Professional Documents
Culture Documents
الضبط القضائي في نطاق حماية البيئة - خصوصية وخطوة أولى للمتابعة الجزائية
الضبط القضائي في نطاق حماية البيئة - خصوصية وخطوة أولى للمتابعة الجزائية
التغي
مم يُؤثر عىل اإلنسان ونوعية الحياة التي يعيشها ،أو ّ والكيميائية والبيولوجية للبيئة ّ
الذي يحدث يف املميزات الطبيعية للعنارص املك ّونة للبيئة أين يعيش الكائن البرشي سواء
كان املاء ،الهواء ،والرتبة ،والخسائر الناتجة عن سوء استعامل لهذه العنارص إذا أضفنا لها
مواد غري مناسبة.
تقوم الجرمية البيئية إن ارتكبها أحد األشخاص وتعدى عىل األحكام التي تضمن الحفاظ
عىل التوازن البيئي ،كقيام شخص برصف املبيدات أو املواد امل ُشّ عة أو إغراقها يف البيئة املائية،
أو عدم التزام املؤسسات الصناعية أو الزراعية مبراعاة املقاييس واملستويات املسموح بها
رض بالبيئة.1
للمواد والغازات التي ت ّ
املاسة بالبيئة والذي تثبتإ ّن الغاية من التجريم ال تتحقق إالّ مبتابعة مرتكبي الجرائم ّ
األ ّدلة ارتكابهم لتلك الجرائم ،ومن ث ّم تكون متابعتهم جزائياً بهدف تحقيق العدالة وصيانة
حق املجتمع يف الحفاظ عىل البيئة. ّ
إ ّن الضبط القضايئ يتعلق بوجه عام بشأن كافة الجرائم ،إالّ أ ّن هذا املفهوم يختلف يف
مجال حامية البيئة ،أل ّن جرائم البيئة تختلف عن الجرائم األخرى كجرائم الرسقة أو النصب
أو القتل ،والتي يكون فيها االعتداء منصباً عىل األموال مثالً أو عىل األشخاص.
من هذا املنطلق ،فاإلشكالية التي تُثار :ما هي خصوصية الضبط القضايئ يف مجال حامية
البيئة؟
ولإلجابة عىل هذه اإلشكالية س ُنقسم بحثنا إىل مبحثني؛ إذ سنتعرض إىل خصوصية هيكلية
الضبط القضايئ يف مجال حامية البيئة (أوال) ،وعىل خصوصية مهام الضبط القضايئ يف مجال
حامية البيئة (ثانيا).
أوال -.خصوصية هيكلية الضبط القضايئ يف مجال حامية البيئة.
رشع إىل حاميتها والحفاظ عليها ،أسبغ عىل اعتبار أ ّن البيئة تع ّد من القيم التي يسعى امل ّ
رشع حامية قانونية ،بتوضيح جزاءات رادعة ،ولتفعيل ذلك الب ّد من إثبات وقوعها عليها امل ّ
وتحديد ُمالبستها مبعرفة الضبطية القضائية ،وعىل هذا األساس يتوىل الضبط القضايئ هيئات
معينة ت ُعرف بهيئات الضبط القضايئ.
-.Iالضبط القضايئ والضبط اإلداري يف نطاق حامية البيئة.
تبدأ وظيفة الضبط القضايئ حيث تنتهي وظيفة الضبط اإلداري ،فال تت ّدخل الضبطية
القضائية إالّ إذا وقع إخالل حقيقي بالنظام العام يسمى جرمية ،حيث ميارس إجراءات
وسلطات ح ّددتها القوانني املختلفة بحدود متفاوتة.
-1رشيفة تكوك ،جرائم تلويث البيئة ،مجلة القانون الدويل والتنمية ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم،
الجزائر ،2013 ،العدد ،1ص.295.
111
بوزيدي إلياس
-1عيل عدنان الفيل ،مهام الضبط القضايئ الخاص يف الجرائم البيئية يف الترشيعات العربية (دراسة مقارنة) ،املجلة
العربية للدراسات األمنية والتدريب ،املجلد ،27العدد ،54ص.ص.269-268.
112
الضبط القضائي في نطاق حماية البيئة :خصوصية وخطوة أولى للمتابعة الجزائية
العامة عىل الوفاء بدورها يف املجتمع وذلك بإمدادها باملعلومات والعنارص الالزمة ألداء هذا
الدور ،فبنا ًء عىل ما يجمعه جهاز الضبط القضايئ من استدالالت ت ُبارش النيابة العامة سلطتها
يف االتهام ،ولذلك يجب أن ترفع محارض جمع االستدالالت إىل النيابة العامة.1
إ ّن الجرائم املعنية بالضبط القضايئ يف مجال حامية البيئة هي ذات خصوصية ،فجرائم
البيئة ال ترض شخصاً مح ّددا ً بذاته بل من املمكن أن يُضار منها مجموعة من األشخاص ،أو
يُضار منها املجتمع بأرسه بِ ا يف ذلك الكائنات الحيّة األخرى.
معي ،فهي ممكن أن تستمر كام أ ّن جرائم البيئة ال تتوقف عند زمان مح ّدد أو مكان ّ
وتستغرق وقتاً طويالً ،وتتجاوز وتعرب العديد من الدول دون أن تفلح الجهود البرشية يف
وقفها أو السيطرة عليها ،فضالً أ ّن الفاعل للجرمية من املمكن أن يكون شخصاً طبيعياً أو
التوصل إليهم ومعرفتهم عىل وجه التحديد. شخصاً معنوياً ،قد يتعذر أحياناً ّ
خاصة
لذلك ،فإ ّن الضبطية القضائية يف نطاق ترشيعات حامية البيئة تتم ّيز بطبيعة ّ
وأهمية بالغة تعتمد بشكل رئييس عىل املوظفون الذين يت ّم منحهم صفة الضبطية القضائية،
إذ يجب أن يكون هؤالء املوظفني عىل قدر كبري من التأهيل الفني وأن يتمتعوا بخربة علمية
وعملية فائقة يف املجال البيئي بِ ا ميكّنهم من أداء املهام املنوطة بهم عىل الوجه األمثل.2
-.IIهيئات الضبط القضايئ.
من خصوصيات الضبط القضايئ يف مجال حامية البيئة ،أن تتوىل ذلك هيئات مع ّينة؛
كل الجرائم هيئات الضبط القضايئ ذوي االختصاص العام التي يتمتع أفرادها بصالحية معاينة ّ
التي يُعاقب عليها قانون العقوبات والقوانني املكملة له (فرع أ ّول) ،وهيئات الضبط القضايئ
ذوي االختصاص الخاص والتي ينحرص دورها فقط يف معاينة الجرائم التي تدخل يف نطاق
اختصاصها القطاعـي (فرع ثان).
آ -.هيئات الضبط القضايئ ذوي االختصاص العام.
رشع الجزائري هيئات الضبط القضايئ ذات االختصاص العام إىل صنفني: وقد ص ّنف امل ّ
-.1ضباط الرشطة القضائية:
رشع الجزائري 3أصناف ضباط الرشطة القضائية عىل النحو اآليت: لقد ح ّدد امل ّ
-رؤساء املجالس الشعبية البلدية.
-ضباط الدرك الوطني.
-1يحيى عبد الحميد ،خصوصية الضبط القضايئ يف الجرائم البيئية ،مجلة القانون الدويل والتنمية ،جامعة عبد
الحميد بن باديس ،مستغانم ،الجزائر ،2013 ،العدد ،1ص.49.
-2عيل عدنان الفيل ،املرجع السابق ،ص.ص.272-271.
-3املادة 15من األمر 155-66املعدل واملتمم ،املؤرخ يف 05جوان ،1966املتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،ج.ر،
عدد .48
113
بوزيدي إلياس
-1املادة 27ق.إ.ج.ج.
-2املادة 11من القانون ،10-03املؤرخ يف 19جويلية ،2003املتعلق بحامية البيئة يف إطار التنمية املستدامة ،ج.ر ،عدد .43
-3القانون ،12-84املؤرخ يف 23جوان ،1984املعدل واملتمم ،املتعلق بالنظام العام للغابات ،ج.ر ،عدد .26
114
الضبط القضائي في نطاق حماية البيئة :خصوصية وخطوة أولى للمتابعة الجزائية
واملهندسون واألعوان الفن ّيون والتقنيون املختصون يف الغابات وحامية األرايض واستصالحها
بالبحث والتح ّري ومعاينة جنح ومخالفات قانون الغابات.
رشع 1رشطة املناجم وامل ُشَ َكلَة من سلك مهنديس املناجم التابعني للوكالة كذلك أنشأ امل ّ
الوطنية للجيولوجيا واملراقبة املنجمية ،حيث يسهر املهندسون املكلفون برشطة املناجم
يف املراقبة اإلدارية والتقنية املتعلقة مبامرسة النشاط املنجمي وكذا مراقبة احرتام القواعد
واملقاييس املتعلقة بالفن املنجمي لضامن اسرتجاع عقالين لالحتياطات املستغلة اقتصادياً
ولحامية املوارد املائية والطرق العمومية والبنيات السطحية.
بكل
ويتعي عىل املهندسني املكلفني برشطة املناجم املالم اإلدارة املكلّفة بحامية البيئة ّ ّ
عمل أو حدث من شأنه أن يُشكل مخالفة لقواعد حامية البيئة أو يلحق تأثريات ضارة بها.2
رشع 3كذلك ملفتيش التعمري صفة الضبطية القضائية والقيام بالبحث عن كام منح امل ّ
املخالفات للترشيع والتنظيم يف ميدان التعمري ومعاينتها.
رشع 4كذلك صفة الضبطية القضائية عىل رشطة املياه ،وخ ّول لها البحث كام منح امل ّ
والتح ّري يف جرائم املياه ،أل ّن هذا النوع من الجرائم يتطلب أن يكون القائم بها عىل قدر ٍ
كاف
من التأهيل الفني والخربة العلمية ليتمكّن من ضبط وإثبات هذه الجرائم.
ثانيا -.خصوصية مهام الضبط القضايئ يف مجال حامية البيئة.
يتمتع ضباط الرشطة القضائية يف مجال حامية البيئة بخصوصية تنفرد بها عن املتابعة
التي يُبارشونها يف الجرائم األخرى.
-.Iقبول الشكاوى والتبليغات.
كل بيان يرفع للضبطية القضائية لإلخبار عن جرمية وقعت أو عىل اعتبار أ ّن البالغ هو ّ
عىل وشك الوقوع ،وال يشرتط يف البالغ أن يكون بشكل معني أو بطريقة خاصة ،فقد يكون
شفوياً أو كتابياً .5وهذا املهام مستمد من املادتني 12و 13من قانون اإلجراءات الجزائية ،إالّ
أنّه يف مجال البيئة يظهر بخصوصية وذاتية لطبيعة الجرمية البيئية.
أي جرمية كانت اختيارياً ،ونظرا ً للطبيعة لكل شخص التبليغ عن ّ عىل اعتبار أنّه ميكن ّ
الخاصة للجرائم البيئية فإ ّن التبليغ عنها عن طريق شكوى غري متصور من الناحية الواقعية،
-1القانون 10-01املؤرخ يف 03جويلية ،2001املتعلق باملناجم ،ج.ر ،عدد 35؛ املرسوم التنفيذي ،150-04املؤرخ
يف 19ماي ،2004املتضمن القانون األسايس الخاص برشطة املناجم ،ج.ر ،عدد .32
-2املادة 08من املرسوم التنفيذي ،150-04السالف الذكر.
-3املرسوم التنفيذي ،241-09املؤرخ يف 22جويلية ،2009املتضمن القانون األسايس الخاص باملوظفني املنتمني إىل
اإلدارة املكلفة بالسكن والعمران ،ج.ر ،عدد .43
-4القانون ،12-05املؤرخ يف 04أوت ،2005املتضمن قانون املياه ،ج.ر ،عدد .60
-5حسونة عبد الغني ،الحامية القانونية للبيئة يف إطار التنمية املستدامة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة محمد خيرض ،بسكرة -الجزائر ،2013-2012 ،ص.111.
115
بوزيدي إلياس
إذ أنّه قد تقع هذه الجرمية وتسبب رضرا ً وال يعلم بها أحد ،إالّ من ِقبل بعض املختصني
واملهتمني بشؤون البيئة وهذا بعد االستعانة باألجهزة واملعدات التي تساعد عىل الكشف
عنها.1
كذلك ومراعاة لخصوصية الجرمية البيئية ،وإذا كان األصل أ ّن التبليغ إجباري فإنّه قد ألزم
كل ربان سفينة يحمل بضائع خطرية أو سامة أو مل ّوثة وتعرب بالقرب من رشع الجزائري ّامل ّ
كل حادث مالحي يقع يف مركبة ومن املياه الخاضعة للقضاء الجزائري أو داخلها ،أن يبلّغ عن ّ
شأنه أن يُه ّدد بتلويث أو إفساد الوسط البحري أو املياه أو السواحل الوطنية .
2
نشاط سواء كان صناعي أو تجاري أو حريف أو مهني ،وسواء كان تابع للقطاع العام أو الخاص.
ومن أمثلة ذلك ما جاء به املرسوم التنفيذي رقم 160-93املنظم للنفايات الصناعية
السائلة ،1من إمكانية مفتش البيئة الدخول عىل التجهيزات الخاصة بالترصيف عند مامرسة
مهمة الرقابة بقصد التثبت من مخالفات قانون البيئة.
كام أن املشكلة التي تواجه الضبطية القضائية تتمثل يف مدى صحة دخولهم للمسكن
ظل الضامنات الدستورية واإلجرائية املنظمةالذي حدثت فيه الجرمية املاسة بالبيئة ،وذلك يف ّ
ل ُحرمة املسكن ،والتي من بينها وجوب استصدار إذن مكتوب من طرف وكيل الجمهورية .
2
وتتطلب الطبيعة الفنية لقانون البيئة أن يكون الدليل عىل وجود التل ّوث الذي يلحق
البيئة له طبيعة فنية كذلك ،فالتل ّوث له طبيعة وكيان مادي محسوس يقتيض الوقوف عليه
معي.
وجود دليل يعكس وجوده ونسبته إىل شخص ّ
وتعترب الع ّينات من أه ّم األ ّدلة الفن ّية إلثبات مدى توافر املساس بالبيئة ،ويستوي أن
تكون مأخوذة من املواد املستخدمة أو الناتجة عن العمليات الصناعية أو غريها ،وال أهمية
لطبيعة موضوع الع ّينة ،إذ ميكن أن تكون سائلة أو غازية أو صلبة ،حيث يت ّم تحليلها وفق
املقاييس املعمول بها يف مختلف املخابر املعتمدة.3
ويرتتب عىل ذلك ،أ ّن الضبطية القضائية أن تثبت جرائم البيئة التي تتوصل إليها بكافة
فأي إجراء يقوم به الضابط باملخالفة
األ ّدلة والرباهني املتحصل عليها بشكل قانوين سليمّ ،
للقانون ال يعتد به ،ويرتتب عليه البطالن.4
-.IIIتحرير محارض خاصة بجرائم البيئة.
يتوجب عىل ضباط الرشطة القضائية تحرير محارض بأعاملهم وأن يُبادروا دون متهل إىل
إخطار وكيل الجمهورية بالجنايات والجنح التي تصل إىل علمهم.
إ ّن املحارض املح ّررة تختلف من حيث ق ّوة اإلثبات ،فبالنسبة ملحارض ضباط الرشطة
القضائية ذوي االختصاص العام لها قوة قانونية نسبية إذا استوفت الرشوط القانونية لصحتها،
حيث يأخذ بها القايض عىل سبيل االستئناس فقط ،5فيام تكون لبعضها قوة إثباتية قاضية بِ ا
تتضمنه من معلومات ومعاينات وترصيحات ووقائع تلك املح ّررة من طرف ذوي االختصاص
الخاص بشأن الجرائم البيئية.
-1املرسوم التنفيذي رقم ،160-93املؤرخ يف ،1993/07/10املتضمن تنظيم النفايات الصناعية السائلة ،ج.ر ،عدد .46
-2املادة 47من األمر 01-16املؤرخ يف ،2016/03/06املتضمن تعديل دستور ،1996ج.ر ،رقم 14؛ املادة 44من
قانون اإلجراءات الجزائية.
-3فيصل بوخالفة ،املرجع السابق ،ص.169.
-4عيل عدنان الفيل ،املرجع السابق ،ص.282.
-5املادة 215ق.إ.ج.
117
بوزيدي إلياس
رشع الجزائري إثبات املخالفات البيئية مبحارض يح ّررها ضباط الرشطة لقد أوجب امل ّ
القضائية ومفتشو البيئة يف نسختني وتُرسل إحداهام للوايل واألخرى إىل وكيل الجمهورية .
1
كام أوجب أن ت ُرسل املحارض تحت طائلة البطالن يف أجل 15يوماً من تاريخ تحريرها إىل
وكيل الجمهورية وكذلك إىل املعني باألمر.2
خاصة الضبطية القضائية ذوي االختصاص إ ّن تحرير املحارض يف مجال الجرائم البيئية ّ
الخاص يع ّد إجراء يف غاية األهمية ،حيث يت ّم فيه إثبات كافة األدلة والقرائن ليتسنى لسلطة
وخاصة أ ّن
ّ التحقيق وهيئة الحكم اتخاذ القرار املالئم يف إقامة الدعوى الجزائية من عدمها،
خصوصية الجرائم البيئية تتطلب رضورة إثباتها يف محارض الضبط ،ذلك أ ّن رجال الضبط
القضايئ ذوي االختصاص الخاص لديهم الدراية والكفاءة يف مجال البيئة بخالف سلطة
التحقيق والحكم.3
ما يُالحظ عىل املستوى العميل ندرة هذه املحارض ألسباب مفادها عدم تزويد رجال
الرشطة القضائية بالوسائل الفنية الالزمة وكذا غياب املعارف العلمية الخاصة التي متكّنهم
من معاينتها ،أ ّما املوظفون املختصون ،فعىل ال ّرغم من متتعهم باملواهب الخاصة فهم ال
يستسيغون اإلجراءات الجزائية من جهة ،ومن جهة أخرى فإ ّن مهام البحث والتح ّري لهؤالء
األعوان منوطة بتلقيهم شكاوى وبالغات من طرف املترضرين أو عندما تكون آثار الجرمية
ظاهرة أو جسيمة ،ألجل هذا فإ ّن تدخالتهم تكون ضئيلة أل ّن جرائم التل ّوث ميكن أن يتحقق
رضرها دون العلم بها.4
الخامتة:
إ ّن الضبطية القضائية يف مجال حامية البيئة رغم الخصوصية التي يتم ّيزون بها ،إالّ أنّهم
قد تواجههم بعض الصعوبات التي تؤثر سلباً عىل مهامهم كعدم تعاون أصحاب املؤسسات
الحرفية والصناعية معهم ،وكذا قلّة األجهزة ومعدات القياس الالزمة ،كذلك نقص اإلطارات
الفنية.
إ ّن خصوصية الجرمية البيئية وتعقد أشكالها حتّمت أن يت ّم االعتامد يف ضبطها عىل
األساليب العلمية والوسائل التقنية ،وأن يكلّف موظفون يتمتعون بخربة معتربة يف التخصصات
البيئية ،ويحوزون تأهيالً معيناً.
رشع اعتمد عىل ضبطية قضائية ذات االختصاص الخاص ،كام أنّه ونتج عن ذلك ،أ ّن امل ّ
وسع من مهامها لتتكيّف مع خصوصية الجرمية البيئية. ّ
119