You are on page 1of 144

‫آفات على الطريق‬

‫الدكتور ‪ :‬السيد محمد نوح‬

‫الجزء الثالث‬

‫اآلفة الخامسة عشرة‪ :‬سوء الظن‬


‫اآلفة السادسة عشرة‪ :‬الغيبة‬
‫اآلفة السابعة عشرة‪ :‬النميمة‬
‫اآلفة الثامنة عشرة‪ :‬فوضى الوقت‬
‫اآلفة التاسعة عشرة‪ :‬التسويف‬
‫اآلفة العشرون‪ :‬التشاؤم‬
‫اآلفة الحادية والعشرون‪ :‬التنطع أو الغلو في الدين‬
‫اآلفة الخامسة عشرة‬
‫سوء الظن‬

‫واآلفةة الخامسةةة عشةةرة التةةي يبتلةى بنةةا امةةر مةةن العةةاملين وعمةيبنس وعمةةير العمة ا سة مي ب ةةا‬
‫منلكة وعواقر وخيمة إاما هي‪" :‬سوء الظن"‪.‬‬
‫وحتةةى يةةتخل مةةن هةةمن اآلفةةة مةةن ابتل ةوا بنةةا ويتلنبنةةا مةةن سةةلمنس اللةةم مننةةا ف انةةا سةةنتناولنا مةةن‬
‫اللواار التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف سوء الظن‪:‬‬

‫يطلق الظن لغة على معان عدة امكر مننا‪:‬‬


‫‪ - 1‬الشك عقول‪ :‬بئر ظنون‪ :‬ال يد ى أفينا مةاء أم ال‪ ،‬ومنةم قولةم ععةالى‪ :‬كمةن كةان يظةن أن لةن‬
‫ينمةةرن اللةةم فةةي الةةدايا واآلخةةرة فليمةةدد بسةةبر إلةةى السةةماء ةةس ليقط ةع فلينظةةر ه ة يةةمهبن كي ةةدن مةةا‬
‫يغيظ} (الحج‪.)11 :‬‬
‫‪ - 2‬التنمةةة عقةةول‪ :‬أظ ة سن بةةم النةةات ععنةةي‪ :‬عرضةةم لتنمةةتنس ومنةةم قولةةم ععةةالى‪ :‬كإ ةةاءوكس مةةن‬
‫ف ةةوقكس وم ةةن أس ةةم م ةةنكس وإ تاا ةةت البم ةةا وبلغ ةةت القل ةةو الحن ةةا ر وعظن ةةون بالل ةةم الظنوا ةةا}‬
‫(الحزا ‪ )11 :‬كا تنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إ س} (الحلرات‪.)12 :‬‬
‫‪ - 3‬الحسبان أو ا لعلس بغير يقين عقول‪ :‬ظننت الشةم االعةة أح حسةبتنا أو علمتنةا علمةا ايةر‬
‫يقيني ومنةم قولةم ععةالى‪ :‬كو ا النةون إ هةر مغاضةبا فظةن أن لةن اقةد عليةم فنةادى فةي الظلمةات‬
‫أن ال إل ةةم إال أا ةةت س ةةبحااك إا ةةي كن ةةت م ةةن الظ ةةالمين} (الابي ةةاء‪ )78 :‬كوظنة ةوا أان ةةس م ةةااعتنس‬
‫حموانس من اللم} (الحشر‪ )2 :‬كومالنس بم من علس إن يتبعون إال الظن} (النلس‪.)27 :‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ - 4‬اليقةةين عقةةول‪ :‬ظةةن ف ة ن الشةةيء بمعنةةى عيقنةةم ومنةةم قولةةم ععةةالى‪ :‬كواسةةتعيوا بالمةةبر والم ة ة‬
‫وإانةا لكبيةرة إال علةةى الخا ةعين الةةمين يظنةون أانةةس م قةو بنةةس وأانةس إليةةم ا عةةون} (البقةةرة‪41 :‬‬
‫‪ )44‬كفأم ةةا م ةةن أوع ةةى كتاب ةةم يمين ةةم فيق ةةول ه ةةاؤم اق ةةرءوا كتابي ةةم إا ةةي ظنن ةةت أا ةةى مة ة حس ةةابيم}‬
‫(الحاقة‪ )21 11 :‬كوي للمطممين المين إ ا اكتالوا على النات يستوفون وإ ا كالوهس أو وتاوهس‬
‫يخسرون أال يظن أولئك أانس مبعو ون ليوم عظيس} (المطممين‪)1( . )1-1 :‬‬
‫وال ععةةا ي بةةين هةةمن المعةةااي ميعةةا إ هةةي عمةةوير لمراعةةر الظةةن مةةن بدايتةةم إلةةى انايتةةم وكةةأن‬
‫الظةةن‪ :‬إامةةا هةةو عخمةةين أو هةةا أو خةةاار يقةةع فةةي الةةنم لمةةا ات عظنةةر وق ةرا ن عبةةدو ف ة ا‬
‫قويت وعأكةدت هةمن المةا ات وعلةك القةرا ن أ مةرت علمةا يقينيةاي أو عمةديقا قطعيةا وإ ا ضةعمت‬
‫أو ع ت لس عثمر إال ملرد الشك أو التوهس أو العلس الغير يقيني‪.‬‬

‫والسوء لغة يطلق على معنيين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن السةوء هةةو كة مةةا يقةةبق أو مةةا يقابة الحسةةن قةةال ععةةالى‪ :‬كمةةن ةةاء بالحسةةنة فلةةم عشةةر‬
‫أمثالنا ومن اء بالسيئة ف يلزى إال مثلنا وهس ال يظلمون} (الاعةام‪ )141 :‬ك ةس بةدلنا مكةان‬
‫السيئة الحسنة حتى عموا وقالوا قةد مة اباءاةا الءةراء والسةراء} (العةرا ‪ )11 :‬كويسةتعللواك‬
‫بالسيئة قب الحسنة} (الرعد‪.)4 :‬‬

‫اآلخر‪ :‬أن السوء هو ك ما يغس ا اسان من أمو الدا ين سواء أكان في امسم أو في ايرن ‪)2( .‬‬
‫وال عع ةةا ي ب ةةين المعني ةةين إ القب ةةيق أو الش ةةر يع ةةود عل ةةى ال ةةنم ب ةةالنس والغ ةةس والقل ةةق االض ةةطرا‬
‫النمسي كما قال سبحاام‪ :‬كومن يعرش عن كةر بةم يسةلكم عةمابا }ةعدا} (اللةن ‪ )18 :‬كومةن‬
‫أعري عن كرح ف ن لم معيشة ضنكا} (ام‪.)124 :‬‬

‫‪ - 1‬انظر‪ :‬بصائر ذوي التمييز في‪ :‬لطائف الكتتاب العزيز للفيروز أبادي ‪ ،148 - 141/3‬والمعجم الوسيط ‪ 111/2‬بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪ - 2‬انظر‪ :‬بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتااب العزيز للفيروز أبادي ‪ ،277،271/3‬والمعجم الوسيط ‪ 111/2‬بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وإ قد عرفنا معنى ‪" :‬الظن " ومعنى "السوء" ك على حدة ف انا اقول‪ :‬إن سةوء الظةن هةو عخةري‬
‫أو عخمين ينتني بو}ف الغير بما يسوءن ويغمم من ك قبيق من اير دلي وال برهان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر سوء الظن‪ ،‬ووضعه في ميزان اإلسالم‪:‬‬

‫لسوء الظن مظاهر عدة وأما ات كثيرة عدل عليم امكر مننا‪:‬‬
‫‪ - 1‬القعةةود عةةن امةةرة ديةةن اللةةم ‪ -‬عةةز و ة ‪ -‬فةةي الغيةةر أو فةةي الةةنم وفةةي الغيةةر معةاي بةةدعوى أانةةا‬
‫أه اللم وأولياؤن وقد عملنا اوي وععبنا كثيرا وما حملنا من و اء لك امرة على أعدا نا ب على‬
‫العك كاات الشدا د واالمتحااات دة بعد ةدة وامتحااةا بعةد امتحةان كمةا حكةى اللةم ‪ -‬عةز‬
‫و ة ‪ -‬عةةن امةةر مةةن النةةات يةةوم أحةةد‪ :‬كواا مةةة قةةد أهمةةتنس أامسةةنس يظنةةون باللةةم ايةةر الحةةق ظةةن‬
‫اللاهلية يقولون ه لنا من المر من يء ق إن المر كلم للم يخمون في أامسنس ماال يبدون لك‬
‫يقولون لو كان لنا من المر يء ما قتلنا هننا} ال عمةران‪ 114 :‬أو بةدعوى أن اوبنةا كثيةرة لةن‬
‫عغمر وال يمكن أن عغمر‪.‬‬
‫‪ - 2‬الولوغ في المعا}ي والسيئات بةدعوى أن اللةم ال يةرى وال يعلةس كمةا قةال سةبحاعم‪ :‬كو لكةس‬
‫ظنكس المح ظننتس بربكس أ داكس فأ}بحتس من الخاسرين} (فملت‪ )23 :‬أو بدعوى أام ال بعث‬
‫وال حسةةا كمةةا قةةال سةةبحاام ‪ :‬كوأانةةس ظن ةوا كمةةا ظننةةتس أن لةةن يبعةةث اللةةم أح ة ةةدا} اللةةن‪28 :‬‬
‫كودخ نتم وهةو ظةالس لنمسةم قةال مةا أظةن أن عبيةد هةمن أبةدا ومةا أظةن السةاعة قا مةة ولةئن ددت‬
‫إلةةى بةةي ل ةةدن خي ةرا مننةةا منقلبةةا} الكنةةف‪ 34 31 :‬كولةةئن أ قنةةان حمةةة منةةا مةةن بعةةد ض ةراء‬
‫مستم ليقولن هما لي وما أظن الساعة قا مة ولئن عت إلةى بةي إن لةي عنةدن للحسةنى} فمةلت‪:‬‬
‫‪.11‬‬
‫‪ - 3‬عوقةع هة ا المةيمنين واستئمةال ةةأفتنس أمةام كثةرة العةدو عةددا وعتةةادا مةع عقةدم هةما العةةدو‬
‫وابواةةم كمةةا قةةال سةةبحاام عةةن المنةةافقين ومةةوقمنس مةةن المةةيمنين يةةوم الحديبيةةة‪ :‬كب ة ظننةةتس أن لةةن‬

‫‪4‬‬
‫ينقلر الرسول والميمنون إلى أهلينس أبدا وتين لك في قلوبكس وظننتس ظن السوء وكنتس قومةا بةو ا}‬
‫المتق‪.12 :‬‬
‫‪ - 4‬الر اء أو الخو من الخلق ظنا أانس يعطون ويمنعون ينمعون ويءرون‪.‬‬
‫‪ - 1‬التقمير في عم من أعمال البر المعروفة مث عيادة المريض وعشةييع اللنةا ز و د السة م‬
‫وإ ابةةة الةةدعوة وبةةمل النمةةيحة وعشةةميت العةةاا ومسةةاعدة وح الحا ةةة وإمااةةة ال ى عةةن‬
‫الطريةةق والت ةزاو واحوهةةا لس ةةبا خا ةةة عةةن ا ادة مث ة السةةمر أو المةةري أو القي ةةام بوا ةةر‬
‫أكبر أو عدم العلس أو اير لك فيظن سيئ الظةن أن هةما التقمةير اشةأ مةن التكبةر واالسةتع ء أو‬
‫من االحتقا وعدم االهتمام أو من البخ والشق وهكما‪.‬‬
‫‪ - 4‬القيةةام بأعمةةال البةةر المعروفةةة مةةن‪ :‬المةةر بةةالمعرو والننةةي عةةن المنكةةر والمةةدقات وإ ةةاد‬
‫النات وععليمنس وا } ح بين المتخا}مين واحوها فيظن سيئ الظن‪ :‬أام إاما يمع لك ياء أو‬
‫نرة أو امعةا فةي مغةنس والحقيقةة أن البةا مةا كةان يمعة لةك إال لاةم المعةرو الةمح دعااةا اللةم‬
‫إليم وحم اا من عءييعم والتمريط أو التقمير فيم‪.‬‬
‫ولقةةد حكةةى لنةةا القةةران الك ةريس مةةا كةةان يمةةنعم المنةةافقون مةةع المتمةةدقين مةةن المسةةلمين إ كةةااوا‬
‫يقولةةون‪ :‬إانةةس يمةةنعون مةةا يمةةنعون للريةةاء والشةةنرة فةةأازل اللةةم فةةينس قولةةم سةةبحاام‪ :‬كالةةمين يلمةةزون‬
‫المطةةوعين مةةن المةةيمنين فةةي المةةدقات والةةمين ال يلةةدون إال نةةدهس فيسةةخرون مةةننس سةةخر اللةةم‬
‫مننس ولنس عما أليس} التوبة ‪.81 :‬‬
‫‪ - 8‬إعقان السعي المعا ي من علا ة أو }ناعة أو ت اعة واحوها امتثاال لما أمةر اللةم ‪ -‬عةز و ة‬
‫‪ -‬بةةم مةةن السةةعي والءةةر فةةي ال ي فةةي قولةةم‪ :‬كهةةو الةةمح ع ة لكةةس ال ي لةةوال فامش ةوا فةةي‬
‫مناكبنا وكلوا من تقم وإليم النشو } الملك‪ 11 :‬كف ا قءيت الم ة فااتشروا في ال ي وابتغوا‬
‫مةةن فء ة اللةةم} اللمعةةة‪ 11 :‬فةةيظن سةةيئ الظةةن أن هةةما عكالةةر وعنافةةت وحةةر للةةدايا وبغةةض‬
‫لآلخرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - 7‬إعقان الشعا ر التعبدية مةن }ة ة وتكةاة و}ةيام وحةج وقةراءة للقةران و كةر ودعةاء واسةتغما‬
‫واحو لك فيظن سيئ الظن أن همن هبااية وعزلة أو ااقطاع للعبادة وعرا للحياة الدايا‪.‬‬
‫‪ - 1‬الحرص على الحياة في الوقت الةمح يقتءةي الحةرص علةى الحيةاة وا قةدام علةى المةوت فةي‬
‫الوقت المح يقتءةي ا قةدام علةى المةوت كمةا أمةر ا سة م بةملك فةيظن سةيئ الظةن أن هةما ةبن‬
‫وأن اا عنو إلى اير لك من المظاهر الدالة على سوء الظن‪.‬‬
‫ولقد حرم ا س م سةوء الظةن باللةم وبرسةولم وبةالميمنين المعةروفين بمة ح الحةال واسةتقامة الخلةق‬
‫واظافةةة السةةيرة وإن وقةةع مةةننس عقمةةير فةةي معةةرو أو علةةاوت لمبةةاح أو خةةدش لمةةروءة وأمةةر بتةةدا ا‬
‫هما التقمير أو هما التلاوت والخدش عن اريق المر بالمعرو والنني عن المنكةر دون أن يتغيةر‬
‫قلةةر المسةةلس علةةى أخيةةم المسةةلس قيةةد ةةعرة ولةةو للحظةةة واحةةدة إ يقةةول سةةبحاام‪ :‬كإن يتبعةةون إال‬
‫الظةن وإن هةةس إال يخر}ةون} الاعةةام‪ 11 :‬كومةا يتبةةع أكثةةرهس إال ظنةا إن الظةةن ال يغنةي مةةن الحةةق‬
‫ةةيئا} يةةوا ‪ 34 :‬كيأينةةا الةةمين امن ةوا ا تنب ةوا كثيةرا مةةن الظةةن إن بعةةض الظةةن إ ةةس} (الحلةرات‪:‬‬
‫‪.)12‬‬
‫وإ يقول الرسول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬إياكس والظن فة ن الظةن أكةم الحةديث" (‪" )3‬يقةول‬
‫اللم ععالى‪ :‬أاا عند ظن عبةدح بةي" (‪" )4‬اليمةوعن أحةدكس إال وهةو يحسةن الظةن باللةم ععةالى"‬

‫‪ - 3‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب ما ينهى عن التحاسد‪ ،‬والتدابر‪ ،‬وباب‪{ :‬يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من‬
‫الظن{ ‪ ،23/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر‪ ،‬والصلة‪ ،‬واآلداب‪ :‬باب تحريم الظن‪ ،‬والتجسس‪ ،1174 ،1171/4 ...‬رقم ‪ ،31-28‬وأبو‬
‫داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في الظن ‪ 218 ،214/1‬رقم ‪ 4118‬كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا‪ ،‬هذا وللحديث تخريج أوسع‬
‫في كتابنا‪( :‬غاية البيان في شرح مختارات من السنن) ‪ 48/1‬فليراجعه من أراد‪.‬‬
‫‪ - 4‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االتوحيد‪ :‬باب قول الله تعالى‪{ :‬ويحذركم الله نفسه{‪ ،‬وباب قول الله تعـــالى‪{ :‬يريدون‬
‫أن يبدلوا كالم الله{‪ ،‬وباب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه ‪ 2841 ،2821 ،2414/4‬رقم ‪،8117 ،8144 ،4181‬‬
‫‪ ،8111‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الذكر ‪ :‬باب الحث على ذكر الله تعالى‪ ،‬وباب فضل الذكر والدعاء‪ ،‬والتقرب إلى الله تعالى‬
‫‪ 2148 ،2141/4‬رقم ‪ ،21-11 ،)2481( 2‬وكتاب التوبة‪ :‬باب في الحض على التوبة والفرح بها ‪ 2112/4‬رقم ‪ ،)2481(1‬والترمذي‬
‫في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب ما جاء في حسن الظن بالله ‪ 111/4‬رقم ‪ ،2377‬وكتاب الدعوات‪ :‬باب في حسن الظن بالله ‪ -‬عز وجل‪-‬‬
‫‪ 142/1‬رقم ‪ ،3413‬وابن ماجة في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب فضل العمل ‪ 1214 ،1211/2‬رقم ‪ ،3722‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب‬
‫الرقاق‪ :‬باب حسن الظن بالله ‪ 841 ،841/2‬رقم ‪ ،2431‬وأحمد في‪ :‬المسند ‪،114 ،472 ،471 ،441 ،413 ،311 ،311 ،211/2‬‬
‫‪ 114/4 ،411 ،288 ،211/3 ،131 ،131 ،134 ،124 ،118‬كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا إال الدارمي ورواية عن أحمد‪ ،‬فإنه‬
‫عندهما من حديث وائلة بن األسقع‪ ،‬وإال رواية عند البخاري‪ ،‬وأحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬وعقب الترمذي على‬
‫حديثه بقوله‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(‪ ..." )5‬و أيةةت ة ي مةةن أمتةةي قا م ةاي علةةى ةةمير نةةنس يرعةةد السةةعمة فةةي يةةوم عا}ةةف فلةةاءن‬
‫اؤن في اللم ‪ -‬عز و ‪-‬فاستنقمن من لك ومءى" ‪)6( .‬‬
‫وأو ةةر سةةوء الظةةن بكةةافر معلةةن بكمةةرن وعداوعةةم للةةم ولرس ةولم وللمةةيمنين وإن وقةةع منةةم معةةرو أو‬
‫عمة مةةن أعمةةال البةةر لاةةم إ ا كةةان قةةد أاكةةر و ةةود اللةةم أو وحداايتةةم وخةةان اعمةةم التةةي عغمةةرن مةةن‬
‫أع ة ن إلةةى أداةةان فكيةةف يمةةي لنةةا ويمةةد معنةةا و}ةةد اللةةم العلةةيس بةةالنموت وخماياهةةا إ يقةةول‪:‬‬
‫}يرضواكس بأفواهنس وعأبى قلوبنس} ( التوبة‪} )7 :‬يقولون بأفواهنس ما لي في قلةوبنس واللةم أعلةس‬
‫بمةةا يكتمةةون} ( ال عم ةران) كوإ ا لقةةوكس قةةالوا امنةةا وإ ا خل ةوا عء ةوا علةةيكس الاامة مةةن الغةةيظ}‬
‫(ال عمران‪.)111 :‬‬
‫وكةةملك و ةةو سةةوء الظةةن بمسةةلس عةةر عنةةم الملةةاهرة بالمعمةةية والمةةد عةةن سةةبي اللةةم وعةةدم‬
‫االلتة ةزام با سة ة م للة ةوات أن يك ةةون أداة ف ةةي أي ةةدح الك ةةافرين لتنمي ةةم مخطط ةةاعنس ومة ةيامراعنس عل ةةى‬
‫ا س ة م والمسةةلمين كمةةا يشةةند بةةملك الواقةةع اليةةوم ويكةةون سةةوء الظةةن بنةةيالء حينئةةم مةةن بةةا‬
‫الحم والحيطة اعقاء لشرهس وإبطاال لكيدهس وميامراعنس‪.‬‬
‫إ كان من هديم }لى اللم عليم وسلس حةين يةدخ عليةم الغريةر مةن النةات أن يحةم ن ويحتةرت منةم‬
‫من اير أن يطوح عنم بشرن وال خلقم‪.‬‬
‫وهكما يدو سوء الظن بين الحرمة والو و وأما الحاديث التي و دت في الدعوة إلى سوء الظن‬
‫بة ا ف انةةا ضةةعيمة وال عمةةق مثة ‪" :‬مةةن حسةةن ظنةةم بالنةةات كثةةرت ادامتةةم" (‪" )7‬الحةةزم سةةوء‬
‫الظن" (‪" )8‬احترسوا من النات بسوء الظن" ‪)9( .‬‬
‫‪ - 5‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الجننة وصفة نعيمها وأهلها‪ :‬باب األمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت ‪،2211/4‬‬
‫‪ 2214‬رقم ‪ ،)2788( 72 ،71‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الجنائز ‪ :‬باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت ‪ 474/3‬رقم‬
‫‪ ،3113‬وابن ماجة في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب التوكل واليقين ‪ 1311/2‬رقم ‪ ،4148‬وأحمد في المسند ‪،311 ،331 ،321 ،213/3‬‬
‫‪ 311‬كلهم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 6‬الحديث جزء من حديث أورده الحافظ ابن اللقيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ،‬والحافظ بدر الدين العيني في عمدة الباري شرح‬
‫صحيح البخاري ‪ ،12/22‬وعزواه إلى أبي موسى المديني قائلين‪" :‬قال أبو موسى‪ :‬هذا حديث حسن جدا "‪.‬‬
‫‪ - 7‬انظر في ضعف هذه األحاديث‪ :‬سلسلة األحادديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في األمة لأللباني ‪- 211 /3 ،178 ،174/1‬‬
‫‪ 213‬وإن كان قد عزا الحديث الثالث‪" :‬احترسوا من الناس بسوء الظن" إلى ابن سعد في الطبقات الكبرى على أنه من أقوال الحسن‬
‫البصري‪ ،‬ثم عقب عليه بقوله‪" :‬وسنده صحيح"‪ .‬وحاول رده من حيث المتن بأنه مخالف لألحاديث الكثيرة الصحيحة التي وردت‬
‫بإحسان الظن بالمسلمين‪ ،‬والتي منها‪ " ،‬إياكم والظن‪ ،‬فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬وال نوافقه على هذا التعليل األخير‪ ،‬ألنه يمكن الجمع بين‬
‫األحاديث الكثيرة الدالة على وجوب تحسين الظن بالمسلمين وبين هذا الكالم المأثور عن الحسن البصري الدال على وجوب االحتراس‬
‫‪8‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب سوء الظن‪.‬‬

‫ويوقع في سوء الظن أسبا كثيرة وبواعث عدة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬سوء النية وخبث الطوية‪:‬‬

‫كأن ينشأ ا اسان عنشئة اير }الحة فيقع كثيرا في المعا}ي والسةيئات حتةى عو ةم علةك المعا}ةي‬
‫وهةةمن السةةيئات سةةوء الظةةن بمةةن لةةي أه ة لةةم ويمةةبق لةةك مظن ةرا مةةن مظةةاهر سةةوء النيةةة وخبةةث‬
‫الطويةةة كمةةا قةةال سةةبحاام وععةةالى‪ :‬كويعةةم المنةةافقين والمنافقةةات والمشةةركين والمشةةركات الظةةااين‬
‫باللةةم ظةةن السةةوء علةةينس دا ةةرة السةةوء واءةةر اللةةم علةةينس ولعةةننس وأعةةد لنةةس نةةنس وسةةاءت ممةةيرا}‬
‫(المتق) كب ظننتس أن لن ينقلر الرسول والميمنون إلى أهلينس أبدا وتين لك فةي قلةوبكس وظننةتس‬
‫ظةةن السةةوء وكنةةتس قومةةا بةةو ا} (المةةتق) كواا مةةة قةةد أهمةةتنس أامسةةنس يظنةةون باللةةم ايةةر الحةةق ظةةن‬

‫من الناس بسوء الظن‪ ،‬يمكن الجمع بأن األول محمول على المسلم المعروف بالصالح والتقوى‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬ونظافة السيرة‪ ،‬واآلخر‬
‫محمول على الكافر أو على مسلم معروف بحربه لله ولرسوله‪ ،‬أو على مجهول الهوية أهو مسلم أو كافر ؟ على النحو الذي شرحنا في‬
‫موقف اإلسالم من سوء الظن‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ - 8‬انظر في ضعف هذه األحاديث‪ :‬سلسلة األحادديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في األمة لأللباني ‪- 211 /3 ،178 ،174/1‬‬
‫‪ 213‬وإن كان قد عزا الحديث الثالث‪" :‬احترسوا من الناس بسوء الظن" إلى ابن سعد في الطبقات الكبرى على أنه من أقوال الحسن‬
‫البصري‪ ،‬ثم عقب عليه بقوله‪" :‬وسنده صحيح"‪ .‬وحاول رده من حيث المتن بأنه مخالف لألحاديث الكثيرة الصحيحة التي وردت‬
‫بإحسان الظن بالمسلمين‪ ،‬والتي منها‪ " ،‬إياكم والظن‪ ،‬فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬وال نوافقه على هذا التعليل األخير‪ ،‬ألنه يمكن الجمع بين‬
‫األحاديث الكثيرة الدالة على وجوب تحسين الظن بالمسلمين وبين هذا الكالم المأثور عن الحسن البصري الدال على وجوب االحتراس‬
‫من الناس بسوء الظن‪ ،‬يمكن الجمع بأن األول محمول على المسلم المعروف بالصالح والتقوى‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬ونظافة السيرة‪ ،‬واآلخر‬
‫محمول على الكافر أو على مسلم معروف بحربه لله ولرسوله‪ ،‬أو على مجهول الهوية أهو مسلم أو كافر ؟ على النحو الذي شرحنا في‬
‫موقف اإلسالم من سوء الظن‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ - 9‬انظر في ضعف هذه األحاديث‪ :‬سلسلة األحادديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في األمة لأللباني ‪- 211 /3 ،178 ،174/1‬‬
‫‪ 213‬وإن كان قد عزا الحديث الثالث‪" :‬احترسوا من الناس بسوء الظن" إلى ابن سعد في الطبقات الكبرى على أنه من أقوال الحسن‬
‫البصري‪ ،‬ثم عقب عليه بقوله‪" :‬وسنده صحيح"‪ .‬وحاول رده من حيث المتن بأنه مخالف لألحاديث الكثيرة الصحيحة التي وردت‬
‫بإحسان الظن بالمسلمين‪ ،‬والتي منها‪ " ،‬إياكم والظن‪ ،‬فإن الظن أكذب الحديث‪ ،‬وال نوافقه على هذا التعليل األخير‪ ،‬ألنه يمكن الجمع بين‬
‫األحاديث الكثيرة الدالة على وجوب تحسين الظن بالمسلمين وبين هذا الكالم المأثور عن الحسن البصري الدال على وجوب االحتراس‬
‫من الناس بسوء الظن‪ ،‬يمكن الجمع بأن األول محمول على المسلم المعروف بالصالح والتقوى‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬ونظافة السيرة‪ ،‬واآلخر‬
‫محمول على الكافر أو على مسلم معروف بحربه لله ولرسوله‪ ،‬أو على مجهول الهوية أهو مسلم أو كافر ؟ على النحو الذي شرحنا في‬
‫موقف اإلسالم من سوء الظن‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫اللاهلية يقولون ه لنا من المةر مةن ةيء} ( ال عمةران‪ )114 :‬كومةا يتبةع أكثةرهس إال ظنةا إن‬
‫الظن ال يغني من الحق يئاي} (يوا ‪ )34 :‬كإ اءوكس من فوقكس ومن أسم منكس وإ تااةت‬
‫البما وبلغت القلو الحنا ر وعظنون باللم الظنواا} (الحزا ‪.)11 :‬‬

‫‪ - 2‬عدم التنشئة على المبدأ الصحيح في الحكم على األشياء و األشخاص‬


‫لك أن المبدأ المحيق في الحكس على ال ياء وال خاص إاما يتمث في‪:‬‬
‫أ ‪ -‬النظر إلى الظاهر وعرا السرا ر إلى اللم فنو وحةدن المطلةع علينةا العلةيس بكة مةا فينةا فعةن أم‬
‫سلمة ضي اللم عننا قالت‪ :‬قال سول اللم }لى اللم عليم وسلس‪" :‬إامةا أاةا بشةر وإاكةس عختمةمون‬
‫إلةةي ولعة بعءةةكس أن يكةةون ألحةةن بحلتةةم مةةن بعةةض فأقءةةي لةةم علةةى احةةو مةةا أسةةمع منةةم فمةةن‬
‫قءيت لم من حق أخيم بشيء ف يأخم منم يئا ف اما أقطع لم قطعة من النا " ‪)10( .‬‬
‫وعةةن أسةةامة بةةن تيةةد ضةةي اللةةم عنةةم قةةال‪ :‬بعثنةةا سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي سةرية فمةةبحنا‬
‫الحرقات من نينة فأدكت ي فقال‪ :‬ال إلم إال اللم فطعنتم فوقع فةي امسةي مةن لةك فمكرعةم‬
‫للنبي }لى اللم عليم وسلس فقال سول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬أقةال ال إلةم إال اللةم فقتلتةم‪"،‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬يا سول اللم إامةا قالنةا خوفةا مةن السة ح قةال‪ :‬ال أفة ةققت عةن قلبةم حتةى ععلةس‬
‫أقالنا أم ال "فما تال يكر ها علي حتى عمنيت أاي أسلمت يومئم‪ ...‬الحديث ‪)11( .‬‬

‫‪ - 10‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االمظالم والغصب‪ :‬باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه ‪ ،182 ،181/3‬وكتاب‬
‫الشهادات‪ :‬باب من أقام البينة بعد اليمين ‪ 234 ،231/3‬وكتاب الحيل‪ :‬باب منه ‪ ،32/1‬وكتاب األحكام‪ :‬باب موعظة اإلمام للخصوم‪،‬‬
‫وباب من قضي له بحق أخيه فال يأخذه‪ ،‬وباب القضاء في كثير المال وقليله ‪ ،11 ،11 ،71 ،74/1‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب األقضية‪:‬‬
‫باب الحكم بالظاهر‪ ،‬واللحن بالحجة ‪ 1337-1338/3‬رقم (‪ ،)1813‬وأبو داود في‪ :‬السنن‪ :‬كتاب األقضية‪ :‬باب في قضاء القاضي إذا‬
‫أخطأ ‪ 312 ،311/3‬رقم ‪ ،) 3174 ،3173‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب األحكام‪ :‬باب ما جاء في التشديد على من يقضى له بشيء ليس‬
‫له أن يأخذه ‪ 424/3‬رقم (‪ ،)1331‬والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب القضاء‪ :‬باب الحكم بالظاهر‪ ،‬وباب ما يقطع القضاء ‪،482/3‬‬
‫‪ ،472‬رقم (‪ ،)1171 ،1114‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب األحكام‪ :‬باب قضية الحاكم ال تحل حراما وال تحرم حالال ‪ 888/2‬رقم‬
‫(‪ ،)2317 ،2318‬ومالك في الموطأ‪ :‬كتاب األقضية‪ ،‬باب الترغيب في القضاء بالحق ص ‪ 111‬رقم (‪ ،)1318‬وأحمد في المسند‬
‫‪ ،321 ،317 ،211 ،211 ،213/4‬كلهم من حديث أم سلمة رضي الله عنها مرفوعا واللفظ للبخاري‪ ،‬وزاد ابن ماجه رواية أخرى من‬
‫حديث أ بي هريرة‪ ،‬وعقب عليها البوصيري في ‪ :‬مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ‪ 44/3‬قائال‪" :‬هذا إسناد صحيح‪ ،‬وله شاهد من‬
‫حديث أم سلمة‪ ،‬رواه الستة‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح" وعقب الترمذي على حديثه قائال‪" :‬حديث أم سلمة حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 11‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االمغازي‪ :‬باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة‬
‫‪ ،173/1‬وكتاب الديات‪ :‬باب قوله تعالى‪{ :‬ومن أحياها} ‪ ،4/1‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب اإليمان‪ :‬باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال‪ :‬ال‬
‫إله إال الله ‪ 17- 14/1‬رقم (‪ ،)18 ،14‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الجهاد‪ :‬باب على ما يقاتل المشركون ‪ 41 ،44/3‬رقم (‪،)2443‬‬
‫وأحمد في المسند ‪ ،211/1‬كلهم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬واالعتماد على الدلي أو البرهان قال ععالى‪ :‬كق هةاعوا برهةااكس إن كنتس }ةادقين} ( البقرة‪:‬‬
‫‪ )111‬كلوال اءوا عليم بأ بعة نداء} ( النو ‪.)13 :‬‬
‫ج ‪ -‬والتأكد من }حة هما الدلي أو لك البرهان قال ععالى‪ :‬كيا أينا المين امنوا إ ا ضربتس في‬
‫سبي اللم فتبينوا} (النساء‪ )14 :‬كيا أينا المين امنوا إن اءكس فاسق بنبةأ فتبينةوا أن عمةيبوا قومةا‬
‫بلنالة فتمبحوا على ما فعلتس اادمين} (الحلرات‪.)4 :‬‬
‫د ‪ -‬وأخيةرا عةةدم معا ضةة الدلةةة أو البةراهين لبعءةةنا الةةبعض هةةما هةةو المبةةدأ المةةحيق فةةي الحكةةس‬
‫علةةى ال ةةياء وال ةةخاص ومةةن يربةةى علةةى ايةةر هةةما المبةةدأ ف ة ن أمةةو ن وأحكامةةم كلنمةةا عبنةةى علةةى‬
‫الظنةةون والوهةةام التةةي قةةد عمةةير مةةرة وعخطةةيء ما ةةة مةةرة ومةةرة ولقةةد أ ةةا القةةران إلةةى هةةما السةةبر‬
‫وهو يناقش المشركين فةي دعةواهس أن وقةوعنس فةي الشةرا مةن اللةم قةا لين‪ :‬كلةو ةاء اللةم مةا أ ةركنا‬
‫وال اباؤاا وال حرمنا من يء} ( الاعام‪ )147 :‬فرد علينس سبحاام بقولم‪ :‬ككملك كم المين‬
‫مةةن قةةبلنس حتةةى اقةوا بأسةةنا قة هة عنةةدكس مةةن علةةس فتخر ةةون لنةةا إن عتبعةةون إال الظةةن وإن أاةةتس إال‬
‫عخر}ةون} (الاعام‪.)147 :‬‬

‫‪ - 3‬البيئة قريبة كانت أو بعيدة‪:‬‬

‫وقةةد ينشةةأ المةةرء فةةي بيئةةة معروفةةة بسةةوء الخلةةق ومنةةم سةةوء الظةةن س ةواء أكااةةت هةةمن البيئةةة قريبةةة ‪-‬‬
‫واعنةةي بنةةا البيةةت ‪ -‬أم بعيةةدة ‪ -‬واعنةةي بنةةا ال}ةةدقاء ‪ -‬فيتةةأ ر بنةةا وال سةةيما إ ا كةةان فةةي مرحلةةة‬
‫الحءة ةةااة أو البنة ةةاء والتكة ةةوين ولمة ةةا يمة ةةلر عة ةةودن ويحمة ةةن بعة ةةد ضة ةةد هة ةةمن الخ قية ةةات وعلة ةةك‬
‫السلوكيات وحينئم يما بسوء الظن‪.‬‬
‫ولقد بين النبي }لى اللم عليم وسلس أ ر البيئة على ا اسان عندما قال‪" :‬ما من مولود إال يولد على‬
‫المطرة فأبوان ينوداام أو ينمةراام أو يملسةاام كمةا عنةتج البنيمةة بنيمةة معةاء هة عحسةون فينةا‬
‫من دعاء " س يقول أبو هريرة ضي اللم عنم‪ :‬كفطرت اللم التي فطر النةات علينةا ال عبةدي لخلةق‬

‫‪11‬‬
‫اللم لك ال ةةدين القةيس} (الةروم‪" )12( )31 :‬إامةا مثة الللةي المةالق و لةي السةوء كحامة‬
‫المسك واةاف الكيةر فحامة المسةك إمةا أن يحةميك وإمةا أن عبتةاع منةم وإمةا أن علةد منةم يحةا‬
‫ايبة وااف الكير إما أن يحر يابك وإما أن علد منم يحا منتنة" ‪)13( .‬‬

‫‪ - 4‬اتباع الهوى ‪:‬‬


‫لةةك أن ا اسةةان إ ا اعبةةع هةوان حتةةى }ةةا هةةما النةةوى إلنةةم الةةمح يعبةةدن مةةن دون اللةةم ف اةةم يقةةع ال‬
‫محالةةة فةةي الظنةةون الكا بةةة التةةي ال دلية علينةةا وال حلةةة وال برهةةان اظةرا لن حةةر الشةةيء يعمةةي‬
‫ويمةةس كمةةا أن الةةبغض يسةةتو ر التمةةات العثةرات وعمةةيد الخطةةاء فمةةث إ ا مةةال ا اسةةان بنةوان‬
‫إلى اخر ف ن هما المي ينسيم أخطاءن ويحملم على عحسين الظن بم وإن كةان مخطئةا فةي الواقةع‬
‫وام المر وإ ا أبغض ا اسان اخر لام ال يمي إليم بنوان ولس يكةن هةما ا اسةان منمةما فة ن‬
‫هما البغض يحم على سوء الظن وما يتبعم من التمةات العثةرات وعمةيد الخطةاء وإن كةان ممةيبا‬
‫في الواقع وام المر من با ‪:‬‬

‫وعين الرضا عن ك عير كليلة وعين السخط عبدح المساويا‬


‫وقد لمت الحق عبا ا وععةالى الاظةا إلةى هةما السةبر حةين قةال‪ :‬كإن يتبعةون إال الظةن ومةا عنةوى‬
‫الام }(الةةنلس‪ )23 :‬كفة ن لةةس يسةةتليبوا لةةك فةةاعلس أامةةا يتبعةةون أهةواءهس ومةةن أضة ممةةن اعبةةع‬
‫هةوان بغيةةر هةةدى مةةن اللةةم إن اللةةم ال ينةةدح القةةوم الظةةالمين} ( القمة ‪ )11 :‬كأفرأيةةت مةةن اعخةةم‬

‫‪ - 12‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االجنائز‪ :‬باب إذا أسلم الصبي فمات‪ ،‬هل نصلي عليه؟ وباب ما قيل في أوالد‬
‫المشركين ‪ ،121 ،111 ،117/2‬وكتاب التفسير‪ ،‬سورة‪{ :‬ألم غلبت الروم}‪ ،‬باب‪{ :‬ال تبديل لخلق الله}‪ :‬لدين الله ‪ ،143/4‬وكتاب‬
‫القدر‪ :‬باب الله أعلم بما كانوا عاملين ‪ ،113/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب القدر‪ :‬باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ‪ 2148/4‬رقم‬
‫(‪ ،)2417‬ومالك في الموطأ‪ :‬كتاب الجنائز‪ :‬باب جامع الجنائز ص ‪ 141‬رقم (‪ ،)181‬وأحمد في المسند ‪،272 ،281 ،213 ،233 /2‬‬
‫‪ ،471 ،411 ،313 ،348 ،344 ،311‬كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا‪ ،‬واللفظ للبخاري‪ ،‬وعقب الترمذي على حديثه قائال‪" :‬هذا‬
‫حديث حسن صحيح"‪ ،‬وله شاهد عند أحمد ‪ 24/4 ،431/3‬من حديث األسود بن سريع‪.‬‬
‫‪ - 13‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االبيوع‪ :‬باب في العطار وبيع المسك ‪ ،72/3‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة‬
‫واآلداب‪ :‬باب استحباب مجالسة الصالحين‪ ،‬ومجانبة قرناء السوء ‪ 2124/4‬رقم (‪ )2427‬بلفظه‪ ،‬كالهما من حديث أبي هريرة رضي‬
‫الله عنه مرفوعا‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫إلنم هوان وأضلم اللم عن علس وختس على سمعم وقلبم و عة علةى بمةرن اشةاوة فمةن ينديةم مةن بعةد‬
‫اللم أف عمكرون} (اللا ية‪.)23 :‬‬

‫‪ - 5‬الوقوع في الشبهات‪:‬‬
‫وقةةد يكةةون الوقةةوع فةةي الشةةبنات عةةن قمةةد أو عةةن ايةةر قمةةد ب ة وعةةدم عبريةةر الوقةةوع فةةي هةةمن‬
‫الشبنات إن كاات عن اير قمد أو اير ععمد من السبا التي عغرح اآلخرين أن يقعوا في سةوء‬
‫الظةةن ولع ة هةةما بعةةض أس ةرا عأكيةةدن }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس علةةى البعةةد عةةن الشةةبنات إ يقةةول‪:‬‬
‫"الح ل بين والحرام بين وبيننما مشبنات ال يعلمنا كثيةر مةن النةات فمةن اعقةى المشةبنات اسةتبرأ‬
‫لدينم وعرضم ومن وقع في الشبنات كراع يرعى حول الحمى يو ك أن يواقعم أال وإن لك ملك‬
‫حمى أال إن حمى اللم في أ ضم محا مةم" (‪" )14‬دع مةا يريبةك إلةى مةا ال يريبةك فة ن المةد‬
‫امأاينة والكم يبة" ‪)15( .‬‬
‫بة وضةربم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس المثة مةةن امسةةم لنقتةةدح بةةم واتأسةةى فةةي البعةةد عةةن كة ةةبنة إ‬
‫عقول السيدة }مية بنت حيي أم الميمنين ضي اللم عننا‪ :‬كان النبي }ةلى اللةم عليةم وسةلس معتكمةا‬
‫فأعيتم أتو ن لي فحد تةم ةس قمةت لاقلةر فقةام معةي ليقلبنةي ‪ -‬وكةان مسةكننا فةي دا أسةامة بةن‬
‫تيةةد ‪ -‬فمةةر ة ن مةةن الامةةا فلمةةا أيةةا النبةةي أسةةرعا فقةةال النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬علةةى‬

‫‪ - 14‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااإليمان‪ :‬باب فضل من استبرأ لدينه ‪ ،21/1‬وكتاب البيوع‪ :‬باب الحالل بين والحرام‬
‫بين ‪ 824 ،823/2‬رقم (‪ ،)1144‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب المساقاة‪ :‬باب أخذ الحالل وترك الشبهات ‪ 1221 - 1213/1‬رقم (‪،)1111‬‬
‫وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب البيوع‪ :‬باب في اجتناب الشبهات ‪ 243/3‬رقم (‪ ،)3321‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البيوع‪ :‬باب ما جاء في‬
‫ترك الشبهات ‪ 111/3‬رقم (‪ ،)1211‬والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬باب البيوع‪ :‬باب اجتناب الشبهات في الكسب ‪ 3/4‬رقم (‪،)4141‬‬
‫وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب الوقوف عند الشبهات ‪ 1311 ،1317/2‬رقم (‪ ،)3174‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب البيوع‪ :‬باب‬
‫في الحالل بين‪ ،‬والحرام بين ‪ 411/2‬رقم (‪ ،)2434‬وأحمد في المسند ‪ 281 ،281 ،281 ،241 ،248/4‬كلهم من حديث النعمان بن‬
‫بشير رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 15‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح (معلقاًً )‪ :‬كتاب البيوع‪ :‬باب تفسير المشبهات ‪ ،81/3‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب صفة‬
‫القيامة‪ :‬باب منه ‪ )2117( 188 ،184/4‬من حديث الحسن بن علي قال‪ :‬حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬دع ما يريبك‪"...‬‬
‫الحديث‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬وهذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب البيوع‪ :‬باب "ما يريبك إلى ما ال يريبك ‪،411/2‬‬
‫‪ 414‬رقم (‪ )2438‬من حديث الحسن بن علي‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 113/3‬من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬والنسائي في‬
‫السنن‪ :‬كتاب األشربة‪ :‬باب الحث على ترك الشبهات ‪ 327 ،328/7‬رقم (‪ )1811‬من حديث الحسين بن علي‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫سةةلكما إانةةا }ةةمية بنةةت حيةةي فقةةاال‪ :‬سةةبحان اللةةم يةةا سةةول اللةةم قةةال‪" :‬إن الشةةيطان يلةةرح مةةن‬
‫ا اسان ملرى الدم وإاي خشيت أن يقم في قلوبكما را‪ -‬أو قال‪ :‬يئا" ‪)16( .‬‬

‫‪ - 6‬عدم مراعاة آداب اإلسالم في التناجي ‪:‬‬


‫لك أن ا س م أدبنا‪ :‬أام إن كةان وال بةد مةن التنةا ي لمة ح الحيةاة واسةتقامة الحةال فة ن هنةاا‬
‫اداباي يلزم مراعاعنا وهمن اآلدا هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حرمة اامراد ا نين فما فوقنما بالنلوى دون اآلخر حتى يو د معم من ينا يم أو يختلط اللميع‬
‫بالن ةةات إ يق ةةول } ةةلى الل ةةم علي ةةم وس ةةلس‪" :‬إ ا كن ةةتس ةةة فة ة يتن ةةا ى ا ن ةةان دون اآلخ ةةر حت ةةى‬
‫عختلطوا بالنات من أ أن لك يحزام" ‪)17( .‬‬
‫ويدخ في هما الد ‪ :‬حرمةة عنةا ي ا نةين فمةا فوقنمةا دون اللماعةة بلسةان ايةر لسةان اللماعةة‬
‫العحاد العلة وللمشابنة المتمثلة في ا حزان وا اءا ‪.‬‬
‫‪ -‬وأن عكةةون النلةةوى فةةي الطاعةةة والمعةةرو ال فةةي المعمةةية والمنكةةر إ يقةةول سةةبحاام‪ :‬كيةةا‬
‫أينا المين امنوا إ ا عنا يتس ف عتنا وا با س والعدوان ومعمية الرسول وعنا وا بةالبر والتقةوى واعقةوا‬
‫اللم المح إليم عحشرون إاما النلوى من الشيطان ليحزن المين امنوا}( الملادلة‪.)1 :‬‬
‫ج‪ -‬وأن عكون النلوى فةي أمةر منةس ال يةتس وال يبةرم إال بعيةدا عةن أعةين المةر مين والممسةدين فةي‬
‫ال ي‪.‬‬

‫‪ - 16‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح كتاب الألدب‪ :‬باب التكبير والتسبيح عند التعجب ‪ ،41/7‬وأبو داود في السنن كتاب الصوم‪:‬‬
‫باب المعتكف يدخل البيت لحاجة ‪ 333/2‬رقم (‪ ،)2481‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الصيام‪ :‬باب في المعتكف يزوره أهله في المسجد‬
‫‪ 144/1‬رقم (‪ ،)1881‬وأحمد في المسند ‪ ،338/4‬كلهم من حديث صفية بنت ‪ -‬حيي رضي الله عنها به‪.‬‬
‫‪ - 17‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااالستئذان‪ :‬باب إذا كانوا أكثر من ثالثة فال بأس بالمساواة والمناجاة ‪ ،71/7‬ومسلم في‬
‫الصحيح‪ :‬كتاب السالم‪ :‬باب تحريم مناجاة االثنين دون الثالث بغير رضاه ‪ 1817 ،1818/4‬رقم (‪ ،)2174 ،2173‬وأبو داود في‬
‫السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في التناجي ‪ 243/4‬رقم (‪ ،)4711‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب ما جاء ال يتناجى اثنان دون ثالث‬
‫‪ 118/1‬رقم (‪ :)2721‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث صحيح"‪ ،‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب االستئذان‪ :‬باب ال يتناجى اثنان دون‬
‫صاحبهما ‪ ،272/2‬ومالك في الموطأ‪ :‬كتاب الكالم‪ :‬باب ما جاء في مناجاة اثنين دون واحد ص ‪ 811‬رقم (‪ ،)1712‬وأحمد في المسند‬
‫‪،124 ،123 ،121 ،81 ،83 ،42 ،41 ،41 ،43 ،32 ،17 ،2/1 ،441 ،444 ،442 ،441 ،441 ،432 ،431 ،421 ،381/1‬‬
‫‪ ،144 ،141‬كلهم من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫علكةةس هةةي ادا ا س ة م فةةي التنةةا ي ومةةن ينملنةةا أو ال يلتةةزم بنةةا يمكةةن أن يمةةتق الطريةةق علةةى‬
‫امسم لتتسر إلينا الظنون والوهام الكا بة التي ال دلي علينا وال برهان‪.‬‬

‫‪ - 7‬الوقوع في المعاصي والسيئات وال سيما مع المجاهرة أو اإلعالن ‪:‬‬


‫فقد يقع ا اسان في المعا}ي والسيئات وعم بم الحال إلى أن يلاهر أو يعلن بنا وحينئم يمتق‬
‫البةا أمةام اآلخةرين ليظنةوا بةم سةةوءان اظةرا لاةةم خةان اعمةة اللةةم عليةم ولةس يقابلنةةا بالعرفةان والشةةكر‬
‫وإاما قابلنا باللحود والنكران فكان أ د أن يخافم النات وأن يظنوا بم سوءا أو را‪.‬‬
‫ولنةةما وايةةرن دعةةا ا سة م إلةةى ا سةرا بالمعمةةية إن كةةان وال بةةد مةةن اقترافنةةا فقةةال }ةةلى اللةةم عليةةم‬
‫وسلس‪" :‬ك أمتي معافى إال الملاهرين وإن مةن الملةاهرة أن يعمة الر ة باللية عمة ةس يمةبق‬
‫وقد سترن اللم فيقول‪ :‬يا ف ن عملت البا حة كما وكما وقد بات يسترن بةم ويمةبق يكشةف سةتر‬
‫اللم عنم" ‪)18( .‬‬

‫‪ - 8‬نسيان الحاضر النظيف والوقوف مع الماضي الدنس ‪:‬‬


‫فقةةد يمتةةتق ا اسةةان حياعةةم بةةالوقوع فةةي الةةر والةةدا مةةن المعا}ةةي والسةةيئات ةةس يتةةو اللةةم عةةز‬
‫و عليم فيقلع عن همن المعا}ي وعلك السيئات ويواظر على المعرو من البر والطاعات‪.‬‬
‫ويأعي من ينسى أن قلو العباد ميعا بةين أ}ةبعين مةن أ}ةابع الةرحمن كقلةر واحةد يمةرفم حيةث‬
‫يشةاء ويأخةةم فةةي عقيةةيس هةما المةةنف ‪ -‬الةةمح عمةةى ةس عةةا اللةةم عليةةم فتةا ‪ -‬مةةن خة ل ماضةةيم‬
‫السيء ولي من خ ل حاضرن النظيف وحينئم يلد الشيطان مدخ ي يدخ منم لتحريك الظنون‬
‫الكا بةةة والوهةةام الباالةةة التةةي ال دلي ة علينةةا وال برهةةان ويعم ة علةةى عنميتنةةا حتةةى عمةةير خلق ةاي‬
‫يتحرا بم }احبم بين النات‪.‬‬

‫‪ - 18‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب ستر المؤمن على نفسه ‪ ،24/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب‬
‫النهي عن هتك اإلنسان ستر نفسه‪ 2211/4 ،‬رقم (‪ )2111‬كالهما من حديث أبي هريرة مرفوعاً‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ولقةةد علمنةةا اللةةم فةةي كتابةةم وعلةةى لسةةان ابيةةم محمةةد }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس أاةةم سةةبحاام يتلةةاوت عةةن‬
‫العبةةد مةةا دام قةةد عةةا و}ةةحت التوبةةة إ يقةةول سةةبحاام‪ :‬كوالةةمين ال يةةدعون مةةع اللةةم إلنةةا اخةةر وال‬
‫يقتلون النم التي حرم اللم إال بالحق وال يزاون ومن يمع لك يلق أ امةا يضءةاعف لةم العةما يةوم‬
‫القيامة ويخلد فيم ضمنااا إال من عا وامن وعم عم }الحا فأولئك يبةدل اللةم سةيئاعنس حسةنات‬
‫وكان اللم امو ا حيما} ( المرقان‪.)81 -47 :‬‬
‫وإ يقول }لى اللم عليم وسلس لعمرو بن العاص وقد اء يبايعم وأ اد أن يشترط في البيعة مغمةرة مةا‬
‫مءةةى مةةن اوبةةم يقةةول لةةم‪ " :‬أمةةا علمةةت أن ا سة م ينةةدم مةةا كةةان قبلةةم وأن النلةةرة عنةةدم مةةا كةةان‬
‫قبلنا وأن الحج يندم ما كان قبلم" ‪)19( .‬‬
‫وعن ابن عبا ت‪ :‬أن ااساي من أه الشرا قتلوا فأكثروا وتاوا فةأكثروا ةس أعةوا النبةي }ةلى اللةم عليةم‬
‫وسةةلس فقةةالوا‪ :‬إن الةةمح عقةةول وعةةدعو لحسةةن ولةةو عخبراةةا أن لمةةا عملنةةا كمةةا ة فنةةزل‪ :‬كوالةةمين ال‬
‫يدعون مع اللم إلنا اخر وال يقتلون النم التي حةرم اللةم إال بةالحق وال يزاةون ومةن يمعة لةك يلةق‬
‫أ امةةا} ( المرقةةان‪ )47 :‬واةةزل‪ :‬كيةةا عبةةادح الةةمين أسةةرفوا علةةى أامسةةنس ال عقنطةوا مةةن حمةةة اللةةم}‬
‫(‪( )20‬الزمر‪.)13 :‬‬

‫‪ - 9‬الغفلة أو نسيان اآلثار المترتبة على سوء الظن‪:‬‬


‫وأخيةرا فة ن الغملةة أو اسةيان اآل ةا المترعبةة علةى سةوء الظةن قةد عكةون مةن بةين السةبا التةي عةةيدح‬
‫إلى التردح في همن اآلفةة إ ا اسةان إ ا امة أو اسةي عاقبةة ةيء عةردى فيةم وإن كةان فيةم حتمةم‬
‫وه كم قال ععالى‪ :‬كولكن متعتنس واباءهس حتى اسوا المكر وكااوا قوما بو ا( ( المرقان‪.)17 :‬‬

‫رابعا ‪ :‬آثار سوء الظن‪:‬‬

‫‪ - 19‬قطعة من حديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتااب اإليمان‪ :‬باب كون اإلسالم يهدم ما قبله‪ ،‬وكذا الهجرة والحج ‪ 113 ،112/1‬رقم‬
‫(‪ )121‬من حديث عمرو بن العاص مرفوعا بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 20‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب اإلييمان‪ :‬باب كون اإلسالم يهدم ما قبله‪ ،‬وكذا الهجرة والحج ‪ 113/1‬رقم (‪ )122‬من‬
‫حديث ابن عباس مرفوعا بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ولسةةوء الظةةن ا ةةا ضةةا ة وعواقةةر خطيةةرة يمةةطلي بنا هةةا المةةرد وعمةةطلي بنا هةةا اللماعةةة ودواةةك‬
‫ارفا من همن اآل ا وعلك العواقر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬على الفرد‪:‬‬

‫فمن ا ا وعواقر سوء الظن على المرد ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الوقوع في المعاصي والسيئات‪:‬‬


‫فقد ييدح سوء الظن بماحبم حين يريد أن يتحقق أو يتأكد من }حة ما ظن أن يقع فةي سلسةلة‬
‫اويلةةة مةةن المعا}ةةي والسةةيئات عسةةلس ك ة واحةةدة إلةةى التةةي علينةةا مث ة ‪ :‬التلس ة أو التحس ة‬
‫الغيبة النميمة التحاسد التبااض التدابر التقااع المرقة وهلس راي‪.‬‬
‫وقد لمت القران الكريس والسنة النبوية النظر إلى هما ال ر وهمن العاقبة حين كرا س س المعا}ي‬
‫والسيئات مقتراة بسوء الظن في قولم سبحاام‪ :‬كيا أينا المين امنوا ا تنبوا كثيرا مةن الظةن إن بعةض‬
‫الظن إ ةس وال علسسةوا وال يغتةر بعءةكس بعءةا أيحةر أحةدكس أن يأكة لحةس أخيةم ميتةا فكرهتمةون‬
‫واعقوا اللم إن اللم عوا حيس} ( الحلرات‪ )12 :‬وفي قولم }لى اللم عليم وسلس‪" :‬إيةاكس والظةن‬
‫ف ن الظن أكم الحديث وال علسسوا وال عحسسوا" ‪)21( .‬‬

‫‪ - 2‬القعود عن أعمال البر والطاعات فضال عن القلق واالضطراب النفسي‪:‬‬


‫إ الوقوع في س س المعا}ي والسيئات التي كراا عكون سبباي في سواد القلر فيمري فيقسو أو‬
‫يموت فيقم ويختس عليم فيكون القعةود عةن الطاعةات وأعمةال البةر فءة عةن القلةق واالضةطرا‬
‫النمس ةةي و} ةةد الل ةةم العظ ةةيس‪ :‬كولك ةةن يياخ ةةمكس بم ةةا كس ةةبت قل ةةوبكس }( البق ةةرة‪ )221 :‬كفبم ةةا‬
‫اقءنس ميثاقنس لعناهس و علنا قلوبنس قاسية}( الما دة‪.)13 :‬‬

‫‪ - 21‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫ويتأكةةد القلةةق واالضةةطرا النمسةةي مةةن ااةةر اخةةر وهةةو أن سةةيئ الظةةن يو ةةم ك ة ظنواةةم إلةةى مةةا‬
‫يحمي بم امسم وعرضم ومالم وعشيرعم فتران يتوهس أن النات يت مرون عليم لقتلةم أو هتةك عرضةم أو‬
‫سلر مالم أو أانس يحتقروام وال يلقون لم باال وال يقيمون لم وتاا ومن س يحيا قلقا من داخلم ال‬
‫يةةنعس بةةأمن وال باامئنةةان امسةةي‪ :‬كومةةن أعةةري عةةن كةةرح فة ن لةةم معيشةةة ضةةنكا} (اةةم‪)124 :‬‬
‫كومن يعري عن كر بم يسلكم عمابا }عدا} (اللن)‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحسرة والندامة ‪:‬‬


‫فقةد ينتنةةي سةوء الظةةن بمةةاحبم بعةد البحةةث ومحاولةة التحقةةق أو التأكةةد إلةى عكة مةا عةةوهس وهنةةا‬
‫عكون الحسرة والندامة إن كاات ال عزال هناا بقية من خير في المطرة‪.‬‬
‫وعلةى سةبي المثةةال ال الحمةر‪ :‬الةةد أن الةمين ظنةوا بةأم المةيمنين عا شةةة و}ةموان بةةن المعطة ظةةن‬
‫السوء من أمثال حسان بن ابت ومسطق بن أ ا ة وايرهما أ}ابتنس الحسرة وعمةتنس الندامةة لمةا‬
‫ازلةةت البةراءة لعا شةةة مةةن السةةماء وعمن ةوا لةةو أانةةس لةةس يكوا ةوا ولةةدوا حتةةى هةةما اليةةوم ب ة لقةةد ظلةةت‬
‫الحسرة والندامة بحاي مخيما ي حقنس في ك مكان حتى لقوا بنس‪.‬‬

‫‪ - 4‬كراهية الناس ونفورهم من أصحاب الظن السيء‪:‬‬


‫لك أن النات حين يعرفون عةن واحةد مةن النةات أاةم سةيئ الظةن وأن ظنواةم هةمن عنتنةي إلةى ملةرد‬
‫اعنةةام ال دلية عليةةم وال برهةةان ينمةةرون منةةم ويكرهواةةم أ ةةد الكراهيةةة سةةنة اللةةم فةةي خلقةةم ولةةن علةةد‬
‫لسنة اللم عبدي وما ا نى المرء إ ا كرهم النات وامروا منم وا اسان مداي بطبعم كما أام قلية‬
‫بنمسم كثير ب خواام‪.‬‬

‫‪ - 5‬تضييع العمر فيما ال يفيد ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫لك أن سيء الظن يظ اةول حياعةم يلةرح و اء هةمن الظنةون بغيةة المتحقةق والتأكةد مةن }ةحتنا‬
‫واالبا ما عكون كا بة فيكون قد ضيع عمرن بددا وحتى لو كاات }ادقة فقد االع على مةا يةي ح‬
‫وييلس ويبقى خاسرا في الحالين‪.‬‬

‫‪ - 6‬التعرض للغضب والسخط اإللهي ‪:‬‬


‫وفو ما قدمنا فة ن سةوء الظةن ومةا يترعةر عليةم مةن أعمةال عيكةدن أو عبطلةم يكةون سةببا فةي التعةري‬
‫للغءر والسخط ا لني ومةن يطيةق اءةر اللةم وسةخطم وهةو سةبحاام يقةول‪ :‬كومةن يحلة عليةم‬
‫اءبي فقد هوى} (ام‪.)71:‬‬

‫ب ‪ -‬على الجماعة ‪:‬‬

‫ومن ا ا وعواقر سوء الظن على اللماعة‪:‬‬

‫‪ - 1‬الفرقة وتمزيق الصف ‪:‬‬


‫ل ةةك أن ةةيوع س ةةوء الظ ةةن ي ةةيدح إل ةةى أن يترا ةةق الن ةةات ب ةةالتنس ةةس يس ةةحبوا الثق ةةة م ةةن بعء ةةنس‬
‫فيتبااءون ويتدابرون ويتقااعون المر المح ييدح إلى ها يحنةا واسةلنا فةي موا نةة العةدو‬
‫و لك هةو العةما العظةيس الةمح حةم اا اللةم فةي أسةبابم فقةال ‪ :‬كوال عكواةوا كالةمين عمرقةوا واختلمةوا‬
‫مةةن بعةةد مةةا ةةاءهس البينةةات وأولئةةك لنةةس عةةما عظةةيس يةةوم عبةةيض و ةةون وعسةةود و ةةون فأمةةا الةةمين‬
‫اسودت و وهنس أكمرعس بعد إيمااكس فموقوا العما بما كنتس عكمرون} (ال عمران‪.)114-111 :‬‬

‫‪ - 2‬طول الطريق مع كثرة التكاليف ‪:‬‬


‫‪17‬‬
‫وكملك إ ا ثس العدو على }د اا بسبر المرقة التي هي من ا ا سوء الظن ف ن التكاليف عكثةر‬
‫والطريةق عطةةول إ لةةي مةةن السةن أن يخلةةي العةةدو لنةةا اريقنةةا وإامةا يحتةةاج إلةةى نةةاد وملاهةةدة‬
‫و}بر وممابرة ومثابرة ومرابطة حتى يزحزح ويةزاح مةن اريةق النةات وليلةة عحةت قيةادة العةدو عحتةاج‬
‫منا إلى عكةاليف وعءةحيات لسةنة لمحةو ا ةا الشةر التةي ارسةنا فةي هةمن الليلةة و}ةد اللةم‪ :‬كإن‬
‫يثقموكس يكواوا لكس أعةداء ويبسةطوا إلةيكس أيةدينس وألسةنتنس بالسةوء وودوا لةو عكمةرون} (الممتحنةة‪:‬‬
‫‪.)2‬‬
‫وحتى يد ا القا ئ خطو ة همن اآل ا اءع بين يديم اما ج أخرى اير ما قدمنا‪:‬‬
‫‪ -‬كةةان أحةةد المةةوظمين فةةي بعةةض الميسسةةات الخا}مةةة قةةد الةةر مةةن }ةةاحر الميسسةةة قرض ةاي‬
‫لمةرش وعلنيةةز سةكنان وحةةدد مقةدا القةةري الةمح يريةةد وإ ا بمةاحر الميسسةةة يوافةق علةةى ةةة‬
‫أ مان ما الر فقط وأ}ر على أال يزيد في الوقت المح يمنق من هس دوام منزلة وإحسةااا القةري‬
‫المح يريدون وعلبنا لمنيع }احر الميسسة وظننا أام يكرن االر القري ويريد التءييق عليةم‬
‫حتى يترا العم وبسيال }احر العم أ ا أن هما الموظف كبير في السةن وليسةت لةم امةرأة‬
‫وبحا ةةة إلةةى مةةن يعينةةم علةةى أمةةرن وهةةو اآلن يقةةيس فةةي دا ابنةةم المتةةزوج وقةةد منحنةةا االبةةن سةةكنا بةةم‬
‫فسةةحة وسةةعة مةةن أ ة أبيةةم و}ةةرحنا بمةةا }ةةرحنا بةةم مةةن قةةري ليةةتمكن مةةن علنيةةز ارفةةة خا}ةةة بةةم‬
‫ضةةمن سةةكن ولةةدن ولةةو أعطينةةان القةةري الةةمح أ اد لسةةاعدن لةةك علةةى علنيةةز سةةكن مسةةتق عةةن‬
‫ولدن واحن ال اريد لم لك لام كبير وو ودن مع ولدن خير لم ألف مرة من عيشم لحالم‪.‬‬
‫فااظر كيف ساء ظننا بماحر العم وبالبحث والتحرح عبين أام ال يريد بما }ةنع إال الخيةر علةى‬
‫النحو المح رحنا‪.‬‬
‫‪ -‬قةةال عبيةةد بةةن عميةةر‪ :‬بينمةةا عمةةر بةةن الخطةةا يمةةر فةةي الطريةةق فة ا هةةو بر ة يكلةةس امةرأة فع ة ن‬
‫بالد ة فقال‪ :‬يا أمير الميمنين إاما هي امرأعي فقال لم‪ :‬فلس عقف مع تو تك في الطريق ععرضةان‬
‫المسةلمين إلةى ايبتكمةا‪ ،‬فقةةال‪ :‬يةا أميةر المةةيمنين اآلن قةد دخلنةا المدينةة واحةةن عتشةاو أيةن انةةزل‬

‫‪11‬‬
‫فدفع إليم الد ة وقال‪ :‬اقت مني يا عبد اللم فقال‪ :‬هي لك يا أمير الميمنين فقال‪ :‬خم واقت‬
‫فقال بعد ث‪ :‬هي للم قال‪ :‬اللم لك فينا ‪)22( .‬‬
‫‪ -‬ومةةر ة علةةى النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فمقةةال لر ة عنةةدن ةةال ‪" :‬مةةا أيةةك فةةي هةةما‪" ،‬‬
‫من أ را النات هما واللةم حةرح إن خطةر أن يةنكق وإن ةمع أن يشةمع فسةكت‬ ‫فقال‪:‬‬
‫سول اللم }لى اللم عليم وسةلس ةس مةر ة اخةر فقةال لةم سةول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬مةا‬
‫أيةةك فةةي هةةما‪ "،‬فقةةال‪ :‬يةةا سةةول اللةةم هةةما ة مةةن فق ةراء المسةةلمين هةةما حةةرح إن خطةةر أال‬
‫ينكق وإن مع أال يشمع وإن قال أال يسمع لقولم فقال سول اللم }لى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬هةما‬
‫خير من م ء ال ي مث هما" ‪)23( .‬‬
‫‪ -‬وقةةال س ةةول الل ةةم } ةةلى الل ةةم علي ةةم وسةةلس‪" :‬لم ةةس ي ةةتكلس فةةي المن ةةد إال ةةة‪ :‬عيس ةةى اب ةةن م ةريس‬
‫عابدا فاعخم }ومعة فكان فينا فأعتم أمم وهو يملي فقالت‪:‬‬ ‫و}احر ريج‪ .‬وكان ريج‬
‫أمي و} عي فأقب على } عم فاامةرفت فلمةا كةان مةن الغةد أعتةم وهةو‬ ‫يا ريج فقال‪ :‬يا‬
‫أمي و} عي فأقب على } عم فلما كان من الغد أعتم‬ ‫يملي فقالت‪ :‬يا ريج فقال‪ :‬أح‬
‫أمي و} عي فأقب علةى }ة عم فقالةت‪ :‬اللنةس ال‬ ‫وهو يملي فقالت‪ :‬يا ريج فقال‪ :‬أح‬
‫عمتةةم حتةةى ينظةةر إلةةى و ةةون المومسةةات فتةةماكر بنةةو إس ةرا ي ريلةةا وعبادعةةم وكااةةت ام ةرأة بغةةي‬
‫يتمث بحسننا فقالت‪ :‬إن ئتس لفتننم فتعرضت لم فلس يلتمةت إلينةا فأعةت اعيةاي كةان يةأوح إلةى‬
‫} ةةومعتم فأمكنت ةةم م ةةن امس ةةنا فوق ةةع علين ةةا فحمل ةةت فلم ةةا ول ةةدت قال ةةت‪ :‬ه ةةو م ةةن ة ةريج ف ةةأعون‬
‫فاسةةتنزلون وهةةدموا }ةةومعتم و عل ةوا يءةربوام فقةةال‪ :‬مةةا ةةأاكس‪ ،‬قةةالوا‪ :‬تايةةت بنةةمن البغةةي فولةةدت‬
‫منك قال‪ :‬أين المبي‪ ،‬فلاءوا بةم فقةال‪ :‬دعةواي حتةى أ}ةلي فمةلى فلمةا اامةر أعةت المةبي‬
‫فطع ةةن ف ةةي بطن ةةم وق ةةال‪ :‬ي ةةا ا ة ة م م ةةن أب ةةوا‪ ،‬ق ةةال‪ :‬ف ة ة ن الراع ةةي ف ةةأقبلوا عل ةةى ة ةريج يقبلوا ةةم‬

‫‪ - 22‬الخبر أورده الشيخ علي الطنطاوي في أخباار عمر‪ ،‬نقال عن المحب الطبري‪.‬‬
‫‪ - 23‬الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب االزهد‪ :‬باب فضل الفقراء ‪ 1371 ،1382/1‬رقم ( ‪ ) 4121‬من حديث سهل بن سعد‬
‫الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ويتمسةةحون بةةم وقةةالوا‪ :‬ابنةةي لةةك }ةةومعتك مةةن هةةر قةةال‪ :‬ال أعيةةدوها مةةن اةةين كمةةا كااةةت‬
‫فمعلوا‪.‬‬
‫اكر على دابة فا هةة و ةا ة حسةنة فقالةت أمةم‪ :‬اللنةس ا عة‬ ‫وبينما }بي يرضع من أمم فمر‬
‫ابني مث هما فترا الثدح وأقب إليم فنظر إليم فقال‪ ،‬اللنس ال علعلني مثلم س أقب على ديم‬
‫فلع يرعءع) يقول اوح الحديث‪ :‬فكأاي أاظر إلى سول اللم }لى اللةم عليةم وسةلس وهةو يحكةي‬
‫ا عءاعم بأ}بعم السبابة في فيم فلع يممنا‪.‬‬
‫قةةال‪" :‬ومةةروا بلا يةةة وهةةس يء ةربوانا ويقولةةون‪ :‬تايةةت س ةرقت وهةةي عقةةول‪ :‬حسةةبي اللةةم واعةةس الوكي ة‬
‫فقالت أمم‪ :‬اللنس ال علع ابني مثلنا فترا الرضاع واظر إلينا وقال‪ :‬اللنس ا علني مثلنا‪.‬‬
‫فننالةةك عرا عةةا الحةةديث‪ .‬فقالةةت‪ :‬مةةر ة حسةةن النيئةةة فقلةةت‪ :‬اللنةةس ا ع ة ابنةةي مثلةةم فقلةةت‪:‬‬
‫اللنةةس ال علعلنةةي مثلةةم ومةةروا بنةةمن المةةة وهةةس يءةربوانا ويقولةون‪ :‬تايةةت سةرقت فقلةةت‪ :‬اللنةةس ال‬
‫علعة ابنةةي مثلنةةا فقلةةت‪ :‬اللنةةس ا علنةةي مثلنةةا قةةال‪ :‬إن لةةك الر ة كةةان بةةا ا‪ .‬فقلةةت‪ :‬اللنةةس ال‬
‫علعلني مثلم وإن همن يقولون لنا‪ :‬تايت ولس عزن وسرقت ولس عسر فقلت‪ :‬اللنس ا علنةي مثلنةا‬
‫" ‪)24( .‬‬
‫‪ -‬وقةةال علةةي ضةةي اللةةم عنةةم‪ :‬أكثةةروا علةةى ما ييةةة أم إبةراهيس فةةي قبطةةي ابةةن عةةس لنةةا يزو هةةا ويختلةةف‬
‫إلينا فقال سول اللم }لى اللم عليم وسلس‪" :‬خم السيف فااطلق ف ن و دعةم عنةدها فاقتلةم " قةال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا سول اللم أكون في أمرا إ ا أ سلتني كالسكة المحماة ال يثنيني يء حتى أمءي لمةا‬
‫أمرت بم أم الشةاهد يةرى مةا ال يةرى الغا ةر‪ ،‬فقةال سةول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬بة الشةاهد‬
‫يةةرى مةةا ال يةةرى الغا ةةر ال فأقبلةةت متو ةةحا السةةيف فو دعةةم عنةةدها فاختراةةت السةةيف فلمةةا ااةةي‬
‫عةةر أاةةي أ يةةدن فةةأعى اخلةةة فرقةةى فينةةا ةةس مةةى بنمسةةم علةةى قمةةان ةةس ةةال ليةةم فة ا بةةم أ ةةر‬

‫‪ - 24‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألنبياء‪ :‬باب قول الله تعالى‪{ :‬واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا‬
‫شرقيا} ‪ ،212 ،211/4‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ :‬باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصالة‪ ،‬وغيرها ‪/4‬‬
‫‪ 1187 -1184‬رقم (‪ ،)2111‬وأحمد في المسند ‪ ،317 ،312/8‬كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا‪ ،‬واللفظ لمسلم ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫أمسق مالم مما للر ال ال قلي وال كثير فأعيت سول اللم }ةلى اللةم عليةم وسةلس فأخبرعةم فقةال‪:‬‬
‫"الحمد للم المح }ر عنا أه البيت" ‪)25( .‬‬
‫‪ -‬ويحكي الدكتو الير الكي اةي فةي كتابةم‪ ( :‬الملتمةع المةريض ص ‪ ) 71 -73‬قمةة سةلين‬
‫ةةس اةةدم بعةةد فةوات الوان فيقةةول علةةى لسةةان هةةما السةةلين‪ " :‬كنةةت تو ةةا‬ ‫قتة تو تةةم لظةةن كةةا‬
‫سةةعيدا أاعةةس ببيتةةي وتو تةةي ولةةس أكةةن أ ى الحيةةاة إال باسةةمة مزدهةةرة وأاةةا بطبيعتةةي أقنةةع بالقلي ة‬
‫وأومن بأن الرايف المح أحم عليم هو كنز مقد علي أن أ كر اللم عليم‪ ..‬كنت سةعيدا بحةق‪..‬‬
‫ومةةرت بةةي اليةةام ااعمةةة هاد ةةة‪ .‬ةةس ةةاء اليةةوم الةةمح ععكةةر فيةةم }ةةمو أح مةةي التةةي كنةةت أحيةةا فينةةا‬
‫و لةةك حةةين عنةةاهى إلةةى سةةمعي ةةا عة خيااةةة تو تةةي وأاةةا يةةا سةةيدح مةةن أسةةيوط واحةةن هنةةاا اةةرى‬
‫الشر أ فع بكثير من أن يم ا ت ا رعي وخر ت من عملي مسرعا إلى البيت وهنةاا أيةت‬
‫تو تي ومعنا كااا السةين فةي }ةو ة ال عثيةر يبةة أو ةك فةي أن خيااةة مةا قةد وقعةت ولكنةي‬
‫لةةس أكةةن أعةةر الر ة بة إاةةي لةةس أ ن مةةن قبة وكنةةت حةةين دخةولي أعةةااي ةةو ة امسةةية عاعيةةة وفةةي‬
‫اضطرا ديد‪.‬‬
‫سألت الر من يكون‪ ،‬فا عبك وعلعثس ولس يحةر وابةا واظةرت إلةى امرأعةي فرأيةت فةي عيننةا خوفةا‬
‫مريعةا فلةن نةةواي و ةعرت بةدما ي السةةاخنة عنطلةق إلةى أسةةي وعركةت فةي امسةةي مشةاعر عديةةدة‬
‫من الشعو بالخيااة والرابة في االاتقام من همن المرأة التي أدخلتنا قلبي وأالعتنا على سةرح فقةد‬
‫كان بيننا عنود‪.‬‬
‫أحسست بك همن المشاعر عموج بين وااحي في لحظات سراع س احةت عت ةى ويةدا ويةداي‬
‫إال عو ا واحدا كئيبا سيطر على خيالي في إ}را كان هما الشعو بأاي مغم اعس مغم ‪.‬‬
‫و أيت لك السكين على الما دة وكاات تو تي في أقمى حةاالت الرعةر وكنةت أاةا ةا را أ}ةر‬
‫وأهةةدد وأقتةةر مننةةا ولممةةت اعةةي حةةول ظنرهةةا ةةس بحتنةةا بةةق الخةرا مةةن ايةةر أن عنةةب ببنةةت‬

‫‪ - 25‬الحديث أورده ا لحافظ ابن كثير في ة السسيرة النبوية ‪.411/4‬‬


‫‪22‬‬
‫مة ولكني سمعت عشيقنا ير واي بموت متحشرج أال أقتلنا ةس امغةس بكلمةات كثيةرة لةس أفنةس‬
‫مننا يئا ولكني أ نزت علينا عماما واعلنت إليم ولس يكن مميرن إال ممير تو تي‪.‬‬
‫كان هما الر المح و دعم مع امرأعي يقطن في قرية ملاو ة ويدعوام الشي محمود وكان النات‬
‫يتبركون بم ويللئون إليم في الملمات ودعتم تو تي إلى البيةت مةرات عديةدة لانةا كااةت ال عخةرج‬
‫مطلقةةا دعتةةم ليبر نةةا مةةن العقةةس ويةةدعو لنةةا أسةةياد السةةموات وال ي لينقةةموها مةةن هةةمن التمةةة ولةةس‬
‫يكةةن الةةمار ابنةةا يةةا سةةيدح ب ة ابةةي أاةةا أاةةا كنةةت ألومنةةا لانةةا لةةس عنلةةر لةةي ابنةةا يةةرث قةةوعي‬
‫وو ةةودح‪ ..‬ةةس عرفةةت أانةةا بريئةةة مةةن ك ة خيااةةة وأن الشةةي محمةةود كةةان مةةن العقيةةاء المةةالحين‬
‫سيدح أاا معم فليرحمني اللم"‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عالج سوء الظن‪:‬‬

‫ويمكةن علخيمةم‬ ‫وما دمنا قةد وقمنةا علةى حقيقةة سةوء الظةن وأسةبابم وا ةا ن فة ن العة ج معةرو‬
‫في الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬بنةةاء العقيةةدة السةةليمة القا مةةة علةةى عحسةةين الظةةن باللةةم وبرس ةولم وبةةالميمنين المةةالحين ف ة ن‬
‫همن العقيدة عحرسةنا أن اظةن ظةن السةوء بةاآلخرين مةن ايةر مبةر وال مقتءةى وحتةى لةو كةان ف انةا‬
‫اباد بالتوبة والر وع إلى اللم عبا ا وععالى‪.‬‬
‫‪ - 2‬التربية على عغمية همن العقيدة بما يثبتنا في الةنم وينمينةا و لةك بتةرا المعا}ةي والسةيئات‬
‫والمواظبة على فعة الطاعةات وأعمةال البةر فة ن التربيةة بنةمن المةو ة علعلنةا اتةوع أن اقةع فةي سةوء‬
‫الظن بمن لي لم أه وإن وقعنا فالتوبة والندم‪.‬‬
‫‪ - 3‬التنشئة على االلتزام ب دا ا س م فةي الحكةس علةى ال ةياء وال ةخاص مةن‪ :‬االعتمةاد علةى‬
‫الظاهر وعرا السرا ر إلى اللم وحةدن الةمح يعلةس السةر وأخمةى ومةن الةر الةدلي والبرهةان ومحةض‬
‫لةةك الةةدلي وهةةما البرهةةان بة والتأكةةد مةةن عةةدم ععةةا ي وعءةةا الدلةةة مةةع بعءةةنا الةةبعض فة ن‬
‫التنشئة بنمن المو ة عحرت ا اسان من التو ط في سوء الظن بغير مبر وال مو ر‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ - 4‬التنشئة على االلتزام ب دا ا س م في النلوى من عدم عنا ي ا نين فمةا فوقنمةا دون اآلخةر‬
‫حتى يو د معم من ينا يم أو يختلط اللميع بالنات ومن كون همن النلوى في الطاعة والمعرو‬
‫دون المعمةية والمنكةر ومةةن كوانةا فةي أمةةر منةس ال يمةق أن يقءةةى فيةم إال بعيةدا عةةن سةمع وبمةةر‬
‫المر مين والممسدين في ال ي‪.‬‬
‫‪ - 1‬علنر الوقوع في الشبنات ةس الحةرص علةى دفةع هةمن الشةبنات إن وقعةت خطةأ أو عةن ايةر‬
‫قمد وقد مرت بنا قمتم }لى اللم عليم وسلس مع الاما يين حين كةان يةودع أم المةيمنين }ةمية‬
‫وهو معتكف وأسرعا السير واستوقمنما قا ‪" :‬إانا }مية بنت حيي" ‪)26( .‬‬
‫وقات العلماء على لك عدة }و فقالوا‪:‬‬
‫‪ -‬إ ا كنةةت فةةي خلةةوة مةةع مح ةرم لةةك أو مةةع أهلكةةك و اا الغيةةر الةةمح عخشةةى عليةةم الشةةيطان‬
‫و ر أن عقول لم‪ :‬همن أهلي كي ععين عليم الشيطان‪.‬‬
‫‪ -‬وإ ا كنت قد }ليت في بيتك س ئت المسللد فو دت النات يملون فم معنس وعكون‬
‫الم ة الثااية اافلة لك لئ يتخم النات قعودا وهةس يمةلون يعةة سةاءة الظةن بةك وأاةك لسةت‬
‫مةةن الممةةلين‪ .‬ةةاء فةةي الحةةديث‪ :‬عةةن ةةابر بةةن يزيةةد بةةن السةةود عةةن أبيةةم أاةةم }ةةلى مةةع سةةول اللةةم‬
‫}ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس وهةةو اة م ةةا فلمةةا }ةةلى إ ا ة ن لةةس يمةةليا فةةي ااحيةةة المسةةلد فةةدعا‬
‫بنمةةا فلةةيء بنمةةا عرعةةد فرا مةةنما فقةةال‪" :‬مةةا منعكمةةا أن عمةةليا معنةةا" قةةاال‪ :‬قةةد }ةةلينا فةةي حالنةةا‬
‫فقال‪ " :‬ال عمعلوا إ ا }لى أحدكس في حلم س أد ا ا مام ولس يم فليم معم ف انا لم اافلةة ‪.‬‬
‫(‪)27‬‬

‫‪ - 26‬الحديث أخرجه أبو دود في السنن‪ :‬كتاب اللصالة ‪ :‬باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة فصلى معهم ‪ 118/1‬رقم (‪،)181‬‬
‫والترمذي في السنن‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب ما جاء في الرجل يصلي وحده‪ ،‬ثم يدرك الجماعة ‪ 424 - 424/1‬رقم (‪ .)211‬وعقب عليه‬
‫بقوله‪" :‬حديث يزيد بن األسود حديث حسن صحيح"‪ .‬والنسائي في السنن‪ :‬كتاب اإلمامة‪ :‬باب إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده‬
‫‪ 113 ،112/2‬رقم (‪ ،)717‬والدرامي في السنن كتاب الصالة‪ :‬باب إعادة الصلوات في الجماعة بعد ما صلى في بيته ‪،317 ،318/1‬‬
‫وأحمد في المسند ‪ 141 ،141/4‬كلهم من حديث يزيد بن األسود مرفوعا‪ .‬والفرائص ‪ -‬كما في النهاية في غريب الحديث واألثر البن‬
‫األثير ‪ : - 113/3‬جمع فريصة‪ ،‬وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف تهتز عند الفزع‪ .‬والرعدة ‪ -‬كما في النهابة أيضا ‪ - 78/2‬الرجفة‪،‬‬
‫واالضطراب من الخوف ‪.‬‬
‫‪ - 27‬انظر‪ :‬إحكام األحكام ‪ ،18/2‬وعنه نقل ابن حجر في فتح الباري ‪.271/4‬‬
‫‪24‬‬
‫وأمثلةةة البعةةد عةةن مةواان الةةتنس فةةي ا سة م كثيةةرة ةةدا اايةةة مةةا فةةي المةةر أاةةم يلةةر أن يكةةون هةةما‬
‫المعنى اكد وأ د في حةق العلمةاء والمةربين لانةس أسةوة وقةدوة لغيةرهس مةن النةات وأح سةلوا أو‬
‫عمر محسو علينس‪.‬‬
‫يقول ابن دقيق العيد‪" :‬وهما ‪-‬أح التحرت من ك ما يوقع في التنس ‪ -‬متأكةد فةي حةق العلمةاء ومةن‬
‫يقتدح بنس ف يلوت لنةس أن يمعلةوا فعة يو ةر سةوء الظةن بنةس وإن كةان لنةس فيةم مخلة لن‬
‫لك سبر إلى إبطال االاتماع بعلمنس وقد قالوا‪ :‬إام ينبغي للحاكس أن يبين و م الحكس للمحكوم‬
‫عليم إ ا خمي عليم وهو من با امي التنمة بالنسبة إلى اللو في الحكس" ‪)28( .‬‬
‫‪ - 4‬الحرص على س مة البيئة وال سيما في ملتمع ال}دقاء ف ن لةك لةم دو كبيةر فةي عة ج‬
‫سوء الظن وحماية النم من أن عتو ط فيم من ديد ‪.‬‬
‫‪ - 8‬ملاهدة النم وقمع النوى والشنوات حتى ععر النم أاةم لةي مةن السةن عو يةم عنمةة‬
‫لحد من النةات لملةرد ظةن أو عخمةين ال دلية عليةم وال برهةان ومةا فةي الةدايا ةيء أعظةس مةن أن‬
‫يكون هوااا عبعا لمةا ةاء بةم سةول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس حيةث يقةول سةبحاام ‪ :‬كقة إن كنةتس‬
‫عحبون اللم فاعبعواي يحببكس اللم} (ال عمران‪.)31 :‬‬
‫‪ - 7‬معاملة التا بين من النةات بحاضةرهس ال بماضةينس وإ ا كةان الملةك الةمح أسةاء هةيالء وأ رمةوا‬
‫في حقم قد علاوت وعما فنحن في التلاوت والعمو أولى وأحق وال سيما واحن في المعا}ي مثلنس‬
‫و بما أ د‪.‬‬
‫‪ - 1‬دوام النظةةر فةةي كتةر السةةيرة والتةةا ي وال سةةيما عةةا ي المسةةلمين ف انةةا مليئةةة بمةةو حيةةة عةةن‬
‫الظن السيء وا ا ن واريق الخ ص منم بحيث يسن على النم التخل من هما الداء‪.‬‬
‫‪ - 11‬التمكير الةدا س بعواقةر سةوء الظةن فةي الةدايا واآلخةرة وعلةى المةرد واللماعةة فةان ا اسةان‬
‫كثية ةرا م ةةا ينس ةةى وعة ة ج ه ةةما النس ةةيان بالت ةةمكير كم ةةا ق ةةال س ةةبحاام‪ :‬كو كة ةةر فة ة ن ال ةةمكرى عنم ةةع‬
‫الميمنين} (الما يات) كفمكر إن امعت المكرى} (العلى)‪.‬‬

‫‪ - 28‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪21‬‬
‫اآلفة السادسة عشرة‬
‫الغيبة‬
‫واآلفة السادسة عشرة التي يبتلى بنا كثير من العاملين فء ي عن عامة المسلمين ب ال يكاد يسلس‬
‫مننا أحد إال من حس اللم عز و إاما هي‪( :‬الغيبة)‪.‬‬
‫وحتةةى يتطنةةر مننةةا مةةن ابتلةةى بنةةا ويتقينةةا مةةن عافةةان اللةةم ‪ -‬عةةز و ة ‪ -‬وسةةلمم مةةن الوقةةوع فةةي‬
‫اوا لنا ف انا بعون اللم وعوفيقم سنعري لنا من اللواار التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف ومظاهر أو صور الغيبة ‪:‬‬

‫لغة‬
‫الشةةنادة أو هةةو كة مةةا اةةا عةةن ا اسةةان سةواء‬ ‫الغيبةةة لغةةة‪ :‬مشةةقة مةةن الغيةةر الةةمح هةو خة‬
‫كان محم ي في القلو أم اير محم ومنم قولم ‪ -‬سبحاام ‪-‬في }مة امسم‪ :‬كعالس الغير ف‬
‫يظنةةر علةةى ايبةةم أحةةدا إال مةةن ا عءةةى مةةن سةةول ف اةةم يسةةلك مةةن بةةين يديةةم ومةةن خلمةةم }ةةدا }‬
‫(اللةةن‪ )28-24 :‬كعةةالس الغيةةر والشةةنادة العزيةةز الحكةةيس} ( التغةةابن‪ )17 :‬وعليةةم فالغيبةةة فةةي‬
‫اللغةةة هةةي كةةر الغيةةر فةةي ايابةةم س ةواء أكةةان لةةك بمةةا يرضةةى أم بمةةا ال يرضةةى وس ةواء أكةةان لةةك‬
‫بالخير أم بالشر ‪)29( .‬‬

‫‪ - 29‬نظر‪ :‬المعجم الوسيط ‪ 412-411/2‬بتصرف كثثير‪ ،‬والصحاح في اللغة والعلوم ألسامة المرعشلي وأخيه نديم ص ‪ 733‬بتصرف‬
‫كثير‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫اصطالحا ‪:‬‬
‫أما ماهية الغيبة في الممطلق الشرعي فتدو حول كر المسلس أخان المسلس في ايابةم بمةا فيةم ممةا‬
‫يسوءن ويكرهم يستوح في لك اللمظ والكتابة التمريق والتلويق ‪)30( .‬‬
‫اء في الحديث أام في }ةلى اللةم عليةم وسةلس قةال ل}ةحابم يومةا‪" :‬أعةد ون مةا الغيبةة‪" ،‬قةالوا‪ :‬اللةم‬
‫و سولم أعلس قال‪ " :‬كرا أخاا بما يكرن" قي ‪ :‬أفرأيت إن كةان فةي أخةي مةا أقةول‪ ،‬قةال‪" :‬إن كةان‬
‫فيم ما عقول فقد ااتبتم وإن لس يكن فيم ما عقول فقد بنتم" ‪)31( .‬‬

‫ومظاهر أو صور الغيبة كثيرة منها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬العيو البداية كقولك عن المسلس‪ :‬أعمى أعرج أعمش أقرع قمير اوي أسود أ}مر‬
‫كبير البطن كالحبر السمين‪ ...‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 2‬العيةةو الدينيةةة كقولةةك عةةن المسةةلس‪ :‬فاسةةق فةةا ر سةةا خةةا ن ظةةالس متنةةاون بالم ة ة‬
‫متساه في النلاسات لي با ا بوالديم ال يءع الزكاة مواضعنا ال يلتنر الغيبة‪ ...‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 3‬العيو الدايويةة كقولةك عةن المسةلس‪ :‬قلية الد يتنةاون بالنةات ال يةرى لحةد عليةم حقةا‬
‫كثير الك م كثير الك أو النوم ينام في اير وقتم يلل في اير موضعم‪ ...‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 4‬العيةةو المتعلقةةة بأس ةرعم كقولةةك عةةن المسةةلس‪ :‬أبةةون فاسةةق أو هنةةدح أو ابطةةي أو تالةةي‬
‫إسكافي بزات احا ت الا حداد حا ك‪ ...‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 1‬العيةةو الخلقيةةة للمغتةةا كقولةةك عنةةم‪ :‬سةةيئ الخلةةق متكبةةر مةراء علةةول بةةا عةةا ز‬
‫ضعيف القلر متنو عبوت خليع‪ ...‬وهكما‪.‬‬

‫‪ - 30‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،141/3‬واألذكار للنووي ص ‪ ،311‬وابن حجر في الفتح ‪.441/11‬‬
‫‪ - 31‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البرر والصلة واآلداب‪ :‬باب تحريم الغيبة ‪ 2111/4‬رقم (‪ ،)2171‬وأبو داود في السنن‪:‬‬
‫كتاب األدب‪ :‬باب في الغيبة ‪ 241/4‬رقم (‪ ،)4784‬والترمذي في السنن كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في الغيبة ‪ 211/4‬رقم‬
‫(‪ ،)1134‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب الرقاق‪ :‬باب ما جاء في الغيبة ‪ 811/2‬رقم (‪ ،)2414‬وأحمد في المسند ‪،374 ،374 ،231/2‬‬
‫كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه الترمذي بقوله‪ :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ - 4‬العيةةو باللبةةات والنيئةةة كقولةةك عةةن المغتةةا ‪ :‬واسةةع الكةةس اوي ة الةةمي وس ة الثيةةا ‪...‬‬
‫وهكما‪.‬‬
‫‪ - 8‬محاك ةةاة المغت ةةا ف ةةي مش ةةيم وحركت ةةم وحديث ةةم مث ة ‪ :‬المش ةةي متعر ةاي أو مط ةةأائ ال ةرأت أو‬
‫ممعرا الخد واسبة لك إلى المغتا ‪ . ..‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 7‬ايبة المتمقنين والمتعبدين كأن يقول أحدهس عن اخر‪ :‬كيف حةال فة ن اللةم يمةلحم اللةم‬
‫يغمةةر لنةةا اللةةم يمةةلحنا اسةةأل اللةةم العافيةةة احمةةد اللةةم الةةمح لةةس يبتلنةةا بالةةدخول علةةى الظلمةةة اعةةو‬
‫باللةةم مةةن الشةةر اللةةم يعافينةةا مةةن قلةةة الحيةةاء اللةةم يتةةو علينةةا ومةةا أ ةةبم لةةك مةةن كة مةةا يمنةةس منةةم‬
‫التنق واالتد اء‪ ...‬وهكما‪.‬‬
‫‪ - 1‬سةوء الظةةن بغيةر دلية وال برهةان ف اةةم ايبةة بالقلةةر وقةد أفرداةةا الحةديث عةةن هةما المظنةةر أو‬
‫همن المو ة على أانا افة قا مة بماعنا وفملنا القول في لك فليرا ع في موضعم‪.‬‬
‫‪ - 11‬سةةماع المغتةةابين وعةةدم ت ةةرهس وا اكةةا علةةينس أو عةةدم مقااعةةة مللسةةنس‪ ...‬وهكةةما ‪.‬‬
‫(‪)32‬‬

‫ثانيا‪ :‬الغيبة في ميزان اإلسالم‪:‬‬

‫والغيبة في ميزان ا س م حرام ب ماع المسلمين للدال الواضحة المةريحة المنمةوص علينةا فةي‬
‫الكتةةا والسةةنة إ يقةةول اللةةم عةةز و ة ‪ :‬كوال يغتةةر بعءةةكس بعءةةا أيحةةر أحةةدكس أن يأك ة لحةةس‬
‫أخيم ميتا فكرهتمون واعقوا اللم إن اللم عوا حيس } ( الحلرات‪.)12 :‬‬
‫وإ يقةةول }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس وقةةد مةةر بقبةرين فقةةال‪" :‬إانمةةا يعةةمبان ومةةا يعةةمبان فةةي كبيةةر" قةةال‪:‬‬
‫"بلةةى إاةةم كبيةةر أمةةا أحةةدهما فكةةان يمشةةي بالنميمةةة وأمةةا اآلخةةر فكةةان ال يسةةتتر مةةن بولةةم " (‪)33‬‬

‫‪ - 32‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،142 ،141/3‬واألذكار للنووي ص ‪.311‬‬


‫‪ - 33‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االوضوء‪ :‬باب من الكبائر أال يستر من بوله ‪ ،41 ،44/1‬وكتاب الجنائز ‪ :‬باب الجريد‬
‫على القبر‪ ،‬وباب عذاب القبر من الغيبة والبول ‪ ،124 ،121 ،111/2‬وكتاب األدب‪ :‬باب الغيبة‪ ،‬وباب النميمة من الكبائر ‪،21 ،21/7‬‬
‫ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب الدليل على نجاسة البول ووجوب االستبراء منه ‪ 241 ،241/1‬رقم (‪ ،)212‬وأبو داود في‬
‫‪27‬‬
‫ويقول في خطبة يوم النحر بمنى في حلة الوداع‪ .." :‬إن دماءكس وأموالكس وأعراضكس حرام عليكس‬
‫كحرمة يومكس هما في بلدكس هما في نركس هما أال ه بلغت" (‪" )34‬لما عةرج بةي مةر ت‬
‫بقوم لنس أظما من احات يخمشون و وهنس و}دو هس فقلت‪ :‬من هيالء يةا برية ‪ ،‬قةال‪ :‬هةيالء‬

‫السنن‪ :‬كتاب الطهارة باب االستبراء من البول ‪ 4/2‬رقم (‪ ،)21‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب ما جاء في التشديد في البول‬
‫‪ 113 ،112/1‬رقم (‪ ،)81‬والنسائي في السنن‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب التنزه من البول ‪ 27/1‬رقم (‪ ،)31‬وكتاب الجنائز‪ :‬باب وضع‬
‫الجريدة على القبر ‪ 114/3‬رقم (‪ ،)2147‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب التشديد في البول ‪ 121/1‬رقم (‪ ،)348‬والدارمي‬
‫في السنن‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب االتقاء من البول ‪ 211/1‬رقم (‪ ،)831‬وأحمد في المسند ‪ 221/1‬كلهم من حديث ابن عباس رضي الله‬
‫عنه مرفوعا‪ ،‬وعقب الترمذي على حديثه قائالً‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح" كما أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الطهارة وسننها‪:‬‬
‫باب التشديد في البول ‪ 121/1‬رقم (‪ )341‬من حديث أبي بكرة مرفوعا بنحوه‪ ،‬ومثله أحمد في المسند ‪ ،31/1‬ب ل زاد رواية ثالثة‬
‫‪ 244/1‬من حديث أبي أمامه ولفظه قال‪ :‬مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد‪ ،‬قال‪ :‬فكان الناس يمشون‬
‫خلفه‪ ،‬قال‪ :‬فلما سمع صوت النعال‪ ،‬وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئال يقع في نفسه من الكبر‪ ،‬فلما مر ببقيع الغرقد‪ ،‬إذا‬
‫بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين‪ ،‬قال‪ :‬فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪" :‬من دفنتم ها هنا اليوم؟" قالوا‪ :‬يا نبي الله‪ ،‬فالن وفالن‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"إنهما ليعذبان اآلن‪ ،‬ويفتنان في قبورهما" قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬فيم ذاك؟ قال‪ " :‬أما أحدهما فكان ال يتنزه من البول‪ ،‬وأما اآلخر فكان‬
‫يمشي بالنميمة"‪ ،‬وأخذ جريدة رطبة فشقها‪ ،‬ثم جعلها على القبرين‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نبي الله‪ ،‬ولم فعلت؟ قال‪" :‬ليخففن عنهما"‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نبي الله‬
‫وحتى متى يعذبهما الله؟ قال‪" :‬غيب ال يعلمه إال الله" قال‪" :‬ولوال تمريغ قلوبكم‪ ،‬أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع"‪.‬‬
‫‪ - 34‬جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في الصححيح‪ :‬كتاب العلم‪ :‬باب قول النبي صلى الله عليه وسلم‪" :‬رب مبلغ أوعى من‬
‫سامع"‪ ،‬وباب ليبلغ الشاهد الغائب ‪ ،37 ،38 ،34/1‬وكتاب الحج‪ :‬باب الخطبة أيام منى ‪ ،214/2‬وكتاب األضاحي‪ :‬باب من قال‪:‬‬
‫األضحى يوم النحر ‪ ،131 ،121/8‬وكتاب الفتن‪ :‬باب قول النبي صلى الله عليه وسلم‪( :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب‬
‫بعض‪ ،43/1 ،‬وكتاب التوحيد‪ :‬باب قول الله تعالى‪{ :‬وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ‪ ،143/1‬وكتاب المغازي‪ :‬باب حجة الوداع‬
‫‪ 224/1‬من عدة أوجه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وكتاب الحج‪ :‬باب الخطبة أيام منى ‪ ،218 ،214/2‬وكتاب‬
‫المغازي‪ :‬باب حجة الوداع ‪ 223/1‬من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا وكتاب الحج‪ :‬باب الخطبة أيام منى ‪ 214 ،211/2‬من‬
‫حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب القسامة‪ :‬باب تغليظ تحريم الدماء‪ ،‬واألعراض واألموال‬
‫‪ 1314-1311/3‬رقم (‪ )1481‬من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وكتاب الحج‪ :‬باب حجة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ 712 - 774/2‬رقم (‪ )1217‬من حديث جابر ابن عبد الله مرفوعا‪ ،‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب المناسك (الحج)‪ :‬باب صفة حجة‬
‫النبي صلى الله عل يه وسلم ‪ 174 - 172/2‬رقم (‪ )1111‬من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬والترمذي في السنن‪:‬‬
‫كتاب الفتن‪ :‬باب ما جاء في‪ :‬دماؤكم‪ ،‬وأموالكم عليكم حرام ‪ 411/4‬رقم (‪ ،)2111‬وكتاب التفسير‪ :‬باب ومن سورة التوبة ‪،211/1‬‬
‫‪ 214‬رقم (‪ )3178‬من حديث سليمان بن عمرو بن األحوص‪ ،‬عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه قائال‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪،‬‬
‫والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب الحج‪ ،‬باب الخطبة يوم النحر‪ ،‬وباب فضل يوم النحر‪ ،‬وباب يوم الحج األكبر ‪ 444 - 442/2‬رقم‬
‫(‪ )4113 ،4112‬من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا‪ ،‬ورقم (‪ )4118‬من حديث نبيط بن شريط األشجعي مرفوعا‪،‬‬
‫ورقم ( ‪ )4111‬من حديث سليمان بن عمرو بن األحوص‪ ،‬عن أبيه مرفوعا‪ ،‬ورقم (‪ ) 4111‬من حديث مرة الهمداني‪ ،‬قال‪ :‬حدثي رجل‬
‫من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء مخضرمة قال‪ ...‬وساق الحديث‪،‬‬
‫وابن ماجه في السنن ‪ :‬كتاب المناسك ‪ :‬باب الخطبة يوم النحر‪ ،‬وباب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪-1122 ،1118 - 1112/1‬‬
‫‪ 1128‬رقم (‪ )3111‬من حديث سليمان بن عمرو بن األحوص عن أبيه مرفوعا‪ ،‬ورقم (‪ )3118‬من حديث ابن مسعود مرفوعا‪ ،‬وعقب‬
‫عليه البوصيري في مصباح الزجاج ة ‪ 218/3‬بقوله‪ " :‬هذا إسناد صحيح"‪ ،‬ورقم (‪ )3117‬من حديث ابن عمر مرفوعا‪ ،‬ورقم (‪)3184‬‬
‫من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا‪ ،‬والدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ :‬باب االقتداء بالعلماء ‪ 71 ،81/1‬رقم (‪ )231‬من حديث محمد بن‬
‫جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وكتاب المناسك‪ :‬باب في سنة الحاج ‪ 487 - 483/1‬رقم (‪ )1813‬من حديث جابر بن عبد الله‬
‫مرفوعا‪ ،‬وباب الخطبة يوم النحر ‪ 418/1‬رقم (‪ )1712‬من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وأحمد في المسند‬
‫‪ 231/1‬من حديث ابن عباس مرفوعا‪ 314 ،311/4 ،‬من حديث نبيط بن شريط عن أبيه مرفوعا‪ 338/4 ،‬من حديث خريم بن عمرو‬
‫مرفوعا‪ 31/1 ،‬من حديث العداء بن خالد ابن هوذة‪ ،41 ،41 ،41 ،31 ،38/1 ،‬من عدة طرق عن عبد الرحمن بن أبي بكرة‪ ،‬عن أبيه‬
‫مرفوعا‪ 47/1 ،‬من حديث أبي غادية مرفوعا‪ 83 ،82/1 ،‬من حديث أبي حرة الرقاشي‪ ،‬عن عمه مرفوعا‪ 411/1 ،‬من حديث أبي‬
‫نضرة‪ ،‬عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا‪ 412/1 ،‬من حديث عمرو بن مرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن رجل من أصحاب‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫المين يأكلون لحةوم النةات ويقعةون فةي أعراضةنس" (‪" )35‬إن مةن أ بةى الربةا االسةتطالة فةي عةري‬
‫المسلس بغير حق" (‪" )36‬المسلس أخو المسلس ال يخوام وال يكمبم وال يخملم ك المسلس علةى‬
‫المسلس حرام عرضم ومالم ودمم التقوى هاهنا بحسر امرئ من الشر أن يحقر أخةان المسةلس" ‪.‬‬
‫(‪)37‬‬
‫ويقول }لى اللم عليم وسلس لعا شة وقد قالت عن }ةمية حسةبك مةن }ةمية كةما وكةما يقةول لنةا‪:‬‬
‫"لقد قلت كلمة لو مز ت بماء البحر لمز تم" ‪)38( .‬‬
‫إلى اير لك من النموص الواضحة الداللة في م الغيبة وعحريمنةا وإن كةان الحةديث الخيةر ‪-‬‬
‫كما يقول ا مةام النةووح حمةم اللةم‪( :‬مةن أعظةس الزوا ةر عةن الغيبةة أو أعظمنةا ومةا أعلةس ةيئا مةن‬
‫الحاديث يبلغ في المم لنا هما المبلغ" ‪)39( .‬‬

‫ومع حرمة الغيبة على النحو الذي ذكرنا فإنها تباح في أحوال وألسباب هي‪:‬‬

‫‪ - 1‬التظلم ‪:‬‬
‫فيلوت للمظلةوم أن يةتظلس إلةى السةلطان والقاضةي وايرهمةا ممةن لةم واليةة أو قةد ة علةى إامةافم مةن‬
‫ظالمم فيمكر أن‪ :‬ف اا ظلمني وفع بي كما وأخم منى كما واحو لك ‪ .‬وأالر منةك إامةافي‬

‫‪ - 35‬لحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب الألدب‪ :‬باب في الغيبة ‪ 281 ،241/4‬رقم (‪ )4787‬من حديث بقية‪ ،‬وأبي المغيرة قاال‪:‬‬
‫حدثنا صفوان‪ ،‬قال‪ :‬حدثي راشد بن سعد‪ ،‬وعبد الرحمن بن جبير‪ ،‬عن أنس بن مالك مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه أبو داود بقوله‪" :‬حدثناه يحيي‬
‫بن عثمان عن بقية ليس فيه أنس"‪ ،‬ويعني بذلك أنه حديث مرسل‪ ،‬وأورده ابن حجر في فتح الباري ‪ 481/11‬وعزاه إلى أبي داود‬
‫وعقب عليه بقوله‪" :‬وله شاهد عن ابن عباس عند أحمد"‪ .‬ومعنى‪ " :‬يخمشون وجوههم "‪ ،‬أي يمزقونها‪ .‬يقال‪ :‬خمش الجلد‪ :‬مزقه‪ ،‬لسان‬
‫العرب مادة "خمش"‪.‬‬
‫‪ - 36‬لحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب في الغيبة ‪ 241/4‬رقم (‪ )4784‬من حديث سعيد بن زيد رفعه‪ ،‬وأورده ابن‬
‫حجر في فتح الباري‪ 481/11 :‬وعزاه إلى أبي داود‪ ،‬ثم عقب عليه قائال‪" :‬وله شاهد عند البزار‪ ،‬وابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة‪،‬‬
‫وعند أبي يعلي من حديث عائشة"‪.‬‬
‫‪ - 37‬جزء من حديث طويل سبق تخريجه ي آفة "سوءء الظن"‪.‬‬
‫‪ - 38‬لحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب الألدب‪ :‬باب في الغيبة ‪ 241/4‬رقم (‪ ،)4781‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب صفة القيامة‪:‬‬
‫باب منه ‪ 181/4‬رقم (‪ ،)2113 ،2112‬وأحمد في المسند ‪ ،171/4‬كلهم من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا‪ ،‬وعقب الترمذي‬
‫على حديثه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 39‬انظر‪ :‬األذكار للنووي ص ‪.311‬‬
‫‪31‬‬
‫و د مظلمتةةي إ يقةةول سةةبحاام ‪ :‬كال يحةةر اللةةم اللنةةر بالسةةوء مةةن القةةول إال مةةن ظلةةس وكةةان اللةةم‬
‫سميعا عليما} (النساء‪.)147 :‬‬

‫‪ - 2‬االستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب ‪:‬‬


‫فيق ةةول لم ةةن ير ةةو قد ع ةم عل ةةى إتال ةةة المنك ةةر‪ :‬ف ة ن يعم ة ك ةةما ف ةةات رن عن ةةم واح ةةو ل ةةك ويك ةةون‬
‫مقمودن التوس إلى إتالةة المنكةر فة ن قمةد ايةر لةك كةان مغتابةا إ يقةول }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪:‬‬
‫"من أى مةنكس منكةرا فليغيةرن بيةدن فة ن لةس يسةتطع فبلسةاام فة ن لةس يسةتطع فبقلبةم و لةك أضةعف‬
‫ا يمان" ‪)40( .‬‬
‫ومن التغيير باللسان االستعااة بموح القد ة على إتالة هما المنكر ‪.‬‬

‫‪ - 3‬االستفتاء ‪:‬‬
‫ب ةةأن يق ةةول للممت ةةي‪ :‬ظلمن ةةي أب ةةي أو أخ ةةي أو فة ة ن بك ةةما فنة ة ل ةةم ل ةةك أم ال‪ ،‬وم ةةا اريق ةةي ف ةةي‬
‫الخ ص منم وعحمي حقي ودفع الظلس عني واحو لك‪ ،‬وكملك قولةم‪ :‬تو تةي عمعة معةي كةما‬
‫أو تو ي يمع كما واحو لك فنما ا ز للحا ة والحوط أن ينسةر لةك إلةى ايةرن بمةمتم ال‬
‫باسمم بأن يقول‪ :‬ما عقول في كان من أمرن كما أو في توج أو تو ة عمع كما واحو لك‬
‫ف اةةم يحمة بةةم الغةةري مةةن ايةةر ععيةةين ومةةع هةةما فةةالتعيين ةةا ز وال يءةةر مةةا دام بنةةما المقمةةد أو‬
‫بنمن النية‪.‬‬
‫اء فةي حةديث هنةد بنةت عتبةة أم معاويةة وامةرأة أبةي سةميان فةي ضةي اللةم عننةا قولنةا للنبةي }ةلى‬
‫اللم عليم وسلس وقد أخم علينا العند مةع مةن أخةم يةوم فةتق مكةة حةين أسةلمت أال عسةر فقالةت‪:‬‬

‫‪ - 40‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب اإلييمان‪ :‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اإليمان ‪ 41/1‬رقم (‪ ،)41‬وأبو داود في ‪:‬‬
‫السنن ‪ :‬كتاب الصالة ‪ :‬باب الخطبة يوم العبد ‪ 218 ،214/1‬رقم ( ‪ ،)1141‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب ما جاء في تغيير‬
‫المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب ‪ 417 ،418/4‬رقم (‪ ،)2182‬والنسائي في السنن‪ :‬كتاب اإليمان ة باب تفاضل أهل اإليمان ‪،111/7‬‬
‫‪ 112‬رقم (‪ ،)1111 ،1117‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب ما جاء في صالة العيدين ‪ 414/1‬رقم (‪ ،)1281‬وكتاب الفتن‪:‬‬
‫باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ 1331/2‬رقم (‪ ،)4113‬وأحمد في المسند ‪ ،11/3‬كلهم من حديث أبي سعيد الخدري ‪t‬‬
‫مرفوعا‪ ،‬وقال الترمذي عقب حديثه‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ةحيق وإاةم ال يعطينةي مةا يكمينةي وبنةي إال مةا أخةمت منةم وهةو‬ ‫يا سول اللم‪ :‬إن أبا سميان‬
‫ال يعلس فن علي في لك ناح‪ ،‬فقال‪ " :‬خمح ما يكميك وولدا بالمعرو " ‪)41( .‬‬

‫‪ - 4‬تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ‪:‬‬

‫و لك من و ون ‪:‬‬
‫مننا‪ :‬رح الملةروحين مةن الةرواة للحةديث وكةملك الشةنود و لةك ةا ز ب مةاع المسةلمين بة‬
‫وا ةةر للحا ةةة فقةةد اسةةتأ ن ة علةةى النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فقةةال‪" :‬ا ةةماوا لةةم بةةئ أخةةو‬
‫العشةةيرة" (‪ )42‬وقةةال }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي لةةين مةةن المنةةافقين‪" :‬مةةا أظةةن ف اةةا وف اةةا‬
‫يعرفان من ديننا يئاي" ‪)43( .‬‬
‫ومننةةا‪ :‬أاةةم إ ا استشةةا ا إاسةةان فةةي ممةةاهرعم أو مشةةاكتم أو إيداعةةم أو ا يةةداع عنةةدن أو معاملتةةم‬
‫بغيةر لةةك و ةر عليةةك أن عةمكر لةةم مةا ععلمةةم منةم علةةى نةة النمةةيحة فةان حمة الغةري بملةةرد‬
‫قولةةك‪ :‬ال عمةةلق لةةك معاملتةةم أو ممةةاهرعم أو ال عمعة هةةما أو احةةو لةةك لةةس علز ةةم الزيةةادة بةةمكر‬
‫المساوئ وإن لس يحم الغري إال بالتمريق بعينم و ر كرن بمريحم‪.‬‬

‫‪ - 41‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االبيوع‪ :‬باب من أجرى أمر األنصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع ‪،113/3‬‬
‫ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب األقضية‪ :‬باب قضية هند ‪ 1331 ،1337/3‬رقم (‪ ،)1814‬وأبو داود في السنن‪:‬كتاب البيوع واإلجارات‪ :‬باب‬
‫في الرجل يأخذ حقه من تحت يده ‪ 211 ،271/3‬رقم (‪ ،)3133 ،3132‬والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب القضاء‪ :‬باب قضاء الحاكم‬
‫على النائب إذا عرفه ‪ 472 ،471/3‬رقم (‪ ،) 172‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب التجارات‪ :‬باب ما للمرأة من مال زوجها ‪ 841/2‬رقم‬
‫(‪ ،)2213‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب النكاح‪ :‬باب في وجوب نفقة الرجل على أهله ‪ 117/2‬رقم (‪ )2184‬كلهم من حديث عائشة رضي‬
‫الله عنها مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 42‬الحديث أخرجه البخاري في الصيام‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا‪ ،‬وال متفحشا‪ ،‬وباب ما يجوز من‬
‫اغتياب أهل الفساد والريب ‪ ،21 ،21 ،14 ،11/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ :‬باب مداراة من يتقي فحشه ‪/4‬‬
‫‪ 2113 ،2112‬رقم (‪ ،)2111‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في حسن العشرة ‪ 211/4 -‬رقم (‪ ،)4812 ،4811‬ومالك في‬
‫الموطأ‪ :‬كتاب الجامع‪ :‬باب ما جاء في حسن الخلق ص ‪ 411‬رقم (‪ ،)1431‬وأحمد في المسند ‪ ،111 ،117 ،71 ،81 ،37/4‬كلهم من‬
‫حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 43‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب ما يجوز من الظن ‪.24 ،23/7‬‬
‫‪32‬‬
‫اء في حديث فاامة بنت قي أانا اءت عستشير سةول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس فةي لةين‬
‫خطباهةةا همةةا‪ :‬معاويةةة وأبةةو اللنةةس فقةةال }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس ‪ " :‬أمةةا معاويةةة فمةةعلوا وأمةةا أبةةو‬
‫نس ف يءع العما عن عاعقم" ‪)44( .‬‬
‫ومننا‪ :‬أام إ ا أيةت مةن يشةترح عبةدا معروفةا بالسةرقة أو الزاةا أو الشةر أو ايرهةا فعليةك أن عبةين‬
‫لك للمشترح إن لس يكن عالما بم وال يخت بملك ب ك مةن علةس بالسةلعة المبيعةة عيبةا و ةر‬
‫عليم بياام للمشترح إ ا لس يعلمم‪.‬‬
‫ومننةةا‪ :‬إ ا أيةةت متمقنةةا يتةةردد إلةةى مبتةةدع أو فاسةةق يأخةةم عنةةم العلةةس وخمةةت أن يتءةةر المتمقةةم‬
‫بةةملك فعليةةك امةةيحتم ببيةةان حالةةم بشةةرط أن يكةةون القمةةد النمةةيحة ملةةردة عةةن أح حةةظ مةةن‬
‫حظوظ النم ‪.‬‬
‫ومننا‪ :‬أن يكون لم والية ال يقوم بنا على و ننا إما بأال يكون }الحا لنا وإما بان يكون فاسقا‬
‫أو مغمة واحةةو لةةك فيلةةر كةةر هةةما لمةةن لةةم عليةةم واليةةة عامةةة ليزيلةةم ويةولي مةةن يمةةلق أو يعلةةس‬
‫ل ةةك من ةةم ليعامل ةةم بمقتء ةةى حال ةةم وال يغتة ةر ب ةةم وأن يس ةةعف ف ةةي حث ةةم عل ةةى االس ةةتقامة أو خلع ةةم‬
‫واستبدالم بمن يملق و ماع لك كلةم قولةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬الةدين النمةيحة " قلنةا‪ :‬لمةن‪،‬‬
‫قال‪" :‬للم ولرسولم ولكتابم ول مة المسلمين وعامتنس" ‪)45( .‬‬
‫وال رم أن اشير هنةا إلةى أاةم لةي مةن هةما البةا ‪ :‬ةرح الثقةات الملاهةدين مةن العلمةاء والةدعاة‬
‫المملحين المين باعوا أامسنس وما يملكون للةم عةز و ة وععرضةوا فةي سةبي لةك ل}ةنا ةتى‬
‫مةةن المحةةن واالبةةت ءات حتةةى كةةان مةةننس مةةن قءةةى احبةةم ومةةننس مةةن ينتظةةر ومةةا بةةدلوا عبةةدي مةةن‬

‫‪ - 44‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الطلالق‪ :‬باب المطلقة ثالثا ال نفقة لها ‪ 1121 ،1111 ،1114/2‬رقم (‪ ،)1471‬وأبو داود‬
‫في ‪ :‬السنن ‪ :‬كتاب الطالق ‪ :‬باب في نفقة المبتوتة ‪ 274 ،271/2‬رقم ( ‪ ،)2274‬والنسائي في السنن‪ :‬كتاب الطالق‪ :‬باب نفقة الحامل‬
‫المبتوتة ‪ 211/4‬رقم (‪ )3112‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب النكاح‪ :‬باب ما جاء أال يخطب الرجل على خطبة أخيه ‪ 442 ،441 /3‬رقم‬
‫(‪ )1131‬كلهم من حديث أبي سلمة ابن عبد الرحمن‪ ،‬عن فاطمة بنت قيس‪ ...‬الحديث‪ ،‬وعتب الترمذي على روايته بقوله‪" :‬هذا حديث‬
‫صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 45‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪( :‬معلقاا)‪ :‬كتاب اإليمان‪ :‬باب قول النبي‪" :‬الدين النصيحة"‪ ،22/1 ،‬ومسلم في الصحيح‪:‬‬
‫كتاب اإليمان‪ :‬باب بيان أن الدين النصيحة ‪ 84/1‬رقم (‪ ،)11‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في النصيحة ‪ 274 /4‬رقم‬
‫(‪ ،)4144‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في النصيحة ‪ 274/4‬رقم (‪ ،)1124‬والنسائي في السنن‪ :‬كتاب البيعة‪:‬‬
‫باب النصيحة لإلمام ‪ 114/8‬رقم (‪ ،)4118‬كلهم من حديث تميم الداري رضي الله عنه به ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫أمثال الشي محمد بن عبةد الوهةا داعيةة التوحيةد فةي هةما العمةر ومةن أمثةال الشةي حسةن البنةا‬
‫ملدد ا س م في القرن الرابع عشر ومن أمثال الشي سيد قطر المح عحولت كلماعم التي قالنا‬
‫فةةي ظة ل القةةران الكةريس بعةةد أن مةةات فةةي سةةبيلنا إلةةى أحةةر مةةن اةةو عءةةيء للسةةالكين الطريةةق‬
‫وعحملنس على التءحية بالنم والنمي الغالي والرخي وايرهس لي لك كلم مةن هةما البةا‬
‫بةةدعوى أانةةس منةةافقون أو مبتةةدعون أو يةةول وأ اةةا للمسةةتعمرين إ المنةةافق والمتبةةدع أو الةةمار‬
‫ال يقةةدم قبتةةم للمةةوت أو علةةى الق ة ال يظ ة ماضةةيا فةةي الطريةةق وإن لحقةةم مةةن العنةةت وال ى مةةا‬
‫لحقةةم وعلةريق هةةيالء فءة عةةن أاةةم ايبةةة فنةةو إمةةا حسةةد وإمةةا علبةةي وعخيية مةةن الشةةيطان وإمةةا‬
‫ضيق أفق وبلم واباء وإما عمالة وخسة وامالة‪.‬‬

‫‪ - 5‬أن يك ووون مج وواهرا بفس ووقه أو بدعت ووه كالمل ةةاهر بش ةةر الخم ةةر أو مم ةةاد ة الن ةةات وأخ ةةم‬
‫المك و باية المةوال ظلمةا وعةولي المةو الباالةة فيلةوت كةرن بمةا يلةاهر بةم ويحةرم كةرن بغيةرن‬
‫من العيو إال أن يكون للواتن سبر اخر مما قدمنا ااما‪.‬‬
‫إ يقول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬ك أمتي معافى إال الملاهرين وإن من الملاهرة أن يعم الر ة‬
‫باللية عمة ي ةةس يمةةبق وقةةد سةةترن اللةةم فيقةةول‪ :‬يةةا فة ن عملةةت البا حةةة كةةما وكةةما وقةةد بةةات يسةةترن‬
‫اللم ويمبق يكشف ستر اللم عنم " ‪)46( .‬‬

‫‪ - 6‬التعريف ‪:‬‬
‫ف ة ة ا كة ةةان ا اسة ةةان معروفة ةةا بلقة ةةر مة ةةمموم كة ةةالعمش والعة ةةرج وال}ة ةةس والعمة ةةى والحة ةةول‬
‫والفطة وايةرهس ةات ععريمةةم بةملك بغيةة التعريةةف ويحةرم إا قةم علةى نةةة الةنقض ولةو أمكةةن‬
‫التعريف بغيرن كان أولى وإ ا أمكن التعريف بلقر واحد مةن اللقةا المممومةة فة ن الزيةادة علةى‬
‫هما اللقر ععد ايبة وهي حرام‪.‬‬

‫‪ - 46‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫إ قسس سول اللم }لى اللم عليةم وسةلس قسةمة فقةال ة مةن الامةا ‪ :‬واللةم مةا أ اد محمةد بنةما‬
‫و م اللم ععالى فأعى ابن مسعود سول اللم }ةلى اللةم عليةم وسةلس فةأخبرن فتغيةر و نةم وقةال‪ " :‬حةس‬
‫اللم موسى لقد أو ح بأكثر من هما فمبر " (‪)47‬‬
‫يقول ابن مسعود‪ :‬فقلت‪ :‬ال أ فع إليم بعد هما حديثا‪.‬‬
‫وعن تيد بن أ قس ضي اللم عنم قال‪ :‬خر نا مع سول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس فةي سةمر فأ}ةا‬
‫النات فيم دة فقال عبد اللةم بةن أبةي بةن سةلول‪ :‬ال عنمقةوا علةى مةن عنةد سةول اللةم حتةى ينمءةوا‬
‫مةةن حولةةم وقةةال‪ :‬لةةئن عنةةا إلةةى المدينةة ليخةةر ن العةةز مننةةا ال ل فأعيةةت النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم‬
‫وسلس فأخبرعم بملك فأ س إلى عبد اللم بن أبي و كر الحديث فأاكر وكم تيد بن أ قس وأازل‬
‫اللةةم عمةةديق تيةةد بةةن أ قةةس فةةي قولةةم ععةةالى‪ :‬كإ ا ةةاءا المنةةافقون قةةالوا اشةةند إاةةك سةةول اللةةم واللةةم‬
‫يعلس إاك لرسولم واللم يشند إن المنافقين لكا بون} (المنافقون‪)48( . )1:‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب الوقوع في الغيبة‬

‫وهناا أسبا كثيرة وبواعث عدة عدفع إلى الوقوع في الغيبة وأهس همن السبا وعلك البواعث‪:‬‬

‫‪ - 1‬عدم التثبت أو التبين ‪:‬‬

‫‪ - 47‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ففرض الخمس‪ :‬باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم‬
‫من الخمس ونحوه ‪ ،111/4‬وكتاب األنبياء‪ :‬باب منه ‪ ،111/4‬وكتاب المغازي‪ :‬باب غزوة الطائف ‪ ،212/1‬وكتاب األدب باب من‬
‫أخبر صاحبه بما يقال فيه ‪ ،22 ،21/7‬وباب الصبر على األذى ‪ ،31/7‬وكتاب االستئذان‪ :‬باب إذا كانوا أكثر من ثالثة‪ ،‬فال بأس‬
‫بالمسارة والمناجاة ‪ ،71/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الزكاة‪ :‬باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على اإلسالم‪ ،‬وتصبر من قوي إيمانه ‪831/2‬‬
‫رقــم (‪ ،)1142‬والترمذي في السنن‪:‬كتاب المناقب‪ :‬باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ‪ 448/1‬رقم (‪ ،)3714‬وأحمد في‬
‫المسند ‪ 413 ،441 ،434 ،431 ،411 ،314 ،371/1‬كلهم من حديث عبد الله بن مسعود في ‪ t‬مرفوعا ً به وبنحوه‪ ،‬وعقب عليه‬
‫الترمذي بقوله‪ " :‬هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬وقد زيد في اإلسناد رجل"‪.‬‬
‫‪ - 48‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االتفسير‪ :‬سورة المنافقون‪ :‬باب قوله‪{ :‬إذا جاءك المنافقون} ‪ ،111 - 171/4‬ومسلم‬
‫في الصحيح‪ :‬كتاب صفات المنافقين وأحكامهم‪ :‬باب منه ‪ 214/4‬رقم (‪ ،)2882‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب تفسير القرآن‪ :‬باب ومن‬
‫سورة المنافقون ‪ 371 - 378/1‬رقم (‪ ،)3314 ،3313 ،3312‬وأحمد في المسند ‪ ،383 ،341 ،347/4‬كلهم من حديث زيد بن أرقم‬
‫رضي الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪ " :‬هذا حديث حسن صحيح "‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫لك أن الحكس على المو وال خاص بالسوء دون الر للدلي وفحة لةم والتأكةد مةن }ةحتم‬
‫والمواتاة بينم وبين الظرو المحيطة والواقع المعةاش ‪ -‬وهةو مةا يعةر بعةدم التثبةت أو التبةين ‪ -‬قةد‬
‫يكون من بين السبا أو البواعث التي عدفع بالمسلس إلى أن يقع في الغيبة و}د اللم إ يقول‪:‬‬
‫كيةةا أينةةا الةةمين امنةوا إن ةةاءكس فاسةةق بنبةةأ فتبين ةوا أن عمةةيبوا قومةةا بلنالةةة فتمةةبحوا علةةى مةةا فعلةةتس‬
‫اادمين}(الحلرات‪.)4 :‬‬

‫‪ - 2‬الغضب ‪:‬‬
‫وقد يكون الغءر من بين السبا أو البواعث التي عدفع إلى الوقوع في الغيبة لةك أن ا اسةان‬
‫إ ا اءر مةن إاسةان وهةيج هةما الغءةر ولةس يكةن هنةاا واتع مةن ديةن أو خلةق فة ن لسةاام يسةبق‬
‫إلى ايبة هما ا اسان من با التشمي وإ احة النم ‪.‬‬
‫وأحيااةةا يمتنةةع ا اسةةان مةةن التشةةمي وإ احةةة الةةنم عنةةد الغءةةر لسةةبر أو آلخةةر فيحةةتقن الغءةةر‬
‫في الباان فيمير حقدا ابتا كامنا في النم المر المح ييدح إلى كر العيو والمساوئ وهمن‬
‫هي الغيبة بعيننا‪.‬‬
‫ولع هما من بين السرا التي مةن أ لنةا دعةا ا سة م إلةى كظةس الغةيظ ومقاومةة الغءةر إ يقةول‬
‫}ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪ " :‬مةةن كةةتس عيظةةا وهةةو قةةاد علةةى أن ينمةةمن دعةةان اللةةم علةةى ؤوت الخ ةةق‬
‫حتى يخيرن من الحو العين يزو م مننا ما اء" ‪)49( .‬‬

‫‪ - 3‬البيئة ا لمحيطة قريبة كانت أو بعيدة ‪:‬‬

‫‪ - 49‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب من كظم غظيا ً ‪ 247/4‬رقم (‪ )4888‬من حديث سهل بن معاذ عن أبيه به‪،‬‬
‫مع اختالف يسير‪ ،‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر‪ :‬باب في كظم الغيظ ‪ 328 ،324/4‬رقم (‪ ،)2121‬وكتاب صفة القيامة‪ :‬باب رقم‬
‫(‪ 144 ،141/4 )47‬رقم (‪ ،)2413‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب الحلم ‪ 1411/2‬رقم (‪ ،)4174‬وأحمد في المسند ‪،437/3‬‬
‫‪ ،14/4 ،431‬وأورده األلباني في صحيح الجامع الصغير‪ 311/1‬رقم (‪ )4314‬من حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه به ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫وق ةةد عك ةةون البيئ ةةة المحيط ةةة قريب ةةة كاا ةةت ‪ -‬واعن ةةي بن ةةا البي ةةت ‪ -‬أو بعي ةةدة ‪ -‬واعن ةةي بن ةةا ملتم ةةع‬
‫ال}ةدقاء ‪ -‬هةةي السةةبر فةةي الوقةةوع فةةي الغيبةةة لةةك أن ا اسةةان ةةديد التةةأ ر ببيئتةةم وال سةةيما إ ا‬
‫كان في مرحلة ا عداد والبناء ‪.‬‬
‫وعليم ف ا و د في بيئة ال عرعى للغا ر حقم وال حرمتم ف ام يحاكينا ب بما وسوت لةم الشةيطان‬
‫وسولت لم امسم أن ا اكةا علةى هةمن البيئةة أو قطةع هةما المللة قةد يةيدح إلةى اسةتثقالم والنمةو‬
‫منم فيلا ح ويرى لك من حسن المعا رة وعمام الملاملة وأبعد من لك اءةبم لغءةر فاقةم‬
‫والخوي في كر معاير ومساوئ الغا بين إظنا ا للمشاكة والمساهمة في السراء والءراء ‪.‬‬

‫‪ -4‬الحسد ‪:‬‬
‫لةةك أن ا اسةةان قةةد يحسةةد مةةن يثنةةي النةةات عليةةم ويللواةةم ويكرمواةةم متمنيةةا توال اعمتةةم وال يلةةد‬
‫سبي لتحقيق هةمن المنيةة إال بةالطعن فيةم والنية منةم حتةى عسةقط منزلتةم ومكااتةم عنةد النةات وهةمن‬
‫هي الغيبة المحظو ة أو المحرمة ‪.‬‬
‫ولع هما من السرا التي من أ لنةا انةى ا سة م عةن الحسةد إ يقةول }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪" :‬‬
‫ال عحاسدوا وال عقااعوا وال عبااءوا وال عدابروا وكواوا عباد اللم إخواااي " (‪ " )50‬الحسد يأكة‬
‫الحسنات كما عأك النا الحطر" ‪)51( .‬‬

‫‪ - 50‬لحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ا ألدب‪ :‬باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ‪ ،23/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر‬
‫والصلة واآلداب‪ :‬باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر ‪ 1173/4‬رقم (‪ )2111‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب فيمن يهجر‬
‫أخاه المسلم ‪ 287/4‬رقم (‪ ،)4111‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في الحسد ‪ 211/4‬رقم (‪ ،)1131‬وأحمد في‬
‫المسند ‪ ،221 ،211 ،111 ،141 ،111/3‬كلهم من حديث أنس بن مالك في رضي الله عنه به ‪.‬‬
‫‪ - 51‬لحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب الألدب ة باب في الحسد ‪ 284/4‬رقم (‪ )4113‬من حديث إبراهيم بن أبي أسيد‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ ( :‬إياكم والحسد‪ ،‬فان الحسد يأكل الحسنات‪ ،...‬الحديث‪ ،‬وجد إبراهيم‬
‫بن أبي أسيد لم يسم‪ ،‬وقد ذكر البخاري إبراهيم هذا في التاريخ الكبير‪ .‬وذكر له هذا الحديث‪ ،‬وقال‪" :‬ال يصح"‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪:‬‬
‫كتاب الزهد‪ :‬باب الحسد ‪ 1417/2‬رقم (‪ )4211‬من حديث عيسى بن أبي عيسى الحنّاط‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن أنس‪ ،‬عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم وزاد‪" :‬والصدقة تطفئ الخطيئة‪ ،‬كما يطفئ الماء النار‪ ،‬والصالة نور المؤمن‪ ،‬والصيام جنة من النار‪ ،‬وعقب عليه‬
‫البوصيري في مصباح الزجاجة ‪ ،237/4‬بقوله‪" :‬هذا إسناد فيه عيسى بن أبي عيسى‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬والجملة ا ال ولى رواها أبو داود‬
‫من حديث أبي هريرة‪ ،‬ورواه البيهقي من هذا الوجه‪ ،‬وروى قصة الحسد أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده‪ ،‬حدثنا أبو معاوية عن‬
‫األعمش‪ ،‬عن يزيد الرقاشي‪ ،‬عن أنس به‪ ،‬ورواه أبو يعلي الموصلي‪ ،‬حدثنا أبو سعيد األشج‪ ،‬وغيره‪ ،‬حدثنا خالد‪ ،‬عن عيسى‪ ...‬فذكره‬
‫بتمامه"‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ - 5‬اإلعجاب بالنفس حد الغرور والتكبر ‪:‬‬
‫لةةك أن ا اس ةان قةةد ععلبةةم امسةةم إلةةى حةةد الغةةرو والتكبةةر فيحةةاول و}ةةمنا بالرفعةةة وعلةةو المنزلةةة‬
‫والمكااةةة علةةى حسةةا ايةةرن فيتنةةاول هةةما الغيةةر باالاتقةةاص والطعةةن فيقةةول ‪ :‬ف ة ن اه ة وفنمةةم‬
‫كيك وك مم هزي أو ضعيف ال يحسن أن يبين بم عما في امسم ‪-‬كما قال هةما الطاايةة اللبةا‬
‫فرعون عن موسى عليم الس م وقمدن بةملك أن يرفةع مةن قةد امسةم ‪ :‬كأم أاةا خيةر مةن هةما الةمح‬
‫ه ةةو من ةةين وال يك ةةاد يب ةةين فل ةةوال ألق ةةي علي ةةم أس ةةو ة م ةةن ه ةةر أو ةةاء مع ةةم الم ك ةةة ضمقت ة ةراين}‬
‫(الزخر ‪.)13-12:‬‬

‫‪ - 6‬محاولة تبرئة النفس من التهمة والعيب ‪:‬‬


‫و لةةك أن ا اسةةان قةةد عو ةةم إليةةم بعةةض الةةتنس وعلمةةق بةةم بعةةض العيةةو ويحةةاول أن يبةةرئ امسةةم مةةن‬
‫همن وعلك فيخطئ السبي وبدل أن يثبةت عكة التنمةة بسةلوكم الحميةد وخلقةم الطيةر أو عةن‬
‫اريق الشنود الثقات ال بات يللأ إلى الطعن والني ممن اعنمم وعابم وهمن هي الغيبة المحرمة‪.‬‬
‫و}ةلى اللةم وسةةلس وعظةس وبةةا ا علةى الابيةاء والمرسةةلين وعلةى أسةةنس سةيداا محمةد }ةةلى اللةم عليةةم‬
‫وسةةلس إ كااةةت عو ةةم إلةةينس الطعةةون وعلمةةق بنةةس الةةتنس فكةةااوا يمةةبرون ويحتسةةبون ويمءةةون فةةي‬
‫ا ةريقنس إلةةى انايتنةةا مموضةةين المةةر كلةةم للةةم قةةا لين‪" :‬حسةةبنا اللةةم واعةةس الوكي ة " وقةةد اقتةةدى بنةةس‬
‫أعباعنس في ك عمر وممةر ومةن كة ية وقبية و ةغلوا أامسةنس باللةم وااعتةم عةن الطعةن والنية‬
‫من خمومنس وأعدا نس ويوم القيامة سيكون فوتهس و بحنس وخسا ة أعدا نس وخمومنس بسةبر مةا‬
‫كااوا يمةنعون كمةا قةال سةبحاام‪ :‬كاخسةئوا فينةا وال عكلمةون إاةم كةان فريةق مةن عبةادح يقولةون بنةا‬
‫امنةةا فةةاامر لنةةا وا حمنةةا وأاةةت خيةةر الةراحمين فاعخةةمعموهس سةةخريا حتةةى أاسةةوكس كةةرح وكنةةتس مةةننس‬
‫عءحكون إاي زيتنس اليوم بما }بروا أانس هس الما زون} (الميمنون‪. )111-117:‬‬

‫‪ - 7‬استشعار الطعن من اآلخرين ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫وق ةةد يستش ةةعر المس ةةلس أن اآلخ ةرين س ةةيتو نون إلي ةةم ب ةةالطعن والعي ةةر فيح ةةاول أن يب ةةاد هس قب ة أن‬
‫يبةةاد ون وأن يبةةاد نس قب ة أن يبةةاد ون فيقةةبق مةةن حةةالنس أو يةةمكر بعةةض مةةا فةةينس مةةن خيةةر ويتخةةمن‬
‫سةةبي للطعةةن فةةينس والني ة مةةننس فيقةةول‪ :‬لةةي مةةن عةةاداعي الكةةم وقةةد أخب ةرعكس بكةةما وكةةما مةةن‬
‫أح ةوالنس فكةةان كمةةا قلةةت ويبنةةي علةةى لةةك مةةا يريةةد مةةن الطعةةن فةةينس والني ة مةةننس وال سةةيما فةةي‬
‫ايابنس فيقع في افة الغيبة المحظو ة أو المحرمة‪.‬‬

‫‪ - 8‬المزاح أو التفكه ‪:‬‬


‫وقةةد يةةمكر المةةرء عيةةو اآلخ ةرين وال سةةيما فةةي ايةةابنس مةةن بةةا الم ةزاح والتمكةةم ومحاولةةة عءةةييع‬
‫الوقةةت وإضةةحاا اآلخةرين ااسةةياي أاةةم بةةملك يأكة لحةةوم النةةات وااسةةياي حةةديث الرسةةول }ةةلى اللةةم‬
‫عليم وسلس‪ " :‬إن الر ليتكلس بالكلمة ال يرى بنا بأسا ينوح بنا سبعين خريماي في النا " ‪)52( .‬‬

‫‪ - 9‬عد م الدقة في التعبير وتصوير المراد ‪:‬‬


‫لك أن المسلس قد يرى من اخر باعا في حق أو }برا على ب ء في أه ومةال وولةد وعشةيرة‬
‫فيتعلر من }نيعم هةما أو يشةمق عليةم ويغءةر فيةم للةم ويحةاول أن يعبةر عةن لةك وأن يمةو ن‬
‫ف يوفق إ بدل أن يمكرن بممتم يمكرن باسمم ويعيةر عليةم أاةم كةان ينبغةي أن يمةنع كةما وكةما‬
‫وما د ى ظروفم أو الم بسات التي أحاات بم فيكون لم بملك مغتابا‪.‬‬
‫وقةةد ةةاء فةةي الحةةديث‪ :‬أن ة مةةر علةةى قةةوم فةةي حيةةاة سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فسةةلس‬
‫مننس‪ :‬إاي لبغض هما في اللم ععالى فقال أهة‬ ‫علينس فردوا عليم الس م فلما اوتهس قال‬

‫‪ - 52‬لحديث أخرجه البخاريي في الصحيح‪ :‬كتاب االرقاق‪ :‬باب حفظ اللسان ‪ ،121/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الزهد والرقائق‪ :‬باب‬
‫التكلم بالكلمة يهوي بها في النار ‪ 2211/4‬رقم (‪ ،)2177‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس‬
‫‪ 473/4‬رقم (‪ ،)2314‬والنســائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب الرقاق (تحفة األشـراف بمعرفة األطـراف ) ‪ 214/11‬رقم (‪.)14273‬‬
‫‪31‬‬
‫المللة ‪ :‬لبةةئ مةةا قلةةت واللةةم لننبئنةةم ةةس قةةالوا‪ :‬يةةا ف ة ن ‪ -‬لر ة مةةننس ‪ -‬قةةس فأدكةةم فةةأخبرن بمةةا‬
‫قال‪ :‬فأدكم سولنس فأخبرن فأعى سول اللم }لى اللم عليم وسةلس وحكةى لةم مةا قةال وسةألم أن‬
‫ي ةةدعون ل ةةم ف ةةدعان وس ةةألم فق ةةال‪ :‬ق ةةد قل ةةت ل ةةك فق ةةال س ةةول الل ةةم } ةةلى الل ةةم علي ةةم وس ةةلس‪" :‬ل ةةس‬
‫عبغءةةم‪ "،‬فقةةال‪ :‬أاةةا ةةا ن وأاةةا بةةم خةةابر واللةةم مةةا أيتةةم يمةةلي }ة ة قةةط إال هةةمن المكتوبةةة قةةال‪:‬‬
‫فاسألم يا سول اللم‪ :‬ه ااي أخرعنا عن وقتنا أو أسأت الوضوء لنا أو الركوع أو السةلود فينةا‪،‬‬
‫فسةألم فقةال‪ :‬ال‪ .‬فقةةال‪ :‬واللةم مةةا أيتةم يمةةوم ةنرا قةةط إال هةما الشةةنر الةمح يمةةومم البةر والمةةا ر‬
‫قال‪ :‬فاسألم يا سول اللم‪ :‬ه ااةي قةط أفطةرت أو اقمةت مةن حقةم ةيئا‪ ،‬فسةألم عنةم فقةال‪ :‬ال‬
‫فقال‪ :‬واللم مةا أيتةم يعطةي سةا وال مسةكينا قةط وال أيتةم ينمةق ةيئاي مةن مالةم فةي سةبي اللةم إال‬
‫همن الزكاة التي ييدينا البةر والمةا ر قةال‪ :‬فاسةألم‪ :‬هة ااةي اقمةت مننةا أو ماكسةت فينةا االبنةا‬
‫الةةمح يسةةألنا‪ ،‬فقةةال‪ :‬ال فقةةال سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس للر ة ‪" :‬قةةس فلعلةةم خيةةر منةةك" ‪.‬‬
‫(‪)53‬‬

‫‪ - 11‬العمل الحساب أفراد أو جهات مشبوهة ‪:‬‬


‫وقد يكون العم لحسا أفةراد أو نةات مشةبوهة معروفةة بالحقةد علةى ا سة م وأهلةم امعةا فةي‬
‫عري تا من أعراي هةمن الحيةاة الةدايا هةو السةبر فةي الوقةوع فةي افةة الغيبةة علةى النحةو الةمح‬
‫اشندن اآلن من الطعن في أبنةاء الحركةة ا سة مية ومحاولةة إلمةا الةتنس والعيةو بنةس ال لشةيء‬
‫إال لان ةةس بةةاعوا أامس ةةنس وم ةةا عملةةك ه ةةمن النم ةةوت للةةم عةةز و ة وممةةن‪ ،‬م ةةن أا ةةات وح لح ةةى‬
‫وعم ةةا س وس ةواا و ي ةةا قم ةةا وق ةةد أ خ ةوا وا ةةبنس م ةةن و اء ظن ةةو هس واعتل ةوا المن ةةابر وعم ةةد وا‬
‫للمتوى إاةم ال عبريةر لةملك سةوى العمالةة سةواء أكةااوا يقمةدون أم ال يقمةدون إ ال يسةتميد مةن‬
‫مث هما الطعن و لك الني والعير إال أعداء اللم‪.‬‬

‫‪ - 53‬لحديث أخرجه أحمد في المسند ‪ 411/1‬من ححديث أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رجال مر على قوم فسلم عليهم‪ ...‬الحديث‪،‬‬
‫وأورده الحافظ العراقي في المغني عن حمل األسفار في األسفار في تخريج ما في اإلحياء من األخبار ‪ 141 ،144/3‬وعزاه إلى أحمد‬
‫قائال (أحمد بإسناد صحيح"‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ - 11‬عدم قيام األمة بواجبها نحو المغتابين ‪:‬‬
‫وقةةد يكةةون عةةدم قيةةام المةةة بوا بنةةا ‪ -‬حكامةةا أو محكةةومين ‪ -‬احةةو المغتةةابين مةةن السةةبا إلةةى‬
‫عمتق الطريق أمام همن اآلفة حتى عشيع وعنتشر في النات‪.‬‬
‫لك أن وا ر المة احو المغتابين يقءي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬بعدم السماع أو االستحسان لما يمد عن هيالء المغتابين‪.‬‬
‫‪ -‬وت ر أولئك وعخويمنس من عقا اللم في الدايا واآلخرة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ومقااعة ملالسنس وا عراي التام عننس وإال فا اكا والبغض القلبي ‪.‬‬
‫د ‪ -‬ةةس دع ةةوعنس إلةةى أن يش ةةتغلوا بعي ةةوبنس عةةن عي ةةو النةةات "اةةوبى لم ةةن ةةغلم عيبةةم ع ةةن عي ةو‬
‫النات"‪.‬‬
‫وما لس يرع هما الوا ر يكون الوقوع في افة الغيبة‪.‬‬

‫‪ - 12‬س وولوكيات أو تص وورفات اآلخو ورين الغي وور محس وووبة‪ ،‬وال س وويما إذا ك ووان هو و الء م وون ذوي‬
‫األسوة والقدوة ‪:‬‬
‫وقةد عكةون سةةلوكيات أو عمةرفات اآلخةرين الغيةةر محسةوبة مةن بةةين السةبا التةي عةةيدح إلةى الوقةةوع‬
‫في الغيبة‪.‬‬
‫ولع ة هةةما مةةن بةةين السةةبا التةةي مةةن أ لنةةا دعةةا ا س ة م إلةةى عةةرا المعا}ةةي وإن كااةةت }ةةغيرة‬
‫واعقةةاء الشةةبنات إ يقةةول }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬إيةةاكس ومحقةرات الةةماو فة انن يلةةتمعن علةةى‬
‫الر حتى ينلكنم" وضر }لى اللم عليم وسلس لنن مةث ي‪" :‬كمثة قةوم ازلةوا أ ي فة ة فحءةر‬
‫}نيع القوم فلع الر ينطلق فيليء بالعود والر يليء بالعود حتى معوا سوادا فأ لوا‬
‫اةةا ا وأاءةةلوا مةةا قةةمفوا فينةةا" (‪" )54‬دع مةةا يريبةةك إلةةى مةةا ال يريبةةك" (‪ " )55‬الح ة ل بةةين‬

‫‪ - 54‬لحديث أخرجه أحمد في المسند ‪ 4133 ،412/11‬من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ ‪.‬‬
‫‪ - 55‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫والح ةرام ب ةةين وبيننم ةةا مش ةةبنات ال يعلمن ةةا كثي ةةر م ةةن النةةات فم ةةن اعق ةةى المش ةةبنات اسةةتبرأ لدين ةةم‬
‫وعرضةةم ومةةن وقةةع فةةي الشةةبنات ك ةراع يرعةةى حةةول الحمةةى يو ةةك أن يواقعةةم أال وإن لك ة ملةةك‬
‫حمى أال إن حمى اللم في أ ضم محا مم" ‪)56( .‬‬
‫وحين يبتلى المسلس بشيء من المعا}ةي أو الشةبنات فة ن عليةم أن يسةتتر فة يعلةن أو يلةاهر إ‬
‫يقةةول }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬كة أمتةةي معةةافى إال الملةةاهرين وإن مةةن الملةةاهرة أن يعمة الر ة‬
‫باللي عمة ةس يمةبق وقةد سةترن اللةم فيقةول‪ :‬يةا فة ن عملةت البا حةة كةما وكةما وقةد بةات يسةترن‬
‫بم ويمبق يكشف ستر اللم عنم" ‪)57( .‬‬

‫‪ - 13‬عدم تقدير العواقب المترتبة على الغيبة‪:‬‬


‫وأخيةرا قةةد يكةةون عةةدم عقةةدير العواقةةر المترعبةةة علةةى الغيبةةة هةةو السةةبر فةةي الوقةةوع فةةي افةةة الغيبةةة إ‬
‫ا اس ةةان ‪-‬كم ةةا ق ةةدمنا ف ةةي س ةةا ر اآلف ةةات الت ةةي مء ةةت ‪-‬إ ا اس ةةي عواق ةةر الش ةةيء الء ةةا ة وا ةةا ن‬
‫المنلكة علرأ عليم وواقعم ب بما ال يستطيع االامكاا والتحول عنم‪.‬‬
‫العةةزة فةةي قولةةم سةةبحاام‪ :‬كولقةةد عنةةداا إلةةى ادم مةةن قب ة فنسةةي ولةةس الةةد لةةم‬ ‫وإلةةى هةةما أ ةةا‬
‫عزمةةا} (اةةم‪ )111:‬كإن الةةمين يءةةلون عةةن سةةبي اللةةم لنةةس عةةما ةةديد بمةةا اس ةوا يةةوم الحس ةا }‬
‫(ص‪.)24:‬‬

‫رابعا‪ :‬آثار الغيبة‪:‬‬

‫وللغيبةةة ا ةةا ضةةا ة وعواقةةر منلكةةة س ةواء أكةةان لةةك علةةى العةةاملين أم علةةى العم ة ا س ة مي‬
‫ودواك ارفا من همن اآل ا وعلك العواقر‪.‬‬

‫‪ - 56‬الحديث سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪ " ::‬الفتور"‪.‬‬


‫‪ - 57‬الحديث سبق تخريجه ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫أ ‪ -‬على العاملين‪:‬‬

‫فمن ا ا الغيبة الءا ة وعواقبنا المنلكة على العاملين‪:‬‬

‫‪ - 1‬قسوة القلب ‪:‬‬


‫لةةك أن المغتةةا كثيةةر الكة م بغيةةر كةةر اللةةم لاةةم وقةةاع فةةي أعةراي النةةات أكةةال للحةةومنس ومةةن‬
‫كثر ك مم بغير كر اللم قسا قلبم فلس يوفق لخير أبدا وإن وفق ف اما هو عوفيق اللوا ح ال عوفيق‬
‫القلةو ولنةيالء مةن بنةةس الوية كة الوية كمةا قةال سةةبحاام‪ :‬كفوية للقاسةية قلةةوبنس مةن كةر اللةةم‬
‫أولئك في ض ل مبين} ( الزمر‪.) 22 :‬‬

‫‪ - 2‬التعرض لسخط الله وغضبه ‪:‬‬


‫و لةةك أن المغتةةا قةةد عطةةاول بنةةمن الغيبةةة علةةى حةةدود اللةةم وأعةةى منكةرا مةةن القةةول وتو ا والتطةةاول‬
‫علةةى حةةدود اللةةم وإعيةةان المنكةةر مةةن القةةول والةةزو ممةةا يعةةري لغءةةر اللةةم وسةةخطم كمةةا ةةاء فةةي‬
‫حديث أبي هريرة عنم ضي اللم عنةم أاةم قةال‪" :‬وان العبةد يةتكلس بالكلمةة مةن سةخط اللةم ال يلقةي‬
‫لنا باال ينوح بنا في ننس" ‪)58( .‬‬

‫‪ - 3‬العذاب الشديد وال سيما في القبر‪:‬‬


‫و لةةك أن المغتةةا يءةةيع حسةةناعم إن كااةةت لةةم حسةةنات ب ة عتكةةا ر عليةةم السةةيئات المةةر الةةمح‬
‫يعرضم للعما الشديد وال سيما في القبر وأق يء في هما العما عشويم الو م فقد مةر }ةلى‬
‫اللم عليم وسلس بقبرين فقال‪ " :‬إانما ليعةمبان ومةا يعةمبان فةي كبيةر أمةا أحةدهما فكةان ال يسةتبرئ‬
‫من بولم وأما اآلخر فكان يمشي بين النات بالغيبة والنميمة" ‪)59( .‬‬

‫‪ - 58‬الحديث سبق تخريجه ‪.‬‬


‫‪ - 59‬الحديث سبق تخريجه ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫وقةةال ل}ةةحابم‪" :‬أعةةد ون مةةا الممل ة ‪ "،‬قةةالوا‪ :‬الممل ة فينةةا مةةن ال د هةةس لةةم وال متةةاع فقةةال‪" :‬إن‬
‫الممل من أمتي يأعي يوم القيامة بم ة و}يام وتكاة ويأعي قد تس هما وقم هما وأك مال‬
‫ه ةةما وس ةةمك دم ه ةةما وض ةةر ه ةةما فيعط ةةي ه ةةما م ةةن حس ةةناعم وه ةةما م ةةن حس ةةناعم فة ة ن فني ةةت‬
‫حسناعم قب أن يقءي ما عليم أخم من خطاياهس فطرحت عليم س ارح في النا " ‪)60( .‬‬
‫وقةةال }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬لمةةا عةةرج بةةي مةةر ت بقةةوم لنةةس أظمةةا مةةن احةةات يخمشةةون و ةةوهنس‬
‫و} ةةدو هس فقل ةةت‪ :‬م ةةن ه ةةيالء ي ةةا بري ة ‪ ،‬ق ةةال‪ :‬ه ةةيالء ال ةةمين ي ةةأكلون لح ةةوم الن ةةات ويقع ةةون ف ةةي‬
‫أعراضنس" ‪)61( .‬‬

‫‪ - 4‬عدم القدرة على القيام بالواجبات ‪:‬‬


‫و لك أن المغتا يبدد ااقاعم في أك لحوم النات وإ ا بةددت ااقةات ا اسةان علةز عةن القيةام‬
‫بالمنام المنواة والوا بات الممروضة‪.‬‬
‫ولعة هةةما مةةن بةين السةرا التةةي مةةن أ لنةةا دعةةا ا سة م إلةةى المةةبر وكظةةس الغةةيظ فقةةال سبح ةةاام‪:‬‬
‫كولئن }برعس لنو خيةر للمةابرين} (النحة ‪ )124:‬كيةا أينةا الةمين امنةوا اسةتعينوا بالمةبر والمة ة‬
‫إن الل ةةم م ةةع الم ةةابرين} (البق ةةرة‪ )113 :‬كي ةةا أين ةةا ال ةةمين امنة ةوا ا} ةةبروا و} ةةابروا} ( ال عم ة ةران‪:‬‬
‫‪ )211‬كوالكاظمين الغيظ والعافين عن النات} ( ال عمران‪.)134 :‬‬

‫‪ - 5‬الجبن ‪:‬‬
‫و لةةك أن الغيبةةة فةةي حةةد اعنةةا مظنةةر مةةن مظةةاهر اللةةبن وإال لوا ةةم المغتةةا أخةةان بعيبةةم وامةةحم‬
‫بالحكمةةة والموعظةةة الحسةةنة وبمةةرو الوقةةت عثمةةر الغيبةةة افةةة اللةةبن والءةةعف وعةةدم القةةد ة علةةى‬
‫الموا ن ةةة الم ةةر ال ةةمح ي ةةيدح إل ةةى ااتم ةةاش الباا ة وااتماخ ةةم وعح ةةول ال ي إل ةةى ةةو ة م ةةن الش ةةر‬

‫‪ - 60‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البرر والصلة واآلداب‪ :‬باب تحريم الظلم ‪ 1118/4‬رقم (‪ ،)217‬والترمذي في السنن‪:‬‬
‫كتاب صفة القيامة‪ :‬باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص ‪ 131 ،121/4‬رقم (‪ ،)2417‬وأحمد في المسند ‪،381 ،334 ،313/2‬‬
‫‪ ،382‬كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً‪ ،‬واللفظ لمسلم وعقب عليه الترمذي بقوله‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 61‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫والمسةةاد كمةةا قةةال سةةبحاام‪ :‬كولةةوال دفةةع اللةةم النةةات بعءةةنس بةةبعض لنةةدمت }ةوامع وبيةةع و}ةةلوات‬
‫ومسا د يمكر فينا اسس اللم كثيرا} ( الحج‪ )41 :‬كولوال دفع اللم النات بعءنس بةبعض لمسةدت‬
‫ال ي} ( البقرة‪.)211 :‬‬

‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي‪،‬‬

‫في‪:‬‬ ‫وأما ا ا الغيبة الءا ة وعواقبنا المنلكة على العاملين ف انا عتلخ‬
‫‪ - 1‬الفرقة والتمزق ‪:‬‬
‫المر المح ييدح إلى يوع الشر والمساد واول الطريق وكثرة التكةاليف وعمكةن العةدو مةن قابنةا‬
‫لك أن الغيبة عيدح إلى قول الزو وقةول الةزو يةيدح إلةى البنتةان والبنتةان يةيدح إلةى الخمةومة‬
‫س التدابر والقطيعة أو المرقة‪.‬‬
‫ولع هما هو ما عنان سن بن عبد اللم حين قةال‪ :‬مةن أ اد أن يسةلس مةن الغيبةة فليسةد علةى امسةم‬
‫با الظنون فمن سلس من الظن سلس من التلس ومن سلس من التلسة سةلس مةن الغيبةة ومةن‬
‫سلس من الغيبة سلس من الزو ومن سلس من الزو سلس من البنتان" ‪)62( .‬‬

‫‪ - 2‬فتح الطريق أمام الناشئة والبسطاء من الناس للوقوع في هذه اآلفة ‪:‬‬
‫ل ةةك أن النا ةةئة والبس ةةطاء م ةةن الن ةةات ف ةةينس حةةر االقت ةةداء والتأس ةةي أو عل ةةى الق ة المحاك ةةاة أو‬
‫التشةةبم ف ة ا كةةان اللةةو الةةمح يحةةيط بنةةس ملو ةةا بالغيبةةة ولةةي لةةدينس حمةةااة أو }ةةيد يقةةوم علةةى‬
‫مراقبةةة اللةةم والخةةو منةةم ف ة انس ال محالةةة سيشةةاكون إمةةا اقتةةداءي وعأسةةياي وإمةةا محاكةةاة ومشةةابنة‬
‫وكأانا بملك امتق الملال أمامنس لتدا اموسةنس وعمسةد قلةوبنس وحينئةم يكةون البةوا والخسةران‬
‫المبين‪.‬‬

‫‪ - 62‬ألثر أورده الحافظ البيهقي في شعب اإليممان‪ :‬باب في تحريم أعراض الناس ‪ 314/1‬رقم (‪ )4873‬عن سهل بن عبد الله ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫خامسا‪ :‬عالج الغيبة‪:‬‬

‫وما دمنا قد وقمنا على أسبا الوقوع في الغيبة وأدكنا ا ا ها الءا ة وعواقبنا المنلكة فقد }ا‬
‫من السن علينا سس اريق الع ج ب الوقاية من همن اآلفة وعتلخ في‪:‬‬
‫‪ - 1‬عربيةةة ملكةةة عقةةوى اللةةم ومراقبتةةم فةةي الةةنم وإن هةةمن الملكةةة إن ابتةةت و سةةخت فةةي الةةنم‬
‫عحمي }احبنا مةن أكة لحةوم النةات بة قةد عدفعةم أن يمةون أعةراي اآلخةرين مةن أن عنتنةك فةي‬
‫مللسم وهو ساكت ال يمع ةيئاي ولعة هةما الةدواء هةو الةوا د فةي ية ايةة عحةريس الغيبةة فةي سةو ة‬
‫الحلرات إ ختمت اآلية بقولم سبحاام‪ :‬كواعقوا اللم إن اللم عوا حيس} ( الحلرات‪.)12 :‬‬
‫‪ - 2‬أن يءةع المسةلس فةي حسةابم أن كة مةا يتمةةون بةم مكتةو ومحسةو عليةم إ يقةول سةةبحاام‪:‬‬
‫كما يلمظ من قول إال لديم ير عتيد} ( ‪.)17 :‬‬
‫ولن عحسر لم كلماعم التي يتمون بنا خير من أن عحسر عليم‪.‬‬
‫‪ - 3‬التثبت أو التبين في الحكس على ال ياء وال خاص ب وفي اقة هةما الحكةس وإ ةاعتم بةين‬
‫النات حماظا على أعراي النات وإبقاءي على ابطةة الخةوة إ يقةول سةبحاام‪ :‬كيةا أينةا الةمين امنةوا‬
‫إن اءكس فاسق بنبأ فتبينوا أن عميبوا قوما بلنالة فتمبحوا على ما فعلتس اادمين} ( الحلرات‪.)4:‬‬
‫‪ - 4‬كظس الغيظ ومقاومة الغءر على اعتبا أن الغءر من أسبا الوقوع في الغيبة كما قدمنا‬
‫يق ة ة ةةول س ة ة ةةبحاام ‪ :‬كوالك ة ة ةةاظمين الغ ة ة ةةيظ والع ة ة ةةافين ع ة ة ةةن الن ة ة ةةات والل ة ة ةةم يح ة ة ةةر المحس ة ة ةةنين} (ال‬
‫عمةران‪ )134:‬كولمةن }ةةبر وامةر إن لةةك لمةن عةزم المةةو } ( الشةو ى‪ .)43:‬ويقةةول }ةلى اللةةم‬
‫عليم وسلس‪" :‬من كتس ايظا وهو قةاد علةى أن ينمةمن دعةان اللةم علةى ؤوت الخ ةق حتةى يخيةرن‬
‫من الحو العين يزو م مننا ما اء" ‪)63( .‬‬
‫‪ - 1‬العم على س مة البيئة قريبة كاات أو بعيدة من مث همن اآلفة حتةى ال يكةون هنةاا ملةال‬
‫ل قتداء أو للمحاكاة بما هو ضا وموبق في الحياعين ميعا‪ :‬الدايا واآلخرة‪.‬‬

‫‪ - 63‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪44‬‬
‫‪ - 4‬التبم ةةير بالس ةةبي الم ةةحيحة لتبر ةةة ال ةةنم م ةةن ال ةةتنس أو الطع ةةون المو ن ةةة إلين ةةا ب ةةأن يوا ةةم‬
‫المسلس التنس أو الطعون المو نة إليم بالسلوا الحميد والخلق الطير أو بواسطة الشنود الثقات‬
‫ال بات دون للوء إلى ايبة من اعنمم واعن فيم‪.‬‬
‫‪ - 8‬دعةةوة وح السةةوة والقةةدوة أن عكةةون عمةةرفاعنس دقيقةةة ومحسةةوبة وإال اقتةةدى بنةةس اآلخةةرون‬
‫وكاات رو ومماسد ال يعلس عقباها إال اللم عز و ‪.‬‬
‫وإليك ما ابم إليم ا مام النووح ‪ -‬حمم اللم ‪ -‬فةي هةما المةر إ يقةول‪ :‬اعلةس أاةم يسةتحر للعةالس‬
‫والمعلةةس والقاضةةي والممتةةي والشةةي المربةةي وايةةرهس ممةةن يقتةةدح بةةم وييخةةم عنةةم‪ :‬أن يلتنةةر‬
‫الم ةوا وان كةةان محقةةا فينةةا لاةةم إ ا فع ة‬ ‫الفعةةال والق ةوال والتمةةرفات التةةي ظاهرهةةا خ ة‬
‫لك عرعر عليم مماسد من ملتنا‪ :‬عوهس كثير ممن يعلس لك منم أن هما ةا ز علةى ظةاهرن بكة‬
‫حةةال وأن يبقةةى لةةك ةةرعاي وأم ةرا معمةةوال بةةم أبةةدا ومننةةا‪ :‬وقةةوع النةةات فيةةم بةةالتنق واعتقةةادهس‬
‫اقمم وإا ألسنتنس بملك ومننا‪ :‬أن النات يسيئون الظن بم فينمرون عنةم وينمةرون ايةرهس عةن‬
‫أخم العلس عنم وعسقط واياعم و نادعم ويبط العمة بمتةوان ويةمهر كةون النمةوت إلةى مةا يقولةم‬
‫مةن العلةةوم وهةةمن مماسةةد ظةةاهرة فينبغةةي لةةم ا تنةا أفرادهةةا فكيةةف بملموعنةةا ‪ ،‬فة ن احتةةاج إلةةى‬
‫ةةيء مةةن لةةك وكةةان محقةةا فةةي امة المةةر لةةس يظنةةرن فة ن أظنةةرن أو ظنةةر أو أى الممةةلحة فةةي‬
‫إظنا ن ليعلس واتن وحكس الشرع فيم فينبغي أن يقول‪ :‬هما المح فعلتةم لةي بحةرام أو إامةا فعلتةم‬
‫لتعلموا أام لي بحرام إ ا كان على هما الو م المح فعلتم وهو كما وكما ودليلم‪ :‬كما وكما ‪.‬‬
‫وينا في }حيحي البخا ح ومسلس عن سن بن سعد الساعدح ضي اللم عنم قةال‪ :‬أيةت سةول‬
‫اللم }لى اللم عليم وسلس قام على المنبر فكبةر وكبةر النةات و اءن فقةرأ وكةع وكةع النةات خلمةم‬
‫س فةع ةس ةع القنقةرح فسةلد علةى ال ي‪ .‬ةس عةاد إلةى المنبةر حتةى فةرغ مةن }ة عم ةس أقبة‬
‫على النات فقال‪" :‬أينا النات إاما }نعت هما لتةأعموا بةي ولتعلمةوا }ة عي"‪ .‬والحاديةث فةي هةما‬
‫البا كثيرة ‪)64( .‬‬

‫‪ - 64‬لحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب اللجمعة‪ :‬باب الخطبة على المنبر ‪ ،11/2‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب المساجد ومواضع‬
‫الصالة‪ :‬باب جواز الخطرة والخطوتين في الصالة ‪ ،378 ،374/1‬رقم (‪.)144‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ - 7‬و و السيال عن التمرفات التي ظاهرها ملاابةة المةوا قبة الوقةوع فةي أ}ةحابنا بالغيبةة‬
‫فلعة لنةةيالء مبةر ا أو و نةةة اظةةر فيمةا وقةةع مةننس ملاابةةا للمةوا وال سةيما وكة واحةد فةةي النةةات‬
‫ييخم منم ويرد عليم إال النبي }لى اللم عليم وسةلس وفةي لةك يقةول ا مةام النةووح ‪ -‬حمةم اللةم‪( :‬‬
‫اعلةةس أاةةم يسةةتحر للتةةابع إ ا أى مةةن ةةيخم وايةةرن ممةةن يقتةةدى بةةم فةةي ظةةاهرن للمعةةرو أن يسةةألم‬
‫عنم بنية االستر اد ف ن كةان قةد فعلةم ااسةيا عداكةم وإن كةان فعلةم عامةدا وهةو }ةحيق فةي امة‬
‫المر عنبم لم فقد وينا في }حيحي البخا ح ومسلس عن أسامة بةن تيةد ضةي اللةم عنةم قةال‪ :‬دفةع‬
‫سول اللم }لى اللم عليم وسلس من عرفة حتى إ ا كان بالشعر ازل فبال س عوضةأ فقلةت‪ :‬المة ة‬
‫يا سول اللم‪ .‬فقال‪" :‬الم ة أمامك"‪.‬‬
‫يقةةول ا مةةام النةةووح معقبةةا علةةى لةةك‪" :‬إامةةا قةةال أسةةامة لةةك لاةةم ظةةن أن النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‬
‫اسي } ة المغر وكان قد دخ وقتنا قب خرو م" ‪)65( .‬‬
‫وفي }حيق مسلس‪ :‬أن النبي }ةلى اللةم عليةم وسةلس }ةلى المةلوات يةوم المةتق بوضةوء واحةد فقةال عمةر‪:‬‬
‫لقد }نعت اليوم يئاي لس عكن عمنعم فقال‪" :‬عمدا }نعتم يا عمر" ‪)66( .‬‬
‫‪ - 1‬قيةةام المةةة بوا بنةةا احةةو المغتةةابين بةةأال عسةةمع لنةةيالء ب ة علينةةا أن عز ةةرهس بك ة مةةا عملةةك مةةن‬
‫أسالير ووسا ومن أبرت همن السالير وعلك الوسا د ايبة هيالء فقد اء في الحةديث أن النبةي‬
‫}لى اللم عليم وسلس قال‪" :‬من د عن عري أخيم د اللم عن و نةم النةا يةوم القيامةة" (‪" )67‬مةا مةن‬
‫امةةرئ خةةمل امةرأ مسةةلما فةةي موضةةع عنتنةةك فيةةم حرمتةةم وينةةتق فيةةم مةةن عرضةةم إال خملةةم اللةةم فةةي مةةوان‬
‫يحر فيم امرعم وما من امرئ ينمر مسلما في موضع ينتق فيم من عرضم وينتنك فيم من حرمتم إال‬
‫امرن اللم فةي مةوان يحةر امةرعم" (‪" )68‬مةن حمةى ميمنةا مةن منةافق بعةث اللةم ععةالى ملكةا يحمةي‬

‫‪ - 65‬لحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب اللحج‪ :‬باب النزول بين عرفة وجمع ‪ ،211/2‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الحج‪ :‬باب‬
‫استحباب إدامة الحاج التلبية ‪ 131/2‬رقم (‪ .)1271‬وانظر األذكار للنووي ص ‪.274‬‬
‫‪ - 66‬الحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الطههارة‪ :‬باب جواز الصلوات كلها بوضوء واحد ‪ 232/1‬رقم (‪.)288‬‬
‫‪ - 67‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللبر والصلة‪ ،‬باب ما جاء في الذب عن عرض المسلم ‪ 277/4‬رقم (‪ ،)1131‬وأحمد في‬
‫المسند ‪ 411 ،441/4‬كالهما من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه الترمذي بقوله‪" :‬هذا حديث حسن" وزاد أحمد‬
‫‪ 441/4‬رواية أخرى من حديث أسماء بنت يزيد إال أن في إسناد هذه الرواية‪( :‬شهر بن حوشب) وهو وإن كان صدوقا‪ ،‬إال أنه كثير‬
‫اإلرسال‪ ،‬واألوهام‪ .‬انظر‪ :‬تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر ‪ 311/1‬ترجمة رقم (‪ )112‬حرف الشين‪.‬‬
‫‪ - 68‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب من رد عن مسلم غيبة ‪ 281/4‬رقم (‪ ،)4773‬وأحمد في المسند ‪ 31/4‬كالهما‬
‫من حديث جابر بن عبد الله‪ ،‬وأبي طلحة بن سهل األنصاريين مرفوعا ً به‪ ،‬بنحوه‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫نةنس ومةن مةى مسةلما بشةيء يريةد ةينم حبسةم اللةم علةى سةر نةنس حتةى‬ ‫لحمم يوم القيامة من اا‬
‫يخرج مما قال" ‪)69( .‬‬
‫وعلةةى ولةةي المةةر بالةةمات لمةةت اظةةر المغتةةابين إلةةى خطةةو ة الغيبةةة وضةةر ها علةةى المةةرد واللماعةةة فة ن لةةس‬
‫ينز روا أام هس س عز هس وبملك يقءي على الشر من أساسم ويقت السوء في مندن‪.‬‬
‫‪ - 11‬التةةمكير الةةدا س بعواقةةر الغيبةةة فةةي الةةدايا واآلخةةرة سةواء أكةةان لةةك علةةى العةةاملين أم علةةى العمة‬
‫ا س ة ة مي ف ة ة ن ا اسة ةةان ينسة ةةى وع ة ة ج النسة ةةيان إامة ةةا يكة ةةون بالتة ةةمكير‪ :‬كو كة ةةر فة ةةان الة ةةمكرى عنمة ةةع‬
‫الميمنين} ( الما يات‪.)11 :‬‬

‫‪ - 69‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب من رد عن مسلم غيبة ‪ 281/4‬رقم (‪ ،)4773‬من حديث سهل بن معاذ بن‬
‫أنس الجهني‪ ،‬عن أبيه مرفوعا‪ ،‬وسهل بن معاذ هذا قال عنه المنذري‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال ابن حجر في ‪ :‬تقريب التهذيب ‪ 338/1‬رقم‬
‫(‪( :)147‬ال بأس به إال في روايات ربّان عنه"‪ .‬كما أخرجه أحمد في ‪ :‬المسند ‪ 441/3‬من حديث سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫اآلفة السابعة عشرة‬
‫النميمة‬

‫واآلفة السابعة عشرة التي ابتلي بنا امر من العاملين وكادت عأعي على الخءةر واليةاب إامةا هةي‪:‬‬
‫"النميمة"‪.‬‬
‫وحت ةةى يتطن ةةر م ةةن ه ةةمن اآلف ةةة م ةةن ابتل ةةي بن ةةا ويتوقاه ةةا م ةةن س ةةلمم الل ةةم ‪ -‬ع ةةز و ة ‪ -‬منن ةةا ف ان ةةا‬
‫سنتناولنا من اللواار التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف النميمة ‪:‬‬

‫لغة‬
‫عطلق النميمة في اللغة على معان عدة امكر مننا‪:‬‬
‫ةت الكة م أو الحةةديث مطلقةاي أح اقلةةم عقةةول‪ :‬اةةس الحةةديث امةاي أح قتسةةم و ة اة اس ض وا سمةةام‬
‫أ ‪ -‬قة ا‬
‫أح قتسات س }ا ت عطلق علةى اقة الكة م علةى نةة ا فسةاد وفةي الحةديث‪" :‬ال يةدخ اللنةة‬
‫قتات" ‪)70( .‬‬
‫‪ -‬النم و الحركة ومنم قولنس ‪ :‬أسكت اللم اامتم أح ما ين اس عليم من حركتم‪.‬‬
‫ج‪ -‬التةةرقيش و الزارفةةة عقةةول‪ :‬امةةنس الشةةيء امنم ةةي أح قشةةم وتخرفةةم و ةةو منمةةنس أح مو ةةى‬
‫ومنم قي للبياي المح يكون على أظما الحداث‪ :‬امنمة ‪)71( .‬‬

‫‪ - 70‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب ما يكره من النميمة ‪ ،21/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب اإليمان‪ :‬باب غلظ‬
‫تحريم النميمة ‪ 111/1‬رقم (‪ ،)111‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في القتات ‪ 247/4‬رقم (‪ ،)4781‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب‬
‫البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في النمام ‪ 321/4‬رقم (‪ )2124‬كلهم من حديث حذيفة بن اليمان ‪ t‬مرفوعا ً بهذا اللفظ‪ ،‬وبلفظ‪" :‬ال يدخل الجنة‬
‫نمام" عند مسلم‪.‬‬
‫‪ - 71‬انظر‪ :‬الصحاح في اللغة والعلوم لنديم وأأسامة المرعشليين ص ‪ ،1127‬وبصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز‬
‫للفيروزآبادي ‪ 128 ،124/1‬بتصرف‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ةت الك ة م أو الحةةديث قةةد يكةةون ممةةحوبا بةةالنم‬
‫وال ععةةا ي بةةين هةةمن المعةةااي ميع ةاي إ قة ا‬
‫والحركة وقد يكون مزخرفا ومنمقا حتى يحظى بالقبول ‪.‬‬

‫اصطالحا ‪:‬‬
‫أما معنى النميمة في اال}ط ح الشرعي فلنا معنيان‪:‬‬
‫أحدهما خاص وهو‪ :‬اق ك م النات بعءنس إلى بعض على نة ا فساد بيننس‪.‬‬
‫واآلخر عام وهو‪ :‬كشف مةا يكةرن المةرء كشةمم سةواء كرهةم المنقةول عنةم أو المنقةول إليةم أو كرهةم‬
‫الث وسواء أكةان الكشةف بةالقول أم بالكتابةة أم بةالرمز أم با يمةاء يعنةي ا ةا ة وسةواء أكةان‬
‫المنقول من الفعال أم من القوال وسواء أكان لك عيباي أو اقماي في المنقول عنم أم لس يكن ‪.‬‬
‫(‪)72‬‬
‫ولي من النميمة بمعنيينا الخاص والعام اق الك م أو الحديث علةى نةة ا }ة ح كالتقريةر‬
‫بين متخا}مين مث ي وكما إ ا أى من يعتدح على مال ايرن بسرقة أو اخت ت و ند بةم مراعةاة‬
‫لحق المشنود عليم ويعر هما في اللغة باسةس ا امةاء (‪ )73‬وقةد ةاء فةي الحةديث قولةم }ةلى‬
‫اللم عليم وسلس‪" :‬لي الكما من أ}لق بين النات فقال خيرا أو امى خيرا " ‪)74( .‬‬
‫والمةةر بةةين النميمةةة والغيبةةة علةةى هةةما التعريةةف هةةو العمةةوم والخمةةوص المطلةةق أح أن كة اميمةةة‬
‫ايبةةة ولةةي كة ايبةةة اميمةةة فة ن ا اسةةان قةةد يةةمكر عةةن ايةةرن مةةا يكرهةةم وال إفسةةاد فيةةم بينةةم وبةةين‬
‫أحد وهما ايبة وقد يمكر عن ايرن ما يكرهم وفيم إفساد وهما ايبة واميمة معاي ‪)75( .‬‬

‫‪ - 72‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،112/3‬واألذككار للنووي ص ‪ ،311‬وتطهير الغيبة من دنس الغيبة البن حجر الهيثمي ص ‪.81‬‬
‫‪ - 73‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،112/3‬واألذككار للنووي ص ‪ ،311‬وتطهير الغيبة من دنس الغيبة البن حجر الهيثمي ص ‪.81‬‬
‫‪ - 74‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االصلح‪ :‬باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس ‪ ،241/3‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب‬
‫البر والصلة واآلداب‪ :‬باب تحريم الكذب وبيان المباح منه ‪ 2111/4‬رثم (‪ ،)2411‬وأبو داود في السنن كتاب األدب‪ :‬باب في إصالح‬
‫ذات البين ‪ 271 ،271/4‬رقم (‪ ،) 4121 ،4121‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في إصالح ذات البين ‪212/4‬‬
‫رقم (‪ ،)1137‬وقال عقيبة‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 414/4‬كلهم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط‬
‫مرفوعا ً بهذا ا اللفظ وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 75‬انظر‪ :‬تطهير الغيبة من دنس الغيبة البن حجر الهيثمي ص ‪.71‬‬
‫‪11‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موقف ا إلسالم من النميمة ‪:‬‬

‫وا س م يحرم النميمة ويراها من الكبا ر التي عحرم الواقع فينا المقيس علينا من اللنة وعو ر لم‬
‫النا اظرا لام سعى في قطع ما أمر اللم بم أن يو} ويمسد في ال ي‪.‬‬
‫يقة ة ةةول عبة ة ةةا ا وععة ة ةةالى‪ :‬كإامة ة ةةا السة ة ةةبي علة ة ةةى الة ة ةةمين يظلمة ة ةةون النة ة ةةات ويبغة ة ةةون فة ة ةةي ال ي بغية ة ةةر‬
‫من ةةين هم ةةات مش ةةاء‬ ‫الحق}(الش ةةو ى‪ .)42 :‬والنم ةةام م واح ةةد م ةةن ه ةةيالء‪ :‬كوال عط ةةع كة ة حة ة‬
‫بنميس} (القلس‪.)11-11 :‬‬
‫ويقول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬إن من را النات مةن اعقةان النةات لشةرن" (‪" )76‬ال يةدخ اللنةة‬
‫قةةااع" قي ة ‪ :‬ومةةا القةةااع‪ ،‬قةةال‪" :‬قةةااع بةةين النةةات" ‪ )77( .‬وهةةو النمةةام وقي ة ‪ :‬قةةااع حةةس "ال‬
‫يدخ اللنة قتات" (‪ )78‬ومر }لى اللم عليم وسلس بقبرين فقال‪ " :‬إانمةا ليعةمبان ومةا يعةمبان‬
‫ف ةةي كبي ةةر أم ةةا أح ةةدهما فك ةةان ال يس ةةتبرئ م ةةن بول ةةم وأم ةةا اآلخ ةةر فك ةةان يمش ةةي ب ةةين الن ةةات بالغيب ةةة‬
‫والنميمةةة " (‪" )79‬مةةن كةةان لةةم و نةةان فةةي الةةدايا كةةان لةةم لسةةااان مةةن اةةا يةةوم القيامةةة " (‪)80‬‬
‫"علدون من ر عباد اللم يوم القيامة ا الو نين " ‪ )81( .‬إلى اير لك من النموص‪.‬‬

‫‪ - 76‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا وال متفحشا‪ ،‬وباب ما يجوز من‬
‫اغتياب أهل الفساد والريب ‪21 ،21 ،14 ،11/7‬؛ ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ :‬باب مداراة من يتقى فحشه‬
‫‪ 2113 ،2112/4‬رقم (‪ ،)2111‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في حسن العشرة ‪ 211/4‬رقم (‪ ،)4812 ،4811‬ومالك في‬
‫الموطأ‪ :‬كتاب الجامع‪ :‬باب ما جاء في حسن الخلق ص ‪ 411‬رقم (‪ ،)1431‬وأحمد في المسند ‪ 111 ،117 ،71 ،81 ،34/7‬كلهم مز‬
‫حديث عائشة في رضي الله عنها مرفوعاً‪ ،‬ولفظه‪ :‬أن رجال استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ " :‬ائذنوا له‪ ،‬فلبئس ابن‬
‫العشيرة‪ ،‬أو بئس رجل العشيرة"‪ ،‬فلما دخل عليه أالن له القول‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬قلت له الذي قلت‪ :‬ثم ألنت له القول‪،‬‬
‫قال‪" :‬يا عائشة‪ ،‬إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه‪ ،‬أو تركه الناس اتقاء فحشه"‪.‬‬
‫‪ - 77‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب إثم القاطع ‪ ،4/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ :‬باب‬
‫صلة الرحم‪ ،‬وتحريم قطيعتها ‪ 1171/4‬رقم (‪ ،)2114‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الزكاة‪ :‬باب في صلة الرحم ‪ 12/33‬رقم (‪)1414‬‬
‫والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في صلة الرحم ‪ 281/4‬رقم (‪ )1111‬كلهم من "حديث جبير بن مطعم مرفوعا‪،‬‬
‫وعقب الترمذي عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 78‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ - 79‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪ - 80‬الحديث أخرجه البخاري في األدب المفرد‪ :‬باب إثم ذي الوجهين ص ‪ 183‬رقم (‪ ،)1311‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬بـاب‬
‫في ذي الوجهين ‪ 247/4‬رقم (‪ ،)4783‬والدارمي في السنن‪ :‬كـتاب الرقاق‪ :‬باب مـا قيـل في ذي الوجهين ‪ 881/2‬رقم (‪ )2442‬كلهم‬
‫من حديث عمار بن ياسر ‪ t‬مرفوعا‪ ،‬وأورده األلباني في صحيح الجامع الصحيح برقم (‪.)4382‬‬
‫‪ - 81‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االمناقب‪ :‬باب قول الله تعالى‪{ :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ‪،218/4‬‬
‫وكتاب األحكام‪ :‬باب ما قيل في ذي الوجهين ‪ ،21/7‬وكتاب األحكام‪ :‬باب ما يكره من ثناء السلطان ‪ ،71/1‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب‬
‫البر والصلة واآلداب‪ :‬باب ذم ذي الوجهين‪ ،‬وتحريم فعله ‪ ،)2124( 2111/4‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في ذي الوجهين‬
‫‪12‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب النميمة ‪:‬‬

‫والسبا التي عوقع في النميمة كثيرة وامكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬البيئة ا المحيطة القريبة كانت أو بعيدة‪:‬‬


‫فقد ينشأ ا اسان في بيئة دأبنا ا فساد والوقيعة بةين النةات فيأخةم فةي ال ةر بنةا ومحاكاعنةا وال‬
‫سيما إ ا لس يكن قد عوفرت لديةم الوقايةة والحمةااة ال تمةة لحمايتةم مةن مثة هةمن اآلفةات وال فةر‬
‫بين أن عكون همن البيئة قريبة ‪ -‬أح البيت ‪ -‬أو بعيدة ‪ -‬أح الملتمع ‪ -‬إ الكة لةم دو كبيةر فةي‬
‫حياة المرء على و م العموم والنا ئة على و م الخموص‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحسد أو محبة الشر والسوء للناس ‪:‬‬


‫وقةةد يكةةون الحسةةد أو محبةةة الشةةر والسةةوء للنةةات مةةدعاة للوقيعةةة وا فسةةاد علةةى احةةو مةةا ةةاء عةةن‬
‫حمةةاد بةةن سةةلمة إ قةةال‪" :‬بةةاع ة عبةةدا وقةةال للمشةةترح‪ :‬مةةا فيةةم عيةةر إال النميمةةة قةةال‪ :‬ق ةةد‬
‫ضةةيت فا ةةتران فمكةةث الغ ة م أيام ةاي ةةس قةةال لزو ةةة مةةوالن‪ :‬إن سةةيدح ال يحبةةك وهةةو يريةةد أن‬
‫يتسةةرى عليةةك فخةةمح الموسةةى واحلقةةي مةةن ةةعر قمةةان عنةةد اومةةم ةةعرات حتةةى أسةةحرن علينةةا‬
‫فيحبك س قال للزوج‪ :‬إن امرأعك اعخمت خلةي ي وعريةد أن عقتلةك فتنةاوم لنةا حتةى ععةر لةك‬
‫فتناوم لنا فلاءت المرأة بالموسى فظن أانا عريد قتلم فقام إلينا فقتلنةا فلةاء أهة المةرأة فقتلةوا‬
‫الزوج ووقع القتال بين القبيلتين" ‪)82( .‬‬

‫‪ 247 /4‬رقم (‪ ،)4782‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب ما جاء في ذي الوجهين ‪ 327/4‬رقـم (‪ ،)2121‬وقال‪" :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح "‪ ،‬ومالك في الموطأ‪ :‬باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين ص ‪ 811‬رقـــم (‪ ،)1717‬وأحمد في المسند ‪،241/2‬‬
‫‪ 121 ،118 ،411 ،441 ،411 ،334 ،318‬كلهم من حديث أبي هريرة في ‪ t‬مرفوعا ً بهذا اللفظ‪ ،‬وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 82‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.114/3‬‬
‫‪13‬‬
‫وعلةةى احةةو مةةا كةةر }ةةاحر بةةدا ع السةةلك فةةي ابةةا ع الملةةك إ قةةال‪" :‬كةةان ة يغشةةي بعةةض‬
‫الملةوا فيقةوم بحةماء الملةك ويقةول‪ :‬أحسةن إلةى المحسةن ب حسةاام والمسةيء سةتكميم مسةاو م‬
‫على لك المقام والك م فسعى بم إلى الملك فقال‪ :‬إن هما المح يقوم بحما ك‬ ‫فحسدن‬
‫ويقةول مةةا يقةةول يةةزعس أن الملةك أبخةةر فقةةال لةةم الملةك‪ :‬وكيةةف يمةةق لةةك عنةدح‪ ،‬قةةال‪ :‬عةةدعو بةةم‬
‫إليك ف ا داا منك وضع يدن على أامم لئ يشس يق البخر فقال لم الملك‪ :‬اامر حتةى أاظةر‬
‫فخرج من عند الملك فدعا الر إلى منزلم فأاعمم اعاما فيم وم فخرج الر مةن عنةدن وقةام‬
‫بحماء الملك فقال‪ :‬أحسن إلى المحسةن ب حسةاام والمسةيء سةتكميم مسةاو م فقةال لةم الملةك‪:‬‬
‫ادن منةي فةداا منةم فوضةع يةدن علةةى فيةم مخافةة أن يشةتس الملةك منةةم يةق الثةوم فقةال الملةك فةةي‬
‫امسةةم‪ :‬مةةا أ ى ف اةةا إال وقةةد }ةةد وكةةان الملةةك ال يكتةةر بخطةةم إال ةةا زة أو }ةةلة فكتةةر لةةم‬
‫كتاباي بخطم إلى عام من عمالم‪ :‬إ ا أعاا حام كتابي هما فا بحم واسلخم واحش لةدن عبنةا‬
‫وابعث بم إلي فأخم الر الكتةا وخةرج فلقيةم الر ة الةمح سةعى بةم فقةال‪ :‬مةا هةما الكتةا ‪،‬‬
‫قةةال‪ :‬خةةط الملةةك لةةي بمةةلة فقةةال‪ :‬هبةةم لةةي فقةةال‪ :‬هةةو لةةك فأخةةمن ومءةةى إلةةى العام ة فقةةال‬
‫العام ‪ :‬في كتابك‪ :‬أن أ بحك وأسلخك قال‪ :‬إن الكتا لي هو لي اللم اللم فةي أمةرح حتةى‬
‫أ ع إلةى الملةك فقةال‪ :‬لةي لكتةا الملةك مرا عةة فمبحةم وسةلخم وحشةا لةدن عبنةا وبعةث‬
‫بم س عاد الر إلى الملك كعادعم وقال مث قولم فعلر الملك وقةال‪ :‬مةا فعة الكتةا ‪ ،‬قةال‪:‬‬
‫لقينةي فة ن فاسةتوهبني إيةةان فوهبتةم لةةم فقةةال الملةك‪ :‬إاةةم كةر لةةي أاةةك عةزعس أاةةي أبخةر قةةال‪ :‬مةةا‬
‫فعلةةت قةةال‪ :‬فلةةس وضةةعت يةةدا علةةى فيةةك‪ ،‬قةةال‪ :‬كةةان أاعمنةةي اعامةةا فيةةم ةةوم فكرهةةت أن عشةةمم‬
‫قال‪} :‬دقت ا ع إلى مكااك فقد كماا المسيء مساو م " ‪ )83( .‬ولنةما السةبر وايةرن ةاء‬
‫المر باالستعا ة باللةم مةن ةر الحاسةد إ يقةول سةبحاام‪ :‬كقة أعةو بةر الملةق مةن ةر مةا خلةق‬
‫ومن ر ااسق إ ا وقر ومن ِّر النما ات في العقد ومن ر حاسد إ ا حسد} (سو ة الملق)‪.‬‬

‫‪ - 83‬انظر‪ :‬بدائع السلك في طبائع الملك ألبي عبد الله محمد بن األزرق األندلسي ‪.114/2‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ - 3‬التملق لدى ذوي الوجاهة والسلطان إرضاء لهم أو طمعا فيما بأيد يهم ‪:‬‬
‫وقةةد يكةةون التملةةق لةةموح الو اهةةة والسةةلطان إ ضةةاء لنةةس أو امعةةا فيمةةا بأيةةدينس هةةو السةةبر فةةي‬
‫الوقةوع فةةي افةة النميمةةة لةةك أن امةرا مةةن النةات يتمةةو ون بمنمنةةس القا}ةر أن إ ضةةاء وح الو اهةةة‬
‫والسةةلطان أو الحمةةول علةةى مةةا بأيةةدينس ال يةةتس إال علةةى أعةراي النةةات والو ةةاية أو الوقيعةةة بيةةننس‬
‫وقةةد اس ةوا أو عناس ةوا أن مةةا عنةةد اللةةم ومةةا عنةةد النةةات ال يخالةةم المةةرء إال بطاعتةةم للةةم وعماايةةم فةةي‬
‫مرضاعم عبا ا وععالى إ يقول سةبحاام‪ :‬كولةو أن أهة القةرى امنةوا واعقةوا لمتحنةا علةينس بركةات مةن‬
‫السماء وال ي ولكن كمبوا فأخمااهس بما كااوا يكسبون} (العرا ‪.)14:‬‬
‫وإ يقول النبي }لى اللم عليم وسلس‪" :‬من أك بر مسلس أكلة ف ن اللم يطعمم مثلنا من ننس‬
‫ومن كسي وباي بر مسلس ف ن اللم يكسون مثلم من ننس ومن قام بر مقام سمعة و ياء فة ن‬
‫اللم يقوم بم مقام سمعة و ياء يةوم القيةامة " ‪)84( .‬‬

‫‪ - 4‬الترويح عن النفس ‪:‬‬


‫وقد يرى بعض النات أن الخوي في المءول والباا والسعي بين النات بالقطيعة وا فساد إاما‬
‫هةةو مةةن قبية التنمةةي والتةةرويق عةةن الةةنم ومةةن ةةس فة يتةةوع عةةن الوقةةوع فةةي هةةمن اآلفةةة ااسةةيا أو‬
‫متناسياي أن الترويق عن النم بالخوي في الباا والمءول والسعي بين النةات بالقطيعةة وا فسةاد‬
‫ال يعةةود علةةى المةةرء إال بةةالقلق واالضةطرا النمسةةي اظةرا لاةةم معمةةية وللمعمةةية عواقةةر وخيمةةة‬
‫وا ةةا منلكةةة أعظمنةةا هةةما القلةةق واالضةةطرا النمسةةي ممةةداقاي لقولةةم سةةبحاام‪ :‬كومةةن أعةةري عةةن‬
‫كةةرح فة ن لةةم معيشةةة ضةةنكا} (اةةم‪ )124 :‬كومةةن يعةةري عةةن كةةر بةةم يسةةلكم عةةمابا }ةةعدا} (‬
‫اللن‪.)18:‬‬

‫‪ - 84‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب في الغيبة ‪ 281/4‬رقم (‪ )4771‬قال‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح المصري‪ ،‬حدثنا‬
‫بقية‪ ،‬عن ابن ثوبان‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مكحول‪ ،‬عن وقاص بن ربيعة‪ ،‬عن المستورد أنه حدّثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪" :‬من أكل‬
‫برجل مسلم‪ ،...‬الحديث‪ ،‬وعقب عليه المنذري بقوله‪( :‬في إسناده بقية بن الوليد‪ ،‬وعبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان وهما ضعيفان"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ - 5‬عدم قيام األمة بواجبها نحو النمام بل استحسان عمله هذا ‪:‬‬
‫وق ةةد يك ةةون ع ةةدم قي ةةام الم ةةة ‪ -‬حكامة ةاي ومحك ةةومين ‪ -‬بوا بن ةةا اح ةةو النم ةةام م ةةن عكميب ةةم وت ةةرن‬
‫وعخويمم واستنلان عملم هما ب استحسان المة لمث هما العم قد يكون سبباي من السةبا‬
‫التي عيدح إلى الوقوع في افة النميمة‪.‬‬
‫وقةةد وعةةى السةةلف وا ةةبنس اح ةو النمةةامين فقطع ةوا الطريةةق علةةينس بةةأداء هةةما الوا ةةر ‪ :‬هةةما أميةةر‬
‫المةةيمنين عمةةر بةةن عبةةد العزيةةز يةةدخ عليةةم ة فيةةمكر لةةم عةةن ة ةةيئا فيقةةول لةةم أميةةر المةةيمنن‬
‫عمةر‪( :‬إن ةئت اظراةا فةي أمةرا فة ن كنةت كا بةاي فأاةت مةن أهة هةمن اآليةة‪ :‬كإن ةاءعنس فاسةةق‬
‫بنبأ فتبينوا} ( الحلرات‪ )4 :‬وإن كنت }ادقا فأاةت مةن أهة هةمن اآليةة‪ :‬كهمةات مشةاء بنمةيس}‬
‫( القلس‪ )11:‬وإن ئت عمواا عنك فقال‪ :‬العمو يا أمير الميمنين ال أعود إليم أبدا) ‪)85( .‬‬
‫وهةةما سةةليمان بةةن عبةةد الملةةك يأعيةةم ة ‪ -‬وعنةةدن ا مةةام محمةةد بةةن مسةةلس بةةن ةةنا الزهةةرح ‪-‬‬
‫فيقول سليمان للر ‪" :‬بلغني أاك وقعت في وقلت كما وكما فقال الر ة ‪ :‬مةا فعلةت وال قلةت‬
‫فق ةةال س ةةليمان‪ :‬إن ال ةةمح أخبرا ةةي } ةةاد فقالل ةةم ا م ةةام الزه ةةرح‪ :‬ال يك ةةون النم ةةام } ةةادقاي فق ةةال‬
‫سليمان‪} :‬دقت س قال للر ‪ :‬ا هر بس م " ‪)86( .‬‬
‫وهما عمرو بن عبيةد تعةيس الخةوا ج يةدخ عليةم ة فيقةول لةم‪" :‬إن السةوا ح مةا يةزال يةمكرا فةي‬
‫قممم بشر فقال لم عمةرو‪ :‬يةا هةما مةا عيةت حةق ملالسةة الر ة حيةث اقلةت إلينةا حديثةم وال‬
‫أديةةت حقةةي حةةين أ علمتنةةي عةةن أخةةي مةةا أكةةرن ولكةةن أعلمةةم‪ :‬أن المةةوت يعمنةةا والقبةةر يءةةمنا‬
‫والقيامة علمعنا واللم ععالى يحكس بيننا وهو خير الحاكمين " ‪)87( .‬‬
‫وه ةما المةةاحر بةةن عبةةاد يرفةةع إليةةم بعةةض السةةعاة قعةةة ابةةم فينةةا علةةى مةةال يتةةيس يحملةةم علةةى أخةةمن‬
‫لكثرعةةم فوقةةع المةةاحر بةةن عتةةاد علةةى ظنرهةةا‪" :‬السةةعاية قبيحةةة وان كااةةت }ةةحيحة فةةان كنةةت‬
‫أ ريتنةةا ملةةرى النمةةق فخسةرااك فينةةا أفءة مةةن الةربق ومعةةا اللةةم أن اقبة منتوكةةا فةةي مسةةتو‬

‫‪ - 85‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.114 ،113/3‬‬


‫‪ - 86‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.114 ،113/3‬‬
‫‪ - 87‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.114 ،113/3‬‬
‫‪14‬‬
‫ولوال أاك في خما ة يبتك لقابلناا بما يقتءيم فعلك في مثلك فتو س يا ملعةون العيةر فةان اللةم‬
‫أعلس بالغير الميت حمم اللم واليتيس برن اللم والمال سمرن اللم والساعي لعنم اللم " ‪)88( .‬‬

‫‪ - 6‬العمل لحساب أفراد أو جهات مشبوهة ‪:‬‬


‫وقد يكون العم لحسا أفراد أو نات مشبوهة هو السةبر فةي الوقةوع فةي افةة النميمةة لةك‬
‫أن هنةةاا أف ةرادا و نةةات مشةةبوهة ال عم ة إلةةى مرادهةةا إال بالوقيعةةة والسةةعاية بةةين النةةات با فسةةاد‬
‫مبا رة أو بواسطة اخرين من وح النموت الءيقة والقلو المريءة ومن س عنتشر وعشيع النميمة‬
‫بةين النةةات ولعة المرقةةة الواقعةةة اليةوم بةةين المسةةلمين بعامةة واللماعةةات ا سة مية فةي أاحةةاء الةةوان‬
‫العربي وا س مي بخا}ة اابعة من هما السبر‪.‬‬

‫‪ - 7‬نسيان الله والدار اآلخرة‪:‬‬


‫وقد يكةون اسةيان اللةم وأاةم القةوح القنةا المعةال لمةا يريةد المطلةع علةى كة ةيء اللةامع النةات‬
‫لي ةةوم ال ي ةةر في ةةم المل ةةاتح ك ة بم ةةا فع ة وك ةةملك اس ةةيان الةةدا اآلخةةرة وم ةةا فينةةا م ةةن اله ةوال‬
‫والشدا د أو الس مة والمن العما الدا س أو النعيس المقيس قد يكةون هةما كلةم سةبباي فةي الوقةوع‬
‫في النميمة و}د النبي الكريس إ يقول‪" :‬إن مما أد ا النات من ك م النبةوة الولةى إ ا لةس عسةتق‬
‫فا}نع ما ئت" ‪)89( .‬‬

‫‪ - 8‬الغفلة عن العواقب الناشئة عن النميمة‪:‬‬


‫وأخيرا قد عكون الغملة عن العواقر النا ئة عن النميمة ‪ -‬كما سنعر بعد قلي ‪ -‬هي السبر فةي‬
‫الوقوع في همن اآلفة إ من ال يقد عواقر الشيء وال سيما إ ا كاات همن العواقر وخيمة ف ام‬
‫يتلرأ عليم وإن كان في علر م هما الحتف والن ا ‪.‬‬

‫‪ - 88‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.114 ،113/3‬‬


‫‪ 89‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألنبياء‪ :‬باب منه ‪ 211/4‬وكتاب األدب‪ :‬باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت ‪ ،31/7‬وأبو‬
‫داود في السنن‪ :‬كتاب األدب‪ :‬باب في الحياء ‪ 212/4‬رقم (‪ ،)4818‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب الحياء ‪ 1411/2‬رقم‬
‫(‪ ،)4173‬وأحمد في المسند ‪ 122 ،121/4‬كلهم من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه مرفوعا به‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫رابعا‪ :‬آثار النميمة‪:‬‬

‫وللنميمة ا ا ضا ة وعواقر منلكة على العاملين وعلى العم ا س مي ودواك ارفاي من همن ا‬
‫آل ا وعلك العواقر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬على العاملين‪،‬‬
‫فمن ا ا النميمة على العاملين ‪:‬‬

‫‪ - 1‬قسوة القلب ‪:‬‬


‫لك أن النميمة كغيرها من المعا}ةي والسةيئات عسةود القلةر وعداسةم فيمةيبم المةري ويظة هةما‬
‫المري يسرح فيم حتى يموت فتكون القسةوة والوية كة الوية لمةن قسةا قلبةم كمةا قةال سبح ةةاام‪:‬‬
‫كفوي للقاسية قلوبنس من كر اللم أولئك في ض ل ضمبين} ( الزمر‪.)22 :‬‬

‫‪ - 2‬نزع الثقة والهيبة من قلوب الناس ‪:‬‬


‫وعنتنةةي النميمةةة بمةةاحبنا إلةةى اةةزع هيبتةةم والثقةةة بةةم مةةن قلةةو النةةات مةةن بةةا أن مةةن اةةس لةةك اةةس‬
‫عليك وإ ا ازعت هيبة المرء وضاعت الثقة بم من قلو النات احترقت ك أو اقم ولس يبةق لةم مةا‬
‫يعيش أو يحيا بم بين النات فيكون قد حكس على امسم بالموت وإن بدا أام واحد من الحياء ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اإلفالس ‪:‬‬
‫وعنتني النميمة كملك بماحبنا إلى ا ف ت إ عءيع حسناعم إن كاات لم حسنات الواحدة علةو‬
‫الخةةرى بة بمةةا حةةط عليةةم مةةن سةةيئات اآلخةرين إن لةةس عةةف حسةةناعم بمةةا عليةةم مةةن مظةةالس وديةةون‬
‫وهما ما لمت إليم النبي }لى اللم عليةم وسةلس الاظةا حةين قةال ل}ةحابم‪" :‬أعةد ون مةا المملة ‪"،‬‬

‫‪17‬‬
‫قالوا‪ :‬الممل فينا من ال د هس لم وال متاع فقال‪" :‬إن الممل من أمتي يةأعي يةوم القيامةة بمة ة‬
‫و}ةةيام وتكةةاة ويةةأعي قةةد ةةتس هةةما وقةةم هةةما وأكة مةةال هةةما وسةةمك دم هةةما وضةةر هةةما‬
‫فيعطةى هةما مةةن حسةناعم وهةما مةةن حسةناعم فة ن فنيةت حسةناعم قبة أن يقءةي مةا عليةةم أخةم مةةن‬
‫خطاياهس فطرحت عليم س ارح في النا " ‪)90( .‬‬

‫‪ - 4‬سلب األموال وانتهاك األعراض وسفك الدماء ‪:‬‬


‫ومن ا ا النميمة على العاملين أيءاي‪ :‬سلر الموال وااتنةاا العةراي وسةمك الةدماء وقةد مةرت‬
‫بنا قمة العبد النمام وكيف حري سيدن على موالعم حتى قتلنا س قتة بأيةدح أقا بنةا وا ةتعلت‬
‫الحر بين المريقين‪.‬‬
‫وم ةةن ه ةةما الب ةةا م ةةا يق ةةع لنم ةةر م ةةن الع ةةاملين لاسة ة م عل ةةى أي ةةدح بع ةةض الحكوم ةةات م ةةن ااتن ةةاا‬
‫لألعةراي وسةةلر لألمةوال وسةةمك للةةدماء حيةةث ععمة الو ةةاية والنميمةةة عملنةةا فةةي إ ةةعال أوا‬
‫همن الحر ولو كان التثبت أو التبين لحقيقة ما يقولم هيالء النمةامون والو ةاة لمةا كةان ةيء مةن‬
‫لك ‪.‬‬

‫‪ - 5‬التعرض لغضب الله وسخطه الموجبين للنار‪:‬‬


‫وأخيةرا فة ن النميمةةة عنتنةةي بمةةاحبنا إلةةى التعةةري لغءةةر اللةةم وسةةخطم المةةو بين للنةةا فءة عةةن‬
‫عقا الدايا إ يقول سبحاام‪ :‬كوال يحيق المكر السيء إال بأهلم فن ينظرون إال سنت الولين‬
‫فلن علد لسنت اللم عبدي ولن علد لسنت اللم عحوي } ( فاار‪.)43 :‬‬
‫وإ يقول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬ال يدخ اللنة امام " ‪)91( .‬‬

‫‪ - 90‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪ - 91‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي‪:‬‬
‫ومن ا ا النميمة على العم ا س مي‪:‬‬

‫‪ - 1‬ا لفرقة والتمزق‪:‬‬


‫و لةةك أن سةةماع النميمةةة إ ا لةةس يكةةن معةةم عقةةوى اللةةم يةةيدح إلةةى سةةوء الظةةن ةةس التلس ة وعتبةةع‬
‫العةةو ات ةةس الغيبةةة ةةس الخمةةومة ةةس التةةدابر والتقةةااع أو المرقةةة والتمةةز المةةر الةةمح يكةةون سةةببا‬
‫فةةي هةةا يحنةةا وامةةع العةةداء فينةةا علةةى النحةةو الةةمح اعيشةةم احةةن المسةةلمين اليةةوم علةةى ك ة‬
‫المسةةتويات الداخليةةة والخا يةةة الشةةعبية والقياديةةة المرديةةة واللماعيةةة و}ةةد اللةةم الةةمح يقةةول‪:‬‬
‫كوال عكوا ةوا كالةةمين عمرق ةوا واختلم ةوا مةةن بعةةد مةةا ةةاءهس البينةةات وأولئةةك لنةةس عةةما عظةةيس} (ال‬
‫عمةران‪.)111 :‬‬
‫وقد حمظ لنا التا ي ا س مي من عمر النبوة إلى يومنا هما }و ا عوضق هما ال ةر وحسةبنا مننةا‬
‫مةةا كةةرن ابةةن إسةةحا وايةةرن مةةن كتةةا السةةيرة النبويةةة‪ :‬أن ة مةةن الينةةود مةةر بمةةأل مةةن الوت‬
‫والخز ج فساءن ما هس عليةم مةن االعمةا واللمةة فبعةث ة معةم وأمةرن أن يللة بيةننس ويةمكر‬
‫لنس ما كان من حروبنس يوم بعاث وعلك الحرو فمع فلس يزل لك دأبم حتى حميةت امةوت‬
‫القةةوم واءةةر بعءةةنس علةةى بعةةض وعغةةاو وا واةةادوا بشةةعا هس والب ةوا أسةةلحتنس وعواعةةدوا إلةةى‬
‫الحرة فبلغ لك النبي }لى اللم عليم وسلس فأعاهس فلع يسكننس ويقةول‪ " :‬أبةدعوى اللاهليةة‬
‫وأاا بين أظنركس" وع علينس همن اآلية‪ :‬كواعتمموا بحب اللم ميعا وال عمرقوا وا كةروا اعمةت اللةم‬
‫علةةيكس إ كنةةتس أعةةداء فةةألف بةةين قلةةوبكس فأ}ةةبحتس بنعمتةةم إخوااةةا وكنةةتس علةةى ةةما حمةةرة مةةن النةةا‬
‫فأاقةةمكس مننةةا كةةملك يبةةين اللةةم لكةةس اياعةةم لعلكةةس عنتةةدون} ( ال عم ةران‪ )113 :‬فندم ةوا علةةى مةةا‬
‫كةان مننس وا}طةلةحوا وععةااةقوا وألقةوا السة ح ضةي اللم عننس ‪)92( .‬‬

‫‪ - 92‬انظر‪ :‬سبل الهدى والرشاد في سيرة خير اللعباد لمحمد بن يوسف الصالحي ‪.172 - 171 /3‬‬
‫‪41‬‬
‫وحسبنا مةا كةان بةين إمةامين ليلةين مةن أ مةة المسةلمين‪ :‬الول‪ :‬الحةافظ أبةو المءة ةنا الةدين‬
‫أحم ةةد ب ةةن عل ةةي المع ةةرو ب ةةابن حل ةةر العس ةةق اي (ت ‪ 712‬ه ) واآلخ ةةر الع م ةةة ب ةةد ال ةةدين‬
‫محم ةةود ب ةةن أحم ةةد المع ةةرو ب ةةالعيني ( ت ‪ 711‬ه ) وك هم ةةا ل ةةم ةةرح ام ةةي عل ةةى } ةةحيق‬
‫البخةةا ح وقةةد كااةةا علةةى }ةةلة و يقةةة و}ةةداقة و}ةةحبم و هبةةا معةةا فقةةة السةةلطان ‪ -‬فةةي السةةمرة‬
‫الحلبية ‪ -‬واستءا العيني ابن حلر في بلدعم عيتا فلبى الحافظ لةك وأخةم كة مننمةا عةن‬
‫بيننما وعتبع ك مننما اآلخةر فةي كتبةم‬ ‫اآلخر س سعى بيننما الو اءون النمامون فد الخ‬
‫بيننمةةا علةةى مةةا يحكةةي المي خةةون أن اعمةةق أن‬ ‫وميلماعةةم ود وسةةم وام ءاعةةم وأول مةةا بةةدأ الخ ة‬
‫المئماةةة التةةي بنيةةت عل ةةى البةةرج الش ةةمالي بب ةةا تويلةةة لللةةامع المييةةدح بممةةر قةةد مال ةةت وك ةةان‬
‫العلني يد ت باللامع المييدح ااماا فرسس محءر بندمنا فقال ابن حلر معرضا بالعيني ‪:‬‬

‫للامع موالاا المييد واةق منا عم بالحسن عزهةو وبالزين‬


‫أ}ير بعين قلت ا الط فلي على سمي أضرمن العين‬
‫فمكر بعض الللساء للعيني أن ابن حلر عري بم فغءر و د عليم قا ‪:‬‬

‫مةنا ة كعروت الحسن إ ليت وهةدمنا بقءاء اللم والقةةد‬


‫قالوا أ}يبت بعين قلت ا الةط ما أو ر الندم إال خسة الحلر (‪)93‬‬

‫بيننما وإن كان لك لس يمنةع كة واحةد مننمةا مةن إامةا اآلخةر والشةنادة لةم‬ ‫س اعسع الخ‬
‫بالمء ة ومتااةةة الةةدين والكمايةةة العلميةةة وال سةةيما عنةةدما يسةةأل أو يستشةةند وقاع ة اللةةم الو ةةاة‬
‫النمامين‪.‬‬

‫‪ - 93‬انظر‪ :‬الحافظ ابن حجر العسقالني أمير اللمؤمنين في الحديث لألستاذ عبد الستار الشيخ ص ‪ 341 -341‬بتصرف كثير ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ - 2‬فتح الطريق أمام الناشئة وضعاف النفوس أن يقعوا في هذه ا آلفة ‪:‬‬

‫وأخيرا ف ن ةيوع النميمةة فةي المةة يمةتق الطريةق أمةام النا ةئة وضةعا النمةوت أن يقعةوا فةي هةمن‬
‫اآلفة وحينئم عتسع أسبا المرقة والتمز ويكون العما الليس ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عالج النميمة ‪:‬‬

‫ومةةا دمنةةا قةةد وقمنةةا علةةى أسةةبا وبواعةةث النميمةةة وأدكنةةا ا ا هةةا الءةةا ة وعواقبنةةا الوخيمةةة ف اةةم‬
‫يسن علينا أن ارسس اريق الوقاية والع ج وعتلخ في الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬المبةةاد ة بعةةدم عمةةديق النمةةام ب ة ت ةةرن وعخويمةةم اللةةم والةةدا اآلخةةرة ف ة ن لةةك ممةةا يقطةةع‬
‫الطريةق علةةى النمةةام وال يلعلةةم يسةةتمرئ أو يتمةةادى ويةوقن المسةةلس أن مثة هةةمن الخطةةوة مةةن بةةا‬
‫كوأمر بالمعرو واام عن المنكر} (لقمان‪.)18:‬‬
‫‪ - 2‬بغض النمام في اللم بغءاي ينعك على السلوا وعلى اريقة المعاملة ف ن لك لةم أ ةر كبيةر‬
‫في ا ق ع عن همن اآلفة وال سيما عند من لدينس بقية من خير أو ة من او ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عربيةةة ملكةةة عقةةوى اللةةم ومراقبتةةم فةةي الةةنم فة ن هةةمن الملكةةة لنةةا دو كبيةةر فةةي الةةتخل مةةن‬
‫العيو واآلفات ومن بيننا النميمة س التحلي بالمءا والمنليات ‪.‬‬
‫‪ - 4‬اقاء الوسط المح يعيش فيم النمام سواء أكان قريبةاي كالبيةت أم بعيةدا كةالملتمع فة ن المةرء‬
‫ابن بيئتم وكس من أاات انرت قلوبنس وتكت وا حنس واستقاموا على الطريق بسبر عيشةنس فةي‬
‫وسط اقي اظيف ‪.‬‬
‫‪ - 1‬اليقين التام بأن مةا عنةد اللةم ال ينةال ل بالمعمةية والوقيعةة أو ا فسةاد بةين النةات وإامةا ينةال‬
‫بالطاعةةة واالسةةتقامة‪ :‬كولةةو أانةةس فعلةوا مةةا يوعظةةون بةةم لكةةان خيةرا لنةةس وأ ةةد عثبيتةةا وإ ا آلعينةةاهس مةةن‬
‫لداا أ را عظيما ولنديناهس }رااا مستقيما} (النساء‪.)47-44 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ - 4‬دوام النظةةر فةةي سةةيرة السةةلف ومةةننلنس فةةي مقاومةةة النميمةةة ومعاللةةة النمةةامين فة ن لةةك لةةم‬
‫دو كبير في االقتداء والتأسي أو على الق المحاكاة والتشبم وحينئم يكون التخل من النميمة‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 8‬التمكير بعواقر النميمة والنمةامين سةواء أكةان لةك علةى العةاملين أم علةى العمة ا سة مي‬
‫وخير ممكر بملك دوام النظر في كتا اللم ‪ -‬عز و ‪ -‬وسنة النبي }لى اللةم عليةم وسةلس وواقةع‬
‫هما المنف من النات ‪.‬‬
‫‪ - 7‬قيةام أولةةي ا لمةةر بةوا بنس احةةو النمةةامين و لةك بز ةةرهس وعخةةويمنس بة وععزيةةرهس إن اقتءةةت‬
‫المملحة لك وإن اللم ليزع بالسلطان ما ال يزع بالقران ‪.‬‬
‫‪ - 1‬مقااعةةة النمةةام إن أ}ةةر علةةى هةةما الخلةةق الةةمميس ولةةس عنمةةع معةةم السةةالير المتقدمةةة واخةةر‬
‫الدواء الكي حيث يقول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬من أى منكس منكرا فليغيةرن بيةدن فة ن لةس يسةتطع‬
‫فبلساام ف ن لس يستطع فبقلبم و لك أضعف ا يمان " ‪)94( .‬‬

‫‪ - 94‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪43‬‬
‫اآلفة الثامنة عشرة‬
‫فوضى الوقت‬

‫واآلفة الثامنة عشرة التي يبتلى بنا كثير من العاملين ب ال يكاد يسلس مننا أحد إاما هةي‪" :‬فوضةى‬
‫الوقت" وال بد أن يتخل مننا من ابتلي بنا وأن يتوقاها ويتلنبنا من سلمم اللم وعافان مننا‪.‬‬
‫وحتةةى يكةةون لةةدينا عمةةو واضةةق أو قريةةر مةةن الواضةةق عةةن أبعةةاد ومعةةالس هةةمن اآلفةةة ف انةةا سةةنتناولنا‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف فوضى الوقت ‪:‬‬

‫لغة‬
‫الموضى في اللغة عطلق على معنيين هما‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اخةةت ط المةةو بعءةةنا بةةبعض يقةةال‪ :‬اعةةام فوضةةى‪ :‬أح مخةةتلط بعءةةم بةةبعض ويقةةال‪ :‬أمةوالنس‬
‫فوضى بيننس‪ :‬أح هس ركاء فينا‪.‬‬
‫‪ -‬والتساوح في ا لمر أو الرعبة يقال‪ :‬قوم فوضى‪ :‬أح متساوون ال ي لنس‪.‬‬
‫قال الفون الودح‪:‬‬
‫ال يملق النات فوضى ال سراة لنس وال سراة إ ا نالنس سادوا (‪)95‬‬
‫وعندح أام ال ععا ي بةين المعنيةين ميعةا لن الول التم لآلخةر ومنبثةق عنةم لةك أن التسةاوح‬
‫في المر أو الرعبة يقتءي االخت ط أو التداخ في هما المر أو في همن الرعبة‪.‬‬

‫‪ - 95‬انظر‪ :‬الصحاح في اللغة والعلوم ألسامة وونديم المرعشليين ص ‪ ،772‬والمعجم الوجيز ‪ -‬مجمع اللغة العربية‪ -‬مصر‪ ،‬ص ‪474‬‬
‫بتصرف يسير‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫أمةةا فةةي اال}ةةط ح ف ة ن فوضةةى الوقةةت ععنةةي خلةةط المةةو بعءةةنا بةةبعض والنظةةر إلينةةا علةةى أانةةا‬
‫بد ة واحدة من حيث الهمية والما دة مع عدم التوفيق بين الوا بات والوقات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر فوضى الوقت‪ ،‬ووضع هذه الفوضى في ميزان اإلسالم ‪:‬‬

‫ولموضى الوقت مظاهر كثيرة عدل علينا أهمنا‪:‬‬


‫‪ - 1‬اال تغال بثااويات أو هوامش العمال عن أ}ولنا وقلبنا‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعطاء العم البسيط فو ما يستحق من اللند والوقت‪.‬‬
‫‪ -3‬عءييع الساعات الطوال بغير عم بالمرة‪.‬‬
‫‪ - 4‬عراكس أكثر من عم في وقت واحد ب في لحظة واحدة‪.‬‬
‫وأما عن وضع فوضى الوقت همن في ميزان ا س م فني حرام كما علمق بملك النمةوص الكثيةرة‬
‫النااقةةة بتحسةةر أقةوام علةةى أعمةةا هس التةةي ضةةيعوها بغيةةر عمة يميةةد فيقةةول‪ :‬كإن اللةةم لعةةن الكةةافرين‬
‫وأعد لنس سعيرا خالدين فينا أبدا ال يلةدون وليةا وال امةيرا يةوم عقلةر و ةوهنس فةي النةا يقولةون يةا‬
‫ليتنا أاعنا اللم وأاعنا الرسوال} ( الحزا ‪.)44-43 :‬‬
‫وأانةةس يتمنةةون الر ةةوع إلةةى الةةدايا ليتةةداكوا مةةا فةةاعنس مةةن عقمةةير فيقةةول‪ :‬كحتةةى إ ا ةةاء أحةةدهس‬
‫الموت قال بي ا عون لعلي أعم }الحاي فيما عركت} (الميمنةون) كوأامقةوا مةن مةا تقناكةةس مةن‬
‫قب أن يأعي أحدكس الموت فيقول لوال أخرعني إلى أ قرير فأ}ةد وأكةةن مةن المةالحين}‬
‫(المنةافقون‪ )11 :‬كولةةو عةرى إ وقمةوا علةةى النةا فقةةالوا يةةا ليتنةا اةةرد وال اكةةم ب يةات بنةةا واكةةون‬
‫من الميمنين} (الاعام‪ )28:‬كه ينظرون إال عأويلم يوم يأعي عأويلم يقول المين اسون من قب قد‬
‫ةةاءت س ة بنةةا بةةالحق فن ة لنةةا مةةن ةةمعاء فيشةةمعوا لنةةا أو اةةرد فنعم ة ايةةر الةةمح كنةةا اعم ة }‬

‫‪41‬‬
‫(العةرا ‪ )13 :‬كوهةةس يمةةطرخون فينةةا بنةةا أخر نةةا اعمة }ةةالحا ايةةر الةةمح كنةةا اعم ة }(فاار‪:‬‬
‫‪.)38‬‬
‫وإ يقةةول }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬اعمتةةان مغبةةون فينمةةا كثيةةر مةةن النةةات‪ :‬المةةحة والم ةراغ " (‪)96‬‬
‫"ال عزول قدما عبد يةوم القيامةة حتةى يسةأل‪ :‬عةن عمةرن فيمةا أفنةان وعةن علمةم فيمةا فعة وعةن مالةم‬
‫من أين اكتسبم وفيس أامقم وعن سمم فيس أب ن " ‪)97( .‬‬
‫ويشرح أو يبين الحق ‪ -‬عبا ا وععالى ‪ -‬حرمة هةمن الموضةى بشةك أد حةين يةمكر بنعمةة الوقةت‬
‫فيقةةول‪ :‬كيضقلةةر اللةةم اللية والننةةا إن فةةي لةةك لعبةةرة لولةةي البمةةا } (النةةو ‪ )44 :‬كوهةةو الةةمح‬
‫عة اللية والننةا خلمةة لمةن أ اد أن يةمكر أو أ اد ةكو ا} ( المرقةان‪ )42 :‬كومةن حمتةم عة‬
‫لكس اللي والننا لتسكنوا فيم ولتبتغوا من فءلم ولعلكس عشكرون} ( القم ‪.)83 :‬‬
‫ويقةةول }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس لر ة وهةةو يعظةةم‪" :‬ااتةةنس خمسةةا قب ة خم ة ‪ :‬ةةبابك قب ة هرمةةك‬
‫و} ةةحتك قبة ة س ةةقمك وان ةةاا قبة ة فق ةةرا وفراا ةةك قبة ة ةةغلك وحياع ةةك قبة ة موع ةةك" (‪)98‬‬
‫"باد وا بالعمال المالحة سبعا‪ :‬ه عنتظةرون إال فقةرا منسةيا أو انةى مطغيةا أو مرضةا ممسةدا أو‬
‫هرما ممندا أو موعاي ملنزا أو الد ال فشر اا ر ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر" ‪)99( .‬‬

‫‪ - 96‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االرقاق‪ :‬باب ما جاء في الرقاق وأن ال عيش إال عيش اآلخرة ‪ ،111/7‬والترمذي في‬
‫السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما في كثير من الناس ‪ 111/4‬رقم (‪ ،)2314‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب‬
‫الزهد‪ :‬باب الحكمة ‪ 1314/2‬رقم (‪ ،)4181‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب الرقاق‪ :‬باب في الصحـة والفـراغ ‪ 813/2‬رقم (‪ ،)2418‬وأحمد‬
‫في المسند ‪ ،344 ،217/1‬كلهم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 97‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب صففة القيامة‪ :‬باب في القيامة ‪ ،412/4‬رقم (‪ )2418‬من حديث أبي برزة األسلمي رضي‬
‫الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن صحيح "‪ ،‬وأخرج نحوه من حديث ابن مسعود‪ ،‬إال أن فيه السؤال عن خمس‬
‫بدل أربع‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث غريب ال نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إال من حديث الحسين‬
‫بن قيس‪ ،‬وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه"‪ ،‬ورواه الطبراني في المعجم الكبير ‪ 41 ،41/21‬بلفظ‪" :‬ال تزول قدما عبد‬
‫يوم القيامة‪ ،‬حتى يسأل عن أربع خصال‪ :‬عن عمره فيما أفناه‪ ،‬وعن شبابه فيم أباله‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه‪ ،‬وفيم أنفقه‪ ،‬وعن علمه‬
‫ماذا عمل فيه"‪ ،‬وأبي البزار في المسند رقم (‪ )2438‬من كشف األستار‪ ،‬وهو‪-‬كما قال خلدون األحدب في سوانح وتأمالت ص ‪:17‬‬
‫صحيح بشواهده‪ ،‬والدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ،‬باب من كره الشهرة والمعرفة ‪ 142/1‬رقم (‪ )143‬من حديث أبي برزة األسلمي‪ ،‬ورقم‬
‫(‪ )141 ،144‬من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 98‬الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك‪ :‬كتاب الرقاق‪ :‬باب نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس‪ :‬الصحة والفراغ ‪ 314/4‬من حديث‬
‫ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه قائال‪" :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه"‪ ،‬وأقره الذهبي على ذلك‬
‫في‪ :‬التلخيص‪.‬‬
‫‪ - 99‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللزهد‪ :‬باب ما جاء في المبادرة بالعمل ‪ 487/4‬رقم (‪ )2314‬من حديث أبي هريرة‬
‫مرفوعا‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن غريب ال نعرفه من حديث األعرج عن أبي هريرة إال من حديث محرز بن هارون‪."...‬‬
‫‪44‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أسباب فوضى الوقت ‪:‬‬

‫والسبا أو البواعث التي عوقع في فوضى الوقت كثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬األسرة التي ال ترعى حرمة الوقت‪:‬‬


‫فقةةد ينشةةأ ا اسةةان فةةي أسةةرة ال عرعةةى حرمةةة الوقةةت وال ععطةةي لةةم أداةةى عايةةة أو أهميةةة وعكةةون‬
‫النتيلةةة التةةأ ر والتةةأ ر الشةةديد بنةةما اللةةو أو بنةةما المحةةيط مةةن الموضةةى وعمةةبق التمةةة مةةن لةواتم‬
‫حياعةةم عسةةير معةةم إلةةى القبةةر إال أن يتداكةةم اللةةم برحمةةة منةةم وفءة وينيةةئ لةةم }ةةحبة }ةةادقة ايبةةة‬
‫عأخم بيدن إلى احترام الوقت وعنظيمم وعظ عتعندن وعرعان حتى يقلع عن هما الداء ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الصحبة السيئة ‪:‬‬


‫وقةةد علقةةي المقةةادير با اسةةان فةةي وسةةط مةةن المةةحبة السةةيئة دأبنةةا وديةةدانا ضةةياع الوقةةت أو ملةةين‬
‫بالتافةم الءةةا ويكةون هةةو ايةر مكتمة الحمةااة وحينئةةم يتةأ ر بنةةس ويظنةر لةةك أول مةا يظنةةر فةةي‬
‫وقتم ف ا بم يند ن ويءيعم فيما ال اا عحتم وال فا دة عر ى من و ا م ‪.‬‬

‫‪ - 3‬عدم احترام ذوي األسوة والقدوة ألوقاتهم‪:‬‬


‫وقد يكرم اللم المسلس بمحبة ايبةة إال أن وح التةأ ير والسةوة والقةدوة فةي هةمن المةحبة ممةابون‬
‫بموضى الوقت فيتأ ر بنس وخمو}ا إن لس يعم عقلةم ويةرى امسةم مسةئوال وحةدن بةين يةدح بةم‬
‫وبمرو الزمن عمبق فوضى الوقت خلقا التما لم في حياعم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ - 4‬عدم تقدير قيمة الوقت‪:‬‬
‫وقةةد ال يعةةر ا اسةةان قيمةةة الوقةةت وأاةةم أت مالةةم علةةى ظنةةر هةةمن ال ي وأاةةم إن ضةةاع ضةةاعت‬
‫امسةةم وإن بقةةي بقيةةت امسةةم‪ .‬قةةد ال يعةةر لةةك كلةةم فينشةةأ فةةي امسةةم وفةةي سةةلوكم مةةا يسةةمى‬
‫بموضى الوقت‪.‬‬

‫‪ - 5‬الركون إلى النعمة مع أمن مكر الله ‪:‬‬


‫وقةةد يمةةن اللةةم علةةى ا اسةةان مةةن فةراغ أو }ةةحبة أو ةةبا أو ايةةر لةةك فةةيطم بنةةمن النعمةةة‬
‫ويركن إلينا وينسى أام يمكن أن عمير إلى توال في لحظة ويأمن مكر اللم وعكون العاقبةة إهةدا‬
‫الوقت وعءييعم فيما ال يلدح وال يميد وعلك هي فوضى الوقت‪.‬‬

‫‪ - 6‬االنفراد بالرأي وعدم المشورة‪:‬‬


‫وقةةد ينطلةةق ا اسةةان يعمة حسةةبما عسةةنق لةةم المر}ةةة معتمةةدا علةةى أيةةم دون الر ةةوع إلةةى أحةةد مةةن‬
‫وح الخبةةرة والتلربةةة والسةةداد والةرأح ومشةةاو عم فيمةةا يريةةد وعكةةون العاقبةةة فوضةةى الوقةةت حيةةث‬
‫يشتغ بثااويات المو ويءيع ال}ول أو السات أو عتراكس عليم العمال فيقعد وال يعم يئا‬
‫بالمرة‪.‬‬

‫‪ - 7‬عدم تقدير المرء لجهده وطاقته‪:‬‬


‫وقد ال يقد المرء ندن وااقتةم ويظةن أن لديةم القةد ة علةى عمة كة ةيء ويأخةم فةي العمة‬
‫ويماد أام لس ينلز يئا ويمةير مةن أ}ةحا أامةا أو أ ة ث أو أ بةاع العمةال‪ .‬كمةا قية ‪:‬‬
‫المح يعم ك يء ال يعم يئا وهمن هي فوضى الوقت‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ - 8‬عدم المتابعة والمحاسبة‪:‬‬
‫وقةةد يحةةرم ا اسةةان ممةةن يتابعةةم ويحاسةةبم علةةى عملةةم وعلةةى خطواعةةم أوال بةةأول وعكةةون النتيلةةة‬
‫فوضى الوقت حيث يءيع الوقت في اير عم بالمرة أو في عم هامشي ال يسمن وال يغنةي مةن‬
‫وع‪.‬‬

‫‪ - 9‬المعصية‪ ،‬وإهمال النفس من التزكية‪:‬‬


‫وقةةد يقةةع ا اسةةان فةةي المعمةةية وال سةةيما المةةغير مننةةا وينم ة التوبةةة والةةتخل مننةةا ب ة ينم ة‬
‫عزكية امسم التي هي سبر بركة الوقت وامتدادن أو اعساعم وحينئم يبتلى بموضةى الوقةت إ يقةول‬
‫}ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي الحةةديث‪" :‬مةةن سةةرن أن يبسةةط لةةم فةةي تقةةم أو ينسةةأ لةةم فةةي أ ةةرن فليم ة‬
‫حمم" ‪)100( .‬‬
‫والعلمةةاء مختلمةةون فةةي عحديةةد معنةةى ا اسةةاء علةةى احةةو مةةا كةةر الحةةافظ ابةةن القةةيس فةةي كتابةةم الةةداء‬
‫والدواء إ يقول‪:‬‬
‫"وقد اختلةف النةات فةي هةما الموضةع فقالةت اا مةة‪ :‬اقمةان عمةر العا}ةي هةو هةا بركةة عمةرن‬
‫ومحقنا عليم وهما حق وهو بعض عأ ير المعا}ي وقالت اا مة ‪ :‬ب عنقمم حقيقة كما عنق‬
‫الةةرت فلع ة اللةةم سةةبحاام للبركةةة فةةي الةةرت أسةةباباي كثيةةرة عكثةةرن وعزيةةدن وللبركةةة فةةي العمةةر أسةةبابا‬
‫عكثرن وعزيدن‪.‬‬
‫قة ةةالوا‪ :‬وال يمتنة ةةع تية ةةادة العمة ةةر بأسة ةةبا كمة ةةا ية ةةنق بأسة ةةبا فة ةةال تا واآل ة ةةال والسة ةةعادة‬
‫والشقاوة والمحة والمر ي والغنى والمقر وإن كاات بقءاء الةر ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬فنةو يقءةي‬
‫ما يشاء بأسبا علنا لمسبباعنا مقتءية لم‪.‬‬

‫‪ - 100‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االبيوع‪ :‬باب من أحبّ البسط في الرزق ‪ ،83/3‬وكتاب األدب‪ :‬باب من بسط له في‬
‫الرزق بصلة الرحم ‪ ،4/7‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب البر والصلة‪ :‬باب صلة الرحم ‪ 1172/4‬رقم (‪ ،)2118‬وأبو داود في السنن‪:‬كتاب‬
‫الزكاة باب في صلة الرحم ‪ 133 ،132/2‬رقم (‪ ،)1413‬وأحمد في المسند ‪ ،244 ،248 ،114/3‬كلهم من حديث أنس إال البخاري في‬
‫الرواية الثانية‪ ،‬فإنها من حديث أبي هريرة‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫وقالت اا مة أخرى‪ :‬عأ ير المعا}ي فةي محةق العمةر إامةا هةو بةأن حقيقةة الحيةاة هةي حيةاة القلةر‬
‫ولنما ع اللم ‪ -‬سبحاام ‪ -‬الكافر ميتا اير حي كما قال ععالى‪ :‬كأموات اير أحيةاء} (النحة ‪:‬‬
‫‪.)21‬‬
‫فالحيةةاة فةةي الحقيقةةة حيةةاة القلةةر وعمةةر ا اسةةان مةةدة حياعةةم فلةةي عمةةرن إال أوقةةات حياعةةم باللةةم‬
‫فتلةةك سةةاعات عمةةرن فةةالبر والتقةةوى والطاعةةة عزيةةد فةةي هةةمن الوقةةات التةةي هةةي حقيقةةة عمةةرن وال‬
‫عمر لم سواها‪.‬‬
‫وباللملةةة فالعبةةد إ ا أعةةري عةةن اللةةم وا ةةتغ بالمعا}ةةي ضةةاعت عليةةم أيةةام حياعةةم الحقيقيةةة التةةي‬
‫يلد ار إضاعتنا يوم يقول‪ :‬كيا ليتني قدمت لحيةاعي} ( الملةر‪ .)24 :‬فة يخلةو إمةا أن يكةون‬
‫لم مع لك عطلع إلى ممالحم الدايوية والخروية أوال ف ن لس يكن لم عطلةع إلةى لةك فقةد ضةاع‬
‫عليةةم عمةةرن كلةةم و هبةةت حياعةةم بةةاا ي‪ .‬وإن كةةان لةةم عطلةةع إلةةى لةةك االةةت عليةةم الطريةةق بسةةبر‬
‫العوا ق وععسرت عليم أسبا الخير بحسر ا تغالم بأضدادها و لك اقمان حقيقي من عمرن‪.‬‬
‫وسر المسةألة‪ :‬أن عمر ا اسةان مدة حياعم وال حيةاة لم إال ب قبالةةم علةى بةةم والتنعةةس بحبةةم و كةةرن‬
‫وإيةثةا مرضةاعةم" ‪)101( .‬‬

‫‪ - 11‬الغفلة عن واقع األعداء‪:‬‬


‫وقد ينسى المرء واقع العداء وأانةس يعملةون باللية والننةا وال يسةمحون لامسةنس بتءةييع لحظةة‬
‫بغي ةةر عم ة وبغي ةةر كي ةةد لل ةةم ولرسة ةولم وللماع ةةة المس ةةلمين ال ةةمين يقيم ةةون المة ة ة وييع ةةون الزك ةةاة‬
‫ويلتزمةةون بنةةدح السةةماء قةةد ينسةةى المسةةلس لةةك فينم ة االاتمةةاع بوقتةةم وحينئةةم يمةةا بموضةةى‬
‫الوقت‪.‬‬

‫‪ - 101‬انظر‪ :‬الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي البن القيم ص ‪ ،18‬ولمزيد من البيان في تحديد معنى اإلنساء يراجع‪ :‬غاية البيان‬
‫في شرح مختارات من السنن لكاتب هذه السطور ص ‪.23 - 11‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ - 11‬الغفلة عن عواقب فوضى الوقت‪:‬‬
‫وقةد عغيةر عواقةةر فوضةى الوقةةت الدايويةة والخرويةة عةةن بةال المسةةلس فة ا بةم ينةةد وقتةم وال ينتمةةع‬
‫بم أو ينتمع بم فيما ال دوى من و ا م وحين يأعيم الموت يبكي ادماي ويتمنةى التةأخير لتةدا ا مةا‬
‫فةةات وأاةةى لةةم لةةك وقةةد قةةال اللةةم ععةةالى‪ :‬كولةةن يةةيخر اللةةم امسةةا إ ا ةةاء أ لنةةا واللةةم خبيةةر بمةةا‬
‫ععملون} (المنافقون‪.)11:‬‬

‫‪ - 12‬الدخول في العمل بغير تنظيم وتخطيط‪:‬‬


‫وقةةد يةةدخ ا اسةةان فةةي العم ة منم ة قواعةةد التنظةةيس والتخطةةيط لوا باعةةم ولطاقاعةةم ب ة للوا ةةر‬
‫الواحد وحينئم يأخم في التءييع والتمريط وعكون فوضى الوقت‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آثار فوضى الوقت‪:‬‬

‫ولموض ةةى الوق ةةت ا ةةا منلك ةةة وعواق ةةر خطي ةةرة سة ةواء عل ةةى الع ةةاملين أو عل ةةى العمة ة ا سة ة مي‬
‫ودواك ارفا من همن ا آل ا ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬على العاملين ‪:‬‬


‫أما عن ا ا فوضى الوقت على العاملين فكثيرة امكر مننا ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ضياع العمر بغير فائدة‪ ،‬أو بفائدة ال تذكر‪:‬‬


‫لةةك أن الموضةةوح فةةي وقتةةم عمةةر عليةةم أوقةةات كثيةةرة بغيةةر عمة أو بعمة هامشةةي ال يكةةاد يةةمكر‬
‫وعكون النتيلة الخيةرة والمحمةلة الننا يةة ضةياع العمةر كلةم بغيةر فا ةدة أو بما ةدة قليلةة اللةدوى‬

‫‪81‬‬
‫ضئيلة النمع وهما هو الغبن المح ابم إليم سول اللم }لى اللم عليم وسلس في قولم‪" :‬اعمتان مغبون‬
‫فينما كثير من النات‪ :‬المحة والمراغ" ‪)102( .‬‬
‫وهو المح قمد إليم حكيس من الحكماء حين قال‪ :‬مةن أمءةى يومةا مةن عمةرن فةي ايةر حةق قءةان‬
‫أو فري أدان أو ملد أ لم أو حمةد حمةلم أو خيةر أسسةم أو علةس اقتبسةم فقةد عةق يومةم وظلةس‬
‫امسم ‪)103( .‬‬

‫‪ - 2‬القلق واالضطراب النفسي‪:‬‬


‫لك أن الموضةوح فةي وقتةم ينسةى امسةم مةن التزكيةة أو يزكينةا بمةا ال يشةبعنا وال يشةمينا بة بمةا‬
‫وقع في المعا}ي والسيئات كما ند بملك الواقع وأ ا إليم بعض الحكماء إ قال‪" :‬مةن المةراغ‬
‫عكةةون المةةبوة" (‪ )104‬وعكةةون النتيلةةة مةةري القلةةر وموعةةم وبعبةةا ة أخةةرى قسةةوعم المةةر الةةمح‬
‫يةةيدح إلةةى القلةةق واالضةةطرا النمسةةي كمةةا يمنةةس مةةن قولةةم عع ةةالى‪ :‬كومةةن يةةيمن باللةةم ينةةد قلب ةم}(‬
‫التغ ةةابن‪ )11:‬كال ةةمين امن ةوا وعطم ةةئن قل ةةوبنس ب ةةمكر الل ةةم أال ب ةةمكر اللةةم عطم ةةئن القل ةةو } (الرع ةةد‪:‬‬
‫‪ )27‬كالمين امنوا ولس يلبسوا إيماانس بظلس أولئك لنس المن وهس منتدون} (الاعام‪.)72 :‬‬

‫‪ - 3‬الذل والهوان في الدنيا‪:‬‬


‫لك أن الموضوح في وقتم إاما هو واقف في محلم أو يتحرا حركةة بطيئةة ال عسةمن وال عغنةي مةن‬
‫وع فةي الوقةت الةمح ال يكةف فيةم البااة وال يمتةر عةن العمة لحظةة واحةدة ومثة هةما سةيأعي‬
‫عليم لحظة ال يتمكن فينا حتةى مةن التةنم العةادح فءة عةن الحركةة والتةأ ير فةي ايةرن فيقءةى‬
‫حياعةةم لةةي منينةةا كمةةا يقةةول سةةبحاام‪ :‬كومةةن أعةةري ع ةن كةةرح ف ة ن لةةم معيشةةة ضةةنكا} (اةةم‪:‬‬
‫‪.)124‬‬

‫‪ - 102‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪ - 103‬انظر‪ :‬فيض القدير للمناوي ‪.277/4‬‬
‫‪ - 104‬انظر‪ :‬فيض القدير للمناوي ‪.277/4‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ - 4‬الحسرة والندامة يوم القيامة‪:‬‬
‫لك أن الموضوح في وقتم يلقى بم يوم القيامة بغير ما يرضيم وعكون العاقبة الحسةرة والندامةة بة‬
‫وعمني العودة إلى الدايا للتدا ا وا } ح كما يقول سبحاام‪ :‬كأن عقول ام يا حسرعي على ما‬
‫فرات في نر اللم وإن كنت لمن الساخرين} ( الزمر‪ )14 :‬كو يء يومئم بلننس يومئم يتمكر‬
‫ا اسةةان وأاةةى لةةم الةةمكرى يقةةول يةةا ليتنةةي قةةدمت لحيةةاعي} ( الملةةر‪ )24-23 :‬كحتةةى إ ا ةةاء‬
‫أح ةةدهس الم ةةوت ق ةةال ا ع ةةون لعل ةةي أعمة ة } ةةالحا فيم ةةا عرك ةةت} ( الميمن ةةون‪ )11 :‬كوه ةةس‬
‫يمطرخون فينا بنا أخر نا اعم }الحا اير المح كنا اعم }(فاار‪.)38 :‬‬

‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي‪:‬‬


‫في‪:‬‬ ‫وأما عن ا ا فوضى الوقت على العم ا س مي فتتلخ‬

‫‪ - 1‬الفرقة والتمزق‪:‬‬
‫لك أن الموضوح فةي وقتةم يقمةر فةي حةق اآلخةرين فة يرعةى اآلدا اال تماعيةة وعكةون العاقبةة‬
‫النمو والقطيعة المر المح ييدح إلى المرقة والتمز س عمكين العدو من قابنا واستغ لم لخيراةا‬
‫و رواعنا‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحصار والتطويق‪:‬‬
‫لةةك أن فوضةةوح الوقةةت إامةةا يمسةةق الطريةةق أمةةام الباا ة لحمةةا العم ة ا س ة مي وعطويقةةم ب ة‬
‫وعشديد القبءة عليم وال سيما أن هما الباا حري ك الحرص على االاتماع بوقتم وعوظيمم فيما‬
‫يحقق لم أهدافم ويو}لم إلى ااياعم‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ - 3‬طول الطريق‪ ،‬وكثرة التكاليف‪:‬‬
‫أو علةةى القة عةةيدح فوضةةى الوقةةت إلةةى اةةول الطريةةق وكثةةرة التكةةاليف اظةرا لتةرب البااة بالعم ة‬
‫ا س مي وعدم ااتماع هما العم بوقتم في إبطال هما الترب وعمادح ر ن وأخطا ن‪.‬‬
‫ولقد أ ا ا مام المودودح وهو يخاار الدعاة إلى هما ال ر والمح قبلم بقولم‪:‬‬
‫"اسمحوا لي أن أقول لكس‪ :‬إاكس إ ا خطوعس علةى اريةق هةمن الةدعوة بعاامةة أبةرد مةن علةك العاامةة‬
‫القلبيةةة التةةي علةةدوانا فةةي قلةةوبكس احةةو أتوا كةةس وأبنةةا كس فة اكس ال بةةد أن عبةةوءوا بالمشة الةةم يع‬
‫بمش ال عتلةرأ بعةدن أ يالنةا القادمةة علةى أن عمكةر فةي القيةام بحركةة مثة هةمن إلةى مةدة ايةر و يةزة‬
‫مةةن الزمةةان علةةيكس أن عستعرض ةوا قةةوعكس القلبيةةة والخ قيةةة قبة أن عنتم ةوا بةةالخطوات الكبيةةرة " ‪.‬‬
‫(‪)105‬‬

‫خامسا‪ :‬عالج فوضى الوقت‪:‬‬

‫ومةا دمنةا قةد وقمنةا علةةى السةبا أو البواعةث التةي أدت إلةى فوضةةى الوقةت ف اةم مةن السةن معرفةةة‬
‫اريق الع ج ويمكن علخيمنا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬اليمين بأن الوقت هو رأس المال على ظهر هذه األرض‪:‬‬


‫بأن يءع المسةلس فةي حسةابم أن وقتةم هةو أت مالةم علةى ظنةر هةمن ال ي والتمةريط فيةم أو عةدم‬
‫غلم بالنافع المميد يعنةي خسةا ة الةدايا واآلخةرة أو خسةا ة اآلخةرة علةى القة وعلةك هةي الخسةا ة‬
‫الت ةةي ال خس ةةا ة بع ةةدها إ يق ةةول الح ةةق ‪ -‬عب ةةا ا وعع ةةالى‪ :‬كإن الخاسة ةرين ال ةةمين خس ةةروا أامس ةةنس‬
‫وأهلةةينس يةةوم القيامةةة أال لةةك هةةو الخسةران المبةةين}( الزمةةر‪ )11 :‬فة ن لةةك مةةن ةةأام أن يحم ة‬
‫المسلس على عنظيس وقتم وملئم بما يعود عليم وعلى أمتم بالخير العظيس‪.‬‬

‫‪ - 105‬انظر‪ :‬مجلة األمل التي تصدرها رابطة الششباب المسلم العربي في أمريكا الشمالية‪ ،‬عدد رمضان رقم ‪ 131‬ص ‪ 11 - 11‬نقال‬
‫عن‪ :‬تذكرة دعاة اإلسالم للمودودي ص ‪.11- 18‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ - 2‬اليقين بضخامة المسئولية غدا‪:‬‬
‫وأن يوقن المسلس بءخامة المسئولية ادا بين يدح اللةم ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬إ الوقةت مةن بةين مةا يسةأل‬
‫عنم العبد يوم القيامة كما اء في الحديث‪" :‬ال عةزول قةدما عبةد يةوم القيامةة حتةى يسةأل عةن أ بةع‪:‬‬
‫عن بابم فيما أفنان وعن عمرن فيما أب ن وعن مالم من أين اكتسبم وفيس أامقةم وعةن علمةم مةا ا‬
‫عم فيم" ‪)106( .‬‬

‫‪ - 3‬دوام النظر في سيرة السلف‪:‬‬


‫وأن يديس المسلس النظةر فةي سةيرة السةلف وكيةف كةان حر}ةنس علةى الوقةت بة واسةتغ لم اسةتغ ال‬
‫}حيحا حقيقيا وال سيما العلماء والدعاة والملاهدون فقد كان هيالء يستغلون أوقاعنس استغ ال‬
‫ي ةةدو ب ةةين القة ةراءة والس ةةماع وا س ةةماع وقة ةراءة الق ةةران وال ةةمكر وال ةةدعاء والتوب ةةة واالس ةةتغما‬
‫والملوات وسا ر أعمال البر والخيرات‪.‬‬
‫هما أبةو بكةر الابةا ح يةدخ عليةم الطبيةر فةي مةري موعةم فينظةر إلةى ما ةم ‪ -‬يعنةي بولةم ‪ -‬ويقةول‬
‫لم‪ :‬قد كنت عمع يئا ال يمعلم أحد س يخرج فيقول‪ :‬ما يليء منم يء‪ .‬ويعود إليةم ويسةألم‪ :‬مةا‬
‫المح كنت عمع ‪ ،‬فيقول لم أبو بكر ‪ -‬حمم اللم ‪ :-‬كنت أعيد فةي كة أسةبوع عشةرة اال و قةة ‪.‬‬
‫(‪)107‬‬
‫وهةا هي امرأة الحافظ محمد بن مسلس المعرو بابن ةنا الزهةرح المحةدث المشةنو المتةوفي‬
‫‪ 124‬هة عشكو من ععلق تو نا بالكتر واول معايشةتم لنةا فتقةول‪ :‬واللةم إن هةمن الكتةر أ ةد‬
‫علي من ث ضرا ر ‪)108( .‬‬

‫‪ - 106‬الحديث أخرجه الطبراني في الكبير ‪ 1122/11‬رقم (‪ ،)11188‬والطبراني في األوسط ‪ 111/1‬رقم (‪ ،)1414‬وأورده الهيثمي في‬
‫مجمع الزوائد‪ :‬كتاب البعث‪ :‬باب ما جاء في الحساب ‪ 341/11‬وعقب عليه بقوله‪" :‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط‪ ،‬وفيه حسين بن‬
‫الحسن األشقر وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف‪ ،،‬كلهم من حديث ابن عباس في به‪.‬‬
‫‪ - 107‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪ 41/1‬نقالً عن وصايا ونصائح لطالب العلم‪.‬‬
‫‪ - 108‬انظر‪ :‬شذرات الذهب البن العماد ‪.43/1‬‬
‫‪81‬‬
‫وهةةما الشةةي عبةةد العظةةيس المنةةم ح (}ةةاحر كتةةا الترايةةر والترهيةةر المتةةوفى ‪ 414‬ه ) يحكةةي‬
‫عن إسحا بن إبراهيس بن عيسى المةرادح فيقةول‪ :‬ولةس أ ولةس أسةمع أحةدا أكثةر ا تنةادا منةم فةي‬
‫اال ةتغال كةةان دا ةس اال ةةتغال فةي اللية والننةا وقةةد او عةم فةةي المد سةة ‪ -‬يعنةةي القةاهرة ‪ -‬بيتةةي‬
‫فةةو بيتةةم ا نتةةي عشةةرة سةةنة فلةةس أسةةتيقظ فةةي ليلةةة مةةن الليةةالي فةةي سةةاعة مةةن سةةاعات اللي ة إال‬
‫و دت ضوء السراج فةي بيتةم وهةو مشةتغ بةالعلس وحتةى كةان فةي حةال الكة والكتةا والكتةر‬
‫عندن يشتغ فينا ‪)109( .‬‬
‫وهةما الع مةة ابةن اللةوتح ( المتةةوفى ‪ 118‬ه ) يقةول عةن امسةم‪ :‬وإاةي أخبةةر عةن حةالي مةا أ ةةبع‬
‫مةةن مطالعةةة الكتةةر وإ ا أيةةت كتابةاي لةةس أ ن فكةةأاي وقعةةت علةةى كنةةز فلةةو قلةةت‪ :‬إاةةي قةةد االعةةت‬
‫عشةرين ألةةف مللةةد كةةان أكثةةر وأاةةا بعةةد فةةي الةةر الكتةةر فاسةةتمدت بةةالنظر فينةةا م حظةةة سةةير‬
‫القوم قد همنس وحمظنس وعاداعنس وارا ر ال يعرفنا من لس يطالع ‪)110( .‬‬
‫وهما الحافظ ابن قيس اللوتية ‪ -‬حمم اللةم ‪ -‬يقةول‪ :‬وأعةر مةن أ}ةابم مةري مةن }ةداع وحمةى‬
‫وكان الكتا عند أسم ف ا و ةد إفاقةة قةرأ فيةم فة ا الةر وضةعم فةدخ عليةم الطبيةر يومةا وهةو‬
‫كةةملك فقةةال‪ :‬إن هةةما ال يح ة لةةك ف اةةك ععةةين علةةى امسةةك وعكةةون سةةببا لم ةوات مطلوبةةك ‪.‬‬
‫(‪)111‬‬
‫وهةةما عبةةد الةةرحمن بةةن عيميةةة ينقة عةةن أبيةةم عةةن ةةدن فيقةةول‪ :‬كةةان اللةةد إ ا دخة الخة ء يقةةول‬
‫لي‪ :‬اقرأ في هما الكتا وا فع }وعك حتى أسمع ‪)112( .‬‬
‫وهةةما أبةةو عثمةةان أحةةد ةةيو البخةةا ح يقةةول‪ :‬مةةا سةةألني أحةةد حا ةةة إال قمةةت لةةم بنمسةةي فة ن عةةس‬
‫وإال قمت لم بمالي ف ن عس وإال استعنت لم با خوان ف ن عس وإال استعنت لم بالسلطان ‪)113( .‬‬

‫‪ - 109‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪ 12 ،11/1‬نقالً عن بستان العارفين‪.‬‬


‫‪ - 110‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪ 12 ،11/1‬نقالً عن اآلداب الشرعية للمقدسي ‪.248/2‬‬
‫‪ - 111‬انظر‪ :‬روضة المحبين‪ ،‬ونزهة المشتاقين الابن القيم ص ‪.81‬‬
‫‪ - 112‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار ‪ 32/1‬نقال عن اآلداب الشرعية للمقدسي‪.‬‬
‫‪ - 113‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار ‪ 32/1‬نقال عن اآلداب الشرعية للمقدسي‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫وهما الليث بن سعد ‪ -‬حمم اللم ‪ -‬كان يلل للمسا يغشان النات فيسألوام ويلل لحوا ج‬
‫النات ال يسألم أحد من النات فيردن كثرت حا تم أو }غرت ‪)114( .‬‬
‫وهةةما الخطيةةر البغةةدادح يقةةول‪ :‬سةةمعت علةةي بةةن عبيةةد اللةةم بةةن عبةةد الغمةةا اللغةةوح يحكةةي أن‬
‫محمةةد بةةن ريةةر الطبةةرح المتةةوفى ‪ 311‬ه ‪ -‬عةةن ة ث و مةةااين سةةنة‪ -‬مكةةث أ بعةةين سةةنة يكتةةر‬
‫في ك يوم أ بعين و قة ‪)115( .‬‬
‫وهما ا مام حسن البنةا‪ -‬حمةم اللةم ‪ -‬يقةول عةن امسةم‪ :‬لقةد اسةتدعيت فةي دا الشةبان حتةى أقةول‬
‫أيةةي فةةي كتةةا ‪( :‬مسةةتقب الثقافةةة فةةي ممةةر لطةةم حسةةين) بعةةد خمسةةة أيةةام ولمةةا لةةس أكةةن أسةةتطع‬
‫التحل مةن مواعيةد كنةت مرعبطةا بنةا فةي خة ل اليةام الخمسةة فلةس أ ةد وقتةا أخممةم لقةراءة هةما‬
‫الكتا إال فترة كوبي الترام في المباح إلى مد ستي وفترة وعي مننا في الترام قال‪:‬‬
‫فقرأت الكتا ‪ -‬لام لس يكن كبيرا ‪ -‬وكنت أضع ع مات بالقلس الر}اص على فقرات معينة ولةس‬
‫عمض اليام الخمسة حتى كنت قد استوعبت الكتا كلم ‪)116( .‬‬
‫وه ةةما المرح ةةوم عم ةةر التلمس ةةااي يق ةةول ع ةةن امس ةةم‪ :‬أقبل ةةت عل ةةى الق ة ةراءة الديني ةةة فق ة ةرأت عمس ةةير‬
‫الزمخش ةةرح واب ةةن كثي ةةر والقراب ةةي وس ةةيرة اب ةةن هش ةةام وايره ةةا م ةةن الس ةةير‪ ...‬قة ةرأت أس ةةد الغاب ةةة‬
‫والطبقات الكبرى وانج الب اة والمالي والعقةد المريةد البةن عبةد بةم والمخمة البةن سةيدن‬
‫و}حيق البخا ح و}حيق مسلس من لدن إلى لدن ‪)117( .‬‬
‫وهما الستا علي انطاوح يقول‪ :‬لو أحميت معدل السةاعات التةي كنةت أاةالع فينةا لةزادت علةى‬
‫عشر في اليوم لاني منةم المةغر ةبم معتةزل بعيةد عةن الملتمةع فلةو علةت لكة سةاعة عشةرين‬
‫}محة أقةرأ مةن الكتةر الدسةمة امةمنا ومةن الكتةر السةنلة امةمنا لكةان لةي فةي كة يةوم ما تةا‬
‫}محة في اليوم‪.‬‬

‫‪ - 114‬انظر‪ :‬وفيات األعيان البن خلكان ‪.131/4‬‬


‫‪ - 115‬انظر‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،143/2‬وعنه نقل‪ :‬خلددون األحدب في‪ :‬سوانح وتأمالت ص ‪.31‬‬
‫‪ - 116‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪. 41/1‬‬
‫‪ - 117‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪. 41/1‬‬
‫‪88‬‬
‫فاحسبوا كس }محة قةرأت مةن يةوم ععلمةت النظةر فةي الكتةر وامتةدت يةدح إلينةا سةبعين سةنة فةي‬
‫كة سةةنة ا نةةا عشةةر ةةنراي فةةي كة ةةنر ةةون يومةةا فةةي كة يةةوم ما ةةة }ةةمحة فة ن هةةالكس الةةرقس‬
‫فاحسموا منم امةمم فكةس يبقةى‪ ،‬كنةت وال أتال أقةرأ فةي كة علةس‪ :‬فةي التمسةير وفةي الحةديث وفةي‬
‫المقم وفي التا ي وفي الد ‪ :‬الد العربي والد المراسي‪ .‬وفي العلوم على عنوعنا وععددها‬
‫بةةدأت اليةةوم أق ةرأ سةةنة ‪ 1331‬ه واحةةن اليةةوم فةةي سةةنة ‪ 1411‬ه وأاةةا أق ةرأ أكثةةر سةةاعات ليلةةي‬
‫وانةةا ح فلةةو قةةد ت لكة يةةوم ما ةةة }ةةمحة ‪ -‬وأاةةا أقةرأ أضةةعافنا ‪ -‬لكةان ملمةةوع مةةا قةرأت مليةةواين‬
‫وامةةف م ةةن الم ةةمحات وكتبةةت م ةةا ل ةةس يكتةةر أكث ةةر من ةةم ممةةا أعةةر إال قل ةةي كةةالمير ةةكير‬
‫أ س ن والستا العقاد وأمثالنما وان كان أمثالنما قلة من أ}ةحا القلةس الميةاي والةمح اشةر‬
‫مما كتبت يزيد على ث عشرة ألف }محة وما ضاع مني مثلم أو أكثر منم ‪)118( .‬‬
‫وهما الشي عبد الحميد بن بادي ي معية العلماء باللزا ر يمةمم أحةد الكتةا بقولةم‪ :‬ولقةد‬
‫عميةةز ابةةن بةةادي فةةي حياعةةم كلنةةا بةةاحترام الوقةةت والنظةةام فكةةان ‪ -‬حمةةم اللةةم ‪ -‬ة علةةس واظةةام‬
‫يحافظ على أوقاعم فكةان برااملةم اليةومي ممةا يمةعر علةى الكثيةر أن يقةوم بةم حيةث يبةدأ انةا ن‬
‫مةةن قبية }ة ة الملةةر بةةالمرو علةةى مسةةاكن اة اللةةامع الخءةةر ليتأكةةد مةةن اسةةتيقاظنس لداء‬
‫}ة ة الملةةر وبعةد المة ة يشةرع فةةي التةد ي حتةةى الشةرو فيتنةةاول إفطةا ن ويعةةود إلةى التةةد ي‬
‫حتةةى } ة ة الظنةةر ةةس يعةةاود التةةد ي مةةن } ة ة العمةةر حتةةى مةةا بعةةد } ة ة العشةةاء وقةةد بلغةةت‬
‫الد وت التي يلقينا في اليوم الواحد خمسة عشر د ساي ‪)119( .‬‬
‫إن الوقةةو علةةى أمثةةال هةةمن السةةير وايرهةةا يلع ة المسةةلس يرا ةةع امسةةم بالنسةةبة لوقتةةم ويلتنةةد أن‬
‫يمألن بالنافع المميد اقتداءي وعأسياي أو على الق محاكاة وعشبناي بموح المء والحكمة‪.‬‬

‫‪ - 118‬انظر‪ :‬الوقت عمار أو دمار لجاسم المطوع ‪ 11 ،11/1‬نقال عن‪ :‬سوانح وتأمالت في قيمة الزمن ص ‪.34‬‬
‫‪ - 119‬انظر‪ :‬عبد الحميد بن باديس لألستاذ مازنن صالح مطبقاني ص ‪.42‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ - 4‬الدعاء والضراعة إلى الله بالبركة في الوقت‪:‬‬
‫وأن يلةةزم المسةةلس الةةدعاء والء ةراعة إلةةى اللةةم الةةمح بيةةدن مقاليةةد السةةموات وال ي أن يبةةا ا لةةم فةةي‬
‫وقتةةم وأن يوفقةةم لملئةةم بالنةةافع المميةةد إ الةةدعاء سةةنام اافةةمة وال سةةيما إ وقةةع فةةي الوقةةات التةةي‬
‫عر ي فينا ا ابة كوقت السحر وفةي السةمر وعنةد االضةطرا واحوهةا ولنةا فةي سةول اللةم }ةلى‬
‫اللم عليم وسلس القدوة والسوة إ كان من دعا م قولم‪" :‬اللنس با ا لمتي في بكو ها " ‪)120( .‬‬

‫‪ - 5‬الزهد في الدنيا مع الرغبة في اآلخرة‪:‬‬


‫وأن يزهةد المسةةلس فةةي الةدايا بةةأن عكةةون فةي يةةدن ال فةةي قلبةم وأن عكةةون مةةن حة ل وأن يةةيدح حةةق‬
‫اللم فينا ب أن يتناتل عننا ميعا للةم إن اقتءةت الحةال لةك مةع الرابةة القويةة فةي اآلخةرة فة ن‬
‫لةك مةن ةأام أن يحملةم علةى التشةمير الةدا س والحةةرص أال عمةر عليةم لحظةة بغيةر ااعةة عقربةم إلةةى‬
‫اللم ‪ -‬عبا ا وععالى‪.‬‬
‫قية لامةةام الزهةةرح مةةرة‪ :‬مةةا الزهةةد‪ ،‬قةةال‪ :‬لةةي عشةةعيث اللمةة وال قشةةف النيئةةة ‪ -‬أح لةةي ةةعث‬
‫الرأت وال اابرا النيئة ‪ -‬ولكنم }ر النم عن الشنوة ‪)121( .‬‬
‫وقال أحد الزهاد‪ :‬ما علمت أن أحدا سمع باللنة والنةا عةأعي عليةم سةاعة ال يطيةع اللةم فينةا بةمكر‬
‫أو }ة ة أو قةراءة أو إحسةةان فقةةال لةةم ة ‪ :‬إاةةي أكثةةر البكمةةاء فقةةال‪ :‬إاةةك إن عءةةحك وأاةةت‬
‫مقر بخطيئتك خيةر مةن أن عبكةي وأاةت مةدل ‪ -‬أح منبسةط بعملةك ‪ -‬وإن المةدل ال يمةعد عملةم‬
‫فو أسم‪.‬‬

‫‪ - 120‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب االجهاد‪ :‬باب في االبتكار في السفر ‪ 31/3‬رقم (‪ )2414‬من حديث صخر بن وداعة‬
‫الغامدي‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب التجارات‪ :‬باب ما يرجى من البركة ‪ 812/2‬رقم (‪ )2234‬من حديث صخر الغامدي‪ ،‬ورقم‬
‫(‪ )2238‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬ورقم (‪ )2237‬من حديث ابن عمر‪ ،‬وإسناده ‪ -‬كما في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبويصري‬
‫‪ -‬ضعيف‪ ،‬لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني‪ ،‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب السير‪ :‬باب بارك ألمتي في بكورها ‪ 441/2‬رقم‬
‫(‪ )2431‬من حديث صخر الغامدي‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 114 ،111 ،114/1‬من حديث علي بن أبي طالب ‪،432 ،418 ،414/3‬‬
‫‪ 311 ،311 ،374/4‬من حديث صخر الغامدي مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 121‬انظر‪ :‬تذكرة الدعاة لألستاذ البهي الخوللي ص ‪ ،184‬وعنه نقل للشيخ جاسم المطوع في الوقت عمار أو دمار ‪.88/1‬‬
‫‪81‬‬
‫فق ةةال‪ :‬أو} ةةني فق ةةال‪ :‬دع ال ةةدايا لهلن ةةا‪ .‬وك ةةن ف ةةي ال ةةدايا كالنحل ةةة إن أكل ةةت أكل ةةت ايب ةةا وإن‬
‫أاعمت أاعمت ايبا وان سقطت على يء لس عكسرن ولس عخد م ‪)122( .‬‬

‫‪ - 6‬التخلص من الصحبة السيئة مع االرتماء في أحضان الصحبة الطيبة‪:‬‬


‫وأن يحةةرص المسةةلس علةةف عخةةر المةةحبة السةةيئة مةةع ا لقةةاء بةةالنم بةةين أحءةةان المةةحبة الطيبةةة‬
‫ف ن هما من أام أن يحمظ على المسلس أوقاعم وأن عنمق في النافع المميد وفي الخبر‪:‬‬
‫"مةةن يةةرد اللةةم بةةم خيةرا ينةةدن خلةةي }ةةالحا إن اسةةي كةةرن وإن كةةر أعااةةم" (‪ " )123‬أال أابةةئكس‬
‫بخي ةةر الن ةةات‪ " ،‬ق ةةالوا‪ :‬بل ةةى ي ةةا س ةةول الل ةةم ق ةةال‪" :‬م ةةن ع ةةمكركس ؤيت ةةم بالل ةةم ع ةةز و ة ة " (‪)124‬‬
‫"ا}حر من يدلك على اللم حالم ومن يعرفك باللم مقالم" ‪)125( .‬‬

‫‪ - 7‬تنظيم األسرة للوقت مع شغله بالنافع المفيد‪:‬‬


‫وأن عحرص السرة على عنظيس أوقات المنتمين إلينةا مةع ةغ هةمن الوقةات بالنةافع المميةد فوقةت‬
‫للراحة والنوم ووقةت للطعةام والشةرا ووقةت لتحسةين وعقويةة المةلة باللةم عةز و ة ووقةت للترفيةم‬
‫عن النم ووقت لرعاية اآلدا اال تماعية وهكما دواليك ف ن هما التنظيس مع الشغ من أام‬
‫أن يبني في النم الحرص على الوقت وعدم عءييع لحظة منم بغير مرة أو عم ‪.‬‬

‫‪ - 8‬الحرص على المشورة وعدم االنفراد بالرأي‪:‬‬


‫وأن يحرص المسلس أال يبرم أمرا دون أخم الرأح والمشو ة ف ن لك من أام أن يدل المسلس على‬
‫النافع المميد ب وعلى الولويات والمنمات ف عءيع منم لحظةة بغيةر عمة اةافع أو مةرة حلةوة‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 122‬انظر‪ :‬الفوائد البن القيم ص ‪ ،117‬وعنه ننقل الشيخ جاسم المطوع في ‪ :‬الوقت عمار أو دمار ‪.88 ،84/1‬‬
‫‪ - 123‬األثر سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪" :‬العزلة"‪.‬‬
‫‪ - 124‬الحديث أخرجه البيهقي في شعب اإليمان‪ :‬بباب في مباعدة الكفار والمفسدين ‪ 18/8‬رقم (‪ )1444‬من حديث عبد الله بن عباس‪.‬‬
‫‪ - 125‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ - 9‬معرفة المرء قدر نفسه ‪:‬‬
‫وأن يكون المسلس عا فا قةد امسةم مةدكا حةدود نةدن فة يةزعس لنمسةم مةا لةي مةن ةأانا وال‬
‫يدخ فيما ال يليد إ أن هما من أام أن ينظس الوقت وأن يشةغلم بالنةافع المميةد الةمح هةو فةي‬
‫حدود الطاقة والوسع ‪.‬‬

‫‪ - 11‬االحتراز من المعاصي مع اإلكثار الطاعات‪:‬‬


‫وأن يحتةةرت المسةةلس مةةن المعا}ةةي والسةةيئات وإن وقةةع فةةي ةةيء منةةم فليبةةاد بالتوبةةة وا ق ة ع مةةع‬
‫ا كثا من الطاعات ف ن لةك يكةون سةببا فةي بركةم الوقةت وسةعة الةرت ممةداقا لقولةم }ةلى اللةم‬
‫عليم وسلس‪" :‬من سرن أن يبسط لم في تقم أو ينسأ لم في أ رن فليم حمم " ‪)126( .‬‬

‫‪ - 11‬احترام ذوي األسوة والقدوة ألوقاتهم مع شغلها بالنافع المفيد ‪:‬‬


‫وأن يح ةةرص وو الس ةةوة والق ةةدوة عل ةةى عنظ ةةيس أوق ةةاعنس م ةةع ةةغلنا بالن ةةافع الممي ةةد واض ةةعين ف ةةي‬
‫حسابنس أن النات يمنعون كما يمنعون في الغالةر دون أن يعملةوا فكةرهس ودون أن يسةألوا ‪ :‬هة‬
‫هما موافق للندح الربااي أو اير موافق ‪ .‬وأانس إن أهملوا هما اللاار فقةد سةنوا لغيةرهس سةنة سةيئة‬
‫علةةينس وت هةةا ووت العةةاملين بنةةا إلةةى يةةوم القيامةةة وإن اهتمةوا بنةةما اللااةةر فقةةد سةةنوا لغيةةرهس سةةنة‬
‫حسنة لنس وابنا و وا العاملين بنا إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫‪ - 12‬الخوف من الله مع عدم الركون إلى النعمة‪:‬‬

‫‪ - 126‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫وأن يمحر المسلس معم فةي سةمرن إلةى بةم خلةق الخةو منةم وعةدم أمةن مكةرن أو عمابةم مةع عةدم‬
‫الركةون إلةةى النعمةة فة ن لةةك إن عةوفر للمسةةلس }ةا سةةواا يلنةةر ظنةرن ويحملةةم علةى عنظةةيس وقتةةم‬
‫و غلم بالنافع المميد ويمد لك ما أ ر عن السلف ‪.‬‬
‫وحسبنا هنا ‪ :‬ما اء عن سيداا عمر بن عبد العزيز إ عقول عنم تو م فاامةة بنةت عبةد الملةك ‪:‬‬
‫ما أيت أحدا أكثر } ة وال }ياما منم وال أحدا أ ةد فرقةا مةن بةم منةم كةان يمةلي العشةاء ةس‬
‫يلل ة يبكةةي حتةةى عغلبةةم عينةةان ةةس ينتبةةم ف ة ي ةزال يبكةةي حتةةى عغلةةر عينةةان ولقةةد كةةان معةةي فةةي‬
‫الم ةراش فيةةمكر الشةةيء مةةن أمةةر اآلخةةرة فينةةتمض كمةةا ينةةتمض العمةةمو مةةن المةةاء ويلل ة يبكةةي‬
‫فأارح عليم اللحا ‪)127( .‬‬
‫وحسبنا هنا كملك مةا ةاء عةن ا مةام أبةي حنيمةة ‪ -‬النعمةان بةن ابةت ‪-‬إ يقةول عنةم }ةاحبم يزيةد‬
‫بن الكميت ‪:‬‬
‫كةةان أبةةو حنيمةةة ةةديد الخةةو مةةن اللةم ععةةالى فقةرأ بنةةا علةةي بةةن الحسةةين المةةي ن ليلةةة فةةي العشةةاء‬
‫اآلخةةرة سةةو ة كإ ا تلزلةةت} وأبةةو حنيمةةة خلمةةم فلمةةا قءةةى الم ة ة وخةةرج النةةات اظةةرت إلةةى أبةةي‬
‫حنيمة وهو ال يتمكر ويتنم فقلت‪ :‬أقوم ال يشتغ قلبم بي فلما خر ت عركةت القنةدي ولةس‬
‫يكن فيم إال تيت قلي فلئت وقد الةع الملةر وهةو قةا س وقةد أخةم بلحيةة امسةم وهةو يقةول‪ :‬يةا‬
‫من يلزح بمثقال ة خير خيرا ويا من يلزح بمثقال ة ر را أ ةر النعمةان عبةدا مةن النةا‬
‫ومما يقر مننا من السوء وأدخلةم فةي سةعة حمتةك قةال‪ :‬فأ اةت وإ ا بالقنةدي يزهةر وهةو قةا س‬
‫فلمةةا دخلةةت قةةال لةةي‪ :‬عريةةد أن عأخةةم القنةةدي ‪ ،‬قلةةت‪ :‬قةةد أ اةةت لم ة ة الغةةداة "‪ -‬فقةةال‪ :‬اكةةتس مةةا‬
‫أيت وكع كعتين و ل حتى أقمت الم ة و}لى معنا ‪)128( .‬‬

‫‪ - 13‬الحرص على التنظيم والتخطيط ألي عمل من األعمال‪:‬‬

‫‪ - 127‬انظر‪ :‬البداية والنهاية البن كثير ‪ ،2144/1‬وعنه نقل الشيخ جاسم المطوع في الوقت عمار أو دمار ‪.71/1‬‬
‫‪ - 128‬انظر‪ :‬وفيات األعيان البن خلكان ‪ 412/1‬ووعنه نقل الشيخ جاسم المطوع في الوقت عمار أو دمار ‪.71 ،71/1‬‬
‫‪72‬‬
‫وأن يحةةرص المسةةلس أال يةةدخ فةةي أح عمة مةةن العمةةال وإن كةةان بسةةيطا إال بةةالتنظيس والتخطةةيط‬
‫ف ة ن ه ةةما م ةةن ةةأام اس ةةتغ ل الوق ةةت أحس ةةن اس ةةتغ ل م ةةع ع ةةوفير اللن ةةد والتقلي ة م ةةن التك ةةاليف‬
‫والتءةةحيات وسةةيرة النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس اا}ةةة بالنمةةا ج النااقةةة بحر}ةةم }ةةلى اللةةم عليةةم‬
‫وسلس على التنظيس والتخطيط ولو لبسط العمال‪.‬‬
‫فمث ما كان ينام في سمر أو حءر إال ويكلف من يكأل الوقت ويراقبم وما كان يأك أو يشر‬
‫إال بنظةةام أو عرعيةةر خةةاص ومةةا كةةان يغةةزو أو يسةةالس إال وفةةق عنظةةيس وعخطةةيط وهكةةما سةةا ر حياعةةم‬
‫وأعمالم }لى اللم عليم وسلس‪.‬‬

‫‪ - 14‬البصيرة بواقع األعداء‪ ،‬والعواقب المترتبة على فوضى الوقت‪:‬‬


‫وأن يكون المسلس بميرا بواقع العداء وأانس ال يءيعون لحظة بغير عم وأن إهدا وقتم أو عدم‬
‫اسةةتغ لم االسةةتغ ل المةةحيق يعنةةي عمكةةن هةةيالء العةةداء مةةن قةةا المةةة فءة عةةن اءةةر اللةةم‬
‫وسخطم في الدايا واآلخرة على النحو المح قدمنا‪.‬‬

‫‪ - 15‬الحرص على لزوم الجماعة‪ ،‬ونبذ العزلة أو التفرد‪:‬‬


‫وأن يظة المسةةلس م تمةةا اللماع ةة اابةةما و اء ظنةةرن العزلةةة أو التمةةرد فة ن اللماعةةة إن كااةةت مدكةةة‬
‫لمنمتنا بميرة بأمرها انءت بوا بنةا احةو هةما المسةلس فتةنظس لةم وقتةم وعملةين بالنةافع المميةد‬
‫ب ة وعتابعةةم وعحاسةةبم علةةى التم ةريط أو التءةةييع مقتميةةة فةةي لةةك هةةدح سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم‬
‫وسلس‪.‬‬
‫إ كان مةن هديةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس أن يقةوم مةن اللية لثةم ةس ينةام سدسةم ةس يمةلي المةبق‬
‫ويء يمكر بم حتةى عطلةع الشةم وعرعمةع قةد مةق فيمةلي الءةحى ويتنةاول اعامةم وينمةر‬
‫إلى وا باعم احو المسلمين ومننس أهلةم وأحمةادن ةس يمةلي الظنةر وينةام القيلولةة ويمةلي العمةر‬
‫ويظ في حا ة المسلمين إلى العشاء وفي همن ال ناء يتناول عشاءن إن كاات بم حا ة إلى هما‬

‫‪73‬‬
‫العشاء س يملي العشاء وينام مبكرا أو يسمر بعض الوقت في ممالق المسلمين إن قمر الننا‬
‫عةةن عغطيةةة هةةمن الممةةالق ةةس ينةةام ولةةس يكةةن ينسةةى حةةق بداةةم مةةن الرياضةةة كالمشةةي أو العةةدو أو‬
‫الممةا عة أو كةو الخية أو الرمةي فتحةاول اللماعةة عطبيةةق هةما النةدح مةع كة مسةلس وعتةولى‬
‫متابعتم ومحاسبتم فتحميم بملك من التمريط والتءييع‪.‬‬

‫‪ - 16‬التأكيوود علووى الموعوود بالنسووبة للزائ ورين مووع لباقووه الووتخلص موون الفضوووليين أو شووغلهم‬
‫بالنافع المفيد ‪:‬‬
‫وال بد من أن يعود المسلس الزا رين على أال عتس تيا ة بغير موعةد حماظةا علةى الوقةت وعةوفيرا لللنةد وأن‬
‫يكةةون لبقةةا فةةي الةةتخل مةةن المء ةوليين كةةأن يمةةنع معنةةس مةةا كةةان يمةةنعم بعةةض السةةلف إ كةةان يةةأمر‬
‫ا يتةم أن عةةدو دا ةةرة وأن عءةةع أ}ةةبعنا فةةي وسةةط هةمن الةةدا رة وعقةةول‪ :‬سةةيدح لةةي هنةةا أح لةةي فةةي‬
‫داخ الدا رة وهي }ةادقة أو مةا يمةنعم أحةد العلمةاء الةدعاة المعا}ةرين بةأن يءةع عمامتةم و بتةم علةى‬
‫مشةةلر خلةةف البةةا ف ة ن ةةاء فء ةولي و مقةةم مةةن قةةر بالبةةا لةةب عمامتةةم و بتةةم إينامةةا لةةم بأاةةم‬
‫خا ج لوا ر أو لمنمة وفع يعتم لم ويخرج قلي ويعود فة ن أبةى هةما المءةولي إال الةدخول عمة‬
‫على غلم بالنافع المميد وعلى احو مةا كةان يمةنع ابةن اللةوتح إ كةان يقمةر الكة م معنةس اسةتعلاال‬
‫للم ةرا أو يعةةد أعمةةاال ععنيةةم وال يمنةةع إالاتهةةا مةةن المحاد ةةة والك ة م مث ة عقطيةةع الو ا التةةي يكتةةر‬
‫فينا وبرح الق م وحزم الدفاعر واحون ودواك علربتم في لك بنمنما إ يقول‪:‬‬
‫" لقةةد أيةةت خلقةةا كثيةرا يلةةرون معةةي فيمةةا قةةد اعتةةادن النةةات مةةن كثةةرة الزيةةا ة ويسةةمون لةةك التةةردد خدمةةة‬
‫ويطلبون الللوت ويلرون فيم أحاديث النةات ومةا ال يعنةي ويتخللةم ايبةة وهةما ةيء يمعلةم فةي تماانةا‬
‫كثي ةرا مةةن النةةات و بمةةا البةةم المةةزو وعشةةو إليةةم واسةةتوحش مةةن الوحةةدة خمو}ةةا فةةي أيةةام التنةةااي‬
‫والعيةةاد فت ةراهس يمشةةي بعءةةنس إلةةى بعةةض وال يقتمةةرون علةةى الننةةاء والس ة م ب ة يمز ةةون لةةك بمةةا‬
‫كرعةةم مةةن عءةةييع الزمةةان فلمةةا أيةةت الزمةةان أ ةةر ةةيء والوا ةةر ااتنةةاتن بمعة الخيةةر كرهةةت لةةك‬
‫وبقيةةت معنةةس بةةين أمةرين‪ :‬إن أاكةةرت علةةينس وقعةةت وحشةةة لموضةةع قطةةع المةةألو وإن عقبلتةةم مةةننس ضةةاع‬
‫الزمان فمرت أدافع اللقاء ندح ف ا البت قمرت في الك م لععل المرا ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ةةس أع ةةددت أعم ةةاال ال عمن ةةع م ةةن المحاد ةةة لوق ةةات لق ةةا نس ل ةةئ يمء ةةي الزم ةةان فا اة ةاي فلعل ةةت م ةةن‬
‫المستعد للقا نس قطع الكااد ‪ -‬أح الةو ‪ -‬وبةرح القة م وحةزم الةدفاعر فة ن هةمن ال ةياء البةد مننةا‬
‫وال عحتاج إلى فكر وحءو قلر فأ }دعنا لوقات تيا عنس لئ يءيع يء من وقتي " ‪)129( .‬‬

‫‪ - 129‬انظر‪ :‬سوانح وتأمالت في قيمة الزمن ص ‪ 38 ،344‬نقال عن صيد الخاطر‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫اآلفة التاسعة عشرة‬
‫التسويف‬

‫واآلفةةة التاسةةعة عشةةرة التةةي عمةةير ام ةراي مةةن العةةاملين ب ة ال يكةةاد يسةةلس مننةةا إال أ}ةةحا النمةةس‬
‫العالية وا ادات القوية والعزا س المادقة إاما هي‪" :‬التسويف"‪.‬‬
‫وحتةى يةتخل مننةةا مةن أ}ةةيبوا بنةا ويتقينةةا ويتلنبنةا مةةن سةلمنس اللةةم ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬مننةا ف انةةا‬
‫سنعري لنا ب ن اللم من اللواار التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التسويف‪:‬‬

‫لغة‬
‫التسويف لغة يطلق على معان عدة امكر مننا‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الت ةةأخير والمماال ةةة يقة ةال‪ :‬س ةةو يس ةةو عس ةةويما أخ ةةر ومااة ة ي ةةيخر ويمااة ة ع ةةأخيراي‬
‫ومماالة وسو حر يدخ على المع المءةا ع فيخممةم ل سةتقبال وداللتةم التةأخير يقةال‪:‬‬
‫سو أسافر‪.‬‬
‫‪ -‬والتنوي يقال‪ :‬س سو المر عسةويماي معنةى هولةم وضةخس مةن ةأام ومنةم قولةم ععةالى‪ :‬كلكة‬
‫اب ةةأ مس ةةتقر وس ةةو ععلم ةةون} ( الاع ةةام‪ )48 :‬ك ه ةةس ي ةةأكلوا ويتمتع ة ةوا ويلنن ةةس المة ة فس ةةو‬
‫يعلمون} (الحلر‪.)3 :‬‬
‫ج ‪ -‬والوعد يقال‪ :‬سو بالحسنة عسويماي يعني وعد بنا مسةتقب ي ومنةم قولةم ععةالى‪ :‬كومةن يقاعة‬
‫فةةي سةةبي اللةةم فيقت ة أو يغلةةر فسةةو ايعيةةم أ ةرا عظيمةةا} (النسةةاء‪ )84 :‬كوسةةو يةةيت اللةةم‬
‫الميمنين أ را عظيما} ( النساء‪.)144 :‬‬

‫‪74‬‬
‫د ‪ -‬والوعيةد يقةةال‪ :‬سةو بالسةةيئة عسةةويما يعنةي عوعةةد بنةةا مسةتقب ومنةةم قولةةم ععةالى‪ :‬كقةةال أمةةا‬
‫من ظلس فسو اعمبةم ةس يةرد إلةى بةم فيعمبةم عةمابا اكةرا} ( الكنةف‪ )78 :‬كفخلةف مةن بعةدهس‬
‫خلف أضاعوا الم ة واعبعوا الشنوات فسو يلقون ايا} ( مريس‪)130( . )11 :‬‬
‫وعنةةدح أاةةم ال ععةةا ي بةةين هةةمن المعةةااي ميع ةاي إ هةةي وعةةدا أو وعيةةدا أو عنةةوي إامةةا عةةرد إلةةى‬
‫معنى التأخير أو التأ ي والمماالة‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫أمةةا معنةةى التسةةويف ا}ةةط حاي فنةةو المماالةةة أو التأ ي ة علةةى سةةبي التنوي ة والتءةةخيس لتنميةةم‬
‫المطلو وعدا كان أو وعيدا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وضع التسويف في ميزان اإلسالم مع بعض ما يدل عليه من سمات ومظاهر‪:‬‬
‫والتسةةويف بنةةما المعنةةى لةةي مةةمموما كلةةم ولةةي محمةةودا كلةةم بة منةةم مةةا هةةو مةةمموم ومنةةم مةةا هةةو‬
‫محمود‪.‬‬
‫فأما الممموم ‪ :‬فنةو التأ ية أو التةأخير لتنميةم المطلةو بغيةر مبةر أو مقتءةى وهةو الةمح ابةم إليةم‬
‫الحق ‪ -‬عبا ا وععالى ‪ -‬بقولم‪ :‬كوأامقوا من ما تقناكس من قب أن يأعي أحدكس الموت فيقةول‬
‫لةةوال أخرعنةةي إلةةى أ ة قريةةر فأ}ةةد وأكةةن مةةن المةةالحين} ( المنةةافقون‪ )11 :‬كحتةةى إ ا ةةاء‬
‫أحةةدهس المةةوت قةةال ا عةةون لعلةةي أعم ة }ةةالحا فيمةةا عركةةت} (الميمنةةون‪ )11 :‬كك ة إ ا‬
‫دكت ال ي دكا دكا و اء بك والملك }ما }ماي و يء يومئم بلننس يومئم يتمكر ا اسان وأاى‬
‫لم المكرى يقول يا ليتني قدمت لحياعي} (الملةر‪ ) 24-21 :‬كاعبعةوا أحسةن مةا أاةزل إلةيكس مةن‬
‫بكس من قب أن يأعيكس العما بغتة وأاتس ال عشعرون أن عقول ام يا حسرعي على ما فراةت فةي‬
‫نةةر اللةةم وإن كنةةت لمةةن السةةاخرين أو عقةةول لةةو أن اللةةم هةةدااي لكنةةت مةةن المتقةةين أو عقةةول حةةين‬

‫‪ - 130‬انظر‪ :‬الصحاح في اللغة والعلوم ص ‪ ،114‬والمعجم الوجيز ص ‪ ،321‬وبصائر ذوي التمييز ‪.387/3‬‬
‫‪78‬‬
‫عرى العما لو أن لي كةرة فةأكون مةن المحسةنين} ( الزمةر‪ .) 17-11 :‬كمةا ابةم إليةم النبةي }ةلى‬
‫اللم عليم وسلس بقولم‪" :‬باد وا بالعمال المالحة سبعا‪ :‬ه عنتظرون إال فقرأ منسيا أو انى مطغيا‬
‫أو مرضا ممسدا أو هرما ممندا أو موعا ملنزا أو الد ال فشر اا ر ينتظةر أو السةاعة فالسةاعة‬
‫أدهةةى وأمةةر" (‪" )131‬ااتةةنس خمسةةا قب ة خم ة ‪ :‬ةةبابك قب ة هرمةةك و}ةةحتك قب ة سةةقمك‬
‫واناا قب فقرا وفرااك قب غلك وحياعك قب موعك" ‪)132( .‬‬
‫وأمةةا المحمةةود ‪ :‬فنةةو التنوي ة أو الوعةةد والوعيةةد دفعةةا لمع ة خيةةر أو عةةرا ةةر أو عرقبةةا وااتظةةا اي‬
‫للحظة مناسبة وفر}ة مواعية ويةدلنا علةى حسةن هةما النةوع مةن التسةويف و ودن فةي كة م الحةق ‪-‬‬
‫عبا ا وععالى ‪ -‬في كتابم الكريس إ يقول سبحاام ‪ :‬كومن يمع لك عدوااا وظلما فسو امليم‬
‫اا ا}(النساء‪ )31 :‬كإن المين كمروا ي ياعنةا سةو اضمةلينس اةا ا} (النسةاء‪ )14 :‬كوسةو يةيت‬
‫اللم المةيمنين أ ةرا عظيمةا} (النسةاء) كفسةو يةأعي اللةم بقةوم يحةبنس ويحبواةم} (الما ةدة‪)14 :‬‬
‫كإن هةةما لمكةةر مكرعمةةون فةةي المدينةةة لتخر ةوا مننةةا أهلنةةا فسةةو ععلمةةون} (الع ةرا ) كك ة‬
‫سةةو ععلمةةون ةةس ك ة سةةو ععلمةةون} (التك ةا ر‪ )4-3 :‬كمةةا يةةدلنا علةةى حسةةن هةةما النةةوع مةةن‬
‫التسويف و ودن على لسان بعض الابياء كما حكى القران الكريس‪:‬‬
‫فقةةد الةةر أوالد يعقةةو مةةن أبةةينس أن يعمةةو عةةننس وأن يسةةتغمر لنةةس بنةةس بعةةد أن أدك ةوا خطةةأهس‬
‫الةةمح وقع ةوا فيةةم بشةةأن يوسةةف عليةةم الس ة م قةةا لين‪ :‬كيةةا أبااةةا اسةةتغمر لنةةا اوبن ةا إاةةا كنةةا خةةاائين}‬
‫(يوسةةف‪ )18:‬فةةرد علةةينس قةةا ‪ :‬كسةةو أسةةتغمر لكةةس بةةي إاةةم هةةو الغمةةو الةةرحيس} ( يوسةةف‪:‬‬
‫‪.)17‬‬
‫وامق اةوح قومةم فلمةا أعرضةوا وكةمبوا عوعةدهس قا ة ‪ :‬كفسةو ععلمةون مةن يأعيةم عةما يخزيةم}‬
‫(هود‪ )31 :‬ومث لك }نع عير عليم الس م فقال‪ :‬كسو ععلمةون مةن يأعيةم عةما يخزيةم‬
‫ومن هو كا } ( هود‪.)13 :‬‬

‫‪ - 131‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬


‫‪ - 132‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫وأما السمات أو المظاهر الدالة على التسويف فكثيرة نذكر منها‪:‬‬

‫أو اةةدا‬ ‫أو سةأعو‬ ‫‪ - 1‬البقةاء علةى المعمةية مةع الوعةد بالتوبةة بةةأن يقةول العا}ةي‪ :‬سةو أعةو‬
‫أعو وهكما‪.‬‬
‫‪ - 2‬عأ ي عم اليوم إلى الغد بغير مبر وال مقتءى بأن يقول المسلس‪ :‬ادا أفع كما أو أامم‬
‫كما مما يلزم أن يكون فعلم أو عنميمن عوا وحاال وال يمع وال ينمةم‪ .‬ومثالةم مةن الواقةع أن يكلةف‬
‫محاضةةر أو مةةر بالتحءةةير لموضةةوع مةةا قبلةةم بوقةةت كةةا ويظة يةةيخرن ويةةيخرن حتةةى يةةدخ عليةةم‬
‫الوقت وما }نع يئا أو }نع يئا ولكنم ال يمكر‪ ...‬وهكما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب التسويف‪:‬‬

‫والسبا أو البواعث التي عوقع في التسويف كثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬األسرة التي تبنى حياتها على التسويف أو تدليل األوالد‪:‬‬


‫إ قد ينشأ المسلس في أسرة بنت حياعنا على التسةويف فةال والم وال ةداد وا خةوة الكبةا‬
‫اا قون من ممر ؤوسنس إلى أخم أقدامنس في الخطاء ويعدون بالتغيير وال عغيير ولنس أمااي‬
‫اويلة وعريءة وال عنمم وال عطبق وقد عبغي السةرة حياعنةا علةى عةدلي الوالد القةا س علةى الحنةو‬
‫والشمقة الملاوتين للحد فيندفع االبن إلى أداء المعةرو محاكةاة للكبةا فتمنعةم السةرة مةن أداء‬
‫هما المعرو بحلة }غرن وعدم إااقتم وععدن ب فساح الملال لم في المستقب ويتكر لك في‬
‫ك مرة حتى يرث هما االبن خلق التسويف‪.‬‬
‫ولعلنا في ضوء هما السبر امنس السر في عأكيدن }ةلى اللةم عليةم وسةلس علةى ضةرو ة الوفةاء لةألوالد‬
‫إ ا عةةس وعةةدهس بشةةيء وإال كةةان لةةك ععويةةدا لةةألوالد علةةى الكةةم اظةرا لاةةم عسةةويف والتسةةويف‬
‫‪71‬‬
‫أوسةةع أبةوا الكةةم إ يقةةول عبةةد اللةةم بةةن عةةامر‪ :‬دعتنةةي أمةةي يومةةا و سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم‬
‫وسةةلس قاعةةد فةةي بيتنةةا فقالةةت‪ :‬هةةا ععةةال أعطيةةك فقةةال لنةةا سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬ومةةا‬
‫أ دت أن ععطيم‪ "،‬قالت‪ :‬أعطيم عمرا فقال لنا سول اللم }لى اللم عليم وسةلس‪ " :‬أمةا إاةك لةو لةس‬
‫ععطيم يئا كتبت عليك كمبة " ‪)133( .‬‬
‫كمةةا امنةةس فةةي ضةةوء هةةما السةةبر أيءةةا حةةزم الامةةا مةةع أوالدهةةس دفع ةاي لنةةس إلةةى المبةةاد ة بمع ة‬
‫المعرو وقطع الطريق على التسويف وخمو}ا فةي ععويةدهس علةى المةوم منةم اعومةة أظمةا هس إ‬
‫عقةةول الربيةةع بنةةت معةةو ‪ :‬أ سة النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس اةةداة عا ةةو اء إلةةى قةةرى الامةةا ‪" :‬مةةن‬
‫أ}بق ممطرا فليتس بقية يومم ومن أ}بق }ا ما فليمس" قالت‪ :‬فكنا امومم بعد وامةوم }ةبياانا‬
‫والع لنس اللعبة من العنن (‪ )134‬ف ا بكى أحدهس على الطعام أعطينان اا حتى يكون عند‬
‫ا فطةةا (‪ )135‬وفةةي وايةةة‪ :‬ف ة ا سةةألواا الطعةةام أعطينةةاهس اللعبةةة علنةةينس حتةةى يتم ةوا }ةةومنس ‪.‬‬
‫(‪)136‬‬
‫وعن تينة أن النبي }لى اللم عليم وسلس كان يأمر مرضعاعم في عا و اء و ضعاء فاامة فيتم في‬
‫أفواهنس ويأمر أمناعنس أال يرضعن إلى اللي ‪)137( .‬‬

‫‪ - 2‬صحبة الكسالى والمسوفين‪:‬‬


‫وقةةد عكةةون }ةةحبة الكسةةالى والمسةةوفين السةةبر فةةي التسةةويف وال سةةيما إ ا كااةةت هةةمن المةةحبة‬
‫قب إيلاد الحمااة التي عحول دون ااتقال عدوى الكس والتسويف‪.‬‬

‫‪ - 133‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب في التشديد في الكذب ‪ 217/4‬رقم (‪ )4111‬قال‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬حدثنا الليث‬
‫عن ابن عجالن‪ ،‬أن رجال من موالي عبد الله ابن عامر بن ربيعة العدوي حدثه‪ ،‬عن عبد الله بن عامر‪ ،‬وساق الحديث‪ ،‬وأحمد في‬
‫المسند ‪ 448/3‬بنفس اإلسناد‪ ،‬ومولى عبد الله مجهول‪.‬‬
‫‪ - 134‬العهن هنا ‪ :‬هو الصوف الملون‪ ،‬انظر ‪ :‬اللنهاية في غريب الحديث واألثر ‪.142/3‬‬
‫‪ - 135‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االصوم‪ :‬باب صوم الصبيان ‪ ،47/3‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الصيام‪ :‬باب من أكل‬
‫في عاشوراء فليكف بقية يومه ‪ 811 ،817/2‬رقم (‪ )1134‬كالهما من حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها مرفوعا ً به وبنحوه‪.‬‬
‫‪ - 136‬هذه الرواية أخرجها مسلم في الصحيح‪ :‬كتااب الصيام‪ :‬باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه ‪ 118/2‬رقم (‪ )1134‬من‬
‫حديث خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 137‬الحديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح البباري شرح صحيح البخاري ‪ ،211/4‬وعزاه إلى ابن خزيمة في صحيحه‪ ،‬قائالً‪:‬‬
‫"وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه‪ ،‬وتوقف في صحته"‪ .‬ثم عقب عليه بقوله‪" :‬إسناده ال بأس به"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ولع هما هو السر فةي عأكيةد ا سة م علةى المةحبة الطيبةة وابةم مةا عةداها إ ةاء فةي الحةديث‬
‫قولم }لى اللم عليم وسلس‪" :‬ال عماحر إال ميمنا وال يأك اعامك إال عقي" ‪)138( .‬‬

‫‪ - 3‬ضعف ا إلرادة أو الكسل والتراخي مع النفس‪:‬‬


‫وقةةد يكةةون ضةةعف ا ادة وفتةةو العزيمةةة واةةزول النمةةة أو الكسة والتراخةةي مةةع الةةنم سةةببا مةةن‬
‫السبا التي عيدح إلى التسويف فمث بينما الوا ر ينةادح المسةلس ويلةق عليةم إ يةدعون ضةعف‬
‫ا ادة وفتو العزيمة وازول النمة أو الكس والتراخي مع النم إلى القعود عن أداء هما الوا ر‬
‫بحلة أن في الغد فسحة أو فر}ة‪.‬‬
‫ولعلنا في ضوء هما السبر امنس استعا عم }لى اللم عليم وسلس الدا مة من العلز والكس إ كان‬
‫كثيراي ما يدعو في المباح والمساء بنما الدعاء‪" :‬اللنس إاي أعو بك من العلز والكس واللبن‬
‫والنةةرم‪ )139( "...‬وفةةي وايةةة اايةةة‪" :‬اللنةةس إاةةي أعةةو بةةك مةةن النةةس والحةةزن والعلةةز والكس ة‬
‫واللبن والبخ وضلع الدين والبة الر ال " (‪ )140‬وفي واية الثة‪ " :‬اللنس إاي أعو بك من‬

‫‪ - 138‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب ااألدب‪ :‬باب من يؤمر أن يجالس ‪ ،211/4‬رقم (‪ ،)4732‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب‬
‫الزهد‪ :‬باب ما جاء في صحبة المؤمن ‪ 111/4‬رقم (‪ )2311‬كالهما من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بهذا اللفظ‪ ،‬وعقب الترمذي‬
‫عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن إنما نعرفه من هذا الوجه"‪.‬‬
‫‪ - 139‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االجهاد‪ :‬باب ما يتعوذ من الجبن ‪ ،27/4‬وكتاب التفسير‪ :‬سورة النحل‪ :‬باب قوله‬
‫تعالى‪{ :‬ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} ‪ ،113/4‬وكتاب الدعوات‪ :‬باب التعوذ من فتنة المحيا والممات ‪ ،17/7‬وباب التعوذ من أرذل‬
‫العمر ‪ ،11/7‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا بهذا اللفظ وبنحوه‪ ،‬وباب التعوذ من المأثم والمغرم ‪ 17/7‬من حديث عائشة مرفوعا‬
‫بنحوه‪ ،‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار‪ :‬باب التعوذ من العجز والكسل وغيره ‪ 2171 ،2181/4‬رقم‬
‫(‪ )2814‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا‪ ،‬وباب التعوذ من شر ما عمل‪ ،‬ومن شر ما لم يعمل ‪ 2177/4‬رقم (‪ )2822‬من حديث زيد بن‬
‫أرقم مرفوعا بنحوه‪ ،‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الصالة ‪ :‬باب في االستعاذة ‪ 11/2‬رقم (‪ )1141‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا به‬
‫وبنحوه‪ ،‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب الدعوات‪ :‬باب منه ‪ 474/1‬رقم (‪ )3474‬من حديث عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس بن‬
‫مالك مرفوعاً‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ ،‬من حديث عمرو و بن أبي عمرو"‪ ،‬ورقم (‪ )3471‬من حديث أنس‬
‫أيضا‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب االستعاذة ة باب االستعاذة من البخل‪ ،‬وباب‬
‫االستعاذة من الهم‪ ،‬وباب االستعاذة من الحزن‪ ،‬وباب االستعاذة من الكسل‪ ،‬وباب االستعاذة من العجز ‪ 411 - 448/4‬رقم (‪،8771‬‬
‫‪ )8714 ،8712 ،8711 ،8777 - 8774‬من حديث أنس ابن مالك مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الدعاء‪ :‬باب ما‬
‫تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ 1242/2‬رقم (‪ )3737‬من حديث عائشة فرعا بنحوه‪ ،‬وأحمد في المسند ‪،118 ،113/3‬‬
‫‪ ،244 ،234 ،231 ،231 ،214 ،217 ،211 ،211 ،122‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه ‪ 381/4‬من حديث زيد بن‬
‫أرقم مرفوعا بنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 140‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االدعوات‪ :‬باب التعوذ من غلبة الرجال ‪ 18 ،14/7‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا‬
‫بهذا اللفظ‪ ،‬وباب االستعاذة من الجبن والكسل ‪ 17/7‬من حديث عائشة مرفوعا‪ ،‬وأبو داود في‪ :‬السنن‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب في االستعاذة‬
‫‪ 11/2‬رقم (‪ ،)1141‬وكتاب الحروف والقراءات‪ :‬باب منه ‪ 31/4‬رقم (‪ )3182‬من حديث أنس بلفظه‪ ،‬وبنحوه‪ ،‬مطوال‪ ،‬ومختصرا‪،‬‬
‫والترمذي في‪ :‬السنن‪ :‬كتاب الدعوات‪ :‬باب منه ‪ 474/1‬رقم (‪ ،)3474‬وقد تقدمت اإلشارة إليه في الحديث الذي قبله‪ ،‬والنسائي في‬
‫‪11‬‬
‫النةس والحةةزن وأعةو بةةك مةةن العلةز والكسة وأعةةو بةك مةةن اللةبن والبخة وأعةةو بةك مةةن البةةة‬
‫الدين وقنر الر ال " ‪)141( .‬‬

‫‪ - 4‬أمن مكر الله ‪:‬‬


‫وقةةد يكةةون أمةةن مكةةر اللةةم سةةببا مةةن السةةبا التةةي عوقةةع فةةي التسةةويف إ ا اسةةان ملبةةول علةةى‬
‫المباد ة وا سراع بأداء ما يطلر منم عندما يخا وعلى التوااي والتمريط إ ا أمن ولقد أ ا‬
‫العزة إلى هما السبر عند حديثم عن الكما ومءةينس فةي كمةرهس وبةاالنس فقةال سةبحاام‪ :‬كأفةأمن‬
‫أه القرى أن يأعينس باسئنا بياعا وهس اا مون أو أمن أه القرى أن يأعينس بأسنا ضحى وهس يلعبةون‬
‫أفأمنوا مكةر اللةم فة يةأمن مكةر اللةم إال القةوم الخاسةرون} (العةرا ‪ )11-18 :‬كأأمنةتس مةن فةي‬
‫السةةماء أن يخسةةف بكةةس ال ي ف ة ا هةةي عمةةو أم أمنةةتس مةةن فةةي السةةماء أن يرس ة علةةيكس حا}ةةبا‬
‫فستعلمون كيةف اةمير} (الملةك‪ )18-14 :‬كأفةأمنوا أن عةأعينس اا ةية مةن عةما اللةم أو عةأعينس‬
‫الساعة بغتةة وهةس ال يشةعرون} (يوسةف‪ )118 :‬كأفةأمنتس أن يخسةف بكةس ااةر البةر أو يرسة‬
‫عليكس حا}با س ال علدوا لكس وكةي أم أمنةتس أن يعيةدكس فةي عةا ة أخةرى فيرسة علةيكس قا}ةما مةن‬
‫الريق فيغرقكس بما كمرعس س ال علدوا لكس علينا بم عبيعا} (ا سراء)‪.‬‬

‫‪ - 5‬طول األمل مع نسيان الموت والدار اآلخرة‪:‬‬


‫وقد يكون اول الم مع اسيان الموت والدا اآلخرة من السبا التي عيدح إلى التسويف‪.‬‬
‫يقول ا مام أبو حامد الغزالي في عموير هما السبر‪" :‬اعلس أن من لم أخةوان اا بةان وينتظةر قةدوم‬
‫أحدهما في اد وينتظر اآلخر بعد نر أو سنة فة يسةتعد للةمح يقةدم إلةى ةنر أو سةنة وإامةا‬

‫السنن الكبرى‪ :‬كتاب االستعاذة‪ :‬باب االستعاذة من الحزن ‪ 441/4‬رقم (‪ )8711‬من حديث أنس مرفوعا به‪ ،‬وأحمد في المسند ‪،111/3‬‬
‫‪ 241 ،224 ،221‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 141‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب االصالة‪ :‬باب في االستعاذة ‪ 13/2‬رقم (‪ )1111‬من حديث أبي سعيد الخدري‪ ،‬عن أبي‬
‫أمامة ‪ -‬رجل من األنصار‪ -‬في قصة طويلة مشهورة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‪" :‬قل إذا أصبحت وإذا أمسيت‪ :‬اللهم‪"...‬‬
‫الحديث‪ ،‬إال أن في إسناده غسان بن عوف وهو بصري وقد ضعف‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫يسةةتعد للةةمح ينتظةةر قدومةةم اةةدا فاالسةةتعداد اتيلةةة قةةر االاتظةةا فمةةن ااتظةةر ملةةيء المةةوت بعةةد‬
‫سنة ا تغ بالمدة واسي ما و اء المدة س يمبق ك يوم وهو منتظر للسنة بكمالنا ال يةنق‬
‫مننا اليوم المح مءى و لك يمنعم من مباد ة العم أبدا ف ام أبةدا يةرى لنمسةم متسةعا علةك السةنة‬
‫فييخر العم " ‪)142( .‬‬
‫ويقول الحافظ ابن اللةوتح فةي عمةوير امة السةبر‪" :‬يلةر علةى مةن ال يةد ح متةى يبغتةم المةوت‬
‫أن يكةةون مسةةتعدا وال يغتةةر بالشةةبا والمةةحة ف ة ن أق ة مةةن يمةةوت ال ةةيا وأكثةةر مةةن يمةةوت‬
‫الشبان ولنما يند من يكبر وقد أاشدوا‪:‬‬
‫يعمر واحد فيغر قوما وينسى من يموت من الشبا‬
‫ومن االاترا اول الم وما من افة أعظس منم ف اةم لةوال اةول المة مةا وقةع إهمةال أ}ة وإامةا‬
‫يق ةةدم المعا} ةةي وي ةةيخر التوبةةة لط ةةول الم ة وعب ةةاد الش ةةنوات وعنسةةى ا اابةةة لط ةةول ا لم ة " ‪.‬‬
‫(‪)143‬‬
‫ولع ة هةةما السةةبر يمسةةر لنةةا عحةةميرن }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس مةةن اةةول الم ة والركةةون إلةةى الةةدايا‬
‫والغملة عن اآلخرة فقد خط }لى اللم عليم وسلس خطا مربعا وخةط خطةا فةي الوسةط خا ةا منةم‬
‫وخط خططا }غا ا إلةى هةما الةمح فةي الوسةط مةن اابةم الةمح فةي الوسةط وقةال‪" :‬هةما ا اسةان‬
‫وهما أ لم محيط بم أو قد أحاط بم وهما المح هو خا ج أملم وهةمن الخطةط المةغا العةراي‬
‫(‪ )144‬ف ن أخطأن هما انشم هما وإن أخطأن هما انشم هما " ‪)145( .‬‬

‫‪ - 142‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،311/4‬وعنه نقل خلدون األحدب في سوانح وتأمالت في قيمة الزمن ص ‪.44،48‬‬
‫‪ - 143‬انظر‪ :‬صيد الخاطر البن الجوزي ص ‪.1881 ،187‬‬
‫‪ - 144‬األعراض‪ :‬هي اآلفات العارضة لإلنسان‪ ،‬بححيث إذا سلم من آفة لم يسلم من األخرى‪ ،‬وإن سلم من الجميع لم يسلم من مباغتة‬
‫األجل أو الموت‪ ،‬انظر‪ :‬قح الباري البن حجر ‪.237/11‬‬
‫‪ - 145‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االرقاق‪ :‬باب األمل وطوله ‪ ،111 ،111/7‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب القيامة‪ :‬باب‬
‫منه ‪ 147/4‬رقم (‪ ،)2414‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الزهد‪ :‬باب األمل واألجل ‪ 1414/2‬رقم (‪ ،)4231‬والدارمي في السنن‪ :‬كتاب‬
‫الرقاق‪ :‬باب في األمل واألجل ‪ ،314/2‬وأحمد في المسند ‪ 371/1‬كلهم من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا‪ ،‬واللفظ للبخاري‪ ،‬وعقب‬
‫الترمذي على روايته قائال‪" :‬هذا حديث صحيح"‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ - 6‬االستهانة باألمر مع اعتماد المرء على بعض ما وهبه الله من حول وقوة‪:‬‬
‫وقد عكون االستنااة بالمر مع اعتماد المرء على بعض ما وهبم اللم من حول وقةوة هةي السةبر فةي‬
‫التسويف‪.‬‬
‫ولعة خيةةر مةةا يشةةرح هةةما السةةبر ويلليةةم قمةةة كعةةر بةةن مالةةك ضةةي اللةةم عنةةم وعخلمةةم عةةن اةةزوة‬
‫عبةةوا إ يحكةةي عةةن امسةةم فيقةةول‪ ..." :‬كةةان مةةن خبةةرح أاةةي لةةس أكةةن قةةط أقةةوى وال أيسةةر حةةين‬
‫عخلمةت منةةم فةةي علةةك الغةزاة واللةةم مةةا ا تمعةةت عنةدح قبلةةم احلتةةان قةةط حتةةى معتنمةةا فةةي علةةك‬
‫الغزوة ولس يكن سول اللم }لى اللم عليم وسلس يريد ازوة إال و ى بغيرها حتى كاات علك الغزوة‬
‫ازاهةةا سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي حةةر ةةديد واسةةتقب سةةمرا بعيةةدا ومغةةاتا وعةةدوا كثيةرا‬
‫فللى للمسلمين أمرهس ليتأهبوا أهبة ازوهس فأخبرهس بو نم المح يريد والمسلمون مةع سةول اللةم‬
‫}لى اللم عليم وسلس كثير وال يلمعنس كتا حةافظ ‪ -‬يريةد الةديوان ‪ -‬قةال كعةر‪ :‬فمةا ة يريةد‬
‫أن يتغير إال ظن أن سيخمي لم مةا لةس ينةزل فيةم وحةي اللةم واةزا سةول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‬
‫علك الغزوة حين اابت الثما والظ ل وعلنز سول اللم }لى اللةم عليةم وسةلس والمسةلمون معةم‬
‫فطمقت أادو لكي أعلنز معنس فأ ع ولس أقةض ةيئا فةأقول فةي امسةي أاةا قةاد عليةم فلةس يةزل‬
‫يتمادى بي حتى ا تد بالنات اللد فأ}بق سول اللم }لى اللم عليم وسلس والمسلمون معم ولس‬
‫أقةةض مةةن نةةاتح ةةيئا فقلةةت‪ :‬أعلنةةز بعةةدن بيةةوم أو يةةومين ةةس ألحقنةةس فغةةدوت بعةةد أن فمةةلوا‬
‫لعلنز فر عت ولس أقض يئا س ادوت ةس عةت ولةس أقةض ةيئا فلةس يةزل بةي حتةى أسةرعوا‬
‫وعما ط الغزو وهممت أن أ عح فأدكنس ‪ -‬وليتني فعلت ‪ -‬فلس يقد لي لك " ‪)146( .‬‬

‫‪ - 7‬التعويل على عفو الله ومغفرته مع نسيان شدة أخذه وعقابه ‪:‬‬

‫‪ - 146‬انظر‪ :‬صيد الخاطر البن الجوزي ص ‪.314‬‬


‫‪14‬‬
‫وقد يكون التعوي على عمو اللم ومغمرعم مع اسيان دة أخمن سبحاام وعقابم هةو السةبر فةي‬
‫الوقةةوع فةةي افةةة التسةةويف وقةةد سةةبق الحةةافظ ابةةن اللةةوتح إلةةى هةةما السةةبر فقةةال ‪ -‬بعةةد أن كةةر‬
‫سببين للتسويف‪:‬‬
‫حيس وينسى أام ديد العقةا ولةو علةس أن‬ ‫(‪ ...‬والثالث‪ :‬اء الرحمة فيرى العا}ي يقول‪:‬‬
‫حمتةةم ليسةةت قةةة إ لةةو كااةةت كةةملك لمةةا بةق عمةةمو وال الةةس امة وعقابةةم ايةةر مةةأمون ف اةةم‬
‫رع قطع اليد الشريمة بسرقة خمسة قرا يط) ‪)147( .‬‬

‫‪ - 8‬عدم المتابعة والمحاسبة من اآلخرين‪:‬‬


‫وقةةد يكةةون السةةبر فةةي التسةةويف إامةةا هةةو عةةدم المتابعةةة والمحاسةةبة اآلخ ةرين لةةك أن المسةةلمين‬
‫بعءةةنس أوليةةاء بعةةض ومقتءةةى هةةمن الواليةةة ينمةةق بعءةةنس بعءةاي وأن يتةةابع بعءةةنس بعءةةا ب ة أن‬
‫يحاس ةةر بعء ةةنس بعء ةةا وه ةةما ه ةةو الم ةةر ب ةةالمعرو والنن ةةي ع ةةن المنك ةةر المش ةةا إلينم ةةا ف ةةي قول ةةم‬
‫سةةبحاام‪ :‬كوالميمنةةون والميمنةةات بعءةةنس أوليةةاء بعةةض يةةأمرون بةةالمعرو ويننةةون عةةن المنكةةر} (‬
‫التوبة‪ )81 :‬وعندما عغير همن الوالية مةن حيةاة المسةلمين فة عكةون متابعةة وال محاسةبة يتلةرأ‬
‫النات على ا همال ويقع التسويف ‪.‬‬

‫‪ - 9‬االنغماس في المعاصي والسيئات‪:‬‬


‫وقد يكون االاغمات في المعا}ي والسيئات إاما هو السبر في التسويف لك أن كثرة المعا}ةي‬
‫والسيئات عقسي القلر وعكون من ةأن هةمن المعا}ةي وعلةك السةيئات المةر الةمح يمكةن أن‬
‫ييدح إلى ا همال والوقوع في التسويف‪.‬‬
‫ولقةةد ألمةةق إلةةى لةةك سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس عنةةدما قةةال‪ ..." :‬وإن المةةا ر يةةرى اوبةةم‬
‫كمبا مر على أامم فقال بم هكما" ‪)148( .‬‬

‫‪ - 147‬انظر‪ :‬صيد الخاطر البن الجوزي ص ‪.314‬‬


‫‪ - 148‬الخبر سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪" :‬التفريط في عمل اليوم والليلة"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ - 11‬عدم تقدير العواقب واآلثار المترتبة على التسويف‪:‬‬
‫وأخيرا قد يكون عدم عقدير العواقر واآل ا المترعبة على التسويف إاما هو السةبر فةي الوقةوع فةي‬
‫ه ةةما التس ةةويف ل ةةك أن ا اس ةةان ب ةةول عل ةةى ع ةةأخير الش ةةيء والتة ةوااي في ةةم إ ا ل ةةس يق ةةد عواقب ةةم‬
‫الوخيمةةة وا ةةا ن السةةيئة ولعة لةةك مةةن بةةين السةةبا التةةي أدت إلةةى أن عكةةون أكثةةر أحكةةام ديننةةا‬
‫الحنيف معللة مقرواة بحكمة التشريع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آثار التسويف‪:‬‬

‫وللتسويف ا ا ضا ة وعواقر وخيمة سواء على العاملين أو على العم ا س مي ودواك ارفا‬
‫من همن اآل ا وعلك العواقر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬على العاملين‪:‬‬

‫أما ا ا التسويف على العاملين فكثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬الحسرة والندم في وقت ال تنفع فيه الحسرة والندم‪:‬‬


‫لةةك أن المسةةو يقءةةي دهةةرن متعةةديا علةةى حةةدود اللةةم ممراةاي فةةي نبةةم حتةةى إ ا ةةاءن المةةوت‬
‫وكشةةف عنةةم الغطةةاء وعةةاين المةةو علةةى حقيقتنمةةا يتحسةةر وينةةدم ويتمنةةى التةةأخير أو الر عةةة إلةةى‬
‫الدايا ليتدا ا أمةرن وأاةى لةم لةك وقةد ضةاعت منةم المر}ةة وفةات الوان يقةول ععةالى‪ :‬كحتةى إ ا‬
‫اء أحدهس الموت قال ا عون لعلي أعم }الحا فيما عركةت كة إانةا كلمةة هةو قا لنةا ومةن‬
‫و ا نس برت إلى يوم يبعثون} ( الميمنةون‪ )111-11 :‬كوأامقةوا مةن مةا تقنةاكس مةن قبة أن يةأعي‬
‫أحدكس الموت فيقول لوال أخرعني إلى أ قرير فا}ةد وأكةن مةن المةالحين ولةن يةيخر اللةم‬

‫‪14‬‬
‫امسةةا إ ا ةةاء أ لنةةا واللةةم خبيةةر بمةةا ععلمةةون} ( المنةةافقون‪ )11-11 :‬كولةةو عةةرى إ وقمةوا علةةى‬
‫النا فقالوا يا ليتنا ارد وال اكم ب يات بنا واكون من الميمنين}( الاعام‪.)28 :‬‬

‫‪ - 2‬الحرمان من األجر والثواب‪:‬‬


‫وهةةو كةةملك بتعديةةم علةةى ح ةدود اللةةم وعمريطةةم فةةي نبةةم سةةبحاام حةةرم امسةةم مةةن كثيةةر مةةن ال ةةر‬
‫والثة ةوا وم ةةا قيم ةةة ا اس ةةان ا ةةدا إ ا لق ةةي ب ةةم بغي ةةر أ ةةر وال مثوب ةةة إن قيمت ةةم إ ن أن يك ةةون م ةةن‬
‫أ}ةةحا اللحةةيس وعلةةك هةةي الخسةةا ة الحقيقيةةة و}ةةد اللةةم الةةمح يقةةول‪ :‬كإن الخاسةرين الةةمين‬
‫خسروا أامسنس وأهلينس يوم القيامة أال لك هو الخسران المبين لنس من فوقنس ظلة مةن النةا ومةن‬
‫عح ةةتنس ظلة ة } (الزم ةةر‪ )11 :‬كإن الخاسة ةرين ال ةةمين خس ةةروا أامس ةةنس وأهل ةةينس ي ةةوم القيام ةةة أال إن‬
‫الظالمين في عما مقيس} (الشو ى‪.)41 :‬‬

‫‪ - 3‬تراكم الذنوب‪ ،‬وصعوبة التوبة ‪:‬‬


‫والتسويف ييدح إلةى عةراكس الةماو وإ ا عراكمةت الةماو قلةت علةى المةرء وحةا حيةرة ةديدة‬
‫بأينا يبدأ وبأينا ينتني المر المح ييول بم إلى استثقال التوبة و}عوبتنا وواقةع العمةاة والمةمابين‬
‫في ك عمر وممر خير اهد على لك ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تراكم ا ألعمال‪ ،‬وصعوبة األداء ‪:‬‬


‫وقد يةيدح التسةويف إلةى عةراكس العمةال وعةزاحس العبةاء فة يةد ح المةرء أينةا يقةدم وأينةا يةيخر‬
‫ومن س يتشتت فكرن ويءيع سعيم ويمبق أمرن فراا وال يمكن أن ينلز وا باي من الوا بات ‪.‬‬

‫‪ - 5‬ضياع الهيبة‪ ،‬وعدم القدرة على التأثير في الناس‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫وهو بتعديم على حدود اللم وعمريطم في نبةم سةبحاام وعةدم قيامةم بوا بةم احةو بةم واحةو امسةم‬
‫و ويةةم واحةةو أمتةةم عءةةيع هيبتةةم مةةن }ةةدو النةةات وال يةةتمكن مةةن إعقةةان أح عمة مةةن العمةةال‬
‫المةةر الةةمح يمقةةدن القةةد ة علةةى التةةأ ير فةةي النةةات وإ ا ضةةاعت هيبةةة المسةةلس مةةن }ةةدو النةةات فقةةد‬
‫القد ة على التأ ير فينس واستوى معنس وكيف يستوح معنس والممةروي أاةم إمةامنس و ا ةدهس كمةا‬
‫قةةال سةةبحاام‪ :‬كوكةةملك علنةةاكس أمةةة وسةةطا لتكوا ةوا ةةنداء علةةى النةةات ويكةةون الرسةةول علةةيكس‬
‫ني ةةدا} ( البقةةرة ‪ )143:‬كملةةة أبةةيكس إب ةراهيس هةةو سةةماكس المسةةلمين مةةن قب ة وفةةي هةةما ليكةةون‬
‫الرسول نيدا عليكس وعكواوا نداء على النات} ( الحج ‪.)87 :‬‬

‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي ‪:‬‬

‫وأما ا ا التسويف على العم ا س مي فكثيرة أيءا وامكر مننا ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تطويق العمل اإلسالمي ‪:‬‬


‫المر المح ييدح إلةى اةول الطريةق وكثةرة التكةاليف لةك أن التسةويف ينتنةي بأ}ةحابم إلةى ضةياع‬
‫النيبةة وفقةدان عنمةةر التةأ ير فةي النةةات كمةا قةدمنا المةةر الةمح يطمةع العةةدو ويقلة مةن الامةةا‬
‫وبملك يسن عطويق هما العم وعكثر التكاليف وعطول الطريق ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحرمان من العون والمدد اإللهي ‪:‬‬


‫و لةةك أن مةةن سةةنتم سةةبحاام فةةي خلقةةم أاةةم ال يمةةنحنس عواةةم وال مةةددن وهةةس مسةةوفون متعةةدون علةةى‬
‫حدود اللم ممراون في نبم سبحاام وإ ا حرم العم ا سة مي عواةم ومةددن سةبحاام فعلةى هةما‬
‫العم الس م ولن يم إلى مبتغان وإن ععلق بأسبا السماء ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬عالج التسويف‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫ومةةا دمنةةا قةةد وقمنةةا علةةى ماهيةةة ومظةةاهر وأسةةبا وا ةةا التسةةويف ف اةةم يسةةن علينةةا اآلن أن اسةةعى‬
‫احو الع ج والوقاية ب أن امف هما الع ج وهمن الوقاية و لك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أخةةم الةةنم بةةالحزم وقةةوة العزيمةةة ولن عتعةةر الةةنم اليةةوم لتسةةتريق اةةدا خيةةر لنةةا مةةن أن‬
‫عستريق اليوم وعتعر ادا وأيءا لن مكر اللةم ايةر مةأمون والمةوت يةأعي بغتةة وإ ا لةس يةأت بغتةة‬
‫ف ام يسبقم المري س يكون الموت وهو سبحاام يقول‪ :‬كوأايبوا إلى بكس وأسلموا لم من قب أن‬
‫يأعيكس العما س ال عنمرون واعبعوا أحسن ما أازل إليكس من بكس من قب أن يأعيكس العما بغتة‬
‫وأاتس ال عشعرون أن عقول امر يا حسرعي على ما فرات في نر اللم وإن كنةت لمةن السةاخرين أو‬
‫عقةةول لةةو أن اللةةم هةةدااي لكنةةت مةةن المتقةةين أو عقةةول حةةين عةةرى العةةما لةةو أن لةةي كةةرة فةةأكون مةةن‬
‫المحسنين قد اءعك اياعي فكمبت بنا واستكبرت وكنت من الكةافرين} (الزمر‪.)11-14 :‬‬
‫‪ - 2‬عةةمكير الةةنم دومةاي بةةأن التسةةويف علةةز وضةةعف وخةةو ولةةي مةةن سةةمات المسةةلس العلةةز‬
‫والءعف والخو ب إن ا اسان إ ا كان معتزا ب اساايتم ف ام يأبى علينا همن الو}ا وإن مث‬
‫هما التمكير إن كان }ادقا واامعلت بم النم ف ام سيقودها حتمةا إلةى التشةمير والمسةا عة بتةرا‬
‫المحظو والمكرون وفع المأمو والمحبو و ضي اللةم عةن سةيداا عمةر حةين قةال ‪ " :‬مةن القةوة‬
‫أال عيخر عم اليوم إلى الغد " ‪)149( .‬‬
‫‪ - 3‬دوام الدعاء والءراعة إلى اللم ‪ -‬عز و ‪ -‬بالتحر مةن العلةز والكسة علةى احةو مةا قةدمنا‬
‫فةةي دعةةاء وضةراعة النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي المةةباح والمسةةاء فة ن الةةدعاء هةةو العبةةادة وهةةو‬
‫سبحاام يقول‪ :‬كادعواي أستلر لكس إن المين يستكبرون عن عبةادعي سةيدخلون نةنس داخةرين}‬
‫( اةةافر‪ )41 :‬كوإ ا سةةألك عبةةادح عنةةي فة اي قريةةر أ يةةر دعةةوة الةةداع إ ا دعةةان فليسةةتليبوا لةةي‬
‫ولييمنوا بي لعلنس ير دون} (البقرة‪.)174 :‬‬

‫‪ - 149‬الخبر سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪" :‬التفريط ني عمل اليوم والليلة"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ - 4‬أن عأخةةم البيةةوت امسةةنا بةةالحزم والعةةزم حتةةى ال عمسةةد النا ةةئة مةةن الوالد وعلةةى الوالد مةةن‬
‫ااةةر اخةةر أن يشةةبوا علةةى ععلةةس وععةةاليس الكتةةا والسةةنة وأن يزاةوا كة عمةةر بنمةةا فمةةا وافقنمةةا‬
‫فنو الحق وعلينس اعباعم وما خالمنما فنو الباا وعلينس ا تنابم‪.‬‬
‫‪ - 1‬االاس مةن }ةحبة الكسةالى والمسةوفين واال عمةاء بةين يةدح وح الحةزم والعةزم والقةوة‬
‫ف ن لك من أام أن يحم على ملاهدة النم وأخمها بالحزم والعزم والقوة‪.‬‬
‫‪ - 4‬دوام معايشة الكتا والسنة ف ن همن المعايشةة عكةون سةببا فةي معرفةة اللةم حةق المعرفةة وإ ا‬
‫عر المسلس بةم حةق المعرفةة قءةى عمةرن وكأامةا يمشةي علةى اللمةر بحيةث ال عمةر عليةم لحظةة‬
‫إال وهو فينا ميدح ما عليم مستعد للقاء اللم ‪-‬عز و ‪.‬‬
‫‪ - 8‬االحترات من المعا}ي والسيئات بأال يقع فينا المسلس أ} وإن وقع باد بالتوبةة فة ن أكثةر‬
‫التسويف مبعثم االاغمات في المعا}ي والسيئات على النحو المح كراا في السةبا بة ويشةمع‬
‫لةك بمزيةد مةن الطاعةات‪ :‬فةرا ض واوافة حتةى علةين الللةود واللةوا ح وعةر القلةو بةمكر اللةةم‬
‫فتنشط النم من عقالنا وعتخل من التسويف‪.‬‬
‫‪ - 7‬عةةمكر المةةوت والةةدا اآلخةةرة علةةى الةةدوام فةةان مثة هةةما التةةمكر ممةةا يقلة عمةةر الةةدايا فةةي اظةةر‬
‫المسةةلس وينةةون مةةن ةةأن تخرفنةةا وتهرعنةةا وتينتنةةا ويحملةةم علةةى المبةةاد ة بالتوبةةة وأداء الحقةةو‬
‫لموينا وإن ق الحم وعظمت التكاليف ‪.‬‬
‫‪ - 1‬معايشةةة الس ةةلف ف ةةي اظ ةرعنس إلةةى التس ةةويف وامةةو هس منةةم ام ةةو ا ةةديدا ق ةةوال وفع ة فك ةرا‬
‫وسلوكا وسبق قول أمير الميمنين عمةر بةن الخطةا ‪( :‬مةن القةوة أال عةيخر عمة اليةوم إلةى الغةد) ‪.‬‬
‫(‪)150‬‬
‫وهما عمر بن عبد العزيز ضي اللم عنم وقد فرغ من دفن سليمان بن عبد الملك الخليمة المح كان‬
‫قبلم وااتنى من الخطبة التي افتتق بنا حكمم بعد أن بايعم النات ينزل عن المنبر ويتلم إلى بيتم‬

‫‪ - 150‬انظر‪ :‬صور من حياة التابعين للدكتور عبدد الرحمن الباشا ‪ 144 - 137/1‬بتصرف‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ويةةأوح إلةةى حلرعةةم يبتغةةي أن يمةةير سةةاعة مةةن الراحةةة بعةةد هةةما اللنةةد و لةةك العنةةاء اللةةمين كةةان‬
‫فينما منم وفاة الخليمة سليمان بن عبد الملك‪.‬‬
‫ومةةا يكةةاد يسةةلس نبةةم إلةةى مءةةلعم حتةةى يقب ة عليةةم ولةةدن عبةةد الملةةك ‪ -‬وكةةان يومئةةم يتلةةم احةةو‬
‫السابعة عشرة من عمرن ‪ -‬ويقةول لةم‪ :‬مةا ا عريةد أن عمةنع يةا أميةر المةيمنين‪ ،‬فقةال‪ :‬يةا بنةي أ يةد أن‬
‫أام ةةو قل ةةي فل ةةس عب ةةق ف ةةي س ةةدح ااق ةةة فق ةةال‪ :‬أعغم ةةو قبة ة أن ع ةةرد المظ ةةالس إل ةةى أهلن ةةا ي ةةا أمي ةةر‬
‫الميمنين‪ ،‬فقال‪ :‬أح بني إاي قد سنرت البا حةة فةي عمةك سةليمان وإاةي إ ا حةان الظنةر }ةليت‬
‫في النات و ددت المظالس إلى أهلنا إن اء اللم فقال‪ :‬ومن لك يا أمير المةيمنين بةان ععةيش إلةى‬
‫الظنةةر‪ ،‬فألنبةةت هةةمن الكلمةةة عزيمةةة عمةةر وأاةةا ت النةةوم مةةن عينيةةم وبعثةةت القةةوة والعةةزم فةةي سةةدن‬
‫المتعر وقال‪ :‬ادن مني أح بني فداا منم فءمم إليم وقب ما بين عينيم وقال‪ :‬الحمد للم المح‬
‫أخرج من }لبي من يعينني على ديني س قام وأمر أن ينادح في النات‪ :‬أال مةن كااةت لةم مظلمةة‬
‫فليرفعنا ‪)151( .‬‬
‫وقةةال لقمةةان البنةةم‪ :‬يةةا بنةةي ال عةةيخر التوبةةة ف ة ن المةةوت يةةأعي بغتةةة ومةةن عةةرا المبةةاد ة إلةةى التوبةةة‬
‫بالتسويف كان بةين خطةرين عظيمةين أحةدهما ‪ :‬أن عتةراكس الظلمةة علةى قلبةم مةن المعا}ةي حتةى‬
‫يمةةير ينةةا وابعةةا فة يقبة المحةةو الثةةااي‪ :‬أن يعا لةةم المةةري أو المةةوت فة يلةةد منلةةة ل ةةتغال‬
‫بالمحو ‪)152( .‬‬
‫وعن أبي إسحا قال ‪ :‬قي لر من عبد القي في مرضم‪ :‬أو}نا قال‪ :‬أام عكس سو ‪)153( .‬‬
‫وأو}ى مامة بن بلاد السلمي قومم فقال‪ :‬أح قوم أام عكس سو أعمة سةو أ}ةلي سةو‬
‫أ}وم ‪)154( .‬‬

‫‪ - 151‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.12/4‬‬


‫‪ - 152‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪.12/4‬‬
‫‪ - 153‬األثر أخرجه ابن المبارك في الزهد‪ :‬باب التحضيض على طاعة الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ص ‪ 1‬بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 154‬األثر أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ‪ 1‬ببهذا اللفظ ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ويقول الحسن البمرح ضي اللم عنم إياا والتسويف فااك بيومك ولست بغدا قال‪ :‬ف ن يكن‬
‫اد لك فك فيم ‪ -‬أح اعم عم عكون بةم كيسةا‪ -‬كمةا كسةت فةي اليةوم وإال يكةن الغةد لةك‬
‫لس عندم على ما فرات في اليوم ‪)155( .‬‬
‫وقال المنم ‪ :‬سةمعت مالةك بةن دينةا يقةول لنمسةم‪ :‬ويحةك بةاد ح قبة أن يأعيةك ويحةك بةاد ح‬
‫قب أن يأعيك المر‪ .‬حتى كر لك ستين مرة أسمعم وال يرااي ‪)156( .‬‬
‫وا تند سيداا أبو موسى ال عرح ضي اللم عنم قب موعم ا تنادا ديدا فقي لم‪ :‬لو أمسكت‬
‫أو فقةت بنمسةةك بعةض الرفةةق فقةةال‪ :‬إن الخية إ ا أ سةةلت فقا بةةت أت ملراهةا أخر ةةت ميةةع‬
‫ما عندها والمح بقي من أ لي أق من لك قال‪ :‬فلس يزل حتى مات ‪)157( .‬‬
‫‪ - 11‬أن عقوم المة كلنا على المستوى القيادح واير القيةادح فةي متابعةة ومحاسةبة المسةوفين‬
‫ف ن همن المتابعة وعلك المحاسبة عقطع الطريق على الةنم وعحةول بيننةا وبةين التسةويف وهةما‬
‫من حق المة على بعءنا البعض و}د اللم العظيس‪ :‬كوالميمنون والميمنةات بعءةنس أوليةاء بعةض‬
‫ي ةةأمرون ب ةةالمعرو وينن ةةون ع ةةن المنك ةةر ويقيم ةةون المة ة ة وييع ةةون الزك ةةاة ويطيع ةةون الل ةةم و سة ةولم}(‬
‫التوبة‪.)81:‬‬
‫‪ - 11‬عدم االستنااة بأح أمر من المو وإن كان هما المةر بسةيطا واليقةين بةأن المةر كلةم للةم‬
‫والمر}ة التي في يدا اآلن قد عءيع منك ادا ‪.‬‬
‫‪ - 12‬التةةمكير الةةدا ر بالعواقةةر واآل ةةا المترعبةةة علةةى التسةةويف فةةان هةةما التةةمكير مةةن ةةأام أن‬
‫يشةةحم النمةةس والع ةزا س وأن يقءةةي علةةى التسةةويف عنةةد مةةن كةةان لةةم قلةةر أو ألقةةى السةةمع وهةةو‬
‫نيد‪.‬‬

‫‪ - 155‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،312/4‬وعنه نقل خلدون األحدب في سوانح وتأمالت ص ‪.47‬‬
‫‪ - 156‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،312/4‬وعنه نقل خلدون األحدب في سوانح وتأمالت ص ‪.47‬‬
‫‪ - 157‬انظر‪ :‬إحياء علوم الدين للغزالي ‪ ،312/4‬وعنه نقل خلدون األحدب في سوانح وتأمالت ص ‪.47‬‬
‫‪112‬‬
‫اآلفة العشرون‬
‫التشاؤم‬

‫واآلفةة العشةرون التةي أ}ةةابت وعمةير امةرا مةن العةةاملين بة ومةن ايةر العةةاملين ولةس يسةلس مننةةا إال‬
‫من حبان اللم ‪ -‬عز و ‪ -‬إيمااا }ادقا ويقينا عاما إاما هي‪( :‬التشاؤم)‪.‬‬
‫وحتةى يةتخل مةن هةمن اآلفةة مةةن ابتلةي بنةا ويتوقاهةا مةن سةةلمم اللةم ‪ -‬عبةا ا وععةالى ‪-‬مننةا ف انةةا‬
‫سنعري لنا من اللواار التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التشاؤم‪:‬‬

‫لغة‬
‫يطلق التشاؤم في اللغة على معان عدة وأهمنا‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التطير أو مةا يقابة التيةامن يقةال‪ :‬عشةاءم منةم أح عطيةر وعشةاءم بةم أح عةدن ةيما ال يمةن فيةم‬
‫وال خير و لك أن العر في اللاهلية كااوا إ ا أ ادوا أمرا من المو سمرا أو توا ا أو سيرا امروا‬
‫الطيةةر وت ةةرون فة ن مةةال ااحيةةة اليمةةين عمةةاءلوا ومءةوا لتنميةةم مةةا يريةةدون وإن مةةال ااحيةةة الشةةمال‬
‫عشاءموا وقعدوا عن إعمام وبلةوغ مةا قمةدون وإن لةس عمة ال إلةى هةمن وال إلةى علةك أعةادوا عنميةر‬
‫الطيةةر وت ةةرن وسةةمي هةةما كلةةم عطيةرا كمةةا سةةمي القعةةود عةةن أداء الوا ةةر اتيلةةة مي ة الطيةةر ااحيةةة‬
‫الشمال عطيرا أح عشاؤما وكةااوا فةي أحةايين أخةرى يبنةون أمةو حيةاعنس علةى ملةرد حركةة الطيةر أو‬
‫الوحش ف ن كااوا سا رين في اريقنس مءاء أمةر مةا و أوا الخيةر أو الةوحش فلةأة أو كةان الطيةر‬
‫أو الوحش واقما وحين اهس ولى وأدبر عطيروا أح عشاءموا و عوا‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬عوهس أو عوقع الشةر يقةال‪ :‬عشةاءم مةن المةر أو مةن فة ن أح عةوهس وعوقةع الشةر مةن ااحيتةم‬
‫ومنةةم قية لهة النةةا ‪ :‬أ}ةةحا المشةةأمة للعةةما أو الشةةر الةةمح ينةةزل بنةةس بسةةبر كمةةرهس وسةةوء‬
‫أعمةةالنس فةةي الحيةةاة الةةدايا قةةال ععةةالى‪ :‬كوالةةمين كمةةروا ب ياعنةةا هةةس أ}ةةحا المشةةأمة علةةينس اةةا‬
‫مي}دة} (البلد‪.)21-11 :‬‬
‫ومنم ما يحكى عن العا س أانس كااوا يتشاءمون عند الخروج بالغداة برؤيةة المةبي يةمهر بةم إلةى‬
‫المعلةةس ويتيمنةةون إ ا خر ةوا للحا ةةة و أوا }ةةبيا ير ةةع مةةن عنةةد المعلةةس إلةةى بيتةةم ويتشةةاءمون برؤيةةة‬
‫الس ةةقاء وعل ةةى ظن ةةرن قرب ةةة ممل ةةوءة مش ةةدودة ويتيمن ةةون برؤي ةةة ف ةةا غ الس ةةقاء ممتوح ةةة ويتش ةةاءمون‬
‫بالحمال المثق بالحمة والدابةة المةوقرة ويتيمنةون بالحمةال الةمح وضةع حملةم ويحكةي والدابةة‬
‫التي حط عننا حملنا‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إساءة الظن بك يء في الو ود خالقا أو مخلوقا عاق أو اير عاق ‪)158( .‬‬
‫وعندح أام ال ععا ي بةين هةمن المعةااي اللغويةة ميعةا إ التطيةر أو عوقةع الشةر والمكةرون مةا هةو‬
‫إال أ ر من ا ا سوء الظن بك يء في الحياة ‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫أما ععريف التشاؤم في الممطلق الشرعي والدعوح فيتلخ في‪:‬‬
‫التطيةةر أو عةةوهس حمةةول الشةةر والمكةةرون بمةةو ة عةةيدح إلةةى القعةةود عةةن أداء الوا ةةر أو علةةى القة‬
‫الكس والتوااي والتراخي اتيلة إساءة الظن بك يء في هما الو ود أو في همن الحياة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور أو مظاهر التشاؤم مع بيان وضعه في ميزان اإلسالم‪:‬‬

‫وامكر مننا‪:‬‬ ‫وللتشاؤم بنما المعنى المح قدمنا }و كثيرة ومظاهر عدة عدل عليم وبنا يعر‬

‫‪ - 158‬انظر‪ :‬المعجم الوسيط ‪ 477/1‬بتصرف‪ ،‬والمننهاج في شعب اإليمان‪ :‬للحليمي ‪ ،21/2‬وفتح الباري البن حجر ‪.213 ،212/11‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ - 1‬عدم االستلابة للةدعوة التةي عنةادح بالمشةاكة فةي العمة اللمةاعي مةن أ ة التمكةين لمةننج‬
‫اللةةم فةةي ال ي مةةن ديةةد علةةى أسةةات أن ا سة م عقيةةدة وعبةةادة وخلةةق وعشةريع أو هةو ديةةن‬
‫ودولةةة يشةةم الحيةةاعين ميعةةا الةةدايا واآلخةةرة بةةدعوى أن عةةدواا يموقنةةا عةةددا وعةةدة وهةةو اآلن‬
‫الممس ةةك بخناقن ةةا والمو ةةم للحي ةةاة وأي ةةن اح ةةن إ ن م ةةن ه ةةما الع ةةدو‪ ،‬ال من ةةاص لن ةةا إال القع ةةود‬
‫واالستس م حتى الموت أو أن يقءي اللم أمرا كان ممعوال‪.‬‬
‫‪ - 2‬المشاكة في العمة اللمةاعي القةا س علةى عمةو أاةم ال دخة لاسة م فةي السياسةة اظةرا لمةا‬
‫يلرن هما التمةو ‪ -‬وهةو أن ا سة م ديةن ودولةة ‪ -‬مةن محةن و ةدا د وابةت ءات ةند بنةا واقةع‬
‫المة المسلمة منم سقوط الخ فة ا س مية إلى اليوم‪.‬‬
‫‪ - 3‬المشاكة في العم اللماعي لاس م على أسات أن هةما ا سة م ديةن ودولةة ولكةن بنمةة‬
‫ااتلةةة وعزيمةةة ضةةعيمة وإ ادة فةةاعرة يأسةةا وقنواةةا مةةن أانةةا منمةةا عملنةةا فة يمكةةن أبةةدا أن الحةةق‬
‫بعدواا فء عن أن اسبقم أو أن اموقم‪.‬‬
‫‪ - 4‬التثبةةيط مةةن همةةس وع ةزا س العةةاملين لةةدين اللةةم بمةةد و ديةةة بةةدعوى ا ةةما والرحمةةة بنةةما‬
‫المنف من النات وأام ال داعي أن يتعر هيالء أامسنس وأن يلروا علينا من المحن والشدا د ما‬
‫ال يعلمم إال اللم وال سيما وقد }ا المر بأيدح أعدا نس وأولئك اليوم هس حكام العالس وساستم‬
‫في النظام العةالمي اللديةد حسةبنس أن يكواةوا ‪ -‬هةس وأهلةوهس وأوالدهةس و ووهةس ‪ -‬مسةلمين فةي‬
‫أامسةةنس وال ةةأن لنةةس بةةاآلخرين إ الحةةق ‪ -‬عبةةا ا وععةةالى ‪ -‬يقةةول‪ :‬كيةةا أينةةا الةةمين امنةوا علةةيكس‬
‫أامسكس ال يءركس من ض إ ا اهتديتس} (الما دة‪.)111 :‬‬
‫‪ - 1‬النظر لك ما هو أ نبي من أ خاص وأفكا وإاتةاج بعةين ا كبةا وا ة ل واالحتةرام‬
‫والتةةوقير أمةةا مةةا هةةو وانةةي مةةن أ ةةخاص وأفكةةا وإاتةةاج فينظةةر إليةةم بعةةين االحتقةةا والسةةخرية‬
‫واالتد اء واالستنزاء‪.‬‬
‫‪ - 4‬اليأت من حمة اللةم وعمةون بسةبر كثةرة المعا}ةي والسةيئات وعمةو أن اللةم ةديد العقةا‬
‫فقط وأام لن يغمر ولن يعمو ولن يتلاوت بحال من الحوال‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ - 8‬عمةةديق دعايةةات أعةةداء اللةةم وأعةةداء المةةة ا س ة مية القا مةةة علةةى الةةد وقلةةر الحقةةا ق‬
‫والنية مةةن ا سة م والمسةةلمين والرفةةع مةةن ةةأن ا الكمةةر والكةةافرين بحيةةث يسةةلس لةةك فةةي انايةةة‬
‫المطا إلى القطيعة للمسلمين والمواالة للكافرين‪.‬‬
‫‪ - 7‬الخةةو مةةن بعةةض الح ةوادث اليوميةةة العاديةةة والتةةي هةةي ةةزء مةةن قءةةاء اللةةم وقةةد ن ككسةةر‬
‫بعض الوااي أو ااطماء الممابيق أو }را وبكةاء بعةض الوالد بمةو ة مسةتمرة أو وقةوع مكةرون‬
‫عنةةد ولةةوج بعةةض المةةاكن المباكةةة كالمسةةا د مةةث ةةس القعةةود عةةن أداء بعةةض الوا بةةات بسةةبر‬
‫لك‪.‬‬
‫‪ - 1‬الخةةو مةةن لقةةاء المعةةروفين بالحسةةد أو بالسةةحر والكنااةةة وعةةدم اعبةةاع الحكمةةة فةةي دعةةوة‬
‫هيالء ومداواعنس كي يقلعوا عما هس فيم من ر وباا ‪.‬‬
‫همن هي أهس }و أو مظاهر التشاؤم‪.‬‬
‫أما عن وضع هما التشاؤم في ميزان ا س م فيتلخ من خ ل النظر في النموص الشرعية‪:‬‬
‫أن التش ةةاؤم أو التطي ةةر إن ك ةةان مل ةةرد ع ةةوهس أو عوق ةةع حم ةةول الش ةةر اتيل ةةة حة ةوادث معين ةةة أ بت ةةت‬
‫التلا والمما سة }حتنا أو }دقنا مع اعتقاد أن المر كلم للم ولي لنةمن الحةوادث أداةى‬
‫أ ر على النم إال ب ن اللم ب لس عمةرفم هةمن الحةوادث عةن المءةي فةي اريقةم وعنميةم مةرادن إن‬
‫كان المر كملك فة ةيء فيةم لن مثة هةما التةوهس أو التوقةع ةيء فطةرح فةي الةنم ا اسةااية‬
‫ومةةا مةةن إاسةةان إال ويخةةا الشةةر وينقةةبض منةةم ويمةةرح بةةالخير وينةةش ويةةبش لةةم وبنةةما المعنةةى‬
‫ةةاءت النم ةةوص إ يق ةةول } ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪ " :‬ةةة ال يسةةلس مةةننن أح ةةد الطيةةرة والظ ةةن‬
‫والحسةةد ف ة ا عطيةةرت ف ة عر ةةع و إ ا حسةةدت ف ة عبةةغ وإ ا ظننةةت فة عحقةةق" (‪" )159‬إ ا‬
‫عطيرعس فامءوا وعلى اللم فتوكلوا " (‪" )160‬لةن ينةال الةد ات العة مةن عكنةن أو استقسةس أو‬

‫‪ - 159‬الحديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح البباري ‪ ،213/11‬وعزاه إلى ابن عدي في الكامل‪ ،‬قائال‪" :‬وأخرج ابن عدي بسند في عن‬
‫أبي هريرة رفعه‪ ...‬الحديث)‪.‬‬
‫‪ - 160‬الحديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح البباري ‪ ،213/11‬وعزاه إلى ابن عدي في الكامل‪ ،‬قائال‪" :‬وأخرج ابن عدي بسند في عن‬
‫أبي هريرة رفعه‪ ...‬الحديث)‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫ةةع مةةن سةةمر عطي ةرا" (‪" )161‬الطيةةرة ةةرا ‪ -‬ومةةا منةةا إال عطيةةر‪-‬ولكةةن اللةةم يمهبةةم بالتوك ة " ‪.‬‬
‫(‪)162‬‬
‫وقةةد علةةق الحةةافظ ابةةن حلةةر علةةى الحةةديث الخيةةر بقولةةم‪" :‬وإامةةا عة لةةك ةةركا العتقةةادهس أن‬
‫لك يللر امعاي أو يةدفع ضةراي فكةأانس أ ةركون مةع اللةم ععةالى وقولةم‪" :‬ولكةن اللةم يمهبةم بالتوكة‬
‫"إ ا ة إلى أن من وقع لم لك فسلس اللم ولس يعبأ بةالطيرة أاةم ال يياخةم بمةا عةري لةم مةن لةك"‬
‫‪)163( .‬‬
‫أما إن كان عوهس أو عوقع الشر لحوادث معينة دافعا لماحبم أن يقعد عن أداء دو ن والقيام بوا بم‬
‫اعتقةةادا منةةم أن لنةةمن الحةوادث أ ةرا فيمةةا يمةةيبم دون أن يةةرد المةةر كلةةم للةةم فةةملك ةةرا وهةةو حةرام‬
‫ممموم يو ر لماحبم عدم المغمرة ومن ةس الخلةود فةي النةا إ يقةول عبةا ا وععةالى‪ :‬كإن اللةم ال‬
‫يغمر أن يضشرا بم ويغمر ما دون لك لمن يشاء} (النساء‪.)114 :‬‬
‫وإ يقول }لى اللم عليم وسلس‪" :‬ال عدوى وال ايرة الشيم فةي ة ث فةي المةرأة والةدا والدابةة"‬
‫(‪)164‬‬
‫"ال عدوى وال ايرة وال هامة وال }مر" (‪" )165‬ال ايرة وخيرها المةأل" قةالوا‪ :‬ومةا المةأل يةا‬
‫سةةول اللةةم‪ ،‬قةةال‪" :‬الكلمةةة المةةالحة يسةةمعنا أحةةدكس" (‪" )166‬ال عةةدوى وال ايةةرة ويعلبنةةي‬
‫المأل المالق ‪ :‬الكلمة الحسنة " (‪" )167‬العين حق وأ}د الطيرة المأل" ‪)168( .‬‬

‫‪ - 161‬الحديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح البباري ‪ ،213/11‬وعزاه إلى الطبراني عن أبي الدرداء‪ ،‬رفعه‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪:‬‬
‫"ورجاله ثقات‪ ،‬إال أنني أظن أن فيه انقطاعا‪ ،‬وله شاهد عن عمران بن حصين‪ ،‬وأخرجه البزار في أثناء حديث بسند جيد"‪.‬‬
‫‪ - 162‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.213/11‬‬
‫‪ - 163‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.213/11‬‬
‫‪ - 164‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب‪ :‬باب الطيرة‪ ،‬وباب ال عدوى ‪ ،181 ،184/8‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب السالم‪ :‬باب‬
‫الطيرة والفأل‪ ،‬وما يكون فيه من الشؤم ‪ 1848/4‬رقم (‪ )2221‬كالهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا به‪ ،‬وأبو داود في‬
‫السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب في ‪ :‬الطيرة ‪ 11/4‬رقم (‪ )3121‬من حديث سعد بن مالك مرفوعا‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 171 ،184/1‬من حديث‬
‫سعد بن مالك مرفوعا‪ 113/2 ،‬من حديث ابن عمر مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 165‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االطب‪ :‬باب ال هامة ‪ ،181/8‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب السالم‪ :‬باب ال عدوى وال‬
‫طيرة وال هامة‪ ،‬وال صفر ‪ 1843/4‬رقم (‪ ،)2221‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب في الطيرة ‪ 18/4‬رقم (‪ ،)3111‬كلهم من‬
‫حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب من كان يعجبه الفأل‪ ،‬ويكره الطيرة ‪ 1181/2‬رقم‬
‫(‪ )3131‬من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وقال عنه البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه ‪:87 ،88/4‬‬
‫"هذا إسناد صحيح‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 327 ،241/1‬من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا‪ 222/2 ،‬من حديث‬
‫عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬ولكن بلفظ‪" :‬ال عدوى‪ ،‬وال طيرة‪ ،‬وال هامة‪ ،‬وال حسد‪ ،‬والعين حق"‪،248/2 ،‬‬
‫‪ 478 ،434 ،421 ،328‬من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫و كرت الطيرة عندن }لى اللم عليم وسلس فقال‪" :‬خيرها المأل وال عرد مسلما فة ا أى أحةدكس مةا‬
‫يكرن فليق ‪ :‬اللنس ال يأعي بالحسةنات إال أاةت وال يةدفع السةيئات إال أاةت وال حةول وال قةوة إال‬
‫باللم" ‪)169( .‬‬
‫وكان }لى اللم عليم وسلس يعلبم المأل ويكرن الطيرة ‪)170( .‬‬
‫فنةةمن النمةةوص وايرهةةا قااعةةة الداللةةة فةةي حرمةةة الطيةةرة والتشةةاؤم لن لةةك كلةةم ةةرا يلةةر علةةى‬
‫}احبم خسا ة الدايا واآلخرة‪.‬‬
‫ااية ما في المر أام قد يقال‪ :‬كيف يكون هما ركاي وكيف يلحقم المم وقد أباح النبي }لى اللةم‬
‫عليةةم وسةةلس اوعةةا منةةم وهةةو التمةةاؤل حيةةث قةةال‪" :‬وخيرهةةا المةةأل" أو "ويعلبنةةي المةةأل المةةالق"‪.،‬‬
‫واللةوا ‪ :‬أن هةةما لةةي إباحةةة للطيةةرة وإامةةا هةةو مةةن بةةا قةةول العةةر ‪" :‬المةةيف أحةةر مةةن الشةةتاء"‬
‫يعنةةي‪ :‬المةةأل فةةي بابةةم أبلةةغ مةةن الطيةةرة فةةي بابنةةا وبةةا المةةأل هةةو التيةةامن كمةةا أن بةةا الطيةةرة هةةو‬
‫التشاؤم ‪)171( .‬‬

‫‪ - 166‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االطب‪ :‬باب الفأل ‪ 181/8‬من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ‪،‬‬
‫ومسلم ني الصحيح‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب الطيرة والفال‪ ،‬وما يكون فيه من الشؤم ‪ 1844/4‬رقم (‪ ،)2224 ،2223‬من حديث أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬وأبي هريرة كليهما مرفوعا‪ .‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب في الطيرة ‪ 17/4‬رقم (‪ )3114‬من حديث أنس بن مالك‬
‫مرفوعا بلفظ‪" :‬ال عدوى‪ ،‬وال طيرة‪ ،‬ويعجبني الفأل الصالح‪ ،‬والفأل الصالح الكلمة الحسنة" وكان هذه الرواية بيان لما أجمل في رواية‬
‫البخاري من قوله‪" :‬ويعجبني الفأل الصالح‪ :‬الكلمة الحسنة"‪ ،‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب السير‪ :‬باب ما جاء في الطيرة ‪ 4/137‬رقم‬
‫(‪ )1411‬من حديث أنس مرفوعا‪ ،‬وقال عنه‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب من كان يعجبه الفأل‪،‬‬
‫ويكره الطيرة ‪ 1181/2‬رقم (‪ )3138‬من حديث أنس مرفوعا ومختصرا‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 118/2‬من حديث أبي هريرة مرفوعا‪،‬‬
‫‪ 287 ،288 ،284 ،211 ،187 ،183 ،114 ،131 ،117/3‬من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 167‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االطب‪ :‬باب الفأل ‪ 181/8‬من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ‪،‬‬
‫ومسلم ني الصحيح‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب الطيرة والفال‪ ،‬وما يكون فيه من الشؤم ‪ 1844/4‬رقم (‪ ،)2224 ،2223‬من حديث أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬وأبي هريرة كليهما مرفوعا‪ .‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب في الطيرة ‪ 17/4‬رقم (‪ )3114‬من حديث أنس بن مالك‬
‫مرفوعا بلفظ‪" :‬ال عدوى‪ ،‬وال طيرة‪ ،‬ويعجبني الفأل الصالح‪ ،‬والفأل الصالح الكلمة الحسنة" وكان هذه الرواية بيان لما أجمل في رواية‬
‫البخاري من قوله‪" :‬ويعجبني الفأل الصالح‪ :‬الكلمة الحسنة"‪ ،‬والترمذي في السنن‪ :‬كتاب السير‪ :‬باب ما جاء في الطيرة ‪ 4/137‬رقم‬
‫(‪ ) 1411‬من حديث أنس مرفوعا‪ ،‬وقال عنه‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب من كان يعجبه الفأل‪،‬‬
‫ويكره الطيرة ‪ 1181/2‬رقم (‪ )3138‬من حديث أنس مرفوعا ومختصرا‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 118/2‬من حديث أبي هريرة مرفوعا‪،‬‬
‫‪ 287 ،288 ،284 ،211 ،187 ،183 ،114 ،131 ،117/3‬من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا به‪ ،‬وبنحوه ‪.‬‬
‫‪ - 168‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللطب‪ :‬باب ما جاء أن العين حق‪ ،‬والغسل لها ‪ 348/4‬رقم (‪ )214‬من حديث حابس‬
‫التميمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‪" :‬ال شيء في الهام‪،‬والعين حق" وأورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري‬
‫‪ ،214/11‬وعزاه إلى الترمذي ولكن بلفظ‪" :‬العين حق‪ ،‬وأصدق‪ ،‬الطيرة الفأل‪ ،،‬ولعله نقله من حفظه‪ ،‬وإال فقد تقدم لفظ الترمذي‪.‬‬
‫‪ - 169‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب االطب‪ :‬باب في الطيرة ‪ 11/4‬رقم (‪ )3111‬من حديث عروة بن عامر القرشي‪ ،‬وال‬
‫صحبة له تصح‪ ،‬فعلى هذا يكون الحديث مرسال‪.‬‬
‫‪ - 170‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ 214/11‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ - 171‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ 214/11‬بتصرف‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫ويقوح لك الحاديث الكثيرة الدالةة علةى حرمةة التطيةر وقةد مءةت والحاديةث الدالةة علةى إباحةة‬
‫التماؤل ومننا‪ :‬أام }لى اللم عليم وسلس إ ا خرج لحا تةم يعلبةم أن يسةمع‪" :‬يةا الةيق يةا ا ةد"‬
‫(‪ )172‬وأام }لى اللم عليم وسلمكان ال يتطير من ةيء وكةان إ ا بعةث عةام يسةأل عةن اسةمم‬
‫ف ا أعلبم فرح بم وإن كرن اسمم ؤح كراهةة لةك فةي و نةم وإ ا دخة قريةة سةأل عةن اسةمنا‪...‬‬
‫الحديث ‪)173( .‬‬
‫يقول ا مام الحليمي }احر المنناج في عر ا يمان‪" :‬وإاما كان }ةلى اللةم عليةم وسةلس يعلبةم‬
‫المأل لن التشاؤم سوء ظن باللم ععالى بغير سبر محقق والتماؤل حسن ظن بم والميمن مةأمو‬
‫بحسن الظن باللم ععالى على ك حال" ‪)174( .‬‬
‫ويقول ا مام الطيبةي‪" :‬معنةى التةرخ فةي المةأل والمنةع مةن الطيةرة هةو أن الشةخ لةو أى ةيئا‬
‫فظنةةم حسةةنا محرضةةا علةةى الةةر حا تةةم فليمع ة ل ةك وإن ان بغيةةر لةةك ف ة يقبلةةم ب ة يمءةةي‬
‫لسبيلم فلو قب وااتنى عن المءي فنو الطيرة التي اختمت بأن عستعم في الشيم" ‪)175( .‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب التشاؤم‪:‬‬

‫وهمن البواعث‪:‬‬ ‫وللتشاؤم أسبا كثيرة عيدح إليم وبواعث عدة عوقع فيم وأهس علك ا لسبا‬

‫‪ - 1‬عدم معرفة الله حق المعرفة‪:‬‬


‫لةةك أن المةةرء إ ا لةةس يعةةر بةةم حةةق المعرفةةة مةةن أاةةم ‪ -‬سةةبحاام ‪ -‬مو}ةةو بالكمةةال واللة ة ل‪:‬‬
‫كعبا ا اسةس بةك ح اللة ل وا كةرام} ( الةرحمن‪ )87 :‬فنةو الخةالق المالةك المةدبر النا}ةر‬

‫‪ - 172‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللشر‪ :‬باب ما جاء في الطب ‪ 137/4‬رقم (‪ )1414‬من حديث أنس بن مالك مرفوعا بهذا‬
‫اللفظ‪ ،‬وعقب عليه بقوله‪" :‬هذا حديث حسن غريب صحيح"‪.‬‬
‫‪ - 173‬الحديث أخرجه أبو داود في السنن‪ :‬كتاب االطب‪ :‬باب في الطيرة ‪ 11/4‬رقم (‪ )3121‬في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا‬
‫بهذا اللفظ‪ ،‬وحسنه ابن حجر في فتح الباري ‪.211/11‬‬
‫‪ - 174‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.211/11‬‬
‫‪ - 175‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.211/11‬‬
‫‪111‬‬
‫لهلم وأوليا م الرحيس بنس المنتقس من أعدا م الممل لكبريا نس المح يمنة وال ينمة إلةى ايةر‬
‫لةةك مةةن المةةمات إ ا لةةس يعةةر المةةرء هةةما ف اةةم يسةةيء ظنةةم بربةةم وال يثةةق بةةم ويتمةةو أاةةم مةةأخو‬
‫بمابم ال محالة ف عمو وال }مق وأام لن يييد ولن ينمر ب بما ااقلر هما الظةن ومةا يلةرن‬
‫من عدم الثقة باللم إلى أن يعتقد قةد ن المخلوقةات وا عبةاط الحةوادث اليوميةة بالغيةر فيتةولى هةيالء‬
‫المخلوقين من دون اللم ويكون التطير والتشاؤم‪.‬‬
‫ومةةن أ ة حمايةةة المسةةلس مةةن مثة هةةما الظةةن السةةيء ألةةزم اللةةم المسةةلس التأمة المسةةتمر فةةي الةةنم‬
‫وفي الكون و ع هما التأم اريقا لمعرفة اللم حق المعرفة وعمام الثقة واليقين فقال ‪ -‬سبحاام‪:‬‬
‫كوفي ال ي ايات للموقنين وفي أامسكس أف عبمرون} (الما يات‪ ) 21-21 :‬كسنرينس اياعنةا‬
‫فةةي اآلفةةا وفةةي أامسةةنس حتةةى يتبةةين لنةةس أاةةم الحةةق} (فمةةلت‪ ) 13 :‬كوقة الحمةةد للةةم سةةيريكس‬
‫اياعم فتعرفوانا} (النم ‪.)13 :‬‬
‫كما عولى القران التعريف باللم بمو ة عزع الثقةة واليقةين بةم سةبحاام وععةالى وكةان لةك منةم بةدأت‬
‫ايةةات الةةوحي عتنةةزل علةةى سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس حتةةى خةةتس هةةما الةةوحي يقةةول سةةبحاام‪:‬‬
‫كاقرأ باسس بك المح خلق خلق ا اسان من علق اقرأ و بك الكرم المح علس بةالقلس علةس ا اسةان‬
‫مةةا لةةس يعلةةس} (العلةةق) كالحمةةد للةةم العةةالمين الةةرحمن الةةرحيس مالةةك يةةوم الدي ةةن‪( }...‬سةةو ة‬
‫الماعحةة) كعبةا ا الةمح بيةدن الملةك وهةو علةى كة ةيء قةدير الةمح خلةق المةوت والحيةاة ليبلةوكس‬
‫أيكس أحسن عم وهو العزيز الغمو الةمح خلةق سةبع سةموات اباقةا مةا عةرى فةي خلةق الةرحمن مةن‬
‫عمةةاوت فةةا ع البمةةر ه ة عةةرى مةةن فطةةو ةةس ا ةةع البمةةر ك ةرعين ينقلةةر إليةةك البمةةر خاسةةئا وهةةو‬
‫حسير} (الملةك‪ )4 -1:‬إلى اير لك من اآليات‪.‬‬
‫وعةولى النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس لةةك أيءةةا فقةةال فةةي بيةةان قد عةةم سةةبحاام‪" :‬بينمةةا ة يسةةو‬
‫بقرة إ كبنا فءربنا فقالت‪ :‬إاا لس اخلق لنما إاما خلقنا للحةرث" فقةال النةات‪ :‬سةبحان اللةم‬
‫في انمم إ عدا‬ ‫بقرة عتكلس فقال‪" :‬إاي أومن بنما أاا وأبو بكر وعمر وما هما سس وبينما‬
‫الم ر فمهر مننا بشاة فطلر حتى كأاةم اسةتنقمها منةم فقةال لةم الةم ر‪ :‬هةما اسةتنقمها منةي‬

‫‪111‬‬
‫فمن لنا يوم السبع يةوم ال اعةي لنةا ايةرح" فقةال النةات‪ :‬سةبحان اللةم‪ :‬ةر يةتكلس قةال‪" :‬فة اي‬
‫أؤمن بنما أاا وأبو بكر وعمر‪ :‬وما هما س" ‪)176( .‬‬
‫وقال في بيان إمنالم للظالمين س أخمهس أخم عزيز مقتد ‪" :‬إن اللم ليملي للظالس حتى إ ا أخمن‬
‫لس يملتم" ‪)177( .‬‬

‫‪ - 2‬عدم معرفة النفس معرفة حقيقية‪:‬‬


‫و لك أن المرء إ ا لس يعر امسم معرفة حقيقة وأن اللم تود همن النم بطاقات وإمكااةات ها لةة‬
‫في ال ي كما اطق بملك الحديث الشريف إ يقول }لى‬ ‫عيهلنا لمنمة العبودية واالستخ‬
‫اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬لمةةا خلةةق اللةةم ال ي علةةت عميةةد فخلةةق اللبةةال فألقاهةةا علينةةا فاسةةتقرت‬
‫فتعلبت الم كة من خلق اللبال فقالت‪ :‬يةا هة مةن خلقةك ةيء أ ةد مةن اللبةال‪ ،‬قةال‪:‬‬
‫اعةةس الحديةةد قالةةت‪ :‬يةةا هة مةةن خلقةةك ةةيء أ ةةد مةةن الحديةةد‪ ،‬قةةال‪ :‬اعةةس النةةا قالةةت‪ :‬يةةا‬
‫هة مةةن خلقةةك ةةيء أ ةةد مةةن النةةا ‪ ،‬قةةال‪ :‬اعةةس المةةاء قالةةت‪ :‬يةةا فنة مةةن خلقةةك ةةيء‬
‫أ د من الماء‪ ،‬قال‪ :‬اعس الةريق قالةت‪ :‬يةا فنة مةن خلقةك ةيء أ ةد مةن الةريق‪ ،‬قةال‪ :‬اعةس‬
‫ابن ادم يتمد بيمينم يخمينا من مالم" ‪)178( .‬‬
‫وأاةةم مةةا علةةى هةةما المةةرء إال أن يلاهةةد امسةةم وأه ةواءن وازعاعةةم إ ا لةةس يعةةر المةةرء امسةةم بنةةمن‬
‫المةةو ة ف اةةم يننةةزم مةةن داخلةةم ويحتقةةر هةةمن الةةنم وال سةةيما فةةي هةةمن اآلواةةة التةةي اعيشةةنا اليةةوم‬
‫والتةةي أمسةةك فينةةا العةةدو بخناقنةةا وأكثةةر علينةةا مةةن الةةدعايات والكا يةةر أاةةا ضةةعماء وأاةةا لةةس اعةةد‬
‫احسن يئا وحين يننزم المرء من داخلم ويحتقر امسةم يكةون التشةاؤم مةن أقة ةيء ومةن أداةى‬
‫حادث‪.‬‬

‫‪ - 176‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب ااألنبياء‪ :‬باب منه ‪ ،212/4‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب فضائل الصحابة‪ :‬باب من‬
‫فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ‪ 1717 ،1718/4‬رقم (‪ )2377‬كالهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬واللفظ‬
‫للبخاري‪.‬‬
‫‪ - 177‬الحديث أخرجه أحمد في المسند ‪ 124/3‬من ححديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 178‬الحديث أخرجه أحمد في المسند ‪ 124/3‬من ححديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫ولع هما هو السر فةي عحةميرن }ةلى اللةم عليةم وسةلممن االانةزام النمسةي واالستسة م والءةعف‬
‫والخو إ يقول }لى اللم عليةم وسةلس‪" :‬المةيمن القةوح خيةر وأحةر إلةى اللةم مةن المةيمن الءةعيف‬
‫وفي ك خير احرص على ما ينمعك واستعن باللم وال ععلز‪ "...‬الحديث (‪" )179‬ال يحقرن‬
‫أحدكس امسم قالوا‪ :‬يا سول اللم كيف يحقر أحداا امسم‪ ،‬قال‪" :‬يرى أمرا للم عليم فيم مقال س ال‬
‫يقول فيم فيقول اللم ‪ -‬عز و ‪ -‬لم يوم القيامة‪ :‬ما منعك أن عقول في كما وكما‪ ،‬فيقةول‪ :‬خشةية‬
‫النات فيقول‪ :‬ف ياح كنت أحق أن عخشى" ‪)180( .‬‬

‫‪ - 3‬عدم معرفة الكون معرفة حقيقية ‪:‬‬


‫و لةةك أن المةةرء إ ا لةةس يعةةر حقيقةةة هةةما الكةةون الةةمح يعةةيش فيةةم وأاةةم مةةن خلةةق اللةةم وعةةدبيرن وأاةةم‬
‫سةةخرن لنةةا وضةةمن اسةةتمرا هةةما التسةةخير بالطاعةةة وااقطاعةةم بالمعمةةية فقةةال ‪ -‬سةةبحاام ‪ :‬كاللةةم‬
‫الةةمح فةةع السةةموات بغيةةر عمةةد عروانةةا ةةس اسةةتوى علةةى العةةرش وسةةخر الشةةم والقمةةر ك ة يلةةرح‬
‫ل مسمى يدبر المر يمم اآليات لعلكس بلقاء بكس عوقنون وهو المح مد ال ي و عة فينةا‬
‫واسي وأانا ا ومن ك الثمرات ع فينا تو ين ا نين يغشي اللي الننا إن في لك آليةات لقةوم‬
‫يتمكةرون وفةةي ال ي قطةع متلةةاو ات و نةات مةةن أعنةا وتع واخية }ةنوان وايةةر }ةنوان يسةةقى‬
‫بماء واحد وامء بعءةنا علةى بعةض فةي الكة إن فةي لةك آليةات لقةوم يعقلةون} ( الرعةد‪-2 :‬‬
‫‪ )4‬كاللةةم الةةمح خلةةق السةةموات وال ي وأاةةزل مةةن السةةماء مةةاء فةةأخرج بةةم مةةن الثمةرات تقةةا لكةةس‬
‫وسخر لكس الملةك لتلةرح فةي البحةر بةأمرن وسةخر لكةس الانةا وسةخر لكةس الشةم والقمةر دا بةين‬
‫وسخر لكس اللي والننا } (إبراهيس‪ )33 -32 :‬كاللم الةمح سةخر لكةس البحةر لتلةرح الملةك فيةم‬
‫بأمرن ولتبتغوا من فءلم ولعلكس عشكرون وسخر لكس ما في السموات وما في ال ي ميعا منةم إن‬

‫‪ - 179‬الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب االفتن‪ :‬باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ 1327/2‬رقم (‪ ،)4117‬وقال عنه‬
‫البوصيري في مصباح الزجاج ‪" :172/4‬هذا إسناد صحيح‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 12 ،11 ،83 ،47 ،48 ،31/3‬كالهما من حديث أبي‬
‫سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬واللفظ البن ماجه‪.‬‬
‫‪ - 180‬الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب االفتن‪ :‬باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ 1327/2‬رقم (‪ ،)4117‬وقال عنه‬
‫البوصيري في مصباح الزجاج ‪" :172/4‬هذا إسناد صحيح‪ ،‬وأحمد في المسند ‪ 12 ،11 ،83 ،47 ،48 ،31/3‬كالهما من حديث أبي‬
‫سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا‪ ،‬واللفظ البن ماجه‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫فةةي لةةك آليةةات لقةةوم يتمكةةرون} (اللا يةةة‪ )14 :‬كولةةو أن أهة القةةرى امنةوا واعقةوا لمتحنةةا علةةينس‬
‫بركات من السماء وال ي ولكن كمبوا فأخمااهس بما كااوا يكسبون} (العرا ‪.)14 :‬‬
‫وإن في واقع البشرية اما ج عملية عشند بنمن الحقيقة وعيكةد هةمن السةنة فنةما داود عليةم السة م‬
‫يلةةين اللةةم لةةم الحديةةد بطاعتةةم للةةم ‪ :‬كولقةةد اعينةةا داود منةةا فء ة يةةا بةةال أوبةةي معةةم والطيةةر وألنالةةم‬
‫وقد في ال سسْرد} (سبأ‪.)11 :‬‬ ‫الحديد أن اعم سابغات ِّ‬
‫وهةةما ولةةدن سةةليمان يسةةخر اللةةم لةةم ال ةريق والطيةةر والةةوحش وا ا ة واللةةن بطاعتةةم للةةم كمل ةةك‪:‬‬
‫كولسليمان الريق ادوها نر و واحنا ةنر وأ سةلنا لةم عةين القطةر ومةن اللةن مةن يعمة بةين يديةم‬
‫ب ن بم ومن يزغ مننس عن أمراا امقم من عما السةعير يعملةون لةم مةا يشةاء مةن محا يةر وعما ية‬
‫و مان كاللوا وقمو اسيات} (سبأ‪.)12 :‬‬
‫وهما محمد }ةلى اللةم عليةم وسةلس ينمةرن اللةم ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬ومةن معةم فةي اةزوة الحةزا بةالريق‬
‫والم كة فيقول سبحاام‪ :‬كيا أينا الةمين امنةوا ا كةروا اعمةة اللةم علةيكس إ ةاءعكس نةود فأ سةلنا‬
‫علينس يحا و نودا لس عروها وكان اللم بنا ععملةون بمةيرا} (الحةزا ‪ )1 :‬بينمةا يسةلط هةمن الةريق‬
‫علةةى عةةاد قةةوم هةةود عنةةدما اغةوا فةةي الةةب د وأكثةةروا فينةةا المسةةاد وقةةالوا‪ :‬مةةن أ ةةد منةةا قةةوة فقةةال‪:‬‬
‫كوفةةي عةةاد إ أ سةةلنا علةةينس الةريق العقةةيس مةةا عةةم مةةن ةةيء أعةةت عليةةة إال علتةةم كةةالرميس} (الةةما يا‬
‫ت‪ ) 42-41:‬ويرسة الحلةةا ة علةةى قةةوم لةةوط عنةةدما أ}ةةروا علةةى إعيةةان الر ةةال وقطةةع السةةلي‬
‫وفع ة المنك ة ةرات‪ :‬كفأخةةمعنس المةةيحة مشةةرقين فلعلنةةا عالينةةا سةةافلنا وأمطراةةا علةةينس حلةةا ة مةةن‬
‫سلي } ( الحلر‪.)48 -83 :‬‬
‫ويغر بالماء فرعون وقومم حين اغةى وبغةى وقةال‪ :‬أاةا بكةس العلةى‪ :‬كفلمةا اسةمواا ااتقمنةا مةننس‬
‫فأارقناهس أ معين فلعلناهس سلما ومث لآلخرين} (الزخر ‪.)14 - 11 :‬‬
‫إ ا لس يعر المرء حقيقة الكون وكيمية التعام معم على النحو المح رحنا ف ام يسوء ظنةم بكة‬
‫يء فيم ويعاديم ويكون التطير والتشاؤم ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ - 4‬عدم معرفة العدو على حقيقته ‪:‬‬
‫و لك أن المرء إ ا لس يعر عةدون علةى حقيقتةم وأن عداوعةم قديمةة منةم أمةر إبلةي بالسةلود آلدم‬
‫فأبى واستكبر وكان من الكافرين وأن هما العدو ال يمتأ يكيد بك ما أوعي من أسالير ووسةا ‪:‬‬
‫كقةةال فبمةةا أاةةويتني لقعةةدن لنةةس }ةرااك المسةةتقيس ةةس آلعيةةننس مةةن بةةين أيةةدينس ومةةن خلمنةةس وعةةن‬
‫أيماانس وعن ما لنس وال علد أكثرهس اكرين} ( العرا ‪.)18-14 :‬‬
‫وأام ال وتن لنما الكيةد مةا دامةت المةلة قويةة باللةم‪ :‬كومةن يتةق اللةم يلعة لةم مخر ةا ج ويرتقةم مةن‬
‫حيث ال يحتسر ومن يتوك على اللم فنو حسبم إن اللم بالغ أمرن قد ع اللم لكة ةيء قةد ا}‬
‫(الط ة ‪ )3 -2 :‬كإن عبةةادح لةةي لةةك علةةينس سةةلطان إال مةةن اعبعةةك مةةن الغةةاوين} ( الحلةةر‪:‬‬
‫‪ )42‬كيةةا أينةةا الةةمين امنةوا إن عتقةوا اللةةم يلعة لكةةس فرقااةةا} (الامةةال‪ )21 :‬كوإمةةا ينزانةةك مةةن‬
‫الشةيطان اةزغ فاسةتعم باللةم إاةم هةو السةميع العلةيس} (فمةلت‪ )34 :‬كإامةا لكةس الشةيطان يخةةو‬
‫أولياءن ف عخافوهس وخافون إن كنتس ميمنين} (ال عمران‪.)181 :‬‬
‫إ ا لس يعر المرء حقيقة عدون علةى المةو ة التةي ةرحنا ف اةم ينابةم ويخافةم ويسةتلير لدعاياعةم‬
‫وأكا يبم ويكون التطير والتشاؤم من أداى يء ومن أح حادث من الحوادث ‪.‬‬

‫‪ - 5‬عدم فقه ماهية الجهاد والنصر فقها حقيقيا ‪:‬‬


‫و لةةك أن امةرا مةةن المسةةلمين قةةد فقنةوا اللنةةاد بمعنةةان العرفةةي وهةةو م قةةاة العةةدو بةةالقوة ممثلةةة فةةي‬
‫الءةةر بالسةيو أو الطعةةن بالرمةةاح أو الرمةةي بالسةةنام أو مةةا يقةةوم مقةةام لةةك ممةةا ابتكرعةةم مدايةةة‬
‫العمر من استخدام البناد والمدافع والدبابات والمممحات والطا رات والغوا}ات واحوها‪.‬‬
‫واا عن بالنس معنان اال}ط حي وهو بمل أقمى ما في الطاقة والوسع مةن أ ة عحريةر ال ي‬
‫كلنا من أح سلطان مناوئ لسلطان اللم ‪ -‬عز و ‪ -‬بحيث يشم ناد الةنم و نةاد العةدو‬
‫باليةةد وباللسةةان وبالقلةةر وكةةملك يتنةةاول علنيةةز الغ ةزاة والقيةةام بحا ةةة أهلةةينس وأوالدهةةس س ةواء‬

‫‪114‬‬
‫ع ةوا إلةةينس أو لق ةوا بنةةس ةةنداء ب ة إاةةم يتنةةاول مةةا هةةو أبعةةد مةةن لةةك مةةن مث ة دعةةوة النةةات‬
‫وععليمنس وحءنس على اللناد واستحءا اية الغزو ما دامت هنةاا عةين عطةر أو عةر ينةبض‬
‫مع أخم الهبة واالستعداد لتحوي همن النية إلى واقع حي متحرا في دايا النةات وابيعةة الظةرو‬
‫التي يعيشنا المسلس هي التي عحدد اوع اللناد الوا ر والرباط المطلو ‪.‬‬
‫وكملك فقم هما النمر النمر بمعنان العرفي وهةو عحريةر الةدا وال ي مةن سةيطرة الغا}ةر المحتة‬
‫واا عن بالنس معنان اال}ط حي وهو التحر من سيطرة الباا سواء أكةان لةك فةي الةنم أم‬
‫في واقع الحياة‪.‬‬
‫فقنوا اللناد والنمر بالمعنى العرفي الءيق ال بالمعنى اال}ط حي الواسع وحين لس يتحقق لنةس‬
‫ةيء مةن هةةمين عطيةةروا وعشةةاءموا وهكةما كة مةةن لةةس يمقةةم اللنةاد والنمةةر المقةةم المةةحيق يقةةع فةةي‬
‫التطير والتشاؤم‪.‬‬

‫‪ - 6‬كثرة المحن واالبتالءات مع الغفلة عن أسرار هذه المحن وتلك االبتالءات‪:‬‬


‫و لك أن المسلس إ ا اظةر إلةى واقعةم وواقةع أمتةم اليةوم و أى كثةرة وعتةابع المحةن واالبةت ءات فةي‬
‫امسم وفي أهلم وولدن و ويةم وإخوااةم ومالةم وامة عةن أسةرا هةمن المحةن وعلةك االبةت ءات‬
‫مةةن أانةةا قةةد عكةةون لتقةةويس العةةوج‪ :‬كولقةةد }ةةدقكس اللةةم وعةةدة إ عحسةةوانس ب اةةم حتةةى إ ا فشةةلتس‬
‫وعناتعتس في المر وعميتس من بعد ما أ اكس ما عحبون منكس من يريةد الةدايا ومةنكس مةن يريةد اآلخةرة‬
‫س }رفكس عننس ليبتليكس} (ال عمران‪.)112 :‬‬
‫وقد عكون لتمحي الميمنين ومحق الكافرين كوليمح اللم المين امنوا ويمحق الكافرين} ( ال‬
‫عمران‪ )141:‬كما كان اللم ليم الميمنين على ما أاتس عليم حتى يميز الخبيث من الطير} (ال‬
‫عمران‪ )181 :‬كولنبلواكس حتى اعلس الملاهدين مننس والمابرين وابلو أخباكس} ( محمد‪.)31 :‬‬

‫‪111‬‬
‫وقد عكون عكميرا للسيئات و فعا للد ات بالنسةبة للمةيمنين ممةداقا لقولةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس‪:‬‬
‫"م ةةا يم ةةير المس ةةلس م ةةن ام ةةر وال و} ةةر وال ه ةةس وال ح ةةزن وال أ ى وال ا ةةس حت ةةى الش ةةوكة‬
‫يشاكنا إال كمر اللم بنا من خطايان" (‪)181‬‬
‫"إ ا سبقت للعبد من اللم منزلة لس يبلغنا بعملم ابت ن اللم في سدن أو في مالةم أو فةي ولةدن ةس‬
‫}برن حتى يبلغم المنزلة التي سبقت لم منم" (‪ )182‬وقد عكون لغير لك‪.‬‬
‫إ ا أى المسلس المحن والب يةا بنةمن الكثةرة وامة عةن فقةم أسةرا ها أ}ةير بةاالانزام النمسةي ومةا‬
‫يتبعم من التطير والتشاؤم‪.‬‬

‫‪ - 7‬العيش في وسط متشائم‪:‬‬


‫وقةةد يعةةيش المسةةلس فةةي وسةةط مةريض بالتشةةاؤم وال سةةيما إ ا كةةان هةةما العةةيش قبة النءةةج وكمةةال‬
‫التربية وحينئم يتأ ر بنما الوسط ويما هو اآلخر بمري التشاؤم ‪.‬‬

‫‪ - 8‬الغفلة عن طبيعة الصراع بين الحق والباطل ‪:‬‬


‫وقةد يغيةةر عةةن بةةال المسةةلس ابيعةةة المةراع بةةين الحةةق والبااة ويةةرى اليةةوم اشةةوة البااة وااتماخةةم‬
‫وقةةوة }ةوللاام وضةةعف الحةةق وقلةةة أامةةا ن وااةةزواءن فيظننةةا سةةنة عامةةة مءةةت بنةةا كة العمةةو‬
‫وستبقى كملك إلى اخر الزمان وحينئم يبتلى بالتشاؤم‪.‬‬
‫ولع هما هو السر فةي ا ةتمال القةران الكةريس علةى قممةن الماضةين ومةا يحملةم هةما القمة مةن‬
‫عظةةات وعبةةر بة ودعوعةةم إلةةى التةةدبر والتمكةةر فةةي هةةما القمة واتا لةةم إ يقةةول سةةبحاام‪ :‬كلقةةد‬
‫كان في قممةنس عبةرة لولةي اللبةا } ( يوسةف‪ )111 :‬كفاقمة القمة لعلنةس يتمكةرون}‬
‫(العة ةرا ‪ )184 :‬كق ةةد خل ةةت م ةةن ق ةةبلكس س ةةنن فس ةةيروا ف ةةي ال ي ف ةةااظروا كي ةةف ك ةةان عاقب ةةة‬
‫المكمبين هما بيان للنات وهدى وموعظة للمتقين} ( ال عمران‪.)137 -138:‬‬

‫‪ - 181‬الحديث سبق تخريجه في الجزء الثاني‪ ،‬آفةة‪" :‬ضعف أو تالشي االلتزام"‪.‬‬


‫‪ - 182‬الحديث سبق تخريجه‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ - 9‬قياس واقع األمة بحاضرها دون النظر إلى الماضي ‪:‬‬
‫وقد يقي البعض واقع المةة اليةوم بمةا هةي فيةم مةن حاضةر فيةرى الشةرو واآل ةام والمسةاد المنتشةر‬
‫هنا وهناا والحرو الءروت المو نة لاس م وأهلةم وممةن‪ ،‬مةن أبنةاء لةدعنا والنةااقين بلغتنةا‬
‫والمسةةمين بأسةةما نا يقةةي هةةما الواقةةع بةةالنظر إلةةى هةةما الحاضةةر المريةةر وينسةةى الماضةةي والماضةةي‬
‫القرير وكيف عنملت المة من إس منا أو هكما أ يد لنا أن عتنم من إس منا حيةث كااةت‬
‫المحف والمل ت وباقي وسا ا ع م ال هس لنا إال الطعن في ا س م واشةر مو ةة ا لحةاد‬
‫وا باحية بين النات وعءدها وساعدها امةر مةن الكتةا عةربيتنس وعةو يننس اربةي بة فةري لةك‬
‫فرضةةا بقةةوة السةةلطان وكااةةت الثمةةرة سةةقوط الخ فةةة ا سة مية وعقسةةيس الدولةةة إلةةى دوية ت و ةةيوع‬
‫الموبقةةات مةةن الشةةرا باللةةم وأك ة الربةةا وأك ة مةةال اليتةةيس والعقةةو والقطيعةةة وابةةم مةةننج اللةةم‬
‫والتحاكس إلى المناهج الوافدة من هنا وهناا والممنوعة بأيدح البشر وبمث هما المقيةات يمكةن‬
‫أن يكون الوقوع في اوا التطير والتشاؤم‪.‬‬

‫‪ - 11‬عدم إدراك عواقب التشاؤم ‪:‬‬


‫وأخيرا قد يكون عةدم إد اا عواقةر التشةاؤم الدايويةة والخرويةة المرديةة واللماعيةة هةي السةبر فةي‬
‫الوقوع في افة التشاؤم ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آثارا لتشاؤم‪:‬‬

‫وللتشاؤم ا ا ن السلبية وعواقبةم المنلكةة علةى العةاملين وعلةى العمة ا سة مي ودواةك ارفةا مةن‬
‫همن ا آل ا وعلك العواقر‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫أ ‪ -‬على العاملين ‪:‬‬

‫فمن ا ا التشاؤم على العاملين‪:‬‬

‫‪ - 1‬التراخي مع النفس ربما إلى حد التطاول على حدود الله‪ ،‬والوقوع في حبائل الشرك‬
‫والعياذ بالله ‪:‬‬
‫وقد أينا أقواما م ء السمع والبمر فةي العمة ا سة مي ةس سةيطر علةينس التشةاؤم فة ا هةس خةا ج‬
‫دا ةةرة العم ة ا س ة مي وإ ا الش ةيااين قةةد ااتةةالتنس فمرا ةوا وأسةةرفوا علةةى أامسةةنس وعطةةاولوا علةةى‬
‫حةةدود اللةةم وعحةةول والؤهةةس للشةةيطان وحزبةةم بعةةد أن كةةان والؤهةةس للةةم ولرس ةولم وللمةةيمنين الةةمين‬
‫يقيمون الم ة وييعون الزكاة وهس اكعون ب لقد حد ني من أ ق بم أن أحدهس كةان يبكةي النةات‬
‫بحديثم وع وعم آليات اللم وقد خاي محنة قاسية ديدة اضطرعم إلى النلةرة والعةيش فةي ديةا‬
‫الغربةةة ةةس ابتلةةي بالةةدايا بعةةدها وسةةيطر عليةةم التشةةاؤم مةةن أن العم ة ا س ة مي سةةيظ هكةةما فةةي‬
‫مكاام ولن يم إلى ما يريد وكان أن عرا وأ}بق ي أو ابا أو ظة لملةك مةن ملةوا ال ي‬
‫يرى مما عران عينم وما يريد فيمتي بم وضاع مع الءا عين ‪.‬‬

‫‪ - 2‬القلق واالضطراب النفسي‪:‬‬


‫و لةك لمةا قةدمنا مةن أن التطيةر أو التشةاؤم ةرا وقةد الةى اللةم ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬علةى امسةم أن ينتةزع‬
‫من قلو أولئك المن والمةان والطمأاينةة كمةا يمنةس مةن قولةم سةبحاام‪ :‬كالةمين امنةوا ولةس يلبسةوا‬
‫إيماانس بظلس أولئةك لنةس المةن وهةس منتةدون} (الاعةام‪ )72 :‬كضةر اللةم مةث ة فيةم ةركاء‬
‫متشاكسون و سلما لر ه يستويان مث الحمد للم ب أكثرهس ال يعلمون} ( الزمر‪.)21 :‬‬
‫وكمةةا ةةاء } ةريحا فةةي قولةةم سةةبحاام‪ :‬كومةةن يعةةري عةةن كةةر بةةم يسةةلكم عةةمابا }ةةعدا} (اللةةن‪:‬‬
‫‪ )18‬كومن أاري عن كرح ف ن لم معيشة ضنكا} (ام‪.)124 :‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ - 3‬تعريض النفس لغضب الله وسخطه ‪:‬‬
‫و لك أن التشاؤم إ ا و} إلى حد القعود عةن أداء الوا ةر فقةد }ةا لواةا مةن ألةوان الشةرا يلةر‬
‫إلى كثير من المعا}ي والسيئات والمعا}ي والسةيئات عو ةر اءةر اللةم وسةخطم ومةا ا يلنةي‬
‫من ح عليم اءر اللم وسخطم سوى الءياع والعما و}د اللم‪ :‬كومةن يحلة عليةم اءةبي‬
‫فقد هوى} (ام‪.)71 :‬‬

‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي ‪:‬‬

‫وأما ا ا التشاؤم على العم ا س مي فكثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬التثبيط والتعطيل لآلخرين‪:‬‬


‫و لةةك أن قعةةود المتشةةا س قةةد يةةيدح إلةةى عثبةةيط همةس اآلخةرين وقعةةودهس مثلةةم وال سةةيما فةةي }ةةمو‬
‫النا ئة المين ليست لدينس الحمااة وحينئم يتحم المتشا س إ مين‪:‬‬
‫الول‪ :‬إ س عشاؤمم وقعودن عن أداء دو ن والقيام بوا بم‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬إ س عثبيط همس اآلخرين وععطيلنس عن المءي في الطريق‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحرمان من العون والمدد اإللهي‪:‬‬


‫و لك أن سنة اللم ‪ -‬سبحاام ‪ -‬في خلقم مءت أن يمنق التأييد التام والعطاء الكام لمن و}لوا‬
‫أامسةةنس بةةم فحسةةنوا الظةةن ومء ةوا علةةى الطريةةق ملاهةةدين ال يلةةوون علةةى ةةيء إال علةةى مغمرعةةم‬
‫و ضواام أما إن أساءوا وعشاءموا ف ام يقطع عننس عوام ومددن وان كان ف يكون كام و بمةا‬
‫يكون من با ‪ :‬كسنستد نس من حيث ال يعلمون} (العرا ‪.)172 :‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ - 3‬طول الليل مع استمرار حياة الذل والهوان‪:‬‬
‫و لك أن التشاؤم إ ا ااتنى إلى القعةود عةن أداء الوا ةر والحرمةان مةن العةون والمةدد الربةااي فة ن‬
‫أع ةةداء الل ةةم يحكم ةةون القبء ةةة ويط ةةول اللي ة وعس ةةتمر حي ةةاة ال ةةمل والن ةوان وه ةةما م ةةا اعيش ةةم اح ةةن‬
‫المسةةلمين اليةةوم فالمتشةةا مون فينةةا قعةةدوا وأقعةةدوا وحرمنةةا بسةةببنس العةةون الكام ة والنمةةير م ةةن‬
‫البشر فطو العدو أعناقنا واال اللي و}راا إلى ل ال ل بعدن وهوان ال يعدلم هوان‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عالج التشاؤم‬

‫واستطيع بعد وقوفنا على ماهيةة و}ةو التشةاؤم وموقةف ا سة م منةم وكةملك بعةد معرفتنةا لسةبابم‬
‫وبواعثم وا ا ن المنلكة على العةاملين وعلةى العمة ا سة مي أن ارسةس اريةق العة ج والوقايةة مةن‬
‫همن اآلفة وعتلخ في الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬التعريةةف باللةةم ععريمةةا يةةو ث الثقةةة واليقةةين‪ :‬واريةةق لةك التأمة فةةي الةةنم وفةةي الكةةون‪ :‬كوفةةي‬
‫ال ي ايات للموقنين وفي أامسكس أف عبمرون} (الما يات‪.)21-21 :‬‬
‫وأيءةةا معايشةةة الكتةةا والسةةنة إ لةةي فةةي الةةدايا ممةةد يعةةدلنما قةةة وعمةةمة وفينمةةا الةةدواء‬
‫والغماء إن اء اللم‪.‬‬
‫ةةس النظةةر فةةي سةةير أ}ةةحا الةةدعوات ومةةن عةةابعوهس علةةى الطريةةق وكيةةف كةةان نةةادهس و}ةةبرهس‬
‫وعحملن ةةس وعم ةةاؤلنس حت ةةى أع ةةزهس الل ةةم بع ةةزن وأم ةةدهس بلن ةةدن ومك ةةن لن ةةس ف ةةي ال ي كم ةةا ق ةةال‬
‫سبحاا ةةم‪ :‬ككت ةةر الل ةةم لال ةةبن أا ةةا و س ةةلي إن اللةةم ق ةةوح عزي ةةز} (الملادل ةةة‪ )21:‬كولق ةةد س ةةبقت‬
‫كلمتن ةةا لعبادا ةةا المرس ةةلين إان ةةس لن ةةس المنم ةةو ون وإن ن ةةداا لن ةةس الغ ةةالبون} (الم ةةافات‪-181 :‬‬
‫‪.)183‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ - 2‬التعريف بالنم ععريما يدفعنا إلى مقاومةة التشةاؤم واالانةزام اامسةي والثقةة بأانةا قةاد ة بعةون‬
‫الل ةةم وم ةةددن عل ةةى الكثي ةةر ة ةريطة أن عتل ةةرد م ةةن حظوظن ةةا وأن عتواض ةةع لربن ةةا وأن عستس ةةلس ل ةةم‬
‫وعخءع وعنقاد‪" :‬ال يحقرن أحدكس امسم‪ "...‬الحديث (‪)183‬‬
‫كوالمين اهدوا فينا لننديننس سبلنا وإن اللم لمع المحسنين} (العنكبوت)‪.‬‬
‫‪ - 3‬التعريف بالكون ععريما يبمراا بكيمية ا فادة منم لخيةر الةب د والعبةاد و لةك يلمةت النظةر إلةى‬
‫أن هما الكون مسخر لنا وقد خلق لمملحتنا وأن علينا أن اواظر على الطاعة واالستقامة للم ‪-‬‬
‫عةةز و ة ‪ -‬حتةةى يظ ة هةةما الكةةون منسةةلماي معنةةا ايةةر متمةةرد علينةةا دا ةةس العطةةاء لنةةا كمةةا قةةال‬
‫سبحااةم‪ :‬كوأن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهس ماء ادقا} ( اللن‪.)14 :‬‬
‫وال ك أن ااسلام الكون معنا وعدم عمردن علينةا وديمومةة عطا ةم لنةا بسةبر اسةتقامتنا مةع بنةا‬
‫وااعتنا لم ‪ -‬عبا ا وععالى ‪ -‬مما يمتق با الم والتماؤل أمام المتشا مين ويلعلنس يوقنون أن‬
‫مزيةةدا مةةن الطاعةةة واالسةةتقامة علع ة ك ة مةةا فةةي الكةةون معنةةا حربةةا واةةا ا علةةى كة مةةن يحةةادون اللةةم‬
‫و سولم ويمدون عن سبي اللم ويبغوانا عو ا كما ند بملك عا ي البشرية ا لطوي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬التبمير بواقع العدو وال سيما من الناحية النمسية و لةك يلمةت النظةر إلةى أن هةما العةدو ايةر‬
‫عميف وال ازيم في حربم مع الحق وأام ال يتوع مةن اسةتخدام أح أسةلو يحقةق لةم مةا يريةد وإن‬
‫كان يتنافى مع القيس واآلدا والخ لن مةن منطلقاعةم الثابتةة التةي ال عتغيةر وال عتبةدل أبةداي‪ :‬أن‬
‫الغاية عبةر الوسةيلة وأن الكةم والةد وقلةر الحقةا ق هةو ةوهر هةمن السةالير وأاةم وإن كةان‬
‫يبةةدو متماسةةكا مت ةرابط اللةةأش أمامنةةا إال أاةةم فةةي حقيقةةة أمةةرن خةةا ف و ة مةةن داخلةةم يعةةااي‬
‫الكثي ةةر والكثي ةةر كم ةةا ق ةةال س ةةبحاام‪ :‬كوال عننوابتغ ةةاء الق ةةوم إن عكواة ةوا ع ةةألمون فة ة انس ي ةةألمون كم ةةا‬
‫عألمون} (النساء‪.)114 :‬‬

‫‪ - 183‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللزهد ‪ :‬باب ما جاء في الصبر على البالء ‪ 121/4‬رقم (‪ )2317‬وعقب عليه بقوله‪:‬‬
‫"هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬والنسائي في الكبرى‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب أي الناس أشد بالء ‪ 312/4‬رقم (‪ ،)8471‬وابن ماجة في السنن‪:‬‬
‫كتاب الفتن‪ :‬باب الصبر على البالء ‪ 1334/2‬رقم (‪ ،)4123‬وأحمد في المسند ‪ ،171 ،171 ،184 ،182/1‬كلهم من حديث سعد بن أبي‬
‫وقاص رضي الله عنه به‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫وأاةةم حاق ةةد مةةن داخلةةم ال يحةةر أحةةدا حت ةةى أبنةةاء لدعةةم كمةةا قةةال سةةبحاام‪ :‬كعحس ةةبنس ميعةةا‬
‫وقلوبنس تىك (الحشر‪.)14 :‬‬
‫وأام لي لم من مولى يعتمةد عليةم فةي حربةم لنةا سةوى الشةيطان والشةيطان ال حةول لةم وال قةوة فةي‬
‫نر حول وقوة خالقم وبا يم والممسك بنا}يتم‪ :‬كأولئك حز الشيطان أال إن حز الشيطان‬
‫هس الخاسرون} (الملادلة‪.)11 :‬‬
‫إ ا عبمة ةةر المسة ةةلس لة ةةك وعبمة ةةر أن اللة ةةم مة ةةوالن وقة ةةد وعة ةةد بنمة ةةر المة ةةيمنين ودحة ةةض المبطلة ةةين‬
‫والملةةرمين كمةةا قةةال سةةبحاام‪ :‬ك لةةك بةةأن اللةةم م ةولى الةةمين امن ةوا وأن الكافة ةرين ال م ةولى لن ةةس}‬
‫(محمد‪ )11 :‬ككتر اللم لالبن أاا و سلي إن اللم قوح عزيز} (الملادلةة‪ )21:‬وو}ةلت هةمن‬
‫البميرة لديم إلى حد اليقين ف ام يتحرت من التشاؤم ويمتق أمامم با ا لم والتماؤل والتيامن‪.‬‬
‫‪ - 1‬إحيةةاء المقةةم اال}ةةط حي ال العرفةةي لكة مةةن اللنةةاد والنمةةر كةةي يطمةةئن المعلةةس والمربةةي‬
‫والطبير والمنند ت والملكي والليولو ي والتا ر والمااع والةزا ع وايةرهس أانةس بعملنةس هةما‬
‫حةين يقمةدون بةم و ةم اللةةم وامتثةال أوامةرن وإعةزات المةة وعحريرهةةا مةن أن عبقةى عالةة علةى عةةدوها‬
‫يةتحكس فينةةا كمةةا يشةاء وكيممةةا ةةاء فة انس ملاهةدون كالمحةةا فةةي ميةدان القتةةال سةواء بسةواء‬
‫وأانس كملك بثبةاعنس علةى مةننلنس فةي و ةم االمتحااةات واالبةت ءات سةواء أكااةت ةدة أم خةاء‬
‫ب حتى موعنس وهس ابتون على هما المننج عاملون لم يكتبون في سل المنتمرين و ضي اللةم‬
‫عةن هةما المةحابي الللية الةمح اءعةم ضةربة مسةددة مةن قبة عةدون دخلةت فةي ظنةرن فخر ةت‬
‫مةةن }ةةد ن فنتةةف بةةأعلى }ةةوعم قةةا ‪" :‬فةةزت و الكعبةةة فةةزت و الكعبةةة" إن إحيةةاء مثة هةةما‬
‫المقم لم دو كبير في القءاء على التشاؤم وم ء النم بالتماؤل والتيامن‪.‬‬
‫‪ - 4‬التأكيد على فقم المحن واالبةت ءات وأانةا ليسةت أبةدا دلية عةدم الرضةا مةن اللةم فقةد سةئ‬
‫سةول اللةم }ةةلى اللةم عليةم وسةةلس ‪-‬كمةا قةدمنا‪ : -‬أح النةةات أ ةد بة ءي‪ ،‬قةةال‪" :‬المثة ةس المثة‬

‫‪122‬‬
‫فالمث يبتلى النات على قد ديننس فمن خن دينم ا تد بة ؤن ومةن ضةعف دينةم ضةعف بة ؤن‬
‫وإن الر ليميبم الب ء حتى يمشي على ال ي ما عليم خطيئة " (‪)184‬‬
‫وإمةةا قةةد عكةةون لحكمةةة يعلمنةةا اللةةم وهةةي فةةي الننايةةة لمةةالق المسةةلس إن مث ة هةةما المقةةم يقتلةةع‬
‫التشاؤم من أاوا النم ويزع مكاام الم والتماؤل‪.‬‬
‫‪ - 8‬االاسة ة ة م ة ةةن } ة ةةحبة المتش ة ةةا مين واال عم ة ةةاء ف ة ةةي أحء ة ةةان المتم ة ةةا لين ال ة ة ةوا قين ب ة ة ةربنس‬
‫وبمةةننلنس وبقةةدوعنس وبأامسةةنس وبةةأمتنس اآلخةةمين مةةن ماضةةينس العبةةرة لحاضةةرهس فة ن مثة هةةما‬
‫االاس لم دو كبير في ع ج التشاؤم وعحلية النم بالتماؤل والتيامن ‪.‬‬
‫‪ - 7‬دوام النظر في قم الماضين مكمبين وممدقين وابيعة المراع بيننس والنتيلة التةي أسةمر‬
‫عننةةا هةةما المةراع فة ن لةةك يطمةةئن المةةيمنين ويةريحنس مةةن داخلنةةس أن العاقبةةة لنةةس ممةةداقا لقولةةم‬
‫سةةبحاام‪ :‬كوالعاقبةةة للمتقةةين} ( القمة ‪ )73 :‬كولقةةد كتبنةةا فةةي الزبةةو مةةن بعةةد الةةمكر أن ال ي‬
‫ير نةةا عبةةادح المةةالحون} (الابيةةاء‪ )111 :‬كوال يحيةةق المكةةر السةةيئ إال بأهلةةم فن ة ينظةةرون إال‬
‫سنت الولين فلن علد لسنت اللم عبدي ولن علد لسنت اللم عحوي } (فاار‪ )43 :‬كقد خلت‬
‫من قبلكس سنن فسيروا في ال ي فااظروا كيف كان عاقبة المكمبين} (ال عمران‪.)138:‬‬
‫‪ - 1‬المواتاة المستمرة بين حاضر همن المة وماضينا القرير وال سيما هما الماضي المح اقتةرن‬
‫بسقوط الخ فة ا س مية وسيظنر من همن المقا اة أاةم بعةد أن كةان االلتةزام بالشةعا ر التعبديةة أو‬
‫بالعب ةةادات المخمو} ةةة م ةةن }ة ة ة وتك ةةاة و} ةةيام وح ةةج وعم ةةرة وحم ةةظ وعة ة وة لكت ةةا الل ةةم‬
‫والمكر والدعاء واالستغما والحماظ على الحلا والةزح ا سة مي سةمة واضةحة مةن سةمات‬
‫كبا السن المين أحيلوا إلى التقاعد عةن العمة أو هةدهس المةري فوهنةت قةواهس وضةعمت بنيةتنس‬
‫فة ة يم ةةلي إال العل ةةوت ة ة أو ام ةرأة وال يرسة ة اللحي ةةة إال الكبي ةةر الط ةةاعن ف ةةي الس ةةن وال علت ةةزم‬
‫بالحلا والزح ا س مي إال العلوت التةي }ةا ت مةن القواعةد وال يحةج وال يعتمةر إال العلةا ز‬

‫‪ - 184‬الحديث أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬كتاب اللزهد ‪ :‬باب ما جاء في الصبر على البالء ‪ 121/4‬رقم (‪ )2317‬وعقب عليه بقوله‪:‬‬
‫"هذا حديث حسن صحيح"‪ ،‬والنسائي في الكبرى‪ :‬كتاب الطب‪ :‬باب أي الناس أشد بالء ‪ 312/4‬رقم (‪ ،)8471‬وابن ماجة في السنن‪:‬‬
‫كتاب الفتن‪ :‬باب الصبر على البالء ‪ 1334/2‬رقم (‪ ،)4123‬وأحمد في المسند ‪ ،171 ،171 ،184 ،182/1‬كلهم من حديث سعد بن أبي‬
‫وقاص رضي الله عنه به‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫وال يموم إال الكبير‪ ...‬وهكما حتى كةان الشةا الةمح يحةاول االلتةزام بنةمن الشةعا ر محة سةخرية‬
‫واستنزاء من اآلخرين‪.‬‬
‫بعد هما كلم عبدلت المو ة و}ا االلتزام بنمن الشعا ر هو السمت العةام فةي المةة وال سةيما فةي‬
‫}مو الشبا وخير دلي على لك ‪ :‬المسا د في أيام مءان وال سةيما فةي العشةر الواخةر‬
‫عشةةر االعتكةةا حيةةث عغة هةةمن المسةةا د بالشةةابات والشةةبا كة فةةي ممة ن و}ة ة العيةد‬
‫حي ةةث عمتل ةةئ الس ةةاحات بالش ةةبا والش ةةابات والام ةةال ك ة ف ةةي مم ة ن والح ةةج والعم ةةرة حت ةةى‬
‫أ}بحت اسةبة الشةبا والشةابات إلةى العلةا ز كبيةرة ةدا بمةا علةاوت السةبعين فةي الما ةة وكةملك‬
‫االلتةزام بالحلةةا والةةزح الشةةرعي }ةةا هةةو السةةمة العامةةة فةةي المةةة حتةةى المتبر ةةات ال ةةي يةةرابن‬
‫فةةي الةةزواج }ةةرن علةةى يقةةين أن الشةةبا ال يراةةر فةةينن وهةةن هكةةما متبر ةةات ومةةن ةةس يرعةةدين‬
‫الحلا وإن لس يكن كام ي ولكنم خطوة على الطريق ودلية أن المةة قطعةت ةواا ال بةأت بةم‬
‫علةةى اريةةق العةةودة إلةةى ا س ة م وااتشةةرت أيءةةا مةةدا ت ومعاهةةد وحلقةةات القةةران والحةةديث‬
‫حمظاي وعرعي وفقنا وعدبرا حتى في قعر أو با الشرقية والغربية وأمريكا‪.‬‬
‫وبعةد أن كااةةت ال مبةاالة وعةةدم التمريةق بةةين الحة ل والحةرام فةةي المطةاعس والمشةةا والم بة‬
‫والمراك ةةر والس ةةكن ه ةةي الس ةةمة العام ةةة ف ةةي الم ةةة حت ةةى ااتش ةةرت البن ةةوا الربوي ةةة ف ةةي ك ة ة ب ة ة د‬
‫المسةةلمين وحتةةى عمةةت و ةةاعت الر ةةوة والغةةش واالحتكةةا والسةةلر والننةةر هنةةا وهنةةاا بعةةد‬
‫هما كلم }ا ت الدقة في عحرح الحة ل والحةرام هةي السةات وال}ة فكااةت البنةوا والممةا‬
‫ا سة مية الموتعةةة فةي كة أاحةةاء العةالس والتةةي ةاوتت الخمسةةين حتةةى اآلن و}ةا ا قبةةال علينةةا‬
‫من المسلمين عديس النظير حتى لو لس يحملوا علينا عا دا أو فا دة حسبنس أانا خالية من الربا‬
‫وكان السيال ب لحاح عن ك يء أهو ح ل أو حرام حتى سةألت امةرأة أن تو نةا يمشةي لزيةا ة‬
‫أقا بةم وأمةوال هةيالء القةا كلنةا بةا فةي بةةا وهةو يأكة عنةدهس ةس يعةود فيعا ةرها فنة يمةةيبنا‬
‫يء من هما الحرام‪ ،‬وحتى أ}بق النات وال سيما الشبا والشابات يسألون عن العم مع هةمن‬

‫‪124‬‬
‫الاظمة التي عحكس بغير ما أاةزل اللةم وفةي ظلنةا وال سةيما فةي الشةراة واللةيش والبنةوا وايرهةا‬
‫وعن العا د المالي من و اء العم في همن الميسسات‪.‬‬
‫وبعد أن كان الساسة والحكةام والحزبيةون وايةرهس يعلنةون فةي إ}ةرا أال دخة للةدين فةي السياسةة‬
‫وال دخ ة للسياسةةة فةةي الةةدين }ةةا ت السةةمة العامةةة لولئةةك ‪ -‬إ ضةةاء للشةةعو المسةةلمة التةةي ال‬
‫يرضينا إال أن عحكس بشرع اللم ‪-‬أن ا سة م ديةن ودولةة }ةحيق هةس يقولوانةا بةأفواهنس وال عةيمن‬
‫بنا قلوبنس لكن لنا الظاهر واللم يتولى السرا ر وهي كملك خطوة على الطريق‪.‬‬
‫وبعد أن كان التعليس ينطلق من العلمااية التي عمم بين التعليس المداي والتعليس الشرعي حتى خرج‬
‫لنا اا مة من الملحدين المين يحادون اللم و سولم وعولوا هس بأامسنس بم بمو الشر والمسةاد فةي‬
‫المة أ}بق التعليس فةي كثيةر مةن المةدا ت والمعاهةد واللامعةات ينطلةق مةن منطلةق إسة مي أال‬
‫وهو عدم المم بين التعليس الشرعي والتعليس المداي ب هناا قد من العلوم العينية وهو مةا عمةق‬
‫بةةم العقي ةةدة والعبةةادة والس ةةلوا وعءةةبط بةةم الةةنظس والتش ةريعات عتعلمةةم المةةة كلنةةا ةةاال واسةةاء‬
‫}غا ا وكبا ا ةس يكةون التخمة فةي فةرع أو أكثةر مةن فةروع المعرفةة التةي بنةا ععةز المةة وعسةود‬
‫ولقةةد أ مةةر التعلةةيس بنةةما المنطلةةق اللديةةد حتةةى } ةراا اةةرى ابيب ةاي أو منندسةةا أو فلكيةةا يحةةد ك فةةي‬
‫ا س م حديثا يمةو بةم المتخممةين فةي العلةوم الشةرعية إن هةمن المواتاةة ضةرو ية القةت ع ةمو‬
‫التشاؤم من النم و}بغنا بمبغة الم والتماؤل‪.‬‬
‫‪ - 11‬التمكير المسةتمر بعواقةر التشةاؤم الدايويةة والخرويةة المرديةة واللماعيةة علةى النحةو الةمح‬
‫ةةرحنا فة ن لةةك أيءةةا لةةم دو كبيةةر فةةي عة ج التشةةاؤم واسةةتبدالم بالتمةةاؤل والتيةةامن إ ا اسةةان‬
‫كثيةرا مةةا ينسةةى وعة ج النسةةيان إامةةا يكةةون بالتةةمكير الةةدا س‪ :‬كو كةةر فة ن الةةمكرى عنمةةع المةةيمنين}‬
‫(الما يات‪ )11 :‬كفمكر إن امعت المكرى} (العلى‪.)1 :‬‬
‫‪ - 11‬الح ةةرص علة ةةى حءة ةةو التلمعة ةةات ا س ة ة مية فة ةةي موسة ةةس الحة ةةج وفة ةةي المة ةةيعمرات وفة ةةي‬
‫الندوات والمحا ضرا ت وفي مءةان وفةي ا لعيةدين فةان ؤيةة مةوع المسةلمين وإقبةالنس علةى‬
‫ديننس مما يزع في النم الثقة والتماؤل ويخلمنا مما ععااي من التشاؤم‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ - 12‬الوقةةو اةةوي عنةةد الحركةةات اللناديةةة التةةي ااطلقةةت اآلن فةةي ك ة مكةةان فةةي العةةالس وال‬
‫سةةيما فةةي أفغااسةةتان وفلسةةطين با لةةة الةةنم والنمةةي مةةن أ ة تحزحةةة وإتاحةةة الباا ة مةةن اريةةق‬
‫النات والتمكين لمننج اللةم فةي ال ي ولقةد الحةت بشةا ر النمةر فنةا هةي أفغااسةتان يقةوم فينةا‬
‫‪ -‬بمشةةيئة اللةةم ععةةالى ‪ -‬بعةةد نةةاد دام قريبةةا مةةن خمسةةة عشةةر عامةةا حكةةس إس ة مي يطبةةق القةةران‬
‫وهدح النبي المين محمد }لى اللم عليةم وسةلس فءة عةن أن سةقوط الشةيوعية الحمةراء الملحةدة‬
‫التةةي كااةةت عحكةةس امةةف العةةالس كةةان مةةرة مبا ةةرة مةةن مةةا هةةما اللنةةاد الفغةةااي وهةةا هةةس أامةةال‬
‫الحلةةا ة فةةي فلسةةطين يةةدوخون الينةةود والمةةناينة فةةي إس ةرا ي ويلعلةةوانس يةةدو ون حةةول أامسةةنس‬
‫متسا لين‪ :‬أيةن اريةق الخة ص‪ ،‬إن الوقةو عنةد مثة هةمن الحركةات اللناديةة المنتشةرة هنةا وهنةاا‬
‫فةةي كة أاحةةاء العةةالس وال سةةيما العربةةي وا سة مي لةةم دو كبيةةر فةةي تع الثقةةة والتمةةاؤل فةةي الةةنم‬
‫وعحريرها من التطير والتشاؤم‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫اآلفة الحادية والعشرون‬
‫التنطع أو الغلو في الدين‬

‫واآلفة الحادية والعشرون التي أ}ابت وعمير امرا من العاملين لدين اللم وعكاد عنوح بأ}ةحابنا‬
‫في أودية الن ا ومناوح الء ل إاما هي‪" :‬التنطع أو الغلو في الدين"‪.‬‬
‫وحتةى يكةةون لةةدينا عمةو واضةةق أو قريةةر مةن الواضةةق عةةن أبعةاد ومعةةالس هةةمن اآلفةة ف انةةا سةةنعري‬
‫لنا على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية التنطع أو الغلو في الدين‪:‬‬

‫لغة‬
‫التنطع فةي أ}ة وضةعم اللغةوح مةأخو مةن النطةع وهةو الغةا العلةى فةي المةس أو الللةدة الملتزقةة‬
‫ب خر المك العلوح من المس وبنا ا ا كالتحزيز وعندها موقع اللسان في الحنك‪ .‬ةس اسةتعم فةي‬
‫ك ععمق قوالي وفعة ي يقةال‪ :‬عنطةع فةي الكة م وعنطةع إ ا عةأاق فيةم وعشةد وععمةق وعنطةع فةي‬
‫المع إ ا عكلف فيم وأعى بما يشق بم على امسم وعلى ايرن ‪)185( .‬‬
‫والغلو لغة‪ :‬هو اال عماع أو ا فراط وملاوتة الحد أو القد في ك ةيء عقةول‪ :‬اة فةي الةدين‬
‫وا ة فةةي المةةر ال ةوا ةةاوت ح ةةدن وفةةي التنزي ة ‪ :‬كال عغل ةوا فةةي ديةةنكس} (النسةةاء‪ )181 :‬أح ال‬
‫عمراوا فيم وال عتلاوتوا حد ا العتدال أو حد التوسط ‪)186( .‬‬

‫‪ - 185‬نظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث واألثر الببن األثير ‪ ،141/3‬ولسان العرب البن منظور ‪ 134 ،131/11‬بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪ - 186‬انظر‪ :‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،،‬لإلمام النووي ‪. 221/14‬‬
‫‪128‬‬
‫اصطالحا ‪:‬‬
‫أمةةا معنةةى التنطةةع أو الغلةةو فةةي الةةدين فةةي اال}ةةط ح ا سة مي ف امةةا هةةو ‪ :‬التعمةةق أو ا فةراط أو‬
‫ملةةاوتة الحةةد فةةي الق ةوال والعمةةال (‪ )187‬وبعبةةا ة أخةةرى‪ :‬هةةو عحمي ة الق ةوال أو الكلمةةات‬
‫والعمال فو ما عحتم والتنطع بنما المعنى يساوح الغلةو كمةا يسةاوح التشةدد فةي الةدين وقةد‬
‫اء التحمير من هما كلم في كتا اللم وعلى لسان النبي }لى اللم عليةم وسةلس و}ةحابتم وسةا ر‬
‫السلف يقول اللم ‪ -‬عبا ا وععالى ‪ -‬محم ا أه الكتا من الغلو في الدين‪ :‬كيا أه الكتا ال‬
‫عغلوا في دينكس وال عقولوا على اللم إال الحق إاما المسيق عيسى ابن مريس سةول اللةم وكلمتةم ألقاهةا‬
‫إلى مريس و وح منم ف منوا باللم و سلم وال عقولوا ة ااتنوا خيرا لكس إاما اللةم إلةم واحةد سةبحاام أن‬
‫يكون لم ولد لم ما في السموات وما فةي ال ي وكمةى باللةم وكةي } (النسةاء‪ )181:‬كقة يةا أهة‬
‫الكتا ال عغلوا في دينكس اير الحق وال عتبعوا أهواء قوم قد ضةلوا مةن قبة وأضةلوا كثيةرا وضةلوا عةن‬
‫سواء السبي } (الما دة‪.)88 :‬‬
‫ويقةةول النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس‪" :‬هلةةك المتنطعةةون" (‪ )188‬قالنةةا‪ :‬ةةا‪ .‬ويقةةول ابةةن مسةةعود‬
‫ضي اللم عنم‪ :‬والمح ال إلم إال هو ما أيت أحدا كان أ ةد علةى المتنطعةين مةن سةول اللةم }ةلى‬
‫اللةةم عليةةم وسةةلس ومةةا أيةةت أحةةدا كةةان أ ةةد علةةينس مةةن أبةةي بكةةر وإاةةي ل ى عمةةر كةةان أ ةةد خوفةاي‬
‫علينس أو لنس ‪)189( .‬‬
‫ويقول أيءاي‪ :‬عليكس بالعلس قب أن يقبض وقبءم أن يمهر بأ}ةحابم علةيكس بةالعلس فة ن أحةدكس‬
‫ال يد ح متى يمتقر إليم أو يمتقةر إلةى مةا عنةدن إاكةس سةتلدون أقوامةا يزعمةون أانةس يةدعواكس إلةى‬

‫‪ - 187‬لحديث أخرجه مسلم في الصحيح‪ :‬كتاب العلمم‪ :‬باب هلك المتنطعون ‪ 2111/4‬رقم (‪ ،)2481‬وأبو داود في السنن‪ :‬كتاب السنة‪:‬‬
‫باب في لزوم الجماعة ‪ 211/4‬رقم (‪ ،)4417‬وأحمد في المسند ‪ 374/1‬كلهم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 188‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع‪ ،‬والتبدع ‪ 13/1‬من حديث عبد الله بن مسعود موقوفا‬
‫عليه بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 189‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع‪ ،‬والتبدع ‪ 14/1‬من حديث أبي قالبة موقوفا على ابن‬
‫مسعود بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫كت ةةا الل ةةم وق ةةد اب ةةمون و اء ظن ةةو هس فعل ةةيكس ب ةةالعلس وإي ةةاكس والتب ةةدع وإي ةةاكس والتنط ةةع وإي ةةاكس‬
‫والتعمق وعليكس بالعتيق ‪)190( .‬‬
‫ويق ةةول ا ةةافع مة ةولى عب ةةد الل ةةم‪ :‬إن } ةةبيغا العراق ةةي عة ة يس ةةأل ع ةةن أ ةةياء م ةةن الق ةةران ف ةةي أ ن ةةاد‬
‫المسلمين حتى قةدم ممةر فبعةث بةم عمةرو بةن العةاص إلةى عمةر بةن الخطةا فلمةا أعةان الرسةول‬
‫بالكتةةا فقةرأن فقةةال‪ :‬أيةةن الر ة ‪ ،‬فقةةال‪ :‬فةةي الرحة قةةال عمةةر‪ :‬أبمةةر أن يكةةون هةةر فتمةةيبك‬
‫مني العقوبة المو عة فأعان بم فقال عمر‪ :‬عسأل محد ة‪ ،‬فأ س إلى اا ر من ريد فءربم بنا‬
‫حتى عةرا ظنةرن دبةرن (‪ )191‬ةس عركةم حتةى بةرأ ةس عةاد لةم ةس عركةم حتةى بةرأ فةدعا بةم ليعةود لةم‬
‫قةةال‪ :‬فقةةال }ةةبيغ‪ :‬إن كنةةت عريةةد قتلةةي فةةاقتلني قةةت مةةي وإن كنةةت عريةةد أن عةةداويني فقةةد واللةةم‬
‫بر ت فأ ن لم إلى أ ضم وكتر إلةى أبةي موسةى ال ةعرح أال يلالسةم أحةد مةن المسةلمين فا ةتد‬
‫لةةك علةةى الر ة فكتةةر أبةةو موسةةى إلةةى عمةةر أن قةةد حسةةنت عوبتةةم فكتةةر عمةةر أن يةأ ن للنةةات‬
‫بملالستم ‪)192( .‬‬
‫ويقول مسرو ‪ :‬كنت أمشي مع أبي بن كعر فقال فتةى‪ :‬مةا عقةول يةا عمةان كةما وكةما فقةال‪ :‬يةا‬
‫ابن أخي أكان هما‪ ،‬قال‪ :‬ال قال‪ :‬فاعمنا حتى يكون ‪)193( .‬‬
‫ويقول الملت بن ا د‪ :‬سةألت ااووسةا عةن مسةألة فقةال لةي‪ :‬كةان هةما‪ ،‬قلةت‪ :‬اعةس قةال‪ :‬اللةم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬اللم س قال‪ :‬إن أ}حابنا أخبرواا عةن معةا بةن بة أاةم قةال‪ :‬أينةا النةات ال ععللةوا بةالب ء‬
‫قبة ازولةةم فيةمهر بكةةس هنةا وهنةا فة اكس إن لةةس ععللةوا بةالب ء قبة ازولةةم لةس ينمةك المسةةلمون أن‬
‫يكون فينس من إ ا سئ سدد وإ ا قالع وفق ‪)194( .‬‬

‫‪ - 190‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع‪ ،‬والتبدع ‪ 14/1‬من حديث أبي قالبة موقوفا على ابن‬
‫مسعود بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 191‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع والتبدع ‪ 14 ،11/1‬من حديث ابن عجالن‪ ،‬عن نافع‬
‫مولى ابن عمر‪ ،‬موقوفا على عمر بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 192‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع والتبدع ‪ 14/1‬من حديث مسروق موقوفا على أبي بن‬
‫كعب بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 193‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع والتبدع ‪ 14/1‬من حديث طاووس موقوفا ً على معاذ‬
‫بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 194‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة‪ ::‬باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع والتبدع ‪ 14/1‬من حديث طاووس موقوفا ً على معاذ‬
‫بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫ويقةةول إسةةماعي بةةن أبةةي خالةةد سةةمعت عةةامراي يقةةول‪ :‬اسةةتمتي ة أبةةي ابةةن كعةةر فقةةال‪ :‬يةةا أبةةا‬
‫المنةةم مةةا عقةةول فةةي كةةما وكةةما‪ ،‬قةةال‪ :‬يةةا بنةةي أكةةان الةةمح سةةألتني عنةةم‪ ،‬قةةال‪ :‬ال قةةال‪ :‬أمةةا ال‬
‫فأ لني حتى يكون فنعالج أامسنا حتى اخبرا ‪)195( .‬‬
‫يوما إلى ابةن عمةر فسةألم عةن ةيء ال‬ ‫ويقول حماد بن يزيد المقرئ‪ :‬حد ني أبي قال‪ :‬اء‬
‫أد ح مةةا هةةو فقةةال ابةةن عمةةر‪ :‬ال عسةةأل عمةةا لةةس يكةةن ف ة اي سةةمعت عمةةر بةةن الخطةةا يلعةةن مةةن‬
‫يسأل عما لس يكن (‪ )196‬واير هما كثير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاهر التنطع أو الغلو في الدين‪:‬‬

‫ومظاهر التنطع أو الغلو في الدين كثيرة امكر مننا ‪:‬‬


‫‪ - 1‬كثةةرة االفتراضةةات والس ةياالت عمةةا لةةس يقةةع أو عمةةا عمةةا اللةةم ‪ -‬عةةز و ة ‪ -‬عنةةم وسةةكت‬
‫حيث يقول سبحاام‪ :‬كيا أينا المين امنوا ال عسألوا عن أ ياء إن عبد لكةس عسةيكس وإن عسةألوا عننةا‬
‫حين ينزل القران عبد لكس عما اللةم عننةا واللةم امةو حلةيس قةد سةألنا قةوم مةن قةبلكس ةس أ}ةبحوا بنةا‬
‫كافرين} (الما دة‪.)112-111 :‬‬
‫‪ - 2‬المبالغةةة فةةي التطةةوع الممءةةي إلةةى عةةرا الفء ة أو عءةةييع الوا ةةر كمةةن بةةات يمةةلي اللي ة‬
‫كلم ويغالر النوم إلى أن البتم عينان في اخر اللي قام عن } ة المبق في اللماعةة أو إلةى أن‬
‫خرج الوقت المختا أو إلى أن العت الشم فخرج وقت المريءة‪.‬‬
‫‪ - 3‬العدول عةن الرخمةة فةي موضةعنا إلةى العزيمةة كمةن يبةاح لةم التةيمس عنةد العلةز عةن اسةتعمال‬
‫الماء فيترا التيمس ويمر على استعمال الماء فيمءي بم لك إلى ضر في بدام‪.‬‬

‫‪ - 195‬الخبر أخرجه الدارمي في السنن‪ :‬المقدمة ة باب من هاب الفتيا‪ ،‬وكره التنطع والتبدع ‪ 11/1‬من حديث حماد بن يزيد المقرئ‪ ،‬عن‬
‫أبيه موقوفا على ابن عمر بهذا اللفظ ‪.‬‬
‫‪ - 196‬انظر السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث للغزالي‪ :‬المقدمة ص ‪ 12 -8‬بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ - 4‬اال ةةتغال بمسةةا المةةروع علةةى حسةةا ال}ةةول أو اسةةتمراغ اللنةةد فةةي المختلةةف فيةةم مةةع‬
‫إهمال الملمع أو المتمق عليم كمن يركز على مسا السواا أو قمر الثو والعمبةة واحوهةا‬
‫وينم ة قءةةية ععطي ة ةةرع اللةةم فةةي ال ي أو كمةةن يقءةةي وقتةةم فةةي قءةةية اللنةةر بالبسةةملة أو‬
‫ا سرا بنا وكملك قءية وضع اليةدين فةي المة ة‪ :‬هة علةى السةرة أو فوقنةا أو عحتنةا وينمة‬
‫الحديث عن ااتشا الخمو وعمشي البغاء وسمك الدماء وعتبع العو ات وا فساد في ال ي‪.‬‬
‫‪ - 1‬التكميةةر بالمعمةةية أو بةةالكبيرة ب ة عكميةةر مةةن لةةس يكمةةر الكةةافر وكةةملك ع ة ال} ة فةةي‬
‫ال ةةياء الحظةةر أو الحرمةةة مةةع أن القاعةةدة أن ال}ة فةةي ال ةةياء ا باحةةة أو الحة إال مةةا ةةاء‬
‫الن بخ فم‪.‬‬
‫‪ - 4‬إحياء الكة م فةي المسةا التةي فرضةتنا ظةرو معينةة ةس ااتنةت بااتنةاء هةمن الظةرو مثة‬
‫الةةمح الةةس بةةين المةةحابة واحةةو لةةك ‪.‬‬ ‫الك ة م فةةي مسةةا المةةمات وخلةةق القةةران والخ ة‬
‫(‪)197‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب التنطع‪ ،‬أو الغلو في الدين‪:‬‬

‫ويوقع في التنطع أو الغلو في الدين أسبا عدة وبواعث كثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬البيئة ‪:‬‬
‫فقد ينشأ ا اسان في بيئة أانا الغلو أو التنطع سواء أكاات بيئة قريبة واعني بنا البيت أم بيئةة‬
‫بعيةدة واعنةي بنةا ملتمةع ال}ةحا وال}ةةدقاء وليسةت لديةم حمةااة فكريةة فيحةاول االقتةةداء‬
‫والتأسي أو على الق المحاكاة والتشبم وحينئم يقع في افة التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 197‬انظر السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث للغزالي‪ :‬المقدمة ص ‪ 12 -8‬بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ - 2‬التكوين النفسي والفكري‪:‬‬
‫وقةد يكةون التكةوين النمسةي والمكةرح لنمةر مةن النةةات مةن و اء الوقةوع فةي افةة التنطةع أو الغلةو كةةأن‬
‫يحرم هيالء من المربي أو المو م المح ير دهس ويو ننس إلى بعد النظر واعسةاع الفةق فينشةئون‬
‫على الوقو عند الشكليات والقشو منملين اللبا واللوهر و لك هو عين التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 3‬الذكاء مع الفراغ‪ ،‬وعدم البصيرة باألولويات ‪:‬‬


‫وقةةد يمةةن اللةةم ‪ -‬عةةز و ة ‪ -‬علةةى إاسةةان مةةا بقةةد مةةن الةةمكاء المطةةرح ولكنةةم يعةةيش فةةي فةراغ مةةع‬
‫عةةدم البمةةيرة بالولويةةات ويحةةاول ‪ -‬ةةأام ةةأن أح إاسةةان اخةةر ‪ -‬عوظيةةف هةةما الةةمكاء و ةةغ‬
‫ل ةةك المة ةراغ وحينئ ةةم يك ةةون فريس ةةة اف ةةة التنط ةةع أو الغل ةةو إ أن م ةةن س ةةمات ال ةةنم البشة ةرية أن‬
‫}احبنا إن لس يشغلنا بالحق غلتم بالباا ‪.‬‬

‫‪ - 4‬االعتماد على النفس من أول األمر في تحصيل العلم‪ ،‬أو المعرفة‪:‬‬


‫وقةةد عكةةون ل ةةدى المسةةلس الرابةةة ف ةةي عحمةةي العلةةس أو المعرفةةة وال د ايةةة لةةم بةةالطريق فيأخةةم ف ةةي‬
‫االعتمةةاد علةةى امسةةم مةةن أول المةةر فةةي عحم ة هةةما العلةةس أو هةةمن المعرفةةة ويلعة ة اهتمامةةم‬
‫الكتةةر فتلةةنق بةةم هةةمن الكتةةر احةةو التنطةةع أو الغلةةو اظةرا لن الكتةةا و نةةة أو و نةةات اظةةر‬
‫}امتة ال عمد لةك القةد ة علةى د التسةاؤالت التةي عثيرهةا قةراءة هةما الكتةا أو االاة ع عليةم أو‬
‫التي يثيرها الواقع امسم‪.‬‬
‫بينمةةا لةةو كةةان عحمة هةةما العلةةس أو هةةمن المعرفةةة بواسةةطة مربةةي أو مو ةةم فة ن هةةما المربةةي أو هةةما‬
‫المو م لسعة اا عم وعلربتم وبميرعم النافمة يمكنم الرد على ك همن التساؤالت ب حتى على‬
‫الشبنات إن و دت‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ - 5‬األخذ أو التلقي عن الجاهلين‪:‬‬
‫وقد عكون لدى المسلس الرابةة فةي عحمةي العلةس أو المعرفةة وال يعةر علةى يةد مةن يكةون الخةم‬
‫أو التلقي وعلقي بم المقادير في أيد اللاهلين وعمير العاقبة الوقوع في افة التنطع أو الغلو ‪.‬‬
‫ولعة هةةما هةةو مةةا أ ةةا إليةةم النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس حةةين قةةال‪" :‬إن اللةةم ال يقةةبض العلةةس ااتزاعةةا‬
‫ينتزعةةم مةةن العبةةاد ولكةةن يقةةبض العلةةس بقةةبض العلمةةاء حتةةى إ ا لةةس يبةةق عالمةةا اعخةةم النةةات ءوسةةا‬
‫ناال فأفتوا بغير علس فءلوا وأضلوا" ‪)198( .‬‬
‫وال رم أن اشير هنا إلى أن المراد باللن بالدين لي هو اللن المطلق إ هما اللن المطلق‬
‫يمء ةةي بم ةةاحبم ع ةةادة إل ةةى االاحة ة ل والتس ةةير ال إل ةةى التنط ةةع أو الغل ةةو وإام ةةا الم ةراد ب ةةم اللنة ة‬
‫باال تناد وأسلوبم أو اريقتم إ هو الممءي إلى التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 6‬خلو الساحة أو الميدان من العلماء الذين يضبطون الفكر والتصور بل والسلوك ‪:‬‬
‫وقةةد يكةةون خلةةو السةاحة أو الميةةدان مةةن العلمةةاء الةةمين يءةةبطون المكةةر والتمةةو بة والسةةلوا هةةو‬
‫السبر في الوقوع في افة التنطع أو الغلو وال سيما إ ا كاات هناا حماسة أو قوة إيمان وعاامةة‬
‫عةةدفع إلةةى العلةةس لةةدين اللةةم والتمكةةين لةةم فةةي ال ي علةةى احةةو مةةا وقةةع لنمةةر مةةن ةةبا المةةحوة‬
‫ا س ة مية الي ةةوم فق ةةد ةةاهدوا ااكمةةاش العلم ةةاء واي ةةابنس م ةةن المي ةةدان أو الس ةةاحة إيث ةةا ا للعافي ةةة‬
‫والسة مة وعقةةدموا هةةس لحمة الرايةةة واعتمةةدوا علةةى أامسةةنس فةةي المقةةم أو االسةةتنباط فكةةان الوقةةوع‬
‫في افة التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 7‬تعطيل شرع الله في األرض ‪:‬‬

‫‪ - 198‬الحديث سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪" ::‬الفتور"‪.‬‬


‫‪133‬‬
‫وقد يكون ععطي رع اللم في ال ي وما اتج عنةم مةن ااتشةا أو يةوع الشةر والمسةاد و اء الوقةوع‬
‫في افة التنطع أو الغلو كرد فع مءاد لةملك علةى احةو مةا وقةع لنمةر مةن أبنةاء أمتنةا المسةلمة فةي‬
‫هما العمر فقد أى رع اللم معط والشر والمساد على أ دن فحملم حبم لدينم وحر}ةم علةى‬
‫مرضةةاة بةةم أن ينبةةرح وحةةدن للعم ة دون أن يكةةون معةةم مو ةةم أو مةةر فتةةردى فةةي افةةة التنطةةع أو‬
‫الغلو‪.‬‬

‫‪ - 8‬الحظوظ النفسية‪:‬‬
‫وقد عكون الحظوظ النمسية من حةر الةميوع والشةنرة أو الثنةاء والمحمةدة أو المغةنس واللةان مةن‬
‫و اء الوقوع في افة التنطع أو الغلةو مةن منطلةق أن التنطةع أو الغلةو يحمة فةي اياعةم االبةا كة ةا‬
‫وارير والشوا والغرا ر من بين ما يكسر الميوع والشنرة أو الثناء والمحمدة ب بما عو}‬
‫إلى المغنس واللان عطبيقا لمبدأ‪" :‬خالف ععر وعغنس"‪.‬‬

‫‪ - 9‬الرغبة في تحقيق مزيد من القرب من الله مع الغفلة عن أبعاد ومعالم الطريق‪:‬‬


‫وقد عكون الرابةة فةي عحقيةق مزيةد مةن القةر مةن اللةم مةع الغملةة عةن أبعةاد ومعةالس الطريةق مةن و اء‬
‫الوقوع في افة التنطع أو الغلو‪.‬‬
‫وقد اق عن امر مةن المةحابة مةا ييكةد لةك إ ةاء ةة هةط إلةى بيةوت أتواج النبةي }ةلى اللةم‬
‫عليةةم وسةةلس يسةةألون عةةن عبةةادة النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي السةةر فلمةةا أخبةةروا كةةأانس عقالوهةةا‬
‫وقةةالوا‪ :‬أيةةن احةةن مةةن النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس قةةد امةةر لةةم مةةا عقةةدم مةةن ابةةم وممةةا عةةأخر قةةال‬
‫أحدهس‪ :‬أما أاا فأ}لي اللي أبدا وقال اآلخر‪ :‬وأاا أ}وم الدهر ال أفطر وقةال الثالةث‪ :‬وأاةا أعتةزل‬
‫النساء ف أعزوج أبدا فلاء سول اللةم }ةلى اللةم عليةم وسةلس إلةينس فقةال‪" :‬أاةتس الةمين قلةتس كةما‬

‫‪134‬‬
‫وكما‪ ،‬أما واللم إاي لخشاكس للم وأعقاكس لةم لكنةي أ}ةوم وأفطةر وأ}ةلي وأ قةد وأعةزوج النسةاء‬
‫فمن ار عن سنتي فلي مني" ‪)199( .‬‬

‫‪ - 11‬اإلغراء بالدنيا‪:‬‬
‫وقد يكون ا اراء بالدايا ممثلة في اللان والمركةز والمنمةر أو فةي المةال أو فةي عةملي }ةعوبة‬
‫من المعوبات أو عخطي عقبة مةن العقبةات أو احةو لةك قةد يكةون لةك كلةم مةن العوامة التةي‬
‫عوقع في افة التنطع أو الغلو وال سيما إ ا كان هما ا اراء لاةات ليسةت لةدينس الحمةااة المكريةة‬
‫والنمسية علةى احةو مةا كةر السةتا المرحةوم عمةر التلمسةااي فةي بعةض أحاديثةم مةن أن السةلطات‬
‫فةةي بعةةض الةةب د ا س ة مية والعربيةةة قةةد أقطعةةت بعةةض اللماعةةات الغاليةةة أو التةةي لةةدينا اسةةتعداد‬
‫للغل ةةو أقطعتن ةةا أ ض ةةا لملحن ةةا وت اعتن ةةا واالاتمةةاع بخيرهةةا بن ةةد عشةةليع التنط ةةع أو الغل ةةو ف ةةي‬
‫موا نة التوسط واالعتدال المح عرفت بم اللماعةة التةي هةي كبةرى الحركةات ا سة مية فةي العمةر‬
‫الحديث‪.‬‬

‫‪ - 11‬الكراهية لإلسالم مع التظاهر بحبه‪:‬‬


‫وقد عكون الكراهية لاس م مع التظاهر بحبم و اء الوقوع في افة التنطع أو الغلو على احو ما وقع‬
‫من عبد اللم بن سبأ الينودح ومغاالعم في ةأن سةيداا علةي ضةي اللةم عنةم مةن أاةم حة فةي ا لةم‬
‫أو هو ا لم وأاةم لةس يمةت وإامةا فةع إلةى السةماء وأن الرعةد }ةوعم والبةر اةو ن وسةناؤن ومةا عبةع‬
‫لك من الغلو في أن ال مة وادعاء العممة لنس‪.‬‬

‫‪ - 12‬الشد ة أو اإلكراه والضغط‪:‬‬

‫‪ - 199‬الحديث سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة‪" ::‬الفتور"‪.‬‬


‫‪131‬‬
‫وقةةد عكةةون الشةةدة أو ا ك ةران والءةةغط ‪ -‬س ةواء مةةن البيةةت أو الملتمةةع أو الدولةةة ‪ -‬مةةن بةةين‬
‫العوام أو البواعث التي عدفع إلى الوقوع في افة التنطع أو الغلو على احو ما وقةع لنمةر مةن أبنةاء‬
‫الحركة ا س مية اليوم فقةد أوا الل ديةن يمةنعون بنةس مةا يلة عةن الو}ةف ومةا عة الكة‬
‫البوليسية عتحول إلى عض وإيماء هيالء الل دين لولئك البريةاء ال لشةيء إال لانةس قةالوا‪ :‬بنةا‬
‫اللةةم فةةااقلبوا يحكمةةون علةةى هةةيالء ب ة علةةى الملتمةةع كلةةم لسةةكوعم علةةى هةةما المنكةةر أو هةةما‬
‫المنيع بالكمر فوقعوا في افة التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 13‬الهجوم العلني والتآمر الخفي على األمة اإلسالمية‪:‬‬


‫لك أن المة ا س مية فةي كة أقطةا ال ي لقيةت ومةا تالةت علقةي هلومةا رسةا علينةا وعلةى‬
‫حرماعنةةا ومقدسةةاعنا مةةرة فةةي }ةةو ة علنيةةة وأخةةرى فةةي }ةةو ة س ةرية أو خميةةة ويشةةا ا فةةي هةةما‬
‫النلوم ك القةوى ايةر المسةلمة مةن ينوديةة و}ةليبية و ةيوعية وو نيةة و يةول هةيالء وأ اةابنس مةن‬
‫أبنا نةةا احةةن المسةةلمين مةةن كة مةةن اةةرهس بريةةق الماديةةة فةةي الشةةر أو فةةي الغةةر وال يسةةع مسةةلما‬
‫ييمن باللم والةدا اآلخةرة ويةوقن بةالخوة ا سة مية ويعتةز باالاتمةاء إلةى خيةر أمةة أخر ةت للنةات‬
‫ألسنتنس وألواانس أمة واحدة يسعى بممتنس أدااهس وهس يةد علةى‬ ‫ويمنس أن المسلمين على اخت‬
‫من سواهس وأن من لةس ينةتس بةأمر المسةلمين فلةي مةننس ‪-‬أقةول‪ :‬ال يسةعم أن يسةمع ويةرى م سةي‬
‫أمتةةم فةةي ك ة مكةةان ومةةا يلقةةان إخوااةةم هنةةا وهنةةاا مةةن إبةةادة ماديةةة عتمث ة فةةي التقتي ة والتنكي ة أو‬
‫معنوي ةةة عتمث ة ف ةةي التنم ةةير أو عل ةةى الق ة ‪ :‬التلني ة والتء ةةلي ةةس يمس ةةي ويم ةةبق قري ةةر الع ةةين‬
‫ضةةاحكا م ة ء سةةنم اا مةةا م ة ء منيةةم ب ة ال بةةد أن يخةةامرن ةةعو قةةوح وأكيةةد بءةةرو ة التمةةدح‬
‫والموا ن ةةة وح ةةين يأخ ةةم ف ةةي التم ةةدح والموا نةةة يم ةةيبم مةةا يم ةةير أح إاس ةةان يبم ةةر أمتةةم وق ةةد‬
‫عكالر علينا العداء من ك مكان عكالر الكلة على القمعة من التنطع أو الغلو‪.‬‬

‫‪ - 14‬التصدر للفتوى واالجتهاد قبل االستواء وكمال النضج‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫وق ةةد يك ةةون التم ةةد للمت ةةوى واال تن ةةاد قب ة االس ةةتواء وكم ةةال النء ةةج‪ :‬م ةةن ض ةةرو ة ب ةةط اللز ي ةةات‬
‫بالكلي ةةات و د المتش ةةابنات إل ةةى المحكم ةةات وعح ةةاكس الظني ةةات إل ةةى القطعي ةةات والق ةةد ة عل ةةى‬
‫اللمع بةين المختلمةات عنةد التعةا ي أو التةر يق وعةدم الخةم بظةاهر الةن إال بعةد التغلغة فةي‬
‫فنس فحوان ومعرفة أهدافم ومقا}دن قد يكون لك من أسبا الوقوع في افة التنطةع أو الغلةو فةي‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪ - 15‬نسيان العواقب المترتبة على الوقوع في آفة التنطع أو الغلو في الدين‪:‬‬


‫وقد يكون اسيان العواقر المترعبة على الوقةوع فةي افةة التنطةع أو الغلةو فةي الةدين مةن بةين السةبا‬
‫التي عوقع في هما التنطع أو الغلو إ ا اسان إ ا اسي عاقبة الشيء علرأ على فعلم وععاايةم وان‬
‫كان فيم حتمم وه كم قال ععالى‪ :‬كولقد عنداا إلى ادم من قب فنسي ولس الةد لةم عزمةا} (اةم‪:‬‬
‫‪.)111‬‬

‫رابعا‪ :‬آثار التنطع أو الغلو في الدين‪:‬‬

‫وللتنطةع أو الغلةةو فةي الةةدين ا ةةا ضةا ة وعواقةةر منلكةة سةواء علةى العةاملين أو العمة ا سة مي‬
‫ودواك ارفا من همن اآل ا وعلك العواقر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬على العاملين ‪:‬‬

‫أما ا ا التنطع أو الغلو في الدين على العاملين فكثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪- 1‬كراهية الناس‪ ،‬ونفورهم من المتنطع أو المغالي في الدين‪:‬‬

‫‪138‬‬
‫لةةك أن المتنطةةع أو المغةةالي فةةي ال ةدين إامةةا هةةو واقةةف فةةي الطةةر بعيةةدا عةةن الوسةةط فكةرا كةةان‬
‫لةةك أو سةةلوكا ومث ة هةةما ال عحتملةةم ابيعةةة البشةةر العاديةةة وال عمةةبر عليةةم ولةةو }ةةبر عليةةم قلي ة‬
‫مننس لس يمبر عليم منو هس وحينئم يكون النمو وعكون الكراهية‪.‬‬
‫ولعة هةةما ال ةةر هةةو مةةا أ ةةا إليةةم النبةةي }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي حةةديث أبةةي مسةةعود إ قةةال‪ :‬إن‬
‫ة قةال‪ :‬يةةا سةول اللةم إاةةي لعةأخر عةةن }ة ة الغةداة مةةن أ ة فة ن ممةا يطية بنةةا فمةا أيةةت‬
‫سةةول اللةةم }ةةلى اللةةم عليةةم وسةةلس فةةي موعظةةة أ ةةد اء ةةبا منةةم يومئةةم ةةس ق ةةال‪" :‬إن مةةنكس منم ةرين‬
‫فأيكس ما }لى بالنات فليتلةوت ف ن فينةس الءيةةف والكبيةر و ا الحا ةةة" (‪ )200‬ومةا أ ةا إليةم‬
‫عمةةر ضةةي اللةةم عنةةم بقولةةم‪" :‬ال عبغء ةوا اللةةم إلةةى عبةةادن فيكةةون أحةةدهس إمام ةاي فيطةةول علةةى القةةوم‬
‫الم ة حتى يضبغض إلينس ما هس فيم" ‪)201( .‬‬

‫‪ - 2‬الفتور أو االنقطاع‪:‬‬
‫لك أن التنطع أو الغلةو قمةير العمةر واالسةتمرا عليةم فةي العةادة ايةر متيسةر إ ا اسةان ملةول وااقتةم‬
‫محدودة ف ن }بر يومةا علةى التشةدد والتعسةر فسةرعان مةا عكة دابتةم أو عحةرن عليةم مطيتةم فةي السةير‬
‫واعنةةي بنةةا نةةدن البةةداي والنمسةةي فيسةةأم ويةةدع العم ة حتةةى القلي ة منةةم أو يأخةةم اريقةةا اخةةر علةةى‬
‫عك الطريق المح كان عليم أح ينتق من ا فراط إلى التمريط ومن التشدد إلى التسير‪.‬‬
‫ولع هما هو ما أ ا إليم النبي }لى اللم عليم وسةلس بقولةم‪" :‬اكلمةوا مةن العمةال مةا عطيقةون فة ن‬
‫اللم ال يم حتى عملوا وان أحر العم إلةى اللةم أدومةم وإن قة " ‪ )202( .‬وحةديث ابةن عبةات‪:‬‬
‫قال‪ :‬كاات موالة للنبي }لى اللم عليم وسلس عموم الننا وعقوم اللي فقي لم‪ :‬إانا عموم الننا‬

‫‪ - 200‬الحديث أخرجه البخاري في الصحيح‪ :‬كتاب االعلم‪ :‬باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره ‪ :34 ،33/1‬وكتاب‬
‫طول ‪ ،171/1‬وكتاب األدب‪ :‬باب ما يجوز من‬ ‫الصالة‪ :‬باب تخفيف اإلمام في القيام‪ ،‬وإتمام الركوع والسجود‪ ،‬وباب من شكا إمامه إذا َّ‬
‫النصب والشدة ألمر الله ‪ ،33/7‬وكتاب األحكام‪ :‬باب هل يقضي الحاكم‪ ،‬أو يفتي وهو غضبان ‪ ،2/1‬ومسلم في الصحيح‪ :‬كتاب الصالة‬
‫ة باب أمر األئمة بتخفيف الصالة في تمام ‪ 341 ،341/1‬رقم (‪ ،)444‬والنسائي في السنن الكبرى‪ :‬كتاب العلم‪ :‬باب الغضب عند‬
‫الموعظة والتعليم إذا رأى العالم ما يكره ‪ 441/3‬رقم (‪ ،)1711‬وابن ماجه في السنن‪ :‬كتاب الصالة‪ :‬باب من أتم قوما فليخفف ‪311/1‬‬
‫رقم (‪ )174‬كلهم من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه مرفوعا‪.‬‬
‫‪ - 201‬الحديث سبق تخريجه في الجزء األول‪ ،‬آفة الفتور‪.‬‬
‫‪ 202‬الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد‪ :‬كتاب الصالة ‪ :‬باب االقتصاد في العمل والدوام عليه ‪ 211 ،217/2‬من حديث ابن عباس‬
‫مرفوعا بهذا اللفظ وعزاه إلى البزار قائال‪( :‬رواه البزار ورجاله رجال الصحيح)‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫رة فترة فمن كاات فترعم إلةى‬ ‫رة ولك‬ ‫وعقوم اللي فقال }لى اللم عليم وسلس‪ " :‬إن لك عم‬
‫سنتي فقد اهتدى" ‪)203( .‬‬

‫‪ - 3‬تضييع العمر‪ ،‬وتبديد الجهد في غير ما طائل وال فائدة‪:‬‬


‫و لةةك أن نةةد المتنطةةع أو المغةةالي إامةةا هةةو ممةةرو إلةةى ااويةةات المةةو فك ةراي أو سةةلوكاي دون‬
‫أ}ولنا وهو بنما يءيع عمرن ويبدد ندن في اير ما اا ة وال فا ةدة و}ةد اللةم الةمح يقةول‪:‬‬
‫كق ه انبئكس بالخسرين أعماال المين ض سعينس في الحياة الدايا وهس يحسبون أانس يحسنون‬
‫}ةةنعا} (الكنةةف‪ )114 :‬إ يمسةةر الحةةافظ ابةةن كثيةةر هةةمن اآليةةة فيسةةو اا مةةة مةةن الخبةةا عةةن‬
‫السةةلف حةةول معناهةةا قةةا ي‪" :‬قةةال البخةةا ح‪ :‬حةةد نا ملمةةد بةةن بشةةا حةةد نا محمةةد بةةن عمةةر‬
‫حد نا ةعبة عةن عمةرو عةن ممةعر قةال‪ :‬سةألت أبةي ‪ -‬يعنةي‪ :‬سةعد بةن أبةي وقةاص ‪-‬عةن قةول‬
‫اللةةم‪ :‬كق ة ه ة انبةةئكس بالخس ةرين أعمةةاال} أهةةس الحرو يةةة‪ ،‬قةةال‪ :‬ال هةةس‪ :‬الينةةود والنمةةا ى أمةةا‬
‫الينود فكةمبوا محمةدا }ةلى اللةم عليةم وسةلس وأمةا النمةا ى فكمةروا باللنةة وقةالوا‪ :‬ال اعةام فينةا‬
‫وال را والحرو ية المين ينقءةون عنةد اللةم مةن بعةد ميثاقةم فكةان سةعد ضةي اللةم عنةم يسةمينس‬
‫الماسقين وقال علي بن أبي االر والءحاا واير واحد هس ا لحر و ية" ‪)204( .‬‬
‫س يبدح أيم فينا بعد لك فيقول‪ " :‬ومعنةى هةما عةن علةي ضةي اللةم عنةم أن هةمن ا آليةة الكريمةة‬
‫عشةةم الحرو يةةة كمةةا عشةةم الينةةود والنمةةا ى وايةةرهس ال أانةةا ازلةةت فةةي هةةيالء علةةى الخمةةوص‬
‫وال هةةيالء بة هةةي أعةةس مةةن هةةما فة ن هةةمن اآليةةة مكيةةة قبة خطةةا الينةةود والنمةةا ى وقبة و ةةود‬
‫الخوا ج بالكلية وإاما هي عامة في ك من عبد اللةم علةى ايةر اريقةة مرضةية يحسةر أاةم ممةير‬
‫فينا وأن عملم مقبول وهو مخطئ وعملم مردود‪)205( . "...‬‬

‫‪ - 203‬الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد‪ :‬كتاب الصالة ‪ :‬باب االقتصاد في العمل والدوام عليه ‪ 211 ،217/2‬من حديث ابن عباس‬
‫مرفوعا بهذا اللفظ وعزاه إلى البزار قائال‪( :‬رواه البزار ورجاله رجال الصحيح)‪.‬‬
‫‪ - 204‬انظر‪ :‬تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن ككثير ‪.118/3‬‬
‫‪ - 205‬انظر‪ :‬تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن ككثير ‪.118/3‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ - 4‬التقصير في حقوق اآلخرين‪:‬‬
‫و لك أن المتنطع أو المغالي إاما يدو في فلك معين من المكر والسلوا المر المح ينتني بم إلى‬
‫التقمير في حقو يلر أن عراعى ووا بات ينبغي أن عيدى‪.‬‬
‫ولع لك هو ما حدا برسول اللم }لى اللةم عليةم وسةلس أن يقةول لعبةد اللةم بةن عمةرو بةن العةاص ‪-‬‬
‫وقةد بلغةم اانماكةةم فةي العبةادة اانماكةةا أاسةان حةةق أهلةم عليةم‪" :‬ألةةس أخبةر أاةك عمةةوم الننةا وعقةةوم‬
‫اللي ‪ "،‬ويليبم عبد اللةم بقولةم‪ :‬بلةى يةا سةول اللةم ويةرد عليةم النبةي }ةلى اللةم عليةم وسةلس اا}ةحا‬
‫ومو ناي‪" :‬ال عمع ‪} :‬س وأفطر وقس واس ف ن للسدا عليك حقاي وإن لعينيك عليك حقا وإن‬
‫لزو ك عليك حقا وإن لزو ا عليك حقا" ‪)206( .‬‬

‫‪ - 5‬القلق واالضطراب النفسي‪:‬‬


‫و لةك أن المتنطةةع أو المغةالي إامةةا يريةةد حمة اآلخةرين علةى مةةا يوافةةق هةوان ومةةا يريةد ومةةا اآلخةةرون‬
‫بمسةةتليبين لةةم وال بموافقيةةم فيمةةا ين ةةوى وفيمةةا يريةةد وعك ةةون العاقبةةة حينئةةم القلةةق واالضةةطرا‬
‫النمسةي بة العةةدوان علةةى اآلخةرين حيةةث لةةس عتحقةةق ابتةةم ولةس علةةر البتةةم‪ .‬وإن الواقةةع المعةةاش‬
‫ليشةةند بةةملك حتةةى إاةةا لنةةرى المتنطعةةين أو المغةةالين أضةةيق النةةات }ةةد اي وأ ةةدهس قلقةةا واضةةطرابا‬
‫وأكثرهس فو ااا واءبا ب بما استخداما للقوة لحم اآلخرين على ما يريدون‪.‬‬

‫ب ‪ -‬على العمل اإلسالمي‪:‬‬

‫وأما ا ا ن على العم ا س مي فكثيرة امكر مننا‪:‬‬

‫‪ - 1‬الفرقة والتمزق‪:‬‬

‫‪ - 206‬ألثر أورده الشاطبي في االعتصام ‪ ،،173/2‬وعنه نقل الدكتور يوسف القرضاوي في الصحوة ا إلسالمية بين الجحود والتطرف‬
‫ص ‪.78‬‬
‫‪141‬‬
‫لك أن المغالين أو المتنطعين لقمو المنس لدينس ال يلتقون على أح واحد وال يقبة اآلخةرون‬
‫أينس وحينئم عكون المرقة ويكون التمز ولع لك هو ما أ ا إليم ابن عبات ضي اللم عننما‬
‫إ خ ة عمةةر ضةةي اللةةم عنةةم ات يةةوم فلع ة يحةةدث امسةةم كيةةف عختلةةف هةةمن المةةة وابينةةا‬
‫واحةةد‪ ،‬فأ س ة إلةةى ابةةن عبةةات ضةةي اللةةم عننمةةا فقةةال‪ :‬كيةةف عختلةةف هةةمن المةةة وابينةةا واحةةد‬
‫وقبلتنةةا واحةةدة وكتابنةةا واحةةد‪ ،‬فقةةال ابةةن عبةةات‪ :‬يةةا أميةةر المةةيمنين إامةةا أاةةزل علينةةا القةةران فقرأاةةان‬
‫وعلمنا فيما أازل وإام سيكون بعداا أقوام يقرءون القران وال يد ون فيما ازل فيكون لك قوم فيةم‬
‫أح فة ا كةةان كةةملك اختلمةوا‪ .‬وفةةي وايةةة‪ :‬فيكةةون لكة قةةوم فيةةم أح فة ا كةةان لكة قةةوم فيةةم أح‬
‫اختلموا ف ا اختلموا اقتتلوا‪ .‬فز رن عمر وااتنرن على‪ ...‬فاامر ابن عبات واظر عمر فيما قةال‬
‫فعرفم فأ س إليم وقال‪ :‬أعد علي ما قلتم فأعاد عليم فعر قولم‪ :‬وأعلبم ‪)207( .‬‬

‫‪ - 2‬كثرة التكاليف‪ ،‬وطول الطريق‪:‬‬


‫لك أن التنطع أو الغلو مكرون منمر المر المح يعطي المتربمين بالعم ا س مي المر}ة لتو يم‬
‫الء ةربة بعةةد الء ةربة مةةن أ ة القءةةاء علةةى هةةما العم ة أو علةةى الق ة إ ناضةةم بحلةةة التشةةدد أو‬
‫التزمت وحينئم عكثر التكاليف وعطول الطريق‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحيلولة دون كسب األنصار‪:‬‬


‫لةةك أن العنةةف أو الشةةدة التةةي هةةي مةةن ل ةواتم التنطةةع أو الغلةةو عحةةول دون كسةةر الامةةا فقةةد‬
‫بلةةت النمةةوت علةةى حةةر مةةن أحسةةن إلينةةا و فةةق بنةةا وعلةةى بغةةض مةةن أسةةاء إلينةةا وقسةا علينةةا‬
‫وحسبنا أن الاحم }لى اللم عليم وسلس في دعوعم ما كان إال بالرفق واللين‪ :‬كفبما حمة من اللم‬
‫لنت لنس ولو كنت فظا اليظ القلر الامءوا من حولك} (ال عمران‪.)111 :‬‬

‫‪ - 207‬انظر في هذه اآلفة‪ :‬الصحوة اإلسالمية بيين الجحود والتطرف للدكتور يوسف القرضاوي بتصرف كثير‪ ،‬والتطرف المنسوب إلى‬
‫اإلسالم للدكتور يحيى هاشم بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫خامسا‪ :‬عالج التنطع أو الغلو في الدين‪:‬‬

‫فةةي‬ ‫وعلةةى ضةةوء مةةا قةةدمنا مةةن أسةةبا للتنطةةع أو الغلةةو فةةي الةةدين اةةد ا اريةةق الع ة ج وعةةتلخ‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬عطبيةةق حكةةس اللةةم فةةي ال ي‪ :‬عقيةةدة وعبةةادة أخ قةاي وعظيمةاي أو عشةريعات فكةراي وسةةلوكا‬
‫وعلى ك المستويات‪ :‬المردية واللماعية الشعبية والقيادية فة ن هةما مةن ةأام أن يشةلع الميةول‬
‫المطرية الكامنة عند هيالء فيستريحوا من القلق واالضةطرا النمسةي بة مةن محاولةة التنمةي عةن‬
‫هما القلق و لك االضطرا بواسطة العنف والقوة‪ .‬هما من ااحية ومن ااحيةة أخةرى ف اةم سيقءةي‬
‫علةةى كة مظةةاهر الشةةر والمسةةاد التةةي عثيةةر هةةيالء وعمية بنةةس احةةو التنطةةع أو الغلةةو‪ :‬كفةةأقس و نةةك‬
‫للةةدين حنيمةةا فطةةرت اللةةم التةةي فطةةر النةةات علينةةا ال عبةةدي لخلةةق اللةةم لةةك الةةدين القةةيس ولكةةن أكثةةر‬
‫النةةات ال يعلم ةةون} (الةةروم‪ )31 :‬كومةةن أحسةةن مةةن اللةةم حكمةةا لقةةوم يوقنةةون} (الما ةةدة‪)11 :‬‬
‫كاعبعوا ما أازل إليكس من بكس وال عتبعوا من دوام أوليةاء قلةي مةا عةمكرون} (العةرا ‪ )3 :‬كفمةن‬
‫اعب ةةع ه ةةداح فة ة يءة ة وال يش ةةقى} (ا ةةم‪ )132 :‬كفم ةةن عب ةةع ه ةةداح فة ة خ ةةو عل ةةينس وال ه ةةس‬
‫يحزاون} (البقرة‪.)38 :‬‬
‫‪ - 2‬عش ةةليع العلم ةةاء الع ةةاملين وال ةةدعاة الملاه ةةدين عل ةةى أداء دو ه ةةس والقي ةةام بة ةوا بنس اح ةةو ا‬
‫س م والمسلمين بعامة والمعروفين بالتنطع أو الغلو و لك برفع سةوط الم حقةة والمتابعةة مةن‬
‫فةةو ظنةةو هةةيالء ومةةنحنس حريةةة التعبيةةر عمةةا عمرضةةم علةةينس المااةةة التةةي كلمنةةس اللةةم ‪ -‬عةةز و ة ‪-‬‬
‫بنا وحملنس إياها ف ن لك لم دو كبير في القءاء على التنطع أو الغلو في الدين‪.‬‬
‫‪ - 3‬التبمير بمقم العبودية والدعوة إلى اللةم والمتةوى مةن عرعيةر الولويةات ومةن معرفةة بمقا}ةد‬
‫الشريعة وكلياعنا ومن فنس للنموص في ضوء بعءنا البعض ومن إلمام بمراعر الحكام واريق‬
‫وعن العلس بقيس العمال ومراعبنا‬ ‫بوعنا والع قة بيننا عند التعا ي ومن عاية لد الخ‬
‫‪142‬‬
‫ومراعةةر المةةأمو ات والمننيةةات بة مراعةةر النةةات مةةع العمةةال وعقةةدير ظةةرو النةةات وأعةةما هس‬
‫ومن ا لمام بسنن اللم في خلقم‪ :‬الكواية مننا والشةرعية وال سةيما سةنن و ةروط النمةر فة ن هةما‬
‫التبمير كافي في القءاء على التنطع أو الغلو وقد أمر اللةم ‪ -‬عةز و ة ‪ -‬بنةما فقةال‪ :‬كادع إلةى‬
‫سبي بك بالحكمة والموعظة الحسنة و ادلنس بالتي أحسن} (النح ‪ )121 :‬كق همن سبيلي‬
‫أدعو إلى اللم على بميرة أاا ومن اعبعني} (يوسف‪.)117 :‬‬
‫‪ - 4‬دوام النظةةر فةةي التةةا ي البشةةرح بعامةةة وا س ة مي بخا}ةةة ف ة ن هةةما التةةا ي حاف ة بالنمةةا ج‬
‫الحية من المتنطعين أو المغالين في الدين واآل ا السيئة التي ناها هيالء من و اء التنطع أو الغلو‬
‫وهةةي حافلةةة كةةملك بكيميةةة التعامة مةةع هةةمن الظةةاهرة والقءةةاء علينةةا ومةةن أبةةرت هةةمن النمةةا ج‪ :‬أه ة‬
‫الكتا الحركة السبئية الحركة الشيعية‪.‬‬
‫‪ - 1‬معاملةةة هةةيالء المتنطعةةين أو المغةةالين فةةي الةةدين بةةروح البةةوة والخةةوة مةةن الحنةةو والرحمةةة‬
‫والحةةر والشةةمقة فنخةةالطنس واتعةةر علةةينس مةةن قةةر ‪ :‬كيةةف يمكةةرون وكيةةف يشةةعرون وكيةةف‬
‫يسةةلكون وكيةةف يتعةةاملون وال احكةةس علةةى الكثةةرة بحكةةس القلةةة وال علةةى الواحةةد بمةةا يقةةع منةةم مةةن‬
‫عمر أو عمرفين وإاما بملموع عمرفاعم فمن حت كمة حسناعم على كمة سةيئاعم فنةو مةن‬
‫أه ة ة الخية ةةر كمة ةةا يعام ة ة اللة ةةم سة ةةبحاام عبة ةةادن‪ :‬كفمة ةةن قلة ةةت مواتينة ةةم فأولئة ةةك هة ةةس المملحة ةةون}‬
‫(الميمنون‪.)112:‬‬
‫وأال ابالغ في عموير أو مخالمات هيالء على حةين اسةكت عةن أخطةاء ايةرهس مةن كة مةا يعةر‬
‫بةةالتمريط أو بةةالتطر ال دينةةي وأن اشةةيع ةةو الحريةةة وارحةةر بالنقةةد واحيةةي وح النمةةيحة فةةي‬
‫الدين واقول ما قال عمر ضي اللم عنم‪ :‬مرحباي بالنا}ق أبد الدهر مرحبا بالنا}ق ادواي وعشةيا‪..‬‬
‫حس اللم امرأ أهدى إلي عيوبي‪.‬‬
‫واحاكيم عمليا إ قال لم ‪ :‬اعق اللم يةا أميةر المةيمنين فةأاكر عليةم بعةض الحاضةرين و د عليةم‬
‫عمر بقولم‪" :‬دعم ف خير فيكس إ ا لس عقولوها وال خير فينا إ ا لس اسمعنا"‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫وأن اتلنر الللوء إلى القوة والبطش لتممية هما المكر ومطا دة أهلم ف ام يختمي باالضةطناد‬
‫وال يموت ويكمن كمون النا في الكبريت وال يزول‪.‬‬
‫‪ - 4‬لمةةت النظةةر إلةةى اآل ةةا والعواقةةر المترعبةةة علةةى التنطةةع أو الغلةةو سةواء مننةةا علةةى العةةاملين أو‬
‫على العم ا س مي فلع لك يساعد في التخل مةن هةمن اآلفةة وملاهةدة الةنم لةئ عبتلةى‬
‫بنا مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ - 8‬ةغ أوقةات المةراغ بالنةافع المميةد مةةن خة ل وضةةع وعنميةم بةرامج ععليميةةة وإع ميةة وعرفينيةةة‬
‫وعد يبية بحيث عتلاو همن مع المطرة وال عتعا ي مع رع اللم ‪ -‬عبا ا وععالى ‪ -‬فة ن هةما مةن‬
‫أام أن يمت الطاقات الكامنة عند هيالء ف يبقى هناا ملال لتنطع أو الو ‪)208( .‬‬

‫‪ - 208‬انظر في هذه اآلفة‪ :‬الصحوة اإلسالمية بيين الجحود والتطرف للدكتور يوسف القرضاوي بتصرف كثير‪ ،‬والتطرف المنسوب إلى‬
‫اإلسالم للدكتور يحيى هاشم بتصرف كثير‪.‬‬
‫‪144‬‬

You might also like