Professional Documents
Culture Documents
ريادة الرابع
ريادة الرابع
1/2
ثالثاًا :آلية بلورة الفكرة يف عقل رائد األعمال
مير رائد األعمال املُبتَكِر خبمس مراحل لعملية اإلبداع معظمها عمليات تتم يف عقله الواعي والالواعي .وتتركز القدرات االبتكارية يف اجلانب األمين من املخ ،بينما تتركز
القدرات احلسابية واملنطقية يف اجلانب األيسر ،وختتلف قدرات كل شخصية باختالف قدرات اجلانبني لديه .وتتلخص هذه املراحل اليت تتم على التتابع :
مرحلة التحقق مرحلة االستنارة العقلية مرحلة احلضانة مرحلة اإلعداد مرحلة توليد الفكرة
ويقصد هبذه املراحل باختصار ما يلي:
( ) توليد الفكرة املُبتَكَرة كحل بديل وجديد إلحدى املشكالت املوجودة أو اليت يتوقع حدوثها .وهناك العديد من أساليب التفكري اإلبداعي وجماالت توليد األفكار اليت ميكن
أن تساعد يف تنمية أو اكتساب هذه املهارة اليت سنعرضها بالتفصيل فيما بعد .وهذه املرحلة قد تتم بشكل فردي أو مجاعي.
( ) اإلعداد للفكرة :بالبحث ومجع املعلومات وحتليلها لوضع تصور للشكل الذي ستترجم إليه (برنامج/مُنتَج/خدمة .)....وهذه املرحلة أيضًا قد تتم بشكل فردي أو مجاعي.
( ) مرحلة حضانة الفكرة :تتطلب قدرًا كبريًا من التأين ألن الفكرة كالطفل املُبتَسر حيتاج الحتضان حىت يكتمل منوه .وىف هذه املرحلة قد يبدو الشخص املُبتَكِر – ظاهريًًا
-ليس لديه أي فكرة أو رؤية للحل ،ولكنه داخليًًا يسعى ملحاولة بلورة فكرته.
( ) مرحلة االستنارة العقلية :يف هذه املرحلة يلجأ العقل الواعي لرائد األعمال لطلب املساعدة من العقل الالواعي الذي يتوفر لديه كم هائل من املعلومات يف خمتلف املجاالت
املعرفية ،ويعمل 24ساعة دون كلل أو ملل حبيث ميكنه إجياد عالقات بني املعلومات للوصول إىل صيغة مناسبة للحل وبلورة للفكرة (املُبتَكِر يعمل وهو نائم) .وهى بالطبع
مرحلة تتم أيضًا بشكل فردي ،وقد تنتهى بالكلمة الشهرية "وجدتُها".
( ) مرحلة التحقق :يف هذه املرحلة يتم إرسال الفكرة املُبلورة للعقل الواعي مرة آخرى للتأكد من صحتها والتثبت منها .وقد يقوم الشخص املُبتَكِر باالستماع إىل موسيقى
هادئة أو يفكر يف ال شيء لدرجة أنه عندما يطرح ابتكاره قد يستغرب من حوله مىت قام بذلك؟ ،وما صمته إال كاهلدوء الذي يسبق العاصفة.
وينتج عن عملية التحقق بديالن:
أ -إما أن يكون احلل صحيحًًا ومناسبًًا فيظهر االبتكار للنور يف شكل شيء جديد.
ب -وإما مازال هناك حاجة ملزيد من اإلعداد/احلضانة أو ترفض الفكرة بالكامل.
رابعًا :أساليب تنمية قدرة رائد األعمال على توليد أفكار إبداعية
تساعد املصادر السابقة يف فتح آفاق متنوعة أمام رائد األعمال وتلهمه عند استخدام أساليب التفكري اإلبداعي لتوليد املزيد من األفكار اليت ميكن من خالل فحصها
وتنقيحها الوصول لفكرة ريادية أصيلة ،أي متثل فرصة جيدة لألعمال من حيث جوانبها املختلفة كالرحبية وغريها من معايري الفكرة اجليدة السابق عرضها.
ومت اختيار أربعة أساليب شائعة ألهنا تغطي جوانب خمتلفة مرتبطة بتوليد وتنقية األفكار ،مث حتويلها لنموذج مبسط لألعمال يعطي تصورًا مبدئيًا عن مدى إمكانية تنفيذ
الفكرة ،حبيث تبدأ فيما بعد مراحل دراسة جدواها ....وحتديد رحبيتها وبذلك تنتقل إىل مرحلة التخطيط وتصميم خُطة األعمال ،وهذه األساليب هي:
( )1أسلوب "اخلرائط الذهنية"
شاع استخدام "اخلرائط الذهنية" لتلخيص األفكار والعناصر املتعددة .وهو أسلوب فردي ،لكن مت تطويرها حيت ميكن أن تستخدمها املجموعة خاصة عند استخدام أسلوب
"تعصيف الذِهن" اجلماعي .وهى قد حتل حمل السبورة .وتوضح الصور التالية أمثلة لبعض اخلرائط الذهنية البسيطة مث املعقدة لتوضح كم املعلومات وعناصر املشكلة اليت
يتم طرحها إلعطاء صورة شاملة عن جوانب املشكلة أو الفكرة اليت يتم تناوهلا مما يساعد العقل على التركيز واإلبداع والقيام بعملية "العصف الذِهىن".
( )2أسلوب "العصف الذِهىن" Brain storming :يعتمد هذا األسلوب على عقد جلسة تضم جمموعة تضم ما بني 12 - 6فردًًا لبحث مشكلة ما ،مث يقومون بعرض مجيع
األفكار املُقترحة حللها دون األخذ يف االعتبار مدى سذاجتها أو جنوهنا أو غرابتها ،ألن اهلدف يف هذه املرحلة املبكرة تشجيع تدفق وانسياب األفكار فقط .وتتكرر هذه
العملية حىت يتوقف األفراد واحدًا تلو اآلخر عن توليد األفكار .مث تبدأ املرحلة الثانية بتصفية هذه األفكار بعد احلصول على كم كبري منها ،من خالل تقييمها وتنقيتها
الختيار أفضل األفكار وأكثرها تطورًا.
-آلية لتوليد أفكار اقتصادية مشتقة من استغالل عنصر الثروة:
ميكن توليد أفكار مبتكرة من استغالل عنصر/عناصر الثروة املتوفرة يف حمافظتك لتحديد النشاط االقتصادي (صناعي/زراعي/خدمي/جتاري) الذي ميكنك التخصص فيه
وضمان توافر عناصر إنتاجه بصورة متثل ميزة نسبية ملحافظتك مبكوناهتا من خالل آلية صممها املؤلف لتحقيق ذلك .فمن خالل عقد جلسة "العصف الذِهىن" مع شركائك/أو
زمالئك/أو أي خرباء تستعني هبم ،ميكن االسترشاد بالشكل التايل الذي يضم سبعة جماالت متثل مراحل استغالل أى عنصر للثروة والصناعات املشتقة منها منذ خلقه – من
خالل زراعته أو استخراجه -وحىت وصوله للعميل يف شكل مُنتَجات أو خدمات صاحلة لالستخدام النهائي لتوليد كم كبري من أفكار االستثمار املرتبطة باألنشطة االقتصادية
املختلفة ،وهو ما يناسب الطالب ىف مجيع التخصصات بالكليات املختلفة على النحو التايل:
( )3أسلوب القبعات الست للتفكري
يستخدم هذا األسلوب لتقييم الفكرة/األفكار املستوحاة من العصف الذهىن .وتعتمد فكرته على قيام أعضاء الفريق القائم بعملية التقييم بارتداء ست قبعات خمتلفة
األلوان (األبيض -األمحر -األسود -األخضر -األزرق -األصفر) بشكل متتابع ،حيث يعرب كل لون عن أحد جوانب التفكري الست (اإلبداعي – املتشائم -املتفائل .)....وبارتداء
مدير اجللسة إلحدى القبعات خالل املناقشة فهذا يعىن أن على مجيع أعضاء الفريق تناول اجلانب الذي يعرب عنه لون هذه القبعة فقط لتقييم الفكرة دون إضاعة الوقت
واجلهد يف تناول اجلوانب األخرى .ويُمَكِّن ذلك من توجيه فكر املجموعة حنو تناول جانب واحد للفكرة املُقترحة خالل فترة زمنية حمددة ملناقشته ،مث يتم ارتداء باقي
القبعات بشكل تسلسلي ،وملدة حمددة أيضًا لكل منها.
( )4منوذج كانفاس ” "CANVASلألعمال:
يُمثل أداة إستراتيجية تستهدف حتويل الفكرة إىل منوذج لألعمال يُعرض يف شكل منوذج مبسط مكون من صفحة واحدة تضم تسعة مكونات مما يتيح لرائد األعمال
أن يرى فكرته من وجهة نظر عني الطائر ،أي رؤية جوانبها املتكاملة من بعيد بوضوح ،وهو ما يظهر أشياء ال نستطيع أن نراها عن قرب .ويوضح املثال التايل حالة عملية
الستخدام هذا النموذج موضحًا به مكوناته التسعة:
حالة عملية لنموذج لألعمال
فكرة قدمتها إحدى طالبات DBAوقامت بتحويلها إىل منوذج لألعمال ونفذهتا بالفعل يف مقرر ريادة األعمال بكلية التجارة لتقدمي خدمات متنوعة للغري كاستخراج
املستندات احلكومية إلكترونيًا وغريها ملن ال ميلك الوقت الكاىف للقيام هبا:
خامسًا :دراسة جدوى الفكرة
الحظنا أن منوذج األعمال " "Business Modelجاء خمتصرًا يف صفحة واحدة لوصف األسلوب الذي سَ ُيتَّبع لبناء قيمة ما وحتقيقها واالستفادة منها كأساس نبين
عليه خُطة األعمال فيما بعد .ويرى البعض أنه ميكن االكتفاء هبذا النموذج الختبار جدوى الفكرة ،واالنتقال مباشرة خلُطة األعمال دون احلاجة للقيام بدراسة اجلدوى
باعتباره بديلًا عنها ،بينما يعتربه البعض خُطة أعمال مصغرة .لكننا نرى أن دراسة اجلدوى اليت هتدف لإلجابة عن السؤال التايل "هل ستنجح فكرة املشروع؟" ملساعدة رائد
األعمال يف التحقق من جدوى البدء يف هذه املغامرة (املشروع) أو ال؟ حيث تُعَّرَف بأهنا "تقييم اقتصادي لفكرة املشروع املُقتَرح من حيث الربح واخلسارة شاملة التكاليف بأنواعها
واإلنتاج واألرباح ،للتأكد من أن الفكرة ستحقق األهداف املرجوة منها .وتتم دراسة اجلدوى على مرحلتني مها:
-1دراسة اجلدوى املبدئية :تستهدف اختاذ قرار مبدئي بقبول أو رفض الفكرة قبل بذل جمهود كبري يف الدراسة ،حيث قد يتم رفض الفكرة من البداية لكوهنا مضرة للبيئة
أو ختالف قانون البيئة حىت إذا كانت ستحقق أرباحًا.
-2دراسة اجلدوى النهائية :دراسة تفصيلية تسويقية/مالية/إنتاجية وفنية/قانونية ...للفكرة اليت ثبت جدواها مبدئيًا .وتركز على تقييم رحبية املشروع باستخدام معايري
متعددة مثل:معدل العائد على االستثمار -معيار فترة االسترداد -معيار العائد املُحقق/التكلفة.
ويفيد التنبؤ والتحليل املايل يف إمتام دراسة اجلدوى وحتديد مدى رحبيتها وقدرهتا على إدرار األموال؟ وتتعدد أدوات التحليل املايل للفكرة -وكذلك التحاليل املُتضمنة يف
دراسة اجلدوى املُرفقة -منها حتليل نقطة التعادل باعتباره أداة مهمة لترشيد بعض القرارات يف كافة مراحل إعداد املشروع وإدارته ،كما يستخدمه بعض رواد األعمال كأداة
أولية الختبار فكرة املشروع.
مفهوم حتليل نقطة التعادل (ال خسائر ال أرباح)
يقوم التحليل على فكرة استخدام تقديرات اإليرادات واملصروفات لتحديد مدى قدرة املشروع على توفري أموال تكفي لتغطية تكاليفه كحد أدىن ميكن قبوله يف الفترة
األوىل من املشروع .ومبعىن آخر ،كم حجم اإليرادات اليت يلزم حتقيقها لتغطية مصروفات املشروع قبل البدء يف حتقيق أرباح منه .لذا فإن ختطي نقطة التعادل يدل على أن
هذا املشروع حيقق إيرادات ومبيعات أكثر من احلجم املطلوب الوصول إليه لتغطية تكاليفه ،وهو ما يشري إىل أنه أمامه فرصة جلىن أموال.
2/2