You are on page 1of 2

‫الداي حسين‪  

‬هو حسين بن الحسن آخر دايات الجزائر‪,‬ولد في مدينة‪ ‬أزمير‪ ‬التركية حوالي‪ ‬عام‪ 1773‬كان أبوه ضابطا في سالح‬
‫المدفعية ولهذا كان مياال إلى العمل العسكري تلقى تكوينا خاصا وبعدها أرسل‬
‫إلى القسطنطينية لمزاولة دراسته في مدرسة خاصة كجندي بسيط‪ .‬كما أنه‬
‫مارس تجارة التبغ في إحدى مراحل شبابه حتى أنه لقب باسم خوجة التي تعني‬
‫بالعثمانية تاجر‪.‬بعدها تدرج في العسكرية من درجة جندي بسيط إلى متخصص‬
‫في المدفعية وكان على دراية كبيرة بفنون الحرب كما اشتهر منذ صغره‬
‫بميوالته الدينية فكان على قدر كبير من الثقافة اإلسالمية‬
‫كحفظه‪ ‬للقرآن‪ ‬والتزامه بأحكام الشريعة المحمدية‪.‬‬

‫الحياة العملية[عدل]‬
‫مارس تجارة‪ ‬التبغ‪  ‬في إحدى مراحل شبابه حتى أنه لقب باسم خوجة التي تعني‬
‫بالعثمانية تاجر‪ .‬بعدها تدرج في العسكرية من درجة جندي بسيط إلى متخصص‬
‫في المدفعية وكان على دراية كبيرة بفنون الحرب كما اشتهر منذ صغره‬
‫بميوالته الدينية فكان على قدر كبير من الثقافة اإلسالمية كحفظه للقرآن‬
‫والتزامه بأحكام الشريعة المحمدية‪.‬‬
‫سمحت له الظروف من التجنيد في‪ ‬ميليشيا‪ ‬الجزائر‪ ‬كجندي في الحامية‬
‫العثمانية‪ ،‬ونظرا لتدينه الكبير كان محل احترام السكان وهذا ما أهله أن يكون‬
‫إماما إلى أن نصبه‪ ‬الداي عمر باشا‪  ‬أمينا لإليالة وأعطاه إدارة كل أمالك الدولة باعتباره خوجة الخيل وأصبح بعدها عضوا في‬
‫الديوان‬
‫داي الجزائر[عدل]‬
‫ولي الحكم في الجزائر بناء على وصية من الحاكم السابق‪ ‬عمر باشا‪ ‬قبل وفاته في‪ ‬فبراير‪ ‬عام‪ 1818 ‬وكان‪ ‬صهر‪ ‬عمر‬
‫باشا‪ ‬السيد‪ ‬الحاج‪ ‬مصطفى بن مالك‪  ‬هو الذي أخبر الداي حسين بالوصية أمام جمع كبير من األعيان والعلماء‪ .‬بعد ذلك‬
‫تمت‪ ‬مبايعته‪ ‬من طرف‪ ‬الوزراء‪  ‬واألعيان والعلماء واألشراف وشاع الخبر بين الناس فاستحسنوه وكان ذلك في‪1 ‬‬
‫مارس‪ 1818 ‬ليتم بعدها مراسلة‪ ‬الباب العالي‪ ‬رسميا وكان الرد بالقبول من طرف‪ ‬السلطان‪ ‬العثماني‪ ‬محمود الثاني‪ ‬الذي‬
‫أرسل‪ ‬فرمان‪  ‬التعيين‪ .‬وبهذا التعيين الرسمي باشر الداي حسين مهامه في بناء إيالة الجزائر من خالل تنظيم‪ j‬اإلدارة وإصالح‬
‫الجيش خاصة‪ ‬األسطول البحري‪ ‬حيث بنى دارا لصناعة‪ ‬السفن‪ ‬وزودها بكل االحتياجات الضرورية‪ ،‬كما عرفت الحياة‬
‫االقتصادية تحسنا ملحوظا إلى جانب اهتمامه بالحياة الثقافية واالجتماعية‪..‬‬
‫حادثة المروحة‬
‫بدأت ذريعة االحتالل بما عرف‪ ‬بحادثة المروحة‪ ‬التي حدثت في قصر الداي حسين[‪ ]8‬عندما جاء‪ ‬القنصل‪ ‬الفرنسي‪ ‬بيار‬
‫دوفال‪ ‬إلى‪ ‬قصر الداي‪  ‬يوم عيد الفطر‪ ،‬وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة ب ‪ 24‬مليون‪ ‬فرنك‪ ‬فرنسي‪ ،‬عندما ساعدت‬
‫الجزائر‪ ‬فرنسا‪ ‬حين أعلنت الدول األوروبية حصارا عليها بسبب إعالن‪ ‬فرنسا‪ ‬الثورة‬
‫الفرنسية‪ .‬فرد‪ ‬القنصل‪  ‬على الداي بطريقة غير الئقة بمكانته إضافة إلى أن الداي‬
‫صاحب حق‪ ،‬فرد الداي حسين بطرده ولوح‪ ‬بالمروحة‪ .‬فبعث‪ ‬شارل‬
‫العاشر‪ ‬بجيشه‪ ‬بحجة استرجاع مكانة وشرف‪ ‬فرنسا‪ .‬وهذه الذريعة كانت السبب في‬
‫الحصار على‪ ‬الجزائر‪ ‬سنة‪ 1828 ‬لمدة ‪ 6‬أشهر وبعدها االحتالل ودخول السواحل‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫بعد االستيالء على‪ ‬مدينة الجزائر‪ ‬واستسالم "الداي حسين" واضطراره إلى المنفى‪،‬‬


‫اصطحب هناك مع عائلته وحريمه وثروة شخصية له على "سفينة جان دارك"‬
‫بتاريخ‪ 15 ‬جويلية‪1830 ‬م‪ ‬والتي أخذته إلى‪ ‬نابولي‪ ‬حيث اختار أن يستقر بها‪ .‬تم‬
‫رفض طلبه للحصول على إجازة ليستقر في فرنسا من قبل ملك فرنسا‪ .‬من‬
‫الشهادات حوله أنه اليصدر أي حكم إال بالعودة إلى العلماء‪.‬‬

‫وكان "الداي حسين" قد نظم‪ ‬المقاومة الشعبية الجزائرية ضد فرنسا‪ ‬لمدة ‪ 21‬يوما‬


‫ابتداء من‪ ‬إنزال سيدي فرج في ‪ 14‬جوان ‪1830‬م‪ ‬إلى غاية "سقوط‪ ‬مدينة‬
‫الجزائر" بتاريخ‪ 5 ‬جويلية‪1830 ‬م‪  ‬عبر معارك عديدة جرت في الضاحية الغربية من‪ ‬مدينة الجزائر‪.‬‬

‫إنزال سيدي فرج (‪)1830‬‬


‫كان إنزال الفرنسيين في‪ ‬شبه جزيرة‪ ‬سيدي فرج‪ ‬من طرف‪ ‬جيش أفريقيا الفرنسي‪ ‬يقوده‪ ‬الجنرال دي بورمن‪ ‬بتكليف من‪ ‬شارل‬
‫العاشر ملك فرنسا‪ ‬بتاريخ‪ 14 ‬جوان‪1830 ‬م‪ ‬على بُعد ‪ 30‬كلم عن‪ ‬قصبة الجزائر‪  ‬حيث مقر قيادة "الداي حسين" يهدف إلى اقتحام‬
‫خلفي لقلعة‪ ‬مدينة الجزائر‪  ‬التي كانت سمعتها الحصينة معروفة منذ الهجوم الفاشل للقوات البحرية اإلسبانية عليها بقيادة‪ ‬كارلوس‬
‫[‪]9‬‬
‫الخامس‪ ‬ما بين‪ 21 ‬و‪ 25‬أكتوبر‪1541 ‬م‪.‬‬

‫وكان الجنرال "بيار بيرتيزين" أول قائد عسكري فرنسي ينزل على أرض‪ ‬أفريقيا‪ ‬بتاريخ‪ 14 ‬جوان‪1830 ‬م‪ ‬حيث استحوذ في نفس‬
‫اليوم على "البرج التركي" في‪ ‬سيدي فرج‪ ‬الذي كانت تحرسه ما بين ‪ 13‬و‪ 16‬قطعة‪ ‬مدفعية‪ ‬من عيار ‪ 16‬مم باإلضافة إلى قطعتين‬
‫[‪]10‬‬
‫من‪ ‬الهاون‪.‬‬

‫فصادف الفرنسيون مجموعة صغيرة من حراس الساحل العاصمي الجزائريين تم التغلب عليهم بسرعة وسهولة‪ ،‬وأمام أخبار‪ ‬تقدم‬
‫[‪]11‬‬
‫الجيش الفرنسي‪ ‬نحو‪ ‬مدينة الجزائر‪ ‬قام حوالي ‪ 1.000‬ساكن جزائري بالبدء في مغادرة أسوار القلعة‪.‬‬

‫وأثناء ذلك قام "الداي حسين" بجمع جيش مقاومة مكون من جنود‪ ‬اإلنكشارية‪ ‬مدعومين بفيالق مستقدَمة من‪ ‬دار‬
‫[‪]12‬‬
‫السلطان‪ ‬ومن‪ ‬البايات‪ ‬في‪ ‬بايلك الغرب‪ ‬وبايلك التيطري‪ ‬وبايلك الشرق‪.‬‬

‫وتم وضع هذه القوات الجزائرية تحت قيادة "اآلغا إبراهيم" بتعداد بلغ ما بين ‪ 30.000‬و‪ 50.000‬جندي مقاوم‪ ،‬رغم أن هؤالء‬
‫[‪]13‬‬
‫الرجال لم يكونوا محضرين لمقابلة ومقاومة هذه‪ ‬الحملة الفرنسية‪ ‬المدججة باألسلحة المتطورة‪.‬‬

‫وقد كانت‪ ‬عاصفة رعدية قوية‪ ‬هبت على الجنود الفرنسيين بتاريخ‪ 16 ‬جوان‪1830 ‬م‪ ‬كادت أن تجهز على قوات الجنرال "بيار‬
‫[‪]14‬‬
‫بيرتيزين" مثلما فعلت مع قوات‪ ‬كارلوس الخامس‪ ‬من قبل ما بين‪ 21 ‬و‪ 25‬أكتوبر‪1541 ‬م‪.‬‬

‫ففي غضون لحظات قليلة ابتلت‪ ‬ذخائر‪ ‬قوات االحتالل الفرنسي‪ ‬مما أدى‪ ‬بالجنرال دي بورمن ‪ ،‬خوفا من هجوم المقاومين الجزائريين‬
‫[‪]15‬‬
‫في هذه الظروف العصيبة‪ ،‬بأمر جنوده بالتقهقر نحو ساحل‪ ‬سيدي فرج‪.‬‬

‫إال أن الجنرال "بيار بيرتيزين" التقى‪ ‬بالجنرال دي بورمن‪  ‬حينها ليعطيه مالحظات حول كون حركة التراجع القهقرى ستكون لها‬
‫مساوئ أكثر من سلبيات مواصلة التقدم نحو‪ ‬مدينة الجزائر‪ ،‬حتى إن اقتضى األمر من الجنود استعمال‪ ‬الحراب‪ ‬فلن يترددوا في ذلك‬
‫[‪]16‬‬
‫لحظة‪.‬‬

‫فأذعن‪ ‬الجنرال دي بورمن‪ ‬لهذا الرأي بعد إصرار الجنرال "بيار بيرتيزين " عليه‪ ،‬وإذا بالقوات الفرنسية تتحرك من جديد‬
‫صوب‪ ‬قصبة الجزائر‪.‬‬

‫المنفى والوفاة[عدل]‬

‫وهو ما أدى بالداي حسين إلى اختيار منفاه فمكث في مدينة‪ ‬ليفورنو‪ ‬اإليطالية ثالث سنوات ما بين‪1830 ‬م‪ ‬و‪1833‬م‪ ‬وبعدها استقر‬
‫نهائيا في‪ ‬اإلسكندرية‪ ‬ابتداء من سبتمبر‪1833 ‬م‪ ‬إلى غاية عام‪1838 ‬م‪ ‬تاريخ وفاته‪.‬‬

‫التراث[عدل]‬

‫بلدية والية الجزائر‪ ‬باإلضافة إلى مقاطعتها مدرجة في تكريمه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فريق كرة القدم‪ ‬نصر حسين داي‪ ‬موجود في نفس المقاطعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

You might also like