Professional Documents
Culture Documents
3110 علم البلاغة س2 أصول (1) - 2021-10-18T074339.117
3110 علم البلاغة س2 أصول (1) - 2021-10-18T074339.117
علم البالغة
"مقرر دراسي فصلي"
كميات أصهل الدين ,كميات التربية قسم إسالمي.
إعداد
كلية الدراسات اإلسالمية كلية الدراسات اإلسالمية
والعربية والعربية
-بنات المنصهرة- -بنات أسيهط-
الحمد هلل العلً اِعلى ،الولً المولى الذي خلك فؤحٌا ،والصٕة
والسٕم على معلم اِمٌٌن وأبٌن الناطمٌن بلسان عربً مبٌن ،وعلى آله
وصحبه ،ومن سار على نهجه إلى ٌوم الدٌن.
أما بعد...
فهذه ممتطفات بٕؼٌة من علوم البٕؼة العربٌة ،نمدمها ِبنابنا
وبناتنا طٕب وطالبات الكلٌات الخارجٌة والشعب ؼٌر المتخصصة؛
لٓلمام بمواعدها وحدودها .وذلن؛ ِن البٕؼة العربٌة فٌها من
الموضوعات المهمة والجدٌرة بالدراسة والبحث ،فمد ٌحتاج اِدٌب أو
البلٌػ ْبراز عاطفته نحو معانٌه إلى دراسة بناء الجمل والتراكٌب ،حتى
تتؤكد معانٌه فً ذهن السامع ،وهو متمثل فً علم المعانً ،الذي ٌعد امتدادا
وتطبٌما عملٌا لنظرٌة النظم ،أو معرفة الصورة الجمالٌة ،وهو مجال
دراسة علم البٌان من تشبٌه ،ومجاز ،وكناٌة ،وتعرٌض ،أو معرفة وجوه
تحسٌن الكٕم ،وهو مجال دراسة علم البدٌع من محسنات معنوٌة ،وأخرى
لفظٌة ،وذلن ِن طبٌعة النصوص اِدبٌة تفرض نفسها على أهل البٕؼة
والذوق.
فمن هنا اتخذنا من آٌات الذكر الحكٌم منهجا وضوءا منٌرا لنسٌر علٌه
ونهتدي بهدٌه ،ومن ثم تم اختٌار نماذج عدٌدة من المرآن الكرٌم ،والحدٌث
النبوي الشرٌؾ ،والكٕم المؤثور ،والشعر المدٌم ،نمدمها لنستشعر ما فٌها
من أسرار بٕؼٌة ،ونبٌن ما فً أسالٌبها من جمال وجٕل ،ونرشد إلى ما
تحتوٌه من ضروب المول وفنون التعبٌر ،حتى نُربً َملَكة النمد الصحٌح،
ونُنَ ِ ّمً فطرة الذوق السلٌم.
ٖ
أهداف الممرر
ٌهدؾ الممرر إلى تؽذٌة الطالب بعلم البٕؼة وأهم مسابله التً تعد وسابل
البٌان ،وأثر ذلن فً استنباط مماصد المرآن الكرٌم والسنة النبوٌة والعمٌدة،
كما ٌهدؾ إلى معرفته بطرق التعبٌر المإثرة ،وبهذا ٌتمكن من أداء رسالته
فً الجانبٌن على نحو صحٌح.
المستهدؾ من تدرٌس الممرر
فً نهاٌة الممرر ٌكون الطالب لادرا على أن ٌكتسب مهارة تفكٌر النالد
الذي ٌمٌز بٌن الجٌد والرديء ،وٌحلل النصوص واستخراج النتابج من
الممدمات ،وأن ٌكتسب مهارة التفكٌر اْبداعً الذي ٌتجاوز الطرابك
النمطٌة إلى التجدٌد وأبتكار.
ٗ
مفهوم الفصاحة والبالغة
تعددت اَراء وتناثرت فً كتب المتمدمٌن والمتؤخرٌن للكشؾ عن
المعنى المراد من الكلمتٌن ،وتفصٌل المول عن وجوه الفصاحة فً الكلمة
مما ٌتطلب بداٌة اْشارة إلى مفهوم الكلمة والمعنى المراد منها.
ففً اللسان :الفصاحة لؽة :البٌانٌ ،مال :أفصح الرجل فصاحة فهو
صح ،وامرأته فصٌحة من نسوة فصاح صحاء ،وفِصاح وفُ ْ
فصٌح من لوم فُ َ
وفصابح ،تمول :رجل فصٌح وكٕم فصٌح أي بلٌػ ،ولسان فصٌح أي
طلك ...وأفصح اللبن :ذهب اللباء عنه ،وفصح اللبن إذا ذهبت عنه الرؼوة
لال فضلة السلمً :وتحت الرؼوة اللبن الفصٌح ،وأفصحت الشاة خلص
لبنها (.)1
فالمادة كلها تدور حول البٌان والظهور ،وعلٌه ورد لول هللا تعالى:
سانا) ( )2أي أبٌن منً لؤ. ون ُه َو أ َ ْف َ
ص ُح ِمنًِّ ِل َ ( َوأ َ ِخً ه ُ
َار ُ
ولول الرسول -صلى هللا علٌه وسلم" : -أنا أفصح العرب بٌد أنً
()3
ولول فضلة السلمً" :وتحت الرؼوة اللبن الفصٌح" ولولهم: من لرٌش"
"أفصح الصبح لذي عٌنٌن"(.)4
٘
فصٌحة ،وكٕم فصٌح ،ومتكلم فصٌح ،ولصر صفة " البٕؼة " على الكٕم
والمتكلم ،دون الكلمة ،فٌمال :كٕم بلٌػ ،ومتكلم بلٌػ ،ؤ ٌمال :كلمة بلٌؽة.
وعلى هذا فالبٕؼة كل ،والفصاحة جزإه ،وعلٌه أٌضا الفصاحة
من صفات المفرد ،كما هى من صفات المركب (.)1
وهذا الرأي هو الذي استمرت علٌه بحوث البٕؼة أخٌرا ،هذا ،ولد ٔحظ
()2
،أن فً تمدٌم الكٕم عن الشراح للتلخٌص وأصحاب الحواشً معهم
الفصاحة والبٕؼة لبل الدخول فً بٌان انحصار علم البٕؼة فً "المعانً
والبٌان والبدٌع" سببا واضحا ،وهو تولؾ معرفة انحصاره على فهم معنى
الفصاحة والبٕؼة ،إذ هما الؽاٌة ،والؽاٌة ممدمة ذهنا على البحث والعمل.
الفصاحة اصطال ًحا
تختلؾ باختٕؾ الموصوؾ بها ،كلمة ،وكٕما ،ومتكلما ،وهذا ما
سنوضحه فً الصفحات التالٌة.
(ٔ) ٌراجع :عروس اِفراح ٔ( 9٘/شروح) وعلوم البٕؼة صٗٔ – ٘ٔ.
(ٕ) ٌراجع :اٌْضاح صٖ ،الشروح ٔ 9ٓ/وما بعدها.
ٙ
فصاحة المفرد
اشترط البٕؼٌون لفصاحة المفرد (الكلمة) ثٕثة أمور :لال الخطٌب:
الفصاحة فً الكلمة خلوصها من ثٕثة أشٌاء:
ٕ -الغرابة ٔ -تنافر الحروف
ٖ -مخالفة المٌاس اللغوي
ٔ -تنافر الحروف:
كلمة (تنافر) فً اللؽة تدل على التفرق ،أما تنافر الحروؾ الذي نحن
بصدده ،فهو وصؾ فً الكلمة ٌإدي إلى ثملها على اللسان ،وصعوبة
النطك بها ،وضابط ذلن :الذوق السلٌم ،والشعور الذي ٌنشؤ عنه من مزاولة
()1
أسالٌب البلؽاء
أنواع التنافر:
(ٔ) الشدٌد المتناهً فً الثمل:
مثل لفظ " الظش " للموضع الخشن و " ال َه َم ْع َم ُع " لصؽٌر الرأس
و"ال ُه ْع ُخ ُع" ولد وردت تلن الكلمة فً لول اِعرابً الذي سبل عن نالته،
()2
ولد ذكر أن الهعخع :اسم شجر ُم ّر ولٌل: فمال" :تركتها ترعى الهعخع"
إنها كلمة مإلفة مخترعة للمتناهً فً الثمل ،فهى معاٌاة ٔ أصل لها ،،ؤ
ٌخفً ما فٌها من ثمل ،حتى إن النطك بها ٌصور حالة إنسان منكفا على
وجهه ٌمًء ما فً جوفه.
ومن ذلن لول ابن جحدر:
7
ظ ُم َه َم ْر َجلَةٌ خلمُها َ
ش ٌْ َ أرللت حولَهُ
ْ حلفتُ بما
ِّ
الجن ِزٌزٌَم بها من وحً شب َْرلَ ْ
ت ِمن تَنوفٌة وما َ
(فؤرللت :أسرعت ،الهرجل :النالة السرٌعة ،الشٌظم :الطوٌل ،شبرلت:
لطعت ،التنوفٌة :المفازة ،الوحً :الصوت الخفً ،والزٌزٌزم :حكاٌة
أصوات الجن ،وهو محل الشاهد فً البٌتٌن) (.)1
8
()1
والمعنىٌ :صور الشاعر شعر المفتول ،المرسل :خٕفه أو ضده
محبوبته فً لوحة فنٌة تتصل فٌها ذواببه بخٌوط على الرأس ،وهو بعد ذلن
ما بٌن مفتول ومرسل تؽٌب فٌه تلن اَلة التً تشبه المشط ،تماما كما ٌفعل
الفتٌات بشعرهن فً تسرٌحات حدٌثة.
والشاهد لوله( :مستشزرات) فهو لفظ متنافر ثمٌل على اللسان ،ولكنه ألل
ثمٕ من (الهعخع) وسبب ثمل (مستشزرات) كما لال الخلخالى :توسط
الشٌن التً هى من الحروؾ المهموسة المجموعة فً لولهم( :سكت فحثه
شخص) بٌن التاء التً هى من الحروؾ المهموسة الشدٌدة وبٌن الزاي التً
هى من الحروؾ المجهورة الرخوة ولو لال( :مستشرفات) لزال الثمل (.)2
أما لفظة " الهعخع " فمد جمعت المبح من أطرافهِ ،ن جمٌع حروفها
حلمٌة ،وحرؾ حلمً واحد ٌبعث الثمل ،فكٌؾ إذا اجتمع الهاء والعٌن،
والخاء فً كلمة واحدة (.)3
والعٕمة السعد ٌذكر ضابطا ٌحدد به الثمل والتعسر ،وهو الذوق ،والذوق:
كما ذكر الدسولى ،هو لوة ٌدرن بها لطابؾ الكٕم ونجوه وتحسٌنه ،فكل
ما عده الذوق ثمٌٕ متعسر النطك به كان ثمٌٕ وما ٔ ،فٕ (.)4
(ٔ) ٌنظر :شرح المعلمرات صٕٕ ،اٌْضراح ٔ /هرامش صٕٕ ،والبٕؼرة العالٌرة ٕٔ،
اْشارات صٗ.
(ٕ) اٌْضاح ٔ ٕٖ/تعلٌك د /خفاجى ،ورد رأي الخلخالى ،بؤن الراء المهملة أٌضرا مرن
الحروؾ المجهورة.
(ٖ) ٌنظر :أسالٌب بٕؼٌة د /أحمد مطلوب ص٘ٗ.
(ٗ) ٌنظر :الشروح ٔ.0ٔ – 0ٓ /
9
ولٌس ٔزما فالعلم بفصاحة الكٕم لد علم وذكر لبل العلم بمخارج الحروؾ
وتباعدها (.)1
(ٕ) الغرابة:
ب) بضم الراء ،وهً :الصفة التً تكون الكلمة بها وهً مصدر الفعل ( َ
ؼ ُر َ
وحشٌة
ؼٌر ظاهرة المعنى ،ؤ مؤنوسة أستعمال (.)2
والمراد بعدم ظهور معناها ،أن ٔ ٌنتمل الذهن منها لمعناها الموضوعة له
بسهولة ،والمراد بكونها ؼٌر مؤنوسة أستعمال أي فً عرؾ العرب
الخلص سكان البادٌة ،فهم الذٌن ٌعتد بهم وٌراعى عروبتهم ،بخٕؾ ؼٌرهم
من المولدٌن ،أو من بعض اِعراب ،وبعض المولدٌن (ٖ) ِ ،ن المولدٌن
ٌخفً علٌهم كثٌر مما كان مؤنوس أستعمال عند العرب.
والغرابة تكون بسببٌن:
السبب األول :أن تكون الكلمة بحٌث ٌحتاج فً معرفة معناها إلى بحث
وتفتٌش فً كتب اللؽة ،ثم ٌعثر على معناها بعد جهد.
كما روي عن عٌسى بن عمر النحوى أنه سمط عن حماره ،فاجتمع علٌه
ً تكَأ ْ ُك َؤكُم على ذِي ِجنَّ ٍة ؟ ْاف َر ْن ِمعُوا
الناس ،فمال لهم " :ما لَ ُك ْم تَكَأْكَأْتُم عل َّ
عنًّ .)4( " .
ٓٔ
فإن كلمتى (تكؤكؤتم وافرنمعوا) تتولؾ معرفة معنى كل منهما على البحث
والتفتٌش فً كتب اللؽة المبسوطة ،لعدم تداولهما فً لؽة خلص العرب ،أو
فً كتب أحد من اللؽوٌٌن ،إٔ من لل.
وذكر العلماء أن الكلمة اِولى (تكؤكؤتم) فٌها تنافر حروؾ ،والثانٌة
(افرنمعوا) فٌها ؼرابة ،ولالوا :إن " افرنمعوا " مؤخوذة من حروؾ
الفرلعة ،أو مشتمة من الفرلعة لّصابع (.)1
ٔٔ
فكلمة (اطلخم) من الكلمات الؽرٌبة؛ ِنها كما ٌذكر ابن اِثٌر جمعت بٌن
وصفٌن لبٌحٌن ،وهما ؼرابة معناها ،وكونها كرٌهة على السمع ،ومثلها
كلمة (دهارٌسا).
وكلمة (اطلخم) صالحة لتنافر الحروؾ وللؽرابة ،فتنافر الحروؾ لؽلظها
فً السمع ،وكراهتها على الذوق ،أما هنا فلؽرابة مدلولها.
السبب الثانً :احتٌاج الكلمة إلى التخرٌج على وجه بعٌد حتى ٌفهم منها
المعنى الممصود -،أي احتمال الكلمة فً فهم معناها إلى أكثر من وجه-
مثل " مسرجا " وصفا لّنؾ فً لول رإبة بن العجاج:
ٕٔ
والمهم أن وصؾ أنؾ محبوبة الشاعر بلفظ "مسرجا" ؼٌر فصٌح
ِن "مسرجا" اسم مفعول ،ؤبد ٔسم المفعول -وأي مشتك من المشتمات-
من أصل ٌرجع إلٌه أشتماق ،ولد نظر اللؽوٌون فً كتب اللؽة ،وكٕم
العرب فلم ٌعثروا لهذا المشتك على مصدر ،فاختلفوا فً تخرٌجه.
فابن درٌد لال :هو من لولهم للسٌوؾ " سرٌجٌة " أي منسوبة إلى حداد
ٌسمى "سرٌجا" فهو ٌرٌد تشبٌهه بالسٌؾ السرٌجً فً الدلة وأستواء.
وابن سٌدة صاحب المحكم لال :هو من السراج ،أي المصباح ،وكؤن رإبة
أراد تشبٌه أنؾ محبوبته بالسراج فً برٌمه ولمعانه ،وهذا لرٌب من لولهم:
س ُرج وجهه ،أي :حسن ،وسرج هللاُ وجهه ،أي :بهجة وحسنه (.)1
َ
وعلى كٕ الوجهٌن :فهو ؼٌر ظاهر الدٔلة على ذلن المعنى ؛ ِن مادة
"فعل" بالتشدٌد إنما تدل على مجرد نسبة شًء إلى آخر ٔ ،على التشبٌه،
فدٔلة" مسرجا " علٌه بعٌدة وؼرٌبة ،والؽرابة هنا من جهة هٌبته واشتماله
من أصله.
وٌعرؾ هذا العٌب وٌسهل التباعد عنه ،بكثرة أطٕز على متون اللؽة،
وتتبع نتاج النابؽٌن من اِدباء والشعراء ،واْحاطة بمعانً المفردات
المؤلوفة.
(ٖ) مخالفة المٌاس اللغوي:
معناه :أن تكون الكلمة على خٕؾ ما ثبت عن الواضع .ولد توهم
بعض الدارسٌن أن المخالفة التً نحن بصددها تعنً مخالفة المٌاس
الصرفً ،وهو ؼٌر سدٌدِ ،ن هنان كلمات تخالؾ لوانٌن الصرفٌٌن،
وهً فصٌحة ،مثل :ماء ،وٌؤبى ،وعور ،واستحوذ.
فكلمة " ماء" أصلها " موه " تحركت الواو وانفتح ما لبلها فوجب
للبها ألفا ،ثم أبدلت الهاء همزة على ؼٌر المٌاس ،ومع ذلن فهى فصٌحة،
وكلمة " ٌؤبى " ماضٌها " أبى " بزنة ٌفعل بفتح العٌن ،والمٌاس أٔ ٌؤتً
ٖٔ
المضارز مفتوح العٌن إٔ إذا كانت عٌنه أو ٔمه حرفا حلمٌا ،وهو ؼٌر
متحمك هنا فالفعل " ٌؤبى " مخالؾ للماعدة الصرفٌة ومع ذلن فهو فصٌح
وهكذا شؤن " عور " و " استحوذ " (.)1
فصاحة الكالم
وإنما ٌوصؾ الكٕم بالفصاحة ،إذا كان فً ألفاظه سٕسة وفً سبكه جودة،
وفً معانٌه وضوح ،ولد اشترط العلماء فً فصاحة الكٕم والتراكٌب،
السٕمة من عٌوب ثٕثة هً :تنافر الكلمات ،ضعؾ التؤلٌؾ ،التعمٌد،
وإلٌن البٌان:
(ٔ) تنافر الكلمات:
وٌتحمك هذا العٌب :إذا كان اتصال اِلفاظ بعضها ببعض سببا فً ثمل
العبارة ،فٌضطرب اللسان عند النطك بها ،ولو كانت كل كلمة فصٌحة على
حدة.
والجاحظ (ت ٕ٘٘ ه) ٌعٌب التراكٌب التً ٌؽٌب التآلؾ والمران بٌن
كلماتها ،فٌصؾ هذه الكلمات بؤنها كبعر الكبش ،كما لال الشاعر:
ٗٔ
ما بلػ الثمل فٌه أعلى الدرجات ،وألصى الؽاٌات ومنه لول الشاعر:
واضح أن سبب هذا الثمل المتناهً ناشا من تكرار حروؾ :الماؾ والراء
والباء فً سابر كلماته ،ولكن كل كلمة تعد فصٌحة لو نطك بها منفردة.
ومن ذلن لول الشاعر:
(ٔ) البٌرت :أنشرده الجراحظ فرً البٌرران والتبٌرٌن ٔ ٙ٘/والحٌروان ،ٕٓ9/ٙسرر الفصرراحة
،ٔٓ0اٌْضاح ٔ ،ٖٓ/ولتنافر لفظه نسبوه إلى بعض الجن.
(ٕ) البٌان والتبٌٌن ٔ.ٙ٘/
(ٖ) أزج :بعٌررد الخطرررو ،الزلررروج :السررررٌع الهزرفررً :الممررردام ،الزفرررارؾ :السررررٌع أو
النررافرٌ ،بررذٌ :سرربك ،الناجٌررات الصرروافن :الخٌررل المابمررة علررى ثٕثررة أرجررل ِصررالتها
وسرعتها.
(ٗ) اللسان :للمل.
٘ٔ
معرررررً وإذا مرررررا لمتررررره لمتررررره كرررررٌم متررررى أمدحرررره أمدحرررره
()1
والهاءوحررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررردي
أمدحه " ولٌس ناشبا عن اجتماز الحاء رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررورى
فمنشؤ الثمل هنا تكرار كلمة " والر
فً كلمة "أمدحه" فإن اجتماعهما فصٌح لوروده فً المرآن الكرٌم ،كموله
وم) ( .)2وإدران هذا النوز من تعالىَ ( :و ِمنَ الل ٌْ ِل فَ َ
س ِبّحْ هُ َوإِ ْدبَ َ
ار الن ُج ِ
العٌوب ،سبٌله الذوق الفنً السلٌم.
ٔٙ
ومعنى البٌت :أن الشاعر ٌدعو على عدي بن حاتم بؤن ٌجزٌه شرا كجزاء
الكٕب العاوٌات التً ت ُضرب وترمى بالحجارة ،ثم ٌمول الشاعر :لد
حصل هذا الجزاء فعٕ وأصبح حمٌمة ٔ دعاء.
والشاهد فً البٌت" :جزى ربه عنً عدي بن حاتم" فمد رجع الضمٌر إلى
المفعول المتؤخر فً اللفظ ،كما هو متؤخر فً الرتبة.
ومن ذلن لول حسان بن ثابت:
ٔ7
والشاعر أعاد الضمٌر فً " بنوه " على " أبا الؽٌٕن " وهو متؤخر لفظا
ورتبةِ ،نه مفعول به ورتبته التؤخٌر .وهذا البٌت وما لبلهٌ ،عد خروجا
بالكٕم عن المشهور من لواعد النحو إذ ٌنبؽً أن ٌعود الضمٌر على
متمدم.
(ب) ومن ذلن :وصل الضمٌر ب (إٔ) والمٌاس فصل الضمٌر بعدها.
ومن ذلن لول الشاعر:
ٔ8
(ٖ) التعمٌد بنوعٌه:
والكٕم الفصٌح ٔبد وأن ٌكون خالٌا من التعمٌد بنوعٌه والممصود من
التعمٌد أٔ ٌكون الكٕم ظاهر الدٔلة على المراد به وهذا له سببان:
أحدهما :ما ٌرجع إلى اللفظ ،وثانٌهما :ما ٌرجع إلى المعنى.
(أ) التعمٌد اللفظً:
وهو أن ٌختل الكٕم ؤ ٌدري السامع كٌؾ ٌتوصل منه إلى معناه
وذلن بؤن ٔ ٌكون ترتٌب اِلفاظ على وفك ترتٌب المعانً فً النفس
وٌحدث ذلن بسبب تمدٌم أو تؤخٌر ،أو حذؾ أو إضمار أو ؼٌر ذلن مما
ٌوجب صعوبة فً فهم المراد (.)1
ٔ9
وما ارتكبه الفرزدق فً هذا البٌت ٌتضح فً اِلفاظ اَتٌة:
-لدم المستثنى ،وهو (مملكا) على المستثنى منه وهو (حً).
-فصل بٌن البدل وهو (حً) والمبدل منه وهو (مثله) بموله" :فً الناس".
-وفصل بٌن المبتدأ ،هو (أبو أمه) والخبر وهو (أبوه) بؤجنبى وهو لفظ
(حً).
-فصل بٌن الصفة وهً جملة (ٌماربه) والموصوؾ وهو كلمة (حً)
بؤجنبً ،هو لفظ (أبوه).
-فضٕ عن الضمابر فً (مثلهٌ ،ماربه ،وأبوه) تعود على الممدوح وهو
إبراهٌم المخزومً ،أما الضمٌر فً لفظ (أبو أمه) فٌعود على هشام بن عبد
الملن (.)1
واختٕؾ مرجع الضمابر ،أو الضمٌرٌن من أهم أسباب اْلباس واٌْهام
مما ٌجبر السامع والمارئ لهذا البٌت أن ٌطلب المعنى بالحٌلة.
وهنا رتب الشاعر ألفاظ بٌته ترتٌبا جعل السامع ٌعٌد فً ذهنه ترتٌب
اِلفاظ ،وٌتحاٌل على التركٌب لٌحصل على المعنى كما أراده الشاعر ،لهذا
ذم التعمٌد.
(ب) التعمٌد المعنوي:
وهو أن ٔ ٌكون انتمال الذهن من المعنى اِول إلى المعنى الثانً الذي هو
ٔزمه والمراد به ظاهرا ( ، )2فالمعنى اِول هو المفهوم بحسب اللؽة،
والثانً هو الممصود من الكٕم .ومنه لول العباس بن اِحنؾ:
()3
وتسكب عٌناي الدموز لتجمردا سؤطلب بعد الردار عرنكم لتمربروا
ٕٓ
ٌرٌد أنه سٌتحمل عذاب الفراق وآٔمه ،وٌوطن نفسه على الحزن واِسى
بسبب فراق أحبته ،طمعا فً لربهم ،ورضاهم عنه فعله ٌحظى منهم بوصل
ٌدوم ،وسرور ٔ ٌنمطع.
لكن العباس بن اِحنؾ لم ٌكن موفما فً التعبٌر عن مراده كل التوفٌك فمد
كنى عن ممصده بكناٌتٌن ،أصاب فً إحداهما ،وخانه الصواب فً
اِخرى.
فمد كنى بسكب الدموز عما ٌوجبه الفراق من الحزن والكمد فؤصاب فً
ذلنِ ،ن من شؤن البكاء أن ٌكون كناٌة عنه ،ومنه لولهم :أبكانً
وأضحكنً ،أي ساءنً وسرنً ،وكما لال الحماسً:
ٕٔ
(البالغة)
البٕؼة مصطلح أطلمه البٕؼٌون على مباحث تتصل بالكٕم والمتكلم،
وعرفوها :بؤنها مطابمة الكٕم لممتضى الحال مع فصاحته ،وإلى أن
استمرت على هذا الوضع مرت بؤطوار مختلفة.
ففً اللسان :بلػ الشا ٌبلػ بلوؼا وبٕؼا ،وصل وانتهى ،والبٕغ :ما ٌتبلػ
به ،وٌتوصل به إلى المطلوب ،والبٕغ :ما بلؽن ،واْبٕغ :اٌْصال،
بلؽت المكان بلوؼا :وصلت إلٌه.
والبٕؼة :الفصاحة ،والبلػ ،والبلػ ،البلٌػ من الرجال ورجل بلٌػ وبلػ
وبلػ :حسن الكٕم فصٌحه ٌبلػ بعبارة لسانه كنه ما فً للبه والجمع بلؽاء
(.)1
أما بٕؼة المتكلم " :فهى ملكة ٌُمتدر بها على تؤلٌؾ كٕم بلٌػ" وكل بلٌػ
كٕما كان أم متكلما فصٌح ،ولٌس كل فصٌح بلٌؽا ،والبٕؼة فً الكٕم
مرجعها إلى أحتراز عن الخطؤ فً تؤدٌة المعنى المراد ،وإلى تمٌٌز الكٕم
الفصٌح من ؼٌره.
ولسمت البٕؼة ثٕثة ألسام:
فكان ما ٌحترز به عن الخطؤ "علم المعانً" وما ٌحترز به عن التعمٌد
المعنوي "علم البٌان " وما ٌعرؾ به وجوه تحسٌن الكٕم بعد رعاٌة تطبٌمه
على ممتضى الحال وفصاحته " علم البدٌع ".
ٕٕ
علم المعانً
علم المعانً :من المصطلحات التً أطلمها البٕؼٌون على مباحث بٕؼٌة
تتعلك بالجملة وما ٌكون فٌها من حذؾ ،أو ذكر ،أو تعرٌؾ ،أو تنكٌر ،أو
تمدٌم ،أو تؤخٌر ،أو لصر ،أو فصل ،أو إٌجاز ،أو إطناب.
()1
به أحوال اللفظ التً بها ٌطابك وعرفه الخطٌب بموله " :هو علم ٌُعرؾ
ممتضى الحال " (.)2
ولال عنه السكاكً " :هو تتبع خواص تراكٌب الكٕم فً اْفادة وما ٌتصل
بها من أستحسان وؼٌره؛ لٌحترز بالولوؾ علٌها عن الخطؤ فً تطبٌك
الكٕم على ما تمتضً الحال ذكره (.)3
(ٔ) لٌلٌ( :عررؾ) دون (ٌعلرم) رعاٌرة لمرا اعتبرره بعرض الفضرٕء مرن تخصرٌص العلرم
بالكلٌات والمعرفة بالجزبٌات ،كما لال صاحب المرانون وهروابن سرٌنا والمرانون أحرد
مإلفاته المشهورة فً الطرب فرً تعرٌرؾ الطرب :الطرب علرم ٌعررؾ بره أحروال بردن
اْنسان ،وكما لال الشٌخ أبرو عمررو المعرروؾ برابن الحاجرب رحمره هللا التصررٌؾ
علم بؤصول ٌعرؾ بها أحوال أبنٌة الكلمٌ ،نظر :اٌْضاح ٔ.ٖ٘/
(ٕ) اٌْضاح ٔ ،ٕ٘/المطول ص.ٖ9 – ٖٙ
(ٖ) اٌْضاح ٔ ٖ٘/ولد نمد الخطٌب تعرٌؾ السكاكً فمال :وفٌه نظر" :إذا التتبرع لرٌس
بعلم ؤ صادق علٌه فٕ ٌصح تعرٌؾ شًء من العلوم به ".
ٖٕ
-9الفصل والوصل.
- 0اٌْجاز واْطناب والمساواة.
ٕٗ
أحوال اإلسناد الخبري
من المعلوم أن الخبر ٔبد له من إسناد ومسند إلٌه ومسند ،وأن
الرابطة التً تربط بٌن المسند إلٌه والمسند رابطة لوٌة ٔ ٌتصور الحدث
إٔ بهما معا ؤ تكتمل صورة الحدث إٔ عن طرٌك تلن الصلة التً بٌن
طرفً اْسناد وهما :المسند إلٌه والمسند ،فإن نسبة المٌام إلى المابم ٔ
تتصور إٔ بمجموز الفعل المدلل على معنى الحدث والفاعل المابم بالفعل.
لذا نجدهم ٌمولون عن اْسناد هو :ضم كلمة أو ما ٌجري مجراها
إلى اِخرى بحٌث ٌفٌد الحكم أن مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم اِخرى أو
()1
منفً عنه "
فإذا ما لٌل :زٌد لابم ،أو لام زٌد فمد ضمت إحدى الكلمتٌن إلى
اِخرى بحٌث أفادت أن مفهومها ثابت لّخرى.
وكذلن فً النفً إذا ما لٌل :زٌد لٌس بمابم ،أو ما لام زٌد .فالضم بٌن
المسند إلٌه والمسند أفاد نفٌا للحدث ،وهكذا بٌن كل فعل وفاعل ،أو خبر
ومبتدأ.
ولد درس البٕؼٌون فً أحوال اْسناد الخبري ثٕثة مباحث:
ٔ -أؼراض الخبر.
ٕ -أضرب الخبر.
ٖ -اْسناد بٌن الحمٌمة والمجاز.
(ٔ) ٌراجع :المطول ٕٗ ،بحوث المطابمة لممتضى الحال زاد النمد اِدبى السلٌم د/علرً
البدري ٔ ،ٖٔٓ/ط مطبعة السعادة ٗٓٗٔه ٗٔ70م ثانٌة.
ٕ٘
ً
أول :أغراض الخبر
ذكر البٕؼٌون للخبر أؼراضا أصلٌة وأخرى فرعٌة ،ودار حدٌثهم حول
ذلن.
األغراض األصلٌة للخبر
أورد البٕؼٌون للخبر ؼرضٌن أصلٌٌن هما:
ٔ -فائدة الخبر.
ٕ -لزم فائدة الخبر.
وٌتضح ذلن من دراسة البٕؼٌٌن ِؼراض الخبر ،حٌث إنهم
لالوا :من المعلوم لكل عالل أن لصد المخبر بخبره إفادة المخاطب :إما
نفس الحكم ،كمولن :زٌد لابم ،لمن ٔ ٌعلم أنه لابم ،وٌسمى هذا فابدة الخبر.
وفابدة الخبر :تتحمك فً اِخبار التً ٌمصد بها المتكلم إفادة السامعٌن حكما
جدٌدا علٌهم ،ولو فً اعتماده كمول الرسول صلى هللا علٌه وسلم "الخٌل
()1
ولوله " :الدٌن المعاملة " و"البر حسن معمود فً نواصٌها الخٌر"
الخلك" ولولن للنابم :طلعت الشمس ،فٕ شن أن هذه اِمثلة توضح أن
المتكلم أراد إخبار المخاطب بهذه اِمور؛ ِنه ٌجهلها ،وهذا ٌسمى فابدة
الخبر.
وإما كون ال ُم ْخبَر عالما بالحكم ،فكمولن :لمن زٌد عنده ،ؤ ٌعلم
أنن تعلم ذلن( :زٌد عندن) ٌسمى هذا ٔزم فابدة الخبر ( )2ؤزم الفابدة /
ٌتحمك فً اِخبار التً ٌحدث بها المتكلم أناسا ٌعرفون سلفا ما تضمنتها
من حكم ،ولكن اْخبار ٌكون لؽرض ما.
(ٔ) ٌنظر :صحٌح مسلم بشرح النووى ٔ ،ٖ7٘/ط دار إحٌاء التراث العربى ثالثرة سرنة
ٗٓٗٔ ه.
(ٕ) ٌنظر :اٌْضاح ٔ.ٙٙ – ٙ٘/
ٕٙ
فالسٌدة خدٌجة -رضً هللا عنها -تمول للرسول صلى هللا علٌه
وسلم " :إنن لتصدق فً الحدٌث ،وتصل الرحم ،وتإدي اِمانة "
فالمخاطب وهو الرسول -صلى هللا علٌه وسلم -عالم بالخبر ومحٌط به،
ولٌس لدٌه حاجة إلى معرفته ،ولكن المتكلم وهو السٌدة خدٌجة ألمت علٌه
الخبر لتحٌطه علما بؤنها هى نفسها تعرؾ هذا الخبر (.)1
فهً فً ذلن لم تخبر الرسول -صلى هللا علٌه وسلم -شٌبا ٔ ٌعرفه ،فهو
ٌعلم عن نفسه أنه صادق فً حدٌثه ،موصل لرحمه ،مإد لّمانة ولكن
الشا الجدٌد فً هذا الخبر أن السٌدة خدٌجة -رضً هللا عنها -أخبرته أنها
تعرؾ عنه هذا الخلك.
األغراض غٌر األصلٌة للخبر
لد ٌخلو الخبر من ؼرضٌه اِصلٌٌن :فابدة الخبر ،ؤزم الفابدة فٌفٌد
أؼراضا أخرى تفهم من السٌاق ولرابن اِحوال ،والمرجع فً معرفة هذه
اِؼراض هو الذوق وحسن الفهم لخصوصٌات التراكٌب ومن هذه
اِؼراض:
ٔ -السترحام والستعطاف:
سمَى لَ ُه َما ثُم
كما جاء فً لوله تعالى عن موسى علٌه السٕم (فَ َ
ٌر) ( .)2وعلٌن أن الظ ِّل فَمَا َل َربّ ِ إِنًِّ ِل َما أَنزَ ْلتَ إِلًَ ِم ْن َخٌْر فَ ِم ٌ
ت ََولى إِلَى ِ ّ
تتدبر فً حذؾ حرؾ النداء من (رب) إٌحاء باْحساس الموي بمربه من
مؤه فً هذه المعاناة الشدٌدة.
ٕ7
ثم ما فً مادة الربوبٌة من دٔٔت التربٌة الحانٌة ،واْنعام
المتوالً ،أضؾ إلى ذلن التوكٌد بإن واسمٌة الجملة والتمٌٌدات الثٕثة (لما،
إلى ،من خٌر) وفً هذا مبالؽة فً أستعطاؾ وإظهار الضعؾ (.)1
ومنه لوله تعالى على لسان زكرٌا علٌه السٕم َ ( :ربّ ِ ِإ ِنًّ َوهَنَ ْال َع ْ
ظ ُم
شٌْبا) ( .)2فزكرٌا علٌه السٕم ٔ ٌرٌد بهذا المول أن ِم ِنًّ َوا ْشتَعَ َل الرأْ ُ
س َ
ٌخبر المولى -جل وعٕ -بحاله ،إذ ٌعلم أن هللا تعالى ٔ ٌخفً علٌه شًء،
ولكنه لصد مجرد أستعطاؾ وإظهار ضعفه ونفاد لوته.
ٕ -إظهار التحسر والتحزن على فمدان أمر محبوب:
ونؽمة الحزن والتحسر حكاها المرآن الكرٌم على لسان امرأة عمران فً
ض ْعت ُ َها أُنثَى) ( .)3ففً هذا المول تحسر على لوله تعالىَ ( :لالَ ْ
ت َربّ ِ ِإنًِّ َو َ
ما رأته من خٌبة رجابها وعكس تمدٌرها؛ ِنها كانت ترجو وترٌد أن تلد
ذكرا تهبه لخدمة بٌت الممدس ،فلما ولدت أنثى تحسرت وتحزنت لذلن (.)4
(ٔ) ٌنظر :محاضرات فً علم المعانً د /حمدي سٌد عبد العال ص.ٖ7 – ٖ0
(ٕ) سورة مرٌم ٗ.
(ٖ) آل عمران.ٖٙ :
(ٗ) اْسناد أحواله ومماماته د /عبد الحافظ دمحم عبد الحافظ ص.ٔ0
(٘) تٌسٌر اٌْضاح د /دمحم بٌلو أحمد ص ٘٘ ط السعادة ٖٓٗٔه.
ٕ8
ثانٌا :أضرب الخبر
ٌراد بالبحث هنا دراسة الخبر من حٌث التوكٌد وتركه ،والجملة
الخبرٌة ٌختلؾ تركٌبها باختٕؾ المتلمً لها ،فالواجب أن ٌمتصر المتكلم
من ألفاظ تركٌبه على لدر الحاجة ،وأن ٌكون مع المخاطب كالطبٌب مع
المرٌض ٌشخص حالته وٌعطٌه ما ٌناسب تلن الحالة ،ومعلوم أن الشخص
الذي ٌوجه إلٌه الخطاب ٔ ٌخلو من أن ٌكون واحدا من ثٕثة:
خالً الذهن من الحكم الذي ٌتضمنه الخبر ،أو ٌعلم مضمون
الخبر ،ولكنه ٌتردد فً تحمك هذه النسبة من حٌث ولوعها ،وعدم ولوعها
أو منكر لمضمون الخبر معتمد ؼٌره (.)1
" فإن كان المخاطب خالً الذهن من الحكم والتردد فٌه استؽنى عن
مإكدات الحكم ،وإن كان المخاطب مترددا فٌه ،أي فً الحكم طالبا له حسن
تموٌته بمإكد ،وإن كان المخاطب منكرا للحكم حاكما بخٕفه وجب توكٌده،
أي الحكم بحسب اْنكار لوة وضعفا " ...وٌسمى اِول :ابتدابٌا ،والثانى:
طلبٌا ،والثالث :إنكارٌا (.)2
ٕ9
ومنه لول المتنبى:
وٌكدى الفتى فرً دهرره وهرو ٌنال الفتى من عٌشه وهرو جاهرل
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررالم
هلكررن إذا مررن جهلهررن البهررابم
ولو كانرت اِرزاق تجرري علرى عر
()1
الحجرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
مخاطب خالً الذهن من حكمه ولذلن ففً هذه اِمثلة إلماء للخبر إلى
جاءت من ؼٌر توكٌد.
ٕ -الضرب الثانً :الطلبً:
وهو الخبر الذي ٌتردد المخاطب فٌه ؤ ٌعرؾ مدى صحته فحٌنبذ ٌحسن
تموٌة الحكم بمإكد واحد لٌزٌل ذلن التردد ،ومن أمثلة ذلن:
ؾ َوأ َ ُخوهُ أ َ َحب إِلَى أَبٌِنَا ِمنا) (.)2 لوله تعالى( :إِ ْذ لَالُواْ لٌَُو ُ
س ُ
ولول الشاعر:
لم ٌرؤمن النراس أن ٌنهرد بالٌره إن البنرراء إذا مررا انهررد جانبررره
ففً هذه اِمثلة أكد الخبر بإحدى أدوات التوكٌد مثل (إن) فً البٌتٌن،
والٕم فً اٌَة (لٌوسؾ) والمإكد فً كل واحد.
ٖ -الضرب الثالث :اإلنكاري:
وهو الخبر الذي ٌنكره المخاطب إنكارا ٌحتاج إلى أن ٌإكد بؤكثر
من مإكد ،وٌراعى أن ٌكون التؤكٌد مناسبا لحال المخاطب لوة وضعفا.
ٖٓ
فتمول( :إنً صادق) لمن ٌنكر صدلن دون أن ٌبالػ فً إنكاره وتمول( :إنً
لصادق) أو (تاهلل إنً لصادق) لمن ٌبالػ فً هذا وٌسمى هذا الضرب من
الخبر (إنكارٌا).
ومنه لول الحماسً:
المجاز العملً
المجاز فً اللغة:
أصل كلمة " مجاز " َمجْ َوز على وزن " َم ْفعَل " نُملت حركة حرؾ العلة
(العٌن) إلى الساكن الصحٌح لبلها ،فتحركت الواو (العٌن) باعتبار اِصل
وانفتح ما لبلها باعتبار النمل فملبت ألفا فصارت الكلمة مجازا ( .)2وهو من
جاز الشًء ٌجوزه :إذا تعداه.
سبب تسمٌته بالمجاز:
وإنما سمً مجازا :على معنى أنهم جازوا به موضعه اِصلً أو جاز هو
مكانه الذي وضع فٌه أؤ (.)3
(ٔ) السالفة :صفحة العنك :اِصٌد :المتكبر ،والتؤكٌد فً البٌت ب (إن والٕم).
(ٕ) ٌراجع :مادة (جوز) فً الماموس واللسان ،وحاشٌة الدسولً ٔ.ٕٖٔ/
(ٖ) أسرار البٕؼة ص٘ ٖ7تح الشٌخ شاكر.
ٖٔ
والمجاز العملً هو :إسناد الفعل أو مافً معناه إلى ُمٕبس له ؼٌر ما هو له
بتؤول (.)1
ٕٖ
كما أن فً وصؾ الحجاب بالمستور مبالؽة فً حمٌمة جنسه أي حجابا بالؽا
الؽاٌة فً حجب ما ٌحجبه هو حتى كؤنه مستور بساتر آخر فذلن فً لوة أن
ٌمال :جعلنا حجابا فوق حجاب (.)1
ٖ -عاللة المصدرٌة:
وتتحمك بإسناد الفعل إلى المصدر ٔ ،إلى فاعله الحمٌمًٌ ،عنً أن تؤتً إلى
مصدر الفعل فتجعله فاعله ،كمولهمَ ( :جد ِجده) و (جن جنونه) وحمٌمة
اْسناد :جد الجاد جدا ،وجن المجنون جنونا ،فحذؾ الفاعل الحمٌمً ،وأسند
ٖٖ
الفعل إلى المصدر إسنادا مجازٌا ،مبالؽة فً الجد والجنون والعٕلة
المصدرٌة.
ومنه لول أبً فراس الحمدانً:
ماء ٌُ ْفتَـمَـ ُد البدر. وفـً اللٌّل ِة ال َّ
ظ ْل ِ سٌَ ْذك ُُرنً لومً إذا َجـ َّد ِجـ ُّد ُهـ ْم
َ
ٗ -عاللة الزمانٌة:
وتتحمك هذه العٕلة بؤن ٌسند الفعل أو ما فً معناه إلى زمانه
ولٌس إلى فاعله الحمٌمً ،أي ٌجعل الزمان فاعٕ للفعل الذي ٌمع فٌه،
والعٕلة واضحة بٌن الزمان والفعل ،وذلن للمشابهة بٌن الفاعل الحمٌمً
والمجازي فً تعلك الفعل بهما ،فتعلمه بالفاعل الحمٌمً من حٌث صدوره
منه ،وتعلمه بالفاعل المجازي من حٌث ولوز الفعل فٌهِ ،ن كل فعل ٔبد
له من زمان ٌمع فٌه ،وذلن مثل لولهم :نهاره صابم ولٌله لابم ،فمد أسند ما
فً معنى الفعل إلى زمان ولوعه ،فواضح أن النهار لٌس فاعل الصوم
على الحمٌمة ،كما أن اللٌل لٌس فاعل المٌام ،وإنما هما زمنا ولوز الفعل
فلهذا صح إسناده إلٌهما (.)1
وسر التجوز :هو المبالؽة فً كثرة صوم ولٌام هذه الرجل ،وكؤن نهاره
هو الذي ٌصوم ،ولٌله هو الذي ٌموم ،ولٌسا زمانٌن لصٌامه ،ولٌامه.
٘ -عاللة المكانٌة:
وٌتحمك إذا أسند الفعل أو ما فً معناه إلى المكان الذي ٌمع
ت َجناتللاُ ْال ُمإْ ِمنٌِنَ َو ْال ُمإْ ِمنَا ِ فٌه ،ومن عٕلة المكانٌة لوله تعالىَ ( :و َ
ع َد ّ
ار خَا ِلدٌِنَ فٌِ َها) ( .)2فاِنهار اسم لّمكنة والودٌان تَجْ ِري ِمن تَحْ تِ َها اِ َ ْن َه ُ
(ٔ) ٌراجررع فررً معنررى هررذه العٕلررة :شررروح التلخررٌص ٔ ،ٕٖ7/ومررن أسرررار التركٌررب
البٕؼً .ٔ0
(ٕ) التوبة ٕ.9
ٖٗ
التً تجري فٌها المٌاه ،ولد أسند إلٌها الجرٌان على سبٌل المجاز العملً
لعٕلة المكانٌة.
وتكمن بٕؼة المجاز فً هذه اٌَة ،فً أن المٌاه لكثرة فٌضانها وشدة
جرٌانها ترى وكؤن محلها هو الذي ٌجري ،وكؤن الجري لد تجاوز الماء
إلى مكانه.
- ٙعاللة السببٌة:
اْسناد إلى السبب ٌتحمك حٌن ٌعدل عن إسناد الفعل إلى فاعله
الحمٌمً إلى سببه لما له من أثر كبٌر فً تحمٌك الفعل وإحداثه (.)1
وسر التجوز :هو المبالؽة فً مدخلٌة السبب فً حصول الفعل حتى صار
كؤنه الفاعل الحمٌمً ،وكؤن فرعون هو الذي كان ٌباشر هذه الجرابم بنفسه.
ٖ٘
ومثله لول الرسول صلى هللا علٌه وسلم " :تهادوا فإن الهدٌة تذهب َو َحر
()1
ففً لوله (فإن الصدر ،ؤ تحمرن جارة لجارتها ولو ِشك فِ ْر ِسن شاة "
الهدٌة تذهب وحر الصدر) مجاز عملً عٕلته السببٌة حٌث أسند اْذهاب
إلى الهدٌة ،وهً فً الحمٌمة ٔ تذهب وحر الصدر ،وإنما الفاعل الحمٌمً
لهذا اْذهاب هو هللا تعالى ولكن لما كان للتهادي من كبٌر اِثر فً تحمٌك
الفعل وإٌجاده صح اْسناد إلٌه وفً هذا حض على التهادي ولو بالٌسٌر لما
فٌه من استجٕب المودة وإذهاب الشحناء.
(ٔ) الحدٌث أخرجه :البخاري فً الهبة برلم ٖٕٓٔ ومسلم فً الزكراة براب :حرث النبرى
على التهادي والترمذي ٗ.ٗٗٔ/
(ٕ) ٌخترمٌ :هلن ،الناصٌة :شعر ممدم الرأس.
ٖٙ
الصبً فٌشٌب شعر ممدم رأسه ،وٌصبح كالشٌخ الهرم من الضعؾ
والهزال (.)1
ٖ7
(ٕ) ثانًٌا :المرٌنة اللفظٌة:
ولد تكون المرٌنة لفظٌة بؤن ٌؤتً فً التعبٌر المجازي لفظ ٌدل
على أن المتكلم صرؾ اللفظ عن ظاهره ،أو أن ٌكون مرادا به المعنى
الحمٌمً ،كمول أبً النجم العجلً:
حتى إذا واران أفك فرارجعى أفنرراه لٌررل هللا للشررمس اطلعررً
()1
فضمٌر الؽابب المفعول فً (أفناه) ٌعود إلى الشاعر ،أو شعر
رأسه ،وإسناد اْفناء إلى لول هللا تعالى( :لٌل هللا) دل على أن اْسناد
اِول مجاز عملً حٌث أفصح عن عدم اعتماد الشاعر فً اْسناد السابك،
فبٌن أن الفعل هلل وأنه المعٌد والمبدئ والمنشا والمؽنً ،وهذه لرٌنة لفظٌة
تدل على أن اْسناد هنا لٌس حمٌمٌا ( ،)2وإنما هو إسناد الفعل إلى زمانه أو
إلى سببه.
(ٔ) الجذب :الشد ،المنزز :الشعر المجتمع فً نواحً الرأس ،وعن بمعنى بعد ،اِصلع:
الذي سمط شعر رأسه ،مٌز :فرق وفصل .جذب اللٌالً :مضٌها.
(ٕ) ٌراجررع :أسرررار البٕؼررة ،ٖ97اٌْضرراح ٔ ،00/المطررول ٖ ،ٙوشررروح التلخررٌص
ٔ ٕٖ7/وما بعدها.
ٖ8
بالغة المجاز العملً
للمجاز العملً أثر كبٌر فً توسعة اللؽة ،وتؽٌٌر صورة العبارة بحٌث تعٌن
اِدٌب على أداء معانٌه بصور مختلفة حسبما تمتضٌه الجملة ،وٌتطلبه
السٌاق والوزن والمافٌة فً بعض اِحٌان.
ٖ9
َاب) (.)1
ض َع ْال ِكت ُ
ٕ -نابب الفاعل كلفظ " الكتاب " من لوله تعالىَ ( :و ُو ِ
ٖ -المبتدأ الذي له خبر ،نحو " العلم " من لولن :العلم نور.
ٗ -ما أصله المبتدأ ،وٌشمل ذلن :اسم كان وأخواتها ،نحو السماء من لولن:
كانت السماء صافٌة ،واسم إن وأخواتها كلفظ الصبر من لولن :إن الصبر
جمٌل ،والمفعول اِول لظن وأخواتها نحو" :سعٌدا" من لولن :ظننت
سعٌدا أخان ،والمفعول الثانً ِرى وأخواتها نحو " العزم " من لولن:
أرٌتن العزم لوٌا (.)2
ٓٗ
ٕ -بسط الكالم حٌث ٌكون إصغاء السامع مطلوبًا للمتكلم ،لجالل ممامه
أو لمربه من للبه:
ومن أوضح اِمثلة على ذلن لوله تعالى حكاٌة عن سٌدنا موسى
علٌه السٕم ولد سؤله المولى وهو بكل شًء علٌمَ ( :و َما ِت ْلنَ بِ ٌَ ِمٌنِنَ ٌَا
ً فٌِ َها
ؼن َِمً َو ِل َ علَى َ اي أَت ََوكؤ ُ َ
علَ ٌْ َها َوأ َ ُهش بِ َها َ ص َع َ سى( )ٔ9لَا َل ه َ
ًِ َ ُمو َ
ب أ ُ ْخ َرى( .)1( )ٔ0فمد كان ٌكفً فً جواب موسى علٌه السٕم أن آر َُم ِ
ٌمول( :عصا) من ؼٌر ذكر المسند إلٌه (هى) اعتمادا على المرٌنة ،ولكن
آثر ذكر المسند إلٌهْ ،طالة الكٕم وبسطه فً حضرة الذات العلٌة وهذا
الؽرض نفسه هو الذي دفع موسى علٌه السٕم إلى أن ٌتحدث عما لم ٌسؤل
اي أَت ََوكؤ ُ َ
علَ ٌْ َها َوأ َ ُهش بِ َها ص َع َ
عنه مفصٕ مرة ومجمٕ مرة أخرى فمالَ ( :
ب أ ُ ْخ َرى) .فبسط الحدٌث وإطالته مع الذات العلٌة آر ُ
ً فٌِ َها َم ِ علَى َ
ؼن َِمً َو ِل َ َ
ٌزٌد موسى علٌه السٕم شرفا وفضٕ.
وٌكثر هذا الؽرض فً العتاب ومرارة الشكوى ،لمصد إضافة الخبر إلى
المسند إلٌه فً صورة مإكدة وواضحة.
ٖ -ومن ممامات ذكر المسند إلٌه التلذذ بذكره:
مثل :هللا خالمً ،وهللا محبوبً ،دمحم شفٌعً ،دمحم حبٌبً ،ومنه لول لٌس:
ولررم تلمنررً لبنررى ولررم أدر مررا أٔ لٌت لبنى لم تكرن لرً خلرة
()2
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا"ولم
وكان ٌمكنه أن ٌكتفً بموله فالشاعر ذكر "لبنى" فً الشطر الثانً هٌر
تلمنً ولم أدر ما هٌا" ولكن الشاعر ٌحرص على ذكر أسم ِنه ٌحبه
وٌحب أن ٌنطك به ،وِن فً ذلن ما ٌثٌر أشواله وٌلذ للبه ،ومثله لول
الشاعر:
لررررٌٕي مررررنكن أم لٌلررررى مررررن برراهلل ٌررا ظبٌررات المرراز للررن لنررا
البشرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
(ٔ) سورة طه اٌَتان ،ٔ0 ،ٔ9 :وٌنظر :معانً التراكٌب ٔ.79/
(ٕ) الخلة :بالضم الصدالة والمحبة ،والخلة بفتح الخاء الخصلة حسنة أو مسٌبة.
ٔٗ
ففً هذا البٌت ذكر الشاعر المسند إلٌه وهو " لٌلى " بمصد التلذذ بذكر هذه
المحبوبة.
()1
والتلذذ بذكر المسند إلٌه ٌكون حمٌمة كما فً البٌتٌن السابمٌن أو ادعاء
كمول الشاعر:
()2
وعباس ٌجٌر من استجارا فعبررراس ٌصرررد الخطرررب عنرررا
ٗ -التنبٌه على غباوة السامع ،وأنه ل ٌفهم إل بالتصرٌح لمصد إفادة أن
وتحمٌرا:
ً الغباوة وصفه ،إهانة له
كما تمول لسامع المرآن :المرآن شفاء النفوس ،فتذكر المسند إلٌه ،تنبٌها على
أن المخاطب موصوؾ بالؽباوة ،ؤ ٌنبؽً أن ٌكون الخطاب معه إٔ هكذا
تحمٌرا له.
حذف المسند إلٌه:
الحذؾ ضرب من اٌْجاز ،كما أن الذكر ضرب من اْطناب،
وٌرجع حسن العبارة فً كثٌر من التراكٌب إلى ما ٌعمد إلٌه المتكلم من
حذؾ ٔ ٌؽمض به المعنى ،ؤ ٌلتوي وراءه المصد " (.)3
والممام هو الذي ٌحدد للمتكلم ذلن ،وهو كما لال اْمام عبد الماهر:
"باب دلٌك المسلن ،لطٌؾ المؤخذ ،عجٌب اِمر ،شبٌه بالسحر ،فإنن ترى
به ترن الذكر أفصح من الذكر ،والصمت عن اْفادة ،أزٌد لٓفادة ،وتجدن
أنطك ما تكون إذا لم تنطك ،وأتم ما تكون بٌانا إذا لم تبن " (.)4
(ٔ) الفرق برٌن التلرذذ الحمٌمرً وأدعرابً :أن اِول ٌكرون برذكر اسرم المحبروب والثرانى
ٌكون بذكر اسم الممدوحٌ ،نظر :البٕؼة الوافٌة د /دمحم شٌخون ص 0ٙهامش.
(ٕ) ٌنظر :علوم البٕؼة للمراؼً ص.07
(ٖ) خصابص التراكٌب ص.ٔٔ9
(ٗ) دٔبل اْعجاز ص ٔٗٙتحمٌك الشٌخ /محمود شاكر.
ٕٗ
وبعد هذا التنبٌه أشرز فً الكٕم عن أؼراض حذؾ المسند إلٌه
فؤلولٌ :حذؾ المسند إلٌه ِؼراض كثٌرة منها:
ٔ -الختصار والحتراز عن العبث والسأم :لدٔلة المرٌنة علٌه ،وذلن إن
لامت علٌه لرٌنة ،ووضح أمره فٌكون ذكره عبثا فً بادئ اِمرِ ،نه
معلوم من المرٌنة فٕ معنى لذكره وٌنبؽً أن ٌصان كٕم البلٌػ عن العبث.
ً فَ ُه ْم َٔ ٌَ ْر ِجعُونَ ) صم بُ ْك ٌم ُ
ع ْم ٌ ومن ذلن لوله تعالى فً وصؾ المنافمٌنُ ( :
( .)1فذكر المسند إلٌه (المبتدأ) فً اٌَة كؤن ٌمال :المنافمون صم ،المنافمون
بكم ،المنافمون عمً ٔ ،ضرورة له من الناحٌة البٕؼٌةِ ،ننا ندركه من
أول وهلة ،بل إننا نحس فً حذفه لٌمة جمالٌة استفادها المعنى من هذا
الحذؾ ،وهً تؤكٌد ذم المنافمٌن وتحمٌرهم ،وكؤنهم لٌسوا أهٕ للذكرِ ،ن
التعبٌر على هذه الصورة ٌشعر بؤن الخبر انطبك تمام أنطباق على
المخبر عنه حتى أؼنى عن ذكره (.)2
ومن الشعر لول اِلٌشر فً ابن عم له موسر سؤله فمنعه ،ولال كم
أعطٌتن مالى وأنت تنفمه فٌما ٔ ٌؽنٌن ؟ وهللا ٔ أعطٌن ،فتركه حتى
اجتمع الموم فً نادٌهم وهو فٌهم ،فشكاه إلى الموم وذمه ،فوثب إلٌه ابن
عمه فلطمه ،فؤنشد ٌمول:
ٖٗ
ٕ -اتباع الستعمال الوارد عن العرب بالحذف فً بعض المواضع:
كمولهم :رمٌة من ؼٌر رام ( .)1أي هذه رمٌة ،والمراد رمٌة مصٌبة من رام
ؼٌر محسن ،وٌضرب مثٕ لمن صدر منه فعل حسن لٌس أهٕ ِن ٌصدر
منه ،ولولهم :لضٌة ؤ أبا حسن لها " واِصل :وهً لضٌة ؤ أبا حسن
لها ،والسر فً الحذؾ هو اتباز أستعمال ،واِمثال ٔ تؽٌر ،وهكذا
نظابره (.)2
ٖ -ومن دواعً الحذف المحافظة على الوزن ،أو السجع أو المافٌة:
فمن األول لول الشاعر:
ٗٗ
ومن الثالث :أي المحافظة على المافٌة ،لول الشاعر:
()1
ؤبد ٌوما أن ترد الودابع وما المال واِهلون إٔ ودابع
أي :أن ٌرد الناس الودابع ،فحذؾ المسند إلٌه وهو "الناس" للمحافظة على
المافٌة ،ولؤ ذلن ٔختلفت بصٌرورتها مرفوعة فً الشطر اِول إٔ ودابع
منصوبة فً الشطر الثانى.
تعرٌف المسند إلٌه:
ٌؤتً تعرٌؾ المسند إلٌه لكً تكون الفابدة به أتم بناء على أن
()2
به ألوى، احتمال تحمك الحكم متى كان أبعد كانت الفابدة فً اْعٕم
ومتى كان ألرب كانت أضعؾ (.)3
(ٔ) ٌنظر :البٕؼة العالٌة ص ،ٙٙعلوم البٕؼة للمراؼً صٖ ،7ودراسات وتطبٌمرات
فً علم المعانً ص٘ٗٔ.
(ٕ) أي فً اْخبار به.
(ٖ) اٌْضاح ٕ 7/تح خفاجً.
(ٗ) ٌنظر :بؽٌة اٌْضاح ٔ ،0ٕ/ومختصر المعانً ٔ ،ٔٔٔ/المطول ٓ.9
٘ٗ
ٖ -الغٌبة ٕ -الخطاب ٔ -التكلم
ٔ -ممام التكلم:
إذا كان المتكلم ٌتحدث عن نفسه ،كان الممام لضمٌر المتكلم نحو:
أنا فعلت كذا ،ونحن فعلنا كذا ،ولول النبً صلى هللا علٌه وسلم " :أنا النبً
ٔ كذب ولوله :صلى هللا علٌه وسلم " أنا أفصح العرب بٌد أنً من لرٌش
".
وتكمن وراء التعبٌر بضمٌر المتكلم معان دلٌمة ومزاٌا لطٌفة
ٌدركها ذو الحس المرهؾ والذوق السلٌم ،منها:
أ -العتداد بالنفس ،وتمام الثمة ،وبعث الطمأنٌنة فً النفوس:
كمول النبً صلى هللا علٌه وسلم " :أنا النبً ٔ كذب أنا ابن عبد المطلب"
ومثله لول المتنبً:
ٗٙ
ب تأكٌد الحفظ وبث الطمأنٌنة فً نفس المؤمن:
()1 خذ لول هللا تعالىِ ( :إنا نَحْ ُن نَز ْلنَا ال ِذّ ْك َر َو ِإنا لَهُ لَ َحافِ ُ
ظونَ )
وتؤمل إٌثاره التعبٌر بضمٌر المتكلم " إنا نحن نزلنا ،وإنا له " وما وراءه
من تؤكٌد الحفظ وبث الطمؤنٌنة فً نفوس المإمنٌن.
ولد ٌبالػ المتكلم فً تعظٌم نفسه فٌضع لها ضمٌر جماعة المتكلمٌن (نحن)
وٌمكن أن ٌكون من هذا لول امرئ المٌس:
ٗ7
من العظم ؼاٌة ٔ تدرن ؤ تفً العبارة ببٌانها " وٌضٌؾ موضحا جهتى
العظم فٌمول " :والعظم من حٌث الكم لكثرة الماء المجتمع وتضمنه أنواعا
من العذاب ،ومن حٌث الكٌفٌة لسرعته فً الؽشٌانِ ،ن الماء المجتمع إذا
()1
أرسل على طبعه كان فً ؼاٌة السرعة)
فالتعبٌر بالموصول وصلته فً اٌَة ٌشٌر إلى كنه هذه اللجج التً
ؼشٌت فرعون ولومه فؤهلكتهم ،وٌشٌر أٌضا إلى هول هذا المشهد ،وأنهم
لد ؼطاهم ماء كثٌر هابل تمصر العبارة عن وصفه.
سد َْرة َ َما ٌَ ْؽشَى) ( .)2فأسم
ومن هذا لوله تعالى( :إِ ْذ ٌَ ْؽشَى ال ِ ّ
الموصول فً اٌَة الكرٌمة فٌه إٌهام أدى إلى التفخٌم والتهوٌل ولو أردت
تفصٌل ما أفاده الموصول فملت :إذ ٌؽشى السدرة خٕبك عظٌمة مبهم
أمرها فً الجٕل والكثرة ،لو للت مثل هذا ما أفدت ما أفاده أسم
الموصول من تفخٌم وتهوٌل.
ٕ -ولد ٌعرف المسند إلٌه بالموصولٌة لتشوٌك السامع إلى الخبر حتى
ٌتمكن فً ذهنه فضل تمكن:
كما فً لول أبً العٕء المعري:
()3
حٌوان مستحدث من جماد والررررذي حررررارت البرٌررررة فٌرررره
ٗ8
ففً البٌت تجد التعرٌؾ بالموصولٌة منبها ذهن السامع إلى الخبر لكون
الصلة فٌه طوٌلة ؼرٌبة تستدعً أنتباه ،وتلفت اِنظار فٌشتاق المخاطب
إلى سماز الخبر المترتب علٌها.
ولد أورد المزوٌنً البٌت شاهدا على تمدٌم المسند إلٌه فمال :وأما تمدٌمه
فلكون ذكره أهم ،إما ِنه اِصل ؤ ممتضى للعدول عنه ،وإما لٌتمكن
الخبر فً ذهن السامعِ ،ن فً المبتدأ تشوٌما إلٌه وذكر بٌت أبً العٕء
السابك (.)1
وهذا أولى من جعله شاهدا لكون المسند إلٌه موصؤ كما فعل السكاكً،
ولٌس من مانع على أن ٌكون شاهدا على الحالتٌن ولد أورده السٌوطً
شاهدا على الحالتٌن:
اِولى :كونه موصؤ لنكت منها :التشوٌك إلى الخبر.
الثانً :تمدٌم المسند إلٌه لنكت منها :أن ٌتمكن الخبر فً ذهن
السامع تشوٌمًا إلٌه (.)2
ٖ -ولد ٌعرف المسند إلٌه بالموصولٌة لتنبٌه المخاطب على خطئه:
للاِ ِعبَا ٌد ومن اِمثلة على ذلن لوله تعالى( :إِن الذٌِنَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ
ُون ّ
أ َ ْمثَالُ ُك ْم) ( .)3فإن جملة الصلة( :تدعون من دون هللا) تفٌد تنبٌه المشركٌن
إلى خطبهم فً عبادتهم ؼٌر هللا.
السررٕم علررى مررا ولررع فررً بعررض الشررروحِ ،نرره ٌناسررب السررٌاق ٌراجررع :المطررول
ص.ٔٓ9
(ٔ) اٌْضاح ٕ.٘ٔ/
(ٕ) شرح عمود الجمان .ٕٖ – ٔ9
(ٖ) اِعراؾ ٗ.ٔ7
ٗ9
تعرٌف المسند إلٌه باإلشارة
وٌعرؾ المسند إلٌه باسم اْشارة ِؼراض بٕؼٌة كثٌرة أهمها:
ٔ -أن ٌمصد تمٌٌز المسند إلٌه أكمل تمٌٌز:
ِن اسم اْشارة بطبٌعة دٔلته ٌفٌد تحدٌد المراد منه تحدٌدا
ظاهرا ،وتمٌٌزه تمٌٌزا تاما ،ولذا فإن المتكلم لد ٌمصد إلى هذا التحدٌد
لٌحضر المسند إلٌه فً ذهن السامع متمٌزا تمام التمٌز ،وذلن عندما ٌكون
معنٌا بالحكم الذي ٌرٌد إضافته إلٌه وٌرؼب فً إبرازه وزٌادة تؤكٌده.
ظن ْال ُمإْ ِمنُونَ ومثاله لوله تعالى فً لصة اْفن ( َل ْو َٔ ِإ ْذ َ
س ِم ْعت ُ ُموهُ َ
ٌن) ( .)1جاء التعبٌر ب(هذا) ولم َو ْال ُمإْ ِمنَاتُ بِؤَنفُ ِس ِه ْم َخٌْرا َولَالُوا َه َذا إِ ْفنٌ مبِ ٌ
ٌمل (هو) ْبراز المسند إلٌه وتحدٌده ،حتى ٌمع الحكم علٌه بؤنه (إفن مبٌن)
بعد هذا التمٌٌز والتجسٌد ،وفً ذلن لدر كبٌر من لوة الحكم وصدق الٌمٌن
من أنه إفن مبٌن.
ٕ -التعرٌض بغباء السامع وأن األشٌاء عنده ل تتمٌز إل باألمور
المحسوسة ،كمول الفرزدق ٌهجو جرٌرا وٌفتخر بنفسه:
ٓ٘
ت أَن لَ ُه ْم أَجْ را َكبٌِرا) (.)1فالؽرض
ش ُر ْال ُمإْ ِمنٌِنَ الذٌِنَ ٌَ ْع َملُونَ الصا ِل َحا ِ
َوٌُبَ ِ ّ
من اْشارة ب " هذا " إلى المرآن اْشارة إلى عظمة وسمو منزلته ،وهو
كذلن فً نفوس المإمنٌن به ،وكؤنما نزل لربه من للوبهم منزلة المرب
الحسً ،فاستعمل فً اْشارة إلٌه أسم الدال على المرب.
ظةٌ ِلّ ْل ُمتمٌِنَ ) (.)2 ان ِلّلن ِ
اس َو ُهدى َو َم ْو ِع َ ومثله لوله تعالىَ ( :ه َذا بٌََ ٌ
ٔ٘
ً
متمٌزا عما ٌعرفه المخاطب صا
عا خا ً
ٕ -المصد إلى إفادة المسند إلٌه نو ً
وٌألفه وٌعهده:
ار ِه ْم
ص ِعلَى أ َ ْب َ
س ْم ِع ِه ْم َو َ علَى لُلُوبِه ْم َو َ
علَى َ من ذلن لوله تعالىَ ( :خت ََم ّ
للاُ َ
َاوة ٌ) ( .)1لال الخطٌب " :أي نوز من اِؼطٌة ؼٌر ما ٌتعارفه الناس، ِؼش َ
()2
فالتنكٌر هنا للنوعٌة عند الخطٌب، وهو ؼطاء التعامً عن آٌات هللا "
وذلن أن الكفار ٌعرفون الحك ولكنهم ٌعاندون وٌظهرون خٕؾ ما
ٌبطنون ،فالذي على أبصارهم هو نوز خاص من أنواز اِؼشٌة ؼٌر
متعارؾ ،وهو التعامً عن الحك ٔ ،العمى عنه.
ومن ذلن لول الشاعر:
ٕ٘
اص َحٌَاة ٌ ٌَا ْ أُو ِل ًْ اِ َ ْلبَا ِ
ب ص ِومن إفادة التعظٌم لوله تعالىَ ( :ولَ ُك ْم فًِ ْال ِم َ
لَعَل ُك ْم ت َتمُونَ ) ( .)1أي حٌاة عظٌمة ،وهذا لمنعه مما كانوا علٌه من لتل
جماعة بواحد متى التدروا علٌه ،ولهذا المعنى ذكر المسند إلٌه "حٌاة".
وٌجوز أن ٌكون المراد نوز من الحٌاة ؼرٌب ،وهو الحاصل للممتول
والماتل بأرتداز عن المتلِ ،ن اْنسان إذا هم بالمتل تذكر المصاص
فارتدز فسلم صاحبه من المتل ،وسلم من المود فكان المصاص سببا لحٌاة
نفسٌن (.)2
بهذا ٌتبٌن أن التنكٌر ٌفٌد التعظٌم والنوعٌة ولكن صاحب اْشارات ٌرى
خٕؾ ذلن ،حٌث لال :وتنكٌر لفظ "حٌاة" فً لوله تعالىَ ( :ولَ ُك ْم فًِ
اص َحٌَاة ٌ) ٌحتمل النوعٌة والتعظٌم فٌه نظرِ ،ن شرز المصاص ْال ِم َ
ص ِ
ٌستلزم تكثٌر الحٌاة ببماء الممدرٌن المتل ،ؤ ٌستلزم تنوٌعه ؤ تعظٌمه
()3
فٌكون من باب التكثٌر "
ٖ٘
أهداف الممرر
لادرا على:
ٌهدف هذا الممرر :أن ٌكون الطالب فً نهاٌته ً
معرفة أسلوب المصر ،واكتشاؾ أسراره ،ومعرفة اِسالٌب
اْنشابٌة وأؼراضها البٕؼٌة ،وتوظٌؾ هذه اِسالٌب فً
الفهم الصحٌح للنصوص ،واكتساب مهارات الموازنة بٌن هذه
اِسالٌب والحكم علٌها.
المستهدف من تدرٌس الممرر
فً نهاٌة الممرر ٌكون الطالب لادرا على أن ٌتعرؾ على
أبواب علم المعانً ،والبٌان والبدٌع.
ٗ٘
المصر
ﻤفهوم المﺼر
()1
وراتٌ ِفً ْال ِخ ٌَ ِام)
ص َور َم ْم ُ
،لال ﺘعالىُ ( :ح ٌ المﺼر لؽة :الﺤﺒس
(الرحمن )9ٕ :أي ﻤﺤﺒوﺴات ٔ ٍﻤﺘد ﻨظرهن إلى ؼٍر أزواﺠهن .وفً
الخٌام ﻤعﻨى اْحاطة وأشتمال والﺘفرد والﻤﻨعة.
أﻤا اصطٕحا ( : )2فهو تخصٌص شًء بشًء بطرٌك مخصوص ،والشًء
اِول :هو الممصور .والثانى :هو الممصور علٌه.
والطرٌك المخصوص هو طرق المصر المعروفة من العطؾ والنفً
وأستثناء ،وإنما ،والتمدٌم.
والﻤراد ﺒﺘﺨﺼٍص الﺸيء ﺒالﺸيء إﺜﺒات أﺤدهﻤا لُخر وﻨفٍه عن ؼٍره.
ألسام المصر
أول :باعتبار عموم النفً أو خصوصه
وعموم النفً أو خصوصه :وٌشمل الحمٌمً واْضافً.
ٔ -المصر الحمٌمً -:هو أن ٌختص فٌه الممصور بالممصور علٌه ؤ
ٌتعداه إلى ؼٌره مطلما ،فٌكون النفً فٌه عاما لكل ما عدا الممصور علٌه
ب َٔ ٌَ ْعلَ ُم َها إِٔ ُه َو َو ٌَ ْعلَ ُم َما فًِ ْال َب ِ ّر َو ْال َبحْ ِر
كموله تعالىَ ( :و ِع ْن َدهُ َمفَاتِ ُح ْالؽَ ٌْ ِ
طب َو َٔ ض َو َٔ َر ْ ت ْاِ َ ْر ِ ظلُ َما ِ
ط ِم ْن َو َرلَة إِٔ ٌَ ْعلَ ُم َها َو َٔ َحبة فًِ ُ َو َما ت َ ْسمُ ُ
ٌَابِس إِٔ فًِ ِكت َاب ُمبٌِن) (اِنعام )٘7 :ففً اٌَه طرٌمان من طرق
المصر ،اِول :التمدٌم (وعنده مفاتِح الؽٌب) ،والثانً :النفً وأستثناء (ٔ
ٌعلمها إٔ هو) فمفاتح الؽٌب عنده لٌست عند ؼٌره وعلمها ممصور علٌه
سبحانه وتعالى منفً عن كل ماعداه ،وتكرار المصر أفا َد تؤكٌد هذه الحمٌمة
٘٘
وتمرٌرها وهً أن العلم بالؽٌب مختص به تعالى ٔ ٌتعداه الى أحد من
خلمه ،ومنه لولنا (ماخاتم اِنبٌاء إٔ دمحم) فالمراد أن ختم النبوة ممصور
على النبً (صلى هللا علٌه وعلى آله وسلم) ٔ ٌتعداه الى ؼٌره من الرسل.
ٕ – المصر اإلضافً -:أن ٌختص الممصور بالممصورعلٌه بالنسبة إلى
شًء معٌن أي باْضافة إلٌه بحٌث ٔ ٌتجاوزه إلى ذلن المعٌن فالنفً فٌه
شاعر ٔ كاتب) ،فالمراد
ٌ خاص ،ولٌس عاما مطلما ..كما فً لولنا (زهٌر
لصر زهٌر على صفة الشعر ،بحٌث ٔ ٌتجاوزها إلى صفة معٌنة محددة،
وهً صفة الكتابة مثٕ وهذا ٔ ٌنافً أن ٌكون لزهٌر صفات أخرى
كالخطابة مثٕ ،ففً المصر باْضافة ٌكون المنفً معٌنا محددا.
ولمد نظر البٕؼٌون إلى تخصٌص الشًء بالشًء من حٌث المطابمة
للوالع ،أو بنابه على المبالؽة ،فنتج من هذه النظرة ضربان من المصر هما:
التحمٌمً وأدعابً.
فالتحمٌمً :ما كان فً الحمٌمة والوالع بؤن تطابك النسبة الكٕمٌة النسبة
الخارجٌة مطابمة تامة كما فً اٌَة السابمة.
والدعائً :هو المصر المبنً على المبالؽة أو المصر المجازي كما ٌسمى
فً دراسة بٕؼة المرآن تحاشٌا من وصؾ آي المرآن بأدعاء والمبالؽة،
وهذا المصر ٔ ٌموم على المطابمة الحمٌمٌة للوالع ،فالنسبة الكٕمٌة ٔ
تطابمها النسبة الخارجٌة مطابمة دلٌمة ِن فٌها فضل تزٌد ومبالؽة ،تمول:
"لم ٌتكلم فً هذه المسؤلة إٔ زٌد" فتثبت له الكٕم وتنفٌه عن كل ما عداه .
والوالع أنه تكلم فٌها ؼٌر زٌد ولكنن لم تعتد بما لالوه استسماطا لكٕمهم واستعظاما
لكٕم زٌد ،وكؤن ما لاله اَخرون لٌس شٌبا فهو كالعدم بالنسبة لما لاله زٌد.
وبذلن ٌنمسم المصر الحمٌمً إلى لسمٌن-:
أول :الحمٌمً التحمٌمً -:ماكان المنفً فٌه عاما ٌتناول كل ما عدا
الممصور علٌه وطابك المصر فٌه الحمٌمة والوالع من حٌث والع الحال
وحمٌمة اِمر ،فالممصور ٌختص بالممصور علٌه ٔ ٌتعداه الى ؼٌره فً
ش ِه َد للاُ أَنهُ َٔ ِإلَهَ ِإٔ ُه َو
والع اِمر وحمٌمة الحال كما فً لوله تعالىَ ( :
٘ٙ
ٌز ْال َح ِكٌ ُم) (آل َو ْال َم َٕبِ َكةُ َوأُولُو ْال ِع ْل ِم لَابِما بِ ْال ِمس ِ
ْط َٔ ِإلَهَ ِإٔ ُه َو ْال َع ِز ُ
عمران )ٔ0 :فمد لصر صفة اِلوهٌة على هللا سبحانه وتعالى لصر صفة
على موصوؾ فٕ تتعداه إلى ؼٌره ،فصفة اِلوهٌة مثبتة له ،ومنفٌة عن
كل ما عداه فالنفً عام؛ ولذلن سمً لصرا حمٌمٌا ،كما أن نفٌها عن ؼٌره
مطابك للحمٌمة والوالع ،ولذلن سمً تحمٌمٌا.
ومنه لوله تعالى( :إٌِانَ نَ ْعبُ ُد َوإٌِانَ نَ ْست َ ِع ُ
ٌن) (الفاتحة ،)٘ :فالعبادة ،وطلب
العون مختصان به سبحانه وتعالى منفٌان عن كل ماعداه فً والع اِمر
وحمٌمته.
ثانًٌا المصر الحمٌمً الدعائً-:
هو أن ٌختص الممصور بالممصور علٌه بحٌث ٔ ٌتعداه إلى ؼٌره ادعاء
ومبالؽة فالممصور ٌختص بالممصور علٌه وٌنفً عن كل ما عداه مما هو
بسبٌل منه نفٌا عاما ٌموم على المبالؽة والتجوز ؤ ٌموم على المطابمة
الحمٌمٌة للوالع ،و ٌنزل فٌه ما عدا الممصور علٌه منزلة المعدوم ..كما فً
ؾ أ َ ْل َوانُهُ َك َذلِنَ إِن َما ٌَ ْخشَى
اس َوالد َوابّ ِ َو ْاِ َ ْنعَ ِام ُم ْخت َ ِل ٌ
لوله تعالىَ ( :و ِمنَ الن ِ
ور) (فاطر.)ٕ0 : ؼف ُ ٌ ٌز َع ِز ٌ للا ِم ْن ِعبَا ِد ِه ْالعُلَ َما ُء إِن َ
للا َ َ
()1
ؤ ٌعنً فمد لُ ِ
ص َرت خشٌة هللا على العلماء ونُ ِف ٌَت عن كل من عداهم
هذا أن ؼٌر العالم ٔ ٌخشى هللا تعالى ،بل لد ٌكون ؼٌر العالم أشد خشٌه هلل
من العالم ،ولكن سٌاق اٌَة فً التنوٌه بشؤن العلماء وتعظٌم منزلتهم فالحث
اء َماء على النظر والتؤمل الرأ لوله تعالى( :أَلَ ْم ت ََر أَن للاَ أ َ ْنزَ َل مِنَ الس َم ِ
ؾ ٌض َو ُح ْم ٌر ُم ْخت َ ِل ٌ فَؤ َ ْخ َرجْ نَا بِ ِه ث َ َم َرات ُم ْخت َ ِلفا أ َ ْل َوانُ َها َو ِمنَ ْال ِجبَا ِل ُج َد ٌد بِ ٌ
ؾ أ َ ْل َوانُهُ َك َذلِنَاس َوالد َوابّ ِ َو ْاِ َ ْنعَ ِام ُم ْخت َ ِل ٌ
سو ٌدَ .و ِمنَ الن ِ ٌب ُ أ َ ْل َوانُ َها َوؼ ََرابِ ُ
ور) (فاطر)ٕ0 - ٕ9 : ؼفُ ٌ ٌز َ ِإن َما ٌَ ْخشَى للاَ ِم ْن ِع َبا ِد ِه ْالعُلَ َما ُء إِن للاَ َ
ع ِز ٌ
للنا كانت خشٌة هللا ممصورة على العلماء دون ؼٌرهم -وهو من لصر
الصفة على الموصوؾ .-
٘7
هذا والمصر أدعابً كثٌر فً كٕم العرب وٌَ ِرد فً ممامات المبالؽه
والمدح والتعظٌم نحو لولهم( :ما مإدبٌ إٔ فٕن..ما عالم إٔ فٕن..ما
شاعر إٔ امرإ المٌس)ٌ ،بنون الكٕم فً ذلن على المبالؽه.
ثانٌا:ألسام المصر باعتبار الطرفٌن:
وٌنمسم بهذا أعتبار إلى لسمٌن:
لصر صفة على موصوف ،ولصر موصوف على صفة.
ٔ -لصر الصفة على الموصوف -:ومعناه أٔ تتجاوز تلن الصفة ذلن
الموصوؾ إلى موصوؾ آخر أصٕ ،إذا كان المصر حمٌمٌا .أو إلى
موصوؾ آخر معٌن إذا كان المصر إضافٌا ،ومثاله من الحمٌمً لولنأ( :
رازق إٔ هللا).
ومثاله من اْضافً ،نحو ٔ :زعٌم إٔ سعد.
ؤ ٌمنع هذا أن ٌتصؾ الموصوؾ الممصور علٌه بصفات أخرى
ؼٌر تلن الصفة الممصورة ،منه لوله تعالى َ ( :و ِع ْن َدهُ َمفَاتِ ُح ْالؽَ ٌْ ِ
ب َٔ ٌَ ْعلَ ُم َها
ِإٔ ُه َو) حٌث لصر العلم بمفاتِح الؽٌب على هللا تعالى لصرا حمٌمٌا تحمٌمٌا
فهو لصر صفة على موصوؾ.
ومنه لول أبً تمام-:
ت المفر ِة النَع ِ
ب مململ لبنا ِ اله ِ ّم من رج ٍل
ل ٌطر ُد اله َّم إل ِ
فمد لصر الشاعر طرد الهم وهو صفة على الهم من رجل مململ لبنات
المفرة وهو موصوؾ لصرا حمٌمٌا ادعابٌاِ ،ن الناس ٌطردون همومهم
بؤمور كثٌرة ،ولكن الشاعر لم ٌعتد بشًء منها إٔ بالرحلة التً ؼٌرته
وأضنته فهو لم ٌعتد بؽٌر الرحلة فً طرد همومه وأحزانه على الرؼم من
وجود وسابل كثٌرة لطرد الهموم لذا كان المصر (لصرا حمٌمٌا ادعابٌا).
ومثال لصر الصفة على الموصوؾ لصرا إضافٌا لولن:
ما خطٌب إٔ الحجاج ترٌد أن صفة الخطابة ممصورة علٌه ٔ تتعداه إلى
رجل آخر بعٌنه كالولٌد مثٕ.
٘8
ٕ -لصر الموصوف على الصفة-:
معناه أٔ ٌتجاوز الموصوؾ تلن الصفة إلى صفة أخرى أصٕ ،اذا كان
المصر لصرا حمٌمٌا ،أو إلى صفة أخرى معٌنة إذا كان المصر إضافٌا ،وهذا ٔ
ٌمنع أن تكون تلن الصفة الممصور علٌها وصفا لموصوؾ آخر ؼٌر الممصور،
فمولن( :ماعمرو إٔ شجاز) لصر عمرو على صفة الشجاعة بحٌث ٔ ٌتعداها إلى
صفة أخرى أما الشجاعة فلٌس هنان ماٌمنع من أن ٌتصؾ بها ؼٌر (عمرو)
وتمول( :زٌد كاتب ٔاشاعر) فتمصر زٌدا على صفة الكتابة بحٌث ٔ
ٌتجاوزها إلى صفة الشعر ،فهو (لصر إضافً) ،وتمول( :ما شولً
إٔشاعر) فتمصر شولً على صفة الشعر بحٌث ٔ ٌتجاوزها إلى صفة أخرى ٌ
وهو (لصر ادعابً) ،وذلن ِنن نفٌت عنه كل ماٌتصل بها وٌدور فً فلكها أو كما
ٌمول الجرجانً (.)1كل ما هو بسبٌل منها كالكتابة والخطابة والفمه ،وما إلى ذلن فهو
لٌس بارعا فً فرز من فروز المعرفة إٔ فً الشعر الذي لصر علٌه ولٌس المراد
أنن نفٌت عنه كل صفة ٌمكن أن ٌوصؾ بها ككونه مصرٌا ،أو فمٌرا أو أبٌض أو
كرٌما ،لٌس هذا المراد بل أن المراد :ما هو بسبٌل من صفة الشعر الممصور علٌه،
ومن شواهد لصر الموصوؾ على الصفة لوله تعالىَ ( :و َما ٌَ ْست َ ِوي ْاَِحْ ٌَا ُء َو َٔ
للا ٌُس ِْم ُع َم ْن ٌَشَا ُء َو َما أ َ ْنتَ بِ ُمس ِْمع َم ْن فًِ ْالمُب ِ
ُور .إِ ْن أ َ ْنتَ ِإٔ ْاِ َ ْم َواتُ ِإن َ
ٌِر( ).فاطر)ٕٖ – ٕٕ : نَذ ٌ
حٌث لصر الرسول -صلى هللا علٌه وسلم -على صفة اْنذار ٔ
ٌتجاوزها الى أن ٌملن تحوٌل الملوب المشركة باهلل (عز وجل) عما هً
علٌه من العناد والمكابرة ،..ولوله صلى هللا علٌه وسلم( :من ٌرد هللا به
خٌرا ٌفمههُ فً الدٌن وإنما أنا لاس ٌم وهللا عز وجل ٌُعطً .)..وكان الصحابة
لفرط اعتمادهم فً هداٌته (صلى هللا علٌه وآله وسلم) رأوا أنه ٌمسم
وٌعطً ،ولذا بٌن لهم صلى هللا علٌه وسلم أنه ٔ ٌملن إٔ المسم أما
اْعطاء فمن هللا سبحانه وتعالى ،فالمصر لصر موصوؾ على صفة لصرا
إضافٌا.
٘9
ثالث ًا :تمسٌم المصر باعتبار حال المخاطب:
ٌنمسم المصر باعتبار (حال المخاطب) واعتماده إلى ثٕثة ألسام( -:للب،
وإفراد ،وتعٌٌن) ؤ ٌكون إٔ فً اْضافً.
ٔ – لصر الملب -:هو تخصٌص أمر بؤمر مكان آخر ،وٌخاطب به من
ٌعتمد العكس كمولن (جاءنً زٌ ٌد ٔ عمر) مخاطبا من ٌعتمد أن عمرا هو
()1
مً لصر للب س َالذي جاءن دون زٌد ،فؤنت تملب وتعكس ما ٌعتمدهُ ولذا ُ
اس لَالُوا أَنُإْ ِم ُن َك َما آ َ َمنَ
،ومنه لوله تعالىَ ( :وإِ َذا لٌِ َل لَ ُه ْم آ َ ِمنُوا َك َما آ َ َمنَ الن ُ
السفَ َها ُء أ َ َٔ إِن ُه ْم ُه ُم السفَ َها ُء َولَ ِك ْن َٔ ٌَ ْعلَ ُمونَ ) (البمرةِ ،)ٖٔ :ن المنافمٌن
ٌعتمدون أن المإمنٌن هم السفهاء دونهم فملب –عز وجل -اعتمادهم وبٌن
أن المنافمٌن هم السفهاء ولكن ٌٔعلمون.
وتؤمل لول الشاعر أبً تمام-:
ب
الخمٌسٌن لفً السبع ِة الشه ِ
ِ بٌن ب األرماح لمعةً
العل ُم فً شُه ِ
نجدهُ لد لصر العلم على كونه فً لوةِ الجٌش والعتاد ،ونفاهُ عن كونه فً
علم المنجمٌن الذٌن نصحوا المعتصم بؤٔ ٌُمبِل على الجهاد ،ولكنه أبى ذلن
وفتح عمورٌة محمما النصر ،فالمصر فً البٌت المذكور لصر للب ِنهم
اعتمدوا أن العلم فً السبعة الشهب ٔ فً لوة الرماح والجٌش ،فنفً أبوتمام
هذا وأثبت عكسهُ.
ٕ -لصر إفراد -:هو تخصٌص أمر بؤمر دون آخر ،وٌخاطب به من ٌعتمد
الشركة كمولن (دمحم الجواد ٔ علً) لمن اعتمد أنهما ٌشتركان فً صفة
ث ث َ َٕثَة َو َما ِم ْن ِإلَه الجود ومنه لوله تعالى( :لَمَ ْد َكفَ َر الذٌِنَ لَالُوا إِن للاَ ثَا ِل ُ
ع َذابٌ أ َ ِلٌ ٌم)
عما ٌَمُولُونَ لٌََ َمسن الذٌِنَ َكفَ ُروا ِم ْن ُه ْم َ اح ٌد َوإِ ْن لَ ْم ٌَ ْنت َ ُهوا َ
إِٔ إِلَهٌ َو ِ
(المابدة.)9ٖ :
فهم ٌعتمدون الشركة ،وأن هللا ثالث ثٕثه ،وأفاد أسلوب المصر أن اْله
واحد (وما من إله إٔ إلهٌ واح ٌد) فهو لصر إفراد.
ٓٙ
وٌشترط فً لصر الموصوؾ على الصفة إفرادٌا عدم تنافً
ٌتصور اجتماعهما لموصوؾ واحد فً ذهن المخاطب ،فٕ ّ الوصفٌن حتى
ٌمال فً لولن( :محم ٌد أبٌض ٔ أسود) أنه لصر إفراد ،إذ ٔ ٌتصور أن
ٌعتمد ُمعتمد أن محمدا ٌتصؾ بالبٌاض والسواد معا.
ٖ -لصر تعٌٌن :هو :تخصٌص أمر بؤمر دون آخر ،وٌخاطب به المتردد
بٌن شٌبٌن كمولن لمن ٌتردد وشاكا فً الناجح أعمرو أم بكر (إنما الناجح
عمرو) ،ولولن لمن شن فً أمر زٌد أممٌم أم مسافر( :زٌد ممٌم ٔ مسافر)
تؤمل لول الشاعر-:
السٌؾ إٔ ؼمد ِه والحماب ُل
ُ شرؾ له فما
ٌ لبس الفتى
وإن كان فً ِ
تجده لصرا إضافٌا صالحا ِن ٌكون لصر للب وإفراد أو تعٌٌن ،وذلن
حسب تصورن لحال المخاطب فإن كان ٌعتمد أن الشرؾ فً اللبس و
الزٌنه دون الفضابل النفسٌة فهو لصر للب وإن اعتمد أن الشرؾ فٌهما معا
فهو لصر إفراد ،وإن تردد أو شن فً مرجع الشرؾ إلى اللبس والزٌنه
ٌرجع أم إلى الفضابل النفسٌة فهو لصر تعٌٌن ،واِرجح أن ٌكون لصر
تعٌٌن،؛ ِن الشاعر ٌرٌد أن ٌمرر أن مرد الشرؾ إلى ما ٌتصؾ به
اْنسان من الفضابل ٔ إلى الشكل والزٌنة وهذا من اِمور الواضحة
الجلٌة ،ؤ ٌرتاب فٌها إٔ من ارتاب فً اِمور البدهٌة كمن ٌرتاب فً
مزٌة السٌؾ وجودته إلى حدته وشدة لطعه ترجع أم إلى ؼمده والحمابل،
فمن ارتاب فً هذا اِمر البٌن ،فمل له موبخا ومشٌرا إلى ضعؾ عمله
وللة تفكٌره وشدة ؼبابه :ما السٌؾ إٔ ؼمده والحمابل.
ومراد البٕؼٌٌن بحال المخاطب ما ولؾ المارئ للتعبٌرات الجٌده
علٌه من لرابن اِحوال وسٌالات الكٕم فالسٌاق وما به من لرابن هو الذي
ت سو ٌل لَ ْد َخلَ ْ
ٌبرز لن حال المخاطب تؤمل لوله تعالىَ ( :و َما ُم َحم ٌد إِٔ َر ُ
علَى أ َ ْعمَا ِب ُك ْم َو َم ْن ٌَ ْنمَلِبْ َ
علَى َ
ع ِمبَ ٌْ ِه س ُل أَفَإ ِ ْن َماتَ أ َ ْو لُ ِت َل ا ْنمَلَ ْبت ُ ْم َ
ِم ْن لَ ْب ِل ِه الر ُ
سٌَجْ ِزي للاُ الشا ِك ِرٌنَ ) (آل عمران،)ٔٗٗ : شٌْبا َو َ للا َضر َ فَلَ ْن ٌَ ُ
ٔٙ
ت ِم ْن سو ٌل لَ ْد َخ َل ْ ولوله – عز وجلَ ( :ما ْال َم ِسٌ ُح اب ُْن َم ْرٌَ َم إِٔ َر ُ
ْ س ُل َوأُمهُ ِ
ت ثُم ْؾ نُبٌَِّ ُن لَ ُه ُم ْاٌَََا ِ
ظ ْر َكٌ َ ص ّدٌِمَةٌ َكانَا ٌَؤ ُك َٕ ِن الطعَ َ
ام ا ْن ُ لَ ْب ِل ِه الر ُ
ظ ْر أَنى ٌُإْ فَ ُكونَ ) (المابدة،)9٘ : ا ْن ُ
فالعبارات واحده ،والبناء هو البناء وعلى الرؼم من ذلن نمول إن
المصر فً اٌَه اِولى لصر إفراد وفً الثانٌة لصر للب والذي جعلنا
نمول هذا المول الولوؾ على أحوال المخاطبٌن من خٕل تؤمل سٌاق
اٌَتٌن.
فلشدة حب الصحابة للرسول صلى هللا علٌه وسلم ،وتعلمهم به نزلوا منزلة
من ٌستبعد موته وكؤنهم ٌعتمدون أنه ٌجمع بٌن الرسالة وعدم الهٕن ،ولذا
كان المصر (لصر إفراد) فً اٌَة اِولى.
طرق المصر
للمصر طرق بعضها اصطٕحً متفك علٌه عند البٕؼٌٌن،
وبعضها مختلؾ علٌه:
أول -ما اتفك علٌه البالغٌون فهو أربعة طرق :العطؾ ،والنفً
وأستثناء ،وإنما ،والتمدٌم.
الطرٌك األول :العطف ب "بل ول ولكن" وكل منها ٌفٌد أن حكم المعطوؾ
بها ٌؽاٌر المعطوؾ علٌه ،بؤن ٌكون متعاطفاها مختلفٌن إٌجابا وسلبا ،فإذا
كان العطؾ ب "ٔ" أفاد النفً بعد اْثبات كمولن" :دمحم خاتم اِنبٌاء ٔ
ؼٌره ،وإذا كان العطؾ ب "بل ولكن" أفاد اْثبات بعد النفً كمولن" :ما
زٌد كاتب بل شاعر".
وٌٕحظ أن العطؾ أوضح طرق المصر؛ للتصرٌح فٌه بالمثبت والمنفً،
وٌلٌه النفً وأستثناء ،فإنما ،فالتمدٌم.
عمر -خال ُد
ُ أمثلة العطؾ بٕ ،وبل ،ولكن -:تمول( :زٌ ٌد كرٌ ٌم ٔ
ٌنصحن مخلصا ٔ مرابٌا ،لٌس حاتم بخٌُ بل جوادا ،لم ٌنصحنً عمر
لكن صدٌمه) ،فتجد المصر لد أ ُفٌد بؤحد الحروؾ المذكورة ،وواضح أن
العطؾ ٌُصرح فٌه بكل من المثبت والمنفً أي الممصور علٌه والمنفً عنه
ٕٙ
()1
طرق المصر وأوكدها ِن ؼٌره من الطرق ٔ ٌصرح ولذا كان ألوى
فٌها بالنفً بل ٌفهم ضمنا.
ف بها ِإلخراج المعطوف م ّما دخل فٌه
ط ُأ -أ َّما كلمة "ل" العاطفة فٌَُع َ
سٕ ،ولبستُ خزا َٔ بزا ،وهً ع َ
صٕ ٔ َالمعطوؾ علٌه ،مثل :أ َك ْلتُ ب َ
صالحة لكل أنواز المصر ،والممصور علٌه بها هو الممابل لما بعدها
وٌشترط لدٔلتها على المصر:
أن ٌكون المعطوؾ بها مفردا ،وأٔ ٌتمدمها نفً أو نهً ،وأٔ ٌكون مابعدها
شاعر ٔ ؼٌر) فتفٌد لصر(زٌد) على
ٌ داخٕ فً عموم ما لبلها ،تمول (زٌ ٌد
صفة (الشعر) لصرا حمٌمٌا وتمول( :زٌد شاعر ٔ كاتب) فتفٌد لصره على
الشعر لصرا إضافٌا ،ومنه لول أبً تمام-:
ب ِّ
الشرن والرٌر ِ فً متونهن جرٕ ُء بٌض الصفابح ٔ سود الصحابؾ
تجده لد لصر السٌوؾ التً حممت النصر وفتحت عمورٌة على كونها
بٌض الصفابح مشرلة ٔمعة ونفاها عن كونها سود الصحابؾ سوداء
مظلمة ،فالممصور علٌه هو الممابل لما بعد (ٔ) ثم لصر جٕء الشن
ي جوانبهن ونفاه عن كتبوالرٌب على كونه فً متون هذه السٌوؾ أ ّ
المنجمٌن وطرٌك هذا المصر هو التمدٌم اَتً بٌانه.
ضراب عن اِول،ُ اْ
ب( -بل) -:وأ ّما كلمة"بل" العاطفة ،ومعناها ِ
واْثبات للثانً ،وللعطؾ بها شرطان :أن ٌلٌها مفرد ،وأن ٌتمدمها نفً أو
ِ
نهً؛ ِنها فً هذه الحال تمرر حكم ما لبلها وتثبت ضدهُ لما بعدها
()2
،وذلن عماد المصر ،كمولن( :ما جاء زٌ ٌد بل فتضمنت النفً واْثبات
عمرو) ٌفٌد نفً المجًء عن زٌد وإثباته ل(عمرو) والممصور علٌه
ب(بل) هو ما بعدها وٌرى البٕؼٌٌون أنها صالحة للمصر اْضافً إفرادا
ٖٙ
وللبا وتعٌٌنا ،ؤ تصلح للمصر الحمٌمً ِن المنفً معها ٌكون أمرا محددا
دابما فإن جاء عاما ٔ ٌكون منفٌا بل ٌكون مسكوتا عنه نحو (ما جاءنً
أح ٌد بل زٌد) فٕ تفٌد هذه الجملة سوى إثبات المجًء لزٌد أما ما لبل(بل)
وهو (أحد) فمسكوت عنه والمسكوت عنه ٔ ٌوصؾ بنفً ؤ إثبات.
ً (رضً هللا عنه) :
ومن شواهد المصر ب(بل) لول اْمام عل ّ
ب
برررررل الٌترررررٌ ُم ٌترررررٌ ُم العلرررررم واِد ِ رٌس الٌتررٌ ُم الررذي لررد مررات وال ر ُدهُ
لر َ
فمد لصر الٌتٌم على صفة الحرمان من العلم واِدب ونفاه عن فمدان الوالد لبل
بلوغ مبلػ الرجال فهو لصر موصوؾ على صفة لصرا إضافٌا كما نراه (لصر
للب) ِنه للب ما هو راسخ فً اِذهان من أن الٌتٌم هو الذي لد مات والدهُ لبل
بلوغ سن الرجال.
ج( -لكن) -:وأ ّما كلمة "ل ِك ْن" العاطفة ،فهً لٕستدران بعد النفً وٌشترط
أن ٌكون المعطوؾ بها مفردا ،أي :ؼٌر جملة ،وأن تكون مسبولة بنفً أو
نهً ،وأن ٔ تمترن بالواو.
والعطؾ بكلمة "لكن" ٌفٌد المصر ،وحالها كحال "بل" فالممصور علٌه بها هو ما
بعد المعطوؾ بها ،ومثله (ما أكرمنً زٌد لكن عمرو) فمد لصر اْكرام على
عمرو ونفى عن زٌد فالممصور علٌه ب(لكن) هو الوالع بعدها مثل (بل) تماما
وهً صالحة للمصر اْضافً للبا وإفرادا وتعٌٌنا .حسب اعتماد المخاطب،
والمصر الحمٌمً بنوعٌه
ومنه لول عروة بن الورد:
ٗٙ
مصٌبٌ ) ،فتفٌد لصر الصفة على الموصوؾ فً اِول ،والموصوؾ على
الصفة فً الثانً.
وٌستخدم هذا الطرٌك فٌما ٌنكره المخاطب.
فاِصل فٌه أن ٌستعمل فٌما ٌنكره المخاطب ،وذلن لٓثبات والتؤكٌد من
خٕل النفً واْستثناءٌ ،مول عبدالماهر الجرجانً( -:وأما الخبر بالنفً
وأثبات ماهذا إٔ كذا ،وإن هو إٔ كذا) فٌكون لّمر ٌنكره المخاطب
وٌشن فٌه فإذا للت( :ماهو إٔ مصٌبٌ ،أو ماهو إٔ مخطا) للته لمن ٌدفع
أن ٌكون اِمر على ما للتهُ ،وإذا رأٌت شخصا من بعٌد فملت (ما هو إٔ
وٌجد فً زٌد) لم تمله إٔ وصاحبن ٌتوهم إنه لٌس بزٌد وإنه إنسان آخر ِ
اْنكار أن ٌكون كذلن ،)...ومن ذلن لوله تعالى( -:لُ ْل َٔ أَلُو ُل لَ ُك ْم ِع ْندِي
ْب َو َٔ أَلُو ُل لَ ُك ْم إِ ِنًّ َملَنٌ إِ ْن أَت ِب ُع إِٔ َما ٌُو َحى ِإلًَ خَزَ ابِ ُن للاِ َو َٔ أ َ ْعلَ ُم ْالؽٌَ َ
ٌر أَفَ َٕ تَتَفَك ُرونَ ) (اِنعام )٘ٓ :تجده لد ص ُ لُ ْل ه َْل ٌَ ْست َ ِوي ْاِ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ
لصر أتباز على الوحً ٔ ٌتجاوزه إلى ؼٌره ،فهو لصر حمٌمً ،ولد
أُوثِر التعبٌر بالنفً وأستثناء ،إذ المخاطبون ٌنكرون ذلن وٌدفعونه فهم
ٌعتمدون إنهُ شاعر أوساحر ولد جا َء المصر ب(إن ،إٔ) ،لٌبدد هذا اْنكار
وٌدفع ذلن الجحود فهذا الطرٌك (النفً وأستثناء) ٌُستخدم عندما ٌنكر
(ٔ)
المخاطب وٌجحد الحكم أوعندما ٌنزل تلن المنزلة).
والممصورعلٌه هو ماٌلً أداة أستثناء سواء تمدمت به اِداة أو تؤخرت،
فالراجح أنه ٔ مانع من هذا التمدٌم لوضوح المراد وزوال اللبس بمعرفة
موضع الممصورعلٌه ومنه ،لول الشاعر-:
٘ٙ
فدٔلة " إنما " على المصر دٔلة وضعٌة وعلى الرؼم من ذلن لم
ٌفت البٕؼٌون أن ٌتحدثوا عن وجه دٔلتها على المصر ،فمد ذكروا أنها
علَ ٌْ ُك ُم
تدل على المصر لتضمنها معنى (ما ،إٔ) كموله تعالىِ ( :إن َما َحر َم َ
ؼٌ َْر بَاغ َو َٔ طر َ ٌر َو َما أُهِل بِ ِه ِلؽٌَ ِْر للاِ فَ َم ِن ا ْ
ض ُ ْال َم ٌْتَةَ َوالد َم َولَحْ َم ْال ِخ ْن ِز ِ
ور َر ِحٌ ٌم) (البمرة )ٔ9ٖ :بالنصب ،والمعنى ؼف ُ ٌعلَ ٌْ ِه إِن للاَ َ عاد فَ َٕ إِثْ َم َ َ
(ما َحر َم هللا علٌكم إٔ المٌتة ،فهو لصر طرٌمه إنما ،أما فً لصر
الموصوؾ على الصفة كمولن :إنما زٌ ٌد لاب ٌم (فهو ْثبات لٌام (زٌد) ونفً
ماعداه من المعود ونحوه ،وأما فً لصر الصفة على الموصوؾ كمولن:
إنما ٌموم زٌ ٌد فهو ْثبات لٌام زٌد ونفً ماسواه من لٌام عمرو وخالد وبكر
وؼٌرهم ،وهذا
هو المصر الذي ٌدل علٌه النفً وأستثناء.
ومن لصر الصفة على الموصوؾ لصرا حمٌمٌا ؼٌر تحمٌمً مبنً
ان أ َ ْن ٌُولِ َع بَ ٌْنَ ُك ُم ْالعَ َد َاوة َ
ط ُعلى المبالؽة ،ففً لوله تعالى( :إِن َما ٌ ُِرٌ ُد الش ٌْ َ
ع ِن الص َٕةِ فَ َه ْل أ َ ْنت ُ ْم ع ْن ِذ ْك ِر للاِ َو َصد ُك ْم َ ضا َء فًِ ْالخ َْم ِر َو ْال َم ٌْ ِس ِر َوٌَ ُ
َو ْال َب ْؽ َ
ُم ْنت َ ُهونَ ) (المابدة )7ٔ :تجد إرادة الشٌطان لد لصرت ب إنما) على اٌماز
العداوة والبؽضاء بٌن المسلمٌن فً الخمر والمٌسر وصدهم عن الذكر
والصٕة ،ولما كانت (إنما) تستعمل فً اِمور المعلومة التً ٔ تنكر ؤ
تدفع فمد أوثرت فً التعبٌر هنا لتُنبا بؤن هذا اِمر من اِمور المعلومة
التً ٔ ٌنكرها أحد ،ؤٌدفعها مدافع.
الطرٌك الرابع التمدٌم :والتمدٌم الذي ٌفٌد المصر عند البٕؼٌٌن تمدٌم ما حمه
التؤخٌر كتمدٌم الخبر على المبتدأ ،والمعمول على العامل .ومن ذلن لول هللا
ّ
عز وجل( :إٌِانَ نَ ْعبُ ُد َوإٌِانَ نَ ْست َ ِع ُ
ٌن) (الفاتحة.)٘ :
إٌانَ :اِولى مفعول به لفعل نَ ْعبُد.
وإٌّانَ :الثانٌة مفعول به لفعل نَ ْست َ ِعٌن ،واِصل فً المفعول به أن ٌكون
متؤخرا عن عامله .فموله( :إٌِانَ نَ ْست َ ِعٌن) لصر للعبادة وأستعانة على هللا
لصر صفة على موصوؾ لصرا حمٌمٌا تحمٌمٌا.
ٙٙ
لالوا :د ّل هذا التمدٌم على تخصٌص هللا ّ
عز وج ّل بالعبادة وأستعانة،
فالمعنى ٔ :نَ ْعبُد إٔ إٌّان ،ؤ نستعٌن إٔ بن.
و طرٌك التمدٌم هو باب واسع من أبواب البٕؼة تكمن ورابه العدٌد من
المزاٌا واِسرار البٕؼٌة تؤمل لولن :ما أنا للت هذا الشعر ،فمد د ّل تمدٌم
المسند إلٌه ،وإٌٕإه أداة النفً على المصر ،أي نفً الشعر عن المسند إلٌه
الممدم وإثباته لؽٌره.
ومن ذلن لول الشاعر:
فتمدٌم المسند إلٌه على الخبر الفعلً بعد أداة النفً ٌفٌد –ؼالبا -
أختصاص (.)1
ٙ7
تدرٌبات على المصر
ٔ -عرؾ المصر لؽة واصطٕحا ،واشرح التعرٌؾ ممثٕ لما تذكر.
ٕ -ما نوز المصر فً البٌت التالً:
ٙ8
اإلنشاء
اإلنشاء لغةً :هو اإلٌجاد.
وفً الصطالح ( : )1لول ٔ ٌحتمل صدلا ؤ كذبا ،كاِمر والنهً
وأستفهام والتمنً والنداء وؼٌرها ،فإنن إذا للت( :اللّهم ارحمنً) ٔ ٌصح
أن ٌمال لن :صادق أو كاذب ،نعم ٌصح ذلن بالنسبة إلى الخبر الضمنً
المستفاد من الكٕم ،وهو أنن طالب للرحمة.
وأسالٌب اْنشاء ٌمصد بها إنشاء المعانً وصوؼها ابتداء؛ لٌطلب بها
مطلوبا معٌنا .وهذا ٔ ٌعنً أن أسالٌب اْنشاء لٌس لها نسبة خارجٌة حتى
ٌنظر فً مطابمتها للنسبة الكٕمٌة ،فٌكون المعنى على الصدق أو عدم
مطابمتهما ،فٌكون المعنى على الكذب أو عدم مطابمتها .بل لها نسبة
خارجٌة وهً لٌام المعنى اْنشابً من تمن ،أو أمر ،أو نهً ،أو استفهام،
أو نداء فً نفس المتكلم.
ولكن لٌس الممصود من الجملة اْنشابٌة اْخبار بمطابمة هذه النسبة بالنسبة
الكٕمٌة ،وإنما الممصود هو إنشاء المعنى وابتداإه.
ألسام اإلنشاء
ٌنمسم اإلنشاء إلى طلبً وغٌر طلبً:
()2
الطلبً :وهو ما ٌمتضً مطلوبا ؼٌر حاصل أول اإلنشاء
ولت الطلب كؤسالٌب اِمر والنهً والنداء وأستفهام والتمنً.
أما اإلنشاء غٌر الطلبً :فهو ما ٔ ٌستدعً مطلوبا ،وله صٌػ كثٌرة؛
منها:
ٙ9
صنَا َم ُك ْم بَ ْع َد أ َ ْن ت ُ َولوا ُم ْدبِ ِرٌنَ ) (اِنبٌاء: المسم لوله تعالىَ ( :وت َاّللِ َِ َ ِكٌ َدن أ َ ْ
ض فَ َر ْشنَاهَا فَنِ ْع َم ْال َما ِهدُونَ ) ،)٘9وأفعال المدح والذم كموله تعالىَ ( :و ْاِ َ ْر َ
(الذارٌات ،)ٗ0 :ولوله -عز وجلَ ( :مث َ ُل الذٌِنَ ُح ِ ّملُوا الت ْو َراة َ ثُم لَ ْم ٌَحْ ِملُوهَا
ت للاِ َوللاُ َٔ س َمث َ ُل ْالمَ ْو ِم الذٌِنَ َكذبُوا بِآٌََا ِ ار ٌَحْ ِم ُل أ َ ْسفَارا بِبْ َ َك َمث َ ِل ْال ِح َم ِ
سى ٌَ ْهدِي ْالمَ ْو َم الظا ِل ِمٌنَ ) (الجمعة ،)٘ :والترجً كما فً لوله تعالى( :فَعَ َ
سروا فًِ أ َ ْنفُ ِس ِه ْم علَى َما أ َ َ ً ِب ْالفَتْحِ أ َ ْو أ َ ْمر ِم ْن ِع ْن ِد ِه فٌَُ ْ ْ
ص ِب ُحوا َ للاُ أ َ ْن ٌَؤتِ َ
ار ِه ْم إِ ْن لَ ْم ٌُإْ ِمنُواعلَى آَث َ ِ
سنَ َ اخ ٌع نَ ْف َ
نَاد ِِمٌنَ ) (المابدة ،)ٕ٘ :ولوله( :فَلَعَلنَ بَ ِ
سفا) (الكهؾ.)ٙ : ث أَ َ ِب َه َذا ْال َحدٌِ ِ
ومن ذلن ألفاظ العمود كمولن :بعت ،واشترٌت ،ومنها :رب ،وكم الخبرٌة؛
لدٔلتهما على إنشاء التملٌل أو التكثٌر كما فً لول المابل :رب أخ لن لم
ظنونَ أَن ُه ْم ُم َٕلُو للاِ َك ْم ِم ْن فِب َة
تلده أمن ،وكما فً لوله تعالى( :لَا َل الذٌِنَ ٌَ ُ
ٌرة بِإ ِ ْذ ِن للاِ َوللاُ َم َع الصا ِب ِرٌنَ ) (البمرة.)ٕٗ7 : ؼلَ َب ْ
ت ِفب َة َك ِث َ لَ ِلٌلَة َ
أول -أسلوب األمر
واِمر هو )1( :طلب حصول الفعل على سبٌل التكلٌؾ واْلزام من اِعلى
إلى اِدنى
ولّمر صٌػ أربع ،وهً:
ٔ -فعل اِمر :كموله تعالىَ ( :وأ َ ِعدوا َل ُه ْم َما ا ْست َ َ
ط ْعت ُ ْم ِم ْن لُوة َو ِم ْن ِر َبا ِط
عدُو ُك ْم) (اِنفال ،)ٙٓ :ولوله -عز وجل- عدُو للاِ َو َْال َخ ٌْ ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َ
ظلَ ُموا إِن ُه ْم ُم ْؽ َرلُونَ )
َاط ْبنًِ فًِ الذٌِنَ َ صنَعِ ْالفُ ْلنَ بِؤ َ ْعٌُنِنَا َو َوحْ ٌِنَا َو َٔ تُخ ِ
( َوا ْ
(هود.)ٖ9 :
ٕ -الفعل المضارز الممرون بٕم اِمر :كما فً لوله تعالىِ ( :لٌُ ْن ِف ْك ذُو
علَ ٌْ ِه ِر ْزلُهُ فَ ْلٌُ ْن ِف ْك ِمما آَت َاهُ للاُ) (الطٕق.)9 :
سعَتِ ِه َو َم ْن لُد َِر َ
سعَة ِم ْن َ
َ
ٓ7
ٖ -اسم فعل اِمر :نحو :صه بمعنى :اسكت ،و َمه بمعنى :اكفؾ ،وعلٌن
علَ ٌْ ُك ْم أ َ ْنفُ َ
س ُك ْم َٔ بمعنى :الزم .ومنه :لوله تعالىٌَ( :ا أٌَ َها الذٌِنَ آ َ َمنُوا َ
ضر ُك ْم َم ْن َ
ضل ِإ َذا ا ْهت َ َد ٌْت ُ ْم) (المابدة.)ٔٓ٘ : ٌَ ُ
ٗ -المصدر النابب عن فعل اِمر :كموله تعالىَ ( :وا ْعبُدُوا للاَ َو َٔ ت ُ ْش ِر ُكوا
شٌْبا
بِ ِه َ
سانا) (النساء )ٖٙ :أي :وأحسنوا بهما ،ولوله( :فَإِذا لَ ِمٌت ُ ُم َو ِب ْال َوا ِل َدٌ ِْن ِإحْ َ
الرلَا ِ
ب) (دمحم )ٗ :أي :فاضربوا الرلاب. ب ِّ الذٌِنَ َكفَ ُروا فَ َ
ض ْر َ
ومنه لول ابن الفجاءة:
ٔ7
ومن هذه المعانً البالغٌة:
ٔ -الدعاء :إذا كان اِمر من اِدنى إلى اِعلى وكان الطلب على سبٌل
التضرز
ان أ َ ْن آ َ ِمنُوا بِ َر ِبّ ُك ْم س ِم ْعنَا ُمنَادٌِا ٌُنَادِي ِل ْ ِ
ٌٓ َم ِ ومن ذلن لوله تعالىَ ( :ربنَا إِننَا َ
سٌِّب َاتِنَا َوت ََوفنَا َم َع ْاَِب َْر ِار (َٖ )ٔ7ربنَا ع نا َ فَآ َ َمنا َربنَا فَا ْؼ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا َو َك ِفّ ْر َ
ؾ ْال ِمٌعَا َد سلِنَ َو َٔ ت ُ ْخ ِزنَا ٌَ ْو َم ْال ِمٌَا َم ِة إِننَ َٔ ت ُ ْخ ِل ُ علَى ُر ُ ع ْدتَنَا َ َوآَتِنَا َما َو َ
(ٗ( )ٔ7آل عمران.)ٔ7ٗ ،ٔ7ٖ :
اء (ٓٗ) ٌم الص َٕةِ َو ِم ْن ذُ ِ ّرٌتًِ َربنَا َوتَمَب ْل ُد َ
ع ِ ولوله تعالىَ ( :ربّ ِ اجْ عَ ْلنًِ ُم ِم َ
َربنَا ا ْؼ ِف ْر
اب) (إبراهٌم .)ٗٔ ،ٗٓ :ولوله س ُ ِلً َو ِل َوا ِل َدي َو ِل ْل ُمإْ ِمنٌِنَ ٌَ ْو َم ٌَمُو ُم ْال ِح َ
اب ِإنا ُمإْ ِمنُونَ ) (الدخان.)ٕٔ : عنا ْالعَ َذ َؾ َ تعالى َ ( :ربنَا ا ْك ِش ْ
احكا ض ِسلٌ َمانَ علٌه السٕم( :فَتَبَس َم َ سان ُ عن ِل َ ومنه لوله -ت َ َعالَى َ -
علَى َوا ِل َدي ِم ْن لَ ْو ِل َها َولَا َل َربّ ِ أ َ ْو ِز ْعنًِ أ َ ْن أ َ ْش ُك َر نِ ْع َمتَنَ التًِ أ َ ْن َع ْمتَ َ
علًَ َو َ
ضاهُ َوأَد ِْخ ْلنًِ بِ َرحْ َمتِنَ فًِ ِعبَادِنَ الصا ِل ِحٌنَ ) (النمل صا ِلحا ت َْر َ َوأ َ ْن أ َ ْع َم َل َ
ٌخاطب مال َكه وخالمَه ،والمالنُ َٔ ٌؤ ُم ُرهُ أَح ٌد ِمن خَل ِم ِه .و ِإنما ُ ،)ٔ7فإنه
ب بِ َها اَِدنَى َمن ُه َو ُخاط ُ
مر ٌ ِ اِمر الدعا ُء ،و َكذلنَ كل صٌؽة لّ َ ِ ِ ٌُرا ُد بِ َه َذا
أَعلى منه منزلة وشؤنا.
وسر التعبٌر بؤسلوب اِمر فً ممام الدعاء فً اٌَات الكرٌمة هو إظهار
كمال الخضوز هلل -عز وجل -وبٌان شدة الرؼبة فً تحمٌك تلن اِفعال
حتى كؤنها أمور مطلوبة من هللا -تبارن وتعالى .-
ٕ -اإلباحة :واِمر ٌؤتً لٓباحة إذا كان المراد إظهار إباحة الشًء ودفع
الحرج فالممام ممام توهم المخاطب عدم جواز فعل الشًء ،فٌكون اِمر
سا ِب ُك ْم ث ِإلَى ِن َ صٌَ ِام الرفَ ُ لدفع ذلن التوهم مثل لوله تعالى ( :أ ُ ِحل لَ ُك ْم لَ ٌْلَةَ ال ِ ّ
علَ ٌْ ُك ْم
َاب َ ع ِل َم للاُ أَن ُك ْم ُك ْنت ُ ْم ت َْخت َانُونَ أ َ ْنفُ َ
س ُك ْم فَت َ اس لَ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ِلبَ ٌ
اس لَ ُهن َ ُهن ِلبَ ٌ
َب للاُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا َوا ْش َربُوا َحتى ع ْن ُك ْم فَ ْاََنَ بَا ِش ُرو ُهن َوا ْبتَؽُوا َما َكت َ عفَا ََو َ
ام ِإلَى ص ٌَ َض ِمنَ ْال َخٌ ِْط ْاَِس َْو ِد ِمنَ ْالفَجْ ِر ثُم أَتِموا ال ِ ّ ط ْاِ َ ْب ٌَ ُ ٌَت َ َبٌنَ لَ ُك ُم ْال َخ ٌْ ُ
ٕ7
اج ِد تِ ْلنَ ُحدُو ُد للاِ َف َٕ ت َ ْم َربُوهَا
س ِعا ِكفُونَ فًِ ْال َم َ
الل ٌْ ِل َو َٔ تُبَا ِش ُرو ُهن َوأ َ ْنت ُ ْم َ
اس لَعَل ُه ْم ٌَتمُونَ ) (البمرة )ٔ09 :فاِمر هنا لٌس على َك َذلِنَ ٌُبٌَِّ ُن للاُ آٌََاتِ ِه ِللن ِ
الحمٌمة ،وإنما المراد إِباحة اِكل والشرب فً لٌالً رمضان إلى أن ٌطلع
الفجر ،وما أروز هذا التعبٌر حٌث استخدم اِمر مكان اْباحة للحض،
والحث على تناول السحور ،وبٌان أنه مرؼوب فٌه فجعله كالواجب ،واستخدم له
صٌؽة اِمر
ومن جمٌل ذلن لول كثٌر عزة:
ٖ – التخٌٌر :وٌؤتً اِمر للتخٌٌر إذا كان المخاطب مخٌرا بٌن شٌبٌن أو
أشٌاء بحٌث ٌختار منها السامع شٌبا وٌترن ما عداه ،وٌؤتً فً ممام ٌتوهم
ٖ7
فٌه المخاطب جواز الجمع بٌن شٌبٌن فؤكثر ٔ ٌجمع بٌنهما .كما فً لول
بشار:
ٗ7
ع ْب ِدنَا فَؤْتُوا كما فً لول هللا تعالىَ ( :و ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فًِ َرٌْب ِمما نَز ْلنَا َ
ع َلى َ
صا ِدلٌِنَ ) (البمرة: ُون للاِ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ
ش َه َدا َء ُك ْم ِم ْن د ِ ورة ِم ْن ِمثْ ِل ِه َوا ْد ُ
عوا ُ س َبِ ُ
ٖٕ)
فمما ٔ رٌب فٌه أن اْتٌان بسورة من مثل المرآن فوق ممدورهم فالؽرض
من صٌؽة اِمر التعجٌز أي إظهار عجزهم عما أ ُ ِمروا به.
وسر بٕؼة التعبٌر باِمر فً ممام التعجٌز إبراز لوة التحدي والتسجٌل
علٌهم؛ ِلٌت ِعظوا وٌملعوا عما هم فٌه من عناد ومكابرة.
-ٙاإلهانة والتحمٌر :وٌؤتً اِمر لٓهانة والتحمٌر :وٌكون فً ممام عدم
أعتداد بالمخاطب ،وللة أكتراث ،كما فً لول هللا تعالى( :ذُ ْق إِننَ أ َ ْنتَ
ٌز ْال َك ِرٌ ُم) (الدخان .)ٗ7 :فالكافر ٔ ٌمكنه الذوق؛ ِنه ٌعانً ؼصص ْال َع ِز ُ
العذاب وآٔمه ومحنه ،وتلن حال ٔ ٌستطٌع فٌها أن ٌذوق إٔ الحمٌم
والؽسلٌن .ؤ ٌخفً علٌن ما وراء أسلوب اِمر من اْهانة والتحمٌر
والتهكم وأستهزاء بهإٔء الذٌن انحرفوا عن العمل ،وحادوا عن المنهج
الموٌم.
ٌز ْال َك ِرٌ ُم) ؤ عزة ؤ كرامة وإنما
وتنبعث تلن السخرٌة من لولهْ ( :العَ ِز ُ
ذِلة ومهانة.
وتؤمل لول الشاعر:
٘7
ْس َه َذا بِ ْال َح ّ ِ
ك ار أَلٌَ َ
علَى الن ِ
ض الذٌِنَ َكفَ ُروا َ ومنه لوله تعالى َ ( :وٌَ ْو َم ٌُ ْع َر ُ
لَالُوا بَلَى َو َربِّنَا لَا َل فَذُولُوا ْالعَ َذ َ
اب بِ َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُرونَ ) (اِحماؾ ٖٗ).
ٌمول الشٌخ الدسولً" :إنه لٌس المراد اِمر بذوله العذاب "
فاٌَة فٌها لوة تحدي مع إهانة وتهكم وسخرٌة واستهزاء.
أسلوب النهً
وننتمل بعد أسلوب اِمر إلى الحدٌث عن أسلوب النهً:
()1
:هو كل أسلوب ٌُطلب به الكؾ عن الفعل على جهة فؤسلوب النهً
أستعٕء واْلزام ،فٌكون من جهة علٌا ناهٌة إلى جهة دنٌا منهٌة .وله
صٌؽة واحدة وهً المضارز الممرون بٕ الناهٌة .كمولن ٔ :تصاحب
اِشرار ٔ ،تفعل السوء ٔ ،تكؾ عن البذل والعطاء .ومنه لوله تعالى:
( َو َٔ ت َ ْمتُلُوا أ َ ْو َٔ َد ُك ْم َخ ْشٌَةَ إِ ْم َٕق نَحْ ُن ن َْر ُزلُ ُه ْم َوإٌِا ُك ْم إِن لَتْلَ ُه ْم َكانَ ِخ ْ
طبا
َك ِبٌرا) (اْسراء.)ٖٔ :
والذي تهتم به الدراسات البٕؼٌة لٌس هو طلب الكؾ عن الفعل ،وهو
المعنى اِصلً لتلن الصٌؽة ،وإنما تهتم بما وراء ذلن من معان بٕؼٌة،
ٌفٌدها أسلوب النهً ومنها.
ٔ -الدعاء :وذلن حٌنما ٌكون النهً من اِدنى إلى اِعلى ومنه لوله
غ لُلُوبَنَا َب ْع َد ِإ ْذ َه َد ٌْتَنَا َوهَبْ لَنَا ِم ْن لَ ُد ْننَ َرحْ َمة إِننَ أ َ ْنتَتعالى َ ( :ربنَا َٔ ت ُ ِز ْ
سلِنَ َو َٔ علَى ُر ُ ع ْدتَنَا َ اب) (آل عمران )0 :ولولهَ ( :ربنَا َوآَتِنَا َما َو َ ْال َوه ُ
ؾ ْال ِمٌعَا َد) (آل عمران.)ٔ7ٗ : ت ُ ْخ ِزنَا ٌَ ْو َم ْال ِمٌَا َم ِة إِننَ َٔ ت ُ ْخ ِل ُ
فالنهً فً اٌَات لٌس نهٌا حمٌمٌا؛ ِنه من العبد الذلٌل إلى الذات
العلٌة .فمعناه الدعاء والتضرز إلٌه تعالى.
والسر البٕؼً وراء استخدام النهً فً ممام الدعاء؛ ْظهار كمال
الضراعة ،وؼاٌة الذل هلل تعالى ،كما أن فٌه بٌان الرؼبة الجادة للعبد فً
(ٔ) معترن اِلران للسٌوطً ص ٖٗٗ المسم اِول ط دار الفكر العربً.
7ٙ
الؽفران ،فهً تعبٌر صادق ،وتصوٌر حً لكمال اٌْمان والرؼبة فً
الؽفران ،والخوؾ من النٌران.
ٕ -ألتماس - ،وٌؤتً النهً ْرادة معنى ألتماس :وذلن إذا كان النهً
من المساوي والند بدون استعٕء ؤ خضوز ؤ تذلل .كمولن لنظٌرنٔ :
تفعل هذا .ومنه :لول هللا تعالى على لسان هارون ٌخاطب أخاه موسى -
علٌهما السٕم( :-لَا َل ٌَا ابْنَ أُم َٔ ت َؤ ْ ُخ ْذ بِلِحْ ٌَتًِ َو َٔ بِ َرأْ ِسً إِ ِنًّ َخ ِشٌتُ أ َ ْن
تَمُو َل فَر ْلتَ بٌَْنَ َبنًِ ِإس َْرابٌِ َل َولَ ْم ت َْرلُبْ لَ ْو ِلً) (طه .)7ٗ :فالنهً فً لوله:
( َٔ ت َؤ ْ ُخ ْذ) المراد به :ألتماس؛ ِنه لٌس فٌه استعٕء وإلزام ،ؤ تذلل
وخضوز ،حٌث وجه من هارون إلى موسى وهما متساوٌان فً الرتب ِة
والمنزل ِة ،فهو ٌلتمس منه بهذا النهً عدم إنزال العموبة به؛ فمد خشً إن
خرج علٌهم أن ٌتفرلوا وفً إٌثار التعبٌر بنسبته إلى اِمٌَ( :ا ابْنَ أُم) على
الرؼم من كونه أخٌه ِبٌه وأمه استعطاؾ لموسى وترلٌك لملبه.
ومن ذلن لول المتنبً فً سٌؾ الدولة:
شررجاز متررى ٌررذكر لرره الطعررن فررررٕ تبلؽرررراه مررررا ألررررول فإنرررره
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررتمً
سٌؾ الدولة ما ٌمول فً وصؾ فهو ٌلتمس من صاحبٌه أن ٌكت َما عن ٌشر
شجاعته وحسن بٕبه فً الحروب .ولد عبر بؤسلوب النهً فً هذا الممام،
ممام ألتماس؛ إظهارا لشدة حرصه على كتمان هذا اِمر عن سٌؾ
الدولة ،ففً ذلن ما فٌه من تهوٌل وتفخٌم لشجاعته ولوة فتكه بؤعدابه.
ٖ – التمنً إذا كان النهً لؽٌر العالل وكان المصد منه التمنً ،وٌتخذ هذا
اِسلوب وسٌلة إلى طلب أمر محبوب.
ومن ذلن لول الشاعر:
77
أٔ تبكٌررررران لصرررررخر النررررردى أعٌنررررررً جررررررودا ؤ تجمرررررردا
َ
تبخٕ به؛ فإنهما فهً تحث عٌنٌها على البكاء ،وأن تجو َدا بالدمع وأٔ
تبكٌان صخر الندى .فالتعبٌر باِمر والنهً فً هذا الممام ٌظهر شدة
حزنها ،ورؼبتها الموٌة فً أن ٌتحمك ما ترٌده ،وتفٌض عٌناها بالبكاء؛
وفاء لحك هذا الممام.
فهً تتمنى فً لولها( :ؤ تجمدا) أٔ تجمد عٌناها عن الدموز لٌطول
بكاإها على أخٌها صخر.
أسلوب الستفهام
الستفهام :هو طلب العلم بالشًء لم ٌكن معلوما من لبل بؤدوات خاصة،
فمن المعلوم أن الهمزة والسٌن والتاء إذا زٌدت فً الفعل الثٕثً أفادت
معنى الطلب؛ ٌمال :استزاد أي طلب الزٌادة ،واستؽفر أي طلب المؽفرة،
واستفهم أي طلب الفهم؛ فأستفهام ٌعنً :طلب الفهم؛ ولذا لالوا فً تعرٌفه:
الستفهام :هو طلب العلم بشًء لم ٌكن معلوما من لبل بؤدوات خاصة،
وهذه اِدوات هً :الهمزة وهل و َمن وما وكٌؾ وكم وأٌن وأٌان ومتى
وأنى وأي.
ولد عرفت أن الجملة الخبرٌة التً تدخل علٌها هذه اِدوات تتكون
من أجزاء هً المسند والمسند إلٌه وأحد المتعلمات ،وبضم هذه اِجزاء،
وإسناد بعضها إلى بعض تتكون الجملة التً تفٌد حكما معٌنا بهذا الضم أو
بذان اْسناد.
وعندما تدخل هذه اِدوات على الجملة الخبرٌة ٌكون أستفهام بها عن أحد
أمرٌن؛ إما عن النسبة أي اْسناد أو الحكم المفاد من الجملة ،وٌُسمى
تصدٌما ،وإما عن أحد أجزاء الجملة وٌسمى تصورا.
فالتصدٌك هو :إدران النسبة بٌن الشٌبٌن ثبوتا أو نفٌا،
والتصور هو :إدران أحد أجزاء الجملة المسند أو المسند إلٌه أو أحد
المتعلمات.
78
وأدوات الستفهام بحسب المستفهم عنه ثالثة أنواع:
ٔ -ما ٌطلب به التصور تارة والتصدٌك تارة أخرى ،وهو الهمزة وحدها.
ٕ -ما ٌطلب به التصدٌك فمط وهو هل.
ٖ -ما ٌطلب به التصور فمط وهو بمٌة اِدوات.
79
ْبراهٌم -علٌه السٕم -بإسحاق ومن وراء إسحاق ٌعموب ،كٌؾ تلد وهً
عجوز ولد عاشت حٌاتها عمٌما وهذا بعلها لد صار شٌخا!! إنه ِمر
عجٌب ،ولذلن تساءلت المٕبكة متعجبة من تعجبها( :لَالُوا أَت َ ْع َجبٌِنَ ِم ْن أ َ ْم ِر
ت إِنهُ َح ِمٌ ٌد َم ِجٌ ٌد) (هود.)9ٖ : علَ ٌْ ُك ْم أ َ ْه َل ْالبَ ٌْ ِ
للاِ َرحْ َمةُ للاِ َوبَ َر َكاتُهُ َ
ً َٔ أ َ َرى ْال ُه ْد ُه َد أ َ ْم َكانَ ِمنَ
ومن ذلن لوله تعالىَ ( :وتَفَم َد الطٌ َْر فَمَا َل َما ِل َ
ْالؽَابِبٌِنَ ) (النمل )ٕٓ :فٕ ٌخفً أنه ٔ ٌعنً أستفهام على الحمٌمة إذ ٔ
معنى ٔستفهام العالل عن حال نفسه ،فهو أعلم بها من ؼٌره ،لذا فهو محمول على
ؼٌر حمٌمته ،ولد أ ُرٌد به هنا معنى التعجب من عدم رإٌة الهدهد بدلٌل أنه ما كان
ٌؽٌب عن سلٌمان إٔ بإذنه فلما لم ٌره فً مكانه تعجب من حال نفسه ،وكٌؾ أنه لم
ٌره.
ومنه لول المتنبً فً وصؾ الحمى:
ٓ8
الذٌِنَ َخلَ ْوا ِم ْن َل ْب ِل ُك ْم َمستْ ُه ُم ْالبَؤ ْ َ
سا ُء َوالضرا ُء َو ُز ْل ِزلُوا َحتى ٌَمُو َل الر ُ
سو ُل
ص َر للاِ لَ ِرٌبٌ ) (البمرة.)ٕٔٗ : ص ُر للاِ أ َ َٔ إِن نَ ْ َوالذٌِنَ آ َ َمنُوا َمعَهُ َمت َى نَ ْ
والخطاب للصحابة رضوان هللا علٌهم والمعنى :أحسبتم أن تدخلوا الجنة
بٕ ابتٕء وتمحٌص ،ولد جرت سنة هللا تعالى أن ٌبتلً عباده فمد ابتلى
اِمم لبلكم ابتٕء شدٌدا ،ومستهم البؤساء والضراء ،حتى لال الرسول وهو
أعلم الناس باهلل وأوثمهم به وبنصره ،ولال الذٌن آمنوا معه من شدة ما أحل
بهم :متى نصر هللا؟ فمداستطالوا مدة العذاب واستبطؤوا مجًء النصر.
وسر التعبٌر بؤسلوب أستفهام فً ممام اْستبطاء هو :إظهار مدى المعاناة
من طول أنتظار ،وجذب انتباه السامع ودعوته للمشاركة والنظر فٌما نزل
وحل بهم ،ؤ ٌخفً ما للسٌاق فً اٌَة الكرٌمة من إبراز وتصوٌر لحال
هإٔء المابلٌن ،وما حل بهم من ابتٕء وشدة جعلتهم ٌتطلعون إلى فرج هللا
ونصره الذي طال انتظارهم له.
ٌ٘ -أتً الستفهام أٌضًا وٌراد به التمرٌر ،بمعنى طلب اْلرار وٌكون إذا
أراد المتكلم حمل المخاطب على اْعتراؾ بمضمون الكٕم ،أو بمعنى
التحمٌك واْثبات ،وٌشترط فً الهمزة أن ٌلٌها الممر به وذلن إذا أردت أن
تحمل المخاطب على اْلرار بفعله.
فمن األول لوله تعالى( :لَالُوا أَأ َ ْنتَ فَ َع ْلتَ َه َذا بِآ َ ِل َهتِنَا ٌَا ِإب َْراهٌِ ُم)
(إبراهٌم )ٕٙ :فلٌس مراد الكفار :حمله على اْلرار بالفعل أي بؤن كسر
اِصنام لد كان ،بل كان مرادهم حمله على اْلرار بؤن الكسر كان منه ٔ
من ؼٌره.
ومنه لول جرٌر ٌمدح بنً أمٌة:
ٕ8
تطبٌمات على أسلوب الستفهام
ما أستفهام؟ ما هً أدواته ؟
ما المعانً التً تخرج الٌها أدوات أستفهام عن معانٌها اِصلٌة.؟
ماذا ٌراد بأستفهام فٌما ٌلً ؟
وأنرر َدى العررالمٌنَ بُطررون راح (ٔ) ألسرررررتُم خٌرررررر َمن َركرررررب
ررررب والمررررروتُ ٔ ٌل َعر ُ
ررررب ونلعر ُ رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
ررررذهب
ُ المطاٌأنرلُهرررررو وأٌّامنرررررا تر (ٕ)
وؼٌررنُ تما َمه إذا كنرت تبنٌره (ٖ) مترررى ٌبلرررػ البنٌررران ٌومرررا
ركم
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررد ُ ُ
ررؾ الخٕبر ٌهر
ِمررن بعررد مررا عر َ رررردو
(ٗ) فعرررررٕم ٌلرررررتمس العر ّ
شررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررانً مسررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراءتً
اْجابة:
(ٔ) التمرٌرٔ :ن الممام للمدح ،وذلن ابلػ فٌه ،ولو أن جرٌرا لال فً مدحه
وأنتم خٌر من ركب المطاٌا» لكان لوله (خبرا) ٌحتمل الصدق والكذب،
ولكنه إذ وضعه فً صورة أستفهام لم ٌجعله خبرا ٌشن فٌه ،بل جعله
حمٌمة ٔ ٌجهلها أحد ؤ ٌنكرها إذا سبل عنها.
(ٕ) النهً عن اللعب -وٌصح أن ٌكون للتهكم.
(ٖ) أنكار -وبٌان أن ذلن لن ٌكون.
(ٗ) التعجب من عمل ٔ ٌجدٌه نفعا.
***
ٖ8
أسلوب ال ِنّداء
طلب المت َكلم إلبال المخاطب علٌه بحرؾ نابب مناب «أنادي» أو ُ -هو
ي ،وٌا،
"أدعو" المنمول من الخبر إلى اْنشاء -وأدواته ثمان الهمزة ،وأ ّ
وآي ،وأٌَا َوهٌا ،ووا.
وهً فً كٌفٌة الستعمال نوعان:
ي :لنداء المرٌب
(ٔ) الهمزة وأ ّ
(ٕ) وبالً اِدوات لنداء البعٌد.
ولد ٌُنز ُل البعٌد منزلة المرٌب -فٌنادي بالهمزة وأ ّ
ي ،إشارة إلى أنه
لشدة استحضاره فً ذهن المتكلّم صار كالحاضر معهٌ ٔ ،ؽٌب عن الملب،
وكؤنه ماث ٌل َ
أمام العٌن -كمول الشاعر:
سر ُ
رركان بررؤن ُكم فررً ربررع للبررً ُ اِران تٌمنرروا
ِ نعمرران
ِ سرركانَ
أ ُ
ولد ٌُنزل المرٌب منزلة البعٌد -فٌنا َدى بؽٌر «الهمزة ،وأي»
ِؼراض بٕؼٌة:
علُ ّو مرتبته ،فٌجع ُل بع ُد المنزلة كؤنه بُعد فً المكان كموله
«أ» إشارة إلى ُ
«أٌا مؤي» وأنت معه للدٔل ِة على أن ال ُمنادي عظٌ ُم المدر ،رفٌ ُع الشؤن.
«ب» أو إشارة إلى انحطاط منزلته ودرجته -كمولن «أٌا هذا» لمن هو
معن.
«ج» أو إشارة إلى أنّ السام َع لغفلته وشُرود ذهنه كؤنّه ؼٌر حاضر
ُ
فٕن كمولن للساهً -أٌا
-وكمول البارودي:
()1
َمهٕ ،فإِنن باٌِّام ُمنخَردز ٌؤٌهررررا السررررادر المررررزور مررررن
صررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررلؾ
(ٔ) السادر الذاهب عن الشًء ترفعا عنه ،والذي ٔ ٌبالً ؤ ٌهرتم بمرا صرنع .المرزور:
المنحرؾ ،والصلؾ الكبر.
ٗ8
ٌمول هون علٌن أٌها الصلؾ المزهو بنفسه ،ؤ ٌؽررن أمرن فإن
الزمن أكبر منن ،والشاهد فٌه :استعمال "ٌا" الموضوعة لنداء البعٌد فً
المنادى المرٌب؛ لٓشارة إلى ما اعتبر فً المنادى من وصؾ الؽفلة
والذهول لما عراه من نشوة كبرٌابه.
عظم األمر المدعو له وعلو شأنه ،حتى كؤن المنادى "د" التنبٌه إلى
عنه مع شدة حرصه على أمتثال "مثل لوله تعالىٌَ( :ا ممصر فٌه ؼافل
َما أ ُ ْن ِز َل ِإلٌَْنَ ِم ْن َر ِبّنَ َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْف َع ْل فَ َما َبل ْؽتَ ِر َ
سالَتَهُ) سو ُل َب ِلّ ْػ
أٌَ َها الر ُ
(المابدة.)ٙ9 :
ولرررد كررران منررره البرررر والبحرررر فٌررا لبررر معررن كٌررؾ وارٌررت
مترعررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراُ
ت ٌَ َداه ظ ُر ْال َم ْر ُء َما لَد َم ْ ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررروده َذابا لَ ِرٌبا ٌَ ْو َم ٌَن ُ
وكموله تعالى( :إِنا أَن َذ ْرنَا ُك ْم َ
ع جر
َوٌَمُو ُل ْال َكافِ ُر ٌَا لَ ٌْتَنًِ ُكنتُ ت ُ َرابا) (النبؤ.)ٗٓ :
ٕ -التعجب ،كمول طرفة:
ُِنرررراس ُ
عترررروهم فررررً ازدٌرررراد ٌررا لمررومً وٌررا ِمثررال لررومً
سررفهُ المررردي لهررم ٔ ٌبررر ُح ال ّ للرجررال ذوي اِلبرراب مررن ٌررا ِ ّ
دٌنررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا نفررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
٘8
الولُرررررروز بالشرررررر َهوا ِ
ت رررررإٔم َ
َ فر رٌت َم َرامرا
ضر َرب لرد ل َ
اٌهرا الملر ُ
إلرررررررى سرررررررلٌمان فنسرررررررترٌحا ٌررا ُ
نرراق سررٌرى عنمررا فسررٌحا
للررتُ ٌررا رٌررر ُح ِبلّؽٌرره السرررٕما الرٌرررراح ِنررررً
حجبرررروه عررررن ّ
تحملنرررً الرررذلفاء حرررؤَ أكتعرررا ٌا لٌتنً كنرتُ صربٌا ُمرضرعا
كررؤن ك ر ّل سرررور حاضر ٌرر فٌرره ٌا لٌلة لستُ أنسى طٌبها أبردا
8ٙ
علم البٌان
المجاز اللغوي
الحمٌمة والمجاز ،والفرق بٌنهما
تعرٌف الحمٌمة لغة واصطال ًحا:
الحمٌمة لغة :لحمٌمة فً اِصل فعٌل بمعنى فاعل من حك الشًء إذا ثبت
أو بمعنى مفعول من حممته إذا أثبته نمل إلى الكلمة الثابتة أو المثبتة فً
مكانها اِصلً والتاء فٌها للنمل من الوصفٌة إلى أسمٌة (.)1
87
ما وضعت له ،فً اصطٕح به التخاطب ،على وجه ٌصح مع لرٌنة عدم
إرادته (.)1
88
المجاز المرسل
عرؾ الخطٌب المجاز المرسل بموله :الضرب اِول :المرسل ،وهو ما
()1
كانت العٕلة بٌن ما استعمل فٌه وما وضع له مٕبسة ؼٌر التشبٌه
صد باْرسال كونه مطلما عن التمٌٌد بعٕلة معٌنة كالمشابهة فً وٌُم َ
أستعارة بل تتعدد عٕلاته وتتنوز حتى ٔ تكاد تُحصر والمهم هو وجود
أرتباط بٌن المعنى ال ُمعَبر به واللفظ المترون.
مالبسات المجاز المرسل أو عاللاته:
أول -السببٌة :وهً أن ٌكون المعنى اِصلً للكلمة سببا فً
المعنى المراد.
ومن أشهر العٕلات التً تواردت علٌها الكتب عٕلة السببٌة أعنً تسمٌة
المسبب باسم السبب ،وإنما ٌكون ذلن حٌن ٌموى فً تصورهم تؤثٌر السبب
فً المسبب ،وٌرٌدون البٌان عن ذلن ،وأن المسبب ٔ ٌتخلؾ عنه حتى
كؤنه هو كإطٕلهم الؽٌث على النبات ،فٌمولون( :رعٌنا الؽٌث) ٌشٌرون
بذلن إلى أن النبات المرعً كان عن الؽٌث ،وٌبرزون بذلن أهمٌة الؽٌث
(.)2
89
ٌجب أن ٌكون نتٌجة ومحصلة ٔزمة لٕعتداء ،فهو ٔ ٌتخلؾ عنه وكؤن
هذه الفاء أٌضا مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب.)1( .
ٓ9
رابعًا -عاللة الجزئٌة:
ونعنً بها تسمٌة الشًء باسم جزبه ،ولٌس كل جزء صالحا ِن ٌراد به
الكل وإنما ٔبد أن ٌكون جزءا مهما وأساسٌا فً هذا الكل ،فالمرآن الكرٌم
ٌسمً الصٕة لٌاماِ ،ن المٌام ركن من أركانها ،وٌسمٌها أٌضا الذكر
والركوز والسجود ،وكل هذه أساسٌات فً الصٕة ،ؤ ترى المرآن ٌسمٌها
التشهد ،أو البسملة ،وهذا واضح ِن الجزء الدال على الكل والنابب منابه
ٔبد أن ٌكون من محضه وصمٌمه ( .)1ومن ذلن لوله تعالى( :لُ ِم الل ٌْ َل إِٔ
لَ ِلٌٕ) أي :صل ،ونحوه َٔ ( :تَمُ ْم فٌِ ِه أَبَدا) أي ٔ :تصل .
سا :عاللة الكلٌة:
خام ً
ونعنً بها تسمٌة الجزء باسم الكل أو إطٕق الكل وإرادة الجزء
ومن المشهور فً ذلن لوله تعالى ٌَجْ عَلُونَ أ َ ْ
صابِعَ ُه ْم فًِ آ َذانِ ِهم ّمِنَ
ط ِب ْالكافِ ِرٌنَ ( البمرة .)ٔ7 :حٌث أطلمت وللاُ ُم ِحٌ ٌ
ت ّ ك َح َذ َر ْال َم ْو ِ
الص َوا ِع ِ
اِصابع وأرٌد اِنامل ،تصوٌرا لما هم فٌه من رعب وهول أنساهم أنفسهم
حتى كادت تدخل اِصابع كاملة
فً اَذان من شدة ولع البرق والرعد والصواعك علٌهم لمخالفتهم أمر
الحك.
سا :عاللة اعتبار ما كان:
ساد ً
ومن المشهور فً هذا المجاز ذكر الشًء بوصفه الذي كان ،لتعلك الؽرض
بهذا الوصؾ والتعوٌل علٌه فً مؽزى العبارة ،كما فً لوله تعالى ( َوآتُوا
ْال ٌَت َا َمى أ َ ْم َوالَ ُه ْم) (النساء ، )ٖ :فمد ذكرهم بلفظ الٌتامى وهو ٌؤمر بإعطابهم
أموالهم .وذلن ٔ ٌكون إٔ بعد الرشد وذهاب الٌتم ،ولكن ذكر الصفة هنا
ٌوما إلى سرعة إعطابهم اِموال بعد الرشد وذهاب الٌتم من ؼٌر مهلة،
ولد أبرز المرآن هذا المعنى فً لوله (فَإ ِ ْن آنَ ْستُم ِ ّم ْن ُه ْم ُر ْشدا فَا ْدفَعُوا ِإلَ ٌْ ِه ْم
ٔ9
أ َ ْم َوا َل ُه ْم) (النساء ،)ٙ :فذكر لفظ "آنستم" ونكر الرشد لٌفٌد لدرا ما منه ،ثم
أنه ٌرلك للوب اِولٌاء فً هذا السٌاق ،وٌذكرهم بثكل هإٔء الٌتامى
وحرمانهم من عطؾ اِبوة وأحضانها الدافبة ،وأنهم عاجزون عن
المكافحة وحماٌة أموالهم ،وأنه ٔ ٌلٌك بذي المروءة والدٌن أن ٌطمع فً
()1
مال من هذا حاله.
ٕ9
تاسعًا :عاللة المحلٌة:
وهً ذكر المحل وإرادة الحال .عكس السابمة .كموله تعالى ٌَمُولُونَ
ِبؤ َ ْف َوا ِه ِهم ما لٌَ َ
ْس ِفً لُلُو ِب ِه ْم( آل عمران ،)ٔٙ9 :عبر باِفواه و أراد
اِلسنِ ،ن اِفواه محلها ،وبٕؼة ذلن تتجلى فً أن الممصود أنهم
ٌتشدلون بالكٕم وٌتخللون به كما تتخلل البمرة بلسانها فٌملإونها بما ٔ
طابل تحته ،و هذا تمبٌح لصورتهم وتشوٌه لهٌبتهم حٌن ٌتحدثون بالكذب و
النفاق.
عاشرا :عاللة اآللٌة:
ً
سول س ْلنَا ِم ْن َر ُ
ونعنً بها تسمٌة الشًء باسم آلته كموله تعالىَ ( :و َما أ َ ْر َ
صدْق ِفً سانَ ِ ان لَ ْو ِم ِه) أي :بلؽة لومه ،ولوله تعالىَ ( :واجْ َع ْل ِلً ِل َ
س ِِإٔ ِب ِل َ
ْاَ ِخ ِرٌنَ ) أي :ذكرا جمٌٕ وثناء حسنا.
ولٌست هذه العٕلات هً كل ما ذكره العلماء من عٕلات المجاز المرسل،
فمد أوصلها بعضهم إلى الثٕثٌن ،وفٌما ذكرناه الكفاٌة.
ٖ9
ثانًٌا :الستعارة
تعرٌف الستعارة لغة واصطالحا :
ٌذكر (ابن فارس) فً مماٌٌس اللؽة أن مادة (عور) لها أصٕن،
()1
، وٌذكر من بٌنهما اِصل الذي ٌعنٌنا وهو الدال على تداول الشًء
وٌمكننا أن نلحظ ارتباطا وثٌما بٌن هذا اِصل اللؽوي لهذه المادة،
والتعرٌؾ أصطٕحً الذي ذكره البٕؼٌون لٕستعارة المتمثل فً لول
اْمام(عبد الماهر الجرجانً ،تٔ ٗ9ه) ،وذلن حٌنما عرفها فً كتابه
اِسرار بموله « :اعلم أن االستعارة فً الجملة أن ٌكون للَّفظ أصلٌ فً
ص به حٌن ُوضع ،ثم اخت ُ ٌَّ
الوضع اللغوي معروفٌ تدلٌ الشواهد على أنه ْ
ٌستعمله الشاعر أو غٌر الشاعر فً غٌر ذلك األصل ،وٌنقله إلٌه ا
نقًلٌغٌرٌ
كالعارٌَّة» (ٌ .)2
ِ الزمٌ ،فٌكون هناك
(ٔ) ٌُنظر :مماٌٌس اللؽة ٔبن فارس /تح .عبد السرٕم هرارون -مرادة عرور /طٕ/مطبعرة
مصطفً البابً الحلبً بمصر ٖٔ07هٔ7ٙ7 ،م.
(ٕ) ٌُنظررر :أسرررار البٕؼررة لعبررد المرراهر الجرجررانً تررح دمحم رشررٌد رضررا صٖٓ المكتبررة
التوفٌمٌة.
(ٖ) ٌُنظر :اٌْضاح بتعلٌك البؽٌة جٖ ،صٔ.7
ٗ9
أهم تمسٌمات الستعارة:
ً
أول -استعارة فً المفرد واستعارة فً المركب
تنمسم أستعارة انمساما أولٌا إلى لسمٌن:
المسم األول :الستعارة فً اللّفظ المفرد ،وهً التً ٌكون المست ُ
َعار فٌها
لفظا مفردا ،مثل:
ب فاخترق
الحر ِ
ْ (ٔ) لفظ" :اللٌّث" فً نحو جملة" :أ ْل َب َل اللٌ ُ
ْث ُم َدججا بّ َ َم ِة
العدو "أي :ألبل الفارس الشجاز الذي هو كاللٌّث. ّ ْش
جٌ َ
ش َف ِ
ك الن ُحور ت البُدُور فوق َ (ٕ) لفظ" :البدور" فً نحو جملة" :بزَ َ
ؼ ِ
والصدُور" .أي :ألبلت الحسناوات اللّواتً وجو ُه ُه ّن ْ
كالبُدُور.
المسم الثانً :الستعارة فً اللّفظ المركّب ،وهً الّتً ٌكون الل ْفظُ
المستعار فٌها كٕما مركبا من عدّة ألفاظ ،مثل:
ارم نَب َْوة".
ص ِ(ٔ) "لك ِّل جواد كب َْوة -و ِل ُك ِّل َ
هذان ُم َر ّكبَان من عدّة ألفاظٌ ،ستعاران لمن ٌخطا أحٌانا ،ولٌس من شؤنه
ؤ من عادته أن ٌخطا.
بارٌها".
س ِ ْط ْالمَ ْو َ
(ٕ) "أَع ِ
هذا لفظ مر ّكب ٌستعار للدٔلة به على أنه ٌنبؽً إسناد العمل إلى من ٌُحْ ِسنُه
وٌُتْ ِمنُه لسابك خبرته به (.)1
٘9
وأخٌرا فحٌن تجري العبارة مجرى اِمثال ،وتؽدو مثٕ ،فإنها
ب بها المفرد والمذكر وفروعهما" : ت ُ ْست َعار بلفظها دون تؽٌٌر ،فٌخا َ
ط ُ
المثنى ،الجمع ،المإنث" وفك صٌؽتها التً وردت دون تبدٌل ؤ تعدٌل.
ومنها اِمثال التالٌة:
التمر الرديء الذي فَ َم َد
ْ سو َء ِكٌ َلة"ْ .ال َحش ُ
َؾ: (ٔ) لولهم" :أ َحشَفا َو ُ
صابصه ال ِكٌلَةَُ :هٌْبة ال َكٌْل .هذا مثل ٌضرب لمن ٌظلم من جهتٌن.
خ َ
ضنَا ٌَ ْست َ ْن ِس ُر" .البَؽَاث :طابر أ ْبؽ ُ
َث اللون ،أي: ؤر ِ (ٕ) لولهم" :إن ْالبَؽ َ
َاث بِ ْ
ز من الطٌر أصؽر من الرخَم بطًء َاث نو ٌ بٌض وسودْ ،
والبَؽ ُ ٌ فٌه بُمَ ٌع
الطٌران وهو م ّما ٌُصاد ،الواحدة منه "بَؽَاثَة"ْ ٌَ .ست َ ْن ِس ُر :أيٌ :صٌر كالنّسْر
ص ٌْدُه.
فٕ ٌُستطاز َ
أن من نزل بؤرضنا وجاورنا لَ ِو َ
ي هذا َمث َ ٌل ٌُض َْر ُ
ب وٌرا ُد به الدٔلة على ّ
ع ّز. ِبنَا َو َ
ثانًٌا -الستعارة التصرٌحٌة والستعارة المكنٌة:
تنمسم أستعارة باعتبار ما ٌذكر من الطرفٌن إلى استعارة
تصرٌحٌة ،واستعارة مكنٌة ،ومن المعلوم أن أستعارة فً أصلها تشبٌه
حذؾ منه أحد الركنٌن ،فإن حذفت المشبه وصرحت بالمشبه به،
فأستعارة تصرٌحٌة ِنن صرحت بالعمدة ،وهو المشبه به ،أما إذا حذفت
المشبه به ،وأبمٌت المشبه فً العبارة وأثبت له شٌا من لوازمه ،
فأستعارة حٌنبذ استعارة مكنٌة ،فاِساس الذي ٌدور علٌه التمسٌم هو
المشبه به ،إن ذكرته فلمد صرحت باِساس ،فأستعارة تصرٌحٌة ،وإن
حذفته وأبمٌت المشبه وشٌبا من لوازم المشبه به فؤنت تكنً عنه،
فأستعارة مكنٌة (.)1
(ٔ) ٌُنظر :الوجوه الحسان فً علم البٌان ،د .سعٌد جمعة ص ٕٓٔٗ ،ٔٙ9م.
9ٙ
الظلمات ،لصد بها الضٕل والكفر ،فالضٕل كالظلمات ،فعبر عن الضٕل
بلفظ الظلمات ،وكذا فً كلمة النور ،أراد منها الهدى واٌْمان ،وبٌنهما
أٌضا عٕلة المشابهة ،والمرٌنة فً كل ذلن لرٌنة حالٌة تفهم من الكٕم (.)1
ررب
طٌَر َ ررم ِعً أ َ ْ
سر ْز َ لَرررانًِ وإٌِررر َدا َ ْررررررو
ت نَض َ ار ْ سررررررؤ َ ْلت ُ َها ِحررررررٌنَ زَ َ َ
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
رررن َخررررات َ ِم
ت لُإْ لُررررإا ِمر ْ ط ْ سبَررررالَ َْالو َخ ررررررررررررررررررررررررررررـ
سرنا لَ َم ررررررررررررررررررررررررررا ْالر ُ
بفَ ْزَُرل ْحِعزَ َهر ْ
َ شفَما ؼَشرى َ حت َ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
طرلبل " بالمانً " ،وهو البرلع من ِع
فاستعمل كلمة (الشفك) لاصدا ما وصفه َ
اِحمر حٌن زحزحته عن وجه كالممر ،وفً كل من الشفك والممر استعارة
تصرٌحٌة ،وكذلن الحال فً لوله " سالطت لإلإا " ،حٌث أراد كٕمها
المنضود ،أما " الخاتم " فاستعارة رابعة ِنه أراد به الفم الصؽٌر،
والشاعر فً كل ذلن ٌطلك اللفظ وٌرٌد به عضوا من أعضاء حبٌبته.
وأما الستعارة المكنٌة أو الستعارة بالكناٌة فهً ما ٌحذؾ فٌها
المشبه به وٌرمز له بشًء من لوازمه ،ومن بٌن أستعارات المكنٌة لول
الشاعر:
97
ٕ -مذهب المدماء أو الجمهور وهو المعزو للزمخشري؛ وهو أن المكنٌة
هً اسم المشبه به المستعار فً النفس للمشبه ،وأن التخٌٌلٌة هً إثبات
ٔزم المشبه به للمشبه.
ٖ -ومذهب (السكاكً) وهو أن المكنٌة هً لفظ المشبه المستعمل فً
المشبه به ادعاء وأن التخٌٌلٌة هً اسم ٔزم المشبه به المستعار للصورة
الوهمٌة التً أثبتت للمشبه.)1(.
98
ونحوها ،والمستعار له إزالة الضوء عن مكان اللٌل و ُم ْلمَى ظله ،وهما
حسٌان ،والجامع لهما ما ٌُعمل من ترتب أمر على آخر .ولٌل :المستعار له
ظهور النهار من ظلمة اللٌل ،ولٌس بسدٌد؛ ِنه لو كان ذلن لمال" :فإذا هم
ظ ِل ُمونَ ) أي :داخلون فً الظٕم. مبصرون" ونحوه ،ولم ٌمل( :فَإ ِ َذا ُه ْم ُم ْ
ٌم) فإن المستعار منه الرٌ َح ْالعَ ِم َ س ْلنَا َ
علَ ٌْ ِه ُم ِ ّ لٌل :ومنه لوله تعالى( :إِ ْذ أ َ ْر َ
المرأة ،والمستعار له الرٌح ،والجامع المنع من ظهور النتٌجة واِثر؛
فالطرفان حسٌان والجامع عملً .وفٌه نظر؛ ِن العمٌم صفة للمرأة ٔ اسم
لها ،وكذلن جعلت صفة للرٌح ٔ اسما.
والحك أن المستعار منه ما فً المرأة من الصفة التً تمنع من الحمل،
والمستعار له ما فً الرٌح من الصفة التً تمنع من إنشاء مطر وإلماح
شجر ،والجامع لهما ما ذكر.
وأما استعارة محسوس لمحسوس بما بعضه حسً وبعضه عملً
فكمولن" :رأٌت شمسا" وأنت ترٌد إنسانا شبٌها بالشمس فً حسن الطلعة
ونباهة الشؤن ،وأهمل السكاكً هذا المسم.
وأما استعارة معمول لمعمول فكموله تعالىَ ( :م ْن بَ َعثَنَا ِم ْن َم ْرلَ ِدنَا) فإن
المستعار منه الرلاد ،والمستعار له الموت ،والجامع لهما عدم ظهور
اِفعال ،والجمٌع عملً.
ز بِ َما تُإْ َم ُر) فإن وأما استعارة محسوس لمعمول فكموله تعالى( :فَا ْ
ص َد ْ
المستعار منه صدز الزجاجة ،وهو كسرها ،وهو حسً ،والمستعار له تبلٌػ
الرسالة ،والجامع لهما التؤثٌر ،وهما عملٌان ،كؤنه لٌل" :أَبِ ِن اِمر إبانة ٔ
علَ ٌْ ِه ُم الذِّلةُ) ض ِربَ ْ
ت َ تنمحً كما ٔ ٌلتبم صدز الزجاجة" وكموله تعالىُ ( :
جعلت الذلة محٌطة بهم مشتملة علٌهم ،فهم فٌها كما ٌكون فً المبة من
ربت علٌه ،أو ملصمة بهم حتى لزمتهم ضربة ٔزب كما ٌضرب الطٌن ض ُْ
على الحابط فٌلزمه؛ فالمستعار منه إما ضرب المبة على الشخص ،وإما
ضرب الطٌن على الحابط ،وكٕهما حسً ،والمستعار له حالهم مع الذلة،
والجامع اْحاطة أو اللزوم ،وهما عملٌان.
99
طؽَى ْال َما ُء) فإن
وأما استعارة معمول لمحسوس ،فكموله تعالى( :إِنا لَما َ
المستعار له كثرة الماء وهو حسً ،والمستعار منه التكبر ،والجامع
أستعٕء المفرط ،وهو عملً (.)1
ٓٓٔ
اَتٌة بعد ،أو نسبة إلى اِصل بمعنى ما انبنى علٌه ؼٌره ،ؤ رٌب أنها
أصل للتبعٌة لبنابها علٌها(.)1
وأما أستعارة التبعٌة فهً ما كان اللفظ المستعار فٌها فعٕ ،أو اسما
مشتما ،أو حرفا ،واِسماء المشتمة هً :اسم الفاعل ،واسم المفعول،
والصفة المشبهة ،وأفعل التفضٌل ،واسما الزمان والمكان ،واسم اَلة ،وما
إلى ذلن (.)2
(ٔ) ٌُنظررر :المنهرراج الواضررح حامررد عررونً جٖ صٕٓ٘ومررا بعرردها بتصرررؾ ،المكتبررة
اِزهرٌة للتراث.
(ٕ) ٌُنظر :المنهاج الواضح جٖ صٕٓ٘وما بعدها بتصرؾ.
ٔٓٔ
لطبٌعتها إٔ أن ٌمتضً السٌاق والممام خٕؾ ذلن فاِبلػ حٌنبذ هو
المتوافك مع السٌاق والخادم للؽرض.
ومن شواهد أستعارة المرشحة لول شولً:
فإنه شبه المصابد بالعرابس ،ولما استعار العرابس للمصابد أتبع ذلن
بما ٌٕبم المستعار منه بموله( :تٌمن فٌن -شالهن جٕء -هن الحسان -
مهورهن) وهذه أوصاؾ العرابس.
ومن شواهد أستعارة المجردة البلٌؽة ٔلتضاء السٌاق لوله تعالى
ط َمبِنة ٌَؤْتٌِ َها ِر ْزلُ َها َرؼَدا ِ ّمن ُك ِّل َم َكان
َت ِآمنَة م ْللاُ َمثَٕ لَ ْرٌَة َكان ْ
ب ّ ض َر َ
َ و َ
صنَعُونَ ؾ ِب َما َكانُواْ ٌَ ْ ْ
اس ال ُجوزِ َوالخ َْو ِ ْ َ
للاِ فَؤ َذالَ َها ّ
للاُ ِل َب َ َ
ت ِبؤ ْنعُ ِم ّ فَ َكفَ َر ْ
(النحل ٕٔٔ).
فمد شبه ما ٌعتري اْنسان من أثر الجوز و الخوؾ وهو (النحافة و
أصفرار والوهن) باللباس ،أي أنه استعار اللباس لما ؼشً اْنسان من
أثر الجوز و الخوؾ ،و عبر باْذالة لٌٕبم المستعار له ِن معناها:
أبتٕء بآٔم ذلن ،وهً أبلػ من (كساها) لما فٌها من إشعار بالشدة و ِن
اْدران بالذوق ٌستلزم اْدران باللمس ؤ عكس و كلمة اللباس فٌها دٔلة
على عموم اِثر .ولذا عبر بها دون (طعم).
لال الخطٌب :إن المراد باْذالة إصابتهم بما استعٌر له اللباس كؤنه
لال :فؤصابها هللا بلباس الجوز والخوؾ .لال الزمخشري" :اْذالة جرت
عندهم مجرى الحمٌمة لشٌوعها فً البٌٕا والشدابد وما ٌمس الناس منها؛
فٌمولون" :ذاق فٕن البإس والضر ،وأذاله العذاب" شبه ما ٌدرن من أثر
الضر واِلم بما ٌدرن من طعم المر والبشع" (.)1
ٕٓٔ
ومن شواهد أستعارة المطلمة التً خلت عن مٕبم الطرفٌن معا لول
المتنبً:
لٌرررث الشررررى ٌرررا حمرررامٌ ،رررا ٌررا برردرٌ ،ررا بحرررٌ ،ررا ؼمامررة،
رجررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررل ٌرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
حٌث استعار (البدر ،والبحر ،والؽمامة ،ولٌث الشرى ،والحمام) للممدوح،
والنداء لرٌنة مانعة من إرادة المعنى الحمٌمً ،ولم ٌصرح فً البٌت بصفة
تٕبم المشبه المستعار له أو المشبه به المستعار منه ،حٌث التصر على
نداء اللفظ المستعار دون زٌادة.
ومن شواهد أستعارة المطلمة التً ذكر فٌها ما ٌٕبم الطرفٌن لول جمٌل
بثٌنة:
ٖٓٔ
تدرٌبات على الستعارة
سٔ :اختر اْجابة الصحٌحة مما بٌن اِلواس:
أ -أستعارة التً ٌصرح فٌها بلفظ المشبه به تسمى بـ...
(التصرٌحٌة – المكنٌة – التبعٌة – المرشحة)
ب -حذؾ المشبه به فً أستعارة والرمز إلٌه بشًء من لوازمه ٌسمى بأستعارة
(التخٌٌلٌة – المكنٌة – الوفالٌة – المجردة)
ج -إثبات ٔزم المشبه به للمشبه ٌسمى بأستعارة...
(العنادٌة – اِصلٌة – التخٌٌلٌة – المطلمة)
د -اللفظ المركب المستعمل فً ؼٌر ما وضع له ٌسمى بأستعارة...
(العامٌة – المفردة – التمثٌلٌة –التهكمٌة)
ه -السببٌة هً إحدى عٕلات المجاز...
(المركب – العملً – المرسل – اللؽوي)
سٕ :وضح الممصود بالمصطلحات البٕؼٌة اَتٌة:
أ -المجاز اللؽوي ب -المجاز المرسل ج -أستعارة التصرٌحٌة د-
أستعارة المكنٌة ه -أستعارة التمثٌلٌة.
سٖ :حدد موطن الشاهد فٌما ٌؤتً ،مبٌنا سبب أستشهاد:
ورض ُه ْم ٌَ ْو َمبِذ ٌَ ُمو ُج فًِ بَ ْعض َونُ ِف َخ فًِ الص ِ -لوله تعالىَ ( :وت ََر ْكنَا بَ ْع َ
فَ َج َم ْعنَا ُه ْم َج ْمعا) (الكهؾ)77 :
ْص ُر ان لَا َل أ َ َح ُد ُه َما إِ ِنًّ أ َ َرانًِ أَع ِسِجْنَ فَت َ ٌَ ِ
-لول هللا تعالىَ ( :و َد َخ َل َم َعهُ ال ّ
ْ ْ
خ َْمرا َولَا َل ْاَخ َُر إِ ِنًّ أ َ َرانًِ أَحْ ِم ُل فَ ْوقَ َرأ ِسً ُخبْزا ت َؤ ُك ُل الطٌ ُْر ِم ْنهُ نَ ِبّبْنَا
بِت َؤ ْ ِوٌ ِل ِه إِنا ن ََرانَ ِمنَ ْال ُمحْ ِسنٌِنَ ) (ٌوسؾ)ٖٙ :
ع َد الرحْ َم ُن -لوله تعالىَ ( :لالُوا ٌَ َاو ٌْ َلنَا َم ْن بَ َعثَنَا ِم ْن َم ْر َل ِدنَا َه َذا َما َو َ
سلُونَ ) (ٌس )ٕ٘ :إجابة سٔ: ص َدقَ ْال ُم ْر َ
َو َ
أ -التصرٌحٌة .ب -المكنٌة .ج -التخٌٌلٌة .د -التمثٌلٌة .هـ -المرسل.
ٗٓٔ
أهداف الممرر
أن يتعرف الطالب على مفهىم الكناية في اللغة وفي اصطالح البالغييه،
وأشهر العلماء الذيه تحدّثىا عنها.
أن ٌمؾ الطالب على أهمٌة الكناٌة ،وخصابصها وأسرارها البٕؼٌة،
والفرق بٌنها وبٌن المجاز.
ً لرآنا وسنة ،وفً
أن ٌعً الطالب مسالن الكناٌة ودروبها فً البٌان العل ّ
البٌان اِدبً شعرا ونثرا.
أن ٌستطٌع الطالب التفرلة بٌن الكناٌة والتعرٌض من جهة ،وبٌن التلوٌح
والرمز واْشارة من جهة أخرى.
أن ٌتمكن الطالب من استخدام الكناٌة وتطبٌمها على كٕم ٌتذوله ،أو ٌنشبه.
أن ٌتمن الطالب استخدام أسوب الكناٌة فً الدعوة والتدرٌس عن اِسلوب
الموجز الممنع الممتع.
أن ٌمتدي الطالب بؤسٕفه وما كانوا علٌه من حشمة وأدب ،وما كانت علٌه
المجتمعات الرالٌة من أعراؾ.
أن ٌتمكن الطالب من مخاطبة حاسة الوجدان الدٌنٌة بلؽة الجمال الفنٌة.
٘ٓٔ
الكناٌة
نشأتها وأشهر العلماء الذٌن تحدّثوا عنها
الكناٌة من فنون البٕؼة الجمٌلة ،والهدؾ منها التعبٌر عن المعنى
الممصود ،والوصول إلى الؽرض المنشود بؤسهل الطرق وأوجزها وألربها
دون إٌذاء لمشاعر اَخرٌن.
والكناٌة فً اللؽة :الستر والخفاءٌ ،مال :كنٌت الشًء إذا سترته وتركت
التصرٌح به ،فالمتكلم بؤسلوب الكناٌة ٌتكلم بشًء وٌرٌد ؼٌره.
الكناٌة فً أصطٕح :لفظ أ ُط ِلك وأرٌد به ٔزم معناه مع جواز إرادة
المعنى الحمٌمً مع ٔزمه.
شرح التعرٌؾ :لوله (لفظ) ٌ :شمل الحمٌمة والمجاز والكناٌة( ،وأرٌد
به ٔزم معناه) ٌ :خرج الحمٌمة؛ ِن الحمٌمة لفظ ٌراد به المعنى اِصلً ،
والمجاز ٔبد فٌه من لرٌنة مانعة من إرادة المعنى الحمٌمً.
فالكناٌة ٌجوز فٌها الجمع بٌن المعنى الحمٌمً والمعنى الٕزم له.
وذلن كمول امرئ المٌس فً معلمته:
عر ْ
ررن ررك َ تطر ْ نَبُرررو ُم الضررر َحى لَررر ْم ت َ ْن ِ ررن فَر ْرروقَ
الم ْسر ِ ررت ِ ررحً فَتٌِر َ ضر ِ َوت ُ ْ
ل
بؤعمال هذه َهاالمرأة تفَؼنٌة ،مترفة لها من ٌموم
ضررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ِ ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
ٌرٌد الشاعر أن ٌمول: فِ َرا ِشر
بٌتها ،وأنها لم تلبس المنطمة بعد تفضل أي لم تصر عزٌزة بعد ذلة ،بل
منعمة عزٌزة منذ كانت.
وفً البٌت ثالث كناٌات:
(فتٌت المسن) كناٌة عن الترؾ والثراء والؽنى.
(نبوم الضحى) :كناٌة عن أن هذه المرأة لها من ٌخدمها وٌموم بؤعمال
بٌتها.
(لم تنتطك عن تفضل) كناٌة عن أنها ؼٌر ممتهنة فهً مصونة.
ٔٓٙ
وهذه الكناٌات الثٕث ٌجوز فٌها الجمع بٌن المعنى الحمٌمً والمعنى
الكنابً.
فٌجوز أن ٌكون المسن متناثرا فوق فراشها وهً ؼنٌة ثرٌة ،وتنام إلى
الضحى وعندها من ٌموم بخدمتها ،وهً ٔ تلبس ثوبا واحدا للعمل فهً
ؼٌر خادمة ؤ ممتهنة
وكمول الخنساء فً رثاء أخٌها صخر:
و هكذا استطاعت الكناٌة أن تنمل المعنى نمٕ لوٌا مإثرا ،ثم تؤمل التٕزم
الوثٌك الذي ٔ ٌتخلؾ أبدا بٌن التعبٌر :المعنى اِصلً و المعنى الكنابً و
(ٔ) البرهان فً علوم المرآن لبدر الدٌن دمحم بن عبد هللا الزركشً ٕ0ٕ /
ٔٓ8
هذا التٕزم والتٕإم ٌدلن على أن المعنى الكنابً ٌٔمكن تؤدٌته و تصوٌره
إٔ بهذا التعبٌر ،و أن هذا التعبٌر ٔ ٌصلح إٔ لهذا المعنى .هل فً ممدور
البشر أن ٌحاكوا هذا اِسلوب ؟!
لتوضٌح الكٕم السابك بمثال ٌمال( :فٕن ٌده نظٌفة) ،من الواضح أن
المعنى الحمٌمً هنا لٌس ممصودا ،وهو ؼسل الٌد و نظافتها من اِلذار،
وإنما ٌمصد المعنى الخٌالً المٕزم لذكر هذه العبارة الذي ٌتولد وٌظهر فً
ذهننا من( :العفة أو اِمانة ،أو النزاهة أو الترفع أو نماء الضمٌر) ،وما
شابه ذلن من المعانً المجردة حسب سٌاق الحدٌث ،وهذه الكناٌة معنى
مٕزم للمعنى الحمٌمً.
علَى ٌَ َد ٌْ ِه) (الفرلان :من
ومثال ذلن أٌضا لوله تعالىَ ( :وٌَ ْو َم ٌَعَض الظا ِل ُم َ
اٌَة .)ٕ9
لو تؤملنا اٌَة السابمة نجد أن الممصود من هذه اٌَة لٌس المعنى الحمٌمً
وهو (عض الٌدٌن) ،وإنما ٌمصد المعنى الخٌالً المٕزم لذكر هذه اٌَة
ٌتولد وٌظهر فً ذهننا من (الندم الشدٌد)؛ حٌث إن من ظلم نفسه الذي ّ
بكفره باهلل ورسوله ولم ٌستجب لدعوة اٌْمان ٌرى مصٌره المرعب ٌوم
المٌامة أٔ وهو النار فٌندم على ما كان منه فً الحٌاة فً ولت ٔ ٌنفع فٌه
الندم ،فٌعض على ٌدٌه.
ٔٓ9
أنواع الكناٌة
أول -أنواع الكناٌة باعتبار اللَّفظ المكنى عنه
ً
ٔ -الكناٌة عن صفة:
وهً أن ٌصرح بالموصوؾ وبالنسبة إلٌه ؤ ٌصرح بالصفة
س ِم َ
ط فًِ المرادة ،ولكن ٌذكر مكانها صفة تستلزمها ،كموله تعالىَ ( :ولَما ُ
ضلوا) (اِعراؾ ،)ٔٗ7 :فاٌَة كناٌة عن ندمهم أشد أ َ ٌْ ِد ِه ْم َو َرأَوا أَن ُه ْم لَ ْد َ
الندم على عبادتهم العجل ،وٌمال للنادم المتحٌر :سمط فً فمه؛ِن من شؤن
اْنسان إذا اشتد ندمه على شًء أن ٌعض ٌده ،فتصٌر ٌده مسموطا فٌها؛
()1
ِن فمه ولع فٌها
علَى
ومن التعبٌر الكنابً فً النظم المرآنً لوله تعالىَ ( :وٌَ ْو َم ٌَ َعض الظا ِل ُم َ
سبٌِٕ) (الفرلان)ٕ9 : ٌَ َد ٌْ ِه ٌَمُو ُل ٌَا لَ ٌْتَنًِ ات َخ ْذتُ َم َع الر ُ
سو ِل َ
فعض الٌدٌن كناٌة عن صفتً (الندم والتحسر) ،فصفة الندم لم تُذكر
بلفظها ونصها ،وإنّما أشٌر إلٌها بعض الٌدٌن ،وهذا ٌستلزم الندم واِسؾ
والتحسر.
ومن ال ُمٕحظ أن الندم شًء معنوي عملً ٔ ٌُرى بالحس الذي أداته
فً هذا الموضع الكناٌة ،ولكن النظم المرآنً برٌشة الكناٌة استطاز
تصوٌره فً صورة حسٌة من والع حٌاتنا الٌومٌة وتصرفاتنا السلوكٌة التً
نراها ونشاهدها ،وهً صورة من ٌعض ٌدٌه؛ لتكون أولع فً النفس،
وأثبت فً الذهن ،وألصك بالفإاد.
ونلحظ هنا مدى وضوح الدٔلة والعٕلة بٌن المعنى ال َمكنى
والمكنى عنه ،وهو الضرر واِلم الذي ٌلحك بكل ،والعٕلة بٌن (عض
عرؾ عن الٌدٌن) و(التحسر والندم) هً (التٕزم) الذي ٌرجع إلى ما ُ
ٓٔٔ
سرا على
عض على ٌدٌه؛ ُمتح ِ ّ
ّ عرؾ عنه إذا ما ندم
اْنسان وطباعه ،فمد ُ
ما فات.
ؤ شن أن الكناٌة المرآنٌة هنا بٌّنت مدى اِلم النفسً الذي ٌعانٌه
جراء
سر ّ
المتح ّ
صر من طاعات وعبادات.
ظلمه لنفسه بما فرط ول ّ
صرٌح.
كما أنها أوجز تعبٌرا ،وأوضح تصوٌرا من ذكر المعنى ال ّ
ومن الكناٌة عن صفة لوله تعالى ( َؤ تَجْ عَ ْل ٌَدَنَ َم ْؽلُولَة إِلَى ُ
عنُمِنَ َؤ
ْط) (اْسراء )ٕ7 :فمولهٌَ ( :دَنَ َم ْؽلُولَة) كناٌة عن صفة ط َها ُكل ْال َبس ِ
س ْ
ت َ ْب ُ
ْط) :كناٌة عن صفة التبذٌر. ط َها ُكل ْالبَس ِ
س ْ
(البخل) ولولهَ ( :ؤ ت َ ْب ُ
فالٌد المؽلولة كناٌة عن البخل ،صوره المولى -تبارن وتعالى -فً
صورة لوٌة منفرة للتنفٌر من هذه الصفة الذمٌمة البؽٌضة ،فهذه الٌد التً
ؼلّت إلى العُنك ٔ تستطٌع أن تمتد ،وهو بذلن ٌرسم صورة حسٌة مشاهدة ُ
للبخٌل الذي ٔ تستطٌع ٌده أن تمتد بالعطاء واْنفاق.
ولد جسدت الكناٌة هنا المعنى المجرد ،وأبرزته فً صورة حسٌّة
ملموسة تزخر بالحركة والحٌاة ،حٌث أبرز النظم الكنابً معنى البخل فً
صورة الٌد المشدودة إلى العنك الممٌّد ِة به ،وهً صورة لبٌحة تنفر منها
النفوس وتشمبز ،فتُمبل على البذل والعطاء.
ْط) تعبٌر كنابً ٌصور لنا صورة ط َها ُكل ْال َبس ِ
س ْ
كما أن لوله ( َؤَ ت َ ْب ُ
هذا المبذر ،الذي ٔ ٌبمً من ماله على شًء ،كهذا الذي ٌبسط ٌده فٕ ٌبمى
بها شًء.
والكناٌتان معا بتمابلهما على هذه الصورة ،تزداد فٌهما المدرة البٕؼٌة فً
هذا التجاوز ،لٌبرز هذا التنالض على أشده فً صورة إنسان لد ُربطت ٌدّه
ك فٌهاإلى عنمه فٕ ٌستطٌع تحرٌكها ،وآخر لد م ّد ٌده ،وبسط كفه فلم ٌب ِ
شٌبا.
كما أن فً ذلن تصوٌرا للحالة النفسٌة لهذا البخٌل ٌوم المٌامة من
ضٌك وألم وحسرة على ما ضٌع على نفسه من حسنات ،ممابل الضٌك
ٔٔٔ
عنمه فهو فً حالة
النفسً الذي ٌعانٌه حمٌمة من تكون ٌده مؽلولة إلى ُ
اختناق شدٌد وهم وؼم لتمٌٌد عضو الحركة فٌه وهو الٌد.
كذلن صورة باسط الٌد الذي لم ٌبك فً ٌده شًء لٌنفعه ،فمد ضٌع بذلن
حسنات اَخرة كما ضٌع ما كان فً ٌده فً الدنٌا.
فالمولى – سبحانه – ٌو ّجهنا فً هذه اٌَة الكرٌمة عن طرٌك التعبٌر
بالٌد فً كناٌته ،أن نحفظ الٌد عن تناول الحرام ،أو إٌذاء أحد من الفمراء
والسابلٌن بؽل الٌد بجعلها مؽلولة إلى العنك عن العطاٌا ،و ٔ نمبضها عن
بسطة المكارم ،ؤ نمدها بالمسؤلة إلى ؼٌر هللا ،وأن نستعملها فً الخٌر
ومساعدة الفمٌر والضعٌؾ وهذا هو حفظها وتسخٌرها فٌما ُخلمت ِجله.
تؤمل الكناٌتٌن تجد فٌهما من روابع البٌان ما ٔ ٌحٌط به فكر إنسان،
ففٌهما جمال فً التعبٌر ،و روعة فً التصوٌر ،و إٌجاز و تؤثٌر و تنفٌر.
فالكناٌة اِولى "توحً ببخل كرٌه مصاب عاجز ،فٌه بشاعة النمص ،ونفرة
()1
العدم"...
ٕٔٔ
ومن ذلن لوله تعالى فً الترؼٌب فً الجنة وما فٌها من ألوان النّعٌم،
مراعٌا حاجة النفس البشرٌة ومٌلها إلى ما تصبو إلٌه ( َو ِع ْن َد ُه ْم لَ ِ
اص َراتُ
ؾ ِعٌن) (الصافات:
الط ْر ِ
ؾ أَتْ َراب) (ص)ٕ٘ : )ٗ0ولولهَ ( :و ِعن َد ُه ْم لَ ِ
اص َراتُ الط ْر ِ
نس لَ ْبلَ ُه ْم َؤَ َجان) ؾ لَ ْم ٌَ ْ
ط ِمثْ ُهن إِ ٌ ولوله( :فٌِ ِهن لَ ِ
اص َراتُ الط ْر ِ
(الرحمن)٘ٙ :
فمصر الطرؾ كناٌة عن العفة؛ِن المرأة التً تمصر طرفها ،وتؽض
بصرها ،ؤ تطمح ببصرها إلى ؼٌر زوجها ٔ شن أنها عفٌفة ،والعفة
صفة من الصفات المعنوٌة ،صورتها لنا الكناٌة المرآنٌة فً صورة حسٌّة
ملموسة ،فكان لها تؤثٌرها الممنع ،وولعا الممتع ،الذي ٔ تراه فً استعمال
المعنى الصرٌح وهو (عفٌفات) ،فكانت الكناٌة هنا باستعمالها فً جارحة
من جوارح اْنسان فً موضعها اِخص اِشكل.
وأود اْشارة هنا إلى بٕؼة الكناٌة ودلتها فٌما رامت إلٌه من معنى،
وما هدفت إلٌه من لصد فالحدث حمٌمً بؤبعاده التصوٌرٌة المإثرة المتؤنمة،
ولكننا نرى ما فً الوصؾ والتعبٌر عن النساء ،بماصرات الطرؾ ،ولٌس
فً طرفهن لصور ،من التراصؾ البٌانً المرتبط بإثارة النفس للتعلك بمن
تنطبك علٌه هذه العبارة أو تتحمك فٌه هذه اِوصاؾ التً تطمبن إلٌها
النّفس اْنسانٌة ،وتهش إلٌه الذات البشرٌة ،وٌتطلّع إلٌها الخٌال ُم ّ
تشولا مع
ورلَ ِة الترؼٌب ،فمد وصؾ نساء الجنّة نماء الصورة ،ولُطؾ أستدراجِ ،
بحسن العٌون النّاظرة إلى أزواجها فحسب عفة وطهارة ونماء ،دون التردد
فً النّظر إلى هذا وذان.
واستعمل النظم المرآنً ارتداد الطرؾ كناٌة عن السرعة وذلن فً
لوله تعالى( :لَا َل الذِي ِعن َدهُ ِع ْل ٌم ّمِنَ ْال ِكت َا ِ
ب أَنَا آتٌِنَ بِ ِه لَ ْب َل أَن ٌَ ْرت َد ِإلٌَْنَ
ط ْرفُنَ ) (النمل)ٗٓ :َ
فالّذي عنده علم من الكتاب رجل صالح من علماء بنً اسرابٌل ،كان وزٌرا
لرسول هللا سلٌمان ،تعهد بإحضار عرش بلمٌس ،لبل أن ٌنطبك الجفن على
الجفن ،وهذا التعبٌر كناٌة عن سرعة اْتٌان به على نحو خارق للعادة "
ٖٔٔ
ولد كثر فً كٕم النّاس ،واشت ُ ِهر على ألسنتهم لولهم :فعل كذا فً طرفة
عٌن ،ولحظة عٌن ،حتّى جعلوا اللحظة كناٌة عن الولت من ّ
الزمن فً
()1
الخفّة والسرعة"
َ
ررررررررررررٕ ِم ع ْنررررررررررررهُ بِ َ
س ررررررررررررض َ
ِ َو ْام َخررررررررررررررر ِّل َج ْنبَ ٌْرررررررررررررررنَ ِلر
ررررررررررررررر ِام
َ
َ
ررررررررررررٕ ِماء ال َكر ْ
ررررررررررررن َد ِلَرررررررررررررنَ ِمر ت َخ ٌْر ٌ
ررررررر ررررررم ِ
اء الصر ْ ُمر ْ
ررررررت ِبررررررر َد ِ
ررررررررررررررررم فَررررررررررررررررراهُ ِب ِل َجر
ررررررررررررررررام
ِ َ َجر رررررررررن أ َ ْلررررررررررـ
ِإن َمررررررررررا السررررررررررا ِل ُم َمر ْ
ففً هذه اِبٌات كناٌتان ،اِولى فً لوله( :خل جنبٌن لرام) كناٌة عن
المسالمة .والثانٌة فً لوله( :أ َ ْل َج َم فَاهُ بِ ِل َج ِام) كناٌة عن الصمت والمسالمة،
والصمت والمسالمة صفتان ،فالكناٌة فٌهما عن صفة ،ونٕحظ أن
الموصوؾ موجود ،والنسبة كذلن ،وفً الكٕم صفة تستلزم الصفة المكنى
عنها.
ومنه لول المتنبً:
()2
ص ر ْب ُح ُه ْم َوبُ ْسررط ُه ْم تُر ُ
رراب َو ُ ٌرررررر سرررررا ُه ْم َوبُسْررررر ُ
ط ُهم َح ِر ٌ فَ ِم َ
ٌعنً أنهم كانوا فً المساء ٌتصفون بالعز واِمن ،ولكنهم أصبحوا
ٌتصفون بالذل ،وهما كناٌتان بدٌعتان ،فبسطهم حرٌر كناٌة عن عزهم
()3
وؼناهم ،وبسطهم تراب كناٌة عن ذلهم وفمرهم ،ومنه لوله أٌضا:
ررررررو ُق َح ٌْر ُ
ررررررث ق ِإلَ ٌْ َهرررررررا َوالشر ْ ِ ررن أَلَ ِررم
ت َ ْشررت َ ِكً َمررا ا ْشررت َ َكٌْتُ ِم ْ
الن ُحررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررو ُل رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررو
ْ الش
(ٔ) عروس اِفراح ضمن شروح التلخٌص ٗ ،ٕٙٔ /دار السرور ،بٌروت
(ٕ) دٌوان المتنبً ٔ.ٕٖٔ/
(ٖ) السابك ٖٕٙ9/
ٗٔٔ
وهً كناٌة بدٌعة كذلن ،كنى بها عن صفة ،وهً كذب محبوبتهٌ ،مول إنها
تشتكً مر الفراق ،كما أشتكٌه ،ولكنها كاذبة فً شكواها وفً ما تدعٌه من
شوق ،فإن الشوق الصادق ٌبرح بصاحبه فٌجعله نحٌل الجسم ،وهذا ما
أصابنً بالفعل ،أما هً فلٌست كذلن.
ولول نصٌب بن رباح فً مدح عبد العزٌز بن مروان:
ؼسْرررررر ُل ُور َو َٔ َ طرررررر ْب ُخ ْالمُررررررد ِ َ طررررررابِخِ َٔ ت َ ْشرررررر ُكورررررٌض ْال َم َ
ُ بِر
ل ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
الٌابس ِ، المدوردٌِ،ربل ٌكتفون بالخبز ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراإهم ٌؽسلون ْال َمنَا
فالمتحدث عنهم ٔ ٌطبخون ،ؤ ِإ َمر
وهذا كناٌة عن البخل.
٘ٔٔ
وعن نفس المعنى ٌمول آخر:
رررر ِش ِب ْل ِمررررٌس
أ َ ْشررربَهُ شرررًء ِب َع ْ َم ْ
طرررررربَ ُخ َد ُاو ُد فِررررررً نَ َ
ظافَتِرررررر ِه
ٌس ص ر ُع َب ٌَاضررا ِمررنَ ْالمَر َرر ِ
اط ِ أ َ ْن َ َت اخررررر ِه ِإ َذا ات َ
سرررررخ ْ رررراب َ
طب ِ ثِ ٌَر ُ
ومن كناٌات العرب عن الفمر:
إذا كنت كاذبا فحلبت لاعدا ،أي ذهبت إبلن فحلبت الؽنم.
وإذا كنت كذوبا فشربت ؼبولا ( )1باردا.
ٔٔٙ
وكمولنا :الطالبة ٔ تفارق كتابها ،كناٌة عن صفة أجتهاد.
ومن جمٌل الكناٌات لول حسان بن ثابت:
ررر الرررذِي فٌِررر ِه طلَررر ِل ْالمَ ْبر ِ علَرررى َ َ ؾ ْال َعرررٌ ُْن ررت ُولُوفَرررا تَررر ْذ ُر ُ طالَر ْ أَ َ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ُُدد أ َ ْحم ررروهلَا
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر َد ُج ْه
ِب َٕ َ ٌد ث َ َوى فٌِ َها الر ِشٌ ُد ْال ُم َ
س ّد سر ِ رررر الر ُ رررت ٌَررررا لَ ْبر ِ ُور ْكر َ فَب ِ
صررررردْقِ ،إ ْن ٌ ُِطٌعُررررروهُ ُم َع ِلّررررر ُم ِ رك َجا ِهرد ْا ُور َل َك ُه ْم ٌَ ْهردٌِ ُه ُم ْال َح ُ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررت ِإ َو َمبا ٌم ِ
ُوا
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررعَد
صلى سر الحزن على الرسول – الشطر اِول من البٌت اِول كناٌة عن ٌَ ْ
شدة
هللا علٌه وسلم ،-والشطر الثانً منه ،كناٌة عن عظمة لبر الرسول – صلى
هللا علٌه وسلم.
ت ِب َٕ ٌد ث َ َوى ِفٌ َها الر ِشٌ ُد ْال ُم َ
س ّددُ ،.كناٌة عن عظمة المدٌنة ُور َك ْ
ولولهَ :وب ِ
س ّد ُد) كناٌة عن موصوؾ ،وهو الرسول – المنورة ،.ولوله( :الر ِشٌ ُد ْال ُم َ
صلى هللا علٌه وسلم.
والبٌت الثالث :كناٌة عن أهمٌة دور الرسول فً الهداٌة.
ٕ -الكناٌة عن موصوف
الكناٌة عن موصوؾ :أن ٌصرح فٌها بالصفة وبالنسبة ،ولكن الموصوؾ
المطلوب بالكناٌة ٔ ٌصرح به ،وإنما ٌذكر مكانه صفة أو أوصاؾ تدل
علٌه ،وترشد إلٌه.
أو هً :التً ٌكنى بالتركٌب فٌها عن ذات أو موصوؾ وهً تفهم من
العمل أو الصفة أو اللمب الذي انفرد به الموصوؾ.
ب ْال ُحو ِ
ت) (الملم: اح ِ
ص ِصبِ ْر ِل ُح ْك ِم َر ِبّنَ َؤ ت َ ُك ْن َك َ
مثال ذلن لوله تعالى( :فَا ْ
)ٗ0كناٌة عن موصوؾ وهو (سٌدنا ٌونس).
ت أ َ ْل َواح َو ُد ُ
سر) (الممر)ٖٔ : ومنه لوله تعالىَ ( :و َح َم ْلنَاهُ َ
علَى َذا ِ
ٔٔ7
فاِلواح والدسر كناٌة عن السفٌنة؛ ِنها تتكون من اِلواح والمسامٌر،
وكموله تعالى( :أ َ َو َمن ٌُنَشؤ ُ فًِ ْال ِح ْلٌَ ِة َو ُه َو فًِ ْال ِخ َ
ص ِام َ
ؼٌ ُْر ُمبٌِن)
خرؾ)ٔ0 :(الز ُ
فالتنشبة فً الزٌنة والحلً ،وعدم المدرة على اْبانة فً ولت الخصام
وممارعة اِعداء من صفات المرأة فاٌَة كناٌة عن المرأة.
وكمول حافظ على لسان مصر:
ِإلَى َم ْو ِط ِن اَِس َْر ِار لُ ْلرتُ لَ َهرا رررر ْبنَاهَا َو َدب َدبٌِبُ َهررررا
شر ِ َولَمررررا َ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررً
وهو ِف(الملب). فموطن اِسرار كناٌة عن (موصوؾ) لِ
وكمول الشاعر أٌضا:
َان رام َع اِ َ ْ
ضرؽ ِ َوالطررا ِعنٌِنَ َم َجر ِ راربٌِنَ بِ ُكر ِّل أ َ ْبرٌَ َ
ض ُم ْخر َد ِم الضر ِ
()1
فمجامع اِضؽان :كناٌة عن (موصوؾ) وهو( :الملب).
أراد الشاعر وصؾ ممدوحٌه بؤنهم ٌطعنون الملوب ولت الحرب فانصرؾ
عن التعبٌر بالملوب إلى ما هو أملح وأولع فً النفس وهو " مجامع
(ٔ) اِبٌض :السٌؾ ،المخدم :على وزن مبررد :السرٌؾ السررٌع المطرع ،،اِضرؽان :جمرع
ضؽن وهو :الحمد ،الضاربٌن منصوب بؤمدح محذوفا.
ٔٔ8
اَِضْؽان "ِ ،ن الملوب تفهم منه إذ هً مجتمع الحمد والبؽض والحسد
وؼٌرها.
()1
وكمول سابك بن عبد هللا البربري:
ٔٔ9
وكمول الحسن البصري" :مالً أرى رجأ ؤ أرى عمؤ ،وأسم ُع
ع َرفُوا ثُم أ َ ْن َك ُروا، ؤ أَرى أَنٌِساَ ،د َخ َل ْالمَو ُم َوهللاِ ثُم خ ََر ُجواَ ،و َ َح ِسٌسا َ
سبِل أ َ ُمإْ ِم ٌن أ َ ْنتَ بِ ٌَ ْو ِمسان ،إذا ُ ٌِن أ َ َح ِد ُك ْم لَ ْعمَةَ ِل َ
َو َحر ُموا ثُم ا ْست َ َحلواِ ،إن َما د ُ
أخ َٕق المإمنِ ،ع ْلما فًِ ب َو َما ِلنُ ٌَ ْو َم ال ّدٌِن ،إن ِم ْن ْ ساب؟ لَا َل :نَعَمَ ،ك َذ َ ْال ِح َ
صدا فًِ ِؼنى َٔ ِح ْلمَ ،و ِح ْلما فًِ ِع ْلمَ ،و َكٌْسا فًِ ِر ْفك ،وتحمٕ فً فالةَ ،ولَ ْ
ع َدةِ َم ْن ٌ ُِحب ،ال ُمإْ ِمن فًِ الص َٕةِ سا َ من ٌُ ْب ِؽضَ ،و َٔ ٌَؤْث َ ْم فًِ ُم َ علَى ْ ٌؾ َ
ٌَ ِح ُ
ظلم صبرَٔ ... ت بَ ٌْنَ ُه ْم ِلٌَ ْسلَم ...وإن ُ ط ْالعُلَ َما َء ِلٌَ ْعلَمَ ،وٌَ ْس ُك ْخَا ِشعٌُ ،خَا ِل ُ
ت ِبؽٌَ ِْره" ت ِب ْالفَ ِجٌ َع ِة ِإ ْن نَزَ لَ ْ ٌَ ْه ِم ُز َو َٔ ٌَ ْؽ ِم ُز َو َٔ ٌَ ْل ِمزَ ،...و َٔ ٌَ ْش َم ْ
فموله( :أرى رجأ ؤ أرى عمؤ) ،كناٌة عن التفاهة فً التفكٌر.
ؤ أَرى أَنٌِسا) ،كناٌة عن عدم نفع هإٔء الرجال.
ولوله( :وأسم ُع َح ِسٌسا َ
ولولهَ ( :و َحر ُموا ثُم ا ْست َ َحلوا) ،كناٌة عن ضعؾ اٌْمان والعزٌمة.
ولولهْ ٌَ َٔ ( :ه ِم ُز َو َٔ ٌَ ْؽ ِم ُز َو َٔ ٌَ ْل ِمز) ،كناٌة عن ُح ِ
سن أخٕق المسلم.
ت بِ ْالفَ ِجٌ َع ِة) ،كناٌة عن مروءة المإمن وحسن خلمه.
ولولهَ ( :و َٔ ٌَ ْش َم ْ
ولولهِ ( :ع ْلما فًِ ِح ْلمَ ،و ِح ْلما فًِ ِع ْلمَ ،و َكٌْسا فًِ ِر ْفك) ،كل منهم كناٌة عن
التعمل والحكمة فً تصرٌؾ اِمور.
ولوله( :تحمٕ فً فالة) ،كناٌة عن الرضا والصٕبة.
ولوله (لصدا فً ؼنى) كناٌة عن تواضع المإمن واعتداله.
من ٌُ ْب ِؽض) ،كناٌة عن عدل المإمن ولوة إٌمانه. علَى ْ ٌؾ َولولهِ ٌَ ٔ( :ح ُ
ع َدةِ َم ْن ٌ ُِحب) كناٌة عن لوة إٌمان المإمن. ولولهَ ( :و َٔ ٌَؤْث َ ْم فًِ ُم َ
سا َ
وكذا لوله( :فً الصٕة خاشع).
ت بَ ٌْنَ ُه ْم ِلٌَ ْسلَم) ،كناٌة عن حصافة المإمن وذكابه ،وحرصه
ولولهْ ٌَ( :س ُك ْ
على أستفادة ممن هو أعلم منه ،وأن ٌسلم من النم ِد والولوزِ فً النّمٌم ِة
ب وما شابه. والك ِذ ِ
ٕٓٔ
ظ ِل َم صبر) ،كناٌة عن صٕبة المإمن .وحرصه على أن ٌكون ولوله( :إن ُ
من الصابرٌن الذٌن لال هللا عنهم( :إِن َما ٌ َُوفً الصابِ ُرونَ أَجْ َر ُه ْم بِؽٌَ ِْر
ساب) (الزمر)ٔٓ :ِح َ
ولال الشاعرٌ :ا ابنة الٌم ما أبون بخٌل كناٌة عن السفٌنة.
ومن الكناٌة عن موصوؾ لولنا( :إمام البٕؼة) كناٌة عن اْمام عبد الماهر
الجرجانً ،وصاحب الكتاب :كناٌة عن سٌبوٌه ،سٌدة الؽناء العربً :كناٌة
عن أم كلثوم.
وكمول أبً العٕء المعري:
ٕٔٔ
كموله تعالى( :أَن تَمُو َل نَ ْف ٌ
س ٌَا َحس َْرت َى علَى َما فَرطتُ فًِ َجن ِ
ب للاِ َوإِن
اخ ِرٌن) (الز َمر)٘ٙ : ُكنتُ لَ ِمنَ الس ِ
فإثبات التفرٌط فً جنب هللا ٔ ٌصح؛ ِنه شًء محسوس ،فعلم أن
المراد بجنب هللا أي فً حك هللا ،والمراد أنه فرط فً عبادته وطاعته،
واجتناب نواهٌه.
وكموله تعالىَ ( :و ِل َم ْن خ َ
َاؾ َممَ َ
ام َر ِبّ ِه َجنت َان) (الرحمن)ٗٙ :
فؤثبت الممام وهو المولؾ الذي ٌمؾ فٌه العباد للحساب ٌوم المٌامة،
وأراد بذلن الخوؾ من هللا -سبحانه وتعالى -وترن المعاصً.
ومثال ذلن لول أبو نواس فً مدح والً مصر:
ٕٕٔ
كناٌة عن نسبة هذا الشخص إلى الفصاحة؛ِنها فً بٌانه وإلى
البٕؼة؛ ِنها فً لسانه .مثل :الفضل ٌسٌر حٌث سار فٕن (كناٌة عن
نسبة الفضل إلٌه)
ومنه أٌضا:
َوال َم ْجررررد ٌَ ْم ِشررررً ِفررررً ِر َكا ِبرررر ِه الررررررررررررٌ ُْم ُن ٌَتْبرررررررررررر ُع ِظلررررررررررررهُ
فالٌمن ٌتبع ظله كناٌة عن نسبة الٌمن إلى الممدوح( ،والمجد ٌمشً فً
ركابه) ،كناٌة عن نسبة المجد للممدوح أٌضا.
وكمول زٌاد بن اِعجم ٌمدح أمٌر نٌسابور عبد هللا بن الحشرج:
علَرررً ا ْبر ِ
ررن ت َ ررربَ ْ ضر ِفِرررً لُبرررة ُ إِن السررررررررر َما َحةَ َو ْال َمر ُ
ررررررررررو َءة َ
جِ رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
فمال إنها فً لبة منصوبة َ
على بطرٌك الكناٌة ْ،ال َح ْشر
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر َدى
َوفلمالنرٌصرح بذلن بل أثبتها له
ابن الحشرج ،أي أنها ثابتة له؛ ِن هذه الصفات من اِمور المعنوٌة التً
ٔ تموم بنفسها ،ؤ تستمل بشؤنها ،فٕ بد له من محل تموم به ،ولما كانت
المبة ٔ تصلح لذلن ثبت لٌامها على ابن الحشرج.
ٖٕٔ
ومثل ذلن لول العرب( :المجد بٌن ثوبٌه ،والكرم بٌن بردٌه).
ٌصرحوا بذلن ،بل كنوا
ِّ فهم ٌرٌدون إثبات الكرم والمجد للممدوح فلم
عنهما بإثباتهما لثوبٌه وبردٌه ،والثوبان والبردان ٔ ٌصلحان لذلن ،فعلم
أنهما للممدوح بطرٌك الكناٌة.
ثانٌا -ألسام الكناٌة باعتبار أوصافها
ٔ -التعرٌض
التعرٌض لغة :ضد التصرٌح ،أي أن تخاطب واحدا وترٌد ؼٌره ،وسمً
بذلن؛ ِنن تمٌل الكٕم إلى جانب ،وأنت تشٌر به إلى جانب آخرٌ ،مال:
()1
نظر إلٌه بعرض وجهه أي :جانبه".
ٕٗٔ
ولٌس هذا اللفظ موضوعا فً ممابلة الطلب ٔ حمٌمة ؤ مجازا ،إنما دل
علٌه من طرٌك المفهوم ،بخٕؾ دٔلة اللمس على الجماز ،وعلٌه ورد
التعرٌض فً خطبة النكاح كمولن للمرأة" :إنن لخلٌة وإنً َلعزبٌ " ( )1فإن
هذا وأمثاله ٔ ٌدل على طلب النكاح ٔ حمٌمة ؤ مجاز ،والتعرٌض أخفى
من الكناٌة؛ ِن دٔلة الكناٌة لفظٌة وضعٌة من جهة المجاز ،ودٔلة
التعرٌض من جهة المفهوم ٔ بالوضع الحمٌمً ؤ المجازي ،وإنما سمً
التعرٌض تعرٌضا؛ِن المعنى فٌه ٌفهم من عرضه ،أي من جانبه،
وعرض كل شًء جانبه.
واعلم أن الكناٌة تشمل اللفظ المفرد والمركب معا فتؤتً على هذا تارة،
وعلى هذا أخرى ،وأما التعرٌض فإنه ٌختص باللفظ المركب ،ؤ ٌؤتً فً
اللفظ المفرد البتة ،والدلٌل على ذلن أنه ٔ ٌفهم المعنى فٌه من جهة
الحمٌمة ،ؤ من جهة المجاز ،وإنما ٌفهم من جهة التلوٌح واْشارة ،وذلن
()2
ٔ ٌستمل به اللفظ المفرد ولكنه ٌحتاج فً الدٔلة علٌه إلى اللفظ المركب"
والكناٌة العرضٌة :ما كان الموصوؾ فٌها ؼٌر مذكور ،كما تمول فٌمن
ٌإذي المإمنٌن( :المإمن هو الذي ٌصلح وٌبنً ؤ ٌإذي أخاه المسلم)،
وبذلن ٌتوصل إلى نفً اٌْمان عن المإذي.
وكمولن( :أنا ٔ أؼش) ،كناٌة عن ؼش أي إنسان ،وتعرٌض بؽش واحد
معٌن.
فكل كناٌة لم ٌذكر فٌها الموصوؾ ٔ لفظا ؤ تمدٌرا ،فهً كناٌة
عرضٌة؛ِن حذؾ الموصوؾ ٌشٌر إلى المعنى من ناحٌته وجانبه،
فالمعنى الكنابً عرض به لمعنى آخر.
ضتُم بِ ِه ِم ْن ِخ ْ
طبَر ِة النِّ َ
سراء (ؤَ ُجنَا َح َعلَ ٌْ ُك ْم فٌِ َما َعر ْ
ٌرٌد ابن اِثٌر بذلن لوله تعالىَ :
(ٔ)
ٕ٘ٔ
ٌب الذٌِنَ ٌَ ْس َمعُونَ َو ْال َم ْوت َى ٌَ ْبعَث ُ ُه ُم ّ
للاُ ثُم ِإلَ ٌْ ِه ومنه لوله تعالىِ ( :إن َما ٌَ ْست َِج ُ
ٌ ُْر َجعُون) (اِنعام)ٖٙ :
ؼفُور) ع ِز ٌ
ٌز َ للا ِم ْن ِعبَا ِد ِه ْالعُلَ َماء إِن َ
للا َ ،ولولهَ ( :ك َذلِنَ إِن َما ٌَ ْخشَى َ
(فاطر)ٕ0 :
ولوله تعالى( :إِن َما ٌَت َ َذك ُر أ ُ ْولُوا اِ َ ْلبَاب) (الز َمر.)7 :
ولول العباس بن اِحنؾ:
إِن َمرررررررا ِل ْلعَ ْبررررررر ِد َمرررررررا ُر ِزلَرررررررا أَنَرررررررررا لَررررررررر ْم أ ُ ْرزَ ْق َم َحبت َهرررررررررا
ومنه لولن( :إنما الصدٌك عند الضٌك).
ومن ذلن ما ٌروى عن عمر بن الخطاب –رضً هللا عنه -أنه كان
ٌخطب ٌوم جمعة فدخل عثمان بن عفان –رضً هللا عنه ،فمال عمر :أٌة
ساعة هذه؟ فمال عثمان ٌا أمٌر المإمنٌن :انملبت من أم السوق فسمعت
النداء فما زدت على أن توضؤت ،فمال عمر :والوضوء أٌضا ،ولد علمت
أن رسول هللا –صلى هللا علٌه وسلم – كان ٌؤمرنا بالؽسل ،فموله( :أٌة
ساعة هذه) ؟ تعرٌض باْنكار علٌه لتؤخره عن المجًء إلى الصٕة ،وترن
السبك إلٌها ،وهو من التعرٌض المعرب عن اِدب.
ٕ -التلوٌح
-التلوٌح :وهو كل كناٌة كثرت فٌها الوسابط بٌن المكنً به والمكنً عنه
ككثٌر الرماد ومهزول الفصٌل ،وجبان الكلب.
فالكناٌة هنا عن (الكرم) فٌها خفاء من جهة اللزوم بٌن المكنى به
والمكنى عنه ،فجبن الكلب عن الهرٌر فً وجه من ٌمترب من دار صاحبه
ٔزم لتؤدٌبه المستمر ،واستمرار تؤدٌبه ٔزم لرإٌة وجوه إثر وجوه؛ ِن
ساحة صاحبه ممصودة ،وهذا ٔزم لكثرة لرى اِضٌاؾ ،وهو ٔزم الكرم.
وكذلن هزال الفصٌل ٔزم لفمد أمه ،والعرب تهتم جدا بالنوق وتحافظ
علٌها ،ففمدها دلٌل على لوة الداعً لنحرها وصرفها للطبخ الذي هو ٔزم
لمرى اِضٌاؾ ،وهو ٔزم للكرم.
ٕٔٙ
فالتلوٌح هو اْشارة عن بعد ،والبعد حاصل فً هذا النوز.
ومنه لول الشاعر الحماسً:
ُ
جبان الكلرب مهرزو ُل الفصرٌ ِل ومررا ٌررنُ بررً مررن عٌررب فررإنًِّ
فالشاعر ٌمدح نفسه بالكرم ،ولد سلن فً التعبٌر عن ذلن أسلوبً:
ٔ -تؤكٌد المدح بما ٌشبه الذم.
ٕ -الكناٌة بطرٌك التلوٌح.
فموله" :جبان الكلب" كناٌة عن صفة الكرم بؤسلوب التلوٌح ،الذي
تكثر فٌه الوسابط والوسابل المإدٌة إلى المعنى الكنابً الممصود :فجبن
الكلب ناجم عن تؤدٌبه وزجره ،وتؤدٌبه ٌعود إلى كثرة المادمٌن إلى دار
صاحبه ،وكثرة المادمٌن تنم عن كرم صاحبه وبشاشته فً وجوه المادمٌن
إلٌه من الضٌوؾ.
ولوله " :مهزول الفصٌل" كناٌة عن الكرم بؤسلوب التلوٌح ،وبٌان
ذلن:
أن الفصٌل ولد النالة ،وهزاله ناتج عن عدم إتاحة فرصة الرضاعة ،وذلن
بسبب ؼٌاب أمه التً ترضعه ،بسبب أن صاحبها لد نحرها لضٌوفه لطٌب
لحمها ،وهذا ٌفضً إلى وصفه بالكرم.
وهكذا ،كل كناٌة نعبر فٌها وسابط متعددة لنصل إلى المعنى الكنابً
الممصود ،تسمى تلوٌحا.
الرمز
ّٖ -
الرمز فً اللؽة :أن تشٌر إلى لرٌب منن مع خفاء اْشارة ،كاْشارة بالشفة
أو الحاجب ،فإنه إنما ٌشار بهما ؼالبا عند لصد اْخفاء.
وفً اصطٕح البٕؼٌٌن :هو الكناٌة التً للت فٌها الوسابط أو انعدمت مع
خفاء فً اللزوم بٌن المستعمل فٌه (المعنى الكنابً) واِصل.
ٕٔ7
وإنما سمٌت هذه الكناٌة رمزا ِن الرمز أن تشٌر إلى لرٌب منن مع خفاء
اْشارة ،كاْشارة بالشفة أو الحاجب ،فإنه إنما ٌشار بهما ؼالبا عند لصد
اْخفاء ،كما لال الشاعر:
فررً آل طلحررة ثررم لررم ٌتحررو ِل أ َ َو ما رأٌت المجد ألمى رحله
فإن إلماء المجد رحله فً آل طلحة مع عدم التحول معنى مجازي؛ إذ ٔ
رحل للمجد ،ولكن شبهه برجل شرٌؾ له رحل ٌخص بنزوله من شاء،
ووجه الشبه :الرؼبة فً أتصال به .فؤضمر التشبٌه فً النفس كناٌة،
واستعمل معه ما هو من لوازم المشبه به وهو إلماء الرحل ،أي الخٌمة
والمنزل.
تحول لزم من ذلن كون محله
ولما جعل المجد ملمٌا رحله فً آل طلحة بٕ ّ
وموصوفه آل طلحة لعدم وجدان ؼٌرهم معهم ،وذلن بواسطة أن المجد لو
شبه بذي الرحل هو صفة ٔ بد له من محل وموصوؾ وهذا الوسط بٌن
ٕٔ8
بنفسه فانت هذه الكناٌة ظاهرة ،والواسطة واحدة .فمد للت الوسابط مع
الظهور .والمراد بالملة هنا ما ٌضاد الكثرة ،فصدق ذلن بالواحدة (.)1
والثانً -وهو ما انعدمت فٌه الوسابط بٕ خفاء .كمول أبً تمام ٌصؾ إبٕ:
وٌمول أٌضا ولد ذكرت هذا فً صدر الكتاب ،وذكرت أن السبب فً
أن ٌكون لٓثبات إذا كان من طرٌك الكناٌة مزٌة ٔ تكون إذا كان من
طرٌك التصرٌح أنن إذا كنٌت عن كثرة المرى بكثرة رماد المدر كنت لد
(.)3
أثبت كثرة المرى بإثبات شاهدها ودلٌلها"
ٕٔ9
ٔ -الكناٌة تعطٌنا المعنى الحمٌمً مصحوبا بالدلٌل والبرهان؛ فٌزٌد المعنى
تؤكٌدا وتثبٌتا فً الذهن؛ ِن ذكر الشًء مع دلٌله أولع وآكد فً النفس.
والكناٌة مظهر من مظاهر البٕؼة ،وؼاٌة ٔ ٌصل إلٌها إٔ من لطؾ طبعه
وصفت لرٌحته ،والسر فً بٕؼتها :أنها فً صور كثٌرة تعطٌن الحمٌمة
مصحوبة بدلٌلها ،والمضٌة وفً طٌها برهانها.
ضتُهُ ٌَ ْو َم وذلن كموله تعالىَ ( :و َما لَ َد ُروا للاَ َحك لَد ِْر ِه َواِ َ ْر ُ
ض َج ِمٌعا لَ ْب َ
عما ٌُ ْش ِر ُكون) (الز َمر: س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى َ ماواتُ َم ْ
ط ِوٌاتٌ بٌَِ ِمٌنِ ِه ُ ْال ِمٌَا َم ِة َوالس َ
)ٙ9
فهذه اٌَة كناٌة عن لدرة هللا ،وهذه الكناٌة تحمل فً ثناٌاها الدلٌل علٌها،
فاهلل سبحانه وتعالى لادر بدلٌل أن اِرض فً لبضته ،والسموات مطوٌات
فً ٌمٌنه.
نس لَ ْبلَ ُه ْم َؤَ َجان) ؾ لَ ْم ٌَ ْ
ط ِمثْ ُهن ِإ ٌ ولوله تعالى( :فٌِ ِهن لَ ِ
اص َراتُ الط ْر ِ
(الرحمن)٘ٙ :
فاٌَة الكرٌمة كناٌة عن (العفة) ،وأسلوب الكناٌة فً اٌَة أبلػ من
التصرٌح؛ِن فٌه دلٌٕ وبرهانا فهن عفٌفات بدلٌل أنهن ٌمصرن الطرؾ،
وٌؽضضن النظر ،ؤ ٌطمحن إلى ؼٌر أزواجهن فالعفة مإكدة وثابتة لهن.
وحٌن لال امريء المٌس عن صاحبته إنها :نإوم الضحى ،ادعى دعوى
وهً أنها منعمة مرهفة فً بٌتها خد ٌم وحش ٌم ٌكفونها شبإنها ،ثم ألام الدلٌل
على ذلن أنها كثٌرة نوم الضحى ،وذلن أن المرأة ٔ تفعل ذلن إٔ إذا كانت
من ذوات النعمة والكفاٌة.
ولو لال :إنها تملن خدما لم ٌكن ذلن فً لوة لوله (نبوم الضحى).
المبٌح والذي ٔ ترتاح اَذان إلى سماعه بالجمٌل المؤلوؾ الذي تتفتح له
اَذان ،وتنصت إلٌه ،وتمبل علٌه النفوس.
ٖٓٔ
تدرٌبات على باب الكناٌة
السإال اِول :وضّح الكناٌة ونوعها وسرها البٕؼً فً اِمثلة اَتٌة:
ألمً فٕن عصاه ،للع فٕن سنه
ٌشار إلٌه بالبنان
ركب جناحً نعامة"
لوت اللٌالً كفه على العصا
لال المتنبً فً وصؾ فرسه
ٖٔٔ
كبرت سن فٕن وجاءه النذٌر
سبل أعرابً عن سبب اشتعال شٌبه ،فمال :هذا رؼوة الشباب
وسبل آخر ،فمال :هذا ؼبار ولابع الدهر
ٌروى أن الحجاج لال للؽضبان بن المبعثريِ :حملنن على اِدهم ،فمال:
مثل اِمٌر ٌُحمل على اِدهم واِشهب ،لال :إنه الحدٌد ،لالِ :ن ٌكون
حدٌدا خٌر من أن ٌكون بلٌدا
السإال الثالث :بٌن أنواز الكناٌات اَتٌة وعٌن ٔزم معنً كل منها:
مدح أعرابً خطٌبا فمال :كان بلٌل الرٌك للٌل الحركات.
ولال ٌزٌد بن الحكم فً مدح المهلب:
ولكن ٌسٌر الجود حٌث ٌسٌر فما جازه جرود ؤ حرل دونره
ٖٖٔ
علم البدٌع
المبالؽة
عنً اللؽوٌون بماالمبالؽة تكون فً المبنى كما تكون فً المعنى ،ولد ُ
ٌتعلك بالصٌػ والمبانً من حٌث حروؾ الكلمة وبنٌتها وصٌؽتها ،كالمبالؽة
لطع) – مثٕ -أبلػ من (لطع) ،و(لتل) أبلػ من بتضعٌؾ عٌن الفعل ؾ( ّ
(لتل) ،والمبالؽة بزٌادة حرؾ ،كمولهم( :احدودب) أبلػ من (حدب)،
و(اعشوشب) أبلػ من (عشب) ،والمبالؽة بالعدول إلى صٌػ خاصة،
كالعدول من «فا ِعل» إلى( :فَعال ،أو فَعول ،أو ِم ْفعال ،أو فَ ِعٌل ،أو
فَ ِعل )....مثل( :ؼَفار ،ؼَفورِ ،م ْعطاءَ ،رحٌمَ ،حذِر) وتسمى عند الصرفٌٌن
عنوا بالمبالؽة فً المعنى ،ولذا عدوها فً صٌػ المبالؽة .أما البٕؼٌون فمد ُ
البدٌع المعنوي.
والمبالؽة فً اللؽة :مشتمة من بلػ الشًء ٌبلػ بلوؼا وبٕؼا :وصل وانتهى،
وأم ُر هللاِ بَ ْل ٌػ بالفَتْحِ
وبلػ الفارس إذا م ّد ٌ َده بعنان فرسه لٌزٌد فً جرٌهْ ،
أَي :با ِل ٌػ نافِذٌْ ٌَ ،بلُ ُػ أٌْنَ أ ُ ِرٌ َد ب ِه ،فالمبالؽة :أن تبلػ فً اِمر جه َدن ،وٌمال:
عبٌَْد:
ٕن ،أي ُج ِه َد .وأنشد أبو ُ بُ ِل َػ فُ ٌ
ررت أ َ ْحسرررابُها
ْؾ لَمرررا بُ ِلؽَر ْ
للسررٌ ِ ض ر َع ْ
ت ِرلابُهررا رباب َخ َ
ضر َ ّ
إن ال ِ ّ
أي جهدت .وأَحْ سابُها :شَجا َ
عتُها ولُوتُها و َمنالِبُها.
عى لوصؾ بلوؼه فً الشدة أو الضعؾ حدا مستحٌٕ أو واصطٕحا :أن ٌُد َ
ظن أنه ؼٌر متناه فً الشدة أو الضعؾ. مستبعدا؛ لبٕ ٌُ َ
فؤمر المبالؽة لابم على أدعاء فً تجاوز الوصؾ حدا مستحٌٕ ٔ ٌتحمك
عه أو ٌندر ،وتكون لتحمٌك ؼاٌة فً النفس، بوجه ،أو مستبعدا ٌمل ولو ُ
الضعؾ .ومبناها على المفاعلةِ وهً دفع تو ّهم أنه ؼٌر متناه فً الشدةِ أو
المرار على حالها،
َ ٌوحً بالجهد والتناززّ ،
كؤن طبٌعة الصفة تنازز المبا ِل َػ
فً حٌن ٌمسرها هو على ما أراد من بلوؼها الؽاٌة والمنتهى .والمبالؽة "
ٖٗٔ
من أحسن الشعر ما دامت تفٌض بها نفس الشاعر من ؼٌر تكلؾ ؤ
تصنع" شؤنها فً ذلن شؤن سابر ألوان البدٌع:
ّ
المعتز فً وصؾ الفرس: وتؤمل لول ابن
ك
عرررررد ٌْو َو َرا َء السرررررر ْب ِ َوفٌِررررر ِه َ رررهُ فرررً الشررر ِ ّد أولَررره ت َ َخرررا ُل ِ
آخر َ
ور
صارت ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ْذ ُخ
ٌحسب الرابً أن مإخرته َمر أراد أن الفرس حٌن ٌشتد فً الع ْد ِو
أو َله ،بل زاد فجعله ٌدخر وراء ذلن عدْوا َ
آخر ،مما ٌدل على أنّه لم ٌُفرغ
فً الع ْد ِو جه َده ،ولم ٌستمص ؼاٌته ،فهذه المبالؽة مما ٌروق بها الشعر،
وٌعذب ماإه.
وحٌن ٌمول جمٌل بثٌنة:
ٖ٘ٔ
كما احتج بؤن المبالؽة ٔ ٌكاد ٌستعملها إٔ من عجز عن استعمال المؤلوؾ،
وأختراز الجاري على اِسالٌب المعهودة ،فٕ جرم عمد إلى المبالؽة
سد خل َل بٕدتِه بما ٌظهر فً كٕمه من التهوٌل.
لٌ ُ
وأما من لبلها مطلما فحجته أن خٌر الشعر أكذبه ،وأفضل الكٕم ما بُو ِل َػ
فٌه ،كما لال البحتري:
صررر ْدلِ ِه ررعر ٌَ ْك ِفرررً فرررً ِ شر ُ وال ِ ّ َكل ْفت ُ ُمونَررررررا ُحرررررردُو َد َمرررررر ْن ِطم ُكم
ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ْه
فًبُرلو ِله:كما احتج بؤن انتماد النابؽ ِة حسانَ بن ثابت َك ِذ
نجرر َدة
ررن ْ طرررنَ ِم ْ وأَسْررٌافُنا ٌَ ْم ْ لنررررا الجفنرررراتُ الؽُررررر ٌْل َم ْعررررنَ
دمررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا
حىالمبالؽة التً التضاها ممام الفخر فمال له: ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر َ
حك بالضركان؛ ِنه لصر عن إنما
للت" :الجفنات" ،ولو للت" :الجفان" لكان أكثر ،وللتَ ٌ" :لمعن" ،ولو للت:
"ٌشرلن" لكان أكثر ،وللت" :بالضحى" ،ولو للت" :بالدجى" لكان أبلػ فً
المدٌح ،وللت" :أسٌافنا" ،ولو للت" :سٌوفنا" كان أكثر ،وللتٌ" :مطرن"،
ولو للتٌ" :جرٌن" لكان أكثر...
وهنان رأي وسط بٌن الطرفٌن ل ِبل من المبالؽة ما كان معتدٔ عمٕ
وشرعا ،ورد منها ما كان مجافٌا لهما بعٌدا عنهما ،وهذا هو الرأي اِمثل
سموا المبالؽة ثٕثة ألسام؛ ِن
الذي انتهجه المحممون من أهل العلم؛ ولذا ل ّ
عى فً الوصؾ إما أن ٌكون ممكنا عمٕ وعادة فهذا هو المسم الحد المد َ
اِول وٌسمى التبلٌػ ،وإما أن ٌكون ممكنا عمٕ ممتنعا عادة فٌسمى
الؽلو .فالتبلٌػ واْؼراق
ّ اْؼراق ،وإما أن ٌكون ممتنعا عمٕ وعادة فٌسمى
كٕهما فً دابرة أستبعاد مع تفاوت بٌنهما ،والؽلو فً دابرة المستحٌل،
فهاهنا ثٕث مراتب :بعٌد ،وأبعد ،ومستحٌل.
المسم اِول :التبلٌػ :وهو ما كان ممكنا عمٕ وعادة.
من ذلن :لول امرئ المٌس ٌصؾ فرسه:
ررررح بمرررراء ض ْ دِراكررررا ولررررم ٌُ ْن َ فعا َدى ِعداء بٌْنَ ثَرور ونَ ْعجرة
فٌُ ْؽ َ
سررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ِل
ٖٔٙ
ط ْلك ،فصادهما ولم ٌعرق ،أي: لوله (عادى) معناه وا َلى بٌن اثنٌن فً َ
أدركهما دون معاناة مشمة ومماساةِ شدة ،فمد وصؾ هذا الفرس بؤنه أدرن
ثورا وبمرة وحشٌٌن فً مضمار واحد ولم ٌعرق ،وذلن ؼٌر ممتنع عمٕ
ؤ عادةَ .ولم ٌرد ثورا ونعجة فَمَطَ ،وإِن َما أ َ َرا َد ْالكثٌرَ ،والد ِلٌل َ
علَ ٌْ ِه لَ ْوله:
عنهُ بموله( :عادى). (دِراكا) َولَو أرادهما فَمَط ٔستؽنى َ
ومثله لول أبً الطٌب ٌصؾ فرسه أٌضا:
ٖٔ7
ٌعٌش
ُ جعل جود الممدوح مح ِمّما له كل أمل ،لاضٌا له كل ؼاٌة حتى صار
ولٌس عنده ما ٌإ ِ ّمله؛ إذ الممدوح لد كفاه ،وحمك له متمناه .وهذا ممكن
عمٕ ،لكنّه مستبعد والعا بحسب العادة.
ولد أبان بهذه المبالؽة فضل الممدوح ومكانته فً الجود وأنه ٌعطً عطاء
واسعا ،حتى إنه ٔ ٌترن أمٕ َمل فً مزٌد.
الرومً ٌذ ّم بخٌٕ ببخله:
ومنه لول ابن ّ
رررت تَطمرررر ُع فررررً نَرررروا ِل ِإن ُكنر َ ب فرررً َحدٌِرررد رررات ت َ ِ
ضرررر ُ هٌَ َه َ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررعٌ ِِددسر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررارد
بَروللاِ لَر ْرو َملَر َ
س ْررلم فرررً زَ َم ِ
رران ُمرررد ُْو َو َأترراهُ َ رار ِبؤ َ ْسر ِررهَارن ال ِب َحر َ
ِ َ َبرررى َولَرررا َل تَررر ٌَم َم ْن ِب َ
صررر ِع ٌْ ِد ررر َبة ِل ُ
ط ُهر ْررو ِر ِه ٌَ ْب ِؽ ٌْررر ِه ِم ْن َهرررا شر ْ
المسم الثالث :الؽلو :وهو ما كان ممتنعا عمٕ وعادة.
وهو ضربان :ممبول ومردود.
الؽلو الممبول :وهو ما التزم المتكلم فٌه معٌارا فنٌا ٌزٌل به
ّ الضرب اِول:
وحشة اْفراط ،ولم ٌكن فٌه مجافاة للشرز والدٌن.
ولد نص البٕؼٌون على ثٕثة أمور تشكل هذا المعٌار الفنً ،وتجعل الؽلو
ممبؤ:
ٖٔ8
اِمر اِول :أن ٌمترن بؤداة من أدوات التمرٌب أو أمتناز مثل :كاد،
وٌخٌّل ،ولو ،ولؤ ،ونحو ذلن.
كما فً لول ابن حمدٌس الصملً ،فً وصؾ فرس:
ق ررب فِرررً فِررررا ِ لَر ْررو َكرررانَ ٌَرؼر ُ رن ِظ ِلّر ِه
سرعة ِم ْ
َوٌَكا ُد ٌخر ُج ُ
ك ررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
المبول ِ، ولكنفٌرلفظ (ٌكاد) أدناه من فإن مفارلة الشًء ظله مما ٔ ٌكونَ ،ر
وأتم للشاعر لصده من بٌان اْفراط فً سرعة فرسه دون منازعة.
ومثله لول أبً العٕء المعري:
ررن اِ ْؼ ُ
صرررنا مررد ْ
ّت َمح ٌِّ ٌَرررة إلٌر َ لرو تَع ِمررل الشر ُ
رجر التررً لابلتهررا
ً المنبر إلى الممدوح ،ومد اِشجار أؼصانَها تحٌة له عند مروره بها
فس ْع ُ
سن هذا الؽلو وجعله ممبؤأمر محال؛ ٔمتناعه عمٕ وعادة ،لكن الذي ح ّ
هو دخول «لو».
ٖٔ9
ؼلوه ،وتؤمل لول
سنه ،وتذهب جفوة ّ ِ
هذا ولٌس كل كٕم دخلت فٌه (لو) تح ّ
ال ُخبْزأ َ ْر ِزي:
ِم ِكنررا
لررو تبْتؽررً عنَمررا علٌرره ْ ت سررناب ُكها علٌهررا ِعثٌْرررا
عم ر َد ْ
والمعنى :أن سنابن الخٌل ،وهً أطراؾ الحوافر ،عمدت على هذا الممدوح
عثٌرا ،وهو الؽبار ،حتى لو أراد أن ٌمشً علٌه مشٌا سرٌعا ِمكن.
وانعماد الؽبار فً الهواء حتى ٌمكن المشً علٌه مستحٌل عمٕ وعادة ،إٔ
تحول الؽبار لكثرته إلى أرض صلبة مرتفعة
أنه تخٌل حسن ممبول نشؤ من ّ
فً الهواء ،وزاده حسنا الترانه بؤداة أحتمال (لو) ،مما لرب الصورة إلى
المبول ،وأنزلها منازل الحسن فً العمول.
الممرب فً لول الماضً
ّ ولد اجتمع -أٌضا -حسن التخٌٌل مع اللفظ
اِرجانً:
ّ
ٓٗٔ
ٌنمضً .وهذا تخٌٌل بارز ،لد زاده لفظ (ٌُخٌَل) فً صدر البٌت حسنا
وانمض ركنه.
ّ وبهاء ،ولو سمطت من البٌت لسمط حسنه،
اِمر الثالث :أن ٌخرج الكٕم مخرج الهزل والخٕعة.
كمول المابل:
ب علَرى
ؼرررردا ِإن َذا ِمررررنَ ال َع َجرررر ِ
عزَ ْمرتُ َ
ب َ
ِ أ ْس َك ُر بِراِ َ ْم ِس ِإ ْن َ
رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررالشرب ؼدا مما ٔ ٌمكن عمٕ ؤ عادة،
الش ْكره باِمس بسبب عزمه على ْ س
ف ُ
لرب من المبول.
لكنه لما خرج مخرج الهزل ُ
الضرب الثانً :الؽلو المردود :وهو ما أدى إلى مخالفة الشرز ،أو
أستهزاء باهلل ،وآٌاته ،ورسله ،وأولٌابه الصالحٌن ،وكذا ما خٕ من
اِمور الثٕثة السابمة التً تجعل الؽلو ممبؤ ،والشواهد على ذلن كثٌرة.
من ذلن لول أبً نواس ٌمدح الرشٌد:
الواح ر ُد المَه ُ
ررار ِ راحك ْم فَؤ َ ْنر َ
رت فر ْ اِلردار
ُ ت
ت ٔ َما شَا َء ِ ما ِشبْ َ
ررار
صر ُررار َن اِ ْن َ
صر ُ و َكؤَن َمرررا أ َ ْن َ فَ َكؤَنّ َمررررا أ َ ْن َ
ررررت النبِررررً ُم َح ّمرررر ٌد
إلى ؼٌر ذلن مما انحدر فٌه الشعراء ،وتردّوا فً دركات الؽلو ومهاوي
المؽأة ٔ ،سٌما أولبن الذٌن أكثروا من هذا الضرب ،أمثال أبً نواس
والمتنبً ودٌن الجن ودعبل الخزاعً وؼٌرهم" .على أَن الدٌّانَة -كما
سببا لتؤخرٌمول الثعالبً -لٌَست عٌارا على الش َع َراءَ ،و َٔ سوء ِأ ْعتِمَاد َ
ٓس َْٕ ِم َحمه من اْجٕل الذِي َٔ ٌسوغ ْ ِ
اْ ْخ َٕل بِ ِه لؤ الشا ِعرَ ،ولَ ِكن ِل ْ ِ
وفعٕ" .نسؤل هللا السٕمة والثبات على الدٌن.
ٕٗٔ
توطئة:
ٖٗٔ
تعرٌف الفاصلة لغة واصطال ًحا:
الفاصلة فً اللغة:
الفصل :الحاجز بٌن الشٌبٌنٌ ،مال :فصلت الشًء أي :لطعته ،والفاصلة:
الخرزة التً تفصل بٌن الخرزتٌن فً النظام (.)1
الفاصلة فً أصطٕح:
الكٕم المنفصل عما بعده ،ولد ٌكون رأس آٌة ولد ٔ ٌكون ،وسمٌت
فاصلة؛ ِنه ٌنفصل عندها الكٕمان ،وذلن أن آخر اٌَة لد فصل بٌنها
وبٌن ما بعدها (.)2
(ٔ) ٌنظر :لسان العرب ،ابن منظور مادة (ؾ ،ص ،ل) دار صادر بٌروت بدون.
(ٕ) ٌنظر :البرهان فً علروم المررآن الزركشرً ترح دمحم أبرو الفضرل إبرراهٌم ٔ ٘ٗ/دار
إحٌاء الكتب العربٌة ط اِولى ٔ7٘9م ،واْتمان فً علوم المرآن السرٌوطً ترح دمحم
أبو الفضل إبراهٌم ٖ ٖٖٕ/الهٌبة المصرٌة العامة للكتاب ط ٗٔ79م.
(ٖ) ٌنظر :الفاصلة فً المرآن ،دمحم الحسناوي ،ٕ7 ،دار عمار ط الثانٌة ٕٓٓٓم.
(ٗ) سورة الطور(ٔ.)ٗ :
ٗٗٔ
الفرق بٌن الفاصلة ورأس اآلٌة:
ٌتبدى الفرق بٌن الفاصلة ورأس اٌَة فً أن كل رأس آٌة فاصلة ،ولٌست
كل فاصلة رأس آٌة ( )1فبٌنهما عموم وخصوص.
ولد آثرت طابفة من العلماء إطٕق اسم الفاصلة على النظم المرآنً الذي
ٌنسجم آخره وفك تماثل أو تمارب فً الحروؾ دون السجع ِسباب متعددة
منها:
ٔ تصدٌما لموله تعالى فً وصؾ المرآن الكرٌم ( ِكتَابٌ أُحْ ِك َم ْ
ت آٌَاتُهُ ثُم
ت ِم ْن لَد ُْن َح ِكٌم َخ ِبٌر) (.)2
صلَ ْ
فُ ِ ّ
ولد انصرفت همة كثٌر من العلماء إلى العناٌة بالفاصلة المرآنٌة ،والكشؾ
عن أسرارها البٕؼٌة؛ لعظٌم أثرها اللفظً والمعنوي ،فهى تحدث جرسا
موسٌمٌا تطرب له اَذان ،وتهتز له الملوب ،كما أن لها دورا بارزا فً
تمكٌن المعنى وإٌضاحه؛ ومن ثم تنوعت نظرتهم إلٌها ،فوجدنا تمسٌمات
متعددة باعتبارات متنوعة ،فتارة ٌراعى عند التمسٌم نوز الحرؾ اِخٌر
من الفواصل ،وتارة ٌراعى الوزن والروي ،وتارة أخرى ٌراعى لصر
الفمرة وطولها.
(ٔ) ٌنظرررر :البرهررران فرررً علررروم المررررآن ٔ ،٘ٗ/واْتمررران فرررً علررروم المررررآن ٖ،ٖٖٕ /
ودراسة بٕؼٌة فً السجع والفاصرلة المرآنٌرة ،عبرد الجرواد دمحم طبرك،ٖٔٔ :ٕٔٔ ،
دار اِرلررم ط ٖٔٗٔهٔ77ٖ /م ،ومباحررث فررً علرروم المرررآن ،منرراز المطرران ،ص
ٖ٘ٔ ،مإسسة الرسالة ،ط الخامسة والثٕثونٔٗٔ7 ،هٔ770 /م.
(ٕ) سورة هود (ٔ).
(ٖ) ٌنظر :البرهان فً علوم المرآن ٔ ،٘ٗ/وأتمان ٖ.ٖٖٗ/
٘ٗٔ
أؤ :تمسٌم الفاصلة باعتبار التشاكل فً الحرؾ اِخٌر.
تنمسم الفواصل باعتبار نوز الحرؾ اِخٌر إلى لسمٌن:
أحدهما :الفواصل المتماثلة.
اَخر :الفواصل المتماربة.
الفواصل المتماثلة:
()1
نحو ما ورد فً لوله تعالى( :فَ َٕ أ ُ ْل ِس ُم هى التً تماثلت حروؾ روٌها
()2
س * َوالصبْحِ ِإ َذا تَنَف َ
س) ِب ْال ُخن ِس * ْال َج َو ِار ْال ُكن ِس * َوالل ٌْ ِل ِإ َذا َ
ع ْسعَ َ
حٌث تماثلت الفواصل فً حرؾ السٌن (الخنس ،والكنس ،وعسعس،
وتنفس).
ت ت لَدْحا *فَ ْال ُم ِؽ َ
ٌرا ِ ضبْحا * فَ ْال ُم ِ
ورٌَا ِ ونحو لوله تعالىَ ( :و ْالعَا ِدٌَا ِ
ت َ
صبْحا)(.)3
ُ
ولد تتفك الفاصلتان فً حرؾ أو أكثر لبل حرؾ الروي من ؼٌر كلفة ؤ
للك بل تتناسب فً لٌن وجمال وسٕسة ،فمثال التزام حرؾ لوله تعالى:
(ٔ) ٌنظر :ثٕث رسابل فً إعجراز المررآن " النكرت فرً إعجراز المررآن " الرمرانً 70
دار المعارؾ بمصر ط الثانٌة ٖٔ09هٔ7ٙ0 /م ،.والبرهان ٔ،9ٖ/
(ٕ) سورة التكوٌر (٘ٔ.)ٔ0 :
(ٖ) سورة العادٌات (ٔ.)ٖ :
(ٗ) سورة الرحمن (ٔ.)7 :
ٔٗٙ
ظ ْه َرنَ * ع ْننَ ِو ْز َرنَ * الذِي أ َ ْن َم َ
ض َ ض ْعنَا َ
*و َو َ (أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَنَ َ
صد َْرنَ َ
َو َرفَ ْعنَا لَنَ ِذ ْك َرنَ ) (.)1
ومثال التزام حرفٌن لبل الروي لوله تعالىَ ( :ما أ َ ْنتَ بِنِ ْع َم ِة َر ِبّنَ ِب َمجْ نُون *
ؼٌ َْر َم ْمنُون) (.)2
َو ِإن لَنَ ََِجْ را َ
ؾ مِنَ
طابِ ٌومثال التزام ثٕثة أحرؾ لوله تعالى( :إِن الذٌِنَ اتمَ ْوا إِ َذا َمس ُه ْم َ
ْص ُرونَ * َوإِ ْخ َوانُ ُه ْم ٌَ ُمدونَ ُه ْم فًِ ْالؽَ ّ
ً ِ ثُم َٔ ان ت َ َذك ُروا فَإ ِ َذا ُه ْم ُمب ِ
ط ِالش ٌْ َ
ص ُرونَ ) (.)4( )3 ٌُ ْم ِ
ؤ ٌتولؾ التماثل بٌن الفواصل عند حد اٌَتٌن أو الثٕث وإنما ٌمتد اِمر
لٌشمل السورة بؤكملها ،نحو بناء سورة (الناس) على فاصلة (السٌن) فً
اس* ِم ْن ش ِ َّر اس * ِإلَ ِه الن ِ عوذُ بِ َربّ ِ الن ِ
اس * َم ِل ِن الن ِ لوله تعالى( :لُ ْل أ َ ُ
()5
اس) اس * ِمنَ ْال ِجن ِة َوالن ُِور الن ِ
صد ِ س فًِ ُ
اس *الذِي ٌ َُو ْس ِو ُ اس ْالخَن ِْال َوس َْو ِ
وبناء سورة (اْخٕص) على فاصلة الدال فً لوله تعالى( :لُ ْل ُه َو للاُ أ َ َح ٌد
* للاُ الص َم ُد * لَ ْم ٌَ ِل ْد َو َل ْم ٌُو َل ْد * َولَ ْم ٌَ ُك ْن َلهُ ُكفُوا أ َ َح ٌد) ( ، )6وكذلن سورتً
(الكوثر ،والعصر )،وؼٌرهما.
الفواصل المتماربة:
هً التً تنتهً بحروؾ متماربة نحو ما ورد فً لوله تعالى( :الرحْ َم ِن
ٌِن) ( )8( )7حٌث ختمت الفاصلة اِولى (الرحٌم) الر ِح ٌِم * َما ِل ِن ٌَ ْو ِم ال ّد ِ
ٔٗ7
بحرؾ المٌم ،وختمت الفاصلة الثانٌة (الدٌن) بحرؾ النون وهما حرفان
متماربان فً المخرج إذ ٌخرج "المٌم" من بٌن الشفتٌن بانطبالهما ،وٌخرج
"النون" من طرؾ اللسان مع ما ٌمابله من لثة اِسنان العلٌا.
ع ِجبُوا أ َ ْن َجا َء ُه ْمآن ْال َم ِجٌ ِد * بَ ْل َونحو ما ورد فً لوله تعالى( :ق َو ْالمُ ْر ِ
ع ِجٌبٌ * أ َ ِإ َذا ِمتْنَا َو ُكنا ت ُ َرابا َذلِنَ َرجْ ٌع ُم ْنذ ٌِر ِم ْن ُه ْم َف َما َل ْال َكافِ ُرونَ َه َذا ش ْ
ًَ ٌء َ
بَ ِعٌ ٌد) (.)1
حٌث نجد التمارب بٌن مخرج الدال والباء إذ ٌخرج "الدال" من طرؾ
اللسان مع أصول الثناٌا العلٌا ،وٌخرج " الباء" من بٌن الشفتٌن مع
انطبالهما.
وإنما حسن فً الفواصل الحروؾ المتماربةِ ،نه ٌكتنؾ الكٕم من البٌان
ما ٌدل على المراد فً تمٌز الفواصل والمماطع ،لما فٌه من البٕؼة،
وحسن العبارة (.)2
ٔٗ8
ٔ المتوازي:
هو أشرؾ اِلسام ،وٌتحمك ذلن إن اتفمت اِعجاز فً الفواصل مع اتفاق
ٌ ()2( )1
عة) عةٌ * َوأ َ ْك َوابٌ َم ْو ُ
ضو َ س ُر ٌر َم ْرفُو َ
الوزن مثل لوله تعالى( :فٌِ َها ُ
حٌث اتفمت الفاصلتان "مرفوعة ،وموضوعة " فً الوزن "مفعولة"
وحرؾ الروي "العٌن".
ٕ -المطرف:
ٌتحمك ذلن إن اتفمت الفواصل فً الروي دون الوزن كموله تعالىَ ( :ما لَ ُك ْم
ط َوارا) ( )4( )3حٌث انتهت الفاصلتان َٔ ت َْر ُجونَ ِّللِ َولَارا * َولَ ْد َخ َلمَ ُك ْم أ َ ْ
"ولارا ،وأطوارا" بحرؾ واحد وهو "الراء" ،واختلفتا فً الوزن.
ٖ -المتوازن:
ٌتحمك ذلن إن اتفمت الفواصل فً الوزن دون الروي نحو لوله تعالى" :
*وزَ َرابًِ َم ْبثُوثَةٌ" ( )6( )5فالفاصلتان " مصفوفة،
صفُوفَةٌ َ
ار ُق َم ْ
َونَ َم ِ
ومبثوثة" متفمتان فً الوزن مختلفتان فً حرؾ الروي ،حٌث ختمت
اِولى بحرؾ" الفاء" والثانٌة بحرؾ "الثاء".
ٔٗ9
تمسٌم الفاصلة باعتبار لصر المرٌنة ( )1وطولها.
تنمسم الفاصلة باعتبار لصر المرٌنة وطولها إلى ثالثة ألسام:
ٔ -لصٌرة
هً ما كانت مإلفة من ألفاظ للٌلة إذ تبدأ بكلمتٌن ،وتنتهً إلى أربع كلمات
()2
،وهً أوعر اِنواز مسلكا ،وأخفها على الملب ،وأطٌبها على السمع،؛
ِن اِلفاظ إذا كانت للٌلة فهً أحسن وأرق ،وِنها إذا كانت أطرافها
متماربة لذت على اَذان لمرب فواصلها ولٌن معاطفها ،ومن ذلن لوله
ت نَ ْشرا* صفا * َوالنا ِش َرا ِ ع ْت َ ع ْرفا *فَ ْالعَ ِ
اصفَا ِ ت ُ س َٕ ِ تعالىَ ( :و ْال ُم ْر َ
ت ِذ ْكرا) ( ، )4( )3ولوله تعالىٌَ ( :ا أٌَ َها ْال ُمد ِث ّ ُر * لُ ْم ت فَ ْرلا* فَ ْال ُم ْل ِم ٌَا ِ فَ ْالفَ ِ
ارلَا ِ
ط ِ ّه ْر * َوالرجْ زَ فَا ْه ُج ْر) (.)5
فَؤ َ ْنذ ِْر * َو َربنَ فَ َك ِبّ ْر * َوثٌَِابَنَ فَ َ
ٕ -متوسطة:
هً ما كانت مإلفة من خمس كلمات إلى عشر نحو ما ورد فً لوله تعالى:
ضوا َوٌَمُولُوا سِحْ ٌر ُم ْست َِمر * َو َكذبُوا َواتبَعُوا أ َ ْه َوا َء ُه ْم ( َوإِ ْن ٌَ َر ْوا آٌَة ٌُ ْع ِر ُ
اء َما فٌِ ِه ُم ْز َد َج ٌر) (.)7( )6
َو ُكل أ َ ْمر ُم ْست َ ِمر * َو َلمَ ْد َجا َء ُه ْم ِمنَ ْاِ َ ْنبَ ِ
(ٔ) المرٌنررة هررً :الجملررة التررً تنتهررً بالفاصررلة " ٌنظررر :الطررراز ٖ ،ٔٗ/وعلررم البرردٌع
دراسة تارٌخٌة وفنٌرة ِصرول البٕؼرة ومسرابل البردٌع بسرٌونً فٌرود ٕٔ٘ مإسسرة
المختار ط الثانٌة ٕٓٓ0م.
(ٕ) ٌنظر :علم البدٌع .ٕ٘ٙ
(ٖ) سورة المرسٕت (ٔ.)٘ :
(ٗ) ٌنظر :الطراز ٖ ،ٔٗ/والبرهان ٔ.9ٙ /
(٘) سورة المدثر (ٔ.)٘ :
( )ٙسورة الممر (ٕ.)ٗ :
(ٌ )9نظر :الطراز ٖ ،ٔٗ/والبرهان ٔ ،90/والفاصلة فً المرآن ٕ٘ٔ.
ٓ٘ٔ
ٖ -طوٌلة:
هً ما كانت مإلفة من أكثر من عشر كلمات نحو ما ورد فً لوله تعالى:
علَ ٌْ ُك ْم بِ ْال ُمإْ ِمنٌِنَ
ٌص َ عنِت ْم َح ِر ٌ علَ ٌْ ِه َما َ ٌز َ ع ِز ٌ سو ٌل ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ُك ْم َ (لَمَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ
علَ ٌْ ِه ت ََوك ْلتُ َو ُه َو ً للاُ َٔ ِإلَهَ ِإٔ ُه َو َ وؾ َر ِحٌ ٌم * فَإ ِ ْن ت ََول ْوا فَمُ ْل َح ْسبِ َ َر ُء ٌ
َرب ْالعَ ْر ِش ْالعَ ِظ ٌِم) ( )2( )1ونحو لوله تعالى( :إِ ْذ ٌ ُِرٌ َك ُه ُم للاُ فًِ َمنَامِنَ
سل َم ِإنهُ َ
ع ِلٌ ٌم لَ ِلٌٕ َولَ ْو أ َ َرا َك ُه ْم َك ِثٌرا لَفَ ِش ْلت ُ ْم َولَتَنَازَ ْعت ُ ْم ِفً ْاِ َ ْم ِر َولَ ِكن للاَ َ
ُور* َو ِإ ْذ ٌ ُِرٌ ُك ُمو ُه ْم ِإ ِذ ْالتَمَ ٌْت ُ ْم فًِ أ َ ْعٌُنِ ُك ْم لَ ِلٌٕ َوٌُمَ ِلّلُ ُك ْم فًِ أ َ ْعٌُنِ ِه ْم
ت الصد ِ بِ َذا ِ
ور) (.)3 ً للاُ أ َ ْمرا َكانَ َم ْفعُؤ َو ِإ َلى للاِ ت ُ ْر َج ُع ْاِ ُ ُم ُ ض َ ِل ٌَ ْم ِ
ٔ٘ٔ
والفواصل المرآنٌة تمصر ؼالبا فً السور المصار ،وتتوسط أو تطول فً
()1
استجابة للؽرض الممصود والجو المسٌطر السور المتوسطة والطوال
على النظم إذ ٌتٕءم لصر الفواصل مع موضوعات السور المصار كالدعوة
إلى التوحٌد ،وبٌان جزاء أتباز والمخالفة لصدا للتجاوب ،وإثارة
الوجدان.
ٕ٘ٔ
اِول على هللا -تعالى -و(الخبرة) تناسب من ٌدرن شرٌبا ،فرإن مرن ٌردرن
شٌبا ٌكون خبٌرا به (.)1
كما ٌتجلى ذلن فً لوله تعالى على لسان فرعون عنردما رأي أن كثٌررا مرن
الموم بدا علٌه الترؤثر بردعوة موسرى حٌرث حراول اسرتخفافهم ،فلفرتهم إلرى مرا
ٌتمتع به من امتٌازات مادٌة تجعله اِولى بهذا التؤثر وأنجذاب ،والمتمثرل
فً امتٕكه ِرض مصر بما فٌها من جنات ،وأنهار ،وزروز ،وؼٌر ذلن،
ولما كانت تلن المظاهر مدار إدراكها وتؤملها الرإٌة جاءت الفاصلة بما هو
ع ْو ُن فًِ لَ ْو ِم ِه لَا َل ٌَا لَ ْرو ِم أَلَرٌ َ
ْس أوفك حأ بذلن ،وذلن فً لولهَ ( :ونَا َدى فِ ْر َ
()2
ْص ُرونَ ) . ار تَجْ ِري ِمن تَحْ تًِ أَفََٕ تُب ِ ِلً ُم ْلنُ ِم ْ
ص َر َو َه ِذ ِه اِ َ ْن َه ُ
ولد جاء بناء الفاصلة متوافما مرع نهرج بنراء اٌَرة فرً لصرد اْثرارة والتنبٌره
ْصر ُررونَ ) ٔسررٌما ولررد أوثررر أسررتفهام حٌررث بنٌررت علررى أسررتفهام (أَفَ رَٕ تُب ِ
ْس ِلررً ُم ْلررنُ ِم ْ
صر َرر) ،وأوثررر التعبٌررر بالفعررل بررالهمزة تشرراكٕ مررع لولرره( :أَلَ رٌ َ
المضارز المفٌد التجدد والحدوث؛ لتجدد تلن المظاهر ،وتنوعها.
ومراعاة لطبٌعة تلن الدٔبل بما تتسم به من وضوح ٔ ٌخفً على أحد ،ؤ
ٌحتاج إلى تؤمل أوثر التعبٌرر بالبصرر؛إذ "ٌسرمً العلرم بالشرا إذا كران جلٌرا
()3
بصرا" فً لوله( :تُب ِ
ْص ُرونَ ).
الصورة الثانٌة:
ومن خفً هذا الضرب لوله تعالى( :إِ ْن تُعَ ِذّ ْب ُه ْم فَإِن ُه ْم ِعبَا ُدنَ َوإِ ْن ت َ ْؽ ِف ْر لَ ُه ْم
ٌز ْال َح ِكٌ ُم) (.)4
فَإِننَ أ َ ْنتَ ْال َع ِز ُ
(ٔ) ٌنظر :بؽٌة اٌْضاح لتلخٌص المفتاح فً علروم البٕؼرة عبرد المتعرال الصرعٌدي ٗ/
ٗ ٘0مكتبة اَداب ط ٕٓٓ٘ ٔ9م.
(ٕ) سورة الزخرؾ(ٔ٘).
(ٖ) الفرروق اللؽوٌررة أبرو هررٕل العسركري تررح مإسسرة النشررر اْسرٕمً ٔ ٖ0ط اِولررى
ٕٔٗٔه.
(ٗ) سورة (المابدة) (.)ٔٔ0
ٖ٘ٔ
فإن لوله( :وإن تؽفر لهم) ٌوهم أن الفاصلة (الؽفور الرحٌم) ولكن إذا أنعم
ع ِلم أنه ٌجب أن تكون ما علٌه التٕوة ِنه ٔ ٌؽفر لمن ٔ ٌستحك النظر ُ
ترد علٌه حكمه فهو العزٌز؛ ِن العزٌز فً العذاب إٔ من لٌس فوله أحد ُ
صفات هللا هو الؽالب من لولهم :عزه ٌعزه عزا إذا ؼلبه ،ومنه المثل "من
عز بز" أي :من ؼلب سلب ،ووجب أن ٌوصؾ بالحكٌم أٌضا؛ ِن الحكٌم
من ٌضع الشًء فً محله ،وهللا تعالى كذلن إٔ أنه لد ٌخفً وجه الحكمة
فً بعض أفعاله فٌتوهم الضعفاء أنه خارج عن الحكمة فكان فً الوصؾ
ب(الحكٌم) احتراس حسن أي :وإن تؽفر لهم مع استحمالهم العذاب فٕ
معترض علٌن ِحد فً ذلن والحكمة فٌما فعلت (.)1
ٕ -التصدٌر:
()2
لصدا ْحداث التشاكل ٌتحمك ذلن عند تمدم لفظ الفاصلة فً أول اٌَة
علَى للاِ َكذِبا فٌَُس ِْحت َ ُك ْم
اللفظً ،والتناؼم كما فً لوله تعالى ٔ " :ت َ ْفت َُروا َ
()3
َاب َم ِن ا ْفت ََرى"
ِب َع َذاب َولَ ْد خ َ
س ُه ْم ٌَ ْ
ظ ِل ُمونَ ) ولوله( :فَ َما َكانَ للاُ ِل ٌَ ْ
ظ ِل َم ُه ْم َولَ ِك ْن َكانُوا أ َ ْنفُ َ
المٌمة البالغٌة للفاصلة المرآنٌة
تناسب الفاصلة المرآنٌة مع جارتها ،ونظم آٌتها خٌر شاهد على إعجاز
المرآن الكرٌم البٌانً؛ لجمعها بٌن مواطن الحسن اللفظً والمعنوي؛ إذ
ٌعمد إلٌها النظم المرآنً لتحمٌك التشاكل اللفظً ،والجرس الموسٌمً
الصادر عن تماثل الحروؾ وتماربها ،والذي تطرب إلٌه اَذان ،وتهتز له
الملوب؛ ومن ثم ٌكون التجاوب على أتم وجه بٕ ملل أو فتور.
(ٔ) ٌنظررر :اٌْضرراح فررً علرروم البٕؼررة الخطٌررب المزوٌنررً ٖ٘9دار الكتررب العلمٌررة
بٌروت ط اِولى ٘ٓٗٔه ٘ٔ70م.
(ٕ) ٌنظر :البرهان ٔ.90 /
(ٖ) سورة طه (ٔ)ٙ
ٗ٘ٔ
كما أن معرفة الفواصل سبٌل الوصول إلى المعانً الدلٌمة ،واِسرار
الجلٌلة التً تكمن فً ربط اٌَات بفواصلها؛ إذ تؤتً الفاصلة تعمٌبا على
المعانً التً تضمنتها اٌَة ،وفً هذا التعمٌب ترى المعانً بوجه جدٌد،
فتزداد بٌانا ووضوحا.
الفاصلة المرآنٌة ٔ تتؽٌر لمجرد التنوز ،وإنما تؤتً استجابة للؽرض
الممصود ،والجو المسٌطر على النظم ،فمثٕ جو الدعاء والطمؤنة ٌستلزم
فواصل معٌنة تٕبم أمتداد فً الصوت كفاصلة اِلؾ كما ورد فً لوله
علَى ْال ِكبَ ِر إِ ْس َما ِعٌ َل َوإِ ْس َحاقَ إِن َر ِبًّ َب ِلً َ ّلل الذِي َوه َ تعالىْ ( :ال َح ْم ُد ِ ِ
اء) (.)1ع ِ اء * َربّ ِ اجْ َع ْل ِنً ُم ِم َ
ٌم الص َٕ ِة َو ِم ْن ُذ ِ ّرٌ ِتً َربنَا َوتَمَب ْل ُد َ ع ِ لَ َ
س ِمٌ ُع الد َ
تمع الفاصلة عند أستراحة فً الخطاب؛ لتحسٌن الكٕم بها ،وهً الطرٌمة
التً ٌباٌن المرآن بها سابر الكٕم.)2( .
تلخٌص
الفاصلة المرآنٌة هً :الكٕم المنفصل عما بعده ،ولد ٌكون رأس آٌة ولد ٔ
ٌكون.
تنمسم الفاصلة باعتبار حرؾ الروي إلى المتماثلة والمتماربة.
تنمسم الفاصلة باعتبار الوزن وحرؾ الروي إلى :المتوازي ،والمطرؾ،
والمتوازن.
تنمسم الفاصلة باعتبار لصر المرٌنة إلى لصٌرة ،ومتوسطة ،وطوٌلة.
خٌر الفواصل ما تساوت لرابنها.
ارتباط الفاصلة بنظم اٌَة وجارتها من أوضح مظاهر التناسب فً النظم
المرآنً؛ لما له من أثر بالػ فً النفس؛ إذ به تترابط أجزاء النظم ،وتؤتلؾ
اِلفاظ ،وتتضح اِفكار ،وٌفصح عن المعانً.
٘٘ٔ
تدرٌبات على الفاصلة
السإال اِول:
عرؾ الفاصلة لؽة واصطٕحا ،مع بٌان الفرق بٌنها وبٌن رأس اٌَة؟
السإال الثانً:
اذكر المصطلح البٕؼً الذي تشٌر إلٌه العبارات اَتٌة:
ٔ -الكٕم المنفصل عما بعده ،ولد ٌكون رأس آٌة ولد ٔ ٌكون.
ٕ -الفواصل التً تنتهً بحروؾ متماربة.
ٖ -اتفاق الفواصل فً الوزن وحرؾ الروي.
ٗ -اتفاق الفواصل فً الوزن دون حرؾ الروي.
السإال الثالث:
بٌن نوز الفاصلة المرآنٌة فً اِمثلة اَتٌة:
شور والبٌت المعمور). ور َو ِكت َاب َم ْس ُ
طور فًِ َر ّق َم ْن ُ ٔ -لال تعالىَ ( :والط ِ
ٕ -لال تعالىَ ( :ما لَ ُك ْم ٔ ت َْر ُجونَ ِّللِ َولَارا َولَ ْد َخلَمَ ُك ْم أ َ ْ
ط َوارا).
ع ْشر َوالش ْفعِ َو ْال َوتْ ِر َوالل ٌْ ِل ِإ َذا ٌَس ِْر).
ٖ -لال تعالىَ ( :و ْالفَجْ ِر َولٌََال َ
ط ْال ُم ْست َ ِم َ
ٌم). َاب ْال ُم ْست َ ِبٌنَ َو َه َد ٌْنَا ُه َما ال ِ ّ
ص َرا َ ٗ -لال تعالىَ ( :وآت َ ٌْنَا ُه َما ْال ِكت َ
السإال الرابع:
اذكر اِسرار البٕؼٌة للفاصلة المرآنٌة.
ٔ٘ٙ
فهرس موضوعات الكتاب
ممدمة ٖ ...............................................................................
المستهدؾ من تدرٌس الممرر ٗ .....................................................
الفصاحة ،الخبر ،المسند إلٌه ........................................................
الفصاحة اصطٕحا ٙ ................................................................
فصاحة المفرد9 ......................................................................
فصاحة الكٕم ٔٗ ....................................................................
أحوال اْسناد الخبري ٕٙ ...........................................................
أؤ :أؼراض الخبر ٕ9 .............................................................
اِؼراض اِصلٌة للخبرٕ9 ........................................................
اِؼراض ؼٌر اِصلٌة للخبر ٕ0 ..................................................
ثانٌا :أضرب الخبر ٖٓ ..............................................................
المجاز العملًٖٕ .....................................................................
عٕلات المجاز العملً ٖٖ ...........................................................
أحوال المسند إلٌه ٗٓ ................................................................
المصر ٘ٙ ............................................................................
ألسام المصر٘ٙ ......................................................................
تدرٌبات على المصرٙ7 .............................................................
اْنشاء 9ٓ ............................................................................
ألسام اْنشاء 9ٓ .....................................................................
ٔ٘7
أسلوب النهً 99 .....................................................................
أسلوب أستفهام 97 .................................................................
أسلوب ال ِنّداء 0٘ .....................................................................
علم البٌان 00 .........................................................................
المجاز اللؽوي00 ....................................................................
الحمٌمة والمجاز ،والفرق بٌنهما00 .................................................
تعرٌؾ الحمٌمة لؽة واصطٕحا00 ................................................ :
المجاز المرسل 7ٓ ...................................................................
مٕبسات المجاز المرسل أو عٕلاته7ٓ ...........................................:
أؤ -السببٌة والمجاورة7ٓ ........................................................ :
ثانٌا -عٕلة المسببٌة7ٔ ............................................................ :
ثالثا -عٕلة الجزبٌة7ٕ .............................................................:
رابعا -عٕلة الكلٌة7ٕ ..............................................................:
خامسا -عٕلة اعتبار ما كان7ٕ ...................................................:
سادسا عٕلة اعتبار ما سٌكون7ٖ .................................................:
سابعا -عٕلة الحالٌة7ٖ ........................................................... :
ثامنا -عٕلة المحلٌة7ٗ ............................................................ :
تاسعا -عٕلة اَلٌة7ٗ .............................................................:
ثانٌا :أستعارة 7٘ ...................................................................
تعرٌؾ أستعارة لؽة واصطٕحا 7٘ ..............................................
أهم تمسٌمات أستعارة7ٙ ......................................................... :
أؤ -استعارة فً المفرد واستعارة فً المركب7ٙ ...............................
ثانٌا -أستعارة التصرٌحٌة وأستعارة المكنٌة79 ............................... :
ٔ٘8
ثالثا -باعتبار الطرفٌن والجامع من حٌث الحسٌة والعملٌة 77 .....................
رابعا -باعتبار لفظ المستعار أصلٌة وتبعٌةٔٓٔ ...................................
خامسا -باعتبار الخارج أو المٕبم مطلمة ومرشحة ومجردةٕٔٓ ...............
المٌمة البٕؼٌة لٕستعارة ٔٓٗ ......................................................
تدرٌبات على أستعارة ٔٓ٘ .......................................................
الكناٌة .................................................................................
أهداؾ الممرر ٔٓٙ ..................................................................
نشؤتها وأشهر العلماء الذٌن تحدّثوا عنها ٔٓ9 .....................................
أنواز الكناٌة ٔٔٔ ....................................................................
أؤ -أنواز الكناٌة باعتبار اللفظ المكنى عنهٔٔٔ .................................
ثانٌا -ألسام الكناٌة باعتبار أوصافها ٕٔ٘ ..........................................
خصابص الكناٌة وبٕؼتهأٖٓ .....................................................
تدرٌبات على باب الكناٌةٖٕٔ ......................................................
علم البدٌع.............................................................................
(المبالؽة) .............................................................................
المبالؽةٖٔ٘ ..........................................................................
الفاصلة ...............................................................................
توطبةٔٗٗ .......................................................................... :
ارتباط الفاصلة المرآنٌة بنظم اٌَةٖٔ٘ ........................................... .
المٌمة البٕؼٌة للفاصلة المرآنٌة ٔ٘٘ ...............................................
فهرس موضوعات الكتاب ٔ٘0 ....................................................
ٔ٘9
ٔٙٓ