Professional Documents
Culture Documents
كتاب القيم الجامعية
كتاب القيم الجامعية
تأليف
0
1
محتويات الكتاب
رقم الصفحة الموضوع
المقدمة ...................................................
الفصل األول :القيم :إطار مفاهيمي
مفهوم القيم في الفكر اإلسالمي ......................................
مفهوم القيم في الفكر الفلسفي..........................................
مفهوم القيم في علم االجتماع ........................................
أهمية القيم ..........................................................
وظائف القيم .......................................................
خصائص القيم .......................................................
مصادر القيم .........................................................
القيم بين الثابت والمتحول.............................................
العوامل المؤثرة في القيم ..............................................
مكونات القيمة........................................................
كيفية تكوين القيم ...................................................
أنشطة وتطبيقات ...................................................
الفصل الثاني :قيمة تقوى هللا في السر والعلن ..............
.............................. أواال :المكون المعرفي لقيمة تقوى هللا
............................................... المقصود بالتقوى
أهمية التقوى ......................................................
الدالالت التربوية لقيمة التقوى .....................................
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة تقوى هللا .............................
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة تقوى هللا ............................
.................................. أنشطة وتطبيقات
الفصل الثالث :قيمة تعظيم قدر النبي ....................
.................... أواال :المكون المعرفي لقيمة تعظيم قدر النبي
..................................... المقصود بتعظيم قدر النبي
........................................ دالئل تعظيم قدر النبي
2
.............................. منهج النبي في تعامله مع الشباب
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة تعظيم قدر النبي ......................
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة تعظيم قدر النبي .......................
............................................ أنشطة وتطبيقات
الفصل الرابع :قيمة األمانة العلمية ......................
أواال :المكون المعرفي لقيمة األمانة العلمية ........................
األمانة العلمية في الفكر اإلسالمي ..............................
مجاالت قيمة األمانة ...........................................
اآلثار اإليجابية لقيمة األمانة ...................................
أسباب تضييع األمانة ...........................................
األمانة العلمية في فضاءات الجامعة .............................
األمانة العلمية في الدراسة الجامعية .............................
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة األمانة العلمية .....................
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة األمانة العلمية.......................
أنشطة وتطبيقات ..............................................
الفصل الخامس :قيمة البحث عن الحقيقية (حب المعرفة)
أواال :المكون المعرفي لقيمة حب المعرفة ......................
المعنى الفلسفي لقيمة حب المعرفة .............................
مراحل تطور المعرفة البشرية .................................
نظريات الحقيقة (حب المعرفة) ...............................
مصادر المعرفة .............................................
خصائص المعرفة ..........................................
أنماط المعرفة ...............................................
دورة المعرفة ...............................................
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة حب المعرفة ..................
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة حب المعرفة ..................
أنشطة وتطبيقات ........................................
الفصل السادس :قيمة المواطنة ....................
أواال :المكون المعرفي لقيمة المواطنة ......................
3
مفهوم المواطنة ..........................................
أبعاد المواطنة ...........................................
التربية على المواطنة .....................................
األبعاد التي تعمل عليها التربية على المواطنة ............
مكونات النموذج الديمقراطي للتربية على المواطنة .......
أهداف التربية على المواطنة ............................
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة المواطنة....................
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة المواطنة ..................
أنشطة وتطبيقات ....................................
الفصل السابع :قيمة الوسطية واالعتدال ........
المكون المعرفي لقيمة الوسطية واالعتدال .............
الوسطية في الفكر اإلسالمي ...........................
الوسطية في الفكر الفلسفي .............................
أهمية قيمة الوسطية للفرد والمجتمع ....................
ضرورات الوسطية واالنفتاح على اآلخر ...............
الوسطية تتطلب الحوار مع اآلخر الديني والثقافي .......
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة الوسطية واالعتدال ........
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة الوسطية واالعتدال .......
أنشطة وتطبيقات .....................................
الفصل الثامن :قيمة التسامح مع اآلخر .......
أواال :المكون المعرفي لقيمة التسامح مع اآلخر ........
معنى التسامح مع اآلخر ............................
التسامح مع اآلخر في الفكر اإلسالمي ..............
التسامح مع اآلخر في اإلعالنات والمواثيق الدولية ...
أنواع التسامح ......................................
أهمية التسامح وحدوده .............................
تعزيز التسامح في الفضاء الجامعي .................
تعليم ثقافة التسامح ..............................
تضمين المناهج الجامعية ثقافة التسامح ...........
4
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة التسامح مع اآلخر ....
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة التسامح مع اآلخر ...
............................. أنشطة وتطبيقات
الفصل التاسع :قيمة الحرية األكاديمية ...
أواال :المكون المعرفي لقيمة الحرية األكاديمية ...
.............................. معنى الحرية
الحدود التي ترتبط بها الحرية .................
الحرية في الفكر اإلسالمي ..................
الحرية في الفكر الفلسفي .....................
مفهوم الحرية األكاديمية .....................
فلسفة الحرية األكاديمية ....................
االتجاهات الفكرية للحرية األكاديمية .........
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة الحرية األكاديمية ..
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة الحرية األكاديمية ..
أنشطة وتطبيقات .............................
الفصل العاشر :قيمة المسؤولية االجتماعية ...
أواال :المكون المعرفي لقيمة المسؤولية االجتماعية .....
مفهوم المسؤولية االجتماعية .........................
خصائص المسؤولية االجتماعية .....................
مراحل تطور المسؤولية االجتماعية ..................
صور المسؤولية االجتماعية وأشكالها ................
اآلثار اإليجابية لقيمة المسؤولية االجتماعية ..........
دور الجامعة في تعزيز قيمة المسؤولية االجتماعية ....
ثانيا :المكون الوجداني لقيمة المسؤولية االجتماعية ....
ا
ثالثاا :المكون السلوكي لقيمة المسؤولية االجتماعية .....
أنشطة وتطبيقات ...................................
الفصل الحادي عشر :قيمة العدالة وتكافؤ الفرص
العدالة في الفكر اإلسالمي ...............................
العدالة في الفكر الفلسفي ...............................
5
معنى العدالة االجتماعية ومقوماتها ......................
وسبل مواجهتها .................
معوقات العدالة االجتماعية ُ
العالقة بين العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص التعليمية .....
معوقات تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية ....................
أبعاد ظاهرة العنصرية في األدبيات الدولية ................
دور الجامعات في تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية ..........
آثار تحقيق العدالة االجتماعية في المجتمع ...............
أنشطة وتطبيقات ........................................
الفصل الثاني عشر :قيمة الجودة والتميز ........
معنى الجودة ..........................................
الجودة في الفكر اإلسالمي .............................
الجودة في المجال التربوي .............................
مبادئ الجودة الشاملة .................................
لماذا الجودة الشاملة؟ .................................
فوائد تطبيق الجودة .................................
دور الجامعة في تعزيز ثقافة الجودة .................
متطلبات تطبيق الجودة في المؤسسة الجامعية .......
مؤشرات غياب الجودة في الجامعات .................
فوائد تطبيق الجودة في التعليم الجامعي ..............
معوقات تطبيق الجودة ..............................
أنشطة وتطبيقات ...................................
6
مقدمة:
ال يمكن ألية أمة أن تنشدد التنمية الشداملة دون أن يكون لها نظام تربوي قوي بكفايتيه
الداخلية والخارجية .وال يمكن ألي نظام تربوي أن يكون كذلك ،إال بمدى قدرته على تخريج
أفواج مؤمنة بقيمها وأص د د د ددالتها من جهة ،وخبيرة مدربة في مجال العلوم والتقنيات من جهة
أخرى .وذلك ألن التنمية الشداملة ال تعتمد على الكفايات والمهارات والمعارف التي يسدتطيع
ض دا على القيم التي يتمسددك بها ،وعلى المواقف واالتجاهات المتعلم امتالكها فحسددب ،بل أي ا
التي يتخ ددذه ددا حي ددال كثير من األمور في المجتمع ،ومنه ددا حي ددال العم ددل وطبيعت دده ،والزمن
واستثماره ،والتعاون ومداه ،فعلى مثل هذه الجوانب الوجدانية والخلقية واإلرادية في اإلنسان،
وعلى ما فيها من اإليجابيات تعتمد التنمية الش د د د د دداملة إلى حد بعيد ،وأهميتها قد ال تقل عن
أهمية الجوانب المعرفية فيها.
ومن ثَ َّم فإن تغيير المجتمع ال بد أن يتم من خالل تغيير اإلنسدان ،أي أننا ال نسدتطيع
تغيير المجتمع إال إذا غيرنا اإلنسددان ،وتغيير اإلنسددان ال يتم إال من خالل إعادة بناء نسددقه
داركا
مهما لتغيير أنسدداقه المعرفية والعلمية ،من أجل أن ُيضددبح مشد ا
مدخال ا
ا القيمي الذي ُيعد
اال في تنمية مجتمعه على المستويات كافة. فع ا
وتعميما للفائدة ،وبخاصة ألولئك الذين يشقون طريقهم ليكونوا
ا لألسباب السابقة الذكر،
لبنة صالحة في بناء مجتمع المملكة العربية السعودية ،جاء هذا الكتاب ليزودهم بجملة من
القيم الجامعية المهمة التي ضمنتها جامعة طيبة في دليلها عن "القيم واألعراف الجامعية"،
ليقف الشباب الجامعي من خاللها على ما ُيعزز حياتهم المعرفية والوجدانية والسلوكية.
وقد جاء الكتاب في اثنا عشد د ددر فصد د د ادال ،تناول الفصد د ددل األول منها اإلطار المفا يمي
للقيم ،فعرض لمفهومها في الفكر اإلس د د ددالمي والفكر الفلس د د ددفي واالجتماعي ،ثم لمص د د ددادرها
وخص ددائص ددها ووظائفها ومكوناتها والعوامل المؤثرة فيها .ثم جاءت الفص ددول األخرى لتتناول
قيمة تقوى هللا في السد د د د ددر والعلن ،وقيمة تعظيم قدر النبي صد د د د ددلى هللا عليه وسد د د د ددلم ،وقيمة
األمانة العلمية ،وقيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة) ،وقيمة المواطنة ،وقيمة الوسدطية
واالعتدددال ،وقيمددة التسد د د د د د د ددامح مع اآلخر ،وقيمددة الحري دة األكدداديميددة ،وقيمددة المسد د د د د د ددؤوليددة
االجتماعية ،وقيمة العدالة وتكافؤ الفرص ،وقيمة الجودة والتميز.
مع ملحوظة أن معالجة القيم المذكورة قد تم من خلفية فلسد ددفية ويسد ددالمية ،ومن خالل
منهجية تعاملت مع القيم عبر مكوناتها الثالثة ،المعرفية والوجدانية والسلوكية.
7
المؤلفون
أ.د .محمد بن شحات الخطيب
أ.د .صابر بن عوض جيدوري
أ.د .عائشة بنت سيف األحمدي
8
الفصل األول
القيم :إطار مفاهيمي
9
الفصل األول
القيم :إطار مفاهيمي
تُعد القيم واحدة من القضددايا التي دار حولها جدل كبير نتيجة التغيرات الس دريعة التي
تش ددهدها المجتمعات اإلنس ددانية ،والس دديما مع تنامي موجات العولمة ،وما رافقها من تطورات
هائلة في شد د د ددتى المجاالت المجتمعية ،وما أحدثه ذلك من تغيرات في النسد د د دديج االجتماعي
بارز في حياة األفراد ،فهي تش د د د د ددكل
أثر اا
والثقافي ،غير أن ذلك ال يمنع من القول :إن للقيم اا
الجانب المعنوي في السلوك اإلنساني ،كما أنها المحور الرئيس للسلوك الوجداني ،والثقافي،
واالجتماعي عند اإلنسان.
أما على المسدتوى االجتماعي ،فالقيم تُسداعد المجتمع على تماسدكه إذ تُحدد له أهدافه
ومثله العليا ومبادئه المسددتقرة ،ومن ثَ َّم يسددتقيم المجتمع في وحدة واحدة تحفظه من التشددرذم
معيار لما ُيقبل أو
اا والفرقة ،وذلك لكون القيم بمثابة الميزان الذي توزن به األشد د ددياء ،أي تُعد
ُيرفض من السلوكيات.
وفي هذا الفصد د د د ددل سد د د د دديتم مناقشد د د د ددة مجموعة من المحاور التي تتصد د د د ددل بمفهوم القيم
وطبيعتها ،ومكوناتها ،وأهميتها ،ووظائفها ،ومصادرها ،وخصائصها ،والعوامل المؤثرة فيها.
أواال :مفهوم القيم في الفكر اإلسالمي:
من معاني القيمة في الفكر اإلس د ددالمي الدوام والثبات واالس د ددتقامة والكمال ،ففي مجال
السلوك يقال :أمة قائمة ،أي متمسكة بدينها ،مواظبة عليه .والدين القيم ،أي المستقيم الذي
ال زيغ فيده وال مي َدل عن الحق ،يقول تعدالى :ذَلِك َ الكِّينُ القََِّي (التوبدة .)36 :وقولده تعدالىَ :كفََِِ
وَجهَك َ لِدكِّينُا القََِّي ا (الروم .)43 :ومن خالل التدددقيق في اآليددات الس د د د د د د ددابقدة نجددد أن جميعهددا
جاءت بمعنى االسددتقامة واالسددتواء والعدل واإلحسددان والحق ،وقد ارتبطت في جميع اآليات
بالدين.
من جهة أخرى ،اهتم علماء المس ددلمين بموض ددوع القيم وبحثها على أنها أحكام ش ددرعية
تحت مصد د ددطلح الفضد د ددائل واألخال واآلداب ،وال يخلو كتاب حديث أو فقه أو تفسد د ددير من
اإلشارة إلى هذا الموضوع ،بل كتبت مؤلفات كثيرة بهذا الخصوص منها على سبيل المثال:
كتاب تهذيب األخال وتطهير األع ار ألبن مسكويه ،وكتاب األخال لد د د د د د د محي الدين بن
عربي ،وكتاب إحياء علوم الدين لإلمام الغزالي ،وقد خصد ددص بعضد ددهم لذلك أبو اابا خاصد ددة
10
كمدا فعدل اإلمدام البخداري في صد د د د د د ددحيحده ،إذ جعدل للقيم بدا ابدا خدا ا
ص د د د د د د دا تحدت عنوان "كتداب
اآلداب".
كما أورد علماء المس ددلمين تقس دديمات وتفص دديالت عديدة لهذه القيم ،فقد ذكر أبن س ددينا
أن أصدول الفضدائل :العفة ،والشدجاعة ،والحكمة والعدالة .في حين ذكر أبن حزم أن أصدول
الفضد د د د د د ددائدل كلهدا أربعدة ،عنهدا تتركدب كدل فضد د د د د د دديلدة وهي :العددل ،والفهم ،والنجددة ،والجود.
(الصمدي)137-136 ،2003 ،
وفض د دالا عن محاوالت علماء المس د ددلمين القدماء في توض د دديح معنى القيم وتقس د دديماتها،
هناك محاوالت عصد د د درية متعددة قام بها بعض الباحثين التربويين المس د د ددلمين لتحديد مفهوم
القيم اإلسد د د ددالمية وتعريفها منها :تعري" "العوا" بونها مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا
التي نزل بها الوحي ،والتي يؤمن بها اإلنسد د ددان ويتحدد سد د ددلوكه في ضد د ددوئها ،وتكون مرجع
حكمده في كدل مدا يصد د د د د د دددر عنده من أفعدال وأقوال وتصد د د د د د درفدات تربطده بدا والكون( .العوا،
)299 ،1987
كما عرفها "أبو العينين" بونها "القيم النابعة من الش د د د د دريعة ،والمرتبطة بمصد د د د ددادر التش د د د د دريع
اإلس د د د د ددالمي ،التي تكون محل التزام واحترام من قبل الفرد والمجتمع" (أبو العينين،1988 ،
.)72
ثانيا :مفهوم القيم وطبيعتها في الفلسفة: ا
من المعروف أن مبحث القيم (األكس د د دديولوجيا) ُيش د د ددكل أحد المباحث األس د د دداس د د ددية في
الفلس د د د ددفة العامة ،ويتركز البحث فيه حول طبيعة القيم وأص د د د ددنافها ومعاييرها ،وهذا المبحث
يرتبط بكل من المنطق واألخال وفلسد د د د ددفة الجمال ،ويهتم في قيم األشد د د د ددياء وتحليلها وبيان
أنواعها وأصد ددولها ،فإن ُفسد ددرت القيم بنسد ددبتها إلى الصد ددور الغائبة المرتسد ددمة في الذهن كان
اقعيا أو
مثاليا .ويذا ُفس ددرت بوس ددباب طبيعية أو نفس ددية أو اجتماعية كان تفس دديرها و اتفس دديرها ا
موضوعيا .ولهذا فقد ميز الفالسفة بين نوعين من القيم هما:
ا
-1القيم الذاتية النسبية:
هي قيم ينش د دددها النان لكونها وس د دديلة لتحقيق غاية معينة لهذا فهي تختلف باختالف
مثال قد يكون له قيمة عند فرد معين ،وال األفراد وتوجهاتهم الثقافية .مثال :اللحن الموسيقى ا
تكون له القيمة نفسد د د د د ددها عند فرد آخر ،وقد تثير لوحة فنية االشد د د د د ددمئزاز عند فرد بينما تُثير
11
اإلحسد د د د د د ددان بدالجمدال عندد فرد آخر ،وهندا يكون اختالف تقددير القيم بداختالف األفراد زمدا اندا
ومكانا وثقافة.
ا
ومن الجدير بالذكر أن "بروتاجوران" زعيم الحركة السدوفسدطائية في الفكر اليوناني قد
انحاز إلى هذا المعنى النس د د ددبي للقيم حينما قال" :إن اإلنسااااان الفرد قو مقياس األشاااايا
جميعا" ،بمعنى أنه يقيس الخير والشددر بما ينفعه ،فإن قال اإلنسددان عن أي شدديء أنه خير
ا
فهو خير بالنسددبة له ،وين قال عن شدديء أنه شددر فهو شددر بالنسددبة له( .جيدوري،1998 ،
)48
كما مال "باروخ سد د د د د ددبنيورا" (1677-1632م) إلى المذهب نفسد د د د د دده ،إذ أكد على ذلك
قائال" :نحن ال نرغب في شاااااي ألنة قيمة بل إنة قيمة ألننا نرغب ية" (زكريا،1984 ،
ا
سمي
.)120ويلى ذلك ذهب "تومان هوبز" (1679-1588م) عندما قال" :إن اإلنسان ُي ّ
خير كل ما قو موضااااااوع لشااااااهواتة أو لرغباتة" (جاء با .)44 ،1986 ،وهذا يعنى أن اا
القيم ال ددذاتي ددة تكون نسد د د د د د ددبي ددة ألنه ددا تختلف ب دداختالف األفراد ،واختالف أزم ددانهم وأم دداكنهم
أيضا.
وثقافتهم ،بل وباختالف رغباتهم ا
-2القيم الموضوعية المطلقة:
قديما كل من "سقراط" و "أفالطون" ،إذ رفض "سقراط"وقد انحاز إلى هذا المعنى للقيم ا
النظرة النسددبية للقيم ،وأكد أن للشدديء قيمة في ذاته ،وأن العقل هو أداة اكتشدداف هذه القيمة
باكتش د ددافه لمعنى الفض د دديلة ،ويرش د دداد اإلنس د ددان إلى س د ددلوك طريقها .كما أكد "أفالطون" على
مثاال ثابتاا ال يتغير وهو واحد ،وين تعددت مس د د د ددميات
ض د د د ددرورة أن يعي البش د د د ددر أن للخير ا
الفضائل والخيرات في هذا العالم المحسون الذي نعيش فيه( .بدوي)81 ،1984 ،
أما "ماكس شد دديلر" (1921-1873م) يقول" :إن القيمة شد دديء موضد ددوعي يتحتم علينا
اكتشد ددافه ال اختراعه ،والقيمة قصد دددية ،وهي تحدد الشد ددعور بدل أن يحددها هو ،ولها صد ددفة
ثددابتددة" .بينمددا رأى "جورج مور" (1958-1873م) أن القيمددة كددامنددة في الفعددل ذاتدده ،وأكددد
على أن القيم ددة الب دداطن ددة تتميز ب ددونه ددا فري دددة على نحو مطلق ،وت دددرك ب ددالح دددن( .العوا،
)102 ،1993
مع ملحوظ ددة أن دده ليس معنى ه ددذا التمييز بين نوعي القيم أن أح دددهم ددا ينفي اآلخر،
فالحقيقة أن القيم ذاتية وموضد د ددوعية في آن واحد ،فالقيم ذاتية :من حيث هي صد د ددادرة عن
12
الدذات الفرديدة التي تقددر القيمدة ،وموضد د د د د د ددوعيدة :من حيدث إنهدا ملتقى الندان جمي اعدا ،فدالقيم
تتصل بالناحية الذاتية في أي كائن ،وفي الوقت ذاته لها مصدر موضوعي في الواقع.
يتضح مما سبق أن القيم:
يجيا ،ويض دديفها إلى إطاره المرجعي
⚫ نتاج اجتماعي يتعلمها الفرد ويكتس ددبها ويتشد دربها تدر ا
للسلوك من خالل عملية التنشئة االجتماعية.
⚫ مصددرها الحياة ،إذ يتم ذلك بتفاعل النان بعضدهم مع بعض يسدتخلصدون ألنفسدهم ا
قيما
يلتزمون بها ويسيرون وفق مقتضياتها.
⚫ وتُعد القيم حس د ددب فالس د ددفة وعلماء االجتماع جزء رئيس من األس د ددان العميق لثقافة أي
مجتمع.
⚫ تقوم في نفس اإلنس د ددان بالدور الذي يقوم به ربان الس د ددفينة ،يجريها ويرس د دديها عن قص د ددد
مرس د د د ددوم ويلى هدف معلوم ،ففهم اإلنس د د د ددان على حقيقته هو فهم القيم التي تمس د د د ددك بزمانه
وتوجهه.
⚫ معايير التفضديل التي يسدتهدي بها أفراد المجتمع في االختيار بين األفعال والمفا يم من
خالل عمليات التفاعل االجتماعي.
ولع ددل أخطر م ددا نع دداني دده اآلن في المجتمع ددات العربي ددة هو اختالل منظوم ددة القيم في
حيدداتنددا ،وهي بكددل المقدداييس أهم الركددائز التي يقوم عليهددا كيددان المجتمع ومقومدداتدده ،كونهددا
أخير تُمثل ضمير المجتمع.
تسبق التشريعات والقوانين ،وألنها أواال و اا
ثال اثا :مفهوم القيم في علم االجتماع:
طا بعدد كبير من
ضد د د د دا وارتبا ا
ُيعد مفهوم القيم من أكثر مفا يم العلوم االجتماعية غمو ا
المفدا يم األخرى مثدل :االتجداهدات والمعتقددات والددوافع والرغبدات ،ويرجع هدذا الغموض إلى
ارتباط المص د ددطلح بالترات االجتماعي من جهة ،ووقوعه على أرض مش د ددتركة بين مجموعة
من العلوم من جهة أخرى .وقد حاول الكثير من العلماء والمختص د د د د ددين وض د د د د ددع ص د د د د ددياغة
تعداري" محدددة للقيم اتفقدت في إطدارهدا العدام إال أنهدا اختلفدت من النداحيدة الفعليدة ،فهي على
العموم أكدت أن القيم ُتنتج من الثقافة.
مهما من عناصد د د ددر البناء
در امن هنا أصد د د ددبحت القيم في نظر علماء االجتماع عنصد د د د اا
االجتمد اعي ،تتطور بتطور المجتمع الدذي توجدد فيده ،فدالقيم نسد د د د د د ددبيدة في ثقدافدة أي مجتمع
وليس ددت مطلقة ،وتختلف من مجتمع آلخر ،فلكل ثقافته ولكل معاييره االجتماعية .كما يرى
13
علماء االجتماع أن القيم من صد د د د د ددنع المجتمع ،وينها تُعبر عن الواقع ،فالقيم حقائق واقعية
توجد في المجتمع .وقد ذهب إلى هذا الكثير من علماء االجتماع نذكر منهم:
⚫ القيم عند دوركهايم:
اهتم دوركهايم بمشد د د ددكلة القيمة بوصد د د ددفها الجانب المعياري للحياة االجتماعية ،ويظهر
إس د د د د د ددهامه في توكيده على دور نس د د د د د ددق القيمة في تحديد الس د د د د د ددلوك االجتماعي .وقد حاول
دوركهايم في كتابه (التربية والمجتمع) التص د د دددي لد ارس د د ددة التغيرات التي تحدت في المجتمع
نتيجة للتكنولوجيا ،وكي" يؤثر ذلك في نس د د ددق القيم ،والتوقعات المشد د د دتركة ،وطبيعة النظام
األخالقي ،وأطلق على ذلك اس ددم التض ددامن العض ددوي في مقابل التض ددامن اآللي ،ألن نس ددق
التضددامن متوصددل في نسددق القيمة .ومن ثَ َّم فإن الوصددول إلى التكامل أو التضددامن يتم في
المجتمعات غير الصناعية نتيجة العالقات المتداخلة لنسق مركب من تقويم العمل.
فدإ ذا حداولندا الرجوع إلى المجتمع نالحأ أن الفرد الدذي يعيش في بيئدة ريفيدة يكسد د د د د د ددب
مثال ،مما يجعل عالقته االجتماعية بمن
طا س د د د د ددلوكية معينة كالتش د د د د ددابه في نوع العمل ا
أنما ا
يعيش معهم في البيئة ترتكز على المعرفة الشددخصددية ورأي الجماعة ،لكنه حينما ينتقل إلى
طا سدلوكية مغايرة( .دوركهايم،
العمل في المجال الصدناعي في بيئة حضدرية فإنه يواجه أنما ا
)75 ،1996
⚫ القيم عند ماكس فيبر:
أما "ماكس فيبر" فإن نظرته الس ددوس دديولوجية تتجلى في أن الس ددلوك الذي تفرض دده القيم
هو س د د د ددلوك يص د د د دددر أص د د د د ادال لتحقيق قيمة اجتماعية معينة ،ذلك انه حينما يس د د د ددلك الفاعل
سلوكا وفاقا لقيمة ما ،أو طباقا لمثل أعلى ،إنما تفرض عليه هذه القيمة أن يوجه
االجتماعي ا
نمط سلوكه وفاقا لها ،أي أن القيم عبارة عن الوجهات التي تفرض نمط السلوك وشكله.
وقددد حدداول "فيبر" أن يبرهن عن العالقددة النسد د د د د د ددبيددة بين نسد د د د د د ددق القيم الدددينيددة وظهور
ال أرس د ددمالية الحديثة ،فقد س د دداهمت القيم الدينية البروتس د ددتانتية من خالل القيم التي نادت بها
مثددل :قيم اإلنجدداز والعقالنيددة والحريددة إلى تحفيز ال أرسد د د د د د دمدداليددة نحو المزيددد من اإلخالص
والص د درامة وااللتزام ،وهذا ما س د دداهم في نمو الحض د ددارة في المجتمعات الغربية ،ومن ثَ َّم فإن
روح ال أرسد ددمالية هي نسد ددق من القيم األخالقية نحو الحياة التي يجب على الفرد أن يحققها.
( )Adler,1998,81ومن هنا يمكن أن نفهم دور القيم في عملية التحول االجتماعي.
14
⚫ القيم عند تالكوت بارسونز:
القيم عند "بارسدونز" ظاهرة اجتماعية ثقافية مصددرها البناء الثقافي ،تعمل على ضدبط
الفعل االجتماعي والتحكم فيه ،فونسدا الفعل األربعة( :النسدق العضدوي ،النسدق الشدخصدي،
المجتمع ،والثقافة) تختلف بحس د د د ددب امتالكها القدرة على الض د د د ددبط ،ويتوقف ذلك على كمية
المعلومات في النسق،
قادر على ضد ددبط السد ددلوك والتحكم فيه المتالكه كميات وتُعد الثقافة أو النسد ددق الثقافي اا
كبيرة من المعلومددات ،كمددا ُيعددد النسد د د د د د ددق القيمي من مكونددات الثقددافددة ،ألن لدده القدددرة على
الض ددبط والتحكم .فالقيم هي معايير عامة يش ددترك فيها أفراد المجتمع ،وتؤدي وظيفة تحقيق
االس د دتقرار للبناء االجتماعي من خالل تحقيق التضد ددامن في المجتمع الذي بدوره يؤثر على
البناء االجتماعي( .سكوت)116 ،2013 ،
ابعا :مفاهيم فرعية:
را
توجد الكثير من المفا يم التي يمكن أن تُسدداعدنا على فهم القيم التي نعرض لها
في هذا الكتاب نذكر منها:
⚫ مفهوم القيم الجامعية:
القيم الجامعية التي تُمارن في فض د د دداءات الجامعة كثيرة ومتعددة ومتنوعة ،ولكن المقص د د ددود
بها في هذا الكتاب تلك القيم التي أش د د د ددارت إليها جامعة طيبة في دليل "مشااااااروع القيم واألع ار
الجامعية" المبني على رؤية الجامعة ورسد د د د د ددالتها ،والمتمثلة في قيم :تقوى هللا في السد د د د د ددر والعلن،
وتعظيم قدر النبي ص ددلى هللا عليه وس ددلم ،واألمانة العلمية ،والعزة والتواض ددع ،والمواطنة واالنتماء،
وتقد دددير العلم وأهلد دده ،واحترام اآلخرين وتقد ددديرهم ،والحريد ددة والمسد د د د د د ددؤوليد ددة االجتمد دداعيد ددة ،والعد دددل
والموضوعية ،واالعتدال والتوسط( .جامعة طيبة ،دليل مشروع القيم واألعراف االجتماعية).
⚫ مفهوم النسق القيمي:
إذا نظرند ددا إلى المجتمع نظرة تحليليد ددة فد ددإنند ددا نجد ددده يتكون من عد دددة نظم كد ددالنظد ددام
االقتص ددادي والس ددياس ددي والديني ..الك ويتكون كل نظام من قيم معينة تُحدد هويته .ويعكس
النظام ،من ناحية أخرى ،القيم في مجموعة من المعايير التي قد تكون مكتوبة فتوخذ ش ددكل
قوانين ،أو شفهية توخذ شكل العرف أو العادة .وهذا ما يطلق عليه عادة النسق القيمي.
15
⚫ مفهوم التغير القيمي:
ُيعدد مفهوم التغير القيمي من المفدا يم التي يكتنفهدا الكثير من الغموض والتعقيدد ،فقدد
يقتصدر على بعض العادات والتقاليد ،أو التغييرات المتتابعة والسدريعة في الطرائق الشدعبية،
وقد يحتوي كل التحوالت في القيم الثقافية للمجتمع .ومن المعروف أن بعض أجزاء النس د ددق
القيمي س د د ددرعان ما يلحقها الفتور نتيجة ظروف اجتماعية واقتص د د ددادية متجددة ،وكما كانت
هذه الظروف تخضع لقانون التغير فإن القيم بدورها ال تسلم من هذا التغير حتى وين كانت
تتسم بالثبات والديمومة)Mckinn.J.1975,61( .
تغير في
إن التغير في القيم عملية أسدداسددية تصدداحب التغير في بناء المجتمع ،وتعني اا
تس ددلس ددل القيم داخل النس ددق القيمي ،وكذلك تغير مض ددمون القيمة وتوجهاتها ،فنجد أن القيم
ترتفع وتنخفض وتتبادل المراتب فيما بينها ،إال أنها تختلف في س د د د د ددرعة التغير ،فبعض د د د د ددها
يتغير ببطء مثل القيم األخالقية والروحية ،وبعض د د د د ددها يتغير بس د د د د ددرعة كالقيم االقتص د د د د ددادية
المرتبطة بالمال والملبس..
خامسا :أقمية القيم:
ا
أثر مه ام دا في حيدداة الفرد والمجتمع ،إذ تحتددل مرتبددة رفيعددة في أحدداديثنددا تُمددارن القيم اا
وس د د د د د ددلوكياتنا اليومية ،ومما يؤكد هذه األهمية تعدد الدارس د د د د د ددين لموض د د د د د ددوع القيم وتنوعهم،
باعتبارها انعكا اس د د دا لألسد د ددلوب الذي يفكر به األشد د ددخاص ،ومحددات مهمة للسد د ددلوك الفردي
واالجتماعي على السواء.
كما أنها توجه سددلوك األفراد وأحكامهم فيما يتصددل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه
من أشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير ،ومن ثَ َّم يمكن عد القيم
الركيزة األسد د د د د دداسد د د د د ددية في تشد د د د د ددكيل كينونة المجتمع ،وحماية البناء االجتماعي من التدهور
واالنهيار.
دليال موج اه دا في د ارسد د د د د د ددتهم للثقددافددة
كمددا يتخددذ بعض البدداحثين من القيم االجتمدداعيددة ا
والش د د ددخص د د ددية ،ويعتمده الكثير من الباحثين االجتماعيين بوص د د ددفه قاعدة عامة ترتكز عليها
بحوثهم بشد د د د ددكل أو بمخر .والقيم تفرض نفسد د د د ددها على األفراد بوصد د د د ددفها مقاييس مشد د د د ددتركة
يس ددخرونها في أي مجتمع كانوا لحل مش دداكلهم وحس ددم خالفاتهم ،وتحقيق حالة من اإلجماع
واالتفا الضمني والعلني حول قضايا مختلفة.
16
تعمل القيم بوصد د د د ددفها قوى اجتماعية في تشد د د د ددكيل اتجاهات االختيار عند األفراد ،فهي
التي توجه الفعل االجتماعي نحو األهداف الخاصددة أو العامة ،وكذلك تُشددكل المعايير التي
بدورها تحكم على الفعل بالصد دواب أو الخطو ،وتعمل مبررات أو مرش ددد للس ددلوك ،وأكثر من
هددذا فددإن القيم هي مددا ينبغي أن يكون ،أو الواجددب أو المثددال ألي ترات أو ثقددافددة( .العوا،
)57 ،1986
سادسا :وظائف القيم:
ا
أشد ددارت الكثير من األدبيات في ميدان القيم إلى أن وظائف القيم تقع ضد ددمن محورين
أساسيين كما هو موضح في الجدول اآلتي( :العوا)114 ،1989 ،
جدول رقم ( )1يوضح وظائف القيم
المحور األول :وظاااائف القيم علل المساااااااااتوى المحور الثاااني :وظااائف القيم علل المساااااااااتوى
االجتماعي: الفردي:
ُ تحافظ علل تماسااااااام المجتمعت فتحدد لة أقدا ُ تهيئ لألفراد اختياااارات معيناااة ُتحااادد السااااااااالو
مهما في تشاااا ا يل حياتة ومثلة العليا ومبادئة الثابتةت كما ُتساعده علل
أثر ا
الصااااااادر عنهمت فهي ُتمارس اا
الشاخصاية الفرديةت وتحديد أقدافها في إطار معياري مواجهاة التغيرات التي تحادف ياة بتحادياد االختياارات
الصحيحة. صحيح.
ُ تعطي الفرد إم اااانياااة أدا مااا قو مطلوب منااة تربط ثقافة المجتمع بعضااها مع بعح حتل تبدو
متنااااساااااااااقاااةت كماااا أنهاااا تعمااال علل إعطا اا النظم لي ون اا
قادر علل التكيف والتوافق بصورة إيجابية.
عقليا يصااااابح عقيدة في ذقن
ااسااا اا ا
ُ تحقق للفرد اإلحسااس باألمانت فهو يساتعين بها االجتماعية أساااا ا
علل مواجهة ضااعف نفسااةت والتحديات التي تواجهة أعضا المجتمع المنتمين إلل قذه الثقافة.
تقي المجتمع من األناااانياااة المفرطاااة والنزاعاااات في حياتة.
ُ تعطي الفرد فرصااااااااة للتعبير عن نفسااااااااة وت كيد والشااهوات الطائشااةت فالقيم والمباد في أية جماعة
ذاتةت وتدفعة إلل تحسااااين إدراكة ومعتقداتة لتتضااااح قي الهد الذي يسااااعل جميع أعضااااائها للوصااااول
الرؤيا أمامةت ومن َث َّم تسااااااااعده علل فهم العالم من إلية .كما أنها تزود المجتمع بالصاااااايغة التي يتعامل
وجوده ومبرراتة. حولاااةت وُتوساااااااااع إطااااره المرجعي في فهم حيااااتاااة بها مع العالمت وُتحدد لة أقدا
وعالقاتة.
17
تتميز القيم في المجتمع ب ددونه ددا متوارث ددة من جي ددل آلخر عن طريق عملي ددة التنشد د د د د د دئ ددة
االجتماعية ،إذ إنها تُمثل أحد الروافد األساسية لإلرت التاريخي والثقافي ألي مجتمع.
وثيقة الصدلة بممارسدات اإلنسدان وسدلوكياته في مختلف المواقف ،إذ يمكن التعرف على
ما ُيمثله الفرد من قيم من خالل ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال في كل موقف.
تتميز القيم بونها عامة ،أي موجودة لدى المجتمعات كافة.
القيم ذات طبيعددة مجتمعيددة مثددل الظواهر المجتمعيددة األخرى ،تخضد د د د د د ددع للتغير نتيجددة
التركيب الداخلي لبناء المجتمع ،أو نتيجة لضغوط خارجية على المجتمع ذاته ،والتي تتمثل
في توثير انفتاح المجتمع على الثقافات الخارجية ،وكذلك توثير وسائل اإلعالم.
تكون القيمدة مقبولدة من قبدل الفرد ألنهدا مكتسد د د د د د دبدة من خالل الجمداعدة التي ينتمي إليهدا
ويتفاعل معها ،لذلك نجده يرضدى بها وبحكمها وعدالتها ،ومن ثَ َّم فهي أحد مفاصدل الضدبط
االجتماعي.
ويعرف من خالل القيم العامة التي يشترك
كما أن التضامن والتماسك االجتماعي ُيحدد ُ
فيها أعضاء الجماعة.
ثامانا :مصادر القيم:
اختلف الفالسد ددفة حول أصد ددل القيم وهو ما جعلهم يذهبون إلى آراء أربعة ،كما هو موضد ددح
في الجدول اآلتي:
جدول رقم ( )2يوضح آ ار الفالسفة في أصل القيم
الرأي الثاني الرأي األول
من أنصار قذا الرأي الفالسفة البرجماتيين والوجوديين من أنصااااااار قذا الرأي "ماركس" و"دوركهايم" ويرون
وأصااحاب مدرسااة التحليل النفساايت الذين يردون القيم أن مصااااادر القيم قو المجتمعت ألن المجتمع عندقم
إلل محتوى الوعي أو الوجدان النفسااااي بما يضااااطرب قو المشاااااااارع الوحيد للقيمت ألنة موحدقا وحافظهات
بة من رغبات ومشااااعرت وبهذا ال تكون القيمة صااافة وقو معياااار القيم الخلقياااة لماااا لااة من قوة القهرت
خاصااة بالموضااوعاتت بل تلحق ب نواع الذواتت فليس ومن َت َّم فإن التقويم عند أصااااااحاب قذا الرأي عملية
انفعاال أو اجتمااعياة خاارجاة عن ذوات األفراد وصااااااااااادرة عن
ا ثمة قيمة إال بما كان يرضاااااي رغبة أو يثير
دافعات وقذه القيمة تعتمد علل االختيار الحرت المجتمع.
ُيجساااااد ا
أي الرغبة الذاتية للفرد.
الرأي الرابع الرأي الثالث
من أنصااااااار قذا الرأي أرسااااااطو والمعتزلةت ويرون أن يرجع مصدر القيم لدى أصحاب قذا الرأي (الفالسفة
أصااااال القيم يعود إلل طبيعة األشااااايا واألفعال ذاتهات المثااااليون) إلل قوة خاااارجاااة عن إرادة اإلنساااااااااااان
18
نظرا والمجتمعت قاذه القوة قي هللا خاالق القيم ومقومهاات واإلنسااااان ي شااااف قذه القيم ويهتدي إليها بعقلة ا
لقادرتهاا في التا ثير في رغبااتاةت وعلياة فاإن لهاا وجود وقو الااذي يعطي قيمااة األشااااااااايااا واألفعااالت ولهااذا
مساااااااااتقال عن أي شاااااااااي خاار عنهاات فهي تتمتع فالقيم تنطبق علل جميع الناس دون اسااااااتثنا ت وال
باالساتقالل الذي يتصاف بة الشاي أو الفعل المتصاف تخضااااع إلرادتهم وأقوائهم الفردية والجماعيةت ولهذا
فهي تتصف ب ونها عامة وثابتة ومطلقة وكلية. بها.
يتض د د د ددح من آراء الفالس د د د ددفة الواردة في الجدول أنه مهما اختلفت اآلراء حول مص د د د دددر
القيم ،سواء أكان مصدرها اإلنسان ،أم المجتمع ،أم العقل ،أو النظر لها على أنها تنبع من
قوة خارجة عن إرادة اإلنسان والمجتمع ،أي "هللا سبحانه وتعالى" ،فإن اإلنسان والمجتمع ال
ضد د د د د د دا حقيقة
يسد د د د د د ددتطيعا التخلي عنها والعيش من دونها ،كما أن هذا االختالف ال ينفي أي ا
وجودها ،ومن ثَ َّم إمكانية إدماجها في ش ددخص ددية اإلنس ددان ،وتكوين ضد دوابط مانعة لممارس ددة
جتماعيا ،من خالل عملية التنشئة االجتماعية عبر مؤسساتها المختلفة.
ا السلوك الالمقبول ا
تاسعا :القيم بين الثابت والمتحول:
ا
تُعدد القيم وسد د د د د د دديلدة نحكم من خاللهدا على مدا هو مرغوب أو غير مرغوب فيده لتحقيق
غرض معين ،ومع إمكانية اختيار المفضد د د ددل بسد د د ددبب وجود البدائل يختلف وزن وتوثير هذه
ال قيمدة من فرد آلخر ،ومن مجتمع آلخر ،ومن وقدت آلخر ،ويتفق معظم علمداء االجتمداع
على أن القيمة تتس د ددم بالثبات ،أي أنها تعمل على المحافظة على بقائها واس د ددتمرارها ،وذلك
ووجدانيا من جهة ،وألنها تعمل
ا عاطفيا
ا طا
الرتباطها بثقافة المجتمع وش د ددخص د ددية أفراده ارتبا ا
على إشباع حاجاتهم من جهة أخرى.
إال أن هدذا الثبدات ليس ثبداتادا مطلاقدا بدل هو ثبداتادا نسد د د د د د ددب ايدا ،أي أن القيم تتغير وتتبددل،
وعلى الرغم ممدا تملكده القيم من قددرة على مقداومدة التغير إال أنندا نالحأ أنهدا تتغير داخدل
المجتمع نفسد دده ،وأن هذه القيم تتغير في تفصد دديالتها وأشد ددكال تواجدها داخل النسد ددق الثقافي
في فترة زمنية معينة( .جيدوري)104 ،2009 ،
إ اذا البد من وجود عوامل اقتصاااااااديةت وسااااااياساااااايةت واجتماعيةت ودينيةت تؤدي إلل
تفعيل قذا التغير القيمي .و يما ي تي توضيح لذلم:
⚫ أثر العامل االقتصادي في تغير القيم:
فاعال في تحديد نوع القيم الس د د د ددائدة
أثر اُيمارن الوض د د د ددع االقتص د د د ددادي للفرد والمجتمع اا
وطبيعتهدا ،التي يتحددد من خاللهدا مكدانة الفرد ومقددار ما يحظى به من تقددير واحترام داخل
المجتمع ،فمن المعروف والمعتاد أن األفراد الذين يتمتعون بمسدتوى اقتصدادي جيد أو عالي
19
عدادة مدا يحظون بداحترام وتقددير جيددين ،وبمكداندة اجتمداعيدة متميزة بين أفراد المجتمع على
العكس من اآلخرين الذين ُيعانون من العوز والفقر ،إذ تكون مكانتهم متدنية ألسباب عديدة
منها( :أحمد)152 ،1983 ،
إن المس ددتوى االقتص ددادي المرتفع لألفراد يمكن أن ُيعطيهم حص ددانة وحمايةُ ،
ويس دداعدهم
على حماية أنفسهم من التعرض لإلصابة باألمراض والمشاكل الصحية العادية.
كما أن المسد ددتوى االقتصد ددادي المرتفع لألفراد يبعدهم عن سد دؤال اآلخرين ،والوقوع تحت
ضغوطات قد ال تنسجم مع نسقهم القيمي.
باإلضددافة إلى أن المسددتوى االقتصددادي المرتفع عادة ما يرتبط بالسددلطة داخل المجتمع،
مما يدفع أصد ددحاب المال إلى وضد ددع أو تبني قيم ذات مضد ددمون مادي تتناسد ددب مع حالتهم
ووضعهم ،وتدعم مكانتهم في المجتمع.
⚫ أثر العامل السياسي في تغير القيم:
أثر
لألوض دداع الس ددياس ددية ،وكذلك طبيعة ونوع الس ددلطة الس ددياس ددية الحاكمة في المجتمع اا
قيما أخرى ،إذ إن األهداف التي تطمح فاعال في تعزيز قيمة معينة ورفعها على حسد د د د د د دداب ا
ا
إليها القيادات السددياسددية ،وما تسددعى إلى خلقه من ظروف سددياسددية تعمل على التوكيد على
قيم معينة ورفعها وتعزيزها ويسد د ددنادها ما دامت تعمل على تحقيق أهداف هذه السد د ددلطة .أما
القيم التي تعمل على مناهضد د ددة األهداف التي تسد د ددعى إليها السد د ددلطة الحاكمة فإنها سد د ددوف
تُحارب بكل الوسائل المتاحة.
⚫ أثر العامل االجتماعي في تغير القيم:
تُمثل الظروف واألوضد دداع والعالقات االجتماعية بين أفراد المجتمع ،وما تتضد ددمنه من
تحديد لطبيعة التراتب الطبقي على أسددان طبيعة االنتماءات والعالقات القرابية ،وما يمكن
أن تحتله أو تمثله من موقع في سدلم الهرم االجتماعي على أسدان هذا االنتماء واالنتسداب،
فمثال من ينتسد د د د د د ددبون أو يرجعون إلى عدائلدة أو جمداعدة معيندة هم الدذين يحتلون أو يمثلون
ا
الطبقة االجتماعية المميزة أو الراقية في المجتمع ،ليس لشد د د د د دديء وينما مجرد انتسد د د د د ددابهم أو
انتمدائهم إلى تلدك الجمداعدة أو العدائلدة من دون األخدذ بنظر االعتبدار أيدة عوامدل أو مميزات
أخرى ،كالكفاءة والقدرة واالنجاز والمهارة وغيرها من المميزات.
20
⚫ أثر العامل الديني في تغير القيم:
ومن أبرز العلمداء الدذين تنداولوا هدذا الموضد د د د د د ددوع بداهتمدام هو العدالم الفرنسد د د د د د ددي "اميدل
دوركهايم" الذي أشار إلى أن المجتمعات البدائية تُقسم نظمها الدينية وفق أساسين :أولهما،
العقائد أي (األفكار) ،وثانيهما ،الطقون والشددعائر ،أي (الممارسددات والسددلوكيات) .ويشددير
إلى أن ك دل منه ددا يكم ددل اآلخر ،كم ددا أنه ددا تعم ددل م اع دا وترتبط وتتغلغ ددل في جوان ددب الحي دداة
جميعها ،االقتصادية واالجتماعية والسياسية والتربوية.
ويرى بعض المهتمين بهذا الموضوع أن العقائد الدينية والروحية والطقون التي ترافقها
هي ميادين تنطوي على اتجاهات إس د ددقاطيه تُعبر عما يكمن في النفس وفي الالش د ددعور من
أشكاال
صيغا و ا ا المواقف واألزمات ،التي قد ال ُيعبر عنها بصورة صريحة ومفهومة ،بل تتخذ
رمزية.
وتظهر البحوت االجتماعية الصدلة القوية بين أثر الواقع االجتماعي والمحتوى النفسدي
لكثير من المعتقدات الدينية السد د د د د ددائدة في المجتمع ،وبما أن الديانات مختلفة فإن معتقداتها
هي األخرى مختلفدة ومتبدايندة ،لدذلدك فدإن أثرهدا وارتبداطهدا في الواقع االجتمداعي المعدا ،ومدا
يرتبط بها من مضدامين نفسدية وتوثيرات حياتية هي األخرى مختلفة ،ومن ثَ َّم يمكن أن توجد
قيما اجتماعية هي األخرى مختلفة( .دوركهايم)109 ،2011 ،
وتخلق ا
عاشرا :م ونات القيمة:
ا
تتكون القيمة من ثالثة مكونات رئيسة كما هو مبين في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()3
يوضح م ونات القيمة
الم ون السلوكي الم ون الوجداني الم ون المعرفي
يشااااااا امال المعاار والمعلوماات يشااااامل االنفعاالت والمشااااااعر في قذا الجاانب تظهر القيماة علل
النظريااااةت وعن طريقااااة يم ن واألحاساااااااايس الداخلية التي ال أرض الواقعت فااالقيمااة تترجم إلل
تعليم القيمت ويتصااااااااااااال قااااذا تظهر .وعن طريقاة يميال الفرد سالو ظاقري عن طريق التفاعلت
اود إلل قيمة معينة .ويتصاااااال قذا ويتصاااااااال قذا الجانب بممارسااااااااة الاما اون باااااالاقاياماااااة الاتاي ن ّ
تعليمهاااات وفي قاااذا الجااااناااب الاام ا ااون بااتااقااااادياار الااقاايااماااااة القيمة أو السااااالو الفعلي واألدا
يجاب أن يعر الطاالاب البادائال واالعتزاز بهاااات وقاااذا الجااااناااب النفس حركيت وفي قااذا الجااانااب
المم ناةت وينظر في عواقاب كال ُيشاااعر الفرد بالساااعادة الختيار يقوم الطاالاب بمماارسااااااااااة القيمااة
باادياالت ويقوم باااالختيااار الحر القيمااااةت ويعلن االساااااااااتعااااداد وتكرار اساااااااااتخاادامهااا في الحياااة
اليومية العادية. للتمسم بالقيمة علل المأل. واإلرادي بين قذه البدائل.
21
أحد عشر :كيفية تكوين القيم؟
توجد مجموعة من المراحل لتكوين القيمة على المس ددتوى العملي يمكن عرض ددها على النحو
اآلتي:
جذب انتباه المتعلم نحو القيمة:
بويا ،وهنا تُس د د د د ددتخدم
أي إيقاظ اإلحس د د د د ددان بالقيمة التي يتم اختيارها بوص د د د د ددفها هدافا تر ا
اإلمكانات كافة في س د د ددبيل عرض القيمة بش د د ددكل واض د د ددح ومحدد المعالم ،فالمهم هو جذب
االهتمددام واالنتبدداه للقيمددة بددالدددرجددة األولى لتكوين الوعي بهددا ،ويثددارة الرغبددة في التلقي لتتم
داما
عمليدة تركيز االنتبداه والمراقبدة ،ومن ثَ َّم توتي االسد د د د د د ددتجدابة بعدد ذلك ،ويظهر المتعلم اهتم ا
قليال بالظاهرة ،ثم توتي بعد ذلك االسددتجابة النشددطة بوصددفها طاعة أو مسددايرة ،ثم يوتي بعد
ا
طوعا.
ذلك األمر ا
تقبل القيمة:
في هذه المرحلة تسد د د د د ددتمر االسد د د د د ددتجابة بدرجة تكفي لجعل اآلخرين يميزون القيمة في
اغبا في أن يتم التعرف عليه
وملتزما بدرجة تكفي لجعله ر ا
ا الش د د د ددخص ،ويكون س د د د ددلوكه ثابتاا
بهذا الش د ددكل ،ومعنى هذا أن القيمة ص د ددارت ممثلة بدرجة كافية من العمق ،وأص د ددبحت قوة
مثال حين نريد غرسددها في نفس الناشد فال
مسدديطرة باسددتمرار على السددلوك ،فقيمة الصددالة ا
بد من جذب انتباهه واالستحواذ عليه ،وتُستخدم في ذلك الوسائل الممكنة كافة ،بحيث نبين
لده أهميدة الصد د د د د د ددالة مرة بعدد مرة حتى يتوافر لدديده وعي بهدا ،إذ يتطلدب ذلدك إطالع المتعلم
على تلك األهمية وكيفية أداء الصد د د د د ددالة ،وبعد ذلك تتكون لديه رغبة مسد د د د د ددتمرة في تطوير
قدرته على أدائها بعد تقبله لها( .مجلة العلوم االجتماعية ،2013 ،شبكة االنترنت)
تفضيل القيمة:
ملتزما بالقيمة لدرجة تجعله يتابع القيمة ويسد د د د ددعى
ا تعني هذه المرحلة أن الفرد أصد د د د ددبح
وراءها ويريدها ،وهنا تظهر عدة اسدتجابات معينة تُعبر عن هذا التفضديل ،ففي حالة القيمة
التي مثلنا بها يسد ددعى الفرد لتكوين أرضد ددية واسد ددعة عنها ،أو يهتم بدعوة غيره إلى الصد ددالة،
وبالذهاب إلى المسجد طواعية( .أبو العينين)84 ،1988 ،
االلتزام:
في هذه المرحلة يص ددل الفرد إلى درجة عالية من اليقين ،فيتش ددكل لديه االقتناع والتوكد
الذي ال مجال فيه للشد د د د د ددك ،ومن ثم إلى التقبل (اإليجابي) الوجداني الكامل ،ومن ثم يعمل
22
لتقدير القيمة وتتعمق مش د دداركته في هذا التقدير ،وفي األش د ددياء الممثلة له ،كما ويبحث عن
أشباهه المؤمنين بالقيمة .وهنا ال بد من إدراك أمور عديدة منها( :مجلة العلوم االجتماعية،
،2013شبكة االنترنت)
⚫ ال يعني االلتزام بدالقيمدة مجرد حمدان أو عداطفدة وقتيدة عدابرة ،توجدد وتتالشد د د د د د ددى لتحدل
محلها عاطفة مؤقتة أخرى ،بل يعني االستمرار العاطفي لتوكيد االلتزام.
⚫ إن اعتنا قيمة ما فترة طويلة من الزمن ال يدل على االلتزام بها ،فال بد من اسد د د ددتغالل
قدر من طاقة الفرد العاطفية حتى يتم االلتزام الحقيقي.
⚫ إن األعمال المؤيدة للقيمة أمر مهم ،ألنها تعني وتدل على االلتزام بحكم طبيعتها ،ومن
ثَ َّم السلوك بموجبها في المواقف المختلفة.
التنظيم:
يعني ترتيب القيم في نظام معين ،ذلك أنه حين يوخذ الطالب في تمثيل القيم بص د د ددورة
متتابعة ،فإنه يواجه مواقف ذات عالقة بوكثر من قيمة واحدة ،وهنا تنش د د ددو الض د د ددرورة ألمور
ثالت :أولها ،تثبيت القيم في نظام واحد .وثانيها ،تحديد العالقات المتبادلة بينها .وثالثهات
إقدامدة قيم مسد د د د د د دديطرة متغلغلدة .وفي هدذه المرحلدة يكون التجريدد والتعبير عن القيمدة اا
رمز أو
عمال ،وتشد د د د د د ددتمددل عمليددة التجريددد على تحددديددد األشد د د د د د ديدداء العددامددة التي تعتمددد على التحليددل
ا
مكونا أحكامه على
والمفاضد د د د د ددلة ،وتدور في ذهن المتعلم ليصد د د د د ددل إلى تنظيم معين لقيمه ،ا
العالقات من حوله.
التمييز:
متميزا ،إذ يصد ددل إلى التصد ددرف السد ددلوكي الذاتي الثابت
ا في هذه المرحلة يصد ددبح الفرد
طباقا للقيم التي تمثلها ،والتي أصد د د ددبحت تسد د د دديطر على تص د د د درفاته وتراقبها ،فهي تقوم بدور
الرقابة لس د د د ددلوكه وتصد د د د درفاته ،بحيث يمكن وص د د د ددفه وتقديره عن طريق هذه القيم المتغلغلة.
والمتعلم في هددذه المرحلددة يكون قددد دمج قيمدده وأفكدداره ومواقفدده واتجدداهدداتدده في وجهددة نظر
متكاملة تش د د ددكل نظرته للعالم المحيط به ،وتش د د ددكل اس د د ددتجاباته الدائمة والثابتة تجاه المواقف
توجها به.
ا واألشياء بصورة مترابطة ،بمعنى تشكل
دلوكا أسد دداسد د اديا ُيمكن الفرد من التحكم في العالم المعقد من حوله ،والعمل
كما تُشد ددكل سد د ا
بثبات وفعالية في هذا العالم ،ويربط هذا التوجه األس د د د د دداس د د د د ددي بين س د د د د ددلس د د د د ددلة من المواقف
واالتجاهات والقيم ،وهكذا يص د د ددل الفرد إلى تمثيل القيم ودمجها في ذاته بحيث تص د د ددبح من
23
المالمح المميزة لده ،ويحددت لده تقبدل للمواقف واالتجداهدات والقوانين والمبدادئ التي تشد د د د د د دكدل
جزاءا منه ،وذلك في تكوين أحكام القيم ،أي في تحديد سلوكه( .أبو العينين)1988،86 ،
يتض د ددح مما س د ددبق أن تنمية القيم وتكوينها ليس د ددت س د ددهلة وال بس د دديطة كما قد يتص د ددور
دب صددالح تنميتها ،إذ يجب أن
بعضددهم ،لذا فإن تركها لعوامل الصدددفة أو العش دوائية ال يصد ن
تخضدع لعملية تخطيط دقيقة ،ويتاحة الفرصدة لتزويد المتعلمين ببعض القيم الصدريحة ،وفي
الوقت نفسه تتاح لهم الفرصة الكتشاف القيم األخرى غير المعلنة.
مع ملحوظدة أن كدل مدا يحددت في المجتمع من تغيرات وتحوالت ،وعلى المسد د د د د د ددتويدات
والمراحل كافة يمكن أن يؤثر بشد د د د ددكل مباشد د د د ددر أو غير مباشد د د د ددر في إحدات تغيير في نوع
وطبيعدة القيم التي يعتمددهدا المجتمع ،فمع كدل هدذا التطور الدذي يشد د د د د د دهدده العدالم تظدل القيم
ض د دا للهدم والتقويض ويعادة البناء من جديد ،ألن العالم كله يس د ددير في تجاههي األكثر تعر ا
نوع من التفس ددك والتكون القيمي في آن ،والمملكة العربية الس ددعودية ال تش ددكل االس ددتثناء في
هذا المجال ،إنها معنية بهذا التحول الذي يمتد بتوثيراته إلى تفاص د د د دديل المش د د د ددهد المجتمعي
كافة.
=====================================
أنشطة وتطبيقات
وقفة ت مل
ثمدة تيدارات في الفكر المعداصد د د د د د ددر توخذ على عاتقهدا مهمدة تحليدل جوانب األزمة القيميدة لدى
الشدباب ،وتطرح في هذا السديا سدؤ ااال مركزايا فحواه :ما مدى حاجة الشدباب إلى قيم جديدة تنسجم
مع التحوالت االجتماعية والثقافية التي تجتاح العالم العربي؟ تومل وناقش مع أستاذ المقرر.
موقف
طلب منك إعداد اسددتراتيجية للمحافظة على منظومة القيم االجتماعية من توثيرات وسددائل
إذا ُ
التواصد د د د د د د ددل االجتم دداعي (تويتر ،فيس بوك) ،ف ددوي من األسد د د د د د د ددالي ددب اآلتي ددة تحت ددل األولوي ددة في
اس د د د د ددتراتيجيتك؟ علل لما تقول ،مع ملحوظة أن جميع األس د د د د دداليب الموض د د د د ددحة في الجدول اآلتي
صحيحة:
24
جدول رقم ()4
يوضح بعح أساليب حماية القيم
األسلوب الثالث األسلوب الثاني األسلوب األول
االقتمااام بااالتربيااة علل القيم في االقتمااام بتفعياال دور المساااااااااجااد إساااااااااناااد مهمااة حمااايااة القيم إلل
واألسااااااااااارة فاااي تاااعااازياااز الاااقااايااام وساااااااااااااائااااال اإلعاااااالم الاااااورقاااااي مناقج التعليم المختلفة.
وااللكتروني. االجتماعية.
إثرائية قطو
الفرنسي دي ارت: يقول الفيلسو
"إن القيم وحدقا التي ُتميزنا عن األقوام المتوحشااااين والهمجيينت ألن حضااااارة األمم وثقافتها ُتقاس
أجل نعمة ُينعم بها هللا علل بلد من البالد قي أن تتعززبمقدار شااااايوع القيم الصاااااحيحة فيهات ومن ّ
في نفوس أبنا ه قيم حقيقة"( .دي ارتت 1993ت )65
25
الفصل الثاني
قيمة تقوى هللا في السر والعلن
26
الفصل الثاني
قيمة تقوى هللا في السر والعلن
يحرص المسلمون على التقرب من هللا سبحانه وتعالى رغب اة في الفوز برضاه وجنته،
ومن أبرز ما يعينهم على ذلك تقوى هللا ،ألنها أسدان الدين ،وال حياة إال بها ،بل إن الحياة
دالح لإلنس ددان إال بتقوى هللا .وفي هذا الفص ددل س ددوف نعرض لقيمة
بغيرها ال تُطا ،فال ص د إل
تقوى هللا في الس د د د ددر والعلن من خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والس د د د ددلوكية ،وذلك على
النحو اآلتي:
أواال :الم ون المعرفي لقيمة تقوى هللا في السر والعلن:
يشد د د د ددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتصد د د د ددل بتقوى هللا في السد د د د ددر
والعلن ،وعن طريقده يمكن تعليم هدذه القيمدة من حيدث أهميتهدا وفوائددهدا ،ومدا تددل عليده من
معداني مختلفدة ومتعدددة ،وكدذلدك من دالالت تربويدة .ومن هندا يجدب تعليم الطلبدة مجموعدة
من المعارف عن قيمة التقوى نوضح بعضها في اآلتي:
المقصود بالتقوى:
ُيقصددد بتقوى هللا في السددر والعلن االلتزام بووامر هللا سددبحانه وتعالى ،والتمسددك بطاعته
في السد د د ددر والعلن ،وقد أوضد د د ددح اإلمام علي بن أبي طالب رضد د د ددي هللا عنه "أن التقوى هي
الخوف من الجليل ،والعمل بالتنزيل ،والقناعة بالقليل ،واالس د د د د د ددتعداد ليوم الرحيل" .ومن هنا
يتبين أن التقوى تعني أن يجعل اإلنسدان وقاية بينه وبين ما ينزله هللا عز وجل من عقوبات
شددديدة ،ويتحقق ذلك من خالل حرص اإلنسددان على التمسددك بكل ما أمرنا به هللا ورسددوله،
27
وهذا المفهوم للتقوى ُيدلل على معنى تربوي كبير هو عبارة عن ش د د د د د ددعور بالخوف من
الوقوع في المحرمات ،إذ يلزم عنه س ددلوك الفرد المس ددلم من خالل فعل الطاعات ق والتقرب
له ،مع البعد عن المحرمات التي تضد د ددر باإلنسد د ددان ،وهذا يتحقق من خالل أفعال اإلنسد د ددان
وممارساته اليومية.
أقمية قيمة التقوى:
للتقوى أهمية عظيمة في تربية اإلنسد ددان على حب هللا ،والمدقق في آيات القرآن الكريم
الخاص د د د د ددة بالتقوى يجد أن قيمة التقوى فيها الكثير من الدالالت التربوية المفيدة لإلنس د د د د ددان
دالحا في المجتمع يلتزم بما أمر هللا به وينتهي المسدلم ،وتعديل سدلوكه بحيث يكون إنس ا
دانا ص ا
عما نهى عنه .ومن فوائد التقوى التي تعكس أهمية هذه القيمة نذكر( :القريشد د د ددي،2000 ،
)27-26
تُعد التقوى سد د د ددبب في حصد د د ددول الرز ،فمن ل
يتق هللا يجد الرز والتوسد د د ددع والخروج من
المدوز في الحيداة الددنيدا تصد د د د د د دددياقدا لقولده تعدالى :وَمَُ نَتَّقا الدَّكََ نَََْك ق لَكَ مََقًَج*كو ي وَنًَهُ قِكَ مُِ ُ كَِّ لَو
تُعد التقوى سد ددبب لتيسد ددير أمور اإلنسد ددان ،تصد دددياقا لقوله تعالى :وَمَُ نَتَّقا الدَََّ نَََْ ق لََ مُِ أَمًاهِ
نس كً*ا (الطال .)4 :ومن ثَ َّم فإن اإلنسد د ددان الذي يقع في ضد د دديق أو أزمة وأراد التيسد د ددير في
مدخال أس دداس د اديا لخالص اإلنس ددان مما ُيعانيه من مش ددكالت،
ا أموره فعليه بتقوى هللا التي تُعد
وبخاصة المشكالت النفسية.
تُعد التقوى سدبب لقبول األعمال الصدالحة ،ألن قبول العمل الصدالح هو التقوى تصددياقا
لقولد دده تعد ددالى :نَكو أَنههَكو الَّكنِنَُ ََمَااا اََُُّاا الدَّكََ وَُِالُاا َِالَكو دكك َكِِّنكِّ*ا ي نُكككدِْ لََُ أََََكولََُ ونَ ق ًِ لََُ ذُنُابََُ
(األحزاب)71-70 :
تُعد التقوى سددبب في تسددديد اإلنسددان وتبصدديره بالحق ،ألن التقوى سددبب مباشددر لتوفيق
اإلنسان وينارة طريقه يوم القيامة مصدااقا لقوله تعالى :نَو أَنههَو الَّنِنَُ ََمَااا إان َُتََُّاا الدَََّ نَََْ ق لََُ فًَُِونَو
(االنفال)29 :
28
التقوى سد د د د د د دبدب لعددم الخوف وضد د د د د د ددرر األعدداء ،ألن التقوى وقدايدة من الخوف ورعدايدة
لإلنسان المسلم في أي موقع يوجد ،فالمعية اإللهية لإلنسان تتضح في قوله تعالى :إانَّ الدَََّ مَعَ
التقوى مدددخددل للخير والتعدداون ،تعين اإلنس د د د د د د ددان على فعددل الخير واالبتعدداد عن إيددذاء
اآلخرين ،لقوله تعالى :وََََُووَنُاا ََدَى القباًي وَالتََّقاَى وَال َََُووَنُاا ََدَى اإلاثق ا وَالقَِّوَانا (المائدة)2 :
التقوى س ددبب لنيل رحمة هللا ،وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في اآلخرة ،وكذلك
العاقبة تكون للمتقين .قال تعالى :إانَّ القََوِِبَةَ لِدقَتََِّنيَ (هود)49 :
التقوى سد ددبب في دخول الجنة ،وذلك ألن الجنة أُعدت للمتقين .قال تعالى :وَدكَوِاَاا إالَى
مَ ق ًَِةٍ مُِ َِبيَُ وَجَاَّةٍ ًََضُهَو السَََّاَات وَالقََِض أََُِِّّت لِدقَتََِّنيَ (آل عمران)133 :
29
دتعدا للخالص
ظا ومس ا اإليمان باليوم اآلخر ُيربي في نفس اإلنسدان أن يكون ضدميرهم يق ا
من المواقف التي تؤدي بهم إلى العقاب ،وذلك بالعمل على طاعة هللا سبحانه وتعالى.
يبعث اإليمان باليوم اآلخر في نفس المؤمن الشد د د ددعور بالمسد د د ددؤولية ،ألن المؤمن الذي
يشعر بتمام المسؤولية عن أعماله.
ُ تعمق في قلبه اإليمان با واليوم اآلخر
فعليا ثابتاا غير متقلب بين النفا والرياء،
تحقيق األخال الفاض د ددلة في الس د ددلوك تحقياقا ا
وال يكون ذلك إال نتيجة لإليمان باليوم اآلخر ،فالحلم والتضدحية والصدبر والعطف والرحمة،
كل ذلك يتحلى به المؤمن ألنه ينتظر جزاءه عند هللا ،ويتنظر أجره عليه يوم الحساب.
الدالالت التربوية للتقوى في مجال استشعار مراقبة هللا وخشيتة:
در أسد دداسد د اديا في تربية النفس لمنعها من الوقوع في
تُعد مراقبة هللا تعالى وخشد دديته عنصد د اا
المعاصددي ،وضددبط السددلوك عن االنحراف ،ويجب أن تتحقق هذه المراقبة في قلب اإلنسددان
حتى يعتقد أن هللا ُيراقب كل أعماله وكيانه وهمسد د د د دده وحركته .لذا تُعد هذه الخصد د د د ددلة ذات
قويا لتعبئة النفس باإليمان والشددعور بالمسددؤولية أمام هللا ،بحيث تحث ودليال ا
ا مدلول تربوي،
النفس على طداعدة هللا واتقداء معصد د د د د د دديتده ،وتمكين دور الخوف والرجداء في النفس ،وكدذلدك
تربية طالب العلم على مراقبة هللا في علمه وجعلها في س ددبيل هللا ،وهذا يقتض ددي بدوره تربية
نفون الطلبة على فهم معاني التقوى بالمراقبة ق في جميع أعمالهم.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة تقوى هللا في السر والعلن:
ا
يش د د ددمل هذا المكون االنفعاالت والمش د د دداعر واألحاس د د دديس الداخلية التي ال تظهر ،وعن
طريقده يميدل الفرد إلى قيمدة معيندة .كمدا يتصد د د د د د ددل هدذا المكون بتقددير القيمدة واالعتزاز بهدا،
فض د د ادال عن أنه ُيش د ددعر الفرد بالس د ددعادة الختيار القيمة ،ويعلن االس د ددتعداد للتمس د ددك بها على
المأل.
من هن ددا يمكن القول :إن التربي ددة الوج ددداني ددة تعني في ه ددذا المق ددام تربي ددة المشد د د د د د د دداعر
واألحاسد دديس والعواطف واالنفعاالت تجاه قيمة تقوى هللا في السد ددر والعلن ،وهي التربية التي
تسد د ددعى إلى إبعاد الضد د ددمير عن عثرات الشد د ددك والحيرة ،وتحرص على الحفاظ على صد د ددحة
الوجددان والحيلولدة دون إص د د د د د د ددابتدده بدالخلددل .مع ملحوظدة أن التربيددة الوجددانيددة تمثددل إحددى
الوسائل التي تسهم في تعزيز قيمة تقوى هللا في السر والعلن ،وذلك بتعميق اإليمان با .
وترجع أهمي ددة المكون الوج ددداني أو الع دداطفي أو االنفع ددالي إلى كون دده يمث ددل محرك ددات
الس د د د ددلوك اإلنس د د د دداني ،أي أن المتعلم في اس د د د ددتجاباته اليومية للمواقف التي يتعرض لها إنما
30
يعتمددد على نوع المحركددات الموجودة عنددده ،والتي تُشد د د د د د دكددل في مجموعهددا البندداء الوجددداني
للمتعلم (الخطيدب .)162 ،1415 ،ولدذلدك ينبغي أال نعزل الجواندب الوجددانيدة عن الجواندب
تاما ،فالمدخل األسد د د دداسد د د ددي إلى المجال الوجداني هو عقل
تكامال ا
ا المعرفية ،فهما متكامالن
اإلنسان الذي يمثل الجانب المعرفي.
من جهدة أخرى ،توجدد أهميدة كبيرة لألهدداف التعليميدة في المجدال الوجدداني في تقويدة
قيمة تقوى هللا في السر والعلن في وجدان الطلبة ،والتي يمكن إيجازها على النحو اآلتي:
مستوى التقبل واالستقبال:
يتلخص هذا المسد د ددتوى في اسد د ددتعداد المتعلم لالهتمام أو العناية بقيمة تقوى هللا ،وذلك
من خالل إث ددارة أو توجي دده انتب دداه المتعلم لم ددا يراه من معلم دده ،وتن دددرج نواتج التعلم في ه ددذا
المسد د د د د د ددتوى من الوعي البسد د د د د د دديط بقيمدة تقوى هللا إلى االهتمدام بهدا والرغبدة في تقبلهدا وعددم
محاولة تجنبها ،ويتحدد دور المعلم هنا في التهيئة للمشدداركة العاطفية( .سددعادة1412 ،ه،
.)171-170
مستوى االستجابة:
يتعدى هذا المس د د د د ددتوى الموقف الس د د د د ددلبي من االهتمام بقيمة تقوى هللا إلى المش د د د د دداركة
اإليجابية والتفاعل مع الموقف التعليمي تفاعالا يتضدح من خالله ميول الطالب واهتماماتهم
بدالقيمدة ،فدوهدداف التعلم في هدذا المسد د د د د د ددتوى تؤكدد على قبول االسد د د د د د ددتجدابدة ،كدالقيدام ببعض
األنش ددطة اإلثرائية لموض ددوع القيمة ،ثم الرض ددى والقناعة باالس ددتجابة ،كقراءة الطالب لقص ددة
دينية تحمل في مضمونها جوانب مهمة من قيمة تقوى هللا( .سعادة1421 ،ه.)179 ،
مستوى التقييم أو الح م القيمي:
يهتم هذا المستوى بسلوك ظاهر ومحدد ،أو بمجموعة من القيم التي ُيعبر عنها سلوك
ظاهر من المتعلم ،كما يتصد د ددف هذا المسد د ددتوى بدرجة من الثبات تُمكن المتعلم من التعرف
على القيمة ،أي أن هذا المسد د ددتوى يعالج تطور االتجاهات والقيم التي تتناول أشد د ددياء تتعلق
بالذات وباآلخرين وبالمجتمع ،كما أنه يهتم بعناص د ددر الض د ددمير من حيث إنه يس د دديطر على
السلوك اإلنساني ويوجهه( .الخطيب1415 ،هد)166 ،
مثال :أن يناقش الطالب مع أس د د د ددتاذ المقرر اآلثار الس د د د ددلبية لعدم مراعاة بعض الطلبة
لقيم ددة تقوى هللا أثن دداء االختب ددارات ،ك ددون يغش أح ددد الطلب ددة في االمتح ددان أو يعت دددي على
أستاذه ،ومردود هذه اآلثار على الجامعة والمجتمع.
31
مستوى التنظيم القيمي:
يركز هذا المسد د ددتوى على تجميع عدد من القيم ،وبناء نظام داخلي متماسد د ددك لها يربط
بعضدها مع بعض ،وعليه تتمثل نواتج التعلم هنا في تشدكيل مفا يم خاصدة بقيمة تقوى هللا،
مثدل إدراك كدل فرد لددوره في تنميدة اتجداهدات وعواطف إيجدابيدة نحو قيمدة التقوى كمدا جداء
بها اإلسالم( .سعادة1412،ه.)194 ،
مستوى تش يل الشخصية:
ُيمثل هذا المسددتوى أعلى مسددتويات المجال الوجداني أو االنفعالي ،إذ يتم االهتمام هنا
بتشد د د د د ددكيل صد د د د د ددفات الذات عند الفرد كوحدة متميزة عن غيره ،ويكون من نتائج ذلك تكوين
أسددلوب مميز لحياته ،ويمكن للمربي من خالله التنبؤ بنوعية السددلوك الذي يمكن أن يسددلكه
المتعلم( .الخطيب1415 ،هد)168 ،
مع ملحوظدة أن األهدداف التربويدة في اإلسد د د د د د ددالم اهتمدت بدالجداندب الوجدداني بوصد د د د د د دفده
منطلاقا وغاية ،مما ُيظهر أص ددالة التربية اإلس ددالمية وتميزها ،وبخاص ددة أن اش ددتقا األهداف
التربوية للوجدان مصددره األصدول اإلسدالمية المتمثلة في :كتاب هللا ،وسدنة رسدوله صدلى هللا
عليه وسلم ،والترات ،لذلك كانت أهداف التربية اإلسالمية تتميز بالشمول والتوازن والتكامل،
فكان العائد من ذلك االهتمام الكامل بتربية الوجدان وتحقيق الشخصية المسلمة السوية.
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة تقوى هللا في السر والعلن:
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى س د د د د د ددلوك
ظاهري عن طريق التفاعل ،ومن ثَم فإن التقوى أسددلوب حياة ألنها توجد في جميع مجاالت
الحياة كافة ،وحيث وجد التص د ددرف اإلنس د دداني :فالطالب في جامعتة عليه أن يكون ا
متقيا ق
سدبحانه وتعالى فإن اسدتطاع أن ُيغافل مدرسده ويغش في امتحانه فهو لن يسدتطيع أن يفلت
من رقابة هللا ،ومن ثَم عليه أن يعلم أن هللا يراه من أجل أن يمتنع عن سد د د د ددلوك الغش لكيال
يقع فيما حرم هللا.
متقيا ق ،ومن ثَم عليه أن يعطي درسده بجدية ،ويسدلك وكذلم المدرس عليه أن يكون ا
بويا مع جميع طالبه ليكون مدراس د دا ومر ابيا في الوقت نفسد دده ،وكذلم الطبيب الذي
دلوكا تر ا
سد د ا
يعلم أن مريضه ليس بحاجة لعمل جراحي ولكنه اقنع ذلك المريض بونه بحاجة لذلك العمل
لكي يكسد ددب من ورائه المال ،فعليه أن ُيدرك أن هللا سد ددبحانه وتعالى يعلم بسد ددلوكه ،وأنه لن
32
يرض د ددى عنه ،ومن ثَ َّم عليه أن يمتنع عن ذلك الس د ددلوك كي يض د ددع وقاية بينه وبين ما حرم
هللا.
وهكذا نجد أن هذا المكون يتصد د ددل بممارسد د ددة القيمة أو السد د ددلوك الفعلي واألداء النفس
معتدال في المعاملة ،وتربية النفس على
ا دلوكا
حركي ،ومن ثم يمكن أن يس د د ددلك اإلنس د د ددان س د د د ا
تقوى هللا في السر والعلن من خالل استخدمه لمجموعة من الوسائل نعرضها في اآلتي:
-1اإليمان باهلل تعالل واإلخالص في عبادتة:
تُعدد وسد د د د د د دديلدة اإليمدان بدا تعدالى طريق إلى التقوى ،وذلدك بدالتزام العبدادات التي تُقرب
اإلنس د د ددان إلى هللا ،ومن ثَ َّم فإن الذي ُيريد أن يس د د ددير إلى التقوى عليه أن يعرف هللا ثم ُيقبل
دابا متواص ادال ،فلعله مفرط في
وليحاسدب نفسده حس ا
عليه بعمل الفرائض واإلكثار من النوافلُ ،
فريضة ظاهرة أو باطنة.
ومن ثَ َّم فددإن على المربين أال يغفلوا عن هددذا الموضد د د د د د ددوع لمددا يترتددب عليدده من صد د د د د د ددالح
ويصد د د ددالح ،وبخاصد د د ددة إذا رافق موضد د د ددوع التقوى برنامج مليء بالعلم والعبادة والتفكر ،فهذا
طريق مهم لتحقيق التقوى في نفس المؤمن وتربيته على هذا السلوك.
-2المحافظة علل تالوة القرآن والعمل بة:
ُيعد القرآن الكريم أصدل الطريق المسدتقيم للوصدول إلى التقوى على أسدان تربية النفس
لُك كِّوِا
َشككك َوءِ لََِو فِل ا ه
على التالوة والتعبدد ،إذ قدال تعدالى :نَو أَنههَو الاَّوس َِِّ جَوءَُقَُ مَاَِظَةٌ مُِ َِبيَُ و ِ
وَهِّ*ى وََََُِةٌ لِدقَؤمِاِنيَ (يونس ،آية .)57في هذه اآلية طريق واض د د ددح لتحقيق التقوى في نفس
المؤمن من خالل التعبد والتالوة والذكر" ،ألن تالوة كتاب هللا عز وجل مع التدبر ُيوصد د د د ددل
إلى التقوى مع اإليمددان أوالا" (األطر .)66 ،2002 ،لددذلددك ال بددد من التعود على التالوة
ويربي روحه على العبادة الخاصة.
اليومية حتى يزرع اإلنسان اإليمان والخشية في قلبهُ ،
-3مجاقدة النفس بامتثال أوامر هللا عز وجل:
أي االقتنداع الكدامل بعظمدة الخدالق ،وأنه بيدده ملكوت كل شد د د د د د دديء ،فال بد من مجداهدة
النفس حتى تتحقق قيمة التقوى في نفس المؤمن قوالا وس د ا
دلوكا .ومن ثم ال بد من بذل الجهد
للتغلدب على هوى النفس حتى ينسد د د د د د ددجم مع التكلي"" (األطر )68 ،2002 ،فدالمجداهددة
للنفس وكسد ددر شد ددهواتها في طاعة هللا طريق للوصد ددول إلى التقوى ،إذ قال عز وجل :وَأَمَّو مَُ
خَوفَ مَََومَ َِبيَِ ونَهَى الاَّ قسَ ََُا القهَاَى ي فَإانَّ القَْاَّةَ هِلَ القَََقوَى (النازعات ،آية)41-40:
33
-4المحافظة علل الفرائح واإلكثار من النوافل:
مهما لحياة المسلم حتى يتربى على السلوك الحسن عمال اتُعد المحافظة على الفرائض ا
والتقوى واإليمان ،ويصددل إلى محبة هللا تعالى له ،مصددداقا لقول النبي صددلى هللا عليه وسددلم
في الحديث القدس د د د ددي ،قال هللا تعالى" :وما تقرب إلل عبدي بشااااااي أحب مما افترضااااااتة
عليااةت ومااا يزال عباادي يتقرب إلي بااالنوافاال حتل أحبااة" (ابن حي ددان1987 ،م :ح،348
.)280/1فهدذا ُيددلدل أن المحدافظدة على النوافدل وزيدادة العمدل بطداعدة هللا تحقق التقوى في
النفس اإلنسانية.
-5التوكل علل هللا واليقين أن كل شي من هللا:
إن التوكدل على هللا ثمرة طيبدة تُحقق التقوى ،فهدذا طريق ُيحقق ثمرة التقوى في النفس
ويزكي نفسد د دده على االمتثال ألوامر هللا تعالى .وهكذا فإن
ويصد د ددل بها إلى درجات اإليمانُ ،
سددبل تحقيق التقوى للسددلوك اإلنسدداني لتربيته على اإليمان وطاعة هللا هو الذي يسددلك طر
الخير وطر اإليمان واالسددتعداد للقاء هللا عز وجل ،على تحقيق الشددعور الذاتي لمراقبة هللا
تعالى في كل حين ،وفي كل مكان.
================================
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجدد الكثير من الطلبددة من يعرف أهميددة قيمددة التقوى ،لكندده ال ُيحسد د د د د د ددن اختيددار السد د د د د د ددلوك
اإليجابي لها .ما تفسيرك لذلك؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
34
جدول رقم ()5
تش يل القيمة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
الم ون السلوكي الم ون الوجداني الم ون المعرفي
فكر ..أفعل
ما رأيم في تصرفات بعح األشخاص في المواقف اآلتية؟
⚫ شخص ال ينجب فلجو إلى الدجل والشعوذة.
ذكرا.
⚫ تزوج شخص ثالت زوجات من أجل أن ينجب ا
⚫ يقوم طبيب بمشاركة آخرين بسرقة أعضاء المرضى أثناء العمليات الجراحية لهم.
فكر ..صمم
تعاون مع زمالئك وبإشراف أستاذ المقرر لعمل ندوة في الكلية التي تدرن
فيها بعنوان :أثر قيمة التقوى في سلوك الطلبة داخل فضاء الجامعة.
35
الفصل الثالث
قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ
36
الفصل الثالث
قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ
ال شد د د ددك أن قدر النبي ﷺ عند هللا عظيم ،وكرامته كبيرة ،فهو الذي اصد د د ددطفاه هللا من
البشدرية في صددقه فقال جل شدونه :وَمَو نَاطِق ََُا القهَاَى (النجم ،)3 :واصدطفاه في صددره فقال:
ألَ نَشكًَْ لَ َ َكََِِّ َ (سدورة الشدرح ،)1 :واصدطفاه في ذكره فقال :وََِفََاَو لَ َ ذِكقًَ َ (سدورة الشدرح:
،)4واصطفاه في خلقه فقال :وَإانَّ َ لَََدى خدُقٍ ََظِِّ ٍ (سورة القلم)4 :
ومن هنا فإن تناول هذه القيمة في فض د دداءات جامعة طيبة ،وتمكين الش د ددباب الجامعي
من الس د د ددلوك بمقتض د د دداها هو أمر مهم للتوس د د دديس لمحبة النبي ﷺ ،وتعزيز دعوته األخالقية
التي اسد ددتطاع من خاللها إعادة صد ددياغة العقل األخالقي العربي في مجتمع الجزيرة العربية
قبل أكثر من 1400عام مض د ددت .وفي هذا الفص د ددل س د ددوف نتناول هذه القيمة المهمة من
خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والسلوكية.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة تعظيم قدر النبي ﷺ:
يش ددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتص ددل بقيمة تعظيم قدر النبي
ﷺ ،وعن طريقه يمكن تعليم هذه القيمة من حيث أهميتها وفوائدها وما تدل عليه من معاني
مختلف ددة ومتع ددددة ،وك ددذل ددك من دالالت تربوي ددة .ومن ثَ َّم يج ددب تعليم الطلب ددة مجموع ددة من
المعارف عن قيمة التقوى ،وذلك على النحو اآلتي:
المقصود بتعظيم قدر النبي ﷺ:
ُيقصدد بتعظيم قدر النبي أن نحب رسدول هللا ﷺ ،ومن حبنا له أن نعرف كي" نتودب
معه في سدديرته ،وعند ذكره ،وقراءة سددنته ،وزيارة روضدده الشدري" ﷺ ،وأن نعلم ذلك ألبنائنا
وبناتنا ،وأن ندعو النان إلى محبته ﷺ وتعظيمه في قلوبهم ،وحسد د د د ددن األدب معه كما كان
حال السلف الصالح .ورحم هللا أمير الشعراء الذي قال:
ُوِلاد اُلهدىت فالكائنات ضيا ...وفاااااام الزمان َتَب ُّس ٌم وثنا ُ
الروح والمأل المالئام حاولة ...للااادياااااان والدنيا بة ُبشا ار
ومن ثَ َّم فإن اتباع سد د د ددنته وصد د د ددد محبته ﷺ ،وتقدير عظم شد د د ددونه يجب أن يدفع إلى
السد دبق في الطاعات والعمل بما يرض دديه ،ويكس ددب المس ددلم بكمال محبته حالوة اإليمان كما
37
مما
أحب إلية َّ أن ي و َن ُ
هللا ورساوُل ُة َّ وجد ِب َّ
هن حالوَة اإليمانَّ : "ثالف َم ْن ُك َّن ية َ
ٌ قال ﷺ:
اق َما( "..أخرجه مسلم ،حديث )43 سو ُ
دالئل تعظيم قدر النبي ﷺ ومحبتة:
كثيرة هي الددالئدل التي تؤكدد تعظيم قددر النبي ﷺ ومحبتده ،فقدد عظمده هللا وقددره وكرمده
في مواضد د ددع كثيرة في القرآن الكريم ،وكذلك فعل صد د ددحابته رض د د دوان هللا عليهم ،ومن ثم ال
يمكن في هذه المس د د د د دداحة الض د د د د دديقة من الكتاب أن ُنش د د د د ددير إلى كل الدالئل ،مما يعني أننا
سنكتفي بذكر بعضها ،وذلك على النحو اآلتي( :الخطيب واألحمدي)50-49 ،2017 ،
ومما ينتج عن ذلك :اس د ددتش د ددعار هيبته وجالل تقديم محبته وتفض د دديله ﷺ على كل ٍ
أحدَّ ،
ذاكر
أن يجعل القلب اا ْقدره وعظيم ش ددانه ،واس ددتحض ددار محاس ددنه ومنزلته ،وكل ما من ش د َّ
دونه َّ
لحقه في التوقير والنصرة.
ص د د دالة عليه إذا ورد ذكره
سد د ددلوك األدب معه ،ويتحقق ذلك بالثناء عليه بما هو أهله وال َّ
َدك كدَاا
َكككدَاا ََدَِّكَِ و َ
ُكككدَانَ ََدَى الاَّبالي نَكو أَنههَكو الَّكنِنَُ ََمَااا َ
طداعدة ألمر هللا ،قدال تعدالى :إانَّ الدَّكََ وَمَدَكوكََِ َتكَ ن َ
38
وجهودهم وعزمهم وصد د د ددبرهم ثمرات ناضد د د ددجة لألمة إذا ما سد د د دداروا على الطريق الصد د د دحيح
المرسد د د د ددوم في تجاه التنمية والتقدم ،واسد د د د ددتغلوا نشد د د د دداطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة
للوطن ولألمة.
دديدا نحو البناء والنماء
توجيها س د د ا
ا ووجههم
لذلك اعتنى اإلس د ددالم بالشد د دباب عناية فائقةَّ ،
كبيرا ،فقد كانوا الفئة األكثر التي وقفت بجانبه
اهتماما ا
ا والخير ،واهتم الرس د ددول ﷺ بالشد د دباب
في بداية الدعوة ،فويدوه ونصد ددروه ونشد ددروا اإلسد ددالم وتحملوا في سد ددبيل ذلك المشد ددا الكثيرة.
علما إال
عالم ا
نبيا إال وقو شااابت وال أوتي ٌ
قال ابن عبان رض ددي هللا عنهما" :ما بعث هللا ًّ
وقو شااااب" (أخرجه الطبراني في األوسد ددط ،)6421ثم تال قوله عز وجل :إانَّه فِتقَِّةٌ ََمَااا باًَبيها
وَهادنَوه هِّ*ى.
وعمل عليه الصد د د د دالة والسد د د د دالم على تهذيب أخال الشد د د د دباب وش د د د ددحذ هممهم وتوجيه
طاقاتهم ويعدادهم لتحمل المس د د ددؤولية في قيادة األمة ،كما حفزهم على العمل والعبادة ،فقال
ظل إالّ ظّلة"َّ ،
وعد منهم" :شد دداب ِ
عليه الصد دالة والسد دالم" :سااابعة ُيظّل ُهم هللا في ظّلة يوم ال ّ
نشو في عبادة هللا"( .أخرجه مسلم في صحيحه ،1786والنسائي في الصغرى )5331
وحث الرسد د د د ددول ﷺ الشد د د د دباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة والبنيان والعمل ،فقال:
كل خير" (أخرجه مس ددلم في
الض اعيف وفي ّأحب إلل هللا من المؤمن ّ "المؤمن القو ّي ٌ
خير و ّ
صد د د د د د ددحيحده وهو من األحداديدث التي انفرد بهدا عن البخداري ،وأخرجده الخطيدب البغددادي في
"تاريك بغداد" ،غير أنه َّنوه إلى أن القوة ليس د د د ددت بقوة البنيان فقط ،ولكنها قوة امتالك النفس
والتحكم في طبائعها ،فقال" :ليس الشد د د دديد بالصد د د درعة ،إنما الشد د د دديد الذي يملك نفس د د دده عند
الغضد د د د د د ددب" (أخرجده البخداري في صد د د د د د ددحيحده " 3231/78برقم ،5785ومدالدك في الموطدو
" 525/48برقم )1645
ومن ثَ َّم يجب على المؤسسات التربوية إشغال الشباب باألنشطد د د د ددة التعليمية والثقافي د د د ددة
واالجتماعيد د د ددة والرياضية للنهوض بهذه الفئد د د ددة الشابد د د ددة والرفع من مستواها ومعنوياتهد د د ددا بدل
إهمالهدا والتخلي عنها في عتمة زوايا الضياع.
ومن الجدير بالذكر إنه عندما نتومل حال المجتمع العربي اليوم ،ونحاول أن نرص د د د د د ددد
نشداط شدبابه عن كثب ،نجد فئة كبيرة منهم منصدرفة إلى ما يهدم دعائم المجتمع بدل بنائها
ويقامتها إذ يختفي حس المسؤوليد د د د د ددة وينعدم الواجب وتغيب التضحيد د د د د ددة وراء ستائر العبث
39
واالستهتار والالمباالة ،فال يبقد د د د د د ددى إال الدور السلبي الذي أصبح يقوم به معظمهم باستثناء
فئة قليلة منهم( .حميش ،2015 ،شبكة االنترنت)
ومن ثَ َّم فليس غر ايبددا أن نجد فئات واسعددة من الشباب في عمددر الزهور يقتلون أوقاتهددم
جلوسا في المقاهي طيل ددة اليوم كالعجزة راصدين كل غاد وراح ،أو
ا فيما ال طائل من ورائه
بهن واقفين أم ددام أبواب اإلع دددادي ددات والث ددانوي ددات يتصد د د د د د ديد ددون تلمي ددذات الم دددارن للتحر
ومض د ددايقتهن ،وفي أحس د ددن األحوال يمكثون في بيوتهم نائمين إلى س د دداعات متوخرة جدا من
النهدار أو جدالسد د د د د د ددين إلى قنوات ال طدائدل منهدا وال فدائددة ،ممدا يددعوندا إلى التدوكيدد مرة أخرى
ومرات على العمل بمنهج رسد د د د د د ددولنا الكريم ،واالهتمام بالشد د د د د د ددباب ليكونوا إضد د د د د د ددافة حقيقية
لمشروعات التنمية في المجاالت كافة.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة تعظيم قدر النبي ﷺ:
ا
يش د ددمل هذا المكون الحب االنفعاالت والمش د دداعر واألحاس د دديس الداخلية التي ال تظهر.
وعن طريقه يميل الفرد إلى قيمة معينة .ويتصد د د د ددل هذا المكون بتقدير القيمة واالعتزاز بها،
وهذا الجانب ُيشعر الفرد بالسعادة الختيار القيمة ،ويعلن االستعداد للتمسك بها على المأل.
وعليه فإن تكوين الحب والمشداعر واالحاسديس الداخلية نحو قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ
ليس مهما ،وبخاصددة في ظل الهجمة التي يقودها أعداء اإلسددالم ضددد نبينا ﷺ
أمر ا
ُيصددبح اا
آخرها ما نش د درته ص د ددحيفة "ش د ددارل إيبدو" في فرنس د ددا ،وال الرس د ددوم الكاريكاتورية في الدنمارك
التي نالت من سيد الخلق عليه الصالة والسالم.
ومن ثَ َّم فإن تنمية الوجدان األخالقي لدى الشد ددباب الجامعي نحو تعظيم قدر النبي ﷺ
ُيعد ض د د د د د ددرورة تربوية لتقوية الجانب الوجداني لدى الطلبة ،مما دعا جامعة طيبة إلى إدراج
هذه القيمة في مشد ددروعها عن القيم واألعراف الجامعية ،الذي جاء فيه أن من أسد ددمى أنواع
الرس ددول الكريم عليه أفض ددل الص ددالة وأت نم التس ددليم ،وقد جاء في الحديث المتفق
حب َّ
الحب :ن
أن أعرابيا قال لرسد د ددول هللا ﷺ متى السد د دداعة؟ فقال له :وما أعددت لها؟ قالَّ :
حب هللا عليه َّ
دت"( .اخرجده البخداري في صد د د د د د ددحيحده ورسد د د د د د ددولده .فقدال رسد د د د د د ددول هللا ﷺ ":أَّندت ْ
مع َم ْن أحبب َ
3251/78برقم )5842
دب هللا ألن هللا أمر بحبده كمدا أمر بداتبداعده ،فمن الرسد د د د د د ددول من ح ل
دب َّ
ومن ثَ َّم فدإن ح َّ
أن ُي لحب من اصد ددطفاه هللا وأحبه ،وأمر بحبه ،واختاره رسد دواال يبلغ صد د َد في حبه ق فال بد َّ َ
عنه رسد د د دداالته .وللرسد د د ددول ﷺ على النان فضد د د ددل هدايتهم ويرشد د د ددادهم إلى طريق سد د د ددعادتهم
40
ونجاتهم ،وله عليهم فضددل ما بذل من أجلهم من نفسدده ،وجسددمه ،ووقته وكل ما يملك ،وله
عليهم فضددل رحمته بهم ومحبته لهم ،وغيرته وحرصدده عليهم ،وصددبره الشدديد على أذى من
آذاه وأستاء إليه منهم( .عبد هللا)77 ،2004 ،
كل ذلك يدعو النان إلى محبته ﷺ .وال يس ددتقيم حبه إال إذا آمنوا به وبرس ددالته .ومتى
الصالة عليه ،وتحركت إرادتهم التباعه واالقتداء أحبوه أطاعوا أمره ولهجت ل
السنتهم بالثناء و َّ
به ،ويحياء سدنته ،والدفاع عنه وعن آل بيته وصدحابته الكرام ،ثم سداروا على طريقته وسدنته
وأكملوا نش ددر رس ددالته في العالمين .فمن كمال طاعته ﷺ األخذ بكل ما أمر به ،وأدائه على
الوجه الحق الذي دعانا إليه وتعظيم قدر صد د ددحابته رضد د ددي هللا عنهم ُيعند توجيه نبوي جاء
وتوجيها واالقتداء به في أقواله وأفعاله
ا وفعال
عنه ﷺ إظهار محبته وتقدير ألصد د د ددحابه قواال ا
منهج شرعي يجب االلتزام به.
إل
إل
ومن الجدير بالذكر أن لألنش د ددطة التربوية أهمية كبيرة في تقوية الجانب الوجداني لدى
الطلبدة ،وتشد د د د د د ددكيدل اتجداهدات إيجدابيدة لدديهم نحو قيمدة تعظيم قدد النبي ﷺت ومن األنشد د د د د د دطدة
المقترحة لتنمية الجانب الوجداني نذكر بعض األنشددطة الموضددحة في الجدول اآلتي( :عبد
هللا)89 ،2004 ،
جدول رقم ()6
يوضح بعح األنشطة المقترحة لتنمية الجانب الوجداني
الرحالت الجامعية المناظرات الجامعية الندوات الجامعية
عد الندوات الجامعية من األنشطة ال شام أن المناظرات الجامعية لها ُتع ّاد الرحالت والزياارات العلمياة من ُت ّ
الاماهاماااااة فاي تاقاوياااااة الاوجااااادان أثر كبير في غرس شاااعور االتزان أقم األنشاااااااااطااة الجااامعيااة إلثرا
األخالقي وتنمياة قيماة تعظيم قادر والثقاة باالنفس لادى الطلباةت وقي خا ابا ارات الاااطااالاااباااااة الاااتااارباااوياااااة
النبي ﷺ ولهاا أثر كبير في تعاديال تعلمهم مهااااارات تقوياااة الوجااادان واالجتماااعيااةت كمااا ُتعا ّاد وسااااااااايلااة
اتجااقاات الطلباة وميولهم نحو ماا األخالقي ب سااااااالوب مقنع وجذاب .تعليمية لكساااااار جمود المناقج إذا
ُيراد تعزيزه من مواطن القوة وعال وبشااااااا ل عام َت ْك ُمن مزايا المناظرة أجيد اسااااااااتخدامها وتوجيهها وفق
مواطن الضاااعف التي تتصااال علل في تعزيز الثقااة بااالنفس واالتزانت برامج علمية مدروسااااةت كما يم ن
ساااااااابيل المثال بنقص المشاااااااااعر وخلق مشااااعر وأحاسااايس إيجابية توظيفهاااا لتقوياااة وجااادان الطلباااة
اإليجااابيااة نحو قيمااة تعظيم قاادر نحو ماااا ُيراد تنميتاااة في وجااادان نحو قيماة تعظيم قاد النبي ﷺ كا ن
الطلباة نحو قيماة تعظيم قدر النبي ُتخطط الجامعة لرحلة إلل المساجد النبي ﷺ
تنمياااة اتجااااقاااات النبوي بهاااد ﷺ.
إيجاااابياااة نحو قيماااة تعظيم قااادر
النبي ﷺ
41
وجدانيا على حب الرسدول ﷺ ،وتُمثل ا مع ملحوظة أن هناك أنشدطة كثيرة لتربية الطلبة
بويا التوجيه غير المباشد د د د د د ددر نحو التربية الوجدانية السد د د د د د ددليمة في الخلق النبيل
القصد د د د د د ددة تر ا
انفعاليا إلى
وجدانيا و ا
ا والمعاملة الحس د د د ددنة ،فاألس د د د ددتاذ الجامعي مس د د د ددؤول عن تكوين الطالب
جانب مسؤوليته في رعاية السلوك واألخال .
وقد جاءت القص د د ددة في القرآن الكريم في مواض د د ددع متعددة لتؤدي أهداافا تربوية عديدة،
وهي أسد ددلوب تربوي ناجح ومؤثر في الوجدان يسد دداعد في تقديم الخبرات التربوية وفي تنمية
القيم والفض د د ددائل وتربية االنفعال والعواطف الوجدانية والض د د ددمير ،إذ تس د د ددمو بالخيال والفكر
وتثير الحوان وتددفع بدالسد د د د د د ددلوك السد د د د د د ددوي بدالقددوة في الجواندب اإليجدابيدة ومحداربدة الجواندب
الس ددلبية ،ولذلك كان اس ددتعمال القرآن الكريم لألس ددلوب القص دص ددي في تربية المؤمنين( .حب
هللا)112 ،2001 ،
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة تعظيم قدر النبي ﷺ:
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى س د د د ددلوك
ظاهري عن طريق التفاعل ،ويتصددل هذا الجانب بممارسددة القيمة أو السددلوك الفعلي واألداء
النفس حركي ،وفي هذا الجانب يقوم الطالب بممارسد ددة القيمة وتكرار اسد ددتخدامها في الحياة
اليومية العادية.
در على بنداء المكون المعرفي في عقول
وكمدا هو معروف لم يعدد دور التعليم قداصد د د د د د د اا
الطلبة ،بل ال بد من االهتمام بالمكون السددلوكي أي ا
ض دا ،ومن هنا لكي يسددتطيع عضددو هيئة
التدريس تعزيز قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ في سد ددلوك الطلبة بهدف بناء الشد ددخصد ددية السد ددوية
المتكداملدة لدديهم ،فال بدد لده من أن يقددم النموذج الجيدد والقددوة الحسد د د د د د دندة ،وأن يددعم ويعزز
الس ددلوك المرغوب فيه ،وأن يحدد اس ددتجابات الطلبة بحيث تكون في إطار ينس ددجم مع إطار
القيمة المراد س ددلوكها ،وأن ُيطبق المبادئ التي يمكن أن تُش ددكل الس ددلوك الناجح ،وأن ُيناقش
الطلبة ويقنعهم بالسلوك الصحيح الذي يحقق األهداف المنشودة.
كما ينبغي لعضد ددو هيئة التدريس أن يسد ددعى إلى إظهار أثر قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ
ويعرفهم بهدا ،ألن الغدايدة من معرفدة هدذه القيمدة مدا تؤثرالتربويدة والمعنويدة على حيداة الطلبدة ُ
به على س د د ددلوك الطالب .ومن األس د د دداليب التي يمكن اس د د ددتعمالها لبناء س د د ددلوك إيجابي لدى
الطلبة نحو قيمة تعظيم قدر الرس ددول ﷺ األس دداليب الموض ددحة في الجدول اآلتي( :عبد هللا،
)102 ،2004
42
جدول رقم ()7
يوضح بعح األساليب التي يم ن استعمالها لبنا سلو إيجابي نحو القيم
أسلوب التربية باألحداف أسلوب التربية باألدوار
أثر ال بد للمربي الناجح أن يساتغل األحداف التي تواجهة عد قذا األساااالوب من أكثر األساااااليب التي تتر ااُي ّ
في ساااااالو المتعلمينت وبخاصااااااة من يقوموا بتمثيل في حياتةت ويساااااااتثمرقا في التربية لما لها من ت ثير
األدوار .وتنبع أقمية قذا األسالوب من توفير مواقف نفسي كبير علل المتعلمت وقذا ما كان يفعلة الرسول
توجيها
ا ﷺ إذ كان يغتنم فرصاة األحداف التي تقتضاي تدريبية علل القيمة المراد ساالوكهات فضا ااال عن إثرا
إيجابيات
ا عمليا لي خذ منة المسااالمون ا
درسااا ا تربويا أو
ا خبرات الطلبة الوجدانية والشاااعورية من خالل عرض
الوكا أو ينفي قذا
القيمة في صااااااورة تمثيلية مشاااااااقدة حيث يشااااااار فكان يدعو إلل قيمة أو ُيصااحح سا ا
السلو الخاطئ أو ذا . جميعا في أدا أدوار محددة.
ا الطلبة
ومن الجدير بالذكر أن بناء س د د د د ددلوكيات إيجابية لدى الطلبة نحو قيمة تعظيم قد النبي
ﷺ يمكن أن يكون من خالل مواقف الرسد د د د د د ددول ﷺ ،ومن أمثلددة هددذه المواقف وفدداءه وحبدده
لوطنه الذي نعرض له تحت عنوان الوفاء للوطن:
⚫ وفا النبي ﷺ لوطنة:
كبيرا ،فهي بلده الذي ولد فيه ،وفيها بيت هللا الحرام، كان رسول هللا ﷺ يحب مكة حبَّا ا
وعلى أرضد ددها نزل الوحي ألول مرة .ولما اشد ددتد إيذاء المشد ددركين للرسد ددول ﷺ وصد ددحابته في
مكة ،أمره هللا تعالى بالهجرة إلى المدينة ،فلما خرج من مكة نظر إليها نظرة المحب الوفي،
وأخ ددذ ل
يودعه ددا وهو يقول :وهللا إن ددك لخير أرض هللا ،وأح ددب أرض هللا إلى هللا ،ولوال أني
أُخرجت منك ما خرجت.
در بعد أن اضدطر فاتحا ومنتص اا
وبعد ثماني سدنوات كتب هللا لنبيه ﷺ أن يعود إلى مكة ا
إلى الخروج منهدا ،فددخلهدا النبي فر احدا مسد د د د د د ددرو ار ،وعفدا عن أهلهدا برغم مدا فعلوه معده .هكدذا
يكون الوفاء للوطن ،وهكذا يكون الحب للوطن ،وهكذا يس د د د د د ددلك المواطن الص د د د د د ددالح المحب
لوطنه والحريص على مصلحته والوفي له.
==========================================
43
أنشطة وتطبيقات
نشاط
مقاال في ص د د ددحيفة جامعة طيبة بعنوان" :وفاء النبي ﷺ لوطنه" .فما
طلب منك أن تكتب ا
إذا ُ
هي العناصر التي تتناولها في مقالك؟
نشاط
تعاون مع زمالئك وبإش د د دراف أسد د ددتاذ المقرر في عمل خطة لتنمية قيمة تعظيم قدر النبي ﷺ
في جامعتك.
نشاط
ابحث في شبكة االنترنت ومكتبة جامعتك ،واكتب في الجدول اآلتي صفات الرسول ﷺ
جدول رقم ()8
الصفات الجسدية الصفات االجتماعية الصفات األخالقية
44
الفصل الرابع
قيمة األمانة العلمية
45
الفصل الرابع
قيمة األمانة العلمية
بداية ال بد من التنويه إلى أن الحديث عن األمانة في هذا الفصد د د د ددل سد د د د ددوف يتم عبر
مسد د د د د د ددتويين :أولهماا ،األمداندة كمدا عرض لهدا الفكر اإلسد د د د د د ددالمي عمو امدا .وثاانيهماا ،األمداندة
العلمية التي سدديتم التركيز عليها باعتبارها قيمة جامعية مهمة يجب تجسدديدها في فضدداءات
عموما ،وبخاصد د د د ددة في سد د د د ددلوك الطالب والطالبات .وألن هذا الكتاب يسد د د د ددير وفق
ا الجامعة
منهجيدة محدددة في منداقشد د د د د د دتده للقيم الجدامعيدة من خالل مكوندات القيمدة ،فدإن قيمدة األمداندة
ستتم مناقشتها من خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والسلوكية ،وفيما يوتي توضيح لذلك.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة األمانة:
يشددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتصددل بقيمة األمانة بشددكل عام
واألمداندة العلميدة بشد د د د د د دكدل خداص ،وعن طريق هدذا المكون يمكن تعليم هدذه القيمدة من حيدث
أهميتهددا وفوائدددهددا ومددا تدددل عليدده من معدداني مختلفددة ومتعددددة ،وكددذلددك من دالالت تربويددة.
ومن هنددا يجددب تعليم الطلبددة مجموعددة من المعددارف عن قيمددة األمددانددة ،وذلددك على النحو
اآلتي:
-1األمانة في الفكر اإلسالمي:
تُع ددد األم ددان ددة من أهم القيم اإلسد د د د د د ددالمي ددة التي تن دداولته ددا آي ددات كثير في القرآن الكريم،
وأحاديث نبوية شد د د د د د دريفة .وقد أوالها علماء األخال أهمية كبيرة على مس د د د د د ددتوى بناء الذات
والشد د د د د د ددخصد د د د د د ديدة .وعلى العكس من ذلدك "الخيداندة" التي تاعدد من الرذائدل األخالقيدة في واقع
اإلنسان وسلوكه االجتماعي.
كما تُعد األمانة أرس ددمال المجتمع اإلنس دداني ،والس ددبب في ش ددد أواص ددر المجتمع وتقوية
الروابط بين أفراده ،في حين أن الخيددانددة تُمز العالقددات االجتمدداعيددة جميعهددا ،وتؤدي إلى
الفوضد ددى واالنهيار ،ومن ثَ َّم تخريب األُطر اإلنسد ددانية والحضد ددارية في المجتمعات البشد درية.
فضد ادال عن أن األمانة من الصددفات التي تربط اإلنسددان مع هللا تعالى من جهة ،وتربطه مع
ض د د دا ومع
غيره من أفراد البشد د ددر من جهة ثانية ،ومن جهة ثالثة ترسد د ددم عالقته مع نفسد د دده أي ا
الطبيعة والبيئة كذلك.
46
ومن اآليات التي تتحدت عن أهمية األمانة ،ولزوم رعايتها في س د د د د د ددلوك اإلنس د د د د د ددان الفردي
واالجتمداعي ،ندذكر قولده تعدالى :وَالَّكنِنَُ ه لِكََمَكونَوُِها وَََهكِِّهِ َِاَانَ .وقولده عز وجدل :إانَّ الدَّكََ َكنَقمًكُ
أَن ُُؤَدهوا القكََ َمكو َنكوتِ إالَى أَهدِهَكو وَإاذَا ََََُتُ بََُِّ الاَّكوسا أَن َُحََُاا باكولق ََكِّلا .مع التد ددوكيد ددد أن هد ددذه اآليد ددات
الكريمة ما هي إال أمثلة مختارة من كتاب هللا س د د د د ددبحانه وتعالى يتض د د د د ددح من خاللها أهمية
أساسيا من أركان تحقيق العدالة واألمن واالستقرار في المجتمع. ا ركنا
األمانة التي تُعد ا
أما ما ورد من األحاديث الشد د د د د د دريفة عن النبي ﷺ فإنه يوض د د د د د ددح األهمية البالغة لهذه
القيمة ،إذ وردت األمانة مرة بوصد د د د ددفها عالمة لإليمان ،ومرة بوصد د د د ددفها سد د د د ددبب نيل الرز
والثروة والثقة وس د د د د د ددالمة الدين والدنيا والغنى وعدم الفقر وأمثال ذلك ،وفيما يوتي نختار من
هذه الروايات الشريفة ما يتضمن هذه المعاني والمفا يم العميقة:
اان لِ َم ْن ال أَمااااَن َة َل ُة"( .اخرجه أبو داود في
في حديث عن النبي ﷺ أنه قال" :ال ِإيماا َ
سننه ( 250/3برقم ،)1387والترمذي في جامعه ( 447/7برقم )639
وهكدذا نجدد من خالل اآليدات القرآنيدة واألحداديدث النبويدة الشد د د د د د دريفدة كي" اتخدذت قيمدة
األمانة درجة عالية من األهمية من بين التعليمات اإلسد ددالمية ،وكذلك الصد ددفة التي تقع في
مقابل األمانة ،أي الخيانة ،ومدى إض د د درارها بدين اإلنسد د ددان وشد د ددخصد د دديته من موقع تخريب
اإليمان ،وأنها تورت الشقاء والبعد عن هللا تعالى.
-2مجاالت قيمة األمانة:
تدخل قيمة األمانة في ممارسددات اإلنسددان جميعها دون اسددتثناء ،وقد أورد الكثير ممن
تندداولوا هددذه القيمددة بددالددد ارس د د د د د د ددة والبحددث مجدداالت األمددانددة نددذكر منهددا :األمددانددة في الودائع،
واألمددانددة في األعراض ،واألمددانددة في العشد د د د د د درة الزوجيددة ،واألمددانددة في األوالد ،واألمددانددة في
المعدامالت ،واألمداندة الوظيفيدة ،واألمداندة في المجدالس ،واألمداندة في القضد د د د د د دداء ،واألمداندة في
أداء العمل وحفأ األسرار ،واألمانة العلمية وغير ذلك من المجاالت( .الخطيب واألحمدي،
)62 ،2017
وبالتدقيق في المجاالت المذكورة نجد أن األمانة قاسددم مشددترك بين المجاالت جميعها،
دالحا إال بتجس دديدها في وجدانه مما يعني أن اإلنس ددان ال يرتقي إال بها ،وال يكون مو ا
اطنا ص د ا
وسلوكه.
47
-3اآلثار اإليجابية لقيمة األمانة:
ال شد د د د د د ددك أن لقيمدة األمداندة أثر كبير في تقويدة النسد د د د د د دديج االجتمداعي ،وتعزيز الوحددة
الوطنية في المجتمع ،ألنه لوال وجود األمانة فإن المجتمع س د د دديتحول إلى مكان ال يطا وال
ُيحتمل العيش فيه ،وس ددوف يس ددود قانون الغاب ،ا
وبدال من أن تتكاتف القوى والطاقات على
مسدتوى بناء المجتمع والتصددي لتحديات الظروف القاهرة ،فإن هذه القوى سدوف تتحرك في
الجهة المقابلة لتعميق األنانية واالنقسد ددام في المجتمع .ويوضد ددح الجدول اآلتي بعض اآلثار
اإليجابية لألمانة( :العوا)62 ،1989 ،
جدول رقم ()9
يوضح اآلثار اإليجابية لقيمة األمانة
الهدو والس ينة الصدق المحبة
عد األمانة من أسااااااااباب كسااااااااب تدعو األمانة اإلنساااان إلل صااادق عندما تساااااود األمانة في المجتمع ُت ّ
أن صااااااااادق الحادياث وفي العاائلاةت فاإّنهاا تكون ساااااااااباباا
المحبة وتعميق أواصاااار الصااااداقة الحادياثت كماا ّ
ّ
الفكرية
ّ ألن لمزيد من الهدو والس ينة إن الخيااانااة يدعو اإلنساااااااااان إلل األمانةت ّ
بين األفرادت في حين ّ
ألن ماج ّارد احاتاماااااال
ُتاعاااا ّاد عااااااماالا لالاكاثايار مان الاجا ارئام صاادق الحديث نوع من األمانة في والاروح ّايااااةت ّ
البية وأشاا ا ال الخلل القولت واألمانة نوع من الصاااااااادق الخيااانااة ساااااااااي ون ماادعاااة للقلق
والحوادف السااا ّ
عاناااااد الانااااااست باحاياااااث
فإن والاخاو
االجتمااااعي .ومذا طاااالعناااا وثاااائق في العملت وعلل قذا األساس ّ
أن الكثير قااتين الصااااااااافتين ترتبطاان بجاذر يعيشاااااااااون حاالاة من االرتباا في
المحاكم والسااجون لرأينا ّ
مرده إلل الخيانة .مشاااااااااتار وُتاعاّباران عان وجاهايان عالقاتهم مع اآلخرين. من قذه الجرائم ّ
لعملة واحدة.
48
ضد د د د د د ددعف اإليم ددانت وتراجع عقي دددة التوحي ددد ق تع ددالى ،وح دداكميت دده المطلق ددة على جميع
األشد د ددياء ،فضد د د ادال عن تسد د ددلط حالة من الحرص والطمع على اإلنسد د ددان ،والخوف الدائم من
الوقوع في الفقر.
-6األمانة العلمية في فضا ات الجامعة:
ال ش د د د د د د ددك أن االمددانددة العلميددة في النقددل من أهم اخالقيددات البحددث العلمي ،ممددا دفع
الجامعات إلى س د ددن القوانين الجامعية والمواثيق للحد من الس د درقات العلمية ،وفرض د ددت على
الدرسد ددات السد ددابقة أن يكون ذو صد ددفات وضد دوابط علمية
الباحث األكاديمي عند تعامله مع ا
أخالقية ،وأن يتحلى باألمانة العلمية في النقل من المص د د ددادر والمراجع ،وكل االبحات التي
حصر وليس لشخص آخر. اا ساعدته ليقدم بحث أكاديمي يعود للباحث
ومن هنا يجب تعري" الباحثين األكاديميين على الممارسد د ددات المخالفة لألمانة العلمية
حتى ال يقعوا فيها أثناء إعدادهم لرسدائلهم أو أبحاثهم العلمية ،والغرض من ذلك هو الحفاظ
على جودة مدا ينتجده البداحدث أو الددارن األكداديمي من أبحدات علميدة ،وحتى ال يقع البداحدث
تحت طائلة القانون .ومن صور الممارسات المخالفة لألمانة العلمية يمكن أن نذكر:
⚫ االنتحال واالستالل:
ُيقصد باالنتحال في اللغة العربية االدعاء ،أي أن تدعي أنك صاحب معرفة هي ليس
لك بش ددكل مقص ددود أو غير مقص ددود .ومعنى االنتحال في الد ارس ددات العلمية ال يختلف عن
معناه في اللغة العربية ،إذ نجد أن االنتحال في االبحات العلمية هو اسد ددتخدام غير معترف
به ألفكار ونصوص وابداعات واختراعات اآلخرين ،أي ادعاء شخص ما أو باحث أكاديمي
لمدا ليس لده من أعمدال أو أفكدار أو نصد د د د د د ددوص علميدة أو ابدداعيدة ،دون أن ينسد د د د د د ددبهدا الى
أصحابها أو منتجيها بقصد أو دون قصد.
⚫ السرقة الفكرية:
السد د د د درقة الفكرية عمل ُمش د د د ددين للباحث األكاديمي فيما ينتجه من أبحات علمية وأو ار
بحثيدة جدديددة ،كمدا تُعدد أحدد األخالقيدات السد د د د د د دديئدة الواجدب االبتعداد عن أوحدالهدا ،وهي تعني
تبني أفكار ونماذج فكرية وعقلية خاصددة ،وتضددمينها بصددورة واضددحة أو خفية في األعمال
والرسد د د د د د ددائدل األكداديميدة .مع ملحوظدة أن مجدالس الدد ارسد د د د د د ددات العليدا في الجدامعدات العربيدة
واألجنبية تُحرم السد درقات الفكرية ،وعقوبتها ال تقل عن عقوبة االنتحال أو السد درقات العلمية
المنظمة.
49
من هنا يجب أن تعمل الجامعات والمؤسد دسد ددات التربوية والتعليمية على تعري" الطلبة
دلوكا يتنافى مع األمانة العلمية ،ومن ثم حثهم
بالمخاطر التي تحدت لهم إذا ما س د د د ددلكوا س د د د د ا
على تجسيد قيمة األمانة العلمية في دراستهم الجامعية.
-7األمانة العلمية في الدراسة الجامعية:
تتطلب الدراسة الجامعية اآلتي( :الخطيب واألحمدي)67-66 ،2017 ،
األمانة في الصد ددبر على العلم والمعرفة ،وعدم اسد ددتعجال الحصد ددول على النتائج ،سد دواء
أكانت شهادات ،أم درجات ،أم تقديرات ونحوها.
األمانة في تلقي العلم ،وذلك باالبتعاد عن األس د دداليب والذرائع التي تض د ددعف التحص د دديل
العلمي كافة ،أو تشوه التعلم ،أو األداء العلمي في الجامعة.
األمددانددة في تجويدد العمددل األكدداديمي في الدددرن ،والشد د د د د د ددرح ،واالمتحددان ،والتقويم ،وفي
الواجبات ،وفي المحافظة على المرافق التعليمية كافة.
األمانة في عدم التوثير على المعلمين ،أو من في حكمهم بوي ص د ددورة من الص د ددور من
أجل الحصدول على منافع من أي نوع كان ،ويندرج تحت ذلك الهدايا ،والرشدوة ،أو تصدوير
مشداهد مفبركة وتناقلها على مواقع التواصدل االجتماعي ،أو حتى صدحيحة ألغراض اإلثارة
وتشويه المعلم أو المدرسة أو المدير أو المسؤولين داخلها أو خارجها.
األمانة في عدم سد درقة الملخص ددات وأعمال اآلخرين ،أو الطلب من ش ددخص آخر إعداد
الواجبات ،أو األبحات ،أو الش د د ددراكة غير المش د د ددروعة في األعمال والمنش د د ددورات والمعارض
والمتطلبات الدراسية بونواعها.
األمانة في عدم إعداد ملخصددات ومختصدرات من شددونها أن تُضدديع حسددن االسددتفادة من
الكتدب والمراجع ،أو تحجر على فكر المتعلم عندد حددودهدا ،أو إعددادهدا بطريقدة تظهر فيهدا
أسئلة االمتحانات ،أو إعدادها بغرض بيعها والتكسب منها.
األمانة في االلتزام واالنض د ددباط في حض د ددور الدرون في أوقاتها المحددة ،وعدم تص د ددنع
األعدذار ،أو إيجداد المبررات لعددم االلتزام ،وعددم السد د د د د د ددعي للحصد د د د د د ددول على دعم األجهزة
اإلدارية والفنية من أجل إحقا باطل.
األمانة في عدم اإلساءة إلى المعلم بوي صورة من الصور ،وبخاصة االعتداء الجسدي
والمعنوي ،ويدخل في ذلك التشد د د ددهير به بالسد د د ددوء في فضد د د دداءات المجتمع المختلفة ،أو عند
المسؤولين ،أو الكتابة عنه في وسائل التواصل االجتماعي.
50
األمددانددة في نبددذ كددل السد د د د د د ددلوكيددات التي تؤدي إلى إثددارة الفتنددة الطددائفيددة ،أو القبليددة ،أو
الشعوبية أو اإلقليمية ،أو إثارة الفتن الدينية.
األمانة في عدم إصد د د د د دددار سد د د د د ددلوكيات تتنافى مع الوطنية ،وحب الوطن ،وحب النان،
والعدل والمساواة بين النان ،أو رفع شعارات معادية ،أو الترويج لضالالت معينة.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة األمانة:
ا
يش د د د ددمل هذا المكون االنفعاالت والمش د د د دداعر واألحاس د د د دديس الداخلية التي ال تظهر في
الس د د د د ددلوك ،وعن طريقه يميل الفرد إلى قيمة معينة .كما يتص د د د د ددل هذا المكون بتقدير القيمة
واالعتزاز بها ،فض د د د د ادال عن أنه ُيش د د د ددعر الفرد بالس د د د ددعادة الختيار القيمة ،ويعلن االس د د د ددتعداد
للتمسك بالقيمة على المأل.
ومن ثَ َّم فإن الحالة الوجدانية التي يجب أن يعيشدها الشداب الجامعي تجاه قيمة األمانة
يجب أن تظهر فيها المشداعر واألحاسديس والعواطف واالنفعاالت اإليجابية ،التي تُمكنه من
إبعاد ضميره عن عثرات الشك والحيرة ،والوقوع في مخاطر الخيانة .مع ملحوظة أن التربية
الوجدانية تمثل إحدى الوس د د د ددائل التي تُس د د د ددهم في تعزيز قيمة األمانة ،وذلك بتعميق اإليمان
با ،وض د د د د ددبط الغرائز غير الموجهة ،وخلق ميول إيجابية نحو تُمثل قيمة األمانة بتجلياتها
كافة.
ومن الجددير بدالدذكر أن تكوين الوجددان األخالقي تجداه قيمدة األمداندة يمكن أن يتحقق
من خالل خلق االسد د د ددتعداد لدى الشد د د ددباب لالهتمام والعناية بقيمة األمانة ،كون نخلق لديهم
الرغبدة في التعدامدل مع مدا يوكدل إليهم من واجبدات بدومداندة ،أو أن نكون لدديهم االسد د د د د د ددتعدداد
واالهتمام بدروسهم.
كمددا أن تقويدة الوجددان األخالقي لددى الطلبددة يتطلددب االنتقددال بهم من االهتمددام بقيمدة
األمانة إلى المش د د د د دداركة اإليجابية والتفاعل مع الموقف التعليمي تفاعالا يتض د د د د ددح من خالله
ميول الطالب واهتمددامدداتهم بددالقيمددة ،فددوهددداف التعلم في هددذا المسد د د د د د ددتوى تؤكددد على قبول
االسد د د د د ددتجابة ،كالقيام ببعض األنشد د د د د ددطة اإلثرائية لموضد د د د د ددوع القيمة ،ثم الرضد د د د د ددى والقناعة
باالس د د د د ددتجابة ،كقراءة الطالب لقص د د د د ددة دينية تحمل في مض د د د د ددمونها جوانب مهمة عن قيمة
األمانة.
ومن آليات تقوية الوجدان األخالقي تجاه قيمة األمانة بناء نظام داخلي متماس د د د ددك لها
يربط بعضد د د ددها مع بعض ،وعليه تتمثل نواتج التعلم هنا في تشد د د ددكيل مفا يم خاصد د د ددة بقيمة
51
األمداندة ،مثدل إدراك كدل فرد لددوره في تنميدة اتجداهدات وعواطف إيجدابيدة نحو قيمدة األمداندة.
(العوا)80 ،1991 ،
كما أن مسدتوى تشدكيل الشدخصدية يمثل أعلى مسدتويات المجال الوجداني أو االنفعالي،
إذ يتم االهتمام هنا بتش د ددكيل صد د دفات الذات عند الفرد كوحدة متميزة عن غيره ،يتض د ددح هذا
االتجداه في سد د د د د د ددلوك المتعلم ،ويكون من نتدائج ذلدك تكوين أسد د د د د د ددلوب مميز لحيداتده ،ويمكن
للمربي من خاللدده التنبؤ بنوعيددة السد د د د د د ددلوك الددذي يمكن أن يسد د د د د د ددلكدده المتعلم( .الخطيددب،
1408ه.)168 ،
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة األمانة:
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى س د د د ددلوك
ظاهري عن طريق التفداعل ،ومن ثَم فإن قيمدة األمانة أسد د د د د د ددلوب حيداة ألنهدا توجد في جميع
مجاالت الحياة كافة ،وحيث وجد التص د ددرف اإلنس د دداني :فالطالب في جامعته عليه أن يكون
أمينا في االلتزام واالنضباط في حضور الدرون في أوقاتها المحددة ،وعدم تصنع األعذار، ا
أو إيجاد المبررات لعدم االلتزام ،وعدم الس د ددعي للحص د ددول على دعم األجهزة اإلدارية والفنية
من أجل إحقا باطل.
وكددذلددك البدداحددث األكدداديمي عليدده أن يكون أمي ان دا فيمددا ينقددل أو يقتبس عن غيره من
معلومات ،وأال يمارن أية ص د د ددورة من ص د د ددور الممارس د د ددات المخالفة لألمانة العلمية .وهكذا
نس ددتطيع أن نعمم قيمة األمانة على مجاالت الحياة كافة ،سد دواء في القض دداء أو المعامالت
أو البحث العلمي ،أو العش د د درة الزوجية ،أو األمانة الوظيفية وغيرها ،ومن ثم يجب أن يوتي
منسجما مع ما حلل هللا ،واالبتعاد عما حرم ونهى عنه. ا السلوك تجاه هذه القيمة
وهكذا نجد أن هذا المكون يتصد د ددل بممارسد د ددة القيمة أو السد د ددلوك الفعلي واألداء النفس
معتدال في المعاملة وتربية النفس على
ا دلوكا
حركي ،ومن ثم يمكن أن يسد د د ددلك اإلنسد د د ددان سد د د د ا
األمانة من خالل مجموعة من األنشدطة الداعمة التي تُسداعد الشدباب الجامعي على السدلوك
الصحيح في المواقف المختلفة ،نذكر منها( :الخطيب واألحمدي)72 ،2017 ،
دلبا ،وطرح
إيجابا وس د د د ا
ا تحليل ود ارس د د ددة مواقف حياتية ذات ص د د ددلة بقيمة األمانة العلمية،
مخالفا لألمانة العلمية والعقوبات التي نالهاا وكا
أمثلة واقعية لس د ددلوك أش د ددخاص مارسد د دوا س د ددل ا
على المستوى العلمي واالجتماعي.
52
تدريب الذات المسد د د د د د ددتمر على ممدارسد د د د د د ددة قيمدة األمانة العلميدة ،وتعويد النفس عليهدا ،وربطها
بالمناشط العقلية والعاطفية.
السدعي لوضدع صديغة لترجمة قيمة األمانة العلمية إلى مؤشدرات سدلوكية تعكس دالالت تجسديد
السلوك في مجاالت األمانة كافة ،وفي مقدمتها األمانة في ميدان الدراسة والبحث العلمي.
امتالك آليات التص د د ددحيح والتعديل للمس د د ددار عند حدوت إخفاقات في ممارس د د ددات قيمة األمانة
العلمية كالندم واالعتذار ونحوها (المحاسبة والتقويم المستمر).
تعزيز الدافعية الداخلية والخارجية لممارسة قيمة األمانة العلمية ،تعزيز مبدأ الرقابة
الذاتية في العمل بمقتضى قيمة األمانة العلمية.
تكرار السد د د د د د ددلوك وثبداتده في التطبيقدات اإليجدابيدة لقيمدة األمداندة العلميدة ،أو في مجداالت األمدانة
األخرى ،كاألمانة الوظيفية أو األمانة في المعامالت.
يتض ددح مما س ددبق أن تعميق روح األمانة في س ددلوك أفراد المجتمع والوقاية من الخيانة
ال يتس د ددنى إال في ظل آليات محددة منها التقوى ،واإليمان ،وااللتزام الديني واألخالقي ،ألن
أحد أهم جذور وأس ددباب عدم األمانة هو ض ددعف اإليمان بقدرة هللا تعالى على مراقبة س ددلوك
البشد د د د د د ددر في السد د د د د د ددر والعلن .لدذا فدإن تقويدة دعدائم اإليمدان في القلدب ،وتعميق حدالدة التوكدل
واالعتمداد على هللا تعدالى ،والثقدة بوعدده ،تُعدد الركيزة والددعدامدة األولى لتعزيز قيمدة األمداندة
في الجامعة والمجتمع.
من جهة أخرى من األس د د د د ددباب والعوامل المهمة في الوقاية من التورط بس د د د د ددلوك ُينافي
األمداندة ،التفكر في عواقبهدا السد د د د د د ددلبيدة في الددنيدا واآلخرة ،ومدا يترتدب عليهدا من فضد د د د د د دديحدة
وحرمددان وزوال الثقددة ومدداء الوجدده أمددام الخلق والخددالق ،ومن ثَ َّم االبتالء بددالفقر الددذي كددان
يس د ددعى باألس د ددان إلى الفرار منه .ومن المعلوم أن التومل في هذه النتائج والعواقب الس د ددلبية
لسد ددلوك طريق الخيانة ،سد ددوف يضد ددعف الدافع في اإلنسد ددان الرتكابها ،ومن ثَ َّم االتجاه نحو
السلوك الصحيح الذي يعود بالخير العميم على اإلنسان والمجتمع.
=======================================
53
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجاد الكثير من الطلباة من يعر أقمياة قيماة األمااناة العلمياةت لكناة ال ُيحسااااااااان اختياار
السلو اإليجابي لها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()10
تش يل قيمة األمانة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
موقف
قل ي في أن ُتصاادر الجامعة عقوبات صااارمة للحد من عدم األمانة العلمية؟ بين رأيم في
الحجج المقترحة:
منافيا لألمانة
ا ⚫ نعم :ألن العقوبات الصد د د د ددارمة رادع قوي لكل طالب ُيحاول أن يسد د د د ددلك سد د د د د ا
دلوكا
العلمية.
⚫ ال :ألن العقوبات الصارمة تُصادر حق اإلنسان في التصرف.
⚫ نعم :ألن العقوبات الصارمة أقوى وسائل الضبط في الجامعة.
⚫ ال :ألن األمانة العلمية ترتبط بمدى وعي الطلبة بخطورة المشكلة.
54
قطو إثرائية
الحارس المبار
حارس اا في بسااتان أحد األغنيا ت وظل في عملة فترة طويلة
ا تقيات وكان يعمل
االحا ا
رجال صا ا
كان "المبار " ا
حتل جا ه في يوم صااااحب البساااتان ومعة بعح أصاااحابةت وطلب صااااحب البساااتان من المبار أن يحضااار
لضاااااااايوفة بعح الثمرت ف حضاااااااار المبار بعح الثمر وقدمها للرجل وضاااااااايوفةت وكانت المفاج ة أنها كانت
ثمرا حام اضاا
عجا :ما قذا يا رجل؟ أردت إحراجي أمام ضايفي فجلبت ا حامضاة كلها .فقال صااحب البساتان منز ا
حامضااااا اا؟ فقال صااااااااحب البساااااااتان :أال تعر الفرق بين الثمر
ا فقال المبار :وكيف لي ان أعر أن الثمر
الحامح والثمر الطيب؟ فقال المبار :نعم ال أعر يا سيديت فاستغرب صاحب البستان وقال :تعمل كل قذه
55
الفصل الخامس
قيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة)
56
الفصل الخامس
قيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة)
يرى الش د دداعر األلماني "غوته" أن حب المعرفة ش د ددرط لتحص د دديلها ،وأن الفرد ال ينخرط
داعا إال بقدر ح لبه لها وانفعاله من أجلها .مع ملحوظة أن في معرفة شد د د د دديء ما عماقا واتسد د د د د ا
"غوتده :ال ي َّددعي أن معدارفده العميقدة والمتنوعدة هي نتيجدة لموهبتده الكبيرة أو ذكدائده الخدار ،
بل إنها تعود إلى اهتمامه بالمعرفة بسددبب ح لبه العميق لها .لذلك فالحب عنده الزم المتالك
القدرة على اإلبداع والتفكير والعمل.
ومن الجدددير بددالددذكر أن "غوتدده" ليس هو الوحيددد الددذي يربط بين الحددب والمعرفددة ،فقددد
توصل "ماكس فيبر" إلى المعنى ذاته ،إذ يرى أن االنفعال من أجل المعرفة وممارستها عن
هوى وتفان م ل
تحمس د د د ددين هما ش د د د ددرطان لتحص د د د دديلها (بو بكري ،2015 ،ش د د د ددبكة االنترنت). ُ
وانطالاقا مما قاله "غوته" و"ماكس فيبر" عن عالقة الحب بالمعرفة سوف نتناول هذه القيمة
عبر مكوناتها الثالثة المعرفية والوجدانية والسلوكية.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة):
يشمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتصل بقيمة حب المعرفة ،وعن
طريقده يمكن تعليم هدذه القيمدة ،من حيدث أهميتهدا وفوائددهدا ومدا تددل عليده من معداني مختلفدة
ومتعددددة ،وكددذلددك من دالالت تربويددة .ومن هنددا يجددب تعليم الطلبددة مجموعددة من المعددارف
عن قيمة حب المعرفة ،وذلك على النحو اآلتي:
-1المعنل الفلسفي لقيمة حب المعرفة:
تُعدد قيمدة البحدث عن الحقيقدة أو حدب المعرفدة من القيم الفلسد د د د د د ددفيدة المهمدة ،التي تددفع
طا
اإلنس د د د ددان إلى االهتمام بكش د د د ددف الحقائق من خالل بحثه عنها ،وهي في ذلك تُعد نش د د د ددا ا
للوعي ،ألنهددا تجعددل لدددى ص د د د د د د دداحبهددا اتجددا اهدا واع ايدا من العددالم المحيط بدده ،فهو يوازن بين
األش ددياء على أس ددان ماهيتها ،كما أنه يس ددعى إلى معرفة العلل واألس ددباب األولى من خالل
البحث عن س د د ددلس د د ددلة من األس د د ددباب .وتتكون قيمة حب المعرفة لدى الفرد منذ بداية معرفته
بالعالم المحيط به من خالل التمييز بين سد د د دؤالين أسد د د دداسد د د دديين :أولهما" ،لماذا" وهو سد د د دؤال
الفلسفة الخالد .وثانيهما" ،كي"" وهو سؤال العلوم الفيزيائية والبيولوجية.
ثم تتجدده هددذه القيمددة إلى النمو من خالل المعلومددات والحقددائق التي يحص د د د د د د ددل عليهددا
اإلنسد د د د د ددان ،ومن ثم ترتبط تلك القيمة بمهارتين أسد د د د د دداسد د د د د ديتين هما :مهارة القراءة ،ثم مهارة
57
اسد د د د د د ددتخددام منهج في التفكير ،أي قددرة الدذهن على التعدامدل والتفداعدل مع الظواهر المختلفدة.
مع ملحوظة أن قيمة حب المعرفة أو البحث عن الحقيقة هي قيمة فلسد د ددفية مهمة ذلك أن
موضد ددوع الفلسد ددفة يسد ددتند إلى البحث عن الحقيقة وحب المعرفة(Club of Amsterdam, .
)2009,8
ومن الجدير بالذكر أن الوص د ددول إلى الحقيقة التي نبحث عنها ،والتي تتعلق بمش د ددكلة
أمر صد د د د د د ددع ابدا وذلدك لكثرة الحقدائق التي يددعيهدا الندان ،ولنددرة االتفدا على مدا
أو قضد د د د د د ديدة اا
يتوصلون إليه من حقائق ،وبخاصة في العلوم اإلنسانية.
-2مراحل تطور المعرفة البشرية:
جاء اهتمام الفالسد د د ددفة وتركيزهم على توثيق المعرفة وأسد د د ددبابها وأنواعها وتطورها كونها
أساسيا من مباحث الفلسفة العامة .ومما يستحق التنويه هنا أن المعرفة البشرية مرت
ا مبحثاا
عبر تاريخها بمراحل كثيرة يمكن تلخيصها بالمراحل الثالت الموضحة في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()11
يوضح مراحل المعرفة
مرحلة العلوم التجريبية مرحلة الفلسفة النظرية المرحلة الحسية
اتضااااااا احات النزعاة الحسااااااا اياة في ترجع جااااذور قااااذه المرحلااااة إلل تبدأ بعصااااار النهضاااااة (– 1300
الفلسااااااااافااااة الحاا اديثااااة علل يااااد الحضاااااااااارات القاديماة المعروفاة في 1600م) حاياااااث ظاهاار الاماانااهاج
بي ون االنكليزي "جون لو " بالد مااا بين النهرين ووادي النياال التجريبي عند الفيلساااااااااو الفيلساااااااو
الذي شبة العقل اإلنساني بصفحة والحضارة اليونانيةت غير أن أوضح ومنهج الشاااااااااام عناد دي اارتت ثم
الحقاا اا عنااااد
بيضا تتلقل معارفها خالل عملية بدايات المعرفة النظرية (الفلسااااافة) تطور قااااذا المنهج ا
الخابارة والتاجارباااااة التاي يمار بهاااااا كاااااناااات موجودة في الحضااااااااااااارة أصااااحاب المدرسااااة العقلية ليعر
يمااا بعااد باااسااااااااام منهج البحااث اليونانية التي ترتد في ماضيها إلل العقل.
ااساااا اا علل
أما في الفلسااااااافة المعاصااااااارة فقد طاااليس ( 585ق .م) (ت ثم تمتااد العلمي الذي يقوم أسااااا ا
أن "الح م قذه الحقبة لتشامل ظهور الفلسافة الاافااح اص الااتااجاارياابااي لاالااظ اواقاار
أشااااااااااار "كونادياا " إلل َّ
والتفكير والرغبااااات واألقوا كاااال اإلسااالمية وأعالمها البارزين أمثال الطبيعيةت إذ تطورت علل أثر ذلم
مرور بالعصااور المعار والعلوم والمجتمع البشاري
اا ذلم ليس ساااوى اإلحسااااس نفساااة الكندي وابن سااينا
عنااااد تغيره علل أوجااااة مختلفااااة" الوساااااااااطل المسااااااااايحياة وقي فترة بصااااورة عامة( .الظاقرت 2009ت
(الااعااوات 273ت .)1993وق ا اااااذا تميزت بسايطرة الكنيساة علل الفكر )76
يتضاااااااااح أن الواقع الحساااااااااي قو والحيااااة في أورباااات وتنتهي قاااذه
مصاااادر من مصااااادر المعرفة لدى الفترة عند بداية عصاااار ما يساااامل
بعصر النهضة في حدود (–1300 الكثير من المفكرين والفالسفة.
1600م).
58
-3نظريات الحقيقة (حب المعرفة) عند الفالسفة:
توجدد نظريدات عدديددة للحقيقدة أو حدب المعرفدة لددى الفالسد د د د د د دفدة نعرض بعضد د د د د د دهدا في
الجدول اآلتي:
جدول رقم ()12
يوضح نظريات الحقيقة عند الفالسفة
النظرية البرجماتية في الحقيقة نظرية الترابط نظرية التطابق
تعني قذه النظرية عند أصااااااحابها الترابط يعني أن العبارة أو القضاية يؤكد "وليم جيمس"ت و"جون ديوي"
أن ماا قو حقيقي قو ماا يتطاابق تكون صاااااحيحة إذا كانت تنساااااجم و"فريدريم شاااااايلر" علل أن معيار
مع حقاااائق أخرى م ررة من قبااال الحقيقاة الوحياد قو معياار النجااح مع واقع موضوعي.
العمليت أي أن معيااااار الحقيقااااة مع معرفتنا ك ل. مثال:
ياتاوقاف عالال الاناتاااااائاج الاعامالاياااااة القول ب ن الكتاب علل المنضاااادةت مثال:
موجودا بااالفعاال نجاد في ميادان الريااضااااااا اياات في المربحاة التي تؤدي إليهاا .فاالعباارة
ا فااإذا كااان الكتاااب
مساتمدا من صااااااااحيحة في نظر البرجماتية إذا
ا علل المنضاااااادة أمامي فهذا القول قندساة إقليدس نسااقا
حاقاياقايت أي ُياعاّبار عان حاقاياقاااااة الحدس .أي يساااتنتج بقية قضاااايا كاااااانااااات ُتاعابار عان واقاع وتاحاقاق
منطقيا وعلل نحو محتوم .النتائج المتوقعة. ا موضاااااااوعيةت وذلم من طبيعة أي النسق
عبااااارة أو جملااااة خبريااااة إذ إن فااالترابط قنااا قو المعيااار الوحيااد ياقاول "ولايام جاياماس" ماعاب اارا عان
تصااااااديقها ي ون بتصااااااديق الخبر للحقيقاةت فاالعباارة ال تكون بااطلاة ذلاام" :إن الحقيقي ليس ساااااااااوى
الاذي ورد فيهاا حينماا يتطاابق مع إال إذا لام تاتاكاااااامااااال ماع ماجاماوع النافع الموافق المطلوب في ساابيل
تفكيرنا ومسلكنا. معرفتنا أو اعتقادنا. الواقع المادي الملموس أمامي.
بنا علل منطق قذه النظريات يم ن اختبار صحة أي حقيقة في ضو الشروط اآلتية:
⚫ إذا أم ن من التحقق الحسي بيان أن القضية تطابق الواقع الموضوعي.
⚫ إذا كانت تترابط مع كل معارفنا وحقائقنا األخرى.
⚫ إذا استطعنا بسلوكنا علل أساسها تحقيق النتائج المتوقعة.
-4مصادر المعرفة:
تنوعت مص د د د د ددادر المعرفة وتعددت في العص د د د د ددر الحالي الذي ُيعد عص د د د د ددر االنفجار
المعرفي .ومن هذه المصادر نذكر:
⚫ اإلنسان:
أثبت اإلنس د د د د ددان في العص د د د د ددور كافة أنه األكثر قدرة على االبتكار واإلبداع ،إذ تجلى
إبداعه عبر عص ددور تاريخية مهمة حددها " "Toflerفي كتابه "حض ددارة الموجة الثالثة" وفق
نموذج الموجات الثالت التي كان أولها موجة الثورة الزراعية قبل عشرة آالف سنة ،وثانيها
موجة الثورة الصددناعية التي بدأت (قبل ثالثمائة سددنة) ،في حين تمثلت الموجة الثالثة بثورة
59
المعلومات التي لم تكتمل بعد (توفلر.)18 –1990،17،
⚫ ِفَرق العمل:
يقصد د د د د د ددد بهم مجموعدة من العداملين ضد د د د د د ددمن مجدال وظيفي معين أو مجداالت مختلفدة،
يتميزون بق دددرات إب ددداعي ددة ويعملون م اع دا البتك ددار مع ددارف ج دددي دددة في مج ددال عملهم ،ويع ددد
أصلو لفكرة فر العمل " " Ben Woodالذي كان مساعدا لد د د د د د د "ثورانديك" من أشهر الذين َّ
متميز لحركة
اا قائدا
البحثية إذ أشدرف على العديد من الد ارسدات ومشدروعات البحوت ،وكان ا
البحث العلمي من أجل إنتاج المعرفة (فان دالين.)24،2003،
⚫ البحوف والدراسات:
مهما إلنتاج المعرفة ،إذ تُس ددهم في إيجاد معرفة
ددر ا
تُعد البحوت والد ارس ددات العلمية مص د اا
جديدة يكون لها أثر فعال في تطوير أنشدطة المؤسدسدات المختلفة ،كما هو الحال في الدول
المتقدمة التي تعتمد في بناء اقتصادها على إنتاج المعرفة في المجاالت العلمية المختلفة.
-5خصائص المعرفة:
در على أسد د د د ددلوب إدارتها
توثير مباشد د د د د اا
إن للمعرفة مجموعة من الخصد د د د ددائص التي تؤثر اا
والتع د ددام د ددل معه د ددا ،كم د ددا تؤثر على فرص نج د دداح أي برن د ددامج إلدارة المعرف د ددة ،ومن ه د ددذه
الخصائص:
⚫ ذاتية المعرفة:
بما أن المعرفة نتاج تفاعل اإلنس ددان مع المعلومات ،فإنها تتوثر بعمق بخلفية الش ددخص
الدذي يتعداطى معهدا ،وكدذلدك بدالسد د د د د د ديدا الدذي يتم فيده تنداول هدذه المعلومدات ،ومن هندا فدإن
مكونات المعرفة وتوويلها وتفسد دديرها يخضد ددع للمؤثرات الشد ددخصد ددية .مع ملحوظة أن المعرفة
الذاتية تكمن في عقل صد د د دداحبها لتشد د د ددكل اقتناعاته وخياراته وأنماط تفكيره( .علي،2009 ،
.)93
⚫ قابلية المعرفة لالنتقال:
دلوبا
إن هذه الخاص د د ددية في المعرفة ظاهرة للعيان ،فالش د د ددخص في عمله قد يجرب أس د د د ا
معي اندا في تنفيدذ مهمدة مدا ،فدإذا نجح في ذلدك فدإنده يفكر تلقدائ ايدا في إمكدانيدة نقدل هدذه المعرفدة
إلى مهمة أخرى ،وقد عبرت نظرية التعميم في علم النفس عن هذه الخاصية عندما أشارت
إلى أن "االنتقال يحدت حين يتعلم شد د د د ددخص ما مبدأ أو فكرة في وضد د د د ددع ما ،ثم يتمكن من
مفهوما في الوض ددع األول ويرى
ا تطبيقه في وض ددع أخر ،وبص ددورة خاص ددة فإن المتعلم يتعلم
60
أن هذا المفهوم يمكن أن ُيسد د د د ددهم في الوضد د د د ددع الثاني فيطبق المفهوم على الوضد د د د ددع الثاني
ويحسن فهمه (عاقل.)1985،284،
⚫ الطبيعة المخفية للمعرفة:
من المعلوم أن المعرفة تتولد في عقل اإلنسد د د ددان وليس على الور أو أي مكان آخر،
لهذا السد د ددبب كان حوار سد د ددقراط مع تالميذه ال ينصد د ددب على موضد د ددوع معين ،وينما ليجعل
الفكر أكثر قددرة على التفكير أو اإلبدداع أو اسد د د د د د ددتخراج معرفدة جدديددة ،ومن ثَ َّم فدإن فهم هدذه
الخاص د ددية للمعرفة غاية في األهمية لنجاح أي برنامج للمعرفة ،فض د د ادال عن تحديد أس د دداليب
الئمة السدتخراج الممكن من هذه المعرفة المضدمرة ،كما فعل سدقراط في حواره مع تالميذه م ٍ
ُ
(الجيوشي.)1999،11،
⚫ قابلية المعرفة للمشاركة:
تتميز المعرفة عن غيرها من الثروات بون المشدداركة فيها ال تُنقصددها ،فالشددخص الذي
ظا بها ،باإلض د ددافة إلى أنه ينقلها إلى غيره ،بل
يمتلك المعرفة ويش د ددارك بها غيره يبقى محتف ا
أكثر من ذلك أن المشاركة المعرفية بين األنا واآلخر سوف تضي" قيمة جديدة لمعرفة كل
منهما( .اليونسكو.)189 ،2002 ،
⚫ المعرفة ليست ثابتة:
إن قيمة المعرفة وأهميتها ليس ددت ثابتة مع الزمن بل هي عرض ددة للتغير والزوال مع مرور
الوقت ،والس د دديما في المجال الص د ددناعي التي تعمل فيه ش د ددركات كبيرة وتتنافس في بيئة عالمية
مفتوحدة ،ممدا يعني أن السد د د د د د ديدا بين المتندافس د د د د د ددين في مجدال امتالك التقنيدات الجدديددة واختراع
تقنيات إض ددافية يمكن أن يحقق تنافس ددية عالية وربحية كبيرة نتيجة تغير المعرفة وظهور معرفة
جديدة( .توفلر.)27 ،1990 ،
⚫ التجديد واالستمرارية:
إن المعرفة تتراكم وتتفاعل مع معطيات معرفية أخرى تتولد عنها معرفة جديدة تتسد د د د د د ددم
باإلبداع واالبتكار ،وهذه المعرفة بدورها تتفاعل مع المعطيات واألحدات الجارية على أرض
الواقع مما يعطيها خاصية االستم اررية والتجدد .وهذا يعني أن المعرفة فعل إنساني مستمر،
وأن هذا الفعل أدى إلى تراكم المعرفة وانتقالها من جيل إلى آخر بشد د د د ددكل يعطي اإلنسد د د د ددان
القدرة على البقاء وتوليد المعرفة الجديدة.
61
-6أنماط المعرفة:
ط دا معينددة تب اع دا
نتيجددة التحوالت الكثيرة على صد د د د د د ددعيددد العلم فقددد اتخددذت المعرفددة أنمددا ا
للعوامل والظروف التي أحاطت بالمجتمع العالمي ،ومن هذه األنماط ما يوتي:
⚫ نمط المعرفة السياسية:
توثرت المعرفة بالتحوالت السد ددياسد ددية في عصد ددر العولمة ،وكان من أهم مالمحها رفع
شد ددعارات الديمقراطية والتعددية الفكرية والسد ددياسد ددية ،واحترام حقو اإلنسد ددان ،وسد ددعي معظم
دول العالم إلى تحقيق المزيد من المشدداركة السددياسددية واالقتصددادية واالجتماعية في مقدرات
حيداتهدا ،والحصد د د د د د ددول على حقوقهدا في الحريدة بكدامدل جوانبهدا ومنهدا حريدة التعليم والعمدل.
(نوفل)187 ،1985 ،
⚫ نمط المعرفة التكنولوجية
جاء انتشد د د ددار تقنيات النشد د د ددر االلكتروني ليخدم ظاهرة اتسد د د دداع حيز المعرفة البش د د د درية
وتش ددعب فروعها ،وحتى في مجاالت نقل وتبادل المعرفة ،عبر مؤس دس ددات التعليم الجامعي،
صد د ددار معروافا أنه في أحسد د ددن الظروف واإلمكانات ال يتمكن الطالب من أكثر من ()%20
من مجال تخص دص دده المعرفي ،وأن مس ددؤولية المتابعة واالس ددتزادة بعد تخرجه س ددوف تتم من
خالل التكنولوجيا الحديثة .وهذا يعني أننا أمام انفجار معرفي لم تعد الوسدائل التقليدية قادرة
على مجارات ه ،مما يفرض علينا التمكن من المهارات التي تسد د د د دداعد في اسد د د د ددتخدام التقنيات
الحديثة لمجاراة ما يسدتجد من معارف جديدة أصدبح من الثابت أن الحصدول عليها ال يكون
بوسائل تقليدية (بشارة.)79 ،2004 ،
⚫ نمط المعرفة الثقا ية:
تُعدد الثقدافدة بمدا تتضد د د د د د ددمنده من أفكدار ومعدان وقيم ورموز وتنظيم للعالقدات من القنوات
المهمة في عملية التواص ددل وس ددبل التفاهم داخل الفض دداءات االجتماعية ،ولهذا فإن المعرفة
الثقافية كوسد د د ددلوب حياة تُعد من أهم الطر التي يمارن جميع النان من خاللها طقوسد د د ددهم
االجتماعية اليومية مثل :آداب الموكل والمش د ددرب والملبس ..كما ُينظر إليها كإرت مش د ددترك
من الدذكريدات والعدادات التداريخيدة المنقولدة بشد د د د د د دكدل رئيس عبر اللغدة ،فضد د د د د د د ادال عن تجليدات
المعرفددة الثقددافيددة في التعبيرات الخالقددة في المجتمع ،والتي تتجس د د د د د د ددد في هندددس د د د د د د ددة البندداء
والموسيقى والعلوم والمؤسسة التعليمية والفنون الشعبية.)Frye,1990,25( ،
62
⚫ نمط المعرفة العلمية:
يرى " أوغسد د د د د د ددت كوندت " أن المعرفدة العلميدة جداءت في مرحلدة متدوخرة من تطور العقدل
طا
علميا ،ويربط تلك الظاهرات رب ا
دير ااإلنس د د د دداني ،حين اس د د د ددتطاع أن يفس د د د ددر الظاهرات تفس د د د د اا
يبيا يعتمد المالحظة المنظمة للظاهرات
طابعا تجر ا دوعيا ،مما جعل من المعرفة العلمية ا موض د د د ا
وأسد ددا اس د دا لوضد ددع الفروض والتحقق منها بالتجربة ،وتجميع البيانات وتحليلها ،كما أن المعرفة
العلمية ال تقف عند المفردات الجزئية التي يقوم اإلنسددان ببحثها ،بل تتجاوز ذلك حتى يصددل
إلى قوانين ونظريات عامة تربط هذه المفردات بعضد د ددها ببعض ،وتمكنه من التنبؤ بما يحدت
للظاهرات المختلفة تحت ظروف معينة (جيدوري وآخرون.)32 ،2018 ،
⚫ نمط معرفة اإلنسانيات:
يوتي في مقدمتها علم اللغة ،الذي ُيعد الركيزة األس د دداس د ددية لفروع اإلنس د ددانيات األخرى،
التي تشمل علم االجتماع ،وعلم اإلناسة (األنثروبولوجيا) ،وعلم التاريك ،والجغرافيا البشرية،
فاللغة ترتبط بعالقات وثيقة مع الفلسفة والعلوم اإلنسانية والطبيعية ،وكذلك الفنون بونواعها.
⚫ نمط معرفة الخبرة العملية:
وهي المعرفة الحسد د ددية المباش د د درة ،ومعرفة الخبرات العملية ،وممارسد د ددات الحياة اليومية،
وهي المعرفة التي يلجو إليها الفرد العادي لفهم واقعه ،وحل ما يواجهه من مشدداكل ،وتفسددير
ما يعترض دده من ظواهر .إن هذه المعرفة العملية الدارجة هي التي أبدعت الفلكلور واألمثال
الشددعبية الشددائعة ،والموسدديقى الشددعبية والحرف اليدوية ،وهي معرفة فشددل حتى اآلن اقتصدداد
عصر المعلومات في تحديد ملكيتها وحماية حقو مالكيها.
-7دورة المعرفة:
ُيقصددد بدورة المعرفة العمليات األسدداسددية التي تقوم بها المجتمعات الكتسدداب المعرفة،
وهي:
⚫ توليد المعرفة الجديدة:
حيدث تنطلق المعرفدة من التفداعدل بين الحقدائق والمعدارف المتوافرة من جهدة ،وبين عقدل
اإلنس د د د د ددان وقدرته على التفكير واإلبداع من جهة أخرى ،وال ش د د د د ددك أن العطاء المعرفي لهذا
التفدداعددل محكوم بددالبيئددة المحيطددة بدده .فددالبحددث العلمي الددذي ُيعددد من األمثلددة المهمددة لهددذا
التفداعدل يحتداج إلى بيئدة علميدة منداسد د د د د د دبدة كي ُيقددم العطداء المعرفي المدومول ،وينطبق هدذا
أيضا على نواحي اإلبداع المعرفي المختلفة األخرى.
63
ومن الجددير بدالدذكر أن الطر المتبعدة في توليدد المعرفدة تلجدو إلى اسد د د د د د ددتغالل المعرفدة
القائمة في توليد معرفة غير مسددبوقة ،كما يتم توليد المعرفة من خالل مشدداركة فر العمل،
وجماعات العمل الداعمة لتوليد رأن مال معرفي جديد في قض د د ددايا وممارس د د ددات تُس د د ددهم في
تعري" المشكالت وييجاد الحلول لها بصورة ابتكاريه مستمرة.
⚫ نشر المعرفة:
ُيعد التعليم وسدديلة لنشددر المعرفة وتوهيل اإلنسددان لألعمال الذكية التي تتضددمن التعامل
مع المعارف بكفاءة ،وتشددكل مسددولة نشددر المعرفة محطة أسدداسددية من محطات دورة المعرفة
الثالت التي يجدب االهتمدام بهدا وتحسد د د د د د ددين أدائهدا من أجدل تطوير مجتمع المعرفدة ،وتعزيز
قدرته على العطاء (بكري)33 ،2005 ،
كما ُيعد النش د د ددر االلكتروني بودواته المختلفة وس د د دديلة مهمة لنش د د ددر المعرفة تس د د ددتخدمها
الكثير من الدددول المتقدددمددة ،فقددد قلدت أهميددة الطبدداعددة الورقيددة وحددل مكددانهددا االسد د د د د د ددطوانددات
المدمجة ،كما أص ددبحت معظم المص ددادر العلمية الكبيرة والقيمة والمعاجم والقواميس تص دددر
اآلن بطريقة النشر االلكتروني( .جيدوري)68 ،2012 ،
⚫ توظيف المعرفة
يمثل أسد د د دداليب تطبيق موارد المعرفة لتوصد د د ددي" المشد د د ددكالت وحلها ،وتمثل نظم المعلومات
بصد د د ددفة عامة ،والبرمجيات بصد د د ددفة خاصد د د ددة أهم وسد د د ددائل توظي" المعرفة وزيادة اإلنتاجية
وتحقيق أقص د د د ددى عائد اقتص د د د ددادي (علي .)169 ،2003 ،ومن ثَم فإنه بقدر ما تس د د د ددتخدم
المعرفة في تنظيم األعمال وتسددخير الوسددائل وحل المشددكالت تكون كفاءة األعمال ،ويكون
مردودها وفوائدها المرجوة فقوة المعرفة توتي من توظيفهدا بكفداءة في شد د د د د د ددؤون الحيداة ،ومن
جميال ولكنه غير فعال( .جيدوري)71 ،2012 ،
ا دون هذا التوظي" تبقى المعرفة ا
شكال
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة)
ا
يش د د ددمل هذا المكون االنفعاالت والمش د د دداعر واألحاس د د دديس الداخلية التي ال تظهر ،وعن
طريقده يميدل الفرد إلى قيمدة معيندة .كمدا يتصد د د د د د ددل هدذا المكون بتقددير القيمدة واالعتزاز بهدا،
فضد ادال عن أنه ُيشددعر الفرد بالسددعادة الختيار القيمة ،ويعلن االسددتعداد للتمسددك بالقيمة على
المأل.
ومن ثَ َّم فإن تربيدة وجدان الشد د د د د د دبداب الجدامعي نحو قيمدة البحدث عن الحقيقدة (حب المعرفة)
يجب أن يتوافر لها شروط ثالثة نعرضها في اآلتي:
64
وحبها:
⚫ وعي المعرفة ّ
من المعروف أندده ال ينخرط في مجددال العلم والمعرفددة سد د د د د د ددوى الددذين يعون معندداهددا،
وأصد د د د د د ددبحوا شد د د د د د ددغوفين بهدا ،إذ تُحركهم في ذلدك رغبدة كبيرة ندابعدة من أعمدا ذواتهم .لكنندا
نالحأ اليوم أن هناك نسددبة من الشددباب يلتحقون بمختلف مؤس دسددات التعليم العالي دون أن
تربطهم بالمعرفة أدنى عالقة حب ،بل إن ص د د د د د ددلتهم بها تكون اض د د د د د ددط اررية ،ألن الظروف
المحيطدة بهم هي التي تسد د د د د د ددوقهم إلى ولوج جدامعدات ال تهتم بهم ،مدا جعلهم مجرد طدالبي
ش د ددهادات وليسد د دوا طالب علم .لذلك ال يدرك هؤالء أن األفكار بمثابة ثمار ال يتوتى قطافها
إال للذين كدوا ألجلها ،وتفاعلوا معها بحوافز داخلية.
ومن ثَم فإن وعي الشد د د د د ددباب الجامعي بالمعرفة سد د د د د دديولد حبهم لها ،في حين أن غياب
وعيهم بها س د دديدفعهم إلى التعامل معها كما يتعاملون مع أش د ددياء ال قيمة لها ،ومن هنا جاء
القول الموثور :ال ُيقدر قيمة األشياء إال من يعرفها( .بو بكري ،2015 ،شبكة االنترنت)
⚫ الولع بالمعرفة:
ال شددك أن الولع بالمعرفة ُي َولد التفاني في مالحقتها والبحث عنها باسددتمرار ،ما يجعل
طا لكل نجاح في مجال ن
التعلم والعلم والمعرفة .ويؤكد "ماكس فيبر" أن نش د ددوة هذا الولع ش د ددر ا
المعرفة هي منبع العلم والفن ،وأنها حافز للكشد د د ددف واإلبداع .وما لم يبلغ الشد د د ددغف بالمعرفة
التعلق بها وال بناؤها.لدى المرء درجة االندماج فيها والهون بها ،فإنه ال يتوتدى له ن
تالزما بين تحص د د د دديل المعرفة والولع بها،
ا لذا ،عندما نق أر تاريك العلم والفكر والفن نجد
ما يعني أن الفرح بالعلم والتفرغ له شد د ددرطان لبنائه وتحصد د دديله .فال يمكن للعقل البشد د ددري أن
ينفذ إلى أعما األشد د ددياء إال باسد د ددتمرار التركيز بعمق على موضد د ددوع معرفته الذي يقتضد د ددي
ُح َّب الفرد لها .ومن دون ذلك تبقى معرفته س د د د د د ددطحية ،حيث لن تندمج في التكوين الذهني
نتج معرفة أخرى حول ظواهرلإلنس د د ددان .وبذلك لن يس د د ددتطيع هذا األخير أن يش د د ددتغل بها ُلي َ
أخرى ،كمددا لن يعرف حدددودهددا ،مددا يعني عدددم قدددرتدده على مجدداوزتهددا في أفق البحددث عن
معرفة أعمق وأوسع منها
⚫ االبتها بالعلم:
قويا يجعل اإلنسد د ددان
حافز ا
يشد د ددكل حب المعرفة والشد د ددعور بالحاجة إليها ويدراك قيمتها اا
يجد َّلذة غامرة ومس د ددتمرة في عناء البحث وبناء المعرفة .ويعي الذين يدركون قيمة العلم أن
الجهدل مفترن لإلنسد د د د د د ددان يجدب الخالص منده ،مدا يجعلهم يسد د د د د د ددترخصد د د د د د ددون ملدذات الحيداة
65
ويفضد د د د د د ددلون لذة المعرفة ،ألن هذه األخيرة تمنح للوجود معنى وتُثري الروح والوجدان .لذلك
ليس هناك ن
تعلم فعلي دون أن يعيش اإلنسدان نشدوة المعرفة .ويذا كان االبتهاج بالعلم شدر ا
طا
ألي كان ،ما يفرض البحث عنها في أعما فالعلم ال ُيظهر جماله وفتنته ل
ُ لبنائه وتحصيله،
ما ينتجه من معارف حتى يتسدنى لنا ن
التلذذ بها .ويذا لم تنجح الجامعة في تمكين المتعلمين
من تذو مباهج المعرفة والشددعور بالقيمة الذاتية للعلم والفن ،فهي تكون قد فشددلت في أداء
مهمتها( .بو بكري ،2015 ،شبكة االنترنت)
ِ
المتحمس والمنفعل: ⚫ تكوين الوجدان
ّ
ليس البحدث عن الحقيقدة (حدب المعرفدة) مجرد عمليدة حسد د د د د د ددابيدة بحتدة ،أو تطبيق آلي
لبعض المفا يم والنماذج ،أو سد د د د ددلسد د د د ددلة ميكانيكية من األسد د د د ددباب والنتائج .فهو يوخذ بعين
االعتبار ،أوال ،العامل اإلنسد دداني لكونه يحمل شد ددحنات االنفعال التي ال تترك مجاال لليون،
وتسداعد على انطال الفكر والخيال .فقد يسدتطيع باحث بارع تطبيق ما يملكه من معارف،
لكنده قدد ال يسد د د د د د ددتطيع التوص د د د د د د ددل إلى فكرة جدديددة ،مدا يعني افتقداره إلى الحددن والوجددان
المتحمس والمنفعل للمعرفة. ل
ويلى الفكرة نفسد د د د ددها ذهب "فليب ميريو" إذ يرى أنه عندما تتوافر الشد د د د ددروط التي ل
تمكن
الطالب من أن يفهم معنى ما هو مطلوب منه ،ويش د د ددعر أن المدرن مرافق له ،وأنه موجود
التعلم .وتنبثق الرغبة في المعرفة معه لمسدداعدته ال لمراقبته وتَص ديند أخطائه فإنه يرغب في ن
َ
لدى المتعلم إذا أتيحت له فرصدة االلتقاء ب ارشددين يجسددون أمامه الرغبة في المعرفة ،إذ ال
يمكن أن يرغددب في ن
التعلم من ال يعرف أندده من المفيددد أن يعرف ،ومن لم يكتشد د د د د د ددف لددذة
اكتش د دداف أسد د درار الطبيعة واإلنس د ددان وفهم رهانات ما يعيش د دده المجتمع( .بو بكري،2015 ،
شبكة االنترنت)
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة البحث عن الحقيقة (حب المعرفة):
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى س د د د د د ددلوك
ظداهري عن طريق التفداعدل ،إذ يتم اكتسد د د د د د دداب قيمدة حدب المعرفدة بدالتفداعدل مع أفراد آخرين
يتمسددكون بهذه القيمة ،أو بناء اسددتعدادات عميقة في الشددخصددية تتضددمن قيمة حب المعرفة
الناتجة عن التنشد د ددئة األسد د درية ،أو ما تقوم به الجامعات من خالل حث الطلبة على البحث
عن الحقيقددة وترجمتهددا إلى سد د د د د د ددلوك واقعي مثددل :األقبددال على القراءة والمطددالعددة ،ويجراء
البحوت العلمية للوصول إلى نتائج تُعالج مشكالت معينة.
66
ولبيان كيفية اكتسداب قيمة حب المعرفة بالتعرض لموضدوعها ،يمكننا أن ُنفسدر بعض
اتجاهاتنا السلبية نحو أفراد أو موضوعات بعينها الرتباطهم والرتباطها عندنا بخبرات سيئة،
فقددد نحددب بعض األفراد ونكره آخرين طباق دا لخبراتنددا الفعليددة مع مثددل هؤالء األفراد .ويظهر
اكتساب قيمة حب المعرفة من جراء التفاعل مع اآلخرين الذين يتمسكون بالقيمة نفسها.
من جهدة أخرى ،مدا دامدت القيم متعلمدة فدإنده ينطبق عليهدا الكثير من مبدادئ التعلم في
اكتسد ددابها والسد ددلوك بموجبها ،ومن أنواع التعلم والمعرفة التعلم الشد ددرطي الكالسد دديكي ،والتعلم
الش د د د د ددرطي بالوس د د د د دديلة بما فيهما من اقتران وترابط بين المثيرات (المنبهات) واالس د د د د ددتجابات
والتعزيز (إثابة ،مكافوة) ،وتدعيم وتعميم لمنبهات أخرى مشابهة.
وهكذا بالنس ددبة للش ددباب الجامعي ،فالجامعة هي المس ددؤولة عن إش ددباع حاجات الطالب
مثير لقيمددة حددب المعرفددة واالهتمددام بهددا ،ممددا يولددد لدددى الطلبددة
ويعددد وجودهددا اا
من المعرفددةُ ،
الددافع لحدب القيمدة وتقبلهدا ،ومن ثَم السد د د د د د ددلوك بموجبهدا ،مع ملحوظدة أن الطدالدب الجدامعي
يجب أال يسد د ددلك على المسد د ددتوى العلمي إلرضد د دداء الجامعة وأسد د دداتذته فقط ،وينما قناعة منه
ضدا بون السددلوك المؤدي إلى حب المعرفة والبحث عن الحقيقة سددوف ينعكس عليه وعلى
أي ا
مجتمعه بالخير العميم.
وهذه العملية باإلض د ددافة إلى كونها عملية تعلم فهي عملية تبادل اجتماعي ،إذ يعطي
فيهددا األس د د د د د د دداتددذة بددالجددامعددة ويددوخددذون ،كمددا يعطي فيهددا الطددالددب ويددوخددذ (تبددادل في األخددذ
والعطاء) ،ويدعم كل منهما سدلوك اآلخر (عن طر اإلثابة) .فالشدباب الجامعي يتعلم القيم
عن طريق التقليد ،وقد يتم التعلم دون وجود إثابة أو التدعيم بشكل بارز ،ودون قصد التعلم
كثير ما نجد الطالب قد أخذوا عن األس د د د د دداتذة الكثير من التصد د د د د درفات والكالم ،ولكن ما
إذ اا
تعلموه منهم تعلموه دون قصد د د ددد ،ودون إرادة ،ودون وعي ،كما أنهم يتعلمون من أقرانهم في
ظا وتصرفات بطريقة عرضية صرفه.
الجامعة ألفا ا
ومن العوامل المؤدية للس ددلوك بمقتض ددى قيمة حب المعرفة تقمص ش ددخص ددية النموذج،
وامتصداصده للمعايير االجتماعية وتشدربه لها ،ومعرفة ما هو خطو وما هو صدواب ،وتكوين
ما يس د د ددمى بالض د د ددمير .فالروابط العاطفية بالنموذج الذي يتم تقمص د د دده من أهم العوامل التي
يقوم عليها تعلم الطالب سد د ددلوك القيم بشد د ددكل عام ،ومن المتفق عليه بين الكثير من علماء
النفس أن من مظداهر عمليدة التقمص أن الطدالدب يحدذو حدذو النموذج الدذي تقمصد د د د د د دده في
سلوكه ودوافعه واتجاهاته وفي فكرته عن نفسه.
======================================
67
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعر أقمية قيمة حب المعرفةت لكنة ال ُيحسان اختيار السالو
اإليجابي اتجاقها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()13
تش يل قيمة حب المعرفة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
الم ون السلوكي الم ون الوجداني الم ون المعرفي
تتعدد المشا الت السالوكية الناتجة عن عدم حب المعرفة لدى بعح الطالب في الجامعة..
أستاذ المقرر في مل الجدول اآلتي: في ضو ذلم تعاون مع زمالئم وبإش ار
جدول رقم ()14
مقترحاتم للعال تفسير المش لة المش لة السلوكية
الغش االمتحاني
68
نشاط
قااب أناام دعياات للحااديااث بناادوة بعنوان "حااب المعرفااة"ت مااا األفكااار التي من المتوقع أن ياادور
حديثم حولها؟
69
الفصل السادس
قيمة المواطنة
70
الفصل السادس
قيمة المواطنة
ال شد ددك أن قضد ددية بث الوعي بقيمة المواطنة داخل فضد دداء المؤس د دسد ددة الجامعية أصد ددبحت
قضدية تسدتحق المراهنة عليها ،ألن ممارسدة القيم في المجتمع يجب أن تسدبقها مشداريع تربوية من
ش د ددونها اإلس د ددهام في خلق مواطن يعي واجباته تجاه نفس د دده وتجاه اآلخرين .كما ُيفترض أن تُس د ددهم
المش د د دداريع التربوية في تكوين مواطن متس د د ددم بروح نقدية إيجابية يس د د ددتطيع من خاللها التفاعل مع
ومؤمنا
ا موقفا من جميع أشد د ددكال التعصد د ددب والتطرف،
وقادر على اتخاذ ا
اا محيطه المحلي والعالمي،
بدوهميدة االنفتداح على البعدد الددولي وقيمده الكونيدة( .جيددوري .)79 ،2012 ،وفي هدذا السد د د د د د ديدا
سد ددوف نتناول قيمة المواطنة من خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والسد ددلوكية ،وفيما يوتي
توضيح لذلك.
أوالا :الم ون المعرفي لقيمة المواطنة:
يش د د د ددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتص د د د ددل بقيمة المواطنة ،وعن
طريقده يمكن تعليم هدذه القيمدة ،من حيدث أهميتهدا وفوائددهدا ومدا تددل عليده من معداني مختلفدة
ومتعددددة ،وكددذلددك من دالالت تربويددة .ومن هنددا يجددب تعليم الطلبددة مجموعددة من المعددارف
عن قيمة المواطنة ،وذلك على النحو اآلتي:
-1مفهوم المواطنة:
المواطنة هي صددفة الفرد الذي يعرف حقوقه ومسددؤولياته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه،
والذي يش د د د د ددارك بفعالية في اتخاذ الق اررات وحل المش د د د د ددكالت التي تواجه المجتمع ،والتعاون
والعمددل الجمدداعي مع اآلخرين ،مع نبددذ العنف والتطرف في التعبير عن الرأي ،وأن يكون
قادر على جمع المعلومات المرتبطة بشؤون المجتمع واستخدامها ،ولديه القدرة على التفكير اا
الناقد ،وأن تكفل الدولة تحقيق العدالة والمس د د دداواة بين جميع األفراد دون تفرقة بينهم بس د د ددبب
.
اللون أو الجنس أو العقيدة (أبو النور)26 ،2013 ،
ويؤكد "نصدار" "أن المواطنة هي"وجود الفرد في الدولة أو المجتمع السدياسدي ،وهي التي
تمنح الفرد اإلحسددان بالهوية وتتيح له ممارسددة حقوقه السددياسددية واالجتماعية ،وتؤهله ألداء
أدواره وتحمل مسد ددؤولياته والوفاء بالتزاماته في الحياة العامة في مجتمعه" (نصد ددار،2013 ،
.)6فض د د د ادال عن أن المواطنة هي المش د د دداركة المدنية التي تتكون من الس د د ددلوكيات والمواقف
واإلجراءات التي تعكس عضددوية الفرد النشددطة في المجتمع ،وهذا يشددمل األنشددطة التقليدية
71
مثل التص د ددويت في االنتخابات ،والمش د دداركة الفعالة في الحياة العامة للمجتمع بطريقة واعية
وملتزمة ،مع التركيز على الص ددالح العام واحترام آراء ومعتقدات اآلخرين ،والعمل على بناء
جسد د د د د د ددور التفداهم والثقدة في إطدار الوطن الواحدد .كمدا أن التزام أفراد المجتمع بهدذه الواجبدات
ابتداء بالمسدداواة إلى حرية التعبير عن الرأي
ا يسددتلزم حصددولهم على حقوقهم المشددروعة كافة
والمشاركة في الحكم للوصول إلى الدولة الديمقراطية َّ
الحقة.
خاطئا ،وبخاصد ددة في المجتمعات
ا فهما
ومن الجدير بالذكر أن بعضد ددهم يفهم المواطنة ا
الحددديثددة العهددد بددالددديمقراطيددة والمواطنددة وحقوقهددا وواجبدداتهددا ،والددذي يتمثددل في فهم المواطنددة
على أنهددا مجرد حقو وميزات يتمتعون بهددا دون أن يقددابددل ذلددك أيددة الت ازمددات منهم تجدداه
المجتمع أو الدددولددة التي ترعدداهم ،أو على أنهددا مجرد إحس د د د د د د ددان وشد د د د د د ددعور داخلي بددالفخر
واالعتزاز بالوطن دون الش د د ددعور بمس د د ددؤولية المش د د دداركة في بنائه وتنميته .وقد أش د د ددار جمال
السدويدي إلى هذا الفهم الخاط من خالل تميزه ألربعة أنواع من المواطنة هي( :السدويدي،
)4 ،2009
المواطنة المطلقة ،وفيها يجمع المواطن بين الدور اإليجابي والس د د د ددلبي تجاه المجتمع
ومؤسساته الرسمية المختلفة.
المواطنة اإليجابية ،التي يشد د د ددعر فيها الفرد بقوة انتمائه الوطني وواجبه بالقيام بدور
إيجابي لمواجهة السلبيات.
المواطنة الس ددلبية ،وهي ش ددعور الفرد بانتمائه للوطن ولكن الفرد هنا يتوقف عند حدود
النقد السلبي ،وال يقدم أي عمل إيجابي لوطنه.
المواطنة الزائفة ،وفيها يحمل الفرد شد د د د د ددعارات جوفاء ال تعكس الواقع ،ويمتاز بعدم
اإلحسان باعت اززه بالوطن.
لدذلدك فدإنده من الضد د د د د د ددروري التنبده لمثدل هدذه الحداالت ومعدالجتهدا من جدانبين :أولهماات
يتعلق فيمددا إذا كددانددت ندداتجددة عن مجرد فهم خدداط وعدددم معرفددة الفرد بمددا لدده ومددا عليدده،
فعال في المواطنة إال حقوقه هو دون مراعاة لواجباته
وثانيهما ،هو ما إذا كان الفرد ال يرى ا
أو احترام لحقو اآلخرين ،إمدا لتعصد د د د د د دبده لمعتقدد أو جمداعدة ،وهدذا مدا يجدب على المجتمع
والمؤس دس ددات المس ددؤولة أن تعمل على معالجته .فالمواطنة الص ددحيحة تتض ددمن مجموعة من
حد سواء.الشروط والمقومات التي يجب أن تتوافر في الدولة أو الفرد على ٍ
72
-2عالقة المواطنة ببعح أبعادقا:
من المعروف أن البنداء الصد د د د د د ددحيح لمفهوم المواطندة يتضد د د د د د ددمن مجموعدة من األبعداد
األسدداسددية ،التي يشددير مدى توافرها إلى اعتبار ذلك مقيا اس دا على مدى اكتمال المواطنة ،أو
اختزال بعض جوانبها .وفيما يوتي أهم أبعاد قيمة المواطنة:
◼ المساواة:
أي المسد د د د د د دداواة بين جميع أفراد المجتمع بمختلف أعراقهم وأجناسد د د د د د ددهم ومعتقداتهم أمام
القانون ،وهذا ال يتوتى إال بامتالك الدولة لآلليات المناس د د د د د ددبة لتحقيق هذا الهدف من خالل
تحقيقهدا للتكدامدل والتعداون بين مختلف مؤسد د د د د د دسد د د د د د دداتهدا ،أي أن تكون الددولدة قدد أتمدت بندائها
المؤس دسدداتي الداخلي س دواء أكان ذلك من الناحية السددياسددية أم االجتماعية أم االقتصددادية أم
الثقافية والتعليمية ،بما يض د ددمن لجميع األفراد أن يكونوا على ٍ
حد سد د دواء تحت حكم القانون،
ما يدفعهم إلى المشاركة اإليجابية في بناء الدولة والمجتمع( .ليلة)89 ،2013 ،
◼ الديمقراطية:
يتحددد البعدد الثداني للمواطندة من خالل ارتبداط المواطندة بدالدديمقراطية ،وذلدك بداعتبدار أن
ال ددديمقراطي ددة هي الح دداضد د د د د د دن ددة األولى لمب دددأ المواطن ددة ،إذ ال يمكن القول بمجتمع يعترف
حيث ال يسد د د ددتطيع األفراد المشد د د دداركة في بناء بالمواطنة دون اعترافه بالديمقراطية ويف ارزاتهاُ ،
مجتمعاتهم ،دون أن يتحقق لهم امتالك الحقو والحريات والمسد د د دداواة السد د د ددياسد د د ددية والقانونية
والحماية ضددد التمييز على أسددان ديني أو ثقافي أو عقائدي ،فضددمان حرية التعبير لألفراد
وحرية عقدهم أو إقامتهم للتجمعات الس د د د ددياس د د د ددية أو الثقافية أو حتى الدينية وحرية نش د د د ددرهم
آلرائهم طالما أنها في إطار احترام حقو وخصدوصدية اآلخرين ،كل ذلك يسدهم بشدكل كبير
في التوسيس لقيام دولة ومجتمع المواطنة.
◼ االنتما :
وفي حدال تحقق الدديمقراطيدة الصد د د د د د ددحيحدة في الددولدة لألفراد فدإن النتيجدة الطبيعيدة لدذلدك هو
شد ددعور الفرد باالنتماء لهذه الدولة ،وتنامي حسد دده بالمسد ددؤولية تجاهها ،وعدم توفير أي جهد
يسد د د ددتطيع من خالله النهوض بمجتمعه ،س د د د دواء أكان ذلك على المسد د د ددتوى االقتصد د د ددادي أم
االجتماعي أم العلمي أم الثقافي أم السدياسدي ،وذلك لكونه قد تحققت له الضدمانة أن الفائدة
س د د د د د ددتعود عليه ،ذلك لو تحدثنا من باب المص د د د د د ددلحة المش د د د د د ددتركة .مع ملحوظة أن االنتماء
73
الصداد والحقيقي ال يكون إال بالوالء ،وما يتضدمنه من مشداعر يحملها الفرد تجاه مجتمعه
باعتباره مكون أساسي وفاعل في هذا المجتمع( .ليلة)90 ،2013 ،
-3التربية علل المواطنة:
التربية على المواطنة هي "تلك التربية التي تهدف إلى إعداد الفرد للمواطنة الص د د ددالحة
في بلد ددده من خالل تزوي ددده ب ددالمعد ددارف والقيم والمهد ددارات المرتبطد ددة ب ددالمجد دداالت القد ددانوني ددة
واالقتصد ددادية والتاريخية والسد ددياسد ددية والثقافية وبمهارات حل المشد ددكالت ،وغيرها من مهارات
المواطنة الصالحة"
ومن الجدددير بددالددذكر أن التربيددة على المواطنددة لهددا أثر كبير في بلورة فكرة المواطنددة
بوصفها صفة يتحلى بها األف ارد والمواطنون ،كما لها اا
أثر فعال في مقاومة العنف والتعصب
والالتس د د ددامح والتطرف والعنصد د د درية ،بمعنى أنها تجس د د ددد النزعة إلى تربية الش د د ددباب على فن
العيش المشدترك مع المختلفين ،وقبول اآلخر على مبدأ االختالف ،وهذا هو التحدي األكبر
الذي يواجه التربية والحياة المجتمعية في القرن الحادي والعشرين.
ومن ثَ َّم فإن التربية على المواطنة ضد د د د د د ددرورة ال غنى عنها ،ذلك أنه يجب أن نعلم أن
جدا من أجل مس د ددتقبل المجتمع اإلنس د دداني ،وهنا يمكن القول :إن
المواطنة الفعالة ض د ددرورية ا
جهودا حثيثة
ا كبير في تجاه هذه المواطنة ،وهي تشهد تطور اا
اا المجتمعات اإلنسانية قد حققت
من أجل التربية على التسد د د د ددامح والسد د د د ددالم ،ومن ثَ َّم فإن هذا المطلب التربوي لن يتحقق إال
عندما توخذ المجتمعات بوهمية التربية على المواطنة".
من جهة أخرى ،تنش د د د ددد التربية على المواطنة تمكين الناش د د د ددئة من ثقافة ديمقراطية من
ندداحيددة ،ومن الخبرة الالزمددة التي تخول لهم االنخراط الفدداعددل في الحيدداة العددامددة من ندداحيددة
ثدانيدة ،ولدذلدك فهي مددعوة في المنطقدة العربيدة على وجده التحدديدد إلى تنميدة ثقدافدة المواطندة
تماما لثقافة الرعية التي يمنت لفترات طويلة في هذا
لدى الناشد د د د د ددئة ،التي هي مناقضد د د د د ددة ا
الفضاء ،حتى صار ينظر إليها كقدر محتوم ال مفر منه.
-4األبعاد التي تعمل عليها التربية من أجل المواطنة:
يحت دداج بن دداء ثق دداف ددة المواطن ددة إلى تربي ددة على المواطن ددة تعم ددل على أبع دداد أربع ددة هي:
(الزعبي)66 ،2016 ،
74
⚫ البعد السياسي:
وفيه يتم االشد د د د د د ددتغال على تنمية ثقافة الحكم الديمقراطي لدى الناشد د د د د د ددئة ،بحيث يكون
بطريقة ديمقراطية .ولكن الس دؤال المركزي هو :كي" تكون طريقة تس دديير المؤس دس ددة التربوية
ديمقراطية أو باألحرى محكومة بالديمقراطية؟
⚫ البعد القانوني:
من خالل دده يتم التركيز على احترام الق ددانون وااللتزام ب دده ،ف ددالمعروف أن عالق ددة الفرد
المواطن بددالقددانون في المنطقددة العربيددة عالقددة خوف أكثر منهددا عالقددة اقتندداع بدددور القددانون
في تنظيم الحيداة العدامدة .ولدذلدك يكون من الوجيده التسد د د د د د دداؤل عن الكيفيدة التي بهدا نعيدد بنداء
ثقة الش د د ددباب في القانون ،وكي" ُيس د د ددهموا في وض د د ددع القوانين الجامعية ليغدوا مقتنعين بها،
ومحترمين له ددا ،وملتزمين بم ددا ح ددددت دده لهم من حقو وواجب ددات؟ واألمر ينطبق على بقي ددة
الفاعلين بالوسط الجامعي.
⚫ البعد األخالقي:
من خالل هذا البعد تتم تربية الناشد د ددئة على تغليب المصد د ددلحة العامة على المصد د ددلحة
الش د ددخص د ددية الض د دديقة ،وتغليب المص د ددلحة العامة إنما يقتض د ددي االنفتاح على أفكار اآلخرين
وآرائهم ،واالسددتفادة منها في تحديد المصددلحة العامة ،ألن هذه األخيرة تحدد بطريقة تفاعلية
تشاركيه ال بطريقة فردية وذاتية.
وعليه يكون من المهم طرح الس د دؤال اآلتي :كي" نربي الطالب على تجاوز المصد ددالح
الذاتية الضد د دديقة لصد د ددالح المصد د ددلحة العامة؟ ذلك أنه من المفروض أن تقود التربية الطالب
إلى التفكير بنفسد دده ،ومن ثَ َّم التموقع بين اآلخرين عبر تبادل وجهات النظر مثلما يبين ذلك
بياجيه.
⚫ البعد العاطفي:
يتم من خاللدده التركيز على تنمي ددة الرغب ددة في العيش المشد د د د د د ددترك ،وذلددك عبر تنميددة
الش د د ددعور باالنتماء إلى الوطن وحبه ،ونبذ الك ار ية والعنصد د د درية ،وبلغة الحقل التربوي يكون
السد د د دؤال الجوهري هو اآلتي :كي" نربي الطلبة على وطنية طاهرة خالية من كل ض د د ددروب
التعصد ددب؟ وقد بين "بياحيه" أن مثل هذه التربية إنما تقتضد ددي تنمية التعاون والتشد ددارك لدى
الناشئة وتقدير مجهود اآلخرين.
75
إن العمل على هذه األبعاد مترابطة ومتكاملة في أي منظومة تربوية هو جوهر التربية
على المواطندة ،تلدك التربيدة الهدادفدة إلى تكريس ثقدافدة المواطندة ويحاللهدا محدل ثقدافدة الرعيدة.
ولكن األمر ال يبدددو على درجددة من السد د د د د د ددهولددة ،فددالتحددديددات التي تقف في وجههددا عددديدددة
ددءا من طريقددة التسد د د د د د دديير اإلداري
ومتنوعددة وتالمس مختلف مكونددات المنظومددة التربويددة بد ا
وصواال إلى بناء المناهج المدرسية.
-5م ونات النموذ الديمقراطي للتربية علل المواطنة:
أشد د د د د ددار " "Patrick et alإلى أن النموذج الديمقراطي في التربية على المواطنة يجب أن
()Patrick et al, 2003, 41 يتولف من المكونات األربعة الموضحة في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()15
يوضح م ونات النموذ الديمقراطي للتربية علل المواطنة
النظام المدني مهارات المشاركة المهارات العقلية المعرفة الوطنية
المدنية
تشاااااااااتمال علل مجموعاة تشاااااااااتمااال علل تحااادياااد تشاااتمل علل التفاعل مع يجااااب أن يؤكااااد النظااااام
المبااد الشااااااااااملاة التي الاماعالاوماااااات الاماتاعالاقاااااة اآلخرينت والمشاااااركة في المادني علل المساااااااااااواة
يم ن من خاللهاا تعريف بااالحياااة الساااااااااياااسااااااااايااة األحااداف العااامااةت واتخاااذ وك اراماااااة الاافاارد واحاات ارام
ومااماااااارساااااااااااااة وتااقاايااياام ووصااااااا افاهاااااا وتاحالايالاهاااااا القرارات بشاااااا ن قضاااااااايا وحماااااياااة حقوق األفرادت
الاديمقراطياةت وتتضااااااااامن وتاافسااااااااااياارقاااااات وتااقاايااياام السااااااااايااااساااااااااااة العااااماااة ويحاث علل المشاااااااااااركاة
الموضاااااااااوعات واألحداف وتطبيقهاات إضاااااااااافا اة إلل المساااااااااؤولااة في الحياااة مااااافااااااهااااايااااام ومااااابااااااد
الاديمقراطياة والقضاااااااااااياا العااامااةت إضاااااااااااافاا اة إلل اتخاذ اإلجرا ات المناسبة المدنيةت وتعزيز صاااااااالح
المتعلقاة بااساااااااااتخادامهاات التفكير الناااقااد بشااااااااا ا ن لتحسين الحياة السياسية الحياة العامة.
المواطنااة والحياااة والمدنية. ظرو عاالاال تااااااري ا والااتااعاار
المدنية. الديمقراطية وممارستها.
76
• التعرف على القض د د د د د ددايا العامة التي يعاني منها المجتمع ،وفهم التعامل معها والمش د د د د د دداركة في
حلها.
• احترام دسد د د د د د ددتور الددولدة ،وااللتزام بمبدادئ الحريدة والدديمقراطيدة والعددالدة االجتمداعيدة ،واالعتزاز
واالنتماء والوالء لألمة.
• توجيه األفراد في المجتمع نحو المواطنة الص د د د د ددالحة ،وحثهم على اإليمان بالمس د د د د دداواة بين أفراد
الشعب الواحد ،وبين شعوب العالم عامة.
وفي المجم ددل يمكن القول :إن التربي ددة على المواطن ددة ت دددور حول تمكين األفراد من
اتخاذ ق ارراتهم بونفسددهم ،وتحمل مسددؤولياتهم في حياتهم ومجتمعاتهم .إضددافة إلى ذلك يجب
أن يدرك التربويين حقيقة أن التربية على المواطنة هي أكثر من مجرد موضد د ددوع أو محتوى
تعليمي يتم تدريس دده كغيره من المواد التعليمية بش ددكل جيد وفاقا لالحتياجات المحلية ،وال هي
محاولة لق د د د د د د د د د ددولبة األفراد في قالب معين يتناس د د ددب مع من حوله ،وينما هي بالدرجة األولى
ممارس ددة فعلية تتس ددم بقبول اآلخر على ما هو عليه ،مع البحث عن نقاط االلتقاء والشد دراكة
مع هذا اآلخر لبناء المجتمع الواحد ،ومحافظة كل ثقافة على خصد د د د د ددوصد د د د د ددياتها في نطا
االحترام المتبادل.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة المواطنة:
ا
يش د ددمل هذا المكون االنفعاالت والمش د دداعر واألحاس د دديس الداخلية التي ال تظهر ،وعن
طريقده يميدل الفرد إلى قيمدة معيندة .كمدا يتصد د د د د د ددل هدذا المكون بتقددير القيمدة واالعتزاز بهدا،
فضد ادال عن أنه ُيشددعر الفرد بالسددعادة الختيار القيمة ،ويعلن االسددتعداد للتمسددك بالقيمة على
المأل.
وفي إطددار المكون الوجددداني لقيم دة المواطنددة يجددب أن تسد د د د د د ددعى الجددامعددة إلى تقددديم
مجموعة من المواقف التعليمية ،وبخاص ددة في األنش ددطة الالص ددفية لتكوين اتجاهات إيجابية
في نفون الطلبة نحو قيمة المواطنة ،بحيث تصد د د د د ددبح جزء من تكوينهم الوجداني .ومن هنا
يمكن التوكيد أن المكون الوجداني لقيمة المواطنة يجب أن ُيشد د د ددكل جزاءا من المحتوى الذي
يددرن في الجدامعدات ،ألن مدا يحتداج الطلبدة تعلمده في هدذا المجدال مهم ج اددا بحيدث ال يجوز
أن يترك للصدفة.
ومن ثَ َّم يحتاج الطالب إلى المس د دداعدة ليفهموا الجوانب االنفعالية من حياتهم ،وليتقبلوا
عموما وقيمة المواطنة بش ددكل خاص ،مع ملحوظة أن ا ويعدلوا مش دداعرهم نحو منظومة القيم
ذلك يتم من خالل قيام الجامعة بتوفير خبرات تشد د د د د ددجع على تنمية القيم والحسد د د د د دداسد د د د د دديات
77
والمش دداعر ،وكذلك تُش ددجع على تحقيق االختيارات المناس ددبة من بينها ،وهي حين تفعل هذا
تسد د د دداعد الطالب على تحليل قيمهم وتنميتها ،وعلى فحص مشد د د دداعرهم وتقبلها ،وعلى تنمية
وتعميق حساسيتهم اتجاهها.
ومن هنا فإن الجامعة مس د ددؤولة مس د ددؤولية كبيرة عن تعزيز المكون الوجداني في نفون
الطلبة ،مع اإلشد ددارة إلى أنها ليسد ددت المؤس د دسد ددة الوحيدة التي توفر التعلم الوجداني ،ذلك أن
األس ددر واألندية األدبية والمراكز الثقافية ،واألجيال األكبر س د ادنا ،والتقاليد والطقون ،ووس ددائل
اإلعالم المسموعة والمرئية والمطبوعة كلها تشارك في التعلم العاطفي.
ومن الجددير بدالدذكر أن الجدامعدات التي توفر أكثر أنواع التعليم فداعليدة في مجدال القيم
طا معينة،والمش د د دداعر والحس د د دداس د د دديات ،تُخطط على نحو دقيق ومعتنى به لذلك ،وتتبع أنما ا
وهي تددرك أن أسد د د د د د دداليدب الوعأ والغرن العقيددي لهدا قيمدة محددودة في المواقف الجدامعيدة،
وكثير مدا تكون عدديمدة الفدائددة .لدذلدك ال بدد للجدامعدة أن تتبنى طريقدة التددريس عن المثدال،
اا
ود ارس د د ددات الحالة ،والتوقعات التي تُحددها لطالبها .وهي حين تعمل هذا تض د د ددع الطلبة في
مواقف يخبرون فيها ويش د دداهدون ش د ددرو ا
طا وظروافا ذات ص د ددبغة قيمية وانفعالية في المحتوى
وفي االستجابة .وهي حين ترتب خبرات الطالب تطلب منهم أن:
⚫ يفكروا في القيم والمشد د د د د دداعر والحسد د د د د دداسد د د د د دديات واالختيارات ،ويحللوا مواقفهم وانفعاالتهم
ويوضحونها.
⚫ يقارنوا أفكارهم وعواطفهم أو انفعاالتهم مع أفكار اآلخرين وانفعاالتهم ،ويض د ددعوا أنفس د ددهم
في موضع اآلخرين.
⚫ يخبروا المشدداعر المتضددمنة في المواقف ،وبخاصددة تلك التي يغلب أن تكون لها صددبغة
انفعالية.
المعتنى بدده ،فددإن التعليم في معظم الموضد د د د د د ددوعددات والمواد
وعلى الرغم من التخطيط ُ
الد ارس د ددية وفي معظم الس د ددنوات أو الص د ددفوف الد ارس د ددية ال ينظم حول األهداف الوجدانية أو
العاطفية أسدا اسدا .ومن الواضدح إن مخططي المنهج التعليمي والمدرسدين يخططون دروسدهم
على أسد د د د د ددان المعرفة (المفا يم والتعميمات) ،ثم يضد د د د د دديفون إلى هذا التعلم الوجداني الذي
يعتقدون أنه ينبغي أن يحدت في هذا الس دديا .وعلى س ددبيل المثال ال الحص ددر أن كثير من
أسدداتذة الجامعات يدرسددون قيمة المواطنة ألنهم يريدون لطالبهم أن يعرفوا مفهومها وأبعادها
والقيم المرتبطدة بهدا قبدل أن يلتفتوا إلى الجواندب الوجددانيدة للقيمدة ،ومن ثَ َّم وضد د د د د د ددع ق اررات
78
التعليم الوجددداني في المرتب ددة الث دداني ددة في تخطيط تدددريس القيم ددة ،واألمر في الحقيق ددة ليس
كذلك.
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة المواطنة:
في هدذا المجدال يمكن الحدديدث عن بعدد آخر من أبعداد التربيدة على المواطندة هو البعدد
الذي يمكن تس ددميته بالنهايات المس ددتدامة لهذه التربية ،فكما أنه ال جدوى من تعليم المواطنة
إال بالقدر الذي يسد د د د ددتفيد منه الطلبة على صد د د د ددعيد التحصد د د د دديل المعرفي الجامعي ،فإن هذه
الجدوى تظل ض د د د د د ددعيفة أي ا
ضد د د د د د دا إذا لم يتمكن التعليم من تحويل قيمة المواطنة إلى معايير
داخلية تعكس مواقف الطلبة وتوجه سلوكهم اليومي.
وال ش د ددك أنه كلما س د ددمحت األنش د ددطة الص د ددفية والبرامج التثقيفية غير الص د ددفية بوض د ددع
المتعلم أمام وضدعيات ومواقف اجتماعية أو فكرية أو سدلوكية مشدابهة للمواقف والوضدعيات
الحياتية ،كلما أمكن لألسدتاذ الجامعي وللمتعلم ،على حد سدواء ،أن يرصددا ويتتبعا بالتعديل
مدى اسد ددتحضد ددار المسد ددتهدفين بقيمة المواطنة ،سد دواء أكان ذلك في أثناء عمليات تحليل أو
تفس د د ددير أو تركيب معطيات تلك الوض د د ددعيات ،أو حين إص د د دددار األحكام القيمية تجاهها أو
إبداء االقتراحات بصددها.
ويعددد اإلصد د د د د د دغدداء اليقأ خالل كددل لحظددة من تلددك العمليددات واحد اددا من أهم المهددارات
ُ
السد د د د د ددلوكية ،التي تتوخى منها التربية على المواطنة المسد د د د د دداهمة في إشد د د د د دداعة روح التعاون
والمحبة التفاهم بين الطلبة ،وذلك بما يس د د ددمح بفهم وتحليل ومعالجة كالم اآلخر واكتش د د دداف
آرائه ووجهات نظره ،باإلضد ددافة إلى ذلك فإن امتالك المعرفة المتعلقة بالواقع من شد ددونها أن
تُيسدر مشداركة المتعلم في مختلف المجاالت ،كالمشداركة في إصددار الق اررات التي تمسده أو
تمس المجتمع الذي ينتمي إليه ،وهو ما يعني مس دداعدة المتعلم على ممارس ددة قيمة المواطنة
في المواقف المختلفة (ليلة.)228 ،2007 ،
ويذا كداندت المؤسد د د د د د دسد د د د د د ددة الجدامعيدة تؤدي أدوارهدا التقليدديدة في التددريس والبحدث العلمي
قادر على
وخدمة المجتمع ،فعليها تقع مس د د ددؤولية التربية على المواطنة كي يص د د ددبح المتعلم اا
حكما
أن يشد د ددارك بمرائه في المواقف التي تتطلب المشد د دداركة ،وأن يتحدت بجرأة وأن يمارن ا
داء على اسد د د د د د ددتعمدالده للحوار العقلي والمنطقي ،وعلى االحتكدام
أخالقايدا أو نقدد ايدا ،وكدل ذلدك بن ا
إليه في تصني" استجابات زمالئه تجاه أية وضعية ذات صبغة نزاعيه.
79
قادر على أن يقرر ويتس د د د د دداءل حول أثر ق ارراته على ذاته وعلى اآلخرين، ولكي يكون اا
وكددذا على البيئددة ،وأن يمددارن انفتددا اح دا على األفكددار الجددديدددة ،وأن يتوافق ويبدددي اهتمددامدده
بإنتاج غيره ،وأن يقترح مشد دداريع وينخرط بكل وعي وحرية ومسد ددؤولية ومسد دداواة في مشد دداريع
غيره .وبقدر ما ترمي التربية على المواطنة إلى توس د د دديس مش د د دداعر وأحاس د د دديس ترتبط بقيمة
المواطندة ،بقددر مدا تُعدد هدذه التربيدة غير مرتكزة على المعدارف ،ألنهدا تربيدة قيميدة بدالددرجدة
األولى تتجه نحو السلوك (المنجرة)141 ،2005 ،
وهكذا فإن الطلبة داخل المؤسسة الجامعية ينبغي أال يتعلموا قيمة المواطنة فقط ،وينما
ينبغي لهم أن يعيشدوها في تعليمهم ،ذلك أن تدريس قيمة المواطنة يعني توسديس هذه القيمة
على مس ددتوى الوعي والوجدان والمش دداعر ،وكس ددلوكيات عملية على مس ددتوى الممارس ددة ،ألن
الهدف من التربية على المواطنة يتمثل في التركيز على الجانب السدلوكي لدى الطلبة للدفع
موقفا وقيمة ،أي تحويلها إلى سلوك يومي يصدر بكيفية ذاتية بهم نحو دمج ثقافة المواطنة ا
تلقائية وواعية على نحو يتجاوز الجانب المعرفي ،والعالقات الس د د د د ددائدة داخل المؤسد د د د د دس د د د د ددة
الجامعية إلى المحيط الخارجي.
مع التوكيد أن تثبيت ثقافة المواطنة يحتاج إلى مشد د د ددروع متعدد األبعاد ،وذلك بإسد د د ددناد
قيمة المواطنة المرتبطة بالديمقراطية والحرية والمشد د د د دداركة واالنتماء ،أي تكامل العمل بقيمة
المواطنة بمختلف مجاالت التربية واإلعالم والقضد دداء واألمن ،إذ يقتضد ددي ذلك وضد ددع برامج
تربويدة ف اعدالدة لتكوين العداملين في هدذه المجداالت من خالل التعداون مع الجمعيدات المددنيدة،
من أجل تعزيز المواطنة في السلوك.
ومن ثَ َّم ال يمكن للمؤس دسددة التربوية أن تنجح في ترسدديك قيمة المواطنة لدى الطلبة إذا
كان هؤالء يص د د د د ددطدمون في مختلف مجاالت الحياة بالمس د د د د ددؤولين والعاملين في العديد من
المؤس د د دسد د ددات الحيوية ،الذين تتعارض ممارسد د دداتهم وسد د ددلوكياتهم مع قيمة المواطنة وأبعادها
المختلفة ،لذلك ال بد من أن تتحمل المؤس د د دسد د ددة الجامعية معالجة هذه القضد د ددية ونقد اإلرت
الثقافي غير الداعم لثقافة المواطنة الصد د د د د ددالحة ،من أجل تيسد د د د د ددير النهوض المجتمعي نحو
الحداثة الفعلية عن طريق مدخل المنظومة القيمية عامة.
==========================================
80
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعر أقمية قيمة المواطنةت لكنة ال ُيحساااااان اختيار الساااااالو
اإليجابي اتجاقها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()16
تش يل قيمة المواطنة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
ف ّكر ..صّنف
أق أر أبعااد المواطناة في العمود األول من الجادول ثم أذكر أمثلاة لماا يجاب أن ي ون علياة
سلو الطالب الجامعي يما يتصل ب ل ُبعد في العمود الثاني.
جدول رقم ()17
المظاقر السلوكية أبعاد المواطنة
االنتما
المشاركة
الديمقراطية
مشروع
أسااتاذ المقرر في عمل خطة تربوية لتنمية قيمة المواطنة في تعاون مع زمالئم وبإش ا ار
جامعتم.
81
الفصل السابع
قيمة الوسطية واالعتدال
82
الفصل السابع
قيمة الوسطية واالعتدال
تُعد الوسد د ددطية قيمة محورية في منظومة القيم األخالقية ،ألن االعتدال في كل شد د دديء
أمر مرغوب .وألن األمر كدذلدك فقدد حدازت الوسد د د د د د ددطيدة على مكداندة بدارزة في فكر المفكرين
دلوكا وطريقة حياة لدى
مميز انعكس س د د د د د د ا
اهتماما اا
ا وممثرهم ،وكالم الحكماء ولطائفهم ،ونالت
كثيرين منهم ،فاتضح ذلك في مناهجهم وأقوالهم وطرقهم في التعليم والتنشئة.
ومن ثَ َّم فإن الوسدطية حالة محمودة ،وخاصدية أسداسدية من خصدائص المجتمعات التي
ال يتجه أفرادها نحو العنف والتطرف ،وهي ترتبط بخاصد د د د ددية أخرى هي خاصد د د د ددية التوازن،
وعدم الميل إلى إحدى طرفي المعادلة أي اإلفراط أو التفريط.
وفي هذا الفصد د ددل سد د دديتم تناول قيمة الوسد د ددطية واالعتدال وفق المنهج الذي اتبعناه في
مناقشد د ددة القيم األخرى ،أي من خالل مكونات القيمة المعرفية والوجدانية والسد د ددلوكية ،وفيما
يوتي توضيح لذلك.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة الوسطية:
يش د ددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتص د ددل بقيمة الوس د ددطية بش د دكل
عددام ،وعن طريق ده يمكن تعليم هددذه القيمددة من حيددث أهميتهددا وفوائدددهددا ومددا تدددل عليدده من
معداني مختلفدة ومتعدددة ،وكدذلدك من دالالت تربويدة .ومن هندا يجدب تعليم الطلبدة مجموعدة
من المعارف عن قيمة الوسطية واالعتدال ،وذلك على النحو اآلتي:
-1الوسطية في الفكر اإلسالمي:
جديدا في اإلس د ددالم ،وينما خاص د ددية من خص د ددائص
اتجاها ا
ا الوس د ددطية ليس د ددت مذ ابا أو
اإلس د د ددالم إذا أحس د د ددن فهمه .كما أنها ليس د د ددت ص د د ددفة ينبغي أن تحتكرها جماعة أو حركة أو
حزب إس ددالمي ،بل ينبغي أن تكون ص ددفة األمة اإلس ددالمية جمعاء حينما تكون في مس ددتوى
مددا طلددب منهددا ،وقددائمددة بحق على مددا أخرجددت من أجلدده إلى النددان ،أي األمر بددالمعروف
والنهي عن المنكر واإليمان با ،ويقامة الش د د د د د ددهادة بذلك كله على النان ،من خالل إقامته
في نفون أفرادها وحياتهم الفردية والجماعية وفي مؤسساتها وأنظمتها.
والوس ددطية تعني التوازن وعدم اإلفراط أو التفريط ،كما تعني العدل والس ددير في صد دراط
هللا المسدتقيم ،ومن ثم ال ينبغي أن نفهم من الوسدطية التسديب والتسداهل ويتباع األهواء ،ألن
مقياسد ددها هو الشد ددرع نفسد دده وأحكامه .كما أنها مالزمة لإلسد ددالم في جميع مظاهره وتجلياته،
83
في عقيدته وعبادته ،في شدريعته وأحكامه ،في نظامه االجتماعي ونظامه السددياسددي ونظامه
الحض د د د دداري .وهي قبل هذا وذاك جهد متواص د د د ددل من أجل لزوم طريق االس د د د ددتقامة والعدل.
وللوسد د د د د د ددطي ددة في الفكر اإلسد د د د د د ددالمي مج دداالت وتجلي ددات كثيرة ن ددذكر منه ددا( :مركز الفكر
االستراتيجي للدراسات ،شبكة االنترنت)
⚫ الوسطية في العبادة:
بداية ال بد من اإلشدارة إلى أن النبي ﷺ قد نهى عن الغلو في العبادة ،ألن الغلو فيها
هو الخروج بها عما جاءت به س د ددنته ﷺ ،إذ إن األص د ددل في العبادات االتباع .ذلك أن ما
جداء بده النبي ﷺ في هدذا المجدال هو الوسد د د د د د ددط ومدا عدداه ال يعددو أن يكون إمدا إف ار ا
طدا أو
غلوا .ومن األدلة القرآنية على نهج الوسد د د ددطية والتوسد د د ددط في العبادة قوله تعالى:
طا أو ا
تفري ا
فَوَُّ َُاا الدَََّ مَو ادتَطََتُ (التغابن)16 :
84
⚫ الوسطية في العالقة مع اآلخرين:
من أهم مجاالت وتجليات الوسدطية في الفكر اإلسدالمي حث المسدلمين على الوسدطية
والعدل في العالقة مع غير المس د ددلمين ،ألن األص د ددل في عالقة المس د ددلم مع غيره أنها مبنية
على العدل والقسط ،بل أكثر من ذلك نجد اإلسالم يومر المسلمين بما هو أكثر من القسط،
أي بالبر الذي يعني الخير والفضل.
ولقدد تجلى هدذا ا لمعنى مندذ اللحظدة األولى لتدوسد د د د د د دديس الددولدة اإلسد د د د د د ددالميدة في المدديندة
المنورة ،إذ كددان من أوائددل األعمددال التي قددام بهددا النبي صد د د د د د ددلى هللا عليدده وسد د د د د د ددلم ،كتددابددة
"الصدحيفة" التي تنظم العالقة بين المسدلمين وغير المسدلمين من سدكان المدينة ،التي عرفت
باسدم "صدحيفة المدينة .تلك الصدحيفة التي جعلت غير المسدلمين المقيمين في دولة المدينة
مواطنين فيه ددا لهم من الحقو مث ددل م ددا للمسد د د د د د ددلمين ،وعليهم من الواجب ددات مث ددل م ددا على
المسد د د ددلمين ،فكانت بحق أول دسد د د ددتور مدون في التاريك كله ،لم يسد د د ددبق إلى مثله أحد ،ولم
ينسد ددج على منوالها أحد ،إلى أن صد ددنع اإلنجليز بعد ثورتهم في سد ددنة 1215م وثيقتهم التي
سموها (العهد األعظم).
-2الوسطية في الفكر الفلسفي:
عموما بالوسد ددطية واالعتدال ،فقد كان الوسد ددط في ذهن
ا تتميز مناهج الفلسد ددفة اليونانية
أفالطون عندما عرف الفضدديلة بونها انسددجام في العمل .أما توما االكويني فقد أدخل فلسددفة
دميا لدى الكنيسددة الكاثوليكية منذ
أرسددطو إلى تعاليم المسدديحية ،وأصددبح فكره هو المعتمد رسد ا
مدافعا عنها وموفاقا بينها وبين القرن 13م .وبما أن األكويني كان اا
متوثر بمقوالت أرس د د ددطو و ا
بديهيا فكرة الوسط الذهبي في الفكر المسيحي الوسيط. ا الالهوت المسيحي ،فقد أقحم
كما كان الفيلس د د د د ددوف اإلنكليزي برتراند ارس د د د د ددل من الذين وظفوا مفهوم الوس د د د د ددطية في
الفلس د ددفة .يقول ارس د ددل معب ار عن فلس د ددفته عن الحقيقة" :من جانبي أعتقد أن الحقيقة تكمن
بين قذين الطرفينت بين األفكار والحياة العملية" .وقوله" :إن مشددكلة إيجاد نظام اجتماعي
راسك ومقبول يمكن حلها بالجمع بين صالبة اإلمبراطورية الرومانية وبين مثالية أوغسطين.
(الديدي)58 ،1985 ،
ويدذهدب بعض المحققين الغربيين إلى أن تداريك ظهور لفظدة الوسد د د د د د ددطيدة كمصد د د د د د ددطلح
س د د ددياس د د ددي في الغرب ،هو ثورة جويلية 1830م بفرنس د د ددا ،إذ ظهر بعد اندالعها للتعبير عن
سد د د ددياسد د د ددة "لويس فيليب" في اسد د د ددتقطاب المعارضد د د ددة وفض النزاعات .كما اسد د د ددتعملت لفظة
85
أحيانا بالوسدط الجديد أو المعاصدر
ا ويعبر عنه
الوسدطية في بريطانيا بمعنى الطريق الثالثُ ،
تميز له عن الوسط الذهبي" "The Golden Meanالقديم "الكالسيكي". اا
والحاصددل ،فإن كل من اطلع على الفكر الغربي ،وبخاصددة الفلسددفي منه واالجتماعي،
يددرك حقيقدة كون الوسد د د د د د ددطيدة فكرة مؤثرة في ثقدافدة الغرب ،وينده يوجدد أقوال كثيرة تددل على
أهمية مفهوم الوس د د ددطية منها :قول الش د د دداعر الروماني أوفيد Ovidتوفي 17قبل الميالد:
"يوجد األمان في وسااااط الطريق" .وقول الش د د دداعر األلماني جوته Goetheتوفي 1832م
"تنبع السعادة الحقيقية من الوسطية واالعتدال.
-3أقمية قيمة الوسطية للفرد والمجتمع:
تتجلى أهمية منهج االعتدال والتوسط في مجموعة نقاط نذكر منها:
تسد ددمح قيمة الوسد ددطية بنشد ددر قيم مجتمعية أخرى داخل البناء االجتماعي ،فإذا ما شد دداع
فكر الوس د د د ددطية داخل المجتمع ش د د د دداعت قيمة الحرية ،فال حرية في مجتمع متطرف ُيمارن
أفراده العصبية والتعصب.
تُسد دداعد الوسد ددطية اإلنسد ددان على عيش حياة واقعية ،إذ يس د دتطيع من خاللها الفرد قيان
بعيدا عن التعصب والتحيز. األمور من منظور حقيقي وموضوعي ا
الوسدطية تعني االعتدال الذي تسدتقر به المجتمعات ،وتزدهر به الحضدارات ،وينعم فيه
اإلنسددان بالرخاء ،فباالعتدال ترتقي األمم والشددعوب ،بعكس التطرف الذي هو مفتاح الفتن،
وتدمير حضارة الشعوب وانهيارها.
تُعلي الوسددطية من قيمة التعايش واإلخاء واحترام اآلخر ،ومن ثَم تسددعى إلى مد جسددور
بعيدا عن النعرات الطائفية ،وأشكال التمييز كافة.
الثقة بين البشر ا
منهجا
ا تُعد الوسد ددطية من أسد ددباب تحقيق األمن واالسد ددتقامة ،ألن عدم االلتزام بالوسد ددطية
في التفكير سد ددوف يؤدي إلى التطرف واإلخالل باألمن واالسد ددتقرار ،ومن ثم يتفر المجتمع
وتنهار وحدته الوطنية.
تقود الوسدطية الفرد إلى التفاعل اإليجابي مع مجتمعه ،إذ ُيصدبح أكثر قدرة على النظر
إلى األمور نظرة تفاؤلية ،وأكثر قدرة على معالجة األخطاء والمخالفات وفق منهج وسد د د ددطي
صحيح ،مبنى على العلم والمعرفة ،والبعد عن االندفاع غير المنضبط.
86
-4ضرورات الوسطية واالنفتاح علل االخر:
أصدبحت الوسدطية في المجتمع المعاصدر ضدرورة فرضدت نفسدها على الجميع ألسدباب
عديدة نذكر منها:
خيار يوخذ به أو يعرض عنه ،بل ⚫ إن االنفتاح على العالم لم يعد بالنس د د د د ددبة ألي مجتمع اا
أض ددحى ض ددرورة حتمية في ظل ثورة االتص ددال والمعلومات ،التي جعلت العالم ش ددبيها بقرية
صغيرة يكاد كل من فيها يعرف كل ما فيها.
⚫ إن االنفتاح الحضدداري على الحضددارات األخرى أصددبح ضددرورة لها موجباتها التي تُحتم
على األمم الناهض د د ددة التثاقف مع اآلخر والتواص د د ددل معه ،فثورة االتص د د دداالت التي يعيش د د ددها
العالم اليوم ،بما تحمله من رس د د د د د ددائل عابرة للحدود ،ال يمكن ألي مجتمع تجاهلها واالنعزال
عنها ،وبخاصة ما يتصل منها على صعيد العلم والمعرفة.
⚫ كمدا أن االنفتداح هو مطلدب عقدائددي ،فدالددين اإلسد د د د د د ددالمي يددعوا إلى تعدارف الشد د د د د د ددعوب
وتعداونهدا ،يقول تعدالى :أَنه هَكو الاَّكوس إانَّكو خَدََقاَكوكُ مُِ ذَكًٍَ وَأُنقثَى وَجَََدقاَكوكُ شكككَاب*كو وََِبَكو ِك َ لِتَََكوَِفُاا إانَّ أَكقًَمََُ
87
وأديانها .ومن ثَ َّم ال بد من توظي" هذه القواس ددم المش ددتركة لمواجهة قوى الش ددر التي تُمارن
اإلرهاب بوشكاله كافة.
ومن ثَم ُيص د د د ددبح الحوار ض د د د ددروري في وقت يدعو فيه بعضد د د د دهم لما أس د د د ددموه صد د د د دراع
الحض ددارات ،وباألخص بين الحض ددارتين اإلس ددالمية والغربية ،الذي تقوم من ورائه جماعات
ومراكز أبحات ،في حين يدعو الفكر اإلس ددالمي الص ددحيح إلى الحوار الفعال الذي يس ددتطيع
أن يعيد للبش د د درية األمل والتعاون والمحبة ،وتجسد د دديد الخير في المجتمعات اإلنسد د ددانية كافة،
دون النظر إلى معتقدات أفرادها أو لونهم أو عرقهم أو جنس د د د د ددهم .ومن هنا فإنه لكي ينجح
أي حوار فاعل البد من:
⚫ المعرفة المتبادلة بفرو الثقافات من أجل تفهم أفضد د د د د ددل لكل طرف ،وقد يتولد عن هذه
المعرفددة إثراء متبددادل انطالاقدا من تلددك الفرو ذاتهددا .مع ملحوظددة أن المعرفددة تسد د د د د د دتدددعي
الفضددول والبحث والتفتح ،وجميعها مواقف تناقض ك ار ية األجنبي ،والعنصدرية ،والتعصددب،
واالنغال على الذات ،والرفض.
داويا في الحوار ،وكذلك تحديد المص د ددالح المش د ددتركة
⚫ االعتراف باآلخر بوص د ددفه طرافا مس د د ا
للحوار.
⚫ إبراز عوامل التقارب أو القواس د د ددم المش د د ددتركة بين المتحاورين ،مع ض د د ددرورة تقييم الحوار
وتجاوز العثرات.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة الوسطية:
ا
يش د د ددمل هذا المكون االنفعاالت والمش د د دداعر واألحاس د د دديس الداخلية التي ال تظهر ،وعن
طريقده يميدل الفرد إلى قيمدة معيندة .كمدا يتصد د د د د د ددل هدذا المكون بتقددير القيمدة واالعتزاز بهدا،
فضد ادال عن أنه ُيشددعر الفرد بالسددعادة الختيار القيمة ،ويعلن االسددتعداد للتمسددك بالقيمة على
المأل.
ومن ثَ َّم فإن تربية وجدان الش د د د ددباب الجامعي على قيمة الوس د د د ددطية يجب أن يتوافر لها
بيئة جامعية تُش د ددكل مش د دداعر وعواطف إيجابية لدى الش د ددباب نحو قيمة الوس د ددطية ،ونقص د ددد
بالبيئة الجامعية الثقافة الس د د د د د ددائدة في فض د د د د د دداءات الجامعة التي تُس د د د د د دداعد على تعزيز قيمة
الوسطية في وجدان الشباب الجامعي ،ومن صور ذلك:
عدم التمييز بين الطلبة على أسدان قبلي أو مركز مادي آلبائهم ،ألنهم عندما يشدعرون
بالحرية والمساواة تتشكل لديهم اتجاهات ومشاعر إيجابية نحو قيمة الوسطية.
88
عدم إظهار األسدتاذ الجامعي أي تعصدب لرأي أو تجاه ،ألنه لو فعل عكس ذلك سدوف
يقتدي به بعض الطلبة ،وتتش د ددكل لديهم اتجاهات س د ددلبية نحو قيمة الوس د ددطية ،فالقدوة مهمة
في بناء وجدان الطالب وترغيبه وتشكيل عواطفه نحو القيم اإليجابية.
من جهة أخرى ،فإن مرحلة المراهقة هي مرحلة تغلب عليها العاطفة ،وسدرعة االنفعال
والتدوثر ،ومن ثَ َّم فال بدد من النظر بعين االعتبدار السد د د د د د ددتغالل هدذين العداملين في االهتمدام
بالمكون الوجداني للشد د د د ددباب نحو قيمة الوسد د د د ددطية ،من خالل إثارة انفعاالتهم وعواطفهم بما
يخدم تعزيز قيمة الوس د ددطية في نفوس د ددهم .وهنا يمكن االتجاه إلى تربية الش د ددباب على أهمية
الحوار كوسد د دديلة للتعبير عن الرأي ،وتوطيره لتحقيق التعايش مع اآلخر ،وتشد د ددكيل اتجاهات
إيجابية لديهم للتعامل مع أهل الديانات األخرى.
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة الوسطية:
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى سد د د د د ددلوك
ظاهري عن طريق التفاعل ،ويتصددل هذا الجانب بممارسددة القيمة أو السددلوك الفعلي واألداء
النفس حركي ،وفي هذا الجانب يقوم الطالب بممارسد ددة القيمة وتكرار اسد ددتخدامها في الحياة
اليومية العادية.
دطيا ،فإنه ال بد من صددياغة ثقافة تُعزز دلوكا وسد ا
ومن ثَ َّم إذا أردنا لطالبنا أن يسددلكوا سد ا
هذه القيمة في فض د د دداء الجامعة يكون قوامها :تحريم الغدر والخيانة ،وتعزيز قيمة المس د د دداواة
بين النان في الحقو والواجبات ،والوفاء بالعهود وص د د د دديانة حقو اآلخرين ،ونبذ الك ار ية،
وتعزيز قيم اإلحس ددان والتس ددامح والرحمة ،والعدل والسد دالم ،والتض ددامن والتكافل االجتماعي،
والتملف والعفو والمودة ،فضد د د د د ادال عن تضد د د د ددمين المناهج الد ارسد د د د ددية مجموعة من األنشد د د د ددطة
التعليمية القادرة على تعزيز مفا يم االعتدال في عقول وأذهان وقلوب الطلبة.
مع التوكيد أن تجسد دديد القيم السد ددابقة يتطلب من المؤسد دسد ددة التربوية بكل مكوناتها خلق
أنش د ددطة تربوية وتطبيقية تُمكن الطلبة من االنخراط الفعلي في ثقافة الوس د ددطية وقبول التنوع
الثقافي ،ويقصاء كل السلوكيات المنافية لهذه الثقافة التي يمارسها بعضهم داخل المؤسسات
التربوية.
ولكي تتمكن المؤس د دس د ددات التربوية من تجس د دديد قيمة الوس د ددطية في س د ددلوك الطلبة ،فإنه
يتعين عليه ددا العم ددل على إح دددات تغيرات وتع ددديالت جوهري ددة في المن دداخ العلمي والفكري
واالجتماعي داخل البيئة التربوية ،من خالل إش دداعة القيم اإلنس ددانية واألخالقية وقيم الترابط
89
االجتماعي والتواص د د د ددل الثقافي ،كما يتعين عليها تعميم ونش د د د ددر قيم الوس د د د ددطية ،وتقبل النقد
وقبول اآلخر واحترام الفكر المخد ددالف ،واإلقرار بحق االختالف ،من خالل تهيئد ددة البيئد ددة
المالئمة داخل الفضاء التربوي.
وعليدده ُيمكن للقددائمين على العمليددة التربويددة والتعليميددة اإلسد د د د د د دهددام في تنميددة السد د د د د د ددلوك
الوسد د د ددطي لدى الطلبة من خالل :عقد المؤتمرات الطالبية التي تسد د د ددعى إلى تنمية منظومة
القيم النبيلة لدى الطلبة ،ويكسددابهم المهارات التي من شددونها بناء الشددخصددية القادرة على أن
معتدال في المواقف المختلفة.
ا سلوكا
ا تسلك
كما يقع على عاتق المؤسدسددة الجامعية خلق أنشددطة تربوية (ندوات ،مسددرحيات ،أفالم
س ددينمائية) تخلق اتجاهات إيجابية لدى الطلبة نحو قيمة الوس ددطية ،وتدفعهم إلى أن يس ددلكوا
دلوكا يرفض التعص ددب لآلراء التي قد تؤدي إلى االنفعال ،ومحاول إقص دداء اآلخر أو ربما سد ا
إلغدائده .مع ملحوظدة أن النظريدة التربويدة الحدديثدة ترى أنندا ال نتعلم مداال نمدارسد د د د د د دده ،فدإذا أردندا أن
نتعلم الوسطية تحتم علينا ممارستها.
------------------------------------------
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعر أقمية قيمة الوساطية واالعتدالت لكنة ال ُيحسان اختيار
السلو اإليجابي لها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()18
تش يل قيمة الوسطية واالعتدال عبر م وناتها السلوكية والمعر ية والوجدانية
الم ون السلوكي الم ون الوجداني الم ون المعرفي
90
موقف
قال ي في أن ُتصااااااااادر الجاامعاة عقوباات صاااااااااارماة لمواجهاة التطر الفكري أو الاديني أو
السياسي؟ بين رأيم في الحجج المقترحة:
سلوكا متطرافا.
ا ⚫ نعم :ألن العقوبات الصارمة رادع قوي لكل طالب ُيحاول أن يسلك
⚫ ال :ألن العقوبات الصارمة تُصادر حق اإلنسان في التصرف.
⚫ نعم :ألن العقوبات الصارمة أقوى وسائل الضبط في الجامعة.
⚫ ال :ألن التطرف الفكري أو الديني يرتبط بمدى وعي الطلبة بخطورة المشكلة.
تعاون ..فكر
تتعدد المشااااا ا الت السااااااالوكية الناتجة عن التطر لدى بعح الطالب في الجامعة ..في
أستاذ المقرر في مل الجدول اآلتي: ضو ذلم تعاون مع زمالئم وبإش ار
جدول رقم ()19
مقترحاتم للعال تفسير المش لة المش لة السلوكية
التطر الفكري
التطر الديني
التطر السياسي
91
الفصل الثامن
قيمة التسامح مع اآلخر
92
الفصل الثامن
قيمة التسامح مع اآلخر
ال شددك أن حاجة الشددباب الجامعي كبيرة لفهم قيمة التسددامح في عصددر يتميز بالعنف
والصد دراعات والحروب وانتهاك حقو اإلنسد ددان وحرياته األسد دداسد ددية ،وكذلك صد ددعود قيم عدم
التسد ددامح والك ار ية والعنف والتعصد ددب األعمى ،وفو هذا وذاك عصد ددر لم يتهيو فيه النظام
التعليمي في بلداننا العربية لتكوين مجتمع متس د د ددامح في ظل انتش د د ددار االيديولوجيا المتطرفة
وجماعات العنف.
ومن ثَ َّم فإن الشد د د ددباب بحاجة إلى أن يتعلموا كي" يفكرون ،وكي" يصد د د ددغون لآلخر،
وكي" يتواصد ددلون ويوصد ددلون أفكارهم بفعالية ،وأن يفهموا مبادئ التسد ددامح وتطوير مهاراتهم
الحياتية .فقد عانت البش د درية من آثار عدم التس د ددامح التي تمثلت في الحروب والص د دراعات،
وقد عبر عن ذلك األمين العام الس د د د د ددابق لألمم المتحدة كوفي عنان بقوله" :س د د د د د ُديذكر القرن
دائال من العدار والخراب العشد د د د د د ددرون بكونده القرن الموسد د د د د د ددوم بدالعنف الدذي ُيحملندا موروثادا ه ا
ممكنا في تاريك البشد ددر ،وهذا الموروت ا والتدمير الشد ددامل الذي لم ُيشد دداهد من قبل ،ولم يكن
الن د د دداجم عن تسد د د د د د ددخير التكنولوجي د د ددا الح د د ددديث د د ددة في خ د د دددم د د ددة إي د د ددديولوجي د د ددات الك ار ي د د ددة"
(.)Aline,2010,32
وألن األمر كذلك فقد أص د ددبح الحديث عن قيمة التس د ددامح مع اآلخر ض د ددرورة تفرض د ددها
الظروف الموضد د ددوعية التي تمر بها المجتمعات العربية ،لذلك سد د ددوف يتم في هذه الفصد د ددل
مناقشة هذه القيمة من خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والسلوكية.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة التسامح:
يشددمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتصددل بقيمة األمانة بشددكل عام
واألمداندة العلميدة بشد د د د د د دكدل خداص ،وعن طريق هدذا المكون يمكن تعليم هدذه القيمدة من حيدث
أهميتهددا وفوائدددهددا ومددا تدددل عليدده من معدداني مختلفددة ومتعددددة ،وكددذلددك من دالالت تربويددة.
ومن هندا يجدب تعليم الطلبدة مجموعدة من المعدارف عن قيمدة التس د د د د د د ددامح مع اآلخر ،وذلدك
على النحو اآلتي:
-1معنل التسامح مع اآلخر:
جاء في إعالن اليونس د د ددكو لمبادئ التس د د ددامح أنه يعني :اتخاذ موقف ايجابي فيه إقرار
عالميا .وال يجوز
ا بحق اآلخرين في التمتع بحقو اإلنس ددان وحرياته األس دداس ددية المعترف بها
93
بوي حال االحتجاج بالتس د ددامح لتبرير المس د ددان بهذه القيم األس د دداس د ددية ،فالتس د ددامح مس د ددؤولية
تُش د د ددكل عماد حقو اإلنس د د ددان والتعددية (بما في ذلك التعددية الثقافية) ،والديمقراطية وحكم
القانون .وهو ينطوي على نبذ االسدتبداد ،وتثبت المعايير التي تنص عليها الصدكوك الدولية
الخاصة بحقو اإلنسان( .اليونسكو ،إعالن مبادئ التسامح)1995 ,
ويحدد "محمد عابد الجابري" المعنى االصد ددطالحي الحديث للتسد ددامح بونه يعني "ال أن
يتخلى المرء عن قندداعتدده ،وال أن يكف عن إظهددارهددا والدددفدداع عنهددا والدددعوة لهددا ،بددل يعني
االمتناع عن اسد ددتعمال أية وسد دديلة من وسد ددائل العنف والتجريح وبكلمة واحدة :احترام اآلراء
وليس فرضدها" (الجابري .)28 ،1997 ،أي أن التسدامح يعني :احترام الحق في االختالف
دطالحيا القدرة على تحمل
ا والحق في التعبير الديمقراطي ،ويعني ذلك داللة التسد د د د ددامح اصد د د د د
أحيانا مناقضة
ا الرأي اآلخر والصبر على أشياء ال يحبها اإلنسان وال يرغب فيها ،بل يعدها
لمنظومته الفكرية واألخالقية.
ويعرف "جيدوري" التس ددامح بونه "اإلطار العام لبناء الديمقراطية والرأي اآلخر المختلف
لدددى أفراد المجتمع ،ممددا يتطلددب ترسد د د د د د دديك الحق في التعبير والتنوع الثقددافي وقبول اآلخر،
وتجنب فرض تصد د د د ددوراتنا الخاصد د د د ددة لما هو ليس كذلك ،مما يبرر منع اآلخر من الحوار".
(جيدوري)217 ،2015 ،
-2التسامح مع اآلخر في الفكر اإلسالمي:
شد د ددغلت قيمة التسد د ددامح مع اآلخر مسد د دداحة واسد د ددعة في الفكر اإلسد د ددالمي ،فقد جاء في
القرآن الكريم عدددد كبير من اآليددات الكريمددات التي تؤكددد بشد د د د د د دكددل واضد د د د د د ددح حرص الدددين
َسكاَةُ وَال اإلسد د ددالمي على ممارسد د ددة قيمة التسد د ددامح مع اآلخر ،منها قوله تعالى :وَال َُسكتَااا القح كَ
سكككُ فَإاذَا الَّنِا بَِّاَ َ وَبَِّاََ َََِّاوَةِ كَََنََّ وَلِلَ ََُِِّ ِ (فصد د د د د د دلدت )34 :وقوله جل
لسكككِّي ئَةُ ادفَع باولَّتِل هِلَ أَُ َ
ا َّ
94
اإلس د د د د د ددالم لم يقم على اض د د د د د ددطهاد مخالفيه ،أو مص د د د د د ددادرة حقوقهم ،أو تحويلهم بالكره عن
عقائدهم ،ألن حرية االعتقاد مصد د د ددانة بدليل قوله تعالى :لَو إاكقًَاهَ فِل الِّينُا َِِّ َُبَََُِّّ الًهش كِّ مَُِ الق َلي
فَََُ نََق ًُ باولطَّوغُاتِ وَنؤمُِ باولدََِّ فَََِِّ ادتََسَ َ باولقًَوَةِ القاثقََى لَو انق َُِومَ لَهَو وَالدََّ دََِِّعِ ََدِِّ ِ (البقرة.)256 :
وعلى المسد ددتوى اإلسد ددالمي أكدت القمة اإلسد ددالمية االسد ددتثنائية في مدينة مكة المكرمة
عدام ( ) 2005أهميدة تعميق قيم الحوار والوسد د د د د د ددطيدة والعددل والبر والتسد د د د د د ددامح في الخطداب
اإلس د ددالمي داخل المجتمعات اإلس د ددالمية وخارجها ،كما أكدت على أن إص د ددالح األوض د دداع
الداخلية في العالم اإلسالمي هو المدخل المناسب لمواجهة المشكالت والتحديات الخارجية،
ولعددل أهم مدددخددل لددذلددك هو دمج قيم التس د د د د د د ددامح في التعليم الجددامعي والمندداهج الجددامعيددة.
(الموسوعة التاريخية ،2014 ،انترنت)
-3التسامح مع اآلخر في اإلعالنات والمواثيق الدولية:
بارز في هذا المجال عندما أكدت في تصد د دريح المبادئ حولدور اا
مارس د ددت اليونس د ددكو اا
التسددامح الصددادر عام ( )1995في مادته األولى المخص دصددة لتحديد المفهوم "أن التسددامح
هو شددرط ضددروري للسددالم وللتقدم االقتصددادي ويشدداعة روح التضددامن بين الشددعوب ،وبينت
أن المقصددود بقيمة التسددامح احترام وقبول وتثمين غنى الثقافات وتنوعها في عالمنا ،وأنماط
التبليغ وأساليب التعبير عن نوعية كينونتنا اإلنسانية.
أما عن آلية تعزيز هذه القيمة فوشد د د د د د ددارت اليونسد د د د د د ددكو إلى أهمية المعرفة وتفتح العقل
والنزوع إلى التواصد د د د د د ددل ،واالعتراف لآلخر بحق التفكير والشد د د د د د ددعور واالعتقاد" .وفيما يوتي
بعض الفقرات الخاص د د د د ددة بقيمة التس د د د د ددامح الواردة في إعالن مبادئ التس د د د د ددامح المعتمد من
المؤتمر العام لليونسددكو في دورته الثامنة والعش درين لعام ( .1995اليونسددكو ،إعالن مبادئ
التسامح)1995 ,
قيمة التسامح كما تراقا اليونس و:
⚫ التس د ددامح يعني االحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ،وألش د ددكال التعبير،
وللصفات اإلنسانية.
⚫ التسد د د ددامح ال يعني المسد د د دداواة أو التنازل ،بل التسد د د ددامح هو قبل كل شد د د دديء اتخاذ موقف
إيجابي فيه إقرار بحق اآلخرين.
⚫ ال تتعارض ممارسدة التسدامح مع احترام حقو اإلنسدان ،ولذلك فهي ال تعني تقبل الظلم
االجتماعي ،أو تخلي اإلنسان عن معتقداته ،أو التهاون بشونها.
95
دور الدولة في تعزيز التسامح:
⚫ يقتض ددي التس ددامح على مس ددتوى الدولة ض ددمان العدل وعدم التحيز في التشد دريعات ،وفي
إنفاذ القوانين ،واإلجراءات القضائية واإلدارية.
⚫ ينبغي للدول أن تص د د د دداد على االتفاقيات الدولية القائمة بش د د د ددون حقو اإلنس د د د ددان ،وأن
تصوغ عند الضرورة تشريعات جديدة لضمان المساواة في المعاملة لكل فئات المجتمع.
األبعاد االجتماعية للتسامح:
ماثال في كل بقعة من بقاع العالم ،فإن تصاعد حدة عدم التسامح والنزاع
⚫ لما كان التنوع ا
خطر يهدد العالم بوسره ،ولهذا فإن التسامح أمر جوهري. بات اا
⚫ التسد د ددامح ضد د ددروري بين األفراد ،وعلى صد د ددعيد األس د د درة والمجتمع المحلي والعالمي ،وأن
جهود تعزيز التسامح ينبغي أن تبذل في المدارن والجامعات.
⚫ أن تُتخذ تدابير كفيلة بض د ددمان التس د دداوي في الكرامة والحقو لألفراد والجماعات ،وييالء
اهتمام خاص للفئات التي تُشكل أقلية في المجتمع.
التعليم من أجل التسامح:
⚫ إن التعليم هو أنجع الوسائل لمنع الالتسامح ،وأول خطوة في مجال التسامح هي تعليم
النان الحقو والحريات التي يتشاركون فيها.
⚫ وينبغي أن تُسهم السياسات والبرامج التعليمية في تعزيز التسامح بين األفراد ،وكذلك
بين المجموعات االثنية واالجتماعية والثقافية والدينية واللغوية ،وفيما بين األمم.
⚫ يجب أن يسد ددتهدف التعليم في مجال التسد ددامح مقاومة توثير العوامل المؤدية إلى الخوف
من اآلخرين واستبعادهم..
مؤكدا فيها على الحرية والتسددامح.
كما اتخذ المجلس األوروبي توصدديته عام 1993م ا
ومؤكدا لما سبق وتضمنته ديباجة ميثا األمم المتحدة
ا وال ننسى هنا أن كل ذلك جاء الحاقا
من دعوة إلى إتباع سد ددياسد ددة الالعنف والتسد ددامح والسد ددالم ،إذ جاء فيها :نحن شد ددعوب األمم
معا في س ددالم وحس ددن جوار .وما أكدته
المتحدة يجب أن نوخذ أنفس ددنا بالتس ددامح وأن نعيش ا
المادة ( )26من اإلعالن العالمي لحقو اإلنس ددان من أهمية اطالع المتعلم على مض ددامين
حقوقه اإلنس د ددانية ،ودعم التس د ددامح والمحبة بين الفئات االجتماعية والدينية كلها( .الغرباوي،
)24 ،2008
96
تباعا عن الجمعية العامة لألمم المتحدة باإلضد د د ددافة إلى العديد من الق اررات الصد د د ددادرة ا
لمعالجة معوقات التسد د د د د ددامح ،كالعنف والتمييز العنصد د د د د ددري واإلبادة البشد د د د د درية ،والدعوة إلى
االحترام المتبادل بين الش د ددعوب ،والمس د دداواة واحترام خص د ددوص د ددية اآلخرين ،وتطوير المناهج
التعليمية لتضمن التسامح الثقافي والديني.
-4أنواع التسامح:
يمكن تصني" التسامح من حيث موضوعه إلى خمسة أنواع هي:
⚫ التسامح الديني:
ُيقص د د د د ددد بالتس د د د د ددامح الديني قبول واحترام المعتقدات الدينية والمذهبية األخرى المختلفة
والمخدالفدة ،والتسد د د د د د ددامح تجداه معتنقيهدا ،واالعتراف بحق المرء في تبني أيدة ديداندة أو مدذهدب،
وتظهر ضد د ددرورة هذا النوع من التسد د ددامح في الظروف التي تسد د دديطر فيها حركة دينية معينة
على المجتمع ،وتضد د د د د د ددطهدد أصد د د د د د دحداب المعتقددات الدينيدة أو المدذهبيدة األخرى ،وبذلك فإن
التسد د د د د ددامح الديني هو التسد د د د د ددامح بين الرؤى الدينية لألديان المختلفة ،أو مع الرؤى األخرى
داخدل الددين الواحدد ،وأن يفهم الفرد أو يتفهم أو حتى أن يطبق وجهدات نظر فرد آخر على
نفسد د د د دده ،لكنه مطالب بون ال يتدخل في الشد د د د ددعائر الدينية األخرى ،ويكفل التسد د د د ددامح الديني
للجميع حق ممارسة معتقداتهم الدينية والمذهبية( .وطفة)93 ،2002 ،
⚫ التسامح الفكري:
ُيقصد د د د د د ددد بدالتسد د د د د د ددامح الفكري احترام اآلراء واألفكدار المخدالفدة وفاقدا آلداب الحوار وعددم
التعص د د ددب ،فاالجتهاد واإلبداع حق لكل إنس د د ددان بغض النظر عن لونه أو جنس د د دده أو دينه.
ونقيض التسد د د د ددامح هو الالتسد د د د ددامح الفكري الذي يعني حجب وتحريم حق التفكير واالعتقاد
والتعبير بفرض قيود وض دوابط تمنع ممارس ددة هذا الحق ،بل وتنزل عقوبات بالذين يتجرؤون
على التفكير خارج ما هو سد د ددائد س د د دواء أكان ذلك بقوانين مقيدة أو عبر ممارسد د ددات قمعية.
(وطفة)213 ،2005 ،
⚫ التسامح الثقافي:
ُيقصددد بالتسددامح الثقافي قبول واحترام القيم والتقاليد والتوجهات الثقافية المختلفة ،وعدم
التمس د د د د ددك بالقيم والتقاليد والتوجهات الثقافية الخاص د د د د ددة ،وتوييد كل رغبة في التجديد أو أي
ويعبر التس د د د د ددامح الثقافي عن قبول واحترام الخص د د د د ددائص المختلفة ش د د د د ددكل أو نمط للتغييرُ ،
للثقافات األخرى في العالم ،وألشد د د ددكال التعبير المختلفة الخاصد د د ددة بكل منها ،أو ألسد د د دداليبها
97
المختلفددة في الحيدداة .إذ يعني التسد د د د د د د ددامح التجددانس مع االختالف ،وهو يزداد مع المعرفددة
وانفتداح العقدل على العدالم ،وزيدادة االتص د د د د د د دداالت والتفداعالت مع الثقدافدات األخرى .ويكمن
المنطلق األسان للتسامح الثقافي في القدرة على احتواء التباين بروح نقدية ،ورفض مختلف
أشكال التعصب( .جيدوري)81 ،2011 ،
⚫ التسامح االجتماعي:
اجتماعيا االستعداد لتقبل وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق باختالف
ا ُيقصد بالتسامح
السلوك والرأي ،ولكن دون الموافقة عليهما بالضرورة ،ويرتبط التسامح االجتماعي بسياسات
بعيدا عن الحرية في ميدان الرقابة االجتماعية ،وهو اعتراف باآلخر على أس د د ددان إنس د د دداني ا
التفاضدل العنصدري ،ألن العنصدرية والعرقية والعدوان تتنافى مع مبدأ التسدامح ،ومن ثَ َّم فإن
التمييز العنص د د ددري اليوم بوش د د ددكاله كافة لم يعد مقبواال ،بما في ذلك التمييز ض د د ددد المهاجرين
الجدد وعدم قبولهم على قدم المسد د دداواة المطلقة ،أو عدم االعتراف بإسد د ددهامهم الثقافي( .عبد
الوهاب)44 ،2005 ،
⚫ التسامح السياسي:
ُيقصدد بالتسدامح سدياس اديا قبول واحترام حقو اآلخرين السدياسدية واالجتماعية ،مما يبدو
غير متاح إال في حالة تس ددليم المجتمع لكافة البش ددر بحقو إنس ددانية متس دداوية من حيث هم
بش د د ددر ،وعلى الرغم من انتمائهم لمعتقدات وس د د ددلوكيات وأخال متفاوتة في المجاالت كلها.
ويتم التعبير عن التسد ددامح السد ددياسد ددي في إطار الحقو والواجبات وفاقا لتصد ددورات سد ددياسد ددية
معقولة عن العدالة تشمل في نطاقها حتى الحرية الدينية( .لوك)18 ،2006 ،
ومن هنا يجب أن ترتبط السدياسدة بالتسدامح الذي يجسدد فيها مبدأ التعايش مع التفاعل
اإليجدابي مع اآلخر عبر المبداحثدة والمحداججدة والقبول بمشد د د د د د دداركتده في المجدال العدام ،حيدث
تتفاعل اآلراء والقناعات السددليمة التي يهيئها العقد االجتماعي ،أو الميثا الوطني ويعند لها
حسب مختلف المصالح المتعارضة بالقول والفعل.
-5أقمية التسامح وحدوده:
ُيعد التسد د د ددامح ضد د د ددرورة وجودية وقيمة إنسد د د ددانية تفرضد د د ددها سد د د ددنة الوجود المنطلقة من
االعتبارات اآلتية( :جيدوري)219 ،2015 ،
98
⚫ إن التنوع اإلنسداني سدنة كونية بدليل قوله تعالى :أَنههَو الاَّوس إانَّو خَدََقاَوكُ مُِ ذَكًٍَ وَأُنقثَى وَجَََدقاَوكُ
شكككَاب*كو وََِبَكوِك َ لِتَََكوَِفُاا إانَّ أَكقًَمََُ َِاكَِّ الدَّكَِ أَُقََكوكُ الحجرات .)13:وال يتحقق التعددارف إال بددداللددة
الحوار وااللتقاء والتفاهم التي هي من شروط التسامح ومتطلباته.
⚫ إن التنوع الدديني ،الثقدافي ..المرتبط بدالتنوع اإلنسد د د د د د دداني ،ينعكس على األمزجدة والميول
والمددذاهدب والطموحدات ،ممددا يؤدي إلى تمددايز في المنطلقددات الفكريدة للبشد د د د د د ددر ،وتغدداير في
األنماط السد د د ددلوكية .ويتطلب هذا التنوع واالختالف اللذان تقضد د د دديهما سد د د ددنة الحياة ،والفرو
مهما إلغناء العقل بخص د د ددوبة الرأي واالطالع طا ا الفردية والذهنية ،التس د د ددامح الذي ُيعد ش د د ددر ا
على عدد من وجهات النظر ،وكذلك لمواجهة التش د د د د دددد والتعص د د د د ددب ،الس د د د د دديما في األفكار
والمعتقدات الدينية والسياسية والثقافية.
ضدا إلى أنه شدرط السدتمرار الحياة اإلنسدانية وتعايش ⚫ ترجع ضدرورة التسدامح مع اآلخر أي ا
مكون دداته ددا ،التي ال يمكن توحي ددده ددا على صد د د د د د ددورة نوع أو رأي واح ددد ،ف دداالختالف والتن ددازع
البشريين طبيعة اجتماعية أكدتها ذاكرة التجارب البشرية.
أما عن ساااااا اؤال حدود التسااااااااامح ،فقد ذهب "كارل بوبر" إلى ضد د د د د ددرورة وجود حدود
للتسد د د د ددامح ،ويال سد د د د دديكون هناك عبث التسد د د د ددامح ،فلو مددنا تسد د د د ددامحنا بال حدود حتى إلى
الالمتسد د د د د د ددامحين ،ولو لم نكن مسد د د د د د ددتعددين للددفداع عن مجتمع متسد د د د د د ددامح ضد د د د د د ددد هجمدات
الالمتس ددامحين ،فس ددوف يتم تدمير المتس ددامحين ،ومعهم يتم تدمير التس ددامح (بوبر،1994 ،
.)98ويقول "فالديمير ينكليفتش" :إن التسدامح لو بلغ دروته فسدوف ينتهي به المطاف إلى
حدودا تنتهي عند إقدام الطرف اآلخر على العنف أو
ا دحض نفسد د د دده .وبذلك فإن للتسد د د ددامح
الالتس د د د د د ددامح ،فالتس د د د د د ددامح مع أقلية من األقليات ينتهي عندما تلجو تلك األقلية إلى العنف.
(الغرباوي)20 ،2008 ،
-6تعزيز ثقافة التسامح في الفضا الجامعي:
ال بد أن يكون للجامعة اا
دور في تعزيز ثقافة التس د ددامح في فض د دداء الجامعة ،وال يتحقق
هذا الدور فقط عن طريق ما تقدمه من توعية بمخاطر العصد د ددبية والروح القبلية ،بل يتحقق
قبل ذلك عن طريق جعل ثقافة التسد د د ددامح منطلق العالقات في فضد د د دداء الجامعة بين اإلدارة
والطالب ،وبين الطالب وأعضدداء هيئة التدريس ،وبين الطالب والطالب ..الك ،فضد ادال عن
اسد د د د د د ددتخدددام طرائق تربويددة جمدداعيددة مشد د د د د د ددتركددة مثددل :العمددل في فريق ،واللجوء إلى طريقددة
المشد د د د د د ددروعدات وسد د د د د د دواهدا من طرائق العمدل الجمداعي المشد د د د د د ددترك ،التي تددرب على الترابط
99
والتضد ددامن والتفاعل والتسد ددامح من أجل عمل معين ،وعلى تقديم المصد ددلحة المشد ددتركة على
المنازع الفردية.
وعليه فإن الخطورة التي تكتسد د د د د ددبها النظريات القائلة بصد د د د د دراع الحضد د د د د ددارات والثقافات
والديانات هي أنها تؤدي إلى سد ددقوط األفراد والجماعات في مزالق التطرف والتعصد ددب ،وأن
الس ددبيل الوحيد للوقوف أمام تلك النظريات التش دداؤمية هو تعزيز ثقافة التس ددامح في الفض دداء
الجامعي بتعقل وقناعة ،لتعزيز القواسد ددم المشد ددتركة ،ويقصد دداء الفرو ،واالنفتاح على اآلخر
دمونا ،بدليل قول الرسددول
دكال ومضد ا
المختلف .وهذه دعوة تنسددجم مع ثقافتنا اإلسددالمية شد ا
بديال ،وتؤكد أن "إنني أُرس ددلت َّ
بحنفية س ددمحة" أي ليس فيها ض دديق وال ش دددة ,تؤمن بالحوار ا
التعددية الثقافية ثراء للفكر ,وين اإلسد د د د د ددالم لم يقم على اضد د د د د ددطهاد مخالفيه ،أو مصد د د د د ددادرة
حقوقهم ،أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم ،ألن حرية االعتقاد مص د د د د د ددانة بدليل قوله تعالى :لَو
سك َ باولقًَوَةِ القاثقََى لَو انق ُِكَ ومَ إاكقًَاهَ فِل الِّينُا َِِّ َُبَََُِّّ الًهشكِّ مَُِ الق َلي فَََُ نََق ًُ باولطَّوغُاتِ وَنؤمُِ باولدََِّ فَََِِّ ادكتََ كَ
100
هي من المسد د د ددؤوليات التي يجب أن تتحملها كل أطراف العملية التربوية في الجامعة ،وفي
مقدمتهم أعضاء هيئة التدريس.
ومن الجدير بالذكر أن التربية من أجل التساااااااااامح تعمل علل ثالثة محاورت كما قي
موضحة في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()20
يوضح محاور التربية علل التسامح
المحور السلوكي المحور الوجداني المحور المعرفي
ُتقاادم في المحور المعرفي للمتعلم في المحور الوجداني يتم تشاااا ا يل في المحور الساااااالوكي يتم التركيز
حاقاااااائاق ومافااااااهايام وماعالاوماااااات مواقف المتعلم واتجااقااتاة وميولاة علل تنمياة قدرات ومهاارات المتعلم
غرضاااااااها توسااااااايع مدار المتعلم ورغباتة ومشاااااااعره اإليجابية نحو عااالااال اساااااااااااتاااخااااادام وتاااطاااباااياااق
حول ايجاابياات ثقاافاة التساااااااااامحت تفضااااايل وتقبل السااااالو الالعنفي االساااااااتراتيجيات واألسااااااااليب التي
تسااااااااعد في حل الخالفات وتجنب وأخطار العنف وأشاااااا ا الة ونتائجة (السلمي).
العنف. السااااااااالبيااااة علل الفرد والمجتمع
والعالم.
مع ملحوظة أن تعزيز المحاور الثالثة في سد د د د د ددلوك الطلبة يتطلب من أعضد د د د د دداء هيئة
التدريس اسد د د ددتثمار القيم والمثل الدينية والثقافية واالجتماعية واإلنسد د د ددانية المؤيدة للتسد د د ددامح،
والنابذة للعنف في تشكيل شخصية تعيش بسالم حقيقي مع ذاتها ومجتمعها المحلي.
-8تضمين المناقج الجامعية ثقافة التسامح:
انطالاقا من كون المنهاج بمفهومه الحديث يمثل مجموعة الخبرات التربوية التي تُقدمها
الجامعة لطالبها ،لمسد دداعدتهم على النمو الشد ددامل والمتكامل في شد ددتى جوانب الشد ددخصد ددية،
فإن عليه أن يقوم بدوره كوس د د دديلة تثقيفية تُس د د ددهم في تعزيز ثقافة الس د د ددالم في المجتمع .كما
ينبغي أن تُسدهم السدياسدات والبرامج التعليمية والمناهج الد ارسدية ،ومضدامين الكتب الجامعية
والدرون وغيرها من المواد التعليمية في تعزيز التفاهم والتضد د د د د ددامن والتسد د د د د ددامح بين األفراد
واألمم ،ومحاربة العنف والتطرف.
وهذا ما دعت إليه اليونسدكو حين أكدت على ضدرورة "تحسدين نوعية المناهج الد ارسدية
بإدراج القيم اإلنسددانية لتحقيق السددالم والتالحم االجتماعي ،واحترام حقو اإلنسددان والكرامة
اإلنسانية ،وأن تكون عملية تطوير المناهج الدراسية قائمة على المشاركة.
وفي هذا الصد د دددد تؤكد االتجاهات التربوية الحديثة في محاربة العنف على ما يسد د ددمى
"باالتجاه الوقائي التربوي" ،الذي يقص د د د د ددد به "بناء المناعة الذاتية الدافعة للعوامل المس د د د د ددببة
101
لخروج السد د ددلوك البشد د ددري عن جادة الصد د دواب ،من خالل تعزيز ثقافة التسد د ددامح في المناهج
المدرس د د د د ددية ،بحيث ال تس د د د د ددتقل تلك الثقافة بذاتها كمادة ذات بناء مس د د د د ددتقل ،بل دمجها في
مكانا فيها ،وتكون حاض د د د درة في
المناهج الد ارسد د د ددية المختلفة لتصد د د ددبح جزاءا منها ،وتشد د د ددغل ا
صددياغة أهدافها ،أي أن تتماهى القيم والمبادئ والحقو ،التي نقصددد تربية المتعلمين عليها
مع كل مادة تعليمية ،فتغدو من صلبها ،وتجعلها موحدة ومتكاملة" (كنعان.)5 ،1999 ،
ويع ددد ه ددذا االتج دداه أو النموذج (الوق ددائي التربوي) ،ال ددذي يركز على نشد د د د د د ددر المعرف ددة
ُ
األسد د د دداسد د د ددية بثقافة التسد د د ددامح ،وتعزيز اندماجها بالقيم العامة ،من خالل المناهج الد ارسد د د ددية
المدددرسد د د د د د ديددة والجددامعيددة ،من أكثر النمدداذج فدداعليددة على المدددى الطويددل في إحدددات التحول
االجتماعي االيجابي ،وييصد د ددالها المعرفة األسد د دداسد د ددية بثقافة التسد د ددامح إلى كل فرد من أفراد
المجتمع ،ويدخالها في ثقافتهم ،وجعلها جزاءا من حياتهم اليومية.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة التسامح:
ا
ترجع أهمية الجانب الوجداني لقيمة التسد د د ددامح من كونه يرتقي بالفكر ونشد د د دداطه ،ويليه
دويا
دلوكا س د ا
يرجع الس ددر في التش ددويق وترقية المش دداعر وتهذيب النفس ،بحيث يس ددلك الفرد س د ا
فيفعدل الخير ال ألنده خير فقط ،وينمدا ألن نفس د د د د د د دده تواقدة إليده .وحتى يتحقق ذلدك ويتم بنداء
المكون الوجداني لقيمة التسد د ددامح مع اآلخر ال بد من التحرر من معوقات التسد د ددامح ،وذلك
على النحو اآلتي:
مواجهة مشاعر الكراهية بالتسامح:
الكر يدة نحو اآلخر ال بدد أن تكون ثقدافدة التسد د د د د د ددامح هي المنطلق
لمواجهدة مشد د د د د د دداعر ا
والغاية ،وبخاصد د د ددة تلك التي جذرتها اإليديولوجيات الدينية والسد د د ددياسد د د ددية المختلفة بين أبناء
األمة .ولعل من أبرز ما ييس د د ددر القض د د دداء على روح الكره لآلخرين ،القض د د دداء على التنافس
الذميم في الحياة الجامعية ،واتباع أس د د د د د دداليب من التقويم جوهرها تقويم الطالب بالقيان إلى
نفسه ال بالقيان إلى غيره ،ومتابعة نموه وتقدمه.
ومن ثَم فإن تلك المشد دداعر الخاصد ددة بالك ار ية يجب أن تُسد ددتبدل بثقافة الحب والحوار
والتس د ددامح مع اآلخر ،وذلك بمس د دداعدة الطلبة داخل الفض د دداء الجامعي على أن يض د ددعوا في
الحس د د د د ددبان وجهة نظر اآلخرين على س د د د د ددبيل المثال (ديلور وآخرون .)56 ،1999 ،األمر
الذي يفرض على الجامعات التفكير في سد د دديا آخر من التعليم ،يهدف إلى المسد د دداهمة في
بنداء الوجددان األخالقي ،ومدد جسد د د د د د ددور الحوار والتعدايش وبنداء السد د د د د د ددلم األهلي بين األفراد
102
والجماعات ،وتعزيز ثقافة التس د د د ددامح التي تمثل البيئة المثلى والعامل األس د د د ددان لالس د د د ددتقرار
والتطور في أي مجتمع.
من اآلخر: التحرر من الخو
يجددب أال ننظر إلى اآلخر بوصد د د د د د دفدده جحي امدا نخدداف مندده ،بددل على العكس يجددب أن
يجابيا ،باعتباره اكتشد د دداف لعالقة
فعال إ ا
حافز للحوار والتفاهم ،ألن اكتشد د دداف اآلخر ا يصد د ددبح اا
وليس لعائق ،فالفكر الديمقراطي يفترض الحوار والتفتح على اآلخر ونبذ الفكر األوحد ،مما
يعني أن نش ددر ثقافة حب اآلخر وقبوله مرتبط بترس دديك الديمقراطية ،كمرجعية لتفكير األفراد
وسلوكهم في مختلف المؤسسات االجتماعية.
ار مهمة في ترسد د دديك المبادئ
ومواكبة لذلك ،يمكن للمؤسد د دسد د ددة الجامعية أن تُمارن أدو اا
والقيم اإلنس ددانية والحض ددارية المعاصد درة ،ومن بينها التس ددامح مع اآلخر ،فإذا كانت الحروب
والك ار ية د د د د د د حسب اليونسكو د د د د د د تنشو في عقول البشر قبل أن تُنفذ ،فينبغي على المؤسسة
الجددامعيددة أن تعمددل على انتزاعه دا من عقول الطلبددة بواسد د د د د د دطددة التربيددة على محبددة اآلخر
دندا لبناء المكون الوجداني لقيمة التس ددامح الذي ُيعد
والتفاهم معه ،وبذلك تص ددبح الجامعة س د ا
مدخال للتفاهم والحوار بين الثقافات.
ا
التحرر من التعصب:
ال شددك أنه يوجد قلق متزايد إزاء مخاطر التعصددب والتمييز العنصددري ،إذ يرى "وطفة"
أن جوهر إشد د د د د د دكداليدات القرن العشد د د د د د درين والعقدد األول من األلفيدة الثدالثدة يكمن في طبيعدة
العالقات التعصدبية والعنصدرية بين األجنان والفئات االجتماعية والثقافية ،إذ تحتل النظرية
العنصرية مكان الصدارة في مفهوم اإلنسان عن ذاته( .وطفة)27 ،2002 ،
ويعد مفهوم التعصد د د د د ددب من المفا يم المركبة المنتشد د د د د درة في أدبيات العلوم االجتماعية
ُ
واإلنسانية ،وهناك أشكال مختلفة ومتباينة من التعصب ،منها :التعصب العرقي ،والتعصب
الثقافي ،والتعصددب الديني ،والتعصددب الطائفي ،وكل هذه األنواع من التعصددب وغيرها تقف
عائاقا أمام تش ددكيل المكون الوجداني النابذ لها ،ومن ثم ال بد من تش ددكيل عواطف ومش دداعر
إيجابية لدى الشد د ددباب نحو قيمة التسد د ددامح ونبذ التعصد د ددب ،حتى ال يقع الشد د ددباب في وحول
الممارسات التعصبية.
ويمكن للجامعة القيام بذلك عن طريق تشددكيل مشدداعر الطلبة وعواطفهم نحو التسددامح
مع اآلخر ،واإليمان باالنتماء إلى إنسد د د د د ددانية مشد د د د د ددتركة يتبادلون فيها التسد د د د د ددامح ،ويتقاسد د د د د ددمون
103
دامنا مع اآلخرين ويحترمون
تعاطفا وتضد د ا
ا المسد ددؤوليات ويتمتعون بالحقو ،بحيث ُيظهر المتعلمون
االختالفات والتنوعات الثقافية.
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة التسامح:
إذا أردنا حقيقة أن ُنجسدد الممارسددات السددلوكية التسددامحية في الفضدداء الجامعي ،فإنه
ال بد من صد د د ددياغة ثقافة تسد د د ددامح إيجابية تعترف بون نقيض فكرة ما عميقة هو فكرة أخرى
من نفس العمق ،أي االعتراف بون ثمة حقيقة ما في الفكرة المناقضد د ددة لفكرتنا وعلينا احترم
تلك الحقيقة ،وهذا يتطلب من المؤسدسدة التربوية بكل مكوناتها خلق أنشدطة تربوية وتطبيقية
تُمكن الطلبة من االنخراط الفعلي في ثقافة التسد د د د ددامح ،وقبول التنوع الثقافي ،ويقصد د د د دداء كل
السدلوكيات المنافية لهذه الثقافة ،التي يمارسدها بعضدهم داخل المؤسدسدات التربوية( .محسدن،
2004د)245 ،
ولكي تتمكن المؤسد د د دس د د ددات التربوية من تعميق قيمة التس د د ددامح لدى الطلبة ،فإنه يتعين
عليها العمل على إحدات تغيرات وتعديالت جوهرية في المناخ العلمي والفكري واالجتماعي
داخل البيئة التربوية ،من خالل إش د دداعة القيم اإلنس د ددانية واألخالقية وقيم الترابط االجتماعي
والتواص د د ددل الثقافي ،كما يتعين عليها تعميم ونش د د ددر قيم التس د د ددامح ،وتقبل النقد وقبول اآلخر
واحترام الفكر المخ ددالف ،واإلقرار بحق االختالف ،من خالل تهيئ ددة البيئ ددة المالئم ددة داخ ددل
الفضاء التربوي.
وعليدده ُيمكن للقددائمين على العمليددة التربويددة والتعليميددة اإلسد د د د د د دهددام في تنميددة السد د د د د د ددلوك
التسد ددامحي لدى الطلبة من خالل :التحلي بعاطفة قوية نحو قيمة التسد ددامح ،وتجسد دديدها في
الحياة الجامعية واالجتماعية للطلبة ،وكذلك المش د د د دداركة بفاعلية في الندوات والمحاض د د د درات
التي تدعو إليها وتنظمها الجامعة والمؤسدسددات العامة والخاصددة ،التي تتناول قضددايا التربية
بعيدا عن التهديدعلى التسد د د د د د ددامح ،فضد د د د د د د ادال عن ضد د د د د د ددرورة توفير مناخ من الحرية واألمن ا
واالس د د ددتهانة واالس د د ددتخفاف ،ينطلق من احترام الطلبة والثقة بقدرتهم ويمكاناتهم ،وتش د د ددجيعهم
وتحفيزهم في مناخ من المحبة والتسامح( .الخميسي.)77 ،1993 ،
مع ملحوظة أن النظرية التربوية الحديثة ترى أننا ال نتعلم ماال نمارسد دده ،فإذا أردنا أن نتعلم
التس د ددامح تحتم علينا ممارس د ددته ،وقد يكون من أس د ددباب اس د ددتيائنا من التس د ددامح أننا لم نجربه تجربة
104
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعر أقمية قيمة التساااامح مع اآلخرت لكنة ال ُيحسااان اختيار
السلو اإليجابي لها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()21
تش يل قيمة التسامح عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
الم ون السلوكي الم ون الوجداني الم ون المعرفي
موقف
قل ي في أن ُتصاادر الجامعة عقوبات صااارمة للحد من عدم التسااامح مع اآلخر؟ بين رأيم
في الحجج المقترحة:
منافيا لقيمة
ا ⚫ نعم :ألن العقوبات الصد د د د د ددارمة رادع قوي لكل طالب ُيحاول أن يسد د د د د ددلك سد د د د د د ا
دلوكا
التسامح مع اآلخر.
⚫ ال :ألن العقوبات الصارمة تُصادر حق اإلنسان في التصرف.
⚫ نعم :ألن العقوبات الصارمة أقوى وسائل الضبط في الجامعة.
⚫ ال :ألن قيمة التسامح مع اآلخر ترتبط بمدى وعي الطلبة بخطورة المشكلة.
قطو إثرائية
ت سااااساااات فكرة التسااااامح في عصاااار التنوير خالل القرن الثامن عشاااار علل مبدأ إنساااااني قوامة :ال وجود
للحقيقة المطلقةت وقذا أدى إلل اإليمان بالحريةت واإليمان بمبدأ االختال ت وضاااارورة التواصاااال بين البشاااار
علل أسااااس قيم القبول والتساااامح .وفي قذا الصااادد قال "فولتير" مقولتة الشاااهيرة" :إنني ال أوافق علل ما
تقول ولكنني س دافع حتل الموت عن حقم في أن تقولة".
⚫ بعد ق ار تم لمقولة "فولتير" وضح ماذا يريد أن يقول كاتبها.
⚫ أكتب فقرة واحدة ب سلوبم عن اقتران سلو الطالب الجامعي بالتسامح مع اآلخر.
105
الفصل التاسع
قيمة الحرية األكاديمية
106
الفصل التاسع
قيمة الحرية األكاديمية
بالرغم من ظهور الكثير من النظريات السياسية التي كان أولها نظرية "الحق اإللهي"،
ومدا تبعهدا من نظريدات "العقدد االجتمداعي" و"الليبراليدة" و"الراديكداليدة" و"االشد د د د د د ددتراكيدة ،بقيدت
مجردا من أهم القض د د ددايا التي تش د د ددغل البشد د د درية ومفكريها
ا دفيا
مفهوما فلس د د د ا
ا الحرية اإلنس د د ددانية
وفالسددفتها ،بمختلف مدارسددهم واتجاهاتهم ومذاهبهم المتعارضددة والمتناقضددة والمتناحرة ،ولذا
يجمع الباحثون على أن موض ددوع الحرية من أعقد الموض ددوعات التي درس ددتها الفلس ددفة على
في عصرنا الحاضر( .جيدوري)3 ،1994 ، اإلطال ،وأكثرها إثارة للجدل والنقا
وفي هذا الفصد ددل سد ددوف نعرض للحرية اإلنسد ددانية بشد ددكل عام مع التركيز على الحرية
األكاديمية بوصد د د د ددفها قيمة جامعية ،وذلك عبر ثالثة محاور هي :المكون المعرفي والمكون
الوجداني والمكون السلوكي.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة الحرية األكاديمية:
-1معنل الحرية:
تُعد الحرية من أهم القيم التي حرص الفالسفة على توضيحها والكشف عن مغزاها في
الحياة اإلنسددانية .وتعني في معناقا االشاتقاقي انعدام القسددر الخارجي ،واإلنسددان الحر بهذا
المعنى هو الذي ال يتحكم في حركته أحد .فحرية اإلنس د د د ددان كما قال "تومان هوبز" كحرية
أحدا س َّددا في
السديل ،فطالما أن حركة مياه السديل تسدير في مسدارها الطبيعي دون أن يضدع ا
طريقها فهو يتحرك إلى أسد ددفل بشد ددكل تلقائي وحر ،وكذلك اإلنسد ددان فهو حر طالما لم يقف
أمام حركته الطبيعية في الحياة أي عوائق.
أما المعنل االصاطالحي الفلسددفي للحرية ،فقد اصددطلح الفالسددفة على أن ُيعرفوا الحرية
بونها اختيار الفعل عن رؤية ،أو بعد تفكير عميق ،أو تدبر مع اسد د ددتطاعة عدم اختياره ،أو
اسد د د د ددتطاعة اختيار ضد د د د ددده .وفي هذا اإلطار يمكن التمييز بين نوعين للحرية ،وذلك على
النحو الموضح في الجدول اآلتي( :جيدوري)25-23 ،1994 ،
107
جدول رقم ()22
يوضح نوعا الحرية
حرية الفعل حرية االختيار
قي مااااا يتعلق بملكااااة االختيااااار اإلرادي عنااااد قي تبدأ ب ن ينتقل اإلنسااااان من االختيار العقلي
اإلنسااان إذ إن كل ساالو يساالكة اإلنسااان عادة إلل ممارساتة بالفعل ودون الخضاوع ألي ضاغوط
ماا يسااااااااابقاة إم اانياة االختياار بين بادائال عاديادة خاااارجياااةت فحرياااة الفعااال تبااادو في القااادرة علل
وحينمااا يتا ملهااا اإلنسااااااااااان ويفكر فيهااا ويختااار اإلقادام علل الفعال مع انعادام القسااااااااار الخاارجي
أحادقاا باإرادتاة الحرة وعقلاة الواعي فهو قناا يحياا وعدم وجود أي ضغوط خارجية تؤثر علية.
الحرية علل مستوى الفكر واإلرادة.
108
◼ الحرية والمسؤولية:
إن الحرية والمسد د ددؤولية حدان ال ينفصد د ددل أحدهما عن اآلخر ،فونت تكون َّا
حر بقدر ما
تتحمدل مسد د د د د د ددؤوليدة الفعدل الدذي تفعلده .وليس معنى قول الفالسد د د د د د دفدة :إن حريتدك هي عين
وجودك ،وأن اإلنسد د ددان ثمرة لفعله الحر أن تطلق العنان لهذه الحرية فتصد د ددبح حرية مطلقة
ألنها إن كانت كذلك فقد انتفى عنها كونها حرية وتحولت إلى فوض د د ددى .فالحياة اإلنس د د ددانية
قوامهدا الحفداظ على النظدام االجتمداعي ،والخضد د د د د د ددوع للقوانين األخالقيدة ،وااللتزام بداألعراف
والمواثيق والتشريعات القانونية( .بدوي)97-96 ،1984 ،
ويذا لم يلتزم اإلنس د ددان الفرد بهذه النظم والقوانين والتشد د دريعات لفقد إنس د ددانيته وفقد معها
حريته .ومن ثَ َّم فإن حياتنا اإلنسد د ددانية عبارة عن سد د ددلسد د ددلة من االختيارات ،أو المواقف التي
علينا أن نختارها متحملين النتائج المترتبة عليها ،وهذا هو معنى المسد د ددؤولية .مما يعني أن
اإلنسددان حر بقدر ما ُيحافأ لآلخرين على القدر نفسدده من الحرية .ومن هنا تتولد مسددؤولية
اإلنسد ددان عن أفعاله ألن حريتك تقف عند حدود السد ددماح لآلخرين بممارسد ددة حريتهم ،وأنت
ضد دا أنه ال توجد حرية
حر بقدر حرص ددك على عدم إيذاء اآلخرين ويضد درارهم ،وهذا يعني أي ا
مطلقة لإلنسان وينما حرية منظمة .فونت حر ما لم تضر.
-3الحرية في الفكر اإلسالمي:
المنطلق الذي يحدد من خالله مفهوم الحرية في اإلسد د ددالم ،هو( :الخطيب واألحمدي،
)212-2011 ،2017
قادر على االختيار دون تدخل من أحد ،فهو ليس حر اا إن هللا عز وجل خلق اإلنسد د د د ددان اا
مجبر على عمل معين بعينه .وفي ض د ددوء ما ُمنح اإلنس د ددان من حرية كاملة غير منقوص د ددة
يحاسد ددبه هللا عز وجل على تص د درفاته وسد ددلوكه ،دون محاسد ددبته على ما ورد في صد دددره من
حر في اختياراته لما حاسدبه هللا عز وجل على ما يفعل
نوايا االختيار ،فلو لم يكن اإلنسدان اا
من سلوكيات تخالف شرعه.
تُعد الحرية إحدى ص ددفات الكمال التي بها تكتمل أهلية اإلنس ددان للحكم والقيادة والوالية،
ومن خالل امتالكه لها ُمنح حق التملك لألشد د د ددياء ،كما اسد د د ددتحق المميزات األخرى له على
بقية المخلوقات.
109
ديئا،
إذا فقد اإلنسددان الحرية في العمل والمشدديئة في االختيار أصددبح ال يملك من أمره شد ا
ألن خياره خارج عن إرادته ،وعلى هذا فإن اإلكراه هو عذره في القص د ددور ،فا ال يحاس د ددب
النان على ما استكرهوا عليه ،لكنهم ُيحاسبون على ما فعلوه بإرادتهم.
ولذلك حرمت الشد دريعة اإلسد ددالمية بيع اإلنسد ددان الحر ،واعتبرت أن بيع الحر وأكل ثمنه
من كبائر اإلثم ،كما اس د د د د د ددتهجنت اس د د د د د ددتعباد عباد هللا األحرار فيما ورد في مقولة عمر بن
الخطاب "متل استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراارا".
وبحسدب ما جاء في اإلسدالم فإن الحرية هي حق لكل إنسدان ،بصدرف النظر عن دينه،
أو جنسد دده ،أو جنسد دديته ،وفي كل ميدان من الميادين وأولها االعتقاد ،فكل إنسد ددان له مطلق
الحرية في تبني االعتقاد الذي يش د د دداء ويرض د د ددي قناعاته ،وليس من حق أحد أن يجبره على
اعتقاد ال يرغب فيه ،فاإلكراه يفسدد االختيار ،ويجعل اإلنسدان مسدلوب اإلرادة ،في حين كفل
هللا لدده حريددة االختيددار في أن يؤمن أو يكفر مددادام هو من اختددار أن يكون كد اا
دافر .قددال هللا
تعالى :أَفَََنقتَ َُُقًاه الاَّوسَ َُتَّى نََُانُاا مؤمِاِنيَ (سورة يونس)99 :
للحرية في اإلسالم حدود حتى ال تتحول إلى همجية وفوضوية يحكمها الهوى والنزاعات
والميول والش د ددهوات ،فتص د ددبح الحياة أش د ددبه بحياة الغاب ،ولذلك أطرها اإلس د ددالم داخل ثالثة
حدددود ضد د د د د د ددروريددة :أولهاا ،تمتع الفرد بحريتدده يجددب أال يؤدي إلى تهددديددد أمن المجتمع أو
إحدددات خلددل في ركن من أركدداندده .وثااانيهااا ،تمتع الفرد بحريتدده يجددب أال يضد د د د د د ددر بحريددة
اآلخرين .وثالثها ،تمتع الفرد في حريته يجب أال يضيع حقو أعم منها في ذاتها ومكانتها،
وفي النتائج التي تُعقد عليها.
-4الحرية في الفكر الفلسفي:
تعددت معاني الحرية بتعدد الفالسد ددفة والمذاهب الفلسد ددفية ،لذا سد ددوف نقتصد ددر في هذا
المحور على التعري" بالحرية لدى أكثر الفلسفات المعاصرة التي تحدثت عنها وهي:
⚫ الحرية في الفلسفة البرجماتية:
ترتبط الحرية في الفلس د د ددفة البرجماتية بهدف النمو ،فالحرية ليس د د ددت مو بة فطرية وينما
قدرة مكتسدبة ،والنمو الشدخصدي ليس هدافا ثابتاا وينما متحرك ،لهذا ترى البرجماتية أنه يجب
علينددا أن ندددع ميددادين الحريددة مفتوحددة ،وأن نعمددل دائ امدا على محدداربددة الثبددات ،إذ إننددا نكون
ار بالفعل عندما نس د د د ددتمر في تحقيق إمكانات إعادة خلق أنفس د د د ددنا ،وهذا ما يؤكده "ديوي
أحراا
110
بقوله" :إننا أحرار ال بسددبب ما نحن عليه من جمود ،ولكن بسددبب أننا أصددبحنا نختلف عما
كنا عليه"( .ديوي)69 ،1955 ،
⚫ الحرية في الفلسفة الماركسية:
يتوقف تحقيق الحرية في الفلسدفة الماركسدية على ثالثة شدروط أسداسدية :أولها ،الشدرط
المادي ،إذ ال يمكن أن تتحقق ألي إنس د د د د ددان حريته إال إذا انتفت تبعيته إلنس د د د د ددان آخر ،أو
لطبقدة ،أو لقوانين السد د د د د د ددو التي ال يسد د د د د د ددتطيع أحدد التحكم بهدا دون أن يكون لده دور في
حر إال بعد تحطيم وض د د ددعها .وثانيها ،الش د د ددرط االجتماعي ،إذ ال يمكن أن يكون اإلنس د د ددان اا
عالقات العمل االجتماعية القائمة على أس د د د د د ددس طبقية ،واحالل الجماعة اإلنس د د د د د ددانية غير
الطبقية محلها .وثالثها ،شد د د د د ددرط المعرفة ،إذ ال تتحقق الحرية إال بعد أن يعرف اإلنسد د د د د ددان
الظروف واألحوال واألسد د دداليب والقوانين التي يمكن اسد د ددتخدامها واالعتماد عليها .وهكذا فإن
حريد ددة اإلرادة ال تعني إال القد دددرة على اتخد دداذ الق اررات مع معرفد ددة الضد د د د د د ددرورة الطبيعيد ددة
واالجتماعية( .جيدوري)48 ،1994 ،
⚫ الحرية في الفلسفة الوجودية:
تؤكد الوجودية أن الحرية هي الوجود اإلنسدداني نفسدده وليسددت صددفة تُضدداف إلى وجود
اإلنسد د ددان ،وهذا ما يؤكده "سد د ددارتر" بقوله" :الحرية ليسد د ددت صد د ددفة مضد د ددافة أو خاصد د ددية من
خصد د ددائص وجودي ،وينما هي نسد د دديج وجودي" .ولم تكتف الوجودية بالقول" :إن الحرية في
اإلنسد د د د د د د ددان هي عين وجوده ،وين القول إندده موجود يعني القول إندده حر ،وينمددا عزت إلى
اإلنسد د د د ددان حرية مطلقة ،فاإلنسد د د د ددان حر حرية مطلقة في كل شد د د د دديء إال في أن يتخلى عن
حريته( .سارتر)703 ،1966 ،
⚫ الحرية في الفلسفة الطبيعية:
يقول روسد د د د د ددو" :إن الرجل الحر حاقا هو الذي ال يرغب إال فيما يسد د د د د ددتطيع أن يعمله،
والذي يعمل ما يحلو له أن يعمله ،تلك هي قاعدتي األسدداسددية ،فطبقوها على الطفولة تنشددو
عنها كل قواعد التربية" .مع ملحوظة أن ما قاله روس د د ددو هو تكرار لفكرة أن رغبات الطبيعة
وقددراتهدا تُعدد النقطدة التي تبددأ منهدا كدل تربيدة ،وتطبيقهدا على الطفولدة اعتراف بشد د د د د د دديء من
النقص وعدم الكمال ،وعلى ذلك فهي اعتراف بحرية ناقصد د ددة غير كاملة .فعلى هذه الحرية
جيدا يقيم روسو حجته في التربية.
تنظيما ا
ا الناقصة أو المنظمة
111
ومع أن روس د د د ددو يرى في مقاالته األولى أن اإلنس د د د ددان يجب أن يتمتع بحرية مطلقة ال
يحدها نظام وال ُيهذبها قانون ،فإن هذه الحرية في صد ددورتها األخيرة – كما نجدها في كتاب
إميل وفي كتاب العقد االجتماعي – تكريس لسيادة العقل على الغريزة ،وكذلك على السلطة
الخارجية ،أي سدديادة العقل على تطرف األهواء والغرائز من جهة ،وسدديادته على المصددلحة
الفردية وتعسف السلطان من جهة أخرى ،فال حرية بال عقل( .جيدوري)68 ،1994 ،
-5مفهوم الحرية األكاديمية:
ُيسد د د د د د ددتخدددم مفهوم الحريددة األكدداديميددة كدددرع وا لحمددايددة حقو الجمدداعددات األكدداديميددة
وامتيددازاتهددا ،وبخدداص د د د د د د ددة عندددمددا تُفرض بعض القيود على حريددة أعمددالهم ،وممددارسد د د د د د د داتهم،
وامتيازاتهم .مع ملحوظة أن الحرية األكاديمية تُعد من المفا يم الشد د ددائكة من حيث تعريفها،
نظر لتدداخلهدا مع بعض المفدا يم األخرى ،إلى جداندب أن هدذا المفهوم قدد مر بم ارحدل تطور
اا
كثيرة أدت إلى وجود اختالف في اآلراء حول طبيعته ،واسددتخداماته ،وأهميته بالنسددبة للحياة
الجامعية.
غير أن األس د ددتاذ الدكتور "حامد عمار" نظر إلى الحرية األكاديمية في كتابه "الجامعة
بين الرسدالة والمؤسدسدة" من زوايا ثالت هي :حرية األسدتاذ الجامعي ،وحرية الطالب ،وحرية
المؤسد د دس د ددة الجامعية ،وفيما يوتي توض د دديح لذلك من خالل الجدول اآلتي( :عمار،1996 ،
)106
جدول رقم ()23
يوضح أبعاد الحرية األكاديمية
حرية الطالب الجامعي حرية األستاذ الجامعي حرية المؤسسة الجامعية
حتل تتحقق الحرياااة األكااااديمياااة قي حق لألسااتاذ بحيث يتمتع بعدم قي حق للطاالب من أجل أن ينقاد
من االنتقااااام أو االعتقااااال واقعااة الجاااامعي عنااادماااا ال ُيلبي للمؤساااااااااساااااااااة الجامعية يجب أن الخو
ي ون لهاا الحق في أن ترفح أياة عنادما يتحادف أو ينشااااااااار ما يعتقاد أبساااااااااط متطلبااتاةت كماا يجاب أن
سااااياساااااتت أو امال ات ال تصااااب أنااااة الحقيقااااةت وحريتااااة من أيااااة ُتتاح لة مناصااااااارة أو اعتناق أية
في سااياق ما يجب أن تسااعل إلية إمال ات سااااااااالطويااااة ُتفرض علل فكرة تالمس حيااتاة من قرياب أو
من تطوير وتحادياث للمجتمع الاذي تخصااصااة األكاديمي أو علل أفكاره بعيد والدفاع عنها.
الحرة. تعمل بة ومن أجلة.
يتض د د ددح مما ورد في الجدول أن الحرية األكاديمية تؤكد على ض د د ددرورة أال يكون هناك
ضددغوط خارجية على المؤس دسددة الجامعية واألسددتاذ الجامعي والطالب الجامعي .ويؤكد ذلك
مددا جدداء في قددامون التربيددة الددذي ُيعرف الحريددة األكدداديميددة على أنهددا الحريددة المتدداحددة أمددام
112
المعلم والطالب للتدريس والد ارسدة دون إكراه أو رقابة ،أو أي صدورة من صدور التدخل الذي
قيودا على تلك الحرية.
يفرض ا
-6فلسفة الحرية األكاديمية:
يمكن تلخيص الفلسد د د د د د دفددة التي تنطلق منهددا الحريددة األكدداديميددة في االتي( :الخطيددب
واألحمدي)215 ،2017 ،
تنطلق بعض الجامعات التي تهتم بمسولة الحرية األكاديمية من اعتبارها حق من حقو
اإلنسان ،حتى ولو كانت خاصة بفئة قليلة من المجتمع هم الجماعة األكاديمية.
يرى بعضدهم أن الحرية األكاديمية حق سدنده قائم على الحق في التربية المدون صدراحة
في المواثيق الددوليدة ،والدذي اسد د د د د د ددتندد عليده إعالن "ليمدا" الدذي ُيعرف الحريدة األكداديميدة بدونهدا
"حرية أعض د دداء المجتمع األكاديمي في متابعة المعرفة وتطويرها وتحويلها من خالل البحث
والدراسة ،والمناقشة والتوثيق واإلنتاج والخلق ،والتدريس ويلقاء المحاضرات والكتابة".
تقترن الحرية األكاديمية ،كما أش ددار إعالن "ليما" ،بواجبات ومس ددؤوليات خاص ددة ،بحيث
يجوز أن تكون خاض ددعة لقيود معينة ض ددرورية لحماية حقو اآلخرين ،فهذه الحرية كما في
بقية الحريات ليس د د د د ددت حرية مطلقة ،إال أنه ينبغي الحذر عند س د د د د ددن القوانين حتى ال تعمل
على تقليص الحرية األكاديمية.
كمدا تجددر اإلشد د د د د د ددارة هندا إلى أن الحريدة األكداديميدة ال تخص أعضد د د د د د دداء هيئدة التددريس
والبحث فقط ،بل تخص الطلبة واإلداريين وكل العاملين في مرافق المؤسسة الجامعية.
يعول المهتمون بقضد ددية الحريات األكاديمية على التسد دديير الديمقراطي لمؤس د دسد ددة التعليم
العالي لحل التناقض د ددات الممكنة بين الفئات المختلفة للمؤسد د دس د ددة ،وهذا هو معنى اس د ددتقالل
مؤسسات التعليم العالي.
-7االتجاقات الفكرية المختلفة للحرية األكاديمية:
على الرغم من أن جميع الثقدافدات األميركيدة ،واأللمدانيدة ،واإلنجليزيدة ،والفرنسد د د د د د ديدة،
والروسد د ددية ،تعترف بحق األسد د ددتاذ في الحرية في البحث العلمي ،غير أنها تختلف بالنسد د ددبة
لحرية التدريس ،فالتقاليد األلمانية تُعطي لألس ددتاذ الحق في تغيير وجهة نظر طالبه داخل
الفص ددل ،إذ ُيس ددمح له بعرض آراءه كما ُيريد ،ألنه ال يوجد توص ددي" لمقررات معدة مس ددباقا،
أو قيود معينة على حرية تدريسه.
113
أما في الواليات المتحدة األميركية ،فقد أقرت الجمعية األمريكية ألسدداتذة الجامعات
عام 1915السدماح لألسدتاذ مناقشدة المواضديع التي تمس تخصدصده فقط ،كما ال يحق ألي
أسد ددتاذ جامعي أن ينتفع من امتيازاته في إثارة القضد ددايا الجدلية التي هي خارج اختصد دداصد دده
العلمي .أما التقاليد اإلنجليزية ،فتحفأ الحق الكامل لألسد د د د د ددتاذ الجامعي في د ارسد د د د د ددة كافة
المواضد د د دديع في مجال التخصد د د ددص داخل وخارج الجامعة ،دون أي تحفأ على الد ارسد د د ددة أو
المناقشة.
أما في التقاليد الفرنساا اية ،فاألسد د ددتاذ الجامعي مثل بقية المواطنين ،البد أن يسد د ددلك
س د ددلوك الحياد في أي قض د ددية س د دياس د ددية أو دينية خالل تودية واجبه الوظيفي .وفي روسااايا،
يفترض بعضد د د د د د ددهم بدون نظدام الجدامعدات الحكوميدة يتعين عليده إتبداع األيدديولوجيدا التي تؤمن
بها الحكومة ،وهذا يعني االنتقاص من استقاللية الجامعات.
يتضد د د د د د ددح ممدا سد د د د د د ددبق أن غدالبيدة االتجداهدات تُسد د د د د د ددلم بحق الجدامعدات بدالتمتع بحريتهدا
األكاديمية ،وبخاصددة في رسددم سددياسدداتها وبرامجها األكاديمية ،كتقرير المناهج واالمتحانات
وس د د ددياس د د ددة القبول ،وتعيين مس د د ددتويات التخرج ،إال أن هذه الحرية وهذا الحق ليس من غير
ضد د د د د د دوابط اجتمداعيدة عدامدة ،فدالجمعيدة األميركيدة أعطدت األسد د د د د د دتداذ حق البحدث عن الحقيقدة
ويذاعتها ولكنها حرمت عليه االنزال إلى كل ما ال يدخل في مس ددؤولياته األس دداس ددية كباحث
أكاديمي ويتعارض معها ،مع أنها ميزت بين ذلك وبين نشد د د د د د دداطاته االجتماعية بوصد د د د د د ددفه
مواطن تدام األهليدة السد د د د د د ددتعمدال حقو المواطن خدارج جددران الجدامعدة ،ولكنهدا حرمدت عليده
االنتفاع بحصد د ددانته األكاديمية لممارسد د ددة فعاليات تقع ضد د ددمن المواطنة وواجباتها( .الخطيب
واألحمدي)219 ،2017 ،
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة الحرية األكاديمية:
ا
ال ش د د د د د د ددك أن للجددانددب الوجددداني أهميددة كبيرة فيمددا يتص د د د د د د ددل بقيمددة الحريددة عمو امدا والحريددة
األكاديمية بش د د د ددكل خاص ،ولعل من أهم جوانب إثارة وجدان الش د د د ددباب الجامعي نحو قيمة الحرية
خلق مشد د د د د د دداعر طيبدة لدديهم نحو القيمدة ،وتددريبهم على مواجهدة التدوثيرات السد د د د د د ددلبيدة التي تبعددهم
عاطفيا عن ممارسد ددة الحرية ،وذلك من خالل ابعادهم عن الكبت واإلنكار والتبرير ،ألن مثل هذه
ا
األمور ستحول بين الشباب وحبهم للحرية.
ومن ثم ال بد من قراءة ما يدور في داخلهم من أفكار ،وما يعتمل في نفوسد ددهم من مشد دداعر،
ثم بع ددد ذل ددك دفعهم إلى البح ددث عن معنى الحي دداة الحرة التي يج ددب أن يعملوا من أجله ددا ،وه ددذا
يتطلدب من القدائمين على تكوينهم وجددان ايدا خلق شد د د د د د ددعور ثري وممتل بدالحيداة لدديهم ،ليس حيداتهم
114
ضدا حياة اآلخرين وحرياتهم ،وهنا ال بد من إدراك بعض األمور التي تُسداعدنا على بناء
فقط بل أي ا
المكون الوجداني لقيمة الحرية ،نوضحها في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()24
يوضح بعح العوامل التي تساعد علل بنا الم ون الوجداني
التحفيز النفسي إدارة عواطف الشباب معرفة عواطف الشباب
إن معرفااة عواطف الشاااااااااباااب أو ُتعاا ّاد إدارة مشااااااااااااعر الشااااااااابااااب أي تحفيزقم علل المثابرة واإلصرار
مهما اا لتوجياااة لمواجهااة القلق والخو والعقبااات ادخال االقدرة علل معرفة مشااااااااعرقم كما وعواطفهم ماا ا
تاحااااادف قاي حاجاار الازاوياااااة فاي الشااااااا ابااب نحو تقبال قيماة الحرياة التي تواجااااة اناااادفاااااعهم ورغبتهم
تربيتهم وجاداناياا علل حاب الحرياةت والساالو بمقتضاااقات ألن تر قذه للوصاااااااول إلل الحريةت ومن َث َّم ال
ومن َث َّم يجااب أن نكون علل علم المشااااااااااااعر والعواطف مشاااااااااتتااة بااد من توجيههم إلل الطرق التي
وحبا للحرية.
ميال ا
بامشااااااااااااااعار الاطاالب وأمازجاتاهام .ومبعثرة ال يصااب في االتجاه الذي تجعلهم أكثر ا
نسااااعل إلية بشاا ا ن جعل الشااااباب
حبا للحرية
أكثر ا
حب القيمة واالبتها لها ممارسة العالقات الشخصية مالحظة عواطف اآلخرين
ال شاااااام أن المعرفة الشااااااخصااااااية فن العالقات الشاااخصاااية يتضااامن ويشااااااا امال ذلم السااااااا اعاادة والمتعة
عملياا اا علل نطااااق واساااااااااع يقااااس من خالل والفرح بمماارسااااااااااة قيماة الحرياةت
ا للعواطف وتطبيقهااااا
اآلخرين قي المهاااارة الوجااادانياااة التا ثير علل األخرين وقادرتناا علل وقبولها وعشاااااقها بوصااااافها قيمة
األساااااااااسااااااااية للنجاح في التفاعل التعر واالساتجابة لهذا اإلحسااس إنساااااانية تتحقق من خاللها كرامة
اإلنسان ومنسانيتة. بالسلو المالئم. الداخلي.
يتضد ددح من الجدول أن موضد ددوع التكوين العاطفي تجاه قيمة الحرية في غاية األهمية،
وبخاصدة عندما نكون بصددد بناء الجانب الوجداني الذي يجعل الشدباب الجامعي أكثر ا
ميال
للحرية.
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة الحرية األكاديمية:
هذا الجانب هو الذي تظهر فيه القيمة على أرض الواقع ،فالقيمة تترجم إلى س د د د د د ددلوك
ظاهري عن طريق التفاعل ،ويتصددل هذا الجانب بممارسددة القيمة أو السددلوك الفعلي واألداء
النفس حركي ،وفي هذا الجانب يقوم الطالب بممارسد ددة القيمة وتكرار اسد ددتخدامها في الحياة
اليومية العادية .وهذا يتطلب ،حس د د د ددب كانط ،التمييز بين التربية اآللية التي تقتص د د د ددر على
اإلمالء وحشو األدمغة عن الحرية األكاديمية ،وتحتوي على الكثير من النقائص واألخطاء،
والتربية المتوازنة والسليمة التي تنمي االستعدادات لدى الطلبة إلى سلوك فعل الخير وتنشر
الثقافة واألنوار والحرية في المجتمع.
115
وهنا يكمن جوهر التربية الجديدة التي نحتاج إليها في المؤسدسدات الجامعية ،تربية تُ لعد
لنا مواطنين أحرار ومتنورين ،فالتنشد د د د ددئة على التنوير العقالني وعلى ممارسد د د د ددة الحرية هما
الضد ددمانة القوية ضد ددد انزال المجتمعات إلى مسد ددلكيات العنف والعنف المضد دداد ،فالمطلوب
هو تحرير المؤس د د د دس د د د ددة الجامعية من التس د د د ددييس ،والتحول بها إلى نمط فكري يتمركز حول
اإلنسان ،شرط أن تكون حريته موضع الدرن العملي والعلمي وغايته.
حر ،فإنه ال بد من صياغة ثقافة تُعزز هذهسلوكا اا
ا ومن ثَ َّم إذا أردنا لطالبنا أن يسلكوا
القيمة في فض د دداء الجامعة يكون قوامها :نش د ددر الديمقراطية ،وحقو اإلنس د ددان ،وتعزيز قيمة
المسدداواة ،فضد ادال عن تضددمين المناهج الد ارسددية مجموعة من األنشددطة التعليمية القادرة على
تعزيز مفهوم الحرية األكاديمية في عقول الطلبة وقلوبهم.
مع التوكيد أن تجسدديد قيمة الحرية األكاديمية في سددلوك الطلبة وأعضدداء هيئة التدريس
يتطلب من المؤسد د د د دس د د د ددة التربوية بكل مكوناتها خلق أنش د د د ددطة تربوية وتطبيقية تُمكن الطلبة
وأسد د د د دداتذتهم من االنخراط الفعلي في ثقافة الحرية ،ويقصد د د د دداء كل السد د د د ددلوكيات المنافية لهذه
الثقافة التي يمارسها بعضهم داخل المؤسسة الجامعية.
ولكي تتمكن المؤسدسدة الجامعية من تجسديد قيمة الحرية في سدلوك الطلبة ،فإنه يتعين
عليها العمل على إحدات تغيرات وتعديالت جوهرية في المناخ العلمي والفكري واالجتماعي
داخل البيئة التربوية ،من خالل إش دداعة القيم اإلنس ددانية واألخالقية ،وقيم الترابط االجتماعي
والتواصد د د د د د ددل الثقدافي ،كمدا يتعين عليهدا تعميم ونشد د د د د د ددر قيمدة الحريدة ،ومدا يرتبط بهدا من قيم
الديمقراطية وحقو اإلنسان.
وعليه ُيمكن للقائمين على العملية التربوية والتعليمية اإلس د د ددهام في تنمية الس د د ددلوك الحر
لدى الطلبة ،من خالل :عقد المؤتمرات الطالبية التي تسعى إلى تنمية منظومة القيم النبيلة
دلوكا
لدى الطلبة ويكسدابهم المهارات التي من شدونها بناء الشدخصدية القادرة على أن تسدلك س ا
حر في المواقف المختلفة.
اا
كما يقع على عاتق المؤسدسددة الجامعية خلق أنشددطة تربوية (ندوات ،مسددرحيات ،أفالم
سدينمائية) تخلق اتجاهات إيجابية لدى الطلبة نحو قيمة الحرية التي تدفع الطلبة إلى سدلوك
يرفض التعصددب لآلراء التي قد تؤدي إلى االنفعال ،ومحاولة إقصدداء اآلخر أو ربما إلغائه.
مع ملحوظة أن النظرية التربوية الحديثة ترى أننا ال نتعلم ماال نمارس دده ،فإذا أردنا أن نتعلم
الحرية تحتم علينا ممارستها.
116
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعر أقمية قيمة الحريةت لكنة ال ُيحسااااااان اختيار السااااااالو
اإليجابي لها .ما تفسير لذلم؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()25
تش يل قيمة الحرية عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
دعوة للتفكير
مع التسليم ب ن األديان والمجتمعات والنظم السياسية قد فرضت علل اإلنسان بعح القيودت فهل قذه القيود
في صااالح اإلنسااان أم ال؟ وما مدى أحقية اإلنسااان في رفح قذه القيود؟ ثم ما مدى أحقية بعح الجهات
مثل (التربية) في وضع قيود علل اإلنسان تعتقد قي أنها في صالحة ويعتقد قو أنها ليست كذلم؟
قطو إثرائية
كال منا يجب أن يختار لنفساااةت بل أنة حينما يختار اإلنساااان لنفساااة إنما يختار
يقول جان بول ساااارتر :إن ا
أيضاااا اا في خلق صااااااورة
أيضاااا اات فال عمل من أعمالنا في خلقة لما نريد أن نكونة إال ويساااااااقم ا
لكل الناس ا
اإلنسان كما نتصورهت وكما نظن أنة يجب أن ي ون( .سارترت 1954ت )114
117
الفصل العاشر
قيمة المسؤولية االجتماعية
118
الفصل العاشر
قيمة المسؤولية االجتماعية
ُيعد وعي أفراد المجتمع بمسد د د د ددؤولياتهم االجتماعية أمر على درجة عالية من األهمية،
ومن دون ذلك يعيش المجتمع حالة من التفكك والفوضد د د ددى ،وتفقد الحياة االجتماعية الكثير
من خصد ددائص المجتمعات اإلنسد ددانية المتحض د درة ،إذ يسد ددود منطق تغليب المصد ددالح الفردية
واألنانية وتعظيم الفوائد الفردية على حس د د د دداب الفوائد المجتمعية .فاإلحس د د د ددان بالمس د د د ددؤولية
االجتماعية ُيغذيه اإلحسد ددان بالواجب ،مما يسد دداعد على إشد دداعة االلتزام بض د دوابط األخال
اإلنسد د ددانية ومعاييرها وقوانينها األخالقية ،التي ينجم عنها بالضد د ددرورة تقوية نسد د دديج المجتمع
ووحدته الوطنية.
من هندا فدإن ارتفداع حس المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة يعني تحمدل األفراد مسد د د د د د ددؤوليدة
ق ارراتهم ،ابت ددداء من ذواتهم أواال ،ومن ثَ َّم جميع دوائرهم المحيط ددة بهم ،والق دددرة على الوف دداء
بدالت ازمداتهم األخالقيدة بكدامدل إرادتهم ،فدالمسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة منداطدة بداألفراد األحرار ،في
حين أن مسلوبي اإلرادة ال تقع عليهم أية مسؤولية اجتماعية ،كما ال تناط بشخص ال يملك
قواه العقلية كاملة.
وفي هذه الفصد د ددل س د د ديتم تناول قيمة المسد د ددؤولية االجتماعية من خالل تناول مكوناتها
المعرفية والوجدانية والسلوكية.
أواال :الم ون المعرفي لقيمة المسؤولية االجتماعية:
يشمل هذا المكون المعارف والمعلومات النظرية التي تتصل بقيمة حب المعرفة ،وعن
طريقده يمكن تعليم هدذه القيمدة ،من حيدث أهميتهدا وفوائددهدا ومدا تددل عليده من معداني مختلفدة
ومتعددددة ،وكددذلددك من دالالت تربويددة .ومن هنددا يجددب تعليم الطلبددة مجموعددة من المعددارف
عن قيمة المسؤولية االجتماعية ،وذلك على النحو اآلتي:
-1مفهوم المسؤولية االجتماعية:
يدذهدب بعضد د د د د د دهم إلى أن المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة تعني بدون يكون البعدد االجتمداعي
واألخالقي هو المحدد لسد د ددلوك األفراد والمؤس د د دسد د ددات (حكومية أو خاصد د ددة) من حيث توثير
نش د د د د د د دداط قطدداع األعمددال على العدداملين والمسد د د د د د ددتفيدددين ،وعلى البيئددة والمجتمعددات المحليددة
والمجتمع ككل.
119
كم ددا تُعرف المسد د د د د د ددؤولي ددة االجتم دداعي ددة بد دونه ددا "االهتم ددام بجوان ددب التنمي ددة المجتمعي ددة،
واألخالقية إلى جانب االهتمام بالمص ددلحة المادية الش ددخص ددية للفرد ،أو للمنش ددوة ،مما يعني
أن التزام األفراد ومؤسسات المجتمع تجاه أفراده ،مما يعني أن العمل يتعدى العمل الخيري.
ومن الجدير بالذكر أنه في الس د د ددنوات القليلة الماض د د ددية س د د دداهمت أكثر من جهة دولية
بتحديد مفهوم المسد د د د ددؤولية االجتماعية ،إذ حددها االتحاد األوربي بونها "سد د د د ددلوك تقوم على
أس د دداس د دده مؤسد د دس د ددات المجتمع بتض د ددمين االعتبارات االجتماعية والبيئة في نش د دداطاتها ،وفي
تفاعلها مع أصددحاب المص دالح بشددكل طوعي" .كما عرفها مجلس األعمال العالمي للتنمية
المسااااتدامة :على أنها التزام مسد د ددتمر من قبل المؤسد د دسد د ددات في التنمية ،والسد د ددعي لتحسد د ددين
ظروف المعيشية للعاملين وللمجتمعات المحلية ،والمجتمع ككل.
يتضد د د د د د ددح من التعريفدات السد د د د د د ددابقدة أن لمفهوم المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة مجموعدة من
الخصائص المشتركة نعرضها في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()26
يوضح بعح خصائص المسؤولية االجتماعية
طوعيااااة العماااال في تشاااااااااركية العمل في ضرورة تكامل الجهود تارشااااااااااياااااد الاجاهاود
والنفقاااات وفق حااااجاااات ب ارامااج الاامساااااااااااؤولااياااااة المساااااااؤولية االجتماعية المجتمعية كافةت سااااااوا
االجتماااعيااة وخاادماااتهااات في األنشاااااااااطاااة كاااافاااةت أكاااناات اقتصاااااااااااديااةت أم المناطقت ووضاااااع سااااالم
وعدم إلزام أي طر فيها لالاوصاااااااااول إلال تاحاقاياق خاادميااةت أم تعليميااةت أم لاألولاوياااااات الاتاي ياجاااااب
الاااتاااي ُتاالاااباااي توعوياةت للوصاااااااااول إلل البد بتنفيذقا. مان قابااااال الاحا اوماااااة أو األقااااادا
تنمية مستدامة. القاااانونت أو أياااة جهاااة احتياجات المجتمع.
أخرى.
120
◼ يرجع ظهور فكرة المسدؤولية االجتماعية إلى القرن الثامن عشدر عندما أعلن االقتصدادي
"أدم س ددميث" Adam Smithأن احتياجات المجتمع ورغباته س ددوف تتحقق على أكمل وجه
بفضل التعاون بين المنظمات والمؤسسات والمجتمع.
مع ملحوظة أن الكتابات في هذه القضية تشير إلى أن المفهوم لم يترجم للواقع الفعلي
إال في النص د د ددف األول من القرن العشد د د درين ،بعد أن أص د د ددبح اهتمام المنظمات والش د د ددركات
منص د د ادبا على تعظيم أرباحها .غير أنه مع حدوت مش د ددكالت بيئية خطيرة ،واس د ددتمرار موجة
االنتقادات لالتجاه االقتصدادي ،أوجد عدد من المبادرات التي تسدتوعب الوضدع االجتماعي،
وتُركز على أهمية الشراكة المجتمعية في حل ما تعانيه البيئة من مشكالت.
مؤتمر
اا ◼ وفي أواخر السد د د د د د ددبعيندات عقددت إحددى الجدامعدات في الواليدات المتحددة األميركيدة
حول المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة لمنظمدات األعمدال ،وأكد المؤتمر أن ما يشد د د د د د دهدده العدالم من
تغيرات ،تفرض على مؤسسات القطاع الخاص التحول من التركيز على الربحية المتعاظمة
على حس د د د د د دداب التض د د د د د ددحية بااللتزامات االجتماعية ،إلى الموازنة بين تحقيق الربح وااللتزام
األخالقي نحو مجتمعاتها.
◼ ويعود تاريك المس د ددؤولية االجتماعية في المؤس د دس د ددة التعليمية إلى رؤية الفيلس د ددوف "جون
ديوي ،"John Deweyال ددذي رأى أن التعليم عملي ددة أخالقي ددة ته دددف إلى تطوير الحس
األخالقي لدى األفراد من خالل تنشئة الذكاء والقوة والهم االجتماعي لديهم.
فيعد ارنس د د ددت بويار )1990( Ernest Boyerأول أما على مس د د ددتوى التعليم العالي ُ
من نادي بضد ددرورة إعادة النظر في دور الجامعة ليكون تشد ددكيل المجتمعات ذو حيز واسد ددع
في سدياسداتها ،وأصدل جذور هذا الدور عائد السدتفادة الجامعات األمريكية من قوانين موريل
، Morrill Actباإلض د ددافة إلى تطبيق كثير من الجامعات الخاص د ددة لمبدأ "التعليم الخدمي"
بوصفه وظيفة أساسية( .الخطيب واألحمدي)250-249 ،2017 ،
121
-3صور المسؤولية االجتماعية وأش الها:
تتض د ددمن المس د ددؤولية االجتماعية أش د ددكال وص د ددور مختلفة يمكن توض د دديحها في الجدول
اآلتي( :الخطيب واألحمدي)252 ،2017 ،
جدول رقم ()27
يوضح أش ال المسؤولية االجتماعية وصورقا
احترام قواعاد القاانون والتوافق إعطااا جميع األفراد حقوقهمت حمااااياااة البي اااة وتحساااااااااينهاااا
معهااات وكااذلاام إدارة النشاااااااااااطااات بااد ا ا من الوالاادين وانتهااا ب ااافااة وم اااااافحاااااة التلوف البي يت ومنع
واألعماال كاافاة وفق مبااد وقواعاد األفاراد الاامااخاتاالاافااياان فااي الااعاارقت الاتالاوف ودر األخاطاااااار الابايا اااااة
الناجمة عن النشاطات اإلنتاجية. والجنست واللون. أخالقية.
المشااااركة في جميع األ نشاااطة التبرع للمؤسااسااات والجمعيات إقااامااة معاااقااد تعليم وتاادريااب
وتقااااديم إعااااانااااات في المجاااااالت التوعويةت والتعليميةت والصاااااااحيةت الخيرياةت وتقاديم اإلعااناات للفقرا
ومساااااااعدتهمت فضااااا ااال عن تطوير الصاااااااااحياة والثقاا ياةت وفي حااالت والتدريبية في المجتمع لمن يحتا
الكوارف. المجتمعات المحلية. إليها.
122
تُعبر المسد ددؤولية االجتماعية عن تفاعل ضد ددروري بين األفراد ومؤس د دسد ددات القطاع العام
والخاص والمجتمع ككل ،ومن ثَم فإن أي طرف بدعمه للمسؤولية االجتماعية يعزز العالقة
بينه وبين األطراف األخرى في المجتمع.
ُ يس دداعد تحمل أفراد المجتمع ومؤسد دس دداته لمس ددؤولياتهم االجتماعية على تحقيق االندماج
في المجتمع ،مهم ددا ك ددان ددت االختالف ددات العرقي ددة ،واألي ددديولوجي ددة كبيرة ،ب ددل أن تحم ددل أفراد
المجتمع بمؤسساته المختلفة قد يذيب هذه االختالفات ليشكل نسق اجتماعي واحد.
ُ يسدهم تحمل أفراد المجتمع ومؤسدسداته االجتماعية في زيادة الوعي باحترام مبادئ حقو
اإلنسد د د د د د ددان ،وم ارعداة القواعدد األخالقيدة مثدل احترام النظدام ،والمحدافظدة على الدذو العدام في
المجتمع.
ُ يس د د د ددهم قيام أفراد المجتمع كافة بمس د د د ددؤولياتهم االجتماعية في مش د د د دداركة كافة أفراده في
تحقيق التنمية المستدامة.
كما أن من آثار نش د ددر ثقافة تحمل المس د ددؤولية االجتماعية بين أف ارد وقطاعات المجتمع
كافة ،يساعد في رفع مستوى الثقة ،وتغذية مستوى األمان والطمونينة والراحة النفسية.
-5دور الجامعة في تعزيز قيمة المسؤولية االجتماعية:
أشد ددارت المفوضد ددية األوربية إلى أن الجامعات يجب أن تتحمل مس د دؤوليتها نحو تعزيز
قيم المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة من خالل تددعيم مجموعدة من األمور ندذكر منهدا( :الخطيدب
واألحمدي)256-254 ،2017 ،
أن التحول في النظرة العدامدة للجدامعدة من مزود للخددمدات التعليميدة إلى ارفدد يعول عليده
في إنتاج مواطنين مدربين من أجل دخول منافس د ددة عالميةُ ،يلزمها بون تكون مسد د دؤولة نحو
المجتمع الذي توجد فيه ،والقفز فو حاجز عد التعليم سد د ددلعة للبيع والشد د دراء ،والبدء بالعمل
وعيا بالمسؤولية االجتماعية ،مما يتطلب إعادة يكلة أهداف التعليم
على تشكيل أفراد أكثر ا
العالي ومناهجه ويداراته حتى تكون أكثر فاعلية وكفاءة.
وبما أن األطراف المس د د ددتفيدة من خدمات الجامعات تقدم مجموعة من الموارد للجامعة،
كمنحها الش د د د ددرعية ،ورأن المال ،والعمالء ،والموظفين ،فالمتوقع منها توفير خدمات مقبولة
اجتماعيا ،تتناسد د د د د ددب مع قيم المجتمع وأعرافه ،فتعزيز العقد االجتماعي الذي يسد د د د د ددمح ألي
ا
اجتماعيا ،وهذه المسددؤولية االجتماعية
ا مؤس دسددة بمواصددلة عملياتها ُيلزمها أن تكون مس دؤولة
يفرضدها العقد االجتماعي بين جميع أصدحاب المصدلحة في المجتمع وهو الشدرط األسداسدي
123
لقيددام أي مجتمع مدددني ،وهددذا أحددد األسد د د د د د دبدداب الكددامنددة التي تدددفع في تجدداه المطددالبددة بقيددام
الجامعات بمسددؤوليتها االجتماعية ،ويعادة تصددديرها للمجتمع من خالل تشددكيل المؤس دسددات
لخريجين يتحملون مسؤولياتهم االجتماعية.
كبير في خ دددم ددة مجتمع دداته ددا المحلي ددة ق ددام ددت الج ددامع ددات
أثر اا
ألن الج ددامع ددات تُم ددارن اا
األميركيدة بتقدديم العون للمجتمعدات المحليدة في تطوير األ ارضد د د د د د ددي الزراعيدة ،ثم من خالل
المش د دداركة الفاعلة للجامعة الكبرى مع نهاية القرن التاس د ددع عش د ددر في ش د دديكاغو ،ونيويورك،
وميتشددغان ،وهارفارد في مشدداريع توطين المهاجرين الجدد ،وتقديم بعض الخدمات التوعوية
لهم من أجدل تعزيز ثقدافدة وطنيدة واحددة ،ولهدذا يجدب أن تقوم الجدامعدات العربيدة بمثدل هدذه
األدوار في المجتمعات التي تعمل بها.
تزايد اإلحس د د د د ددان بوهمية دور الجامعات في تحقيق مس د د د د ددؤوليتها االجتماعية ،مما خلق
اكا كانت بداياته في مؤسد د دسد د ددات التعليم العالي األميركي ،ليتمخض عنه فيما بعد تكوين حر ا
شد د د د د د ددبكدة تعداون بين الجدامعدات في مختلف بلددان العدالم ،أُطلق عليهدا "تحدالف المسد د د د د د ددؤوليدة
االجتماعية للجامعة" ،والذي كان من آثاره انعقاد المؤتمر الدولي للمسدؤولية االجتماعية في
نوفمبر 2009تحت مظلة المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
ومن الجدير بالذكر أن أهم أنش د ددطة "تحالف المس د ددؤولية االجتماعية للجامعة" تمثل في
التركيز على تدريس المسد ددؤولية االجتماعية في المناهج الد ارسد ددية جميعها ،وتسد ددهيل التبادل
المجاني الحر ألفكار وأسد د د د د دداليب ومشد د د د د دداكل تدريس القضد د د د د ددايا المرتبطة بالمسد د د د د ددؤولية بين
الجامعات ،ومسد د د د دداعدة الجامعات على دمج المسد د د د ددؤولية االجتماعية في نشد د د د دداطاتها كافة،
والمسد د د د دداهمة في تشد د د د ددكيل إيمان مجتمعي ،بضد د د د ددرورة مراقبة مقدار التحول في تلبس العمل
المؤسدسدي الجامعي بمسدؤولياته االجتماعية ،ويؤمل أن تغير هذه األنشدطة الهدف األسداسدي
للتعليم من التركيز على تحقيق تنافسدية اقتصدادية مخيفة إلى غرن حب الخير واإليثار في
الطالب.
تُعد المسؤولية االجتماعية منهج أخالقي تسعى فيه الجامعات إلى تطوير روح المواطنة
المددنيدة ،وتطوير المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة لددى الطالب ،وتطوير أعضد د د د د د دداء هيئدة التددريس
وغيرهم في الجامعات من أجل دعم المشد د د د د د دداركة االجتماعية والبيئة والتقنية واالقتصد د د د د د ددادية
للوصول إلى مجتمع يتمتع باالستقرار والتنمية.
تُعدد الجدامعدة مسد د د د د د دؤولدة اجتمداع ايدا عن اآلثدار التعليميدة والمعرفيدة والعمليدة والبيئيدة كدافدة
ديوعا،
الناتجة عن الجامعة ،بهدف دعم التنمية المسد د ددتدامة ،وهذا الدور هو أكثر األدوار شد د د ا
124
لكوندده مدددر اجدا في كددل من الرابطددة العددالميددة للجددامعددات ،وتحددالف المسد د د د د د ددؤوليددة االجتمدداعيددة
للجامعات الذي تم توسيسه في عام .2008
يحددد بعضد د د د د د دهم المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة للجدامعدة في الواليدات المتحددة األميركيدة في
جانبين :الجانب المؤسد د دس د ددي للجامعة ،والمس د ددؤولية األخالقية لمنس د ددوبيها من أعض د دداء هيئة
التدريس ،فعلى الصدعيد المؤسدسدي ،يمكن للجامعات القيام بتطوير أواصدر الشدراكة الخدمية
مع المجتمع المحلي ،وفي الجانب األخر فإن عض د د د ددو هيئة التدريس مس د د د دؤول عن بث قيم
المسؤولية االجتماعية بين الطلبة.
ال تقتص د ددر مش د دداركة مؤسد د دس د ددات التعليم العالي على الحياة االجتماعية ،بل تتعدها إلى
المشدداركة في الحياة الثقافية والسددياسددية ،إذ تؤكد الد ارسددات أن ارتفاع المشدداركة االجتماعية
يؤدي إلى إش د د دداعة الرض د د ددا من قبل المجتمعات المحلية في جانب ،ومنس د د ددوبي المؤسد د د دس د د ددة
ض د د د د د دا
التعليمية في جانب آخر ،فالتعليم ال ُيعد مفتاح تحس د د د د د ددين جودة الحياة فقط ،ولكنه أي ا
ُيحسن حياة التجمعات البشرية بشكل عام.
تُعد الجامعات مس ددؤولة عن التغيرات االجتماعية ،ألنه من المهام األس دداس ددية للمس ددؤولية
االجتمداعيدة للجدامعدات مس د د د د د د دداعددة قيدادات المجتمعدات على إحددات ثورة في اإليثدار وحدب
اآلخر وترسديك قيم حقو اإلنسدان وحرياته األسداسدية ،وينبغي أن تكون الجامعات هي نقطة
االنطال التي تس د د ددتمد منها الثورة قوتها ،وتُعد مهمة الجامعات في نش د د ددر ثقافة التغيير من
عموما.
ا أهم المهمات التي يجب أن تقوم بها الجامعات العربية
كما يش د د ددير بعض د د دهم إلى أن من بين جوانب المس د د ددؤولية االجتماعية تعزيز ثقافة العمل
التطوعي ،من خالل تض ددمينها في برامج التعليم ،إذ عملت بعض الجامعات على احتس دداب
درجات أو وحدات تعليمية لقاء المشد دداركة الطوعية للطلبة في برامج المشد دداركة االجتماعية،
والتدوسد د د د د د دديس لمنح جوائز ثدانويدة لتلدك المشد د د د د د دداركدات ،فمشد د د د د د دداركدة الطلبدة في تقدديم الخددمدة
لمجتمعداتهم تمكنهم من إدراك قضد د د د د د ددايدا المجتمع المحيط بهم ،األمر الدذي يضد د د د د د ددمن توفير
محددات قوية لغرن قيم المسؤولية االجتماعية في خريجي الجامعات.
ثانيا :الم ون الوجداني لقيمة المسؤولية االجتماعية:
ا
يشد ددمل هذا المكون الحب االنفعاالت والمشد دداعر واألحاسد دديس الداخلية التي ال تظهر.
وعن طريقه يميل الفرد إلى قيمة معينة .ويتصد د د د ددل هذا المكون بتقدير القيمة واالعتزاز بها،
وهذا الجانب ُيشعر الفرد بالسعادة الختيار القيمة ،ويعلن االستعداد للتمسك بها على المأل.
125
من هن ددا ف ددإن الج ددامع ددة معني ددة بغرن المحب ددة ل دددى طالبه ددا نحو قيم ددة المسد د د د د د ددؤولي ددة
االجتمداعيدة والتمسد د د د د د ددك بهدا ،وذلدك من خالل تعزيز اآلثدار اإليجدابيدة لهدذه القيمدة في نفون
الطلبة وقلوبهم ،إذ تُعد الجامعات ناجحة في عملها إذا انتهت إلى بناء نس د د د د د ددق قيمي تحتل
فيه قيمة المسد ددؤولية االجتماعية مكانة متقدمة ،ألن بناء المكون الوجداني لقيمة المس د دؤولية
هو الددذي ُيحرر الطلبددة من عزوفهم عن تحمددل المسد د د د د د ددؤوليددة ،فضد د د د د د د ادال عن زيددادة تعدداونهم
وتفاهمهم ليرتقي المجتمع بسلوكهم األخالقي الحر.
وبد ددالنظر إلى طبيعد ددة النمو الوجد ددداني نجد ددد أند دده يتكون من العواطف والمشد د د د د د د د دداعر
واالحاسد دديس واالنفعاالت التي ينبني عليها السد ددلوك ،وتؤثر في مواقفه واتجاهاته في الحياة،
ومن ثَ َّم لكي يتم تربية هذه العواطف والمش د دداعر تجاه قيمة المس د ددؤولية االجتماعية ال بد أن
تقوم الجامعة ببعض األنش ددطة التي من ش ددونها أن تُس دداعد في تنمية الجانب الوجداني لقيمة
المسؤولية االجتماعية ،نذكر بعضها في الجدول اآلتي:
جدول رقم ()28
يوضح بعح األنشطة التي تساعد علل بنا الم ون الوجداني
الرحالت الجامعية المناظرات الجامعية الندوات الجامعية
عد الندوات الجامعية من األنشطة ال شام أن المناظرات الجامعية لها ُتع ّاد الرحالت والزياارات العلمياة من ُت ّ
الاماهاماااااة فاي تاقاوياااااة الاوجااااادان أثر كبير في غرس شاااعور االتزان أقم األنشاااااااااطااة الجااامعيااة إلثرا
األخالقي وتنمية قيمة المسااااؤولية والثقاة باالنفس لادى الطلباةت وقي خااابا ارات الاااطااالاااباااااة الاااتااارباااوياااااة
االجتمااااعياااةت ولهاااا أثر كبير في تعلمهم مهااااارات تقوياااة الوجااادان واالجتماااعياةت كمااا ُتعا ّاد وسااااااااايلااة
تعاادياال اتجاااقااات الطلبااة وميولهم األخالقي ب سااااااالوب مقنع وجذاب .تعليمية تربوية ناجحة لكسر جمود
ناحاو ماااااا ُياراد تاعازيازه مان ماواطان وبشااااااا ل عام َت ْك ُمن مزايا المناظرة المناااقج إذا أجيااد اساااااااااتخاادامهااا
القوة وعال مواطن الضاااعف التي في تعزيز الثقااة بااالنفس واالتزانت وتاوجاياهاهاااااا وفاق باراماج عالاماياااااة
تتصااااال علل سااااابيل المثال بنقص وخلق مشااااعر وأحاسااايس إيجابية ماادروسااااااااااةت كمااا يم ن توظيفهااا
المشاااااااااااعر اإليجااابيااة نحو قيماة نحو ماااا ُيراد تنميتاااة في وجااادان لتقويااة وجاادان الطلبااة نحو قيمااة
المساااؤولية وما يرتبط بها من قيم الطلباااة نحو قيماااة المساااااااااؤولياااة المساااااااؤوليةت ك ن ُيخطط أساااااااتاذ
المقرر لرحلااااة إلل م تااااب ماااادير االجتماعية. حب العمل والتعاون واإليثار.
إدارة الاتارباياااااة والاتاعالايام وتاعارياف
الطلبة بمسؤولياتة.
وجدانيا على حب قيمة المسد د د ددؤولية
ا مع ملحوظة أن هناك أنشد د د ددطة كثيرة لتربية الطلبة
بويا التوجيه غير المباشر نحو تحمل المسؤولية االجتماعية، االجتماعية ،إذ تُمثل القصة تر ا
وجدانيا
ا وكذلك ُيعد األستاذ الجامعي قدوة لطالبه في تحمل المسؤولية االجتماعية ،وتربيتهم
انفعاليا نحو القيمة إلى جانب مسؤوليته في رعاية السلوك واألخال .
و ا
126
ثال اثا :الم ون السلوكي لقيمة المسؤولية االجتماعية:
في هدذا المجدال يمكن الحدديدث عن بعدد آخر من أبعداد التربيدة من أجدل المسد د د د د د ددؤوليدة
االجتماعية هو البعد الذي يمكن تسد د د د د ددميته بالنهايات المسد د د د د ددتدامة لهذه التربية ،فكما أنه ال
جدوى من تعليم المس د د د ددؤولية االجتماعية إال بالقدر الذي يس د د د ددتفيد منه الطلبة على ص د د د ددعيد
التحصدديل المعرفي الجامعي ،فإن هذه الجدوى تظل ضددعيفة أي ا
ض دا إذا لم يتمكن التعليم من
تحويل قيمة المسددؤولية االجتماعية إلى معايير داخلية تعكس مواقف الطلبة وتوجه سددلوكهم
اليومي.
ومن ثَ َّم فإن المكون السد د د ددلوكي لقيمة المسد د د ددؤولية مهم لكي تكون شد د د ددخصد د د ددية الطالب
متكاملة من جوانبها كافة ،فضد د د د د د ادال عن أن الطالب يحتاج في حياته العملية والمواقف التي
تواجهده إلى الكثير من المهدارات التي تجعلده أكثر قددرة على السد د د د د د ددلوك الصد د د د د د ددحيح .وهدذا
يسد د د د د د دتدددعي أن تكون هندداك مهددارات عمليددة لدددى كددل الطلبددة تُمكنهم من القدددرة على تحمددل
المسد د د د د د ددؤوليدة االجتمداعيدة ،كدون ُنمكنهم من مهدارات التواصد د د د د د ددل مع اآلخرين وبنداء عالقدات
ضد د د د د د دال عن توجيههم إلى مسد د د د د د د دداع دددة الفقراء
اجتم دداعي ددة ق ددائم ددة على التق دددير واالحترام ،ف ا
والمحتاجين ،وتنظيم الجمعيات التي من خاللها يستطيعون المشاركة في تنمية وطنهم على
المستويات كافة.
ومن الجددير بدالدذكر أن دور الجدامعدة في بنداء المكون السد د د د د د ددلوكي لقيمدة المسد د د د د د ددؤوليدة
االجتمدداعيددة لدددى الطلبددة من خالل برامجهددا التدددريبيددة التي تكون موازيددة للتدددريس النظري
ومكملة له ،لتزويد الطالب بالمعلومات العملية والنظرية عن القيمة المراد تنميتها والس د د د ددلوك
بمقتضاها.
كمددا ينبغي على الجددامعددة وضد د د د د د ددع الخطط والبرامج الكفيلددة بتنميددة قيمددة المسد د د د د د ددؤوليددة
االجتماعية لدى الطلبة من خالل إقامة األنشطة المختلفة التي تُسهم بصورة فاعلة في بناء
أجيال قادرة على تحمل المسؤولية في المواقف المختلفة.
وعلى ذلدك تكون الجدامعدة عبدارة عن تجربدة حيداتيدة متكداملدة يعيشد د د د د د دهدا الطدالدب خالل
سددنوات د ارسددته فيها بكل تفاصدديلها ،وعليه أن يسددتفيد من مواقفها ويتفاعل معها وينقلها إلى
مجتمعده الكبير ،عنددمدا ينخرط في الحيداة العمليدة بعدد التخرج أو أثنداء الدد ارسد د د د د د ددة .فدالجدامعدة
وموقعا للعلم والثقافة وص د ددناعة الحياة وبناء
ا دنعا إلعداد المواطنين الص د ددالحين األكفاء،
مص د د ا
السلوكيات المرغوبة.
127
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعرف أهمية قيمة المسدؤولية االجتماعية ،لكنه ال ُيحسدن اختيار
السلوك اإليجابي لها .ما تفسيرك لذلك؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()29
تش يل القيمة عبر م وناتها المعر ية والوجدانية والسلوكية
الم ون المعرفي لقيمة المسااااااااؤولية الم ون الوجداني لقيمة المساااؤولية الم ون الساااالوكي لقيمة المسااااؤولية
االجتماعية. االجتماعية. االجتماعية.
فكر ..أفعل
ما رأيم في تصرفات بعح الطالب في المواقف اآلتية؟
⚫ ط ددال ددب ال يراعي القواع ددد األخالقي ددة مث ددل احترام النظ ددام ،والمح ددافظ ددة على ال ددذو الع ددام في
المجتمع.
⚫ طالب ال ُيشارك في األعمال التطوعية التي تقيمها الجامعة.
⚫ طالب ال يهتم بما تتعرض له المملكة من اعتداءات على حدها الجنوبي.
فكر ..صمم
تعاون مع زمالئك وبإشراف أستاذ المقرر لعمل ندوة في الكلية التي تدرن فيها بعنوان :أثر
قيمة المسؤولية االجتماعية في مواجهة بعض المشكالت ،مثل :ظاهرة األمية ،الطال ،
المخدرات.
128
الفصل الحادي عشر
قيمة العدالة وتكافؤ الفرص
129
الفصل الحادي عشر
قيمة العدالة وتكافؤ الفرص
ال شددك أن قيمة العدل من القيم المهمة في الحياة اإلنسددانية ،ألن فلسددفة الوجود قائمة
على العدل ،ومن ثَ َّم فإن العدل ُيعد مطلب عام لكل البشد د ددر دون اسد د ددتثناء ،فضد د د ادال عن أن
عموما.
ا أساسيا الستقرار المجتمعات اإلنسانية وصالحها ا مدخال
ا قيمة العدالة تُعد
والعدالة من القيم اإلنسد ددانية األسد دداسد ددية التي أمر اإلسد ددالم بوجوب تحقيقها ،وعدها من
أكثر القيم اإلنسدانية أهمية ،إن لم يكن أكثرها أهمية على اإلطال في صدالح حياة األفراد،
والجماعات ،وص ددالح األسد درة واس ددتقامة الحياة في المجاالت جميعها ،سد دواء أكان ذلك على
مسددتوى المجتمع ،أم على المسددتوى اإلنسدداني برمته ،حتى غدا تحقيق العدل بين النان هو
الهدف األس ددمى لإلنس ددانية .وفي هذا الفص ددل س ددوف نتناول قيمة العدالة وتكافؤ الفرص من
خالل مكوناتها المعرفية والوجدانية والسلوكية.
-1العدالة في الفكر اإلسالمي:
ورد في القران الكريم عدددد من اآليددات التي أمرت بددالعدددل وحثددت عليدده ،وأشد د د د د د د ددادت
بتحقيقه ،ونهت عن العمل بض ددده ،منها قوله تعالى :إانَّ الدَََّ نََقمً باولقََِّلا وَاإلاُسكَونا وَإانتَوءِ ذِا القًَُبَى
وَنَاهَى ََُا الق َحشكَوءِ وَالقَاًََا وَالقبَ قلا نََِظَُُ لَََدََُّ َُنَكًَّونَ (سد ددورة النحل .)90:وقوله جل شد ددونه :إانَّ
الدَََّ نََقمًكُ أَن ُُؤَدهوا القََمَونَ وتِ إالَى أَهدِهَو وَإاذَا ََََُتُ بََُِّ الاَّوسا أَن َُحََُاا باولقََِّلا (النساء.)58 :
ومن أهم األقوال التي تناقلها النان في الحث على العدل في العصد د د د د ددور اإلسد د د د د ددالمية
المختلفة ،القول" :إذا صد ددلح الراعي صد ددلحت الرعية" ،و"العدل يغني السد ددلطان عن أعوانه".
فيمددا تندداقلددت النددان أقوال أخرى تنهى عن الظلم والجور ،مثددل :الظلم يجددب النعم ويجلددب
النقم .وقولهم :وأقرب دعوة للسماء دعوة المظلوم.
كما أن هناك مؤش درات ودالئل أخرى على أن تحقيق العدل في اإلس ددالم ال يتوثَّر بدين
أو وعقيد ،وال بمركز اجتماعي أو وظيفة ،أو حس د د د د ددب أو نس د د د د ددب ،وال بمال أو جاه ،بل أن
جميع النان على أرض المسلمين (مسلمين وغير مسلمين) يتمتعون بالحقو نفسها وعليهم
نفس الواجبات.
مع التوكيد أنه متى ما ش د دداع العدل واإلنص د دداف في المجتمعات يش د دديع األمن واألمان،
واالسددتقرار السددياسددي ،والتماسددك االجتماعي ،واإلزهار الثقافي واالقتصددادي ،وتتملف النان،
130
وتزيد مش د دداركتهم في المجتمع لش د ددعورهم بإحقا الحق ،وأنهم جزء من النس د دديج االجتماعي،
تحفأ فيدده كرامتهم ،ويشد د د د د د ددعرون بددالفخر وقوة االنتمدداء لهددذا المجتمع ،كمددا أن العدددل يمنع
الظالم عن االستمرار في جوره وظلمه ،ويحفأ أموال النان وأمالكهم.
مع ملحوظة أن العدل والمسدداواة ليس دا لفظين مترادفين ،أو أن اإلنسددان الذي ال يسدداوي
بين ش ددخص ددين هو إنس ددان غير عادل ،فالعدل قد يتطلب المس دداواة بين ش ددخص دديين ،لكن هذا
مثال أن نس دداوي بين
ليس على اإلطال ،فقد يتطلب تحقيق العدل عدم المس دداواة ،فال يجوز ا
دادا من اآلخر( .الخطيدب واألحمددي،
طدالبين في الددرجدات إذا كدان أحددهم أكثر جدديدة واجته ا
)237 ،2017
-2العدالة في الفلسفة:
اتخذ مفهوم العدالة عند الفالس د د د د ددفة أش د د د د ددكاالا كثيرة ،فقد كان لكل منهم رؤيته
بهدا ،فدإذا مدا س د د د د د د ددلطندا وتدوطيره لمفهوم العددالدة وفاقدا للمرحلدة والظروف التي عدا
الض د د د ددوء على مفهوم العدالة عند أرسااااااطو نجد أنها تنقس د د د ددم إلى داللتين( :بدوي،
)371 ،1984
⚫ داللة عامة :ترمز إلى عالقة الفرد بالمؤسدسددات االجتماعية ،أي االمتثال إلى
القوانين والتحلي بالفضدديلة ،فاإلنسددان الفاضددل هو الذي يمتثل إلى القوانين ويعمل
131
-3معنل العدالة االجتماعية:
تُعد العدالة االجتماعية أحد النظم االجتماعية االقتصد ددادية التي تسد ددعى نحو
التخلص من كد ددافد ددة العوائق والحواجز الموجودة بين الطبقد ددات التي يتكون منهد ددا
المجتمع الواحد ،وباألخص العوائق االقتصد ددادية .وتُعرف العدالة االجتماعية بونها
العندايدة واالهتمدام بحقو أبنداء المجتمع الواحدد بدالشد د د د د د د دكدل الدذي ُيمكن كدل فرد من
الحصد ددول على حقوقه ،وتوزيع ثروات وخيرات المجتمع بشد ددكل عادل ال يفر بين
طبقددة وأخرى ،وتُمكن كددل فرد من التمتع بددالفرص مثددل غيره من األفراد ،والعمددل
على احترام حقو اإلنس د ددان في النواحي كافة ،س د دواء أكانت هذه الحقو مادية أم
معنويدة ،بمعنى توفير كدل مدا يحتداجده أبنداء المجتمع بص د د د د د د ددورة عدادلدة .ومن أبرز
المقومات التي تقوم عليها العدالة االجتماعية نذكر:
نشاار المساااواة بين األفراد :أي نش ددر المس دداواة بين أفراد المجتمع من النواحي
القدانونيدة واالجتمداعيدة واالقتصد د د د د د د دداديدة ،وبدالطبع فدإن نش د د د د د د ددر المسد د د د د د د دداواة بين أفراد
رسد د د د د د د دهدا انتشد د د د د د د ددار المحبدة ،واألمدل بين
المجتمعدات يعود بدالكثير من الفوائدد على أ
ر ية والفس دداد
ص ددفوف أبناء المجتمع ،أما عدم نش ددر المس دداواة فيؤدي إلى نش ددر الك ا
والظلم.
وجوب توافر توازن اجتماعي :ويعني ذلك االلتزام بالعدل أثناء توزيع الثروات
بين أبنداء المجتمع الواحدد ،وذلدك حتى يتم حددوت توازن بين األفراد في مس د د د د د د ددتوى
معيش د د د د ددتهم بالش د د د د ددكل الذي يؤدي إلى التخلص من الفوار بين الطبقات ،والجدير
كبير ،إذ أكد على ض د د د د ددرورة التزام
اهتماما اا
ا بالذكر أن اإلس د د د د ددالم اهتم بذلك الجانب
األغنياء بوداء واجبهم تجاه الفقراء بالشكل الذي يضمن للفقراء العيش الكريم.
ضاااااارورة احترام حقوق اإلنسااااااان :ال يمكن للعدالة االجتماعية أن تتحقق إال
من خالل احترام حقو اإلنسد د د د د د ددان والتمسد د د د د د ددك بها ،والجدير بالذكر أنه إذا لم يتم
المحافظة على حقو اإلنس ددان س دديؤثر ذلك بالس ددلب على العدالة االجتماعية ألنه
سيؤدي إلى غيابها.
وسبل مواجهتها:
-4معوقات العدالة االجتماعية ُ
يعترض تحقيق العد دددالد ددة االجتمد دداعيد ددة مجموعد ددة من المعوقد ددات التي يمكن
إيجازها في النقاط اآلتية:
132
⚫ عدم االلتزام بقواعد وقيم اإلسالم التي تدعو إلى العدل والمساواة.
⚫ عدم احترام حقو األفراد وحرياتهم ،وسيطرة بعض الطبقات على الثروات.
⚫ انتشار الفساد والمحسوبية في قطاعات المجتمع المختلفة.
ومن ثَ َّم فإنه لكي تسد د ددود العدالة االجتماعية ال بد من مواجهة هذه المعوقات
والس د د د د د د ددعي نحو إزالته ددا والتخلص منه ددا .وأبرز الطر التي من الممكن االعتم دداد
عليها لنشد ددر العدالة االجتماعية الرجوع إلى قواعد اإلسد ددالم وتعاليمه الحكيمة التي
تدعو إلى نش د ددر العدالة بين ص د ددفوف أبناء المجتمع ،والحرية بالش د ددكل الذي يؤدي
فضال عن نشر الوعي بين أبناء المجتمع بضرورة
ا إلى انتشار المحبة بين النان،
التمسك بحقوقهم والدفاع عنها.
-5العالقة بين العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص التعليمية:
تتض ددح العالقة بين تكافؤ الفرص التعليمية وتحقيق العدالة االجتماعية في مجموعة
من األمور نذكر منها( :الخطيب واألحمدي)239-238 ،2017 ،
⚫ يرتبدط مفدهدوم تك د د ددافؤ الفدرص ببدعدض المدف د د ددا يدم مث د د ددل :الفدرص التدعدلديدمدي د د ددة ،والفدرص
االقتصد ددادية ،إذ تركز الفرص التعليمية على ضد ددرورة توفير التعليم لجميع المراحل العمرية،
وجعل التعليم متاح لجميع األطفال مع مراعاة التوزيع العادل لهذه الفرص.
⚫ ترتبط العدددالددة االجتمدداعيددة ب دالتكددافؤ في فرص الحيدداة ذاتهددا ،وبخدداصد د د د د د د ددة العدددالددة في
التوظي" ،وعلى ذلدك فدإن أي طرح لمفهوم التكدافؤ في الفرص التعليميدة يتبعده بدالضد د د د د د ددرورة
اإلشد د د د د د د ددارة إلى مفهوم التك ددافؤ في الفرص المهني ددة -التوظي" -على األق ددل ،ويلى ارتب دداط
المفهومين وانعكان مضمون كل منهما على اآلخر.
⚫ يتيح التعليم فرص النمو الفردي والحراك االجتماعي والقوة الس د د د د ددياس د د د د ددية واالقتص د د د د ددادية
للمحرومين ،إذ إنده ُيمكن الطدامحين ذوي الكفداءة من تحقيق الحراك االجتمداعي الصد د د د د د دداعدد
دون تمييز ،الس د د د دديما أن المجتمعات كافة تعد التعليم حاقا من حقو اإلنس د د د ددان يجب كفالته
للجميع ،حتى وين بدت ص د د د ددعوبة تحقيق ذلك في الواقع ،أما في المجتمعات التي يقتص د د د ددر
فعليا_ على طبقة معينة ،يصير التعليم أداة للحراك االجتماعي
فيها حق التعليم _ نظرايا أو ا
الصاعد داخل نطا هذه الطبقة فقط.
مطلبا أسد د د دداسد د د د اديا للحراك
ا ⚫ تشد د د ددير الكثير من الد ارسد د د ددات إلى أن التعليم الجامعي أصد د د ددبح
مهما في الحراك االجتماعي عند دور ااالجتماعي الصد د د د د دداعد ،إذ تبين أن التعليم قد مارن اا
133
أبناء الطبقة الفقيرة والمتوس ددطة نتيجة اللتحاقهم بمؤس دس ددات التعليم ،فوبناء الدخل المنخفض
والوظددائف الدددنيددا الددذين التحقوا بددالتعليم الجددامعي ،تقددل احتمدداليددة التحدداقهم بوظددائف دنيددا،
دور مؤث ار في عملية اتسد د د د د دداع البناء االجتماعي في
ويتضد د د د د ددح أن التعليم الجامعي ُيمارن اا
البالد التي تلتحق نسد د ددبة كبيرة من أبنائها بالتعليم الجامعي أكثر من البالد التي يلتحق فيها
نسبة قليلة بالتعليم الجامعي.
⚫ إن االرتباااط بين تكااافؤ الفرص التعليميااة واإلطااار العااام للعاادالااة االجتماااعيااةت جعاال
السد ددياسد ددات االجتماعية في أغلب البلدان تتجه نحو إيجاد حل لمسد ددولة الالمسد دداواة التعليمية
بين مواطنين المجتمع الواحد ،وتعتمد لتحقيق هذا التوجه مجموعة من الوس د د د ددائل والفعاليات
التربوية مثل :برامج المساعدة االجتماعية ،ودرون التقوية والبرامج اإلعالمية الممكنة.
-6معوقات تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية:
توجددد مجموعددة من المعوقددات التي تمنع من تحقيق مبدددأ تكددافؤ الفرص في
التعليمية في المجتمع نذكر منها( :الخطيب واألحمدي)241-240 ،2017 ،
◼ المستوى االقتصادي لألسرة:
تؤكد الكثير من الد ارسد د ددات أن الناحية االقتصد د ددادية لألس د د درة عامل مهم في معوقات
تحقيق تكافؤ الفرص ،ألنه من دون المسد د د د ددتوى المادي المعقول لألسد د د د درة ا
مثال ال يسد د د د ددتطيع
التالميذ االسددتفادة مما يقدم إليهم من تعليم مجاني إلى أقصددى حدود إمكانياتهم ،فضد ادال عن
أن بعض األسر ال تستطيع أن تسمح للطفل باالستم اررية في الدراسة نهاية السلم التعليمي،
ألنها غير قادرة على تمويل نفقات تعليمه ،باإلضد د د ددافة إلى أنها بحاجة إليه لكي يسد د د دداعدها
في كسب العيش سواء في الري" أو في المدينة.
ومدا ينطبق على عددم القددرة على تحقيق تكدافؤ الفرص التعليميدة ،ينطبق على عددم
القدرة على تحقيق تكافؤ الفرص االقتص د د د د ددادية ،وغيرها من ص د د د د ددور تكافؤ الفرص ،من هنا
تحاول الدول المختلفة أن ترفع مسد د د ددتوى حياة المواطنين بصد د د ددفة عامة ،األمر الذي ينعكس
على األسددر وأبنائها ،فبعض الدول تقدم سددندات للمواصددالت العامة ،ومثلها للحصددول على
الوقود ،وكذلك تقدم بطاقات تمويلية لوجبات غذائية مجانية.
كمدا أن الثروة تمكن أصد د د د د د دحداب رءون األموال أن يجددوا فرص أمدامهم بمدا يملكون
من ثروة أخرى ،إذ يمكنهم الدخول في أفضد د د ددل المؤسد د د دسد د د ددات التعليمية ،وتقدم لهم أفضد د د ددل
134
الخدمات ،كما يمكنهم الدخول في أضدخم المشداريع االقتصدادية ،وهكذا فإن األغنياء يزدادوا
فقرا ،ما لم تبني الدول سياسات تقلص الفروقات بين مواطنيها.
غنى والفقراء يزدادوا ا
ا
◼ العنصر واللون:
يقص د ددد بالعنص د ددر واللون األص د ددل الذي ينحدر منه الش د ددخص ولون بشد د درته ،إذ إن
هناك بعض المجتمعات تقص ددر خدماتها االجتماعية على عناص ددر معينة من الس ددكان ،كما
كان يحص د د د د ددل في مص د د د د ددر أثناء حكم المماليك لها ،حيث كان التعليم الحربي الذي يتم في
قاصر على أبناء الماليك دون العنصر المصري من أبناء البالد ،وترتب على
اا ثكنات مصر
ذلك أن المناصب الهامة في الجيش كانت في يد الماليك فقط.
أيضا ما كان يحدت في جنوب افريقيا إبان الحكم العنصري ،حيث يتمتع ومن ذلك ا
البيض بفرص التوظي" في األماكن القيادية والحس دداس ددة ،كما يتمتعون بفرص تعليم أفض ددل
وأكثر توهيل للوظائف القيادية ،بينما يقف اللون والعنصد د د د د د درية بالنس د د د د د ددبة للزنوج حائالا دون
دخول بعض أنواع المدارن والجامعات.
◼ الجنس (ذكر أو أنثل):
تُعدد المرأة نصد د د د د د ددف المجتمع ،لك نهدا حتى وقدت قريدب هي قوة معطلدة في كثير من
المجتمعات ،مما أض ددعف ش ددونها ألنها تعيش عالة على الرجل ،وليس لها كيان اقتص ددادي،
كما أن التعليم ظل لفترة زمنية غير قصديرة غير متاح لغالبية اإلنات ،إذ أبعدت اإلنات عن
التعليم بحكم التقاليد واألعراف االجتماعية.
وال ش د د د ددك أن هذه االتجاهات آخذت في التقلص في العص د د د ددر الحديث ،لكن هذا ال
حاليا في فرص التعليم
يعني زوالها ،وأكثر ممارسدات عدم التكافؤ ضدد اإلنات هو ما يشديع ا
الجامعي ،بقصد د د د ددر تخصد د د د دصد د د د ددات معينة على الذكور دون اإلنات ،وكذلك احتكار الذكور
تحضرا.
ا لبعض الوظائف السيادية في أكثر المجتمعات
-7أبعاد ظاقرة العنصرية في األدبيات الدولية:
تكفل المادة األولى من ميثا األمم المتحدة ( )1945المبدأ األسدداسددي لحظر التمييز،
وأكد اإلعالن العالمي لحقو اإلنس د د د د د ددان 1948على مبدأ المس د د د د د دداواة والكرامة اإلنس د د د د د ددانية
المتوصد ددلة في كافة بني البش د در ،وهي مبادئ وحقو أصد دديلة وغير قابلة للتصد ددرف .وتنص
المددادتين 2و 7على حظر التمييز ،وتختص المددادة 2بحظر التمييز في أي من مجدداالت
135
تطبيق اإلعالن العالمي لحقو اإلنس د د د د ددان ،فيما تنص د د د د ددرف المادة 7إلى حظر التمييز في
عموما ،وتطبيقات القوانين الوطنية بصفة خاصة.
ا التطبيقات القانونية
وتُعرف االتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري ( ،)1965التمييز
بونه" :أي تمييز أو اسددتثناء أو تقييد أو تفضدديل يقوم على أسددان العر أو اللون أو النسددب
أو األص د د د ددل القومي أو االثني ،ويس د د د ددتهدف أو يس د د د ددتتبع تعطيل أو عرقلة االعتراف بحقو
اإلنس د ددان والحريات األس د دداس د ددية أو التمتع بها أو ممارس د ددتها على قدم المس د دداواة ،في الميدان
السددياسددي أو االقتصددادي أو االجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة
العامة" (المادة .)1
وتُعد االتفاقية التمييز العنصد ددري مؤس د دسد د اديا عندما ُيمارن بانتظام وبكثافة ،خصد ددو ا
ص د دا
عند تقنين ممارسدة الفصدل على أسدان عنصدري ،أو بموجب سدياسدات ،أو ممارسدات تتكرر
محظور ويمداثدل جريمدة
اا وتبقى بمرور الوقدت .كمدا تعدد أن التمييز العنصد د د د د د ددري الممدوسد د د د د د ددس
األبدارتهدايدد .وعليده ،تفرض المدادة ( )3من االتفداقيدة على الددول العمدل على إداندة الفصد د د د د د ددل
العنصد د ددري واألبارتهايد والتعهد بمحاربة وحظر ويلغاء كافة الممارسد د ددات المماثلة في مناطق
سيادتها.
وتنبع ممارس د ددة العنص د درية والتمييز العنص د ددري بش د ددكل أولي من اعتبارات مثل "الفوقية"
و"الددونيدة" التي يتم إضد د د د د د دفدائهدا على المجموعدات العرقيدة أو األثنيدة أو غيرهدا ،وهي مفدا يم
تستخدم في تبرير امتهان البشر "األقل" أو حتى القضاء عليهم ،وال تمتلك مثل هذه النظرية
أي أسان علمي وتناقض المبادئ األخالقية لإلنسانية.
وفضد د ادال عن حظره للتمييز ،يحظر العهد الدولي للحقو المدنية والسد ددياسد ددية ()1966
في المادة 20أي تشدجيع للك ار ية األثنية أو العنصدرية أو الدينية ،والتي تتضدمن التحريض
على التمييز أو الع ددداء أو العنف .وب ددالمث ددل حفل ددت مختلف المواثيق والمع دداه دددات ال دددولي ددة
توصدديات األمم المتحدة وغالبية المواثيق اإلقليمية والقارية لحقو اإلنسددان بنصددوص تهدف
لحظر التمييز ويبراز وسائل مكافحته وآليات معالجة األسباب المؤدية إليه.
وكانت الجمعية العامة لألمم المتحدة قد أعلنت أن العقود الثالثة الواقعة ما بين عامي
1973و 2003هي عقود مناهض د د ددة العنصد د د درية والتمييز العنص د د ددري ،وبالرغم من الجهود
الدولية طوال هذه الفترة ،إال أن المقاص د د د ددد واألهداف لم تتحقق على النحو المومول ،وبقيت
األسددباب الجذرية والثانوية للعنص درية المؤس دسددية والتمييز العنصددري المؤس دسددي وأشددكال عدم
التس د ددامح األخرى ذات الص د ددلة بقيت بارزة بوش د ددكالها المختلفة في غالبية األمم ،فض د ددال عن
136
كونهدا ممدارسد د د د د د ددات عدابرة للحددود الوطنيدة والثقدافيدة ،وتؤدي إلى انتهداكدات جسد د د د د د دديمدة لحقو
اإلنسان ،والتي تتراوح بين ممارسات تمييز وصراعات عنف.
وكان المؤتمر العالمي الثالث لمناهضة العنصرية والتمييز العنصري وك ار ية األجانب
وأشد د د د د د دك ددال ع دددم التسد د د د د د د ددامح األخرى (درب ددان -جنوب إفريقي ددا 31 ،أغسد د د د د د ددطس/آب 8 -
س د د د ددبتمبر/أيلول )2001من بين الجهود الدولية الهادفة إلنهاء القلق المتزايد بش د د د ددون التمييز
العنصري.
وكدان من أهم أهدداف المؤتمر ،ومن بين أمور عددة ،عدادة تقددير المعوقدات التي تواجده
التقددم في مجدال مكدافحدة العنصد د د د د د دريدة والتمييز ،والتعرف على طر التغلدب عليهدا ،وكدذلدك
اسد د ددتهدف المؤتمر توطير توصد د دديات ارسد د ددخة التخاذ إجراءات تقدم أصد د دديلة على المسد د ددتوى
الوطني واإلقليمي والدولي في سبيل بلوغ هذه الغاية.
-8دور الجامعات في تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية:
من أجدل تعزيز دور الجدامعدة في تحقيق تكدافؤ الفرص التعليميدة البدد لهدا من إتبداع
اآلتي( :الخطيب واألحمدي)244 ،2017 ،
التوكيد على مجانية التعليم الجامعي ،إذ يجب أن تتاح فرص التعليم الجامعي المجاني
لشد د د د د دريحة عريض د د د د ددة من أبناء المجتمع ،على أن توزع تلك الفرص بحس د د د د ددب قدرات األفراد
ويمكانياتهم.
وض د د د ددع قواعد عادلة للقبول في الجامعات ،وينش د د د دداء مكتب لتنس د د د دديق القبول في مناطق
المملكة المختلفة ،على شاكلة مكتب القبول في منطقة الرياض.
تددبير المعوندات المداديدة ووس د د د د د د ددائدل الرعدايدة االجتمداعيدة المختلفدة للطلبدة الدذين تمنعهم
ظروفهم االقتصادية عن مواصلة التعليم الجامعي رغم مجانتيه ،وبخاصة المتفوقين منهم.
أن يرتكز التعليم الجددامعي على الحوار إذا أريددد لهددذا التعليم أن يكون ديمقراط اي دا ،ألن
حوار األساتذة مع الطلبة فيه كثير من الفوائد لبناء شخصية الطالب.
-9آثار تحقيق العدالة االجتماعية في المجتمع:
في ه ددذا المق ددام يمكن اإلش د د د د د د د ددارة إلى أهم اآلث ددار التي يحققه ددا توافر قيم ددة الع دددال ددة
االجتمد دداعيد ددة في المجتمعد ددات ،وذلد ددك على النحو اآلتي( :الخطيد ددب واألحمد دددي،2017 ،
)246-245
137
⚫ يسد د د د د د ددتقيم النظددام االجتمدداعي للمجتمعددات التي تتحقق فيهددا العدددالددة ،فهي مهمددة للحدداكم
ويحاكم من خاللها كل
والمحكوم ،ويس ددتمتع بس ددلطانها كل من اس ددتقام في س ددلوكه ومعاملتهُ ،
من خرج عن جادة الصواب.
⚫ عندما تتحقق العدالة في المجتمع تشدديع المحبة بين األفراد ،فالعدالة واإلنصدداف في نيل
الحقو ،سد دواء على مس ددتوى العاملين في المؤسد دس ددة الواحدة أو المنتمين لقطاع معين ،هي
من أهم العوامل التي تُساعد على زرع المحبة والمودة في القلوب.
⚫ إن تحقيق العددالدة يقوي عرى التعداون بين الندان على نوائدب الددهر ،وبهدا يسد د د د د د ددتطيعون
التغلدب على الصد د د د د د ددعوبدات ،وحدل األزمدات ،ومواجهدة الكوارت ،وتمنع العدداوات التي تؤجج
نيران القلوب الحاقدة .فبالعدالة يس د ددتعيد الض د ددعي" قوته ،ويحص د ددل المظلوم على ما س د ددلب
منه ،وبها ينال كل ذي حق حقه ،وبها يشددعر المرء بكرامته ،وبها تتحقق المودة والوئام بين
النان ،وفي ظاللها ينتشر التسامح.
⚫ إن تحق يق العدالة يضد ددفي قوة تماسد ددك البنيان االجتماعي والسد ددياسد ددي ،والتفاف الجماهير
حول قيدادتهدا ،إذ تسد د د د د د ددود المحبدة بين الحداكم والمحكوم ،وبين الراعي والرعيدة ،ويعم األمن
ويعيش المجتمع كله في أمن وأمان وطمونينة وسالم.
⚫ العددالدة تحمي الحقو والممتلكدات واألعراض ،فيطمئن الندان على دمدائهم وأع ارضد د د د د د ددهم
وأموالهم فيشددعر النان باألمان واالسددتقرار مما يقي المجتمع من شددر االضددطرابات والقالقل
كثير ما تحدت نتيجة اإلحسان بالظلم والجور وعدم العدل واإلنصاف. التي اا
⚫ التحفيز على اإلقبددال على العمددل واإلنتدداج ،فددالعددامددل أو الموظف في إدارة مددا ،عندددمددا
دائدا وأن كل من له حق البد أن يوخذه ،وأن المكافمت والعالوات عدال سد د د د د د د ا
يحس بون هناك ا
والمحفزات ال ينالها إال المجتهد المتفاني في عمله ،ال شد د د د ددك أن هذا األمر كاف بون يخلق
جوا من التندافس بين العمدال ويددفعهم إلى بدذل المزيدد من التضد د د د د د ددحيدات بخالف مدا إذا كدان
يحدت العكس.
تلدك ب عض آثدار تحقيق العددالدة االجتمداعيدة التي تنعكس على األفراد والمجتمعدات في
الددنيدا قبدل اآلخرة عنددمدا تطبق في الواقع ،وليس معنى هدذا أن ثمدار العددالدة تتوقف على مدا
يحصد د د ددل لصد د د دداحبها في الدنيا ،بل من آثار تحقيق العدالة ونتائجها ما هو أعظم وأجل من
أيضا.
ذلك كله حيث إن لها عالقة بسعادة اإلنسان في اآلخرة ا
138
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجدد الكثير من الطلبدة من يعرف أهميدة قيمدة العددالدة ،لكنده ال ُيحسد د د د د د ددن اختيدار السد د د د د د ددلوك
اإليجابي لها .ما تفسيرك لذلك؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()30
تش يل القيمة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
نشاط
هناك مؤشد د د د د د درات ودالئل على أن تحقيق العدالة في اإلس د د د د د ددالم ال يتوثر
بالعواطف والمشد دداعر ،وال بالدين ،وال من كونه اإلنسد ددان مسد ددلم أو غير مسد ددلم .دلل على ذلك من
خالل ما درسته في قيمة العدالة.
نشاط
أذكر أهم اآلثد ددار االيجد ددابيد ددة لتحقيق تكد ددافؤ الفرص التعليميد ددة بين أفراد
المجتمع الذين يملكون نفس اإلمكانات والقدرات ،وكذلك وضد د د د د د ددح أهم ما يمكن أن يكون من آثار
في حالة عدم تحقيق هذا التكافؤ في الفرص التعليمية ،وذلك من خالل الجدول اآلتي:
جدول رقم ()31
آثاااااار تحقيق تكاااااافؤ الفرص التعليمياااااة بين أفراد آثااار عاادم تحقيق تكااافؤ الفرص التعليميااة بين أفراد
المجتمع المجتمع.
139
الفصل الثاني عشر
قيمة الجودة والتميز
140
الفصل الثاني عشر
قيمة الجودة والتميز
ُيمثل العمل الشد ددرط اإلنسد دداني لنهضد ددة األمم وتقدمها الحضد دداري ،وهو بمثابة المنظار
الذي تنظر من خالله لترى روح الشدعب على حقيقتها :أهو شدعب جاد أم هازل؟ أهو شدعب
متفائل أم يائس؟ أهو شدعب مسدؤول أم مسدتهتر؟ أهو شدعب يحترم نفسده أم هانت عليه تلك
النفس؟
من هنا يمكن القول :قد تختلف الثقافات لكنها تُجمع على أن المجتمع يتطور وينهض
وفاقا لتطور نظم العمل واسد د د د د ددتغالل طاقة األفراد وملكاتهم بوفضد د د د د ددل طريقة ممكنة ،فلم تعد
بعيدا عن احترام العمل واتقانه .وانطالاقا من ذلك هناك أمم قادرة على خلق مجتمعات قوية ا
سد د د د د د دديتم الحدديدث في هدذا الفصد د د د د د ددل عن قيمدة الجودة والتميز مع التركيز على جودة العمدل
التربوي ودور الجامعة في ذلك.
-1معنل الجودة:
يرجع مفهوم الجودة ( )Qualityإلى الكلمدة الالتينيدة ( )qualititasوالتي تعني طبيعدة
وقديما كانت تعني الدقة واإلتقان من خالل ا الش د ددخص أو طبيعة الش د دديء ودرجة الص د ددالبة،
قيدامهم بتصد د د د د د ددنيع األوابدد التداريخيدة من تمداثيدل وقالع وقصد د د د د د ددور ألغراض التفداخر بهدا ،أو
الستخدامها ألغراض الحماية.
كمدا تعرف بدونهدا "االرتقداء بداألس د د د د د د دداليدب التقليدديدة في اإلدارة وينجداز األعمدال ،والجودة
الشد د د دداملة أحد األسد د د دداليب التي توكد من تطبيقها بقاء المنظمات ونجاحها في المنافسد د د ددة في
السو .كما تُعرف الجودة بونها فلسفة إدارية حديثة ،توخذ شكل نهج أو نظام إداري شامل،
قائم على أس د ددان إحدات تغيرات جذرية لكل ش د دديء داخل المنظمة بحيث تش د ددمل التغيرات:
(الفكر ،الس د د ددلوك ،نظم ويجراءات العمل ،األداء ،وذلك ألجل تحس د د ددين وتطوير كل مكونات
المنظمة للوص د د د د ددول إلى أعلى جودة في مخرجاتها (س د د د د ددلع أو خدمات) ،وبوقل تكلفة بهدف
تحقيق أعلى درجدة من الربح عن طريق إشد د د د د د دبداع حداجداتهم ورغبداتهم وفق مدا يتوقعونده ،بدل
وتخطى هذا التوقع تماش اديا مع اسدتراتيجية تدرك أن رضدا العمالء وهدف المنظمة هو البقاء
والنجاح واالستم اررية.
141
الجودة الشد د دداملة "أسد د ددلوب يقوم على التعاون بهدف إنجاز األعمال من خالل توافر مهارات
وقدرات لدى العاملين واإلدارة ،لتحقيق التحسد د د د د ددين المسد د د د د ددتمر لإلنتاجية وتحقيق الجودة من
خالل العمل الفردي والجماعي".
وتعرفهددا المنظم دة الدددوليددة للتقييس األيزو بددونهددا "الدددرجددة التي تشد د د د د د ددبع فيهددا الحدداجددات
والتوقعات الظاهرية والضددمنية من خالل جملة الخصددائص الرئيسددة المحددة مسددباقا" .أيض د ا
هناك تعري" معهد الجودة الفيدرالي" ،الجودة الشد د د د د د دداملة منهج تطبيقي شد د د د د د ددامل يهدف إلى
تحقيق حاجات وتوقعات العميل ،من خالل اسد د د ددتخدام األسد د د دداليب الكمية لتحقيق التحسد د د ددين
المستمر في العمليات والخدمات.
ومن ثم يمكن تعري" الجودة الش د د د د دداملة بونها الفلس د د د د ددفة التي تس د د د د ددتخدم في إدارة جميع
األنشد د د ددطة لتحقيق احتياجات العميل بما يحقق رضد د د ددائه ،وتحقيق الربحية للمؤس د د د دسد د د ددة ،مع
االستمرار في التحسين والتطوير المستمر( .محمد ،2018 ،شبكة االنترنت)
-2الجودة في الفكر اإلسالمي:
رغم أن أدبيات الجودة في أداء العمل تش د ددير إلى أن مفهوم الجودة ظهر حديثاا ،غير
أن المتتبع لهذا المفهوم يجد أن ظهوره لم يكن في النصد د ددف الثاني من القرن العشد د درين كما
ُيشداع ،وينما إرهاصداته األولى كانت في الفكر اإلسدالمي ،وتحت مسدميات مرادفة لمصدطلح
الجودة مثل اإلحسان واإلتقان .وهذا واضح في قوله تعالى :إانَّو لَو نُضِِّع أَجًَ مَُ أَُسََُ ََََدَو (سورة
الكهف .)30 :وقول النبي ص د ددلى هللا عليه وس د ددلم" :إن هللا كتب اإلحس د ددان في كل ش د دديء"
(أخرجه ابن ماجة1058/2 :رقم ,3170وصححه األلباني).
واإلحسد د د د ددان مفهوم واسد د د د ددع وكبير ويحمل كثير من التوويالت ،ولكن إذا أطلقت الكلمة
على وض د د د ددعها ،فإن المعني بها هو ص د د د ددنيع حس د د د ددن أو فعل حس د د د ددن ،أي كامل في تمامه،
والحسددن كلمة مضددادة للقبح .واإلحسددان :ما يعمله النان لنفع غيرهم ،بحيث يصددبح غيرهم
حسنا به.
ا
كما أن اإلحس ددان يقتض ددي من المس ددلم إتقان العمل الموكل إليه ،فهو على يقين أن هللا
يراقبه في عمله ،والمس د د د ددلم يعلم أنه باإلتقان تقوم الحض د د د ددارات وتزدهر ،وترتقي المجتمعات
وتنهض ،فالمسدلم الحق يتمثل ذلك في نصدوص التشدريع ،ومن هذه النصدوص قول الرسدول
عمال أن يتقنه" (أخرجه الطبراني و البيهقي ،وصد د د د د ددححه
" :إن هللا يحب إذا عمل أحدكم ا
142
األلباني:سد ددلسد ددلة106/3:رقم .)1113وكلمة العمل هنا تعني أي عمل على إطالقه ،س د دواء
أكان عمل مادي يخص مجاالت الحياة المختلفة ،أم روحية تتصل العبادات.
مع التوكيد أن جوهر ما ُينادي به اإلسالم هو اإلتقان في أداء العمل في أفضل صورة
وحال مما كان متوقع أو مطلوب ،فإذا ما أديت العبادات بإتقان فإنها سد د د د د د ددتؤدي إلى ترقيق
النفس وتزكيتها وتطهيرها والبعد بها عن الرذائل ،والخوف من اإلخالل بما أس د د د د د ددند إليه من
أعمال ،فهو على يقين من رقابة هللا له ،وين لم يعلم وخفي هذا النقص على الرقيب البشري
يقول صددلى هللا عليه وسددلم "اتق هللا حيثما كنت ،وأتبع السدديئة الحسددنة تمحها ،وخالق النان
بخلق حسن"(أخرجه الترمذي356/4:رقم ،1987وحسنه األلباني).
وتُعد قيمة إتقان العمل ويجادة ص د د د ددنعه أحد أهم القيم التي حرص د د د ددت عليها الشد د د د دريعة
اإلسد ددالمية ،ولم تعدها فقط مصد ددلحة دنيوية ترجو منها النفع ،بل احتسد ددبتها على أنها عبادة
يس ددعى اإلنس ددان إلى توديتها على أكمل وجه ،حتى يحص ددد اإلنس ددان رض ددا هللا ومثوبته ،قال
تعالى :وَُِ ا اَََدُاا فَسًَََِّى الدََّ ََََدََُ وََِدالَُ وَالقَؤمِاانَ (سورة التوبة.)105 :
143
ومن التعاري" السد ددابقة نسد ددتنتج أنه من الضد ددروري بمكان تسد ددخير كافة اإلمكانات
المادية والبشدرية ،ومشداركة جميع الجهات واإلدارات واألفراد في العمل كفريق واحد ،والعمل
في تجاه واحد وهو تطبيق معايير إدارة الجودة الشد دداملة في النظام التربوي التعليمي ،وتقويم
مدى تحقيق األهداف ،ومراجعة الخطوات التنفيذية التي يتم توظيفها.
ويعد "إدوارد ديمنج" رائد فكرة الجودة الشاملة ،إذ طور اثنتا عشر نقطة توضح ما يلزم ُ
إليجاد وتطوير ثقافة الجودة ،وتسد د ددمى هذه النقاط "جوهر الجودة في التعليم" ،نعرضد د ددها في
الجدول اآلتي:
جدول رقم ()32
يوضح بعح العوامل التي تسهم في تطوير ثقافة الجودة
تبني فلساااااافة الجودة إناااااجااااااز األعاااااماااااال تاحسااااااااايان الاجاودةت إيجاد التناسق بين
اإلناااتااااااجاااياااااةت خااافااااح التعليمية بطرق جديدة. الشاملة. األقدا .
التكاليف.
التخلص من الخو .إزالة معوقات النجاح .خلق ثقافة الجودة التعليم مدى الحياة.
المسؤولية مساعدة الطالب علل االلتزام تحسين العمليات
النجاح.
وحتى يكون للجودة الشد د دداملة وجود في مجال التطبيق الفعلي ال بد من توافر خمسد د ددة
مالمح أو صفات للتنظيم الناجح إلدارة الجودة الشاملة( :العمايرة ،2016 ،شبكة االنترنت)
حشد د د د ددد جميع العاملين داخل المؤس د د د د دسد د د د ددة ،بحيث يدفع كل منهم بجهده تجاه األهداف
االستراتيجية كل فيما يخصه.
الفهم المتطور والمتكامل للص د د ددورة العامة ،وبخاص د د ددة بالنس د د ددبة ألس د د ددس الجودة الموجهة
إلرضاء متطلبات "العميل" والمنصبة على جودة العمليات واإلجراءات.
قيام المؤسسة على فهم العمل الجماعي.
التخطيط ألهداف لها صدفة التحدي القوي ،والتي تلزم المؤسدسدة وأفرادها بارتقاء ملحوظ
في نتائج جودة األداء.
اإلدارة اليومية المنظمة للمؤسد دسد ددة من خالل اسد ددتخدام أدوات مؤثرة وفعالة لقيان القدرة
على استرجاع المعلومات والبيانات (التغذية الراجعة)
-4مباد الجودة الشاملة :
⚫ التركيز على المسد ددتفيد :وهذا يعني كي" تجعل من عملك جودة تحقق رغبات المسد ددتفيد
منك( .محمد ،2018 ،شبكة االنترنت)
144
⚫ التركيز على العمليات :وتعني السيطرة على عملية األداء ،وليس على جودة المنتج.
⚫ القيادة واإلدارة :إذ ال توجد مؤسسة ناجحة دون قائد.
⚫ تمكين العاملين :بمعنى إشراكهم في اتخاذ القرار
⚫ التحس د ددين والتطوير الش د ددامل المس د ددتمر :يرتكز التحس د ددين والتطوير المس د ددتمر على ثالت
قواعد مهمة هي :التركيز على العميل ،وفهم العملية ،وااللتزام بالجودة.
⚫ الوقدايدة :تطبيق مبددأ الوقدايدة خير من العالج ،وهو العمدل الدذي يجعدل عددد األخطداء عند
الحد األدنى ،وذلك وفق مبدأ أداء العمل الصحيح من أول مرة ودون أخطاء.
⚫ اإلدارة بالحقائقُ :يعد القيان والمغايرة هما العمود الفقري للجودة ،وهما المؤشد د د د د د ددر الذي
يعطي المعلومات التخاذ القرار المناسب.
⚫ النظددا م الكلي المتكددامددل :عبددارة عن مجموعددة من اإلجراءات المتكدداملددة تؤدي إلى هدددف
مشترك مثل :اإلدارة العامة ،واإلشراف ،واإلدارة التعليمية ،والشؤون اإلدارية ،والتجهيزات.
-5لماذا الجودة الشاملة؟
⚫ لحفأ تكالي" الخدمات التي تضيع هد ار بسبب غياب التركيز على الجودة الشاملة.
⚫ أص د ددبح تطبيقها ض د ددرورة حتمية تفرض د ددها المش د ددكالت المترتبة على النظام البيروقراطي،
وتطور القطاع الخاص.
⚫ المنافسة الشديدة الحالية والمتوقعة في ظل العولمة.
⚫ متطلبات وتوقعات العمالء في ازدياد مستمر.
⚫ متطلبات اإلدارة لخفض المصروفات ،واالستثمار األمثل للموارد البشرية والمادية.
⚫ متطلبات العاملين فيما يخص أسلوب وجودة العمل.
⚫ تعديل ثقافة المؤسد دس ددات التربوية بما يتالءم وأس ددلوب إدارة الجودة الش دداملة ،وييجاد ثقافة
تنظيمية تتوافق مع مفا يمها.
⚫ الجودة الش د د د د دداملة تؤدي إلى رض د د د د ددا العاملين التربويين والمس د د د د ددتفيدين (الطالب) وأولياء
أمورهم ،والمجتمع.
⚫ يعتمد أسدلوب إدارة الجودة الشداملة بوجه عام على حل المشدكالت من خالل األخذ بمراء
المجموعات.
-6فوائد تطبيق الجودة الشاملة:
توجد مجموعة من الفوائد لتطبيق الجودة الشاملة نذكر منها( :عبد العظيم)66 ،2008 ،
145
تحسين العملية التربوية ومخرجاتها بصورة مستمرة.
تطوير المهارات القيادية واإلدارية لقيادة المؤسسة التعليمية.
تنمية مهارات ومعارف واتجاهات العاملين في الحقل التربوي.
التركيز على تطوير العمليات أكثر من تحديد المسؤوليات.
العمل المس د ددتمر من أجل التحس د ددين ،والتقليل من اإلهدار الناتج عن ترك المدرس د ددة ،أو
الرسوب.
تحقيق رضا المستفيدين وهم (الطلبة ،أولياء األمور ،المعلمون ،المجتمع).
االستخدام األمثل للموارد المادية والبشرية المتاحة.
تقديم الخدمات بما يشبع حاجات المستفيد الداخلي والخارجي.
توفير أدوات ومعايير لقيان األداء.
تخفيض التكلفة مع تحقيق األهداف التربوية في الوسط االجتماعي
-7دور الجامعة في تعزيز ثقافة الجودة:
يمكن للجامعة القيام بمجموعة من المهام لتعزيز ثقافة الجودة في الفضد د د د د د دداء الجامعي
نذكر منها( :محمد ،2018 ،شبكة االنترنت)
⚫ أن تعتمدد الجودة بوصد د د د د د ددفهدا نظدام إداري ،والعمدل على تطوير وتوثيق هدذا النظدام ،مع
ضرورة تشكيل فريق الجودة والتميز الذي يضم فريق األداء التعليمي.
⚫ نش د د ددر ثقافة التميز في التدريس ،وتحديد ويص د د دددار معايير األداء المتميز ودليل الجودة،
والعمل على تحسين مخرجات التعليم.
⚫ تعزيز المبدأ الديمقراطي من خالل تطبيق نظام االقتراحات والشكاوى ،مع ضرورة إعداد
الشخصيات القيادية.
⚫ التجدديدد والتددريدب المسد د د د د د ددتمر للمعلمين ،وتعزيز روح البحدث وتنميدة الموارد البشد د د د د د دريدة،
واكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية
⚫ إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم ،وتدريب الطالب على استقراء
مصادر التعلم.
⚫ توجيه الطالب لألسد د ددئلة التفكيرية المختلفة ،ويكسد د دداب الطالب القدرة على تنظيم الوقت،
وعالميا.
ا محليا وعر ابيا
واالستفادة من تجارب تربوية ا
146
مع ملحوظددة أندده ال ينبغي أن تطبق الجودة الش د د د د د د دداملددة في جددانددب معين من جوانددب
العملية التعليمية فحسد د ددب ،بل ال بد أن تمتد لكل العناصد د ددر التعليمية التعلمية :كاالختبارات
التي يجب أن تخضد د ددع في إعدادها لمقاييس الوزن النسد د ددبي ،ويراعى فيها الشد د ددمولية والعمق
والتدرج ما بين الس د د د د ددهولة والص د د د د ددعوبة ،وأن تتميز بالص د د د د ددد والثبات ،وأن تحقق األهداف
المعرفية المرجوة منها.
-8متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة في المؤسسة الجامعية:
القناعة الكاملة والتفهم وااللتزام من قبل المس د د ددؤولين في المؤسد د د دس د د ددة التربوية ،ويش د د دداعة
الثقافة التنظيمية الخاصة بالجودة في المؤسسة الجامعية.
التعليم والتدريب المسد د د د ددتمرين لكافة األفراد ،والتنسد د د د دديق وتفعيل االتصد د د د ددال بين اإلدارات
واألقسام المختلفة.
مشد د د د د د د دداركددة جميع الجهددات وجميع األفراد العدداملين في جهود تحسد د د د د د ددين جودة العمليددة
التعليمية ،وتوسيس نظام معلوماتي دقيق وفعال إلدارة الجودة في الجامعة.
-9عناصر تحقيق الجودة الشاملة:
⚫ تطبيق مبادئ الجودة.
⚫ مشاركة الجميع في عملية التحسين المستمرة.
⚫ تحديد وتوضيح إجراءات العمل ،أو ما يطلق عليه باإلجراءات التنظيمية.
مع ملحوظة أن المبادئ الس د د د ددابقة وعناص د د د ددر تحقيق الجودة تؤدي إلى تحقيق الهدف
األسد د د دداسد د د ددي للجودة ،أال وهو رضد د د ددا المسد د د ددتفيد ،والمتمثل بالطلبة والمعلمين وأولياء األمور
والمجتمع المحلي وسد د ددو العمل .كما تؤدي إلى التحسد د ددين المسد د ددتمر في عناصد د ددر العملية
التعليمية.
-10مؤشرات غياب الجودة الشاملة في المؤسسات الجامعية:
تدني دافعية الطالب للتعلم.
زيادة عدد حاالت الرسوب والتسرب من الجامعة.
تدني دافعية أعضاء للتدريس.
زيادة الشكاوى من جميع األطراف.
تدني رضا أولياء األمور عن التحصيل العلمي ألبنائهم.
تدني رضا المجتمع.
147
-11فوائد تطبيق الجودة الشاملة في التعليم الجامعي:
⚫ ضد د ددبط وتطوير النظام اإلداري في المؤسد د دسد د ددة الجامعية نتيجة لوضد د ددوح األدوار وتحديد
المسئوليات بدقة.
⚫ االرتقاء بمس د د ددتوي الطالب في جميع الجوانب الجس د د ددمية والعقلية واالجتماعية والنفس د د ددية
والروحية.
⚫ زيادة كفايات اإلداريين والمعلمين والعاملين بالمؤس دس ددات التعليمية ،وزيادة الثقة والتعاون
بين المؤسسات التعليمية والمجتمع.
⚫ توفير جو من التفداهم والتعداون والعالقدات اإلنس د د د د د د ددانيدة السد د د د د د ددليمدة بين جميع العداملين
بالمؤسسة.
⚫ زيادة الوعي واالنتماء نحو المؤسسة الجامعية من قبل الطالب والمجتمع المحلي.
⚫ الترابط والتكددامددل بين جميع اإلداريين والعدداملين ،وتطبيق نظددام الجودة الش د د د د د د دداملددة يمنح
المؤسسة المزيد من االحترام والتقدير المحلي واالعتراف العالمي.
-12المعوقات العامة لتطبيق الجودة الشاملة:
عدم التزام اإلدارة العليا .التركيز على أسداليب معينة في إدارة الجودة الشداملة وليس
على النظددام ككددل .عدددم حصد د د د د د ددول مش د د د د د د دداركددة جميع العدداملين في تطبيق إدارة الجودة
الشاملة .عدم انتقال التدريب إلى مرحلة التطبيق .تبني طر وأساليب إلدارة الجودة
الشدداملة ال تتوافق مع خصددوصددية المؤس دسددة .مقاومة التغيير س دواء من العاملين أو من
اإلدارات .توقع نتائج فورية وليسد د د د د د ددت على المدى البعيد( .العمايري ،2016 ،شد د د د د د ددبكة
االنترنت)
================================
148
أنشطة وتطبيقات
نشاط
يوجد الكثير من الطلبة من يعرف أهمية قيمة الجودة ،لكنه ال ُيحس د د د د ددن
اختيار السلوك اإليجابي لها .ما تفسيرك لذلك؟
بعد مناقش ددة الس دؤال مع أس ددتاذ المقرر في المحاض درة طبق ما تعلمته من خالل المناقش ددة في
حقول الجدول اآلتي:
جدول رقم ()33
تش يل القيمة عبر م وناتها (السلوكيت المعرفيت الوجداني)
نشاط
يرى الكثيرون أن من أساااااباب ت خر التنمية في المجتمعات اإلساااااالميةت قو افتقارقا إلل سااااامة إتقان العملت
مدلال علل ذلم من مالحظتم في الحياة اليومية في األسااارةت
تناول قذه العبارة بشاااي من التحليل والنقا ت ا
والجامعةت والعمل.
نشاط
ساااعل اإلساااالم دائما لتحقيق اإلتقان في كل مجاالت الحياةت وربط ذلم ب مانة العمل ومخالص النية ية التي
قي قناعة ومسؤولية فردية .في ضو دراستم لقيمة الجودة والتميز .ناقش قذه العبارة.
149
المراجع
◼ الكتب العربية:
-أبو العينين ،علي خليددل ( )1988القيم اإلساااااااااالمياة والتربياة ،المدددينددة المنورة ،مكتبددة اب ار يم
الحلبي.
-أبو النور ،محمد عبد التواب وآخرون ( )2013التنمية المدنية واسااتراتيجيات تنميتها :قضااايا
وتطبيقات ،القاهرة ،دار الفكر العربي.
-أحمد ،فيس هادي ( )1986نظرية العلم عند فرنساااااااايس بي ون (ط )2بغداد ،دار الش د د د د د ددؤون
الثقافية العامة.
_ أحمد ،لطفي بركات ( )1983القيم والتربية ،الرياض ،منشورات دار المريك.
-األطر ،محمدد أحمدد ( )2002حقيقاة التقوى وطرق الوصاااااااااول إليهاا ،اإلسد د د د د د ددكنددريدة ،دار
اإليمان.
-بشد د د د د ددارة ،أحمد ( )2004في مسااااااااتقبل الثورة الرقمية :العرب والتحدي القادم ،الكويت ،كتاب
العربي (.)55
-بكري ،سد د د د د ددعد علي الحاج ( .)2005التحول إلل مجتمع المعرفة ،الرياض :مكتبة الملك عبد
العزيز العامة.
-بدوي ،عبد الرحمن ( )1984موساااااوعة الفلسااااافة ،الجزء الثاني ،بيروت ،المؤسد د د دس د د ددة العربية
للدراسات والنشر.
-بوبر ،كارل ( )1994التساامح والمساؤولية الفكرية :عن (مجموعة باحثين) السدلوك الحضداري
والمواطنة ،ترجمة سمير عزت نصار ،عمان ،دار نسر للتوزيع والنشر.
-توفلر ،ألفين ( )1990صدمة المستقبل اااااا ا المتغيرات في عالم الغد اااااا ا (محمد علي ناصي"،
مترجم) .تقديم :أحمد كمال أبو المجد ،القاهرة :نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
-توفلر ،ألفين .)1990(.حضااااارة الموجة الثالثة( .عصد د ددام الشد د دديك قاسد د ددم ،مترجم) ،ليبيا :الدار
الجماهيرية للنشر والتوزيع واالعالن.
-الجابري ،محمد عابد ( )1997قضااااااايا في الفكر المعاصاااااار ،بيروت ،مركز د ارسد د د ددات الوحدة
العربية.
-جيدوري وآخرون ( )2018مناقج البحث في العلوم التربوية والنفسية ،الرياض ،مكتبة الرشد.
-جيدوري ،صابر ( )2016فلسفة التربية ،الرياض ،مكتبة الرشد للنشر والتوزيع.
-الجيوشي ،فاطمة ( .)1999فلسفة التربية .دمشق :مطبعة منشورات جامعة دمشق.
-حب هللا ،حمادي ( )1986دراسات فلسفية ،تونس ،الدار التونسية للنشر والتوزيع.
150
-ح ددب هللا ،محمود ( )2001الحياااة الوجاادانيااة والعقياادة الاادينيااة ،الق دداهرة ،دار إحي دداء الكت ددب
العربية.
-الخطيب ،محمد ش ددحات (1415ه) أصااول التربية اإلسااالمية ،الرياض ،دار الخريجي للنش ددر
والتوزيع.
-الخطيب ،محمد ،وعائش د د ددة األحمدي ( )2017القيم الجامعية ،المدينة المنورة ،مجلس النش د د ددر
العلمي بجامعة طيبة.
-دوركهدايم ،إميدل ( )1996التربياة والمجتمع ،ترجمدة علي وطفدة ،دمشد د د د د د ددق ،دار معدد للطبداعدة
والنشر والتوزيع.
-ديوي ،جون ( )1955الحرياة والثقاافاة ،ترجمدة أمين مرسد د د د د د ددي قندديدل ،القداهرة ،مكتبدة االنجلو
المصرية.
-ديكارت ،رينيه ( )1993مباد الفلسااااااااافة ،ترجمة عثمان أمين ،القاهرة ،دار الثقافة للنشد د د د د د ددر
والتوزيع.
-الديدي ،عبد الفتاح ( )1985االتجاقات المعاصاااااارة في الفلساااااافة ،القاهرة ،الهيئة المصد د د د درية
العامة للكتاب.
-رضدوان ،زينب ( )1982النظرية االجتماعية في الفكر اإلساالميت أصاولها وبناؤقا في القرآن
والسنة ،القاهرة ،دار المعارف.
-روسو ،جان جاك (د .ت) في العقد االجتماعي ،ترجمة ذوقان قرطوط ،بيروت ،دار القلم.
-زكريا ،فؤاد ( )198باروخ سابينو ار (ضددمن معجم أعالم الفكر اإلنسدداني) الجزء األول ،القاهرة،
الهيئة المصرية العامة للكتاب.
التعليمية في جميع المواد الد ارساية ،القاهرة، -سدعادة ،أحمد جودت ( )2002اساتخدام األقدا
دار الثقافة.
-سدارتر ،جان بول ( )1954الوجودية فلسافة إنساانية ،ترجمة حنا دمياني ،بيروت ،دار بيروت
للطباعة والنشر.
-سكوت ،جون ( )2013علم االجتماع :المفاهيم األساسية (ط ،)2ترجمة محمد عثمان،
بيروت ،الشبكة العربية لألبحات والنشر.
-شد د ددين ،هارولد ( )1986ماذا تقول لنا العلوم االجتماعية عن تربية الغد (في كتاب أتومل في
مستقبل التنمية التربوية) ترجمة أنطوان خوري ،بيروت ،اليونسكو ،مؤسسة الخدمات الطباعية.
-الصد ددمدي ،خالد ( )2003القيم اإلساااالمية في المناقج الدراساااية ،الرباط ،منشد ددورات المنظمة
اإلسالمية للتربية والثقافة والعلوم.
-الظاهر ،نعيم إب ار يم ( )2009إدارة المعرفة ،األردن ،عمان ،عالم الكتب الحديث.
151
-عمار ،حامد ( )2005اإلصاااالح المجتمعي إضاااا ات ثقا ية واقتضاااا ات تربوية ،مكتبة الدار
العربية للكتاب ،القاهرة.
-عمار ،حامد ( )1996الجامعة بين الرسالة والمؤسسة ،القاهرة ،مكتبة الدار العربية للكتاب.
-عبدد الوهداب ،أشد د د د د د ددرف ( )2005التساااااااااامح االجتمااعي بين التراف والتغيير ،القداهرة ،مركز
البحوت والدراسات االجتماعية ،كلية اآلداب جامعة القاهرة.
-علي ،نبي ددل ( )2009العقاال العربي ومجتمع المعرفااة :مظاااقر األزمااة واقتراحااات بااالحلول،
(الجزء األول) .المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ،سااااااالسااااااالة عالم المعرفةت العدد .369
الكويت :مطابع الوطن.
-عاقل ،فاخر ( )1985علم النفس التربوي( ،الطبعة العاشرة) .بيروت :دار العلم للماليين.
-عبد العظيم ،حمدي ( )2008المنهج العلمي إلدارة الجودة الشااملة ،اإلسددكندرية ،مكتبة الدار
الجامعية.
-العوا ،عادل ( )1993المذاقب الفلسفية ،دمشق ،مطبعة جامعة دمشق.
-العوا ،عادل ( )1986العمدة في فلسفة القيم ،دمشق ،دار طالن للنشر والترجمة والتوزيع.
-العوا ،عادل ( )01989األخالق والحضارة ،دمشق ،مطبوعات جامعة دمشق.
-العوا ،عادل ( )1991الوجدان األخالقي ،دمشق مطبوعات جامعة دمشق.
-العوا ،عادل ( )1987قضاااااااااايا القيم األصاااااااااول والمبااد :في وقائع المؤتمر الفكري التربوي
اإلسالمي ،تونس ،المنظمة العربية للتربية والثقافة.
-الغرباوي ،ماجد ( )2008التساامح ومنابع الالتساامح (فرص التعايش بين األديان والثقافات)،
بغداد ،مؤسسة عارف للطباعة.
-فددان دالين ،ديوبولددد ب .)2003(.منااقج البحاث في التربياة وعلم النفس( ،محمددد نبيددل نوفددل
وآخرون ،مترجم)( ،سيد أحمد عثمان ،مراجعة) .القاهرة :مكتبة االنجلو المصرية.
-لوك ،جون ( )2006رسالة في التسامح ،ترجمة عبد الرحمن بوي ،بغداد ،مركز دراسات فلسفة
التربية.
-ليلة ،علي ( )2013المجتمع المدني العربي :قضددايا المواطنة وحقو اإلنسددان ،القاهرة ،مكتبة
االنجلو المصرية ()90-89
-المنجرة ،المهدددي ( )2005حوار التواصاااااااااال من أجاال مجتمع معرفي عااادل ،ط ،11مطبعددة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.
-نوفل ،محمد نبيل ( .)1985دراسااااااااات في الفكر التربوي المعاصاااااااار .القاهرة ،مكتبة األنجلو
المصرية.
152
-وطفة ،علي ( )2002التربية إ از تحديات التعصاب والعنف في العالم العربي ،أبوظبي ،مركز
اإلمارات للدراسات والبحوت االستراتيجية.
-وطفة وال ارشد د ددد ( )2001التربية وحقوق اإلنسااااان في الوطن العربي ،مطابع دار السد د ددياسد د ددة،
الكويت.
◼ الكتب األجنبية:
- Alberta Education (2005). The Heart of Matter: Character and Citizenship
Education in Alberta Schools, Learning and Teaching Resources Branch, Alberta,
Canada.
- John J Patrick. ; Gregory E Hamot, and Robert S Leming. (2003): Civic Learning in
Teacher Education, International Perspective on Education of Democracy in the
Preparation of Teachers. Dissertation Abstracts International, Social Science
Education, Washington, DC. 15
◼ الرسائل العلمية والمؤتمرات:
-جيدوري ،صد د ددابر ( )1998الثنائيات في فلساااافة التربية المعاصاااارة :الثنائية القيمية ،رسد د ددالة
دكتوراه غير منشورة ،كلية الدراسات العليا للتربية ،جامعة القاهرة.
-جيدوري ،صددابر ( )1994الحرية في فلسافات التربية المعاصارة ،رسددالة ماجسددتير قيد النشددر،
كلية الدراسات العليا للتربية ،جامعة القاهرة.
-جيدوري ،بش ددار ( )2012تطوير دور الجامعات الح ومية السااورية في بنا مجتمع المعرفة،
رسالة دكتوراه غير منشورة ،كلية التربية في جامعة دمشق.
-الزعبي ،يسدار ( )2016الدور المساتقبلي للجامعات الساورية في تعزيز قيم المواطنة :تصاور
مقترح لما بعد األزمة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،القاهرة ،معهد الدراسات العربية.
-السد ددويدي ،جمال سد ددند ( )2009التربية وبنا المواطنة :نحو اساااتراتيجية وطنية لتنمية قيمة
المواطنااة واالنتمااا ،بح ددث مق دددم إلى كلي ددة التربي ددة بج ددامع ددة البحرين خالل ن دددوة "التربي ددة وبن دداء
المواطنة ،المنامة ،مملكة البحرين.
153
-عبددهللا ،سد د د د د د دداميدة هداشد د د د د د ددم محمدد ( )2004مادى تحقيق التربياة الوجادانياة في مادارس البناات
الثانوية بوالية الخرطوم ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة الخرطوم.
-علي ،نبيدل ( .)2003المعلومداتيدة بين الراهن والمرجو .د ارس د د د د د د ددة مقددمدة للنادوة الثاانياة آلفااق
البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي .الشارقة من 24اااااا ا 27مارس ،2002
اإلمارات العربية المتحدة :المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الحديثة.
-نصددار ،سددامي ( )2013اإلعالم وتعزيز قيمة المواطنة في المجتمع الشاب ي ،بحث مقدم إلى
مؤتمر كلية التربية بجامعة الكويت عن :المواطنة في المجتمع الكويتي ،تش د د د د د ددخيص للواقع ورؤية
للمستقبل.
◼ المجالت العلمية:
-أبو عودة ،عودة ( )2004التقوى منهدداج سد د د د د د ددلوك وعمددل ،مجلااة آفاااق ،العدددد ( )11عم دان،
األردن.
-جيدوري ،ص ددابر ( )2015دور كلية التربية بجامعة طيبة في تعزيز ثقافة التس ددامح لدى الطلبة
من وجهة نظرهم ،مجلة كلية التربية بجامعة أسيوط ،مج ،31العدد الثاني.
-جيدوري ،ص د د ددابر ( )2009األبعاد التربوية لجدل الثابت والمتحول في فلس د د ددفة التربية (د ارس د د ددة
تحليلية مقارنة في األنسد د د ددا الفكرية للتربية العربية) دمشد د د ددق ،مجلة جامعة دمشااااااق ،المجلد،25
العدد (.)2+1
-جيدوري ،ص د د د د ددابر ( )2011دواعي التربية على حقو اإلنس د د د د ددان في المرحلة الجامعية ،مجلة
العلوم التربوية ،العدد الثاني ،الجزء الثاني ،كلية الدراسات العليا للتربية ،جامعة القاهرة.
-جيددوري ،صد د د د د د ددابر ( )2012تنميدة قيمدة المواطندة العدالميدة لددى طلبدة المرحلدة الجدامعيدة ،مجلاة
شؤون اجتماعية ،السنة ،29العدد ،116جمعية االجتماعيين بالجامعة األمريكية بالشارقة.
-القريش د د د ددي ،علي ( )2000التقوى ويش د د د ددكالية االختالف والوحدة في اإلطار اإلس د د د ددالمي ،مجلة
دراسات تربوية ،العدد .99
-وطفة ،علي ( )2005التربية على قيمة التسدامح ،مجلة التساامح ،العدد ( ،)11سدلطنة ُعمان،
213
-اليونسدكو ( .)2002مجتمع المعرفة .المجلة الدولية للعلوم االجتماعيةت العدد .171القاهرة:
مركز مطبوعات اليونسكو.
Adler, F (1998) "The Value Concept in Sociology", the American Journal
Of Sociology, Vol.10, No, 5.
154
MiKinney, J (1965) the Development of Va Journal Of Personality and
Social Psychology, Vol.31, No.6.
◼ المواقع االلكترونية:
-بدو بدكدري ،مدحدم د د ددد ( )2015الاحاااااب والاماعارفاااااة ،مدت د د دداح عدلدى الدمدوقدع االلدكدتدروندي اآلتدي:
http://m.alyaoum24.com/342273.html
-حميش ،عبدد الحق ( )2015دور الشااااااا ابااب في بناا المجتمع ،متداح على الموقع االلكتروني
اآلتيhttp://www.elkhabar.com/press/article/80891/:
-الطويدل ،لميدداء ( )2002م ازياا الوساااااااااطياة وثمراتهاا علل الفرد والمجتمع ،متدداح على الموقع
االلكترونيhttp://repository.taibahu.edu.sa/bitstream/handle/:
-العمايرة عبد الرحمن ( )2016العالقة بين الجودة والتميز في مجال التعليم .متاح على
الموقع االلكتروني اآلتي/ https://www.bayt.com/ar/specialties/q/:
-مجلد ددة التربيد ددة االجتمد دداعيد ددة ( )2013مراحااال تكوين القيم ،متد دداح على الموقع االلكتروني:
https://m.facebook.com/permalink.
-مركز الفكر االسد د د د ددتراتيجي للد ارسد د د د ددات :االعتدال والوساااااااطية ،متاح على الموقع االلكتروني:
http://fikercenter.com/studies/
-المنتدى العالمي للوسدطية ( )2013دور المؤساساات التربوية في نشار االعتدال الفكري ،متاح
على الموقع االلكترونيhttp://www.wasatyea.net/?q=ar/content/ :
-محمد ،عبد الرحيم ( )2018الجودة الش د د د د د دداملة :المفهوم وفلس د د د د د ددفة التطبيق .متاح على الموقع
االلكترونيhttp://dr-ama.com/?p=679:
-ال د ديد ددونسد د د د د د د د دكد ددو :إعد ددالن م د دب د د ددادئ الد ددتس د د د د د د د د د ددامد ددح ،م د دت د د دداح ع د دلد ددى ال د دمد ددوقد ددع االل د دك د دتد ددروند ددي:
http://hrlibrary.umn.edu/arab/tolerance.html
155