Professional Documents
Culture Documents
Suq 2
Suq 2
المستخلص :
تمثلت الوظيفة التجارية في المدينة اإلسالمية باألسواق التقليدية بأنماطها البنائية المتعددة ليكون بمقدورها
أداء كافة الوظائف التي يحتمل وجودها في السوق وضمن فضاءات مهيأة لها بالشكل األكثر مالئمة .
يتناول البحث المقدم دراسة األنماط البنائية الموجودة في أسواق الموصل والتعرف على طبيعة الوظائف
التي تؤديها وما كان يفرضه ذلك من محددات على مستوى مواقع هذه األنماط أو خصائصها التصميمية وتم
اعتماد األمثلة الموثقة لهذه األنماط مع استعراض طروحات الباحثين المتخصصين ضمن هذا المجال .
المقدمة :
تمثلت الوظيفة التجارية في المدينة العربية اإلسالمية باألسواق وهي مكان التقاء التجار والحرفيين
والمستهلكين .لقد اتخذت هذه األسواق أشكاال مختلفة مع أنماطاً بنائية متعددة .تمثل األسواق القديمة في مدينة
الموصل بأنماطها البنائية المميزة أحد النماذج على ذلك وهي بدورها تعد إرثاً معمارياً يستحق الدراسة والتحليل .
تركيب السوق وأهم أنماطه البنائية :
شغلت مسألة تركيب السوق وأنماطه البنائية جزءاً من أهتمام الباحثين فنجد أن المستشرق الفرنسي
لويس ماسينون قد ميز بين ثالثة عناصر تدخل في تركيب السوق .أولها المركز الخاص بالصرف والمسائل
المالية وتشمل الدواوين والصيارفة وقرب هذا المركز يوجد مكان جمع الضرائب ودار الضرب ودار المحتسب .
أما العنصر الثاني فهو القيصرية وهي مجموعة محالت تجارية يضمها فناء مسقف ولها مدخل يمكن غلقه .
واعنصر الثالث هو السوق او مجموعة األسواق التي تتجمع في وسط المدينة مثل أسواق الغزل والنسيج .كما
تتجمع حولها أسواق فرعية كأسواق الج ازرين والخبازين ( ناجي.)151 :1891،أما المستشرق األلماني فون
كرونباوم فانه في مقالته (تركيب المدينة االسالمية) يتطرق الى مسألة تقسيم السوق فيتحدث عن األشرطة
السوقية Market Lanesمرك اًز على مسألة التخصص السلعي والحرفي ثم يتحدث عن القيصرية التي
يعدها الجزء الوحيد من السوق المسقف بشكل منتظم والذي يمكن غلقه لذا فان القيصرية التي يعدها الجزء الوحيد
من السوق المسقف بشكل منتظم والذي يمكن غلقه لذا فنان القيصرية تخصصت بتجارة السلع الثمينة ( Von
.) Grunebaum,1961:146
وفي دراسة اليانور سيمس عن االسواق االسالمية يكون التمييز بين ثالثة انماط من التراكيب أو
المنشآت تظهر في سوق المدينة االسالمية التقليدية .وتشمل هذه التراكيب على شبكة من االزقة المسقوفة
والمغطاة أوالً وعلى مبنى ضخم مسقف ومغلق باحكام يقع في وسط السوق وهو مايعرف بالقيصرية ثانياً وعلى
الخانات او مايمثل المكافئات الحضرية لما يعرف بنزل الطريق Caravanseraiثالثاً فضال عن مجموعة
( من الحمامات Public Bathالن أداء الفرائض الدينية االسالمية يستلزم النظافة التامة
.)Sims,1978:99
وحسب رأي ايوجين فيرث فان الوظائف االقتصادية المختلفة للسوق يوافق كال منها تكوين بنائي
مختلف فهناك أزقة مسقوفة غالباً مخصصة لتجارة المفرد والحرف اليدوية وهناك خانات لتجارة الجملة والمهن .
وهناك قاعات مسقوفة لتجارة الجملة وخزن وبيع السلع النفيسة بوجه خاص وكذلك توجد ميادين مكشوفة لها
وظائف أخرى (. )Wirth,1975:223
وفي دراسة الدكتور هاشم الجنابي عن أسواق بغداد Der Suq Von Baghdadميز بين
االزقة السوقية ووحداتها االساسية والدكاكين وبين الخانات والعالوي والسكالت كأنماط من المباني التجارية التي
تظهر في أسواق بغداد القديمة .وفي دراساته عن اسواق الموصل وأربيل يضيف نمطاً رابعاً هو القيصرية التي
تضم مجموعة دكاكين يضمها بناء واحد مسقوف .
وفي سوق الموصل القديم (منطقة باب الجسر ) يمكن تمييز االنماط البنائية التجارية اآلتية:
-1األزقية السوقية المتألفة من الدكاكين كوحدات تركيبية .
-2القيصرية .
-3الخان .
-4العلوة .
-5السكلة .
-6الحمام .
ان االنماط البنائية الثالثة االولى وكذلك الحمام مازالت موجودة في السوق القديم تقوم بممارسة نشاطها
االقتصادي الى حد كبير ( باستثناء الخانات التي تحول قسم كبير منها الى مخازن لتجارة الجملة) أما العلوة
والسكلة فان وجودهما ينعدم االن في منطقة السوق القديم ،وفضال عن ذلك فان السوق يضم انماطاً اخرى من
االبنية التجارية كالبنوك والمطاعم والفنادق والخدمات كما يضم ابنية خدمية ودينية .وفيما يلي شرح موجز ألهم
هذه األنماط :
ال قزةة السوةية :
تتشكل هذه األزقة من أشرطة ذات امتداد طولي وهي تتألف من وحدات تركيبية متماثلة هي الدكاكين
التي يالصق بعضها البعض اآلخر وتفتح الدكاكين على ممرات للحركة غير واسعة .هذه الممرات تسقف عادةً
بأقبية ذات عقود من الحجر أو اآلجر أو بواسطة القباب مع فتحات للتهوية واإلضاءة .الفتحات قد تكون إما في
الجانب أو في القمة .الطابق العلوي فوق الدكاكين والممرات قد يشغل أحياناً بالمقاهي .
إن الوحدة التركيبية ألزقة السوق وهي الدكان تتألف أساساً من فضاء مسقف محاط بالجدران من ثالث
جوانب أما واجهته المطلة على الطريق فهي مفتوحة وغالباً ما تكون بشكل عقد .تلحق بالدكان خزانة أحياناً واذا
ما توفرت المساحة الكافية .سقف الدكان غالباً ما يكون يشكل عقدة بيضوية .قد تضم جدران الدكان أحياناً
طاقات صماء تستخدم لوضع الحاجيات فيها .باب الدكان من الخشب ويتألف من قطعتين أو ثالث قطع وحيث
تستخدم القطعة العليا كستارة واقية من أشعة الشمس في األزقة غير المسقوفة وهذه تعرف محلياً بالخبنك ( مكتب
اإلنشاءات. )11 :1892 ،
تتصف الدكاكين بمحدودية مساحاتها فعرضها قد ال يتجاوز أربعة أقدام أحياناً .أما تصميمها فإنه تميز
بالبساطة الشديدة والمرونة العالية وهذا قد سهل تكيفها مع التغيرات الطارئة كما كان تصميمها ناجحاً في األداء
الوظيفي ومعالجة الحيز المحدود لمنطقة السوق .من األمثلة البارزة المتبقية من أزقة السوق في مدينة الموصل
هو سوق تحت المنارة الذي يعود إلى بداية القرن الثامن عشر .
القيصريات :
تمثل القيصرية نمطاً من األبنية التجارية التي اختصت بتداول البضائع الثمينة وهذا استدعى بالضرورة
بعض اإلجراءات التصميمية كإحكام المداخل مثالً .وبحسب رأي فون كرونباوم فإن القيصرية قد تطورت
باألساس من البزيليكا الرومانية ( )Von Grunebaum,1961: 146في حين تعدها اليانور سيمس تركيباً
خاصاً بالسوق اإلسالمي ( . ) Sims,1978: 100
تحتل القيصرية عادةً موقعاً في قلب السوق .يتألف المخطط النموذجي للقيصرية من فضاء وسطي
للحركة مستطيل الشكل غالباً وهو محاط من جانبيه الطويلين بالدكاكين وقد يفصل بين الدكاكين وفضاء الحركة
رواق ذو أعمدة .يسقف الفضاء الوسطي باألقبية أو القباب التي تحوي فتحات لإلضاءة .تحوي القيصرية أبواباً
في ضلعيها القصيرين وهذه تقفل بإحكام في الليل وفي أيام العطالت .
يحوي سوق الموصل القديم مجموعة من القيصريات وهي ظاهرة شائعة في أسواق مدن مثل حلب ودمشق
حيث تتناثر في أسواقها مجموعة من القيصريات على خالف ما هو سائد في المدن التركية التي تقتصر سوقها
( ريمون، غالباً على قيصرية ضخمة منفردة تعرف بالبدستان Bedestenأو الغرفة الحصينة
. )18 :1891
من قيصريات سوق الموصل هي قيصرية سوق العتيق التي تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر
وتحتل موقعاً في وسط السوق .تتألف القيصرية من طابقين ،األرضي ويضم ( )48دكاناً موزعة حول فضاء
وسطي للحركة مؤلف من قسمين متعامدان مع بعضهما تقريباً واألول على محور الشمال ـ الجنوب واآلخر على
محور الشرق ـ الغرب وهما مسقفان بأقبية ذات عقود مدببة مع فتحات وسطية لإلنارة والتهوية .الطابق العلوي
يضم ( )13غرفة يتم الصعود إليها بواسطة درج جانبي وهي موزعة حول فضاء وسطي ممتد طولياً على محور
الشرق ـ الغرب .للقيصرية ثالثة مداخل من الشمال والجنوب والغرب ودكاكين القيصرية متقاربة في مساحاتها
وواجهة الدكان بشكل عقد نصف دائري مع باب مؤلف من ثالث ألواح خشبية .هدمت القيصرية عام 1881
ولكن المؤسسة العامة لآلثار والتراث كانت قد قامت بتوثيقها عام . 1892
قيصرية أخرى في سوق الموصل هي قيصرية الب اززين أو ما تعرف بقيصرية علي أفندي ويرجع بناؤها
إلى أوائل القرن الثامن عشر ( مكتب اإلنشاءات . )23 :1892،تتألف هذه القيصرية من طابقين ،األرضي
ويضم ( )21دكاناً موزعة على صفين جانبيين ينحصر بينهما فضاء وسطي للحركة .هذا الفضاء مسقف بقباب
تفصل بينها سبعة عقود خمسة منها نصف دائرية واثنان مدببان .الطابق العلوي استخدم كمقهى ويتألف من
قسمين أحدهما سطح مكشوف يستعمل في فصل الصيف والثاني مسقف ومحاط بالجدران من ثالث جهات مع
. واجهة شرقية مفتوحة .للقيصرية مدخالن في الجانبين القصيرين للطابق األرضي
من القيصريات األخرى هي قيصرية سباهي بزار من أوائل القرن الثامن عشر ( مكتب اإلنشاءات
. ) 31 :1892،تضم القيصرية ( )34دكاناً موزعة حول فضاء وسطي مؤلف من قسمين متعامدين مع
بعضهما ومسقفين بقباب بيضوية تربطها عقود مدببة من المرمر مع فتحات وسطية لإلنارة ويالحظ هنا االستفادة
من فرق االرتفاع بين سقف الفضاء الوسطي وسقوف الدكاكين للحصول على فضاءات تستخدم للخزن وتعرف
محلياً بالشخيم .
قيصرية السبعة أبواب تعد من اكبر القيصريات في سوق الموصل وأشهرها تقع القيصرية في قلب منطقة
األسواق ،تحدها من الشرق قيصرية علي أفندي ومن الغرب زقاق سوق العطارين ومن السوق سوق العتميه
ومن الجنوب سوق الصرافين ومساحة القيصرية اكثر من 1111م 2أما اسمها فهو مشتق من االبواب السبعة
التي تحجزها عن االسواق المجاورة زفهنالك ثالثة أبواب تفتح على زقاق سوق العطارين وباب يفتح على سوق
العتميه وبابان يفتحان على الجهة الشرقية حيث قيصرية علي افندي ،اما الباب السابع فيفتح على زقاق سوق
الصرافين وقد عرفت القيصرية في الوقفيات المؤرخة قبل مائة عام تقريباً " بقيصرية احمد باشا ذات االبواب
السبعة ويرد ذكرها في الوقفيات كثي اًر " بسبب داللتها المكانية الواضحة .وأحمد باشا هذا كان قد تولى والية
الموصل مرتين للفترة 1911-1912والفترة 1921-1919واالكثر ان القيصرية كانت قدبنيت او اعيد بناؤها
على انقاض بناية قديمة في بداية القرن الماضي .وهي بحالتها الراهنة مجددة تعود الى بداية الستينات فقد اعيد
بناؤها ولكن على نفس اسس البناية القديمة ونفس مواضع بواباتها مع استعمال مواد جديدة مثل الكونكريت
والتسقيف بالشلمان ولم يتبقى من البناية القديمة اال بوابة واحدة تفتح على زقاق سوق العطارين وهي بشكل قوس
مدبب وتتالف القيصرية الحاضرة من طابقين ارضي وعلوي ،يحتوي الطابق االرشي على فضائين طوليين
وسطيين للحركة يمتدان مع امتداد القيصرية من الشرق نحو الغرب ويربطان بين اربع من بواباتها .وهنالك ممر
وسطي ممتد بطول يعادل ثلث طول القيصرية تقريب ًا وهو يفتح بباب على سوق العطارين .فضال عن ممر
مستعرض يمتد بين البوابتين الشمالية والجنوبية .وهذه الفضاءات الوسطية مسقفة بالكونكريت وينحصر بين هذه
الفضاءات حوالي مائة دكان متخصصة بتجارة االقمشة .أما الطابق العلوي فيضم عدداً من الغرف مستغلة
كمخازن .والقيصرية تقوم اآلن بدور وظيفي مهم في منطقة السوق وهي تعج بالزبائن في معظم أوقات العمل .
أما قيصرية العبدالية وسميت بهذا االسم النها تجاور جامع الشيخ عبدال ( جامع العبدالية ) وهي موقوفة عليه
وتعود إلى فترة إنشاء الجامع في اواخر القرن السابع عشر .ومن المؤكد ان وجودهما يعود الى عام 1213هـ
(1199م) وهي صغيرة تتالف من طابق واحد يضم جناحين ،الجناح االول كبير يجاور الجامع وقد ازيل سقفه
المعقود وحل محله سقف من الصفائح المعدنية مع بقايا من اقواس في نهايته المطلة على زقاق سوق السراي
وقد استغل هذا المكان كمقهى رصيف .اما الجناح الثاني فهو صغير ومسقف بعقود تربطها اقواس نصف
دائرية .وتتخصص القيصرية االن بتجارة االحذية المصنوعة في ورش يدوية قريبة .
الخانات :
أختلف الباحثون في أصل كلمة (خان) ومعناها فمنهم من يرجعها إلى أصول بابلية ومنهم من يرجعها
إلى أصول فارسية بمعنى البيت أو الموضع ،وقسم أخر يعدها تحريفا لكلمة حانوت اآلرامية التي تعني النزول
أو اإلقامة ،وقسم يعدها مرادفة لكلمة Caravanseraiالتركية التي تعني النزل الفندق .ويكون معنى
الخان هو منزل المسافرين حسب هذا المفهوم .ولقد وردت مرادفات عديدة للخان كالوكالة والربع في مصر
والفندق في المغرب العربي والسمسارة في اليمن .
تكون الخانات عادةً على نوعين األول يقع ضمن المراكز الحضرية والثاني يقع على امتداد الطرق التجارية
الرئيسة التي تربط بين المدن وهو خارج نطاق البحث .الوظيفة األساسية للخانات في المراكز التجارية الحضرية
تتمثل في كونها مق اًر إلقامة التجار والمسافرين .
تتألف الخانات عادةً من طابقين أو ثالث طوابق والمخطط النموذجي للخان يكون بشكل مربع أو مستطيل
مع مدخل بشكل دهليز وهذا يفضي إلى فناء داخلي محاط بمجموعة من الغرف وفي الطوابق العلوية تتقدم
الغرف أروقة مطلة على الفناء .تستخدم الغرف العلوية لمبيت النزالء أما غرف الطابق األرضي فتستخدم
كإسطبالت أو مخازن أو مكاناً لممارسة بعض الحرف وتتخذ الخانات مواقعها غالباً عند أطراف منطقة السوق
مبتعدةً عن المركز ( . )Sims,1978: 100
توجد مجموعة من الخانات في سوق الموصل قسم منها كان مخصصاًُ لمبيت التجار والمسافرين واآلخر
مثل مق اًر لممارسة بعض الحرف أو االتجار ببعض السلع مثل خان القالوين وخان السواد .من النماذج المتبقية
هو خان الكمرك ( الخان الكبير ) وهو يعود إلى أوائل القرن الثامن عشر .يشغل الخان مساحة ( )2228،16
مت اًر مربعاً ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة السوق .للخان مدخالن مقنطران يؤديان إلى فناء وسطي
.يتألف الخان من طابقين ويضم ( ) 69غرفةً )45( ،خزانةً ،إسطبلين ،ثالثة أروقة ،أربعة أواوين وسبعة
ساللم كما يوجد ثمانية عشر دكاناً في قنطرتي المدخل.
من الخانات األخرى هو خان حمو القدو الذي يعود إلى سنة 1992ويقع في مدخل السوق من جهة باب
السراي وتبلغ مساحته( )3182،35مت اًر مربعاً ويعد من أكبر الخانات مساحةً في سوق الموصل .للخان ثالثة
مداخل من األزقة المحيطة به وهي تفضي إلى فناء وسطي .يتألف الخان من طابقين ،األرضي ويضم ()45
غرفةً )18(،خزانةً و ( )31دكاناً مع أربعة ساللم تصعد إلى الطابق العلوي الذي يضم ( )52غرفةً ،أربع
خزانات ،خمسة أواوين وفسحة واحدة .
أما خان الحجيات فيعتقد أن تسمية هذا الخان جاءت من المالكات له وهن سبع حاجات أو انه كان
مكاناً لتجمع الحجاج في السابق من الموصل وما يجاورها قبل ذهابهم ألداء فريضة الحج .موقع هذا الخان
محصور بين ساحة باب الطوب وزقاقي سوق المالحين وسوق السمكرية (سوق المعاليق سابقاً) .ومن الجنوب
تحده حمام الحبالين ( المزآلة اآلن) وقد أقتصرت وظيفة هذا الخان في السنوات األخيرة على خزن ودبغ وبيع
الجلود .وكان يتألف من طابقين مع فناء وسطي وقد هدم عام 1895وتحول موقعه إلى ساحة لوقوف السيارات
.
خان المفتي سمي بهذا االسم نسبة إلى بانيه ياسين بن محمود المفتي رئيس علماء الموصل ومفتيها
الذي توفي سنة 1135هـ (1122م) ويقع الخان قريباً من مركز السوق وهو محاط باألزقة من جهتيه الغربية
والجنوبية .أما جهته الشمالية فتالصق الدكاكين المطلة على زقاق سوق السراي وجهته الشرقية مالصقة لدكاكين
سوق الصفارين .والخان الحاضر مجدد بني في أوائل الستينات بعد أن تداعى الخان القديم وهو مبني من
الخرسانة المسلحة ولكن على نفس النظام التصميمي للخان القديم فهو يضم فناءاً وسطيا واسعاً .تحيط به
مجموعة من الغرف مستغلة كمحالت تجارية .وللخان الحاضر أربعة مداخل ثالثة منها تفتح على زقاق حمام
الصالحية من الجهة الجنوبية للخان أما المدخل الرابع فيفتح على الجهة الغربية للخان .يتألف الخان من طابقين
ويغلب على الطابق األرضي اآلن التخصص بتجارة ِ
األسرة الحديدية والفرش والسجاد أما الطابق العلوي فمعظمه
مستغل كمخازن أو ورش .
العالوي ( ومفردها العلوة ) :
ويمتاز هذا النمط من األبنية التجارية بتصميمه الشديد البساطة مقارنة باألنماط السابقة .والعالوي
على عدة أنواع حسب نوع المنتجات التي تتعامل بها .فهناك عالوي الحبوب وعالوي الفواكه والخضر .
والوظيفة األساسية للعلوة كانت تجارة الجملة والخزن .وتضم العلوة نوعين من فضاءات الخزن هما الكنج لخزن
الحبوب غير المعبأة والعنبار لخزن المنتجات الزراعية والحبوب المعبأة باألكياس .وقد أختفت العالوي من
منطقة األسواق القديمة نظ اًر الن عدام دورها الوظيفي اآلن ومن ثم إنتفاء الحاجة إليها بتأثير التطورات في وسائل
النقل وأساليب الخزن .وظهرت أنماط جديدة من العالوي تتركز غالياً في مناطق بعيدة عن المركز وهي مشيدة
بالكونكريت ولكن وفق مخططات تساير غالباً تصاميم العالوي التقليدية .
السكالت (مفردها السكلة ) :
وهي منشآت تجارية ذات مساحات ضخمة تختص بتجارة المواد اإلنشائية وتتألف من فناء مكشوف
محاط بمساحة شريطية مسقفة مع واجهات خارجية صماء ،وبناؤها اليتجاوز الطابق الواحد .وكانت السكالت
في مدينة الموصل تتركز في سوق الميدان قرب ضفة النهر حيث ترسوا االكالك المحملة باألخشاب وغيرها من
المواد اإلنشائية التي كانت تستعمل قديماً .وقد انعدم وجود السكالت تقريباً في منطقة األسواق القديمة في الوقت
الحاضر .
الحمامات :
مثلت الحمامات واحدةً من العناصر المكملة ضمن منطقة السوق الن وجودها كان ضرورياً السيما وان
الحمامات الخاصة كانت نادرة الوجود لعدم وجود مشاريع إسالة الماء وصعوبة تهيئة الوقود لتسخين الماء .
وكان قسم من الحمامات مخصصاً للرجال واآلخر للنساء أو أن تحدد أيام خاصة للنساء .تصميم الحمام كان
يتبع مبدأ االنتقال التدريجي من البرودة إلى الح اررة وبالعكس .وهذا المبدأ شاع في تصميم الحمامات في الطرز
المعمارية القديمة السيما الحمامات الرومانية .ويتألف الحمام أساساً من ثالثة عناصر فبعد المدخل تأتي غرفة
المشلح ( خلع الثياب) وهي غرفة مدفأة تقابل Apodyteriumفي الحمام الروماني .وفيها ينتظر الشخص
قبل وبعد االستحمام .ويلحق بهذه الغرفة غرفة لصاحب الحمام ليقوم بمتابعة العمل واإلشراف عليه .ثم تأتي
الغرفة الثانية ( العنصر الثاني) وهي غرفة مدفأة تحوي مساطب يجلس عليها المستحمون وهذه الغرفة تمنع
االنتقال المفاجئ من البرودة إلى الح اررة وبالعكس وتعرف بمنطقة مابين البابين وتقابل Galdariumفي
الحمام الروماني وفي وسط بيت الح اررة يوجد حوض الماء الساخن وحوله أماكن التدليك .أما بيت النار ويقابل
Hypocaustiumفي الحمام الروماني فيقوم بتسخين مياه الحمام
تسقف جميع أقسام الحمام بالقباب ويغطى الكل بقبة كبيرة مشتركة مع شبابيك علوية لإلضاءة وحيث
ينعدم وجود الشبابيك في واجهات الحمام .من أمثلة الحمامات في سوق الموصل هي حمام العطارين وحمام
الصالحية اللتان تعودان إلى منتصف القرن الثامن عشر .
الخالصــة :
يضم المركز التجاري القديم لمدينة الموصل مجموعة واسعة من األنماط البنائية التجارية كاألزقة
السوقية والقيصريات والخانات والحمامات .وقسم كبير من هذه األبنية مازال يقوم بنفس وظيفته التجارية األصلية
السيما القيصريات واألزقة السوقية في حين تغيرت وظائف القسم اآلخر ومنه الخانات التي فقدت وظيفتها
األصلية وهي استقبال القوافل التجارية وذلك بتأثير متغيرات العصر الذي نعيشه .
إن القيمة التاريخية والمعمارية والحضرية لمثل هذا المركز تفرض ضرورة اعتماد أسلوب مالئم
لالستفادة منه وذلك ضمن خطط للحفاظ الحضري والتطوير مع وضع المحددات والقيود التخطيطية والتصميمية
لعمليات إعادة اإلمالء ضمن منطقة السوق .وتحقيق مثل هذا الهدف يستلزم إجراء المسوحات الشاملة للمنطقة
لمعرفة خصائصها التفصيلية واجراء مثل هذه العملية يمكن أن يصبح مثاالً جيداً يحتذى بع في المناطق األخرى
ذات السمات المماثلة .
المصادر :
1ـ ريمون ،أندريه ،العواصم العربية ,عمارتها وعمرانها في الفترة العثمانية ،في المدينة العربية ،العدد 23
،منظمة المدن العربية ،الكويت . 1891 ،
2ـ مكتب اإلنشاءات الهندسي ،العمائر الخدمية في مدينة الموصل ،الموصل . 1892 ،
3ـ ناجي ،عبد الجبار ،المدينة العربية في الدراسات الجنبية ،مجلة المورد ،المجلد ، 8العدد ، 4بغداد ،
. 1891
4 - Al-Genabi , Hashim K.N., Der Suq Von Bagdad , Erlangen ,1976 .
5 - Sims , Eleanor , Trade and Travel in Architecture of the Islamic World , ed.
George Michel, London , 1978 .
6 - Von Grunebaum , G.E.,The Structure of the Muslim Town in Islam , Essays in
Nature and Growth of a Cultural Tradition , 2nd.ed.,London ,1961 .
7 - Wirth , Eugen, Zum Problem des Bazars in Der Islam , Band 52 , Heft 1 , Berlin
,1975 .
الشمال
الشمال
الشمال