You are on page 1of 86

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة دمحم بوضٌاف – المسٌلة‪-‬‬
‫كلٌة العلوم االنسانٌة واالجتماعٌة‬
‫لسم التارٌخ‬

‫علم الوثائق من خالل كتاب المعيار‬


‫للونشريسي(ت ‪953‬هـ)‬

‫مذكرة مكملة لنٌل شهادة الماستٌر فً تخصص تارٌخ المرون الوسطى‬

‫اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫إعدادالطلبة ‪:‬‬

‫د‪ .‬همال عبد السالم‬ ‫بن سعدي رابح‬ ‫‪-‬‬

‫ألعيداني جمال الدين‬ ‫‪-‬‬

‫فيجل نعيمة‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪5341/5341 :‬هـ ‪4151/4153 -‬‬


‫االىـــــــــداء‬

‫الحمد هلل عمى منو ك عطائو كتكفيقو‬

‫نيدي ىذا العمل إلى الكالديف الكريميف أطاؿ‬


‫هللا في عمرىما كجعمنا دكما في الطريق الذي‬
‫نناؿ بو رضاىما‬

‫** نعيمة‬ ‫** جماؿ‬ ‫رابح‬


‫شكر وتقدير‬

‫نتقدـ بجزيل الشكر ك العرفاف إلى مف ساىـ في‬


‫تأطير ىذا البحث ك إخراجو إلى النكر ‪ :‬الدكتور ىمال‬
‫عبد السالم تحية شكر كتقدير كاحتراـ منا إليكـ ك ندعكا‬
‫هللا أف يحفظكـ كيديمكـ في خدمة العمـ كالمعرفة‬

‫كما نتقدـ بالشكر الجزيل الى األساتذة األفاضل‬

‫األستاذ بولطيف محـمد لخضر‬

‫األستاذ شريخي نبيل مف جامعة قسنطينة‬


‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة‬

‫أ‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إف الحمد هلل‪ ،‬نحمدىكنستعينو‪ ،‬كنستغفره ‪،‬كنعكذ باهلل مف شركر أنفسنا‬


‫سيئات أعمالنا‪ ،‬مف ييده هللا فال مضل لو‪ ،‬كمف يضمل فالىادي لو‪،‬‬ ‫كمف ّ‬
‫كنشيد أف ال الو إال هللا كحده الشريؾ لو‪ ،‬كأف دمحما عبده كرسكلو ملسو هيلع هللا ىلص كبعد ‪:‬‬

‫فإف كتب النكازؿ كالفتاكى كالكثائق تشكل مادة غزيرة تفيد الباحثيف‬
‫ّ‬
‫المختصيف في التاريخ الكسيط‪ ،‬فيي تختزف معمكمات ّقيمة تتعمق بتاريخ‬
‫ا لمغرب كاألندلس‪ .‬كلعل كتاب المعيار المعرب لمعالمة الكنشريسي أحد ىذه‬
‫خزاف لمنكازؿ كالفتاكى لعمماء مف المغرب كاألندلس‪ ،‬كما ّأنو‬
‫المصنفات‪ ،‬فيك ّ‬
‫يحتكي عمى كثير مف نصكص الكثائق نجدىا مبثكثة داخل النكازؿ كالفتاكى‪،‬‬
‫كيبدك أف كتب الكثائق كانت إحدى المصادر الميمة لمفقيو الكنشريسي في‬
‫مسائمو كنكازلو‪.‬‬

‫كألجل المعرفة أكثر فأكثر‪ -‬كباعتبار أف ىذا مكضكع كالمتمثل في‪ ":‬عمم‬
‫الوثائق من خالل كتاب المعيار لمونشريسي"‪ -‬فقد كاف اإلشكاؿ يدكر حكؿ ‪:‬‬
‫كلماذا اعتمد‬ ‫ماىي أىمية الكثائق بالنسبة لكتاب المعيار لمكنشريسي؟‬
‫الكنشريسي عمى كتب الكثائق في المعيار؟ كماىي أىـ كتب الكثائق التي‬
‫استغميا في معياره؟ ‪.‬‬

‫كقد كاف سبب اختيار ىذا المكضكع بتكجيو مف الدكتور المشرف‪:‬‬


‫عبدالسالم ىمال‪ ،‬الذي اقترح عمينا ىذا المكضكع ككنو مختص في عمـ الكثائق‬
‫‪ ،‬عارفا لخباياه ‪ ،‬حيث ذكر لنا أف ىذا المكضكع غير مدركس‪ ،‬كقد كاف رأي‬
‫الدكتكر حاف از لنا‪ ،‬حيث عزمنا عمى محاكلة دراستو‪ ،‬حتى يتسنى لنا التعرؼ‬
‫عمى عمـ الكثائق‪ ،‬ككتب النكازؿ كالفتاكى التي تحتكي عمى نصكص الكثائق‪،‬‬
‫كذلؾ بالتعرؼ عمى أىميتيا لدارسي التاريخ‪ ،‬التي كنا نجيميا حيث كجدنا كتاب‬
‫المعيار أنمكذجا‪ ،‬كلبمكغ ىذا المبتغى فقد اقتضت طبيعة المكضكع إتباع منيج‬

‫ب‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تاريخي يقكـ عمى رصد كاستقاء األخبار كالمعمكمات مف المصادر كالمراجع ؛‬


‫مصحكبا بآليات التحميل‪ ،‬كالكصف‪ ،‬كاإلحصاء‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمخطة التي كضعناىا فقد تضمنت ثالثة فصكؿ كىي عمى‬
‫النحك اآلتي‪:‬‬

‫خصصنا الفصل األكؿ لمحديث عف عمـ الكثائق مفيكمو كأىميتو‪ ،‬حيث‬


‫كضحنا فيو مدلكؿ التكثيق‪ ،‬كاأللفاظ ذات الصمة بالكثائق‪ ،‬كمشركعية ىذا العمـ‬‫ّ‬
‫مف القرآف كالسنة‪ ،‬كما حاكلنا تتبع نشأتو‪ ،‬كتطكره في إطار الحضارة اإلسالمية‪،‬‬
‫في المشرؽ‪ ،‬ك المغرب كاألندلس ‪ -‬كاف كاف ىذا التتبع غير معمق‪ -‬ألف فصل‬
‫كاحد اليفي حقو‪ ،‬ىذا كقد تطرقنا إلى عالقتو بالعمكـ األخرى‪ ،‬كأىميتو‪ ،‬كفكائده‪.‬‬

‫أف الفصل الثاني قد عالج المصادر التي اعتمد عمييا‬ ‫في حيف ّ‬
‫الكنشريسي في استقائو لمكثائق‪ ،‬التي تعكد إلى مؤلفيف مف أىل المغرب‬
‫كاألندلس ‪ ،‬حيث قمنا بإحصاء مجمكعة مف ىؤالء‪ ،‬فكضعنا ليـ ترجمة‪ ،‬كذكرنا‬
‫مؤلفاتيـ في الكثائق إف كجدت‪ ،‬كما استدلينا بذكر مانقميالكنشريسي عف ىؤالء‬
‫المؤلفيف ببعض األقكاؿ المكجكدة في مكاطف كثيرة في المعيار ‪ .‬أما الفصل‬
‫الثالث فقد ارتأينا فيو دراسة الكثائق المكجكدة في المعيار كالتي تنكعت بتنكع‬
‫القضايا التي عالجيا الكنشريسي في المعيار‪ ،‬مثل‪ :‬قضايا الزكاج ‪ ،‬كالطالؽ‪،‬‬
‫كالبيع‪ ،‬كالصمح كغيرىا‪ .‬كالشؾ أنيا مجمكعة كبيرة‪ ،‬حيث قمنا بانتقاء نماذج‬
‫منيا لدراستيا‪.‬‬

‫كتجدر اإلشارة إلى أنو كاف مقر ار إدراج فصل أخير يعالج الدراسات‬
‫اإلجتماعية كاإلقتصادية لكثائق المعيار‪ -‬كىذا بالطبع بتكجيو مف المشرؼ ‪-‬‬
‫غير أف ضيق الكقت حاؿ دكف ذلؾ‪ ،‬فطمب منا المشرؼ حذفو ‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أما الخاتمة فقد خصصناىا لمحديث عف النتائج التي تكصمنا إلييا مف‬
‫خالؿ ىذا البحث‪ ،‬فكانت فييا اإلجابة عف اإلشكالية المطركحة في المقدمة‪.‬‬
‫كفيما يخص المالحق فقد اخترنا مجمكعة مف نصكص الكثائق‪ ،‬كمسائل فقيية‬
‫تحتكي عمى أقكاؿ المكثقيف‪ ،‬تـ انتقاءىا مف كتاب المعيار كدراستيا في الفصل‬
‫الثالث ‪.‬‬

‫تحميل ألىم المصادر والمراجع المعتمدة‪:‬‬

‫‪/1‬كتب الوثائق‪:‬‬

‫مصنف‬
‫ّ‬ ‫استعنا بيا كاف‬
‫ّ‬ ‫مف بيف أىـ مصنفات الكثائق التي‬
‫الكنشريسي( أبك العباس أحمد بف يحي بف عبد الكاحد)(ت‪914‬ق)‪ :‬المنيج‬
‫كمصنف إبف مغيث‪(:‬‬
‫ّ‬ ‫الفائق والمنيل الرائق بآداب الموثق وأحكام الوثائق‪، 1‬‬
‫أبك جعفر أحمد بف دمحم الطميطمي)(ت‪459‬ق)‪ :‬المقنع في عمم الشروط‪، 2‬‬
‫ككتاب الجزيري‪ ،‬أبي القاسـ عمي بف يحي بف القاسـ(ت‪585‬ق)‪:‬المقصد‬
‫المحمود في تمخيص العقود‪ ،3‬كقد كاف االنتفاع بيذا النكع مف الكتب في‬
‫الفصل األكؿ في بياف أىمية كفكائد عمـ الكثائق‪ ،‬كفي الفصل الثاني فقد رجعنا‬
‫إلى كتاب المنيج الفائق في مبحث عالقة الكنشريسي بعمـ الكثائق‪.‬‬

‫‪/2‬كتب التفسير‪:‬‬

‫تعكد أىمية ىذه المؤلفات في تفسير آيات القرآف الكريـ‪ ،‬حيث تمت‬
‫اإلستعانة بكتاب الجامع ألحكام القرآن لمقرطبي‪(:‬أبي عبد هللا دمحم بن أحمد‬
‫األنصاري)‪ ،‬وكتاب صفوة التفاسير لمشيخ دمحم عمي الصابوني‪ ،‬في الفصل‬

‫‪ 1‬رؼ‪ :‬ػجل اٌوؽّبْ ثٓ ؽّ‪ٛ‬ك ثٓ ػجل اٌوؽّبْ األؽوَ‪،‬ؽ‪ ،1‬كث‪ ،ٟ‬كاه اٌجؾ‪ٛ‬س ٌٍلهاٍبد األٍالِ‪١‬خ‪.َ2005 ،‬‬
‫‪ 2‬رؼ‪ :‬فوأش‪َ١‬ى‪ ٛ‬فبث‪١١‬و أغ‪١‬و‪ٍ ٞ‬بكاثب‪ ،‬اٌّغٌٍ األػٍ‪ٌ ٝ‬ألثؾبس اٌؼٍّ‪١‬خ‪.َ1994 ،‬‬
‫رؼ‪ :‬فب‪٠‬ي ثٓ ِوى‪ٚ‬ق ثٓ ثوو‪ ٟ‬اٌٍَّ‪ ، ٟ‬أؽو‪ٚ‬ؽخ كوز‪ٛ‬هاٖ‪ ،‬لَُ اٌلهاٍبد اٌؼٍ‪١‬ب اٌشوػ‪١‬خ‪ ،‬عبِؼخ أَ اٌمو‪-1421 ،ٜ‬‬
‫‪٘14223‬ـ‪.‬‬
‫د‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األكؿ‪ ،‬في مبحث مشركعية عمـ الكثائق مف القرآف الكريـ؛ كذلؾ في تفسير آية‬
‫الديف ‪.‬‬

‫‪/3‬كتب التراجم‪:‬‬

‫نالت ىذه الكتب الحيز األكبر مف ىذه الدراسة حيث اعتمدنا عمييا أكثر‬
‫في الفصل الثاني‪ ،‬كالذي استمزمو ىذا النكع مف المصنفات فيك يقكـ عمى‬
‫دراسة أصحاب الكثائق كمصنفاتيـ‪ ،‬التي كانت معيناً غاية في األىمية بالنسبة‬
‫عياض‬ ‫عياض‪(:‬عياض بن موسى بن‬ ‫لممعيار كأبرزىا‪ :‬القاضي‬
‫السبتي)(ت‪544‬ه) ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذىب‬
‫مالك‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬تح‪ ،‬عبد القادر الصحراوي‪ ،‬والجزء‪ ،‬السادس‪ ،‬والسابع‪،‬‬
‫والثامن‪ ،‬تح‪ :‬سعيد أحمد أعراب‪ ،‬ط‪ ،2‬المغرب‪ ،‬مطبعة فضالة‪،‬‬
‫‪1403‬ه‪1983،‬م‪ .‬ابن بشكوال‪(:‬أبو القاسم خمف بن مسعود) (ت‪578‬ه)‪،‬‬
‫كتاب الصمة‪ ،‬تح‪ :‬ابراىيم األبياري‪،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬دار الكتاب المصري‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دار الكتاب المبناني‪1410 ،‬ه‪1989،‬م‪ ،‬وكتاب الديباج المذىب في معرفة‬
‫أعيان عمماء المذىبإلبن فرحون‪(:‬ابراىيم بن نورالدين)(ت‪799‬ه)‪،‬تح‪:‬‬
‫مأمون بن محيي الدين الجنان‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1417،‬ه‪ ،‬كترجع أىمية ىذه‬
‫المصنفات في ككنيا تشتمل عمى تراجـ لعمماء مف األندلس كالمغرب كذكر‬
‫مؤلفاتيـ كسيرىـ كغيرىا‪ .‬ككاف استغالؿ ىذه الكتب بشكل كبير في الفصل‬
‫الثاني الذي تناكؿ مصادر كثائق الكنشريسي المغربية كاألندلسية‪.‬‬

‫‪ /4‬المعاجم المغوية ‪:‬‬

‫ه‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إف أىمية المعاجـ المغكية تكمف في احتكائيا عمى معاني الكثير مف‬
‫ّ‬
‫الكممات‪ ،‬فيي المنيل الذي يستند عميو الباحث في تكضيح مايشكب بعض‬
‫المصطمحات مف غمكض‪ .‬فقد انتفعنا مف كتاب لسان العرب إلبن منظور‪(:‬‬
‫أبي الفضل جمال الدين دمحم بن مكرم )(‪711‬ه)‪ ،‬وابن فارس‪ (:‬أبي الحسين‬
‫أحمد بن زكريا) وكتابو معجم مقاييس المغة‪ ،‬في الفصل األكؿ أكثر‪ ،‬كفي‬
‫الفصل الثالث بشكل أقل‪ ،‬حيث كاف استغالليا في تبييف معاني بعض الكممات‬
‫مثل‪ :‬التكثيق‪ ،‬الشركط‪ ،‬العقكد‪ ،‬الكصي‪ ،‬المحاجير كغيرىا ‪.‬‬

‫‪ /5‬كتب النوازل والفتاوى‪:‬‬

‫يعتبر كتاب المعيار المعرب والجامع الغرب عن فتاوى أىل إفريقية‬


‫واألندلس والغرب‪،‬ألبي العباس أحمد بن يحيالونشريسي(ت‪914‬ه)‪ ،‬إشراف‪:‬‬
‫دمحم حجي‪ ،‬الرباط‪ ،‬منشورات وزارة األوقاف والشوؤن اإلسالمية‪1401،‬ه‬
‫‪1981،‬م‪،‬أحد الكتب النازلية اليامة فيك يحتكي عمى ثالثة عشر جزاء‪ ،‬يضـ‬
‫مجمكعة ضخمة مف النكازؿ كالفتاكى الفقيية‪ ،‬كما يضـ بينيا مجمكعة مف‬
‫نصكص الكثائق التي قمنا بدراسة بعضيا في الفصل الثالث‪.‬‬

‫‪/6‬كتب الجغرافيا‪:‬‬

‫تمثل كتب الجغرافيا أىـ المصادر لمباحث فيما يخص األماكف ‪ ،‬حيث تعرفو‬
‫عمى أسماءىا‪ ،‬كمكاقعيا‪ ،‬كمناخيا‪ ،‬كسكانيا‪ ،‬كعاداتيـ ‪...‬؛ كقد استفدنا في ذلؾ‬
‫مف كتاب ‪ ،‬الحمكي‪( :‬شياب الديف ياقكت البغدادي) معجـ البمداف‪ ،‬الذي أفادنا‬
‫في الفصل الثاني‪.‬‬

‫‪/5‬الدراسات الحديثة‪:‬‬

‫و‬
‫مقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تفيد الدراسات الحديثة في تعريف الباحث بالمادة المصدرية التي يعكد‬


‫إلييا لإلستفادة منيا‪ ،‬كىك ما انطبق عمينا‪ ،‬حيث أفادتنا دراسة عبد المطيف‬
‫أحمد الشيخ‪ ":‬التوثيق لدى فقياء المذىب المالكي بإفريقية واألندلس من‬
‫الفتح اإلسالمي إلى القرن الرابع عشر اليجري " ‪ ،1‬كأطركحة الدكتكر عبد‬
‫ىماؿ ‪ ":‬عمم الوثائق في األندلس من الفتح اإلسالمي إلى سقوط‬
‫السالـ ّ‬
‫غرناطة"‪ ،2‬إضافة إلى مقالتو تحت عنكاف ‪ ":‬سياقات توظيف كتب‬
‫الوثائقوالسجالت في مصّنفات الفتاوى والنوازل"‪ .3‬حيث أزالت ىذه الدراسات‬
‫المثاـ عف كل مااعترانا مف غمكض تجاه عمـ الكثائق‪ ،‬فقد كانت دراسة أحمد‬
‫الشيخ مف جانب فقيي‪ ،‬أما دراسة الدكتكر ىماؿ فكانت مف جانب تاريخي ‪،‬‬
‫كال شؾ أف ىذه الدراسات قد إنتفع منيا أصحاب المكضكع ألنيا كالحالة ىذه‬
‫مف المؤلفات المختصة في عمـ الكثائق‪ ،‬كعمى ىذا فقد استغمت في الفصميف‬
‫األكؿ كالثاني بشكل مستمر كلعل أطركحة الدكتكر المشرؼ كمقالتو قد أضاءت‬
‫لنا الطريق أكثر خاصة في فيما غاب عنا عف عمـ الكثائق في األندلس‪ ،‬كفي‬
‫الجكانب اؿ أخرى مف ىذا البحث بشكل عاـ ‪.‬‬

‫أف نتكجو بالشكر كالعرفاف كاإلمتناف إلى‬


‫كال يسعنا في األخير إال ّ‬
‫المشرف الدكتور‪ :‬ىمال عبد السالم الذي كاف لنا خير مرشد كمعيف مف خالؿ‬
‫تكجيياتو كنصائحو المفيدة‪ .‬كما ال يفكتنا أف ننكه بالشكر الجزيل إلى أستاذنا‬
‫الفاضل لخضر بولطيف عمى ما أمدنا بو مف مؤلفات ساعدتنا في إتماـ ىذا‬
‫البحث المتكاضع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو ظبً‪ ،‬مركز جمعة الماجد للثمافة والتراث‪5241 ،‬هـ‪4002 ،‬م‪ ،‬ج‪. 5‬‬
‫‪ 2‬لسم التارٌخ ‪ ،‬جامعة الجزائر‪5244-5244 ،‬هـ‪4055-4050 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ 3‬مجلة عصورالجدٌدة‪ ،‬وهران‪ ،‬ع‪(54‬ربٌع‪،‬أبرٌل‪5241‬هـ ‪4052 -‬م) ‪.‬‬

‫ز‬
‫الفصل األول‬

‫عمـ الكثائق مفيكمو كأىميتو‬


‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫تعريف عمم الوثائق‪:‬‬

‫لغة‪:‬‬

‫نقكؿ‪َ :‬كِث َق بو َيِث ُق‪َ ،‬كثَاَق ًة كِثَق ًة‪ ،‬ائتمنو‪ ،‬كالكثاقة‪ :‬مصدر الشيء الكثيق‬
‫الم ْكِثق‬ ‫ِ‬
‫الكثَاؽ أي شده‪ ،‬ك َ‬
‫المحكـ كنقكؿ‪ :‬أ َْكثَْقتُو‪ ،‬إيثاًقا ككثاًقا‪ ،‬ك ْأكَثَق ُو في َ‬
‫اىدةُ‪ ،‬كقكلؾ‪ :‬استكثقت مف‬
‫الم َع َ‬
‫المكاثََقةُ‪ُ :‬‬
‫كالميثاؽ‪ :‬العيد كالجمع المكاثيق‪ ،‬ك ُ‬
‫‪1‬‬
‫الكثيقة‪ ،‬كالكثيقة في األمر أحكامو كالجمع الكثائق‪.‬‬
‫فالف أي أخذت منو َ‬
‫كنجد في القرآف الكريـ العديد مف اآليات التي تذكر ىذه المعاني مثل‪:‬‬
‫اّلل ِم ْن ب ْع ِد ِمٌثالِ ِه "‪ 2‬كقكلو تعالى‪ " :‬و ِإ ْذ‬ ‫قكلو عز كجل‪ " :‬الَّذٌِن ٌ ْنمُ ُ‬
‫ضون ع ْهد َّ ِ‬
‫اّللُ ِمٌثاق النَّبٌٌِِّن "‪ ،3‬كقكلو تعالى‪ " :‬و ِمٌثالهُ الَّذِي واثم ُك ْم بِ ِه " ‪ ،4‬كقكلو عز‬
‫أخذ َّ‬
‫شدُّوا ْالوثاق "‪.5‬‬
‫كجل ‪ " :‬ف ُ‬

‫ألف المكثق يحكـ العقد أي الكثيقة بيف‬


‫فالتكثيق مف اإلحكاـ كالقيد‪ّ ،‬‬
‫المتعاقديف كتربطيما بو حسب ما يقتضيو مف أحكاـ كشركط‪ ،‬فال يستطيع‬
‫أف لمتكثيق معاني أخرى كاالئتماف‬ ‫‪6‬‬
‫أحدىما اإلنحالؿ بغير إذف صاحبو ‪ ،‬كما ّ‬
‫كالعيد‪.‬‬

‫‪ 1‬اثٓ فبهً‪( :‬أث‪ ٛ‬اٌؾَ‪ ٓ١‬أؽّل ثٓ ىوو‪٠‬ب) (د ‪٘ 395‬ـ)‪ِ ،‬ؼغُ ِمب‪ ٌ١٠‬اٌٍغخ‪ ،‬رؼ‪ :‬ػجل اٌَالَ دمحم ٘به‪ ،ْٚ‬اٌمب٘وح‪ ،‬كاه‬
‫اٌفىو‪٘1399 ،‬ـ‪ ،َ1979 ،‬ط‪ ،6‬ص‪85‬؛ اثٓ ِٕظ‪ٛ‬ه‪( :‬أث‪ ٛ‬اٌفؼً عّبي اٌل‪ ٓ٠‬دمحم ثٓ ِىوَ) ( د ‪٘711‬ـ )‪ٌَ ،‬بْ‬
‫اٌؼوة‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه طبكه‪( ،‬ك‪،‬د)‪ِ ،‬ظ‪ ،10‬ص ‪. 372،371‬‬
‫‪ٍٛ 2‬هح اٌجموح‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪ ، 27‬ه‪ٚ‬ا‪٠‬خ ؽفض ػٓ ػبطُ ‪.‬‬
‫‪ 3‬آي ػّواْ‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪.81‬‬
‫‪ 4‬اٌّبئلح ‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪. 07‬‬
‫‪ 5‬دمحم‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪.04‬‬
‫‪ 6‬أٔظو‪ :‬لَُ اٌلهاٍخ ٌىزبثبٌغي‪٠‬و‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪،‬ص‪. 30‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫عرفو طاش كبرى زادة‪901( :‬ق‪968 -‬ق) "عمم الشروط والسجالت‬


‫ىو عمم يبحث فيو عن كيفية سوق األحكام الشرعية المتعمقة بالمعامالت‬
‫في الرقاع والدفاتر‪ ،‬ليحتج بيا عند الحاجة إلييا" كقاؿ في مكضع آخر‪:‬‬
‫"وىذا باعتبار المفع من فروع اإلنشاء‪ ،1‬وباعتبار مدلولو من فروع عمم‬
‫الفقو‪ ،‬وىو عمم يبحث فيو عن إنشاء الكممات المتعمقة باألحكام الشرعية‬
‫وموضوعو‪ ،‬ومنفعتو ظاىران‪ ،‬ومبادئو‪ :‬عمم اإلنشاء وعمم الفقو"‪.2‬‬
‫كجاء تعريفو لدى حاجي خميفة (‪1017‬ق‪1067 -‬ق) بقكلو‪" :‬وىو عمم‬
‫باحث عن كيفية ثبت األحكام الثابتة عند القاضي في الكتب والسجالت‬
‫عمى وجو يصح االحتجاج عند انقضاء شيود الحال وموضوعو تمك األحكام‬
‫من حيث الكتابة وبعض مبادئو مأخوذة من الفقو وبعضيا من عمن‬
‫اإلنشاء وبعضيا من الرسوم والعادات واألمور اإلستحسانية وىو من فروع‬
‫الفقو من حيث كون ترتيب معانيو موافقا لقوانين الشرع‪ ،‬وقد يجعل من‬
‫فروع األدب باعتبار تحسين األلفاظ"‪.3‬‬

‫يفيـ مف ىذيف التعريفيف أف عمـ الكثائق يستند إلى عدة عمكـ‪ ،‬كعمـ‬
‫اإلنشاء الذي يمده باأللفاظ المناسبة لمعقد‪ ،‬حيث يككف المكثق عمى دراية بالمغة‬
‫العربية‪ ،4‬كعمـ الفقو الذي تحدد بو األحكاـ‪ ،‬كيميز صحيح العقد مف فاسده‪.5‬‬

‫‪1‬ؽبُ وجو‪ ٜ‬ىاكح أؽّل ثٓ ِظطف‪ِ :ٝ‬فزبػ اٌَؼبكح ‪ِٚ‬ظجبػ اٌَ‪١‬بكح ف‪ِٛ ٟ‬ػ‪ٛ‬ػبد اٌؼٍ‪ ،َٛ‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌىزت‬
‫اٌؼٍّ‪١‬خ‪٘1405 ،‬ـ‪ِ ،َ1985 ،‬ظ‪ ،1‬ص‪.204‬‬
‫‪ 2‬ؽبُ وجو‪ ٜ‬ىاكح‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،1‬ص‪ِ ،249‬ظ‪ ،2‬ص‪.557‬‬
‫‪ 3‬ؽبع‪ ٟ‬فٍ‪١‬فخ ِظطف‪ ٝ‬ثٓ ػجل هللا‪ :‬وشف اٌظٕ‪ ْٛ‬ػٓ أٍبِ‪ ٟ‬اٌىزت ‪ٚ‬اٌفٕ‪ ،ْٛ‬رظؾ‪١‬ؼ‪ :‬هفؼذ ث‪ٍ١‬ى‪ٙ‬بٌىٍ‪ ،َٟ١‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪،‬‬
‫كاه اؽ‪١‬بء اٌزواس اٌؼوث‪( ،ٟ‬ك‪،‬د) ِظ‪ ،2‬ص‪.1046 ،1045‬‬
‫‪4‬أٔظو اٌغي‪٠‬و‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 5‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك ‪،‬ط‪ ،1‬ص‪.87‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫كما أنو مرتبط بالممارسات القضائية حيث تصبح الكثيقة دليال كحجة‬
‫يحتج بيا أماـ القضاء‪.‬‬

‫كقد اجتيد بعض الباحثيف المعاصريف في تعريفو‪ ،‬حيث عرفو الجيدي‬


‫يبين عناصر كل اتفاقية معقودة بين شخصين أو عدة أشخاص‬ ‫بقكلو‪" :‬عمم ّ‬
‫يضمن استمرارىا‪ ،‬وأثر مفعوليا‪ ،‬ويحسم مادة النزاع بين األطراف المتعاقدة‬
‫موضحا‪ ،‬لكل من العاقد لو والمعقود عميو ما لو وما عميو"‪.1‬‬

‫كيبدك مف خالؿ تعريف الجيدي أف عمـ الكثائق يسير عمى ضماف حقكؽ‬
‫الناس ككنو يستند إلى عممية التكثيق كالكتابة‪ ،‬كالتي بفضميا تحسـ النزاعات‬
‫التي قد تقع بينيـ‪ ،‬كىك عبر عنو ابراىيـ بف دمحم السيمي بقكلو‪" :‬فالوثيقة ىي‪:‬‬
‫الورقة التي يكتب فييا الموثق كل ما يحفع بو حقوق الناس ويصونيا من‬
‫التالعب مما يكون مدونا عمى أوجو الشرعي"‪.2‬‬

‫األلفاظ ذات الصمة‪:‬‬

‫تشترؾ لفظة "التوثيق"‪ ،‬مع عدة ألفاظ ذات الصمة بيا‪ ،‬بحيث أف ىاتو‬
‫الصمة تقكى أك تضعف حسب الداللة التي تربطيا مع المفع األصل‪.3‬‬

‫‪ -1‬الشروط‪:‬‬
‫الشرط في المغة‪ ،‬يعني العالمة‪ ،‬كمنو أشراط الساعة‪ ،‬كالشرط‪ :‬إلزاـ الشيء‬
‫كالتزامو في البيع كنحكه‪ ،‬كالجمع الشركط‪.4‬‬

‫‪ 1‬ػّو اٌغ‪١‬ل‪ِ :ٞ‬جبؽش ف‪ ٟ‬اٌّن٘ت اٌّبٌى‪ ،ٟ‬ؽ‪ِ ،1‬طجؼخ اٌّؼبهف اٌغل‪٠‬لح‪ ،1993 ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ 2‬أٔظو ِملِخ اٌّؾمك‪ ،‬اٌغؤبؽ‪( :ٟ‬أث‪ ٟ‬اٍؾبق اثوا٘‪ ُ١‬ثٓ أؽّل ثٓ ػجل اٌوؽّبْ) ( د ‪٘379‬ـ)‪ :‬اٌ‪ٛ‬صبئك اٌّقزظوح‪،‬‬
‫رؼ‪ :‬اثوا٘‪ ُ١‬ثٓ دمحم اٌَ‪ ،ٍٟٙ‬ؽ‪،1‬اٌّل‪ٕ٠‬خ إٌّ‪ٛ‬هح‪ ،‬اٌغبِؼخ اإلٍالِ‪١‬خ‪٘1432،‬ـ‪ ،َ2011 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪27‬‬
‫‪4‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬ه‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،7‬ص‪329‬؛ اثٓ فبهً‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.260‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫كفي االصطالح عرفو الجرجاني‪" :‬الشرط ما يتوقف ثبوت الحكم عميو"‪،1‬‬


‫كقد أطمق العمماء عمى المكثق اسـ عاقد الشركط‪ ،‬كىك ما يظير في تراجـ‬
‫الكثير مف المكثقيف‪ ،‬حيث قاؿ ابف بشككاؿ في ترجمتو لمباجي‪:‬‬
‫‪.3‬‬
‫"عاقدالمشروط‪2‬محسنا ليا"‪ ،‬ككصف ابف اليندي بأنو‪" :‬بصي ار بعقد الوثائق"‬

‫نستشف مف كالـ ابف بشككاؿ أف الشركط يقصد بيا الكثائق‪ ،‬كالعاقد لمشركط‬
‫يعني المكثق‪ ،‬كىك ما أكد عميو تعريف كبرى زادة السابق‪ 4‬حينما قرف بيف عمـ‬
‫الشركط كعمـ الكثائق‪.‬‬

‫‪ -2‬العقود‪:‬‬

‫الح ِّل‪ ،‬كيقاؿ عقدت الحبل فيك معقكد‪ ،‬كمنو عقدة‬


‫العقد في المغة‪ :‬نقيض َ‬
‫النكاح‪ ،‬كالمعاقدة‪ ،‬المعاىدة‪ ،‬كالعقد‪ ،‬العيد‪ ،‬كالجمع عقكد‪.5‬‬

‫كفي االصطالح عرفو الجرجاني‪" :‬ربط أجزاء التصرف باإليجاب والقبول‬


‫شرعا"‪ ،6‬كعرفو الزحيمي بقكلو‪" :‬كل ما عزم المرء عمى فعمو‪ ،‬سواء صدر بإرادة‬
‫بإرادة منفردة كالوقف‪ ،‬واإلبراء‪ ،‬والطالق‪ ،‬واليمين‪ ،‬أم احتاج إلى إرادتين في‬
‫إنشائو كالبيع‪ ،‬واإليجار‪ ،‬والتوكيل"‪.7‬‬

‫‪1‬اٌغوعبٔ‪( :ٟ‬ػٍ‪ ٟ‬ثٓ دمحم اٌشو‪٠‬ف)‪ ،‬وزبة اٌزؼو‪٠‬فبد‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ِ ،‬ىزجخ ٌجٕبْ‪ ،1985 ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ 2‬ؽَت ثؼغ اٌجبؽض‪ ٓ١‬أْ ِظطٍؼ اٌشو‪ٚ‬ؽ وبْ أوضو أزشبها ف‪ ٟ‬اٌمو‪ ْٚ‬األ‪ٌٍ ٌٝٚ‬ل‪ٌٚ‬خ اإلٍالِ‪١‬خ ‪٠ ٛ٘ٚ‬ؼ‪ٛ‬ك اٌ‪ ٝ‬ػظو‬
‫إٌج‪( ٟ‬ملسو هيلع هللا ىلص)‪ ،‬ؽ‪ّٕ١‬ب اٍزؼًّ وٍّخ اٌشو‪ٚ‬ؽ ف‪ ٟ‬طٍؼ اٌؾل‪٠‬ج‪ ١‬خ‪ ،‬وّب أْ ثؼغ اٌّؾلص‪ ٓ١‬ػٕ‪ٛٔٛ‬ا ف‪ ٟ‬وزج‪ ُٙ‬وزبثب أ‪ ٚ‬ثبثب ثبٍُ‬
‫اٌشو‪ٚ‬ؽ‪ِ ،‬ضً‪ :‬ف‪ ٟ‬طؾ‪١‬ؼ اٌجقبه‪ ٞ‬وزبة ػٕ‪ٛ‬اْ "اٌشو‪ٚ‬ؽ"‪ ،‬أٔظو‪ :‬دمحم عّ‪ ً١‬ثٓ ِجبهن‪ :‬اٌز‪ٛ‬ص‪١‬ك ‪ٚ‬اإلصجبد ثبٌىزبثخ ف‪ٟ‬‬
‫اٌفمٗ اإلٍالِ‪ٚ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬ػؼ‪ ،ٟ‬ؽ‪ ،1‬اٌلاه اٌج‪١‬ؼبء‪٘1421،‬ـ‪ ،َ2000،‬ص‪. 12‬‬
‫‪3‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌظٍخ‪ ،‬رؼ‪ :‬اثوا٘‪ ُ١‬األث‪١‬به‪ ،ٞ‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘وح‪ ،‬كاه اٌىزبة اٌّظو‪ ،ٞ‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌىزبة اٌٍجٕبٔ‪،ٟ‬‬
‫‪٘1410‬ـ‪ ،َ1989 ،‬ط‪ ،1‬ص‪ ،42‬ط‪ ،2‬ص‪765‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪ ،1 ،‬ص‪. 29 ،‬‬
‫‪4‬وجو‪ ٜ‬ىاكح‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،2‬ص‪.557‬‬
‫‪5‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬ه‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،3‬ص‪.297 ،296‬‬
‫‪6‬اٌغوعبٔ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.158‬‬
‫‪٘ٚ7‬جخ اٌيؽ‪ :ٍٟ١‬اٌفمٗ اإلٍالِ‪ٚ ٟ‬أكٌزٗ‪ ،‬ؽ‪ ،2‬كِشك‪ ،‬كاه اٌفىو‪ ،َ1985 ،‬ط‪ ،4‬ص‪.80‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫كقد استعمل العمماء لفع العقكد‪ ،‬قاؿ ابف بشككاؿ عف الباجي‪" :‬بصيرا‬
‫بالعقود"‪ ،1‬فالعقد عند المكثقيف ما يكتبكنو في الكثيقة‪ ،‬فيكفي ذكره عندىـ عف‬
‫ذكر الكثيقة‪ ،‬كالمالحع عمى عنكاف كتاب الجزيري "المقصد المحمود في‬
‫أف كممة العقكد ترادؼ كممة الكثائق‪.2‬‬
‫تمخيص العقود" ّ‬
‫‪ -3‬السجالت‪:‬‬

‫السجل في المغة‪ :‬قكلؾ َس َّجل القاضي لفالف بمالو أي استكثق لو بو‪،‬‬


‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫السجل‪ :‬كتاب العيد كنحكه‪ ،‬كالجمع سجالت ‪.‬‬
‫ك َّ‬

‫ِ‬
‫بالسجالت الكثائق المتداكلة في مجالس القضاء‪ ،‬حيث كانت‬
‫كيقصد ّ‬
‫ِ‬
‫"السجل‪ :‬فيو تنفيذ ما ثبت‬
‫تحفع نسخ منيا في دكاكينيـ قاؿ الماكردي‪ّ :‬‬
‫عند القاضي وامضاء ما حكم بو"‪.4‬‬
‫مف خالؿ المعاني السابقة ‪ -‬كالتي ليا صمة بعمـ الكثائق‪ ،-‬ندرؾ ّأنيا‬
‫ذات معنى كاحد‪ ،‬فيعبَّر عف الكثائق بالشركط أك العقكد‪ ،‬كيقاؿ فالف عالـ‬
‫بالكثائق أك عالـ بالشركط‪ ،‬أك عالـ بالعقكد‪.5‬‬

‫مشروعية عمم الوثائق‪:‬‬

‫‪ 1‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ ،‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪.765‬‬


‫‪ 2‬أٔظو اٌغي‪٠‬و‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪41 ،39‬‬
‫‪ 3‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬ه‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،11‬ص‪326 ،325‬‬
‫‪ 4‬اٌّب‪ٚ‬هك‪( :ٞ‬أ‪ ٞ‬اٌؾَٓ ػٍ‪ ٟ‬ثٓ دمحم ثٓ ؽج‪١‬ت اٌجظو‪ ٞ‬اٌشبفؼ‪ ( )ٟ‬د ‪٘456‬ـ)‪ ،‬أكة اٌمبػ‪ ،ٟ‬رؼ‪ِ :‬ؾ‪٘ ٟ‬الي‬
‫اٌَّوؽبْ‪ ،‬ثغلاك‪ِ ،‬طجؼخ اٌؼبٔ‪ِ ،َ1972 ،ٟ‬ظ‪ ،2‬ص‪77 ،74‬؛ ػجل اٌَالَ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك ‪،‬ص‪. 82‬‬
‫‪5‬اٌغ‪١‬ل‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫نظاما عادال‬
‫ً‬ ‫جاءت الشريعة اإلسالمية لتحفع حقكؽ العباد‪ ،‬كتييئ‬
‫يضمف معامالتيـ كتصرفاتيـ المختمفة‪ ،‬كليذا فقد أمرت الشريعة بالتكثيق مف‬
‫السنة النبكية‪.‬‬
‫خالؿ القرآف الكريـ ك ّ‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‪:‬‬
‫يستمد عمـ الكثائق مشركعيتو مف آية الديف‪ ،‬قاؿ تعالى‪ٌ " :‬ا أٌُّها الَّذٌِن‬
‫آمنُوا ِإذا تداٌ ْنت ُ ْم ِبدٌْن ِإلى أجل ُمس ًّمى فا ْكتُبُو ُه "‪.1‬‬
‫كىذه اآلية المباركة ىي دستكر التكثيق في المعامالت‪ ،2‬فقد حثت عمى‬
‫الناس‪ ،‬حتى ال تضيع الحقكؽ كىك ما ّ‬
‫أكد عميو‬ ‫تدكيف ككتابة المعامالت بيف ّ‬
‫أن الذي أمر هللا بو من‬
‫اإلماـ القرطبي في تفسيره ليذه اآلية قاؿ‪" :‬اعمم ّ‬
‫الشيادة أو الكتابة لمراعاة صالح ذات البين ونفي التنازع المؤدي إلى‬
‫فساد ذات البين"‪ ،3‬كعّمق عنيا صاحب صفكة التفاسير بقكلو‪" :‬أي إذا‬
‫تعاممتم بدين مؤجل فاكتبوه وىذا إرشاد منو تعالى لعباده بكتابة المعامالت‬
‫المؤجمة ليكون ذلك أحفع وأوثق لمقدارىا وميقاتيا"‪.4‬‬
‫‪ -2‬السنة النبوية‪:‬‬

‫سارت السنة النبكية العطرة عمى منيج القرآف الكريـ في الحث عمى عممية‬
‫التعامل بيا‪ ،‬فقد التزـ بيا رسكلنا الكريـ (ملسو هيلع هللا ىلص) كأمر بيا أصحابو (رضي هللا‬
‫عنيـ)‪ ،‬كىك ما يتضح في العديد مف الكثائق التي كتبيا (عميو الصالة كالسالـ)‬
‫مثل‪:‬‬

‫‪1‬اٌجموح‪ :‬ا‪٠٢‬خ ‪.282‬‬


‫‪ّّ ٘ 2‬بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 86‬‬
‫‪3‬اٌموؽج‪( :ٟ‬أث‪ ٟ‬ػجل هللا دمحم ثٓ أؽّل األٔظبه‪ ،)ٞ‬اٌغبِغ ألؽىبَ اٌموآْ‪ ،‬هاعؼٗ ‪ٚ‬ػجطٗ‪ :‬دمحم اثوا٘‪ ُ١‬اٌؾفٕب‪،ٞٚ‬‬
‫اٌمب٘وح‪ ،‬كاه اٌؾل‪٠‬ش‪٘1428 ،‬ـ‪ ،َ2007 ،‬ط‪ ،3‬ص‪.354‬‬
‫‪ 4‬دمحم ػٍ‪ ٟ‬اٌظبث‪ :ٟٔٛ‬طف‪ٛ‬ح اٌزفبٍ‪١‬و‪( ،‬ك‪ ،)َ.‬األفك ٌٍطجبػخ ‪ٚ‬إٌشو‪٘1424 ،‬ـ‪ ،َ2004 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.149‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫لمعداء‪ 1‬خالد بن ىوذة‪:‬‬


‫أ‪ -‬وثيقة بيع ممموكة ّ‬

‫العداء بن خالد بن ىوذة من دمحم‬ ‫"بسم هللا الرحمان الرحيم‪ ،‬ىذا ما اشترى ّ‬
‫‪2‬‬
‫رسول هللا‪ ،‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬اشترى منو عبدا أو أمة عمى أن ال داء وال غائمة وال خبثة‬
‫بيع المسمم لممسمم"‪.3‬‬

‫وثيقة صدقة األرقم‪ 4‬بداره‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫"بسم هللا الرحمان الرحيم‪ ،‬ىذا ما قضى األرقم في ربعو ما حاز الصفا َّإنيا‬
‫محرمة بمكانيا من الحرم ال تباع وال تورث‪ ،‬شيد ابن العامر وفالن مولى‬
‫ىشام بن العاص"‪.5‬‬

‫ج‪ -‬وثيقة صمح الحديبية‪:‬‬


‫" ىذا ما صالح عميو دمحم بن عبد هللا‪ ،‬سييل بن عمرو‪ ،‬اصطالحا عمى‬
‫وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيين الناس‪ ،‬ويكف بعضيم عن‬
‫بعض‪.6"...‬‬

‫‪ ٛ٘ 1‬اٌظؾبث‪ ٟ‬اٌغٍ‪ :ً١‬اٌؼلّاء ثٓ فبٌل ثٓ ٘‪ٛ‬مح ثٓ فبٌل ثٓ هث‪١‬ؼ‪ ٝ‬ثٓ ػّو‪ ٚ‬ثٓ ػبِو ثٓ هث‪١‬ؼخ ثٓ ػبِو ثٓ طؼظؼخ‪،‬‬
‫أٔظو‪ :‬اثٓ ٍؼل‪( :‬دمحم ثٓ ِٕ‪١‬غ اٌي٘و‪ ( )ٞ‬د ‪ ،)ٖ230‬وزبة اٌطجمبد اٌىج‪١‬و‪ ،‬رؼ‪ :‬ػٍ‪ ٟ‬دمحم ػّو‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘وح‪ِ ،‬ىزجخ‬
‫اٌقبٔغ‪ ،َ2001 ،ٖ1421 ،ٟ‬ط‪ ،96‬ص‪.50‬‬
‫‪2‬اٌلاء ِب كٌٌ ف‪ ِٓ ٗ١‬ػ‪١‬ت ‪٠‬قف‪ ٝ‬أ‪ ٚ‬ػٍخ ثبؽٕخ ال رو‪ٚ ،ٜ‬اٌقجضخ‪ ،‬أْ ال ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ؽ‪١‬جخ ‪ٚ‬اٌغبئٍخ أْ ال ‪َ٠‬زؾمٗ َِزؾك ثٍِّهٍ‬
‫طؼ ٌٗ‪ ،‬ف‪١‬غت ػٍ‪ ٝ‬ثبئؼٗ هك اٌضّٓ ٌٍّشزو‪ٚ ،ٞ‬وً ِٓ أٍِه ش‪١‬ئب فمل غبٌٗ ‪ٚ‬اغزبٌٗ‪ ،‬أٔظو اثٓ ِٕظ‪ٛ‬ه‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪،‬‬
‫ِظ‪ ،2‬ص‪.143‬‬
‫‪3‬اثٓ ٍؼل‪ ،‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪51‬؛ّ٘بي‪:‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص ‪89‬؛ ػجل اٌط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬‬
‫ص‪.47‬‬
‫‪ 4‬أهلُ ثٓ أث‪ ٟ‬األهلُ اثٓ أٍل ثٓ ػجل هللا ثٓ ػّو‪ ٚ‬ثٓ ِقي‪ ،َٚ‬وبٔذ كاهٖ ثّىخ ػٍ‪ ٝ‬اٌظفب ‪ ٟ٘ٚ‬اٌلاه اٌز‪ ٟ‬وبْ إٌج‪ٟ‬‬
‫ػٍ‪ ٗ١‬اٌظالح ‪ٚ‬اٌَالَ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ف‪ٙ١‬ب أ‪ٚ‬ي اإلٍالَ‪ِ ،‬بد ٍٕخ ‪٘55‬ـ‪ ،‬أٔظو‪ :‬اثٓ ٍؼل‪ ،‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.224 ،223‬‬
‫‪ٔ 5‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪224‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪، 1‬ص ‪. 50‬‬
‫‪ 6‬اثٓ ٘شبَ ‪( :‬اإلِبَ أث‪ ٛ‬دمحم ػجل اٌٍّه اٌؾّ‪١‬و‪ ٞ‬اٌّؼبفو‪( ) ٞ‬د ‪ )213‬اٌَ‪١‬وح إٌج‪٠ٛ‬خ‪ ،‬رؼٍ‪١‬ك‪ :‬ػّو ػجل اٌَالَ رلِو‪،ٞ‬‬
‫رلِو‪ ،ٞ‬ؽ‪ ،3‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌىزبة اٌؼوث‪ ،1990 ،ٟ‬ط‪ ،3‬ص‪264 ،263‬؛ أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪. 49‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫كقد التزـ بيا الصحابة رضكاف هللا عمييـ‪ ،‬قاؿ ابف بري‪" :‬كفى بعمم الوثائق‬
‫شرفا وفخ ار انتحال أكابر التابعين ليا وقد كان الصحابة رضي هللا عنيم‬
‫يكتبونيا عمى عيد النبي ملسو هيلع هللا ىلص وبعده"‪.1‬‬

‫نشأة وتطور عمم الوثائق في اإلسالم‪:‬‬

‫بدأ التكثيق مع بداية اإلسالـ‪ ،‬فقد كاف الرسكؿ (ملسو هيلع هللا ىلص)‪ ،‬حريصا عمى تدكيف‬
‫الكتابة‪ ،‬كقد كاف ليذا الحرص األثر البالغ عمى انتشار الكتابة كالقراءة في‬
‫المدينة المنكرة‪ ،‬ففي غزكة بدر كاف فداء أسرى المشركيف أربعة آالؼ إلى ما‬
‫دكف ذلؾ كمف لـ يكف بحكزتو ىذا المبمغ‪ ،‬كاف فداءه تعميـ عشرة غمماف مف‬
‫غمماف المدينة‪ ،‬فكاف الصحابي الجميل زيد بف ثابت مف الذيف تعممكا‪ ،2‬كالذي‬
‫سيككف فيما بعد أحد كتاب النبي (ملسو هيلع هللا ىلص)‪.3‬‬

‫ٍ‬
‫معيف مف الكتابة‪،‬‬ ‫لقد استعمل الرسكؿ (ملسو هيلع هللا ىلص) العديد مف الكتَّاب ككمفيـ بنكٍع‬
‫مثل‪ :‬عبد هللا بف األرقـ كالعالء بف عقبة رضي هللا عنيما فقد كانا "يكتبان بين‬
‫الناس المداينات وسائر العقود"‪ ،‬كالزبير بف العكاـ كجييـ بف الصمت (رضي‬
‫‪4‬‬
‫أف‬
‫هللا عنيما)‪ ،‬كانا "يكتبان أموال الصدقات" ‪ .‬مف خالؿ ىذه النصكص يتبيف ّ‬
‫المسمميف كانت ليـ دراية بالكثائق كالشركط‪.‬‬

‫أف أقدـ كثيقة‪ ،‬تمؾ التي سجمت عمى النبي (صمى هللا‬
‫كيذكر أحد الباحثيف ّ‬
‫‪5‬‬
‫عميو كسمـ)‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك ط‪ ،1‬ص‪.32‬‬


‫‪2‬اثٓ ٍؼل‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪20‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪ 3‬اٌَّؼ‪ٛ‬ك‪( :ٞ‬أث‪ ٛ‬اٌؾَٓ ػٍ‪ ٟ‬ثٓ اٌؾَ‪ ( )ٓ١‬د‪٘346‬ـ)وزبة اٌزٕج‪ٚ ٗ١‬اإلشواف‪١ٌ ،‬لْ‪ِ ،‬طجؼخ ثو‪ ،1893 ،ً٠‬ص‪.283‬‬
‫‪ 4‬اٌَّؼ‪ٛ‬ك‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪282‬؛ ّ٘بي‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪5‬اٌغ‪١‬ل‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.117‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫"بسم هللا‬ ‫لمعداء بف خالد بف ىكذة‪ 1‬كنصيا‪:‬‬


‫كتتعمق ببيع مممككو ّ‬
‫الرحمان الرحيم‪ ،‬ىذا ما اشترى ّ‬
‫العداء بن خالد بن ىوذة من دمحم رسول هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬اشترى منو عبدا أو أمة عمى أن ال داء وال غائمة وال خبثة بيع المسمم‬
‫لممسمم"‪.2‬‬

‫كقد اقتدى المسممكف فيما بعد بيذه الكثيقة النبكية‪ ،‬حيث استخدمكا صيغة‪:‬‬
‫"ىذا ما اشترى ‪ ،"...‬كىك ما طبقو اإلماـ أبك حنيفة النعماف (رحمياهلل)‪ ،‬يقكؿ‬
‫السرخسي‪" :‬إّنما اختار أصحابنا رحميم هللا ىذا المفع اقتداء بالكتاب والسنة‬
‫فإن هللا تعالى قال ىذا ما توعدون ولكل ّأواب حفيع ولم يقل ىذا كتاب فيو‬‫ّ‬
‫ذكر ما توعدون ولما اشترى دمحم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص من العداء بن خالد بن‬
‫ىوذةالحنيفي وال شك أن األحسن ما وافق الكتاب والسنة"‪.3‬‬

‫بدأ عمـ الكثائق صغي ار ثـ بدأ يكبر كيكثر‪ ،‬فصار بذلؾ عمما مستقال‬
‫بذاتو‪ ،4‬كذلؾ راجع إلى اتساع الدكلة اإلسالمية‪ ،‬يقكؿ ابف خمدكف‪" :‬والصنائع‬
‫إّنما تكثر في األمصار‪ ،‬وعمى نسبة عمرانيا في الكثرة‪ ،‬أل ّنو أمر زائد عمى‬
‫المعاش‪ ،‬فمتى فضمت أعمال أىل العمران عن معاشيم انصرفت ما وراء‬
‫المعاش من التصرف في خاصية اإلنسان وفي العموم والصنائع"‪.5‬‬

‫أوائل المؤلفين في عمم الوثائق‪:‬‬

‫‪ 1‬اٌغؤبؽ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.74‬‬


‫‪ 2‬اثٓ ٍؼل‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪51‬؛ وبٔذ اٌؼوة ف‪ ٟ‬اٌغبٍ٘‪١‬خ ‪٠‬فززؾ‪ ْٛ‬وزج‪ ُٙ‬ثٍفع "باسمك اللهم" ‪ٌّٚ‬ب عبء‬
‫اإلٍالَ فمل اٍز‪ٍٙٙ‬ب ثبٌجٍَّخ‪ ،‬أٔظو اٌَّؼ‪ٛ‬ك‪ٔ ،ٞ‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 259‬‬
‫‪3‬اٌَوفَ‪(:ٟ‬شٌّ اٌل‪ ٓ٠‬ثٓ ٍ‪( )ًٙ‬د‪٘483‬ـ) وزبة اٌّجَ‪ٛ‬ؽ‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌّؼوفخ‪( ،‬ك‪.‬د)‪ ،‬ط‪ ،30‬ص‪169 ،168‬؛‬
‫ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 90،91‬‬
‫‪4‬اٌغ‪١‬ل‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ 5‬اثٓ فٍل‪ ٌٟٚ(:ْٚ‬اٌل‪ ٓ٠‬أث‪ٛ‬ى‪٠‬ل ػجل اٌوؽّبْ اٌؾؼوِ‪( )ٟ‬د ‪٘808‬ـ) ِملِخ اثٓ فٍل‪ِ ،ْٚ‬واعؼخ‪ ً١ٍٙ :‬ىوبه‪،‬‬
‫ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌفىو‪٘1421 ،‬ـ‪ ،َ2001 ،‬ص‪. 548‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫السباقة في تصنيف الكتب‬


‫أف المدرسة الحنفية ىي ّ‬
‫ذكرت بعض المصادر ّ‬
‫في عمـ الكثائق‪ ،‬فقد ذكر كل مف الّنديـ كحاجي خميفة أف ىالؿ بف يحيى‬
‫بنالمسمـ الرأي البصري الحنفي (ت ‪245‬ق)‪ ،‬أكؿ مف أّلف في عمـ الشركط‪،1‬‬
‫‪2‬‬
‫أف كتاب ىالؿ ال يزاؿ مفقكدا كاّنما‬
‫كاسـ كتابو "كتاب تفسير الشروط" ‪ ،‬غير ّ‬
‫كصمتنا منو أجزاء‪ 3‬في كتاب أبك جعفر الطحاكي (‪321 ،229‬ق) كاسـ كتاب‬
‫الطحاكي ىك "كتاب الشروط الصغير"‪ ،4‬كىذا الكتاب يعتبر أقدـ كتاب يصمنا‬
‫في عمـ الكثائق‪.5‬‬

‫كقد انتقمت حركة التأليف في عمـ الكثائق إلى المذاىب األخرى‪ ،‬فنجد أبك‬
‫نكر إبراىيـ بف خالد الكمبي البغدادي (‪240‬ق) كىك شافعي المذىب‪ ،‬كفي‬
‫المذىب الظاىري‪ ،‬فقد ألف أبك سميماف داكد عمي األصفياني (ت‪270‬ق)‪،‬‬
‫أف دمحم‬
‫كتاب الكثائق في ثالثة آالؼ كرقة‪ ،‬أما المذىب المالكي فيذكر البعض ّ‬
‫بف عبد هللا بف عبد الحكـ (ت‪268‬ق) أكؿ مف صنف في عمـ الكثائق أك‬
‫الشركط‪ ،6‬ذكر ابف فرحكف كتابو باسـ‪" :‬كتاب الوثائق والشروط"‪ ،7‬إضافة إلى‬
‫إلى عبد الممؾ بف الحسف زكناف (‪232‬ق)‪ ،‬الذي ترؾ كتابا اسمو "كتاب‬
‫الوثائق"‪.8‬‬

‫‪ 1‬اثٓ إٌل‪( :ُ٠‬أث‪ ٛ‬اٌفوط دمحم ثٓ أث‪٠ ٟ‬ؼم‪ٛ‬ة اٍؾك اٌّؼو‪ٚ‬ف ثبٌ‪ٛ‬هاق)(د‪ )383‬اٌف‪ٙ‬وٍذ‪ ،‬رؼ‪ :‬هػب رغلّك‪( ،‬ك‪.‬د)‪،‬‬
‫ص‪258‬؛ ؽبع‪ ٟ‬فٍ‪١‬فخ‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ,‬ظ ‪ ,2‬ص‪1046‬؛ ّ٘بي‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 73‬‬
‫‪ 2‬اثٓ إٌّل‪ :ُ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪258‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 74‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌَالَ ٘ ّّبي‪١ٍ" :‬ب لبد ر‪ٛ‬ظ‪١‬ف وزت اٌ‪ٛ‬صبئك ‪ٚ‬اٌَغالد ف‪ِ ٟ‬ظٕفبد اٌفزب‪ٚ ٜٚ‬إٌ‪ٛ‬اىي"‪ِ ،‬غٍخ ػظ‪ٛ‬ه اٌغل‪٠‬لح‪،‬‬
‫عبِؼخ ‪٘ٚ‬واْ‪ ،‬ػلك‪( ،13‬هث‪١‬غ أثو‪٘1435 ً٠‬ـ ‪ ،)َ2014 -‬ص‪.47‬‬
‫‪4‬اثٓ إٌل‪ :ُ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪260‬؛ ؽبع‪ ٟ‬فٍ‪١‬فخ‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ,‬ظ ‪ ,2‬ص‪1046‬؛ ّ٘بي‪ :‬ػٍُ اٌ‪ٛ‬صبئك ثبألٔلٌٌ‪،‬‬
‫ص‪75 ،74 ،‬‬
‫‪ّ٘ 5‬بي‪ :‬اٌّمبي اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 47‬‬
‫‪ 6‬أٔظو‪ِ :‬ملِخ رؾم‪١‬ك وزبة اٌىفب‪٠‬خ ف‪ ٟ‬ػٍُ اٌىزبثخ‪ٌّ ،‬ؾّل اٌزجو‪٠‬ي‪ ،ٞ‬رؼ‪ :‬ثله‪ ٞ‬دمحم ف‪ٙ‬ل‪ ،‬ػّبْ‪٘1425 ،‬ـ‪،َ2004 ،‬‬
‫ص‪.36 ،34 ،33‬‬
‫‪7‬اثٓ فوؽ‪( :ْٛ‬اثوا٘‪ ُ١‬ثٓ ٔ‪ٛ‬ه اٌل‪ ٓ٠‬اٌّبٌى‪()ٟ‬د ‪٘799‬ـ)‪ ،‬اٌل‪٠‬جبط اٌّن٘ت ف‪ِ ٟ‬ؼوفخ أػ‪١‬بْ اٌّن٘ت‪ ,‬رؼ‪ِ :‬ؤِ‪ ْٛ‬ثٓ‬
‫ِؾ‪ ٟ‬اٌل‪ ٓ٠‬اٌغٕبْ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌىزت اٌؼٍّ‪١‬خ‪ ،1996 ،‬ص‪.331‬‬
‫‪ّ٘ 8‬بي‪ :‬ػٍُ اٌ‪ٛ‬صبئك ثبألٔلٌٌ‪ ،‬ص‪.234‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫عمم الوثائق في بالد المغرب‪:‬‬

‫إف التكثيق ببالد المغرب االسالمي مف الفتح إلى المائة الثالثة لميجرة‪،‬‬
‫كاف في شكل كثائق كعقكد تكتب بأسمكب كاضح كمكجز مع اإلقتصار عمى‬
‫مكضكع الكثيقة كايراده بنمط عربي فصيح‪ ،‬ك ماىك إال امتداد لعصر الرسكؿ –‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص – كالصحابة كالتابعيف‪ ،‬الذي كاف يمتاز بالكضكح كالسيكلة كعدـ التكمف ‪.1‬‬

‫كلعل أقدـ مصنف بالمغرب االسالمي كثائق ابف عبدكس القيركاني ( ت‬


‫‪260‬ىػ‪ 874 /‬ـ )‪ ،‬كأىتـ عمماء المغرب االسالمي بالتكثيق خاصة المائة‬
‫السادسة لميجرة كما صنفكا في ىذا الفف المصنفات المتعددة مثل ‪ " :‬النياية‬
‫كالتماـ " لعمي المتيطي ( ت ‪570‬ق‪1174/‬ـ)‪ ،‬ككانت مؤلفات التكثيق متخمطة‬
‫باألحكاـ؛ أي الجمع بيف جانبي التكثيق النظري ك التطبيقي‪ ،‬كبرزت ظاىر‬
‫جديدة في المائة السابعة لميجرة تمثمت في نظـ الكثائق‪.‬‬

‫أما المائة الثامنة كما بعدىا فقد كانت إيذانا بتطكر حركة التأليف‬
‫كانتعاشيا في فف التكثيق المختمط باألحكاـ‪ ،‬حيث تنافس المكثقكف في صياغة‬
‫كثائقيـ كل حسب فقيو كدرجة عممو كقدرة استيعابو‪ ،‬مما أدى الى تضخـ‬
‫الكثائق الفقيية كتكاثر عددىا‪ 2‬ككثائق أبي الركح الزكاكي المنكالتي‪ ،‬ك كثائق‬
‫الفشتالي‪ ،3‬كفي القرف التاسع اليجري ظير الفقيو أبكالعباس أحمد‬
‫الكنشريسي ‪،‬مؤلف غنية المعاصر كالتالي شرح فيو كثائق الفشتالي‪،‬كالمنيج‬
‫الفائق كالمنيل الالئق الذي لك تـ ألغني عف أي كتاب في ىذا الفف‪.4‬‬

‫عمم الوثائق باألندلس‪:‬‬

‫‪ 1‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ ،‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط ‪،1‬ص ‪.397‬‬


‫‪2‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ٔ ،‬فَٗ ‪،‬ط‪ ،1‬ص ‪.400‬‬
‫‪ٔ3‬فَٗ‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪4‬اٌغ‪١‬ل‪ ،ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫مما الشؾ فيو أف األندلس عرفت كظيفة القضاء‪ ،‬فقد كاف القاضي يكتب‬
‫الكثائق كيمارس القضاء في الكقت ذاتو‪ ،‬غير أنو ظير انفصاؿ بيف الكظيفتيف‬
‫فيما بعد‪ ،‬كمع بداية افتتاح األندلس لـ يعرؼ التكثيق أي مصنف‪ ،‬ك إنما كاف‬
‫تحريرالعقكد التي تعتمد عمى التمكف مف المغة العربية‪ ،‬كأسمكب الكتابة‪.1‬‬

‫كمف أقدـ مصنفات عمـ الكثائق األندلسية في المائة الثالثة لميجرة ىي‪:‬‬
‫تأليف عبد الممؾ بف زكناف بف الحسف (‪232‬ق‪847،‬ـ)‪ ،‬كيحيي بف يحيي‬
‫الميثي(‪234-152‬ق) ‪ ،‬كعبد الممؾ بف حبيب السممي(ت‪238‬ق)‪ 2‬كغيرىـ‬
‫‪،‬كىكالء ىـ الركاد في التأليف في عمـ الكثائق ‪.3‬‬

‫كبعدىا اىتـ األندلسيكف بيذا العمـ اىتماما كبي ار كبرعكا فيو براعة فائقة في‬
‫التأليف ‪ -‬ككما أسماىا أحد الباحثيف بعصر النيضة في التدكيف في عمـ‬
‫الكثائق‪ 4-‬حيث جاءت مصنفاتيـ متعددة األشكاؿ‪ ،‬كتكاثرت المؤلفات ‪،‬كأبزر‬
‫المؤلفيف نذكر‪ :‬يحيي بف إبراىيـ بف مزيف(ت‪259‬ق)‪ ، 5‬كدمحم بف سعيد ابف‬
‫الممكف‪ ،6‬كابراىيـ بف القاسـ بف ىالؿ(ت‪282‬ق)‪،7‬ك مكسى الكتد‪ ،‬كدمحم بف‬
‫العطار‪ ،‬كابف اليندي‪ ،‬كدمحم بف أبي زمنيف‪.8‬‬

‫كقد ازدىر التأليف في عمـ الكثائق بعد سنة‪400‬ق‪ ،‬كلعل أبرز المؤلفيف‬
‫التي نشير إلييا‪ :‬أبك عمر بف عفيف(ت‪410‬ق)‪ ،‬القاضي ابف الصفار أبك‬

‫‪ّ٘ 1‬بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك ‪ ،‬ص‪126 ،123 ،121‬‬


‫‪ 2‬اٌقشٕ‪(:ٟ‬دمحم ثٓ اٌؾبهس)(د‪٘361‬ـ‪ )َ 971/‬أفجبه اٌفم‪ٙ‬بء ‪ٚ‬اٌّؾلص‪ ،ٓ١‬رؼ‪ِ :‬به‪٠‬ب ٌ‪١ٍٛ‬ب‪ٕ١ٌِٛ ٌ٠ٌٛٚ ،‬ب‪ِ ،‬له‪٠‬ل‪،‬‬
‫اٌّغٌٍ األػٍ‪ٌ ٝ‬ألثؾبس اٌؼٍّ‪١‬خ ِؼ‪ٙ‬ل اٌزؼب‪ِ ْٚ‬غ اٌؼبٌُ اٌؼوث‪ ،َ1991 ،ٟ‬ص‪244،245،348‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ‪،‬‬
‫ص‪232،234،237،238‬‬
‫‪ّ٘ 3‬بي‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪232‬‬
‫‪ّ٘4‬بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪،‬ص‪. 239‬‬
‫‪ 5‬اثٓ اٌفوػ‪(:ٟ‬أث‪ ٛ‬اٌ‪١ٌٛ‬ل ػجل هللا ثٓ دمحم ثٓ ‪ٍٛ٠‬ف األىك‪()ٞ‬د‪٘ 403‬ـ) ربه‪٠‬ـ اٌؼٍّبء ‪ٚ‬اٌو‪ٚ‬اح ٌٍؼٍُ ثبألٔلٌٌ‪ٔ،‬شو‪:‬‬
‫ػيد اٌؼطبه‪ ،‬ؽ‪،2‬اٌمب٘وح‪ِ ،‬ىزجخ اٌقبٔغ‪٘1408 ،ٟ‬ـ‪،َ1988 ،‬ط‪ ،2‬ص ‪178‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 240‬‬
‫‪ 6‬أٔظو روعّزٗ ف‪ ،ٟ‬اٌقشٕ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪ 154‬؛ ّ٘بي ‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 241‬‬
‫‪7‬أٔظوروعّزٗ ف‪ ،ٟ‬اثٓ اٌفوػ‪ ، ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 19‬‬
‫‪ّ٘8‬بي‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 246،248،‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫بف‬ ‫مسعكد‬ ‫بف‬ ‫دمحم‬ ‫عقب‪429‬ق)‪،‬‬ ‫القرطبي(ت‬ ‫مغيث‬ ‫بف‬ ‫الكليد‬


‫مفرج(ت‪501‬ق)‪،‬خمف بف سميماف بف فتحكف(ت‪505‬ق)‪ .1‬كقد اشتير في‬
‫العصر المكحدي كل مف‪:‬عمي بف عبد هللا المتيطي(ت‪570‬ق)‪ ،‬الذي اشتير‬
‫بكتابو‪":‬النياية والتمامفي معرفة االحكام"‪ ،‬كالجزيري (ت‪585‬ق)‪ ،‬المشيكر‬
‫بكتابو في التكثيق"المقصد المحمود في تمخيص العقود"‪ ،‬إضافة إلى ىاركف بف‬
‫أحمد بف عات النفزي(ت‪582‬ق)‪ ،‬صاحب كتاب "الطرر عمى الوثائق‬
‫المجموعة" كغيرىـ‪.2‬‬

‫عالقة عمم الوثائق بالعموم األخرى‪:‬‬

‫جمية في عمـ‬
‫الصمة تظير ّ‬
‫إف لعمـ الكثائق صمة بعدة عمكـ‪ ،‬كلعل ىذه ّ‬ ‫ّ‬
‫الفقو كاإلنشاء‪ ،‬كالقضاء‪ ،‬كالتاريخ‪.‬‬

‫عالقة عمم الوثائق بعمم الفقو‪:‬‬

‫يعتبر عمـ الفقو أحد العمكـ التي ليا صمة بعمـ الكثائق تصل إلى حد‬
‫التداخل بينيما‪ ،‬إذ بالفقو تحدد أحكاـ الكقائع كتضبط كجكه التصرفات‪ ،‬كيميز‬
‫صحيح العقكد مف فاسدىا‪ ،3‬كقد َعَّده أحد العمماء التكثيق ثمرة مف ثمرات الفقو‬
‫فقاؿ‪" :‬فجمعت فصوليا وربطت أصوليا وأثبت الحذقة أفنانيا ومن القناة‬
‫ألن ثمرة الف الفقو الوثائق"‪ ،4‬كقاؿ كبرى زادة‪" :‬عمم الشروط‬‫سنانيا‪ّ ،‬‬
‫‪5‬‬ ‫ِ‬
‫السجالت باعتبار مضمونو وفحواه من فروع الفقو"‬
‫و ّ‬

‫‪ّ٘1‬بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك ‪ ،‬ص‪.250،256،257،263‬‬


‫‪ّ٘2‬بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪،‬ص‪. 268 ،267‬‬
‫‪ 3‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ 4‬اٌغؤبؽ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 5‬وجو‪ ٜ‬ىاكح‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،‬ص‪.240‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫أف طالب العمـ ال يسمى فقييا إال إذا برع في عدة‬


‫كقد ذكر أحد العمماء ّ‬
‫عمكـ منيا عقد الكثائق فقاؿ‪" :‬ويحكم عقد الوثائق ويعرف عمميا"‪.1‬‬

‫عالقة عمم الوثائق بعمم اإلنشاء‪:‬‬

‫ىناؾ ارتباط كثيق بيف عمـ الكثائق كعمـ اإلنشاء‪ ،‬فالبد لممكثق أف يككف‬
‫عبر‬
‫عمى دراية بالمغة العربية مف حيث األلفاظ‪ ،‬كالنحك‪ ،‬كاألعراب‪ ،...‬كىك ما ّ‬
‫عنو الجزيري فقاؿ‪" :‬ومدار التوثيق عمى معرفة األحكام‪ ،‬والفيم لمعاني الكالم‬
‫وسد‬
‫فإذا رام العاقد المحسن عقدا من العقود ربط أصولو‪ ،‬وى ّذب فصولو‪ّ ،‬‬
‫مسالك الخمل‪ ،‬وعّفى موارد الزلل‪ ،‬حتى ال يجد الناقد مدخال لمحل‪ ،‬وال لينا في‬
‫العَمل"‪.2‬‬
‫األلفاظ يتأتى فييا الفصل َ‬
‫عالقة عمم الوثائق بالقضاء‪:‬‬

‫عده ابف خمدكف مف الكظائف التابعة‬ ‫ارتبط عمـ الكثائق بالقضاء‪ ،‬فقد ّ‬
‫لمقضاء كحقيقتو تكمف في‪" :‬القيام عن إذن القاضي بالشيادة بين الّناس فيما‬
‫وك ْتبا في ِ‬
‫الس ِّجالت ُتح َف ُ‬
‫ع‬ ‫أداء عند التنازع َ ا‬
‫تحمال عند اإلشياد و ا‬
‫ا‬ ‫ليم وعمييم‬
‫بو حقوق الّناس وأمالكيم وديونيم‪ ،‬وسائر معامالتيم"‪ ،3‬كقد ذكر الماكردي‬
‫أف مف صفات القاضي‪":‬أن يكون فقييا بأحكام كتابتو‪ ،‬وما يختص بالشروط‬‫ّ‬
‫من المحاضر‪4‬والسجالت"‪.5‬‬

‫‪ 1‬ػ‪١‬بع‪( :‬اٌمبػ‪ ٟ‬ػ‪١‬بع ثٓ ِ‪ ٍٝٛ‬ثٓ ػ‪١‬بع اٌَجز‪()ٟ‬د ‪٘ 544‬ـ)‪ ،‬رور‪١‬ت اٌّلاهن ‪ٚ‬رمو‪٠‬ت اٌَّبٌه ٌّؼوفخ أػالَ‬
‫ِن٘ت ِبٌه‪ ،‬رؼ‪ِ :‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ األٍبرنح‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اٌّغوة األلظ‪ِ ،ٝ‬طجؼخ فؼبٌخ‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.151‬‬
‫‪ 2‬اٌغي‪٠‬و‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.26 ،3‬‬
‫‪ 3‬اثٓ فٍل‪ :ْٚ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.280‬‬
‫‪ 4‬اٌّؾؼو‪ ٛ٘ :‬ؽىب‪٠‬خ اٌؾبي ‪ِٚ‬ب عو‪ ٜ‬ث‪ ٓ١‬اٌّزٕبىػ‪ ِٓ ٓ١‬كػ‪ٚ ٜٛ‬الواه ‪ٚ‬أىبه ‪ٚ‬ث‪ٕ١‬خ ‪ ،ٓ١ّ٠ٚ‬أٔظو اٌّب‪ٚ‬هك‪:ٞ‬‬
‫اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ٔ 5‬فَٗ‪ ،‬ص‪.60‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫كنظ ار ليذه العالقة الكطيدة بيف التكثيق كالقضاء‪ ،‬فقد تقمد العديد مف‬
‫االبار‪" ،‬ولي القضاء‬
‫مؤلفي الكثائق منصب القضاء مثل‪ :‬ابف ككثر‪ ،‬قاؿ ابف ّ‬
‫ببعض الكور"‪.1‬‬

‫عالقة عمم الوثائق بعمم التاريخ‪:‬‬

‫اما لكتابة التاريخ‪ ،‬فيي تسمح لممؤرخ بالغكص في‬


‫مصدر ى ً‬
‫ًا‬ ‫تعد الكثائق‬
‫خبايا الماضي‪ ،‬كبذلؾ يستطيع التعرؼ عمى جكانب كثيرة لمجتمع ما‪.‬‬

‫كنظ ار لتنكع معمكمات الكثائق كاىتماماتيا بشؤكف حياة اإلنساف‪ ،‬فإنيا تكضح لنا‬
‫الحياة االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية‪ ...‬فعمى سبيل المثاؿ‪ :‬كثائق‪ :‬عقد‬
‫الزكاج أك المير‪ ،‬الطالؽ‪ ،‬أك النفقة‪ ...‬فإنيا تعطينا صكرة عف حياة األفراد مف‬
‫ّ‬
‫تصرفات كمعامالت كغيرىا‪ ،‬كبذلؾ يكشف المؤرخ مظي ار مف مظاىر الحياة‬
‫االجتماعية‪.2‬‬

‫أىمية عمم الوثائق‪:‬‬

‫احتفى الكثير مف العمماء بعمـ الكثائق كبياف شرفو‪ ،‬نظ ار ألىميتو كمكانتو‬
‫ٍ‬
‫في المجتمع‪ ،‬مف لحفع لحقكؽ ّ‬
‫الناس‪ ،‬كتسييل لمعامالتيـ‪ ،‬كحس ٍـ لنزاعاتيـ‪،‬‬
‫يقكؿ ابف مغيث مادحاً ّإياهُ‪" :‬عمم شريف يمجأ إليو في ذلك المموك وأىل‬
‫الظرف‪ ،‬والشرف‪ ،‬والسوقة"‪ .3‬كقد خصص لو الكنشريسي الباب الثاني مف‬
‫أن عمم الوثائق من أجل‬
‫كتابو لمحديث عف شرؼ ىذا العمـ‪ ،‬حيث يقكؿ‪" :‬اعمم ّ‬
‫وخطر إذ بيا تثبت الحقوق‪ ،‬ويتميز الحر من‬
‫اا‬ ‫قدرا‪ ،‬وأعالىا إنافة‬
‫العموم ا‬
‫الرقيق‪ ،‬ويتوثق بيا‪ ،‬لذا سميت وثا اقا‪ ،‬وقد وقعت اإلشارة إلى كثير من‬
‫ّ‬

‫‪1‬اثٓ األثبه‪ :‬اٌزىٍّخ ٌىزبة اٌظٍخ‪ ،‬اٌَفو األ‪ٚ‬ي‪ِ ،‬ل‪ٕ٠‬خ ِغو‪٠‬ؾ‪ِ ،‬طجغ ه‪ٚ‬فٌ‪ ،1886 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 2‬اٌشو‪٠‬ف ثٕجٍغ‪١‬ش‪" :‬أّ٘‪١‬خ ‪ٚ‬صبئك اٌمؼبء ‪ٍٚ‬غالرٗ ف‪ ٟ‬وزبثٗ اٌزبه‪٠‬ـ اٌؾل‪٠‬ش اٌ‪ٛ‬صبئك اٌز‪١َٔٛ‬خ أّٔ‪ٛ‬كعب"‪ ،‬آفبق اٌضمبفخ‬
‫‪ٚ‬اٌزواس‪ ،‬اإلِبهاد اٌؼوث‪١‬خ اٌّزؾلح‪ ،‬اٌؼلكاْ ‪( ،7ً ،26 ٚ25‬هث‪١‬غ األ‪ٚ‬ي ‪٘1420‬ـ‪ ،)َ1999 ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ 3‬اثٓ ِغ‪١‬ش‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪14‬؛ّ٘بي‪ :‬ػٍُ اٌ‪ٛ‬صبئك ثبألٔلٌٌ‪. 80 ،‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫عز وجل"‪ ،1‬كما كصفو السرخسي بقكلو‪":‬اعمـ‬


‫مقدماتيا ولواحقيا من كتاب هللا ّ‬
‫أف عمـ الشركط مف آكد العمكـ كأعظميا صفة"‪.2‬‬

‫كنظ ار ليذه األىمية التي اكتسبيا ىذا العمـ‪ ،‬فقد كاف يمقى عمى الطمبة في‬
‫حجرات التدريس‪ ،3‬كىك ما سمكو أىل األندلس في تربية أبنائيـ‪ ،‬كدليل ذلؾ قكؿ‬
‫الصبي عندىم إذا عقل‪ ،‬فإنسمكوا بو أمثل طريقة ليم‪،‬‬
‫ابف العربي‪" :‬وصار ّ‬
‫عمموه كتاب هللا ‪ ،‬فإذا حذقو‪ ،‬نقموه إلى األدب‪ ،‬فإذا نيض فيو‪،‬‬
‫حفظوه"الموطأ"‪ ،‬فإذا لقنو‪ ،‬نقموىإلى "المدونة" ثم ينقمونو إلى" وثائق ابن‬
‫العطار"‪ ،‬ثم يختمون لو إلى أحكام بن سيل"‪.4‬‬

‫فوائد عمم الوثائق‪:‬‬

‫إف لعمـ الكثائق أك التكثيق فكائد كمنافع جميمة‪ ،‬فحسب السرخسي ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬صيانة األموال‪ :‬فقد أمرنا هللا عز كجل بصيانتيا كعدـ إضاعتيا‪.5‬‬


‫قاؿ تعالى‪ " :‬وال تأ ْ ُكلُوا أ ْموال ُك ْم بٌْن ُك ْم بِ ْالب ِ‬
‫اط ِل "‪.6‬‬
‫حكما بيف المتعامميف‪،‬‬
‫ً‬ ‫فإف الكثيقة المكتكبة تصير‬
‫‪ -2‬قطع المنازعة‪ّ :‬‬
‫يرجعاف إلييا عند المنازعة‪ ،‬كمف خالليا يتـ القضاء عمى الفتنة‪ ،‬كبذلؾ ال يتج أر‬
‫أحدىما أف يجحد حق صاحبو‪ ،‬خكفا مف أف يشيد الشيكد عميو فينفضح بيف‬
‫الناس‪.7‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.21‬‬


‫‪ 2‬اٌَوفَ‪ :ٟ‬وزبة اٌّظله اٌَبثك‪،‬ط‪،30‬ص‪167‬؛ ّ٘بي‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 80‬‬
‫‪ّّ ٘ 3‬بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ 4‬اثٓ اٌؼوث‪ (: ٟ‬أث‪ٛ‬ثىودمحم ثٓ ػجل هللا اٌّؼبفو‪( )ٞ‬د‪٘ 543‬ـ) اٌؼ‪ٛ‬اطُ ِٓ اٌم‪ٛ‬اطُ‪ ،‬رؼ‪ :‬ػّبه ؽبٌج‪ ، ٟ‬اٌمب٘وح‪ِ ،‬ىزجخ‬
‫كاه اٌزواس‪( ،‬ك‪.‬د)‪ ،‬ص‪ 367‬؛ّ٘بي ‪ٔ،‬فَٗ‪،‬ص‪.164‬‬
‫‪5‬اٌَوفَ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،30‬ص‪.168‬‬
‫‪ 6‬اٌجموح‪ ،‬ا‪٠٢‬خ ‪٠ ،188‬مظل ثبٌجبؽً ثّؼٕ‪ ٝ‬اٌيائً اٌنا٘ت‪ ٛ٘ٚ ،‬اٌّبي اٌؾواَ وبٌَولخ ‪ٚ‬اٌمّبه ‪ٚ‬اٌوثب‪ ،‬أٔظو‪ :‬اٌظبث‪،ٟٔٛ‬‬
‫اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.103‬‬
‫‪ 7‬اٌَوفَ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪168‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 93‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول ــــــــــــــــــ علم الوثائق مفهومه وأهميته‬

‫‪ -3‬التحرز عف العقكد الفاسدة‪ :‬حيث يحمل الكاتب المتعامميف عمى‬


‫ا لتحرز مف العقكد الفاسدة إذا رجعا إليو ليكتب ليما‪.1‬‬
‫‪ -4‬رفع االرتياب‪ :‬حيث ال يبقى ألحدىما ريبة عند رجكعيا إلى الكتاب‪،‬‬
‫فإف الكرثة يجدكف الحقكؽ محفكظة في الكثيقة‪.2‬‬
‫كحتى بعد مكتيا‪ّ ،‬‬

‫‪1‬اٌَوفَ‪ٔ ،ٟ‬فَٗ ‪.‬‬


‫‪َ.ْ2‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫مصادر كثائق المعيار‬


‫لمكنشريسي‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫كانت مصادر الكنشريسي‪ ،1‬التي عاد إلييا كاستفاد منيا‪ ،‬كثيرة كمتنكعة‪،‬‬
‫فقد نقمفي كتابو المعيار مجمكعة متنكعة مف الكثائق‪ ،‬لمؤلفيف مف المغرب‬
‫كاألندلس‪ ،‬حيث استفاد الكنشريسي كثي ار مف مكتبة دمحم الغرديس‪ 2‬بفاس‪ ،‬التي‬
‫كانت المصدر األساسي لمعياره‪ ،‬فقد إحتكت الكثير مف نفائس كتب المغرب‬
‫كاألندلس مثل كتب النكازؿ‪ ،‬كالكثائق‪...3‬‬

‫كقد كاف لمكنشريسي طريقة عمل في مكتبة دمحم الغرديس‪ ،‬التي كانت ليا‬
‫أىمية كبيرة‪ ،‬لما ليا مف مصنفات قيمة كمتنكعة‪ ،‬حيث‪":‬احتكت عمى فنكف العمـ‬
‫كالتصانيف المعتبرة في النكازؿ كغيرىا"‪ ،4‬كليذا كانت طريقة عممو متميزة في‬
‫الناشر‪" :‬أف‬
‫تعاممو مع ىذه المؤلفات كىك ماأفادنا بو‪ ،‬يقكؿ صاحب دكحة ّ‬
‫كتبو كميا مكرقة غير مسفرة‪ ،‬ككانت لو عرمة يمشي إلييا في كل يكـ كيجعل‬
‫حما ار يحمل عميو أكراؽ الكتب مف كل كتاب كرقتيف أك ثالثة‪ ...‬كيجعل تمؾ‬
‫األكراؽ عمى حدة صفيف كالدكاة في حزامو كالقمـ في يده كالكاغيد في األخرى‪،‬‬
‫كىك يمشي بيف الصفيف كيكتب النقكؿ في كل كرقة حتى إذا فرغ ما جمبيا عمى‬
‫المسألة قيد ما عنده كما يظير لو مف الرد كالقبكؿ"‪.5‬‬

‫‪ 1‬أث‪ ٛ‬اٌؼجبً أؽّل ثٓ ‪٠‬ؾ‪ ٝ١‬ثٓ دمحم ثٓ ػجل اٌ‪ٛ‬اؽل ثٓ ػٍ‪ ٟ‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪٘914-834( َٟ٠‬ـ‪ )1508-1431/‬فم‪ِ ،ٗ١‬بٌى‪ِٓ ،ٟ‬‬
‫رٍَّبْ ٌٗ رآٌ‪١‬ف وض‪١‬وح ِٕ‪ٙ‬ب‪ :‬اٌّؼ‪١‬به اٌّؼوة‪ٚ ،‬إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك ‪ٚ‬إٌ‪ ًٙ‬اٌوائك‪ ،‬أٔظو‪ :‬اٌزٕجىز‪(:ٟ‬أؽّل ثبثب)( د ‪٘963‬ـ)‬
‫ٔ‪ ً١‬اال ثز‪ٙ‬بط ثزطو‪٠‬ي اٌل‪٠‬جبط‪ ،‬اشواف‪ :‬ػجل اٌؾّ‪١‬ل ػجل هللا اٌ‪ٙ‬واِخ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ؽواثٌٍ‪١ٌ ،‬ج‪١‬ب‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬هاد وٍ‪١‬خ اٌلػ‪ٛ‬ح‬
‫اإلٍالِ‪١‬خ‪ ،َ1989 ،‬ص‪ ،136 ،135‬ف‪١‬و اٌل‪ ٓ٠‬اىهوٍ‪ :ٟ‬األػالَ لبِ‪ ًٛ‬رواعُ ألش‪ٙ‬و اٌوعبي ‪ٚ‬إٌَبء ِٓ اٌؼوة‬
‫‪ٚ‬اٌَّزؼوث‪ٚ ٓ١‬اٌَّزشول‪ ،ٓ١‬ؽ‪ ،15‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌؼٍُ ٌٍّال‪ ،2002 ،ٓ١٠‬ط‪ ،1‬ص‪.269‬‬
‫‪ 2‬دمحم ثٓ دمحم اٌغوك‪ ٌ٠‬اٌزغٍج‪ ،ٟ‬أؽل رالِ‪١‬ن اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬أفبك ش‪١‬قٗ ثقيأزٗ اٌؼٍّ‪١‬خ اٌم‪ّ١‬خ‪ ،‬ر‪ٛ‬ف‪ٍٕ ٟ‬خ ‪٘897‬ـ‪ ،‬أٔظو‪:‬‬
‫ف‪ٙ‬وً أؽّل إٌّغ‪ٛ‬ه‪ ،‬رؼ‪ :‬دمحم ؽمج‪ ،ٟ‬اٌوثبؽ‪ِ ،‬طج‪ٛ‬ػبد كاه اٌّغوة‪ ،َ1976 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 3‬إٌّغ‪ٛ‬ه‪ ،‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪ 51‬؛ أٔظو ِملِخ رؾم‪١‬ك وزبة اٌّؼ‪١‬به اٌّؼوة ‪ٚ‬اٌغبِغ اٌّغوة ػٓ فزب‪ ٜٚ‬أً٘‬
‫افو‪٠‬م‪١‬خ ‪ٚ‬األٔلٌٌ ‪ٚ‬اٌّغوة‪ ،‬ألث‪ ٟ‬اٌؼجبً أؽّل ثٓ ‪٠‬ؾ‪ ٝ١‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اشواف‪ :‬دمحم ؽغ‪ ،ٟ‬اٌوثبؽ‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬هاد ‪ٚ‬ىاهح‬
‫األ‪ٚ‬لبف ‪ٚ‬اٌشئ‪ ْٚ‬اإلٍالِ‪١‬خ‪٘1401 ،‬ـ‪ ،َ1981 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.10 ،9‬‬
‫‪4‬إٌّغ‪ٛ‬ه‪ٔ ،‬فَٗ ؛ ػف‪١‬فخ فو‪ٚ‬ث‪ :ٟ‬أط‪ٛ‬ي أث‪ ٟ‬اٌؼجبً اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ِٓ َٟ٠‬فالي اٌّؼ‪١‬به اٌّؼوة‪ ،‬اٌغيائو‪ ،‬كاه اٌجظبئو‬
‫ٌٍٕشو ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ى‪٠‬غ‪ ،2011،‬ط‪ ،1‬ص ‪.193‬‬
‫‪ 5‬اٌشفشب‪( :ٟٔٚ‬دمحم ثٓ ػَىو اٌؾَٕ‪ )ٟ‬ك‪ٚ‬ؽخ إٌبشو ٌّؾبٍٓ ِٓ وبْ ف‪ ٟ‬اٌموْ اٌؼبشو‪ ،‬رؼ‪ :‬دمحم ؽغ‪ ،ٟ‬ؽ‪ ،2‬اٌوثبؽ‪،‬‬
‫ِطج‪ٛ‬ػبد كاه اٌّغوة‪ ،َ1977 ،‬ص‪.48 ،47‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫عالقة الونشريسي بعمم الوثائق‪:‬‬

‫إف لمتكثيق صمة كثيقة بحياة الناس كتعامميـ فيما بينيـ‪ ،‬فالحاجة قائمة‬
‫بمعرفة أحكامو كآدابو‪ ،‬لتسير معامالتيـ كفق أحكاـ هللا تعالى كسنة نبيو‬
‫المصطفى – ملسو هيلع هللا ىلص –‪.‬‬

‫كيعتبر الكنشريسي أحد العمماء الذيف ألفكا في عمـ الكثائق‪ ،‬كلعل أبرز ما‬
‫ألفو في ىذا العمـ كتابو المنيج الفائق ك المنيل الرائق ك المعنى الالئق بآداب‬
‫المكثق ك أحكاـ الكثائق‪ ،‬كيقكؿ الكنشريسي في كتابو ىذا مادحا عمـ الكثائق‬
‫كسبب تأليفو ليذا المصنف‪ " :‬فإني لما رأيت عمم الوثائق من أجل ما سطر‬
‫فيقرطاس‪ ،‬و أنفس ما وزن في قسطاس‪ ،‬وأشرف مابو األموال‪ ،‬واألعراض‪ ،‬و‬
‫الدماء‪ ،...‬رأيت عمى إضاعتي و قمة بضاعتي أن أضع مقالة جامعة في‬
‫طريقتيا المثمى النافعة – إن شاء هللا – تحفع و تتمى‪ ،‬يحفظيا الذكي و‬
‫البميد‪ ،‬وينتفع بيا الشيخ والوليد و تغني من سار بسيرىا عن مطالعة الكثير‬
‫من غيرىا وترجمتيا ‪ :‬المنيج الفائق و المنيل الرائق‪ ،‬والمعنى الالئق بآداب‬
‫الموثق و أحكام الوثائق "‪. 1‬‬

‫يذكر الدكتكر ىماؿ عبد السالـ أف كتاب المنيج الفائق كتاب طريف في‬
‫عمـ الكثائق‪ ،‬ك أف مباحثو ذات أصالة في التأليف تميز بيا الكنشريسي عف‬
‫غيره مف الذيف سبقكه‪ ،‬كنظ ار ألىمية ىذا الكتاب فقد اىتـ بو طمبة العمـ ك‬
‫المكثقيف كانتفعكا بو‪ ،‬ألنو يدليـ عمى الطريقة التي بمكجبيا يتـ كتابة الكثيقة‬
‫كالسمكؾ األمث ل الذي يمتزـ بو المكثق‪ ،‬ك يتميز ىذا الكتاب حسب الدكتكر‬
‫بالميزة األندلسية البارزة عميو‪ ،‬ألف كبار فقياء المذىب المالكي عاشكا في‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك‪ ،‬ص ‪.3،5‬‬


‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫األندلس ككاف ليـ تأثير كبير في سائر أقطار الغرب االسالمي‪ ،‬فكاف‬
‫الكنشريسي أحد العمماء الذيف اطمعكا عمى التراث العممي ألىل األندلس‪.1‬‬

‫كقد قسـ الكنشريسي كتابو المنيل الى ستة عشرة بابا‪ ،‬تناكؿ فييا التكثيق‬
‫مف جكانب مختمفة فمثال‪ :‬كضع في الباب الثاني شرؼ عمـ الكثائق‪ ،‬كصفة‬
‫المكثق‪ ،2‬حيث استيمو بقكلو‪ " :‬اعمم أن عمم الوثايق من أجل العموم قد ار‬
‫وأعالىا إتافة وخطرا‪ ،‬إذ بيا تثبت الحقوق ‪ ،3"...‬كذكر في الباب الرابع‬
‫األمكر التي ينبغي لممكثق أف يتفطف الييا‪.4‬‬

‫كتميز الكنشريسي بشمكلو لجكانب التكثيق المختمفة التي تتناكؿ المكثق ك‬


‫الكثيقة ك الشيكد فييا حيث ذكرىا في الخمسة عشر بابا األكلى مف كتابو‬
‫السابق‪ ،‬كما عرض فتاكى ك نكازؿ كثرة في الباب السادس عشر لما لو عالقة‬
‫بالتكثيق ك اقتصر في ذلؾ عمى كتابي النكاح كالطالؽ كىما مف أىـ المكاضيع‬
‫التي يجب عمى المكثق أف يككف عمى عمـ بيا‪.5‬‬

‫كالالفت لإلنتباه أف الكنشريسي اشتير في عصره بمعرفة التكثيق كتمكنو‬


‫منو كىك ما عبر عنو أحمد المنجكر بقكلو‪ " :‬كتقدـ عمى أىل عصره في عقد‬
‫الشرط كالكثائق"‪ ،6‬كما أنو كاف متبح ار بالفقو لو فيو باع طكيل أكسبو شيرة‬
‫كاسعة‪ ،‬فأقبل الناس عميو بالفتيا كطمب العمـ‪ ، 7‬قاؿ المنجكر أيضا‪ ":‬الفقيو‬
‫الكبير‪ ،‬الحافع المحصل‪ ،‬النكازلي"‪.8‬‬

‫‪1‬‬
‫همال‪ :‬المرجع السابك‪ ،‬ص ‪.42 – 44‬‬
‫‪2‬أٔظو‪ِ :‬ملِخ رؾم‪١‬ك وزبة اٌ‪ٔٛ‬شو‪ َٟ٠‬اٌَبثك‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫‪ٔ4‬فَٗ‪ ،‬ص ‪165‬‬
‫‪5‬أٔظو‪ِ :‬ملِخ رؾم‪١‬ك وزبة إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪6‬أؽّل إٌّغ‪ :ٛ‬اٌّظله اٌَبثك ‪،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 7‬ممدمة تحمٌك كتاب المنهج الفائك‪ ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪ 8‬المنجور‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص‪. 10‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫كنجد أف الكنشريسيقد اعتمد عمى مصادر متنكعة ككتب الفقو ك الكثائق‬


‫كاستفاد مف مكتبة تمميذه أبي عبد هللا دمحم الغرديس الحتكائيا عمى عدد كبير مف‬
‫الكتب في الفتاكى ك الفقو ك الكثائق كىك مااستغمو في كتابو المعيار‪ ،‬فمف كتب‬
‫الكثائق مثال‪ :‬كتاب الكثائق البكنتيةإلبف فتكح ( ت ‪462‬ق)‪ ،‬ك الجزيري‬
‫(ت‪585‬ق)‪ ،‬كابف مغيث ك الفشتالي‪ 1‬كغيرىا‪ ،‬حيث سنكضح ذلؾ أكثر في ما‬
‫بعد ‪.‬‬

‫أما كتب النكازؿ الفقيية نذكر عمى سيبل المثاؿ‪ :‬نكازؿ البرزلي‪ ،2‬كنكازؿ‬
‫المازكني‪.3‬‬

‫المصادر المغربية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫‪ -1‬دمحم بن عبدوس (‪202‬ه‪260 -‬ه)‪:‬‬
‫دمحم بف ابراىيـ بف عبدكس بف بشير‪ ،‬أصمو مف العجـ كىك مف مكالي‬
‫قريش‪ ،‬كمف كبار أصحاب سحنكف‪ ،‬كاف عالما بالفقو‪ ،‬حافظا لمذىب مالؾ‪،‬‬
‫ألف كتابا سماه "المجموعة عمى مذىب مالك وأصحابو"‪.4‬‬
‫كقد نقل الكنشريسي مسائل عف ابف عبدكس مثل‪" :‬مسألة من أكرى مركبا‬
‫‪.5‬‬
‫من اإلسكندرية إلى طرابمس فساقتيم الريح إلى غيرىا"‬
‫‪ -2‬أبو سعيد الب ارذعي (‪325‬ه‪393 -‬ه)‪:‬‬

‫‪ِ1‬ملِخ رؾم‪١‬ك وزبة إٌّ‪ٙ‬ظ اٌفبئك‪،‬ص ‪.123،124‬‬


‫‪ 4‬أث‪ ٛ‬اٌمبٍُ ثٓ أؽّل ثٓ دمحم ثٓ اٌّؼزً اٌم‪١‬و‪ٚ‬أ‪ ٟ‬اٌجوىٌ‪ ،ٟ‬فم‪ِٚ ٗ١‬فز‪ ٟ‬ر‪ٌٚ ،َٟٔٛ‬ل ؽ‪ٛ‬اٌ‪ٍٕ ٟ‬خ‪٘738‬ـ‪ٚ ،‬ر‪ٛ‬ف‪ٟ‬‬
‫ٍٕخ‪ ِٓ ،ٖ841‬رآٌ‪١‬فٗ فزب‪ ٞٚ‬اٌجوىٌ‪ .ٟ‬أٔظوِملِخ رؾم‪١‬ك وزبة فزب‪ ٜٚ‬عبِغ َِبئً األؽىبَ ألث‪ ٟ‬اٌمبٍُ ثٓ أؽّل اٌجٍ‪ٞٛ‬‬
‫اٌجوىٌ‪ ،ٟ‬رؼ‪ :‬دمحم اٌؾج‪١‬ت اٌ‪ٍ١ٙ‬خ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاهاٌغوة اإلٍالِ‪ ،َ2002 ،ٟ‬ط‪ ،1‬ص‪. 5،7‬‬
‫‪5‬اٌزٕجىز‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص ‪ 155‬؛ ى٘‪ٛ‬ه أهث‪ٛ‬ػ‪ :‬أ‪ٚ‬ػبع اٌّوأح ِٓ فالي ٔ‪ٛ‬اىي اٌّؼ‪١‬به ٌٍ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬ؽ‪،1‬‬
‫اٌوثبؽ‪ ،‬كاه األِبْ‪٘1434 ،‬ـ‪ ،َ2013 ،‬ص‪. 27‬‬
‫‪ 4‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪ ،227 ،223 ،222‬اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪336 ،335‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف‬
‫أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪ ،1‬ص‪. 612‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪.308‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫ىك خمف بف أبي القاسـ أبك القاسـ األزدي المعركؼ بالبرادعي يكنى بأبي‬
‫سعيد مف حفاظ المذىب‪ ،‬مف تآليفو"التيذيب في اختصار المدونة"‪ ،‬كقد ظيرت‬
‫بركة ىذا الكتاب عمى طمبة الفقو‪ ،‬كسمكا بدراستو كحفظو كعميو معكؿ الناس‬
‫بالمغرب كاألندلس‪ ،‬خرج إلى جزيرة صقمية كحصمت لو ىناؾ شيرة‪ 1‬كقد ذكره‬
‫الكنشريسي في عدة مسائل منيا ما يتعمق بالحبس حكؿ‪" :‬شرط صحة العمري‬
‫معاينة البينة لمحوز"‪.2‬‬
‫‪ -3‬أبو عمران الغفجومي (ت ‪430‬ه) ‪:‬‬
‫أبك عمراف مكسى بف عيسى بف أبي الحاج الغفجكمي الفاسي القيركاني‪،‬‬
‫فقيو عارؼ بالقراءات السبع لمقرآف الكريـ‪ ،‬أصمو مف فاس ‪ ،‬استكطف بالقيركاف‬
‫كحصمت لو بيا رئاسة العمـ لو كتاب "التعميق عمى المدونة"‪ ،3‬كقد تضمف‬
‫كتاب المعيار عدة مسائل نقميا الكنشريسي مف كتاب الغفجكميمثل مسألة تتعمق‬
‫بالبيع كالمعاكضات حكؿ ما يفرض مف مغارـ مف طرؼ السمطاف‪.4‬‬
‫‪ -4‬أبو الحسن المتيطي (ت ‪570‬ه‪1174 /‬م)‪:‬‬
‫ىك أبك الحسف عمي بف عبد هللا بف ابراىيـ بف دمحم بف عبد هللا األنصاري‬
‫السبتي الفاسي‪ ،‬يعرؼ بالمتيطي‪ ،5‬الفقيو المكثق المالكي‪ ،‬لو كتاب في الكثائق‬
‫سماه "النياية والتمام في معرفة الوثائق‪6‬واألحكام" المعركفة "بالمتيطية"‪.7‬‬

‫‪ 1‬اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.183 ،182‬‬


‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪.326‬‬
‫‪3‬دمحم ثٓ دمحم ِقٍ‪ٛ‬ف ‪ :‬شغوح إٌ‪ٛ‬ه اٌيو‪١‬خ ف‪ ٟ‬ؽجمبد اٌّبٌى‪١‬خ‪ ،‬اٌمب٘وح ‪ ،‬اٌّطجؼخ اٌٍَف‪١‬خ‪ ،1349 ،‬ص‪106‬؛ ػجل‬
‫اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ٔ ،‬فَٗ‪،‬ط‪ ،1‬ص‪. 617‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،6‬ص ‪.151‬‬
‫‪5‬اٌزٕجىز‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪ ، 314‬اٌّز‪١‬ط‪َٔ ٟ‬جخ اٌ‪ِ ٝ‬ز‪١‬طخ لو‪٠‬خ ِٓ أؽ‪ٛ‬اى اٌغي‪٠‬وح اٌقؼواء‪ ،‬أٔظو‪ :‬اثٓ‬
‫اٌمبػ‪(:ٟ‬أؽّل اٌّىٕبٍ‪()ٟ‬د‪٘ 960‬ـ) عن‪ٚ‬ح اإللزجبً ف‪ ٟ‬موو ِٓ ؽً ِٓ األػالَ ِل‪ٕ٠‬خ فبً‪،‬اٌوثبؽ‪ ،‬كاه‬
‫إٌّظ‪ٛ‬هح‪ ،1973،‬ط‪ ،2‬ص‪480‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪ ،1‬ص‪. 403‬‬
‫‪6‬اٌزٕجىز‪ٔ ،ٟ‬فَٗ‪ ،‬اثٓ اٌمبػ‪ٔ ،ٟ‬فَٗ‪ِ ،‬قٍ‪ٛ‬ف‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫‪7‬اٌغ‪١‬ل‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪ ،119‬ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪ّّ ٘ ،403‬بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.267‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫اشتير ىذا الكتاب كذاع صيتو‪ ،‬حيث اعتمده المفتكف كالحكاـ‪،1‬كما كاف لو‬
‫تأثير كبير في نفكس الفقياء‪ ،2‬الذيف استفادكا مف كثائقو كنقمكا عنيا في‬
‫مصنفاتيـ المؤلفة في الكثائق كالنكازؿ كاألحكاـ‪ ،‬مثل‪ :‬الكنشريسي في معياره‪،‬‬
‫ّ‬
‫سماىا "وثائق المتيطي"‪ 3‬مثل‪ :‬مسألة "ال يؤثر الشرط الذي يقصد بو التوثق‬
‫فقط‪ ،‬في صحة بعض الوثائق"‪.4‬‬
‫‪ -5‬القاضي أبو الحسن الزرويمي (ت ‪719‬ه)‪:‬‬
‫عمي بف دمحم بف عبد الحق الزركيمي يكنى أبا الحسف‪ ،‬يعرؼ بالص َغير ‪،‬‬
‫كاف يدرس بجامع األصدع مف داخل مدينة فاس ككاف أحد األقطاب الذيف‬
‫تدكر عمييـ الفتكى أياـ حياتو‪ ،‬ترد عميو التساؤالت مف جميع بالد المغرب‪ ،‬كلي‬
‫قضاء فاس‪ ،‬كىك الذي جمع بيف العمـ كالعمل‪ ،‬كبمقامو في التفقو كالتحصيل‬
‫يضرب بو المثل‪.5‬‬
‫كقد ذكر الكنشريسي كتابو التقييد عمى المدكنة في عدة نكازؿ منيا ما‬
‫يتعمق بالزكاج حكؿ "مف تزكج إمراة عمى أحد عبديف لو تختاره‪ ،‬فماتا قبل‬
‫االختيار" حيث كردت في كتاب التقييد‪.6‬‬
‫‪ -6‬أبو الروح المنكالتي الزواوي (‪664‬ه‪743 -‬ه)‪:‬‬
‫عيسى أبك الركح بف مسعكد بف منصكر بف يحيى بف يكنس بف ينينكس بف‬
‫عبد هللا بف أبي الحاج المنكالتي الحميري الزكاكي المالكي‪ ،7‬كاف فقييا عالما‪،‬‬
‫صنف في الكثائق‪ 9‬كأكرده‬
‫ّ‬ ‫و‬‫أن‬
‫ّ‬ ‫ف‬‫حك‬‫فر‬ ‫ابف‬ ‫ذكر‬ ‫‪8‬‬
‫متفننا في العمكـ‪ ،‬تفقو ببجاية‬

‫‪ِ 1‬قٍ‪ٛ‬ف‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬


‫‪2‬اٌغ‪١‬ل‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.536‬‬
‫‪ٔ 4‬فَٗ‪ ،‬ط ‪ ،13‬ص ‪.472‬‬
‫‪ 5‬اثٓ فوؽ‪ ،ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.306 ،305‬‬
‫‪6‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.11‬‬
‫‪.7‬اثٓ فوؽ‪ ،ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.283‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ص‪. 628 ،413‬‬
‫‪8‬اثٓ فوؽ‪ٔ، ْٛ‬فَٗ؛ ِقٍ‪ٛ‬ف‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪9‬اثٓ فوؽ‪ٔ ،ْٛ‬فَٗ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫الكنشريسي في عدة مكاضع في المعيار مثل‪" :‬مسألة مف ال يحجب امرأتو عف‬


‫الناس‪ ،‬فأجاب أبك عبد هللا الزكاكي إف كاف قاد ار عمى منعيا كلـ يفعل فما ذكر‬
‫أبك عمي صحيح"‪.1‬‬
‫‪ -7‬الشريف دمحم الحسني التممساني(ت‪771‬ه‪1370/‬م)‪:‬‬
‫دمحم بف احمد بف عمي بف يحي بف عمي بف دمحم بف القاسـ بف حمكد بف‬
‫ميمكف بف عمي بف عبد هللا بنعمر بف ادريس بف ادريس بف عبدهللا بف أبي‬
‫الحسف بف عمي بف ابي طالب يعرؼ بالشريف التممساني ككذا العمكاني‪2‬فقيو‬
‫تممساني‪ 3‬مف كتبو "مفتاح الكصكؿ الى بناء الفركع كاالصكؿ"‪ 4‬نقل الكنشريسي‬
‫الكنشريسي في معياره مسألة تخص الكصية عف"رجل اكصى بثمث مالو كاشترط‬
‫أنو اليرجع في الكصية"‪.5‬‬
‫‪ -7‬سعيد بن دمحم العقباني (‪720‬ه‪811 -‬ه)‪:‬‬
‫سعيد بف دمحم بف دمحم بف دمحم العقباني التممساني فقيو في المذىب‪ ،‬متفنف‬
‫في عمكـ شتى‪ ،‬كلي قضاء الجماعة ببجاية‪ ،‬ككلي أيضا قضاء تممساف ما‬
‫يقرب مف أربعيف سنة لو مؤلفات عدة منيا‪ :‬شرح الحكفي كشرح ابف الحاجب‬
‫األصكلي‪.6‬‬
‫كقد ذكر الكنشريسي في كتابو المعيار المعرب مسائل عديدة لمعقباني‬
‫مثل‪ ":‬مف قاؿ لزكجتو إف كل امرأة يتزكج عمييا حراـ‪ ،‬ثـ تزكج كرضيت ثـ‬
‫ماتت" ‪.7‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.131‬‬


‫‪6‬اٌؾفٕب‪( :ٞٚ‬أث‪ ٛ‬اٌمبٍُ دمحم ثٓ اٌش‪١‬ـ ثٓ ٍ‪١‬ل‪ ٞ‬اثوا٘‪ ُ١‬اٌغ‪ٛ‬ي )‪ ،‬رؼو‪٠‬ف اٌقٍف ثوعبي اٌٍَف‪ِ،‬طجؼخ ث‪١١‬وف‪ٔٛ‬زبٔخ‬
‫اٌشول‪١‬خ‪،‬اٌغيائو‪،1906،‬ص ‪.107 ،106‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،12‬ص‪.224‬‬
‫‪4‬اٌيهوٍ‪،ٟ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪،5‬ص‪. 327‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ، َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.268،269‬‬
‫‪6‬اٌزٕجىز‪ ،ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.190 ،189‬‬
‫‪7‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ ‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪. 321‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫‪- 8‬أبو زكريا يحي المغيمي المازوني(ت‪883‬ه‪1478/‬م)‪:‬‬

‫يحي بف أبي عمراف عيسى بف يحيى المغيمي المازكني‪ 1‬فقيو مالكي مف‬
‫أىل مازكنة ألف كتابا سماه"الدرر المكنكنة في نكازؿ مازكنة"‪ ،2‬كنقل‬
‫الكنشريسي في معياره مسائل عف المغيمي مثل مسألة‪":‬قنطرة ماء تيدمت"‪.3‬‬
‫‪ -8‬أبو عبد هللا الفشتالي (ت ‪888‬ىـ‪1375 /‬مـ)‪:‬‬

‫دمحم بف أحمد بف عبد الممؾ الفشتالي يكنى أبا عبد هللا‪ ،‬كاف فقييا خطيبا‬
‫بميغا مدرسا‪ ،‬عالما متفننا بعقد الشركط‪ ،‬حافظا لممسائل‪ ،‬تقمد خطة القضاء‬
‫بفاس‪ .4‬كالالفت لالنتباه أف الكنشريسي ذكره في كتابو المعيار في مسألة تتعمق‬
‫الحبس"‪5‬‬ ‫تتعمق بالحبس مكضكعيا‪" :‬الناظر أن يفرض لممؤذن أجرتو من‬

‫ب‪ -‬المصادر األندلسية‪:‬‬

‫‪ /1‬أحمد بن سعيد بن اليندي(‪399-320‬ه‪1008-932/‬م)‪:‬‬

‫أحمد بف سعيد بف ابراىيـ اليمداني المعركؼ بابف اليندي مف أىمقرطبة‪،6‬‬


‫أىمقرطبة‪ ،6‬كأحد عمماءىا المجيديف لعمـ الشركط‪ ،‬أّلف فييا كتابا التذكر لو‬
‫أي تسمية‪ ،7‬كالمالحع عمى القاضي عياض ّأنو معجب بو‪ ،‬فقد أكرد‬
‫المصادر ّ‬

‫‪1‬اٌؾفٕب‪:ٞٚ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪186‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 638 ،421‬‬
‫‪2‬اٌيهوٍ‪:ٟ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬ط‪ ،8‬ص‪.175‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ،َٟ٠‬فَٗ‪،‬ط‪،5‬ص‪.350،351‬‬
‫‪4‬اٌزٕجىز‪:ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به ‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪.174‬‬
‫‪6‬اثٕجشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪ 42،43‬؛ أٔقً عٕضبٌش ثبٌٕض‪١‬ب‪ :‬ربه‪٠‬ـ اٌفىو األٔلٌَ‪ ،ٟ‬رؼو‪٠‬ت‪ :‬ؽَ‪ِ ٓ١‬ئٌٔ‪،‬‬
‫اٌمب٘وح‪ِ ،‬ىزجخ اٌضمبفخ اٌل‪١ٕ٠‬خ‪ ،1955 ،‬ص‪. 71‬‬
‫‪ 7‬ػ‪١‬بع ‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،7‬ص ‪146،147‬؛اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪ ،198‬ػّو هػب وؾبٌخ ‪ِ :‬ؼغُ‬
‫اٌّئٌف‪ ٓ١‬رواعُ ِظٕف‪ ٟ‬اٌىزت اٌؼو ث‪١‬خ‪ِ ،‬ئٍَخ اٌوٍبٌخ‪( ،‬ك‪،‬د)‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.144‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫محتو عمى عمم كثير"‪ ،1‬ككصفو إبنبشككاؿ‬


‫ٍ‬ ‫أكرد ّأنو‪ ":‬كتاب مفيد جامع‬
‫ب"الديوان الكبير"‪.2‬‬

‫كقد امتازت كثائق ابف اليندي بالكضكح‪ ،‬كابتكار ألفاظ‪ ،‬كفنكف‪ ،‬كفصكؿ‬
‫‪3‬‬
‫األىمية‬
‫ّ‬ ‫بالغ‬ ‫مصدر‬
‫ا‬‫ً‬ ‫أضحت‬ ‫فقد‬ ‫س‬‫األسا‬ ‫ىذا‬ ‫كعمى‬ ‫‪.‬‬ ‫جديدة في عمـ التكثيق‬
‫الشركط ‪4‬مثل الكنشريسي الذي نقل في معياره مجمكعة‬
‫لمحكاـ كالمفتيف‪ ،‬كأىل ّ‬
‫ّ‬
‫منيا مثل‪( :‬كفي كثائق ابف اليندي‪ :‬مضى الناس في عقد الكثائق عمى‬
‫تضمينيـ كثائق األحباس كالحصص عمى اإلشاعة أك بالجميع معرفة الكاىب‬
‫كالمتصدؽ كالمحبس بقدر ذلؾ كيعقدكنو أيضا في الجميع)‪.5‬‬

‫‪ /2‬دمحم بن أبي زمنين(‪399-324‬ه‪1008-936/‬م) ‪:‬‬

‫المري اإللبيري تفّقو‬


‫أبك عبد هللا دمحم بف عبد هللا بف عيسى بف أبي زمنيف‪ّ ،‬‬
‫بقرطبة‪ ،6‬كاف أحد عمماء المالكية المرمكقي المكانة‪ ،7‬كثير التآليف‪ .8‬يذكر لو‬
‫الضبي كتابا في الشركط عمى مذىب مالؾ دكف تسمية ‪ ،‬غير ّ‬
‫‪9‬‬
‫أف‬ ‫لو الحميدي ك ّ‬
‫عياض كابف فرحكف ذك ار ّ‬
‫أف اسمو "المشتمل في عمـ الكثائق"‪10‬أك"المشتمل عمى‬

‫‪ 1‬ػ‪١‬بع‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪147‬؛ ّ٘بي‪ :‬ػٍُ اٌ‪ٛ‬صبئك ثبألٔلٌٌ‪ ،‬ص‪. 248‬‬
‫‪ 2‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪42‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪.‬‬
‫‪ 3‬اثٓ ث شى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.345‬‬
‫‪4‬ػ‪١‬بع‪:‬اٌّظله اٌَبثك‪,‬ط‪ ,7,‬ص‪.147‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،6‬ص ‪568‬‬
‫‪ 6‬ػ‪١‬بع‪:‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪183،186‬؛ اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص ‪365،366‬؛ اٌيهوٍ‪ :ٟ‬اٌّوعغ‬
‫اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪227‬؛ ثبٌٕض‪١‬ب‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 71‬‬
‫‪ 7‬وبهي ثو‪ٚ‬وٍّبْ‪ :‬ربه‪٠‬ـ األكة اٌؼوث‪ ،ٟ‬رو‪ :‬ػجل اٌؾٍ‪ ُ١‬إٌغبه‪ ،‬ؽ‪ ،5‬اٌمب٘وح‪ ،‬كاهاٌّؼبهف‪(،‬ك‪.‬د)‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.16‬‬
‫‪ِ 8‬ضً‪ ":‬إٌّزقت ف‪ ٟ‬األؽىبَ"‪ "ٚ ،‬أط‪ٛ‬ي إٌَخ "‪ "ٚ ،‬لل‪ٚ‬ح اٌغبى‪ ، "ٞ‬أٔظو ‪ :‬ثووٍّبْ‪ ،‬اٌّوعغ ٔفَٗ‪.‬‬
‫‪ 9‬اٌؾّ‪١‬ل‪(: ٞ‬أث‪ ٟ‬ػجل هللا دمحم ثٓ أث‪ٔ ٟ‬بطو فز‪ٛ‬ػ ثٓ ػجل هللا األىك‪ ( )ٞ‬د ‪٘488‬ـ)‪ ،‬عل‪ٚ‬ح االلزجبً ف‪ ٟ‬موو ‪ٚ‬الح‬
‫األٔلٌٌ‪ ،‬اٌمب٘وح ‪ ،‬اٌلاه اٌّظو‪٠‬خ ٌٍزؤٌ‪١‬ف ‪ٚ‬اٌزوعّخ‪ ،‬ص ‪57‬؛ اٌؼج‪ :ٟ‬ثغ‪١‬خ اٌٍّزٌّ ف‪ ٟ‬ربه‪٠‬ـ هعبي أً٘ األٔلٌٌ‪،‬‬
‫رؼ‪ :‬اثوا٘‪ ُ١‬األث‪١‬به‪ ،ٞ‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘وح‪ ،‬كاه اٌىزبة اٌّظو‪ ،ٞ‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌىزبة اٌٍجٕبٔ‪٘1410 ،ٟ‬ـ‪ ،1989 ،‬ط‪،1‬‬
‫ص‪.119‬‬
‫‪ 10‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪185‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 248‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫أصكؿ الكثائق"‪ ،1‬كيمحع ىذا اإلسـ لدى ابف الخطيب ب "المشتمل في أصكؿ‬
‫الصفدي ذكره باسـ" الكثائق"‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫ّ‬ ‫حيف‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬
‫الكثائق"‬

‫أف ماأّلفو ابف أبي زمنيف مف كثائق قد استفاد منو كتّاب الكثائق‬
‫يبدك ّ‬
‫النكازؿ‪ ،‬كنقمكا عنيا في كتبيـ مثل الكنشريسي في المعيار‪ ،‬حيث ذكر إحداىا‬
‫كّ‬
‫كىي‪(:‬كثيقة إلبف أبي زمنيف في مكضكع بيع أنقاض في دار معارة لمبناء )‪.4‬‬

‫طار(‪399-330‬ه‪1008-942 /‬م)‪:‬‬
‫‪ /3‬دمحم بن الع ّ‬

‫طار مف أىل قرطبة‪ ،5‬مف‬


‫دمحم بف أحمد بف عبيد هللا المعركؼ بابف الع ّ‬
‫كتابا التذكر المصادر اسمو‪،6‬‬
‫الشركط‪ ,‬أّلف فييا ً‬
‫الراسخيف في عمـ ّ‬‫العمماء ّ‬
‫كاّنما تقتصر عمى كصفو بالكتاب الكبير‪،7‬‬

‫الحسف المفيد‪.8‬‬

‫النكازؿ‪ ،‬كاألحكاـ‪ ،‬كنقمكا‬


‫كقد انتفع مف ىذه الكثائق أصحاب التّكثيق‪ ،‬ك ّ‬
‫عنيا في مؤلفاتيـ مثل الكنشريسي في معياره كالتي سماىا "كثائق ابف العطار"‪،‬‬
‫فتـ العقد بينيما ثـ تكفيت‬
‫كقد ذكر إحداىا في مسألة ‪(:‬مف زكج ابنتو مف رجل ّ‬
‫الدخكل بيا)‪.9‬‬
‫البنت قبل ّ‬
‫‪ /4‬أبوعمر بن عفيف(‪410-346‬ه‪1019-957/‬م)‪:‬‬

‫‪1‬اثٓ فوؽ‪ٔ ،ْٛ‬فَٗ‪ ،‬ص‪366‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪.‬‬


‫‪ 2‬اثٓ اٌقط‪١‬ت‪ٌَ (:‬بْ اٌل‪ ،)ٓ٠‬اإل ؽبؽخ ف‪ ٟ‬أفجبه غؤبؽخ‪ ،‬رؼ‪ :‬دمحم ثٓ ػجل هللا ػٕبْ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘وح‪ِ ،‬ىزجخ اٌقبٔغ‪،ٝ‬‬
‫‪٘1395‬ـ‪ِ ،َ1975 ،‬ظ ‪ ،3‬ص‪. 173‬‬
‫‪ 3‬اٌظفل‪ ( :ٞ‬طالػ اٌل‪ ٓ٠‬فٍ‪ ً١‬ثٓ أ‪٠‬جه)(د ‪٘ 764‬ـ) ‪ ،‬وزبة اٌ‪ٛ‬اف‪ ٟ‬ثبٌ‪ٛ‬ف ‪١‬بد‪ ،‬رؼ‪ :‬أؽّل األهٔبإ‪ٚ‬ؽ ‪ٚ ،‬روو‪ٟ‬‬
‫ِظطف‪ ،ٝ‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اؽ‪١‬بء اٌزواس اٌؼوث‪٘ 1420 ،ٟ‬ـ‪.َ2000 ،‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.466‬‬
‫‪ 5‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.710 ،709‬‬
‫‪ 6‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،7‬ص ‪148‬؛ اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.364‬‬
‫‪ 7‬اٌؾّ‪١‬ل‪ : ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 80‬‬
‫‪ 8‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪:‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪710‬؛ اٌظفل‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪،‬ص‪. 39‬‬
‫‪9‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.35‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫أبكعمر أحمد بف دمحم بف عفيف‪ ،‬مف أىل قرطبة‪ ،1‬كاف بارًعا في عمـ‬
‫‪2‬‬
‫الشرطة كالكثائق أياـ الخميفة دمحم الثاني بف ىشاـ بف عبد‬
‫الشركط ‪ ،‬تكلى خطة ّ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫أف‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫ركط‪,‬‬ ‫الش‬
‫ّ‬ ‫عمـ‬ ‫في‬ ‫ماكاف‬ ‫؛منيا‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫كثي‬ ‫تأليف‬ ‫لو‬ ‫‪.‬‬ ‫الجبار الميدي‬
‫عبد ّ‬
‫ماصنفو في ىذا العمـ التذكر المصادر اسمو‪ ،5‬كاقتصرت عمى إيراد ّأنو تأليف‬
‫ّ‬
‫حسف مفيد‪. 6‬‬

‫أف الكنشريسي ذكر في المعيار كثائق ابف عفيف مرة‬


‫كتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫كاحدة في مسألة اإلستحفاظ بالخمع‪. 7‬‬

‫‪ /5‬أبو عبد هللا الباجي(‪433-356‬ه‪1041-967/‬م)‪:‬‬

‫دمحم بف أحمد بف عبد هللا بف دمحم بف عمي بف شريعة الّمخمي الباجي مف‬
‫‪8‬‬
‫بصير‬
‫ًا‬ ‫أجل الفقياء دراية كركاية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مف‬ ‫اف‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫أىل إشبيمية‪ ،‬يكنى أبا عبد هللا‬
‫‪9‬‬
‫كتابا حسنا في‬
‫صنف ً‬ ‫الصفدي ‪ ،‬كقد ّ‬ ‫متقنا ليا عمى حد قكؿ إبنبشككاؿ ك ّ‬
‫بالعقكد ً‬
‫ككتابا آخر في نفس العمـ في سجالت القضاة‪.11‬‬ ‫ً‬ ‫‪،‬‬‫‪10‬‬
‫في الكثائق‬

‫‪ 1‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪8،9‬؛ ٕ٘بن ِٓ ‪٠‬نوو ‪ٚ‬فبرٗ ف‪ٍٕ ٟ‬خ ‪٘420‬ـ‪ ،‬أٔظو ‪ ،‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي ‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ص‪75‬؛ اٌظفل‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،8‬ص ‪31‬؛ث‪٠ٛ‬ىب‪ ،‬ن‪ :‬اٌّظبكه اٌزبه‪٠‬ق‪١‬خ اٌؼوث‪١‬خ ف‪ ٟ‬األٔلٌٌ اٌموْ اٌَبثغ ؽز‪ٝ‬‬
‫اٌضٍش األ‪ٚ‬ي ِٓ اٌموْ اٌؾبك‪ ٞ‬ػشو‪ ،‬رؼو‪٠‬ت‪ٔ :‬ب‪٠‬ف أث‪ ٛ‬أووَ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬كِشك‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬هاد كاه ػالء اٌل‪،1999 ،ٓ٠‬‬
‫ص‪229‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 256‬‬
‫‪2‬ػ‪١‬بع‪ٔ ,‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪. 8‬‬
‫‪3‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪9‬؛ اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ؛ ّ٘بي‪ٔ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪275‬‬
‫‪ِ 4‬ضً‪ " :‬أكاة اٌّؼٍّ‪ "ٚ ،"ٓ١‬وزبة اٌغٕبئي "‪ ،‬أٔظو ‪ :‬اٌظفل‪ٔ ،ٞ‬فَٗ؛ لبٍُ ػٍ‪ٍ ٟ‬ؼل‪ :‬عّ‪ٙ‬وح رواعُ اٌّبٌى‪١‬خ‪ ،‬ؽ‪،1‬‬
‫كث‪ ،ٟ‬كاه اٌجؾ‪ٛ‬س ٌٍلهاٍبد االٍالِ‪١‬خ ‪ٚ‬اؽ‪١‬بء اٌزواس‪٘1423 ،‬ـ‪ ،َ2002 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.233‬‬
‫‪ 5‬اثٓ فوؽ‪ ،ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪100‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪355‬؛ ث‪٠ٛ‬ىب‪ :‬اٌّوعغ‬
‫اٌَبثك‪ ،‬ص‪.229‬‬
‫‪ 6‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص ‪8‬؛ اثٓ فوؽ‪ٔ ،ْٛ‬فَٗ ‪.‬‬
‫‪7‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪526‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪355‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 256‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 8‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪765 ،764‬؛ اٌجؼغ ‪٠‬نوو ‪ٚ‬فبرٗ ٍٕخ ‪٘ 423‬ـ ‪ٚ‬آفو‪ٍٕ ْٚ‬خ ‪٘ 431‬ـ؛ أٔظو‪:‬‬
‫اٍّبػ‪ ً١‬اٌجبشب اٌجغلاك‪٘ :ٞ‬ل‪٠‬خ اٌؼبهف‪ ٓ١‬أٍّبء اٌّئٌف‪ٚ ٓ١‬أصبه اٌّظٕف‪ ،ٓ١‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اؽ‪١‬بء اٌزواس اٌؼوث‪،1951 ،ٟ‬‬
‫ِظ‪ ،2‬ص‪64‬؛ دمحم ثٓ ِقٍ‪ٛ‬ف‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ 9‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي ‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪765‬؛ اٌظفل‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،2‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 10‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ؛ ِقٍ‪ٛ‬ف‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪ 11‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ؛ اٌظفل‪ٔ ،ٞ‬فَٗ؛ هػب وؾبٌخ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪51‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 257‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫كقد انتفع الكنشريسي مف كثائق الباجي كنقل عنيا في معياره في عدة‬


‫مكاضع منيا‪ (:‬قاؿ الباجي في كثائقو ‪ :‬يريد قسمة الغمة كالمنفعة القسمة‬
‫االصكؿ)‪.1‬‬

‫الصدفي(‪457-406‬ه‪1067-1015/‬م)‪:‬‬
‫‪ /6‬أحمد بن ُمغيث ّ‬
‫الصدفي مف أىل طميطمة‪ ،‬يكنى أبا‬ ‫أحمد بف مغيث بف أحمد بف ُمغيث ّ‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫صنف فييا كتابا‬‫بالشركط ‪ّ ،‬‬‫أجل عمماء األندلس‪ ،‬عالما ّ‬ ‫ّ‬ ‫مف‬ ‫كاف‬ ‫‪،‬‬ ‫جعفر‬
‫ذكرتو المصادر باسـ "المقنع في عمـ الشركط" ‪4‬أك "المقنع في الكثائق" كما أكرد‬
‫أكرد ذلؾ القاضي عياض‪.5‬‬

‫كقد حاز كتاب ابف ُمغيث مكان ًة مرمكقة لدى الالّحقيف مف الفقياء ‪ ،‬فقد‬
‫مصنفاتيـ ‪ ،‬مثل أبك العباس الكنشريسي في‬
‫ّ‬ ‫انتفعكا مف كثائقو كنقمكا عنيا في‬
‫معياره حيث ذكر إحداىا‪(:‬كفي كثائق ابف مغيث ‪:‬كاذا كره أىل المسجد الصالة‬
‫كراء االماـ كأرادكا عزلو ‪,‬لـ يكف ليـ ذلؾ إال أف يثبت عميو بغيرىـ جرحو في‬
‫دينو‪.6)...‬‬

‫طان (ت‪460‬ه‪1068/‬م)‪:‬‬
‫‪ /7‬أحمد بن الق ّ‬

‫طاف‪،‬يكنى أبا عمر‪،‬‬


‫أحمد بف دمحم بف عيسى بف ىالؿ المعركؼ بابف الق ّ‬
‫‪7‬‬
‫أف لو كتابا في الكثائق كاّنما اقتصرت‬
‫مف أىل قرطبة ‪ ،‬لـ تشر مصادر ترجمتو ّ‬
‫بصير بعقدىا‪. 1‬‬
‫ًا‬ ‫بالشركط‪،‬‬
‫عالما ّ‬
‫اقتصرت عمى َأنو ّ‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪. 55 ,54‬‬


‫‪ 2‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪106‬؛ اثٓ فوؽ‪ ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ 3‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪ 4‬ؽبع‪ ٟ‬فٍ‪١‬فخ‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ ‪ ،2‬ص ‪1809‬؛ اٍّبػ‪ ً١‬اٌجغلاك‪ :ٞ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،1‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 5‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪.146‬‬
‫‪6‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪.474‬‬
‫‪ 7‬ػ‪١‬بع ‪:‬اٌّظله اٌَبثك ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص ‪،136 ،135‬؛ اثٓ فوؽ‪: ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص ‪102،103‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل‬
‫اٌش‪١‬ـ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.391‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫احدة في المعيار في مسألة ‪:‬‬


‫طاف مرًة ك ً‬‫كقد ذكر الكنشريسي كثائق ابف الق ّ‬
‫(مف غاب عف أـ كلده فقامت بعدـ النفقة‪...‬كاف كاف ابف القطاف قاؿ في كثائقو‬
‫ّإنيا التعتق كتسعى في إقامة معاشيا)‪.2‬‬

‫‪ /8‬عبد هللا البنتي (ت‪460‬ه) ‪:‬‬

‫أبك دمحم بف عبد هللا بف فتكح بف مكسى بف عبد الكاحد البنتي‪ ،3‬لو تأليف‬
‫في عمـ الكثائق يسمى " الوثائق المجموعة "‪ .4‬قاؿ عياض‪ (:‬وىو تأليف‬
‫أميات كتب الوثائق وفقييا)‪ .5‬كقاؿ ابف بشككاؿ‪(:‬‬ ‫مشيور مفيد‪ ،‬جمع فيو ّ‬
‫ولو كتاب حسن في الوثائق واالحكام وىو كتاب مفيد )‪.6‬‬

‫كقد نقل عنو الكنشريسي في المعيار في عدة مكاضع منيا في مسألة (حكم‬
‫اإلقالة بالّتأخير والزيادة والّنقصان )‪.7‬‬

‫‪ /9‬دمحم ابن الطالع(‪497-404‬ه‪1104-1014/‬م)‪:‬‬

‫أبك عبد هللا دمحم بف فرج مكلى ابف الطالع‪ .‬مف أىل قرطبة‪ 8‬كأحد عمماءىا‬
‫كتابا التذكر المصادر اسمو‪.10‬‬ ‫‪9‬‬
‫الشركط ‪ ،‬أّلف فييا ً‬
‫الراسخيف‪ ،‬كاف عارّفا بعقد ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ؛ اثٓ فوؽ‪ٔ ،ْٛ‬فَٗ؛ ِقٍ‪ٛ‬ف‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :ََٟ٠‬اٌّؼ‪١‬به‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.216‬‬
‫‪ 3‬اٌمبػ‪ ٟ‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ :‬ط‪ ،8‬ص ‪166‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 259‬‬
‫‪ 4‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ؛ اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪.428‬‬
‫‪ 5‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪ 6‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪7‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.232 ،231‬‬
‫‪ 8‬ػ‪١‬بع‪:‬رور‪١‬ت اٌّلاهن‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪180،181‬؛ اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪:‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪823،824‬؛ اٌيهوٍ‪ :ٟ‬اٌّوعغ‬
‫اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪328‬؛ ّ٘بي ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 260‬‬
‫‪ 9‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪ 10‬ػ‪١‬بع‪ٔ ،‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪181‬؛ اٌؼج‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪161‬؛ اثٓ فوؽ‪ :ْٛ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.371‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫أف الكنشريسي قد ذكر كثائق ابف الطالع في معياره مرة‬


‫كالالّفت لالنتباه ّ‬
‫كاحدة ‪":‬وذكر مولى الطالع في وثائقو إن كان الوصي‪ 1‬مأمونا ذا ميز ومعرفة‬
‫ومعرفة مضى البيع ويرد إن كان جاىال أو امرأة "‪.2‬‬

‫‪ /10‬إبن كوثر الغافقي‪:‬‬

‫خمف بف سعيد بف عبدالعزيز بف ككثر الغافقي‪ ،‬مف أىل إشبيمية ذكره ابف‬
‫األبار في تكممتو بقكلو‪ ":‬ولي القضاء ببعض الكور ولو مجموع في الوثائق"‪.3‬‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫أف البف ككثر حع في تأليف الكثائق‪,‬غير ّأنو‬
‫ّ‬ ‫ار‬‫األب‬
‫ّ‬ ‫ابف‬ ‫فحسب‬ ‫‪.‬‬ ‫الوثائق"‬
‫اليذكر اسـ ىذا المؤلف‪ ،‬كما ّأنو اليذكر سنة كالدتو أك كفاتو‪ ،‬كاّنما يضعو بيف‬
‫أكاخر كفيات القرف ‪5‬ق كبدايات القرف‪6‬ق‪.4‬‬

‫بعضا مف كثائق ابف ككثر في كتابو‬


‫أف الكنشريسي قد نقل ً‬
‫الالفت لإلنتباه ّ‬
‫كّ‬
‫أما كانت أوغيرىا‬
‫المعيار‪.‬مثل‪ (:‬وفي وثائق ابن كوثر‪:‬وان ادعت الحاضنة ًّ‬
‫أّنيا أنفقت عمى الصبي من ماليا لترجع بذلك عمى أبيو‪ ،‬وادعى األب اإلنفاق‬
‫فالقول قوليا مع يمينيا وان طالت المدة ومضت أعوام ‪ ،‬وليارد اليمين وبيذا‬
‫جرى العمل)‪.5‬‬

‫‪ /11‬خمف بن فتحون(ت‪505‬ه‪1112/‬م)‪:‬‬

‫‪ 1‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪،‬اٌى‪٠ٛ‬ذ ‪،‬ؽ‪،2‬ؽجبػخ ماد اٌَالًٍ‪،َ1987،ٖ1407،‬ط‪،43‬ص‪167‬‬


‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪430‬؛ ّ٘بي‪ٔ :‬فَٗ‪ ،‬ص‪. 260‬‬
‫‪3‬اثٓ األثبه ‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 50‬‬
‫‪ 4‬اثٓ األثبه‪ٔ،‬فَٗ‪ ،‬ص‪50‬؛ أظو ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.261 ،260‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.23‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫خمف بف سميماف بف خمف بف دمحم بف فتحكف‪ ،‬مف أىل أكريكلة‪ ،1‬كاف لو‬
‫الشركط دكف أف يسميو‬
‫كتابا في ّ‬
‫حع في تأليف الكثائق ‪ ،‬ذكر لو ابف بشككاؿ ً‬
‫الضبي‪ 3‬كعياض‪ ،‬قاؿ عياض‪" :‬ولو كتاب‬
‫ّ‬ ‫لدى‬ ‫ا‬‫إعجاب‬
‫ً‬ ‫الكتاب‬ ‫ىذا‬ ‫لقي‬ ‫كقد‬ ‫‪،‬‬‫‪2‬‬

‫في عمم الوثائق فيو غرائب من العمم "‪.4‬‬

‫كلعل ىذه األىمية التي حازتيا كثائق ابف فتحكف ‪ ،‬قد جعمت ّ‬
‫الالحقيف‬ ‫ّ‬
‫احدا‬
‫النكازؿ‪ ،‬كاألحكاـ فكاف الكنشريسي ك ً‬‫ينقمكنيا في مؤلفاتيـ في التّكثيق‪ ،‬ك ّ‬
‫منيـ حيث ذكر في المعيار كثائق ابف فتحكف مرًة كاحدة في مسألة الحمف‪.5‬‬

‫‪ /12‬أبو الحسن الجزيري(ت‪585‬ه‪1189/‬م)‪:‬‬

‫عمي بف يحيى بف القاسـ الصنياجي أبك الحسف الجزيري‪ ، 6‬ذكره صاحب‬


‫الصمة بقكلو ‪ ":‬ماىر في صناعة التوثيق ألف كتابو في الوثائق‬
‫كتاب صمة ّ‬
‫‪7‬‬
‫لمشروط ناف اذا في‬
‫"عاقدا ّ‬
‫بأنو‪ :‬ا‬
‫فأجاد فيو" ‪ .‬ككصفو ابف عبد الممؾ ّ‬
‫معرفتيا"‪.8‬كقد ذكرت المصادر اسـ كتابو في التّكثيق‪":‬المقصد المحمود في‬
‫تمخيص العقود " المعركؼ بكثائق الجزيري‪ ،‬الذي ىك مجمكعة نماذج عقكد ك‬
‫‪9‬‬
‫كالنكاح‪ ،‬كالحضانة‪ ،‬كالبيع‪...‬‬
‫كثائق مع فقييا تتناكؿ أبكاب الفقو المختمفة‪ّ :‬‬

‫‪ 1‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪275‬؛ َٔجخ اٌ‪ ٝ‬أه‪ٌٛ٠‬خ ‪ِ ٟ٘ٚ :‬ل‪ٕ٠‬خ ثشوق األٔلٌٌ‪ ،‬أٔظو‪ :‬اٌؾّ‪(:ٞٛ‬ش‪ٙ‬بة‬
‫اٌل‪ ٓ٠‬أث‪ ٟ‬ػجل هللا ‪٠‬بل‪ٛ‬د اٌجغلاك‪ِ )ٞ‬ؼغُ اٌجٍلاْ‪ ،‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه طبكه‪٘1397 ،‬ـ‪ِ،َ1977 ،‬ظ‪ ،1 ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ 2‬اثٓ ثشى‪ٛ‬اي‪ٔ ،‬فَٗ‪.‬‬
‫‪3‬اٌؼج‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪ّ٘ ،354‬بي ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪. 263‬‬
‫‪ 4‬ػ‪١‬بع‪ :‬اٌغٕ‪١‬خ ف‪ٙ‬وٍذ ش‪ٛ١‬ؿ اٌمبػ‪ ٟ‬ػ‪١‬بع‪ ،‬رؼ‪ِ :‬ب٘و ى٘‪١‬و عواه‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬و‪ٚ‬د‪ ،‬كاه اٌغوة االٍالِ‪٘1402 ،ٟ‬ـ‬
‫‪ ،َ1982 ،‬ص‪81‬؛ ّ٘بي‪ٔ ،‬فَٗ ‪.‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ، َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،10‬ص‪427‬؛ ػجل اٌٍط‪١‬ف أؽّل اٌش‪١‬ـ‪ ،‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.372‬‬
‫‪6‬اٌزٕجىز‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪316‬؛ اٌيهوٍ‪ :ٟ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.32‬‬
‫‪ 7‬اٌغؤبؽ‪( :ٟ‬أث‪ ٟ‬عؼفوأؽّل ثٓ اثوا٘‪()ُ١‬د‪٘708‬ـ) وزبة طٍخ اٌظٍخ‪ ،‬رؼ‪ :‬شو‪٠‬ف أث‪ ٛ‬اٌؼال اٌؼل‪،ٞٚ‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘وح‪،‬‬
‫ِىزجخ اٌضمبفخ ‪ ،2008 ،‬ص‪.276‬‬
‫‪ 8‬اٌّواوش‪( :ٟ‬دمحم ثٓ ػجل اٌٍّه األٔظبه‪ ٞ‬األ‪ )ٍٟٚ‬اٌن‪ٚ ً٠‬اٌزىٍّخ ٌىزبث‪ ٟ١‬اٌّ‪ٛ‬ط‪ٛ‬ي ‪ٚ‬اٌظٍخ‪ ،‬رؼ‪ :‬دمحم ثٓ شو‪٠‬فخ‪،‬‬
‫ِطج‪ٛ‬ػبد أوبك‪١ّ٠‬خ اٌٍّّىخ اٌّغوث‪١‬خ‪ ،1984 ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ 9‬اٌغي‪٠‬و‪ :ٞ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ص‪.146 ،69 ،4‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫الناس عميو عمى حد قكؿ‬ ‫كنظر لجكدة كتاب الجزيري فقد كثر استعماؿ ّ‬
‫ًا‬
‫التنبكتي‪ ،1‬كقد نقل الكنشريسي مجمكعة مف كثائق الجزيري في كتابو المعيار‪،‬‬
‫مثل ‪(:‬مسألة من متعتو زوجتو في أمالكياثم طمقيا‪ ،...‬وفي وثائق‬
‫الجزيري‪:‬وان أعمرت زوجة في زوجيافيدارىاأو في غيرىا مدة الزوجية فطمقيا‬
‫‪ ،‬فإن راجعيا بقيت لو العمرى مابقي من طالق ذلك الممك شيء‪،‬فال ينقطع إال‬
‫بالثالث إن راجعيا‪ ،‬ألن قولو أمد الزوجية يقتضي أمد العصمة)‪.2‬‬

‫‪/‬الشريف الغرناطي(‪760-697‬ه‪1359-1297 /‬م)‪:‬‬


‫‪ّ 13‬‬

‫الشريف الغرناطي ‪ ،‬قاضي الجماعة‬ ‫دمحم بف أحمد بف دمحم الحسيني‪ّ ،‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫أف المصادر التي‬
‫ّ‬ ‫غير‬ ‫‪،‬‬ ‫بكثائقو‬ ‫يشتير‬ ‫‪،‬‬ ‫التآليف‬ ‫مف‬ ‫مجمكعة‬ ‫لو‬ ‫‪،‬‬ ‫بغرناطة‬
‫‪6‬‬
‫أف الكنشريسي قد ذكر‬
‫التي ترجمت لو لـ تشر إلى كثائق الغرناطي ‪ .‬كيمحع ّ‬
‫مطول يتعمق بالصمح ورد‬
‫في المعيار‪ :‬كثائق الغرناطية مرة كاحدة في‪ (:‬سؤال ّ‬
‫عمى المؤلف في فاس من تممسان ‪,...‬وقول السائل شرط معرفة القدر‬
‫المعتبر حتى في اليبات إلى آخره‪ ،‬أقول ‪:‬قال في الوثائق الغرناطية‪ :‬واختمف‬
‫في ذكر القدر في ماليس فيو عوض كوثائق األحباس والصدقات وشبييا)‪.7‬‬

‫أف مصنف المعيار لمكنشريسي يكتسي أىمية بالغة‪ ،‬فيك‬ ‫نمخص إلى ّ‬
‫خزاف لمفتاكى كالنكازؿ لعمماء مف األندلس كالمغرب‪ ،‬كما ّأنو يحتكي عمى كثير‬
‫ّ‬
‫أف كتب الكثائق كانت مف أىـ مصادر‬ ‫مف نصكص الكثائق‪،‬كىذا ما يبيف ّ‬

‫‪1‬اٌزٕجىز‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك؛ ص‪.316‬‬


‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.24‬‬
‫‪ 3‬اثٓ اٌمبػ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ِ ،‬ظ‪ ،2‬ص‪268‬؛ اٌيهوٍ‪ ٟ‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص ‪327‬؛ ّ٘بي‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪،‬‬
‫ص‪. 272‬‬
‫‪ِ 4‬ضً‪" :‬شوػ اٌقيهع‪١‬خ"‪ "ٚ ،‬اٌؾغت اٌَّز‪ٛ‬هح ف‪ِ ٟ‬ؾبٍٓ اٌّمظ‪ٛ‬هح"‪ ،‬أٔظو ِقٍ‪ٛ‬ف اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ 5‬اثٓ اٌمبػ‪ٔ ،ٟ‬فَٗ‪ِ ،‬ظ‪ ،2‬ص‪268‬؛ اٌيهوٍ‪ٔ ،ٟ‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.327‬‬
‫‪ 6‬اثٓ اٌمبػ‪ٔ ،ٟ‬فَٗ‪.‬‬
‫‪7‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.568 ،562‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مصادر وثائق المعيارللونشريسي‬

‫ألف‬
‫أف أصحاب الكثائق قد مزجكا بيف التكثيق كالفقو ذلؾ ّ‬ ‫المعيار‪ ،‬كالالفت ّ‬
‫ىناؾ صمة كثيقة بيف عمـ التكثيق كعمـ الفقو‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫دراسة لكثائق كتاب المعيار‬


‫لمكنشريسي‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫مصنفو القيـ‬
‫ّ‬ ‫أف الكنشريسي‪ ،‬قد انتفع مف كتب الكثائق في‬
‫مما ال شؾ فيو ّ‬
‫النازلي "المعيار"‪ ،‬فقد كانت الكثائق إحدى مصادره التي استعمميا في إجاباتو‬
‫ّ‬
‫تنكعت بيف كثائق تعالج‬
‫أف ىذه الكثائق قد ّ‬
‫عمى المسائل كالفتاكى‪ ،‬كالمالحع ّ‬
‫القضايا االجتماعية‪ ،‬كأخرى تتناكؿ القضايا االقتصادية‪.‬‬

‫الزواج‪:‬‬

‫النكاح في المغة‪ :‬يقاؿ نكح‪ ،‬ينكح الرجل كالمرأة نكاحا‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬نكحت المرأة‬
‫تزكجت‪ ،‬كنكح فالف امرأة تزكجيا‪ ،1‬قاؿ تعالى‪ ":‬فانكحوا ما طاب لكم من‬
‫النساء"‪.2‬‬

‫كاصطالحا‪ :‬النكاح عقد لحل تمتع بأنثى غير محرـ كمجكسية كأمة كتابية‬
‫بصيغة ‪.‬‬

‫كيتضح مف خالؿ كتاب المعيار العديد مف المسائل المتعمقة بالنكاح‪ ،3‬فقد‬


‫نصت إحداىا عمى كفاة بنت زكجيا كالدىا قبل الدخكؿ بيا فحدث بيف زكج‬
‫البنت ككلييا خالؼ حكؿ مكركث كمييما مف الصداؽ‪ ،‬كقد كانت ليذه المسألة‬
‫إجابة منيا ماكاف في كثائق ابف العطار‪.4‬‬

‫كىناؾ نازلة أخرى تتحدث عف رجل شرط لزكجتو في كتاب صداقيا أف ال‬
‫يغيب عنيا أكثر مف ستة أشير فزاد عف ذلؾ‪ ،‬فمما قدـ صداقيا بعد ثمانية‬

‫‪1‬اثٓ فبهً‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪475‬‬


‫‪ٍٛ 2‬هح إٌَبء‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪3‬‬
‫‪3‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪5‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪ 35‬؛ أٔظو‪ :‬اٌٍّؾك هلُ ‪. 1‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫أشير منعتو عف الدخكؿ‪ ،‬كأرادت أف تأخذ بشرطيا‪ ،‬كقد أجاب عف ىذه المسألة‬
‫بعض الشيكخ مثل كثائق ابف العطار‪.1‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ :َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪. 388 -387‬‬


‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫الطالق والعدة‪:‬‬

‫الطالؽ‪ :‬ىك رفع قيد النكاح في الحاؿ أك الماؿ بمفع مخصكص أك ما‬
‫يقكـ مقامو‪ 1.‬كالعدة‪ :‬ىي اسـ لمدة تتربص فييا المرأة لمعرفة براءة رحميا أك‬
‫لمتعبد أك لتفجعيا عمى زكجيا‪.2‬‬

‫كقد أكرد الكنشريسي مجمكعة مف الكثائق المتعمقة بالطالؽ كشفت بعض‬


‫الجكانب االجتماعية المتعمقة بمجتمع الغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث ذكرت إحداىا‬
‫قضية احتياؿ مطمق بإخراج المرأة مف داره‪ ،‬فقد انتقل معيا مف داره إلى دار‬
‫أخرى فسكف معيا مدة ثـ طمقيا كبعدىا رجع إلى داره األكلى‪ ،‬فقد كانت المسألة‬
‫تدكر حكؿ عدة المرأة‪ ،‬ىل في الدار األكلى أـ في الدار الثانية؟‪ ,‬كالمالحع‬
‫‪3‬‬
‫عمى ىذه النازلة أف كثائق ابف ككثر قد أجابت عمى ىذه المسألة‪.‬‬

‫الحضانة‪:‬‬

‫الحضانة‪ :‬ىي حفع مف ال يستقل بأمكره‪ ،‬كتربيتو بما يصمحو‪.4‬‬

‫كقد كرد في المعيار إحدى الكثائق المتعمقة بمسألة الحضانة تكشف قضية‬
‫دفع أجرة الرضاع حيث اختمف رجل كمطمقتو الذي لو منيا كلد التي أرضعتو‬
‫بعد طالقيا شيكرا‪ ،‬كطمبت أجرة الرضاع لمشيكر الماضية‪ ،‬غير أف الرجل‬
‫يذكر أنو دفع األجرة‪ ،‬كيتضح مف خالؿ ىذه الكثيقة أف المجتمع في ذلؾ‬

‫‪1‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ :‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،28‬ص‪.5‬‬


‫‪ٔ2‬فٌ اٌّوعغ‪ ،‬ط‪ ،29‬ص‪.304‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شوٍ‪ :ٟ‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.481‬‬
‫‪ 4‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ ‪ ،‬ط‪ ،17‬ص‪.299‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫العصر قد عرؼ قضايا تتعمق بالحضانة كمشاكل بيف الزكجيف المطمقيف حكؿ‬
‫ما َي ُمف بأبنائيا بأي صمة‪ ،‬كليذه المسألة إجابة في كثائق ابف ككثر‪.1‬‬

‫اليبــــــــة‪:‬‬

‫ض حاؿ الحياة‪.2‬‬ ‫ِ‬


‫اليبة‪ :‬ىي تمميؾ بال عَك ْ‬
‫أف رجال‬
‫كقد نقل الكنشريسي في معياره مسألة تتعمق باليبة مضمكنيا ّ‬
‫تزكج كأىدى إليو إخكانو مجمكعة مف الجزكر‪3‬كغير ذلؾ‪ ،‬ثـ يقكؿ الباعث إذا‬
‫ّ‬
‫تزكجت يبعث إلي مقابل ما بعثت إليو‪ ،‬حيث كانت اإلجابة عمى ىذه النازلة أنو‬
‫ّ‬
‫ليس في اليدايا كال في التحف مكافآت ّإال مف اشترطيا عند إرساليا‪ ،‬كىذا ما‬
‫ذكرتو الكثائق المجمكعة حيث يقضي المبعكث إليو لمباعث فإف كانت معمكمة‬
‫صرؼ الكزف‪ ،‬كاف كانت مجيكلة صرؼ قد ار مف المحـ المبعكث إليو‪.4‬‬

‫الصمـــــــــح‪:‬‬

‫يقصد بالصمح المصالحة‪ ،‬كىك معاقدة يرتفع بيا النزاع بيف الخصكـ‬
‫كيتكصل بيا إلى المكافقة بيف المختمفيف‪ ،‬كالتصالح عكسو المخاصمة‪.5‬‬

‫كقد أمدنا الكنشريسي في معياره بمجمكعة مف النكازؿ حكؿ الصمح فعمى‬


‫سبيل المثاؿ جاءت إحداىا تتحدث عف شركط مصالحة الزكجة لسائر الكرثة‬
‫كذ كر شركطا عديدة مثل عدـ االنضماـ إلى الصمح عمى حضيا في الميراث‪،‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.23‬‬


‫‪ 2‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪ ،6‬أٔظو‪٘ٚ :‬جخ اٌيؽ‪ ،ٍٟ١‬اٌفمٗ اإلٍالِ‪ٚ ٟ‬أكٌزٗ‪ ،‬ؽ‪ ،2‬كِشك‪ :‬كاه اٌفىو‪٘1405 ،‬ـ‪،‬‬
‫‪ ،َ1985‬ط‪ ،5‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬اٌغيه‪ ٛ٘ :‬اٌمطغ‪٠ ،‬مبي عيهد اٌش‪ٟ‬ء عيها‪ٌٚ ،‬نٌه ٍّ‪ ٟ‬اٌغي‪ٚ‬ه عي‪ٚ‬ها‪ٚ ،‬اٌغيهح اٌشبح‪٠ ،‬م‪ َٛ‬اٌ‪ٙ١‬ب أٍ٘‪ٙ‬ب‬
‫ف‪١‬نثؾ‪ٙٔٛ‬ب‪ ،‬أٔظو‪ :‬اثٓ فبهً‪ :‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.456‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.181 -180‬‬
‫‪ 5‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،27‬ص‪ ،323‬أٔظو ‪٘ٚ‬جخ اٌيؽ‪ :ٍٟ١‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.293‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫الصمح عمى كالئيا‪1،‬إضافة أال يككف في التركة طعاـ مف بيع في ذمة آخر‬
‫كغيرىا مف الشركط‪ ،‬كقد نقل الكنشريسي في ىذه المسألة عف الكثائق المجمكعة‬
‫"كليتأمل في المصالحات مف الكثائق المجمكعة كثيقة مصالحة المرأة عف‬
‫ميراثيا ما ضمف الكثيقة مف قكلو"‪.2‬‬

‫كما كردت كثيقة بيف عامل كرب الماؿ مسألتيا طرحت عمى الكنشريسي‬
‫سنة ‪ 882‬ق‪ ،‬كيتضح أف السائل مف فاس كاسمو أبك عبد هللا دمحم بف عركة‬
‫يسأؿ الكنشريسي كىك في تممساف عف الصمح كالالفت أف ىذه الكثيقة كردت في‬
‫ىذه المسألة بالنص‪.3‬‬

‫الصدقة‪:‬‬

‫الصدقة ىي تمميؾ في الحياة بغير عكض عمى كجو القربة إلى هللا تعالى‬
‫كىي تستعمل بالمعنى المغكي الشامل فيقاؿ لمزكاة صدقة‪4،‬كما كرد في القرآف‬
‫"إنما الصدقات لمفقراء كالمساكيف"‪.5‬‬
‫الكريـ‪ّ :‬‬
‫كما ذكر الكنشريسي في نكازلو مسألة تتعمق بالصدقة حيث أف األب‬
‫‪6‬‬
‫البينة‪ ،‬كاف كاف األب‬
‫تصدؽ عمى كلده الطفل كىي تفتقر إلى حيازة كمعاينة ّ‬
‫ّ‬
‫يسكف بعضيا أك إشياده بالحيازة مف غير حضكر ّبينة في الدكر كالجنات‬
‫كغيرىا‪ .‬فكانت اإلجابة أف حيازة األب عمى كلده إف كانت أرضا أك جنانا‬

‫‪ 1‬اٌىبٌئ ف‪ ٟ‬اٌٍغخ‪ :‬إٌَجخ ‪ٚ‬اٌٍَف‪٠ٚ ،‬مبي‪ :‬وأل اٌل‪٠ ٓ٠‬ىأل‪ :‬رؤفو ف‪ ٛٙ‬وبٌئ‪ٚ ،‬اٌّواك ثٗ ف‪ ٟ‬اططالػ اٌفم‪ٙ‬بء‪ :‬اٌل‪،ٓ٠‬‬
‫‪٠ٚ‬نوو‪ٌ ْٚ‬فع اٌىبٌئ ف‪ ٟ‬اٌىالَ ػٍ‪ ٝ‬ث‪١‬غ اٌل‪ ٓ٠‬ثبٌل‪َِ ٓ٠‬زلٌ‪ ٓ١‬ثبٌٕ‪ ٟٙ‬اٌ‪ٛ‬اهك ػٓ إٌج‪( ٟ‬ملسو هيلع هللا ىلص) ف‪ ٟ‬ؽل‪٠‬ش ث‪١‬غ اٌىبٌئ‪ ،‬أٔظو‬
‫اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،34‬ص‪146‬‬
‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪ ،514 -513‬أٔظو ونٌه‪ ،‬اثٓ اٌؼطبه‪(:‬دمحم ثٓ أؽّل األِ‪()ٞٛ‬د‪٘399‬ـ)وزبة‬
‫اٌ‪ٛ‬صبئك ‪ٚ‬اٌَغالد‪ ،‬رؼ‪:‬ة‪ ،‬شبٌّ‪١‬زب‪ ،‬ف‪ ،‬و‪ٛ‬ه‪ٕ٠‬ط‪ِ ،ٟ‬له‪٠‬ل‪ِ ،‬غّغ اٌّ‪ٛ‬صم‪ ٓ١‬اٌّغو‪٠‬ط‪ ،ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ل اإلٍجبٔ‪ٌٍ ٟ‬ضمبفخ ‪،‬‬
‫‪ ، 1983‬ص‪420 -419‬؛ أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪. 2‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ :َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪ ،564 -563‬أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪. 3‬‬
‫‪4‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،26‬ص‪.323‬‬
‫‪ 5‬اٌز‪ٛ‬ثخ‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪.60‬‬
‫‪ ٟ٘ 6‬اٌغّغ ‪ٚ‬ػُ اٌش‪ٟ‬ء‪ٚ ،‬وً ِب ػ ُّ ش‪١‬ئب اٌ‪ٔ ٝ‬فَٗ ِٓ ِبي أ‪ ٚ‬غ‪١‬وٖ فمل ؽبىٖ ؽ‪ٛ‬اىا أ‪ ٚ‬ؽ‪١‬بىح ‪ٚ‬اؽزبىٖ اؽز‪١‬بىا‪ٟ٘ٚ ،‬‬
‫‪ٚ ٟ٘ٚ‬ػغ اٌش‪ٟ‬ء ‪ٚ‬االٍز‪١‬الء ػٍ‪ ٗ١‬ثّؼٕ‪ ٝ‬اٌمجغ‪ ،‬أٔظو اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،18‬ص‪.274‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫فالقكؿ بحيازتو كاؼ كدار السكف الجتاز ّإال بمعاينة البينة لمحيازة كفي الكثائق‬
‫المجمكعة ذكرت أف الصدقة يقكـ المعطي بكظيفتيا عامة الدىر‪.1‬‬

‫الوصايا والمحاجير‪:‬‬

‫الكصية ‪ :‬ىي تمميؾ مضاؼ إلى ما بعد المكت بطريق التبرع‪ ،‬سكاء كاف‬
‫ذلؾ في األعياف أك المنافع‪.2‬‬

‫كالحجر‪ 3:‬في الشريعة‪ :‬ىك منع اإلنساف عف التصرؼ في مالو كيقابمو اإلذف‬
‫كىك فؾ الحجر كاسقاط المنع‪.4‬‬

‫كيفيد الكنشريسي مف خالؿ كتاب المعيار مسائل تتعمق بالكصايا‬


‫كالمحاجير‪ ،‬فقد جاءت إحداىا تتعمق بتصرؼ األخ األكبر عمى أصاغر إخكتو‬
‫األيتاـ كيبدك مف خالليا أنيا كانت منتشرة أكثر في المجتمع البدكي‪ ،‬كربما ىذا‬
‫العرؼ يالئـ أىل البكادي ككنيـ بعيديف عف مراقبة الحاكـ‪ ،‬كجاء قكؿ عف ىذه‬
‫المسألة ابف اليندي‪" :‬وظاىر ىذه الرواية وان كان مع إمكان مطالعة‬
‫السمطان"‪.5‬‬

‫كىناؾ كثيقة بالنص في إحدى المسائل كىي مف ألزـ نفسو عطية حيا أك‬
‫أف شخصا أكصى بعطية دنانير مف‬ ‫ميتا كالتزـ عدـ الرجكع فيو كمضمكنيا ّ‬
‫مالو ألختو‪ ،‬كفي حالة كفاتيا ال حق ليا في مالو‪.6‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪ ،170‬أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪. 4‬‬


‫‪2‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪.221 ،43‬‬
‫‪ 3‬ػوفٗ اٌّبٌى‪١‬خ ثؤّٔٗ طفخ ؽى‪ّ١‬خ أ‪٠ ٞ‬ؾىُ ث‪ٙ‬ب اٌشوع‪ ،‬ر‪ٛ‬عت ِٕغ ِ‪ٛ‬ط‪ٛ‬ف‪ٙ‬ب ِٓ ٔف‪ٛ‬م رظوفٗ ف‪ّ١‬ب ىاك ػٍ‪ ٝ‬ل‪ٛ‬رٗ‪ ،‬أ‪ٚ‬‬
‫رجوػٗ ثّب ىاك ػٍ‪ ٝ‬صٍش ِبٌٗ‪ .‬أٔظو اٌيؽ‪ ،ٍٟ١‬ط‪ ،5‬ص‪.412‬‬
‫‪4‬اٌيؽ‪ٔ ،ٍٟ١‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.412 -411‬‬
‫‪5‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.450 -449‬‬
‫‪ٔ 6‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪356‬؛ أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪. 5‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫الوكـــــــالة‪:‬‬

‫الككالة‪ :‬ىي نيابة ذي حق غير ذي إمرة كال عبادة لغيره فيو غير مشركط‬
‫بمكتو‪.1‬‬

‫كيمدنا الكنشريسي مف خالؿ كتابو المعيار المعرب‪ ،‬الذي حكى حكؿ‬


‫قضايا عديدة منيا ما يتعمق بالككالة مضمكنيا أف القاضي يككف ككيال لمف‬
‫بعدت غيبتو‪ ،‬حكؿ جكاز القضية أـ ال؟‪ .‬فكاف ىناؾ اختالؼ بيف أف الغائب‬
‫كالصغير ينظر ليما القاضي كال يقيـ ككيال‪ ،‬كاآلخر يرى أف الغائب يقاـ لو‬
‫ككيل مأمكف ألف الككيل يبمغ مف الكشف كالبحث كالدعكى ال تصح ّإال بككالة‬
‫مف الغائب‪ ،‬بحكـ أف يجب كضع الككيل حتى ترجى لمغائب حجة‪ّ ،‬إال إذا‬
‫كانت غير صحيحة فينظر لو مف غير ككالة‪ ،‬حيث يتكلى الككيل مكاف‬
‫الغائب‪ ،‬كىذا ما أكرده ابف اليندي في كثائقو‪.2‬‬

‫العتـــــــق‪:‬‬

‫الرؽ‪ ،3‬كقد ذكر الكنشريسي في‬


‫يقصد بالعتق تحرير الرقبة كتخميصيا مف ّ‬
‫معياره مسألة تتعمق بيذا الجانب‪ ،‬كىي مف غاب عف أـ كلده فقامت بعدـ‬
‫النفقة‪.4‬‬

‫أف رجال مف قرطبة ارتحل إلى المشرؽ‪ ،‬فطاؿ غيابو عف أمتو‬ ‫كتفصيميا ّ‬
‫ككلده الذي منيا‪ ،‬أزيد مف ثالثة أعكاـ‪ ،‬فقامت بعدـ النفقة عف القاضي‪ ،‬كاختمف‬
‫في عتقيا مف عدمو‪ ،‬كقد أكرد الكنشريسي أقكاؿ المكثقيف مثل ابف القطاف الذي‬

‫‪ 1‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،45‬ص‪ٌٍٛٚ ، 5‬وبٌخ ػٕل اٌغّ‪ٛٙ‬ه أهوبْ أهثؼخ‪ :‬اٌّ‪ٛ‬وً‪ ،‬اٌ‪ٛ‬و‪ ،ً١‬اٌّ‪ٛ‬وً ف‪ٚ ٗ١‬اٌظ‪١‬غخ‪ ،‬أٔظو‬
‫اٌيؽ‪ :ٍٟ١‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،10‬ص‪.341 -340‬‬
‫‪2‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،10‬ص‪.341 -340‬‬
‫‪3‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،29‬ص‪.264‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ٔ ،َٟ٠‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.215‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫أفتى‪" :‬أّنيا ال تعتق وأّنيا تبقى حتى ينصرف سيدىا أو يصبح موتو‪ ،‬أو‬
‫ينقضي تعميره‪ ،‬فتخرج حينئذ حرة"‪.1‬‬

‫البيــــــع‪:‬‬

‫البيع‪ :‬ىك مبادلة ماؿ بماؿ عمى كجو الخصكص أك ىك مبادلة شيء‬
‫مرغكب فيو بمثمو عمى كجو مفيد مخصكص أي بإيجاب أك تعاط‪.2‬‬

‫فقد تحدث الكنشريسي في كتابو المعيار المعرب عف قضايا كمسائل عديدة‬


‫تتعمق بالبيع‪ ،‬حيث كردت في إحدى النكازؿ أف رجال اشترى مف آخر قصب‬
‫سكر بثمف معمكـ دفع لو بعضو كبقي بعضو ثـ تقابال في المبيع عمى أف أخر‬
‫المشتري البائع بما كاف دفع لو مف الثمف النقضاء شيريف مف تاريخ اإلقالة‬
‫كالمسألة تدكر حكؿ جكاز ىذه اإلقالة‪.3‬‬

‫ككانت اإلجابة حكؿ ما ىك منصكص في الكثائق المجمكعة‪ ,‬حيث إف دفع‬


‫جميع الثمف المذككر جاز ذلؾ سكاء بزيادة أك نقصاف‪ ،‬ألنو كمو مندفع مف قبل‬
‫مؤخر‪ ،‬كىذا عمى خالؼ ما عّمق‬‫البائعفال حرج في تأخيره ألنو بيع مؤخر بثمف ّ‬
‫عميو ابف فتحكف في كثائقو حيث يذكر أف اإلقالة بالتأخير ممتنعة لما يمغي في‬
‫ذلؾ فسخ الديف في الديف‪ ،4‬كما كردت كثيقة بالنص البف أبي زمنيف في‬
‫مكضكع بيع أنقاض في أرض معارة لمبناء‪.5‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪216 -215‬‬


‫‪ 2‬اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.5‬‬
‫‪ ٟ٘ 3‬هفغ اٌؼمل ‪ٚ‬اٌغبء ؽىّٗ ‪ٚ‬آصبهٖ ثزواػ‪ ٟ‬اٌطوف‪ ،ٓ١‬أٔظو اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.224‬‬
‫‪4‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.231‬‬
‫‪ٔ 5‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪ ،466‬أٔظو ونٌه‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪387‬؛ أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪. 6‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫القسمة‪:‬‬

‫عرؼ المالكية القسمة بأنيا تعييف نصيب كل شريؾ في ُمشاع (عقار أك‬
‫غيره) كلك كاف التعييف باختصاص تصرؼ فيما ُعّيف لو مع بقاء الشركة في‬
‫‪1‬‬
‫الذات‪.‬‬

‫كقد حكى المعيار المعرب بعض القضايا التي تتعمق بالقسمة في الكزيعة‬
‫سكاء بالقرعة أك بالتراضي‪ ،‬حيث أف المسألة كانت تدكر حكؿ القسمة فإف‬
‫كانت كزنا إف شاؤكا اقترعكا كاف شاؤكا ترككا كاف كانت تحريا‪ 2‬فتككف بالقرعة‪،‬‬
‫كالمالحع أف القسمة بالتحري ال تككف ّإال بالقرعة سكاء في الثمار أك غيره‪،‬‬
‫كىذا ما ذكره الباجي في كثائقو‪.3‬‬

‫كما ذكر الكنشريسي كثيقة ِقراض في نكازؿ الشفعة كالقسمة‪.4‬‬

‫‪1‬اٌيؽ‪ :ٍٟ١‬اٌّوعغ اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.657 -656‬‬


‫‪ 2‬اٌزؾو‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌٍغخ ٘‪ ٛ‬اٌمظل ‪ٚ‬االثزغبء‪ ،‬وم‪ٛ‬ي اٌمبئً‪ :‬أرؾو‪َِ ٜ‬وره أ‪ ٞ‬أؽٍت ِوػبره‪ ،‬أٔظو اٌّ‪ٍٛٛ‬ػخ اٌفم‪١ٙ‬خ‪،‬‬
‫ط‪ ،10‬ص‪.187‬‬
‫‪3‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪129 -128‬؛ أٔظو اٌٍّؾك‪ :‬هلُ ‪.7‬‬
‫‪ٔ 4‬فَٗ‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪.211‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫الخاتمة‬

‫يعتبر كتاب المعيار المعرب لمكنشريسي مكسكعة ضخمة جديرة بالدراسة‬


‫أكثر‪ ،‬فيي خزاف لمفتاكى كالكثائق جمع فييا أقكاؿ العمماء مف المغرب كاألندلس‬
‫‪ ،‬كىذا مايدؿ عمى سعة إطالع ىذا العالمة الذي كاف نتاج الثقافة العربية‬
‫اإلسالمية بالمغرب كاألندلس‪.‬‬

‫كال ندعي في دراستنا ىذه أننا قد تمكنا مف تغطية كل مالو عالقة بمكضكع‬
‫ألف ىذا العمـ ككذا التعامل مع‬
‫عمـ الكثائق مف خالؿ كتاب المعيار لمكنشريسي ‪ّ ,‬‬
‫كتب النكازؿ كالفتاكى بحاجة إلى تغطية كاسعة كدراسة عميق ‪.‬‬

‫كبناء عميو فقد خمصت دراستنا ىذه إلى أىـ النتائج اآلتية ‪:‬‬
‫ً‬
‫ظير التكثيق مع ظيكر اإلسالـ ‪ ،‬فقد عرفو المسممكف منذ زمف‬ ‫‪-‬‬

‫حريصاً‬ ‫الرسكؿ (ملسو هيلع هللا ىلص) ‪ ،‬حيث كاف رسكلنا الكريـ عميو الصالة كأزكى التسميـ‬
‫عمى تدكيف المعامالت بيف الناس‪ ،‬كقد نقمت لنا المصادر العديد مف الكثائق التي‬
‫كتبت في عيده (عميو الصالة كالسالـ)‪.‬كقد حظي التكثيق باإلىتماـ مع مركر‬
‫الزمف نتيجة اتساع الدكلة اإلسالمية ‪ ،‬كتطكر المجتمع كتشابؾ مصالح العباد‪.‬‬

‫كاف لممذاىب اإلسالمية دكر كبير في ظيكر المصنفات في عمـ‬ ‫‪-‬‬


‫الكثائق ‪ ،‬كقد كاف المذىب الحنفي السباؽ في التأليف في ىذا العمـ‪ ،‬لتنتقمت بعد‬
‫ذلؾ حركة التأليف إلى المذاىب األخرى ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫حركة التأليف في عمـ‬ ‫نالت منطقة الغرب اإلسالمي حظيا مف‬ ‫‪-‬‬
‫الكثائق؛ فقد اىتـ أىل المغرب كاألنمس بيذا العمـ اىتماما منقطع النظير‪ ،‬كبرز‬
‫ذلؾ أكثر في ما صنفكه مف مؤلفات كثيرة ‪.‬‬

‫‪ -‬كشفت الدراسة أف عمـ الكثائق ىك أحد العمكـ الجميمة يستند إلى عدة‬
‫عمكـ كالفقو كالقضاء كاألدب‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر الكنشريسي أحد العمماء المسمميف الراسخيف في العمـ أنجبيـ‬


‫القرف ‪10‬ق‪ ،‬في بالد المغرب اإلسالمي ‪.‬‬

‫إف لمتكثيق عالقة بالفقو ألف ىناؾ صمة كثيقة كمتداخمة بيف عمـ‬ ‫‪-‬‬
‫الكثائق كعمـ الفقو كقد جاء في المصادر أف الكثائق ثمرة الفقو ‪ ،‬كليذا فاننا نجد‬
‫الكثير مف األحكاـ الفقيية في كتب الكثائق جعمت مف الكنشريسي ينقمكىا في‬
‫كتابو المعيار‪.‬‬

‫‪ -‬تكمف أىمية الكثائق بالنسبة لممعيار المعرب في أف الكنشريسي كاف‬


‫قاضيا‪ ،‬مفتيا ‪ ،‬حيث كانت ترده العديد مف الكثائق التي تعتبر كسيمة إثبات أماـ‬
‫القاضي‪ ،‬فيتعامل معيا ‪ ،‬كحيف إصداره لمفتكى كاف يستند إلى أقكاؿ المكثقيف‬
‫مف خالؿ ماترككه مف مصنفات في عمـ الكثائق‪ ،‬كبذلؾ فقد كانت كتب الكثائق‬
‫مصد ار ىاما بالنسبة لمكنشريسي حيث جمع منيا نصكصا كثيرة في معياره ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار أبك العباس الكنشريسي عمى مؤلفيف مف المغرب ك األندلس ليـ‬
‫باع طكيل في عمـ الشركط دكف مؤلفيف مف المشرؽ‪ ،‬ك ربما ىذا يعكد إلى أف‬
‫ىؤالء المؤلفيف الذي اعتمد عمييـ الكنشريسي ىـ مف فطاحمة عمـ التكثيق‪ ،‬كما‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث ــــــــــــــ دراسة لوثائق المعيار للونشريسي‬

‫أنيـ مف المدرسة المالكية مثل‪ :‬ابف العطار‪ ،‬ابف اليندي‪ ،‬ابف أبي زمنيف‪،‬‬
‫المتيطي كغيرىـ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪60‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم ‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫وثيقة زواج‬

‫[ مف زكج ابنتو مف رجل فتـ العقد بينيما‪ ،‬ثـ تكفيت البنت قبل الدخكؿ بيا]‬

‫كسئل ابف رشد عمف زكج ابنتو مف رجل فتـ العقد بينيما فبقيت مدة‬
‫كتكفيت قبل الدخكؿ‪ ،‬فطمب األب مكركثو مف الصداؽ كما لزـ زكجيا مف‬
‫النفقة كالكسكة‪ ،‬كطمب الزكج مكركثو مف الصداؽ مما اكتسب ليا مما يكرىا بو‪،‬‬
‫ىل يككف لكل كاحد مطمبو مف صاحبو أك إحداىما أك ال شيء لكاحد منيما‪.‬‬
‫فأجاب إف كاف األب أمضى البنتو ما يجيزىا بو كسممو فممزكج ميراثو منو‪.‬‬

‫ككذا ما سمى ليا مف الصداؽ‪ ،‬فيكرث عنيا كال شيء عمى الزكج مف نفقة‬
‫كال كسكة انتيى‪ ،‬لما زري أصل الشريعة عدـ التزاـ المرأة كأبييا جيازا‪ ،‬كالصداؽ‬
‫عكضا عف البضع كىك المقصكد‪ ،‬كلك كاف عكضا عف االنتفاع بالجياز كىك‬
‫فاسدا‪ ،‬لكف األصل البضع كما سكاه‪ ،‬كأظنيا ركاية شاذة غريبة أنو‬
‫مجيكؿ لكاف ً‬
‫ليس عمى امرأة تجييز بصداقيا فأحرى ما سكاه‪ ،‬كأظنيا في كثائق ابف العطار‪،‬‬
‫كالركاية األخرى تتجيز بالصداؽ خاصة‪ ،‬كالجيازات الكائنة اآلف خارجة عف‬
‫مقتضى الركايات فإذا كانت العادة تقتضيو فينبغي أف يتحقق ‪.‬‬

‫‪1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪35‬‬


‫‪61‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم ‪2‬‬


‫‪1‬‬
‫وثيقة الصمح‬

‫كثيقة مصالحة الكرثة الزكجة عف ميراثيا‪:‬‬


‫أشيدت فالنة [بنت فالف] التي كانت زكجا لفالف [بف فالف] إلى أف تكفي‬
‫عنيا كعف بنيو منيا‪ ،‬كىـ فالف كفالف [كفالف] الكبار المالككف ألنفسيـ‬
‫المحيطكف معيا كراثتو‪[ ،‬شيداء ىذا الكتاب] في صحتيا كجكاز أمرىا‪ ،‬أنيا‬
‫قامت عمى بنييا فالف كفالف [كفالف] المذككريف‪ ،‬فإف لـ يككنكا بنييا قمت‪ ،‬عمى‬
‫أربتيا المذككريف في ميراثيا‪ ،‬الكاجب ليا فيما تخمفو زكجيا فالف [بف فالف] مف‬
‫الكطاء كالغطاء كاألثاث كالرقيق كالماعكف كالكثير كالقميل كالعقار‪.‬‬
‫كذكرت أف عميو كالتي ميرىا‪ ،‬كذلؾ كذا ككذا دينا ار دراىـ بدخل‬
‫كحدىا كذا‪،‬‬
‫أربعيف‪ ،‬بقيت قبمو إلى أف تكفي بزعميا‪ ،‬كتخمف دا ار بحاضرة كذا‪ّ ،‬‬
‫كممكا بقرية كذا بإقميـ كذا مف عمل قرطبة أك مف ككرة كذا كممكا بقرية كذا مف‬
‫إقميـ كذا ‪.‬‬

‫‪ 5‬اثٓ اٌؼطبه‪ ( :‬دمحم اثٓ اؽّل األِ‪ ( ) ٞٛ‬د ‪٘ 399‬ـ ) وزبة اٌ‪ٛ‬صبئك ‪ٚ‬اٌَغالد‪ ،‬رؾم‪١‬ك‪ ،‬ة‪ ،‬شبٌّ‪١‬زب‪ ،‬ف‪ ،‬و‪ٛ‬ه‪ٕ٠‬ط‪،ٟ‬‬
‫ِله‪٠‬ل‪ِ ،‬غّغ اٌّ‪ٛ‬صم‪ ،ٓ١‬اٌّغو‪٠‬ط‪ ،ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ل االٍجبٔ‪ ٟ‬اٌؼوث‪ٌٍ ٟ‬ضمبفخ‪ ،1983 ،‬ص‪.420 -419‬‬
‫‪62‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫وثيقة صمح‬

‫[سؤاؿ مطكؿ يتعمق بالصمح كرد عمى مؤلف في فاس مف تممساف]‬


‫بعد أف التزـ فالف ابف فالف كىك العامل لفالف بف فالف الذي ىك رب‬
‫ذىبا أبرأه مف جميع ما بينيما مف المعامالت كالكدائع‬
‫الماؿ‪ ،‬أربعمائة دينار ً‬
‫كغيرىا‪ ،‬كأشيد أنو تكصل إلى حقو كلـ تبق لو مطالبة‪.‬‬
‫كأشيد عمى نفسو بإسقاط االسترعاء في االسترعاء‪ ،‬كتكذيب البيانات‬
‫كتزكيرىا‪ .‬تـ بعد اثني عشر يكما دفع فالف بف فالف الذي ىك العامل لفالف بف‬
‫فالف‪ ،‬الذي ىك رب الماؿ‪ ،‬األربعمائة دينار‪ ،‬التي كاف التزاميا لو مف التبري‬
‫كذا‪ ،‬كمف الخارج كذا‪ ،‬كمف الحدادي كذا‪ ،‬كمف الزياني كذا‪ ،‬أب أر كل كاحد منيما‬
‫صاحبو اإلبراء التاـ‪ ،‬شيد إلخ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ :َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.564 -563‬‬


‫‪63‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم ‪4‬‬


‫‪1‬‬
‫وثيقة الصدقة‬
‫[مسألة]‬
‫كسئل المخمي عما تصدؽ بو األب عمى كلده الطفل ىل يفتقر إلى حيازة‬
‫البينة لميبة فارغة مف شكاغل األب إف كاف بعضيا يسكنيا األب أك‬
‫كمعاينة ّ‬
‫إشياده بالحيازة كاؼ لقكلو ّإني حزت مف غير حضكر ّبينة في الدكر كالجنات‬
‫كغيرىما كىي كثيرة النزكؿ‪.‬‬
‫فأجاب‪ :‬حيازة األب عمى كلده فإف كانت أرضا أك جنانا غير مغتل فالقكؿ‬
‫البينة لمحيازة كىي فارغة مف‬
‫بحيازتو كاؼ كدار السكف الجتاز إالّ بمعاينة ّ‬
‫شكاغمو كاف كانت دار غمة أجزاه القكؿ إذا كاف الكراء غير كجيبة كاف كصية لـ‬
‫تجز عمى قكؿ ابف القاسـ إالّ أف يتصدؽ بالكراء مع الرقاب كفي الكثائق‬
‫المجمكعة إف كانت الصدقة مكظفة فال تعقداف الصدقة كقعت عمى الكظيفة‬
‫ألنيا تككف صدقة عمى أف يقكـ المعطي بكظيفتيا عامة الدىر كىك مجيكؿ‪،‬‬
‫كنزلت بقرطبة كقضى بعض القضاة بفسخ الصدقة بيذا الشرط كردىا ميراثا ‪.‬‬

‫‪ 1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪.170‬‬


‫‪64‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم ‪5‬‬


‫‪1‬‬
‫وثيقة وصية‬
‫[مف ألزـ نفسو عطية حيا أك ميتا كالتزاـ عدـ الرجكع فييا]‬
‫فالنا أشيد عمى نفسو في صحتو ك جكاز أمره أف أختو فالنة متى حضرت‬
‫كليتيا فميا عطية دنانير مف مالو‪ ،‬كاف ماتت ىي قبل ذلؾ فال شيء ليا مف‬
‫مالي سكاء كنت حيا أك ميتا‪ ،‬فأكجب ذلؾ عمى نفسو عمى الشركط المذككرة‬
‫كا لتزاـ عدـ الرجكع في ىذه العطية بعد أف عرؼ باختالؼ أىل العمـ فييا‪،‬‬
‫فالتزاـ قكؿ مف قاؿ بكجكبيا في آخر شعباف عاـ أحد كعشريف كسبعمائة‪ ،‬ثـ‬
‫تكفي بعد أعكاـ فقاـ مف يطمب ىذه الدنانير‪ .‬فأظير كرثتو رسمي كصيتو‬
‫أحدىما بعاـ ستة كعشركف كآخر بعاـ سبعة كعشركف‪.‬‬
‫ذكر في كل رسـ أف ىذه الكصية ناسخة لما قبميا مف الكصايا ‪.‬‬

‫‪ 1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ : َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،9‬ص‪. 356‬‬


‫‪65‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق ‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫وثيقة بيع‬
‫[كثيقة البف أبي زمنيف في مكضكع بيع أنقاص في أرض معارة لمبناء]‬

‫اشترى فالف بف فالف مف فالف بف فالف جميع النقض كالبنياف الذي بناه‬
‫في بقعة الحانكت الذي بمكضع كذا كحدكده كذا‪ .‬ككاف فالف قد أذف لفالف أف‬
‫يبني في ىذه البقعة حانكت عمى ضفة كذا فمما بناه كأكممو لحقو ديف لـ يكجد‬
‫لو قضاء ّإال بيع ىذا البنياف كالنقض‪ .‬فعرض جميعو عمى فالف صاحب‬
‫البقعة‪ .‬كخيره بيف أف يعطيو قيمتو كبيف أف يطمق يده عمى بيعو‪ ،‬فأذف لو في‬
‫بيعو‪ ،‬كأف يسمع فيو ما أحب‪ ،‬فعند ذلؾ باعو مف فالف بف فالف بكذا ككذا‬
‫قبضو منو كأسمـ إليو جميع المبيع المكصكؼ‪ ،‬كأنزلو فيو كصار إليو عمارة ىذا‬
‫الحانكت كسكناه أك إسكانو أك إكرائو مثل الذي كاف لو ىك فيو‪ ،‬إال أف يريد‬
‫السنة ‪.‬‬
‫صاحب البقعة إخراجو‪ ،‬فيصير في ذلؾ إلى ما تكجبو ّ‬

‫‪ 1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ : َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،6‬ص‪.466‬‬


‫‪66‬‬
‫المالحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الممحق رقم ‪7‬‬


‫‪1‬‬
‫وثيقة القسمة‬

‫[القسمة في الكزيعة بالقرعة أك التراضي]‬

‫كسئل سيدي عمي بف عالؿ عف مسألة القرعة في الكزيعة‬


‫ُ‬
‫فأجاب عف شيخة أبي عيسى مكسى بف دمحم العبدكسي ػ رحمو هللا ػ أنو‬
‫كاف يقكؿ إف قسمت كزنا فإف شاؤكا اقترعكا كاف شاؤكا ترككا عمى ما ذكره‪،‬‬
‫لمخمي في قسمة القرعة‪ .‬كاف قسمت تحريًّا فيذا مكضع القرعة ثـ ذكر عف‬
‫الباجي في قسمة الثمار في رؤكس النخل بالتحري أنو قاؿ‪( :‬كعندي ّ‬
‫أف ىذه‬
‫القسمة التجكز إال بالقرعة‪ ،‬كىك ظاىر قكؿ أصحابنا بأنيا تمييز حق‪ .‬كأما‬
‫المرضاة فبيع محض) إنتيى‪ .‬كنقل ابف زرقكف عف سحنكف أنو قاؿ ال يككف في‬
‫ألف‬
‫بالتحري‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫قسـ المكييل كالمكزكف السيـ‪ ،‬يزيد القرعة‪ .‬ككذلؾ عندي ما قسـ‬
‫ما تساكى في الجكدة كالجنس كالقدر ال يحتاج إلى سيـ كالدنانير كالدراىـ‬
‫انتيى‪.‬‬

‫كىذا النقل خالؼ ما نقمو الباجي أكال كالظاىر ما قالو الباجي كالكزيعة‬
‫تجري عميو ‪.‬‬

‫‪ 1‬اٌ‪ٔٛ‬شو‪ ،َٟ٠‬اٌّظله اٌَبثك‪ ،‬ط‪ ،8‬ص‪. 129 -128‬‬


‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬أوال ‪ /‬المصادر‪:‬‬
‫‪ 1‬القرآف الكريـ (ركاية كرش عف نافع)‪.‬‬
‫بناألبار‪(:‬أبي عبد هللا دمحم بف أبي بكر القضاعي) (ت‪685‬ق)التكممة‬
‫‪ 2‬ا ّ‬
‫لكتاب الصمة ‪ ،‬السفر األكؿ‪ ،‬مدينة مجريط‪ ،‬مطبع ركخس ‪. 1886،‬‬
‫‪ 3‬ابف النديـ‪ ( :‬أبك الفرج دمحم بف أبي يعقكب اسحق المعركؼ بالكراؽ)‬
‫تجدد‪(،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫(ت‪383‬ق)الفيرست ‪،‬تح ‪ :‬رضا ّ‬
‫‪ 4‬ابف بشككاؿ‪(:‬أبي القاسـ خمف بف مسعكد) (ت‪578‬ق)الصمة(ج‪،) 2 ،1‬‬
‫تح‪ :‬إبراىيـ األبياري‪،‬ط‪،1‬القاىرة‪،‬دار الكتاب المصري‪،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب‬
‫المبناني‪1410،‬ق‪1989 ،‬ـ‪،‬‬
‫‪ 5‬ابف خمدكف‪(:‬كلي الديف أبكزيدعبد الرحمف الحضرمي) (‪808‬ق)مقدمة‬
‫ابن خمدون‪،‬مراجعة ‪ :‬سييل زكار‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الفكر‪1421،‬ق‪.2001،‬‬
‫‪ 6‬ابف فارس‪ (:‬أبي الحسيف أحمد بف القاسـ بف زكريا) (ت‪ )395‬معجم‬
‫مقاييس المغة‪(،‬ج‪ )6 ،5 ،3 ،1‬تح ‪:‬عبد السالـ دمحم ىاركف‪،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪1399 ،‬ق ‪1979،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ 7‬ابف سعد‪(:‬دمحم بف منيع الزىري) (‪230‬ق) كتاب الطبقات الكبير‪(،‬ج‪، 3،‬‬
‫‪،)9‬تح ‪ :‬عمي دمحم عمر‪،‬ط‪ ،1‬القاىرة ‪ ،‬مكتبة الخانجي‪1421،‬ق‪،‬‬
‫‪2001‬ـ ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 8‬ابف العربي‪ (:‬أبكبكردمحم بف عبد هللا المعافري) (ت‪543‬ىػ) االعواصم من‬


‫القواصم‪ ،‬تح‪ :‬عمار طالبي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة‪ ،‬دار التراث‪( ،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫ابف فرحكف‪(:‬إبراىيـ بف نكر الديف المالكي) (‪799‬ق) الديباج المذىب‬ ‫‪9‬‬
‫فيمعرفة أعيان المذىب‪ ،‬تح ‪ :‬مأمكف بف محي الديف الجناف‪،‬ط‪،1‬‬
‫بيركت ‪ ،‬دار الكتب العممية ‪.1996 ،‬‬
‫ابف مغيث‪ (:‬أبك جعفر أحمد بف دمحم الطميطمي) (ت‪459‬ق)‬ ‫‪10‬‬
‫المقنع في عمم الشروط‪ ،‬تح ‪:‬فرانشيسكك خابيير أغيري سادابا‪ ،‬مدريد ‪،‬‬
‫المجمس األعمى لألبحاث العممية ‪1994 ،‬ـ ‪.‬‬
‫ابف منظكر‪(:‬أبي الفضل جماؿ الديف دمحم بف مكرـ) (ت‪711‬ق)‬ ‫‪11‬‬
‫لسان العرب (مج ‪ ،)11، 3، 2، 10،‬بيركت‪ ،‬دار صادر ‪(،‬د‪.‬ت) ‪.‬‬
‫ابف ىشاـ‪(:‬اإلماـ أبك دمحم عبد الممؾ الحميري المعافري)‬ ‫‪12‬‬
‫(ت‪213‬أك‪218‬ق)‪ :‬السيرة النبوية‪( ،‬ج ‪)3‬تعميق ‪:‬عمر عبد السالـ‬
‫تدمري‪ ،‬ط‪ ، 3‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪.1990 ،‬‬
‫التبريزي‪ ،‬دمحم ‪ :‬الكفاية في عمم الكتابة‪ ،‬تح‪ :‬بدري دمحم فيد ‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪1425‬ق ‪2004 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الجرجاني‪ (:‬عمي بف دمحم الشريف)(ت‪816‬ق)كتاب التعريفات‪ ،‬بيركت‬ ‫‪14‬‬
‫‪ ،‬مكتبة لبناف‪.1985 ،‬‬
‫حاجي خميفة‪ (:‬مصطفى بف عبد هللا)(ت‪1657‬ق)كشف الظنون عن‬ ‫‪15‬‬
‫أسامي الكتب والفنون ‪(,‬ج‪ )2 ،1‬تصحيح ‪:‬رفعت بيمكو الكيمسى‬
‫‪,‬بيركت‪،‬دار إحياء التراث العربي (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫السرخسي‪(:‬شمس الديف دمحم بف سيل)(ت‪483‬ق)كتاب المبسوط‪،‬ج‬ ‫‪16‬‬


‫(‪، ) 30‬بيركت ‪ ،‬دار المعرفة‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫طاش كبرى زادة‪ (:‬أحمد بف مصطفى )(ت‪968‬ق) مفتاح لسعادة‬ ‫‪17‬‬
‫ومصباح السيادة في موضوعات العموم‪ (،‬مج‪ ،)2 ،1 ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪،‬‬
‫دار الكتب العممية ‪1405،‬ق ‪1985،‬ـ‬
‫عياض‪ (:‬القاضي عياض بف مكسى بف عياض السبتي)(ت‪544‬ق)‬ ‫‪18‬‬
‫ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعيان أعالم مذىب مالك‪ ،‬تح ‪:‬‬
‫مجمكعة مف األساتذة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدمحمية‪ ،‬المغرب األقصى‪ ،‬مطبعة فضالة‬
‫‪(،‬ج‪ )4‬تح‪ :‬عبد القادر الصحراكي‪( ،‬ج‪ )8 ،7 ،6‬تح‪ :‬سعيد أحمد‬
‫أعراب‪.‬‬
‫‪ :--‬الغنية فيرست شيكخ القاضي عياض‪ ،‬تح‪ :‬ماىر زىير جرار‪،‬‬ ‫‪19‬‬
‫ط‪ ،1‬بيركت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪1402 ،‬ق‪. 1982 ،‬‬
‫الغرناطي ‪ ( :‬أبي إسحاؽ ابراىيـ بف أحمد بف عبد الرحمف)‬ ‫‪20‬‬
‫السيمي‪،‬ط‪،1‬المدينة‬
‫(ت‪579‬ق) الوثائق المختصرة‪،‬تح ‪:‬ابراىيـ بف دمحم ّ‬
‫المنكرة ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪1432 ،‬ق‪2011 ،‬ـ‪.‬‬
‫القرطبي‪ (:‬أبي عبد هللا دمحمبف أحمد األنصاري)الجامع ألحكام‬ ‫‪21‬‬
‫القرآن‪(،‬ج ‪ )3‬راجعو كضبطو‪ :‬دمحمإبراىيـ الحفناكي‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دارالحديث‪،‬‬
‫‪1428‬ق‪2007 ،‬ـ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الماكردي‪(:‬أبي الحسف عمي بف دمحم بف حبيب البصري الشافعي)‬ ‫‪22‬‬


‫(ت‪)450‬أدب القاضي(مج‪ ،)2‬تح‪ :‬محي ىالؿ السرحاف ‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة‬
‫العاني‪1972 ،‬ـ‪.‬‬
‫المسعكدي‪(:‬أبي الحسف عمي بف الحسيف)(ت‪346‬ق) كتاب التنبيو‬ ‫‪23‬‬
‫واإلشراف‪ ،‬ليدف‪ ،‬مطبعة بريل ‪.1893 ،‬‬
‫التنبكتي‪ (:‬أحمد بابا)(ت‪963‬ق)‪ :‬نيل اإلبتياج بتطريز الديباج‪,‬‬ ‫‪24‬‬
‫إشراؼ كتقديـ‪ :‬عبد الحميد عبد هللا اليرامة‪ ،‬ط‪ ،1‬طرابمس‪ ،‬منشكرات‬
‫كمية الدعكة اإلسالمية‪ ،‬ليبيا‪1398 ،‬ق‪1989،‬ـ ‪.‬‬
‫الصفدي‪ (:‬صالح الديف خميل بف ايبؾ)(ت‪764‬ق)‪ :‬كتاب الوافي‬ ‫‪25‬‬
‫بالوفيات‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد األرناؤكط‪ ،‬كتركي مصطفى‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪1420 ،‬ق‪2000،‬ـ ‪.‬‬
‫ابف الخطيب‪ (:‬لساف الديف السمماني) (ت‪776‬ق) اإلحاطة في أخبار‬ ‫‪26‬‬
‫غرناطة‪ ,‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد هللا عناف‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫‪1395‬ق‪1975 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الحميدي‪(:‬أبي عبد هللا دمحم بف أبي نصر فتكح بف عبد هللا‬ ‫‪27‬‬
‫األزدي)(ت‪488‬ق) جذوة اإلقتباس في ذكر والة األندلس‪،‬القاىرة‪ ،‬الدار‬
‫المصرية لمتأليف كالترجمة‪. 1966 ،‬‬
‫الضبي‪(:‬أحمد بف يحي)(ت‪599‬ق‪1203/‬ـ) بغية الممتمس في‬ ‫‪28‬‬
‫تاريخ رجال أىل األندلس‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراىيـ األبياري‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الكتاب المصري‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب المبناني‪1410 ،‬ق‪1989 ،‬ـ ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ابف القاضي‪ (:‬أحمد المكناسي) (ت‪960‬ق‪1025/‬ـ)‪ :‬جذوة‬ ‫‪29‬‬


‫اإلقتباس في ذكر من حل من األعالم مدينة فاس‪ ،‬الرباط‪ ،‬دار‬
‫المنصكرة‪1972 ،‬ـ‪.‬‬
‫فيرس أحمد المنجور‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم حجي‪ ،‬الرباط‪ ،‬مطبكعات دار‬ ‫‪30‬‬
‫المغرب‪. 1976 ،‬‬
‫الكنشريسي‪ (:‬أبي العباس أحمد بف يحي) (ت‪914‬ق)‪ :‬المعيار‬ ‫‪31‬‬
‫المعربعن فتاوى أىل إفريقية واألندلس والمغرب‪(،‬ج‪ )13-1‬إشراؼ‪ :‬دمحم‬
‫حجي‪ ،‬الرباط‪ ،‬نشر ك ازرة األكقاؼ اإلسالمية لممممكة المغربية‪1401 ،‬ق‪،‬‬
‫‪1981‬ـ ‪.‬‬
‫‪ :--‬المنيج الفائق والمنيل الالئق والمعنى الالئق بآداب الموثق‬ ‫‪32‬‬
‫وأحكام الوثائق‪( ،‬ج‪ )1‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمف بف حمكد بف عبد الرحمف‬
‫األطرـ‪ ,‬ط‪ ،1‬دبي‪ ،‬دار البحكث لمدراسات اإلسالمية‪2005 ،‬ـ ‪.‬‬
‫الغرناطي‪ (:‬أبي جعفر بف إبراىيـ)(ت‪708‬ق)‪ :‬كتاب صمة الصمة‪،‬‬ ‫‪33‬‬
‫تحقيق‪ :‬شريف أبك العال العدكي ‪ ،‬ط‪،1‬القاىرة‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬‬
‫‪2008‬ـ‪.‬‬
‫المراكشي‪ (:‬دمحم بف عبد الممؾ األنصاري األكسي) (ت‪703‬ق) الذيل‬ ‫‪34‬‬
‫والتكممةلكتابي الموصول والصمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم بف شريفة‪ ،‬مطبكعات‬
‫أكاديمية المممكة المغربية‪1984 ،‬ـ‪.‬‬
‫الحمكي( شياب الديف أبي عبد هللا ياقكت بف عبدهللا البغدادي)‪:‬‬ ‫‪35‬‬
‫معجم البمدان‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪1397 ،‬ق‪1977 ،‬ـ‪ ،‬مج‪.1 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫البرزلي‪(:‬أبك القاسـ بف أحمدبف دمحم بف المعتل القيركاني) (ت‪841‬ق)‬ ‫‪36‬‬


‫فتاوى البرزلي جامع مسائل األحكام لما نزل من القضايا بالمفتين‬
‫والحكام‪(،‬ج‪ ،)1‬تح‪ :‬دمحم الحبيب الييمة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪2002‬ـ ‪.‬‬
‫الشفشاكني‪(:‬دمحم بف عسكر الحسني) دوحة الناشر لمحاسن منكان‬ ‫‪37‬‬
‫في القرن العاشر‪ ،‬تح‪ :‬دمحم حجي‪ ،‬ط‪ ،2‬الرباط‪ ،‬مطبكعات دار المغرب‪،‬‬
‫‪. 1977‬‬
‫الخشني‪(:‬دمحم بف الحارث)(ت‪361‬ق‪971/‬ـ) أخبار الفقياء‬ ‫‪38‬‬
‫والمحدثين‪ ،‬تح‪ :‬ماريا لكسيا أبيال‪ ،‬كلكيس مكلينا‪ ،‬مدريد ‪ ،‬المجمس‬
‫األعمى لألبحاث العممية‪ ،‬معيد التعاكف مع العالـ العربي‪1991 ،‬ـ ‪.‬‬
‫ابف الفرضي‪(:‬أبك الكليد عبد هللا بف دمحم بف يكسف األزدي)‬ ‫‪39‬‬
‫(ت‪403‬ق) تاريخ العمماء والرواة لمعمم باألندلس(ج‪ ،)2‬نشر كتصحيح‪:‬‬
‫عزت العطار‪ ،‬ط‪ ، 2‬القاىرة ‪ ،‬مكتبة الخانجى ‪1408،‬ق‪1988 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا ‪ /‬المراجع العربية‪:‬‬


‫‪ -1‬أحمد‪،‬عبد المطيف الشيخ‪ :‬التوثيق لدى عمماء المذىب المالكي‬
‫بإفريقية واألندلس من الفتح اإلسالمي إلى القرن الرابع اليجري‪( ،‬ج‪)1‬‬
‫أبكظبي‪ ،‬مركز جمعة الماجد لمثقافة كالتراث‪1425 ،‬ق‪2004 ،‬ـ‪.,‬‬
‫‪ -2‬أربكح‪ ،‬زىكر‪ :‬أوضاع المرأة من خالل نوازل المعيار لمونشريسي‪،‬ط‪،1‬‬
‫الرباط‪ ،‬دار األماف‪1434 ،‬ق‪2013،‬ـ ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -3‬جميل‪ ،‬دمحم بف مبارؾ‪ :‬التوثيق واإلثبات بالكتابة في الفقو اإلسالمي‬


‫والقانون الوضعي‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪1421 ،‬ق‪2000 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ -4‬الجيدي‪ ،‬عمر‪ :‬مباحث في المذىب المالكي‪ ،‬ط‪ ،1‬الرباط‪ ،‬مطبعة‬


‫المعارؼ الجديدة‪.1993 ،‬‬
‫‪ -5‬اٌؾفٕب‪ ،ٞٚ‬أؽّل ‪:‬تعريف الخلف برجال السلف‪ِ،‬طجؼخ ث‪١١‬وف‪ٔٛ‬زبٔخ‬
‫اٌشول‪١‬خ‪،‬اٌغيائو‪.1906،‬‬
‫‪ -6‬فو‪ٚ‬ث‪ ،ٝ١‬ػف‪١‬فخ ‪:‬أصول أبي العباس الونشريسي من خالل‬
‫المعيارالمعرب‪(،‬ط‪ ،)1‬اٌغيائو‪ ،‬كاه اٌجظبئو ٌٍٕشو ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ى‪٠‬غ‪. َ2011،‬‬
‫‪ -7‬الزحيمي‪ ،‬كىبة‪ :‬الفقو اإلسالمي أدلتو‪(،‬ج‪ )4‬ط‪ ،2‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫‪1985‬ـ‪.‬‬

‫‪ -8‬الزركمي‪ ،‬خير الديف‪ :‬األعالم قاموس تراجم ألشير الرجال من النساء‬


‫من العرب والمستشرقين‪(،‬ج ‪ ،)8 ، 6 ،5 ،1‬ط‪ ،15‬بيركت‪ ،‬دار العمـ‬
‫لممالييف‪2002 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -9‬سعد‪ ،‬قاسـ عمي‪ :‬جميرة تراجم المالكية‪(،‬ج‪ ،)1‬ط‪ ،1‬دبي‪ ،‬دار البحكث‬
‫لمدراسات اإلسالمية كاحياء التراث‪1423 ،‬ق‪2002 ،‬ـ‪.,‬‬

‫‪ -10‬الصابكني‪ ،‬دمحم عمي‪ :‬صفوة التفاسير‪(،‬ج‪( ،)1‬د‪.‬ـ)‪،‬األفق لمطباعة‬


‫كالنشر‪1424 ،‬ق‪2004 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -11‬كحالة‪ ،‬عمر رضا‪ :‬معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية‪،‬‬


‫(ج‪ )1‬مؤسسة الرسالة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -12‬مخمكؼ‪ ،‬دمحم بف دمحم‪ :‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪،‬‬


‫القاىرة‪ ،‬المطبعة السمفية‪1349 ،‬ق‪.‬‬

‫‪ -13‬المكسكعة الفقيية‪ ،‬ط‪ ،2‬الككيت‪ ،‬طباعة ذات السالسل‪1407 ،‬ق‪،‬‬


‫‪(،1987‬ج‪.)45 ،43 ،34 ،29 ،28 ،27، 26 ،18 ،17 ،10 ، 9 ،5‬‬

‫ثالثا‪ /‬الكتب المعربة‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنثيا‪ ،‬أنخل جنثالث‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬تعريب‪ :‬حسيف‬


‫مؤنس‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪1955 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬برككمماف‪ ،‬كارؿ‪ :‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬تعريب‪ :‬عبد الحميـ‬
‫النجار‪(،‬ج‪ )4‬ط‪ ،5‬القاىرة‪ ،‬دار المعارؼ‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -3‬بكيكا‪ ،‬ؾ‪ :‬المصادر التاريخية العربية في األندلس القرن السابع‬
‫حتى الثمثاألول من القرن الحادي عشر‪ ،‬تعريب ‪ :‬نايف أبك أكرـ‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دمشق‪ ،‬منشكرات دار عالء الديف ‪.1999،‬‬

‫‪ -‬رابعا ‪ /‬األطروحات الجامعية ‪:‬‬

‫‪ -1‬السممي‪ ،‬فايز بف مرزكؽ بف بركي‪ :‬المقصد المحمود في تمخيص‬


‫العقود ألبي القاسـ يحي بف القاسـ(ت‪585‬ق)‪ ،‬أطركحة دكتكراه في‬
‫الفقو‪ ،‬قسـ الدراسات العميا الشرعية‪ ،‬جامعة أـ القرى‪1422-1421 ،‬ق‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -2‬ىماؿ‪ ،‬عبد السالـ‪ :‬عمم الوثائق باألندلس من الفتح اإلسالمي إلى‬


‫سقوط غرناطة‪ ,‬أطركحة دكتكراه في التاريخ اإلسالمي الكسيط‪ ،‬قسـ‬
‫التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر‪2011 -2010 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ -‬خامسا ‪ /‬الدوريات والمجالت‪:‬‬

‫‪ -1‬بنبمغيث‪ ،‬الشريف‪ " :‬أىمية وثائق القضاء وسجالتو في كتابة التاريخ‬


‫الحديث الوثائق التونسية أنموذجا"‪ ،‬آفاؽ الثقافة كالتراث‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬ع‪ ،26 ،25‬س‪ /7‬ربيع األكؿ‪1420‬ق‪1999 ،‬ـ ‪.‬‬
‫ىماؿ‪ ،‬عبد السالـ ‪":‬سياقات توظيف كتب الوثائق والسجالت في‬ ‫‪-2‬‬
‫مصنفات الفتاوى والنوازل"‪ ،‬مجمة عصكر الجديدة‪ ،‬جامعة كىراف‪،‬‬
‫ع‪ /13‬ربيع‪ ،‬أبريل‪1435 ،‬ق‪2014 ،‬ـ ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيرس اآليات القرآنية‬

‫الصفحة‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫اآلية‬ ‫السكرة‬


‫" الذيف ينقضكف ‪24‬‬ ‫البقرة‬
‫عيد هللا مف بعد‬
‫ميثاقو "‬
‫" كال تأكمكا أمكالكـ ‪188‬‬
‫بينكـ بالباطل "‬
‫الذيف ‪288‬‬ ‫ياأييا‬ ‫"‬
‫آمنكا اذا تداينتـ‬
‫بديف الى آجل‬
‫مسمى فاكتبكه "‬
‫" كاذ أخذ هللا ‪81‬‬ ‫آؿ عمراف‬
‫ميثاؽ النبيئيف "‬
‫" فانكحكا ما طاب ‪03‬‬ ‫النساء‬
‫لكـ مف النساء "‬
‫" كميثاقو الذي ‪07‬‬ ‫المائدة‬
‫كاثقكـ بو "‬
‫‪04‬‬ ‫" فشدكا الكثاؽ "‬ ‫دمحم‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيرس األعالـ‬

‫األرقـ بف أبي األرقـ ص ‪14‬‬

‫ابف األبار ص ‪38 . 22‬‬

‫ابراىيـ بف خالد ابراىيـ ص ‪17‬‬

‫الباجي ص ‪54 . 44 .36‬‬

‫البنتي ص ‪37‬‬

‫أبك سعيد البراذعي ص‪29‬‬

‫بف أبي زمنيف ص ‪53 . 43 . 34‬‬

‫ابراىيـ ابف مزيف ص ‪19‬‬

‫ابف الطالع ص ‪38‬‬

‫عمي المتيطي ص ‪30 .18‬‬

‫عمي الزركيمي ص ‪30‬‬

‫ابف ككثر الغافقي ص‪38‬‬

‫دمحم بف عبدكس ص ‪29. 18‬‬

‫دمحم الفشتالي ص ‪32‬‬

‫الكنشريسي ص ‪27. 18‬‬

‫يحي المغيمي المازكني ص ‪32‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫خمف بف فتحكف ص ‪43 . 39‬‬

‫ابف مغيث ص ‪36. 22.28‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيرس األماكف‬

‫أريكلة ص ‪39‬‬

‫األندلس ص ‪19 . 18‬‬

‫اإلسكندرية ص ‪28‬‬

‫تممساف ص‪40 .32 .26‬‬

‫فاس ص ‪50. 40. 30. 29‬‬

‫القيركاف ص ‪29‬‬

‫الفيرس العام‬

‫الصفحة‬ ‫المحتكيات‬
‫‪03‬‬ ‫اإلىداء‬
‫‪04‬‬ ‫الشكر كالعرفاف‬
‫‪11-05‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪29-12‬‬ ‫الفصل األكؿ‪ :‬عمـ الكثائق مفيكمو كأىميتو‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪15-13‬‬ ‫تعريف عمـ الكثائق‬


‫‪17-15‬‬ ‫األلفاظ ذات الصمة‬
‫‪18-17‬‬ ‫مشركعية عمـ الكثائق‪ :‬في القرآف الكريـ‬
‫‪20-18‬‬ ‫مشركعية عمـ الكثائق‪ :‬في السنة النبكية‬
‫‪21-20‬‬ ‫نشأة كتطكر عمـ الكثائق في اإلسالـ‬
‫‪22-21‬‬ ‫أكائل المؤلفيف في عمـ الكثائق‬
‫‪23-22‬‬ ‫عمـ الكثائق في بالد المغرب‬
‫‪25-23‬‬ ‫عمـ الكثائق في األندلس‬
‫‪27-25‬‬ ‫عالقة عمـ الكثائق بالعمكـ األخرى‬
‫‪28-27‬‬ ‫أىمية عمـ الكثائق‬
‫‪29-28‬‬ ‫فكائد عمـ الكثائق‬

‫‪46-30‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مصادر كثائق المعيار لمكنشريسي‬

‫‪33-32‬‬ ‫عالقة الكنشريسي بعمـ الكثائق‬


‫‪34‬‬ ‫المصادر المغربية‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪34‬‬ ‫دمحم بف عبدكس(ت‪260‬ق)‬
‫‪34‬‬ ‫أبكسعيد البراذعي(ت‪393‬ق)‬
‫‪35-34‬‬ ‫أبك عمراف الغفجكمي(ت‪430‬ق)‬
‫‪35‬‬ ‫أبك الحسف المتيطي(ت‪570‬ق)‬
‫‪35‬‬ ‫أبك الحسف الزركيمي(ت‪719‬ق)‬
‫‪36‬‬ ‫أبك الركح المنكالتي الزكاكي(ت‪743‬ق)‬
‫‪36‬‬ ‫الشريف دمحم التممساني (ت‪771‬ق)‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪37‬‬ ‫سعيد بف دمحم العقباني(ت‪811‬ق)‬


‫‪37‬‬ ‫أبك زكريا المغيميالمازكني(ت‪883‬ق)‬
‫‪38-37‬‬ ‫أبك عبد هللا الفشتالي (ت‪888‬ق)‬
‫‪38‬‬ ‫ب‪ -‬المصادر األندلسية‬
‫‪38‬‬ ‫أحمد بف اليندي(ت‪399‬ق)‬
‫‪39-38‬‬ ‫دمحم بف أبي زمنيف (ت‪399‬ق)‬
‫‪39‬‬ ‫دمحم بف العطار(ت‪399‬ق)‬
‫‪40‬‬ ‫أبكعبد هللا الباجي(ت‪433‬ق)‬
‫‪41-40‬‬ ‫أحمد بف مغيث(ت‪457‬ق)‬
‫‪42‬‬ ‫أحمد بف القطاف(ت‪460‬ق)‬
‫‪42‬‬ ‫عبد هللا البنتي(ت‪460‬ق)‬
‫‪43‬‬ ‫دمحم بف الطالع(ت‪497‬ق)‬
‫‪43‬‬ ‫ابف ككثر الغافقي‬
‫‪44‬‬ ‫خمف ابف فتحكف(ت‪505‬ق)‬
‫‪45-44‬‬ ‫أبك الحسف الجزيري (ت‪585‬ق)‬
‫‪46-45‬‬ ‫الشريف الغرناطي(ت‪760‬ق)‬
‫‪56-47‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة لكثائق المعيار لمكنشريسي‬

‫‪49-48‬‬ ‫الزكاج‬
‫‪50‬‬ ‫الطالؽ كالعدة‬
‫‪51-50‬‬ ‫الحضانة‬
‫‪51‬‬ ‫اليبة‬
‫‪52-51‬‬ ‫الصمح‬
‫قائمة المصادر والمراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪52‬‬ ‫الصدقة‬
‫‪53‬‬ ‫الكصايا كالمحاجير‬
‫‪54‬‬ ‫الككالة‬
‫‪54‬‬ ‫العتق‬
‫‪55‬‬ ‫البيع‬
‫‪56‬‬ ‫القسمة‬
‫‪58-57‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪67-59‬‬ ‫المالحق‬
‫‪77-68‬‬ ‫قائمة المصادر ك المراجع‬
‫‪85-78‬‬ ‫الفيارس‬

You might also like