Professional Documents
Culture Documents
الإنهاء التعسفي لعلاقة العمل غير محددة المدة في التشريع الجزائري
الإنهاء التعسفي لعلاقة العمل غير محددة المدة في التشريع الجزائري
ﻋﻧوان اﻟﻣذﻛرة
ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
دﯾﻠﻣﻲ ﺷﯾﻛﯾرﯾن
و اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻪ داﻓﻌﺎ ﻗوﯾﺎ وﻣﺣﻔ از ﻛﺑﯾ ار ﻟﻣﺎ ﻗدﻣﻪ ﻣن ﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻗﯾﻣﺔ
ﻗﺑل وأﺛﻧﺎء اﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﺑﺣث ,ﻓﻠﻪ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﺿل ﻛﺑﯾر وﻟﻪ ﻣﻧﺎ اﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل.
إﻫداء:
اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي أﻋﺎﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻛﺎن ﺛﻣرة ﺟﻬودﻧﺎ واﻟذي
ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺧطوﻧﺎ اﻟﺧطوات اﻷوﻟﻰ ﻟﺑﻠوغ ﻫدﻓﻧﺎ
ﻣﺣﻣد
:إﻫــــــــداء
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ و اﯾﺟﺎد ﻧﻘطﺔ ﺗوازن ﺑﯾن طرﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ھو اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﮭدف اﻟﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم ,و ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ھو ﻣظﻠﺔ وﺿﻌت
ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎل و ﺣﻘوﻗﮭم ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻌﺳف اﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل و ھم اﻟطرف اﻻﻗوى ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺣﻘوﻗﮭم و ﻗوﺗﮭم ﺑﺎﻟﻌﻣل ,و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻﯾﻛون اﻣﺎم اﻟﻌﺎﻣل اﻻ ان ﯾطﺎﻟب ﺑﺣﻘوﻗﻪ ﺟراء
ﻓﺻﻠﻪ ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ,و ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻔﺻوﻟﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض و ارﺟﺎﻋﻬم اﻟﻰ ﻣﻧﺎﺻب ﻋﻣﻠﻬم.
ﯾﻌد ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود
اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ,و ﯾﻣﻛن ان ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻻﺳﺑﺎب,ﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻣل اﺣﻘﯾﺔ ﻛل ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻻرادة اﻟﻣﻧﻔردة,و اﻟﻌﻘد ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ إﻣﺎ
ان ﯾﻛون ﻣﺣدد اﻟﻣدة و اﻣﺎ ان ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة,و ﻫذا اﻻﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻧﻬﺎءﻩ ﺑﺎﺗﻔﺎق
اﻟطرﻓﯾن او ﻣن ﺟﺎﻧب رب اﻟﻌﻣل او ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻌﺎﻣل,و ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ﻫو
اﻻﺻل وﻫو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻟم ﺗﺣدد ﻣدﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻛس ﻋﻘد اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة
و اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﯾﻛون ﻣن طرف ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ,ﻓﺎﻏﻠب اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ,ﻓﺎذا اﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل و اﻟﻌﺎﻣل
ﻓﻲ اﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﺑﺎرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﻧﻔردة ,ﻓﺗﺟﺳﯾد ﻫذا اﻟﺣق ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل طرف ﻋدم اﻟﺣﺎق
ﺿرر ﺑﺎﻟطرف اﻻﺧر و اﻻ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺗﻌﺳﻔﺎن ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻬﻣﺎ,ﺧﺎﺻﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﺣق ﻣن
طرف رب اﻟﻌﻣل .و ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن اﺑرز اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺗﺷﯾﺎت اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺟﻬﺔ اﺧرى.
ب
ﻣﻘدﻣﺔ
ان ﺳﺑب اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﯾرﺟﻊ اﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﻻﺑﺣﺎث اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣل
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺎ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل و رب اﻟﻌﻣل و ذﻟك ﺑﻌد اﺧﻼل اﺣد اﻟطرﻓﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣﺎ
اﻟﺟوﻫرﯾﺔ,ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون 11/90و اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ.
اﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺣث و اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ,ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻧت ﺑﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف
ﻋﻠﯾﻬﺎ,و ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ,اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ و اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ.
-ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل و ﺗﺻورﻩ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻواب,ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى
اﻟﻌﺎﻣل أﻧﻪ ﻗد أﻋﺗدي ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ,و أن ﺗﺻرف رب اﻟﻌﻣل ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻪ,و ﺗﺗﻣﺛل إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ ﻓﯾم ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻺﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة
اﻟﻣدة؟وﻛﯾف ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ذﻟك؟
و ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻧﻘﺗرح أن ﻧﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع دراﺳﺗﻧﺎوﻓﻘﺎ ﻟﻠﺧطﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ.
ج
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي
ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
إن إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 73ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26رﻣﺿﺎن
1410اﻟﻣواﻓق ل 21اﻓرﯾل 1990اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ.
ﻋرف اﻹﻧﻬﺎء " اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ" أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣد و أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﺛﺎل ،ﺳﻌﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻹﻧﻬﺎء
اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،و ﻣن اﻟذﯾن ﻋرﻓوا اﻟﺗﻌﺳف اﻷﺳﺗﺎذ :ﻓﺗﺣﻲ اﻟدرﯾﻧﻲ ،إذ ﻋرﻓﻪ ﻋﻧد
ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻌﺳف ،ﻫل ﯾﻔﯾد ﻣﺟﺎوزة اﻟﺣق أم ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻘﺎل" :اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻌﺳف أن
ﯾﻣﺎرس اﻟﺷﺧص ﻓﻌﻼ ﻣﺷروﻋﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣق ﺷرﻋﻲ ﺛﺑت ﻟﻪ ،ﺑﻐرض أو ﺑﻐﯾر
ﻏرض ،أو ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ إﺑﺎﺣﺔ ﻣﺄذون ﻓﯾﻬﺎ ﺷرﻋﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﯾﻠﺣق ﺑﻐﯾرﻩ اﻷﺿرار ،أو ﯾﺧﺎﻟف
ﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ").(1
ﻛﻣﺎ ﻧﻘل ﻋن ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻷﺻول ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻌﺳف ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن" :ﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ ﺑﻠوغ
ﻏرض ﻟم ﯾﺷرع اﻟﺣق ﻷﺟﻠﻪ") .(2و ﻋرف اﻷﺳﺗﺎذ :ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣﺎل اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل ﺑﺄﻧﻪ" :ﻫو اﻹﻧﻬﺎء اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن إﺑطﺎﻟﻪ ﻛﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻊ ذﻟك ﻏﯾر ﻣﺷروع إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل
)(1اﻧظر.اﻟدﻛﺗور ﻓﺗﺣﻲ اﻟدرﯾﻧﻲ --ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ -ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ -ط -4ﺑﯾروت
ﺳﻧﺔ .1977ص .47
) (2اﻧظر -ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص 51
)(3اﻧظر.اﻟدﻛﺗور ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل -اﻹﻧﮭﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل -ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺻﯾل اﻟﺟزاء -ﺑﯾروت ﺳﻧﺔ
- 1970ص .120،119
7
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
و ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟذﯾن ﻋرﻓوا اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻣﺛﺎل اﻷﺳﺗﺎذ :راﺷد راﺷد
اﻟذي اﻋﺗﻣد ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻌﺳف ﻫﻲ -1- :ﻧﯾﺔ إﯾﻘﺎع اﻟﺿرر -2-اﻹﻫﻣﺎل
اﻟﻣﺳﺗوﺟب ﻟﻠوم -3-ﺧرق اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت .واﻋﺗﺑر أن ﻣﻧﺎط ﻧﯾﺔ إﯾﻘﺎع اﻟﺿرر ،ﻫو اﻹرادة اﻟظﺎﻟﻣﺔ
ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﯾﻧﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،و ﻣﻧﺎط اﻹﻫﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗوﺟب ﻟﻠوم ،ﻫو ﻣﺟﺎوزة اﻟﺣدود
ﻛﻣﺎ أن اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ذﯾب ﯾﻘول" :ﯾﻛون اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻟﻣﺎ ﯾﺻدر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
)(2
ﻟﻠﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ أو اﺗﻔﺎﻗﺎ أو ﻟﻣﺎ ﯾﺻدر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘواﻋد ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ"
إن ﻓﻘدان ﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ أي ﻟﺣظﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة ,و ﻟﻬذا اﻟﺳﺑب
ﺟﻠب ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺟﺗﻬﺎدات و اﻷراء اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول ﺿﻣﺎن أﻓﺿل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎل
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل.
و اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻫو أﺣد أﺷﻛﺎل إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل,و ﻫﻧﺎك ﻋﻘد ﻣﺣدد اﻟﻣدة و ﻋﻘد ﻏﯾر
ﻣﺣدد اﻟﻣدة,وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺑﯾن اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أن ﯾﻧﻬﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
وﻫﻧﺎك ﺷروط ٕواﺟراءات واﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ,وﻟﻘد ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﻣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻔﺻل ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ﺣﺳب
اﻟﻣﺎدة 73ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26رﻣﺿﺎن 1410اﻟﻣواﻓق ل 21اﻓرﯾل 1990
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل.
-ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻘد اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة ﻫﻧﺎ ﯾﺟوز ﻟرب اﻟﻌﻣل اﻧﻬﺎءﻩ ﻓﻲ أي وﻗت ﺧﻼل ﻣدة
ﺳرﯾﺎﻧﻪ,ﺑﺷرط ان ﯾدﻓﻊ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﺟورﻩ ﻋن اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻘد.
)(1اﻧظر.اﻟدﻛﺗور راﺷد راﺷد -ﺷرح ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري -دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ -1991ص .228
)2ااﻧظر.اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ذﯾب -ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري و اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ-دار اﻟﻘﺻﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر -اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ -2003
(
ص477
8
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
-أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ﯾﺟوز ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل إﻧﻬﺎءﻩ ﺷرﯾطﺔ اﺧطﺎر
اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﺑل ﺷﻬر ﻣن اﻻﻧﻬﺎء.
-اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟ از ﺋري ﻫﻲ أن ﺗﺑرم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﺣدد و اﻹﺳﺗﺛﻧﺎء
)(1
ﺗﺣدﯾدﻩ
ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻹﻧﻬﺎء وﻫﻲ ﺣﺎﻻت
ﻓﺻل ﻟﯾﺳت ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻطﻼق,و ﺣﺎﻻت ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ.
و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑطرق ﺷرﻋﯾﺔ,وﻫﻲ ﺣﺎﻻت ﻓﺻل ﻟﯾﺳت ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺎ,و اﻟﺗﻲ
ﯾﺣق ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أن ﯾﻧﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل دون إﺧطﺎر أو ﻣﻛﺎﻓﺎة أو ﺗﻌوﯾض ﺳواء ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻌﻣل ﻣﺣدد اﻟﻣدة أو ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ,و ﺗﺗﻣﺛل ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺣﺎﻻت أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ:
-إذا ﻗدم اﻟﻌﺎﻣل ﺷﻬﺎدات ﻣزورة ﻣﺛﺑﺗﺔ ﺑﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ,أو إﻧﺗﺣﺎل ﺷﺧﺻﯾﺔ.
-ﻋدم ﻣراﻋﺎة اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟواﺟﺑﺔ ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻣﺎل و اﻟﻣﻧﺷﺂت و ذﻟك ﺑﺈﻧذار ﻣرﺗﯾن.
) (1اﻧظر .د.ﺟﻼل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻘرﯾﺷﻲ .ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري ج 1ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ دﯾوان اﻟطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
.اﻟﺟزاﺋر.1984.ص311
9
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
*إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺗﺑﺎرات إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل ﺗﻘﻠﯾص ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل ﺧﻼل ﻓﺗرة
)(1
اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت .
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﻣﺳك اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 07ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
11/90ﯾﻌﺗﺑر داﻓﻊ اﻹﻧﻬﺎء ﺷرﻋﻲ وﺗﻠك اﻟواﺟﺑﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
-أن ﯾؤدوا ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﻟدﯾﻬم ﻣن ﻗدرات اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻬم و ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ
و ﻣواظﺑﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻣﺳﺗﺧدم .
-أن ﯾﻧﻔذوا اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ
ﻟﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻻدارة.
-أن ﯾراﻋوا ﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎﯾﺔاﻟﺻﺣﯾﺔ و اﻷﻣن اﻟﺗﻲ ﯾﻌدﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظﯾم.
-أن ﯾﺗﻘﺑﻠوا أﻧواع اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إطﺎر طب
اﻟﻌﻣل أو ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣواظﺑﺔ.
-أن ﯾﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛوﯾن و ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى و ﺗﺟدﯾد اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺗﺳﯾﯾر أو ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ أو ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻟوﻗﺎﯾﺔ
اﻟﺻﺣﯾﺔ و اﻷﻣن.
-أن ﻻﺗﻛون ﻟﻬم ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﺷرﻛﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن
اﻟﺑﺎطن إﻻ إذا ﻛﺎن إﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧدم و إن ﺗﻧﺎﻓﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﺷﺎطﻪ.
10
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
-أن ﻻ ﯾﻔﺷوا اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾﺎت و اﻟﺗﻛﻧو ﻟوﺟﯾﺎ و أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺻﻧﻊ و طرق
اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ,أن ﻻﯾﻛﺗﺷﻔوا ﻣﺿﻣون اﻟوﺛﺎﺋق اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ إﻻ
إذا ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أو طﻠﺑﺗﻬﺎ ﺳﻠطﺗﻬم اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ.
1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دواﻓﻊ إﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ.
-اﻟﺗﻔﺎوض اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ.
-اﻟراﺣﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 6ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣق ﻟﻠﻌﻣﺎل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
11
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
-اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻔﻌﻠﻲ.
-اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ و ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك إﺑﻌﺎد ﻋﺎﻣل ﺑﻌد إﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم ﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ﻣداﻓﻌﺔ ﻋن
ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل.
-ﻓﺻل اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺳﺑب ﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺛل اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑوﺳﺎﺋل ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
)(1وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻧﯾﺗﻪ ﻓﻲ إﺳﺗﺷﺎرة ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل.
-اﻟﻔﺻل اﻟﻣﺗﺧد ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺿﻐط ﺧﺎرﺟﻲ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻌد ﯾﻌﺟب رﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﺣرﯾﺔ اﻟ أري ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺳرﯾﺢ ﻋﺎﻣل ﻟﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ).(2
12
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
إن ﺗﻌﻠﯾق و إﻧﺗﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻗف ﻓﯾﻬﺎ آﺛﺎر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺟر,و ﯾﻛون ذﻟك إﻣﺎ ﺗﻌﻠﯾق ﻷﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ,أو إﻧﻬﺎء ﺑﺈرادة أﺣد طرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌدﯾدة ﻟوﻗف ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ,اﻟﻣﻬﻣﺎت اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ,اﻹﺿراب,...ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗوﻗف ﻋﻘد
اﻟﻌﻣل أو ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ﺟل اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ,ﻓﻘد أﻟزم اﻟﻣﺷرع ﺑﺄن ﯾﺣﺗﻔظ اﻟﻌﺎﻣل ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ﺑﻌد إﻧﻬﺎءﻩ ﻣن أداء اﻟﺧدﻣﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ,وذﻟك ﺑﺈدراﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﻪ اﻷﺻﻠﻲ أو ﻣﻧﺻب ﻣﻣﺎﺛل),(1ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻣﺎت
اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻛﺎن ﯾﻧﺗﺧب ﻋﺎﻣل إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ,ﻓﺗﻌﻠق ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ رﯾﺛﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ
ﻣن ﻋﻬدﺗﻪ اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ب 5ﺳﻧوات.
-ﻋطل ﻣرﺿﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾﻣﺎﺛﻠﻬﺎ ﻛﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﯾن ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-أداء إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و ﻓﺗرات اﻹﺑﻘﺎء ﺿﻣن ﻗوات اﻹﺣﺗﯾﺎط أو اﻟﺗدرﯾب ﻓﻲ
إطﺎرﻫﺎ.
13
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
-ﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺎﻟم ﯾﺻدر ﺿدﻩ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ .
-ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب.
ﯾﻌد إدراج اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 64أﻋﻼﻩ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺻب ﻋﻣﻠﻬم أو ﻓﻲ
ﻣﻧﺎﺻب ذات أﺟر ﻣﻣﺎﺛل ﺑﻌد إﻧﻘﺿﺎء اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑت ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾق ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل.
إن ﺑﺻدور اﻟﻘﺎﻧون 11/90أﺻﺑﺢ اﻟﺑﺎب ﻣﺗروك ﻟﻠﺗﻔﺎوض اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎرﺳﻣﻪ
(1)1اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي إﻋﺗﺑر أن ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻗد ﺗﺗم إﻣﺎ ﺑﺈرادة رب اﻟﻌﻣل,أو ﺑﺈرادة اﻟﻌﺎﻣل.
-1اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد
اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ﻫو اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ و اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻠﻰ إرﺗﻛﺎب اﻟﻌﺎﻣل ﻟﺧطﺄ ﺟﺳﯾم,
) (1اﻧظر.أ.ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﯾﻔﻲ.اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ.ﻋﻧﺎﺑﺔ.ص.31
14
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
وﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن ﺳواء اﻟﺗﻲ أﻟﻐﯾت ﺑﻣوﺟب
اﻟﻘﺎﻧون 11/90أو ﻏﯾرﻫﺎ,أو اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ.
-و ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺳرﯾﺢ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻣن اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻛون اﻟﻌﻘد ﻏﯾر اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة
ﯾﻣﻛن إﻧﻬﺎءﻩ ﻧظرﯾﺎ ﻣن طرف ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻛل ﻟﺣظﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻣرة ذات اﻟﺗﻧﻔﯾد اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻊ أو اﻟﻣﺳﺗﻣر),(1و ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻋطﺎء
ﻣﻬﻠﺔ,ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل آﺧر.
-2اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻷﺳﺑﺎب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أي ﻟﺟوء اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
إذا ﺑررت ذﻟك ﺿرورات إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ,و ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﺑب اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ أﻧﻪ ﻣﺗوﻟد ﻋن
وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳوق,و ﯾﻣﺎرس ﺿد اﻟﻌﺎﻣل ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن
اﻟﻧﻔﻘﺎت,و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻹﻋﺗﺑﺎرات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ رب اﻟﻌﻣل اﻟﻰ إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻬدف زﯾﺎدة اﻟرﺑﺢ,ﻛﻣﺎ أﻧﻪ إﺳﺗﻠزام ﺗﺑدﯾل ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج أي إﺳﺗﺧﻼف ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل
ﺑﻐﯾرﻫم ﻣﻣن ﻟﻬم ﻛﻔﺎءات ﺣدﯾﺛﺔ),(2و ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻓردﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 72ﻣﻠﻐﺎة ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 35ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ,09/94و ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺟﻣﺎﻋﻲ
ﺣﯾث ﻋرف اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻷﺳﺑﺎب إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧد اﻷﻣر 32/75و ذﻟك
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﻌد اﻟﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ
اﻟﺗرﺧﯾص اﻹداري,و ﻗﺎﻧون 11/90أﻛد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 69و ﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم ﺗﻘﻠﯾص
ﻣن ﻋدد اﻟﻌﻣﺎل إذا ﺑررت ذﻟك أﺳﺑﺎب إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-أدى اﻟﺗﺣول اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣن اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر اﻟﻣﺻﺣوب ﺑظﺎﻫرة إزاﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻣروﻧﺔ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ اﻟدور اﻟﺣﻣﺎﺋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون,ﻓﻠم ﯾﻌد أﻣن و إﺳﺗﻘرار اﻟﺷﻐل
15
اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل,ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻌد اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻷﺳﺑﺎب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺳﺗﺛﻧﺎء و إﻧﻣﺎ
أﺻﺑﺢ ﺗدﺑﯾر ﻋﺎدي.
ﺗﺗﻣﺛل إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻏﯾر أن
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون,ﺣﯾث ﺗرك اﻟﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻔﻘﻪ,ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
إدارﯾﺔ ﯾﻔﺻﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻋن إرادﺗﻪ ﻓﻲ ﺗرك ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑل ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن اﻟﺗﻘﺎﻋد,وﻫﻲ
اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻣﻠﻪ طوﻋﺎ و ﺑﻣﺑﺎدرﺗﻪ,ﻓﻛل ﻋﺎﻣل أراد أن ﯾﻧﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
ﻋن طرﯾق اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ طﻠب اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم,و ﺑﻌد إﻧﺗﻬﺎء ﻓﺗرة اﻟﺷﻌﺎر اﻟﻣﺳﺑق
ﯾﺻﺑﺢ إﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﻌدم اﻟﺗﻌرض ﻟﻪ و ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﻗطﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎدام ﻗد أﻟﺗزم
ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ),(1و ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﺗوﺟﯾﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ و ﻣؤﻛدة ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر
ﺑﺎﻹﺳﺗﻼم إﻟﻰ ﺻﺎﺣب ﻋﻣﻠﻪ,و اﻟﻐرض ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺑﻣوﺟب رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ اﻟوﺻول
ﻷن ﻗرار اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺟدي و ﻟﯾس ﻣﺟرد إﻧﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺿب ﻗد ﯾﻧدم اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌد
ﻫدوءﻩ,وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 68ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 11/90ﻋﻠﻰ أن اﻹﺳﺗﻘﺎﻟﺔ ﺣق ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻟﻠﻌﺎﻣل وﻋﻠﻰ
اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾﺑدي رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ أن ﯾﻘدم إﺳﺗﻘﺎﻟﺔ
ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ,ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك إﺧطﺎر رب اﻟﻌﻣل ﻹﻋطﺎءﻩ ﻣﻬﻠﺔ,ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل 8اﯾﺎم,و ﺷﻬر واﺣد
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن اﻟﻣﺎﻫرﯾن,وﺛﻼﺛﺔ اﺷﻬر ﻟﻺطﺎرات.
16
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﻌد ﺗﺣدﯾد ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ارﺗﺄﯾت أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺗطرق إﻟﻰ
ﺣﺎﻻت اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻧطﺑق اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺿﻣﻧت أﻏﻠب ﻧﺻوص ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻣل ،ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ أو اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،و ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر،
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ و اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،أﻟزﻣت اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة
اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔرد ﺑﺎﺣﺗراﻣﻬﺎ ،و رﺗﺑت ﺟزاءات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻬﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع
"اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ" اﻟذي ﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﻺﺟراءات ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻹﻧﻬﺎء ،أو ﻟﻌدم اﺣﺗرام ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر،
ﺑﻌد أن ﻛﺎن إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﻘﯾد ﺑﻌدم اﻟﺗﻌﺳف ووﺟوب ﻣﻧﺢ اﻟطرف اﻵﺧر ﻣﻬﻠﺔ
ﻋرﻓت ﺑﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﺗﻣﻛﯾن اﻟطرف اﻵﺧر ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد ،أو ﻋﺎﻣل
ﺟدﯾد) ،(1ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻠﺿرر اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻧد اﻹﻧﻬﺎء اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻏﯾر أن ﻗﯾدا ﺛﺎﻟﺛﺎ ،ﺑدأ
- 17 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﯾﺟد ﻟﻪ أﺛ ار ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،و أﺧذ ﺑﻪ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن) .(1و ﻫذا اﻟﻘﯾد ﻫو ﻗﯾد ﺧرق
اﻹﺟراءات اﻟواﺟب إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻹﻧﻬﺎء أو ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘرار.
ﻟذا ﻓﻣﺟﺎل ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ﻋﻧد ﻣن ﯾﺄﺧذ ﺑﻬﺎ ،ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن
اﻟﻌﻣل ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺳواء اﻋﺗﺑر ﺟزاء ﺧرق اﻹﺟراءات ﻫو إﻟزام اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺈﻋﺎدة
إدراج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ،أو اﻋﺗﺑر اﻟﺟزاء ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ،و ﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ ﺑﻌض
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن) ،(2ﺑدل اﻟﺟزاء اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺟب أن ﯾﻛون و ﻫو اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻌﯾﻧﻲ) .(3وﻣﻬﻣﺎ
ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟزاء ،ﻓﺈن اﻹﺟراءات ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ إﻟﻰ آﺧر ،ﺑل أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﺿﻣن
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟواﺣد ،ﻣن ﻗﺎﻧون إﻟﻰ آﺧر و ﻟﻘد رﻛزت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو اﻟوﺿﻊ ﺣﺎﻟﯾﺎ ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر و ﻓرﻧﺳﺎ و ﻣﺻر ،ﺗﻠك اﻹﺟراءات ،إﻣﺎ أن ﺗﻛون إﺟراءات ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرار
ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري رﻗم 137/81ﺑﺎﻟﻣﺎدة -65-ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ" :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
ﻓﺻل اﻟﻌﺎﻣل ﻗﺑل اﻟﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 62و إﻻ اﻋﺗﺑر ﻗ اررﻩ
- 18 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،اﺗﺧذا ﻣﻧﻬﺟﺎ ﺟدﯾدا ،إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -3-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ" ،وﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت إذا ﻣﺎ
ﺗﻣت طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻗوة ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋري ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﯾﺳري اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻧﺻوﺻﻪ ﻓﻲ ﻟﻔظﻬﺎ
أوﻓﻲ ﻓﺣواﻫﺎ.
و إذا ﻟم ﯾوﺟد ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،"...ﻟذا
ﻓﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون ،إذا ﻛﺎﻧت ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻘواﻋد
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻧظم ذﻟك ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻬذﻩ
اﻟﻘواﻋد ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻠزم ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺻدر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن
ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون ،و اﻟﻣﺻدر اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻷول ،و ﻟﺳﺎﺋل أن ﯾﺳﺄل ،إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻧﻔﺳﻪ،
أﻋطﻰ ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺗﻰ اﺣﺗرم اﻟﻣﺗﻔﻘون ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺷﻛﺎﻻ
و إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻠﻣﺎذا أدﺧل ﺷرط ﻣطﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ؟ و اﻟﺟواب ﺑﺳﯾط،
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﺣﯾن أﻋطﻰ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻬذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،أوﺟب إﺟراءات
ﺷﻛﻠﯾﺔ ،و ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ،ﻟذا و ﻟﻛﻲ ﺗﻛون
- 19 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﻻﺑد أن ﺗﻛون ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﻣﻧﻬﺎ ﻧﺻوص ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻣل،
و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫذا ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾرﻓض ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ
ﻟﻛن و ﺑﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻌﻘد ﺑﯾن ﺟزاﺋرﯾﯾن ،و أﻛﺛر ﻣن
% 95ﻣن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﯾﻌﻠﻧون أﻧﻬم ﻣﺳﻠﻣون ،و دﺳﺗور دوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
-2-ﻋﻠﻰ أن اﻹﺳﻼم دﯾن اﻟدوﻟﺔ ،أي دﯾن أﻓرادﻫﺎ ،ﻓﻬذا ﯾﻘﺗﺿﻲ أن اﻟﻔرد اﻟﻣﺳﻠم ﻻ ﯾﺗﻔق
ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق ﻟﻣﺎ ﯾؤﻣن ﺑﻪ ،و ﻫو اﻹﺳﻼم ،و ﻗواﻋدﻩ واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﯾﻪ ،ﻟذا ﻓﺄي
اﺗﻔﺎق ﯾﺧﺎﻟف ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﯾﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،و ﻫو
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،و ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺧﺎﻟف
اﻟدﺳﺗور إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻧﯾن ،و أن اﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﻣﻰ ،و ﻛل ﺗﺻرف ﯾﻛون
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻣﺎ ﺗؤﻣن ﺑﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﯾﻛون ﺗﺻرﻓﺎ ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﻧﺎﻗﺿﺔ ﻣﺻدر ﻧﺷوﺋﻪ ،و ﻫو
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،و إذا ﻟم ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
04/90ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة -4-ﻋﻠﻰ" :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﻘدم اﻟﻌﺎﻣل أﻣرﻩ إﻟﻰ رﺋﯾﺳﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾم ﺟواب
)(1
ﺧﻼل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ) (8أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺧطﺎر.
)(1اﻧﻈﺮ-.د.اﺣﻤﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺎن.اﻟﯿﺎت ﺗﺴﻮﯾﺔ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي.دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ.ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮن.اﻟﺠﺰاﺋﺮ.2003.ص.12
- 20 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟرد ،أو ﻋدم رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺿﻣون اﻟرد ،ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
)(1
ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ.
ﺗﻠزم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﻟرد ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻋن أﺳﺑﺎب رﻓض ﻛل أو ﺟزء ﻣن
)(2
اﻟﻣوﺿوع ﺧﻼل 15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﻣن اﻹﺧطﺎر".
ﻫذا اﻟﻧص أوﺟد ﻗﺎﻋدة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻹرادة اﻟﻣﺳﺗﺧدم و اﻟﻌﺎﻣل ،اﻟذﯾن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ اﺳﺗﯾﻔﺎء
اﻹﺟراءات اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،و ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧص ،أﻧﻪ
ﻋﺎم و ﻻ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت و اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ ،و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ اﻟﻘول إذا ﻛﺎن اﺗﻔﺎق
اﻷطراف أﻗل ﻓﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل؟ ﻟذا ﺗطﺑق اﻟﻣﺎدة -118-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﺗﻲ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻷﻛﺛر ﻧﻔﻌﺎ اﻟواردة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺗﺑت ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻧﺿﻣت إﻟﯾﻬﺎ وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،إﻻ
إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎﻟك أﺣﻛﺎم أﻧﻔﻊ ﻣﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧدم" ،وﻣﻧﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ
ﯾﻌﺎﻟﺞ ﺟﻣﯾﻊ ﻓﺋﺎت اﻟﻌﻣﺎل ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻌﻣﺎل اﻟدﯾن ﯾﺷﻐﻠون ﻣﻧﺎﺻب ﯾرأﺳﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﺑﺎﺷرة،
ﻓﻬل ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل أن ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾر؟ أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺑﺎﺷر؟
وﯾ ﺣﺗرم ﻣﻬﻠﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎمٕ ،واذا ﻟم ﯾرد اﻟﻣدﯾر أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣدﯾر
أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣرﻩ أﺧرى وﯾﻧﺗظر ﻣدة 15ﯾوﻣﺎ ،أم ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ ﻣرة واﺣدة إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣدﯾر
- 21 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أواﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ،ﻫل
أرى أن اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻷﻗرب إﻟﻰ اﻟﻣﻧطق ،ﻫو رﻓﻊ اﻷﻣر ﻣرة واﺣدة إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم أو اﻟﻣدﯾر،
و ﯾﻧﺗظر ﻓﻘط ﻣدة 15ﯾوﻣﺎ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾرد اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو اﻟﻣدﯾر أو ﻟم ﯾرض اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺿﻣون
اﻟرد ،ﺟﺎز ﻟﻪ أن ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -5-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ" :ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎذ إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل إﺧطﺎر ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون" ،ﻷن اﻟﻌﺎﻣل
ﺗﻠﻘﻰ رد اﻟﻣﺳﺗﺧدم و ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣن رﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﺷﺧص ﻟﯾﺗﻠﻘﻲ ﻧﻔس اﻟرد.
وﻟﻌرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻟﺻﻠﺢ أو ﻋدم اﻟﺻﻠﺢ
ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﻣﺎدة -26-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ" :ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗم إﺧطﺎر
ﺑﻌد أن ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﻋرﯾﺿﺔ أو ﺷﻛوى اﻟﻌﺎﻣل ،ﻣن ﯾدﻩ ﻣﺑﺎﺷرة
ﻣﻘﺎﺑل وﺻل اﻻﺳﺗﻼم ،أو ﺑﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ﻓﺗﺣﻪ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ،أو ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﺿﻣﻧﺔ ﯾﻘوم ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﺧﻼل 3أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ،ﺑﺗﻘدﯾم اﻹﺧطﺎر إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
- 22 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -27-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 04/90و ﺗﺣﺳب واﺳﺗدﻋﺎء اﻷطراف إﻟﻰ اﺟﺗﻣﺎع
ﻣدة 8أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗدﻋﺎء إﻟﻰ اﻟﯾوم اﻟﻣﺣدد ﻟﺣﺿور اﻷطراف طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
و ﯾﻘﺻد ﺑﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻋﻣل ،أي ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﯾوم اﻟذي ﯾرﺳل ﻓﯾﻪ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ،و ﻻ اﻟﯾوم
اﻟذي ﯾﺻل ﻓﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،ﻛون ﻫذﯾن اﻟﯾوﻣﯾن ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣﻠﯾن ،و اﻟﻣواﻋﯾد ﺗﺣﺳب ﻛﺎﻣﻠﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟزاء ﻋدم اﺣﺗرام إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟﻔردﯾﺔ
إن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻗﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ أوﺟﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﺣﺗرم ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ،ﺳواء ﺑﺧرق اﻟﻣدة اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻛرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،أو ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﺑﻘﺻد اﻟﻣﺛول أﻣﺎم ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﺧﻼل ﻣدة 14ﯾوﻣﺎ ﻣن
إﺧطﺎر اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،أو ﺑﻌدم اﺣﺗرام اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋرض
اﻟﻧزاع ﻛرﻓﻊ أﻣرﻩ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو رﺋﯾس اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،ﻗﺑل أن ﯾﻌرض ﻧزاﻋﻪ ﻋﻠﻰ
رﺋﯾﺳﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر إذا ﻛﺎن ﻟﻪ رﺋﯾﺳﺎ ،ﻓﺎﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﻛﻼ ﻟﻔﺳﺎد
اﻹﺟراءات.
و ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﺑوﺟوب ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،ﺑل ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة -19-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90أﻧﻪ" :ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛل
- 23 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺧﻼف ﻓردي ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣوﺿوع ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ أﻣﺎم ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة أي
دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ" ،و ﻫذا ﻗﯾد ﺷﻛﻠﻲ أوﺟﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ،و إذا ﻛﺎن اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﺳر
ﻧص اﻟﻣﺎدة -19-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب ﻋرض اﻟﻧزاع أوﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗب
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﺑﺄﻧﻪ ﻗﯾد ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،و رﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺗﻘدﯾم
ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﺻﻠﺢ ،رﻓض اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ ﻟﻔﺳﺎد اﻹﺟراءات ،إذا ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗظﻠم ﻣن اﻟﻌﺎﻣل
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن -4-و -5-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،(1)04/90ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر إذا ﻟم ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻣﺎع
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل) ،(2أو ﻟم ﺗﺗم ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﺑﺗداء ،أو ﻋدم وﺟود اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ
اﻟﻣﺑﯾن ﻟﻺﺟراءات ﻓﯾﻣن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم إﻋداد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻣن
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻔﺣﺻﻬﺎ ﻗﺑل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻏﯾر أن اﻻﺟﺗﻬﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫذا ،و اﻟذي ﺗﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺣﺎﻛم ،و اﻟﻣﺟﺎﻟس ،و اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ اﺟﺗﻬﺎد
آﺧر ﺗﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟزاء ﺧرق اﻹﺟراءات ،إذ ﯾذﻫب ﻫذا اﻻﺟﺗﻬﺎد إﻟﻰ اﻟﻘول،
ﺑﻌدم ﺟواز اﺳﺗﻧﺗﺎج ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ،ﺑل ﻻﺑد ﻣن اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﻼن ،ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺢ
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺟب ،ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻋﺎدة إدراج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺧرق
اﻹﺟراءات ،ﺗﺣدﯾد و ﺑﯾﺎن ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ،و إﻻ ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﻧﺎﻗﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾل ﯾﻌرﺿﻪ
ذﻟك ﻟﻠﻧﻘض).(3
) -(1راﺟﻊ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ -اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1998-06-09ﺗﺣت رﻗم -161660ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
)-(2راﺟﻊ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ -اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1998-06-09ﺗﺣت رﻗم -161358ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
)– (3راﺟﻊ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ -غ إ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2005-10-05ﺗﺣت رﻗم -302271ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎة -اﻟﻌدد -63ص .323
- 24 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ أو اﻹﺧطﺎر ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ
ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة وﺟوب اﺣﺗراﻣﻬﺎ ،ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻣﻔﺎﺟﺄة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد
اﻷﺧر ،و ﺗﻣﻛﯾﻧﺎ ﻟﻪ إن ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ،ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد ،و إن ﻛﺎن ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ،ﻣن
اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل ﺟدﯾد ،ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﻗرر إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ.
ﻟم ﺗﻌرف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،و ﻻ اﻹﺧطﺎر ﻧﻔﺳﻪ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﻠﺟﺄ ﻫو
اﻟﻔﻘﻪ ،اﻟذي ﻋرف اﻹﺧطﺎر ﺑﺄﻧﻪ" :إﻋﻼن ﯾوﺟﻬﻪ أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻟﻶﺧر ﯾﻌﺑر ﻓﯾﻪ ﻋن إرادﺗﻪ
ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ") .(1ﻛﻣﺎ ﻋرف ﺑﺄﻧﻪ:
أﻣﺎ ﻣدة اﻹﺧطﺎر ﻓﻘد ﻋرﻓت ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻓﺗرة ﺗﺑدأ ﻣﻧذ وﺻوﻟﻪ ،ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ أﺛﻧﺎﺋﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻌﻼ إﻻ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ") ،(3وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر
- 25 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻل ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾﻪ اﻹﺧطﺎر ،ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل،
وطﺎﻟﻣﺎ أن اﻹﺧطﺎر ﻫو ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻓﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم ﻫذا
اﻟﺗﺻرف ،واﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺻﺣﺗﻪ أو ﺑطﻼﻧﻪ ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻹﺧطﺎر
ﺑﺄﻧﻪ" :إﻋﻼن أﺣد طرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة ،اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺈرادﺗﻪ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل".
إن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺑروز ﻗﯾد ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻋﻠﻰ إرادة طرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ،ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ﻣن اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة ،ﻓﺎﻹﺧطﺎر ﯾﻣﻛن اﻟﻌﺎﻣل
ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر دﺧل ﺟدﯾد ،وﯾﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣن
اﻟﺑﺣث ﻋن اﺧﺗﯾﺎر ﻋﺎﻣل ﺟدﯾد ﯾﺳﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل اﻟراﻏب ﻓﻲ إﻧﻬﺎء
ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،وﯾﺗﺟﻧب اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﺑﺳﺑب
)(1
اﻹﻧﻬﺎء اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ.
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،29/91ﻗد ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة -68-ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ..." :ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾﺑدي رﻏﺑﺗﻪ
)(1اﻧﻈﺮ.اﻟدﻛﺗور ﺳﯾد ﻣﺣﻣود رﻣﺿﺎن.اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻻﺧر اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻟﺳﻧﺔ 2002و ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ رﻗم 19ﺳﻧﺔ .2001دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ.2006.ص .422
- 26 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ﯾﻐﺎدر ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ﺑﻌد ﻓﺗرة إﺷﻌﺎر ﻣﺳﺑق وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت أو
اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" ،ﻫذا إذا ﻛﺎن إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺻﺎد ار ﺑﺈرادة اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻧﻔردة دون
ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﺧطﺄ ﺟﺳﯾم ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم،
ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 5-73ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 11/90ﻋﻠﻰ" :ﯾﺧول اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟذي ﻟم ﯾرﺗﻛب
ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ -إﺧطﺎر -اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣدﺗﻬﺎ اﻟدﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ".
ﻓﺄﺳﺎس ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر إذن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫو اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91و اﻷﻣر رﻗم 21/96و اﻟذي ﺗرك أﻣر ﺗﺣدﯾد ﻣدة
ﻟﻘد اﺷﺗرط اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،أن ﺗﻛون اﺳﺗﻘﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣل
ﻛﺗﺎﺑﺔ) ،(1ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 5-73ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
29/91اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ" :ﯾﺧول اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟذي ﻟم ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ
اﻟﻌطﻠﺔ ،"...و ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﻗد ﺗﻛون ﻣﻛﺗوﺑﺔ و ﻫو اﻷﺻل ،و ﻗد ﺗﻛون ﻏﯾر
ذﻟك ،و ﻣن ﺛﻣﺔ أﺣﺎل ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر إﻋﻼن اﻹﺧطﺎر ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺻﺎدر ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة و ﻛل ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ،ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻛﺗﺎﺑﺔ ،أو ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ ،أو
- 27 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺎﻹﺷﺎرة ،و أن ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ أو ﺿﻣﻧﯾﺎ ،أو ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﻻ ﺗدع ظروف اﻟﺣﺎل ﺷﻛﺎ ﻓﻲ
دﻻﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﻘﺻود وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -60-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺛل ﺗﺳدﯾد
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻣﻊ ﻣﻧﻊ اﻟﻌﺎﻣل ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ اﻟﻣﻔﺗرض،
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ،أن ﯾﻛون ﻗﺎطﻌﺎ ﻓﻲ إظﻬﺎر ﻧﯾﺔ اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل) ،(1ﺑﺄن
إرادة ﻣن ﺻدر ﻣﻧﻪ اﻹﻋﻼن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟطرف اﻵﺧر ﻣﻬﻠﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد إذا
ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ،أو ﻋﺎﻣﻼ ﺟدﯾدا إذا ﻛﺎن ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ،ﻓﺎﻹﺧطﺎر أﻣر ﺗﻘدﯾري ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻛﻧﺔ ﺧوﻟﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻺﻧﻬﺎء ،ﯾﺻدر ﻋن اﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،و أن ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻵﺧر ،و ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط ،أو ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﻰ أﺟل ،و ﻫو
ﺗﺻرف ﻻ ﯾﺗﺟزأ ،وﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎﻧﻪ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم ﻣن وﺟﻪ إﻟﯾﻪ ،وﯾﻌﺗﺑر وﺻول اﻹﺧطﺎر ﻗرﯾﻧﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﻪ) ،(2وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91ﺗرك أﻣر
ﺗﺣدﯾدﻫﺎ إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،إذا ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 5-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺧول اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟذي ﻟم ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ
ﺟﺳﯾﻣﺎ ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣدﺗﻬﺎ اﻟدﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" ،و طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة -136-ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن" :ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ
)(1اﻧﻈﺮ -اﻟدﻛﺗور ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن ﻛﺎﻣل اﻷھواﻧﻲ -ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل -ﻣطﺑﻌﺔ أﺑﻧﺎء وھﺑﺔ ﺣﺳﺎن -اﻟﻘﺎھرة ﺳﻧﺔ -1991ص671
)(2اﻧﻈﺮ -اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ -ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص1040،1039 ،1038
- 28 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻋدﯾم اﻷﺛر ﻛل ﺑﻧد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ"...
ﻓﺈن اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﺟﺑﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،و ﯾﺣق
ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -128-ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻹﺟﺑﺎر اﻟطرف
اﻵﺧر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ اﻟﺗزم ﺑﻪ ،ﻟﻛن إذا ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌﺎﻣل ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻷﺧذ ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة -70-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 06/82اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ،و اﻟﻣﺎدة -49-ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ رﻗم 302/82اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ،ﯾﺻﺑﺢ واﺟﺑﺎ ،ﻛوﻧﻪ
أﺻﺑﺢ ﻋرﻓﺎ ﺳﺎﺋدا ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗم اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻣدة طوﯾﻠﺔ ،واﺳﺗﻘر وﺟدان اﻟﻌﺎﻣل،
و اﻟﻣﺳﺗﺧدم و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻣوﻣﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺣت ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻹﻟزام ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻣﻬﻠﺔ
اﻹﺧطﺎر إذا ﻟم ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ،ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻻﺗﻔﺎق أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،و إذا ﻟم ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﺗﻔﺎق أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،و إذا ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻋرﻓﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ أو
ﻣﺣﻠﯾﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻬﻠﺔ ﺗﻛون ﺷﻬ ار ﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺷﻬران ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﻬرة ،ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻟﻺطﺎرات،
ﺳﺎد ﻗدﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ و ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﯾﻌﺗﺑر أﻧﻪ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗرار
اﻹﻧﻬﺎء ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،ﯾﺗﺣول ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣﺣدد
- 29 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣدة طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،و ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻻ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ
ﻣﻔﻬوم اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،إذ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﻌد ﺗطﺎﺑق إرادة اﻟطرﻓﯾن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ إﺑﻼغ ﻗرار اﻹﻧﻬﺎء ﻣن ﻗﺑل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻟﻠطرف اﻵﺧر ،و ﺑدء ﺳرﯾﺎن
ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻋدل اﺟﺗﻬﺎد اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،و ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1952-12-04و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ أﺛر ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﻣﺣدود ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد أﺟل اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل) ،(1و إﻋطﺎء ﻣﻬﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﯾﺑﺣث ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد،
و ﻣﻬﻠﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم ﯾﺑﺣث ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋن ﻋﺎﻣل آﺧر ،ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن
اﻟطرﻓﯾن ،ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ آﺛﺎرﻫﺎ ،و اﻟطرﻓﯾن ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺄداء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﺗﻬﺎء
اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻣدة ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻣﻘررة ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن و ﻟﯾس ﻟﺻﺎﻟﺢ
و ﻗد ﺳﺎر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ﺑﻘﺎﻧون 29/91ﻓﻲ ﻫذا
اﻻﺗﺟﺎﻩ ،إذ ﻧص ﺑﺎﻟﻣﺎدة 6-73ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ..." :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ أن ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻻﻟﺗزام
ﺑﺈﻋطﺎء ﻣﻬﻠﺔ ﻋطﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳرح ﺑدﻓﻌﻬﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻸﺟرة اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﻛون ﻗد ﺗﻘﺎﺿﺎﻩ
طوال اﻟﻣدة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،"...و إذا ﻣﺎ ﻗرر اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻋﻔﺎء اﻟﻌﺎﻣل ﻣن أداء اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻓﺈن
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺗﺳﺗﻣر ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣن اﻟﻌﻘد و ﺗدﺧل ﺿﻣن ﺣﺳﺎب
اﻷﻗدﻣﯾﺔ ،و ﻫذا ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻬﻠﺔ
- 30 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ و ﯾﺣﻔظ ﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣل ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر) ،(1ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣن ﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﻘول أن
اﻹﻋﻔﺎء ﻣن أداء اﻟﻌﻣل ،ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﻧﻬﺎء اﻟﻔوري ﻟﻌﻘد اﻟﻌﻣل ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن) ،(2و ﯾرى
اﻟﺑﻌض ﻋدم ﺟواز اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،و ﺑﯾن اﻹﻧﻬﺎء دون ﻣراﻋﺎة
ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧﻘطﻊ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻓورا ،و ﯾﺣق ﻟﻠﻌﺎﻣل طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻛﺎﻣل ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ،أو ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻧﻬﺎ ،و ﻻ ﺗﺣﺗﺳب ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ﺿﻣن ﻣدة
اﻷﻗدﻣﯾﺔ) ،(3و أن ﺣق اﻟﻌﺎﻣل ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻘط .و ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ
ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﺣق اﻟﻌﺎﻣل ﺧﻼل ﻣدة ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺗﯾن ﯾوﻣﯾﺎ ،ﻗﺎﺑﻠﺗﯾن ﻟﻠﺟﻣﻊ،
ﻣدﻓوﻋﺗﻲ اﻷﺟر ،ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﺟدﯾد ،و ﻫذا اﻟﺣق ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 6-73
اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ" :ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳرح اﻟﺣق طوال ﻣدة ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺗﯾن ﻛل ﯾوم ﻗﺎﺑﻠﺗﯾن
ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻓو ار ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ،ﻣن ﻏﯾر أي إﺟراء آﺧر ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن ﻣدة
اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻣن اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟوﻗف و اﻻﻧﻘطﺎع ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣن اﺳﺗﺛﻧﻰ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣرض) ،(4ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ،ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻌﻣل ،أﺛﻧﺎء ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر
- 31 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺗﻲ ﻣرض ﺧﻼﻟﻬﺎ ،و ﻗد ﯾﻛون اﻧﺗﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط ،أو ﻣﻘﯾد ﺑﺄﺟل ،ﻓﺈن
ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ إﻻ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻷﺟل ،أو ﺗﺣﻘق اﻟﺷرط) ،(1و إذا ﻣﺎ ﺗوﻗﻔت اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﺈن ذﻟك اﻟﺗوﻗف ﻻ ﯾﻌﻔﯾﻬﺎ ﻣن واﺟب إﻋطﺎء اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 6-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 29/91اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ..." :ﻻ ﯾﺣرر اﻟﺗوﻗف ﻋن ﻧﺷﺎط اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن
اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺎﺣﺗرام ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ" ،إذ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﻊ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ،و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن ﻣدة اﻹﺧطﺎر ،إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء
اﻟﻌطﻠﺔ ،أو ﯾﻣدد أﺟل اﻟﻣﻬﻠﺔ ﺑﻣﻘدار ﻣدة اﻟﻌطﻠﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻠت ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،أﻣﺎ إذا أﺻﯾب
اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض ﺧﻼل ﻣدة اﻹﺧطﺎر ،ﻓﺈن اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻻ ﺗﺗوﻗف ،إﻻ إذا وﺟد اﺗﻔﺎق ﺑذﻟك ﺑﯾن
اﻟطرﻓﯾن ،أﻣﺎ إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻹﻧﻬﺎء ﺧﻼل اﻟﻣرض ،ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺣﻘﻪ ﺑﺄن ﺗﻛون ﺑداﯾﺔ
اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻏﯾر ﺳﺎرﯾﺔ إﻻ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋطﻠﺗﻪ اﻟﻣرﺿﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ و إذا ﻣﺎ ارﺗﻛب
اﻟﻌﺎﻣل ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،أﺛﻧﺎء ﻣدة ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣن ﺣﻘﻪ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
ﻓورا.
إن دراﺳﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣطﻠب ،ﺗﺗم ﻣن ﺣﯾث أن ﺗﺻرف اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻗد ﯾﻘﻊ ﻓﻌﻼ دون ﺗوﻓر ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻬو ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﺧﺎﺻﺔ
- 32 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أن اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ و ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺟﻬﺎن ﻟﻔﻛرة واﺣدة .ﻓﺎﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟذي ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ ﺧطﺄ
ﺧﺎرج ﻋن اﻟﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺳطر ﺑﻬذا اﻟﻧص أو ﺧطﺄ داﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻧطﺎق ﻟﻛن ﻟم
إذ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة -73-ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺗم اﻟﺗﺳرﯾﺢ -اﻟﻌزل ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل -اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ارﺗﻛﺎب اﻟﻌﺎﻣل أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ،"...و ﻟم ﯾﺗطرق اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم ،ﻻ ﺣدا و ﻻ
ﺑﺎﻟﻣﺛﺎل ،و ﺗرك اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي أوﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺷروط ﻣﺧﺻوﺻﺔ أن ﯾﻌد اﻟﻧظﺎم
اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ،واﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﺗﻣر طوﯾﻼ ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ،وﻗﺎم ﺑﺗﺎرﯾﺦ -12-21
ٕ
1991ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة -73-واﺳﺗﺑدل ﻟﻔظ "اﻟﻌزل" ﺑﻠﻔظ "اﻟﺗﺳرﯾﺢ" ،و ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎرﯾن
أﺳﺎﺳﯾن ،ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻹﻧﻬﺎء ﻣﺷروع أو ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺗﻌﺳﻔﻲ.
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷول :اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋﻲ.
ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91و اﻷﻣر
رﻗم 21/94ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺗم اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﻌﺎﻣل أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ.
- 33 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ و اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب
أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ،ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ،ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺑدون
)(1
ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ و ﺑدون ﻋﻼوات ،اﻷﻓﻌﺎل اﻵﺗﯾﺔ:
"إذا رﻓض اﻟﻌﺎﻣل ،ﺑدون ﻋذر ﻣﻘﺑول ،ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ
ﻗد ﺗﻠﺣق أﺿ ار ار ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،و اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم أﺛﻧﺎء
"إذا أﻓﺿﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾﺎت و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و طرق اﻟﺻﻧﻊ و اﻟﺗﻧظﯾم أو
وﺛﺎﺋق داﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،إﻻ إذا أذﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ﺑﻬﺎ أو أﺟﺎزﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون".
و ﻋدم إﻓﺷﺎء اﻷﺳرار ﻣن اﻟواﺟﺑﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90
"إذا ﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗوﻗف ﺟﻣﺎﻋﻲ و ﺗﺷﺎوري ﻋن اﻟﻌﻣل ﺧرﻗﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺟﺎري ﺑﻬﺎ
- 34 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﺿراب ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ،وﻛذا اﻹﺿراب اﻟﻣﺷروع ،اﻟذي ﺷرع ﻓﻲ
إﺟراءات اﻟﺗﺷﺎور اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﺑﺷﺄﻧﻪ ،ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع اﻟذي ﺑﺳﺑﺑﻪ ﺗﻘرر اﻹﺿراب.
"إذا ﻗﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف" ،ﻓﺎﻟﻣﺎدة -73-اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90ﺟﺎء ﻧﺻﻬﺎ
ﻋﺎﻣﺎ ،ﻟﻛن رﻏم ﻋﻣوم اﻟﻠﻔظ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﻔﻌل ﺟرﯾﻣﺔ) ،(1ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ داﺧل أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل ﺗﻌﺗﺑر أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -73-ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،29/90ﻟﻛن ﺗﻌﺗﺑر ﺟﻣﯾﻊ
اﻻﻋﺗداءات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻌﺎﻣل ،و اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس أو رؤﺳﺎء اﻟﻌﻣل ،أو ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎل
ﻣﺛﻠﻪ ،أو ﻋﻠﻰ أﺟﺎﻧب داﺧل أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل ،ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﯾرﺗق ﻟدرﺟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ،
ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻻﻋﺗداء اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌل أو اﻟﻘول ،ﻓﻘد ﺗﻘﻊ أﻋﻣﺎل ﻋﻧف ﻋﻣدﯾﺔ ﻣﺛل،
اﻟﺟرح اﻟﻌﻣد ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿرب أو دﻓﻊ أو ﻏﯾرﻩ ،وﻗد ﯾﻛون اﻻﻋﺗداء ﺑﺎﻟﻘول ﻣﺛل اﻹﻫﺎﻧﺔ ،اﻟﺗﺣﻘﯾر،
اﻟﺳﺧرﯾﺔ ،اﻟﺳب ،اﻟﺷﺗم ،وﻗد ﺗﻛون ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺎﻹﺷﺎرة اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻟﻛن ﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون
ﺻﺎدرة ﻋن إرادة ﺣرة ،أي ﻋﻣدا ،و ﻟﯾﺳت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﻔزاز ﺻﺎدر ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو
ﻣﻣﺛﻠﻪ ،أو ﻣن رؤﺳﺎء اﻟﻌﻣل ،و ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ دﻓﺎع ﺷرﻋﻲ
- 35 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إذ ﺗﺳﺑب ﻋﻣدا ﻓﻲ أﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺻﯾب اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت و اﻟﻣﻧﺷﺂت و اﻵﻻت و اﻷدوات
ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﻣد ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ،أي ﻧﯾﺔ اﻹﺿرار ،أي اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذاﺗﻲ ،و أﺿﺎف
ﻗﯾدا ﻫو وﻗوع اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﺑﺎﻟﻔﻌل ،و أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن
اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺗﻘﻧﻊ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺧطﺄ ﯾﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،و ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ
اﺳﺗﻣرار ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل دون ﺗﻌرﯾض ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺧطر ،أﻣﺎ ﻗﯾد ﺷرط ﺗﺧﺻﯾص
اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎﯾﺎت و اﻟﻣﻧﺷﺂت ،و اﻵﻻت و أدوات اﻟﻌﻣل ،و اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗﻐرق
ﺑﻛﻠﻣﺔ" :اﻷﺷﯾﺎء اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل" ﻛل ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت .إذن ﻓﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻣد اﻟﻌﺎﻣل
إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺄﺷﯾﺎء ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ،و ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ،ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﻬﺎ
اﺳﺗﻣرار ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﯾﺧول اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﻛﻧﺔ اﻹﻧﻬﺎء ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،وﻣن ﻏﯾر
"إذا رﻓض ﺗﻧﻔﯾذ أﻣر اﻟﺗﺳﺧﯾر اﻟذي ﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ".
ﺗم اﻟﻧص ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدة -42-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ
- 36 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1990و اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﻌد ﻋدم اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻷﻣر اﻟﺗﺳﺧﯾر ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،"...وﯾﺷﺗرط
ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،أن ﯾﺻدر أﻣر ﺑﺗﺳﺧﯾر ﻋﺎﻣل ﻣﻌﯾن ﻷداء ﻣﻬﻣﺔ
ﻣﺣددة ،ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺿرﺑﯾن ،ﺑواﺟب اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﻌﻣل ،ﻻﺳﺗﻣرار ﻧﺷﺎط
ﻫﯾﺋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،و ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺷر ،ﻻ ﺻراﺣﺔ و ﻻ ﺿﻣﻧﺎ ،إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ إﺻدار ﻫذا اﻷﻣر ،و ﻻ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻدورﻩ ،ﻏﯾر أن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ،
ﻫﻲ اﻟواﻟﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب ﺳﻠطﺔ إﺻدار أﻣر اﻟﺗﺳﺧﯾر ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺳﺗﺧدم
ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻻﺳﺗﺻدار ﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ﺑﻬدف اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن،
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟوﺿﻊ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗﻠك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،و ﻣﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻓﺈن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل رﻗم 11/90ﻟم ﯾﺷر
ﻛذﻟك إﻟﻰ وﺟوب أن ﯾﺻدر ﻫذا اﻷﻣر ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ أو ﺷﻔوﯾﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن ﻛﻼ اﻷﺳﻠوﺑﯾن ﺻﺣﯾﺢ،
ﻏﯾر اﻧﻪ ﯾﻔﺿل أن ﯾﻛون اﻷﻣر ﻣﻛﺗوﺑﺎ ،ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻧزاع ﻓﻲ وﺟود أو ﻋدم وﺟود ﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر،
ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺷﻛل ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﯾؤدي إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،و ﻣن
ﺑﯾن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن اﻟﻣﺎدة 6/73ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ أﻋﻼﻩ ،أن ﯾﺑﻠﻎ أﻣر
اﻟﺗﺳﺧﯾر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎ ،ﻷن ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ﻟﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ،أو ﻣﻘر اﻟﺳﻛن ،أو اﻹﻗﺎﻣﺔ،
ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ،و ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻛل ﻗرﯾﻧﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن
- 37 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻔﻌل ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﯾﺧول اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،اﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﻌدﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91و اﻷﻣر رﻗم ،21/96أن ﯾﻘﻊ ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺣول أو اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧدرات
)(1
ﺳواء داﺧل أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل ،و ﻫﻲ اﻟورﺷﺎت ،وﻣﺣﻼت اﻟﻌﻣل ،و اﻟﻣﻘرات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ و اﻟﻔرﻋﯾﺔ
ﻛﺎﻧت ﻣﺳﯾﺟﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺳﯾﺟﺔ ،ﻣﺣروﺳﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺣروﺳﺔ ،ﻏﯾر أن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﻌرف
ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ﻟذا ﻓﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺳﻠطﺎت ﺟد واﺳﻌﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺗﻧﺎول
اﻟﻛﺣول أو اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧدرات اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻬﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻗد ﺗم داﺧل أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل أم ﻻ ،إذا ﻣﺎ
ﺗﻧﺎزع اﻟﻣﺳﺗﺧدم و اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن ،ﻛﻣﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﺷﺗرط اﺣﺗﺳﺎء ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن
اﻟﻛﺣول أو ﺗرﺳب ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻛﺣول ﻓﻲ اﻟدم ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛر ،أو اﺳﺗﻬﻼك ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺧدرات ،ﻷن اﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر
ﻓﻌل ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺣول واﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧدرات ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،و ﻧظ ار ﻟﻛون ﻟﻔظ اﻟﻛﺣول
و اﻟﻣﺧدرات ﻋﺎم ،ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﻛرات ﺗﻧﺿوي ﺗﺣت ﻟﻔظ اﻟﻛﺣول ،و ﻛل ﻣﺎ ﯾذﻫب اﻟﻌﻘل
ﻣن ﻣواد ﻣﺧدرة ،ﯾﻧﺿوي ﺗﺣت ﻟﻔظ اﻟﻣﺧدرات ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺻﻧﺎﻓﻬﺎ ،و ﻻ ﯾﻛﻔﻲ اﺗﻬﺎم اﻟﻣﺳﺗﺧدم
ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﻬذا اﻟﺗﻧﺎول ،ﺑل ﻻﺑد أن ﯾﺛﺑت ذﻟك ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،و أن ﯾﻛون ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺣول
واﻟﻣﺧدرات إرادﯾﺎ ،و ﻋن ﻋﻣد ﻣن اﻟﻌﺎﻣل ،و أن ﻻ ﯾﻛون ﻣﺄذون ﻓﯾﻪ طﺑﯾﺎ ،أو دﻋت إﻟﯾﻪ
اﻟﺿرورة ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻫﻣل اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﻛﺣول أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم
- 38 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌﻣﻠﻪ ،ﻋﻧد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺿور اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛر ﺑﯾن ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ.
و ﻗد ﺗدارك ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري ﻫذا اﻟﻧﻘص ،ﻓﻧص ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻌل اﻟﺗﻧﺎول ﻟﻠﻛﺣول
و اﻟﻣﺧدرات ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،ﻟﻛﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل أﻏﻔل اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺿور إﻟﻰ أﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل،
ﺣداﺛﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل و ﺗطورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻣر ،ﻻرﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺎﻟﺗﺷﻐﯾل ،اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﺣدﯾث ،اﻟذي ﺗﺷﺎﺑﻛت ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻼﻗﺎت ،و ﻣن ﺛﻣﺔ و ﻧظ ار ﻟﻌﺟز اﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ و اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺣد ﻣن ظﺎﻫرة إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺧﺻوﺻﺎ ،و ﻋﺟز
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻣل ،أو اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ،
أو ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺳﻣﺢ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎﻻت أﺧرى ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ.
إن إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻣن ﻗﺑل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ،ﻗد
ﯾﻛون داﻓﻌﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع) ،(1أو ﻟﻪ داﻓﻌﺎ ﻣﺷروﻋﺎ ،ﻟﻛن اﻹﻧﻬﺎء ﺗم ﺑﺧﻔﺔ ﻣﻠوﻣﺔ ،ﻓﯾﻌﺗﺑر
- 39 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻛﻣﺎ أن اﺧﺗﻼف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻠطرف اﻟذي
ﯾﻛون ﻋرﺿﺔ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻪ ﺑﺎﻟطرف اﻵﺧر ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣدى اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻫذﻩ ،واﺧﺗﻼف اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وﻋدم
ﺗواﻓق اﻟﻣﺟﺗﻬدﯾن و اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣوﺣدة ،و اﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻣؤﺳﺳﺗﻪ ،وﻗد ﯾﺟد ﻓﻲ ذﻟك ﺳﻧدا ﻹﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل اﻟﻌﺎﻣل ،ﺟﻌل
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾﺟﻣﻌون ﻋددا ﻣن اﻟﺻور و اﻟﺣﺎﻻت ،اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ إﻧﻬﺎء
ﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺳﺑب اﻟداﻓﻊ إﻟﯾﻪ ،ﻓﻘد ﯾﻌﻠن ﺳﺑﺑﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻺﻧﻬﺎء ،ﻟﻛن اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﯾس ﻫو اﻟﺳﺑب
اﻟﻣﻌﻠن ،أو ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻛﻧﻪ ﻟﯾس ﺟدﯾﺎ ،و ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع ذﻟك إﻟﻰ أن اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻌﻠن،
أو اﻟﻣﺗﻣﺳك ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻟﯾس ﺳﺑﺑﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ،ﻟﻛن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت و اﻟﺻور ،ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻹﻧﻬﺎء ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻻ إذا ارﺗﻛب اﻟﻌﺎﻣل ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،وﺣددت ﺗﻠك اﻷﺧطﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،و اﻟﻧﺻوص
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ رأي اﻟﺑﻌض ،ﻷن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﻏﯾر أن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ و ﻓﻲ آﺧر اﺟﺗﻬﺎد ﻟﻬﺎ اﻋﺗﺑرت ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء واردة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ
اﻟﺣﺻر و ذﻟك ﻓﻲ ﻗرار ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﻪ أن" :ﻗﺎﺿﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ....أﻋطﻰ ﺗﻔﺳﯾ ار
ﺧﺎطﺋﺎ ﻟﻧص و روح اﻟﻣﺎدة -73-ﻟﻣﺎ اﻋﺗﺑر أن اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻫﻲ
- 40 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﻘط و ﻣﻧﻪ ﯾﻛون أﺳﺎء ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون و ﻗﺻر ﻓﻲ ﺗﺳﺑﯾب
وﻣﻊ ذﻟك أورد ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗرﺷﺎد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺗﻰ ﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء ﻣﺷروﻋﺎ أو
ﻏﯾر ﻣﺷروع و أرﺟﻌت ﺗﺄﺳﯾس ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟداﻓﻊ و اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻔﺔ اﻟﻣﻠوﻣﺔ
ﻣن ﺑﯾن ﺣﺎﻻت اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺳﺑب اﻟداﻓﻊ ،إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم،
ﺑﺳﺑب ﺗﻣﺳك اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،اﺗﻔﺎﻗﺎ ،أو ﻗﺿﺎء ،ﻣﺛل رﻓض اﻟﻌﺎﻣل
اﻟﻌﻣل ﻟﻣدة أطول ﻣﻣﺎ ﯾﻘررﻩ اﻟﻘﺎﻧون) ،(1و ﻛذا رﻓﺿﻪ اﻟﻌﻣل ﯾوم اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،و ﻫﻲ
ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -33-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90أو اﻟﯾوم اﻟذي ﯾﻘررﻩ اﻟواﻟﻲ ،ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة -38-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،أو رﻓﺿﻪ أداء ﻋﻣل ﻟﯾس
ﻣن ﺿﻣن أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ،أو ﻋدم ﻗﺑول اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻼﺋﺣﺔ ﻋﻣل ،ﺗﺗﺿﻣن ﺷروطﺎ ﻏﯾر
ﻣﺷروﻋﺔ ،أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،و ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل
اﻟﺟزاﺋري ،11/90إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -78-ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ" :ﺗﻌد اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ ،اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﻐﻲ ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل أو ﺗﺣد ﻣﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ،ﻻﻏﯾﺔ و ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﻣﻔﻌول" .أو أﻧﻬﯾت ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺳﺑب إﺑداء رأﯾﻪ،
) -(1راﺟﻊ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ -اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2004-12-15ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
)(1راﺟﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد إﻟﻰ اﻷﻣر رﻗم 03/97اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1997 -01-11ﯾﺣدد اﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل.
- 41 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻛوﻧﻪ ﻋﺿوا ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻹدارة ،أو ﺑﺳﺑب رﻓﺿﻪ اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ رﺟل ﻋﻠﻰ اﻣرأة ،أو
ﺑﺳﺑب اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ،أو ﻹﺑﻼﻏﻪ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل،
أو ﺑﺳﺑب ﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻋﻘدﻩ ،أو ﺑﻧدا ﻓﯾﻪ ،أو ﺑﺗﻌدﯾل اﻷﺟر وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،أو
ﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑدﻓﻊ اﻷﺟر ،أو رﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻪ ،أو ﺑﻌرﺿﻪ اﻷﻣر ﻋﻠﻰ
ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل).(1
و ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑب اﻹﻧﻬﺎء ،ﻫو اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،أو
اﻟﻌﻘد ،أو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر إذا أﻧﻬﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل ،ﻗﺑل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻐﯾرﻩ ،ﺑﻬدف ﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻣن اﺳﺗﻣرار ﻗﯾﺎم ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ
ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﺟدﯾد ،أو إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻗﺑل ﺳرﯾﺎن ،ﻗﺎﻧون أو ﺗﻧظﯾم ﺟدﯾد ،ﯾﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ
أﻛﺛر ﻟﻠﻌﻣﺎل ،أو ﯾﺗم اﻹﻧﻬﺎء ﻗﺑل ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ﻣن إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻣل اﻟﻣوﻛول إﻟﯾﻪ ،و اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق
ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ ﻣﻛﺎﻓﺄة ﻛﺑﯾرة) ،(2ﻛذﻟك ﯾﻌﺗﺑر إﻧﻬﺎء ,ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺗﻌﺳﻔﻲ ،ﻷﺳﺑﺎب ﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻘد اﻟﻌﻣل ،ﻣﺛل أداء ﺷﻬﺎدة ﺿد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،أو ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻧﺗﺣﺎر اﻟﻌﺎﻣل)،(3
أو ﻟرﻓﺿﻪ أداء اﻟﺷﻬﺎدة ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﻣﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،أو أداء ﺷﻬﺎدة ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻋﺎﻣل ﺳﺎﺑق.
)(1اﻧظ ارﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ -ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص.1078 ،1077
)(2اﻧﻈﺮ ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص.1079
)(3اﻧﻈﺮ.ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص.1080
- 42 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻋﺗﺑر اﻷﺳﺗﺎذان :ﻫﻧري ﻗﻼﻧد و أﻧدري ﺑرﯾن اﻟﺧﻔﺔ اﻟﻣﻠوﻣﺔ ،أﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﺗﻘرﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﻧﻬﺎء ﻣﺷروﻋﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺷروع "ﺗﻌﺳﻔﻲ أو ﻏﯾر ﺗﻌﺳﻔﻲ")،(1
وﯾﺻﻔﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻔﺻل دون ﻣﺑرر ،و ﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻟﺻورة ،أو ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ،اﻋﺗﻣﺎدا
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي ،أي أن اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﻌﺎدي ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺻرف اﻟﻌﺎﻣل ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻺﻧﻬﺎء،
ﻟذا ﯾوﺻف ﺗﺻرف اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﯾﻧﻬﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﺑﺄﻧﻪ أﺳﺎء اﻟﺗﻘدﯾر ،ﻓﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء
ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻫﻣﺎل ،أو ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﻧﻬﺎء دون ﺗرو ،ﻓﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ طﯾش) .(2و ﻗد ﺿرﺑت ﻋدة
أﻣﺛﻠﺔ اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻹﻧﻬﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،و أورد ﺑﻌﺿﻬﺎ ،و ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت
ﻛذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻧﻬﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،إﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻟﻛون اﻟﺳﺑب ﻏﯾر
ﺟدي ،وﯾﻣﻛن إرﺟﺎﻋﻬﺎ و ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 1-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺟب أن ﯾراﻋﻲ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ،ﻋﻧد
ﺗﺣدﯾد و وﺻف اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم اﻟذي ﯾرﺗﻛﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ،اﻟظروف اﻟﺗﻲ ارﺗﻛب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧطﺄ و ﻣدى
اﺗﺳﺎﻋﻪ و درﺟﺔ ﺧطورﺗﻪ و اﻟﺿرر اﻟذي أﻟﺣﻘﻪ وﻛذﻟك اﻟﺳﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺣﺗﻰ
ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎﺑﻪ اﻟﺧطﺄ ﻧﺣو ﻋﻣﻠﻪ و ﻧﺣو ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻫﯾﺋﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ" ،ﻓﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺿﻣن
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد ووﺻف اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم ،ﻓﺈذا ﻟم
ﺗراع ﺗﻠك اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻹﻧﻬﺎء ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻧﻬﺎء ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ،وﺳﻠطﺗﻪ
)(1
Henry Gulind- André Breen- Droit du Travail- Tome 1- Edition Puissot- 2eme édition- Toulouse 1978 - p
859.
)(2اﻧﻈﺮ.اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ -ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص.1082
- 43 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﻲ ذﻟك ﺟد واﺳﻌﺔ ،و ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ذﻛرت و أﺳﺳت ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺧﻔﺔ اﻟﻣﻠوﻣﺔ ﻫﻲ:
اﻋﺗﺑﺎر اﻹﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروع "ﺗﻌﺳﻔﻲ" إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻐﯾﺎب اﻟﻌﺎﻣل ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ﺑﺳﺑب
اﻟﻣرض ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣوﻗوﻓﺎ ،أو ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض ﻣﻊ ﻋدم ﺗﻘدﯾم ﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ ﺗﺛﺑت
ذﻟك ،أو ﺑﺳﺑب طﻠب إﺟﺎزة ،أو ﺑﺳﺑب ﻛﺑر اﻟﺳن دون ﻣﺑرر ﺑﻌدﻣﺎ ﻋﻣل اﻟﻌﺎﻣل ﺟل ﻋﻣرﻩ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺷروع ،أو ﻗﺑل أن ﯾﺑﻠﻎ ﺳن اﻟﺗﻘﺎﻋد ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻋﺎﻣل ﻣﻣﺗﺎز ﻣﺎزال ﻧﺷطﺎ.
ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ،وﻫو ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﺷرﯾﻌﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،ﻻ ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﻪ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن) ،(1أو وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻗررﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻣﺎدة -106-ﻣﻧﻪ ،و اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،أﺧذا ﺑﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز
إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل إﻻ إذا ارﺗﻛب اﻟﻌﺎﻣل أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ،أو
أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌدﯾل ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻣﻠﻲ ﻗواﻋد أﻛﺛر ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻣن
ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ،و أﺟﺎز ﺑﺎﻟﻣﺎدة -63-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أن ﯾﺗم ﺗﻌدﯾل
ﺷروط ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ،و طﺑﯾﻌﺗﻪ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل و اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون" ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -74-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ..." :ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾط أر
- 44 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي ﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل إﻻ ﺿﻣن اﻷﺷﻛﺎل و ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون و ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺧدم إذن ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد أو
ﺷروطﻪ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،إﻻ إذا ﻛﺎن أﻛﺛر ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،و ﺑﺎﻟﺗﻲ إذا ﻟم ﯾﻛن أﻛﺛر ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل،
ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﻌﻘد ،أو ﺷروطﻪ ،و إن ﺗم ذﻟك اﻟﺗﻌدﯾل ﯾﻌﺗﺑر إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﻋﻘدي أو
ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ،وﺗﻠك اﻟﺣﻘوق ﻫﻲ واﺟﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،و ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺿﻣن ﺷروط
اﻟﻌﻘد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ) ،(1إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘد اﻟﻔردي ،أو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﻧﻔﻌﺎ ،ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺑﻌض أو ﻛل ﺣﻘوﻗﻪ،
اﻋﺗﺑر ذﻟك إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﺟوﻫري ،ﻣﺗﻰ ﺗم إﺛﺑﺎت ذﻟك ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻓﺈذا رﻓض اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌدﯾل ﺷروط
ﻋﻘد اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘص ﻣن ﺣﻘوﻗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،أو ﺣﻘوﻗﻪ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻣل ﻧﻔﺳﻪ ،و ﺗرك اﻟﻌﻣل
ﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ،وأﺛﺑت ذﻟك أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ،أو ﻓﺷل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺑرر اﻟﻣﺷروع ،اﻋﺗﺑر
اﻹﻧﻬﺎء ﺻﺎد ار ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم) ،(2و ﯾوﺻف ﺑﺄﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﻓﻬذا ﺣق ﻟﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -
-123ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،و ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد أم ﻻ ﯾﺧول ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ،اﻟذي ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ.
- 45 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟﺎﺋرة ﺗﺗﺧذ ﻣظﺎﻫر ﺷﺗﻰ ﻣﻧﻬﺎ :ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﺧدم و إذﻻﻟﻪ
و إﺣراﺟﻪ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺟﻌل اﺳﺗﻣرار ﻗﯾﺎم اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌﻣﻠﻪ ﺷﺑﻪ ﻣﺳﺗﺣﯾل ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ
ﻣﺿط ار ﻷن ﯾﺗرك ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر إذا ﻟم ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل،
أو ﻗدم ﻟﻪ ﻋﻣﻼ ﺗﺎﻓﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻗدراﺗﻪ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ،أو ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻣل أﺻﻼ ،أو
ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم و ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻣن ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن -5-
و -6-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون و ﻣﻧﻬﺎ :ﻋدم ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻐل ،ﻋدم اﺣﺗرام ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺑدﻧﯾﺔ
واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻪ ،ﻋدم ﺣﻔظ ﻛراﻣﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻹﺳﺎءة إﻟﯾﻬم ،أو اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ
ﻣﻧﺻب اﻟﻌﻣل ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻧد إﺳﻧﺎد اﻟوظﺎﺋف أو اﻟﺗرﻗﯾﺔ ،اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﻛل اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻷﺧرى ،ﻓﻛل ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣل،
ﻣن ﺑﻌض ﺣﻘوﻗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ أو ﻛﻠﻬﺎ ،أو ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻧﻔﺳﻪ ،ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺟﺎﺋرة،
ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗﻘﻊ ﻓﻌﻼ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻘﺎص ﻣن ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق ،واﺿطر اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺳﺑب ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ،
- 46 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن ﯾﺗرك ﻋﻣﻠﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوﻗﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﯾﻌﺗﺑر اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ و ﺑطرق
و ﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن اﻹﻧﻬﺎء ﻗد ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ ﺑﺣﺳب اﻷﺻل ،ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺻﺑﺢ ﻏﯾر
ﻣﺷروع ،ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﻌﺗرﯾﻪ ﻣن ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻧﻬﺎء
ﻧﻔﺳﻪ ،ﻣن ﺣﯾث اﻟوﻗﺎﺋﻊ ،أو ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻧﻬﺎء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗوﻗﯾت ،أو ﺗرﺟﻊ ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻟظروف
إﺑرام ﻋﻘد اﻟﻌﻣل .ﻓﻬذا اﻹﻧﻬﺎء ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺷروع طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻟﻌدم ﻣراﻋﺎة أﻗدﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل ،وﻋدم وﻗوع اﻟﺿرر،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺧطورة ﻫذا اﻟﺧطﺄ ﻗﻠﯾﻠﺔ ،ﻻ ﺗﺑرر اﻹﻧﻬﺎء ،و إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل ﻋﺎﻣل ﻟﻪ أﻗدﻣﯾﺔ 25
ﺳﻧﺔ ﻋﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ،ﻣﻊ ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﺗواﺟد ﺑﺄﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣل ﺧﻼل ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،ﻷن
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻗد اﺗﺑﻊ طرﯾﻘﺔ ﺗؤذي ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣل أﻣﺎم زﻣﻼﺋﻪ ،وﻣﻌﺎرﻓﻪ ،ﺑﻣﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﻪ ﻣن
ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﺧطﺄ ﺟﺳﯾم أدى إﻟﻰ طردﻩ ﻓو ار) .(1و ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻛذﻟك إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل ﻋﺎﻣل ﻟم
إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﯾﻛون
ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ،إذا ﻣس ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر و اﻟﻌﻘﯾدة و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ،
- 47 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻛل اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻘرر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت ،ﺣﺗﻰ
أﺻﺑﺣت ﺗﻌرف ﺗﻠك اﻟﺣرﯾﺎت ،ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻗد ﻧص اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996
ﺑﺎﻟﻣﺎدة -29-ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ" :ﻛل اﻟﻣواطﻧﯾن ﺳواﺳﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗذرع ﺑﺄي ﺗﻣﯾﯾز
ﯾﻌود ﺳﺑﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣوﻟد ،أو اﻟﻌرق ،أو اﻟﺟﻧس ،أو اﻟرأي ،أو أي ﺷرط أو ظرف آﺧر ،ﺷﺧﺻﻲ
أو اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ" .وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -32-ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ" :اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
واﻟﻣواطن ﻣﺿﻣوﻧﺔ ،"...وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -35-ﻋﻠﻰ" :ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ
ﺿد اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت ،وﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣس ﺳﻼﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑدﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ" .و ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة -36-ﻋﻠﻰ" :ﻻ ﻣﺳﺎس ﺑﺣرﻣﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘد ،وﺣرﻣﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي" .واﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن
ﻣن ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ،ﺣرﯾﺔ اﻟرأي،
ﺣرﯾﺔ اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺷﻬﺎدة) ،(1ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن "ﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻛر و اﻟﻌﻘﯾدة ،و اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ،
ﻫﻲ ﺣﻘوق أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺗﻧﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ") ،(2و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻬذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ،أو إﺣداﻫﺎ ،إﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروع "ﺗﻌﺳﻔﻲ".
)(1
Henry Gulind- André Breen- référence précédente -p 860.
)(2اﻧﻈﺮ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ -ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص1074
- 48 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﻌﺎﻣل ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ)،(1
وﻗد ﺗﻛﻔﻠت اﻟﻣﺎدة -5-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺑﺗﺑﯾﺎن اﻟﺣﻘوق
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ :ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب ،أي اﻹﺿراب اﻟﻣﺷروع وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن ،اﻟﺗﻔﺎوض
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻌدﯾل ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻋﻣوﻣﺎ ،أو ﻹﺑرام اﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ،
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،ﺣق اﻟﻌﻣﺎل أن ﯾﻛوﻧوا ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟزﻣﻼﺋﻬم ﻟدى اﻟﻬﯾﺋﺔ
ﻫذﻩ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺣﻘوق ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90واﻋﺗﺑرﻫﺎ ﺣﻘوﻗﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ.
وﺗﺗﻣﺛل ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت ،ﻓﻲ اﻹﻧﻬﺎء اﻟذي ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﺑدﺋﯾﺎ ،ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛل إﻧﻬﺎء ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﯾﻛون
إﻧﻬﺎء ﻏﯾر ﻣﺷروع "ﺗﻌﺳﻔﻲ" ،إذا ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ ﻟﺻﯾق ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أو ﻛﺎﻧت اﻟﻐﺎﯾﺔ
ﺗﻛدﯾر ﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣل ،ﻣﺛل اﻹﻧﻬﺎء ﺑﺳﺑب زواج اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻟطﻼق ،ﺑﺣﺟﺔ ﺗﻧﺎﻓﯾﻪ ﻣﻊ
اﻟﻌﻣل) .(2ﻟﻛن اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺟوز اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،و ﯾﻌطﻰ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم ﺣق
- 49 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﺣﺎﻻت اﻹﻧﮭﺎءاﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻪ ،إذا ﻛﺎن ﻟﺗﻠك اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ،
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻋﺗﺑر ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة -6-ﻣﻧﻪ اﺣﺗرام اﻟﺳﻼﻣﺔ
اﻟﺑدﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ و ﻛراﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣل و ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ،ﻣن اﻟﺣﻘوق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق ،ﯾﻌﺗﺑر ﺧطﺄ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدمٕ ،واذا ﻣﺎ اﺗﺧذ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺗﺻرﻓﺎ ﯾﻣس
- 50 -
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 51 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻧﺻوص اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ،ﺗﺳﺗﺑﻌد
ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص ﻓورا ،واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗﯾد إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ،
أو ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ أﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑوﺟوب ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻧﻬﺎء وﺣل ﻫذا اﻟﻧزاع،
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﺣدة أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،أو أي ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى ،ﻗﺑل ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻗد
اﺻطﻠﺢ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻹﺟراء
ﺑﻌﺑﺎرة" :اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ") ،(1وﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣل
ﻫذا اﻟﻧزاع ،داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أو وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد ﻋدم وﺟود اﻻﺗﻔﺎق ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺷل ﯾرﻓﻊ اﻟﻧزاع إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﺛم ﻣﻛﺗب
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ.
- 52 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻠﻌﻣل أن ﺗﺣدد اﻹﺟراءات اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ" ،و ﯾﺷﺗرط ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أن ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص
ﻋﻠﯾﻪ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﻣﺎدة -136-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت
اﻟﻌﻣل ،ﻧﺻت ﻋﻠﻰ" :ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ و ﻋدﯾم اﻷﺛر ﻛل ﺑﻧد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻸﺣﻛﺎم
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ."...
وﻟﻛﻲ ﺗﻛون اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺗواﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﺟب أن
ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟﺗﺷﻐﯾل و اﻟﻌﻣل ،و أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﻬدف ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل) ،(1ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻣﺎدة -120-ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟﻛن ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل
اﻟﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990-12-21أﺻﺑﺢ ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﯾﺷﻐل 20ﻋﺎﻣﻼ ﻓﺄﻛﺛر أن
ﯾﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ اﻟذي ﯾﻠزم ﺑﺈﻋدادﻩ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -75-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،وﺟوب
اﺳﺗﻣﺎع اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ
وﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑﺄﺣد اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،و إذا ﻗرر اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ،
ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻘ اررﻩ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ،اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧص
ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗ اررات اﻹﻧﻬﺎء ﯾﺗم ﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺳواء ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣﻧﺔ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟوﺻول ،أو ﻋن
طرﯾق ﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ،أو ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﯾد ،ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧظﯾر اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ،أو
ﻣﻘﺎﺑل وﺻل ،وﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﺗزام وﺟوب اﺳﺗدﻋﺎء
اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻬذا اﻟﻠﻘﺎء ،وﯾﻛون اﻻﺳﺗدﻋﺎء أو اﻟدﻋوة ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣﻧﺔ ،أو ﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﺎﻟﯾد ﻣﻊ ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﯾر ،أو ﺣﺗﻰ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ،وﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ادﻋﺎء اﻟﻌﺎﻣل ﻋدم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ.
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻧص اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ اﻟذي أﻋدﻩ اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﺟﺑﺎرﯾﺎ ،إذا ﻛﺎن ﯾﺷﻐل 20ﻋﺎﻣﻼ
ﻓﺄﻛﺛر ،أو اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ،ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟدﻓﺎع
- 53 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻪ ،وﺿرورة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ،ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﯾﺻﺑﺣون ﻣﻠزﻣﯾن ﺑﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ
اﻹﺟراءات ،ﺧﻼل اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎٕ ،واذا ﺧرﻗت ﺗﻠك اﻹﺟراءات ،اﻋﺗﺑر اﻹﻧﻬﺎء
ﻏﯾر ﻣﺷروع "ﺗﻌﺳﻔﻲ" ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل.
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﯾﺷﻐل أﻗل ﻣن 20ﻋﺎﻣﻼ ،وﻟم ﯾﻌد ﻧظﺎﻣﺎ داﺧﻠﯾﺎ طواﻋﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدة -4-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﻘدم اﻟﻌﺎﻣل أﻣرﻩ إﻟﻰ رﺋﯾﺳﻪ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾم ﺟواب ﺧﻼل
ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ) (8أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺧطﺎر.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟرد ،أو ﻋدم رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺿﻣون اﻟرد ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
)(1
ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ.
ﺗﻠزم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﯾرة أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﻟرد ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻋن أﺳﺑﺎب رﻓض ﻛل أو ﺟزء ﻣن
اﻟﻣوﺿوع ﺧﻼل 15ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺧطﺎر").(2
إن اﻟﻣﺎدة -4-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻹرادة اﻷطراف ،وﺑرأﯾﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل
ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻐﯾرة ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل و اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،وﻻ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﻠزم اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﻧﺷﺄ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻧزاع ،ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدﺗﺎن -2-و -20-
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،أن ﯾﻌرض ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ ﻋﻠﻰ
رﺋﯾﺳﻪ ،و ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﯾﻛون ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣﻧﺔ ،ﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﺎﻟﯾد ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧظﯾر اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﻠم ،وﯾﻧﺗظر ﻣدة 8أﯾﺎم ﻋﻣل ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﺧﻼل ﻣدة اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻫذﻩ ،إﻣﺎ أن ﯾﺗﻠﻘﻰ
ردا ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺧدم أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أم ﻻ ،ﻓﺈن ﺗﻠﻘﻰ ردا ﻣرﺿﯾﺎ ،ﻓﻘد اﻧﺗﻬﻰ اﻟﻧزاع،
- 54 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،و إن ﺗﻠﻘﻰ ردا ﻏﯾر ﻣرض ،أو ﻟم ﯾﺗﻠق ردا ﺧﻼل ﻫذﻩ
اﻟﻣدة ،ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ،-4-إﻣﺎ أن ﯾرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ رﺋﯾس
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣن ﻫﯾﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف ،أو إﻟﻰ
اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻧﻔﺳﻪ) ،(1إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟدى ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣﺎل ،و ﯾﺳﺗﺣﺳن أن
ﺗﻛون ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣﻧﺔ ،أو ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﺎﻟﯾد ﻣﻊ اﻟﺗﺄﺷﯾر ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم ،أو ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ
ﺑﺎﻟﻧظﯾر اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻠم ،ﺗرﺳل اﺑﺗداء ﻣن ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﯾوم اﻟﺛﺎﻣن ﻟﻠرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﯾﻧﺗظر
اﻟﻌﺎﻣل ﻣدة 15ﯾوﻣﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،و ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة ،إﻣﺎ أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﺎﻣل ردا ﻣرﺿﯾﺎ ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻓﺗزول أﺳﺑﺎب ا ﻟﻧزاعٕ ،واﻣﺎ أن ﯾﺗﻠﻘﻰ ردا ﻏﯾر ﻣرﺿﻲ ،أو ﻻ ﯾﺗﻠﻘﻰ ردا و ﺗﻧﺗﻬﻲ
اﻟﻣدة ،ﺣﯾﻧذاك ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻠزﻣﺎ ﺑرﻓﻊ أﻣرﻩ إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -5-
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎذ إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل إﺧطﺎر ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون".
- 55 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
02/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق
اﻹﺿراب اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1990-02-06اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :إذا اﺧﺗﻠف اﻟطرﻓﺎن ﻓﻲ ﻛل
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣدروﺳﺔ أو ﻓﻲ ﺑﻌﺿﻬﺎ ،ﯾﺑﺎﺷر اﻟﻣﺳﺗﺧدم و ﻣﻣﺛﻠو اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت أو اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻛل ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ.
و إذا ﻟم ﺗﻛن ﻫﻧﺎك إﺟراءات اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺣﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺷﻠﻬﺎ ،ﯾرﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧدم أو
ﻣﻣﺛﻠو اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺧﻼف اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ" .و أﺑﻘﻲ ﻣن
ﻣﻬﺎﻣﻪ إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواد -9-،-8-،-7-،-6-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02/90
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990-02-06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم أﻟﻐﯾت ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،و ﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻣﻬﺎم ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﻋدا ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻠﻘﻲ
اﻟﻌراﺋض واﻟﺷﻛﺎويٕ ،واﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠف إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ) ،(1ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة -26-ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗم إﺧطﺎر ﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﺑواﺳطﺔ ﻋرﯾﺿﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ أو ﺑﺣﺿور اﻟﻣدﻋﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎ .وﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﯾﻘوم ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﺑﺈﻋداد ﻣﺣﺿر ﺑﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻣدﻋﻲ" .وﺑﻌد أن ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻣﻔﺗش
اﻟﻌﻣل ﻋرﯾﺿﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أو اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺳﺟﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺟﻼت رﺳﻣﯾﺔ ﻣﻌدة
ﻟذﻟك .ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -27-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،وﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛوى،
أو ﺗﻠﻘﯾﻪ اﻟﻌرﯾﺿﺔ ،ﺑﺗﻘدﯾم اﻹﺧطﺎر إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،وﺗوﺟﯾﻪ اﺳﺗدﻋﺎءات إﻟﻰ أطراف
اﻟﻧزاع ،ﻟﺣﺿور اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺑﻌد 8أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم
اﻻﺳﺗدﻋﺎء ،وﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إرﺳﺎل اﻻﺳﺗدﻋﺎء ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو ﻣﻔﻬوم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة -27-اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻠﻔظ" :ﺗﺣﺳب ﻣدة ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ) (8أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗدﻋﺎء
إﻟﻰ اﻟﯾوم اﻟﻣﺣدد ﻟﺣﺿور اﻷطراف".
- 56 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن دور ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ ﺷﻛوى أﺣد طرﻓﻲ اﻟﻧزاع ،وﯾﻘوم ﺑﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ
ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم) ،(1ﺛم ﯾﻘوم ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء اﻟطرﻓﯾن ﺧﻼل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ،وﯾﻌﯾد
اﺳﺗدﻋﺎء اﻟطرﻓﯾن ﻋﻧد اﻟﺗﻐﯾب ،وﯾﻘوم ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم ﻣن ﻗﺑل ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ.
- 57 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺳواء ﻛﺎﻧت إﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ أو اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ
دراﺳﺔ اﻟﺷﻛوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻪ ،ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﺑواﺳطﺔ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
-27-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،ﻻﺳﯾﻣﺎ إذا ﺗم
اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﺑﻠﻎ إﻟﯾﻬم ﺧﻼل اﻷﺟل ،ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﺣﺿر اﻟطرﻓﯾنٕ ،واﻣﺎ أن ﯾﺗﻐﯾﺑﺎ،
ٕواﻣﺎ أن ﯾﺣﺿر أﺣدﻫﻣﺎ وﯾﺗﻐﯾب اﻟطرف اﻵﺧر ،واﻟطرف اﻟﻣﺗﻐﯾب ،إﻣﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ أو
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ أي اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ.
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺣﺿور اﻟﻣدﻋﻲ أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد ﻣﺎﻧﻊ
ﺷرﻋﻲ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ أن ﯾﻘرر ﺷطب اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ و إﻟﻐﺎءﻫﺎ) ،(1ﻛﻣﺎ
ﯾﺣق ﻟﻪ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻧظرﻫﺎ ،إذا ﺛﺑت ﻟدﯾﻪ أن اﻟﻣﺗﻐﯾب ﻟﻪ ﻣﺎﻧﻊ ﺟدي وﺷرﻋﻲ ،وﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺷﺎﻛﻲ "اﻟﻣدﻋﻲ" ﺑﻘرار ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﺧﻼل ﻣدة ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -28-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺣﺿر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﯾﺗم
اﺳﺗدﻋﺎؤﻩ ﻣن ﺟدﯾد ﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﻌﻘد ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ 8أﯾﺎم ،أي ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﻻﺳﺗدﻋﺎء) ،(2وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -29-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧونٕ ،واذا ﺗﻐﯾب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
ﺣﯾﻧذاك ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،وﯾﺳﻠم ﻟﻠﻣدﻋﻲ أﺛﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع.
ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾب اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،إذا ﻛﺎن ﻟﻪ ﻋذر ﻓﻲ اﻟﻣرة
اﻷوﻟﻰ ،و ﻟم ﺗﺷطب ﻗﺿﯾﺗﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -28-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90ﻓﻬل ﯾﺟوز ﻟﻣﻛﺗب
اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ أم ﺗﺷطب اﻟﻘﺿﯾﺔ و ﺗﺣﻔظ اﻟﺷﻛوى.
إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺷﺎﻛﻲ "اﻟﻣدﻋﻲ" ﻣﺎﻧﻊ ﺟدي و ﺷرﻋﻲ ﻟﻌدم ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
ﺗﺷطب اﻟﻘﺿﯾﺔ و ﺗﺣﻔظ اﻟﺷﻛوى ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة -35-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وأﻣﺎ
- 58 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﺎﻧﻊ ﺟدي و ﺷرﻋﻲ ﻟﻌدم ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة -36-ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗﺧول اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺟﻠﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق ،ﻟﻛن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻷﻛﺛر
ﻣن ﻣرﺗﯾن ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ،ﻓﺈﻧﻪ إذا ﺗﻐﯾب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣرﺗﯾن ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺗﯾن ،ﯾؤدي ذﻟك
إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة -30-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،04/90ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﺷطب اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣدﻋﻲ ﺗﺧﻠﻰ ﻋن
اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻪ.
و إذا ﺣﺿر طرﻓﻲ اﻟﻧزاع ،إﻣﺎ أﻻ ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أي ﻣوﺿوع ﻣن ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺧﻼف ،أو
ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض أو ﻛل ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺧﻼف ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎﻣل و اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ
ﺣل اﻟﻧزاع أﺛﻧﺎء ﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ) ،(1و ﺗﺳﻠم ﻧﺳﺦ ﻣﻧﻪ
ﻟﻸطراف ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن -19-و -30-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،04/90أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق ﺟزﺋﯾﺎ
ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة -31-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﻔﺎق
اﻷطراف ﻋﻠﻰ ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻟﺧﻼف ﯾﻌد اﻟﻣﻛﺗب ﻣﺣﺿ ار ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑذﻟك ،"...ﻟﻛن ﻫل
ﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا ،أن اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾطﺎﻟب أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺑﻘﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ،
ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﻣﺎدة -37-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل ،ﺗوﺟب أن ﺗﻛون ﻋرﯾﺿﺔ اﻓﺗﺗﺎح اﻟدﻋوى ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﺻﻠﺢ ،و أن اﻟﻣﺎدة
-19-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻛل ﺧﻼف ﻓردي ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻣل
ﻣوﺿوع ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ أﻣﺎم ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻗﺑل ﻣﺑﺎﺷرة أي دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ."...
أرى أن ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺧﻼف
اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣر ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻧزاع ،و ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﺻﻠﺢ ﻟﻠﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر
إذا ﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣواﺿﯾﻊ ،ﻓﺈن ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ و طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -31-ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺟﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -32-ﻣن ﻧﻔس
- 59 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﺗزوﯾر ،ﻟﻛن ﻻ ﯾؤﺧذ ﺑﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ و ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣﺣﺿر
اﻟﺻﻠﺢ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺣﺿر ﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣواد -135-و -136-و -137-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990-04-21اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل.
ٕواذا ﻟم ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻧزاع واﺳﺗﻧﻔذت إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﻠﻧزاع داﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،و رﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺣﯾل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﻌد
اﺳﺗدﻋﺎء اﻟطرﻓﯾن ،وﺑﻌد أن ﺗﺟرى ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﺗﺣرﯾر ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﺻﻠﺢ ،و ﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ ﻟﻸطراف ،ﻓﺈن اﻟطرف اﻟذي ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ،ﻟﻪ اﻟﺣق
أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ.
)(1راﺟﻊ اﻷﻣر رﻗم 31/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1975-04-29اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص
)(2راﺟﻊ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990-02-06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل.
)(3اﻧﻈﺮ.د.أﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن.ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ -ص 37
- 60 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻔردﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ" :ﺗﻧﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑرﺋﺎﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﯾﻌﺎوﻧﻪ
ﻣﺳﺎﻋدان ﻣن اﻟﻌﻣﺎل و ﻣﺳﺎﻋدان ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن.
و ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻧﻌﻘد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺣﺿور ﻣﺳﺎﻋد ﻣن اﻟﻌﻣﺎل و ﻣﺳﺎﻋد ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل."...
و ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﺑﺣث ،ﻫﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧظر اﻟﻧزاع اﻟواﺟب ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ.
- 61 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗﻧظر اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل و اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ أو ﺗوﻗﯾف أو ﻗطﻊ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل أو ﻋﻘد
)(1
ﺗﻛوﯾن أو ﺗﻣﻬﯾن.
-ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ".
- 62 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد -8-و -9-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
ﻓﺎﻟﻣﺎدة -8-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﻫﻲ:
"ﯾﻛون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرﺗﻬﺎ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠدﻋﺎوى اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و دﻋﺎوى اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﻠﻲ ﺧﺎص ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣوطن
ﻣﻌروف ،ﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرﺗﻬﺎ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﻪ ،و إن ﻟم ﯾﻛن
ﻟﻪ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌروف ،ﻓﯾﻛون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻊ ﺑداﺋرﺗﻬﺎ آﺧر ﻣوطن
ﻟﻪ."...
و أﺿﺎﻓت اﻟﻣﺎدة 16/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣن أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ
ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل و ﺻﺎﺣب اﻷﺟر ،إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل
ﺣﺎﺻﻼ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ،
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﯾﻌود اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي أﺑرم
)(1
ﻓﯾﻪ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل.
و ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺟور اﻟﻌﻣﺎل و اﻟﺻﻧﺎع ﯾﻛون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻣﻛﺎن إﺑرام اﻻﺗﻔﺎق أو ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،و ذﻟك ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﺣد اﻷطراف
ﻣﻘﯾﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﻛﺎن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -9-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻬذﻩ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑل ﻧص ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،أي
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،
ﻋﻠﻰ أن" :ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل أو ﻓﻲ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ.
- 63 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن رﻓﻌﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﺗﻌﻠﯾق أو
اﻧﻘطﺎع ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻋن ﺣﺎدث ﻋﻣل أو ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ" .ﻗد ﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﻧص أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن
اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص إﻗﻠﯾﻣﻲ ﺧﺎص ﺗﻠزم ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛﻧﻲ ﻻ أرى ذﻟك ،إﻻ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدﻋوى اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 16/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟدﻋوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺎم
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل ،أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،أو ﻣن ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ،أو ﻣن إﺣدى طرﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﺟﻣﺎﻋﻲ ،أو
اﺗﻔﺎق ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،أو ﻣن ﻗﺑل ذوي ﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻣل ﻗد ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن
ﻋﻣل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﯾوم ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟذي ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة -24-ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﺟﺎء ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻣواد 5/9 ، 16/8 ،4/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
)(1
ﻫﻲ: ﻣﺣﻠﯾﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ
/1ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻘر اﻟﻣﺟﻠس ،اﻟﻛﺎﺋن ﺑﻪ ﻣﻘر إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻲ ،إذا ﻛﺎن اﻟﻧزاع ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎدث
ﻋﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و اﻟﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
/2أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ داﺋرﺗﻬﺎ ﻣﻘر ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺋﯾﺳﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 16/8ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا أﻗﯾﻣت اﻟدﻋوى ﻣن اﻟﻌﺎﻣل ،أﻣﺎ إذا أﻗﯾﻣت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﺗطﺑق
اﻟﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 04/90اﻟﺗﻲ ﻗﯾدت اﻟﻣﺎدة 16/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
/3ﻓﻲ ﻣﻛﺎن إﺑرام اﻻﺗﻔﺎق أو ﺗﻧﻔﯾذﻩ) ،(2إذا ﻛﺎن اﻟطﻠب ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻷﺟر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 5/9
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
/4ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 4/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،إذ ﺗﻌﻠق اﻟطﻠب ﺑﺎﻷﺟر أو ﺑﻐﯾرﻩ.
- 64 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/5ﻓﻲ ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 4/90اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،و اﻟﻣﺎدة 1/9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
/6ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ أو ﻣﺳﻛﻧﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،أو
إﻗﺎﻣﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -24-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل.
/7ﻓﻲ ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻲ إذا ﻛﺎن اﻟطﻠب ﺑﺳﺑب ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -24-ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
/8ﺑﻣﻛﺎن اﻓﺗﺗﺎح اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻹﻓﻼس وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 4/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
/9ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،إذا ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﻠﻲ ﺧﺎص وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 1/8ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﺣﺎﺻﻼ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺎم اﻟدﻋوى ،وﺗﻛون
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻور اﻟﺗﺳﻊ أﻋﻼﻩ ،ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻬﺎ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻫﻲ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺑرم ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ اﻟﻌﻘد ،أو ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل) ،(1ﺑﺷرط أن ﯾﻛون أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣﻘﯾﻣﺎ
ﺑﻬذا اﻟﻣﻛﺎن ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 5/9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،أو ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ أو
ﻣﺳﻛﻧﻪ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 1/9ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
- 65 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﯾﻔﯾﺔ رﻓﻊ اﻟدﻋوى و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ .و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺟراءات رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻧﺟدﻩ ﯾﻧص ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة -12-ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻣﺎ ﺑﺈﯾداع ﻋرﯾﺿﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻣن
اﻟﻣدﻋﻲ أو وﻛﯾﻠﻪ و ﻣؤرﺧﺔ و ﻣوﻗﻌﺔ ﻣﻧﻪ ﻟدى ﻣﻛﺗب اﻟﺿﺑط ،و إﻣﺎ ﺑﺣﺿور اﻟﻣدﻋﻲ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،و ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة ﯾﺗوﻟﻰ ﻛﺎﺗب اﻟﺿﺑط أو أﺣد أﻋوان ﻣﻛﺗب اﻟﺿﺑط ﺗﺣرﯾر
ﻣﺣﺿر ﺑﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟذي ﯾوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾذﻛر ﻓﯾﻪ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
ﺗﻘﯾد اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﺳﺟل ﺧﺎص ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗرﺗﯾب ورودﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن
أﺳﻣﺎء اﻷطراف و رﻗم اﻟﻘﺿﯾﺔ و ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟﻠﺳﺔ".
ﺛم ﯾرﺳل ﺑﻌد ذﻟك ﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر ﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺗﻬم و ﻣوطﻧﻬم ،و ﻛذﻟك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺧﺻوم اﻟﺣﺿور إﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣﺎﻣﯾن أو ﻣوﻛﻠﯾن ﻋﻧﻬم).(1
و ﺗرﻓق ﺑﻬذﻩ اﻟﻌرﯾﺿﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ﺗﺛﺑت ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ
ﻣﺣﺿر ﻋدم اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن -19-و -37-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،ﻣﻊ ﺟرد ﺗﻠك اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﻲ اﻟﻬﺎﻣش ،وﺗﺑﻠﻎ
ﻧﺳﺦ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺧﺻم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -32-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
- 66 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ﺑﺈﺳﺗﺛﻧﺎء اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺻﻠﻲ ﺗﺑت اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﺑﺗداﺋﯾﺎ
وﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق اﻟدﻋﺎوى أﺳﺎﺳﺎ ب
-ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺎدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﻠررﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺿد اﻟﻣدﻋﻲ دون ﺗطﺑﯾق اﻹﺟراءات
)(1
اﻟﺗﺎدﯾﺑﯾﺔ أو اﻟﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ.
-و اﻟدﻋﺎوى اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﺷﻬﺎدات اﻟﻌﻣل,و ﻛﺷوﻓﺎت اﻟﻣرﺗﺑﺎت و ﻣﺧﺗﻠف وﺛﺎﺋق إﺛﺑﺎت
)(2
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل.
-و ﻧﺷﯾر ﻫﻧﺎ اﻟﻰ أن إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻫذﻩ
اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ,ﺣﯾث ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺈﺟراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و إﺟراﺋﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ
وﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﺷﻛﻠﻪ ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و ﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل,ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗم دون إﺣﺗرام اﻹﺟراءات
اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ,ﻓﻘد ﺗم ﺗﺄﻛﯾد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
)(3
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن إذا وﻗﻊ ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﻣﺎدة 4/73
اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ,ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻗرار ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻋدم إﺣﺗرام
اﻹﺟراءات.و ﺗﻠزم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ,وﺗﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻻ ﯾﻘل ﻋن اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻛﻣﺎ ﻟو إﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ.
ٕواذا ﺣدث ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 73أﻋﻼﻩ,ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ.
-ﺗﻔﺻل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ إﻣﺎ ﺑﺈﻋﺎدة إدﻣﺎج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ
اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺈﻣﺗﯾﺎزاﺗﻪ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻻ
ﯾﻘل ﻋن اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﻋن ﻣدة 6ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن اﻟﻌﻣل,دون اﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ.ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض.
- 67 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻛذﻟك,إﻟﻰ أن اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻻ ﯾﺷﻣل ﺳوى اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻘط,و ﻻ ﯾﺷﻣل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻧﺎول اﻟﻣوﺿوع,ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑب اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺧطﺄ ﺟﺳﯾم أم ﻻ.أي أن اﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ
إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻘط دون اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻣوﺿوع,اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣل دﻋوى ﺛﺎﻧﯾﺔ أﻣﺎم
ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع,ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻓﺣص ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺧطﺄ ﺟﺳﯾم أم ﻻ.
و ﻣﻌﻧﻰ ﻫذا,أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ,ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻹﺳﺗﺋﻧﺎف أو
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون.و ﻫﻲ ﺑذﻟك ﺗﻧﻔذ ﺑﻣﺟرد ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن,و اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ذﻟك أن
ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻧظ ار ﻟﺟﺳﺎﻣﺔ و أﻫﻣﯾﺔ اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق ﺑﺎﻟﻌﻣﺎل ﻣن
ﺟراﺋﻬﺎ و ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق ﻣﻛرﺳﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ,و ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ,اﻷﻣر اﻟذي
ﻻﯾﺗرك أي ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺷك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم,و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟطﻌن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺳوى
إﺳﺗرﺟﺎﻋﺎ ﻟﺣﻘوق ﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون,وﻟﯾس ﺗطﺑﯾق ﻟﻧﺻوص ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺄوﯾل.
)(1اﻧﻈﺮ.أ .ﺑﺷﯾر ﻫدﻓﻲ.اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل.ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.دار رﯾﺣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷر و
اﻟﺗوزﯾﻊ.اﻟﺟزاﺋر.اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.2003.ص .105
)(2اﻧﻈﺮ.د.أﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن.ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.ص.48
- 68 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دﻓﻊ اﻟرواﺗب و اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺷﻬر اﻟﺳﺗﺔ اﻷﺧﯾرة .
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أن ﺗﻧطﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣؤﻗت دون ﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد 6ﺳﺗﺔ أﺷﻬر.
- 69 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1اﻟﺟزاء اﻷول :ﻣﻘرر ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹﺟراءات ،و ﻫذا اﻟﺟزاء ﻫو ﺑطﻼن اﻹﻧﻬﺎء اﻟﻣﺧﺎﻟف
ﻟﻺﺟراءات ،إذا طﺎﻟب ﺑذﻟك اﻟﻌﺎﻣل ،و اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم اﺑﺗداﺋﯾﺎ ،إذا ﺛﺑت ﻟدﯾﻬﺎ
ﺧرق اﻹﺟراءات ،و ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄن ﺗﺣﻛم ﺑﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑل ﻫذا اﻟﺧرق ،و ﯾﻘدر ﺑﺄﺟر
)(1
ﻣدة اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ.
-2اﻟﺟزاء اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻘرر ﻧظﯾر اﻹﻧﻬﺎء دون ﺗوﻓر أي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻣﺎدة
،-73-و ﻫو إﻋﺎدة إدﻣﺎج –إدراج -اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظﻪ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزاﺗﻪ ،ﻟﻛن
ﺑﺷرط ﻋدم ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟذﻟك.
-3اﻟﺟزاء اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻘرر ﻹﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣل اﻟﻌﺎﻣل دون ﺗوﻓر أي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣﺣددة ﺑﺎﻟﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،إذا رﻓض
اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻋﺎدة اﻹدراج ،أو اﺧﺗﺎر اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ،و ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻻ
ﯾﻘل ﻋن أﺟر ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣن اﻟﻌﻣل.
و ﺑذﻟك ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﺗﺳرﯾﺢ أو
)(2
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ﺗﻛون اﺑﺗداﺋﯾﺔ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ.
ﻣﺎﻋدا ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺻدر اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺣﻛﻣﻬﺎ اﺑﺗداﺋﯾﺎ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة -3-ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﺛر اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻷﺣﻛﺎم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻓﺗﻘﺿﻲ ﺑﻌدم ﻗﺑول اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف و ﻟﯾس ﺑﻌد ﻗﺑول اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺷﻛﻼ ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت ﺧطﺄ).(3
و ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -40-ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ" :ﯾؤﻣر ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل ،رﻏم اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ أو اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ،ﻓﻲ
- 70 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﺳﻧد رﺳﻣﻲ أو وﻋد ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ أو ﺣﻛم ﺳﺎﺑق
ﻧﻬﺎﺋﻲ."...
و ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال اﻷﺧرى ،أن ﯾﺄﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ أو ﺑدون ﻛﻔﺎﻟﺔ ."...ﻛﻣﺎ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -22-ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،ﻋﻧد إﺻدارﻫﺎ ﻟﺣﻛم ﯾﺗﻌﻠق
ﺑـ"ﺗطﺑﯾق أو ﺗﻔﺳﯾر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أو اﺗﻔﺎق ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻣل ،ﺗطﺑﯾق أو ﺗﻔﺳﯾر ﻛل اﺗﻔﺎق ﻣﺑرم ﻓﻲ
إطﺎر اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،أﻣﺎم ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ،دﻓﻊ اﻟرواﺗب و اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت
)(1
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺷﻬر اﻟﺳﺗﺔ اﻷﺧﯾرة".
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل -اﻟﻣؤﻗت ﺣﺳب ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻧص اﻟﻌرﺑﻲ-
ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ أو ﺑدون ﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎدة -40-ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
- 71 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 72 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إﻋﺎدة اﻹدراج اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻟم ﯾﺳﺑق ﺣﺳب ﻋﻠﻣﻲ أن ﺗوﺑﻊ أي ﻣﺳﺗﺧدم ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻬﻣﺔ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ
اﻗﺗﺻرت طﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ طﻠب ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻣﺣﺿر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ.
ﻓﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻌﯾﻧﻲ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل أن ﯾطﺎﻟب ﺑﻪ ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺿﺎء أن ﯾﺣﻛم ﺑﺑطﻼن ﻗرار
اﻹﻧﻬﺎء ،و ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﻟزام اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺈﻋﺎدة اﻹدراج ،ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺣﻛم ﻟﻠﻌﺎﻣل
ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ،و ﻫذا ﯾﻔﯾد أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل اﻧﺗﻬت
ﻓﻌﻠﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن إﻋﺎدة اﻹدراج ،ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء ،و ﻟم ﯾﺑق أﻣﺎم
اﻟﻌﺎﻣل إﻻ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻧﻘدي ﻋن اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ.
ﺛم ﻋدل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل و 29/91ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم
21/96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996-07-09و ﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،ﻋن ﻓﻛرة إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺣﻛم
اﻟﻘﺿﺎة ﺑﺈﻟزام اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺈﻋﺎدة إدراج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ،و أﺧذ ﺑﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻣل اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،واﻗﺗﺑس ﻣﻧﻪ ﻧﻔس اﻷﻟﻔﺎظ و اﻷﺧطﺎء ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 4-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :إذا وﻗﻊ ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺟراءات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و/أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ،ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻗرار اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺑﺳﺑب
ﻋدم اﺣﺗرام اﻹﺟراءات ،و ﺗﻠزم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،...و إذا ﺣدث ﺗﺳرﯾﺢ
اﻟﻌﺎﻣل ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 73أﻋﻼﻩ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ.
ﺗﻔﺻل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ إﻣﺎ ﺑﺈﻋﺎدة إدﻣﺎج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ
اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزاﺗﻪ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ
ﻣﺎﻟﯾﺎ "..(1).ﻓﻬذا اﻟﻧص ﺗﺿﻣن ﻣﺑدأ ﺟدﯾدا ،ﻫو أن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻼﻟﺗزام ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ،إذا
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑطﻠب إﻋﺎدة إدراج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ،إذا رﻓض اﻟﻣﺳﺗﺧدم ذﻟك ،و أﻧﻪ ﻻ
ﯾﻣﻛن إﺟﺑﺎر اﻟﻌﺎﻣل أن ﯾﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،و ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة
- 73 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إدراج اﻟﻌﺎﻣل ،ﺑل ﺧول اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗراح ،و إذا اﻗﺗرح ذﻟك ﺟﺎز ﻟﻛل ﻣن اﻟﻌﺎﻣل أو
اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﻗﺗراح ،أﺛﻧﺎء ﻧظر اﻟﻧزاع ﻧﻔﺳﻪ ،و إذا ﺗم اﻻﻋﺗراض ﻓﻌﻼ،
أﺻﺑﺢ ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺈﻋﺎدة اﻹدراج ،و ﻫذا ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺟﯾز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺈﻋﺎدة اﻹدراج ،وﻫذا
اﻟﺗﺣول إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗراح إﻋﺎدة اﻹدراج ،ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟذي أﻧﻬﯾت ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر
ﻣﺷروع ،ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة -73-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ،
ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻛذﻟك ،إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟزام اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗم ﺧرﻗﻬﺎ
ﻋﻧد إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻟﻛن إذا ﻟم ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑذﻟك ،ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻌل ﺷﻲء،
و اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺣق ﻟﻪ ﻓﻘط طﻠب ﺗﻌوﯾض ﻣﺣدد ﺟزاء ﻟﺧرق ﻫذا اﻹﺟراء.
و أﺻﺑﺢ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻟﻲ 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91و اﻷﻣر رﻗم ،21/96و اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ
اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ.
- 74 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90ﺑﺎﻟﻣﺎدة -73-ﻣﻧﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻫو" :ﯾﺣدد اﻟﻧظﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ" .ﻟﻛﻧﻪ اﺳﺗدرك ﻫذا اﻟﻧﻘص ،و ﻋدل اﻟﻣﺎدة -73-ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
29/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1991-12-21ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻋدة ﻓﻘرات ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررت أﻧﻪ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻣﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ أو اﻟﻣﻧﻔذ ﺧرﻗﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل أن ﯾﻘدم طﻠب إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﺗﺳرﯾﺢ ،أو أن ﯾطﻠب ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن اﻟﺿرر اﻟﺣﺎﺻل
ﻟدى اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت ﺑﺣﻛم اﺑﺗداﺋﻲ و ﻧﻬﺎﺋﻲ).(1
و ﻟم ﯾﺳﺗﻘر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ رأي ﻣﻌﯾن ﺛﺎﺑت ،إذ ﻋدل ﻣرة أﺧرى اﻟﻣﺎدة -73-
ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 21/96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ -07-09
،1996وﻗرر ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺟزاءان ،اﻷول ﯾﺧص ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﺟراءات اﻹﻧﻬﺎء ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺧص
إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة -73-اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،29/91اﻟﺗﻲ ﺣددت
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن ﻏﯾر ﺗﻌوﯾض أو ﻣﻬﻠﺔ ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
4-73ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ أﻋﻼﻩ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :إذا وﻗﻊ ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ،ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻗرار
اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﺣﺗرام اﻹﺟراءات ،و ﺗﻠزم اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،و ﺗﻣﻧﺢ
اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،ﻻ ﯾﻘل ﻋن اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻛﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﻣر
ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ" ،ﻓﺎﻟﺟزاء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣﺣدد ﺑﺎﻷﺟر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﻟو
اﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ) ،(2و ﻣن ﺛﻣﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﺧرﻗت ،ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻟﻔﺎﺋدﺗﻪ ،إذ ﯾﺣﺳب ﻫذا
اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻧﻬﺎء اﻟواﻗﻊ ﺧرﻗﺎ ﻟﻺﺟراء إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ،أو ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺻﺣﯾﺢ
اﻹﺟراء إذا ﻣﺎ ارﺗﺄى اﻟﻘﺎﺿﻲ ذﻟك ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ.
- 75 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺛم إن اﻟﺑطﻼن اﻟذي ﯾﻘﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺿد ﻗرار اﻹﻧﻬﺎء اﻟذي ﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﻺﺟراءات ﯾﺟﻌل
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﺳﺗﻣرة ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﺗﺣﺗﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺿﻣن ﻣدة اﻷﻗدﻣﯾﺔ و ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
ﻣن ﺣﺳﺎب ﻟﻬذﻩ اﻟﻣدة ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻹﻧﻬﺎء ،و ﺗﺣﺗﺳب ﻋﻧد إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘﺎﻋد ﺑﻧوﻋﯾﻪ ،ﻟذا ﻓﺎﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺑﺈﺗﻣﺎم اﻹﺟراءات ذو ﻓﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري.
و ﻣن أﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻹﻧﻬﺎء ﻋﻧﺻر
اﻷﺟر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ ،و اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 4-73اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 21/96ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ..." :و إذا ﺣدث ﺗﺳرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل
ﺧرﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 73أﻋﻼﻩ ،ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ .ﺗﻔﺻل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺎ و ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ إﻣﺎ ﺑﺈﻋﺎدة
إدﻣﺎج اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزاﺗﻪ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ،أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض أﺣد اﻟطرﻓﯾن
ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﻋن ﻣدة ﺳﺗﺔ ) (6أﺷﻬر
)(1
ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻧﻘﻠت ﺣرﻓﯾﺎ ﻋن اﻟﻧص ﻣن اﻟﻌﻣل دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ"...
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺗرﺟﻣﺔ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻗررت أن ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن
اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ،إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻹﻧﻬﺎء ﻟم ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة -73-ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،29/91و اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ
اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ذﻟك ﻫو اﻷﺟر ،ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب اﻟﻌﺎﻣل ﯾﻔوق اﻷﺟر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻟﺳﺗﺔ أﺷﻬر ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺗﻌوﯾﺿﺎت أﺧرى ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ أﺟر ﺳﺗﺔ أﺷﻬر
اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺿرر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﻟﺣق اﻟﻌﺎﻣل ﺟراء إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻣﻠﻪ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻣﺑﻠﻎ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن أﺟر ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻫو ﺟزاء ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،و ﻟﯾس ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻛﻠﯾﺎ ﻋن اﻟﺿرر،
ﻟذا ﯾﺟوز رﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض إذا ﻣﺎ أﺛﺑت اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر ذﻟك.
ﻟذا ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع أن ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﯾﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن أﺟر ﺳﺗﺔ أﺷﻬر
ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻷﺟر ﻛﻌﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ و ﻋﻠﻰ ﻣدة اﻟﻌﻣل و ﻣدى اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ ﻹﯾﺟﺎد
- 76 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻋﻣل ﺑدﯾل و أﻋراف اﻟﻣﻧطﻘﺔ أو اﻟﻣﻬﻧﺔ أو اﻷﻋراف اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ،و اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق
اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻣوﻣﺎ و ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -182-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
و ﻣن اﻟﻣﻘرر أﯾﺿﺎ ،أن اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺟراء اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﯾﺟب أن
ﯾﻛون ﻣﺣددا و ﻣﻌﻠﻼ).(1
) –(1راﺟﻊ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ -اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2007-12-07ﺗﺣت رﻗم -302329ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎة-
اﻟﻌدد -63ص .330
- 77 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻪ إﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ و اﻟﺿرر و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺣﺗﻰ و إن ﻧﻘل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺳﺗﺧدم ،إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻫو اﻟﻣدﻋﻲ ،و ﻛذﻟك اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﺧرق
اﻹﺟراءات ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻹﺟراءات ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﯾﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﻟﯾس ﻣﺻدرﻫﺎ
إرادة اﻷطراف و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ.
- 78 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -136-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ" :ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ و ﻋدﯾم اﻷﺛر ﻛل ﺑﻧد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ و ﺗﺣل ﻣﺣﻠﻪ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون" ،ﻟﻛن ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ
ﺗﻌوﯾض ﯾﻔوق اﻟﺣد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ،ﺑﺷرط أن
ﻻ ﯾﻛون ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﯾﻪ ﺟدا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة -184-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ:
"و ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺧﻔض ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض إذا أﺛﺑت اﻟﻣدﯾن أن اﻟﺗﻘدﯾر ﻛﺎن ﻣﻔرطﺎ أو أن
اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻗد ﻧﻔذ ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ" ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺎﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر أو
اﻟﺟزء اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣﻧﻬﺎ .و ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 5-73ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 29/91ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﯾﺧول
اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟذي ﻟم ﯾرﺗﻛب ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣدﺗﻬﺎ اﻟدﻧﯾﺎ
ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" ،و ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﺷرط اﻟوﺣﯾد ﻟﺛﺑوت
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﻫو أن ﻻ ﯾﻛون اﻹﻧﻬﺎء ﺑﺳﺑب ﺧطﺄ ﺟﺳﯾم.
و اﻷﺧطﺎء اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل ،ﻻ ﺗرﺗﻛب
إﻻ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة -73-ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم
.29/91
و اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌﺎﻣل ،ﻣوﺿوع اﻟﺗﺳرﯾﺢ ،ﻓورا ،ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻣؤﺳﺳﺗﻪ ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻻﺳﺗﻣرار ﺗواﺟد اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳرح داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺑﺄن ﯾدﻓﻊ ﻟﻪ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ،أو ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 6-73ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ..." :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ أن ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻋطﺎء ﻣﻬﻠﺔ
ﻋطﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳرح ﺑدﻓﻌﻬﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻸﺟرة اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﻛون ﻗد ﺗﻘﺎﺿﺎﻩ طوال اﻟﻣدة
ﻧﻔﺳﻬﺎ ،"...و ﻣن ﺧﻼل ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،ورﻏم رﻛﺎﻛﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﯾﻬﺎ ،ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻬﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن
اﻟﻘول ﺑﺄن ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﯾﺗم ﺗﻘدﯾرﻩ ﻣن
ﺧﻼل ﻣﻌﯾﺎرﯾن ﻫﻣﺎ :ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﻌﻣل أو ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻻﺣﻘﺔ ،أو
- 79 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،و ﻣن ﺧﻼل اﻷﺟر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة،
ﻓﯾﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﻣر ﯾؤدي ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺎﻧﺗظﺎم ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ،و ﻣﺑﻠﻎ اﻟزﯾﺎدة ،إن ﻛﺎﻧت
ﻫﻧﺎك زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟر.
و طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻣدة اﻟدﻧﯾﺎ
اﻟواﺟﺑﺔ ﻟﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،و أن ﻋﻘود اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ ﻗد ﻻ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣدة،
و أن اﻟﻌﻘود اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ،ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻣوﺟودة أﺻﻼ ،و ﻗد
ﺗﻛون ﻏﯾر ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ،و اﻧﺗﻬت ﻣدة ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻠزﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻠﻌﺎﻣل أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ و أن اﻟﻣﺎدة -74-
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،أﺣﺎﻟت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ،و ﻟﻛن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزم إﻋدادﻩ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﯾﺷﻐل 20ﻋﺎﻣﻼ ﻓﺄﻛﺛر ،ﻛﻣﺎ
أن ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻣدة اﻹﺧطﺎر ،ﻟﯾس ﺷرطﺎ إﻟزاﻣﯾﺎ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ،و اﻟﻣﺳﺗﺧدم
ﻟﯾس ﻣﺟﺑ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻧظﺎم .ﻟﻛن اﻟﻣﻬل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻘررة
ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺗﺷﻛل ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋرﻓﯾﺔ ،ﻣﻠزﻣﺔ ﻟطرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻻﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻓﻲ وﺟدان اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺎﻣل أن ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻣدة اﻹﺧطﺎر ،و ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻌﻠل ﺣﻛﻣﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣدود اﻟدﻧﯾﺎ ،و ﯾﻛون ﺗﻌﻠﯾﻠﻬﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ و ﻛﺎﻓﯾﺎ ،طﺎﻟﻣﺎ ﻟم
ﯾوﺟد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺷرﯾﻌﻲ أو اﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻋﻘد ﻓردي ،أو اﺗﻔﺎق ﺟﻣﺎﻋﻲ ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
ﻗﺎﻋدة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻹرادة اﻷطراف.
Gabriel Guerry-- Pratique de Droit du Travail- Dénode- 7 eme édition- Paris 1991.
)(1
- 80 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻫم اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺧول اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ﻋﻧد إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺣددة اﻟﻣدة ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،ﻣن ﻏﯾر ﻣﻬﻠﺔ ،ﺷرط أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل ارﺗﻛب
ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ،و ﺗﻘدﯾر اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﺳﯾم ﻣﺗروك ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ،اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘدم إﻟﯾﻪ
أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻣن أدﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر ،إذا ﻛﺎن
اﻟطرف اﻟﻣﻧﻬﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫو اﻟﻌﺎﻣل ،ﻓﺈن ﺗﻘدﯾرﻩ ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد اﻟﻔردي أو
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ).(2
و اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻬﻠﺔ اﻹﺧطﺎر أﺟ ار ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﺑرأﯾﻲ ﻣﻊ روح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري وﻻ
ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 5-73و 6-73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻌدل
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،29/91إذ أﺟﺎز إﻋﻔﺎء اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إذا دﻓﻊ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾﺳﺎوي
اﻷﺟر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو اﺳﺗﻣر ﯾؤدي ﻋﻣﻠﻪ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺄﺳﺎس ﻫذا
اﻟﺗﻌوﯾض ﻫو اﻟﻌﻘد ،إذ ﻟو ﻛﺎن اﻷﺳﺎس ﻫو اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻟﻘﯾد اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض
ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﺿرر ،و ﻟﺣدد ﻣﻌﯾﺎ ار ﻟﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ،أو ﺧول ذﻟك ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع .ﻛﻣﺎ أﻧﻪ
اﻋﺗﻣد ﻣﺑﻠﻎ اﻷﺟر ،و ﻫو اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌوﯾض ،ﻻ ﯾزﯾد و ﻻ ﯾﻧﻘص ﻋﻠﯾﻪ ،و أن ذﻟك
اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻛﻣﺑﻠﻎ ﺟزاﻓﻲ ،ﻣﺗﻰ ﺗﺣﻘق ﺳﺑﺑﻪ ،دون زﯾﺎدة أو إﻧﻘﺎص ﻣن ﻗﺑل ﻗﺎﺿﻲ
اﻟﻣوﺿوع ،و ﻷن ﻣدة اﻟﻣﻬﻠﺔ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ أو ﺗﺣدﯾد ﺣدﻫﺎ اﻷدﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎق
ﻓردي أو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺄﺳﺎس اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣدة اﻹﺧطﺎر ﻫو اﻟﻌﻘد،
واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إذن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ.
- p 235.
)(2
G.H Camerlynk- Gerard Lyon Caen- Jean Pellissier- référence précédente- p 354.
- 81 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 82 -
.docاﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ آﺛﺎر اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻤﻞ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻛن ﺗﺳﻠﯾم ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺧدم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،ﺳواء ﺗم ذﻟك ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻣﻬﻠﺔ
اﻹﺧطﺎر أو ﺑﻌدﻫﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق طرﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ ،و ﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،أو ﺗﻧﺎزل أﺣدﻫﻣﺎ ﻋن ﺣﻘوﻗﻪ اﺗﺟﺎﻩ اﻟطرف اﻵﺧر ،إﻻ إذا
اﺗﻔق ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻟﻛن و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -136-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ،و ﻟو ﻛﺎن ﻣﻛﺗوﺑﺎ ،ﯾﻧﻘص ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣل ﻓﺈن ﻣﺛل
ﻫذا اﻟﺷرط ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎطﻼ و ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة -67-ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺗﻠزم اﻟﻣﺳﺗﺧدم
أن ﯾﺳﻠم اﻟﻌﺎﻣل ﺷﻬﺎدة ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻋﻧد إﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،و ﻻ ﺗﺟﯾز ﻟﻪ ،ﺑل و ﺗﻣﻧﻌﻪ ﻣن
أن ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﻲء إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل ،و ﻫﻲ ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻌﺎﻣل ﻧﻔﺳﻪ ،أو ورﺛﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾوﺟب ﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻏﯾر طﻠب ،و أﺛر ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﯾﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت ﺑداﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل و ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ ،و اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺷﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻛون ﻟﻬﺎ أﺛر ﻣﺣدود وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺑﺷرط أن ﯾﺗم ذﻟك
ﻛﺗﺎﺑﺔ و أن ﻻ ﯾﻧﻘص ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ أو اﺗﻔﺎﻗﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة -
-136ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون.
- 83 -
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻹﻧﻬﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة ،ﻧﺧﻠص
إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري راﻋﻰ ﺟﺎﻧب إﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﺎم ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻌﻣﺎل وﻫﻲ ﻓﺋﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
و اﻟذي ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﺎﻣل ﻫو اﻟﺟوﻫر اﻟﻔﻌﺎل أو اﻟﻣﺣرك اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ طﺎﻟﻣﺎ ﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ﺣﻘوﻗﻪ
وأﺣس ﺑواﻓر اﻻﺳﺗﻘرار .
وﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ ﺳﻠك اﻟﻣﺷرع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺗﯾن ﻣﺣددا ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﺳرﯾﺢ ,ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﺳﻠطﺔ إﻧﻬﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫذا ﺗﺑﻌﺎ ﻹﺟراءات ﺷﻛﻠﯾﺔ وأﺧرى ﻣوﺿوﻋﯾﺔ .ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أﻋطﻰ
ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺿﻣﺎﻧﺎت وأﺣﺎطﻪ ﺑوﺳﺎﺋل ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻌﺳف رب اﻟﻌﻣل و ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻠﻘواﻧﯾن و اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾدﻩ وﺗﺣد ﻣن ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻷﺧطﺎر اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 73ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 11/90
ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ، 29/91ﻫذا ﺑﺈﺟﺗﻬﺎد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﺳرﯾﺢ وﺑﺎﻷﺣرى ﻻ
ﯾﻛون ﻣﺑر ار إﻻ إذا ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑب ﺟدي وﺣﻘﯾﻘﻲ ،واﻟذي ﯾرﺟﻊ ﺗﻘرﯾر ﻗﯾﺎﻣﻪ ﻣن ﻋدﻣﻪ
إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل دورﻩ اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺗﻣﺣﯾص أدﻟﺔ
اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟطرﻓﯾن
ٕوان اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرد اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑطﺎﺑﻊ ﺧﺎص وذﻟك أن اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺻﺎدرة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛون اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤول إﻟﯾﻬﺎ ﺳواء ﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺗﺿﯾف اﻟﺧطﺄ أو إﺛﺑﺎﺗﻪ أو اﻹﺟراءات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ .
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗﺧﻠص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻌدﻟﺔ ﻟﻪ,أو اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ,ﻣﺛل ﻗﺎﻧون 04/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ
84
اﻟﻌﻣل,واﻟﻘﺎﻧون 02/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ و
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب,ﻣن ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻹﻗﺗﺑﺎس ﻣﻧﻪ,رﻏم أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﯾﺳﺗﻣد أﺳﺳﻪ ﻣن اﻷﻋراف اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ,اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﻛﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛﻧﺳﻲ
ﻟﻘرونٕ ,واﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣذاﻫب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻌت ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ,ﺗﻠك اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﻲ إﺳﺗﻘﻰ
ﻣﻧﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﻓﻛﺎرﻩ,وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑﺎدئ و ﻗواﻋد ﺗﺣﻛﻣﻪ,و ﺗﺑﯾن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧﯾر و اﻟﺷر,اﻟﺿر و
اﻟﻧﻔﻊ,اﻟﺣق و اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ,و رﻏم أن ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر,ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣﺳﻠم و ﻗواﻋد اﻟﺣﯾر و اﻟﺷر,اﻟﺿر و اﻟﻧﻔﻊ,و ﻓﻛرة اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو اﻟﺣق,ﻋﻧد ﻏﺎﻟب أﻓرادﻩ ﻻ ﺗﺗواﻓق ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾؤﻣن ﺑﻪ اﻟﻔرد اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
و ﻛﺈﻗﺗراح ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل و اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن,إﻋﺗﻣﺎدﻋﻘود اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺳﺗﻣرة
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺳﻧﺔ,إﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام اﻟﻌﻘد و ﺗﺗﺟدد آﻟﯾﺎ ﺑدل ﻋﻘود ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻟﻣدة
85
اﻟﻣﺻﺎدر
و
اﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻣــراﺟــﻊ
/1اﻟﻣؤﻟﻔﺎت:
أ -ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
-1اﻟدﻛﺗورأﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن -اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري -ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ-
ج -2دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ-اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ .2002
-2اﻟدﻛﺗورأﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن -آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري-
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ .2005
-3اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم أﺑو ﺷﻧب.ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻷﺣدث اﻟﺗﻌدﯾﻼت.دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و
اﻟﺗوزﯾﻊ.2006.
-4اﻟدﻛﺗور ﺟﻼل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻘرﯾﺷﻲ.ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري.ج.1دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.اﻟﺟزاﺋر1984..
-5اﻟدﻛﺗور .ﺣﺳﺎم اﻟدﯾن ﻛﺎﻣل اﻷھواﻧﻲ -ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل -ﻣطﺑﻌﺔ أﺑﻧﺎء وھﺑﺔ ﺣﺳﺎن -اﻟﻘﺎھرة
ﺳﻧﺔ .1991
-6اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ -ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري -ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻛﺗﺎب -ط -2ﺳﻧﺔ .1982
-7اﻟدﻛﺗور ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل -اﻹﻧﮭﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل -ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺄﺻﯾل اﻟﺟزاء -ﺑﯾروت
ﺳﻧﺔ .1970
-8اﻟدﻛﺗور.ﻋﻠﻲ ﻋوض ﺣﺳن.ﻣﺧﺗﺻر اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل.دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ.2001.
-9اﻟدﻛﺗور ﻓﺗﺣﻲ اﻟدرﯾﻧﻲ -ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ -ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ -ط
-4ﺑﯾروت ﺳﻧﺔ 1977
-10اﻟدﻛﺗور ﻓﺗﺣﻲ ﻋﺑد اﻟﺻﺑور -اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل -اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻣل -ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟﻔردﯾﺔ -ج -1دار اﻟﮭﻧﺎء ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ -ﺳﻧﺔ -1985إﯾداع 1986.
-11اﻟدﻛﺗور راﺷد راﺷد -ﺷرح ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري -دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ -اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ 1991
-12اﻟدﻛﺗور ﺳﯾد ﻣﺣﻣود رﻣﺿﺎن.اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻷﺧر اﻟﺗﻌدﯾﻼت و ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ2006..
-13اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﯾﻔﻲ.اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل و اﻟﺿﻣﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و
اﻟﺗوزﯾﻊ.
-14اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ذﯾب -ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل اﻟﺟزاﺋري و اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ-دار اﻟﻘﺻﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر-
اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ .2003
-15رﺷﯾد واﺿﺢ.ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.دار
ھوﻣﺔ.
86
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
87
اﻟﻔﮭرس
اﻟﻔﮭرس
ص
ب-ج ﻣﻘدﻣﺔ
6 اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﮭﯾدي اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
7 اﻟﻣﺑﺣث اﻻول ﻣﺎھﯾﺔ اﻹﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
7 اﻟﻣطﻠب اﻻول ﻣﻔﮭوم اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
9 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ دواﻓﻊ اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺷرﻋﯾﺔ
9 اﻟﻔرع اﻻول دواﻓﻊ اﻧﮭﺎء ﺷرﻋﯾﺔ
11 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ دواﻓﻊ اﻧﮭﺎء ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ
13 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌﻠﯾق و اﻧﺗﮭﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
13 اﻟﻣطﻠب اﻻول ﺗﻌﻠﯾق ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل ﻻﺳﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
14 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻧﮭﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
14 اﻟﻔرع اﻻول ﺑﺎرادة رب اﻟﻌﻣل
16 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎرادة اﻟﻌﺎﻣل
17 اﻟﻔﺻل اﻻول ﺣﺎﻻت اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
17 اﻟﻣﺑﺣث اﻻول اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
17 اﻟﻣطﻠب اﻻول ﺧرق اﻻﺟراءات
18 اﻟﻔرع اﻻول اﻻﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻻﻧﮭﺎء
23 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺟزاءﻋدم اﺣﺗرام اﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ
25 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋدم اﺣﺗرام ﻣﮭﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ-اﻻﺧطﺎر-
25 اﻟﻔرع اﻻول اﺳﺎس ﻣﮭﻠﺔ اﻻﺧطﺎر و طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ و ﻣدﺗﮭﺎ
29 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺛر ﻣﮭﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ-اﻻﺧطﺎر-
32 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻧﻌدام ﺣﺎﻻت اﻟﺧطﺎ اﻟﺟﺳﯾم
39 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻼﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
39 اﻟﻣطﻠب اﻻول ﺣﺎﻻت ﺗرﺟﻊ ﻟظروف ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻻﻧﮭﺎء
41 اﻟﻔرع اﻻول اﻧﮭﺎء ﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺳﺑب اﻟداﻓﻊ
43 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻧﮭﺎء ﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﺣﻔﺔ اﻟﻣﻠوﻣﺔ
44 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﺎﻻت ﺗرﺟﻊ ﻟظروف ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﻌﻘد
44 اﻟﻔرع اﻻول ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺷروط اﻟﻌﻣل
46 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟﺎﺋرة
47 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل
48 اﻟﻔرع اﻻول ﺣﺎﻻت ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل
49 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل
51 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺛﺎر اﻻﻧﮭﺎءاﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻣل
51 اﻟﻣﺑﺣث اﻻول ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ
51 اﻟﻣطﻠب اﻻول اﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ
52 اﻟﻔرع اﻻول اﺟراءات اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ
60 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﺟراءات رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
66 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧوع اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
66 اﻟﻔرع اﻻول اﺣﻛﺎم اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ
68 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻻﺣﻛﺎم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل
69 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻻﺣﻛﺎم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
69 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺷﺎن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
71 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض
72 اﻟﻣطﻠب اﻻول اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
72 اﻟﻔرع اﻻول اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻌﯾﻧﻲ
74 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻧﻘدي
77 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن اﻻﻧﮭﺎء اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ
78 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﮭﻠﺔ اﻻﺧطﺎر
78 اﻟﻔرع اﻻول ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض
80 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﮭﻠﺔ اﻟﻌطﻠﺔ –اﻻﺧطﺎر
88
اﻟﻔﮭرس
82 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﺷﮭﺎدة ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل
84 اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
86 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
88 اﻟﻔﮭرس
89