You are on page 1of 72

~1~

‫جميع الحقوق محفوظة للناشر‬


‫أدليس بلزمة للنشروالترجمة‪2020 ،‬‬
‫الترقيم الدولي ‪379-3339-757-06-3 :ISBN‬‬
‫اإليداع القانوني‪ :‬جانفي‪0606 ،‬‬

‫ّ‬
‫أدليس بلزمة للنشر والترجمة‬
‫حي السطا – باتنة ‪ -‬الجزائر‪.‬‬
‫هاتف ‪63.66.99.90.39‬‬
‫فايسبوك‪ :‬أدليس للنشر والترجمة والتصميم‪.‬‬
‫إنستغرام‪ :‬أدليس للنشر والترجمة والتصميم‪.‬‬

‫يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصويرية‬


‫أوإلكترونية ميكانيكية بما فيه التسجيل الفوتوغرافي والتسجيل على‬
‫أشرطة و أقراص مقروءة أو أية وسيلة نشر أخرى بما فيها حفظ‬
‫المعلومات واسترجاعها من دون إذن خطي من الناشر‪.‬‬

‫إن اآلراء الواردة في هذا الكتاب ال تعبر بالضرورة عن رأي دار أدليس‬
‫للنشر والترجمة‪.‬‬

‫تصميم الغالف‪ :‬عبد الفتاح بوشندوكة‬


(13)

~4~
‫إلى شريان الحنان والعطاء والداي الكريمين رحمهم الله‪ ،‬إلى شريكة الحياة‬
‫زوجتي ورفيقة دربي وسندي في الحياة‪ ،‬إلى فلذات كبدي‪ :‬عبد الحق‪ ،‬أحمد‬
‫ياسين‪ ،‬ضياء الحق‪ ،‬رزان‪.‬‬

‫إلى كل إخوتي واألهل واألقارب واألصدقاء وكل مهتم بعلم األنساب وإلى كل من‬
‫علمني حرفا‪.‬‬

‫وال يفوتني أبدا أن أتذكر هؤالء الرجال الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل‬
‫الجزائر الحبيبة (شهداء ومجاهدين) خاصة منطقة بير العاتر والجزائر قاطبة‬

‫~‪~5‬‬
‫الحمد لله وكفى والصالة والسالم على النبي المصطفى وعلى أله وصحبه ومن‬
‫تبعه واهتدى‪.‬‬
‫يتقدم الكاتب بجميل الشكر والعرفان إلى السادة‪:‬‬
‫الحاج رزايقية سليمان بلقاسم (الملكي) الحاج نصر بن أحمد براهمي‬
‫(الباسطي على االهتمام المميز في هذا املجال وشكري الموصول إلى الدكتور‪ :‬علي‬
‫خالد بن احمد واألستاذ‪ :‬موس ى نبيل بن الطيب‪.‬‬
‫كما أتوجه بالشكر إلى الحاج بوعمرة محمد بن عبد الله خادم زاوية‬
‫سيدي عبيد الشريف (بئر العاتر)‬
‫إلى كل من وقف جانبنا من قريب أو بعيد في هذا العالم‪.‬‬
‫علي محمد الناصربن محمد‬

‫~‪~6‬‬
‫الحمد لله رافع الدرجات لمن تواضع لجالله وفاتح البركات لمن انتصب‬
‫لشكر أفضاله‪ ،‬والصالة والسالم على من مدت عليه الفصاحة رواقها وشدت به‬
‫البالغة نطاقها‪ ،‬المبعوث باآليات والحجج وقرآن عربي غير ذي عوج‪ .‬أما بعد فإن‬
‫ً‬
‫الله عز وجل قال‪" :‬إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‬
‫إن أكرمكم عند الله أتقاكم"‪ ،‬وإن كان الله تعالى حكم بأن األكرم هو األتقى‪،‬‬
‫ً‬
‫فقد جعل تعارف الناس بأنسابهم غرضا له تعالى في خلقه‪ ،‬فوجب بذلك أن علم‬
‫النسب علم جليل رفيع‪ ،‬إذ به يكون التعارف بين الناس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد جعل الله ً‬
‫وجزء منه تعلمه فضال‪ ،‬فأما‬ ‫جزء من تعلم النسب واجب‪،‬‬
‫ً‬
‫الفرض من علم النسب‪ ،‬فهو أن يعلم المرء أن محمدا صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫هو محمد بن عبد الله القرش ي الهاشمي‪ ،‬الذي كان بمكة‪ ،‬ورحل منها إلى المدينة‪،‬‬
‫وأن يعرف اإلنسان أباه وأمه وكل من يلتقي معه بنسب في رحم‪ ،‬لتجنب ما يحرم‬
‫عليه من النكاح‪ ،‬وأن يعرف كل من يتصل به برحم توجب ميراثا أو تلزمه صلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فمن جهل هذا فقد أضاع فرضا واجبا عليه‪ ،‬الزما له من دينه‪.‬‬
‫ثم إن الرسول صل الله عليه وسلم أوص ى بتعلم األنساب‪ ،‬حيث قال‪" :‬تعلموا‬
‫من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم‪ ،‬فإن صلة الرحم محبة في األهل‪ ،‬مثواه في‬
‫المال‪ ،‬منسأة في األجل‪ ،‬مرضاة للرب"‪ ،‬فال يجوز أن ينتمي الرجل إلى غير قومه‪،‬‬
‫أو ينسب نفسه إلى غير أهله‪ ،‬وقد حذر من ذلك سيد الخلق صلى الله عليه وسلم‬
‫في الحديث الشريف‪" :‬من انتمى إلى غير أبيه أو طلب غير مواليه ال يقبل الله منه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صرفا وال عدال"‪.‬‬

‫~‪~7‬‬
‫كما أن العرب مفضلة في النسب على بقية الناس‪ ،‬النتساب الرسول صل الله‬
‫عليه وسلم اليهم‪ ،‬فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‪" :‬فضلت العرب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الطبر ُّ‬
‫والبيهقي وأبو‬ ‫اني‬ ‫لثالث‪ ،‬ألني عربي‪ ،‬والقرآن عربي وكالم الله عربي"‪ ،‬وروى‬
‫َ‬
‫فاختار‬ ‫َ‬
‫الخلق‪،‬‬ ‫خلق‬ ‫نعيم (والحاكم) عن ابن عمر أن رسول الله قال‪َّ :‬‬
‫"إن الله َ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الخلق بني آدم‪ ،‬واختار من بني آدم العرب‪ ،‬واختار من العرب مضر‪ ،‬واختار‬ ‫من‬
‫ِ‬
‫ريشا‪ ،‬واختار من قريش بني هاشم‪َ ،‬واختارني من بني هاشم‪ ،‬فأنا ٌ‬‫ُ ً‬
‫خيار‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من ُمضر ق‬
‫أحب العرب فبحبي أحبهم‪ ،‬ومن أبغض العرب فببغض ي‬ ‫ً‬ ‫خيار‪ ،‬فمن‬ ‫من‬
‫ٍ‬
‫أبغضهم"‪.‬‬
‫غير أن معرفة النسب وتتبعه والبحث فيه ال يعني االفتخار به على الناس‪ ،‬فقد‬
‫اضعوا‬‫إلي ْأن َت َو َ‬ ‫روى مسلم في صحيحه َّأن النبي صلى الله عليه قال "إني أو َ‬
‫حي َّ‬
‫أح ٌد على َ‬
‫أحد‪ ،‬وال يبغي َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َْ َ‬
‫أح ٍد"‪ .‬وهذا نهي من الله سبحانه‬ ‫حتى ال يفخر أحد على ٍ‬
‫َ‬
‫الفخر بالحسب أو الن َسب‬ ‫ُ‬ ‫سوله عن الفخر والبغي‪ .‬ولو كان‬ ‫وتعالى على لسان ِر َ‬
‫أوالد يعقوب (إسرائيل) بن إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬ ‫وأي فخر‪ ،‬فهم ُ‬ ‫لكان لليهود فخر ُ‬
‫ُ‬
‫فاطمة َ‬ ‫َ ْ‬
‫بنت‬ ‫ًإنما الفخر بتقوى الله وطاع ِت ِه‪ ،‬ولهذا قال صلى الله عليه وسلم "يا‬
‫عم سول الله ال أغني َ‬ ‫ً‬
‫عنك ِم َن الله‬ ‫اس ٌ ر ِ‬ ‫شيئا‪ ،‬يا َع َّب ُ‬ ‫الله‬ ‫َ‬
‫محمد ال أغني عنك ِمن ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫سول الله ال أغني عنك ِم َن الله شيئا"‪ .‬وفي ذلك تنبيه لمن‬ ‫شيئا‪ ،‬يا صفية َع َمة ر َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫والعمل‬ ‫ويتركوا الك ِل َم الطيب‪،‬‬ ‫سب‬
‫الثالثة أن ال يغتروا بالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫انتسب لهؤالء‬
‫الصالح‪ ،‬وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫ولو كنت من قيس وعبد م ـ ـ ــدان‪.‬‬ ‫ال تحسب األنساب تنجيك من لظى‬
‫وسلمان في الفردوس من خرسان‪.‬‬ ‫أبو لهب في الن ـ ــاروهوابن هاش ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ً‬
‫النسب لغة بمعني القرابة‪ ،‬وقيل هو في اآلباء خاصة‪ ،‬فيقال للرجل غير المعروف‬
‫أستنسب لنا حتى نعرفك‪ 1،‬وفي االصطالح هو علم منه يعرف أنساب الناس‬
‫وقواعد االنتساب‪ ،‬والغرض منه االحتراز عن الخطأ في نسب شخص لغير أبيه‪.‬‬
‫والنسبة إلحاق الفروع باألصول‪ ،‬وينسب الرجل إلى إنسان آخر أشهر منه‬
‫للتعريف‪ ،‬فينسب إلي هاشم فيقال هاشمي‪ ،‬وينسب الرجل أيضا إلى مهنة من‬
‫المهن فيقال النجار والحداد‪ ،‬أو إلى مكان أو بلد‪ ،‬كما نقول في النسبة إلى الجزائر‬
‫جزائري‪ 2،‬وقد أشار القرآن الكريم إلى فائدة وأهمية علم النسب ‪-‬بتحقيق‬
‫المقصد منه‪ ،‬وهو التعارف بين الناس‪ -‬في قوله تعالي‪" :‬وجعلناكم شعوبا وقبائل‬
‫لتعارفوا"‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد اهتم العرب بأنسابهم قبل اإلسالم اهتماما كبيرا‪ ،‬وهو أمر يتناسب مع‬
‫طبيعة حياتهم االجتماعية‪ ،‬فالقبيلة كانت تمثل الوحدة السياسية واالجتماعية‬
‫عند العرب‪ ،‬وكان النسب عند العرب يمثل النواة التي تجتمع حولها كل قبيلة‪،‬‬
‫وحلقة الوصل القوية التي تربط بين أبناء القبيلة الواحدة‪ ،‬كما يظهر ذلك في‬
‫تكافل األفراد في دفع الدية وواجب الدفاع عن حمى القبيلة‪.‬‬
‫وإن علم النسب من العلوم المهمة التي خص الله بها العرب‪ ،‬وقد فاق العرب‬
‫اآلخرين في هذا الفن حتي قيل أن علم النسب علم العرب‪ ،‬إذ كان العرب‬

‫‪( - 1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ج‪ ،733/9‬معجم مقاييس اللغة البن فارس ‪ ،3/603‬ودستور‬
‫العلماء للقاض ي عبد النبي عبد الرسول ‪)3/339‬‬
‫‪( - 2‬البيهقي‪ :‬لباب االنساب ج‪)999/9‬‬

‫~‪~9‬‬
‫يجتمعون إذا فرغوا من مناسكهم في سوق عكاظ ويعرضون أنسابهم علي‬
‫الحاضرين‪ ،‬وكانوا يرون ذلك من تمام الحج‪ ،‬لذلك قال الحق تعالي‪ ":‬فإذا قضيتم‬
‫مناسككم فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا"‪ ،‬ورغم حرص االسالم علي‬
‫نبذ التفاخر باألنساب إال أنه كان للعصبية القبلية دور في انتشار الدعوة‬
‫االسالمية‪ ،‬حيث كان عندما يدخل في االسالم كبير القوم أو القبيلة تبعه بقية‬
‫أفراد قبيلته إلي االسالم‪ ،‬كما كانت العصبية أساسا لتوزيع األلوية‪ ،‬ففي فتح مكة‬
‫المكرمة كان الرسول صلي الله عليه وسلم يصف الكتائب حسب القبيلة‪،‬‬
‫وينظر أبو سفيان إليها عند هضبة الوادي حيث جيش المسلمين ليعرف قوتهم‪،‬‬
‫فتمر القبائل كل منها برايتها‪ ،‬وكلما مرت قبيلة سأل العباس بن عبد المطلب‬
‫الهاشمي رض ي الله عنه‪" :‬يا عباس بن عبد المطلب من هذه؟ فيقول له‪ :‬سليم‪،‬‬
‫فيقول أبو سفيان‪ :‬مالي ولسليم‪ ،‬ثم تمر تلوها قبيلة آخري فيسأل العباس أيضا‪:‬‬
‫من هؤالء؟ فيقول العباس له‪ :‬مزينة‪ ،‬فيقول‪ :‬مالي ولمزينة‪ ،‬حتى نفدت القبائل‪،‬‬
‫وكلما مرت قبيلة سأل عنها‪ ،‬ثم مر الرسول صلي الله عليه وسلم بكتيبته من‬
‫ي اللهم عنهم أجمعين‪3.‬‬ ‫المهاجرين واألنصار رض‬
‫وقد برز في اإلسالم نسابون متميزون‪ً ،‬‬
‫بدء من الصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬ومن‬
‫أشهرهم عقيل بن أبي طالب الهاشمي‪ ،‬وأبو بكر الصديق‪ ،‬وقد أمر عمر بن‬
‫الخطاب رض ي الله عنه علماء األنساب أن يسجلوا أسماء المسلمين في دواوين‬
‫مرتبة حسب السبق والبالء والقرابة من رسول الله صلي الله عليه وسلم‪،‬‬
‫لتحديد مقدار العطاء الذي كان يصرف للمسلمين‪ .‬ثم جاء من بعدهم أجيال‬
‫من النسابين‪ ،‬من أشهرهم هشام بن محمد السائب الكلبي المتوفي سنة ‪402‬ه‪،‬‬

‫‪( - 3‬عبد السالم هارون‪ :‬تهذيب سيرة ابن هشام ‪)4/16‬‬

‫~‪~11‬‬
‫والمصعب بن عبد الله الزبيري المتوفي سنة ‪431‬ه‪ ،‬وكل من جاء بعدهم اخذ‬
‫عنهم في الغالب‪.‬‬
‫وإن وراء العلم باألنساب دافع غريزي فطري‪ ،‬نابع من حب اإلنسان لمعرفة‬
‫أصوله ومصدر نشأته‪ ،‬وقد قال الله تعالي في محكم التنزيل‪" :‬ادعوهم آلبائهم هو‬
‫أقسط عند الله"‪ ،‬وهذا العلم له خبراءه المتخصصون وله أصوله وقواعده‪،‬‬
‫فيحتاج إلى كثرة االطالع واكتساب الخبرة‪ ،‬إلى جانب المعرفة بأكثر من علم من‬
‫العلوم‪ ،‬أهمها علم التاريخ لمعرفة األزمان واألحداث المتعلقة باألسرة المراد‬
‫دراسة نسبها‪ .‬كما أن معرفة النسب له أهمية خاصة‪ ،‬فمن لم يعرف النسب لم‬
‫يعرف الناس ومن لم يعرف الناس لم يعرف من الناس‪ .‬وعلم النسب علم جليل‬
‫قديم ومتجدد له اهمية خاصة في دراسة حياة الشعوب‪ ،‬علما ينفع وعدم‬
‫معرفته جهال يضر‪ ،‬ويجب اإلحاطة به لما له من أحكام شرعية وآثار في الدنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫غير أن البعض ممن يدعي علمه باألنساب اتخذه وسيلة للتجارة والكسب غير‬
‫المشروع‪ ،‬بإلحاق نفسه وغيره بأشرف نسب علي وجه البسيطة‪ ،‬أال وهو نسب‬
‫رسول الله صلي الله عليه وسلم‪ ،‬وصاروا كالنصارى يغيرون ويضيفون ويحذفون‬
‫كيفما يشاؤون‪ ،‬بل وصار بعضهم يكتب كتبا في النسب متجاهلين قوله صلي الله‬
‫عليه وسلم‪" :‬لعن الله الداخل فينا بغير نسب والخارج عنا بغير سبب"‪ ،‬وقال‬
‫أيضا‪ " :‬من أدعي إلي قوم ليس له فيهم نسبا فليتبوأ مقعده من النار"‪ ،‬وقال‪" :‬من‬
‫ادعي إلي غير أبيه أو إلي غير مواليه لعنه الله وال يقبل منه يوم القيامة صرفا وال‬
‫عدال"‪.‬‬

‫~‪~11‬‬
‫تشير شجرة األنساب إلى أن خذير هو شريف من أصل هاشمي‪ ،‬فهو خذير‬
‫بن عبد العزيز بن سليمان بن سالم بن إبراهيم بن عبد الحليم بن عبد الكريم‬
‫بن عيس ى بن موس ى بن عبد السالم بن محمد بن عبد الجبار بن محمد بن أحمد‬
‫بن عبد الله بن موالي إدريس األصغر بن إدريس األكبر بن موالي عبد الله الكامل‬
‫بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت‬
‫الرسول محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وخذير وأبوه سالم انتميا إلى حركة التصوف الوالئي الذي انتشر في بجاية في عهد‬
‫أبي مدين شعيب‪ .‬فأبوه سالم ينتمي إلى أهل الصالح والزهد ممن عاشوا فترة‬
‫النصف الثاني من القرن الثالث عشر بما فيها من حركية دينية وتنقالت بين أهم‬
‫معاقل التصوف الشعبي‪ :‬وادي درعة‪ ،‬الساقية الحمراء وتلمسان أين دفن أبو‬
‫مدين شعيب‪ .‬وقد استقر بتلمسان قبل أن ينهل من معين التصوف بالساقية‬
‫الحمراء ووادي درعة فال غرابة أن يكون ممن عاشوا خالل القرن الرابع عشر في‬
‫أقليم الزاب وتأثروا بحركة السنية التي قادها سعادة الرياحي‪ .‬بل لعله أسس زاوية‬
‫ببالد النمامشة شرقي بسكرة على الطريق الرابطة بين قسطيلية (بالد الجريد)‬
‫وإقليم الزاب مرورا بنقرين وخنقة سيدي ناجي وطولقة‪ ،‬هذه الزاوية هي التي‬
‫نشرت بين أبناء سالم انتماءهم للحركة الصوفية وحبهم للسياحة وانتمائهم إلى‬
‫عائلة مرابطة‪4.‬‬

‫‪ - 4‬انظر كذلك‪ ،‬الهادي بشوات م‪ .‬م‪ ،.‬الذي يحدد المدة التي قضاها عبيد في‬
‫التعبد بجبل فوة ب ‪ 61‬عشر سنة وليس ‪ 20‬كما يذكر فيرو على لسان الرواة‪.‬‬

‫~‪~11‬‬
‫سيدي سالم بن إبراهيم الذي خرج من الساقية الحمراء لطلب العلم‪ ،‬واتجه إلى‬
‫واد الذراع بالمغرب و جعلها موطنا له‪ ،‬وكانت هذه المنطقة منبعا للعديد من‬
‫العلماء و ألولياء الله الصالحين‪ ،‬ثم انتقل إلى مدينة تلمسان التي فتحها جده‬
‫إدريس سنة ‪ 611‬هـ‪ ،‬حيث توفي و خلفه ابنه سليمان‪ ،‬ثم استخلف هذا األخير‬
‫ابنه سليمان و من بعده ابنه عبد العزيز الذي خلف اثني عشر ولدا وهم‪ :‬محمد‪،‬‬
‫جعفر‪ ،‬المعتصم‪ ،‬و عثمان (الذين انتقلوا إلى الدار البيضاء) يحيى‪ ،‬عبد الحق‬
‫( انتقال إلى بني تزين بجبل الهقار)‪ ،‬و علي و العباس و ناصر ( بقوا في تلمسان)‪،‬‬
‫و أحمد و خذير فتوجها إلى الشرق الجزائري‪ ،‬لكن أحمد لم يواصل الرحلة إذ‬
‫توفي في الطريق أما أخوه فواصل طريقه‪ ،‬و كلهم عقبوا‪ ،‬إال أحمد و علي و ناصر‬
‫( و الثاني عشر هو عيس ى وال يعرف عنه ش يء‪.‬‬
‫والذين خلفوا من أبنائهم بنو صالح ويقال لهم أوالد بوسعود بن العباس‪ ،‬وهم‬
‫أبناء العباس بن عبد العزيز‪ ،‬وأما خذير الذي ولد في القرن السابع للهجرة‬
‫فواصل رحلته بعد وفاة أخيه أحمد إلى أن وصل مدينة توزر بالجريد التونس ي‪،‬‬
‫وكان رحمه الله عالما ورعا يرشد الناس إلى أمر دينهم ويعلمهم الفقه و كان ينتقل‬
‫بين مدينة قفصه و الجريد ألنها بالد زوايا علم و قبل أن يفكر سيدي خذير في‬
‫الزواج‪ ،‬قام بأداء فريضة الحج‪ ،‬فسار متوجها إلى الحجاز فأخذ ينتقل بين المدن‬
‫و القرى والمداشر و رغم أن المسافة طويلة و شاقة‪ ،‬خاصة في تلك األزمنة‪ ،‬كان‬
‫يتوقف من حين آلخر و كان يرشد كل من لقيه في طريقه‪ ،‬وكانت له حكمة بالغة‬

‫‪Alouani, S. (2012), « Les Awlâd Sîdî Abîd histoire d’une tribu maraboutique de‬‬
‫‪ .l’intérieur de l’Ifriqiya médiévale », op.cit‬إنسانيات عدد ‪ | 4063 | 16-10‬المدرسة‪ .‬رهانات‬
‫مؤسساتية واجتماعية | ص‪PDF | 642-666‬‬
‫التاريخ الشفوي (املجلد الثاني)‪ :‬مقاربات في الحقل االجتماعي ‪ ,...‬املجلد ‪0‬‬
‫بواسطة مجموعة مؤلفين‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‬

‫~‪~11‬‬
‫وأسلوب خاص يتأثر به كل من سمعه‪ ،‬إلى أن وصل إلى مكة المكرمة‪ ،‬و بعد أدائه‬
‫فريضة الحج فكر في أن مهمته لم تنته بعد‪ ،‬وال بد له من مواصلة الطريق لجهاد‬
‫النفس‪ ،‬ألنها أمارة بالسوء‪ ،‬فتوجه إلى العراق قاصدا زاوية الشيخ األكبر و العالم‬
‫الشهير سيدي عبد القادر الجيالني في بغداد‪ ،‬و مكث بها يدرس العلم والفقه‪،‬‬
‫وأخذ منها القادرية على يد الشيخ عبد الرزاق‪ ،‬و قيل من أخيه محمد ابن عبد‬
‫القادر الجيالني‪ ،‬وازداد تبصرا في علوم الدين و غيرها من العلوم األخرى و نال‬
‫جائزة على يد شيخه صاحب الطريقة القادرية‪ ،‬و فتح الله عليه‪ ،‬ثم أراد أن يعود‬
‫إلى بلده فحج حجة ثانية قبل أن يعود إلى أرض وطنه‪ ،‬وسار راجعا و مر على مصر‬
‫فليبيا‪ ،‬و منها إلى توزر‪ ،‬و هناك نشر الطريقة القادرية‪ ،‬وصار له الكثير من‬
‫المريدين وانتشر ذكره‪ ،‬فسمع ملك قبيلة همام و يقال له عبد العزيز ابن همام‪،‬‬
‫وكانت له ابنة يحبها كثيرا و هي وحيدته‪ ،‬وكانت مريضة مرضا مزمنا و عجز األطباء‬
‫عن معالجتها‪ ،‬فذهب إليه وعاد به معه إلى ابنته و ذكر له قصة ابنته و عندها‬
‫ابتهل سيدي خذير إلى الله تعالى‪ ،‬و سأل ربه أن يشفي هذه البنت من مرضها‪،‬‬
‫فشفاها الله في حينها‪ ،‬فدخلت على أبيها و سيدي خذير في دار الضيافة فرآها‬
‫أبوها ولم يصدق ذلك و فرح بذلك كثيرا‪ ،‬و كان اسم هذه البنت هنيــه فزوجها‬
‫لسيدي خذير وأهدى له كل ما يحتاج‪ ،‬وأنجبت له ولدين وهم ‪ :‬سيدي عبيد و‬
‫سيدي أحمد و ابنة وهي اللة غزالة و كان هذا في القرن الثامن للهجرة‪.‬‬
‫وعاد مرة أخرى للحج وتوفي هناك ودفن في مقبرة المعالت في مكة المكرمة جوار‬
‫خديجة الكبرى‪ ،‬رحمه الله وأدخله جنته آمين‪.‬‬
‫وأما زوجته هنيـه فإنها عندما سمعت بوفاته‪ ،‬انتقلت من توزر إلى جبل فوه‬
‫صحبة أبنائها‪ ،‬حيث يوجد بعض أفراد عائلتها‪ ،‬وكان مستقرها معهم‪ ،‬وربت‬
‫أبنائها أحسن تربية حيث بعثت سيدي عبيد الله إلى الشيخ سالم الهاروني‪،‬‬
‫وهناك التقى بسيدي بوغانم وسيدي عبد الله المرزوقي‪ ،‬فتعلموا على يد‬
‫شيخهم الذي أعطاهم اإلجازة ثم عادوا من حيث أتوا ثم شيد سيدي عبيد الله‬
‫~‪~14‬‬
‫مكانا للعبادة في جبل فوة وقد روي الشيخ محمد بن السوفي احد شواش سيدي‬
‫عبيد قال مكث سيدي عبيد الله في جبل فوة مدة ‪61‬سنة يعبد الله تعالي و لهدا‬
‫سمي هدا الجبل باسمه و قال أيضا‪ :‬مكث بجبل واشكون ‪ 64‬عاما ثم استقر‬
‫أخيرا بمسكيانة‪.‬‬
‫و كان معرضا عن اللذات الفانية و يعلم كل من يأتي إليه و كان له محيط ديني و‬
‫نفود و سلطة روحية مقيدة بتعاليم اإلسالم و كثيرا ما كان يسافر إلي وادي ريغ و‬
‫وادي سوف مارا بزريبة الوادي ليصل إلي الجريد و أثناء سفره يجتهد في نشر‬
‫الدين و الطريقة القادرية التي أخدها عن أبيه حتى تبعه عدد كبير من الناس و‬
‫ال غرابة في هذا إذ كان رجال تقيا و صالحا و له إسرار ربانية فتح الله بها عليه و‬
‫كان يصل رحما و يعاشر الفقراء و المساكين و يمقت الظلم و المنكر و هكذا‬
‫كانت حياته رحمه الله و كان له شعار هو عصاه الن لكل ولي شعارا‪.‬‬
‫كان سيدي عبيد الله كل ما لمس بعصاه الحشائش تزدهر وذات يوم جعل عصاه‬
‫في األرض أمامه فانفجرت من تحتها عين ماء وهده العين كانت موجودة بجبل فوة‬
‫ولما كان الماء عذبا زادت شهرته وكان الناس يقصدونه لينالوا من خيره وكذلك‬
‫الحجيج ليأخذوا مناسك حجهم وفي هدا يقول الحديث الشريف {اطلبوا الخير‬
‫عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم}‪.‬‬
‫تزوج سيدي احمد أخو سيدي عبيد الله بامرأة من واشكون وكان اسمها حديبية‬
‫وأعطاه الله ‪ 1‬أبناء‪ ،‬وهم على التوالي سيدي ضيف الله سيدي محمد سيدي‬
‫بالهادي سيدي عمارة سيدي بالنور سيدي أبو السعود سيدي احمد سيدي أبو‬
‫القاسم وسيدي عبد الله‪.‬‬
‫وكان سيدي ضيف الله أول من تولي اإلشراف على الزاوية بعد موت عمه سيدي‬
‫عبيد الله‬

‫~‪~15‬‬
‫وكان محمد وليا صالحا مشهورا وعرف سيدي بالهادي أيضا برفعة األخالق‬
‫وصالحها ولقد خلف من أوالده الولي المشهور سيدي عبد الملك رحمه الله‪.‬‬
‫رزق سيدي عبد الملك من األوالد ‪ 61‬ولدا وهم على التوالي‪ :‬خذير‪ ،‬عبد السالم‪،‬‬
‫النور‪ ،‬موس ى‪ ،‬عمارة‪ ،‬سعيد‪ ،‬عبد الله‪ ،‬عبد الرحمان‪ ،‬خشاش‪ ،‬سليمان‪ ،‬عمر‪،‬‬
‫عمران‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬عبد الباسط‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬محمد الصغير‪ ،‬امحمد‪ ،‬منصور‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للشيخ أحمد أخ سيدي عبيد وأبنائه‪.‬‬
‫أما سيدي عبيد الله فإنه تزوج حين تقدم به السن لبنتا لسيدي يعقوب‬
‫الجنحاني ودخل بها‪ ،‬ثم رأى رؤيا في منامه كأن حنشا خرج منه ولدغه فقص ذلك‬
‫على أخيه سيدي أحمد فقال له يرزقك الله بولد وبمجرد خروجه من بطن أمه‬
‫تتوفى أنت‪ ،‬فكان األمر كذلك‪ ،‬إذ وهبه الله ولدا سماه ذويب وليس له غيره‪ ،‬وفي‬
‫رواية تولى سيدي ذويب بعد موت أبيه أمور الزاوية‪ ،‬وكان سيدي تليل الولي‬
‫الصالح قد تزوج بإبنة أخرى لسيدي يعقوب الجنحاني‪.‬‬
‫يعتبر سيدي عبيد الله المربي الروحي ألبناء أخيه‪ ،‬ولهذا ينسب العرش إليه سواء‬
‫أبناؤه أو أبناء أخيه‪.‬‬
‫ولقد اتسع العرش حتى وصل منه أناس كثيرون إلى الجنوب التونس ي وأكثرهم في‬
‫توزر والرديف وأم العرائس والمتلوي وقفصه وسيدي بوزيد‪ ،‬أما بالبالد‬
‫الجزائرية فأكثرهم موجودين بوالية تبسة‪.‬‬
‫وقد علم أن أبناء سيدي عبد الملك بالهادي قد عقبوا إال خشاش‪ ،‬أما وفاتهم‬
‫وأماكن دفنهم فسيدس موس ى مدفون بوادي هالل بالقرب من ڨنتيس‪ ،‬وسيدي‬
‫أمحمد فمدفون بفوريس‪ ،‬وسيدي سليمان قيل أنه دفن بمقبرة بتوزر‪ ،‬أما‬
‫سيدي عبد الباسط و بعض إخوانه فإنهم مدفونون بالرديف أما سيدي عمر‬
‫فمدفون بمقبرة بئر العاتر‪.‬‬

‫~‪~16‬‬
‫كما قال الشاعر يصف فيها األبناء‪:‬‬
‫القصيدة ألحمد بن سعد علي‪:‬‬
‫هذه القصيدة يذكر فيها الشاعر أبناء عبد الملك بن أحمد بن خذير الشريف‬
‫وهم ‪ 61‬ولدا‪:‬‬
‫لِـــيــه الـقـــدره ال ّتامـــه َوحـْــدو ال‬ ‫ــهــــــــل َل ْش َوار‬
‫ــس َّ‬ ‫ِ‬
‫بـَـــادي َباسـْـــم الله م َ‬
‫ِغــيـــر‬
‫أش َعار وْنــــرتـّــب َلـــْنـــسـَـاب َمن ِغير َتب ْعــثـِيــر‬ ‫بالصواب ْنجيب ْ‬ ‫ّ‬ ‫ــس ِــنــي‬
‫َي ْطــلــق َل ْ‬
‫والسـّـــالم عـلــــيه كــثـِـــيـر الكـثـــــــيـــر‬ ‫الـــــــصـَل َوات على طـَـــه الم ْختار‬ ‫ّ‬ ‫َب ْعــــد‬
‫َ‬
‫أخـبار الخبـير‬ ‫وعــشـــره َقــاَلـت ْ‬ ‫ثــمـْنــيـَـه‬ ‫ـــول باخـتصـــــار‬ ‫ُّ‬
‫ْ‬ ‫ريـــة َمــلــــوك َلـــهـْ َ‬
‫ذّ‬
‫‪5‬‬
‫ـــقـــرى مـتـن وشــرح بـارع في التفـسـير‬ ‫الشي ت ْغ َــيار َي ْ‬ ‫ـــدرِي َثـابـــت ب ِ‬ ‫الـب ْ‬
‫َ َ‬ ‫خـــذيــر َ‬
‫‪6‬‬
‫فـعــل الخير‬ ‫ـــدي عــبــــــد الســالم أبو ُّ‬ ‫والمـــس ِ‬
‫مــداوم عـلى ْ‬ ‫الدوار مـــولــى الهـيـبـة َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪7‬‬
‫تــحـــ ّكر واش ْيــديــــر‬ ‫ــسمـَــع بـيـه كــَ ُّ‬
‫ـــنوه الهــــــــدَّار اذا تـــحـَــارب َمـــا َ‬ ‫اسط َت ْ‬
‫وب َ‬
‫َ‬
‫يشــير‬‫يـــرفــد حـــمـلــو مـا ي ِـكـيـدو ِكيــف ِ‬ ‫تــيار‬ ‫وابراهــيم رزيــــن مـا يــْ ُّ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ــهـــــــزو ّ‬
‫عـسـير‬
‫ـــسـح َمـــا َوااله َما ْيـجـيـهـَــش َ‬‫يـــم َ‬
‫ْ‬ ‫موسـَـى عْند الــّنـــازلـــه مثــــل اإلعصا‬
‫‪8‬‬
‫ِ‬
‫مــهارير‬ ‫ــــومـــان ال َجــت‬
‫ــــــزام الــــق َ‬
‫َزْه َ‬ ‫لمـار‬
‫تـــشـــهـــدلــــــو ّ‬
‫حـــمود ْ‬
‫ومحـــــمد ُّ‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫ــــحــــال وكـــ َثـــر الـّنـفــــــير‬ ‫ِ‬
‫لـــم َ‬
‫ال َدْرَزت ْ‬ ‫عــبــار‬
‫ــمر وعـ ْـمران َما لــيــهــمــش َ‬
‫وع َ‬
‫ـش ّــوك لـْل ِـغـيـر‬
‫وي َ‬ ‫الـســْلـم ْ‬
‫ألهــل ّ‬ ‫يـــســـّلــم ْ‬ ‫الصـيــــد الزّهار‬
‫الم ْــدعــو خـــشـَــاش ك ّ‬
‫و َ‬

‫‪ 5‬خذير‪ :‬االبن األكبر ‪ ....‬البدري تعني األول‪...‬‬


‫‪ 6‬عبد السالم‪ :‬الثاني بعد خذير‪....‬‬
‫‪ 7‬باسط‪ :‬عبد الباسط‪...‬الهدار‪ :‬تطلق ويكنى بها الرجل ذا الصوت المرتفع الشديد‪...‬‬
‫‪ 8‬زهزام‪ :‬هازم‪ ....‬القومان‪ :‬أصلها القوم وهنا تعني املحاربين‪ ....‬مهارير‪ :‬صفوف‪...‬‬
‫درزت‪ :‬تكالبت وتتابعت‪...‬ملحال‪ :‬الجيوش‪...‬‬ ‫‪ْ 9‬‬

‫~‪~17‬‬
‫ــيــــمان وخـــوه عـبــد الله‬
‫وســَل َ‬ ‫أش َـبـــال ص َغار‬ ‫ومْنصور زوز ْ‬ ‫َد ْح َـمــــان َ‬
‫الـســفـــير‬
‫ّ‬
‫الـرزاق فــرســان مــشـ ِ‬
‫ـاهـيـــر‬ ‫مـــع عــبـد ّ‬ ‫وعـــماره المـِـــ ْغوار‬ ‫محـــمــد والــّنــــور‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكـــان ْيطـِـــيـر‬ ‫ـــداه حــ ّتـى َ‬ ‫ــع ّ‬ ‫زمانـْـــــــهم َكــانــــو ِج َـدار‬ ‫ِ‬
‫ال َمـــن يــَـتـْ َ‬ ‫والكـّلـــه فـي َ‬
‫طـت الكـثــير‬ ‫َشـجـــْ َــرتـــهـــم مبـَــاركـَه عــ َ‬ ‫وي ِديرو َل ْف َخار‬
‫ــخر ْ‬ ‫ـــومــا الفـَ ْ‬
‫وكـــانـــو ه َ‬ ‫َ‬
‫‪10‬‬
‫اي وتـَ ْــدبـِــيــر‬ ‫وكـــانـــو َنــجـــع ِ‬
‫ـــاربـه َر ْ‬
‫ـــوه ضـَ َ‬ ‫اكم َر ْسم الدَّار وكـَـانـــو ق ّ‬ ‫طميــم َح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــــرو بـالجـــار ومـــا يـخـــونـوش الــّلـِي َجــا لِـيـهـم َع ِشــير‬ ‫وي َـب ُّ‬ ‫ِ‬
‫كَرامه في الضــّــيــف ْ‬
‫‪11‬‬
‫ولـشــيـر‬‫ــــدات ماهــــم ِشي عقــَّـــار ويـــرُّبـــــو ويــــر ّضـــعــو بــَنـات ِ‬ ‫نــســـاهـــم وّل َ‬
‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــها خـَبـِـيـــر‬ ‫ي ِـقـيـمـو الـصـــــَلوات َنـيـه و ِ‬
‫اسـتـحـْـضـَار فـَ ْـــرض وســـنـّـه وكّلـــهــم ِبــي َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬
‫الــزكـَـاة َلـْلـعـَـــبـْد الــفـَـــــــقـِـــير‬
‫ــــم ُّـدو ّ‬‫َوْي َ‬ ‫ــارد َوالّ َحـــار‬
‫ويـصــومــو َرمـَـــضـَان َب َ‬ ‫ْ‬
‫لــم ِـســـــير‬ ‫ِ‬
‫ــأول ا َ‬ ‫ـــــه َادتـَـيـْـن هــي فـَ ْ‬ ‫َوالــشـّ َ‬ ‫ويــحـَــجـُّـو لـْلـبـَ ْــيـت َوْيـزورو الم ْخـتـَـار‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫َنـقـْــــلي والـ ّتـاريـخ َشـهـْــدو َبـال َت ْــزويـــــــر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هـَـذا هـ َّـو َدْربــهــــم َمــا عـلــيه غبـَــــــار‬
‫طار ِفـي َثـال ثـَـه وخـَ ْم ِـسـيـن نـقـْطـَه َبـالـّتـحـْ ِصــيـر‬
‫ـاعــر َيـدمــجـو ِفـي هـَــا اإل َ‬
‫الــش َ‬
‫أســم ّ‬
‫ْ‬
‫اش فـِـــــــي الكــــثـــــــــــير‬ ‫الشطــار وِّلـــي يـَ ْ‬
‫ـــدرو َو ْ‬ ‫َّ‬ ‫َي ْــبــقــَـى لــ ْغــز تـْـــخـَ ّـرجو ِغـير‬
‫تجي ِخير ِ‬
‫وخير‬ ‫ـاهــَله ِ‬ ‫ـــدريــِـــش يـجـّنب َل ْخطـــار ي ِّ‬‫والــّلِــي مـَــا َي ْ‬
‫ـــدي لـَـ ْـرض الــسـَّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬

‫ْ‬
‫عظيم‪...‬رسم الدار‪ :‬حدود البيت‪....‬‬ ‫نجع‪ :‬قافلة وجماعة‪...‬طميم‪:‬‬ ‫‪ْ 10‬‬
‫‪ 11‬عقار‪ :‬عواقر ال يلدن‪....‬‬
‫~‪~11‬‬
~19~
~11~
~11~
~11~
‫‪‬‬

‫له أخوين أوالد محمد بن نصربن الهادي و أبي السعود‬


‫بن الهادي‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .9‬ضيف الله بن أحمد‪.‬‬


‫‪ .0‬عبد الله بن أحمد‪.‬‬
‫‪ .3‬أحمد بن أحمد‪.‬‬
‫‪ .6‬عمارة بن أحمد "أوالد قاسم"‪.‬‬
‫‪ .3‬أوالد بن النور بن أحمد‪.‬‬
‫‪ .0‬أوالد محمد بن أحمد‪.‬‬
‫‪ .7‬أوالد بلقاسم بن أحمد (لم يعقب)‪.‬‬
‫‪ .9‬فاطمة بن أحمد‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬أوالد عبد الله بن أحمد متواجدين في‬
‫الجمهورية التونسية القصرين ولقبهم بوعالق ولعبيدي‪.‬‬
‫أوالد بن النور تواجدهم ساقية سيدي يوسف وأحواز‬
‫الكاف الجمهورية التونسية لقبهم بنوري‪.‬‬
‫أوالد محمد بن أحمد الجزائر‪ ،‬سوق أهراس‪،‬‬
‫والجمهورية التونسية بمنطقة السرس والكاف‪.‬‬
‫أوالد أحمد بن أحمد ليست هناك معلومات‪.‬‬

‫~‪~11‬‬
.

~14~
~15~
~16~
~17~
~11~
~19~
.

~11~
~11~
~11~
~11~
~14~
~15~
~16~
‫مالحظة‪ :‬له فرع عند أبناء عمومته "أوالد جدي موس ى" فرع‬
‫يسمى بلقاسم العايب‪.‬‬
‫نقلت عن السيد سليمان رزايقية وبراهمي نصربن أحمد‪.‬‬

‫~‪~17‬‬
~11~
~19~
.

~41~
~41~
~41~
~41~
~44~
~45~
~46~
~47~
~41~
~49~
~51~
~51~
~51~
~51~
~54~
~55~
~56~
~57~
~51~
~59~
6111

~61~
~61~
~61~
~61~
~64~
~65~
~66~
~67~
6141

~61~
‫هو الشيخ علي محمد بن عبد الله بأوالد سيدي عبيد تبسة سنة ‪ 6162‬من عائلة‬
‫ميسورة الحال تتكون من سبعة أفراد منهم خمسة ذكور وبنتين‪ ،‬تعتمد في‬
‫معاشها على تربية المواش ي والجمال وبصفة كبيرة على الزراعة‪ ،‬نشأ في منطقة‬
‫ريفية {الطويبية}‪ ،‬وفي سن الرابعة عشر سنة كانت رغبته القوية والشديدة‬
‫لاللتحاق بمدارس القرآن الكريم أو بما يعرفوا بالزوايا مع رفض أبيه لطلبه إال‬
‫أنه قام ببيع قالدة أمه الذهبية بعد أن أعطتها له وسالح أبوه واتجه نحو مدينة‬
‫توزر وبالضبط الحامة ولصغر سنه لم يدخلوه إلى المدرسة القرآنية لكن‬
‫بتوفيق من الله وجد رجال من أصل أوالد سيدي عبيد الشريف فضمنه لديه‪،‬‬
‫وعلم أبوه باألمر فوافق على اكمال دراسته التي دامت مدة أربعة سنوات فرجع‬
‫~‪~69‬‬
‫إلى أرض الوطن بعد حفظ كتاب الله فزوجه أبوه رغبة لمكوثه أمام عينيه اال أن‬
‫الزيجة لم تتم وذلك لرغبة الشاب في مواصلة دراسته‪ ،‬فعاود الرجوع إلى القطر‬
‫التونس ي وبالضبط بالفرع الزيتوني بدخلة المعوين بسوسة‪ ،‬فواصل دراسته بها‬
‫لمدة ثالثة سنوات في علم النحو والصرف والتفسير وفي عامه األول انتقل إلى‬
‫جامع الزيتونة‪ ،‬توفي أخوه األكبر فرجع إلى وطنه وكان منه والحاحا من عشيرته‬
‫بتدريسهم وكون مدرسة متنقلة " الكتاتيب" بين أرياف عرش الفراشيش‬
‫والنمامشة وأوالد سيدي عبيد‪ ،‬حتى قامت الثورة المباركة التي جل تالميذه لبوا‬
‫نداء الجهاد من بينهم أخوه المكي جند سنة ‪ 6111‬فأعدم أخوه عباس نظرا‬
‫اللتحاق أخيه بالثورة المباركة فلجأ إلى تونس يمارس مهنة التدريس ويرعى‬
‫العائلة الكبيرة وفي سنة ‪ 6111‬جند كمسبل في الثورة بقيادة بن ميهوبي التيجاني‬
‫وذلك لحفر الخنادق وأشياء أخرى‪ ،‬ولما عرف قائده بأنه شيخ علم كلفه بتعليم‬
‫القرآن وكيفية الصالة في أوقات فراغهم وبعد فترة وجيزة ال تتجاوز ستة شهور‬
‫تم تسريحه وواصل تعليمه للقرآن من سنة ‪ 6131‬إلى غاية وفاته ‪ 6111‬رحمه‬
‫الله وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫~‪~71‬‬
‫زاوية سيدي عبيد الله الشريف بقرية ڨنتيس بلدية عقلة قساس والية تبسة‬
‫يسكنها فرع من أوالد سيدي عبيد منهم أوالد أمحمد بن عبد الملك وأوالد س ي‬
‫إبراهيم بن عبد الملك وأوالد صالح وألقابهم على سبيل االختصار‪ :‬عسول‪،‬‬
‫دحدوح‪ ،‬شرف الدين‪ ،‬دقتاجي‪ ،‬كريبي‪ ،‬بن دالل وهي القرية االصلية ومسقط‬
‫رأس جميع أجدادنا‪.‬‬

‫~‪~71‬‬
‫الحمد لله الذي أعاننا على إتمام هذا العمل المتواضع على ما فيه من قصر النظر‬
‫وضعف البشر وقد حاولنا فيه تبيان النسب الشريف لقبيلة أوالد سيدي عبيد‬
‫وتفصيل فروعها وبطونها المنتشرة في شرق البالد وغربها في ربوع الجزائر الحبيبة وعلى‬
‫مستوى القطر التونس ي الشقيق‪.‬‬
‫وقد اتضح لنا أن عرش أوالد سيدي عبيد ينتشرون بشكل كبير بين سوق أهراس إلى‬
‫مدينة الوادي جنوبا أين يتواجد أكثرهم خاصة أبناء أحمد بن خذير األخ األكبر‬
‫لسيدي عبيد الشريف‪ ،‬إضافة إلى تواجد أبناء ذويب بن عبيد في ورقلة وتبسة والقطر‬
‫التونس ي (قفصة توزر القصرين سيدي بوزيد الكاف جندوبة سليانة ‪.)........‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن ما يحتويه هذا الكتيب من شجرات هو ما أمكن الحصول عليه‬
‫من مصادر موثوقة ومطلعة في مجال االنساب ومجال االنساب هذا واسع األفق‬
‫متشعب فال يمكننا اإللمام بكل شجرات النسب وعدم وجود اصداها ال ينفي انها غير‬
‫منتسبة لهذا العرش‪.‬‬
‫اذ ان الحياة التي كانت يعيشها أبناء القبيلة وخاصة عند نفيهم إلى االيالة التونسية‬
‫عند تدمير قريتهم ڨنتيس من قبل العدو الفرنس ي الذي وقفت هاته القبيلة برفضه‬
‫وعدم التعاون معه هذا جعلها قبيلة تعتمد على الترحال وعدم االستقرار في مكان‬
‫واحد ‪،‬االمر الذي أدى إلى تشتتها عبر العديد من األماكن والمدن فليس من اليسير‬
‫العثور على بطن من بطون األعراش الذين ابتعدوا عن القبيلة إضافة إلى ان التقسيم‬
‫اإلداري الذي فرضه االستعمار الفرنس ي ‪ ،‬مزج بين بعض البطون خاصة في ما يخص‬
‫األلقاب فأصبح من الصعب نوعا ما معرفة هؤالء إلى بطونهم األصلية‪.‬‬
‫وعلى ذلك فان هذه الشجرات التي أمكننا جمعها والتحقق منها‪ ،‬ماهي اال نماذج عن‬
‫بطون قبيلة أوالد سيدي عبيد أحصينا ما عثرنا عليه من روايات شفوية ومكتوبة‬
‫ومتواترة موثوق فيها‪.‬‬

‫~‪~71‬‬

You might also like