You are on page 1of 14

‫أ‪ .

‬خـري عامر‬
‫جامعة محمد بوضياف املس يةل‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يف الرشق الدىن ظهرت أوىل احلضارات ومنه انطلقت املدنية وتطورت فيه أساليب احلياة‪،‬‬
‫نتيجة الانتقال من مرحةل الاس تقرار الزراعي والاستيطان الثابت يف املناطق اخلصبة اإىل الانفتاح‬
‫العاملي ‪ ،‬ويف املنطقة اكمتلت عوامل احلضارة وصول اإىل أرىق مظاهرها‪ ،‬ومن أمه احلضارات اليت اكن‬
‫لها دور يف الهنضة الإنسانية حضاريت فينيقيا ومرص ابعتبارهام منطقيت متاس واملنفذ واحملك بني أكرب‬
‫قارتني( اإفريقيا وأآس يا)‪ ،‬ذلكل اخرتت موضوع التجارة منوذجا للعالقات بني مرص وفينيقيا واختذته‬
‫عنواان ملقايل ‪ ،‬لن التجارة اكن لها اإسهاما كبريا يف خلق روح اللفة بني اجملمتعات البرشية وتقريهبا من‬
‫بعضها البعض عىل أساس تبادل املنافع من هجة ‪ ،‬واملسامهة يف حتقيق التواصل احلضاري مبختلف‬
‫جمالته من هجة أخرى ‪ ،‬اإىل جانب أهنا اكنت السبيل املوصل لزايدة الرثوة وبذكل حدث الاحتاكك‬
‫بني الشعوب وتعددت العالقات بيهنا عىل أوسع نطلق واكنت النتيجة بناء احلضارة الإنسانية املعارصة ‪.‬‬

‫‪- 112 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪ -1‬العالقات التجارية يف عهد ادلوةل املرصية القدمية‪:‬‬
‫اكن نصيب التجارة اخلارجية من المهية والازدهار ما يفوق كثريا ما اكن للتجارة ادلاخلية‬
‫يف لك من مرص الفرعونية وبالد الساحل الفينيقي‪ ،‬واكن لالك البدلين مع القطار اجملاورة جتارة واسعة‬
‫وراجئة‪ ،‬واملتفق عليه بني املؤرخني أن التصال املرصي جتاراي بفينيقيا اكن يف وقت مبكر من العرص‬
‫القدمي‪ ،‬اإذ أ ّن التجارة حسب كتاابهتم أخذت صفة التنظمي بني اجلهتني يف اللف الثالثة ق‪.‬م(‪،)1‬‬
‫حيث اكنت "جبيل" أآنذاك عىل صةل وثيقة ابدلوةل القدمية الفرعونية (من ‪ 2680-2895‬ق‪.‬م)‪ ،‬كام‬
‫تشهد بذكل أش ياء مرصية كثرية عرث علهيا يف حفائر جبيل‪ ،‬واكنت هذه املدينة تتوىل النقل البحري‬
‫لصادرات غرب أآس يا الصغرى من هجة ‪ ،‬وتتوىل نقل الصوف والزيت والصمغ من سوراي والعراق‬
‫واخلشب من لبنان(‪.)2‬‬
‫وهناك ما يشري اإىل أن املرصيني قد اس توردوا من منطقة الساحل الفينيقي أخشاب الرز‬
‫والصنوبر اليت اس تعملت يف مقابر امللوك يف "أبيدوس" ‪ ،‬ويف صناعة السفن الكبرية‪ ،‬رمبا من عهد‬
‫املكل "عحا" مؤسس الرسة الوىل وقد ذهب البعض اإىل أن هذه الواردات اإمنا اكنت مبثابة جزي‬
‫قدمهتا املناطق اخلاضعة من هذا الساحل ملرص(‪ ،)3‬واملكتشفات اليت تعود اإىل العرص الفرعوين يه‬
‫عديدة ومتنوعة ‪ ،‬فقد وجدت بداخل قبور فراعنة الرسات الوىل جرار وأوعية ماء تش به يف شلكها‬
‫مثرة اليقطني ‪ ،‬وجرار أخرى ذات عروة وفوههتا تش به منقار(‪ ،)4‬اإضافة اإىل وجود كتل خضمة من‬
‫اللواح والخشاب من نوع الصنوبر اذلي يمنو يف لبنان واليت اس تعملت يف تشييد سقوف مقابر تكل‬
‫الرسة يف لك من "أبيدوس" و"سقارة"‪ ،‬هذا اإىل جانب العثور عىل أواين متثلت يف أابريق ذات نوع‬
‫اكن شائعا يف الصناعات الفلسطينية والسورية ‪ ،‬واليت يفرتض أهنا اكنت متل ابلزيت اذلي اكن جيلب‬
‫من هناك(‪ ،)5‬كام عرث بتكل املقابر عىل أواين ذات مقابض مموجة ويه تقنية مس توحاة من أشاكل‬
‫مس توردة من جنوب منطقة الساحل الفينيقي(‪ ،)6‬والراحج أنه يجء هبا من سوراي عن طريق البحر‬
‫‪ ،‬أما عن طريق ميناء "جبيل" أو غريه من املوائن(‪.)7‬‬
‫ومعروف أن الفينيقيني قد أنتجوا مواد أساس ية ل توجد يف أماكن أخرى جماورة هلم واكنت‬
‫حمل طلب دلى املرصيني اكمخلور والزيت ‪ ،‬والصمغ والخشاب(‪ ،)8‬اليت ثبت اس تخداهما يف صناعة‬
‫الفن من خالل ماعرث عليه من سفن بأجحاهما الطبيعية ‪ ،‬واليت تعد مصادر عن اتصالت مرص بغرب‬
‫‪- 113 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬
‫أآس يا(‪ ،)9‬أضف اإىل ذكل أن وجود معدن النحاس والقصدير‪ ،‬والربونز الطبيعي ب"جبيل" قد عزز‬
‫الارتباط التجاري بيهنا وبني مرص‪ ،‬واليت اكنت حباجة اإىل مثل هذه املعادن(‪ ،)10‬وبناءا عىل ما تقدم‬
‫نتخيل مك اكنت أمهية منطقة الساحل الفينيقي ابلنس بة ملرص خاصة أخشاهبا اليت لعبت دورا كبريا يف‬
‫تمنية الاقتصاد الفرعوين‪.‬‬
‫وطبقا ملا جاء يف جحر "ابلرمو" فاإن املكل "س نفرو" مؤسس الرسة الرابعة أرسل أسطول‬
‫حبراي مض أربعني سفينة لإحضار أخشاب الوز من ميناء "جبيل" وأن تكل الخشاب قد عرث علهيا‬
‫يف هرمه القبيل يف دهشور(‪ ،)11‬ونظرا لمهية بعثات هذا املكل وقمية املعلومات اليت وصلتنا عهنا من‬
‫خالل الواثئق املرصية اعترب أهل الاختصاص معهل ذاك بداية جتارة مرص ادلولية(‪ ،)12‬بل أن أمهيهتا‬
‫تتعدى ذكل لن السطول الضخم اكن اإعداده أساسا من أجل القيام ابلعديد من الرحالت وليس‬
‫رحةل واحدة ‪ ،‬بذكل جند أن من جاء بعد "س نفرو" من امللوك قد سكل نفس املهنج ‪ ،‬فتوسعت‬
‫التجارة مع منطقة الساحل الفينيقي وذكل من أجل من احلصول عىل أكرب عدد من الرثوة‪.‬‬
‫لقد أثبتت النقوش أن املرصيني اكنوا يبعثون بسفهنم اإىل الساحل الفينيقي خالل عرص‬
‫الهرامات‪ ،‬وازدادت تكل العالقة قوة بعد مرور قرون عدة(‪ ،)13‬ففي عهد "خوفو" أصبح ميناء‬
‫"جبيل" أكرب ميناء جتاري بني مرص وغريب أآس يا ‪ ،‬وأكرث من ذكل أنه قام بدور الوس يط بني جتارة‬
‫مرص وكريت ‪ ،‬وهناك الكثري مما يشري اإىل ازدهار التجارة بني مرص وفينيقيا عىل أايم املكل‬
‫"خوفو"(‪ ،)14‬ومثال ذكل أنه عرث عىل أجحار من معبد قدمي أقمي يف "بيبلوس" حيمل امس هذا املكل‬
‫‪ ،‬ورمبا اكن هذا من أآاثر جالية مرصية أقامت يف تكل اجلهة ملراقبة التبادل التجاري بني البدلين يف‬
‫ذكل العهد‪)15(.‬‬
‫ومل يكن ملوك الرسة اخلامسة أقل نشاطا من أسالفهم ملوك الرسة الرابعة ‪ ،‬ففي املعبد‬
‫اجلنائزي للمكل "ساحورع" يف أبوصري منظرين ميثالن رحيل وعودة السطول املرصي من جبيل‪،‬‬
‫وأن من بني الشخاص الرئيس يني عىل ظهر السطول يوجد أمرية سورية رمبا أرسلت ليك تصبح‬
‫زوجة "ساحورع"‪)16(.‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 114 -‬‬


‫وهذا ادلليل املادي يعرب عىل قيام نشاط جتاري خضم جعل مرص حتتك جبرياهنا أكرث مما‬
‫اكنت عليه يف العصور السابقة ‪ ،‬وهذه الرحةل يه واحدة من الرحالت التجارية اليت أرسلها هذا املكل‬
‫عرب البحر املتوسط‪ ،‬وبذكل فهو يعد من أشهر ملوك الرسة اخلامسة‪ ،‬اليت ظلت حتافظ عىل عالقاهتا‬
‫التجارية مع "جبيل" اإىل أآخر عهدها‪ ،‬حيث ذكرت املصادر أن أحد الرحالت التجارية مع هذه املدينة‬
‫قد متت يف عهد املكل "أونيس"‪)17(.‬‬
‫ونتيجة لمتزي عهد "تييت" مؤسس الرسة السادسة ابلسمل اكنت هناك عالقات جتارية مع‬
‫"جبيل" ويف اجتاهات أخرى أيضا(‪ ،)18‬كام ارتبط امس املكل "بييب الول" برحالت جتارية اإىل‬
‫منطقة الساحل الفينيقي‪ ،‬واكن قائدها "أوين" وقد جسلت لنا جدران مقربته بسقارة وصف لحداث‬
‫بعثته اليت اكنت قد جلبت مكيات كبرية من الخشاب(‪ ،)19‬وهناك ما يشري اإىل اإن "بييب الثاين" قد‬
‫سار عىل س ياسة أسالفه ابلنس بة اإىل مضامر التجارة اخلارجية‪ ،‬وما يفيدان يف اإثبات اس مترار املرصيني‬
‫لعملهم التجاري مع جرياهنم يف الشامل هو نقش املالح املرصي " خنوم حبت" اذلي يقول‬
‫فيه‪«:‬خرجت مع س يدي المري الورايث حامل خمت املعبود ثين (وأيضا) خوي إاىل كنب (جبيل) وبونت‬
‫اإحدى عرش مرة‪ ،‬حامال بسالم ما أنتجته (هذه) البالد الجنبية»(‪ ،)20‬وإاشارته اإىل "ثين"‬
‫و"خوي" أن زايرته الوىل اكنت حتت رئاسة "ثين"‪ ،‬وزايرته الثانية اكنت حتت رئاسة "خوي"‪)21(.‬‬
‫وياكد يتفق الباحثون عىل أن أمهية البالد الفينيقية ابلنس بة ملرص يف عرص ادلوةل القدمية‪ ،‬اإمنا‬
‫اكن ينحرص يف أهنا طريق جتاري تسري فيه السلع‪ ،‬وما هيم مرص هو أن يبقى هذا الطريق مفتوحا‪،‬‬
‫وأن ميناء "جبيل" يبقى مس تودعا ملنتجات هذه البالد‪ ،‬ومنتجات الشعوب اجملاورة املرغوب احلصول‬
‫علهيا من طرف املرصيني‪ ،‬ذلكل اكنت تقمي جالية مرصية من التجار يف هذا امليناء‪ ،‬لكن المر اكن غري‬
‫ذكل يف أخرايت الرسة السادسة ‪ ،‬حيث حرق املعبد املرصي يف "جبيل"‪)22(.‬‬
‫وهناك من يرى أن اضطراب المن يف مرص يسبب قيام الثورة الاجامتعية من هجة‪ ،‬وعدم‬
‫وجود أش ياء حتمل أسامء ملكية يف "جبيل" وغريها من مدن الساحل الفينيقي فامي بني ادلوةل القدمية‬
‫والوسطى من هجة أخرى أثره السليب يف اس مترار املتاجرة بني البدلين‪ ،‬والكتاابت التارخيية تؤكد برت‬
‫العالقات التجارية املرصية والفينيقية‪ ،‬حيث يقول حكمي الثورة الاجامتعية مبرص‪ «:‬مل يعد أحد اليوم‬
‫يسافر شامل اإىل جبيل مفاذلي س نفعهل عوضا عن الرز الالزم ليومياتنا ‪ ،‬فقد اكن النبالء حينطون‬
‫‪- 115 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬
‫ابلزيت الآيت من هناك‪ ،‬وماهو أبعد مهنا(أي جبيل) حىت "كفيتو"(كريت) ولكن هذا مل يعد‬
‫يأيت»‪)23(.‬‬
‫وهذا ل يعين أن التجارة قد توقفت ب"جبيل" بدليل أنه وجد يف ميناء املدينة عىل العديد‬
‫من الش ياء املرصية اليت تؤول يف معظمها اإىل العرص املتوسط الول‪ ،‬واملرحج أهنا مؤرخة بعرص‬
‫الرسة الثالثة عرش اإىل جانب وجود أش ياء متد بصةل لبالد الرافدين‪)24(.‬‬
‫ويتضح من هذه البعثات زمن ادلوةل القدمية أن املالحة ابجتاه الساحل الفينيقي اكنت‬
‫أساس ية يف ازدهار اقتصاد مرص بشلك عام ‪ ،‬ومدن الوجه البحري بشلك خاص ‪ ،‬واملالحظة‬
‫اجلديرة ابذلكر خبصوص العالقات التجارية بني مرص ومنطقة الساحل الفينيقي خاصة مدينة "جبيل"‬
‫مل تكن متاكفئة بني الطرفني طيةل فرتة اللف الثالثة قبل امليالد ل من حيث قمية املبادلت بل من‬
‫حيث السعي للمبادرة يف توجيه الرحالت ‪ ،‬أو طلب البضائع وتصديرها ‪ ،‬ورمغ ذكل فاإن املكتشفات‬
‫أتيت ذكر القليل مهنا سواء يف "جبيل" أو مدن أخرى بساحل فينيقيا أو املدن ادلاخلية بأرايض‬
‫سوراي املنسوبة للعرص املنفي وحىت هناية الرسة السادسة يتضح لنا عىل أن هذه الش ياء يه شواهد‬
‫عىل اس مترار العالقات التجارية بني البدلين ‪ ،‬كام تفرس لنا الرحالت التجارية حاجة مرص امللحة اإىل‬
‫أجشار الرز والصنوبر اللبنانية‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقات التجارية يف عرص ادلوةل املرصية الوسطى‪:‬‬
‫قامت الس ياسة املرصية اخلارجية يف عرص ادلوةل الوسطى بصفة عامة‪ ،‬والرسة الثانية عرش‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬عىل أساس تغليب عالقات الود مع ادلول اجملاورة ‪ ،‬واختاذ الصالت التجارية معها‬
‫سبيال عىل التأثري احلضاري فهيا‪ ،‬كام قامت عىل أساس توس يع النفوذ‪ ،‬مع أيثار السالم املسلح القامئ‬
‫عىل اليقظة وعدم الالتجاء اإىل اس تخدام القوة فهيا اإل حني الرضورة‪)25(.‬‬
‫وهذه الس ياسة انهتجهتا مرص مع مدن الساحل الفينيقي منذ أوائل اللف الثانية قبل امليالد‪،‬‬
‫حيث وثقت صالهتا مبدينة "جبيل" اليت أصبحت من جديد مضن ش بكة التجارة املرصية مثلام اكنت‬
‫عليه زمن ادلوةل القدمية‪ ،‬ويرى "أمحد خفري" أن التجارة بني مرص ورشق البحر املتوسط خالل هذا‬
‫العهد سلكت طريقني أحدهام اكن عرب الرب والثاين عرب البحر(‪ ،)26‬وبذكل أعاد ملوك مرص س يادهتم‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 116 -‬‬


‫عىل منطقة الساحل‪ ،‬وهذه امحلاية قد منحت ملرص ماكنة متفوقة يف جتارة البحر املتوسط‪ ،‬وجعلهتا‬
‫تضع يدها عىل الطرق التجارية لآس يا‪ ،‬ومن احملمتل أن ملوك الرسة الثانية عرش اكنوا يراقبون الساحل‬
‫املتوسطي اإىل غاية "أوغاريت" وذكل بوضع حاميات يف مدن ذكل الساحل ومبساعدة حاكم مدته‪،‬‬
‫اليت أصبحت تعمل عىل تدعمي الوجود املرصي يف تكل املراكز الكبرية للتجارة ادلولية‪)27(.‬‬
‫وقد جاء ذكر"جبيل" يف قصة "س نويه" فلول شهرة تكل املدينة‪ ،‬وقوة العالقة اليت تربطها‬
‫مبرص‪ ،‬ملا فكر ذكل املرصي الهارب خوفا من املكل "س نورست الول" اللجوء اإلهيا والإقامة‬
‫فهيا‪)28(.‬‬
‫وهناك نقش يف عهد "س نورست الول" يف الكرنك يتحدث عن محةل املكل بداخل املدن‬
‫الساحلية حتت اإمرة قائد مرصي‪ ،‬واكن الرؤساء يف "جبيل" يقطعون هل أخشاب أجشار الرز‪،‬‬
‫ويتضح من ذكل أن ملوك الرسة الثانية عرش قد حرصوا عىل احملافظة عىل العالقات السلمية بيهنم‬
‫وبني حاكم وأمراء مدن الساحل الفينيقي‪ ،‬وذكل حرصا عىل تأمني س بل التجارة بني البدلين ‪ ،‬ويف‬
‫ذات الس ياق تشري الحباث أنه مت الكشف عن متاثيل وأواين وجعارين وأختام نقشت بأسامء أشخاص‬
‫مرصيني يعودون اإىل فرتة احلمك الرسة سالفة اذلكر يف عدة مدن فينيقية مهنا "جبيل" و"رأس مشراء"‬
‫(أوغاريت) وقطنة شاميل محص ‪ ،‬وتل عطشانة وغريها‪)29(.‬‬
‫وبناءا عىل ما تقدم ميكن الإشارة اإىل أن املبادلت التجارية زمن ادلوةل الوسطى مل تكن‬
‫ترتكز عىل "جبيل" املدينة اليت تردد ذكرها يف املصادر املرصية فقط ‪ ،‬بل امتدت التجارة املرصية اإىل‬
‫أبعد من ذكل وتوسعت لتشمل عدة مدن عىل الساحل ‪ ،‬وابملناطق ادلاخلية من أرض فينيقيا‪ ،‬كام‬
‫أن الإشارات ادلاخلية تفيد بأن الرحالت التجارية املرصية ابجتاه الشامل اكنت مس مترة خالل حمك‬
‫"أممنحات الثاين" بدليل أن البضائع اليت اكنت قد وصلت خزينة "تود" من السواحل السورية‪ ،‬وقد‬
‫عرث عىل هذا الكزن يف أساسات معبده‪ ،‬ومتثل يف أربعة صناديق هبا العديد من السلع الآس يوية‪ ،‬اليت‬
‫مت اس تريادها من خالل بعثة هذا املكل‪ ،‬أو اكنت عبارة عن هدية وصلت رفقة الرحةل التجارية‪)30(.‬‬
‫ومن الدةل الثرية اليت تفيد بأن "أوغاريت" قد وصلهتا رحالت جتارية مرصية وأنه وجد‬
‫بذات املدينة متاثيل صغرية لبنة "أممنحات الثاين" ومتاثيل حلامك "ممفيس" يف عهد هذا املكل‪)31(.‬‬

‫‪- 117 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫وقد ازدهرت التجارة بني البدلين يف عهد "س نورست الثالث" اذلي ارحتل بنفسه يف محةل‬
‫عسكرية لصد اإغارة بعض القبائل الآس يوية ببالد فينيقيا‪ ،‬كام تعرب الشواهد الثرية عن صةل املنطقتني‬
‫ببعضهام جتاراي من خالل وجود خمت أحد مسجيل املوايش‪ ،‬ومتثال لمري المشونيني "حتوت حتب‬
‫الثاين" يف "جمدو" من انحية‪ ،‬والعثور عىل صورة ماش ية واردة من غريب أآس يا يف مقربة المشونيني‬
‫اليت تقع ابلقرب من عامصة الإقلمي اخلامس عرش من أقالمي صعيد مرص من انحية أخرى‪)32(.‬‬
‫أما يف عهد "أممنحات الثالث" فقد وطدت مرص صالهتا التجارية مع العديد من مناطق‬
‫الساحل وخاصة مع "جبيل" و"أوغاريت"‪)33(.‬‬
‫وما ميكن اس تنتاجه بأن العالقات التجارية يف النصف الول من اللف الثانية‪ ،‬اكنت قد‬
‫توسعت بني مرص ومنطقة الساحل‪ ،‬لكن اليشء امللفت لالنتباه بشأن الرحالت اليت متت خالل هذه‬
‫الفرتة مل يمت ختليدها عىل املعامل املرصية‪ ،‬مثلام حدث يف اللف الثالثة قبل امليالد‪ ،‬ورمبا يعود ذكل‬
‫لعتياد القامئني علهيا لكرثهتا وابلتايل مل ترث فهيم رغبة ختليدها‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقات التجارية يف عهد ادلوةل املرصية احلديثة‪:‬‬
‫لقد تعزز النفوذ املرصي يف منطقة الساحل الفينيقي اإابن وصول السالةل الثامنة عرش اإىل‬
‫احلمك يف مرص‪ ،‬وشد ملوكها الرحال اإىل الشامل للتصدي للحيثيني وامليتانيني ملنعهم من الس يطرة علهيا‬
‫‪ ،‬وقد حرصوا أن تكون "أوغاريت" ذات املوقع الاسرتاتيجي اإىل جانهبم(‪ ،)34‬كام اهمتوا أآنذاك بلك‬
‫موائن الساحل الرشيق للبحر املتوسط ‪ ،‬واليت اكنت يف هاته الفرتة تعمل عىل ترصيف جتارة الرشق‬
‫ورشق البحر املتوسط ‪ ،‬ومل يتوقف اهامتهمم عىل الساحل فقط بل امتد اإىل املدن السورية اليت‬
‫اكنت تراقب طرق القوافل ادلاخلية املؤدية اإىل أجزاء مملكة أشور(‪ ،)35‬واكنت نتيجة اهامتم املرصيني‬
‫الكبري مبنطقة الساحل الفينيقي يه قيام جتارة كبرية بني البدلين‪ ،‬ورمبا اكن الفرعون خشصيا هو التاجر‬
‫الكرب‪ ،‬وعىل حد تعبري"ش تيندورف"‪ «:‬اكنت القوافل التجارية الكبرية متل الطرق العسكرية اليت‬
‫تربط ادللتا وفلسطني ‪ ،‬بيامن السفن التجارية املرصية والسورية جتوب ساحل البحر املتوسط لنقل‬
‫املصنوعات اخملتلفة من دوةل أخرى»(‪ )36‬وإاذا اكنت الكتاابت التارخيية تربز الس يادة املرصية عىل‬
‫منطقة الساحل من خالل الغزو العسكري وإاعالن أمراء املدن الفينيقية تبعيهتم ‪ ،‬فاإن املكتشفات‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 118 -‬‬


‫الثرية يف لك من الرشق الدىن وكريت تؤكد س يادة الفرعون عىل جتارة احلوض الرشيق للبحر‬
‫املتوسط فامي بني القرنني السادس عرش والعارش قبل امليالد ‪ ،‬كام توحض تكل املكتشفات أن همينة‬
‫مرص عىل التجارة بصورة مبارشة أو عن طريق أابعها وموظفهيا مبنطقة الساحل الفينيقي أو بواسطة‬
‫أساطيل مدن تكل املنطقة(‪ ،)37‬وهذا ما يفيد أن تكل املدن اكنت مبثابة الوس يط التجاري بأمت معىن‬
‫اللكمة ‪ ،‬وقد لعبت هذا ادلور مع مرص حيث اكنت جتلب ما تزخر به حضارات أآس يا الصغرى‬
‫والعراق من مصنوعات متنوعة وغريها من املنتجات اإىل غاية الساحل ‪ ،‬ومن هناك اكنوا يصدروهنا اإىل‬
‫مرص عرب الطريق الربي بواسطة القوافل ‪ ،‬وعرب الطريق البحري بعد حشهنا يف السفن ‪ ،‬واكنوا جيلبون‬
‫من مرص مقابل ذكل سلعا تش هتر هبا هذه الخرية ‪ ،‬واكن أمراء "جبيل أآنذاك‪-‬فرتة قوة مرص‪ -‬يرسلون‬
‫بدورمه أساطيلهم احملمةل ابلخشاب اإىل مرص بناءا عىل طلب الخرية‪)38(.‬‬
‫وما يثبت أن العالقة التجارية بني البدلين اكنت عىل أحسن حال فامي بني القرنني اخلامس‬
‫عرش والثالث عرش قبل امليالد ‪ ،‬تكل املشاهد اليت صورت دخول الفينيقيني بأساطيلهم التجارية اإىل‬
‫مرص‪ ،‬فهناك مشهد حلركة ميناء "طيبة" خالل القرن الرابع عرش يصور أسطول ‪،‬واكن للك من راكبه‬
‫حلية كثيفة وهذا ما يدل بدون شك عىل أهنم ساميني من الساحل الفينيقي(‪ ،)39‬اإضافة اإىل مشاهد‬
‫تعود لعهد املكل املرصي "توت عنخ أمون" متثل جتارا فينيقيني عرفوا من خالل حليهتم اجملعدة ‪،‬‬
‫واكنت ترافقهم بضائعهم اليت تش متل عىل أردية محراء ومصنوعات رقيقة من ذهب(‪ ،)40‬وخالل عهد‬
‫الرسة ‪ 19‬برزت اإىل الوجود مجعيات من رجال أعامل سوريني فتحت بنواك ‪ ،‬واكنت لها ماكتب يف‬
‫لك ماكن واكنوا ممسكني بزمام التجارة العاملية‪)41(.‬‬
‫كام أن واثئق ادلوةل احلديثة مبرص تصور لنا يف "طيبة" حمالت لتجار فينيقيني ‪ ،‬يعرضون‬
‫فهيا بضاعهتم اخملتلفة واكنت تكل احملالت يف شلك مظالت تصنع من اخلشب(‪ ،)42‬واحلديث عن‬
‫وجود الفينيقيني مبرص يقودان اإىل موضوع اجلاليات الفينيقية اليت عرفت لها تواجدا ابدللتا قبل بروز‬
‫العرص الفينيقي‪ ،‬حيث اكنت املدن املرصية الصناعية جتلب املالحني السوريني‪ ،‬مثلام اكنت فينيقيا يف‬
‫السابق تس تقبل املغامرين املرصيني وتغرهيم بغاابهتا(‪ ،)43‬وقد تعزز وجود هؤلء السوريني مبدن مرص‬
‫بغرض الاجتار وفتح البنوك واملس تودعات‪)44(.‬‬

‫‪- 119 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫ومع الرسة التاسعة عرشة يف مرص تزداد احلركة التجارية مع الساحل الفينيقي عام اكنت عليه‬
‫أثناء الرسة الثامنة عرشة‪ ،‬فقد اكن الطريق البحري يعج ابلسفن التجارية ذهااب وإااياب‪ ،‬والقوافل‬
‫سارت بال انقطاع عىل طول الطريق الربي عرب برزخ السويس‪ ،‬واكن لهذا الطريق دورا ابرزا يف‬
‫تنش يط التجارة املرصية‪-‬الفينيقية أآنذاك(‪ ،)45‬وهمام يكن فاإن العالقة بني املرصيني والفينيقيني ظلت‬
‫عرب العصور عالقة جتارية‪ ،‬فكام اكنت هذه التجارة نشطة من اجلانب املرصي خالل الفرتات السابقة‬
‫فاإننا جندها خالل النصف الثاين من اللف الثانية قبل امليالد أكرث ازدهارا‪ ،‬وخاصة من اجلانب‬
‫الفينيقي‪ ،‬حيث شهدت جتارة الفينيقيني توسعا فاق التوقعات عىل يد الصوريني ابجتاه مرص خصوصا‬
‫‪ ،‬ويشري هريودوت اإىل التواجد الفينيقي مبرص لدللةل عىل متانة العالقة بني الطرفني يف اجملال التجاري‬
‫خاصة حيث يقول ‪"..«:‬بروتيوس" هل يف ممفيس حرم مجيل جدا حسن الزينة ‪ ...‬يقمي حول هذا احلرم‬
‫فينيقيون من "صور" وس مي هذا احلي لكه معسكر الصوريني»‪)46(.‬‬
‫ومن املدن املرصية اليت ارتبط امسها ابملالحني الفينيقيني جند "اتنيس" خالل القرنني احلادي‬
‫عرش والعارش قبل امليالد ‪ ،‬وهذا من خالل ماجاء يف وثيقة "أوانمو" الشهرية‪ ،‬اليت ذكر فهيا بأن تكل‬
‫املدينة اكنت تس تقبل لك س نة ‪ 10.000‬مركب من ميناء صيدا لوحده‪ ،‬ويفهم من ذكل أن جتارا‬
‫فينيقيني اكنت قد اس تقروا يف هذه العامصة وقاموا بدور الوساطة مع املوائن الفينيقية(‪ ،)47‬ولو أن‬
‫ذكل الرمق مبالغ فاإنه ميكننا أن نتصور مك اكنت احلركة التجارية نشطة بني الطرفني حىت زمن تدهور قوة‬
‫مرص‪.‬‬
‫وهناك ما يدل عىل أن العالقات بني مرص والبالد الفينيقية بدأت تضعف يف هناية حمك‬
‫الرسة العرشين مبرص‪ ،‬حبمك أن حامك "جبيل" اعتقل رسال مرصيني يف عهد "رمسيس التاسع" مدة‬
‫س بع عرشة س نة‪ ،‬دون أن يسمح هلم ابلعودة اإىل مرص ‪ ،‬غري أن هذا احلدث مل يؤثر يف جتارة البدلين‬
‫مع بعضهام فامي بعد بدليل أن "مسندس" حامك مرص الوسطى وادللتا بعد موت أآخر ملوك ادلوةل احلديثة‬
‫‪ ،‬اكن يأيت ابلخشاب ملرص من فينيقيا عن طريق جبيل(‪ ،)48‬وهمام يكن فاإن الرحالت التجارية‬
‫املرصية ابجتاه فينيقيا يف هناية ادلوةل احلديثة اكنت تمت يف فرتات متقطعة‪ ،‬وقد حاول "شاش نق الول"‬
‫وخلفائه اإعادة العالقات الطيبة مع أمراء جبيل بعد أن اكنت تكل التصالت قد توقفت خالل حمك‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 120 -‬‬


‫الرسة الواحد والعرشين(‪ ،)49‬غري أن تكل العالقات متزيت ابلفتور خالل الرستني الثالثة والعرشين‬
‫و الرابعة والعرشين مبرص‪.‬‬
‫ويف عرص الهنضة املرصية خالل القرن السابع قبل امليالد هناك ما يشري اإىل أن العالقات‬
‫التجارية املرصية الفينيقية قد عادت من جديد نتيجة قوة السطول املرصي اذلي فرضت مرص به‬
‫س يطرة عىل احلوض الرشيق للبحر املتوسط ‪ ،‬هذا اإىل جانب أسطول أآخر يف البحر المحر‪)50(.‬‬

‫‪- 121 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫الهوامش‪:‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫‪ - 1‬اإبراهمي زرقانة وأآخرون ‪ ،‬حضارة مرص والرشق الدىن‪ ،‬دار مرص للطباعة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪. 136‬‬
‫‪ - 2‬حسن ظاظا ‪ ،‬الساميون ولغاهتم‪ ،‬دار القمل‪ ،‬دمشق‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ - 3‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املدن الفينيقية‪ -‬اترخي لبنان القدمي‪ ،-‬دار الهنضة العربية للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت‪، 1994 ،‬‬
‫ص ‪. 200‬‬
‫‪4 L. Casson , les marins de L'antiquité(explorateurs et combattants sur la‬‬

‫‪Méditerranée d'autrefois) ,Traduction de Lilly Galhi Kahil,Paris, 1967., p , 15.‬‬


‫‪5- p 231. G.Dykmans , Histoire économique sous L'ancien Empire, t.2, Paris,1936-‬‬

‫‪1937,‬‬
‫‪6 B.Monley , Atlas historique de L'Egypte ancienne de thébès à Alexandrie, la‬‬

‫‪tumultueuse épopée des Pharaons, traduction de Philippe martinez, Edition‬‬


‫‪Autrement, Paris, 1998. , p 21.‬‬
‫‪ - 7‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 201‬‬
‫‪ - 8‬جورج كونتينو ‪ ،‬احلضارة الفينيقية ترمجة محمد الهادي شعرية‪ ،‬مراجعة طه حسني‪ ،‬الهيئة املرصية العامة للكتاب‬
‫القاهرة ‪ ، 1997 ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪ - 9‬عبد العزيز صاحل ‪ ،‬حضارات الرشق الدىن القدمي‪ ،‬مرص والعراق‪ ،‬مكتبة الجنلو املرصية‪ ،‬القاهرة ‪، 1973،‬‬
‫ص ‪. 88‬‬
‫‪ - 10‬محمد الس يد غالب ‪ ،‬الساحل الفينيقي وظهريه يف اجلغرافيا والتارخي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العمل للماليني ‪،‬‬
‫بريوت‪ ، .1969،‬ص ‪. 236‬‬
‫‪ - 11‬اإبراهمي زرقانة وأآخرون ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 136‬‬
‫‪12 - , op-cit. p,15. L. Casson‬‬

‫‪ - 13‬جميس هرني بريس تد ‪ ،‬العصور القدمية ‪ ،‬ترمجة داود قرابن ‪ ،‬بريوت ‪ ، 1926 ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ - 14‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 204-202‬‬
‫‪ - 15‬محمد أبو احملاسن عصفور ‪ ،‬عالقة مرص ابلرشق الدىن القدمي‪ -‬أقدم العصور اإىل الفتح اليوانين ‪ ،‬د‪.‬ماكن الطبع‪،‬‬
‫‪ ،1962‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ - 16‬رمضان عبده عيل ‪ ،‬الرشق الدىن القدمي وحضاراته ‪ -‬منذ جفر التارخي حىت جميء محةل الإسكندر الكرب‪، -‬‬
‫ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار هنضة الرشق للطبع والنرش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 145‬‬
‫‪ - 17‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬
‫‪18 - N . Grimal , Histoire de l’Egypte ancienne, librairie arthéme , Paris 1998. ,p, 106‬‬

‫‪ - 19‬محمد الس يد غالب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 237‬‬


‫‪ - 20‬رمضان عبده عيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 145‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 122 -‬‬
‫‪ - 21‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬
‫‪ - 22‬عبد امحليد زايد ‪ ،‬الرشق اخلادل‪ ،‬مقدمة يف اترخي وحضارة الرشق الدىن ‪،‬دار الهنضة العربية ‪ ،‬مرص‪ ،‬د‪.‬ت ‪،‬‬
‫ص ص ‪. 114-113‬‬
‫‪ - 23‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 208‬‬
‫‪ - 24‬عبد امحليد زايد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 115-114‬‬
‫‪ - 25‬عبد العزيز صاحل‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 177-176‬‬
‫‪ - 26‬أمحد خفري ‪ ،‬مرص الفرعونية ‪ ،‬موجز اترخي مرص من أقدم العصور حىت ‪ 332‬ق‪.‬م ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة الجنلو‬
‫املرصية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1960 ،‬ص ‪. 227‬‬
‫‪27- C. Lalouette , Thèbes ou la naissance d'un Empire, fayard , Paris 1986, p 73.‬‬

‫‪ - 28‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 210-209‬‬


‫‪ - 29‬رمضان عبده عيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 147‬‬
‫‪ - 30‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 112-111‬‬
‫‪31 - N.Grimal , op-cit , p 218.‬‬

‫‪ - 32‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 213‬‬


‫‪ - 33‬عبد العزيز صاحل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 181‬‬
‫‪ - 34‬عبد احلكمي اذلنون ‪ ،‬اترخي الشام القدمي‪ ،‬ط‪1‬ندار الشام القدمية الطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ، 1999،‬ص‬
‫‪.139‬‬
‫‪35 - B. Moneley,op-cit , p, 63 .‬‬

‫‪ - 36‬ش تيندروف‪.‬ح ‪ ،‬س يل‪.‬ك ‪ ،‬عندما حمكت مرص الرشق‪ ،‬ترمجة محمد الغرب موىس ‪ ،‬مراجعة محمود ماهر طه‬
‫‪،‬مكتبة مدبويل ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 1990 ، 1‬ص ص ‪. 128-127‬‬
‫‪-37 V.Bérard , les Phéniciens et l'odyssée,t2, Librairie Armand Colin Paris, 1927. , p‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ - 38‬محمد الس يد غالب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪39 - , op-cit, p p, 31-32. L. Casson‬‬

‫‪ - 40‬ن‪.‬ي ‪ ،‬صفحات من اترخي مرص الفرعونية – اترخي توت عنخ أآمون – ط‪ ، 1‬مكتبة مدبويل ‪ ،‬القاهرة ‪1991،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 50‬‬
‫‪41 - Jacques.Pirenne , Y'eut-il des foirs dans l'Egypte ancienne ,Recueils de la société‬‬

‫‪jean Bodin, t.5,1953, p 20 .‬‬


‫‪ - 42‬ن‪.‬ي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬
‫‪43 - G.Dykmans , op-cit, p 228 .‬‬

‫‪- 123 -‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪44‬‬ ‫‪- Jacques.Pirenne , Histoire de la civilisation de l'Egypte ancienne de la fin de‬‬
‫‪l'Ancien Empire à la fin du nouvel Empire(200-1085av.j.c) suisse/Paris,1962 , p‬‬
‫‪227 .‬‬
‫‪ - 45‬محمد عزة دروزة ‪ ،‬اترخي اجلنس العريب يف خمتلف الدوار والطوار‪ ،‬ج‪ ،3‬املطبعة العرصية للطباعة والنرش‪،‬‬
‫لبنان‪ ، 1959 ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪ – 46‬هريودوت ‪ ،‬هريودوت يتحدث عن مرص‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬ترمجة ‪ :‬محمد صقر خفاجة‪ ،‬تقدمي‪ :‬أمحد بدري‪،‬‬
‫دار القمل‪ ،‬مرص‪ ،1966 ،‬فقرة ‪ ،112‬ص‪. 230‬‬
‫‪- 7J.Pirenne , Histoire de la civilisation de l'Egypte… ,op-cit, p 20 .‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ - 48‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 229-228‬‬


‫‪ - 49‬أمحد أمني سلمي ‪ ،‬دراسات يف اترخي الرشق الدىن القدمي ‪،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 2‬القاهرة ‪ ، 1980،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ - 50‬محمد بيويم همران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 232‬‬
‫قامئة املصادر واملراجع‪:‬‬
‫املصادر ‪:‬‬
‫‪ -1‬هريودوت ‪ ،‬هريودوت يتحدث عن مرص‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬ترمجة ‪ :‬محمد صقر خفاجة‪ ،‬تقدمي‪ :‬أمحد بدري‪ ،‬دار‬
‫القمل‪ ،‬مرص‪.1966 ،‬‬
‫املراجع ابلعريبة‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو احملاسن (عصفور محمد)‪ ، ،‬عالقة مرص ابلرشق الدىن القدمي‪ -‬أقدم العصور اإىل الفتح اليوانين‪ ، -‬د‪.‬ماكن‬
‫الطبع‪.1962،‬‬
‫‪ -2‬بريس تد (جميس هرني)‪ ،‬العصور القدمية ‪ ،‬ترمجة داود قرابن ‪ ،‬بريوت ‪. 1926 ،‬‬
‫‪ -3‬ح (ش تيندروف) ‪ ،‬س يل‪.‬ك‪ ،‬عندما حمكت مرص الرشق‪ ،‬ترمجة محمد الغرب موىس‪ ،‬مراجعة محمود ماهر طه‪،‬‬
‫مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪. 1990 ، 1‬‬
‫‪ -4‬دروزة (محمد عزة)‪ ،‬اترخي اجلنس العريب يف خمتلف الدوار والطوار‪ ،‬ج‪ ،3‬املطبعة العرصية للطباعة والنرش‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1959‬‬
‫‪ -5‬اذلنون (عبد احلكمي) ‪ ،‬اترخي الشام القدمي‪ ،‬ط‪1‬ندار الشام القدمية الطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.1999،‬‬
‫‪ -6‬رزقانة (اإبراهمي) وأآخرون‪ ،‬حضارة مرص والرشق الدىن‪ ،‬دار مرص للطباعة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -7‬زايد (عبد امحليد) ‪ ،‬الرشق اخلادل‪ ،‬مقدمة يف اترخي وحضارة الرشق الدىن ‪،‬دار الهنضة العربية ‪،‬مرص‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -8‬سلمي (أمحد أمني)‪ ، ،‬دراسات يف اترخي الرشق الدىن القدمي ‪،‬ج‪ ، 1‬ط‪ ، 2‬القاهرة ‪.1980،‬‬
‫‪ -9‬صاحل (عبد العزيز)‪ ،‬حضارات الرشق الدىن القدمي‪ ،‬مرص والعراق‪ ،‬مكتبة الجنلو املرصية‪ ،‬القاهرة ‪.1973،‬‬
‫‪ -10‬ظاظا (حسن)‪ ،‬الساميون ولغاهتم‪ ،‬دار القمل‪ ،‬دمشق‪.1990 ،‬‬
‫‪ -11‬عبده عيل( رمضان )‪ ،‬الرشق الدىن القدمي وحضاراته ‪ -‬منذ جفر التارخي حىت جميء محةل الإسكندر الكرب‪ ، -‬ج‪،2‬‬
‫ط‪ ،1‬دار هنضة الرشق للطبع والنرش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -12‬غالب (محمد الس يد)‪ ،‬الساحل الفينيقي وظهريه يف اجلغرافيا والتارخي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار العمل للماليني ‪ ،‬بريوت‪.1969،‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪- 124 -‬‬


‫ مكتبة الجنلو املرصية‬، 2‫ ط‬، ‫م‬.‫ ق‬332 ‫ موجز اترخي مرص من أقدم العصور حىت‬، ‫مرص الفرعونية‬،)‫ خفري ( أمحد‬-13
.1960 ، ‫ القاهرة‬،
‫ الهيئة املرصية العامة للكتاب‬،‫ مراجعة طه حسني‬،‫ احلضارة الفينيقية ترمجة محمد الهادي شعرية‬،)‫ كونتينو (جورج‬-14
.‫م‬1997 ، ‫القاهرة‬
.1994 ،‫ بريوت‬،‫ دار الهنضة العربية للطباعة والنرش‬،-‫ اترخي لبنان القدمي‬-‫ املدن الفينيقية‬، )‫ همران (محمد بيويم‬-15
‫ القاهرة‬، ‫ مكتبة مدبويل‬، 1‫ صفحات من اترخي مرص الفرعونية – اترخي توت عنخ أآمون – ط‬، )‫ ن ( ي‬-16
. 1991،
: ‫املراجع ابللغة الجنبية‬

1- Berard (Victor), les Phéniciens et l'odyssée,t2, Librairie Armand Colin Paris, 1927.
4- Casson (Lionel) , les marins de L'antiquité(explorateurs et combattants sur la
Méditerranée d'autrefois) ,Traduction de Lilly Galhi Kahil,Paris, 1967.
7- Dykmans.(G), Histoire économique sous L'ancien Empire, t.2, Paris,1936-1937.
12- L'alouette.( Claire), Thèbes ou la naissance d'un Empire, fayard , Paris 1986.
18-M grimal (Nieolas), Histoire de l’Egypte ancienne, librairie arthéme , Paris 1998.
23- Pirenne.( Jacques) , Histoire de la civilisation de l'Egypte ancienne de la fin de
l'ancien empire à la fin du nouvel Empire(200-1085av.j.c),Ed Suisse/Paris,1962.

: ‫املقالت‬
2 Pirenne.( Jacques), ''Y'eut-il des foirs dans l'Egypte ancienne'' , Recueils de la
société jean Bodin, T.5,1953.
: ‫الطالس‬
1- B.Monley , Atlas historique de L'Egypte ancienne de thébès à Alexandrie, la
tumultueuse épopée des Pharaons, traduction de Philippe martinez, Edition
Autrement, Paris, 1998.

- 125 - 2016 10

You might also like