلفة‪ ،‬وهو ما يناسب الطالب ىف مجيع التخصصات بالكليات املختلفة على النحو التايل‪:‬‬
‫(‪ )3‬أسلوب القبعات الست للتفكري‬
‫يستخدم هذا األسلوب لتقييم الفكرة‪/‬األفكار املستوحاة من العصف الذهىن‪ .‬وتعتمد فكرته على قيام أعضاء الفريق القائم بعملية التقييم بارتداء ست قبعات خمتلفة‬
‫األلوان (األبيض‪ -‬األمحر‪ -‬األسود‪ -‬األخضر‪ -‬األزرق ‪ -‬األصفر) بشكل متتابع‪ ،‬حيث يعرب كل لون عن أحد جوانب التفكري الست (اإلبداعي – املتشائم ‪ -‬املتفائل‪ .)....‬وبارتداء‬
‫مدير اجللسة إلحدى القبعات خالل املناقشة فهذا يعىن أن على مجيع أعضاء الفريق تناول اجلانب الذي يعرب عنه لون هذه القبعة فقط لتقييم الفكرة دون إضاعة الوقت‬
‫واجلهد يف تناول اجلوانب األخرى‪ .‬ويُمَكِّن ذلك من توجيه فكر املجموعة حنو تناول جانب واحد للفكرة املُقترحة خالل فترة زمنية حمددة ملناقشته‪ ،‬مث يتم ارتداء باقي‬
‫القبعات بشكل تسلسلي‪ ،‬وملدة حمددة أيضًا لكل منها‪.‬‬
‫(‪ )4‬منوذج كانفاس ”‪ "CANVAS‬لألعمال‪:‬‬
‫يُمثل أداة إستراتيجية تستهدف حتويل الفكرة إىل منوذج لألعمال يُعرض يف شكل منوذج مبسط مكون من صفحة واحدة تضم تسعة مكونات مما يتيح لرائد األعمال‬
‫أن يرى فكرته من وجهة نظر عني الطائر‪ ،‬أي رؤية جوانبها املتكاملة من بعيد بوضوح‪ ،‬وهو ما يظهر أشياء ال نستطيع أن نراها عن قرب‪ .‬ويوضح املثال التايل حالة عملية‬
‫الستخدام هذا النموذج موضحًا به مكوناته التسعة‪:‬‬
‫حالة عملية لنموذج لألعمال‬
‫فكرة قدمتها إحدى طالبات ‪ DBA‬وقامت بتحويلها إىل منوذج لألعمال ونفذهتا بالفعل يف مقرر ريادة األعمال بكلية التجارة لتقدمي خدمات متنوعة للغري كاستخراج‬
‫املستندات احلكومية إلكترونيًا وغريها ملن ال ميلك الوقت الكاىف للقيام هبا‪:‬‬
‫خامسًا‪ :‬دراسة جدوى الفكرة‬
‫الحظنا أن منوذج األعمال "‪ "Business Model‬جاء خمتصرًا يف صفحة واحدة لوصف األسلوب الذي سَ ُيتَّبع لبناء قيمة ما وحتقيقها واالستفادة منها كأساس نبين‬
‫عليه خُطة األعمال فيما بعد‪ .‬ويرى البعض أنه ميكن االكتفاء هبذا النموذج الختبار جدوى الفكرة‪ ،‬واالنتقال مباشرة خلُطة األعمال دون احلاجة للقيام بدراسة اجلدوى‬
‫باعتباره بديلًا عنها‪ ،‬بينما يعتربه البعض خُطة أعمال مصغرة‪ .‬لكننا نرى أن دراسة اجلدوى اليت هتدف لإلجابة عن السؤال التايل "هل ستنجح فكرة املشروع؟" ملساعدة رائد‬
‫األعمال يف التحقق من جدوى البدء يف هذه املغامرة (املشروع) أو ال؟ حيث تُعَّرَف بأهنا "تقييم اقتصادي لفكرة املشروع املُقتَرح من حيث الربح واخلسارة شاملة التكاليف بأنواعها‬
‫واإلنتاج واألرباح‪ ،‬للتأكد من أن الفكرة ستحقق األهداف املرجوة منها‪ .‬وتتم دراسة اجلدوى على مرحلتني مها‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة اجلدوى املبدئية‪ :‬تستهدف اختاذ قرار مبدئي بقبول أو رفض الفكرة قبل بذل جمهود كبري يف الدراسة‪ ،‬حيث قد يتم رفض الفكرة من البداية لكوهنا مضرة للبيئة‬
‫أو ختالف قانون البيئة حىت إذا كانت ستحقق أرباحًا‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة اجلدوى النهائية‪ :‬دراسة تفصيلية تسويقية‪/‬مالية‪/‬إنتاجية وفنية‪/‬قانونية‪ ...‬للفكرة اليت ثبت جدواها مبدئيًا‪ .‬وتركز على تقييم رحبية املشروع باستخدام معايري‬
‫متعددة مثل‪:‬معدل العائد على االستثمار ‪ -‬معيار فترة االسترداد ‪ -‬معيار العائد املُحقق‪/‬التكلفة‪.‬‬
‫ويفيد التنبؤ والتحليل املايل يف إمتام دراسة اجلدوى وحتديد مدى رحبيتها وقدرهتا على إدرار األموال؟ وتتعدد أدوات التحليل املايل للفكرة‪ -‬وكذلك التحاليل املُتضمنة يف‬
‫دراسة اجلدوى املُرفقة ‪ -‬منها حتليل نقطة التعادل باعتباره أداة مهمة لترشيد بعض القرارات يف كافة مراحل إعداد املشروع وإدارته‪ ،‬كما يستخدمه بعض رواد األعمال كأداة‬
‫أولية الختبار فكرة املشروع‪.‬‬
‫مفهوم حتليل نقطة التعادل (ال خسائر ال أرباح)‬
‫يقوم التحليل على فكرة استخدام تقديرات اإليرادات واملصروفات لتحديد مدى قدرة املشروع على توفري أموال تكفي لتغطية تكاليفه كحد أدىن ميكن قبوله يف الفترة‬
‫األوىل من املشروع‪ .‬ومبعىن آخر‪ ،‬كم حجم اإليرادات اليت يلزم حتقيقها لتغطية مصروفات املشروع قبل البدء يف حتقيق أرباح منه‪ .‬لذا فإن ختطي نقطة التعادل يدل على أن‬
‫هذا املشروع حيقق إيرادات ومبيعات أكثر من احلجم املطلوب الوصول إليه لتغطية تكاليفه‪ ،‬وهو ما يشري إىل أنه أمامه فرصة جلىن أموال‪.‬‬

‫‪2/2‬‬

You might also like