You are on page 1of 148

‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫في فضائل شهر‬


‫شعبان‬

‫جمعه ورتبه‪:‬‬

‫أ‪ /‬أبوبكربن محيي الدين األحسني الفار افوري الشافعي‬


‫(أستاذ كلية الشريعة بجامعة معدن الثقافة اإلسالمية بكيراال الهند)‬
‫الكتاب ‪:‬الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫الـمؤلف ‪ :‬أ‪ /‬أبوبكر بن حمي الدين األحسين الفارافوري املليباري‬
‫الناشر ‪ :‬كلية الشريعة جلامعة معدن الثقافة اإلسالمية‬
‫عدد الصفحات ‪148 :‬‬
‫سنة الطباعة ‪1442 :‬ه ‪2021 -‬م‬
‫بلد الطباعة‪ :‬ماالبرم‪،‬كرياال‪ ،‬اهلند‬
‫الطبعة ‪ :‬الثانية‬
‫‪www.madin.edu.in/ar‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫(‪)1‬‬
‫ِف ِه ِر ْست الكتاب‬
‫مقدمة الـمؤلف ‪7...............................................‬‬
‫ما يسن عند رؤية اهلالل ‪10.......................................‬‬
‫شعبان شهري ‪12................ ................................‬‬
‫سورة الدخان ‪17 .......... ................................‬‬
‫قراءة القرآن يف شعبان ‪20 ..................................‬‬
‫حتويل القبلة ‪21 ............ ................................‬‬
‫شهر الصالة على النيب ‪24................................... ‬‬
‫فوائد الصالة على رسول هللا‪27 ........................ ‬‬
‫وقائع عجيبة حصلت ابلصالة على النيب ‪36 ............. ‬‬
‫الصيام يف شعبان ‪45............................................‬‬
‫ليلة النصف من شعبان ‪48........................................‬‬
‫االختالف يف الليلة املباركة ‪54 ..............................‬‬

‫‪ .)1‬للوصول إىل اهلدف يرجى النقر على املوضوع وذلك مبساعدة بـرمم أكـروابت ريـدر‬
‫ولتنزيل الربمم ‪https://play.google.com/store/apps/details?id=com.adobe.reader :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫مرات» ‪61..............‬‬
‫األدعية املناسبة للحال وسورة يس «ثالث ّ‬
‫فائدة‪ :‬يف دعاء سيدم يونس عليه الصالة والسالم ‪76 .........‬‬
‫إحياء ليلة النصف من شعبان ‪78..................................‬‬
‫يغفر يف هذه الليلة جلميع اخللق إال ملشرك و ‪82 ..............‬‬
‫بنو كلب ‪89 .............. ................................‬‬
‫توبة مالك بن دينار ‪90 ....................................‬‬
‫الس ْع ِدي ‪93 ................................‬‬
‫اسم َّ‬‫توبة أَيب الْ َق ِ‬
‫الصالة املخصوصة يف نصف شعبان ‪96 .....................‬‬
‫صِ‬
‫ف َش ْعبَا َن ‪98........................................‬‬ ‫ص ْو ُم ُم ْنـتَ َ‬
‫َ‬
‫حقيقة ما وقع للشيخ الكنيييت يف مسألة صوم يوم الرباءة‪101.....‬‬
‫مسلك اإلمام ابن حجر رمحه هللا يف صوم منتصف شعبان‪105....‬‬
‫رواية األحاديث الضعيفة والعمل هبا ‪109......................‬‬
‫الصوم يف األايم املتأكد صومها منصرف إليها ‪118 .............‬‬
‫إذا وافق يوم اجلمعة يوم صومه ‪126 ...........................‬‬
‫ف َش ْعبَان فَ َال ِصيَام ‪128 ............................‬‬ ‫إِ َذا انْـتَ َ‬
‫ص َ‬
‫آخ ِر يَـ ْوٍم ِم ْن َش ْعبَا َن ‪133.....................‬‬
‫هللا ‪ِ ‬يف ِ‬
‫ول ِ‬ ‫خطبة ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫الـمصادر والـمراجع ‪135...........................................‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫مقدمة الـمؤلف‬
‫ٱلرِنَٰمۡح ه‬ ‫ه‬
‫ٱَّللِ ه‬
‫ٱلرحِي ِم‬ ‫ِمۡسِب‬
‫احل مـ ـ ــد ا رب العال ـ ـ ــمت والعاقبـ ـ ــة لل ـ ـ ــمتقت وال عـ ـ ــدوان إال علـ ـ ــى‬
‫الظاملت‪ ،‬والصالة والسالم على سيدم حممد خامت األنبيـاء والــمرسلت‪ ،‬وعلـى‬
‫بعد؛‬
‫آله وصحبه أمجعت أما ُ‬
‫فالوقـت مــن أهـم مــا يتمتـع بـه اإلنسـان يف حياتــه مـن الــنعم العديــدة‪،‬‬
‫فهــو أعلــى خصــلة وأناهــا مــن بــت إنعامــات هللا املديــدة‪ .‬ال شــك أنــه أ لــى‬
‫من سائر األموال‪ ،‬كما ال يشك عاقل يف عظمة مكانته عند الرجال‪ .‬فتعاليم‬
‫الدين احلنيف برمتها تقودم إىل شاطئ االهتمام بقيمة الزمن وا تنام األوقات‬
‫يف اخلـريات‪ .‬فالوقــت هــو رأل مــال مهـ بم نعامــل بــه يف هــذه الــدنيا حـ يعــود‬
‫إلينا بربح أو خسارة يف الدار اآلخرة‪.‬‬
‫ومعروف أن األوقات مقسمة لدينا على حسـب بعـم معـايري معينـة‬
‫َ َ َ َِ َ‬ ‫َُ َ ِ‬
‫َّلۡو ٱ‬ ‫َّلذ ٱََو ٱ‬
‫وَٱ ي‬ ‫ومقدرة كاألايم واألشهر واألعوام‪ .‬يقول هللا تعـاىل‪﴿ :‬وه‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ِ َ َ َ َ ِّ‬
‫خلفوٗٱ ينو َ ٱر َرَ ٱرنٱيَوََّّ ََٱر َوٱر َرَ ٱُووَرٱا﴾ وقـال أيضـا‪ِ ﴿ :‬إن ِعدََّ‬ ‫وَّلنلهارٱ يٱ‬
‫َّ َٰ َٰ‬ ‫َّ‬ ‫َٰ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ُ‬
‫لسد و ِ وٱلرض ‪﴾...‬‬ ‫ّلل يوم خلق ٱ‬
‫بٱ ِ‬‫ّلل ٱثنا عش شهرا ِف ِكت ِ‬ ‫ور ِعنَّ ٱ ِ‬
‫ٱلشه ِ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وواضح أن هذه األشهر البالغ عددها اثين عشر ليست على مرتبة واحـدة يف‬
‫فضائلها بل تتفاوت حبيث يتفاوت عوائدها اليت حيصـل عليهـا اإلنسـان حـت‬
‫يغتنم حلظاهتا يف طاعة هللا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬فلشهر شعبان املبارك خصال عديدة وخصائص مديدة جتعلهـا‬
‫تنفرد ومتتاز عن سائر نظائرها من سائر األشهر‪ .‬إنـه الشـهر الـذي اختـاره هللا‬
‫لتنزيــل آيــة عظيمــة مــن بــت اآلي والقرآنيــة والــيت مــرم فيهــا ابلصــالة والســالم‬
‫علــى ســيدم املصــطفى ‪ ‬علــى قــول‪ ،‬وكفــى بــه فضــال ومبــا أننــا علــى عتبــة‬
‫هــذا الشــهر املبــارك‪ ،‬جــدير بنــا أن نقــوم بدراســة بســيطة حــول مــا هلــذا الشــهر‬
‫من الفضائل ح حنـوز هبـا ونرجـع إىل جـوار ربنـا حـت نرجـع فجـور وافيـة إن‬
‫شاء هللا‪.‬‬
‫وال شــك أن عبــارات الســابقت وكل ــمات الســالفت قــد تناولــت هــذا‬
‫ال ــموضوع ـ يعــين فضــائل هــذه األايم ومــا يطلــب فيهــا مــن اآلداب واألوراد‬
‫وأنـواع الطاعــات ـ ـ ابعتنــاء شــديد‪ .‬إال أنــه ملــا قصــر عــن إدراكهــا وعجــز عــن‬
‫االطــالع عليه ــا ط ـ ُـم الط ــالبت القاص ـرين ل ــما أ ــا كان ــت متفرق ــة يف أماكن ــة‬
‫عديدة‪ ،‬ومواضع متباعدة؛ فرأيت بتوفيق هللا أن أمجع تلك العبارات الـمباركة‬
‫فيما بت دفتت ح يتسّن جلميـع َخ َد َمـة العلــم أن يطلـع علـى تلـك األحبـا‬
‫بكــل يســر‪ .‬فجــاء ـ ـ ـ حبمــد هللا ســبحانه ـ ـ ـ هــذه الرســالة الــيت أرجــو أن تكــون‬
‫مفعـا إلخواننــا يف الــدين وأصــحابنا‪ .‬ونيتهـا بـ ـ «اليــاقوت واملرجــان يف فضــائل‬
‫شهر شعبان»‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ومن اجلـدير ابلـذكر‪ ،‬أن هـذه الرسـالة ال حتتـوي إال علـى رفـة يسـرية‬
‫مــن حبــار مباحــث متنوعــة عــن هــذه األايم‪ .‬وعنــدما كــان املقصــود األهــم مــن‬
‫هذه الكراريس جمرد إرشاد الطلبة إىل أن يلجوا يف جمال البحث عـن املزيـد يف‬
‫ـرت فيهــا علــى نقــل عبــارات الســابقت علــى أســلوب جيــد‬ ‫هــذا الصــدد‪ ،‬اقتصـ ُ‬
‫سهل التناول دون الزايدات اململة املزعجة‪.‬‬
‫وأمــا رضــي هبــذه اخلدمــة املتواضــعة فــأقول كمــا قــال اإلمــام النــووي‬
‫رمحه هللا ومتربكا بكلماته‪" :‬ومرادى هبذا كله التيسري واإليضاح للطالبت رجاء‬
‫رضى رب العاملت‪ ،‬فقد صح أن رسـول هللا ‪ ‬قـال‪" :‬وهللا يف عـون العبـد مـا‬
‫كان العبد يف عون أخيه"‪ .‬واملرجو ممن اطلع على خطأ يف هذه السـطور أن‬
‫ينبهين عليه وما أبرأ نفسي إن النفس ألمارة ابلسـوء‪ .‬وهللا نسـأل‪ ،‬وحببيبـه ‪‬‬
‫نتوسل أن يعم االنتفاع هبا‪ ،‬وأن يسكنين ومجيـع مـن تعلـق يب هبـا الفـردول يف‬
‫دار األمان‪ ،‬إنه أكرم كرمي وأرحم رحيم‪.‬‬

‫الفقري إىل هللا الغين‪،‬‬


‫‪ 1441/12/27‬هـ‬
‫أبوبكر بن حميي الدين الفارافوري األحسين‬ ‫مدينة الصالة‪ ،‬اهلند‬
‫‪abuahsaniparappur@gmail.com‬‬
‫رقم اجلوال ‪00919495174665:‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫يسن ِع ْن َد ُرْؤيَِة ا ْهلَِال ِل‬


‫ما ّ‬
‫ويف «كنز النجاح والسرور»‪ :‬يف «اجلامع الصغري»‪ :‬عن ابن السـين‪:‬‬
‫ور ْش ٍـد‬
‫ـالل ُنْـ ٍن ُ‬
‫ـالل‪ ..‬قـال‪« :‬اللهـم اجع ْلـه ل َ‬ ‫عن أنس‪ :‬كان ‪ ‬إذا نظـر اهل َ‬
‫أحسن اخلالقني» اهـ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فع َدلَك تبارك هللا‬
‫ك َ‬ ‫آمنت ابلذي َخلَ َق َ‬
‫ُ‬
‫ويف مسند الـدارمي و صـحيح ابـن حبـان‪« :‬أن النـيب ‪ ‬كـان يقـول‬
‫عن ــد رؤي ــة اهل ــالل‪ :‬الله ــم أكـ ـ الله ـ ّـم أَ ِللَّ ــهُ ابألم ــن واإلن ــان والس ــالمة‬
‫واإلســالم والتوفي ـ ملــا تبّــه وتراــاب ربانــا ورباــك هللا»‪ .‬ويف أيب داود‪ :‬كــان‬
‫آمنت مبن خلقك ثال مرات‪.‬‬ ‫ور ْش ٍد مرتت ُ‬ ‫لالل خري ُ‬ ‫يقول‪ُ :‬‬
‫ويس ــن أن يق ـرأ بع ــد ذل ــك "س ــورة تب ــارك املل ــك" ألث ــر فيه ــا وأل ــا‬
‫املنجيــة والواقيــة‪ .‬قــال الســبكي رمحــه هللا تعــاىل‪ :‬وكــأن ذلــك‪ :‬أل ــا ثالثــون آيــة‬
‫ـزل عنـد قراءهتـا وكـان ‪ ‬يقرؤهـا عنـد‬ ‫على عدد أايم الشهر وألن السـكينة تن ُ‬
‫النــوم‪ .‬اهـ ـ "مغــين" و"حتفــة اإلخ ـوان"‪ .‬وينبغــي أن يقــول ذلــك عنــد رؤيــة كــل‬
‫(‪)2‬‬
‫هالل اهـ‪.‬‬

‫‪« .)2‬كنــز النجــاح والســرور يف األدعيــة املــأثورة الــيت تشــرح الصــدور» للعالمــة عبــد احلميــد‬
‫الشافعي‪ ( :‬ص‪) 79 -77 :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫قــال اإلمــام النــرواي‪( :‬فَائِـ َدة يســن عنــد رؤيــة اهلــالل‪َّ :‬‬
‫اَّللُ أَ ْكبَ ـ ُـر‪،‬‬
‫ب‬‫اإل ْس َالِم‪َ ،‬والتـ َّْوفِي ِ لِ َما ُِت ا‬ ‫الس َال َم ِة َو ِْ‬
‫ان‪َ ،‬و َّ‬ ‫اإلنَ ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم أ َِللَّهُ َعلَْيـنَا ِاب ْأل َْم ِن َو ِْ‬
‫ِ‬
‫اَّللُ أَ ْكبَـ ُـر َوَ َح ْـو َل َوَ قُـ َّـوةَ إ َّ ِاب ََّّلل‪ ،‬اللَّ ُه َّـم ِّ‬
‫إي‬ ‫اَّللُ‪َّ ،‬‬
‫اى‪َ ،‬رباـنَـا َوَرباـك َّ‬ ‫َوتَـ ْر َ‬
‫ن ـ ِر‪،‬‬ ‫النـ ْـه ِر‪َ ،‬وأَعُــوبُ بِــك ِمـ ْـن َشـ ِّـر الْ َق ـ َد ِر َو َشـ ِّـر ال َْم ْح َ‬‫َس ـَُلُك َخ ْي ـ َـر َل ـ َذا َّ‬ ‫أْ‬
‫َّلل الَّـ ِـذي‬‫ـري ور ْشـ ٍـد وثــالا آم ْنــت ِابلَّـ ِـذي َخلَ َقــك ُاَّ ا ْْمـ ُد َِِّ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ومـرتت لـ َـال ُل َخـ ٍْ َ ُ‬
‫ـك َِايَــة َز َاد الْ ُم ْغـ ِـين‬ ‫ِ‬ ‫نـ ْـه ِر َكـ َذا‪ ،‬لِِالتِبَـ ِ‬
‫ـاع ِيف ُكـ ِـل َذلـ َ‬ ‫ـاء بِ َ‬
‫نـ ْـه ِر َكـ َذا َو َجـ َ‬ ‫ـب بِ َ‬ ‫بَ َلـ َ‬
‫ورةَ تَـبَ َار َك ِألَثَر فِ ِيه َوِألَنـَّ َها الْ ُمْن ِجيَةُ الْ َواقِيَةُ اهـ قَ َ‬
‫ـال‬ ‫ك ُس َ‬
‫ِ‬
‫َويُ َس ُّن أَ ْن يَـ ْقَرأَ بَـ ْع َد ذَل َ‬
‫ـالر إبَا َرآبُ ِيف أ ََّو ِل‬ ‫ع ش‪ :‬قَـولُــه م ر‪ :‬يس ـ ان ِع ْن ـ َد رْؤيـ ِـة ا ْهلِـ َـال ِل إ َهْ لــو آَـ ِ‬
‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ـاه ُر َعـ َـد ُم َســنِ ِه َوإِ ْن ُِنــي ِهـ َـالنال فِ َيهــا ِفَ ْن َْ َمتـْ ِ‬
‫ـم‬ ‫لَيـلَـ ٍـة أ ََّمــا لَــو رآه بـعـ َـدها فَالظَّـ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ُ َْ َ‬ ‫ْ‬
‫صـ ِرهِ َويَـ ْنـبَ ِغـي أ َّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‬
‫َن ال ُْم َـر َ‬ ‫ض ْـعف ِيف بَ َ‬ ‫َعلَْيه ثََال ُ لَيَال َوإِ ْن َكا َن َع َد ُم ُرْؤيَته لَـهُ ل َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ص ِري الَّ ِذي َْ يَـَرهُ لِ َمانِع اهـ‪.‬‬ ‫َعمى إذَا أُخِرب بِِه والْب ِ‬ ‫بِرْؤيتِ ِه ال ِْعل ِ ِ‬
‫َْ ََ‬ ‫ْم به َك ْاأل ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬

‫‪« )3‬حاشية الشرواين على التحفة»‪) 385 / 3 ( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫شعبان شهري‬
‫ويف «كن ـ ــز العم ـ ــال»‪ " - 35171:‬ش ـ ــعبان ب ـ ــت رج ـ ــب وش ـ ــهر‬
‫رمضـان تغفـل النــال عنـه‪ ،‬ترفــع فيـه أعمــال العبـاد‪ ،‬فأحــب أن ال يرفـع عملــي‬
‫إال وأم صائم‪ " .‬هب ‪ -‬عن أسامة"‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ " -35172‬شعبان شهري ورمضان شهر هللا‪ " .‬فر ‪ -‬عن عائشة"‪.‬‬
‫‪ " -35173‬إمنــا نــي شــعبان ألنــه يتشــعب فيــه خــري كثــري للصــائم فيــه حـ‬
‫(‪)5‬‬
‫يدخل اجلنة‪ " .‬الرافعي يف اترخيه ‪ -‬عن أنس"‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ويف «تفة اإلخوان»‪ :‬قـال النـيب ‪ : ‬شـهر رجـب شـهر هللا وشـهر‬
‫شــعبان شـهري وشــهر رمضــان شــهر أمــيت‪ .‬واحلكمــة يف قولــه ‪ ‬شــهر رجــب‬
‫رجعت‬
‫َ‬ ‫رجعت إىل ابيب يف رجب أ فر لك بال شفيع ‪ ،‬وإن‬‫َ‬ ‫شهر هللا أي إن‬
‫ـت إا شـ ــفاعة املصـ ــطفى ‪ ، ‬وإن رجع ــت يف رمض ــان‬
‫يف شـ ــعبان احتجـ ـ َ‬

‫ضــعِيف اهـ ـ «التيســري بشــرح اجلــامع الصــغري» للعالمــة املنــاوي ‪) 77 / 2 ( :‬‬ ‫‪ِ )4‬بِِ ْســنَاد َ‬
‫وق ــال يف «ف ــيم الق ــدير ش ــرح اجل ــامع الص ــغري»‪ : ) 162 / 4 (:‬وفي ــه احلس ــن ب ــن حيـ ـ‬
‫اخلشين ‪ ،‬قال الذهيب‪ :‬تركه الدارقطين اهـ‬

‫‪« .)5‬كنــز العمــال يف ســنن األقـوال واألفعــال» لإلمــام عــالء الــدين املتقــي اهلنــدي (‪/ 12‬‬
‫‪) 313‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫احتجت إىل شفاعة املؤمنت ‪ .‬وقال النيسابوري رمحه هللا تعاا ويقـال أ فـر‬
‫لك يف رجب بال شفيع وأغفـر لـك يف شـعبان وأراـى عنـك رسـوي وأ فـر‬
‫كحمـام فيـه ثالثـة‬
‫لك يف رمضان وأشفعك يف املـؤمنت وجعلت لذب الثالثة ّ‬
‫بيوت فيدخل العبد يف أوهلـا فـيجلس سـاعة د يـدخل البيـت الثـاين د يـدخل‬
‫البي ــت الثال ــث فيطه ــر نفس ــه فش ــهر رج ــب ش ــهر االس ــتغفار وش ــعبان ش ــهر‬
‫(‪)6‬‬
‫الصالة ورمضان شهر القرآن اهـ‪.‬‬
‫ويف «فــيا القــدير» (‪َ : )6839‬ر َجــب َشـ ْـه ُر هللا و َشـ ْـعبا ُن َشـ ْـه ِري‬
‫َوَرَمضا ُن َش ْه ُر أ َُّم ِيت (أَبُو الفْتح بن أيب الفوارل ِيف أماليه) عن احلسن مرسال‪.‬‬
‫قــال احلــافز ال ـزين العراقــي يف شــرح ال مــذي‪ :‬حــديث ضــعيف جــدا‬
‫ه ــو م ــن مرس ــالت احلس ــن روين ــاه يف كت ــاب ال ي ــب وال هي ــب ل ص ــفهاين‬
‫(‪)7‬‬
‫ومرسالت احلسن ال شيء عند أهل احلديث اهـ‪.‬‬
‫ويف «لطــائف املعــار »‪:‬عــن أنــس ‪ ‬قــال‪ :‬كــان رســول هللا صــلى‬
‫هللا عليــه و ســلم إذا دخــل رجــب قــال ‪ :‬اللهــم ابرك لنــا يف رجــب وشــعبان‬
‫وبلغنا رمضان‪.‬‬

‫‪« .)6‬حتفــة اإلخ ـوان يف ق ـراءة امليعــاد يف رجــب وشــعبان ورمضــان» لإلمــام شــهاب الــدين‬
‫أمحد الفشين ( ص‪) 12 :‬‬
‫‪« )7‬فيم القدير شرح اجلامع الصغري» لإلمام عبد الرؤوف املناوي ( ‪) 18 / 4‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ويف لذا اْديث دليل على استحباب الدعاء ابلبقاء إا األزمـان‬


‫الفاالة إلدراك األعمال الصاحلة فيهـا فـ ن املـؤمن ال يزيـده عمـره إال خـريا و‬
‫الس ـلف يســتحبّون أن‬
‫خــري النــال َم ـن طــال عمــره و َح ُس ـ َن عملــه‪ ،‬وكــان ّ‬
‫نوتوا عقب عمل صـا مـن صـوم رمضـان أو رجـوع مـن حـ وكـان يقـال ‪:‬‬
‫الوراق البلخي ‪ :‬شهر رجب‬
‫من مات كذلك فر له‪ .... ، .‬قال أبو بكر ّ‬
‫شهر للزرع و شـعبان شـهر السـقي للـزرع و رمضـان شـهر حصـاد الـزرع ‪ ،‬و‬
‫عنــه قــال ‪ :‬مثــل شــهر رجــب مثــل ال ـري و مثــل شــعبان مثــل الغــيم و مثــل‬
‫رمضان مثل القطر‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬السنة مثـل النـجرة وشـهر رجـب أايم‬
‫(‪)8‬‬
‫توريقها و شعبان أايم تفريعها ورمضان أايم قطفها اهـ ‪.‬‬
‫قــال العالمــة الفنــين‪ :‬ق ــال بعــم العلمــاء ‪ :‬رجــب لتطهــري الب ــدن‬
‫وشعبان لتطهري القلب ورمضان لتطهـري الـروح فـ ذا تطهـر البـدن يف رجـب‬
‫(‪)9‬‬
‫وال القلب يف شعبان فم تطهر الروح يف رمضان اهـ‬
‫ويف «غالي ـة املــواع »‪ :‬وقــد روي عــن النــيب ‪ ‬أنــه كــان يقــول إبا‬
‫رأى لــالل شــعبان " اللهــم ابرك لنــا يف رجــب وشــعبان وبلغنــا رمضــان اهــ‪.‬‬
‫(‪)10‬‬

‫‪« .)8‬لطــائف املعــارف فيمــا ملواســم العــام مــن الوظــائف» لإلمــام ابــن رجــب احلنبلــي ( ص‪:‬‬
‫‪.) 121‬‬
‫‪« .)9‬حتفة اإلخوان يف قراءة امليعاد يف رجب وشعبان ورمضان»‪ (:‬ص‪) 52 :‬‬
‫‪ « )10‬الية املواعز ومصباح املتعز وقبس الواعز» للعالمة ابن اآللوسي (‪)148 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫أقــول‪ :‬والبح ـث‪ -‬عــن رجــب هــل هــو منصــرف أم ــري مصــروف ‪،‬‬
‫وعـن إطـالر رمضـان مـن ـري ذكـر الشـهر‪ -‬مبـت يف رسـاليت «كنـوز الـذهب‬
‫يف فضائل شهر رجب» فراجعها إن شئت اهـ‪.‬‬

‫ضـا َن َش ْـه ُر هللا َو َش ْـه ُر َش ْـعبَا َن َش ْـه ِري‬


‫ويف «فـيا القـدير»‪َ :‬ش ْـه ُر َرَم َ‬
‫ضا ُن امل َك ِف ُر (ابْن َع َساكِر) َعن عائشة‪.‬‬ ‫َش ْعبَا ُن املُطَ ِّه ُر َوَرَم َ‬
‫ُ‬
‫(شــهر رمضــان شــهر هللا) يعــين الصــوم عبــادة قد ــة مــا أخلــى هللا أمــة‬
‫من اف اضها عليهم ورمضان مصـدر رمـم احـ ر مـن الرمضـاء فأضـيف إليـه‬
‫الشهر وجعل علما ومنع من الصرف للتعريف واأللف والنون فالتسمية واقعـة‬
‫علــى املضــاف واملضــاف إليــه وأمــا خــرب مــن صــام رمضــان فمــن ابب احلــذف‬
‫ألمن اإللبال ذكره الكشاف (وشهر شـعبان شـهري أي أس سـننت صـومه‬
‫(شــعبان املطه ـر) ابلبنــاء الفاعــل أي للــذنوب (ورمضــان املكف ـر) للــذنوب أي‬
‫(‪)11‬‬
‫صومه مكفر هلا والظاهر أن املراد الصغائر اهـ‪.‬‬
‫لصـائِِم فِي ِـه‬
‫ب فِي ِـه َخْيــر كثِـري لِ َّ‬ ‫َِّ‬
‫وفيه أيضا‪ :‬إمنَا ُني َش ْعبا َن ألنهُ يَـتَ َشـعَّ ُ‬
‫(الرافِعِي يف اترخيه) عن أنس‪.‬‬ ‫َح َّ يَ ْد ُخ َل اجلَنَّةَ َّ‬
‫(إمنا ني شعبان ألنه يتشعب) أي يتفرع (فيه خري كثري للصائم) أي لصائمه‬
‫(ح يدخل اجلنة) يعين يكون صومه وما تفـرع عليـه سـببا إلدخالـه اجلنـة مـع‬

‫‪« )11‬فيم القدير شرح اجلامع الصغري» لإلمام عبد الرؤوف املناوي ( ‪) 166 / 4‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫السابقت األولت أو بغري عذاب أو حنو ذلك واملقصود به بيان فضـل صـوم‬
‫شعبان وعظم قدر النـهر (الرافعـي) إمـام الشـافعية (يف اترخيـه) اتريـخ قـزوين‬
‫(عــن أنــس) ورواه عنــه أيضــا أبــو الشــيخ رابــن حبــان بلفــز تــدرون نــي‬
‫(‪)12‬‬
‫شعبان والباقي سواء اهـ‪.‬‬
‫وقــال العالمــة عبــد اْميــد النــافعي‪ :‬اعلــم ‪:‬أن شــعبان املكــرم مــن‬
‫األشهر املعظمة ‪ ،‬وهو شهر بركاته مشهورة ‪ ،‬وخرياته موفورة ‪ ،‬والتوبة فيه من‬
‫أعظم الغنائم الصاحلة ‪ ،‬والطاعة فيه من أكرب املتاجر الراحبة ‪ ،‬جعله هللا تعاىل‬
‫نفسـه فيـه ابالجتهـاد‬
‫مضمار الزمان ‪ ،‬وضـمن فيـه للتـائبت األمـان ‪ .‬مـن عـود َ‬
‫‪ ..‬ف ــاز يف رمض ــان حبس ــن االعتي ــاد ‪ ،‬وه ــو ش ــهر الن ــيب ‪. ‬كم ــا ذك ــرم يف‬
‫احلديث املار بقوله ‪ " :‬وشعبان شهري " ‪.‬‬
‫وشق فيه القمر لرسول هللا ‪ ، ‬ولـو شـهر الصـالة علـى النـيب ‪‬‬
‫– كمــا يف حت تفــة اإلخــوان " ( ص ‪ – ) 74 :‬فــُكثروا مــن الصــالة عليــه‬
‫ـل األزمــان ا خصوصـا يف شــهر نبـيّكم شــعبان ‪ ،‬يف ليلــة‬
‫أيّهـا اإلخــوان يف ك ّ‬
‫(‪)13‬‬
‫نصفه تقسم آجال العباد ‪ ،‬وحيكم فيها ابلقرب والبعاد اهـ‪.‬‬

‫‪« )12‬فيم القدير شرح اجلامع الصغري» ( ‪) 2 / 3‬‬


‫‪« .)13‬كنز النجاح والسرور يف األدعية املأثورة اليت تشرح الصدور » ( ‪)150 -149‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫سورة الدخان‬
‫قــال النــيد حممــد الــدميا ي‪ :‬وعــن بعــم العــارفت مــن أهــل الــيمن‬
‫أن من قرأ من أول سورة الدخان إىل قوله تعاىل ربكم ورب آابئكم األولت ‪-‬‬
‫مخس عشرة مرة يف أول ليلة من شـعبان د ذكـر هللا وأثـّن عليـه د صـلى علـى‬
‫النيب ‪ ‬مرارا د سأل هللا ما أحب واختار من خري الدنيا واآلخرة ف نـه سـريع‬
‫(‪)14‬‬
‫اإلجابة اهـ‪.‬‬
‫وقــال العالمــة عبــد اْميــد النــافعي‪ :‬قــال الشــرجي رمحــه هللا تعــاىل‬
‫يف " فوائــده " ‪ :‬مــن قـرأ ّأول حت ســورة الــدخان حت إىل قولــه تعــاىل ( األولــت )‬
‫يف أول ليل ــة مـ ــن ش ــعبان " مخ ــس عش ــرة م ــرة " إىل ليل ــة اخل ــامس عش ــر‬
‫ويقرؤهــا " ثالثــت مــرة " د يــذكر هللا تعــاىل ويصــلي علــى النــيب ‪ ‬عش ـرا‬
‫(‪)15‬‬
‫ويدعو مبا أحب ف نه يرى تعجيل اإلجابة فيها ‪.‬إن شاء هللا تعاىل اهـ‬
‫ك‬
‫إىل قولــه َو َر ُّب َءابَاااُُِِم‬
‫وقــال اإلمــام اليــافعي‪ :‬قولــه تعــاىل‪ :‬حــم‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َۡ‬
‫ٱلولِي ‪ ،‬مـن قـرأ هـذه اآلايت يف أول ليلـة مـن شـعبان بعـد صـالة العشـاء (‬

‫‪ « )14‬اية األمل ملن ر ب يف صحة العقيدة والعمل» ( ‪) 280‬‬


‫‪« .)15‬كنز النجاح والسرور يف األدعية املأثورة اليت تشرح الصدور » ( ‪) 174‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ ) 15‬مـ ــرة ‪ ،‬وهكـ ــذا إىل ليلـ ــة (‪ )14‬وفيهـ ــا يق ـ ـرأ (‪ )30‬مـ ــرة ‪ ،‬د يـ ــذكر هللا‬
‫ويصلي علـى النـيب عليـه الصـالة والسـالم ويـدعو مبـا أحـب ف نـه يـرى العجـب‬
‫(‪)16‬‬
‫يف تعجيل اإلجابة ‪ ،‬ويتقي هللا يف فعله اهـ‪.‬‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫ك‬ ‫خِن‪(:‬من أوله إىل قولـه َو َر ُّ‬ ‫َ ُّ َ‬
‫ب َءابَُُِِم ٱلول ِي)‪ِ :‬مۡسِب ٱَّللِ‬
‫ه‬
‫سورة ادل ِ‬
‫َ ه‬ ‫َ َ‬ ‫هكَ َۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ‬
‫نزل َنَٰه ِِف َۡللةٖ ُّم َبَٰ َركةٍۚ إِناِ ُ هَّاِ‬ ‫ي ‪ ٢‬إِنِ أ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫م‬ ‫ٱل‬ ‫ب‬ ‫َٰ‬ ‫ك‬ ‫ه‬
‫ٱلرِنَٰمۡح ٱلرحِي ِم حم ‪ ١‬وٱلك ِ‬
‫ِت‬ ‫ه‬

‫ِي ‪٥‬‬ ‫ُك أَ ۡمر َحكِيم ‪ ٤‬أَ ۡم ٗرا م ِۡن عَِّدِنَِ كۚٓ إنهِ ُ هَّاِ م ۡرسِال َ‬ ‫َ ۡ َ ُّ‬
‫ين ‪ ٣‬فِيهِ يفرق‬ ‫مَّذِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱلسميع ۡٱل َعل ِيم ‪َ ٦‬رب ه َ َ‬ ‫َ ه‬ ‫َۡٗ‬
‫ۡرض َو َمِ بَ ۡي ََّه َمِ ۖٓ إِن‬ ‫ت َوٱل ِ‬ ‫ٱلسمَٰو َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َرۡحة مِن هربِك ۚٓ إِنهۥ ه َو ه ِ‬
‫ِي ‪ََ ٧‬لك إ َل َٰ َه إ هَل ه َو ي ۡۡحۦ َويميت َر ُّبُ ۡم َو َر ُّب َءابَاِكُُم ۡٱلَ هول َ‬
‫ِاي‬ ‫َُّتم ُّموقَِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ۖٓ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ( ٨‬سورة الدخان ‪) 8 -1 :‬‬

‫ب أ َْو بِغَـ ِْـريهِ كمــا ورد يف أقــل عــدد‬


‫أقــول ‪ :‬وخصوصــية هــذا العــدد َّإمــا ِابلتَّجــار ِ‬
‫َُ‬
‫الصالة على النيب ‪ ‬يف يوم اجلمعة ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫صــهُ‬ ‫ـخا ِو ِي َمــا نَ ُّ‬ ‫ـت ِيف َّ‬


‫السـ َ‬ ‫وقــال العالمــة عبــد اْميــد النــرواي‪َ :‬رأَيْـ ُ‬
‫وت أَقَ ُّـل‬‫احب الْ ُق ِ‬ ‫ال أَبو طَالِب الْم ِكي ِ‬ ‫قَـولُه‪« :‬أَ ْكثِروا ِمن َّ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫الص َالة َعلَ َّي» قَ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َذلِ َ ِ‬
‫ـل أَ ْن يَ ُكـو َن‬ ‫ك‪َ ،‬و ْحيتَم ُ‬ ‫ف َعلَى ُم ْستَـنَده ِيف َذل َ‬ ‫ت‪َ :‬وَْ أَق ْ‬
‫ك ثَـلَثُمائَة َمَّرة‪ .‬قُـ ْل ُ‬
‫ـريبِ أ َْو يَ ُكــون ِممـَّ ْـن‬
‫ـارب أ َْو بِغَـ ِْ‬
‫َّجـ ِ‬ ‫ني َّإمــا ِابلت َ‬ ‫َحـ ٍـد ِمــن َّ‬
‫الصــاِِْ َ‬ ‫ـك َعـ ْـن أ َ‬‫تَـلَ َّقــى بَلِـ َ‬

‫‪« .)16‬الدر النظيم يف خواص القرآن العظيم» ( ‪) 96‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ص ُل بِثَـلَثِ ِمائَة‪َ ،‬ك َما َح َك ْوا ِيف الْ ُمتَـ َواتِِر قَـ ْـونال‪ :‬إ َّن أَقَ َّـل‬
‫َن الْ َكثْـَرَة أَقَ ُّل َما َْحت ُ‬‫يَـَرى ِف َّ‬
‫الزائِـ َـد َعلَــى‬
‫ضـ َـعةَ َع َشـ َـر َويَ ُكــو ُن ُهنَــا قَ ـ ْد أَلْغَــى الْ َك ْسـ َـر َّ‬‫صـ ُـل بِثَـلَثِ ِمائَــة َوبِ ْ‬
‫َمــا َْحي ُ‬
‫اَّللِ تَـ َع َ‬
‫ت َوالْعِْل ُم ِعْن َد َّ‬ ‫الْ ِمئِ ِ‬
‫(‪)17‬‬
‫اىل اهـ‪.‬‬
‫ـل‬
‫وقال زين الدين املخدوم الثاي‪( :‬مهمـة ‪( :‬يس ّـن أن يواآـب ك ّ‬
‫يوم على قراءة ﴿آلـم﴾ السجدة و ﴿يس﴾ والدخان والواقعة وتبارك والزلزلة‬
‫والتكاثر وعلى اإلخالص مائيت مرة والفجر يف عشر ذي احلجة ويس والرعـد‬
‫(‪)18‬‬
‫عند الـمحتضر و وردت يف كلها أحاديث ري موضوعة اهـ‪.‬‬

‫‪« )17‬حاشية الشرواين» ( ‪) 478 / 2‬‬


‫‪« )18‬فتح املعت بشرح قرة العت مبهمات الدين» لإلمام أمحد زين الدين بن حممد الغزايل‬
‫املعربي الشافعي (‪ 938‬هـ ‪ 1028‬ه ) ‪ /‬فصل يف صالة اجلمعة‪) 210/‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫قراءة القرآن يف شعبان‬

‫قـال اإلمــام ابـن رجــب اْنبلـي‪ :‬وملـا كـان شــعبان كاملقدمـة لرمضــان‬
‫شرع فيه ما يشرع يف رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي‬
‫رمضـان وتـراتا النفـول بـذلك علـى طاعـة الـرمحن روينــا ِبسـناد ضـعيف عــن‬
‫أنس قال ‪ :‬كان املسلمون إذا دخل شـعبان انكبـوا علـى املصـاحف فقرؤهـا و‬
‫أخرجوا زكاة أمـواهلم تقويـة للضـعيف و املسـكت علـى صـيام رمضـان ‪ ،‬و قـال‬
‫سلمة بن كهيل ‪ :‬كان يقال شهر شعبان شهر القراء ‪ ،‬و كان حبيب بن أيب‬
‫اب ــت إذا دخ ــل ش ــعبان ق ــال ‪ :‬ه ــذا ش ــهر الق ـراء ‪ ،‬و ك ــان عم ــرو ب ــن ق ــيس‬
‫املالئي إذا دخل شعبان أ لق حانوته و تفرغ لقراءة القـرآن ‪ ،‬قـال احلسـن بـن‬
‫ســهل ‪ :‬قــال شــعبان ‪ :‬اي رب جعلتــين بــت شــهرين عظيمــت فمــا يل قــال ‪:‬‬
‫جعلـت فيـك قـراءة القــرآن اي مـن فـريف يف األوقــات الشـريفة وضـيعها وأودعهــا‬
‫(‪)19‬‬
‫األعمال السيئة وبئس ما استودعها اهـ ‪.‬‬

‫‪« .)19‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف» (‪.)135‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫تويل القبلة‬
‫ه ك ََ ه َ َٗ َ َ‬
‫ٱلس َمِءِِۖ فلَّ َو َِلََّك ق ِۡبلة ت ۡرضى َٰ َهِ ۚٓ‬
‫َ‬
‫ب َو ۡج ِهك ِِف‬ ‫ى َت َق ُّل َ‬‫قِل تعِىل‪ :‬قَ ۡد نَ َر َٰ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫ار ِاثٍۚ َو َح ۡياام َمااِ َُّاات ۡم ف َولااوا وجااوهُ ۡم‬ ‫َ ِد ۡ َ‬
‫ٱِۚا َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ۡ‬
‫فااو ِل وجهااك راالر ٱلمس ا ِ‬
‫َ‬
‫ر ۡل َرهۥ‪١٤٤.....‬‬
‫(‪)20‬‬

‫صـلَّى الْ ُم ْسـلِ ُمو َن إِ َىل‬ ‫ِ‬


‫ـيت‪َ :‬‬ ‫ـال أَبُـو َحـامت الْبُ ْس ِ ُّ‬
‫وقال اإلمام القر يب‪َ :‬وقَ َ‬
‫ومـهُ الْ َم ِدينَـةَ‬
‫َن قُ ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الْ َم ْقد ِل َسْبـ َعةَ َع َش َـر َش ْـهنرا َوثََالثَـةَ أ ََّايم َس َـواءن‪َ ،‬و َذل َ‬
‫ـك أ َّ‬ ‫بـي ِ‬
‫َْ‬
‫ـت ِمـ ْـن َشـ ْـه ِر َربِيــع ْاأل ََّوِل‪َ ،‬وأ ََمـ َـربُ َّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اَّللُ‬ ‫ـيت َع ْشـ َـرَة لَْيـلَـةن َخلَـ ْ‬
‫َكــا َن يَـ ْـوَم االثْـنَ ـ ْـت الثْـنَ ـ َ ْ‬
‫(‪)21‬‬
‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن اهـ‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫َع َّز َو َج َّل ابستقبال الكعبة الث َاال ََثء للنِّ ْ‬
‫وقال العالمة إمساعيل حقي‪ :‬وأما حتويل القبلة من بيت املقدل اىل‬
‫الكعبــة فهــو وقــع يــوم الــثالاء مــن شــعبان علــى رأل انيــة عشــر شــهرا مــن‬
‫(‪)22‬‬
‫مقامه ابملدينة اهـ‪.‬‬
‫ت الْ ِقْبـلَ ـةُ ِيف‬
‫ـال ص ـ ِرفَ ِ‬
‫ار َويـُ َقـ ُ ُ‬
‫ـح َ‬
‫إسـ َ‬ ‫وقــال اإلمــام الســهيلي‪ :‬قَـ َ‬
‫ـال ابْـ ُـن ْ‬
‫(‪)23‬‬
‫ول اَّللِ ‪ ‬الْ َم ِدينَةَ اهـ‬‫َشعبا َن َعلَى رأْ ِل ََانِيةَ َع َشر َشهرا ِمن م ْق َدِم رس ِ‬
‫َ َ ْن ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪ .)20‬البقرة ‪)144( :‬‬
‫‪« .)21‬اجلامع ألحكام القرآن = تفسري القرطيب» ( ‪) 150 / 2‬‬
‫‪« .)22‬روح البيان» ( ‪.)492 / 3‬‬
‫‪« .)23‬الروا األنف يف شرح السرية النبوية» ( ‪)58 / 5‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وق ــال اإلم ــام حمم ــد الص ــاْي‪ :‬اختل ــف يف أي ش ــهر ك ــان توي ــل‬
‫حممد بن حبيب‪ :‬يف نصف شعبان‪ ،‬ولو الذي بكرب النـووي‬
‫القبلة‪ .‬فقال ّ‬
‫يف الرواــة وأقـ ّـرب‪ ،‬مــع كونــه رجــح يف شــرحه علــى صــحيح مســلم روايــة ســتة‬
‫عشــر ش ــهرا لكو ــا جمزوم ــا هب ــا عن ــد مس ــلم‪ ،‬وال يس ــتقيم أن يكــون ذل ــك يف‬
‫شـ ــعبان إال ِبلغـ ــاء شـ ــهري القـ ــدوم والتحويـ ــل‪ .‬وجـ ــزم موسـ ــى بـ ــن عقبـ ــة فن‬
‫(‪)24‬‬
‫التحويل كان يف مجادى اآلخرة اهـ‬
‫وقال أيضا‪ :‬اختلف يف أي صالة كان التحويل‪ ،‬ففـي الصـحيح عـن‬
‫الـ ـرباء ب ــن ع ــازب أن أول ص ــالة ص ــالها رس ــول هللا ‪ ‬ه ــي ص ــالة العص ــر‪،‬‬
‫واألكثر على أ ا صالة الظهر‪ .‬قـال احلـافز‪:‬والتحقيق أن أول صـالة صـالها‬
‫يف بــين ســلمة‪ -‬بكســر الــالم‪ -‬الظهــر‪ ،‬وأول صــالة صــالها ابملســجد النبــوي‬
‫(‪)25‬‬
‫العصر‪ ،‬وأما الصبح فهو ألهل قباء اهـ‬
‫ه َك‬ ‫َ ۡ َ َ َٰ َ َ ُّ َ َ ۡ َ‬
‫ى تقلااب وج ِهااك ِِف ٱلساامِءِِۖ‬ ‫وقــال اإلمــام البيضــاوي‪﴿ :‬قااد ناار‬
‫ۡ‬ ‫ََ َ ه َ َۡٗ َۡ َ َ ََ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ۡ‬
‫ار ِاثٍۚ َو َح ۡيام َماِ َُّات ۡم‬
‫ٱِۚ َ‬
‫َ ِد َ‬
‫فلَّو َِلََّك ق ِبلة ترضى َٰهِ ۚٓ فو ِل وجهك رلر ٱلمس ِ‬
‫وهُ ۡم َر ۡ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫ال َرهۥ﴾(‪ - )26‬كـرر لـذا اْكـم لتعـدد عللـه‪ ،‬فإنـه تعـاا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف َولوا وج‬
‫الرســول ‪ ‬اببتغــاء مراــاته‪ ،‬وجــري‬
‫بكــر للتّحويــل ثــالث علــل‪ .‬تعظــيم ّ‬

‫‪« .)24‬سبل اهلدى والرشاد» ( ‪.)373 / 3‬‬


‫‪« .)25‬سبل اهلدى والرشاد» ( ‪.)373 / 3‬‬
‫‪ )26‬البقرة‪) 150 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫العــادة ا ِإلهليــة علــى أن يــويل أهــل كــل ملــة وصــاحب دعــوة وجهــة يســتقبلها‬
‫(‪)27‬‬
‫ويتميز هبا‪ .‬ودفع حج املخالفت على ما نبينه اهـ‪.‬‬
‫ـال‬ ‫اَّللُ َعْنـ َهــا‪« :‬أ َّ‬
‫َن النَّـ َ‬ ‫ويف«صــحي البخــاري»‪َ :‬عـ ْـن َعائِ َش ـةَ َر ِضـ َـي َّ‬
‫ِ‬
‫ك‪-‬‬ ‫َك ــانُوا يَـتَ َح ـ َّـرْو َن ِهبَـ َـد َااي ُه ْم يَ ـ ْـوَم َعائِ َش ـةَ‪ ،‬يَـ ْبـتَـغُــو َن ِاَــا ‪ -‬أ َْو يَـْبـتَـغُــو َن بِ ـ َذل َ‬
‫(‪)28‬‬
‫اَّلل ‪ ‬اهـ‪.‬‬ ‫ول َِّ‬ ‫اا َة ر ُس ِ‬
‫َم ْر َ َ‬

‫‪ « .)27‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل = تفسري البيضاوي» ( ‪) 113 / 1‬‬


‫‪« .)28‬صحيح البخاري»‪ :‬رقم ( ‪، ) 2574‬كتاب اهلبة‪،‬ابب قبول اهلدية ‪.‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫شهر الصالة على النيب ‪‬‬


‫َ َ‬ ‫َ ُّ َ َ‬
‫يأ ُّي َهِ هٱَّل َ‬
‫ِين َء َ‬
‫امَّوا‬ ‫ون َلَع ٱنلهب ۚٓ َٰٓ‬‫ل‬‫ص‬ ‫ي‬ ‫ۥ‬ ‫ه‬‫ت‬
‫ه ه َ َ َ َ َٰٓ َ‬
‫كَ‬
‫ِِ‬ ‫قـال تعـاا‪ ﴿ :‬إِن ٱَّلل وملئ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫(‪)29‬‬
‫َصلوا َعل ۡيهِ َو َسلِموا ت ۡسل ًِيمِ ‪﴾٥٦‬‬
‫وقال اإلمام القسطالي‪ :‬ف ن قلت‪ :‬يف أي وقت وقع األمر‬
‫ابلصالة عليه‪ - -‬فاجلواب‪ -‬كما قال أبو ذر اهلروى‪ :-‬أنه وقع ىف‬
‫السنة الثانية من اهلجرة‪ ،‬وقيل ليلة اإلسراء‪ ،‬وقيل‪ :‬إن شهر شعبان شهر‬
‫﴿إ هن ه َ‬
‫ٱَّلل‬ ‫الصالة على رسول هللا‪ ،-  -‬أل ّن آية الصالة‪ -‬يعىن‬
‫ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُّ َ‬
‫َو َم َٰٓ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نزلت فيه‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫بۚٓ﴾ راألحزاب‪56 :‬‬
‫لئِكتهۥ يصلون لَع ٱنل ِ ِ‬
‫قال احلليمى‪ :‬واملقصود ابلصالة عليه‪ -  -‬التقرب إىل هللا تعاىل‬
‫ابمتثال أمره تعاىل‪ ،‬وقضاء حق النىب‪ -  -‬علينا‪ .‬وتبعه ابن عبد السالم‪،‬‬
‫فقال ىف الباب الثامن من كتابه املسمى «بشجرة املعارف» ‪ :‬ليست صالتنا‬
‫على النىب‪ - -‬شفاعة له‪ ،‬ف ن مثلنا ال يشفع ملثله‪ ،‬ولكن هللا أمرم مبكافأة‬
‫من أحسن إلينا‪ ،‬ف ن عجزم عنها كافأمه ابلدعاء‪ ،‬فأرشدم هللا‪ -‬ملا علم‬

‫‪ .)29‬األحزاب‪) 56 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫عجزم عن مكافأة نبينا‪ -‬إىل الصالة عليه‪ .‬وذكر حنوه عن الشيخ أىب حممد‬
‫املرجاىن‪ .‬وقال ابن العرىب‪ :‬فائدة الصالة عليه ترجع إىل الذى يصلى عليه‪،‬‬
‫لداللة ذلك على نصوح العقيدة وخلوص النية‪ ،‬وإظهار احملبة‪ ،‬واملداومة على‬
‫‪( 30‬‬ ‫)‬
‫‪ -‬اهـ‪.‬‬ ‫الطاعة واالح ام للواسطة الكر ة‪ -‬‬
‫وقــال العالمــة الفنــين‪:‬وذكــر ابــن الصــيف اليمــين أنــه قيــل إن شــهر‬
‫ُّ َ‬ ‫ه ه َ َ َ َ َٰٓ َ‬
‫لئِك َتاهۥ ي َصالون‬ ‫شعبان شهر الصالة على النيب ‪ ‬أل ّن اآليـة ﴿إِن ٱَّلل وم‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِيمِ ‪ ﴾٥٦‬نزلت فيه ‪ ،‬نقله‬ ‫امَّوا َص ُّلوا َعلَ ۡيهِ َو َسل ِموا ت َ ۡسل ً‬ ‫يأ ُّي َهِ هٱَّل َ‬
‫ِين َء َ‬ ‫َلَع ٱنلهب ۚٓ َٰٓ‬
‫ِِ‬
‫اإلمــام العالمــة النــهاب القســطالي يف فضــل الصــالة علــى النــيب ‪ ، ‬وقــد ذكــر‬
‫احلــافز بــن حجــر رضــي هللا عنــه عــن أيب ذر اهلــروي أن األمــر ابلصــالة علــى‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ِين َء َامَّوا َصالوا َعل ۡياهِ اآليـة كـان يف‬ ‫النيب ‪ ‬يعين بقوله تعـاىل َ َٰٓ‬
‫يأ ُّي َهِ ٱَّل َ‬
‫(‪)31‬‬
‫السنة الثانية من اهلجرة ‪ ،‬وقيل‪ :‬يف ليلة اإلسرى اهـ‬
‫وقــال اإلمــام القســطالي‪ :‬وأمــا ســجود املالئكــة آلدم‪ ،‬فقــال فخــر‬
‫ال ــدين الـ ـرازي ىف تفس ــريه‪ :‬إن املالئك ــة أم ــروا ابلس ــجود آلدم ألج ــل أن ن ــور‬
‫حمم ــد‪ - -‬ك ــان ىف جبهت ــه ‪ ... ،‬وع ــن أيب عثم ــان ال ــواعز‪ ،‬فيم ــا حك ــاه‬
‫الفاكهاين قـال‪ :‬مسعت اإلمـام سـهل بـن حممـد يقـول‪ :‬لـذا التنـريف الـذي‬

‫‪« .)30‬املواهب اللدنية ابملنح احملمدية» ( ‪) 651 – 650 / 2‬‬


‫‪« .)31‬حتفة اإلخوان يف قراءة امليعاد يف رجب وشعبان ورمضان» ( ‪) 53 – 52‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ه‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شر هللا به حممدا ‪ ‬بقوله‪﴿ :‬إ هن ه َ‬
‫ٱَّلل َو َم َٰٓ َ‬
‫بۚٓ﴾)‪، (32‬‬
‫لئِكتهۥ يصلون لَع ٱنل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫أمجع من تنريف آدم عليه الصـالة والسـالم رمـر املالئكـة لـه ابلسـجود‪،‬‬
‫ألنــه ال زــوز أن يكــون هللا مــع املالئكــة يف ذلــك التش ـريف‪ ،‬فتش ـريف يصــدر‬
‫عنه تعاىل وعن املالئكة واملؤمنت أبلغ من تشريف ختـتص بـه املالئكـة‪ ،‬انتهـى‬
‫)‪(33‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صـ ـلَّى َّ‬
‫اَّللُ َوَم َالئ َكتُ ــهُ‬ ‫الرابِ َعـ ـةُ‪ :‬إِ َذا َ‬
‫ويف «التفس ــري الكب ــري»‪ :‬الْ َم ْسـ ـأَلَةُ َّ‬
‫اجتِ ِه إِلَْيـ َها َوإَِّال فَ َال‬ ‫الص َالةُ علَي ِه لَي ِ‬ ‫ص َالتِنَا نَـ ُق ُ‬ ‫َعلَْي ِه فَأ ُّ‬
‫س حلَ َ‬ ‫ول‪َ ْ ْ َ َّ :‬‬ ‫اجة إِ َىل َ‬ ‫َي َح َ‬
‫يمـ ِـه‪،‬‬‫اَّللِ علَيـ ِـه‪ ،‬وإَِّمنـَـا هــو ِِإلظْهــا ِر تَـع ِظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حاج ـةَ إِ َىل ِ‬
‫صـ َـالة َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ‬ ‫صـ َـالة الْ َم َالئ َكــة َمـ َـع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اج ـةَ لَــهُ إِلَْي ـ ِـه‪َ ،‬وإَِّمنَــا ُه ـ َـو‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َك َم ــا أ َّ‬
‫ـب َعلَْيـنَــا ذ ْك ـ َـر نَـ ْفس ــه َوَال َح َ‬ ‫ـاىل أ َْو َج ـ َ‬‫اَّللَ تَـ َع ـ َ‬
‫َن َّ‬
‫الس َـال ُم‪َ « :‬م ْـن‬ ‫ـال َعلَْي ِـه َّ‬ ‫يم ِـه ِمنَّـا َشـ َف َقةن َعلَْيـنَـا لِيُثِيبَـنَـا َعلَْي ِـه‪َ ،‬وِهلـَ َذا قَ َ‬
‫ِِإلظْها ِر تَـع ِظ ِ‬
‫َ ْ‬
‫(‪)34‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َع ْشنرا» اه ـ ـ ــ‪.‬‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َمَّرةن َ‬ ‫َ‬

‫‪ )32‬األحزاب‪)56( :‬‬
‫‪« .)33‬املواهب اللدنية ابملنح احملمدية» ( ‪) 303 - 302 / 2‬‬
‫‪ « .)34‬مفاتيح الغيب = التفسري الكبري » لإلمام فخر الدين الرازي ( ‪) 182 / 25‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫فوائد الصالة على رسول هللا ‪‬‬

‫قال اْاف ابن حجر العسقالي‪ :‬وذكر األديب شهاب الدين بـن‬
‫أيب حجلة يف " جزء " له مجعه يف الطاعون ‪ ،‬أ ّن بعا الصـاْني بكـر لـه ‪،‬‬
‫أ ّن مــن أعظــم األشــياء ال ّدافعــة للطــاعون وغــريب مــن الــبالاي العظــام ‪ ،‬كثــرة‬
‫الصــالة علــى ‪ ، ‬وأن ـه ذكــر ذلــك للشــيخ ــس الــدين ( ابــن ) خطيــب‬
‫يربود ‪ ،‬فاستصوبه ‪ ،‬استدل له حبيث أيب بن كعب رضـي هللا عنـه ‪ ،‬أن رجـال‬
‫قال للنيب ‪ ‬أجعل لك نصف صاليت ‪ ..‬احلـديث ‪ ،‬ويف آخـره ‪ :‬أجعـل‬
‫لك صـاليت كلهـا قـال ‪ " :‬إذن تُكفـى طَّـك ويغفـر ذنبـك " أخرجـه احلـاكم‬
‫(‪)35‬‬
‫وصححه ‪ ،‬وسنده قوي ‪ ،‬وهللا أعلم اهـ‪.‬‬
‫وقال السيد البكري‪ :‬واعلم أنه جاء يف فضل الصالة على النيب ‪‬‬
‫أحاديــث كثــرية‪ ،‬منهــا قولــه (ص)‪ :‬مــن صــلى علــي يف كتــاب تــزل املالئكــة‬
‫تستغفر له ما دام اني يف ذلك الكتاب‪.‬‬

‫‪« .)35‬بذل املاعون يف فضل الطاعون» ( ‪) 333‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقوله عليه السالم‪َ :‬من سره أن يلقى هللا وهو عنه راا‪ ،‬فليكثر مـن‬
‫الصالة علي‪.‬‬
‫وقولــه عليــه الســالم‪ :‬مــن أكثــر مــن الصــالة علــي يف حياتــه أمــر هللا‬
‫مجيع خملوقاته أن يستغفروا له بعد موته‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ :‬أكثروا من الصالة علي‪ ،‬ف ا نور يف القرب‪ ،‬ونـور‬
‫على الصرايف‪ ،‬ونور يف اجلنة‪.‬‬
‫وق ــال علي ــه الس ــالم‪ :‬أكث ــروا م ــن الص ــالة عل ــي ف ــا تطف ــئ عض ــب‬
‫اجلبار‪ ،‬وتوهن كيد الشيطان‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ :‬أكثركم صالة علي أكثركم أزواجا يف اجلنة‪.‬‬
‫ويف حديث مرفوع‪ :‬ما جلس قوم فتفرقوا عن ري الصـالة علـى النـيب‬
‫‪ ‬إال تفرقوا عن أننت من جيفة محار‪.‬‬
‫قــال ابــن اجلــوزي يف البســتان‪ :‬ف ـ ذا كــان اصلــس الــذي ال يصــلى فيــه‬
‫يكــون هبــذه احلالــة فــال ــرو أن يتفــرر املصــلون عليــه مــن جملســهم عــن أطيــب‬
‫مــن خزانــة العطــار‪ ،‬وذلــك النــه (ص) كــان أطيــب الطيبــت وأطهــر الطــاهرين‪،‬‬
‫وكان إذا تكلم امتال اصلس فطيب من ريح املسك‪.‬‬
‫وك ــذلك جمل ــس ي ــذكر في ــه الن ــيب ‪ ‬تنم ــو من ــه رائح ــة طيب ــة خت ـ ـ ر‬
‫الســموات الســبع ح ـ تنتهــي إىل العــرم‪ ،‬وزــد كــل مــن خلقــه هللا رحيهــا يف‬
‫االرا‪ ،‬ري االنس واجلن‪ ،‬فـ م لـو وجـدوا تلـك الرائحـة الشـتغل كـل واحـد‬
‫منهم بلذهتا عن معيشته‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وال ز ــد تل ــك الرائح ــة مل ــك أو خل ــق هللا تع ــاىل إال اس ــتغفر أله ــل‬
‫اصلــس‪ ،‬ويكتــب هلــم بعــدد هــذا اخللــق كلهــم حســنات‪ ،‬ويرفــع هلــم بعــددهم‬
‫درجات‪ ،‬سواء كان يف اصلس واحد أو مائة ألف‪ ،‬كـل واحـد خـذ مـن هـذا‬
‫االجر مثل هذا العدد‪ ،‬وما عند هللا أكثر‪.‬‬
‫وللصالة عليه ‪ ‬فوائد ال حتصى‪ ،‬منها‪ :‬أ ا جتلو القلب من الظلمة‪ ،‬وتغين‬
‫عن الشيخ‪ ،‬وتكون سببا للوصول‪ ،‬وتكثر الرزر‪ ،‬وأن من أكثر منها حـرم هللا‬
‫جسده على النار‪.‬‬
‫وينبغي للشخص إذا صلى عليـه أن يكـون فكمـل احلـاالت‪ ،‬متطهـرا‬
‫متوضـئا مسـتقبل القبلـة‪ ،‬متفكـرا يف ذاتــه السـنية‪ ،‬الجـل بلـوغ النـوال واالمنيــة‪،‬‬
‫وأن يرت ــل احل ــروف‪ ،‬وأن ال يعج ــل يف الكلمــات‪ ،‬كم ــا ق ــال ‪ : ‬إذا ص ــليتم‬
‫علي فأحسنوا الصالة علي‪ ،‬ف نكم ال تدرون لعل ذلك يعرا علي‪.‬‬
‫وقول ـوا‪ :‬الله ــم اجع ــل ص ــلواتك وبركات ــك عل ــى س ــيد املرس ــلت وإم ــام‬
‫املتقــت وخــامت النبيــت ســيدم حممــد عبــدك ورس ـولك‪ ،‬إمــام اخلــري وقائــد اخلــري‪،‬‬
‫ورسول الرمحة‪ .‬اللهم ابعثه املقـام احملمـود الـذي يغبطـه فيـه االولـون واآلخـرون‪.‬‬
‫(‪)36‬‬
‫رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي هللا عنه اهـ‪.‬‬

‫‪« )36‬إعانة الطالبت على حل ألفاظ فتح املعت ( ‪.)13 / 1‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر‪ :‬وروى التيمــي عــن زيــن العابــدين علــي بــن‬
‫احلســت بــن علــي رضــي هللا تعــاىل عــنهم أنــه قــال‪ :‬عالمــة ألــل الســنّة كثــرة‬
‫(‪)37‬‬
‫الصالة على رسول هللا ‪ ‬اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويف«منكوة املصابي »‪ :‬وعن أيب هريـرة‪ ،‬قـال‪ :‬قـال رسـول هللا ‪‬‬
‫(‪)38‬‬
‫عشرا‪ .‬رواه مسلم اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫‪ :‬من صلى علي واحدة‪ ،‬صلى هللا عليه ن‬
‫وقال املباركفوري‪ :‬قولـه‪( :‬مـن صـلى علـي واحـدة) أي صـالة واحـدة‬
‫(صلى هللا عليه عشران) أي عشر صـلوات‪ ،‬وكلمـا زاد زاده بتلـك النسـبة‪ .‬قـال‬
‫الرمحة لعبادب‪ ،‬وأنه يرمحهم رمحة بعد رمحة‬
‫النوكاي ‪ :‬املراد ابلصالة من هللا ّ‬
‫(‪)39‬‬
‫ح تبلغ رمحته ذلك العدد اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ك َۡ‬ ‫َ ۡ‬
‫وقال العالمة ابـن اجلـوزي‪ :‬قـال هللا تعـاىل ﴿فاذُۡرو ِ أُۡارُم﴾‬
‫ََ ك‬
‫(البقــرة ‪ ،)152‬و يق ــل أذك ــركم عش ــر م ـرات وق ــال تع ــاىل ج ــل وع ــال ﴿وماااِ‬
‫ٱلرسول فَخذوه َو َمِ َن َهىَُٰ ۡم َع َّۡاه فَ َ‬
‫اذنته ۚٓوا ﴾(‪ ( )40‬احلشـر (‪ ،)7‬وقـد‬ ‫َءاتَىَُٰم ه‬

‫ق ــال ‪ : ‬م ــن ص ــلى عل ــي م ــرة ص ــلى هللا علي ــه عشـ ـرا ‪ ،‬فك ــأن هللا س ــبحانه‬

‫‪ « )37‬الدر املنضود يف الصالة والسالم على صاحب املقام احملمود» ( ‪) 81‬‬


‫‪« )38‬مشكاة املصابيح» لالمام حممد بن عبد هللا التربيزي ‪ ،‬رقم احلديث ‪1 ( ) 921( :‬‬
‫‪) 291 /‬‬
‫‪« )39‬مرعاة املفاتيح شرح مشكوة املصابيح»‪) 259 / 3 ( :‬‬
‫‪« )40‬مرعاة املفاتيح شرح مشكوة املصابيح»‪) 259 / 3 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـت علــى‬
‫ـت عليـك مــرة وإذا أثنيـ َ‬
‫ـت علــي مــرة أثنيـ ُ‬
‫وتعـاىل يقــول‪ :‬عبـدي إذا أثني َ‬
‫(‪)41‬‬
‫أثنيت عليك عشرا ألنه أكرم اخللق علي وأجلهم عندي اه ـ ـ ــ‪.‬‬ ‫حبييب مرة ُ‬

‫ويف«ال كــة»‪ :‬وقــال ‪ : ‬مــن صــلى علــي يف كــل يــوم مخســمُة مــرة‬
‫(‪)42‬‬
‫يفتقر أبدا اه ـ ـ ــ‪.‬‬ ‫(‪500‬‬
‫ويف«الرتغيب والرتليب»‪ :‬عن أنـس رضـي هللا عنـه قـال قـال رسـول‬
‫هللا صـلى هللا عليــه و ســلم‪ :‬مـن صــلى علــي يف يــوم ألــف مـ ّـرة ( ‪1000‬‬
‫(‪)43‬‬
‫ت ح يرى مقعده من اجلنة اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫الص َـالة علـى‬ ‫وقال العالمـة ابـن اجلـوزي‪َ :‬و ْاعلَ ُمـوا رمحكـم هللا أَ ّن ِيف َّ‬
‫ص ـ َـالة الْمل ــك ا ْجلَبَّــار‪َ ،‬والثَّانيِـ ـة‬ ‫ـيدس ُحمَ َّم ــد ‪ ‬عن ـ َـر كرام ــات‪ ،‬إِ ْح ـ َـد ُاه َّن َ‬ ‫سـ َ‬
‫اعة النَّـ ِـيب الْ ُم ْختَ ــار‪َ ،‬والثَّالِثَــة ِاالقْتِ ـ َـداء ِابلْ َم َالئِ َك ـ ِـة ْاألَبْ ـ َـرار‪َ ،‬و َّ‬
‫الرابِ َع ــة ُخمَال َف ــة‬ ‫َش ـ َف َ‬
‫الس ِادسـة قَضـاء ا ْحلـوائِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ ُمنَـافِقت َوالْ َّ‬
‫ـااي واألوزار‪َ ،‬و َّ َ َ َ َ‬ ‫كفـار‪َ ،‬وا ْخلَام َسـة حمـو ا ْخلَطَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألوطار ‪ ،‬و َّ ِ‬
‫النجـاة مـن َعـ َذاب َدار‬ ‫الساب َعة تنـوير الظَّ َـواهر واألسـرار‪َ ،‬والثَّامنَـة َ‬ ‫َ‬

‫‪« .)41‬بستان الواعظت ورايا السامعت»‪) 303 ( :‬‬


‫صـايب الشـافعي (‬
‫الو َ‬
‫‪« .)42‬الربكة يف فضل السعي واحلركة» لإلمـام حممـد بـن عبـد الـرمحن َ‬
‫‪) 303‬‬
‫‪« .)43‬ال يب وال هيب من احلـديث الشـريف» لإلمـام املنـذري ‪،‬رقـم‪2 ( ) 2579 ( :‬‬
‫‪) 328 /‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫اح ــة والق ـرار‪ ،‬والعاش ــرة َس ــالم الْمل ــك الْغف ــار‬
‫الر َ‬
‫الْبَ ـ َـوار‪ ،‬والتاس ــعة ُد ُخ ــول َدار َّ‬
‫(‪)44‬‬
‫اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫وقال اإلمام مشس ال ّدين السـفريي‪ :‬وذكـروا‪ :‬أن الصـالة علـى النـيب ‪-‬‬
‫‪ - ‬تزكي ـ ــة ل عم ـ ــال ورف ـ ــع لل ـ ــدرجات‪ ،‬ومغف ـ ــرة لل ـ ــذنوب‪ ،‬وكفاي ـ ــة ال ـ ــدنيا‬
‫واآلخــرة‪ ،‬وحمــق للخطــااي‪ ،‬وجنــاة مــن األه ـوال‪ ،‬وحيصــل هبــا رضــا هللا ورمحتــه‪،‬‬
‫وأمان من سخطه‪ ،‬ووجوب الشـفاعة‪ ،‬والـدخول حتـت ظـل العـرم‪ ،‬ورجحـان‬
‫املي ـزان‪ ،‬وورد احلــوا‪ ،‬واألمــان مــن العط ـ ‪ ،‬والعتــق مــن النــار‪ ،‬واجل ـواز علــى‬
‫الصـرايف‪ ،‬ورؤيــة املقعــد املقــرب مــن اجلنـة قبــل املــوت‪ ،‬وكثــرة األزواج يف اجلن ـة‪،‬‬
‫وتقوم مقام الصدقة للمعسر‪ ،‬وينمو املال بربكتها‪ ،‬تقضى هبا مائـة حاجـة مـن‬
‫احلـ ـوائ ب ــل وأكث ــر‪ ،‬وه ــي عب ــادة وأح ــب األعم ــال إىل هللا‪ ،‬وتـ ـزين اص ــالس‪،‬‬
‫وتنفي الفقر وضيق العي ‪ ،‬وتنفع اإلنسان وولـده وول َـد ول ِـده‪ ،‬وتق ِـرب إىل هللا‬
‫وإىل رسوله‪ ،‬وتنصر على األعداء‪ ،‬وتطهـر القلـوب مـن النفـار‪ ،‬وتوجـب حمبـةَ‬
‫الن ـال ورؤيــة النــيب ‪ -  -‬يف املنــام‪ ،‬ومتنــع صــاحبها مــن الغيبــة‪ ،‬وتنفــع عنــد‬
‫اهلــم والكــرب والش ـدائد والفقــر والغــرر والط ـاعون‪ ،‬وهــي مــن أبــرك األعمــال‬
‫(‪)45‬‬
‫نفعا يف الدنيا اهـ‬
‫وأفضلها‪ ،‬وأكثرها ن‬

‫‪« )44‬بستان الواعظت ورايا السامعت»‪) 297 ( :‬‬


‫‪ « )45‬اص ـالس الوعظيــة يف شــرح أحاديــث خــري الربيــة صــلى هللا عليــه وســلم مــن صــحيح‬
‫اإلمام البخاري »‪.) 74 / 1 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ي َعــن َر ُســول هللا ‪ ‬أَنــه قَـ َ‬
‫ـال‬ ‫وقــال العالمــة ابــن اجلــوزي‪ :‬فقــد ُرِو َ‬
‫ـوب ِألَن‬ ‫ك أَن ال ُّـذنُوب تُسـود الْ ُقلُ َ‬
‫ِ‬
‫لي ّنور هللا قلبه َو َذل َ‬ ‫الص َالة َع ّ‬‫(من أَكثر َّ‬
‫صار نُ ْكتَة َس ْـوَداء ِيف قلبـه فَـِذا َمتَـادى علـى ال ُّـذنُوب منـت‬ ‫العْبد إِذا عمل َذنبا َ‬ ‫َ‬
‫لصـ َـالةِ‬ ‫ِ‬
‫ـك النُّ ْكتَــة َح ـ َّ يســود هبـَـا الْقلــب ُكل ـه َوإِذا رطــب هللا ل َســان َ‬
‫العْبــد ِاب َّ‬ ‫تِْلـ َ‬
‫مثل وزن ا ْجلبَال فَِذا فرت ذنُوبه‬ ‫على ُحمَ َّمد ‪ ‬فر هللا لَهُ ذنُوبه َولَو َكانَت َ‬
‫لص َالةِ على النَِّـيب‬ ‫َز َال السواد َعن قلبه وبدا فِ ِيه النُّور ِألَن ِْ‬
‫اإل ْس َالم َال يتم إَِّال ِاب َّ‬ ‫َ‬
‫الص َـالة علــى النَِّـيب ‪َ ‬و ِاجبَــة لَ َكـا َن َّ‬
‫كفـ نـارا‬ ‫ـال عبــد َال أرى َّ‬ ‫ـك أَنـه لَــو قَ َ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬وذَل َ‬
‫اىل‬‫ال هللا تَـ َع َ‬‫نور ا ْهلُدى َعن قلبه قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ورادا على هللا َوخرج َعن دين ْاإل ْس َالم َوَز َال ُ‬
‫ََ َ َ َ َ ه‬
‫ٱَّلل َص ۡد َرهۥ ل ۡ ِِۡل ۡس َل َٰ ِم َفه َو َ َ َٰ‬
‫لَع نورٖ مِن هربِاهِۚٓۦ﴾‬
‫(‪)46‬‬
‫‪ -‬فَـ َهـ َذا بَـيَـان‬ ‫﴿ أفمن َشح‬
‫َواضح من هللا ‪.‬‬
‫وأنشدوا‪:‬‬
‫لله ـ ـ ــا ي فن ـ ـ ــوره َال ينجل ـ ـ ــي‬ ‫ص َالتِنَا‬ ‫نور الْ ُقلُوب ي ِز ُ ِ‬
‫يد عْند َ‬
‫صلوا على َذاك النَِّيب ْاألَفْ َ‬
‫ضل‬ ‫فضــياؤم مــن ضــوء نــور ُحمَ َّمــد‬
‫(‪)47‬‬
‫اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫ُىب بْـ ِن َك ْعــب َعـ ْـن أَبِيـ ِـه قَـ َ‬
‫ـال‬ ‫ويف«ســنن الرتمــذي»‪َ :‬ع ـ ِن الطَُّفْيـ ِـل بْـ ِن أ َِ‬
‫ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫ـال « َاي أَيـُّ َهـا النَّ ُ‬
‫ـال اذْ ُك ُـروا‬ ‫ب ثـُلُثَـا اللَّْي ِـل قَ َ‬
‫ـام فَـ َق َ‬ ‫اَّلل ‪ --‬إذَا ذَ َه َ‬ ‫َكا َن َر ُس ُ‬

‫‪ )46‬الزمر ( ‪) 22‬‬
‫‪« )47‬بستان الواعظت ورايا السامعت» ( ‪) 299 - 298‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ت‬ ‫الر ِادفَةُ جاء الْمو ِ ِ ِ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫اَّلل جاء ِ‬


‫ت مبَا فيه َجـاءَ الْ َم ْـو ُ‬ ‫الراج َفةُ تَـْتـبَـعُ َها َّ َ َ َ ْ ُ‬ ‫اَّللَ اذْ ُك ُروا ََّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ـك‬
‫َج َع ُل لَ َ‬ ‫ك فَ َك ْم أ ْ‬ ‫الصالََة َعلَْي َ‬‫اَّللِ إِِين أُ ْكثُِر َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ت َاي َر ُس َ‬ ‫ُىب قُـ ْل ُ‬
‫ال أ َب‬ ‫ِمبَا فِ ِيه»‪ .‬قَ َ‬
‫ت فَـِ ْن ِزد َّ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ـالَِيت فَـ َقـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـال « َمــا شـ ْـئ َ‬ ‫الربُ َع‪.‬قَـ َ‬
‫ـت ُّ‬ ‫ـال قُـ ْلـ ُ‬‫ت»‪ .‬قَـ َ‬ ‫ـال « َمــا شـ ْـئ َ‬ ‫مـ ْـن َ‬
‫ـك»‪.‬‬ ‫ت فَـ ُه َـو َخْيــر لَ َ‬‫ت فَـِ ْن ِزد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـك»‪.‬قُـ ْل ِ‬
‫ـال « َمـا ش ْـئ َ‬ ‫ـف‪ .‬قَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ـت الن ْ‬ ‫ُ‬ ‫فَـ ُه َو َخْيـر لَ َ‬
‫َج َع ُـل‬ ‫ت فَـِ ْن ِزد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَالثُّـلُثَـ ْ ِ‬
‫ـت أ ْ‬‫ـك»‪ .‬قُـ ْل ُ‬ ‫ت فَـ ُه َـو َخْيــر لَ َ‬ ‫ال « َما شْئ َ‬ ‫ت‪ .‬قَ َ‬ ‫ال قُـ ْل ُ‬
‫قَ َ‬
‫يسـى‬ ‫ِ‬ ‫صالَِيت ُكلَّ َها‪ .‬قَ َ‬
‫ال أَبُـو ع َ‬ ‫ك»‪ .‬قَ َ‬ ‫ك ذَنْـبُ َ‬ ‫ك َويـُ ْغ َف ُر لَ َ‬ ‫ال «إذنا تُ ْك َفى َطَّ َ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫(‪)48‬‬
‫َه َذا َح ِديث َح َسن اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪ :‬واملعــّن‪ :‬إين أكثــر الــدعاء‪ ،‬فكــم‬
‫أجعل لك من دعائي صالة عليـك أي إ ّن ي زماس أدعـو فيـه لنفسـه‪،‬فكم‬
‫الزمـان للصـالة عليـك فلـم يـر ‪ ‬أن يعـت لـه يف ذلـك‬ ‫أصر من بلـك ّ‬
‫الــزمن حــدا‪،‬لئال يغلــق عليــه ابب املزيــد‪ ،‬فلــم يــزل يفــوا االختيــار إليــه مــع‬
‫مراعــاة احلــث علــى املزيــد ‪ ..‬حـ قــال‪ :‬أجعــل لــك صــاليت كلهــا‪ ،‬أي أصــلي‬
‫عليك بدل مـا أدعـو بـه لنفسـه فقـال‪" :‬إذن تُك َفـى طَّـك" أي مـا أطـك مـن‬
‫أمر دينك ودنياك‪ ،‬أل ا مشتملة على ذكر هللا تعاىل وتعظيم رسوله ‪.‬‬
‫وهي يف املعّن إشارة له ابلدعاء لنفسـه‪ ،‬كمـا يف احلـديث القدسـي ‪ :‬مـن‬
‫شغله ذكري عن مسأليت ‪ ..‬أعطيه أفضل ما أعطي السائلت فنت من ذلـك‪:‬‬

‫‪« )48‬اجلامع الكبري = سنن ال مذي» رقم‪) 2457 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫أن من جعل الصالة على النيب ‪ ‬معظم عباداته ‪ ..‬كفاه هللا تعاىل هم دنيـاه‬
‫(‪)49‬‬
‫وآخرته‪ ،‬وفقنا هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬آمت اه ـ ـ ــ‪.‬‬

‫‪ « )49‬الدر املنضود يف الصالة والسالم على صاحب املقام احملمود»‪)166 ( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقائع عجيبة‬
‫حصلت ابلصالة على النيب ‪‬‬

‫قال اإلمام ابن حجر اهليتمي‪ :‬الصـالة علـى النـيب ‪ ‬سـبب لكفايـة‬
‫(‪)50‬‬
‫املهمات يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وملغفرة الذنوب اه ـ ـ ــ‪.‬‬
‫العالمة يوسف النبهاي‪ ( :‬اللطيفة الثامنة والتسعون ) حيكـى‬ ‫وقال ّ‬
‫باع‬
‫عن الشيخ أيب احلسن الشاذيل رمحه هللا أنه كان ببعم املفازات فأتْته الس ُ‬
‫فخافهـا علـى نفسـه ففــزع إىل الصـالة علـى النـيب ‪ ‬مســتندا إىل مـا صـح مــن‬
‫أنه من صلى عليه ‪ -  -‬واحـدة صـلى هللا عليـه هبـا عشـرا وأن الصـالة‬
‫(‪)51‬‬
‫من هللا الرمحة ومن رمحه كفاه فنجا بذلك اهـ ـ ـ‬
‫وقــال أيضــا‪ :‬وق ــال ســيدي عبــد الوه ـاب الش ـعراين يف الطبق ــات يف‬
‫ترمجة سيدي أيب املواهب الشاذيل إنه قال ‪ :‬رأيـت سـيد العـاملت ‪ ‬فقلـت ‪:‬‬
‫اي رسول هللا صالة هللا عشرا ملن صلى عليك مـرة واحـدة هـل ذلـك ملـن كـان‬
‫حاضر القلب قال ‪ :‬ال بل هو لكل مصل علـي ـافال ويعطيـه هللا أمثـال‬

‫‪ « )50‬الدر املنضود يف الصالة والسالم على صاحب املقام احملمود» ( ‪) 164‬‬


‫‪ « )51‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت »‪) 137 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫حاضر القلب فيهـا فـال‬
‫َ‬ ‫اجلبال من املالئكة تدعو له وتستغفر وأما إذا كان‬
‫(‪)52‬‬
‫اب ذلك إال هللاُ تعاىل اه ـ ـ ـ‬
‫يعلم ثو َ‬
‫وقــال أيضــا‪ ( :‬اللطيفــة الســابعة والثالثــون ) عــن حممــد بــن ســعيد بــن‬
‫مطرف وكان من األخيار الصاحلت قال‪ :‬كنت جعلت على نفسي كـل ليلـة‬
‫ـت إىل مضــجعي عــددا معلومــا أصــلي علــى النــيب ‪ ‬فبينمــا‬ ‫عنــد النــوم إذا أويـ ُ‬
‫أم يف بعــم الليــايل قــد أكملــت العــدة إذ أخــذتْين عينــاي وكنــت ســاكنا يف‬
‫ِ‬
‫فأضاءت الغرفة بـه نـورا‬ ‫رفة وإذا أم ابلنيب ‪ ‬قد دخل علي من ابب الغرفة‬
‫د ــم حنــوي وقــال‪ :‬هــات هــذا الفــم الــذي يكثــر الصــالة علــي ح ـ أقبلــه‬
‫ـت‬
‫فكنت أستحي أن أقبله يف فيـه فاسـتدرت بـوجهي فقبلـين يف خـدي فانتبه ُ‬
‫فزعا من فوري ونبهت صاحبيت اليت جلنيب وإذا البيت يفوح مسكا من رائحته‬
‫‪ ‬وبقيــت رائحــة املســك مــن قبلتــه ‪ ‬يف خــدي حنــو انيــة أايم جتــد زوجــيت‬
‫(‪)53‬‬
‫كل يوم الرائحة يف خدي رواه ابن بشكوال اهـ‬
‫وق ــال أيض ــا‪ ( :‬اللطيف ــة الرابع ــة والعش ــرون ) ذك ــر الرش ــيد العط ــار‬
‫وأسنده التيمي يف تر يبه وأبـو الـيمن بـن عسـاكر مـن جهتـه إىل سـعد الزجنـاين‬
‫ق ــال ‪ :‬ك ــان عن ــدم مبص ــر ش ــخص زاه ــد يس ــمى أاب س ــعيد اخلي ــايف وك ــان ال‬
‫خيــتل ابلن ـال وال حيضــر اصــالس د إن ـه داوم علــى حضــور جملــس ابــن َرِشــيق‬

‫‪« )52‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت »‪.) 32 ( :‬‬


‫‪ « )53‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت »‪.) 123 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫فتعج ــب النـ ـال فس ــألوه فق ــال ‪ :‬رأي ــت الن ــيب ‪ ‬يف من ــامي فق ــال ‪ :‬احض ـ ْـر‬
‫(‪54‬‬
‫جملسه ف نه يُكثر فيه الصال َة علي اهـ‪.‬‬‫َ‬
‫وقال اإلمام ابن املل ّقن‪ :‬روي أن رجال يقال له حممد بن مالك قـال‬
‫‪ :‬مضــيت إىل بغــداد ألق ـرأ علــى أيب بكــر بــن جماهــد املقــري فكنــا نقـرأ عليــه‬
‫يومــا مــن األايم إذ دخــل عليــه شــيخ وعليــه عمامــة رثــة وقمــيص ورداء ر‬
‫فقام الشيخ أبو بكـر لـه وأجلسـه مكانـه واسـتخربه عـن حالـه وح ِ‬
‫ـال صـبيانه‬
‫فقال الرجل ‪ :‬ولد يل اليـوم مولـود وطلبـوا مـين ننـا وعسـال و أملـك ذرة‬
‫قال ‪ :‬فنمت حزين القلب فرأيـت النـيب ‪ ‬يف منـامي فقـال يل ‪ :‬مـا هـذا‬
‫احلزن اذهب إىل علـي بـن عيسـى وزيـر اخلليفـة واقـرأ عليـه السـالم وقـل لـه‬
‫بعالمة أنك ال تنام كل ليلـة مجعـة إال بعـد أ ْن يصـلى علـي ألـف مـرة وهـذه‬
‫ليلــة اجلمع ــة صــليت علــي ســبعمائة مــرة فجــاءك رســول اخلليف ــة ف ــدعاك‬
‫فمضــيت معــه ورجعــت فمــا منــت حـ أمتمــت ألفــا فبهــذه العالمــة ســلم إىل‬
‫هـذا الرجــل مائــة دينــار فقــام أبــو بكــر بــن جماهــد املقــري مــع الشــيخ ومضــينا‬
‫إىل دار الوزير وأجلسه مكانه فقص عليه الرجـل قصـته فـأمر الغـالم ِبخـراج‬
‫بَـ ْد َرة فــوزن منهــا مائــة دينــار وقــال ‪ :‬أيهــا الش ـيخ صــدقت هــذا كــان ســرا‬
‫رسول هللا ‪ ‬ووزن مائة‬ ‫بيين وبت هللا تعاىل فخذ هذه املائة ألنك رسول ِ‬
‫أخرى وقال ‪ :‬هـذه بشـارتك فن رسـول هللا ‪ ‬علـم فين أصـلى عليـه ووزن‬
‫أج ـل أن ـك تعنيــت وجئــت إيل مهنئــا وجعــل‬ ‫مائــة أيضــا وقــال ‪ :‬هــذه مــن ْ‬

‫‪ « )54‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت »‪.) 119 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫يــزن مائــة مائــة حـ كمــل ألفــا فقــال لــه رجــل ‪ :‬إين ال آخــذ إال مــا أمــرين بــه‬
‫(‪55‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬اهـ‬
‫وق ــال اإلم ــام الق ــر يب‪ :‬و ق ــد حك ــي أن امـ ـرأة ج ــاءت إىل احلس ــن‬
‫البصــري رمح ــه هللا فقال ــت‪ :‬إن ابن ــيت مات ــت و ق ــد أحببــت أ ْن أراه ــا يف املن ــام‬
‫فعلمــين صــالة أصــليها لعلـي أراهــا فعلمهــا صــالة فـرأت ابنتَهــا و عليهــا لبــال‬
‫القطران والغـل يف عنقهـا و القيـد يف رجلهـا فاراتعـت لـذلك فأعلمـت احلسـن‬
‫فــا تم عليهــا فلــم متــم مــدة حـ رآهــا احلســن يف املنــام و هــي يف اجلنــة علــى‬
‫سرير وعلى رأسها اتج فقالت له اي شيخ ‪ :‬أما تعرفين قال ‪ :‬ال قالت له ‪:‬‬
‫أم تلــك املـرأة الــيت علمــت أمـي الصــالة فـرأتين يف املنــام قــال هلــا ‪ :‬فمــا ســبب‬
‫أمـرك قالــت ‪ :‬مــر مبقربتنــا رجــل فصــلى علــى النــيب صــلى هللا عليــه و ســلم و‬
‫كان يف املقربة مخسـمائة و سـتون إنسـام يف العـذاب فنـودي ‪ :‬ارفعـوا العـذاب‬
‫(‪56‬‬
‫عنهم بربكة صالة هذا الرجل عن النيب صلى هللا عليه و سلم اهـ‬

‫‪ « )55‬حدائق األولياء » (‪.) 28 - 27 / 1‬‬


‫‪ « )56‬التذكرة فحوال املوتى وأمور اآلخرة »‪.) 280 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫العالمة يوسـف النّبهـاي‪ ( :‬اللطيفـة الرابعـة عشـر بعـد املائـة )‬ ‫وقال ّ‬


‫ذكر سيدي أمحد الصاوي يف شرحه على صـلوات القطـب الـدردير أن سـبب‬
‫أتليف " دالئل اخلريات " أن مؤلفها سيدي حممد بن سليمان اجلزويل حضره‬
‫وقت الصالة فقام يتوضأ فلم زد ما خيرج به املاء من البئر فبينما هو كذلك‬
‫إذ نظــرت إليــه صــبية مــن مكــان عــال فقالــت لــه مــن أنــت فأخربهــا فقالــت لــه‬
‫أنــت الرجــل الــذي يثــين عليــك ابخلــري وتتحــري فيمــا ختــرج بــه املــاء مــن البئــر‬
‫وبصــقت يف البئــر ففــاا ماؤهــا علــى وجــه األرا فقــال الشــيخ بعــد أن فــرغ‬
‫نلت هذه املرتبة فقالت بكثرة الصالة على مـن‬ ‫من وضوئه أقسمت عليك مب ِ‬
‫كــان إذا مشــى يف الــرب األقفــر تعلقــت الوحــوم فذايلــه ‪ ‬فحلــف ينــا أ ْن‬
‫(‪)57‬‬
‫يؤلف كتااب يف الصالة على النيب ‪ ‬اهـ‬
‫وقــال اإلمــام ابــن املل ّق ـن‪ :‬وحكــي أن ـه كــان شــاب يطــوف ابلبيــت‬
‫ويشــتغل ابلصــالة علــى رســول هللا ‪ ‬فقيــل لــه ‪ :‬هــل عنــدك يف هــذا شــيئ‬
‫قال ‪ :‬نعـم ‪،‬خرجـت أم وأيب حـاجت ‪ ،‬فمـرا أيب يف بعـم املنـازل ومـات ‪،‬‬
‫فاسود وجهه ‪ ،‬وأزرقت عيناه ‪ ،‬وانفـتخ بطنـه ‪ ،‬فبكيـت وقلـت ‪ " :‬إم ا وإم‬
‫إليــه راجعــون ‪ ،‬مــات أيب يف ربتــه هــذه املوتــة ‪ ،‬فلمــا كــان الليــل لبــين الن ـوم‬
‫فرأيــت رســول هللا ‪ ‬وعليــه ثيــاب بــيم ورائحتــه طيبــة عطــرة ‪ ،‬فــدم مــن أيب‬
‫ومسح علـى وجهـه فصـار أشـد بياضـا مـن الليـل ‪ ،‬د مسـح علـى بطنـه فصـار‬
‫كمــا كــان ‪ ،‬د أراد االنصـراف ‪ ،‬وإذا هــو رســول هللا ‪ ،‬وقــال ‪ :‬إن أابك كــان‬

‫‪ « )57‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت»‪.) 144 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫املعاصي والذنوب ‪ ،‬وكان يكثر من الصالة علي ‪ ،‬فلمـا نـزل بـه مـا نـزل‬
‫َ‬ ‫يكثر‬
‫(‪)58‬‬
‫استغاثين فأ ثته ‪ ،‬وأم يا ملن أكثر الصالة علي يف دار الدنيا اهـ‬
‫وق ــال أيض ــا‪ :‬روي الفاكه ــاين يف كتاب ــه الفج ــر املن ــري ‪ ،‬ع ــن الش ــيخ‬
‫موســى الض ـرير – رمحــه هللا ‪ -‬أن ـه ركــب يف مركــب يف البحــر املــاح ‪ ،‬قــال ‪:‬‬
‫فثــارت علينــا ريــح تســمى األقالنيــة ‪ ،‬قــل مــن ينجــو منهــا مــن الغــرر ‪ ،‬قــال ‪:‬‬
‫فنمت ‪ ،‬فرأيت رسول هللا ‪ ‬وهو يقول ‪ :‬قل ألهل املركب يقولون ألف مـرة‬
‫‪ :‬الله ــم ص ــل عل ــى حمم ــد ص ــالة تُنجين ــا هب ــا م ــن مجي ــع األهـ ـوال واآلف ــات ‪،‬‬
‫وتقضي لنا هبا مجيع احلاجات وتطهرم هبا من مجيع السـيئات‪ ،‬وترفـع لنـا هبـا‬
‫عنــدك أعلــى الــدرجات ‪ ،‬وتبلغنــا هبــا أقصــى الغــاايت مــن مجيــع اخل ـريات يف‬
‫احلي ــاة وبع ــد املم ــات ‪ .‬ق ــال ‪ :‬فاس ــتيقظت ‪ ،‬وأخ ــربت أه ــل املرك ــب ابل ــرؤاي‬
‫(‪)59‬‬
‫وصلينا على النيب ‪ ‬حنو ثال ئة مرة ففرج هللا عنا تلك الشدة اهـ‬
‫وقــال أيضــا‪ :‬روي عــن عبــد هللا بــن ســالم قــال ‪ :‬أتيــت أخــي عثمــان‬
‫ألسلم عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مرحبـا اي أخـي ‪ ،‬رأيـت النـيب ‪ ‬الليلـة يف املنـام فنـاولين‬
‫دلوا فيه ماء فشربت حيت رويت ‪،‬وإين ألجد برده ‪ ،‬فقلـت ‪ :‬مبـا نلـت هـذا‬
‫(‪)60‬‬
‫فقال ‪ :‬بكثرة الصالة على النيب ‪ ‬اهـ‬

‫‪ « .)58‬حدائق األولياء »‪.) 24 / 1 ( :‬‬


‫‪ « )59‬حدائق األولياء »‪.) 29 / 1 ( :‬‬
‫‪ « )60‬حدائق األولياء »‪.)34- 33 / 1 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقــال أيضــا‪ :‬روي عــن عبــد الواحــد بــن زيــد قــال ‪ :‬كــان لنــا خــادم‬
‫خيــدم الســلطان ‪ ،‬وهــو معــروف ابلفســاد والغفلــة ع ــن هللا – تعــاىل – فرأيت ــه‬
‫الليلة يف املنام ويده يف يـد رسـول هللا ‪ ‬فقلـت ‪ :‬اي رسـول هللا إن هـذا العبـد‬
‫السوء من املعرضت عن هللا – تعاىل – فكيف وضـعت يـدك يف يـده فقـال‬
‫‪ : ‬قــد عرفــت ذلــك ‪ ،‬وهــا أم مــاا بــه ألشــفع لــه عنــد هللا – تعــاىل ‪، -‬‬
‫فقلــت ‪ :‬اي رســول هللا ‪ ،‬فبــأي وســيلة بلــغ ذلــك منــك قــال ‪ :‬بكثــرة صــالته‬
‫علي ‪ ،‬ف نه يف كل ليلـة وي إىل فراشـه يصـلي علـي ألـف مـرة ‪ ،‬وإين ألرجـو‬
‫أن هللا – تعاىل – يقبل شفاعيت فيه ‪ ،‬قال عبد الواحد ‪ :‬فلما أصبحت فـ ذا‬
‫أم بـذلك اخلـادم قـد دخـل املسـجد ابكيـا ‪ ،‬وكنـت يف ذكـر مـا رأيتـه لـه أقــص‬
‫علـى أصـحايب ‪ ،‬فلمــا دخـل ســلم وجلـس بــت يـدي ‪ ،‬وقــال ‪ :‬اي عبـد الواحــد‬
‫ُمـ َّـد يــدك ‪ ،‬فقــد أرســلين إليــك رســول هللا ‪ ‬ألتــوب علــى يــديك وذكــر يل‬
‫جرى بينك وبينه الليلة يف شأين فلمـا اتب سـألته عـن رؤايه ‪ ،‬فقـال ‪ :‬أاتين‬
‫ألجـ ــل صـ ــالتك علـ ــي ‪ ،‬فلمـ ــا‬
‫رسـ ــول هللا ‪ ‬وقـ ــال ‪:‬ألشـ ــفعن لـ ــك إيل ريب ْ‬
‫انطلق ــت مع ــه ش ــفع يل‪ ،‬وق ــال يل ‪ :‬ف ــأت عب ــد الواح ــد وت ــب عل ــى يدي ــه ‪،‬‬
‫(‪)61‬‬
‫استقم اهـ‬
‫و ْ‬
‫وقال أيضا‪ :‬روي عن سفيان الثـوري – رمحـه هللا تعـاىل – أنـه قـال ‪:‬‬
‫رأيت رجال من احلجاج يكثـر الصـالة علـى النـيب ‪ ‬فقلـت لـه ‪ :‬هـذا موضـع‬
‫الثنــاء ‪ ،‬فقــال يل ‪ :‬أال أخــربك أين كنــت يف بيــيت ‪ ،‬وكــان يل أخ قــد حض ـرته‬

‫‪ « )61‬حدائق األولياء » ( ‪.) 36 - 35 / 1‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫الوفاة ‪ ،‬فاسود وجهه وكان البيـت مظلمـا ‪ ،‬فـدخل علينـا رجـل كـأن وجهـه‬
‫السراج ‪ ،‬فمسح بيده على وجهه ‪ ،‬فصار وجه أخـي كـالقمر ‪ ،‬فقلـت ‪ :‬مـن‬
‫أنت الذي من هللا علينا بك فقال ‪ :‬أم امللَك املوكل مبن يصـلي علـى النـيب‬
‫(‪)62‬‬
‫‪ ‬أفعل به هكذا اهـ‪.‬‬
‫وقال العالمة يوسف النبهـاي‪ :‬ويف روايـة ‪ :‬وقـد كـان أخـوك يكثـر‬
‫من الصالة على النيب ‪ ‬وكـان قـد حصـلت لـه حمنـة فعوتـب بسـواد الوجـه د‬
‫أدركه هللا عز وجل بربكة صالته على النيب ‪ ‬فأزال عنه ذلـك السـواد وكسـاه‬
‫(‪)63‬‬
‫هذا الضياء اهـ‪.‬‬
‫َحـد يُ َسـلِ ُم َعلَ َّـي َّإال َرَّد َّ‬
‫اَّللُ‬ ‫وقال اإلمام ابن حجر اهليتمـي‪ :‬مـا مـن أ َ‬
‫ص ِر َح بَِق ْد يف ِرَوايَِة‬ ‫الس َال َم ‪...‬وقد ُ‬ ‫وحي ح أ َُرَّد عليه َّ‬ ‫إيل ويف ِرواية علَي ر ِ‬
‫َ َ َ َّ ُ‬ ‫ََّ‬
‫ت‬ ‫ـاىل ي ــرُّد إلَيـ ِـه روحــه بـعـ َـد الْمــو ِ‬ ‫ـار ِف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ تَـ َعـ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫َن َّ‬ ‫الْبَـْيـ َهقــي فَ ُمـ َـر ُاد احلــديث ْاإل ْخبَـ ُ‬
‫صــري حيــا علــى الــدَّو ِام ح ـ لــو س ـلَّم عليــه أَحــد رَّد عليــه لِوجـ ِ‬
‫ـود ا ْحلَيَــاةِ فيــه‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫فَـيَ ُ َ‬
‫السـمع ا ْخلـا ِر ُر لِْلع ِ‬ ‫َدائِ نمـا ‪ ....‬الْ ُم َـر ُاد ِابل ُّـر ِ‬
‫ـث يَ ْس َـم ُع الْ ُم َسـل َم عليــه‬ ‫ـادة ِحبَْي ُ‬
‫ََ‬ ‫وح َّ ْ ُ َ‬
‫ـادةِ َويَ ُكــو ُن الْ ُمـ َـر ُاد بِـ َـرِدهِ إفَاقَـتَــهُ مــن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مــن َـ ِْـري َواس ـطَة َوإِ ْن بَـعُـ َـد أو الْ ُم َوافـ ُـق ل ْل َعـ َ‬
‫صـ َـد ِدهِ يف‬ ‫وح الْفــراغُ مــن ُّ ِ‬ ‫ِاال ْســتِ ْغَر ِار الْ َملَ ُكـ ِِ‬
‫الش ـ ْغ ِل ممـَّـا هــو بِ َ‬ ‫ِ‬
‫ـويت أو الْ ُمـ َـر ُاد ابلـ ُّـر ِ َ َ‬
‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ُّعاء بِ َك ْش ِ‬
‫ـف الْـبَ َالء‬ ‫الْبَـ ْرَزِخ من النَّظَ ِر يف أ َْع َم ِال أ َُّمته َواال ْست ْغ َفار ل ُمسيئ ِه ْم َوالـد َ‬

‫‪ « )62‬حدائق األولياء » ( ‪.) 30 / 1‬‬


‫‪ « )63‬سعادة الدارين يف الصالة على سيد الكونت » ( ‪.) 138‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫صــاحلِِي‬
‫ضــور َجنَـ َـازةِ َ‬
‫ِ‬ ‫ا ِحبلُـ ِ‬
‫ـول الْبَـَرَكــة فيهــا أو ُح ُ‬ ‫َع ـْنـ ُه ْم َوالتَّ ـ َـرُّدد يف أَقْطَــا ِر ْاأل َْر ِ ُ‬
‫(‪)64‬‬
‫َخبَ ُار اهـ‬ ‫أ َُّمتِ ِه كما وردت بِ َذلِك ْاأل ِ‬
‫يث َو ْاأل ْ‬
‫َحاد ُ‬
‫َََ ْ َ َ‬

‫‪ « )64‬الفتاوى الكربى » ( ‪) 136 / 2‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫الصيام يف شعبان‬

‫ـول َِّ‬ ‫ويف«ســنن النســائي»‪ :‬قَـ َ‬


‫اَّلل‪َْ ،‬‬ ‫ـت‪َ :‬اي َر ُسـ َ‬
‫ـامةُ بْـ ُـن َزيْــد ‪ ،‬قُـ ْلـ ُ‬ ‫ُسـ َ‬‫ـال أ َ‬
‫ـل‬ ‫ـال‪« :‬بَلِ َ‬
‫ـك َش ْـهر يَـغْ ُف ُ‬ ‫وم ِم ْن َش ْـعبَا َن‪ ،‬قَ َ‬ ‫صُ‬ ‫ُّهوِر َما تَ ُ‬
‫ِ‬
‫وم َش ْهنرا م َن الش ُ‬ ‫صُ‬ ‫أ ََرَك تَ ُ‬
‫ِ‬
‫ب‬ ‫ـال إِ َىل ر ِ‬
‫َع َم ـ ُ َ‬ ‫ض ــا َن‪َ ،‬وُه ـ َـو َش ـ ْـهر تُـ ْرفَـ ُـع في ـ ِـه ْاأل ْ‬
‫ـب َوَرَم َ‬‫ـني َر َج ـ ٍ‬
‫ـاع َع ْن ــهُ بَـ ـ َْ‬
‫النَّ ـ ُ‬
‫(‪)65‬‬
‫صائِم» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الْعالَ ِمت‪ ،‬فَأ ِ‬
‫ب أَ ْن يـُْرفَ َع َع َملي َوأ ََم َ‬‫ُح ُّ‬ ‫َ َ‬
‫وقــال العالمــة ابــن رجــب اْنبلــي‪ :‬ويف إحيــاء الوقــت املغفــول عنــه‬
‫ابلطاعــة فوائــد‪ :‬منهــا‪ :‬أنــه يكــون أخفــى وإخفــاء النوافــل وإس ـرارها أفضــل ال‬
‫سيما الصيام ف نه سر بت العبـد وربـه وهلـذا قيـل‪ :‬إنـه لـيس فيـه رايء وقـد صـام‬
‫بعم السلف أربعت سنة ال يعلم به أحد كان خيـرج مـن بيتـه إىل سـوقه ومعـه‬
‫ر يفان فيتصدر هبما ويصـوم فـيظن أهلـه أنـه أكلهمـا ويظـن أهـل السـور أنـه‬
‫أكـل يف بيتــه وكـانوا يســتحبون ملـن صــام أن يظهـر مــا خيفـي بــه صــيامه ‪.... ،‬‬
‫اشتهر بعم الصاحلت بكثرة الصيام فكان زتهد يف إظهار فطره للنال حـ‬

‫‪ « )65‬اصتىب من السنن = السنن الصغرى» رقم احلديث‪) 2357 ( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫كان يقوم يوم اجلمعة والنال جمتمعون يف مسجد اجلامع فيأخـذ إبريقـا فيضـع‬
‫بلبلته يف فيه و صه وال يـزدرد منـه شـيئا ويبقـى سـاعة كـذلك ينظـر النـال إليـه‬
‫فيظنــون أنــه يشــرب املــاء ومــا دخــل إىل حلقــه منــه ش ـيء كــم س ـ الصــادقون‬
‫أحواهلم ‪ ..... ،‬ومنها أن املفرد ابلطاعـة مـن أهـل املعاصـي والغفلـة قـد يـدفع‬
‫(‪)66‬‬
‫البالء عن النال كلهم فكأنه حيميهم ويدافع عنهم اهـ‪.‬‬
‫صاري‪َ :‬وأ ََّما َرفْ ُع الْ َم َالئِ َك ِـة هلـا – األعمـال ‪-‬‬ ‫وقال اإلمام َزَك ِرَّاي األَنْ َ‬
‫ف نـه ِابللَّْيـ ِـل َمـ َّـرنة َوِابلنـ َ‬
‫َّهــا ِر َمـ َّـرنة َوَ يُـنَـ ِـايف لــذا َرفْـعُ َهــا يف َشـ ْـعبَا َن كمــا يف َخـ َِـرب‬
‫الص ْـوَم يف َش ْـعبَا َن فقـال‪ :‬إنَّـهُ َش ْـهر تُـ ْرفَ ُـع‬‫َمحَ َد أَنَّـهُ ‪ُ ‬سـئِ َل عـن إ ْكثَـا ِرِه َّ‬ ‫ُم ْسنَ ِد أ ْ‬
‫وع‬
‫ُســبُ ِ‬ ‫ـب أَ ْن يـرفَــع َعملِــي وأم صــائِم ِجلـَـوا ِز رفْـ ِع أَ ْعمـ ِ‬
‫ـال ْاأل ْ‬
‫َعمـ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ـال فَأُحـ ُّ ُْ َ َ‬ ‫فيــه ْاأل ْ َ‬
‫(‪)67‬‬
‫ال ال َْع ِام ُمجْلَةً اهـ‪.‬‬ ‫صلَةً وأَ ْعم ِ‬
‫ُم َف َّ َ َ‬
‫الصـ ْـوِم بَـ ْع ـ َد َرَمضــا َن َشـ ْـعبا ُن لِتَـ ْع ِظـ ِ‬
‫ـيم‬ ‫ـل َّ‬‫ُ‬ ‫ـ‬‫ض‬‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬
‫ويف «فــيا القــدير»‬
‫ص َدقَة ِيف َرَمضا َن ‪ ( -‬ت هب ) عن أنس ‪.‬‬ ‫رمضا َن وأفْضل َّ ِ‬
‫الص َدقَة َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫(أفضــل الصــوم بعــد رمضــان شــعبان) ألن أعمــال العبــاد ترفــع فيــه يف ســنتهم‬
‫(لتعظــيم رمضــان) أي ألجــل تعظيمــه لكونــه يليــه ‪ ،‬فصــومه كاملقدمــة لصــومه‬
‫ولــذا لعلــه قالــه قبــل أن يعلــم فضــل صــوم حمــرم أو أ ّن بلــك أفضــل شــهر‬
‫يصــام كــامال وهــذا أفضــل شــهر يصــام أكثــره كمــا يشــري إليــه روايــة صــوم يف‬

‫‪« )66‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف» ( ‪.)132 - 131‬‬


‫‪« )67‬أسّن املطالب يف شرح روا الطالب»‪) 432 / 1 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫شــعبان أو أن ذاك أفضــل شــهر يصــام مســتقال وهــذا أفضــل شــهر يصــام تبعــا‬
‫(وأفضــل الصــدقة صــدقة رمضــان) ألنــه موســم اخل ـريات والعبــادات وهلــذا كــان‬
‫الن ــيب ‪ ‬أج ــود م ــا يك ــون يف رمض ــان ح ــت تي ــه جربائي ــل فيعارض ــه الق ــرآن‬
‫(‪)68‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫ـول‬
‫ـال َر ُس ُ‬ ‫ال قَ َ‬‫ويف«صحي مسلم»‪َ :‬ع ْن أَِىب ُهَريْـَرَة رضى هللا عنه قَ َ‬
‫الصـالَةِ بَـ ْعـ َـد‬ ‫لصــي ِام بـعـ َـد رمضــا َن شــهر َِّ‬ ‫اَّللِ ‪ « ‬أَفْ َ ِ‬
‫ضـ ُـل َّ‬ ‫اَّلل الْ ُم َحـ َّـرُم َوأَفْ َ‬ ‫ضـ ُـل ا َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫(‪)69‬‬
‫صالَةُ اللَّْي ِل » اهـ‪.‬‬ ‫الْ َف ِر ِ‬
‫يضة َ‬ ‫َ‬
‫ضـان َش ْـهر‬ ‫ضل ِ‬
‫الصـيَام بَـ ْعـد َرَم َ‬ ‫وقال اإلمام النووي‪ :‬قَـ ْوله ‪ ( : ‬أَفْ َ‬
‫لصـ ْـوِم ‪َ ،‬وقَ ـ ْد َســبَ َق ا ْجلَـ َـواب َعـ ْـن‬ ‫الشـ ُـهور لِ َّ‬
‫ضــل ُّ‬ ‫ص ـ ِريح ِفَنَّــهُ أَفْ َ‬
‫اَّلل الْ ُم َحـ َّـرم ) تَ ْ‬
‫َّ‬
‫صوم َش ْعبَان ُدون الْمحرم ‪ ،‬وذَ َك َرم فِ ِيه َجـوابَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحـدطَا‬ ‫ت‪:‬أَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إ ْكثَار النَِّيب ‪ ‬م ْن َ ْ‬
‫َّاين ‪ :‬لَ َعلَّهُ َكا َن يَـ ْع ِرا فِ ِيه أ َْعـ َذار ‪،‬‬ ‫آخر َحيَاته ‪َ ،‬والث ِ‬ ‫ضلَه ِيف ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ :‬لَ َعلَّهُ إَِّمنَا َعل َم فَ ْ ُ‬
‫(‪)70‬‬
‫َم ْن َس َفر أ َْو َمَرا أ َْو َ ِْريِطَا اهـ‪.‬‬

‫‪« )68‬فيم القدير شرح اجلامع الصغري» لإلمام زين الدين عبد الرؤوف املناوي ‪ ،‬رقم‬
‫احلديث ‪) 42 / 2 ( ، 2948 :‬‬
‫‪ )69‬صحيح مسلم ‪ /‬رقم احلديث ‪1163 :‬‬
‫‪« )70‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج» (‪)55 / 8‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ليلة النصف من شعبان‬

‫قــال العالمــة عبــد اْميــد النــافعي‪ :‬قــال بعضــهم‪ ( :‬فضــل رجــب‬


‫يف العش ــر األ َُول ألج ــل فض ــل أول ليل ــة من ــه وفضـ ــل شـ ــعبان يف العنـ ــر‬
‫األوســأل ألجــل ليلــة النصــف منــه وفضــل رمضــان يف العشــر األخــرية منــه‬
‫(‪)71‬‬
‫ألجل ليلة القدر اهـ‬
‫ْ‬
‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪ :‬فَ ِهـ َـي ( ليلــة القــدر) أَفْ َ‬
‫ضـ ُـل لَيَـ ِـايل‬
‫)‪(72‬‬
‫السنَ ِة اهـ‬
‫َّ‬
‫َي‪ِ :‬يف‬ ‫وقــال العالمــة النــرواي‪( :‬قَـولُــه فَ ِهــي أَفْضــل لَيـ ِـايل َّ ِ‬
‫الســنَة) أ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ ُ َ‬
‫يف ويلِــي لَيـلَـة الْق ـ ْد ِر لَيـلَـة ِْ ِ‬ ‫َح ِقنَــا لَ ِكـ ْـن بَـ ْعـ َـد لَْيـلَـ ِـة الْ َم ْولِـ ِـد َّ‬
‫اإل ْسـ َـراء ُدَّ لَْيـلَ ـةُ‬ ‫الش ـ ِر ِ َ َ ْ َ َ ْ ُ‬
‫ـف ِم ـ ْـن ش ــعبان َوأ ََّم ــا بَِقيَّـ ـةُ اللَّيَ ـ ِـايل فَ ِه ـ َـي‬
‫صـ ِ‬‫َعَرفَ ـةَ ُدَّ لَْيـلَ ـةُ ا ْجلُ ُم َع ــة ُاَّ لَْيـلَـ ـةُ النِّ ْ‬
‫ِ‬
‫اإل ْسَر ِاء‬
‫ضل لَْيـلَةُ ِْ‬ ‫مستَ ِوية واللَّيل أَفْضل ِمن النـ ِ ِ ِ ِ‬
‫َّهار َوأ ََّما يف َحقه ‪ -  -‬فَ ْاألَفْ َ ُ‬ ‫ُْ َ َ ُْ َُ َ َ‬
‫(‪)73‬‬
‫َوالْ ِم ْعَر ِاج؛ ِألَنَّهُ َرأَى َربَّهُ فِ َيها َشْي ُخنَا اهـ‪.‬‬

‫‪« )71‬كنــز النجــاح والســرور يف األدعيــة املــأثورة الــيت تشــرح الصــدور» ( ‪ ) 154‬و«حتفــة‬
‫اإلخوان» ( ‪) 84‬‬
‫‪« (72‬حتفة الـمحتاج» ( ‪) 462 / 3‬‬
‫‪« )73‬حاشية الشرواين» ( ‪) 462 / 3‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ويف «فيا القدير»‪( :‬مخس ليال تـر ّد فـيهن الـدعوة مـن أحـد‬
‫دعــى ب ــدعاء س ــائغ مت ــوفر الش ــرويف واألرك ــان واآلداب (أول ليل ــة م ــن رج ــب‬
‫وليلــة النصــف مــن شــعبان وليلــة اجلمعــة وليلــة الفطــر) أي ليلــة عيــد الفطــر‬
‫(وليلة النحر) أي عيد األضحى فيسن قيـام هـؤالء الليـايل والتضـرع واالبتهـال‬
‫فيهــا وقــد كــان الس ـلف يواظبــون عليــه ‪ ،‬روى اخلطيــب يف نيــة امللــتمس أن‬
‫عمر بن عبد العزيز كتب إىل عدي بن أرطاة عليك فربع ليال يف السنة ف ن‬
‫هللا تع ــاىل يف ــرغ ف ــيهن الرمح ــة د س ــردها (اب ــن عس ــاكر) يف اترخي ــه (ع ــن أيب‬
‫(‪)74‬‬
‫أمامة) اهـ‬
‫إن ال ـ اد َع َ‬
‫اء‬ ‫ـال‪َّ :‬‬ ‫الشــافِعِ ُّي) ‪َ :‬وبَـلَغَنَــا أَنـَّـهُ َكــا َن يـُ َقـ ُ‬
‫ـال َّ‬ ‫ويف «األ ُّم»‪( :‬قَـ َ‬
‫َض َحى‪َ ،‬ولَْيـلَ ِة الْ ِفطْ ِر‪َ ،‬وأ ََّوِل‬‫ال ِيف لَْيـلَ ِة ا ْجلُ ُم َع ِة‪َ ،‬ولَْيـلَ ِة ْاأل ْ‬ ‫س لَيَ ٍ‬ ‫اب ِيف َمخْ ِ‬‫يُ ْستَ َج ُ‬
‫الش ــافِعِ ُّي) ‪َ :‬وأ ََس‬
‫ـال َّ‬ ‫ـف ِم ـ ْـن َش ـ ْـعبَا َن ‪( ... ،‬قَـ َ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫لَْيـلَــة م ـ ْـن َر َج ــب‪َ ،‬ولَْيـلَــة النِّ ْ‬
‫ِ‬
‫اي ِم ْن غَ ِْري أَ ْن يَ ُكو َن فَـ ْر ً‬ ‫ت ِيف َل ِذبِ اللَّيَ ِِ‬ ‫ب ُك َّل َما ُح ِكيَ ْ‬ ‫َستَ ِح ا‬
‫(‪)75‬‬
‫اا اهـ‬ ‫أْ‬

‫‪« )74‬فــيم القــدير شــرح اجلــامع الصــغري» لإلمــام زيــن الــدين عبــد الــرؤوف املنــاوي (‪/ 3‬‬
‫‪) 454‬‬
‫‪« )75‬األُم»‪) 264 / 1 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقــال اْــاف ابــن رجــب اْنبلــي‪ :‬وقــال الشــافعي رضــي هللا عنــه ‪:‬‬
‫بلغنا أن الدعاء يستجاب يف مخس ليال ‪ :‬ليلة اجلمعة و العيدين وأول رجب‬
‫(‪)76‬‬
‫كل ما حكيت يف لذب اللياي اهـ‬
‫وأستحب ّ‬
‫ّ‬ ‫ونصف شعبان قال‪:‬‬

‫ب إحياء لَيـلَيت الْعِ ِ‬


‫يد ِابلْعِبادةِ‬
‫ََ‬ ‫وقال اإلمام حممد الرملي ‪َ :‬ويُ ْستَ َح ا ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ات ‪َ ...،‬وال اد َعاءُ فِي ِه َما (‬ ‫ولَو َكانَت لَيـلَةَ ُمجعة ِمن ص َالة و َ ِريها ِمن الْعِباد ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ ْ َُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ليليت العيد ) َوِيف لَْيـلَة ا ْجلُ ُم َعة َولَْيـلَ َ ْيت أ ََّوِل َر َجب َونِ ْ‬
‫ف َش ْعبَا َن‪ُ -‬م ْستَ َجاب‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫)‪77‬‬
‫ب اهـ‬
‫فَـيُ ْستَ َح ا‬

‫وق ــال الن ــيد عب ــد الق ــادر اجل ــيالي‪( :‬فص ــل) وق ــد مج ــع بع ــا‬
‫العلم ــاء ‪-‬رمحه ــم هللا‪ -‬اللي ــاي ال ــي يس ــتحب إحياؤلـ ـا فق ــال‪ :‬إهن ــا أرب ــع‬
‫عنــرة ليلــة يف الســنة‪ ،‬وهــي أول ليلــة مــن شــهر احملــرم‪ ،‬وليلــة عاشــوراء‪ ،‬وأول‬
‫ليلــة مــن شــهر رجــب‪ ،‬وليلــة النصــف منــه‪ ،‬وليلــة ســبع وعش ـرين منــه‪ ،‬وليلــة‬
‫النصف مـن شـعبان‪ ،‬وليلـة عرفـة‪ ،‬وليلتـا العيـدين‪ ،‬ومخـس ليـال منهـا يف شـهر‬
‫رمضان وهي وتر ليايل العشر األواخر‪.‬‬

‫‪« )76‬لطـائف املعــارف فيمــا ملواســم العــام مـن الوظــائف» (‪ )137‬وكــذا يف «اصمــوع شــرح‬
‫املهــذب» لإلمــام النــووي ( ‪ ، ) 43 – 42 /5‬ويف «فــيم القــدير شــرح اجلــامع الصــغري»‬
‫لإلمام الـمناوي‪) 38 / 6 ( ،‬‬
‫‪ « (77‬اية احملتاج إىل شرح املنهاج» ( ‪) 397 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫يوما ابألوراد واملواآبـة علـى العبـادة‬
‫وكذلك يستحب مواصلة سبعة عنر ً‬
‫فيهــا‪ ،‬وهــي‪ :‬يــوم عرفــة‪ ،‬ويــوم عاشــوراء‪ ،‬ويــوم النصــف م ــن شــعبان‪ ،‬ويــوم‬
‫اجلمع ــة‪ ،‬ويوم ــا العي ــدين‪ ،‬واألايم املعلوم ــات وه ــي عش ــر ذي حج ــة‪ ،‬واألايم‬
‫املعــدودات وهــي أايم التش ـريق‪ ،‬وأكــدها يــوم اجلمعــة وشــهر رمضــان‪ ،‬ملــا روى‬
‫أنس ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬عـن رسـول هللا ‪ --‬أنـه قـال‪" :‬إذا سـلم يـوم اجلمعـة‬
‫سلمت األايم وإذا سلم شهر رمضان سلمت السنة‪ ".‬د آكد األايم وأفضلها‬
‫بعد ذلك يوم االثنـت واخلمـيس‪ ،‬وطـا يومـان ترفـع فيهمـا األعمـال إىل هللا عـز‬
‫)‪78‬‬
‫وجل اهـ‬
‫وقــال اإلمــام الغ ـزاي‪ :‬اعلــم أ ّن الليــاي املخصوصــة مبزيــد الفضــل‬
‫الــي يتُكــد فيهــا اســتحباب اإلحيــاء يف الســنة مخــس عنــرة ليلــة ينبغــي‬
‫أن يغفــل املريــد عنهــا فإهنــا مواســم اخلـريات ومظــان التجــارات وم ـ غفــل‬
‫التــاجر عــن املواســم ىت ي ـرب ومــ غفــل املريــد ع ــن فضــائل األوقــات ىت‬
‫ينج ‪ ،‬فستة من هذه الليايل يف شهر رمضان‪ ،‬مخس يف أواتر العشـر األخـري‬
‫إذ فيهــا يطلــب ليلــة القــدر وليلــة ســبع عشــرة مــن رمضــان فهــي ليلــة صــبيحتها‬
‫يوم الفرقان يوم التقى اجلمعـان فيـه كانـت وقعـة بـدر وقـال ابـن الـزبري رمحـه هللا‬
‫هي ليلة القدر‪.‬‬

‫‪« (78‬الغنية لطاليب طريق احلق عز وجل»‪) 328 /1 ( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وأما التسع األخر فأول ليلة من احملرم‪ ،‬وليلة عاشوراء‪ ،‬وأول ليلـة مـن‬
‫رجــب‪ ،‬وليلــة النصــف منــه‪ ،‬وليلــة ســبع وعش ـرين منــه وهــي ليلــة املع ـراج‪... ،‬‬
‫(‪)79‬‬
‫وليلة النصف من شعبان‪ ... ،‬وليلة عرفة‪ ،‬وليلتا العيدين اهـ‬
‫وقـ ــال اإلمـ ــام ال ـ ــمناوي‪ :‬وق ــد ورد يف أحادي ــث أخ ــرى أن ال ــدعاء‬
‫يستجاب يف مواطن أخرى منها يف ليليت العيد وليلة القدر وليلة النصف من‬
‫شعبان وأول ليلـة مـن رجـب وعنـد نـزول املطـر والتقـاء الصـفت يف اجلهـاد ويف‬
‫جوف الليل اآلخر وعند فطر الصائم ورؤية الكعبـة وأوقـات االضـطرار وحـال‬
‫الســفر واملــرا وعنــد احملتضــر وصــياح الــديك وخــتم القــرآن ويف جمــالس الــذكر‬
‫وجم ــامع املس ــلمت ويف الس ــجود ودب ــر املكتوب ــة وعن ــد ال ــزوال إىل مق ــدار أرب ــع‬
‫ركعــات وبــني صــالة الظه ـر والعصــر مــن يــوم األربعــاء وعنــد القشــعريرة ويف‬
‫الطواف وعند امللتزم وحتت امليزاب ويف الكعبة وعند زمزم وعلى الصفا واملـروة‬
‫(‪)80‬‬
‫ويف عرفة واملسعى وخلف املقام واملزدلفة ومّن واجلمرات و ري ذلك اهـ‪.‬‬
‫ـب َعْب ـ ندا اســتعمله يف‬
‫َحـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقــال اإلمــام الغ ـزاي‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫اَّللَ ُسـ ْـب َحانَهُ إ َذا أ َ‬
‫األوقات الفاضلة بفواضل األعمال وإذا مقته‪ ..‬استعمله يف األوقات الفاضلة‬
‫بسيء األعمال ليكـون ذلـك أوجـع يف عقابـه وأشـد ملقتـه حلرمانـه بركـة الوقـت‬
‫(‪)81‬‬
‫وانتهاكه حرمة الوقت اهـ‪.‬‬

‫‪« )79‬إحياء علوم الدين»‪) 361 / 1 ( :‬‬


‫‪« )80‬فيم القدير شرح اجلامع الصغري» ( ‪) 541 / 3‬‬
‫‪« )81‬إحياء علوم الدين» ( ‪) 188 /1‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وق ــال اْ ــاف اب ــن رج ــب اْنبل ــي‪ :‬ق ــال بع ــم الس ــلف‪ :‬أفض ــل‬
‫األعمال سالمة الصدور و سخاوة النفول و النصحة ل مة و هبـذه اخلصـال‬
‫بلغ من بلغ ال بكثرة اإلجتهـاد يف الصـوم و الصـالة‪ ،‬إخـواين اجتنبـوا الـذنوب‬
‫الــيت حتــرم العبــد مغفــرة مــواله الغفــار يف مواســم الرمحــة والتوبــة واالســتغفار اهــ‪.‬‬
‫(‪)82‬‬

‫وقــال الس ــيد حممــد عل ــوي‪ :‬وق ــد درج علــى اســتحباب إحي ــاء ليل ــة‬
‫النصــف بــبعم العبــادات انف ـرادا وببعضــها اجتماعــا‪ ،‬العالمــة شــهاب الــدين‬
‫أمحــد بــن حجــازي الفشــين يف كتابــه ( حتفــة االخ ـوان ) تبعــا حلجــة اإلســالم‬
‫الغ ـزايل مطلقــا‪ ،‬وللحــافز ابــن رجــب يف حالــة االنف ـراد‪ ،‬ول ئمــة مــن التــابعت‬
‫ومن وافقهم الذاهبت إىل استحبابه يف حـاليت االنفـراد واالجتمـاع ‪ .‬فقـال ‪" :‬‬
‫واْاصــل أ ّن إحيــاء ليلــة النصــف مســتحب ملــا ورد فيــه مــن األحاديــث ‪،‬‬
‫ويكــون ذلــك ابلصــالة بغــري تعيــت عــدد خمصــوص وبق ـراءة القــرآن ف ـرادى ‪،‬‬
‫وبذكر هللا تعاىل والدعاء والتسبيح ‪ ،‬والصالة على النـيب ‪ ‬مجاعـة وفـرادى ‪،‬‬
‫وبقـ ـ ـراءة األحادي ـ ــث وناعه ـ ــا ‪ ،‬وعق ـ ــد ال ـ ــدرول واص ـ ــالس للتفس ـ ــري وش ـ ــرح‬
‫األحاديـ ــث ‪ ،‬والكـ ــالم عل ــى فضـ ــائل ه ــذه الليلـ ــة ‪ ،‬وحض ــور تلـ ــك اصـ ــالس‬
‫(‪)83‬‬
‫وناعها ‪ ،‬و ري ذلك من العبادات اه ـ ـ‬

‫‪« )82‬لطائف املعارف فيما املواسم العام من الوظائف» ( ‪) 140 -139‬‬


‫‪« )83‬ماذا يف شعبان»‪) 85 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ا ختال يف الليلة املباركة‬


‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫اي ‪٢‬‬ ‫قِل اَّلل تعِىل‪ِ :‬مۡسِب ٱَّللِ ٱلرِنَٰمۡح ٱلرحِي ِم حم ‪ ١‬وٱلكِتَٰ ِ‬
‫ب ٱلمب ِ ِ‬
‫ُّ َ‬ ‫َ‬
‫ارق ُك أ ۡمار َحكِايم ‪٤‬‬‫ِيهِ ي ۡف َ‬ ‫نز ۡل َنَٰه ِف َ َۡللَةٖ ُّم َبَٰ َر َكةٍۚ إنهِ ُ هَِّ مَّذِر َ‬
‫ين ‪ ٣‬ف َ‬ ‫إ هنِ ك أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)84‬‬

‫وقال اإلمـام املـاوردى‪ِ( :‬يف لَيلَ ِـة ُّمبَ َارَكـة ) فيهـا قـو ن ‪ :‬أحـداا ‪:‬‬
‫أ ّهنا ليلة النصـف مـن شـعبان ا قالـه عكرمـة ‪ .‬الثـاين ‪ :‬أ ـا ليلـة القـدر اهــ‪.‬‬
‫(‪)85‬‬

‫وقــال اإلمــام القــر يب‪َ :‬واللَّْيـلَ ـةُ الْ ُمبَ َارَك ـةُ لَْيـلَ ـةُ الْ َق ـ ْد ِر‪َ .‬ويـُ َقـ ُ‬
‫ـال‪ :‬لَْيـلَ ـةُ‬
‫َمسـ ٍ‬
‫ـاء‪ :‬اللَّْيـلَـةُ الْ ُمبَ َارَك ـةُ‪َ ،‬ولَْيـلَـةُ الْبَ ـ َـراءَةِ‪َ ،‬ولَْيـلَـةُ‬ ‫ـف ِمـ ْـن َشـ ْـعبَا َن‪َ ،‬وَهلـَـا أ َْربَـ َعـةُ أ َْ‬‫صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ْ‬
‫اَّلل فِيهــا علَــى ِعبـ ِ‬
‫ـادهِ ِم ـ َـن‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ـ َف َها ِابلْبَـَرَكــة ل َم ــا يـُْن ـ ِزُل َُّ َ َ َ‬ ‫الصــك‪َ ،‬ولَْيـلَ ـةُ الْ َق ـ ْد ِر‪َ .‬وَو َ‬
‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‪ .... ،.‬وقَ َ ِ‬ ‫ات والثـَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ع ْك ِرَمةُ‪ :‬ه َي لَْيـلَةُ الن ْ‬ ‫َ‬ ‫الْبَـَرَكات َوا ْخلَْيـَر َ َ‬
‫ـاج فَـ َـال يُـَز ُاد‬
‫ـب ا ْحلَـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ـ ِـربم فِيهــا أَمــر َّ ِ‬
‫َحيَــاءَ مـ َـن ْاأل َْمـ َـوات‪َ ،‬ويَ ْكتُـ ُ‬ ‫ـخ ْاأل ْ‬ ‫الســنَة َويَـْن َسـ ُ‬ ‫ُْ ُ َ ْ َ‬
‫(‪)86‬‬
‫َحد اهـ‪.‬‬ ‫فِي ِهم أَحد وَال يـْنـ ُق ِ‬
‫ص مْنـ ُه ْم أ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬

‫‪ .)84‬سورة الدخان ( ‪) 4 – 1‬‬


‫‪ .)85‬انظر «النكت والعيون = تفسري املاوردي» ج‪ ، 5 :‬ص‪244 :‬‬
‫‪« )86‬اجلامع ألحكام القرآن = تفسري القرطيب» ( ‪) 126 / 16‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وقال اإلمام احمللي‪َّ ﴿ :‬إم أَنْـَزلْنَاهُ ِيف لَْيـلَة ُمبَ َارَكـة﴾ ِه َـي لَْيـلَـة الْ َقـ ْدر أ َْو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـف‬ ‫َي ِيف لَْيـلَـة الْ َقـ ْدر أ َْو لَْيـلَـة النِّ ْ‬ ‫يهـا أ ْ‬ ‫صف م ْـن َش ْـعبَان‪{ .... ،‬ف َ‬ ‫لَْيـلَة النِّ ْ‬
‫صـل { ُكـل أ َْمـر َح ِكـيم} ُحمَ َّكـم ِمـن ْاأل َْرَزار َو ْاآل َجـال‬ ‫ِ‬
‫م ْن َش ْعبَان {يـُ ْفَرر} يـُ ْف َ‬
‫ك اللَّْيـلَة اهـ‪.‬‬ ‫السنَة َإىل ِمثْل تِْل َ‬
‫َو َ ْريطَا الَِّيت تَ ُكون ِيف َّ‬
‫(‪)87‬‬

‫َن الَّ ِـيت يـُ ْف َـر ُر فِ َيهـا ُك ُّـل أ َْمـر‬


‫ب ِع ْك ِرَمـةُ َإىل أ َّ‬ ‫وقال اإلمام اجلمل‪َ :‬و َذ َه َ‬
‫(‪)88‬‬
‫ور َعلَى أَنـَّ َها لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر اهـ‪.‬‬ ‫ح ِكيم ِلي لَيـلَةُ النِّ ِ ِ‬
‫صف م ْن َش ْعبَا َن‪َ ،‬وا ْجلُ ْم ُه ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫اختَـلَ ُفوا ِيف َه ِذهِ اللَّْيـلَ ِة الْ ُمبَ َارَك ِة‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال‬ ‫ويف «التفسري الكبري» ‪ْ :‬‬
‫ال ِع ْك ِرَمةُ َو َائَِفة آ َخ ُرو َن‪ :‬إِنَّـ َها لَْيـلَةُ‬ ‫ْاألَ ْكثَـ ُرو َن‪ :‬إِنـَّ َها لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر‪َ ،‬وقَ َ‬
‫احتَ اجوا َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫الْبـراءةِ‪ ،‬و ِلي لَيـلَةُ النِّص ِ ِ‬
‫ف م ْن َش ْعبَا َن ‪ ،‬أ ََّما ْاأل ََّولُو َن فَـ َقد ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ َ ْ‬
‫ال‪ :‬إِ َّم أَنْـَزلْناهُ ِيف لَْيـلَ ِة الْ َق ْد ِر(‪ )89‬وههنا‬ ‫اىل قَ َ‬‫ص َّح ِة قَـ ْوهلِِ ْم بِ ُو ُجوبٍ أ ََّو ُهلَا‪:‬أَنَّهُ تَـ َع َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك‬‫ب أَ ْن تَ ُكو َن َهذه اللَّْيـلَةُ الْ ُمبَ َارَكةُ ه َي تِْل َ‬ ‫بارَكة فَـ َو َج َ‬
‫ِ‬
‫ال‪ :‬إ َّم أَنْـَزلْناهُ يف لَْيـلَة ُم َ‬
‫قَ َ ِ‬
‫ِ‬
‫م َوََثنِ َ‬
‫ِ‬
‫ضا َن‬‫ال‪َ ﴿ :‬رَم َ‬ ‫اىل قَ َ‬ ‫يها‪ :‬أَنَّهُ تَـ َع َ‬ ‫الْ ُم َس َّماةُ بِلَْيـلَة الْ َق ْد ِر‪ ،‬لئَ َّال يـَْلَزَم التـَّنَاقُ ُ‬

‫‪« )87‬تفسري اجلاللت» ( ‪) 656‬‬


‫‪« )88‬فتوحــات الوهــاب بتوضــيح شــرح مــنه الطــالب املعــروف حباشــية اجلمــل» ( ‪/ 2‬‬
‫‪)355‬‬
‫‪ .)89‬سورة القدر ‪) 1 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫آن إمنا وقع يف شهر‬ ‫َن إِنْـز َال الْ ُقر ِ‬‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫(‪)90‬‬
‫﴾‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫ٱلَّ ِذي أُن ِزَل فِ ِيه ۡٱلق ۡ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٓ‬
‫ب أَ ْن تكون هذه الليلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رمضان‪ ،‬وقال ههنا إ َّم أَنْـَزلْناهُ يف لَْيـلَة ُم َ‬
‫بارَكة فَـ َو َج َ‬
‫ال إِ َّن َه ِذهِ اللَّْيـلَةَ الْ ُمبَ َارَكةَ َواقِ َعة ِيف َش ْه ِر‬ ‫ضا َن‪َ ،‬وُك ُّل َم ْن قَ َ‬ ‫َواق َعةن ِيف َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ِ‬

‫ال‬ ‫اىل قَ َ‬ ‫ت أَنـَّ َها لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر َوََثلِثُـ َها‪ :‬أَنَّهُ تَـ َع َ‬ ‫ال إِنـَّ َها لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر‪ ،‬فَـثَـبَ َ‬‫ضا َن‪ ،‬قَ َ‬ ‫َرَم َ‬
‫ُ َ َ َ ِّ ِّ ُ ِّ َ‬ ‫و ُٗ َ‬ ‫َ َ ِ ُ َ َ َ ٰٓ َ‬
‫ص َف ِة لَْيـلَ ِة الْ َق ْد ِر ٱ﴿تَنل ٱَّللنلوئ ي‬
‫َ‬
‫ٱك ٱرمَٱٱ‬ ‫ي‬
‫مٱم‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ٱر‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ب‬‫ٱ‬ ‫ا‬‫ييه‬ ‫ف‬ ‫ٱ‬ ‫وح‬ ‫ٱو ُّ‬
‫َّللَ‬ ‫ِيف ِ‬
‫ي‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫يي‬
‫ٱح ِ َٰٱ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ِه َ‬ ‫‪ ٤‬ٱ َس َلَٰمٱ ٱ ي َ‬
‫ّت ٱملل ي ٱَّل فرَي ٱ‪ ﴾٥‬وقال أيضا ههنا فِيها يـُ ْفَر ُر ُكلُّ‬
‫(‪)91‬‬

‫ال‪ :‬أ َْمران‬ ‫وح فِيها وههنا قَ َ‬ ‫الر ُ‬‫اسب لقوله تَـنَـَّزُل الْ َمالئِ َكةُ َو ُّ‬ ‫أَمر ح ِكيم وه َذا منَ ِ‬
‫ْ َ ََ ُ‬
‫ك اآلية ِبِِ ْذ ِن َرهبِِ ْم ِم ْن ُك ِل أ َْمر وقال ههنا َر ْمحَةن ِم ْن‬ ‫ال ِيف تِْل َ‬ ‫ِم ْن ِعْن ِدم َوقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِيف تِْل َ ِ‬
‫َن‬‫ب الْ َق ْو ُل ِف َّ‬ ‫اف َو َج َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ك ْاآليَة َسالم ه َي َوإِ َذا تَـ َق َاربَت ْاأل َْو َ‬ ‫ك َوقَ َ‬ ‫َربِ َ‬
‫ُخَرى َوَرابِعُ َها‪ :‬نَـ َق َل ُحمَ َّم ِد بْ ِن َج ِرير الطََِّرب ِي ِيف‬ ‫ت ه َي ْاأل ْ‬
‫إِح َدى اللَّيـلَتـ ِ ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫ف إِبْـَر ِاه َيم ِيف أ ََّوِل لَْيـلَة ِم ْن‬ ‫ص ُح ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ال‪ :‬نـََزلَ ْ‬ ‫ادةَ أَنَّهُ قَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫«تَـ ْفس ِريه» ‪َ :‬ع ْن قَـتَ َ‬
‫ت ِمْنهُ‪،‬‬ ‫الزب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ضْ‬ ‫ور الثْـنَـ َ ْيت َع ْشَرةَ لَْيـلَةن َم َ‬ ‫ضا َن‪َ ،‬والتـ َّْوَراةُ لست لَيَال مْنهُ‪َ ،‬و َُّ ُ‬ ‫َرَم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ِْجنيل لِثَمان ع ْشرةَ لَيـلَةن مض ِ‬
‫ت‬ ‫ضْ‬ ‫ين لَْيـلَةن َم َ‬ ‫ت مْنهُ‪َ ،‬والْ ُق ْرآ ُن أل َْربَع َوع ْش ِر َ‬ ‫َو ِْ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫َن لَْيـلَةَ الْ َق ْد ِر إَِّمنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َها‪ :‬أ َّ‬ ‫ضا َن‪َ ،‬واللَّْيـلَةُ الْ ُمبَ َارَكةُ ه َي لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر َو َخام ُ‬ ‫م ْن َرَم َ‬

‫‪ .)90‬البقرة ‪) 185 ( :‬‬


‫‪ .)91‬القدر‪)5 ،4( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫َن قَ ْدرها و َشرفَـها ِعْن َد َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُِني ِ ِ‬
‫س‬‫اَّلل َعظيم‪َ ،‬وَم ْعلُوم أَنَّهُ لَْي َ‬ ‫ت هبَ َذا اال ْس ِم‪ ،‬أل َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ات‬‫الذ ِ‬ ‫احد ِيف َّ‬ ‫الزما َن َشيء و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َن ََّ‬ ‫ان‪ِ ،‬أل َّ‬ ‫الزم ِ‬
‫ك ََّ‬
‫قَ ْدرها وشرفُـها لِسب ِ ِ‬
‫ب ذَل َ‬ ‫َُ َ َ َ َ ََ‬
‫ت أ َّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ض ِه أَ ْشر َ ِ‬ ‫ات‪ ،‬فَـيمتَنِع َكو ُن بـع ِ‬ ‫الص َف ِ‬
‫و ِ‬
‫َن َشَرفَهُ َوقَ ْد َرهُ‬ ‫ف م ْن بَـ ْعم ل َذاته‪ ،‬فَـثَـبَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َْ‬ ‫َ‬
‫ص َل فِ ِيه أ ُُمور َش ِري َفة َعالِيَة َهلَا قَ ْدر َع ِظيم َوَم ْرتَـبَة َرفِ َيعة‪َ ،‬وَم ْعلُوم‬ ‫ب أَنَّهُ َح َ‬ ‫بِسبَ ِ‬
‫َ‬
‫الدنْـيَا‪َ ،‬وأ َْعلَى ْاألَ ْشيَ ِاء َوأَ ْشَرفُـ َها‬‫ب ُّ‬ ‫صِ‬ ‫الدي ِن أ َْعلَى وأ َْعظَم ِمن مْن ِ‬
‫َ ُ ْ َ‬
‫صب ِ‬ ‫أ َّ ِ‬
‫َن َمْن َ‬
‫ت نـُبُـ َّوةُ ُحمَ َّمد ‪َ ،‬وبِِه ظَ َهَر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ِل أَ ْن بِه ثـَبَـتَ ْ‬ ‫َمْنصبنا ِيف الدي ِن ُه َو الْ ُق ْرآ ُن‪ ،‬أل ْ‬
‫ال ِيف ِص َفتِ ِه‬ ‫اَّللِ الْ ُمنَـَّزلَ ِة‪َ ،‬ك َما قَ َ‬
‫ب َّ‬ ‫اط ِل ِيف َسائِِر ُكتُ ِ‬ ‫الْ َفر ُر بـت ا ْحل ِق والْب ِ‬
‫ْ َْ َ َ َ َ‬
‫ات أَراب ِ‬ ‫السع ِ‬ ‫ات أَراب ِ‬ ‫ْ (‪ِ )92‬‬ ‫ُ ْ‬
‫ب‬ ‫ادات‪َ ،‬وَد َرَك ُ ْ َ‬ ‫ب َّ َ َ‬ ‫ت َد َر َج ُ ْ َ‬ ‫﴿ومهي ِ نا علي ِه﴾ َوبِه ظَ َهَر ْ‬
‫ات‪ ،‬فَـ َعلَى َه َذا َال َش ْيءَ إَِّال َوالْ ُق ْرآ ُن أ َْعظَ ُم قَ ْد نرا َوأ َْعلَى ِذ ْكنرا َوأ َْعظَ ُم‬ ‫الش َقاو ِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ُخَرى س َوى لَْيـلَة الْ َق ْد ِر‪ ،‬لَ َكانَ ْ‬ ‫َمْنصبنا مْنهُ فَـلَ ْو َكا َن نـُُزولُهُ إَِّمنَا َوقَ َع ِيف لَْيـلَة أ ْ‬
‫َن لَْيـلَةَ الْ َق ْد ِر الَِّيت‬
‫ث أَطْبَـ ُقوا َعلَى أ َّ‬ ‫لَْيـلَةُ الْ َق ْد ِر ِه َي َه ِذهِ الثَّانِيَةَ َال ْاأل َ‬
‫ُوىل‪َ ،‬و َحْي ُ‬
‫ك اللَّْيـلَ ِة‪َ ،‬وأ ََّما الْ َقائِلُو َن‬ ‫ضا َن‪َ ،‬علِ ْمنَا أ َّ‬
‫َن الْ ُق ْرآ َن إَِّمنَا أُنْ ِزَل ِيف تِْل َ‬ ‫ت ِيف َرَم َ‬ ‫َوقَـ َع ْ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫اد ِمن اللَّيـلَ ِة الْمبارَك ِة الْم ْذ ُك ِ‬
‫ف‬ ‫صِ‬ ‫ورة ِيف َلذب ْاآليَة‪ ،‬ل َي لَْيـلَةُ النِّ ْ‬ ‫َن ال ُْم َر َ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫ِر َّ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ت َهلُ ْم فيه َدل ًيال يُـ َع َّو ُل َعلَْيه‪َ ،‬وإَِّمنَا قَنعُوا فيه ِفَ ْن نَـ َقلُوهُ‬ ‫ِم ْن َش ْعبَا َن‪ ،‬فَ َما َرأَيْ ُ‬
‫يد َعلَْي ِه‪َ ،‬وإَِّال‬‫اَّللِ ‪ ‬فِ ِيه َك َالم فَ َال َم ِز َ‬ ‫ول َّ‬ ‫َّال‪ ،‬فَِ ْن ص َّح َعن رس ِ‬
‫َ ْ َُ‬ ‫م الن ِ‬ ‫َع ْن بَـ ْع ِ‬

‫‪ )92‬الْ َمائِ َدةِ‪)48( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ف ِم ْن‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِهبَ َذا الْ َق ْوِل َز َع ُموا أ َّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َن لَْيـلَةَ الن ْ‬ ‫فَا ْحلَ ُّق ُه َو ْاأل ََّو ُل‪ُ ،‬دَّ إِ َّن َه ُؤَالء الْ َقائل َ‬
‫ك‪َ ،‬ولَْيـلَةُ‬ ‫َنَاءَ‪ :‬اللَّْيـلَةُ الْ ُمبَ َارَكةُ‪َ ،‬ولَْيـلَةُ الْبَـَراءَةِ‪َ ،‬ولَْيـلَةُ َّ‬
‫الص ِ‬ ‫َش ْعبَا َن َهلَا أ َْربَـ َعةُ أ ْ‬
‫ٱ‬
‫(‪)93‬‬
‫الر ْمحَِة اهـ‪.‬‬
‫َّ‬

‫صـ ِـل فَِفيـ ِـه َم َســائِ ُل ‪..... ،‬‬ ‫ـام الْ َف ْ‬


‫َح َكـ ُ‬ ‫وقــال اإلمــام النــووي‪( :‬أ ََّمــا) أ ْ‬
‫اَّللُ َشـ َـرفنا فَـلَـ ْـم تَ ُكـ ْـن لِ َمـ ْـن قَـْبـلَ َهــا‬
‫صــة ِهبـَ ِـذهِ ْاأل َُّمـ ِـة َز َاد َهــا َّ‬
‫(الثَّانِيَـةُ) لَْيـلَـةُ الْ َقـ ْد ِر خمُْتَ َّ‬
‫ـال‬
‫ور ‪ ،‬قَ َ‬ ‫و ُِنيت لَيـلَةَ الْ َق ْد ِر أَي لَيـلَةَ ا ْحل ْك ِم والْ َفص ِل ه َذا هو َّ ِ‬
‫يح الْ َم ْش ُه ُ‬ ‫الصح ُ‬ ‫ْ ْ ُ َ ْ َ َُ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫ـحابُـنَا كلّهــم ‪:‬‬ ‫َص َ‬ ‫ـال أ ْ‬ ‫آخ ُـرو َن َوقِي َـل لِعِظَـ ِم قَـ ْد ِرَها ‪ .‬قَـ َ‬ ‫الصـبَّ ِاغ َو َ‬
‫ي َوابْ ُـن َّ‬ ‫ـاوْرِد ُّ‬
‫الْ َم َ‬
‫ـور‬
‫ـال ُمجْ ُهـ ُ‬ ‫اب َوبِـ ِـه قَـ َ‬
‫الصـ َـو ُ‬ ‫ـل أمــر حكــيم ‪َ -‬لـ َذا ُلـ َـو َّ‬ ‫لـي الــي يفــرق فيهــا كـ ّ‬
‫ين‪ِ :‬ل َي لَْيـلَةُ نصف شـعبان وهـذا خطـأ لقولـه‬ ‫س ِر َ‬
‫ِ‬
‫ا ال ُْم َف ّ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫الْعُلَ َم ِاء ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫تعــاىل (إِ َّم أَنْـَزلْنَــاهُ ِيف لَْيـلَــة ُمبَ َارَكــة إِ َّم ُكنَّــا منــذرين فيهــا يفــرر كــل امــر حكــيم)‬
‫اىل (إِ َّم أَنْـَزلْنَاهُ ِيف لَْيـلَ ِة الْ َق ْد ِر) فَـ َه َذا بَـيَا ُن ْاآليَِة ْاأل َ‬
‫)‪(94‬‬
‫ُوىل اهـ‪.‬‬ ‫ال تَـ َع َ‬‫َوقَ َ‬
‫ب َم ـ ْـن َز َع َم َها(ليل ــة‬ ‫وق ــال اإلم ــام اب ــن حج ــر اهليتم ــي‪َ :‬و َش ـ َّـذ َوأَ ْ ـ َـر َ‬
‫) ‪(95‬‬
‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن اهـ‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫القدر)لَْيـلَةَ الن ْ‬

‫‪« .)93‬مفاتيح الغيب = التفسري الكبري»‪) 652 / 27 ( :‬‬


‫‪« (94‬اصموع شرح املهذب» (‪. )448 - 447 / 6‬‬
‫‪ (95‬انظر «حتفة الـمحتاج» (‪)463 / 3‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وقال السيد البكري‪( :‬قولـه‪ :‬وشـذ مـن زعـم أهنـا ليلـة النصـف مـن‬
‫شعبان) أي من زعم أن ليلـة القـدر هـي ليلـة النصـف مـن شـعبان‪ :‬فقـد شـذ‪،‬‬
‫(‪)96‬‬
‫أي خالف اجلماعة الثقات‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وقــال اإلمــام عبــد اْميــد النــرواي‪( :‬قَـ ْولُــهُ َواَلَّـ ِـيت يـُ ْفـ َـر ُر فِ َيهــا إ َْ)‬
‫ـح فَمحمــول علَــى أ َّ ِ‬ ‫أَي‪ :‬وأ ََّمــا مــا يـ َقــع لَْيـلَ ـةَ نِ ْ ِ‬
‫َن ابْتـ َـداءَ‬ ‫صـ َّ َ ْ ُ َ‬ ‫صــف َشـ ْـعبَا َن إ ْن َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ‬
‫ف ِأل َْرَاب ِهبَـا َّإمنَـا ُه َـو ِيف لَْيـلَ ِـة الْ َقـ ْد ِر ع‬ ‫الصـح ِ‬
‫يم ُّ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الْكتَابَة ف َيها َومتََ ُام الْكتَابَة َوتَ ْسـل ُ‬
‫ضـ ـ ِـمريُ فِ َيهـ ــا َر ِاجـ ــع َإىل لَْيـلَـ ـ ِـة الْ َق ـ ـ ْد ِر ِعْنـ ـ َـد ا ْجلُ ْم ُهـ ــوِر ِمـ ـ َـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م عبَـ ـ َـارةُ َشـ ـ ْـيخنَا فَ َ‬
‫ـت‬ ‫الْم َف ِس ِرين ‪ ،‬وبـعضهم ر َّجعه لِلَيـلَ ِـة النِ ِ ِ‬
‫َّر ْاألَ ْشـيَاءُ َوتثْب ُ‬ ‫صـف م ْـن َش ْـعبَا َن فَـتُـ َقـد ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ََ ْ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫(‪)97‬‬
‫ف فِ َيها َوتُ َسلَّ ُم ِأل َْرَاب ِهبَا ِم َن الْ َم َالئِ َك ِة ِيف لَْيـلَ ِة الْ َق ْد ِر اهـ‪.‬‬ ‫الصح ِ‬
‫ِيف ُّ ُ‬
‫وقـ ــال اإلمـ ــام القـ ــر يب‪ :‬وق ــال اب ــن عب ــال ‪ :‬إن هللا تع ــاىل يقض ــي‬
‫األقضــية يف ليلــة النصــف مــن شــعبان و يســلمها إىل أرابهبــا يف ليلــة القــدر و‬
‫(‪)98‬‬
‫كان هذا مجعا بت القولت و هللا أعلم اهـ‪.‬‬
‫ـت َوا ْخلَ ِمـ ِ‬ ‫صــوُم ِاالثْـنَ ـ ْ ِ‬
‫ـيس)‬ ‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪( :‬يُ َسـ ُّـن َ ْ‬
‫ِ‬
‫ـول‪ :‬إنَّـ ُه َمــا تُـ ْعـ َـر ُ‬ ‫صـ ْـوَم ُه َما َويَـ ُقـ ُ‬ ‫ل ْل َخـ َِـرب ا ْحلَ َس ـ ِن «أَنـَّـهُ ‪َ -  -‬كــا َن يَـتَ َحـ َّـرى َ‬

‫‪« )96‬إعانة الطالبت علـى حـل ألفـاظ فـتح املعـت (هـو حاشـية علـى فـتح املعـت بشـرح قـرة‬
‫العت مبهمات الدين» (‪.)292 /2‬‬
‫‪« )97‬حاشية الشرواين» (‪)463 /3‬‬
‫‪« )98‬التذكرة فحوال املوتى وأمور اآلخرة» (‪)251 ، 250‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫اَّللِ‬ ‫ـب أَ ْن يـعــرا عملِــي وأ ََم ِ‬ ‫فِي ِهمــا ْاألَ ْعمـ ُ ِ‬
‫ا َعلَــى َّ‬ ‫َي تُـ ْعـ َـر ُ‬
‫صــائم» أ ْ‬ ‫ـال فَأُحـ ُّ ُ ْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ـف َشـ ْـعبَا َن َوِيف لَْيـلَـ ِـة الْ َق ـ ْد ِر فَـ ْـاأل ََّو ُل َعـ ْـرا‬
‫صـ ِ‬ ‫ـاىل َوَك ـ َذا تُـ ْعـ َـر ُ ِيف لَْيـلَــة نِ ْ‬
‫تَـ َعـ َ‬
‫السـنَ ِة َوَكـ َذا الثَّال ُ‬
‫ـث ‪َ ،‬وفَائِـ َدةُ تَ ْك ِريـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫وع َوالثَّ ِـاي ِاب ْعتِبَـا ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫ُسـبُ ِ‬‫إمجَ ِايلب ِاب ْعتبَـا ِر ْاأل ْ‬
‫ْ‬
‫ضــها تَـ ْف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫بَلِـ َ‬
‫ـيال فَـ ُهـ َـو َرفْـ ُـع‬
‫صـ ن‬ ‫ـني ال َْم َالئ َكــة َوأ ََّمــا َع ْر ُ َ‬‫ني بَـ َْ‬
‫ـار َشـ َـر ال َْعــامل َ‬ ‫ـك إآ َْهـ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الْ َم َالئ َكة َهلَا ِابللَّْي ِل َمَّرنة َوِابلنـ َ‬
‫َّها ِر َمَّرنة اهـ‪.‬‬
‫)‪(99‬‬

‫‪« (99‬حتفة الـمحتاج» (‪)454 ، 453 / 3‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫األدعية املناسبة للحال وسورة يس‬


‫مرات»‬
‫«ثالث ّ‬
‫قال اإلمام عبد اْميد النـافعي‪ :‬قـال العالمـة السـيد الـومئي رمحـه‬
‫هللا تعاىل فيما يتعلق بليلة النصف من شعبان و ريها كرمضان ‪ِ :‬مـن أوا مـا‬
‫يدعى به لذب الليلة ‪:‬‬
‫ف َع ِين ‪.‬‬ ‫اع ُ‬
‫عفو فَ ْ‬
‫ب الْ َ‬ ‫"اللهم إنك َع ُف بو كرمي ُِحت ُّ‬
‫إي أس ــُلك العف ـ َـو والعافيـ ـةَ واملعاف ــاةَ الدائمـ ـةَ يف الـ ـ ّدين‬ ‫اللّه ـ ّـم ا ّ‬
‫وال ّدنيا واآلخرة ) لورود ذلك يف ليلة القدر ‪ ،‬وهذه أفضل الليايل بعدها ‪.‬‬
‫ومن أوا ما يدعى به أيضا ‪ :‬ما رواب مجع بسند رع به ‪ :‬عـن‬
‫ا‬‫الس ـالَ ُم إِىل األ َْر ِ‬‫آد َم َعلَْيـ ِـه َّ‬
‫أيب بــرزة قــال ‪ :‬قــال رســول هللا ‪ : ‬لَ َّمــا أ َْهــبَ َ َ‬
‫ِ‬
‫ص ـلَّى‬‫ـاف ِابلْبَـْيــت أســبوعا ( األســبوع مــن الط ـواف ســبع م ـرات ) ‪َ ،‬و َ‬ ‫‪ ..‬طَـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال‪ :‬اللّ ُه ـ َّـم إِنَّـ َ‬ ‫ـف امل َق ـ ِـام رْك َعتَـ ـ ِ‬
‫ـك تَـ ْعلَ ـ ُـم س ـ ِّـري َو َعالنيَ ــي فَاقـْبَ ـ ْ‬
‫ـل‬ ‫ت‪ُ ،‬دَّ قَـ َ‬ ‫َخ ْل ـ َ َ َ‬
‫ـاجي فَ ـَُ ْع ِطين ُس ـ ْـؤي‪َ ،‬وتَـ ْعلَـ ُـم َم ــا يف نَـ ْف ِســي فَــا ْغ ِف ْر ي‬ ‫ِ‬
‫َم ْعــذ َرو‪َ ،‬وتَـ ْعلَـ ُـم َح ـ َ‬
‫اشر قَـلْيب‪ ،‬وي ِقيـنًا ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َس َ ِ‬
‫ادقًا َحـ َّ أَ ْعلَ َـم أَنَّـهُ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ُلك إنَاس يُـبَ ُ‬ ‫هم ا إِِّي أ ْ‬ ‫ب‪ .‬اللّ ّ‬ ‫َبنْ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ضائِ َ‬
‫ا ِين بَِق َ‬ ‫ت ِي‪َ ،‬وَر ِّ‬ ‫ص ْيـبُين إِ َّ َما َكتَـ ْب َ‬ ‫َ يِ‬
‫ُ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ـك فِيـ ِـه‪،‬‬ ‫ت لَـ َ‬ ‫آد ُم ؛ إِنـَّـهُ قَـ ْد َد َعـ ْـوتَين بِـ ُـد َعاء فا ْســتَ َجْب ُ‬
‫ِ‬
‫فَـأ َْو َحى هللاُ تَـ َعــاىل إِلَْيــه‪َ :‬اي َ‬
‫فرت له ذنبَه ‪،‬‬ ‫ت لهُ ‪ ،‬و ُ‬ ‫استجب ُ‬
‫ْ‬ ‫ك ِم ْن بَـ ْع ِدك إِالَّ‬ ‫َحد ِم ْن ذُ ِريَتِ َ‬ ‫ِِ‬
‫َولَ ْن يَ ْدعُ َو به أ َ‬
‫ت لَــهُ ِمــن َوَر ِاء ُكـ ِـل َات ِجــر‪َ ،‬وأتْتــهُ الـ ُّـدنْـيَا َرا ِ َم ـةن َوإِ ْن‬ ‫ت َطَّــهُ و َ َّمــهُ‪َ ،‬و َّاجتَـ ْـر ُ‬ ‫وفَـر ْج ـ ُ‬
‫كان ال يُِري َ‬
‫(‪)100‬‬
‫دها" اهـ‪.‬‬
‫ف‪َ ،‬كعُ َمـ َـر بْـ ِن‬ ‫وقــال اإلمــام املـ ّـال علـ ّـي القــاري‪َ :‬و َعـ ْـن َكثِــري ِمـ َـن َّ‬
‫السـلَ ِ‬
‫ُّع ِاء‪ :‬اللَّ ُهـ َّـم إِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْخلَطَّـ ِ‬
‫ـاب‪َ ،‬وابْـ ِن َم ْســعُود َو َ ِْريطَــا‪ ،‬أَنـَّ ُهـ ْـم َكــانُوا يَـ ْدعُو َن هبَـ َذا الــد َ‬
‫اء‪َ ،‬وإِ ْن ُك ْن ـ َ‬ ‫ِ‬
‫اء‬
‫ـت َكتَـ ْبـتَـنَ ــا ُس ـ َـع َد َ‬ ‫اء فَ ْاحمُــهُ َوا ْكتُـ ْبـنَ ــا ُس ـ َـع َد َ‬ ‫ـت َكتَـ ْبـتَـنَ ــا أَ ْش ــقيَ َ‬
‫ُك ْن ـ َ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫ـت و ِع ْنـ َد َك أُ ام ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫فََُثْبِْتـنَا‪ ،‬فَِإنَّ َ‬
‫ُّعاءُ قَـ ْد‬‫ـاب‪َ ،‬وَهـ َذا الـد َ‬ ‫نـاءُ َوتُـثْب ُ َ‬ ‫ك َتَْ ُحو َما تَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س بَِقـ ِوي‬ ‫ـف ِمـ ْـن َشـ ْـعبَا َن‪ ،‬لَ ِكـ َّـن ا ْحلَــد َ‬
‫يث لَـ ْـي َ‬
‫صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫نُقـ َـل ِيف ا ْحلَــديث قَراءَتُــهُ لَْيـلَـةَ الن ْ‬
‫(‪)101‬‬
‫الص َف ِو ِي اهـ‪.‬‬ ‫الدي ِن َّ‬ ‫ت ِ‬ ‫السيِ ِد ُمعِ ِ‬ ‫َك َذا ِيف تَـ ْف ِس ِري َّ‬
‫وقــال النــيد حممــد الــدميا ي‪ :‬وعــن بعــم العــارفت أن ممــا ينبغــي‬
‫فعله ليلة النصف من الشعبان أن يقرأ اإلنسان بت صاليت املغرب والعشـاء ‪،‬‬
‫ســورة يــس بتمامهــا ثــالث م ـرات متواليــات مــن غــري كــالم أجنــيب يف أثنــاء‬

‫‪« )100‬كنــز النجــاح والس ـرور يف األدعيــة املــأثورة الــيت تشــرح الصــدور (‪،) 157 ،156‬‬
‫ـام األزرق ُّـي يف«اتريـخ‬
‫«حتفة اإلخوان» (‪ .)153‬وروى أيضا دعاءَ آدم عليه السـالم ‪ -‬اإلم ُ‬
‫مكــة» ‪ ،‬واإلمــام الط ـرباين يف«الكبــري» ‪ ،‬واإلمــام البيهقــي يف«الــدعوات» ‪ ،‬وابــن عســاكر‬
‫يف«اتريخ دمشق» ‪.‬‬
‫‪« )101‬مرقــاة املفــاتيح شــرح مشــكاة املصــابيح » (‪ ،)976 / 3‬رقــم احلــديث مــن مشــكاة‬
‫املصابيح ‪ / 1369 :‬ابب اجلمعة‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫بلك ‪ ،‬األوا ‪ :‬بنية الربكة يف العمـر لـه وملـن حيـب ‪ ،‬والثانيـة ‪ :‬بنيـة التوسـعة‬
‫يف الرزر مع الربكة ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬بنية أن يكتبه عنـده مـن السـعداء د يـدعو مبـا‬
‫(‪)102‬‬
‫ذكره بعم العارفت اهـ‪.‬‬
‫وقال اإلمام عبد اْميـد النـافعي‪ :‬قلـت ‪ :‬وقـد ُمجـع دعـاء مـُثور‬
‫مناس ـ ــب للح ـ ــال ‪ ،‬خ ـ ــاص بليل ـ ــة النص ـ ــف م ـ ــن ش ـ ــعبان مش ـ ــهور ‪ ،‬يق ـ ــرؤب‬
‫املسلمون تلك الليلة امليمونة فـرادى ومجعـا يف جـوامعهم وغريلـا ‪ ،‬يلقـنهم‬
‫أحدهم ذلك الدعاء ‪ ،‬أو يدعو وهم يُؤمنون ؛ كما هو معلوم ‪.‬‬
‫وكيفيته ‪ ( :‬تقرأ ّأو قبل بلـك الـدعاء بعـد صـالة املغـرب حت سـورة يـس حت‬
‫ثالَث ‪ :‬األوا ‪ :‬بنية ول العمر‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬بنية دفع البالء ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬بنية ا ستغناء عن الناع ‪.‬‬
‫وكلما تقرأ السورة مرة ‪ ..‬تقرأ بعدلا الدعاء مرة ا‬
‫وهو هذا الدعاء املبـارك ‪ :‬بسـم هللا الـرمحن الـرحيم‪ ،‬وصـلى هللا علـى سـيدس حممـد‬
‫ّهما َاي َبا ال َْم ِّن َوَ نَُ ان َعلَْي ِه َاي َبا ا ْجلَ َـال ِل َو ِْ‬
‫اإل ْك َـر ِام‪َ ،‬اي‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلّم‪ ،‬الل ّ‬
‫ِ‬ ‫الال ِجرِـ َ‬
‫ـت‪ ،‬آَ ْهـ َـر َّ‬ ‫بَا الطَّـ ْـو ِل َو ِْ‬
‫اإلنْـ َعـ ِـام‪ َ ،‬إِلَــهَ إَِّ أَنْـ َ‬
‫ـار ال ُْم ْســتَج ِري َ‬
‫ين‪َ ،‬وَم ـُ َْم َن‬ ‫ـني‪َ ،‬و َجـ َ‬
‫ْكتَـ ِ ِ‬ ‫ـت َكتَـبـتَـ ِـين ِع ْنـ َد َك ِيف أُِم ال ِ‬ ‫اخلَــائِِف ْ‬
‫ودا‬
‫ومــا أ َْو َمطْـ ُـر ً‬
‫ـاب َشــقيما أ َْو َْحم ُر ً‬ ‫ّ‬ ‫ني‪ ،‬اللّهـ ّـما إِ ْن ُك ْنـ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضـلِ َ‬
‫ك َشـ َق َاوِو َوح ْرَم ِـاي ‪َ ،‬و َ ْـردي َوإِقـْتَ َ‬
‫ـار‬ ‫ـام ُ الل ُّه ّـم بَِف ْ‬ ‫َّرا َعلَ َّـي ِيف ال ِّـر ْز ِق‪ ..‬فَ ْ‬
‫أ َْو ُم َقتـ ً‬

‫‪ « )102‬اية األمل ملن ر ب يف صحة العقيدة والعمل» (‪)280‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫اتا فَِإنَّ َ‬ ‫ْخ ْيــر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ـت ‪-‬‬ ‫ـك قُـ ْل َ‬ ‫ِر ْزقي‪َ ،‬وأَثْب ْت ِين ع ْن َد َك ِيف أ ُّم الْكتَاب َسعي ًدا َم ْرُزوقًا ُم َوفَّـ ًقـا لل َ َ‬
‫ه‬
‫ك ال ُْم ْر َس ِل‪َ ﴿ :‬ي ۡمحوا ٱَّلل َماِ‬ ‫ك الْم ْنـزِل ‪َ ،‬علَى لِس ِ‬
‫ان نَبِيِّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك ا َْْ ا ‪ِ -‬يف كتَابِ َ ُ َ‬ ‫َوقَـ ْولُ َ‬
‫َ َ ك ُّ ۡ َ‬ ‫ََ ك َ ۡ‬
‫يشِء ويثبِتۖٓ وعَِّدهۥ أث ٱلكِتَٰ ِ‬
‫(‪)103‬‬
‫ب﴾ ‪.‬‬
‫ف ِم ْن َش ْه ِر َش ْعبَا َن ال ُْم َك َّرِم ‪ ،‬الَّ ِـي‬ ‫صِ‬ ‫َّجلّي ْاألَ ْعظَِم ‪ِ ،‬يف لَْيـلَ ِة النِّ ْ‬
‫إِ َهلِيا ِابلت ِ‬
‫َ‬
‫ف َعنَّا ِم َن الْبَ َال ِء َمـا نَـ ْعلَ ُـم َوَمـا َ‬‫ْن َ‬ ‫ك أَ ْن تَك ِ‬ ‫َسَُلُ َ‬ ‫ِ‬
‫يها ُك ال أ َْم ٍر َحك ٍيم َويُـ ْبـ َرُم‪ :‬أ ْ‬
‫ِ‬
‫يُـ ْف َر ُق ف َ‬
‫ـاا َعلَــى َســيِّ ِد َس‬ ‫صـلَّى هللا تَـ َعـ َ‬‫َعـ از ْاألَ ْكـ َـرُم ‪َ ،‬و َ‬
‫ـت ْاأل َ‬ ‫ـت بِـ ِـه أَ ْعلَـ ُـما إِنَّـ َ‬
‫ـك أَنْـ َ‬ ‫نَـ ْعلَـ ُم‪َ ،‬وَمــا أَنْـ َ‬
‫(‪104‬‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم الـ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ُحمَ َّمد َو َعلَى آله َو َ‬

‫وبكــر لــذا الــدعاء العالمــة النــرجي رمحــه هللا تعــاا يف «فوائــدب»‪ ،‬وجعلــه‬
‫دعاءين‪ ،‬فانظرب إن شرت ‪.‬‬

‫جمرابت ــه»‪ :‬وم ــن خ ــوا ّ «س ــورة ي ــس »‪ -‬كم ــا ق ــال‬
‫وق ــال العالم ــة ال ــدير يف « ّ‬
‫بعضــهم‪ -‬أن تقرألــا ليلــة النصــف مــن شــعبان «ثــالث م ـرات» ‪ :‬األوا‪ :‬بنيــة طــول‬
‫العمر ‪ ،‬والثانية‪ :‬بنية دفع البالء ‪ ،‬والثالثة ‪ :‬بنية االستغناء عن النـال ‪ ،‬ا تـدعو اـذا‬
‫الدعاء «عنر مرات» حيصل املراد إن شاء هللا تعاىل وهو‪:‬‬

‫ـك قَ ـ َّـربَِين‬
‫ـك ‪َ ،‬وَك َرُمـ َ‬ ‫ص ـلَ ِين إِلَْيـ َ‬
‫ك أ َْو َ‬
‫ســانُ َ‬
‫ـك ‪َ ،‬وإ ْح َ‬ ‫إِ َهلِــي ا ُجـ ُ‬
‫ـود َك َدلَّـ ِـين َعلَْيـ َ ِ‬
‫ِ‬
‫ـك‬
‫ْم َ‬‫ـك ا إِ ْب عل ُ‬ ‫س ُـر َعلَْي َ‬‫ك َمـا َ يَـ ْع ُ‬ ‫َسـَُلُ َ‬
‫ك ‪َ ،‬وأ ْ‬‫ك َما َ َيََْفى َعلَْي َ‬ ‫إِلَْي َ‬
‫ك ‪ ،‬أَ ْش ُكو لَ َديْ َ‬

‫‪ )103‬الرعد ( ‪) 39‬‬
‫‪ )104‬انظر «كنز النجاح والسرور يف األدعية املأثورة اليت تشرح الصدور»(‪)172-158‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ني ا فَـ ِّـر َْ َع ِّـين َمـا أ ََس فِي ِـه ‪ َ ،‬إِلَـهَ‬
‫ْـروبِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبَ ِاي يَكْفي َع ْن ُس َؤ ِاي ‪َ .‬اي ُم َف ِّـر ََ َك ْـرب ال َْمك ُ‬
‫َه‬ ‫َ َ َ‬ ‫إَِّ أَنـ ــت ‪ ،‬سـ ــبحانك إِِي كنـ ــت ِمـ ــن الظَّـ ــالِ ِمني ‪ ،‬فَ ۡ‬
‫َ ۡب ََِّ ۥ َوۡ ۡي َنَٰااااه‬ ‫ذساااات‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ َ َ ّ ُْ ُ َ‬
‫َ (‪)105‬‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫َۡ َ َ َ‬
‫م َِن ٱلغ ِ ۚٓم َوكذَٰل ِك نۨ ِيِج ٱلمۡ ِمَّ ِي‬

‫الل ُّهـ ّـم ا َاي َبا ال َْمـ ِّـن َوَ ُنَـ ان َعلَْيـ ِـه ‪َ ،‬اي َبا ا ْجلـَ َـال ِل َو ِْ‬
‫اإل ْكـ َـر ِام ‪َ ،‬وَاي َبا الطَّـ ْـو ِل‬
‫اخلَـائِِفني َ‪،‬‬
‫ين ‪َ ،‬وَمـُ َْم َن ْ‬ ‫ِ‬
‫ار ال ُْم ْسـتَج ِري َ‬ ‫ني ‪َ ،‬و َج َ‬ ‫الال ِجرِ َ‬‫ت ‪ ،‬آَ ْه َر َّ‬ ‫اإلنْـ َع ِام ‪ َ ،‬إِلَهَ إَِّ أَنْ َ‬
‫َو ِْ‬
‫ِ‬
‫ني ‪.‬‬‫َوَك ْنـ َز الطَّالبِ َ‬
‫ْكتَ ِ ِ‬ ‫ت َكتَـبـتَ ِين ِع ْن َد َك ِيف أُِم ال ِ‬
‫ودا‬
‫ومـا ‪ ،‬أ َْو َمطْ ُـر ً‬
‫ـاب َشـقيما أ َْو َْحم ُر ً‬ ‫ّ‬ ‫الل ُّه ّم إِ ْن ُك ْن َ ْ‬
‫ك َشـ َق َاوِو َو ِح ْرَمـ ِـاي ‪َ ،‬و َـ ْـرِدي‬ ‫ضــلِ َ‬
‫ـام ُ – الل ُّهـ ّـم ‪ -‬بَِف ْ‬‫أ َْو ُم َقتَّ ـ ًـرا َعلَـ َّـي ِيف الـ ِّـر ْز ِق ‪ ..‬فَـ ْ‬
‫ْخ ْيــر ِ‬
‫ات ا فَِإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وإِقـْتَ ِ‬
‫ـك‬ ‫ار ِر ْزقي ‪َ ،‬وأَثْب ْت ِين ع ْن َد َك ِيف أ ُّم الْكتَاب َسعي ًدا َم ْرُزوقًـا ُم َوفَّـ ًقـا لل َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ـك الْم ْنـ ــزِل ‪َ ،‬علَ ــى لِس ـ ِ‬
‫ـان نَبِيِّـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـك ال ُْم ْر َس ـ ِـل ‪﴿ :‬‬ ‫َ‬ ‫ـك ا ْْـَ ـ ا ‪ِ -‬يف كتَابِـ َ ُ َ‬ ‫ـت ‪َ -‬وقَـ ْولُـ َ‬ ‫قُـ ْل ـ َ‬
‫َ َ ك ُّ ۡ َ‬ ‫ه َ ََ ك َ ۡ‬ ‫َۡ‬
‫يمحوا ٱَّلل مِ يشِء ويثبِتۖٓ وعَِّدهۥ أث ٱلكِتَٰ ِ‬
‫(‪)106‬‬
‫ب﴾ ‪.‬‬

‫ـف ِمـ ْـن َشـ ْـه ِر‬ ‫ك – اللّهــم ‪ِِ -‬ب ـ ِّ الت ِ‬
‫َّجلّــي ْاألَ ْعظَـ ِـم ‪ِ ،‬يف لَْيـلَـ ِـة النِّ ْ‬
‫صـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َس ـَُلُ َ‬
‫أْ‬
‫ف َعنَّا ِم َن‬ ‫ك أَ ْن تَك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْن َ‬ ‫َسَُلُ َ‬ ‫َش ْعبَا َن ال ُْم َك َّرم ‪ ،‬الَِّي يُـ ْف َر ُق ف َ‬
‫يها ُك ال أ َْم ٍر َحك ٍيم َويُـ ْبـ َرُم ‪ :‬أ ْ‬

‫‪ )105‬األنبياء ( ‪) 88‬‬
‫‪ )106‬الرعد ( ‪) 39‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ِ‬
‫صـلَّى‬
‫َعـ از ْاألَ ْك َـرُم ‪َ ،‬و َ‬ ‫ت بِ ِه أَ ْعلَ ُـم ا إِنَّ َ‬
‫ـك أَنْ َ‬
‫ـت ْاأل َ‬ ‫الْبَ َالء َما نَـ ْعلَ ُم َوَما َ نَـ ْعلَ ُم ‪َ ،‬وَما أَنْ َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫هللاُ تَـ َع َاا َعلَى َسيِّد َس ُحمَ َّمد َو َعلَى آله َو َ‬

‫ـاء نصــف شــعبان للقطــب الــرابي ‪،‬‬


‫وبكــر يف «ســفينة العلــوم» دعـ َ‬
‫سيدي عبد القادر اجليالي ‪ ،‬قدل هللا سره ورضي عنه ولعله مذكور يف ري‬
‫«الغنية» من مؤلفاته وهو‪:‬‬

‫ك‬ ‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن َعلَى َخل ِْق َ‬


‫ك‪ ..‬فَـ ُع ْد َعلَْيـنَا ِمبَنِّ َ‬ ‫صِ‬‫ت لَْيـلَةُ النِّ ْ‬‫الل ُّه ّم ا إِ ْب َلَ َع ْ‬
‫يهـا بِـبَـ ْع ِ‬ ‫ـك ‪ ،‬واجعلْنَـا ِ َّـن يـ ُقـوم لَ َ ِ‬ ‫ضـلِ َ ِ ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬وقَ ِّد ْر لَنَا ِم ْـن فَ ْ‬
‫َو ِع ْت ِق َ‬
‫ا‬ ‫ـك ف َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ك َواس َـع ِر ْزق َ َ ْ َ‬
‫ك‪.‬‬‫َح ِّق َ‬

‫ـك ‪َ ،‬وَمـ ْـن‬ ‫ْا َمـ َـع َبلِـ َ‬


‫ـك لَــهُ َر ْمحَتَـ َ‬ ‫يهــا بَِوفَاتِـ ِـه ‪ ..‬فَــاق ِ‬
‫تفَ‬
‫ضــي َ ِ‬
‫الل ُّهـ ّـم ا َمـ ْـن قَ َ ْ‬
‫ك ‪َ ،‬وبَـلِّ ْغنَا َما َ تَـ ْبـلُ ُغ ْاآل َم ُ‬
‫ال إِلَْي ِه ‪،‬‬ ‫ك نِ ْع َمتَ َ‬‫اج َع ْل لَهُ َم َع بَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ول َحيَاتِه ‪ ..‬فَ ْ‬ ‫ت ُ َ‬
‫َّر َ‬ ‫قَد ْ‬
‫ني ‪،‬‬ ‫ـك اي أَرحـم ال َّـر ِِ‬
‫امح َ‬ ‫ب الْعـالَ ِم َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اي َخ ْيـر من وقَـ َف ِ‬
‫ـت ْاألَقْـ َد ُام بَـ ْ َ‬
‫ني ‪ ،‬ب َر ْمحَت َ َ ْ َ َ‬ ‫ـني يَ َديْـه َاي َر َّ َ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫وصلَّى هللا تَـع َاا َعلَى سيِ ِد َس ُحمَ َّم ٍد َخ ِْري َخل ِْق ِه ‪ ،‬و َعلَى آلِ ِه وصحبِ ِه أ ْ ِ‬
‫َمجَع َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫ونقل سيدي العالمة السـيد حسـن اْـ ّداد املـذكور‪ ،‬يف رسـالة لـه دعـاءين لليلـة‬
‫النصف من شعبان‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬هذا الدعاء املذكور‪ ،‬وزاد عليه فدعية نفيسة مأثورة‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫آخر مطول نفيس ِجدا‪ ،‬مشتمل على أدعية نبوية ‪ ،‬ومناجـاة‬
‫وانيهما‪ :‬دعاء ُ‬
‫جنيدية ‪.‬‬
‫ق ــال ص ــاحب الرس ــالة امل ــذكور‪( :‬دع ــاء ش ــعبان املش ــهور ه ــو دع ــاء‬
‫عظيم النفع ‪ ،‬فيه فوائد عظيمة ‪ ،‬وأدعيـة جليلـة ‪ ،‬وبعضـه قـد ورد عـن النـيب‬
‫صلى هللا تعاا عليه وسلم ‪ ،‬ولو يُقـرأ ليلـة النصـف مـن شـعبان ‪ ،‬وقريـب‬
‫املغــرب أحسـ ُـن وأوا‪ ،‬مجعــه ســيدم بركـةُ الوجــود‪ ،‬وعمــدة احملققــت‪ ،‬وحــاوي‬
‫أسرار آابئه الصاحلت‪ ،‬العارف ابا قطب الزمان‪ :‬السـيد الشـريف بـدر الـدين‬
‫الشــيخ احلســن بــن القطــب عبــد هللا بــن علــوي احلــداد ‪ ،‬نفــع هللا بــه وبعلومــه‪،‬‬
‫آمت‪.‬‬
‫ولذا ريقه‪ :‬تقرأ أوله حتسورة يسحت (ثالث مرات ‪:‬‬
‫األوا‪ :‬بنية ول العمر مع التوفي للطاعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بنية العصمة من اآلفات والعالات ونية سعة الرزق‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬لغىن القلب وحسن اخلاَتة ‪ ،‬ا تقرأ الدعاء ا ولو لذا‪:‬‬
‫ـك ‪َ ،‬اي بَا ا ْجلَـ َـال ِل‬ ‫بس ــم هللا ال ــرمحن ال ــرحيم‪ ،‬اللّه ـ ّـم ا َاي بَا ال َْم ـ ِّـن َوَ ُنَـ ـ ان َعلَْي ـ َ‬
‫ـار‬
‫ـني‪َ ،‬و َج ـ ـ َ‬‫الال ِجرِ ـ ـ َ‬
‫ـت ‪ ،‬آَ ْه ـ ـ َـر َّ‬ ‫اإل ْك ـ ـ َـر ِام ‪َ ،‬اي بَا الطَّـ ـ ْـو ِل َو ِْ‬
‫اإلنْـ َع ـ ـ ِـام ‪ َ ،‬إِلَـ ــهَ إَِّ أَنْ ـ ـ َ‬ ‫َو ِْ‬
‫الْمستَ ِج ِريين ‪ ،‬ومُْمن ْ ِ‬
‫اخلَائِف َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫ُْ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ْكتَـ ِ ِ‬ ‫ـت َكتَـبـتَـ ِـين ِع ْن ـ َد َك ِيف أُِم ال ِ‬
‫ومــا أ َْو ُم َقتَّ ـ ًـرا‬
‫ـاب َشــقيما أ َْو َْحم ُر ً‬ ‫ّ‬ ‫اللّهـ ّـم ا إِ ْن ُك ْنـ َ ْ‬
‫ري ِر ْزقِـي‪َ ،‬وأَثْبِْت ِـين ِع ْنـ َد َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الر ْزق‪ ..‬فَ ْام ُ م ْن أ ُّم الْكتَاب َش َق َاوِو َوح ْرَم ِاي َوتَـ ْقت َ‬
‫َعلَ َّي ِيف ِ ِ‬
‫ّ‬
‫ـك ا ْْـَ ا ‪ِ -‬يف كِتَابِ َ‬
‫ـك ال ُْم ْنـ َـزِل‪،‬‬ ‫ْخ ْيــر ِ‬
‫ات ا فَِإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت‪َ -‬وقَـ ْولُ َ‬
‫ـك قُـ ْل َ‬ ‫َسعي ًدا َم ْرُزوقًا ُم َوفَّـ ًقـا لل َ َ‬
‫َٰ‬ ‫َ َ ك ُّ ۡ َ‬ ‫ه َ ََ ك َ ۡ‬ ‫َۡ‬
‫َعلَى نَبِيِّ َ‬
‫(‪)107‬‬
‫‪.‬‬ ‫ْم ْر َس ِل‪ ﴿ :‬يمحوا ٱَّلل مِ يشِء ويثبِتۖٓ وعَِّدهۥ أث ٱلك ِ‬
‫ب﴾‬ ‫ِت‬ ‫ك ال ُ‬

‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن ال ُْم َك َّرِم ‪ ،‬الَّ ِـي يُـ ْف َـر ُق‬ ‫إِ َهلِي ا ِابلت ِ‬
‫َّجلّي ْاألَ ْعظَِم ‪ِ ،‬يف لَْيـلَ ِة النِّ ْ‬
‫صِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ف َع ِّين ِم َن الْبَ َالء َما أَ ْعلَ ُـم ‪َ ،‬وا ْغ ِف ْـر ِي َمـا أَنْ َ‬
‫ـت بِ ِـه‬ ‫يها ُك ال أ َْم ٍر َح ِك ٍيم َويُـ ْبـ َرُم ‪ :‬ا ْك ِن ْ‬
‫فَ‬
‫ِ‬

‫أَ ْعلَ ُم‪.‬‬

‫سـ ْـمتَهُ ِيف‬ ‫ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫اج َع ْلـ ِـين مـ ْـن أَ ْعظَـ ِـم عبَــاد َك َحظــا َونَصــيبًا ِيف ُكـ ِّ‬
‫ـل َشـ ْـيء قَ َ‬ ‫الل ُّهـ ّـم ا ْ‬
‫ض ـ ٍـل‬ ‫ٍ‬ ‫َلـ ِـذبِ اللَّْيـلَـ ِـة ِم ـ ْـن نُــوٍر تَـ ْه ـ ِـدي بِـ ِـه ‪ ،‬أ َْو َر ْمحَـ ٍـة تَـ ْن ُ‬
‫ن ـ ُـرَلا ‪ ،‬أ َْو ِر ْزق تَـ ْب ُ‬
‫سـ ـطُهُ ‪ ،‬أ َْو فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ني‪َ ،‬اي أَهللُ َاي أَهللُ ا َ إِلَهَ إَِّ أَنْ َ‬ ‫تَـ ْقس ُمهُ َعلَى عبَاد َك ال ُْم ْؤمنِ َ‬

‫ـب ِي قَـلْبًــا تَِقيمــا نَِقيمــا ‪ِ ،‬مـ َـن ال ِّ‬


‫نـ ْـر ِك بَـ ِرماي ‪َ َ ،‬كــافِ ًرا َوَ َشـ ِـقيما ‪،‬‬ ‫الل ُّهـ ّـم ا َلـ ْ‬
‫اا ِر ًعا‪.‬‬ ‫وقَـلْبا سلِيما َخ ِ‬
‫اش ًعا َ‬ ‫َ ً َ ً‬

‫ـك ‪،‬‬ ‫ك َو َحمَبَّتِ َ‬ ‫ك َوَك َمالِ َ‬


‫ك ‪َ ،‬و َمجَالِ َ‬
‫ال َدتِ َ‬
‫نَ‬ ‫الل ُّه ّم ا ْام َلْ قَـلِْيب بِنُوِر َك َوأَنْـ َوا ِر ُم َ‬
‫الر ِِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى هللاُ تَـ َع َاا َعلَى َسيِّ ِد َس ُحمَ َّم ٍـد‬
‫ني‪َ ،‬و َ‬‫امح َ‬ ‫ك ‪َ ،‬اي أ َْر َح َم َّ‬ ‫ك َو ِعل ِْم َ‬ ‫ص َمتِ َ‬
‫ك َوقُ ْد َرت َ‬ ‫ِ‬
‫َوع ْ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم َل َذا أَقلاهُ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َو َعلَى آله َو َ‬

‫‪ )107‬الرعد ( ‪) 39‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫َوأَ ْك َملُهُ‪:‬‬

‫ـك‬
‫ـل َم ْع ُروفَـ َ‬ ‫صـ َد َك َوأ ََّم َ‬‫اـو َن ‪ ،‬وقَ َ‬ ‫ـك ِيف َل ِـذبِ اللَّْيـلَـ ِـة ال ُْمتَـ َع ِّر ُ‬ ‫إِ َهلِـيا تَـ َع َّـر َ إِلَْيـ َ‬
‫ـك ِيف َلـ ِـذبِ اللَّْيـلَـ ِـة‬ ‫اغبُــو َن ‪َ ،‬ولَـ َ‬ ‫الر ِ‬
‫ـك َّ‬ ‫ـود َك َوَك َرِمـ َ‬ ‫ك الطَّــالِبو َن ‪ ،‬ور ِغــب إِ َا جـ ِ‬ ‫ض ـلَ َ‬
‫َوفَ ْ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫ـاد َك‪،‬‬ ‫نـاء ِمـن ِعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب َو لبَـات ‪ََ ،‬تـُ ان اَـا َعلَـى َم ْـن تَ َ ُ ْ َ‬ ‫نَـ َف َحات ‪َ ،‬و َعطَ َااي َو َج َـوائ ُز َوَم َوال ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك ‪َ ،‬وَتَْنَ ُع َوَتْ ِرُم َم ْن َىتْ تَ ْسبِ ْ لَهُ ال ِْعنَايَةُ ِم ْن َ‬ ‫َحبَـ ْبـتَهُ ِم ْن َخل ِْق َ‬
‫ص ِاَا َم ْن أ ْ‬ ‫َوََتُ ا‬

‫ك‪ :‬أَ ْن ََتْ َعلَ ِين ِ َّ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ْاأل ْ ِ‬


‫ك ‪َ ،‬وأَ ْك َرم ْاألَنْبِيَاء َعلَْي َ‬ ‫َمسَاء إِلَْي َ‬ ‫ك َاي هللاُ ِر َ‬
‫َح ِّ‬ ‫َسَُلُ َ‬
‫فَُ ْ‬
‫صـيبًا‪،‬‬ ‫ـك‪ ،‬حظمـا ونَ ِ‬ ‫اد َك ‪ ،‬وأ ِ ِ‬ ‫ك ال ِْعنَايةُ ‪ ،‬واجعل ِْين ِمن أَوفَ ِر ِعب ِ‬ ‫ت لَهُ ِم ْن َ‬
‫َج َزل َخلْق َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َسبَـ َق ْ‬
‫يما بَـ ْع َد َلا‪ِ ،‬م ْن نُوٍر‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوقَ ْس ًما َو لبَةً َو َعطيَّةً ‪ِ ،‬يف ُك ِّل َخ ٍْري تَـ ْقس ُمهُ ‪ِ ،‬يف َلذب اللَّْيـلَة أ َْو ف َ‬
‫ِ‬

‫ـب تَـ ْغ ِف ُـربُ ‪،‬‬ ‫ا ٍر تَك ِ‬


‫ْن ُفهُ ‪ ،‬أ َْو بَنْ ٍ‬ ‫سطُهُ ‪ ،‬أ َْو ُ ّ‬
‫ٍ‬
‫ن ُرَلا ‪ ،‬أ َْو ِر ْزق تَـ ْب ُ‬ ‫تَـ ْه ِدي بِ ِه ‪ ،‬أ َْو َر ْمحَ ٍة تَـ ْن ُ‬
‫صـ ِرفُـ َها ‪ ،‬أ َْو بَ َـال ٍء تَـ ْرفَـ ُعـهُ ‪ ،‬أ َْو ُم َعافَـاةٍ ََتـُ ان ِاَـا ‪ ،‬أ َْو َعـ ُد ٍّو‬ ‫ٍ‬
‫أ َْو ِشدَّة تَ ْدفَـ ُع َها ‪ ،‬أ َْو فِ ْتـنَ ٍة تَ ْ‬
‫ْف ِيه ‪ ،‬فَا ْك ِف ِين ُك َّل َش ٍّر‪.‬‬ ‫تَك ِ‬

‫َوَوفِّ ْق ِين ‪ -‬الل ُّه ّم ‪ -‬لِ َم َكا ِرِم ْاألَ ْخ َال ِق ‪َ ،‬و ْارُزق ِْين ال َْعافِيَةَ َوالْبَـ َرَكةَ َّ‬
‫والس َـعةَ ِيف‬
‫اق‪.‬‬‫نر ِك والنِّ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫اق ‪َ ،‬و َسلِّ ْم ِين ِم َن ِّ‬
‫الر ْج ِز َوال ّ ْ َ‬
‫ْاألَرَز ِ‬
‫ْ‬

‫يا غَ ْفلَ ٍـة‪َ ..‬شـ َف ْتهُ ‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫ْف إِبَا َلبَّ ْ‬
‫ـت َعلَـى َمـ ِر ِ‬ ‫ات لُط ٍ‬ ‫ك نَسم ِ‬
‫الل ُّه ّم ا إِ َّن لَ َ َ َ‬
‫ت إِبَا‬ ‫ـك ِعنَــااي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـك نَـ َفحـ ِ‬
‫ـات َعطْـ ٍ‬
‫ـت إِ َا أَس ـ ِري َلـ ًـوى‪ ..‬أَ ْلَ َق ْتــهُ ‪َ ،‬وإِ َّن لَـ َ َ‬ ‫ـف إِبَا تَـ َو َّج َهـ ْ‬ ‫لَـ َ َ‬
‫ت بِيَ ِـد َش ِـق ّيٍ‪..‬‬‫َخـ َذ ْ‬ ‫اد ٍ‬
‫ات إِ َبا أ َ‬ ‫ا َاللَ ٍة‪ ..‬أَنْـ َق َذتْهُ ‪َ ،‬وإِ َّن لَ َ‬
‫ك َس َع َ‬ ‫ت غَ ِري ًقا ِيف َِْب ِر َ‬
‫َ َحظَ ْ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ت ا ِْْيلَـ ـةُ لِ ُمـ ـ ْذنِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ب‪َ ..‬و ِس ـ َـع ْتهُ ‪َ ،‬وإِ َّن لَـ َ‬
‫ـك‬ ‫ا ــاقَ ِ‬
‫ف َك ـ َـرم إِبَا َ‬ ‫ـك لَطَــائِ َ‬ ‫َس ـ َـع َدتْهُ ‪َ ،‬وإِ َّن لَـ َ‬
‫أْ‬
‫ت‬‫ات َر ْمحَـ ٍـة إِ َبا نَظَـ ْـر َ‬
‫ـك نَظَــر ِ‬ ‫ِ‬
‫َصـلَ َح ْتهُ ‪َ ،‬وإ َّن لَـ َ َ‬
‫ٍِ‬
‫ـت إِ َا فَاســد‪ ..‬أ ْ‬ ‫ضــائِ َل َونِ َع ًمــا إِ َبا َتََّولَـ ْ‬
‫فَ َ‬
‫اخلَِفـ ِّـي نَ ْسـ َـمةً تَ ْنـ ِـفي‬‫ـك ْ‬ ‫ي ‪ -‬الل ُّهـ ّـم ‪ِ -‬مـ ْـن لُط ِْفـ َ‬ ‫ـب ِ َ‬
‫ِ‬
‫اَــا إِ َا غَافـ ٍـل‪ ..‬أَيْـ َقظَْتــهُ ا فَـ َهـ ْ‬
‫ِ‬
‫َسـ ِري ِمـ ْـن َوََث ِق‬ ‫ِ‬
‫يف نَـ ْف َحـةً َيِّبَـةً تُطْلـ ُ ِاَــا أ ْ‬ ‫َمـ َـر َ غَ ْفلَـ ِـي ‪َ ،‬وانْـ َف ْحـ ِـين ِمـ ْـن َعط ِْفـ َ‬
‫ـك الْـ َـوِِّ‬
‫َش ْه َوِو‪.‬‬

‫ـك ُم َال َحظَـةً تُـ ْن ِقـ ُذِي ِاَـا َوتُـنَ ِّجي ِـين ِاَـا ِم ْـن َِْبـ ِر‬‫ـني ِعنَايَتِ َ‬
‫اح َفظْ ِـين بِ َع ْ ِ‬
‫َوا َْْظْ ِـين َو ْ‬
‫ادةً ِم ْـن َشـ َق َاوةٍ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ك َر ْمحَةً ِيف الـ ادنْـيَا َو ْاآلخ َـرةِ تُـبَـ ِّدلُِين ِاَـا َس َـع َ‬‫َّاللَ ِة ‪َ ،‬وآتِِين ِم ْن لَ ُدنْ َ‬‫الض َ‬
‫ك وج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫امسَ ْع ُد َعائِي‪َ ،‬و َع ِّج ْل إِ َجابَِي‪َ ،‬واق ِ‬
‫ود َك‬ ‫ب ِي م ْن َك َرم َ َ ُ‬ ‫اج ِي‪َ ،‬و َعاف ِين‪َ ،‬و َل ْ‬ ‫ْا َح َ‬ ‫َو ْ‬
‫اع ِاء ‪َ ،‬وأ َِّل ْل ِـين لَِق ْـر ِع‬
‫ول الد َ‬ ‫ص ْد ِق اللَّ َج ِاء ‪ ،‬وقَـبُ ِ‬
‫َ‬
‫ك مع ِ‬ ‫اس ِع َما تَـ ْرُزقُِين بِ ِه ِْ‬
‫اإل َسبَةَ إِلَْي َ َ َ‬
‫الْو ِ‬
‫َ‬
‫ص ِـد َك ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ‪ -‬ح َّ يـت ِ‬ ‫اببِك لِلد ِ‬
‫َّص َل قَـلِْيب ِمبَا ع ْن َد َك ‪َ ،‬وتُـبَـلّغُ ِـين ِاَـا إِ َا قَ ْ‬ ‫اعاء ‪َ -‬اي َج َو ُ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ـك‪ ،‬وأ َِّ‬
‫ََت ـ ُذ َك َاي‬ ‫ِ‬
‫ـب َم ُعونَتـ َ َ‬ ‫ض ـ ار ِعي ِيف َلَـ ِ‬ ‫ـود ‪ ،‬وأَ ْكــرم م ْعبـ ٍ‬
‫ـود ‪ ،‬ابْـتَـ َهـ ِـاي َوتَ َ‬ ‫َ ََ َ ُ‬
‫اي َخي ــر م ْقصـ ٍ‬
‫َ َْ َ ُ‬
‫اي ‪َ ،‬وأُبْ ِـدي إِلَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ْجًُ ‪ ،‬أ َْرفَ ُع إِلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫ا ِّـري ‪،‬‬ ‫ـك ُ‬ ‫ْو َ‬ ‫ـاج ِي َوَمطَـالِيب َو َشـك َ‬ ‫ـك َح َ‬ ‫إِ َهلي َم ْف َز ًعا َوَمل َ‬
‫ك ِيف َِ‬
‫مجي ِع أ ُُموِري َو َحا َ ِو‪.‬‬ ‫اج ِاو‪َ ،‬وأَ ْعتَ ِم ُد َعلَْي َ‬ ‫َوأُفَـ ِّو ُ إِلَْي َ‬
‫ك أ َْم ِري َوُمنَ َ‬
‫اللّهم ا إِِي ول ِذبِ اللَّيـلَةَ خ ْل ِمن خل ِْقك فَ َال تَـبـلُِين فِيها وَ بـعـ َدلا بِس ٍ‬
‫ـوء‬ ‫َ َ َْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّ ّ ََ‬
‫يها بَنْـبًا ‪َ ،‬وَ‬ ‫ِ‬ ‫صيَةً ‪َ ،‬وَ َزلَّةً ‪َ ،‬وَ تُـثْبِ ْ‬ ‫يها م ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَ مك ٍ‬
‫ت َعلَ َّي ف َ‬ ‫ْروب ‪َ ،‬وَ تُـ َق ّد ْر َعلَ َّي ف َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ـوس إِ َا‬
‫ـك ‪َ ،‬وَ ُرُك ً‬ ‫اءةً َعلَـى َحمَا ِرِم َ‬ ‫ِ‬
‫س ُـن ‪َ ،‬وَ تُـ َـزيّ ْن ِي َج َـر َ‬‫َح َ‬
‫ِ‬
‫يها إَِّ ِابلَِّي ل َـي أ ْ‬
‫ِ‬
‫تَـ ْبـلُِين ف َ‬
‫اســتِ ْخ َفافًا ِِبَ ِّقـ َ‬
‫ـك ‪َ ،‬وَ‬ ‫اعتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬وَ َمـ ْـي ًال إِ َا ُُمَالََفتِ َ‬ ‫صـيَتِ َ‬
‫م ْع ِ‬
‫ـك ‪َ ،‬وَ ْ‬ ‫ـك ‪َ ،‬وَ تَـ ْرًكــا لطَ َ‬ ‫َ‬
‫َش مكا ِيف ِر ْزقِ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـك ‪َ ،‬و َع ِطيَّـةً ِم ْـن‬‫ـك ‪َ ،‬وَر ْمحَـةً ِم ْـن َر َمحَاتِ َ‬
‫ك ‪ -‬الل ُّه ّم ‪ -‬نَظ َْرةً ِم ْـن نَظََراتِ َ‬ ‫َسَُلُ َ‬
‫فَُ ْ‬
‫اح َف ـ ْ َعلَـ َّـي ِديـ َـن‬
‫ـك ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ك َوا ْك ِفـ ِـين َشـ َّـر َخل ِْقـ َ‬ ‫ـك اللَّ ِطي َفـ ِـة ‪َ ،‬و ْارُزقْـ ِـين ِمـ ْـن فَ ْ‬
‫ض ـلِ َ‬ ‫َع ِطيَّاتِـ َ‬
‫ـك الَّـ ِـي َ تَـنــام ‪ ،‬وآتِن ــا ِيف ال ـ ادنْـيا حســنةً وِيف ْاآل ِخ ــرةِ‬ ‫اإل ْسـ َـالِم ‪َ ،‬وانْظُـ ْـر إِلَْيـنَــا بِ َع ْينِـ َ‬
‫ِْ‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫اب النَّا ِر «ثال نا» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سنَةً ‪َ ،‬وقنَا َع َذ َ‬ ‫َح َ‬

‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن ال ُْم َك َّرِم ‪ ،‬الَّ ِـي يُـ ْف َـر ُق‬‫صِ‬ ‫إِ َهلِي ا ِابلت ِ‬
‫َّجلّي ْاألَ ْعظَِم ‪ِ ،‬يف لَْيـلَ ِة النِّ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ف َعنِّا ِم َن الْبَ َالء َما نَـ ْعلَ ُـم ‪َ ،‬وا ْغ ِف ْـر لَنَـا َمـا أَنْ َ‬
‫ـت بِ ِـه‬ ‫يها ُك ال أ َْم ٍر َح ِك ٍيم َويُـ ْبـ َرُم ‪ :‬ا ْك ِن ْ‬
‫فَ‬
‫ِ‬

‫أَ ْعلَ ُم «ثال نا» ‪.‬‬

‫ـك ِمـ ْـن َشـ ِّـر َمــا تَـ ْعلَـ ُـم ‪،‬‬
‫َعــوبُ بِـ َ‬ ‫ك ِمـ ْـن َخـ ِْ‬
‫ـري َمــا تَـ ْعلَـ ُـم ‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫الل ُّهـ ّـم ا إِِّي أ ْ‬
‫َس ـَُلُ َ‬
‫وب‪.‬‬ ‫ت َع َّال ُم الْغُيُ ِ‬ ‫َستَـ ْغ ِف ُر َك ِم ْن ُك ِّل َما تَـ ْعلَ ُم ا إِنَّ َ‬
‫ك أَنْ َ‬ ‫َوأ ْ‬

‫َسـتَـ ْغ ِف ُر َك لِ َمـا أَ ْعلَـ ُـم‬ ‫ك ِمـ ْـن َخ ِْ‬


‫ـري َمــا تَـ ْعلَ ُـم َوَمــا َ أَ ْعلَ ُـم ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫الل ُّه ّـم ا إِِّي أ ْ‬
‫َسـَُلُ َ‬
‫َوَما َ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬

‫اربُ ِألَنْـ ُف ِسنَا ‪،‬‬ ‫اللّهم ا إِ َّن ال ِْعل ِ‬


‫ْم ع ْن َد َك َو ُل َو َعنَّا َْحم ُجوب ‪َ ،‬وَ نَـ ْعلَ ُم أ َْم ًرا ََنْتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫اجاتِنَ ــا ‪َ ،‬وَر َج ـ ْـوَس َك لَِفاقَاتِنَ ــا َوفَـ ْقـ ـ ِرَس ‪،‬‬
‫ـك َح َ‬ ‫ـورَس ‪َ ،‬وَرفَـ ْعنَ ــا إِلَْي ـ َ‬
‫ـك أ ُُم ـ َ‬ ‫ا ــنَا إِلَْي ـ َ‬
‫َوقَـ ـ ْد فَـ َّو ْ‬
‫ك ا فَِإنَّـ َ‬
‫ـك‬ ‫َمحَـ ِـد َلا لَـ َديْ َ‬‫ـك ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ـب ْاأل ُُمــوِر إِلَْيـ َ‬
‫َحـ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَُ َْرش ـ ْد َس َاي هللاُ ‪َ ،‬وثَـبِّْتـنَــا َوَوفّ ْقنَــا إِ َا أ َ‬
‫ت َعلَى ُك ِّل َشـي ٍء قَ ِـدير ‪َ ،‬وَ َح ْـو َل َوَ قُـ َّـوةَ إَِّ‬ ‫ناءُ َوتَـ ْف َع ُل َما تُ ِري ُد ‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫َتْ ُك ُم ِمبَا تَ َ‬
‫ْ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ۡ َ َٰ َ َ َ َ ۡ ه َ‬
‫ازة ِ ع همااِ يَ ِصاافون ‪َ ١٨٠‬و َساال َٰ لَعم لَع‬ ‫ب ٱلعِا‬ ‫ـيم‪ .‬ساابَٰن ربِااك ر ِ‬ ‫ّ‬
‫ِاب ِ‬
‫هلل ال َْعلِـ ِـي ال َْع ِظـ ِ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ـاا َعلَـى َســيِّ ِد َس‬


‫صـلَّى هللا تَـ َع َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫اي‬ ‫ِ‬ ‫ِي ‪َ ١٨١‬و ۡ َ‬
‫ٱِۚ ۡمااد ِ هَّللِ َرب ۡٱل َََٰٰلَما َ‬ ‫ٱلۡم ۡر َسال َ‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم انتهى دعاء شعبان الـ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ُحمَ َّمد َو َعلَى آله َو َ‬

‫من عادات ترمي سورة يس بعد العصر‬


‫ويف الدليل القومي يف بكر شيء من عادات ترمي ‪:‬‬
‫ليلة النصف من شعبان‬
‫يف عصر يـوم الرابـع عشـر مـن شـعبان خيـرج معظـم الرجـال مـن شـيوخ‬
‫وكهــول وشــباب ومشــئة إىل تربــة بشــار حلضــور الـزايرة السـنوية العامــة الكاملــة‬
‫التامة واليت تبدأ من عند ضـريح سـيدي الفقيـه املقـدم حممـد بـن علـي ابعلـوي‬
‫وتنتهــي عنــد ضـريح ســيدي احلبيــب عبــد هللا بــن شــيخ العيــدرول وقبــل البــدء‬
‫يف الـ ـزايرة وخ ــالل جتم ــع الن ــال جت ــاه ضـ ـريح س ــيدي الفقي ــه املق ــدم وحوالي ــه‬
‫يبتهل ـ ــون ب ـ ــبعم األذكـ ـ ــار مجاعي ـ ــا مث ـ ــل ‪( :‬اي هللا اي هللا) و (رب اشـ ـ ــرح يل‬
‫صدري) و ريطـا مـن األذكـار وعنـد مـا يكتمـل اجلمـع تبـدأ الـزايرة ويرتـب مـن‬
‫بــت احلاض ـرين أحــد البــارزين مــن الســادة العلــويت أو يشــري علــى مــن يريــده‬
‫لريتـب الفاتـة ويــس حسـب النيـة اخلاصــة بتلـك الليلـة وبعــد قـراءة سـورة يــس‬
‫يلقــن احلاض ـرين ابلــدعاء املضــهور واخلــاص بليلــة النصــف مــن شــعبان وبعــد‬
‫االنتهــاء منــه يرتــب الفاحتــة ويــس للمــرة اللثانيــة وبعــد االنتهــاء مــن ق ـراءة يــس‬
‫يلقنهم الدعاء أيضا وهكذا يستمر للمرة الثالثة يرتب الفاحتة ويس وبعد قراءة‬
‫ي ــس يلق ــنهم ال ــدعاء د يواص ــل قـ ـراءة بقي ــة ال ــدعاء منف ــردا والن ــال منص ــتون‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ويؤمنــون‪ .....‬وينصــرفون بعــد اكتمــال ال ـزايرة وفــيهم مــن يــذهب إىل مســجد‬
‫اجلــامع ابلســور حلضــور اجللســة املعتــادة اخلاصــة بليلــة النصــف مــن شــعبان‬
‫وال ــيت تق ــام ب ــت العش ــاءين وم ــنهم م ــن ي ــذهب إىل املس ــاجد األخ ــرى ببقي ــة‬
‫األحياء ومنهم من يعود إىل بيته‪.‬‬
‫ومـ ــن اجلـ ــدير ابلـ ــذكر القيـ ــام ِبحيـ ــاء تلـ ــك الليلـ ــة الفاضـ ــلة ابلـ ــتالوة‬
‫واألذكــار والصــالة علــى النــيب املختــار صــلى هللا عليــه وســلم‪ ،‬فيقضــون تلــك‬
‫الليلة يف هتجد وخشوع وخضوع وانكسار إىل وقت األسـحار سـائلت الكـرمي‬
‫الغفار القبول والعيادة واحلفز والسالمة وأن حيظى اجلميع بنصيب وافـر مـن‬
‫النفحــات والعطــاءات والتنــزالت الــيت تتنــزل يف تلــك الليــل ويســألون هللا تعــاىل‬
‫أن تعــود علــيهم تلــك الليلــة وهــم يف خـريات وعـوايف ومسـرات‪ ،‬علــى مــا حيــب‬
‫وخيت ــار رب ال ــربايت‪ ،‬ونبي ــه أش ــرف وأفض ــل املخلوق ــات‪ ،‬حبيبن ــا حمم ــد س ــيد‬
‫السادات ‪ ،‬وآله وأصحابه خري القادات ‪ ،‬وصلى هللا وسلم على سيدم حممد‬
‫(‪)108‬‬
‫وآله وصحبه وسلم اهـ‬

‫‪ « )108‬الـدليل القـومي يف ذكـر شـي مـن عـادات تـرمي»‪ ،‬حبـذف (ص ‪ ) 55-52‬للسـيد‬


‫حامد بن حممد بن عبد هللا بن شهاب الدين‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫يقرأ أيضا ليلة ال اءة وقبيلها‬

‫يقرأ قبيل ليلة الرباءة أي بعد عصر يوم الرابع عشر من شعبان سـورة‬
‫ـك َحلِــيم بُو‬‫يــس ثــالث مـرات ‪ .‬وبعــد املغــرب أي ليلــة الـرباءة ‪« :‬اللّ ُهـ َّـم إنّـ َ‬
‫ٍ) ‪109‬‬
‫ـك َاي هللا» ( ‪ 70‬مـرة ) و« َاي َح اـي‬ ‫ف َعنَّـا ِِِبل ِْم َ‬
‫َ َاقَةَ لَنَـا فَـا ْع ُ‬ ‫أ ََسة‬
‫َستَ ِغ ُ‬ ‫وم بَِر ْمحَتِ َ‬
‫) ‪)110‬‬
‫يث» ( ‪ 100‬مرة ) اهـ‬ ‫كأْ‬ ‫َاي قَـيا ُ‬

‫الب راي هللا عنه‬ ‫علي بن أ‬


‫دعاء ّ‬
‫وقــال النــيد اجلــيالي ‪ :‬وكــان علــي بــن أيب طالــب رضــي هللا عنــه‬
‫يفــرغ نفســه للعبــادة يف أربــع ليــال يف الســنة وهــي‪ :‬أول ليلــة مــن رجــب‪ ،‬وليلــة‬
‫الفطــر‪ ،‬وليلــة األضــحى‪ ،‬وليلــة النصــف مــن شــعبان‪ .‬وكــان مــن دعائــه فيهــا"‬

‫َىن واســتَأْىن‪ :‬تَثبَّــت‪ .‬ورجــل آن علَــى فَ ِ‬‫ـار‪ .‬وأَِينَ َ‬ ‫ِ‬


‫اعــل‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫وأت َّ ْ َ‬ ‫َىن‪ :‬اْلــم َوالْ َوقَـ ُ‬ ‫‪ (109‬واألَمةُ واأل َ‬
‫أَي َكثِــري األَمة وا ْحلِْل ـ ِم‪ .‬وأ ِ‬
‫َىن اه ـ «لســان العــرب»‬ ‫َىن أُني ـان فَـ ُهـ َـو أَِينب‪ :‬أتَخــر وأَبط ـأَ‪َ .‬‬
‫وآىن‪ :‬ك ـأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لإلمام ابن منظور ‪.‬‬

‫‪ (110‬توجد هذه يف كتاب املولد الذي طُبع سنة ‪ 1330‬هجرية يف والية كـريال ‪ ،‬اهلنـد‬
‫‪ .‬وكتاب املولد املشهور يف والية كريال ب ـ ’مولد كتاب‘ يعتادها أي األذكار فيهـا املسـلمون‬
‫يف كريال‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫يح ا ْحلِ ْكم ـ ِـة‪ ،‬وم ــوِايل النِعم ـ ِـة‪ ،‬ومع ـ ِ‬
‫ـاد ِن‬ ‫ص ــابِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ َ َََ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ص ـ ِـل َعلَ ــى ُحمَ َّم ــد‪َ ،‬وآل ــه َوَم َ‬ ‫الله ــم َ‬
‫ص ْم ِين هبِِ ْم ِم ْـن ُك ِـل ُسـوء‪َ ،‬وَال َأتْ ُخـ ْذِين َعلَـى ُ َّـرةِ َوَال َعلَـى َ ْفلَـة‪،‬‬ ‫الْعِصم ِة‪ ،‬و ْاع ِ‬
‫َْ َ‬
‫وَال َْجتعــل عواقِــب أَم ـ ِري حســرنة ونَ َدام ـةن‪ ،‬وارا عـ ِـين‪ ،‬فَـِ َّن م ْغ ِفرتَـ َ ِ ِ ِ‬
‫ت‬‫ـك للظَّــالم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ ََ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ـك‪ ،‬فَِنَّ َ‬
‫ـك‬ ‫ضُّرَك‪َ ،‬وأ َْع ِط ِين َمـا َال يَـْنـ َفعُ َ‬
‫ت‪ ،‬اللهم ا ْف ْر ِيل َما َال يَ ُ‬ ‫َوأ ََم م َن الظَّالم َ‬
‫الس ــعةَ والدَّعـ ـةَ و ْاألَم ــن و ِ‬ ‫الْو ِاس ــعةُ ر ْمحتُ ــه‪ ،‬الْب ِديعـ ـةُ ِح ْكمتُ ــه‪ ،‬فَـ ـأ ْ ِ‬
‫ـحةَ‬‫الص ـ َّ‬ ‫َعط ِين َّ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ََ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ـك َو َعلَــى أ َْوليَائـِ َ‬
‫ـك‪َ ،‬وأ َْع ِطـ ِـين‬ ‫صـبـر و ِ‬
‫الصـ ْد َر َعلَْيـ َ‬ ‫َوالشُّـ ْكَر َوالْ ُم َعافَــا َة َوالتَّـ ْقـ َـوى َوالْ َّ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْيسر‪ ،‬وَال َجتعل معه الْعسر‪ ،‬واعمم بِ َذلِ ِ‬
‫يك‪َ ،‬وَم ْـن‬ ‫ك أ َْهلي َوَولَدي َوإِ ْخ َوِاين ف َ‬ ‫ُ َْ َ َْ ْ ََُ ُ َْ ْ ُ ْ َ‬
‫ات والْم ْؤِمنِت والْم ْؤِمنَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َولَ َدِين م َن الْ ُم ْسلم َ‬
‫)‪111‬‬
‫ات اهـ‪.‬‬ ‫ت َوالْ ُم ْسل َم َ ُ َ َ ُ‬
‫وق ــال اإلم ــام مرتض ــى الزبي ــدي اْنف ـ ّـي‪ :‬وق ــد ت ـوار اخلل ــف ع ــن‬
‫الســلف يف إحيــاء هــذه الليلــة بصــالة ســت ركعــات بعــد صــالة املغــرب كــل‬
‫ركعتــت بتســليمة يقــرأ يف كــل ركعـة منهــا ابلفاحتـة مــرة واإلخــالص ســت مــرات‬
‫وبعد الفراغ من كل ركعتت يقرأ سورة يس مـرة ويـدعو الـدعاء املشـهور بـدعاء‬
‫ليلة النصـف مـن شـعبان ويسـأل هللا تعـاىل الربكـة يف العمـر د يف الثانيـة الربكـة‬
‫يف الرزر د يف الثالثة الربكة يف حسن اخلامتة وذكروا أن من صلى هكذا هبـذه‬
‫مجيع ما طلب‪ ،‬وهـذه الصـالة مشـهورة يف كتـب املتـأخرين مـن‬ ‫الكيفية أعطي َ‬

‫‪« (111‬الغنية لطاليب ري اْ عز وجل» ( ‪) 329 - 328 / 1‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫السـنَّة إ أنّـه‬ ‫السادة الصوفية ‪ ،‬وىت أر هلا و لـدعائها مسـتندا صـحيحا يف ُ‬


‫(‪)112‬‬
‫من عمل املنايد اهـ‪.‬‬
‫َن ِهلَ ِـذهِ اللَّْيـلَ ِـة‬ ‫وقال اإلمام ابـن حجـر اهليتمـي النـافعي‪ :‬وا ْحل ِ‬
‫اص ُـل أ َّ‬ ‫َ َ‬
‫وص ــة َوِم ـ ْـن َدَّ ق ــال‬ ‫ض ـ نـال وأَنَّ ــه يـ َق ــع فيه ــا م ْغ ِف ــرة خمَْصوص ــة و ِ‬
‫ص َ‬ ‫اس ــت َجابَة خمَْ ُ‬
‫َ َ ُ َ َْ‬ ‫فَ ْ َ ُ َ ُ‬
‫الصـ َـالةِ‬ ‫اب فيهــا‪َ ،‬وإِ ََّّنـَـا النِّـ َـزاعُ يف َّ‬ ‫اَّللُ عنــه‪َّ :‬‬ ‫الشــافِعِ ُّي رضــي َّ‬
‫ُّعاءَ يُ ْســتَ َج ُ‬‫إن الــد َ‬ ‫َّ‬
‫وم ــة نُْنَـ ُـع منه ــا‬ ‫يح ــة َم ْذ ُم َ‬ ‫وص ـ ِـة لَْيـلَتَـ َه ــا وقَـ ـ ْد َعلِ ْم ـ َ‬
‫ـت أَ ّهنـ ـا بِ ْد َع ــة قَبِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ال َْم ْخ ُ‬
‫(‪)113‬‬ ‫فَ ِ‬
‫اعلُ َها اهـ‪.‬‬

‫فائدة ‪ :‬يف دعاء سيدس يونس عليه الصالة والسالم‬


‫قال اإلمام عبـد اْميـد النـافعي‪ :‬فائـدة ( يف دعـاء سـيدم يـونس‬
‫ه ك َ َٰ َ ه ك‬
‫عليــه الصــالة والســالم بكــر بعــا الصــاْني ‪ :‬أن مــن قـرأ ‪َ( :‬ل إِلااه إَِل‬
‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ ه‬ ‫َ َ ۡ َ َٰ َ َ‬
‫أنت سبََّٰك إِ ِّن َُّت مِن ٱلظلِ ِماي) ليلـة النصـف مـن شـعبان بعـدد‬
‫حروفهــا ِبســاب اجلُ َّمــل ا ولــو عــدد ( ‪ 2375‬مخســة وســبعون وثــال‬
‫مئة وألفان ؛ ف ن تـالوة هـذه اآليـة يف هـذه الليلـة ابلعـدد املـذكور تكـون أمـاس‬
‫يف بلك العام من البالاي واألولام ‪.‬‬

‫‪« )112‬إحتاف السادة املتقت بشرح إحياء علوم الدين» (‪)427 / 3‬‬
‫‪« )113‬الفتاوى الفقهية الكربى» (‪.) 80 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫قلــت ‪ :‬كيــف ال تكــون أمــام ‪ ،‬وقــد روى ابــن عبــال رضــي هللا تعــاىل‬
‫عنهمــا ‪ ،‬عن ــه علي ــه الص ــالة والس ــالم ق ــال ‪ " :‬لق ــد ك ــان دع ــاء أخ ــي ي ــونس‬
‫ه ك َ َٰ َ ه ك‬
‫عجيبا ‪ :‬أوله هتليل ‪ ،‬وأوسـطه تسـبيح ‪ ،‬وآخـره إقـرار ابل َّـذنْب ‪َ﴿ :‬ل إِلاه إَِل‬
‫َ ه‬ ‫َ ۡ َ َ‬ ‫َ‬
‫ٱلظَٰلِم َ‬
‫ي﴾ ما دعا به مهمـوم و مغمـوم و‬ ‫ِ‬ ‫ََٰٰ ََّك إ ِ ِّن َُّت مِن‬ ‫أنت سب‬
‫مكــروب و مــديون يف يــوم ثــالث م ـرات إ اســتجيب لــه " ‪ ...‬إىل ــري‬
‫ذلـ ــك مـ ــن األحاديـ ــث اصموعـ ــة يف " خزينـ ــة األس ـ ـرار ( ص ‪، ) 83 ، 82‬‬
‫(‪)114‬‬
‫و ريها اهـ‪.‬‬

‫‪« )114‬كنز النجاح والسرور يف األدعية املأثورة اليت تشرح الصدور» )‪(173 ، 172‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫إحياء ليلة النصف من شعبان‬


‫ـت‪ :‬وقـد بكـر التقـي السـبكي يف‬
‫قـال اإلمـام مرتضـى الزبيـدي‪ :‬قل ُ‬
‫ـوب الســنة ‪ ،‬و ليلــة‬
‫تفســريب أ ّن إحيــاء ليلــة النصــف مــن شــعبان يك ّف ـر بنـ َ‬
‫(‪)115‬‬
‫ذنوب العمر اهـ‪.‬‬
‫اجلمعة تكفر ذنوب األسبوع ‪ ،‬و ليلة القدر تكفر َ‬
‫وقال اإلمـام ابـن رجـب اْنبلـي‪ :‬فينبغـي للمـؤمن أن يتفـرغ يف تلـك‬
‫الليلـة لــذكر هللا تعــاىل ودعائــه بغفـران الــذنوب وسـ العيــوب وتفـري الكــروب‬
‫وأن يقــدم علــى ذلــك التوبــة ف ـ ن هللا تعــاىل يتــوب فيهــا علــى مــن يتــوب ‪....‬‬
‫ويتعت على املسـلم أن زتنـب الـذنوب الـيت متنـع مـن املغفـرة وقبـول الـدعاء يف‬
‫(‪)116‬‬
‫تلك الليلة اهـ‪.‬‬
‫ـول‬
‫ـال َر ُسـ ُ‬
‫ـال‪ :‬قَـ َ‬ ‫وقــال اإلمــام الت يــزي‪َ :‬و َعـ ْـن َعلِــي َر ِضـ َـي َّ‬
‫اَّللُ َعْنــهُ‪ ،‬قَـ َ‬
‫ـوموا‬ ‫اَّللِ ‪« " :‬إِذَا َكانَ ــت لَيـلَ ـ ـةُ النِ ِ ِ‬
‫صـ ُ‬ ‫وم ـ ـوا لَْيـلَ َه ــا‪َ ،‬و ُ‬
‫ص ــف م ـ ْـن َش ـ ْـعبَا َن‪ ،‬فَـ ُق ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫الس َم ِاء ال ُّـدنْـيَا‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬
‫ـول‪:‬‬ ‫س إِ َىل َّ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اىل يَـْن ِزُل ف َيها لغُُروب الش ْ‬ ‫يَـ ْوَم َها‪ ،‬فَِ َّن َّ‬
‫اَّللَ تَـ َع َ‬

‫‪« )115‬إحتاف السادة املتقت بشرح إحياء علوم الدين (‪)427 / 3‬‬
‫‪« )116‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف» (‪.)138‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ُعافِيَــهُ أََال‬ ‫ِ‬
‫أََ مـ ْـن ُم ْسـتَـغْ ِف ٍر فَـَُ ْغ ِف َر لَــهُُ أََ ُم ْسـتَـ ْرِزق فَُ َْرُزقَــهُُ أََ ُم ْبـتَـلًــى فَُ َ‬
‫(‪)117‬‬
‫اجه اهـ‪.‬‬
‫َك َذا أََال َك َذا َح َّ يَطْلُ َع الْ َف ْج ُر» "‪َ .‬رَواهُ ابْ ُن َم َ‬
‫وقــال اإلمــام ابــن رجــب اْنبلــي‪ :‬وقــال عطــاء بــن يســار ‪ :‬إذا كــان‬
‫ليلة النصف من شعبان دفـع إىل ملـك املـوت صـحيفة فيقـال ‪ :‬اقـبم مـن يف‬
‫هذه الصحيفة ف ن العبد ليغرل الغـرال و يـنكح األزواج و يبـين البنيـان و أن‬
‫انــه قــد نســخ يف املــوتى مــا ينتظــر بــه ملــك املــوت إال أن يــؤمر بــه فيقبضــه اي‬
‫مغرورا بطول األمل اي مسـرورا بسـوء العمـل كـن مـن املـوت علـى وجـل فمـا‬
‫تدري م يهجم األجل‪.‬‬
‫ت أ َْد َىن ِم ْن ِشَر ِاك نَـ ْعلِه‬
‫َوالْ َم ْو ُ‬ ‫صبَّح ِيف أ َْهلِ ِه‬
‫ُك ُّل ْام ِرئ ُم َ‬
‫(‪)118‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ـول‬
‫ت َر ُسـ ُ‬ ‫ـت‪ :‬فَـ َقــد ُّ‬ ‫وقـال اإلمــام اخلطيــب التّ يــزي‪َ :‬و َعـ ْـن َعائ َشـةَ قَالَـ ْ‬
‫اَّلل َعلَي ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَّللِ ‪ ‬لَْيـلَـ ـةن فَـ ـِ َذا ُه ـ َـو ِابلْبَ ِقيـ ـ ِع فَـ َق ـ َ‬
‫ـك‬ ‫ـف َُّ ْ‬ ‫ت أَ ْن َحيي ـ َ‬ ‫ـال " أَ ُكْن ــت َختَــاف َ‬ ‫َّ‬
‫ول َِّ‬
‫ـال‪ :‬إِ َّن‬‫ك فَـ َق َ‬‫ـم نِ َسـائِ َ‬ ‫ـت بَـ ْع َ‬ ‫ك أَتَـْي َ‬ ‫اَّلل إِِين ظَنَـْن ُ‬
‫ت أَنَّ َ‬ ‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫َوَر ُسولُهُ قُـ ْل ُ‬
‫الس َم ِاء ال ُّـدنْـيَا فَـيَـغْ ِف ُـر ِألَ ْكثَـ َـر ِم ْـن‬
‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن إِ َىل َّ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫اىل يَـْن ِزُل لَْيـلَةَ الن ْ‬ ‫اَّللَ تَـ َع َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ـب " َرَواهُ الِ ِْم ِـذ ُّ‬ ‫َعـ َد ِد َش ْـع ِر غَــنَ ِم َك ْل ٍ‬
‫اجــه َوَز َاد َرِزيـن‪« :‬ممـَّ ِن ْ‬
‫اســتَ َح َّق‬ ‫ي َوابْ ُـن َم َ‬

‫‪« )117‬مشكاة املصابيح» (‪ ،)976 / 3‬رقم احلديث‪1308 :‬‬


‫‪« )118‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف» (‪)140‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ـت ُحمَ َّمـ نـدا يَـ ْعـ ِـين البُ َخــا ِري يضــعف َه ـ َذا احلَـ ِـديث‬ ‫ـال التـرِمـ ِـذ ُّ ِ‬
‫ي‪َ :‬ن ْعـ ُ‬ ‫النَّـ َـار» َوقَـ َ ْ‬
‫(‪)119‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫ين َمــا َلـ ِـذب‬ ‫ـل تَـ ْد ِر َ‬ ‫ـال‪َ « :‬لـ ْ‬ ‫ـيب ‪ ‬قَ َ‬ ‫وقـال أيضــا‪َ :‬و َع ْـن َعائِ َشـةَ َعـ ِن النَّـِ ِ‬
‫اَّللِ فَـ َق َ‬ ‫ـت‪َ :‬مـا فِ َيهـا َاي َر ُس َ‬ ‫اللَّيلُ» يـع ِين لَيـلَةَ النِّص ِ ِ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ـول َّ‬ ‫ـف م ْـن َش ْـعبَا َن قَالَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ْ‬
‫«فِيها أَ ْن ي ْكتـب كـ ُّل مولُـود ِمـن ب ِـين آدم ِيف ه ِـذهِ َّ ِ ِ‬
‫ـب ُك ُّـل‬ ‫السـنَة َوف َيهـا أَ ْن يُ ْكتَ َ‬ ‫ْ َ ََ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫السـنَ ِة َوفِ َيهـا تُـ ْرفَ ُـع أ َْع َمـا ُهلُْم َوفِ َيهـا تَـْنـ ِزُل أ َْرَزاقُـ ُه ْـم»‪.‬‬ ‫آد َم ِيف َه ِـذهِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َهالك م ْـن بَ ِـين َ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ـاىل فَـ َقـ َ‬ ‫اَّللِ تَـ َعـ َ‬
‫َحــد يَـ ْد ُخ ُل ا ْجلَنَّـةَ إَِّال بَِر ْمحَـ ِـة َّ‬ ‫ـول َِّ ِ‬
‫اَّلل َمــا مـ ْـن أ َ‬ ‫ـت‪َ :‬اي َر ُسـ َ‬‫فَـ َقالَـ ْ‬
‫ـت َاي‬ ‫ـت‪َ :‬وَال أَنْـ َ‬ ‫ـاىل» ‪ .‬ثَـ َـال نا‪ .‬قُـ ْلـ ُ‬ ‫« َمــا ِمـ ْـن أحــد يـ ْدخل ا ْجلنَّــة إَِّال برمحــة هللا تَـ َعـ َ‬
‫ـال‪َ « :‬وَال أ ََم إَِّال أَ ْن يَـتَـغَ َّمـ ـ َـدِينَ َّ‬ ‫ضـ ـ َـع يَـ ـ َـدهُ َعلَـ ــى َه َامتِـ ـ ِـه فَـ َقـ ـ َ‬ ‫ـول َِّ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل فَـ َو َ‬ ‫َر ُسـ ـ َ‬
‫ِ‬
‫َّع َوات الْ َكبِري اهـ‪.‬‬ ‫بَِر ْمحَتِ ِه» ‪ .‬يَـ ُقو ُهلَا ثََال َ َمَّرات‪َ .‬رَواهُ الْبَـْيـ َهق ُّي ِيف الد ْ‬
‫(‪)120‬‬

‫(مـا)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املال عل ّـي القـاري‪ :‬قَ َ‬ ‫قال اإلمام ّ‬


‫ـت َ‬ ‫َي‪ :‬تَـ ْعلَم َ‬ ‫ين) أ ْ‬ ‫ـال َه ْـل تَـ ْدر َ‬
‫َي‪ِ :‬م َـن ال َْعظَ َم ِـة َوالْ ُقـ ْد َرةِ َوتَـ ْق ِـدي ِر ْاأل َْمـ ِر‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫َي‪َ :‬ما يَـ َق ُـع ِ(يف َهـذه اللَّْيـلَـة) ‪ ،‬أ ْ‬ ‫‪،‬أْ‬
‫السـ َـال ُم ‪ِ -‬هبَـ َذا ِاال ْســتِ ْف َه ِام التَّـ ْق ِري ـ ِر ِي‬ ‫الصـ َـالةُ َو َّ‬ ‫َوقَـ ْـو ُل ابْـ ِن َح َجــر‪ :‬نَـبَّــهَ ‪َ -‬علَْيـ ِـه َّ‬
‫ـك ْاأل َُّمـةَ ِرَبْـلَـ ِغ َو ْج ٍـه‪،‬‬ ‫ـل َبلِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َعلَى عظَِم َخطَ ِر َهذه اللَّْيـلَة َوَما يَـ َق ُع ف َيهـا‪ ،‬ليَ ْحم َ‬
‫ِ‬
‫ـادةِ َوالـ اد َع ِاء َوال ِْف ْكـ ِر َوالـ ِّذ ْك ِر‪َ ،‬كـ َـالم ُم ْستَ ْح َســن‪،‬‬ ‫َوآ َكـ ِـدبِ َعلَــى إِ ْحيَائِ َهــا ِابل ِْعبَـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّح ِري ِر إ اهـ‪.‬‬ ‫َن َمحْ َل اال ْست ْف َه ِام َعلَى التَّـ ْق ِري ِر َْ يَـ َق ْع َعلَى َو ْجه الت ْ‬ ‫إَِّال أ َّ‬
‫(‪)121‬‬

‫‪« )119‬مشكاة املصابيح» رقم احلديث ‪)406 / 1( ،1299 :‬‬


‫‪« )120‬مشكاة املصابيح» رقم احلديث ‪) 408 / 1 ( 1305 :‬‬
‫‪« )121‬مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح» (‪)973 /3‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـت‪ " :‬لَ َّمــا‬ ‫اَّللُ َعْنـ َهــا‪ ،‬قَالَـ ْ‬ ‫وقــال اإلمــام البيهقــي‪َ :‬عـ ْـن َعائِ َش ـةَ‪َ ،‬ر ِضـ َـي َّ‬
‫ـت‪:‬‬ ‫ـول َِّ ِ ِ ِ‬ ‫ـف ِمـ ْـن َشـ ْـعبَا َن انْ َسـ َّـل َر ُسـ ُ‬‫صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ‪ ‬مـ ْـن م ْرطــي‪ُ ،‬دَّ قَالَـ ْ‬ ‫ـت لَْيـلَـةُ الن ْ‬ ‫َكانَـ ْ‬
‫ص ــوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َِّ‬
‫اَّلل َم ــا َك ــا َن م ْرطُنَ ــا م ـ ْـن َخ ــز‪َ ،‬وَال قَـ ــز‪َ ،‬وَال ُك ْر ُس ــف‪َ ،‬وَال َكتَّ ــان‪َ ،‬وَال ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اَّلل فَ ِم ْن أ ِ‬
‫ـت‬ ‫ت‪ :‬إِ ْن َكا َن َس َداهُ لَ َش ْـعر‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫َي َش ْيء قَالَ ْ‬ ‫ت‪ُ :‬سْب َحا َن َّ‬ ‫فَـ ُق ْل ُ‬
‫ـت‬ ‫اإلبِ ِل‪ ،‬قَالَـت‪ :‬فَخ ِشـيت أَ ْن ي ُكـو َن أَتَـى بـع ِ ِِ‬ ‫ُحلْمتُهُ لَ ِم ْن وبَِر ِْ‬
‫ـم ن َسـائه‪ ،‬فَـ ُق ْم ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـت ِمـن قَـولِـهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَلْتَم ُسهُ ِيف الْبَـْيت فَـيَـ َق ُع قَ َدمي َعلَى قَ َد َم ْيه َو ُل َـو َسـاجد فَ َحفظْ ُ ْ ْ‬
‫ـك‬ ‫ـك فُـ َـؤ ِادي‪َ ،‬وأَبُـوءُ لَ َ‬ ‫آم َـن لَ َ‬ ‫ِ‬
‫ـك َس َـوادي َو َخيَ ِـاي‪َ ،‬و َ‬ ‫ـج َد لَ َ‬‫ـول‪َ « :‬س َ‬ ‫َو ُل َو يَـ ُق ُ‬
‫ـت نَـ ْف ِسـي فَـا ْغ ِف ْر ِي إِنَّـهُ َ يَـغْ ِف ُـر‬ ‫يم ِـة‪ ،‬آَلَ ْم ُ‬ ‫ِابلنِّع ِم‪ ،‬وأَ ْع َِرت ُ ِابلـ اذنُ ِ ِ‬
‫وب ال َْعظ َ‬ ‫َ َ‬
‫ـك‪،‬‬ ‫ـك ِم ْـن نِْق َمتِ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وأَعُوبُ بَِر ْمحَتِ َ‬ ‫ت‪ ،‬أَعُوبُ بِ َع ْف ِو َك ِم ْن عُ ُقوبَتِ َ‬ ‫وب إَِّ أَنْ َ‬ ‫ال اذنُ َ‬
‫ت‬‫ك أَنْ َ‬ ‫اء َعلَْي َ‬ ‫ُحصي ثَـنَ ً‬
‫كَ أ ِ‬
‫ْ‬ ‫ك ِم ْن َ‬ ‫ك ‪َ ،‬وأَعُوبُ بِ َ‬ ‫اك ِم ْن َس َخ ِط َ‬ ‫اَ‬ ‫َوأَعُوبُ بِ ِر َ‬
‫ص ــلِي قَائِ نم ــا‬ ‫اَّلل ‪ ‬يُ َ‬
‫ـول َِّ‬ ‫ـت‪ :‬فَ َم ــا َز َال َر ُس ـ ُ‬ ‫ـك» قَالَـ ْ‬ ‫ـت َعلَ ــى نَـ ْف ِس ـ َ‬ ‫َك َم ــا أَثْـنَـ ْي ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت‪:‬‬ ‫ت قَـ َـد َماهُ‪ ،‬فَـِِين َألَ ْ م ُزَهــا‪َ ،‬وقُـ ْلـ ُ‬ ‫اضـ َـم َع َد ْ‬
‫َصــبَ َح َوقَــد ْ‬ ‫َصــبَ َح‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َوقَاعـ نـدا َحـ َّ أ ْ‬
‫َّم ِم ْـن ذَنْبِ َ‬
‫ـك‬ ‫ـك َمـا تَـ َقـد َ‬ ‫اَّللُ لَ َ‬
‫س قَـ ْد َ َف َـر َّ‬ ‫ـك‪ ،‬أَلَ ْـي َ‬ ‫ت نَـ ْف َس َ‬ ‫ِفَِيب أَنْ ِ‬
‫ت َوأُمي‪ ،‬أَتْـ َعْب َ‬ ‫َ‬
‫ال‪« :‬بَـلَى َاي َعائِ َشةُ‪ ،‬أَفَ َال‬ ‫س فَـ َق َ‬ ‫س أَلَْي َ‬ ‫ك أَلَْي َ‬ ‫اَّللُ بِ َ‬
‫س قَ ْد فَـ َع َل َّ‬ ‫َخَر أَلَْي َ‬ ‫َوَما َأت َّ‬
‫ـول‬‫ـت‪َ :‬مـا فِ َيهـا َاي َر ُس َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ين َما ِيف َهـذه اللَّْيـلَـة » قَالَ ْ‬ ‫ِ‬
‫أَ ُكو ُن َعْب ندا َش ُك نورا َه ْل تَ ْدر َ‬
‫آدم ِيف ل ِذبِ َّ ِ ِ‬ ‫ال‪ :‬حت فِيها أَ ْن ي ْكتب ُك ال مول ٍ ِ‬ ‫اَّللِ فَـ َق َ‬
‫يها‬ ‫السنَة‪َ ،‬وف َ‬ ‫ُود م ْن بَِين َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َْ‬ ‫َّ‬
‫آدم ِيف لـ ِـذبِ َّ ِ ِ‬ ‫أَ ْن ي ْكتـب ُك ـ ال لالِـ ٍ ِ‬
‫يهــا تُـ ْرفَـ ُـع أَ ْع َمــا ُهلُ ْم‪،‬‬‫الســنَة‪َ ،‬وف َ‬ ‫ـك مـ ْـن بَـ ِـين َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َحـد يَـ ْد ُخ ُل ا ْجلَنَّـةَ إَِّال بَِر ْمحَ ِـة‬ ‫ـول َِّ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‪َ :‬مـا أ َ‬ ‫ـت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫يها تَـ ْنـ ِز ُل أ َْرَزاقُـ ُه ْـم‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬‫َوف َ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ـال‪« :‬م ــا ِم ــن أَح ــد ي ـ ْدخل ا ْجلنَّ ـةَ إَِّال بِر ْمح ـ ِـة َِّ‬ ‫َِّ‬
‫ـت َاي‬‫ـت‪َ :‬وَال أَنْـ َ‬‫اَّلل» قُـ ْل ـ ُ‬ ‫ََ‬ ‫اَّلل فَـ َق ـ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ‬
‫ـال‪« :‬وَال أ ََم إَِّال أَ ْن يـتَـغَ َّمـ َـدِين َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ـول َِّ‬
‫اَّللُ مْنــهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضـ َـع يَـ َـدهُ َعلَــى َه َامتــه فَـ َقـ َ َ‬‫اَّلل فَـ َو َ‬ ‫َر ُسـ َ‬
‫(‪)122‬‬
‫بَِر ْمحَة» يَـ ُقو ُهلَا ثََال َ َمَّرات " اهـ‪.‬‬

‫يغفر يف لذب الليلة جلميع اخلل إ ملنرك و‪.....‬‬


‫قال اإلمام النعراي‪( :‬أخـذ علينـا العهـد العـام مـن رسـول هللا صـلى هللا‬
‫عليه و سلم ) أن نقـوم ليلـة النصـف مـن شـعبان ونصـوم ارهـا ونسـتعد هلـا ابجلـوع‬
‫الشــار وقل ـة الكــالم والصــمت فــإ ّن َم ـن ينــبع ليلتهــا وأكثــر اللغــو مــن الكــالم‬
‫والغفلــة عــن هللا تعــاا يــذوق ملــا فيهــا مــن اخل ـريات عمــا ولــو ســهر فهــو‬
‫كاجلمــاد الــذي حيــس شــيرا ‪ ،‬ومــا حــث الشــارع العبــد علــى االســتعداد حلضــور‬
‫املواكــب اإلهلي ــة إال ليش ــعر مبــا نح ــه يف تل ــك املواك ــب ‪ ،‬و يتلق ــى م ــا خيص ــه م ــن‬
‫اإلمداد ابألدب ‪ ،‬ومن ال يشعر بـذلك فاتـه خـري كبـري ‪ ،‬فعلـم أنـه ـب علـى كـل‬
‫مؤمن أن يتوب مـن مجيـع مـا ورد يف اْـديث أنـه ننـع حصـول املغفـرة لصـاحبه‬
‫ليلة النصف من شعبان قبل دخول ليلة النصف كاملشـاحن بغـري عـذر شـرعي ‪،‬‬
‫وكأخــذ العشــور مــن املكــس وكــالعقور للوالــدين وحنــو ذلــك ‪ ،‬فيجــب الســعي يف‬
‫إزالة مـا عنـدم مـن الشـحناء ومـا عنـد ـريم منهـا يف حقنـا ولـو ِبرسـال كـالم طيـب‬
‫أو مــدح بــت األقـران وحنــو ذلــك ‪ ،‬ك هــداء هديــة وبــذل مــال لننــال الرمحــة واملغفــرة‬
‫من هللا تعاىل يف تلك الليلـة وال نتهـاون ابملبـادرة يف إزالـة الشـحناء إىل ليلـة النصـف‬

‫‪« )122‬فضائل األوقات» (‪« ،)12:‬الدعوات الكبري» لإلمام البيهقي (‪)45 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .‬فرمبا يتعسر علينا إزالة ما عندم أو عند املشاحن لنا من احلقـد الكمـت ؛ فتفوتنـا‬
‫املغفرة تلك الليلة‪.‬‬
‫وابجلملــة فيحتــاج مــن يريــد العمــل هبــذا العهــد إىل الســلوك علــى يــد‬
‫شيخ ليخرجه من حمبة الـدنيا وأ راضـها ومناصـبها وطلـب املقـام عنـد أهلهـا ‪،‬‬
‫ومــن يســلك كــذلك فمــن الزمــه البــا الشــحناء بواســطة الــدنيا إمــا لكونــه‬
‫حيوف على النال أو هم حيوفون عليه ‪ ،‬ولذلك قل العاملون هبذا العهد ح‬
‫مــن العلمــاء ومشــايخ الــزوااي ف ـ اهم تــدخل علــيهم ليلــة النصــف مــن شــعبان‬
‫وأحدهم مشاحن أخاه وال يبايل مبا يفوته من املغفرة العظيمة ‪.‬‬

‫رمحــه هللا يقــول ‪ :‬ــب علــى قــا ع‬ ‫ومسعــت ســيدي عليّـا اخلـ ّـوا‬
‫الــرحم املبــادرة قبــل ليلــة النصــف مــن شــعبان إا زوال القطيعــة ‪ ،‬وكــذلك‬
‫احلكم يف مجيـع مـا ورد فيـه التجلـي اإلهلـي كالثلـث األخـري مـن الليـل يف مجيـع‬
‫ليــايل الســنة فيجــب عليــه أن يتــوب مــن مجيــع الــذنوب وإال يكــن مــن أهــل‬
‫دخول حضرة هللا عز و جل ولو وقف يصلي فصالته ال روح فيها ‪.‬‬
‫ونعــت ســيدي حممــد بــن عنــان رمحــه هللا يقــول ‪ :‬جتــب املبــادرة علــى‬
‫قــاطع الــرحم إىل صــلة الــرحم وال يــؤخر الصــلة حـ تــدخل ليلــة النصــف فرمبــا‬
‫ـل‬
‫يتعسر صلتها تلك الليلة ‪ ،‬وكـذلك َتـب املبـادرة إا ب ّـر الوالـدين علـى ك ّ‬
‫من كان عاقا لوالديه ‪ ،‬وكذلك زـب علينـا إذا كـان أحـد مـن معارفنـا عشـارا‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫أو مكاســا أن رمــره ابلتوبــة عــن تلــك الوظيفــة والعــزم علــى أن ال يعــود إليهــا‬
‫لينال املغفرة تلك الليلـة فإ ّن هللا تعاا أخ أنّه يغفر أللـل لـذب الـذنوب‬
‫و يرفع هلم إا السماء عمال وبلك عنوان الغضب من هللا تعـاا علـيهم‬
‫‪ ،‬نسأل هللا اللطف ‪.‬‬
‫فاعلم أن التوبة عـن هـذه األمـور وإن كانـت واجبـة علـى الـدوام فهـي‬
‫يف ليلة النصف آكد كمـا قـالوا يسـتحب للصـائم أن يصـون لسـانه عـن الغيبـة‬
‫والنميمة يف رمضان ومعلوم أن ذلك واجب يف رمضان و ريه ولكن ملا توقف‬
‫ـافهم ‪ .‬وهللا تعـاىل أعلـم‬
‫كمال العبادة على ذلـك اسـتحب مـن تلـك احليثيـة ف ْ‬
‫(‪)123‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫ـول هللاِ ‪‬‬ ‫ـت َعائِ َشـ ـةُ‪َ :‬د َخ ـ َـل َعلَ ـ َّـي َر ُس ـ ُ‬ ‫وق ــال اإلم ــام البيهق ــي‪ :‬قَالَـ ْ‬
‫ـت‬
‫يدة ظَنَـْن ُ‬ ‫َخـ َذتِْين َْيـ َـرة َش ِـد َ‬ ‫ـام فَـلَبِ َس ُـه َما فَأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َع َعْنـهُ ثَـ ْوبَـْيـه ُدَّ َْ يَ ْسـتَت َّم أَ ْن قَ َ‬ ‫فَـ َو َ‬
‫ت أَتْـبَـعُـهُ فَأ َْد َرْكتُـهُ ِابلْبَ ِقيـ ِع بَِقيـ ِع الْغَْرقَـ ِد يَ ْسـتَـ ْغ ِف ُر‬‫بايت فَ َخَر ْج ُ‬ ‫صوِْحي ِ‬
‫م َُ‬ ‫أَنَّهُ َِْيت بَـ ْع َ‬
‫ات والش ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ـك‪َ ،‬وأ ََم‬ ‫اج ِة َربِ َ‬‫ت ِيف َح َ‬
‫ِ‬
‫ت‪ِ :‬فَِيب َوأُمي أَنْ َ‬ ‫ُّه َداء‪ ،‬فَـ ُق ْل ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ت َوالْ ُم ْؤمنَ َ َ‬ ‫ل ْل ُم ْؤمن َ‬
‫ت ُح ْج َـرِيت َوِيل نَـ َفـس َعـال‪َ ،‬و َحلَِق ِـين َر ُس ُ‬
‫ـول‬ ‫ت‪ ،‬فَ َـد َخ ْل ُ‬ ‫صَرفْ ُ‬ ‫الدنْـيَا فَانْ َ‬ ‫اج ِة ُّ‬ ‫ِيف َح َ‬
‫ـت‪ِ :‬فَِيب َوأ ُِمــي أَتَـْيـتَـ ِـين‬ ‫ِ‬ ‫هللاِ‬
‫س َاي َعائ َش ـةُ "‪ ،‬فَـ ُق ْلـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َّ‬
‫ن‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫ـال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫‪‬‬
‫َخ ـ ـ َذتِْين َْي ـ ـ َـرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت فَـلَب ْس ـ ـتَـ ُه َما فَأ َ‬‫ـك ُدَّ َْ تَ ْس ـ ــتَت َّم أَ ْن قُ ْمـ ـ َ‬ ‫ـك ثـَ ْوبَـْي ـ ـ َ‬
‫ت َعْن ـ ـ َ‬ ‫ضـ ـ ْـع َ‬
‫فَـ َو َ‬
‫ِ‬ ‫ص ــوِْحي ِ‬ ‫َش ـ ِـد َ‬
‫ص ــنَ ُع َم ــا‬ ‫ـك ِابلْبَقي ـ ِع تَ ْ‬ ‫بايت َح ـ َّ َرأَيْـتُـ َ‬ ‫ـم ُ َ‬ ‫ـك َأتِْيت بَـ ْع ـ َ‬ ‫ـت أَنَّـ َ‬ ‫يدة‪ ،‬ظَنَـْن ـ ُ‬

‫‪« )123‬لواقح األنوار القدسـية يف العهـود احملمديـة» (‪ )185 ، 184‬ويف نسـخة أخـرى‬
‫( ‪.)82‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـك‬‫ـف ( أي يظْلِــم ) هللا َعلَيـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْن َحييـ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‪َ " :‬اي َعائ َش ـةُ أَ ُكْنــت َختَــاف َ‬ ‫صــنَ ُع‪ ،‬قَـ َ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ـف ِم ْـن‬ ‫ص ِ‬ ‫الس َالم‪ ،‬فَـ َق َ ِ ِ‬
‫ال‪َ :‬لذب اللَّْيـلَـةُ لَْيـلَـةُ النِّ ْ‬ ‫يل َعلَْيه َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َوَر ُسولُهُ‪ ،‬بَ ْل أ ََاتين ج ْرب ُ‬
‫يهـا‬ ‫ِ‬
‫ْب‪ َ ،‬يَـ ْنظُ ُـر هللاُ ف َ‬ ‫يها عُتَـ َقاءُ ِم َن النَّا ِر بِ َع َد ِد ُشعُوِر غَنَ ِم َكل ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َش ْعبَا َن َو ََّّلل ف َ‬
‫اح ٍن ‪َ ،‬وَ إِ َا قَا ِ ِع َرِح ٍم‪َ ،‬وَ إِ َا ُم ْسبِ ٍل ‪َ ،‬وَ إِ َا‬ ‫نِ‬ ‫إِ َا ُم ْن ِر ٍك‪َ ،‬وَ إِ َا ُم َ‬
‫ـال ِيل‪" :‬‬ ‫ضـ َع َعْنـهُ ثـَ ْوبَـْي ِـه‪ ،‬فَـ َق َ‬‫ـال‪ُ :‬دَّ َو َ‬ ‫َعا ٍّق لَِوالِ َديْ ِـه‪َ ،‬وَ إِ َا ُمـ ْد ِم ِن َمخْـ ٍر حت قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت‪ :‬نَـ َعـ ْـم ِفَِيب َوأُمــي‪ ،‬فَـ َقـ َ‬
‫ـام‬ ‫ـت ِيل ِيف قيَـ ِـام َهــذه اللَّْيـلَــة "‪ ،‬فَـ ُق ْلـ ُ‬ ‫َاي َعائ َش ـةُ َأتْذَنـ َ‬
‫ت يَـ ِـدي‬ ‫ضـ ْـع ُ‬ ‫ـت أَلْتَ ِم ُس ـهُ‪َ ،‬وَو َ‬ ‫م فَـ ُق ْمـ ُ‬ ‫ـت أَنـَّـهُ قُـبِ َ‬ ‫ـج َد لَـ ْـي نال طَـ ِو نيال َح ـ َّ ظَنَـْنـ ُ‬ ‫فَ َسـ َ‬
‫ودبِ‪ :‬حت أَعُوبُ بِ َع ْف ِو َك‬ ‫ول ِيف سج ِ‬
‫ت َو َمس ْعتُهُ يَـ ُق ُ ُ ُ‬
‫َعلَى اب ِط ِن قَ َدمي ِه فَـتَحَّرَك فَـ َف ِر ْح ُ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ـك‪،‬‬ ‫ـل َو ْج ُه َ‬ ‫ـك‪َ ،‬ج َّ‬ ‫ك ِم ْن َ‬ ‫ك‪َ ،‬وأَعُوبُ بِ َ‬ ‫اك ِم ْن َس َخ ِط َ‬ ‫اَ‬ ‫ك‪َ ،‬وأَعُوبُ بِ ِر َ‬ ‫ِم ْن ِع َقابِ َ‬
‫َص ــبَ َح‬‫ـك "‪ ،‬فَـلَ َّم ــا أ ْ‬ ‫ـت َعلَ ــى نَـ ْف ِس ـ َ‬ ‫ـت َك َم ــا أَثْـنَـ ْي ـ َ‬ ‫ـك أَنْـ َ‬ ‫ـاء َعلَْي ـ َ‬ ‫َ أ ِ‬
‫ُحص ــي ثَـنَ ـ ً‬ ‫ْ‬
‫ال‪ " :‬تَـ َعلَّ ِمي ِه َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ :‬نَـ َع ْم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال‪َ " :‬اي َعائ َشةُ تَـ َعلَّ ْمت ِه َّن "‪ ،‬فَـ ُق ْل ُ‬ ‫ذَ َك ْرتُـ ُه َّن لَهُ فَـ َق َ‬
‫السـج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َعلِ ِمي ِه َّن‪ ،‬فَـِ َّن ِج ِْربي َـل َعلَْي ِـه َّ‬
‫ود‬ ‫الس َـال ُم َعلَّ َمنـي ِه َّن َوأ ََم َـرِين أَ ْن أ َُرد َد ُه َّـن ِيف ُّ ُ‬
‫(‪)124‬‬
‫ي ِم ْن َو ْج ٍه آ َخ َر حت اهـ‪.‬‬ ‫اعيف َوُر ِو َ‬
‫"‪َ " ،‬ل َذا إِسنَاد َ ِ‬
‫ْ‬
‫ـال ‪ :‬بَـ َعثَ ِـين النَِّ ُّ‬
‫ـيب‬ ‫ـس بْـ ِن َمالِـك رضـي هللا عنـه ‪ ،‬قَ َ‬ ‫وقال أيضـا‪َ :‬ع ْـن أَنَ ِ‬
‫َس ـ ِر ِعي فَ ـِِين‬ ‫ـت َهلـَـا ‪ :‬أ ْ‬ ‫اجــة ‪ ،‬فَـ ُق ْلـ ُ‬ ‫اَّللُ َعْنـ َهــا ِيف َح َ‬ ‫‪ ‬إِ َىل َمْن ـ ِزِل َعائِ َش ـةَ َر ِضـ َـي َّ‬
‫ـت ‪َ :‬اي‬ ‫اَّللِ ‪ُ ‬حي ـ ِـدثـُهم ع ــن لَيـلَـ ِـة النِص ـ ِ ِ‬
‫ـف م ـ ْـن َش ـ ْـعبَا َن ‪ ،‬فَـ َقالَـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ َ ْ ْ‬ ‫ـول َّ‬‫ـت َر ُس ـ َ‬ ‫تَـَرْك ـ ُ‬
‫ـك اللَّْيـلَـةَ‬ ‫ف ِم ْن َش ْـعبَا َن ‪ ،‬إِ َّن تِْل َ‬ ‫صِ‬ ‫أُنـَيس اجلِس ح َّ أُح ِدثَ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ك حبَديث لَْيـلَة الن ْ‬ ‫ْ ُ ْ ْ َ َ‬

‫‪« )124‬شعب اإل ان» (‪.)363 / 5‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ـيب ‪َ ‬وَد َخ ـ َـل َمعِ ــي ِيف ِحلَ ـ ِـايف ‪،‬‬ ‫اَّلل ‪ ‬فَ َج ــاءَ النَّ ـ ِ ُّ‬
‫ـول َِّ‬ ‫ـت لَيـلَ ـ ِـيت ِم ــن رس ـ ِ‬
‫ْ َُ‬ ‫َكانَ ـ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫فَانْـتَـبـه ِ‬
‫ت ِيف ُح ُجَرات ن َسائه فَـلَ ْم أَجـ ْدهُ‬ ‫ت فَطُْف ُ‬ ‫ت م َن اللَّْي ِل فَـلَ ْم أَج ْدهُ ‪ ،‬فَـ ُق ْم ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫فَـ ُق ْلــت لَعلَّــه ذَهــب إِ َىل جا ِريتِـ ِـه ما ِري ـةَ الْ ِقب ِطيَّـ ِـة فَخرجــت فَمــررت ِيف الْمسـ ِـجدِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َْ ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ُ َ ُ َ َ‬
‫وسـ َـو ِادي ‪،‬‬ ‫ـك َخيَـ ِـايل َ‬ ‫ـج َد لَـ َ‬ ‫ـول ‪َ :‬سـ َ‬ ‫ـاجد َوُهـ َـو يَـ ُقـ ُ‬ ‫فَـوقَـعــت ِرجلِــي علَيـ ِـه وهــو سـ ِ‬
‫َ َ ْ ْ َ ْ ََُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـك فُــؤ ِادي ‪ ،‬وهـ ِـذهِ يـ ِـدي الــيت جنَـيـ ِ‬
‫ـيم ‪،‬‬ ‫ـت هبـَـا َعلَــى نَـ ْفســي ‪ ،‬فَـيَــا َعظـ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َو َآمـ َـن بِـ َ َ‬
‫ِ‬ ‫الر ُّ ِ‬ ‫ب الْ َع ِظ َيم إَِّال َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫ـت ‪:‬‬ ‫يم ‪ ،‬فَـا ْف ْر ِيل الـذنب العظـيم قَالَ ْ‬ ‫ب الْ َعظ ُ‬ ‫َه ْل يَـ ْغف ُر الذنْ َ‬
‫الشـ ِـر ‪ ،‬بَِريئــا َال‬ ‫ـب ِيل قَـ ْلبنــا تَِقيــا نَِقيــا ِمـ َـن َّ‬ ‫ـول ‪ :‬اللَّ ُهـ َّـم َهـ ْ‬ ‫ُدَّ َرفَـ َـع َرأْ َســهُ َوُهـ َـو يَـ ُقـ ُ‬
‫َخـي َد ُاو ُد‬ ‫ـال أ ِ‬
‫ـك َك َمـا قَ َ‬ ‫ـول ‪ :‬أَقُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـول لَ َ‬ ‫ـج َد ‪َ ،‬وُه َـو يَـ ُق ُ‬ ‫اد فَ َس َ‬ ‫َكافنرا َوَال َشقيا ُدَّ َع َ‬
‫اب لِ َســيِ ِدي َو ُحـ َّـق لَِو ْجـ ِـه َســيِ ِدي أَ ْن تُـ َع َّفـ َـر‬ ‫السـ َـالم ‪ :‬أ َُع ِفــر و ْج ِهــي ِيف التُّ ــر ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َعلَْيــه َّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـت يف واد وأم يف واد ‪،‬‬ ‫ـت ‪ِ :‬فَِيب َوأُمــي أَنْـ َ‬ ‫الْ ُو ُجــوهُ ل َو ْج ِهــه ‪ُ ،‬دَّ َرفَـ َـع َرأْ َســهُ فَـ ُق ْلـ ُ‬
‫ف ِمن شعبا َن إِ َّن َِِّ‬
‫َّلل‬ ‫َن َه ِذهِ اللَّيـلَةَ لَيـلَةُ النِ ْ ِ‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْ َ َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ال ‪َ :‬اي ُمحَْيـَراءُ ‪ ،‬أ ََما تَـ ْعلَم َ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّللِ ‪،‬‬ ‫ـول َّ‬ ‫ت ‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ْب قُـ ْل ُ‬‫اء ِم َن النَّا ِر بعدد َش ْع ِر غَنَ ِم َكل ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ِيف َلذب اللَّْيـلَة عُتَـ َق َ‬
‫ب قَبِيلَـةُ قَـ ْـوٍم أَ ْكبَ ـ َـر غَنَ ًمــا‬ ‫ـال ‪َ :‬ىتْ يَ ُكـ ْـن ِيف ال َْعـر ِ‬
‫َ‬ ‫َوَمـا َاب ُل َش ْـع ِر َــنَ ِم َك ْلـب قَـ َ‬
‫صـبر َعلَــى‬ ‫ـول ِسـتَّة نَـ َفـر ‪ :‬مـ ْد ِمن َمخْـر ‪ ،‬وَال عـا بر لِوالِ َدي ِـه ‪ ،‬وَال م ِ‬
‫َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِمـ ْنـ ُه ْم ‪َ ،‬ال أَقُ ُ‬
‫ض ـ ِرب ‪َ ،‬وَال قَـتَّ ــات‪ .‬يف ل ــذا اإلس ــناد بع ــا م ــن‬ ‫ص ــا ِرم ‪َ ،‬وَال ُم ْ‬ ‫ِزنم ‪َ ،‬وَال ُم َ‬
‫انضم أحداا إا اآلخر أخذا بعـا الق ّـوة‬ ‫هل وكذلك فيما قبله ‪ ,‬وإبا ّ‬
‫(‪)125‬‬
‫وهللا أعلم اهـ‪.‬‬

‫‪« )125‬الدعوات الكبري‪ /‬رقم احلديث‪.)147 / 2( 531 :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـال‪:‬‬‫ـيب ‪ -  -‬قَ َ‬ ‫وقال اإلمام اهليثمي‪َ :‬و َع ْن ُم َع ِاذ بْ ِن َجبَل‪َ ،‬عـ ِن النَِّ ِ‬
‫ـف ِم ْـن َش ْـعبَا َن‪ ،‬فَـيَـ ْغ ِف ُـر ِجلَ ِميـ ِع َخ ْل ِق ِـه‪،‬‬
‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫" «يَطَّلِ ُع َّ‬
‫اَّللُ إِ َىل َمجيـ ِع َخ ْلقـه لَْيـلَـةَ الن ْ‬
‫احن »(‪َ " )126‬رَواهُ الطَّبَـَرِاينُّ ِيف الْ َكبِ ِري َو ْاأل َْو َس ِ َوِر َجا ُهلَُما‬ ‫إَِّال لِم ْش ِرك‪ ،‬أَو م َش ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)127‬‬
‫ثَِقات اهـ‪.‬‬
‫اَّللُ لِ ُك ِـل َعْبـد َمـا َخـال‬
‫ـح َن) فِي ِـه «يَـ ْغ ِف ُـر َّ‬ ‫وقال اإلمام ابـن األثـري‪َ :‬‬
‫(ش َ‬
‫ـاح ُن‬ ‫ـاحن‪ :‬املع ـ ِ‬ ‫نـ ِ‬ ‫م ْشـ ـ ِركا أَو م َش ـ ِ‬
‫ـاحنا» ‪ .‬ال ُْم َ‬
‫َّش ـ ُ‬
‫الع ــداوة‪ .‬والت َ‬
‫ـحنَاءُ َ‬ ‫الش ـ ْ‬
‫ـادي و َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـاحب البِ ْدعــة املفــارر‬ ‫ـاح ِن َه ُهنَــا صـ‬ ‫اعــي‪ :‬أَراد ِابلْم َشـ ِ‬
‫ـال ْاألَوز ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫تفاعُــل مْنــهُ‪َ .‬وقَـ َ ْ َ‬
‫ُ‬ ‫(‪)128‬‬
‫جلَماعة األُمة اهـ‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن رجب اْنبلي‪ :‬وعن األوزاعي أنّه قال‪ :‬املناحن‬
‫كل صاحب بدعة فارق عليها األمة ‪ ،‬وكذا قال ابـن ثـوابن‪ :‬املشـاحن هـو‬ ‫ّ‬
‫التارك لسنة النيب ‪ ‬الطاعن على أمته السافك دماءهم وهذا الشـحناء أعـين‬
‫ش ــحناء البدع ــة توج ــب الطع ــن عل ــى مجاع ــة املس ــلمت واس ــتحالل دم ــائهم‬
‫وأمواهلم وأعراضهم كبدع اخلوارج والروافم وحنوهم‪.‬‬

‫‪ )126‬ويف ذخائر اإلخوان يف مواعز شهر رمضان ‪ :‬واملشاحن يعين املصارم وهو الذي‬
‫ال يتكلم أخاه ثالثة أايم اهـ‪.‬‬
‫‪« )127‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد» رقم احلديث‪) 65 / 8( 12960 :‬‬
‫‪« )128‬النهاية يف ريب احلديث واألثر» ( ‪) 449 / 2‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫فأفضــل األعمــال ســالمة الصــدر مــن أن ـواع الشــحناء كلهــا وأفضــلها‬


‫السالمة من شحناء أهل األهواء والبدع اليت تقتضي الطعن على سلف األمة‬
‫وبغضهم واحلقد علـيهم واعتقـاد تكفـريهم أو تبـديعهم وتضـليلهم د يلـي ذلـك‬
‫سالمة القلب من الشـحناء لعمـوم املسـلمت وإرادة اخلـري هلـم ونصـيحتهم وأن‬
‫حيب هلم ما حيب لنفسه وقد وصـف هللا تعـاىل املـؤمنت عمومـا ف ـم يقولـون‪:‬‬
‫ٗ‬ ‫َ َۡ ۡ‬ ‫ين َس َبقونَِ ب ۡذِل َ‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ َ‬
‫يم َٰ ِن َوَل َت َعاۡ ِِف قلوب ِ ََّاِ غِا‬ ‫ِ ِ‬ ‫َر هب ََِّ ٱغفِ ۡر نلَِ َو ِ ِِلخ َوَٰن ِ ََِّ ِ‬
‫ٱَّل َ‬
‫لَع (‪)130( )129‬‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫ك ه َ‬
‫ِين َء َامَّوا َر هب ََِّ إِنك َرءوف هرحِيم ‪١٠‬‬ ‫ل هَِّل َ‬

‫وقــال اإلمــام عبــد اْميــد النــافعي‪ :‬وقــد اجتمــع مــن الــرواايت أن‬
‫احملجوبت عن املغفرة والرمحة ‪ :‬مشـرك ‪ ،‬ومشـاحن ‪ ،‬وعشـار ‪ ،‬وقاتـل نفـس ‪،‬‬
‫ومس ـ ــبل اإلزار ‪ ،‬وزان ‪ ،‬وش ـ ــارب ‪ ،‬وقتَّ ـ ــات ( النم ـ ــام ) ‪،‬‬ ‫وق ـ ــاطع رح ـ ــم ‪ُ ،‬‬
‫ومص ـ ـ ِـور ‪ ،‬وع ـ ــا بر ‪ ،‬ومض ـ ــرب يف التج ـ ــارات ‪ ،‬ومبت ـ ــدع ‪ ،‬ورافض ـ ــي يف قلب ـ ــه‬
‫شحناء للصحابة رضي هللا تعاىل عنهم ؛ فمن ختلق بشـيء مـن هـذه الـذنوب‬
‫‪ ..‬فاته الفوز ابلغفران ‪ ،‬يف ليلة النصف من شعبان إال أن يتنصل من ذنبـه ‪،‬‬
‫وخيْلـ ــص توبتـ ــه ‪ ،‬ويغسـ ــل مبـ ــاء النـ ــدم حوبتـ ــه ( اإلد ) ؛‬
‫ويتـ ــوب إىل ربـ ــه ‪ُ ،‬‬

‫‪ )129‬احلشر‪)10( :‬‬
‫‪« )130‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف» ( ‪.)139‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫فحينئـذ يسـلك هللا بـه أقــوم طريـق ‪ ،‬ويدخلـه يف زمـرة أولئــك الرفيـق‪﴿ :‬ومد‬
‫(‪)131‬‬
‫والرسول﴾ اهـ‪.‬‬ ‫يطع اهلل ّ‬

‫بنو كلب‬
‫ص ـ َـد ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قــال اإلمــام الســهيلي‪َ :‬وأَمــا ك ـ َـالب فَـ ُهـ َـو َمْنـ ُقــول إمــا مـ َـن الْ َم ْ‬
‫ب‬ ‫ت الْع ُدو م َكالَبةن وكِ َالاب‪ ،‬وإِما ِمن الْ ِك َال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذي ُه َو َم ْع َّن الْ ُم َكالَبَة‪َْ ،‬حنو َكالَْب ُ َ ُ َ َ ن َ َ‬
‫ـل ِألَِ ال ّـرقَـ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يدو َن الْ َكثْـَرَة َك َما َن ْوا بسبَ ِاع َوأ َْمنَـار‪َ .‬وقي َ‬ ‫َمجْ ُع َك ْلب‪ِ ،‬ألَنـ ُه ْم يُِر ُ‬
‫ـب َو ِبئْـ ـ ٍ‬ ‫َمسـ ـ ِ‬
‫ـاء َْبـ ــو َك ْلـ ـ ٍ‬ ‫ـاء ُك ْم بِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب‬ ‫نـ ـ ّـر ْاأل َْ‬ ‫الْكـ ـ َـالِ ّ ْاألَ ْعـ ـ َـراِ ّ ىتَ تُ َ‬
‫سـ ـ ّـمو َن أَبْـنَـ ـ َ‬
‫ـاء َْبــو مــرُز ٍ‬ ‫َمس ـ ِ‬
‫وق َوَرَاب ٍحُ فَـ َق ـ َ‬
‫ـال‪ :‬إمنـَـا نُ َس ــمي أَبْـنَــاءَ َم‬ ‫َ َْ‬ ‫س ـ ِن ْاأل َْ‬ ‫َح َ‬ ‫َو َعبِي ـ َد ُك ْم ِر ْ‬
‫َعـ َـدائِنَا‪َ ،‬و َعبِيـ َـد َم ِألَنْـ ُف ِســنَا‪ ،‬يُِريـ ُـد أَن ْاألَبْـنَــاءَ عُــدةُ ْاألَ ْعـ َـد ِاء َو ِسـ َـهام ِيف ُحنُــوِرِه ْم‬ ‫ِ‬
‫أل ْ‬
‫اختَ ُاروا َهلُْم َه ِذهِ ْاأل ْ‬
‫(‪)132‬‬
‫َنَاءَ اهـ‪.‬‬ ‫فَ ْ‬
‫وقــال اإلمــام ابــن رجــب اْنبلــي‪ :‬ويف فضــل ليلــة نصــف شــعبان‬
‫ـح ابــن‬
‫أحاديــث أخــر متعـ ّددة و قــد اختلــف فيهــا فضــعفها األكثــرون وصـ ّ‬
‫(‪)133‬‬
‫خرجه يف صحيحه اهـ‪.‬‬ ‫ضها و ّ‬ ‫حبّان بع َ‬

‫‪« )131‬كنــز النجــاح والســرور يف األدعيــة املــأثورة الــيت تشــرح الصــدور» (‪« ،)154‬حتفــة‬
‫اإلخوان»‪)153( ،‬‬
‫‪« )132‬الروا األنف يف شرح السرية النبوية» (‪)28 / 1‬‬
‫‪« )133‬لطائف املعارف فيما ملواسم العام من الوظائف (‪)136‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقــال ابــن تيميــة‪ :‬ليلــة النصــف مــن شــعبان‪ ،‬فقــد روى يف فضــلها‬
‫ضلة وأن من السلف‬
‫من األحاديث املرفوعة واآلَثر ما يقتضي أهنا ليلة مف ّ‬
‫من كان خيصها ابلصالة فيها‪ ،‬وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديـث‬
‫صــحيحة‪ .‬ومــن العلمــاء‪ :‬مــن الســلف مــن أهــل املدينــة‪ ،‬و ــريهم مــن اخللــف‪،‬‬
‫من أنكر فضلها‪ ،‬وطعن يف األحاديث الواردة فيها‪ ،‬كحـديث‪« :‬إن هللا يغفـر‬
‫فيه ــا ألكث ــر م ــن عـ ــدد ش ــعر ــنم كل ــب» "‪ .‬وق ــال‪ :‬ال ف ــرر بينه ــا و ب ــت‬
‫ريهــا‪.‬لكــن الــذي عليــه كثــري مــن ألــل العلــم‪ ،‬أو أكثــرلم‪ ،‬مــن أصــحابنا‬
‫ـص أمحـد‪ ،‬لتعـ ّدد األحاديـث الـواردة‬
‫ـدل ن ّ‬
‫وغريلم على تفضـيلها‪ ،‬وعليـه ي ّ‬
‫فيهــا‪ ،‬ومــا يصــدق بلــك مــن اآلَثر الســلفية‪ ،‬وقــد روي بعــم فضــائلها يف‬
‫(‪)134‬‬
‫املسانيد والسنن ‪ .‬وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر اهـ‪.‬‬
‫توبة مالك بن دينار‬

‫قال اإلمام ابن قدامة‪ :‬ر‪ ( – 77‬توبة مالك بن دينار ) وروي عـن‬
‫مالك بن دينار أنه سرل عن سبب توبته فقال‪ :‬كنت شرطيا وكنت منهمكا‬
‫علــى شــرب اخلمــر د إن ـين اش ـ يت جاريــة نفيســة ووقعــت مــين أحســن موقــع‬
‫فولــدت يل بنتــا فشــغفت هبــا فلمــا دبــت علــى األرا ازدادت يف قلــيب حبــا‬

‫‪« )134‬اقتضاء الصرايف املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم» (‪،137 ،136 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وألفت ــين وألفته ــا‪ .‬ق ــال‪ :‬فكن ــت إذا وض ــعت املس ــكر ب ــت ي ــدي ج ــاءت إيل‬
‫وجاذبتين عليه وهرقته من ثويب‪.‬‬

‫فلمـا كانـت ليلـة النصـف‬


‫فلما مت هلا سنتان ماتت فأكمدين حز ـا‪ّ .‬‬
‫ـل فيهــا عنــاء‬
‫مــن شـعبان وكانــت ليلــة اجلمعــة بــت مــال مــن اخلمــر وىت أصـ ّ‬
‫اآلخرة فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت ونفخ يف الصور وبعثرت‬
‫القبــور وحشــر اخلالئــق وأم معهــم فســمعت حســا مــن ورائــي فالتفــت فـ ذا أم‬
‫بتِنِت أعظم ما يكون أسود أزرر قد فتح فاه مسرعا حنوي‪ .‬فمررت بـت يديـه‬
‫هـ ــاراب فزعـ ــا مرعـ ــواب فمـ ــررت يف طريقـ ــي بشـ ــيخ نقـ ــي الثـ ــوب طيـ ــب الرائحـ ــة‬
‫فسلمت عليه فرد السالم فقلـت‪ :‬أيهـا الشـيخ أجـرين مـن هـذا التنـت أجـارك‬
‫هللا فبكى الشيخ وقال يل‪ :‬أم ضعيف وهـذا أقـوى مـين ومـا أقـدر عليـه ولكـن‬
‫ـت هــاراب علـى وجهــي‬‫مـر وأسـرع فلعــل هللا أن يتـيح لــك مـا ينجيـك منــه‪ .‬فولي ُ‬
‫فصعدت على شرف من شرف القيامة فأشرفت على طبقات النريان فنظرت‬
‫إىل هوهلـا وكــدت أهــوي فيهــا مــن فــزع التنــت فصــاح يب صــائح‪ :‬ارجــع فلســت‬
‫من أهلها فاطمأننت إىل قوله ورجعت‪ .‬ورجع التنت يف طلـيب فأتيـت الشـيخ‬
‫فقلــت‪ :‬اي شــيخ ســألتك أن جتــريين مــن هــذا التنــت فلــم تفع ـل فبكــى الشــيخ‬
‫وقال‪ :‬أم ضعيف ولكن سر إىل هذا اجلبل ف ن فيه ودائع املسـلمت فـ ن كـان‬
‫لك فيه وديعة فستنصرك‪.‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫قــال‪ :‬فنظــرت إىل جبــل مســتدير مــن فضــة وفيــه كــوى خمرمــة وســتور‬
‫معلقة على كـل خوخـة وكـوة مصـراعان مـن الـذهب األمحـر مفصـلة ابليواقيـت‬
‫مكوكبـة ابلـدر علـى كـل مصـراع سـ مـن احلريـر فلمـا نظـرت إىل اجلبـل وليــت‬
‫إليــه هــاراب والتنــت مــن ورائــي حـ إذا قربــت منــه صــاح بعــم املالئكــة‪ :‬ارفعـوا‬
‫الســتور وافتح ـوا املصــاريع وأشــرفوا فلعــل هلــذا البــائس فــيكم وديعــة جتــريه مــن‬
‫عــدوه ف ـ ذا الســتور قــد رفعــت واملصــاريع قــد فتحــت فأشــرف علــي مــن تلــك‬
‫املخرمات أطفال بوجوه كاألقمار وقرب التنت مين فتحريت يف أمري‪.‬‬
‫فصــاح بعــم األطفــال‪ :‬وحيكــم أشــرفوا كلكــم فقــد قــرب منــه عــدوه‪.‬‬
‫فأشرفوا فوجا بعد فوج وإذا أم اببنيت اليت ماتت قـد أشـرفت علـي معهـم فلمـا‬
‫رأتــين بكــت وقالــت‪ :‬أيب وهللا د وثبــت يف كفــة مــن نــور كرميــة الســهم ح ـ‬
‫مثلــت بــت يــدي فمــدت يــدها الشــمال إىل يــدي اليمــّن فتعلقــت هبــا ومــدت‬
‫يدها اليمّن إىل التنت فوىل هـاراب‪ .‬د أجلسـتين وقعـدت يف حجـري وضـربت‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ َّ‬
‫ِيد نمنُدوا أن شدع‬ ‫بيدها اليمّن إىل حلييت وقالت‪ :‬اي أبـت ﴿ألدْ يدن ِن ل ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬‫ُُ ْ‬ ‫ُُ‬
‫اّلل﴾)‪ . (135‬فبكيــت وقلــت‪ :‬اي بنيــة وأنــتم تعرفــون القــرآن‬
‫در ِ‬ ‫ِكد ِ‬
‫قلددوههْ ِ ِ‬
‫فقالت‪ :‬اي أبت حنن أعرف به منكم‪ .‬قلت‪ :‬فأخربيين عن التنت الـذي أراد‬
‫أن يهلكين قالت‪ :‬ذلك عملك السوء قويته فأراد أن يغرقك يف مر جهنم‪.‬‬
‫قلت فأخربيين عن الشيخ الذي مررت به يف طريقي قالت‪ :‬اي أبـت‬
‫ذلك عملك الصاح أضعفته ح يكن لـه طاقـة بعملـك السـوء‪ .‬قلـت‪ :‬اي‬

‫‪ (135‬احلديد‪)16( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫بنية وما تصنعون يف هذا اجلبل قالت‪ :‬حنن أطفال املسلمت قـد أسـكنا فيـه‬
‫إىل أن تقوم الساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم‪ .‬قال مالك‪ :‬فانتبهت‬
‫فزعــا وأصــبحت فأرقــت املســكر وكســرت اآلنيــة وتبــت إىل هللا ‪ -‬عــز وجــل ‪-‬‬
‫)‪(136‬‬
‫وهذا كان سبب توبيت اهـ‪.‬‬

‫ي‬ ‫اسم َّ ِ‬‫توبة أَ الْ َق ِ‬


‫الس ْعد ّ‬
‫دثين أَبُو ُحمَ َّمد حي بـن ُحمَ َّمـد بـن ُسـلَْي َمان‬ ‫قال القااي التنوخي‪َ :‬ح ِ‬
‫الس ـ ْـع ِدي حي ــد أيب‬ ‫اس ــم َّ‬ ‫موص ــلِي‪ ،‬قَ ـ َ‬
‫ـال‪َِ :‬نع ــت أَاب الْ َق ِ‬
‫َ‬
‫ب ــن فَه ــد ْاأل َْزِدي الْ ِ‬
‫ـال‪ :‬كن ــت َوأَم ح ــد الس ــن‪ ،‬مش ــغوفا بِغُ ـ َـالم يل ش ــغفا َش ـ ِـديدا‪،‬‬ ‫بِبَـ ْغ ـ َـداد‪ ،‬قَ ـ َ‬
‫منهمكــا َم َعــه ِيف الْفســاد‪ ،‬فَ َكــا َن ُرمبـَـا هجــرين‪ ،‬فأترضــاه بِ ُكــل َمــا أقــدر َعلَْيـ ِـه‪،‬‬
‫ـال‪َ :‬وإنَّـهُ ضـب َعلـي مـرة َضـبا َش ِـديدا‪ ،‬فهـرب‪ ،‬واسـت عـين‬ ‫َح َّ يرضى‪ .‬قَ َ‬
‫ـرية والول ــه‪َ ،‬م ــا قطع ــين َع ــن النظ ــر ِيف أ َْم ـ ِري‪ ،‬وص ــريين‬‫َخ ــربه‪ ،‬فلحق ــين م ــن ا ْحل ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ــرف‪َ .‬وحض ــر َوق ــت‬ ‫اجتَـ َه ــدت ِيف ص ــرف َذل ـك ع ــين فَ َم ــا انْ َ‬ ‫َك ــالْ َم ْجنُون‪َ ،‬و ْ‬
‫السـ َـالم‪ ،‬فَكتبــت رقْـ َعــة‬ ‫ُخـ ُـروج النَّــال إِ َىل احلــائر‪ ،‬علــى ســاكنه أفضــل َّ‬
‫الصـ َـالة َو َّ‬
‫ـاىل ابحلسـت بـن‬ ‫أسأَل هللا عز َوجل فِ َيها الْفرج ِممَّـا أَم فِي ِـه‪ ،‬وأتوسـل إِ َىل هللا تَـ َع َ‬

‫‪« (136‬كتاب التوابت» لإلمام ابن قدامة املقدسي (‪)125 ، 124‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ِ‬
‫َعلــي َرضــي هللا َعْنـ ُه َمــا‪ ،‬ودفعتهــا إِ َىل بعــم مــن خــرج‪َ ،‬و َس ـأَلته أَن يَـ ْدفَ َ‬
‫عها ِيف‬
‫شعبَان‪ ،‬فَـ َف ِزعت إِ َىل هللا‪ِ ،‬يف كشف‬ ‫صف من ْ‬ ‫َمحيَة من الْ َق ْرب‪َ .‬وَكانَت لَْيـلَة النّ ْ‬
‫ُّعاء‪ ،‬قِطْ َعة من اللَّْيل‪ ،‬دَّ َمحلَِين النـوم‪ .‬فَـَرأَيْـت ِيف‬ ‫ما ِيب‪ ،‬وتفردت ِاب َّ ِ‬
‫لص َالة َوالد َ‬ ‫َ‬
‫َمنَ ِامي َكأَِين ِيف َم َقابِر قُـَريْ ‪َ ،‬والنَّال جمتمعون فِ َيها‪ ،‬إِ ْذ قيل‪ :‬قد َجـاءَ ا ْحلُ َس ْـت‬
‫اط َم ــة بن ــت َر ُس ــول هللا ‪ ،‬للـ ـزايرة‪ .‬فتش ــوفت لرؤيتهم ــا‪ ،‬فَـ ـِذا‬ ‫ب ــن عل ــي‪ ،‬وفَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ص َورة كهل‪ ،‬حسن الْ َو ْجـه‪ ،‬بدراعـة‪ ،‬وعمامـة‪ ،‬وخـف‪ ،‬قـد أقبـل‪،‬‬ ‫ابحلست‪ِ ،‬يف ُ‬
‫ضاء‪ .‬فاع ضت‬ ‫ِ‬ ‫ومعه فَ ِ‬
‫الس َالم‪ ،‬متنقبة بنقاب أَبيم‪َ ،‬وم ْل َح َفة بَـْي َ‬ ‫اط َمة َعلَْيـ َها َّ‬ ‫َََُ‬
‫اجـة يل‪ ،‬فَـِن َرأَيْـت‬ ‫ِ‬
‫ا ْحلُ َس ْت‪َ ،‬وقلت‪َ :‬ايابْ َن َر ُسول هللا‪ ،‬كتبت إلَْيك رقْـ َعة ِيف َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى‬ ‫أَن ْتعمل ف َيها فَلم ُزبين‪َ ،‬ودخل إ َىل الْقبَّة الَِّيت ف َيها ُحمَ َّمد بن َعلي بن ُم َ‬
‫السـ َـالم َم َعــه‪َ ،‬وَكــأن قومــا قــد وق ُف ـوا‬ ‫ر ِضــي هللا ع ـْنـهم‪ ،‬ودخلــت فَ ِ‬
‫اط َمــة َعلَْيـ َهــا َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ُّخول إِلَْيـ َهـا‪ ،‬فلـم أزل أكـابس وأتوصـل‪ ،‬إِ َىل أَن دخلـت‪،‬‬ ‫ْنَـعُو َن النَّـال مـن الـد ُ‬
‫َع ْدت َعلَْي ِه ا ْخلطاب‪ ،‬فَلم زبين‪.‬‬
‫فَأ َ‬

‫فَقل ــت لفاطم ــة‪َ :‬اي س ــيدة النِ َس ــاء‪ ،‬إِن َرأَيْ ــت أَن تعمل ــي ِيف أ َْم ـ ـ ِري‪.‬‬
‫فَـ َقالَــت‪ :‬علــى أَن تت ـوب فَقلــت‪ :‬نعــم‪ .‬فَـ َقالَــت‪ :‬هللا فَقلــت‪ :‬هللا‪ .‬فكــررت‬
‫اع ــة ِممَّــن َك ــانُوا قيَام ــا‪ ،‬فَـ َقالَــت‪ :‬خ ــذوه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َذل ــك َعل ــي ثَـ َـال نا‪ ،‬دَّ أ َْوَم ــأت إِ َىل مجَ َ‬
‫ـدها فَ َدفَعتــه إِلَـ ْـي ِهم‪ ،‬وخــاطبتهم ِمبـَـا أفهمــه‪،‬‬ ‫فأخــذوين‪ ،‬ونزعــت َخامتـنـا مــن يَـ َ‬
‫عينها‪ ،‬وأضجعوين وحلوا سراويلي وشـدوا فـورد َعلـي‬ ‫فحملوين َح َّ بت من َ‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ِ‬
‫مــن ْاألََ أَمــر َعظــيم أنبهــين‪ ،‬فانتبهــت َوقــد أثــر ا ْخلَــي ِيف الْموضــع‪َ ،‬و َ‬
‫صـ َـار أثــر‬
‫ال أليب‪ :‬إِن ِشْئت كشفت‬ ‫ا ْخلَامت َكأَنَّهُ اجلديري‪ ،‬مستديرا حول الْموضع‪ ،‬دَّ قَ َ‬
‫ال‪َ :‬ال أستحل النظر إِ َىل َذلِك‪.‬‬ ‫ماعة‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫لَك فأريتك‪ ،‬فقد أريته جلَ َ‬
‫َص ــبَحت م ــن َ ــد‪َ ،‬وَم ــا ِيف قل ـ ِـيب أَلْبَـتَّ ــة م ــن الْغُـ َـالم َش ـ ْـيء‪،‬‬ ‫ـال َّ ِ‬
‫الس ـ ْـعدي‪ :‬فَأ ْ‬ ‫قَـ َ‬
‫وابتع ــت ا ْجلَ ـ َـوا ِري‪ ،‬فَكن ــت أط ــأهن‪َ ،‬ال أنك ــر م ــن مج ــاعي َش ـ ْـيئا‪ .‬دَّ ط ــالبتين‬
‫الشـ ْـه َوة‪ ،‬فاســتدعيت ُ َالمــا‪ ،‬فَلــم أقــدر‬ ‫ابلغلمــان‪ ،‬فــدافعتها ُمــدَّة‪ ،‬دَّ لبتــين َّ‬
‫ضــو‪َ ،‬وبَطــل‪ ،‬فَـلَ َّمــا فارقتــه‪ ،‬أنعظــت‪ ،‬فعاودتــه‪ ،‬فاس ـ خى‪،‬‬ ‫َعلَْيـ ِه‪ ،‬واسـ خى الْعُ ْ‬
‫اح َدة فجـددت تَـ ْوبَـة َانِيَـة‪،‬‬ ‫فجربت َذلِك على ِعدَّة ْلمان‪ ،‬فَ َكانَت صوريت و ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫َوَما نقضتها بعد َذلِك‪.‬‬
‫الض ـ ِرير‪ ،‬قــد نــع معــي َه ـ َذا‬ ‫ـال أَبـُـو ُحمَ َّمــد‪َ :‬وَكــا َن أَبـُـو َعلــي الْ َقــارئ َّ‬
‫قَـ َ‬
‫ربين بعد ُمدَّة طَ ِويلَة‪َ ،‬وحلف يل على َذلِك‪ ،‬أَنه رأى‬ ‫َخ ِ‬ ‫ا ْخلرب من َّ ِ‬
‫الس ْعدي ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ََ‬
‫الس ْـع ِدي‬
‫ـت َهلَـا‪َ :‬اي سـيديت‪َ ،‬منَـام َّ‬ ‫ـال‪ :‬فَقل ُ‬
‫فَ ِ‬
‫اط َمة َر ِضـي هللا َعْنـ َهـا‪ِ ،‬يف النـوم‪ ،‬قَ َ‬
‫ص ِحيح فَـ َقالَت‪ :‬نعم اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الَّذي َح َكاهُ َ‬
‫)‪(137‬‬

‫‪« (137‬الفرج بعد الشدة» (‪) 291 - 289 / 2‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫الصالة املخصوصة يف نصف شعبان‬


‫ـب‬ ‫الرغَائِـ ِ‬ ‫الصـ َـالةُ ال َْم ْع ُروفَـةُ لَْيـلَـةَ َّ‬ ‫قــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪َ :‬و َّ‬
‫السـ َـالِم َوابْـ ِن‬ ‫ـت ابْـ ِن َعْبـ ِـد َّ‬ ‫ضــوع َوبَـ ْ َ‬
‫ِ‬
‫يحــة َو َحــديثُـ َها َم ْو ُ‬ ‫صــف َشـ ْـعبَا َن بِ ْد َعــة قَبِ َ‬
‫ونِ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ضة فِ َيها بَـيَّـْنـتُـ َها َم َع َما يَـتَـ َعلَّ ُق ِهبَا ِيف كِتَـاب‬ ‫ِ‬
‫الص َال ِح ُم َكاتَـبَات َوإِفْـتَاءَات ُمتَـنَاق َ‬ ‫َّ‬
‫ـف ِم ـ ْـن‬ ‫صـ ِ‬ ‫الر َائِـ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمس ــتَ ِقل َنَّْيـتُــهُ ِْ‬
‫ـب َوالن ْ‬ ‫ـيت َّ‬ ‫ـاح َوالْبَـيَ ــان ل َم ــا َج ــاءَ يف لَْيـلَ ـ َ ْ‬ ‫يض ـ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫ْ‬
‫)‪(138‬‬
‫َش ْعبَا َن اهـ‪.‬‬
‫ـب)‬ ‫الر َائِ ِ‬ ‫وقال اإلمام عبد اْميد النرواي‪( :‬قَـ ْولُـهُ‪ :‬الْ َم ْع ُروفَـةُ لَْيـلَـةَ َّ‬
‫ـاء لَْيـلَـ ـةَ أ ََّوِل ُمجُ َع ــة ِم ـ ْـن َر َج ــب ‪.‬‬ ‫ب والْعِش ـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـت الْ َم ْغ ـ ِر ِ َ َ‬ ‫َوه ـ َـي ثْنـتَ ــا َع ْش ـ َـرةَ َرْك َعـ ـةن بَـ ـ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫(قَـولُــه‪ :‬ونِ ْ ِ‬
‫يحــة إ َْ)‬ ‫صــف َشـ ْـعبَا َن) َولـ َـي مائَـةُ َرْك َعــة ُم ْغـ ِـين ‪( .‬قَـ ْولُــهُ‪ :‬ب ْد َعــة قَبِ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬
‫اعةن أ َْو فُـ َـر َادى َك َمـا‬ ‫ص َالهتَا َمجَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫وع ِيف إنْ َكا ِرَها َوَال فَـ ْر َر بَـ ْ َ‬ ‫َوقَ ْد َابلَ َغ ِيف الْ َم ْج ُم ِ‬
‫ص ـ َـالةِ لَْيـلَ ـ ِـة‬
‫َي َ‬‫ُوىل أ ْ‬ ‫ف َوَم ـ ْـن َز َع ـ َـم َع ـ َـد َم الْ َف ـ ْـرِر ِيف ْاأل َ‬ ‫يص ـ ِـرح بِـ ِـه َك ـ َـالم الْمص ــنِ ِ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َُ ُ‬
‫َن الثَّانِي ـةَ أَي صـ َـال َة لَيـلَـ ِـة نِ ْ ِ‬ ‫الر َائـِ ِ‬
‫ب فُـ َـر َادى قَطْ نعــا فَـ َق ـ ْد‬ ‫صــف َشـ ْـعبَا َن تُـْنـ َـد ُ‬ ‫ـب َوأ َّ َ ْ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫(‪139‬‬
‫َوِه َم َِايَة اهـ‪.‬‬
‫وقــال ابــن تيميــة يف«جممــوع الفتــاوى»‪َ :‬و ُســئِ َل ( ابــن تيميــة ) ‪َ :‬عـ ْـن‬
‫ـف َو ْح َـدهُ أ َْو ِيف‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنْ َسـا ُن لَْيـلَـةَ الن ْ‬ ‫صـلَّى ِْ‬ ‫ص َالةِ نِ ْ ِ‬
‫اب‪:‬إذَا َ‬ ‫َج َ‬ ‫صف َش ْعبَا َن ‪.‬فَأ َ‬ ‫َ‬
‫َح َس ـ ُـن‪َ .‬وأ ََّمـ ــا‬ ‫ـف ِم ــن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ـ ـلَف فَـ ُه ـ َـو أ ْ‬ ‫اص ــة َك َم ــا َك ــا َن يَـ ْف َع ـ ُـل طََوائ ـ ُ َ‬ ‫اع ــة َخ َّ‬ ‫َمجَ َ‬

‫‪« (138‬حتفة الـمحتاج» ( ‪)239 / 2‬‬


‫‪« )139‬حاشية الشرواين» (‪)239 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـاع َعلَــى ِمائَـ ِـة َرْك َع ــة‬ ‫ص ـ َـالةٍ ُم َق ـ َّـد َرةٍ‪َ .‬ك ِاال ْجتِ َم ـ ِ‬ ‫ا ِ جتِم ــاعُ ِيف الْم ِ ِ‬
‫س ــاجد َعلَــى َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫َحــد ِمـ َـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِِقــراءةِ أَلْـ ِ‬
‫َحــد} َدائ نمــا‪ .‬فَـ َه ـ َذا ب ْد َعــة َْ يَ ْســتَحبَّـ َها أ َ‬ ‫اَّللُ أ َ‬
‫ـف‪{ :‬قُـ ْـل ُهـ َـو َّ‬ ‫ََ‬
‫(‪140‬‬
‫ْاألَئِ َّمة‪َ .‬واَ ََّّللُ أ َْعلَ ُم اهـ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اصل أ َّ ِ ِ‬
‫ض نال َوأَنَّهُ‬ ‫َن هلَذهِ اللَّْيـلَ ِة فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫وقال اإلمام ابن حجر اهليتمي ‪َ :‬وا ْحلَ ُ‬
‫وصة َوِم ْن َدَّ قال الشَّافِعِ ُّي رضي َّ‬
‫اَّللُ‬ ‫ص َ‬
‫يـ َقع فيها م ْغ ِفرة خمَْصوصة و ِ‬
‫است َجابَة خمَْ ُ‬
‫َ َ ُ َ َْ‬ ‫َ ُ‬
‫تها‬ ‫الص َالةِ الْم ْخص ِ‬ ‫اب فيهـا ‪َ ،‬وإِ ََّّنَا النِّ َزاعُ يف َّ‬ ‫عنه‪َّ :‬‬
‫وصة لَْيـلَ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُّعاءَ يُ ْستَ َج ُ‬‫إن الد َ‬
‫(‪141‬‬
‫اعلُ َها اهـ‪.‬‬ ‫وقد علِمت أ ا بِ ْدعة قَبِيحة م ْذمومة ُْنَع منها فَ ِ‬
‫َ َ َ َُ ُ‬ ‫َْ َ‬

‫‪« )140‬جمموع الفتاوى» (‪)131 / 23‬‬


‫‪« )141‬الفتاوى الفقهية الكربى» (‪) 80 / 2‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫صِ‬
‫ف َش ْعبَا َن‬ ‫ص ْو ُم ُم ْنـتَ َ‬
‫َ‬
‫ـول ا ََّّللِ‬
‫ـال َر ُس ُ‬‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫قال اإلمام ابن ماجه‪َ :‬ع ْن َعلِ ِي بْ ِن أَِيب طَالِب‪ ،‬قَ َ‬
‫ت لَيـلَةُ النِّ ِ ِ‬
‫ـوموا نَـ َه َارَلـا‪،‬‬‫ص ُ‬ ‫ومـوا لَْيـلَ َهـا َو ُ‬‫صف م ْن َش ْعبَا َن‪ ،‬فَـ ُق ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ " :‬إِبَا َكانَ ْ ْ‬
‫ـول‪ :‬أََال ِم ْـن ُم ْسـتَـ ْغ ِفر‬ ‫س إِ َىل ن ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫فَِ َّن َّ‬
‫ـاء ال ُّـدنْـيَا‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬‫ََ‬ ‫َّـم ِ‬ ‫اَّللَ يَـْن ِزُل ف َيها لغُُروب الش ْ‬
‫ُعافِيَــهُ أََال َك ـ َذا أََال َك ـ َذا‪َ ،‬ح ـ َّ‬ ‫ِ‬
‫ِيل فَ ـأَ ْفَر لَــهُ أََال ُم ْس ـتَـ ْرِزر فَأ َْرُزقَــهُ أََال ُمْبـتَـلنــى فَأ َ‬
‫(‪142‬‬
‫يَطْلُ َع الْ َف ْج ُر " اهـ‪.‬‬
‫ـف‬‫صـ ِ‬ ‫وقــال اإلمــام شــهاب الــدين الرملِــي‪( :‬ســرِل عــن ِ‬
‫صـ ْـوم ُم ْنـتَ َ‬
‫ُ َ َْ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ت لَْيـلَ ـةُ‬ ‫ـيب ‪ -  -‬أَنَّــهُ قَـ َ‬
‫ـال «إذَا َكانَ ـ ْ‬ ‫اج ـ ْـه َع ـ ِن النَّـ ِ ِ‬
‫َش ـ ْـعبَا َن َك َم ــا َرَواهُ ابْـ ُـن َم َ‬
‫وموا نَـ َه َارَها» َل ْل ُل َو ُم ْسـتَ َحب أ َْو َ ‪،‬‬ ‫النِ ِ ِ‬
‫صُ‬ ‫وموا لَْيـلَ َها َو ُ‬
‫صف م ْن َش ْعبَا َن فَـ ُق ُ‬ ‫ْ‬
‫يث صـ ِـحيح أَو َال وإِ ْن َكــا َن ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاب) ِرَنَّــهُ‬
‫َجـ َ‬ ‫ضــعَّ َفهُ (فَأ َ‬
‫ضــعي نفا فَ َمـ ْـن َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َوَهـ ْـل ا ْحلَــد ُ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫صـوُم َالِ َ ِِ ِ‬ ‫صو ُم نِ ْ ِ‬
‫س‬
‫ـث َع َشـره َوَراب َـع َع َشـره َو َخـام َ‬ ‫صـف َش ْـعبَا َن بَ ْـل يُ َس ُّـن َ ْ‬ ‫س ان َ ْ‬ ‫يُ َ‬
‫(‪143‬‬
‫ور ُْحيتَ اج بِ ِه اهـ‪.‬‬ ‫َع َش ِرهِ ‪َ ،‬وا َْْ ِد ُ‬
‫يث ال َْم ْذ ُك ُ‬

‫ب َم ــا َج ــاءَ ِيف لَْيـلَ ـ ِـة‬


‫‪« )142‬س ــنن اب ــن ماج ــه» رق ــم احل ــديث ‪َ )444 / 1( 1388 :‬اب ُ‬
‫‪ ،‬ومشكاة املصابيح ‪ ،‬رقم (‪) 1308‬‬ ‫ف ِم ْن َش ْعبَا َن‬
‫صِ‬ ‫ِ‬
‫الن ْ‬
‫‪« )143‬فتاوى الرملي» (‪)79 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫وقـال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪َ :‬و ُســئِ َل – ابــن حجـر اهليتمــي ‪-‬‬
‫اج ْـه‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫اه‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ـا‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ـت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ـل‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫ف‬ ‫صِ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬‫اَّلل بِ ِـه عن صوِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫نَـ َف َع َُّ‬
‫ـوموا‬ ‫َن النــيب ‪ ‬قــال إ َذا كانــت لَيـلَ ـةُ النِ ْ ِ‬ ‫أ َّ‬
‫صـ ُ‬ ‫وم ـوا لَْيـلَ َهــا َو ُ‬‫صــف مــن َشـ ْـعبَا َن فَـ ُق ُ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ـاء الـ ُّـدنْـيَا أو َال يُ ْســتَ َح ُّ‬ ‫س َإىل نـ ِ‬ ‫الشـ ْـم ِ‬ ‫وب َّ‬ ‫اَّلل يـْن ـ ِزُل فيهــا لِغُــر ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫نَـ َه َارَهــا ف ـ ن ََّ َ‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث ِ‬ ‫ِ‬
‫صــحيح أو َال َوإ ْن قُـ ْلــتُ ْم اب ْس ـت ْحبَابه فَلـ َـم يَـ ْذ ُكرهُ الْ ُف َق َهــاءُ‬ ‫َوَهـ ْـل هــذا ا ْحلَــد ُ َ‬
‫اءةِ أ َْم َ‬‫ص َالةُ الْبَـ َر َ‬
‫وما الْمر ُ ِ ِ‬
‫اد بِقيَ ِام ل َْيل َها أَ ُل َو َ‬ ‫َُ‬
‫ـوع(‪ 144‬أ َّ‬
‫َن‬ ‫اَّللُ يف الْ َم ْج ُم ِ‬ ‫ي َرِمحَهُ َّ‬ ‫صَّر َح بِِه النـ ََّوِو ُّ‬
‫َن الذي َ‬ ‫اب ِف َّ‬ ‫َج َ‬‫فَأ َ‬
‫ب والْعِشـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء لَْيـلَـةَ أ ََّوِل ُمجُ َعــة‬ ‫الرغَائِــب َوهـ َـي ثِْنـتَــا َع ْشـ َـرَة َرْك َعــة بَـ ْـت الْ َم ْغـ ِر ِ َ َ‬ ‫صـ َـالةَ َّ‬ ‫َ‬
‫ـف مــن َشـ ْـعبا َن ِمائَــة رْكعـ ٍـة بِ ـ ْد َعتَ ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫صـ َـالة لَْيـلَــة النِّ ْ‬
‫ان‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫مــن َشـ ْـه ِر َر َجــب ‪َ ,‬و َ‬
‫ـوب ويف إحي ِ‬
‫ـاء‬ ‫َْ‬ ‫وت الْ ُقلُ ِ‬ ‫اب قُ ِ‬ ‫ان َوَ يُـغْتَـ ّر بِ ِذ ْك ِرِاَا يف كِتَ ِ‬ ‫ان م ْذمومتَ ِ‬
‫يحتَ َ ُ َ‬
‫قَبِ ِ‬
‫َ‬
‫م مـن‬ ‫يث الْ َم ْذ ُكوِر فِي ِه َما ف ن ُك َّل ذلك َاب ِطل َوَال بِبَـ ْع ِ‬ ‫وم ال ِّدي ِن وَال ِاب ْحل ِد ِ‬ ‫علُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫استِ ْحبَاهبِِ َما ف نـه َـالِ يف‬ ‫َّف َوَرقَات يف ْ‬ ‫صن َ‬
‫ِِ‬
‫ا ْشتبهَ عليه ُح ْك ُم ُه َما من ْاألَئ َّمة فَ َ‬
‫َح َسـ َـن فيــه‬ ‫ِِ‬ ‫السـ َـالِم كِتـ ِ‬
‫يســا يف إبْطَاهل َمــا فَأ ْ‬ ‫ـااب نَف ن‬ ‫َن‬ ‫َّف ابــن عبــد َّ‬ ‫ص ـن َ‬‫ذلــك وقــد َ‬
‫اد اهـ ـ‬
‫َج َ‬ ‫َوأ َ‬
‫يح ِه َم ــا َوإِنْ َكا ِرِطَــا‬
‫ي أَيض ــا يف فَـتَا ِوي ـ ِـه يف َذ ِم ِهم ــا وتَـ ْقبِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ـال النَّـ ـ َـوِو ُّ ْ ن‬
‫َوأَطَـ َ‬
‫ت‬ ‫الص َـال ِح فِي ِه َمـا وقـال يف ْاآلخـ ِر ُطَـا َوإِ ْن َك َ‬
‫ـام بِـ ْد َعتَـ ْ ِ‬ ‫ت فَـتَ َاوى ابـن َّ‬ ‫َوا ْختَـلَ َف ْ‬

‫‪56 / 4( )144‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫س ْـب ِكي ِر َّ‬


‫َن‬ ‫َال ُْنَع ِمْنـهما لِ ُدخوهلِِما َحتت ْاألَمـ ِر الْـوا ِرد ِمبُطْلَ ِـق َّ ِ‬
‫الص َـالة َوَردَّبُ ال ا ّ‬ ‫ُ َُ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ـب منـه‬ ‫ـوع فَ َـال يُطْلَ ُ‬ ‫ا ٍ‬ ‫الص َـالةِ َوأَنَّـ َهـا َخ ْيـ ُـر َم ْو ُ‬‫ب َّ‬ ‫ما ىت يَ ِر ْد فيه إ َّ ُمطْلَ ُ َلَ ِ‬
‫ـان أو َم َكـان أو َْبـ ِو بلـك دخـل‬ ‫ـص شـيرا منـه بِزم ٍ‬
‫ََ‬ ‫وص ِه فَ َمـ َ َخ َّ‬ ‫َشيء ِِبُص ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـل ل َمـا فيـه مـن الْعُ ُمـوم َ‬ ‫ومـهُ فَـيَـ ْف َع ْ‬ ‫وب منه عُ ُم ُ‬ ‫يف ق ْس ِم الْبِ ْد َعة َوإِ ََّّنَا ال َْمطْلُ ُ‬
‫ِ ِِ‬
‫صو ِ اهـ‬ ‫واب ِاب ْخلُ ُ‬ ‫ل َك ْونه َمطْلُ ً‬
‫اع ـةن أو انِْفـ َـر نادا ِخ َالفنــا لِ َمـ ْـن وهـ َـم فيــه ُمتَـ َعـ ِـت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوحينَئــذ فَــالْ َمْن ُع مْنـ ُه َمــا َمجَ َ‬
‫َك ِـد َسـنِ ِه َما‬ ‫ين من َأت ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م الْ ُمتَـ َفق َهة َوالْ ُمتَـ َعبد َ‬ ‫ان الْ َع َّام ِة َوبَـ ْع ِ‬‫َإزالَةن لِما وقَع يف أَ ْذه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ـريةِ هـذا مـا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِِبُص ِ‬ ‫وأَنـَّهما مطْلُوبـتَ ِ‬
‫ك من الْ َقبَائ ِح الْ َكث َ‬ ‫وص ِه َما مع ما ي ْق َ ُن بِ َذل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َش ْعبَا َن ‪.‬‬ ‫ص َالة لَْيـلَة ن ْ‬ ‫يَـتَـ َعلَّ ُق حبُ ْك ِم َ‬
‫ـث َك ْونُــهُ مــن ُمجْلَـ ِـة ْاأل ََّايِم‬ ‫صـ ْـو ُم يَـ ْوِم َهــا فَـ ُهـ َـو ُس ـنَّة مــن َح ْيـ ُ‬ ‫َوأ ََّمــا َ‬
‫ا ِـعيف‪.‬‬ ‫اجـ ْه َ‬ ‫ور عـن ابْـ ِن َم َ‬ ‫يث ال َْمـ ْذ ُك ُ‬ ‫وصهُ َوا َْْ ِـد ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ث ُخ ُ‬ ‫يا َ من َح ْي ُ‬ ‫الْبِ ِ‬
‫ـاظ وجــاء يف هــذه اللَّيـلَـ ِـة أَح ِاديــث متـعـ ِـددة وقــد ِ‬ ‫ِ‬
‫ـف فيهــا‬ ‫اختُلـ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َُ َ َ‬ ‫ـم ا ْحلَُّفـ َ َ َ‬ ‫قــال بَـ ْعـ ُ‬
‫يح ِه َوِم ـ ْـن‬ ‫ـحح اب ــن ماج ــه بـعض ــها وخَّرج ــه يف ص ـ ِـح ِ‬
‫َ َ ْ َْ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ص ـ َّ َ‬ ‫ض ـ َّـع َف َها ْاألَ ْكثَـ ـ ُـرو َن َو َ‬
‫فَ َ‬
‫ـيب ‪ -  -‬فَ َخَر ْجــت فَ ـِ َذا ُهـ َـو‬ ‫أَمثِلَتِهــا حـ ِـد ُ ِ‬
‫ـت‪« :‬فَـ َق ـ ْدت النَّـ ِ َّ‬ ‫يث َعائ َش ـةَ قَالَـ ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫اَّلل َعلَي ـ ِ‬
‫ـك‬ ‫ـف َُّ ْ‬
‫ِ‬
‫ت أَ ْن َحيي ـ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ـال أَ ُكْن ــت َختَ ــاف َ‬ ‫الس ـ َـم ِاء فَـ َق ـ َ‬
‫ِابلْبَ ِقي ـ ـ ِع َرافِ ــع َرأْ َس ــهُ َإىل َّ‬
‫ـول َِّ‬
‫اَّللَ‬
‫إن َّ‬ ‫ـال َّ‬ ‫ك فَـ َقـ َ‬ ‫ـم نِ َســائِ َ‬ ‫ـت بَـ ْعـ َ‬ ‫اَّلل ظَنَـْنــت أَنـَّـك أَتَـْيـ َ‬ ‫َوَر ُس ـولُهُ فَـ ُق ْلــت َاي َر ُسـ َ‬
‫الس َـم ِاء ال ُّـدنْـيَا فَـيَـ ْغ ِف ُـر ِألَ ْكثَـ َـر‬
‫ـف ِم ْـن َش ْـعبَا َن َإىل َّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاىل يَـْنـ ِزُل لَْيـلَـةَ الن ْ‬
‫تَـبَ َارَك َوتَـ َع َ‬
‫اجـ ْـه لَ ِكـ ْـن ذَ َكــر‬ ‫ي َوابْـ ُـن َم َ‬ ‫َمحَـ ُـد َوالتـ ْرمـ ِـذ ُّ‬
‫ِمـ ْـن َعـ َـد ِد َشـ ْـع ِر َ ــنَ ِم َك ْلــب» َخَّر َجــهُ أ ْ‬
‫اَّللَ لَيَطَّلِ ُـع َإىل‬ ‫إن َّ‬ ‫اج ْـه « َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضـعَّ َفهُ َوِيف َحـديث البْـ ِن َم َ‬ ‫ي َع ِن الْبُ َخا ِر ِي أَنَّـهُ َ‬ ‫التـ ْرِم ِذ ُّ‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـف ِمـن َشـعبا َن فَـيـ ْغ ِفـر ِجل ِميـ ِع خ ْل ِق ِـه َّإال لِم ْشـ ِرك أَو م َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ـاحن»‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص ِ ْ َْ َ ُ َ َ‬ ‫َخ ْلقه لَْيـلَـةَ الن ْ‬
‫اَّللَ لَيَطَّلِـ ُـع َإىل‬
‫إن َّ‬ ‫يح ِه « َّ‬ ‫َمح ـ َـد وخَّرج ــه اب ــن ِحبَّــا َن ِيف ص ـ ِـح ِ‬
‫َ‬ ‫َويف َح ــديث عْن ــد أ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ـاحن أ َْو قَاتِـ ِـل‬ ‫ـت م َش ـ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫خ ْل ِق ـ ِـه لَيـلَـ ـةَ النِ ِ ِ‬
‫ص ــف م ـ ْـن َش ـ ْـعبَا َن فَـيَـ ْغف ـ ُـر لعبَ ــاده َّإال اثْـنَـ ـ ْ ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ضعِي َفة‪.‬‬ ‫نـَ ْفس» وب ِقيت أ ِ‬
‫ُخ ُر ُكلُّ َها َ‬ ‫يث أ َ‬ ‫َحاد ُ‬ ‫ََ َ ْ َ‬
‫وصــة‬
‫ص َ‬
‫ِ‬
‫يهــا َمغْفـ َـرة َُمْ ُ‬
‫ِ‬
‫ضـ ًـال َوأَنَّــهُ يَـ َقـ ُـع ف َ‬ ‫َن ِهلـَ ِـذبِ اللَّْيـلَـ ِـة فَ ْ‬
‫ـل أ َّ‬ ‫ِ‬
‫َوا َْْاصـ ُ‬
‫إن الـ اد َع َ‬
‫اء‬ ‫اَّللُ َع ْنـهُ ‪َّ -‬‬ ‫ا َـي َّ‬ ‫النـافِ ِع اي ‪ -‬ر ِ‬
‫َ‬ ‫ال َّ‬ ‫وصة َوِم ْن َاَّ قَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫است َجابَة َُمْ ُ‬
‫و ِْ‬
‫َ‬
‫تها َوقَ ْد َعلِ ْم َ‬
‫ت أَنَّـ َها‬ ‫الص َالةِ الْم ْخص ِ‬
‫وصة لَْيـلَ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫يها َوإِ ََّّنَا النِّ َزاعُ ِيف َّ‬ ‫يستَج ِ‬
‫اب ف َ‬ ‫ُْ َ ُ‬
‫ت ِم ْن أ َْه ِل َّ‬ ‫اعلُها‪ ،‬وإِ ْن جاء أ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ِام‬ ‫َن التَّابِع َ‬ ‫ومة نُْنَ ُع م ْنـ َها فَ َ َ َ َ‬ ‫يحة َم ْذ ُم َ‬ ‫بِ ْد َعة قَبِ َ‬
‫َك َم ْك ُح ــول َو َخالِـ ِـد بْـ ـ ِن َم ْع ـ َـدا َن َولُْق َم ــا َن َو َ ـ ِْـريِه ْم يـُ َع ِظ ُمونَـ َه ــا َوَْزتَ ِه ـ ُـدو َن فِ َيه ــا‬
‫ـك لِـ َـدلِيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال َم ــا ابْـتَـ َـدعُوهُ ف َيه ــا َوَْ يَ ْس ــتَنِ ُدوا ِيف َذل ـ َ‬ ‫َخ ـ َذ النَّـ ُ‬
‫ِابلْعِبـ ِ‬
‫ـادة‪َ ،‬و َع ـْنـ ُه ْم أ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إسـ َـرائِيليَّة َوِم ـ ْـن َدَّ أَنْ َك ـ َـر ذَل ـ َ‬
‫ـك‬ ‫اس ـتَـنَ ُدوا ِا َار ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ص ـحيح َوم ـ ْـن َدَّ قي ـ َـل إنـَّ ُهـ ْـم َّإمنَـا ْ‬ ‫َ‬
‫َعلَْي ِه ْم أَ ْكثَـ ُر عُلَ َماء ا ْحلِ َجا ِز َك َعطَاء َوابْ ِن أَِيب ُملَْي َكـةَ َوفُـ َق َهـاء الْ َم ِدينَـة َوُه َـو قَـ ْـو ُل‬
‫ـك ُكلُّــهُ بِ ْد َعــة إ ْذ َْ يَـثْـبُــت فِ َيهــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشــافعِ ِي َوَمالــك َو َـ ِْـريه ْم قَــالُوا َو َذلـ َ‬
‫اب َّ ِ‬ ‫َصــح ِ‬
‫أْ َ‬
‫(‪145‬‬
‫َص َحابِِه اهـ‪.‬‬ ‫َحد م ْن أ ْ‬
‫َّيب ‪ -  -‬وَال عن أ ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َش ْيء َعن النِ ِ‬
‫حقيقة ما وقع للنيد الكنييي يف مسُلة صوم يوم ال اءة‬
‫ذات يــوم قــام بعــم العـوام برفــع الن ـزاع عــن ســنية صــوم يــوم ال ـرباءة‬
‫وكــان يرأســهم بع ــم رؤس ــاء أه ــل البدع ــة‪ .‬وك ــان حجــتهم عب ــارة م ــن كت ــاب‬

‫‪« )145‬الفتاوى الفقهية الكربى» (‪.)81 ، 80 / 2‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫فتاوى ابن حجر اهليتمي واليت تشـري إىل أن الصـوم يف ذلـك اليـوم لـيس بسـنة‬
‫خمصوصة‪.‬‬

‫فاق بــت هــذه اصموعــة هبــذه العبــارة مــن رئــيس أهــل الســنة واجلماعــة‬
‫الشــيخ أمحــد الكنيــيت رمحــه هللا حيــث إنــه كــان يف حالــة تعــاين مــن قلــة حــدة‬
‫الذاكرة ومن النسيان يف أايم شيخوخته‪ .‬فألقوا أمامه هذا البحث وجعله ممن‬
‫يوافقونه وأوقع الشيخ يف ورقة فتوى كتبوها فيديهم قد مت التصريح فيـه بعـدم‬
‫مشروعية صوم الرباءة ونشروها بت النال‪.‬‬

‫لكن سرعان ما وقف أمـت عـام أهـل السـنة واجلماعـة الشـيخ أبـوبكر‬
‫أمحد علـى هـذه املكيـدة فـذهب إىل الشـيخ الكنيـيت وأراه مـا يف عبـارة فتـاوى‬
‫ابن حجر اهليتمي مع ما يف فتاوى الرملي وذكره أن اإلمام الرملي أثبته ‪.‬‬

‫فانتبــه الشــيخ الكنيــيت ل مــر فــأعلن يف فتــوى أخــرى مبشــروعية صــوم‬


‫ي ــوم ال ـ ـرباءة كم ــا مت البح ــث ع ــن املوض ــوع يف اصل ــس األعل ــى للجمعي ــة ومت‬
‫التصريح به من جديد‪.‬‬

‫وفيما يلي نصه األصلي يف اللغة احمللية املليبارية(‪: 146‬‬

‫‪ )146‬من «جمموعة الكتب» للشيخ نور العلماء عبد القادر القادري الشافعي املليباري‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫مسلك ابن حجر يف صوم منتصف شعبان‬


‫صـ ْـوُم يَـ ْوِم َهــا فَـ ُهـ َـو ُس ـنَّة مــن‬
‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪َ :‬وأ ََّمــا َ‬
‫ور‬ ‫ِ‬ ‫ث َك ْونُهُ من ُمجْلَ ِة ْاأل ََّايِم الْبِ ِ‬
‫يث الْ َمـ ْذ ُك ُ‬
‫وصـهُ َوا ْحلَـد ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ث ُخ ُ‬ ‫يم َال من َحْي ُ‬ ‫َحْي ُ‬
‫ضعِيف(‪. 147‬‬ ‫عن ابْ ِن َم َ‬
‫اج ْه َ‬

‫وقال أيضا ‪ ( :‬وصـوموا يومهـا ) خلصوصـها ‪ ،‬وأن يسـن صـومه مـن‬


‫(‪148‬‬
‫حيث كونه من البِيم‬

‫وقــال أيضــا ‪ :‬البــاب األول يف فضــائل جــاءت يف ليلــة النصــف مــن‬


‫شعبان ‪ ،‬أخرج ابن ماجه بسند ضعيف والبيهقي يف شـعب اإل ـان عـن علـي‬

‫‪« )147‬الفتاوى الكربى»‪) 80 / 2 ( :‬‬


‫‪« )148‬فتح اإلله يف شرح املشكاة»‪) 148 / 5 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫بن أيب طالب قال قال رسـول هللا صـلى هللا عليـه وسـلم إذا كـان ليلـة النصـف‬
‫(‪149‬‬
‫من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها إ‬

‫أقــول ‪ :‬إن قــول ابــن حجــر اهليتمــي رمحــه هللا تعــاىل يف كتابــه «فــتح‬
‫اإلل ــه» ‪ -‬م ــن خلصوص ــها ‪ -‬ي ــدل عل ــى أن ه ــذا الص ــوم ين ــدب م ــن حي ــث‬
‫اخلصوص وإن كان هذا احلديث ضعيفا ألن هذا الصوم من فضائل األعمال‬
‫‪ ،‬واحلديث الضعيف يعمل به يف فضائل األعمال اتفاقا كما قاله يف الفتـاوى‬
‫ضــائِل‬ ‫ِ‬ ‫احلديثيــة " احلـ ِـديث َّ ِ‬
‫الضــعيف واملرســل واملعضــل واملنقطــع ْيعمــل بِــه ِيف فَ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اع ــا علــى َم ــا فيـ ِـه اهـ ـ ‪ ،‬وإن إي ـراده ه ــذا احل ـ َ‬
‫ـديث يف‬ ‫ِ‬
‫َع َمــال ات َفاقنــا بــل إِ ْمجَ ن‬
‫ْاأل ْ‬
‫الفضــائل وإن كــان بســند ضــعيف يــدل علــى تســليمه فن هــذا احلــديث لــيس‬
‫فيــه شــدة الضــعف ‪ ،‬وعلــى أنــه ينبغــي نــدب هــذا الصــوم ‪ .‬فقولــه رمحــه هللا يف‬
‫ـث َك ْونُـهُ مـن ُمجْلَ ِـة ْاأل ََّايِم‬
‫ص ْوُم يَـ ْوِم َها فَـ ُه َو ُسنَّة من َحْي ُ‬
‫الفتاوى الكربى " َوأ ََّما َ‬
‫ضــعِيف حت‬ ‫ِ‬ ‫الْبِـ ِ‬
‫ور عــن ابْـ ِن َم َ‬
‫اجـ ْـه َ‬ ‫يث الْ َمـ ْذ ُك ُ‬
‫وصــهُ َوا ْحلَــد ُ‬
‫ص ُ‬ ‫ـث ُخ ُ‬ ‫ـيم َال مــن َحْيـ ُ‬
‫لعل مراده به أن هذا الصوم ال يسن من حيث خصوصه بنفس هذا احلديث‬
‫ألن احلديث املذكور عن ابن ماجـه ضـعيف ‪ ،‬بـل يسـن مـن حيـث خصوصـه‬

‫‪« )149‬اإليضاح والبيان ملا جاء يف ليليت الر ائب والنصف من شعبان»‪5 ( :‬‬
‫)‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ابســتحباب االحتيــايف املعلــوم مــن القواعــد الشــرعية ‪ ،‬ويــدل علــى هــذا امل ـراد‬
‫ب علــى مــا َرَوابُ ابــن‬ ‫السـؤ ُال ؛ ألنــه عــن صــوِم مْنـتَصـ ِ‬
‫ـف َشـ ْـعبَان لــل يُ ْســتَ َح ا‬ ‫َْ ُ َ‬
‫اجـ ْه ‪ ،‬فــابن حجــر رمحــه هللا يســلم أن هــذا الصــوم ينــدب مــن وجهــت ‪ ،‬مــن‬ ‫َم َ‬
‫حيث خصوصه ‪ ،‬ومن حيث كونه من األايم البِيم أيضا ‪.‬‬

‫ويدل على هذا املـراد أيضـا نظـريُ هـذه املسـئلة كمـا ذكـر يف الفتـاوى‬
‫احلديثية ‪َ :‬و ُسئِ َل َر ِضـي هللا َعنـهُ‪َ :‬ع َّمـا ِيف أذكـار النَّـ َـوِوي مـن أَنـه يسـن أَن ي ْق َـرأ‬
‫ُّخان والســجدة َوإِذا زلزلــت‪ ،‬فَـ َهــل بَِقــي س ــور‬ ‫ِيف كــل يَـ ْـوم يــس والواقعــة َوالــد َ‬
‫أجـ ــاب بقول ــه‪ :‬نع ــم (ك ــل يَـ ـ ْـوم قِـ ـ َـراءَة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وآايت أخ ــر ورد ف َيه ــا نَظ ــري َذل ــك فَ َ‬
‫(وآل عمـ َـران يَـ ْـوم ا ْجلُ ُم َعــة) َرَواهُ الطَّبَ ـ َـرِاين‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاإل ْخـ َـالص مــائَيت مــرة) َرَواهُ ال ْمـذي‪َ .‬‬
‫َّارمي‪( .‬و {قــل إَِّمنـَـا أَم بشــر‬ ‫(والكهــف يـومهــا) رواه ا ْحلــاكِم (وليلتهــا) رواه الــد ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ ْ َ ََ ُ َ‬
‫(م ْس ــنده) ‪.‬‬ ‫ـورة ك ــل لَْيـلَــة) َرَواهُ ابْــن َر َاه َويْــه ِيف ُ‬ ‫م ــثل ُك ْم يُــوحى} إِ َىل آخ ــر ُّ‬
‫الس ـ َ‬
‫ضــة)‬ ‫(الرْو َ‬‫(ويــس ِعْنــد احملتضــر) َرَواهُ أَبـُـو َد ُاود َو َــريه‪( .‬والرعــد أَيْضــا) َك َمــا ِيف َّ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُّخان لَْيـلَـة‬ ‫(والـد َ‬‫َص َحابنَا الْبَـْن َـدنيجي َو َـريه‪َ .‬‬ ‫َعن بعم التَّابِعت‪َ ،‬وصرح بِه من أ ْ‬
‫(والْ َف ْجـر ِيف عشـر‬ ‫ِِِ‬
‫ا ْجلُ ُم َعة) َرَواهُ ال ْمذي َو َـريه‪( .‬ور ِيف ا ْخلطْبَـة) َرَواهُ ُمسـلم‪َ .‬‬
‫وضــوء) َك َمــا نَقلــه ابْــن الصــالح ِيف‬ ‫ِ‬
‫ذي ا ْحل َّجــة) َرَواهُ الثـ َّْعلَـ ِـيب‪َ .‬‬
‫(والْقــدر بعــد الْ ُ‬
‫ـك ْاألَح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اديــث علــى َك ْيفيَّــة‬ ‫رحلتــه‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَغــي نــدب َلــذب الَّـ ِـي َوردت اَــا ت ْلـ َ َ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫صرح بذلك‪َ ،‬وَ يض ار أَن ِيف بعا أحاديثها اعفا‪،‬‬ ‫ودلا وإ ْن ىت أر من ّ‬ ‫ُوُر َ‬
‫الضـ ِـعيف واملرســل واملعضــل واملنقطــع ْيعمــل بِـ ِـه ِيف فَ َ‬
‫ضــائِل‬ ‫ِألَن اْـَ ِـديث َّ‬
‫ِ ِ (‪150‬‬
‫ْاألَ ْع َمال اتَِّفاقًا بل إِ ْمجَ ً‬
‫اعا على َما فيه‪.‬‬

‫فظهر أن ما قال يف الفتاوى موافق ملا يف املصـنَّف ‪ ،‬فلـو سـلم أن مـا‬


‫قال يف الفتاوى خمالف ملا يف املصنف فيقال‪ :‬إن االعتماد حينئـذ علـى مـا يف‬
‫املصنف ؛ ألم إذا وجدم يف مسألة كالمـا يف املصـنَّف خمالفـا ملـا يف الفتـاوى‬
‫فاالعتماد علـى مـا يف املصـنَّف فـال اخـتالف بـت اإلمـام أمحـد الرملـي واإلمـام‬
‫ابــن حجــر يف سـنـية صــوم هــذا اليــوم مــن حيــث خصوصــه ‪ ،‬وإمنــا االخــتالف‬
‫بينهما يف االحتجاج هبذا احلديث وهللا أعلم ‪.‬‬

‫‪« )150‬الفتاوى احلديثية»‪) 96 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫رواية األحاديث الضعيفة والعمل اا‬


‫وقال اإلمام النـووي‪ :‬قـال العلمـاء‪ :‬احلـديث ثالثـة أقسـام ‪ ،‬صـحيح‬
‫وحسـ ــن وضـ ــعيف‪ :‬قـ ــالوا وامن ـ ـا زـ ــوز االحتجـ ــاج مـ ــن احلـ ــديث يف األحكـ ــام‬
‫ابحل ــديث الص ــحيح أو احلس ــن‪ :‬فأم ــا الض ــعيف ف ــال ز ــوز االحتج ــاج ب ــه يف‬
‫األحكــام والعقائــد‪ ،‬وَتــوز روايتــه والعمــل بــه يف غــري ا حكــام كالقصــص‬
‫)‪(151‬‬
‫وفضائل ا عمال والرتغيب والرتليب اهـ‪.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬فصل‪ :‬قال العلماء من ِ‬
‫احملدثت والفقهاء و ـريهم‪ :‬زـوز‬
‫ويستحب العمل يف الفضائل والرتغيب والرتليب ابْديث الضعيف ما ىت‬
‫ّ‬
‫يكـن مواــوعا)‪ (152‬وأمــا األحكــام كــاحلالل واحلـرام والبيــع والنكــاح والطــالر‬
‫و ري ذلك فال يُعمل فيهـا إال ابحلـديث الصـحيح أو احلسـن إال أن يكـون يف‬

‫‪« (151‬اصموع شرح املهذب» ( ‪)59 / 1‬‬


‫الزْرَك ِشــي ِيف نُكْتَــة علــى خمُْتَصــر ابْــن الصــالح ‪ :‬حكــم‬ ‫ـال االمــام بــدر الــدين َّ‬‫‪َ (152‬وقَـ َ‬
‫ضوع أَنه َال حتل ِرَوايَته اال لقصد بَـيَان َحـال َرا ِويـه ل َق ْولـه صـلى هللا َعلَْي ِـه َوسـلم‬ ‫ِ‬
‫احلَديث الْ َم ْو ُ‬
‫من حد عين ِحبَ ِديث َوُه َو يرى أَنه كذب فَـ ُه َو أحد الْ َك ِاذبت إ اه ـ«حتـذير اخلـواص مـن‬
‫أكاذيب القصاص»‪)76( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ورد حـديث ضـعيف بكراهـة بعـم البيـوع‬


‫احتيايف يف شئ من ذلك‪ ،‬كما إذا َ‬
‫(‪153‬‬
‫املستحب أن يتنزه عنه ولكن ال زب اهـ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أو األنكحة‪ ،‬ف ن‬

‫وقــال اإلمــام ابــن عـ ّـالن‪ :‬قولــه‪ ( :‬مــا يكــن موضــوعا ) ويف معنــاه‬
‫شــديد الضــعف(‪ )154‬فــال زــوز العمــل ِبــرب مــن انفــرد كــذاب‪ ،‬ومــتهم بكــذب‬
‫وم ــن فحـ ـ لط ــه فق ــد نق ــل العالئ ــي االتف ــار علي ــه ويف ص ــالة النف ــل م ــن‬
‫) ‪(155‬‬
‫اصموع ما يقتضي ذلك وبه صرح السبكي‪.‬‬
‫التساهل يف‬
‫ُ‬ ‫املوضوع) ‪ (156‬فجوزوا‬
‫ِ‬ ‫وقال اْاف العراقي ‪ :‬وأما ريُ‬
‫لضـ ْـع ِف ِه إذا كـا َن يف ـ ِري األحك ِـام والعقائ ِـد‪ .‬بـ ْـل‬ ‫ِِ ِِ‬
‫إسـناده وروايتـه مـن ـ ِري بيـان َ‬
‫ِ‬
‫األعمال‪ ،‬وحن ِوها‪ .‬أما‬ ‫ِ‬
‫وفضائل‬ ‫ِ‬
‫القصص‪،‬‬ ‫اعز و‬ ‫هيب‪ ،‬من املو ِ‬ ‫يب وال ِ‬ ‫يف ال ِ‬
‫ـالل واحلـ ـرِام و ِريط ــا‪ ،‬أو يف العقائ ـ ِـد‬
‫ـرعية م ــن احل ـ ِ‬ ‫إذا ك ــا َن يف األحك ـ ِـام الش ـ ِ‬

‫‪« )153‬األذكار النواوية» (‪)8‬‬


‫‪ 154‬ويف«الفتوحات الرابنية» للعالمـة ابـن عـالن (‪ : ) 53 /1‬وأمـا كـالم احلـافز ابـن‬
‫العريب فيحمـل علـى شـديد الضـعف املتفـق علـى عـدم العمـل بـه كمـا أشـار إليـه السـخاوي‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪« (155‬الفتوحات الرابنية على األبكار النواوية»‪) 83 /1 ( :‬‬
‫َعم ِ‬ ‫ـوع يـعمــل بِ ِـه ِيف فَ ِ‬ ‫‪ (156‬فَ َّ ِ‬
‫ـال اه ـ«فـت القـدير» لإلمــام‬ ‫ضـائ ِل ْاأل ْ َ‬
‫َ‬ ‫ض ِ ُْ َ ُ‬ ‫يف َْيـ ُـر الْ َم ْو ُ‬
‫الضـع ُ‬
‫ت ِابلضَّعي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وع‬
‫ضِ‬ ‫ف َ ِْري الْ َم ْو ُ‬ ‫اب يَـثْـبُ ُ‬
‫ابن اهلمام ( ‪ ، ) 349 / 1‬وقال فيه أيضا ‪َ :‬واال ْست ْحبَ ُ‬
‫( ‪) 133 / 2‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـاهل‬ ‫ويستحيل َعلَْي ِه‪ ،‬وحن ِو َ‬
‫ذلك‪ .‬فَـلَ ْم يَـَروا التس َ‬ ‫ُ‬ ‫زوز‬
‫اىل‪ ،‬وما ُ‬ ‫كصفات هللاِ تَـ َع َ‬
‫ِ‬
‫عبد الـرمح ِن ب ُـن مهـدي‪ ،‬وأمح ُـد ب ُـن‬‫األئمة ُ‬‫ك من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نص َعلَى ذَل َ‬ ‫َّن َّ‬ ‫ك‪ .‬ومم ْ‬ ‫يف ذَل َ‬
‫حنب ــل‪ ،‬وعب ـ ُـد هللاِ ب ــن املب ـ ِ‬
‫ـارك‪ ،‬و ــريُُه ْم‪ .‬وقـ ـ ْد عق ـ َـد اب ـ ُـن ع ــدي يف مقدم ـ ِـة "‬ ‫ُ‬
‫(‪)157‬‬
‫لذلك‬ ‫ِ‬
‫اخلطيب يف " الكفاية " اباب َ‬ ‫ِ‬
‫الكامل "‪ ،‬و‬
‫ُ‬
‫وقال اإلمام النووي ‪ :‬وزوز عند أهل احلـديث و ـريهم التسـاهل يف‬
‫األســانيد وروايــة مــا ســوى املوضــوع مــن الضــعيف والعمــل بــه مــن ــري بيــان‬
‫ضــعفه يف ــري صــفات هللا تعــاىل واألحكــام كــاحلالل واحل ـرام و ريطــا وذلــك‬
‫كالقص ــص‪ ،‬وفض ــائل األعم ــال‪ ،‬واملـ ـواعز و ريه ــا مم ــا ال تعل ــق ل ــه ابلعقائ ــد‬
‫(‪)158‬‬
‫واألحكام‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫وقال اإلمام السيو ي ‪( :‬وَز ِ‬
‫ـاه ُل‬‫َّس ُ‬ ‫وز عْن َد أ َْه ِل ا ْحلَديث َو َ ْريه ُم الت َ‬ ‫َُُ‬
‫يف َوالْ َع َم ُل بِِه ِم ْن‬ ‫وع ِمن الضَّعِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِيف ْاأل ِ ِ‬
‫ضِ َ‬ ‫َسانيد) الضَّعي َفة ( َوِرَوايَةُ َما س َوى الْ َم ْو ُ‬ ‫َ‬
‫يل َعلَْي ـ ِـه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ـوز َويَ ْس ــتَح ُ‬ ‫ـاىل) ‪َ ،‬وَم ــا َزُـ ُ‬ ‫اَّللِ تَـ َع ـ َ‬
‫ات َّ‬ ‫ـان ض ــع ِف ِه ِيف َ ـ ِـري ِص ـ َف ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫َ ـ ِْـري بَـيَ ـ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫قصـ ِ‬
‫ـص‬ ‫ـك َكالْ َ‬ ‫َح َكـ ِـام َكــا ْحلََال ِل َوا ْحلَـ َـرِام‪َ ،‬و) َ ِْريطَــا‪َ ،‬وذَلـ َ‬ ‫َوتَـ ْفسـريُ َك َالمــه‪َ ( ،‬و ْاأل ْ‬
‫َح َكـ ِـام)‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ضــائِ ِل ْاأل ْ ِ‬
‫َع َمــال َوالْ َمـ َـواعز‪َ ،‬و َ ِْريَهــا (ممَّــا َال تَـ َعلُّـ َـق لَــهُ ِابلْ َع َقائ ـد َو ْاأل ْ‬ ‫َوفَ َ‬
‫ك‪ :‬ابْ ُن َحْنـبَل‪َ ،‬وابْ ُـن َم ْه ِـدي‪َ ،‬وابْ ُـن الْ ُمبَ َـارِك‪ ،‬قَـالُوا‪ :‬إِ َذا ُرِوينَـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَم ْن نُق َل َعْنهُ َذل َ‬
‫ِيف ا ْحل َال ِل وا ْحلرِام َشدَّد َم‪ ،‬وإِذَا رِوينَا ِيف الْ َف ِ‬
‫ضائ ِل َوَْحن ِوَها تَ َس َ‬
‫اه ْلنَا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ ََ‬

‫‪« 157‬شرح ألفية العراقي»‪) 325 / 1 ( :‬‬


‫‪« 158‬التقريب والتيسري ملعرفة سنن البنري النذير يف أصول اْديث»‪) 48 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ف ُهنَا‪َ ،‬وِيف َسائِِر ُكتُبِ ِه لِ َما‬ ‫صن ُ‬


‫الص َال ِح والْم ِ‬
‫( تَـ ْنبيه ‪ َْ :‬يَ ْذ ُك ِر ابْ ُن َّ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫اإل ْس َـالِم‬ ‫ضائِ ِل وَْحن ِوَهـا‪ ،‬وذَ َكـر َش ْـي ُخ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ذُكَر س َوى َه َذا الش َّْريف‪َ ،‬وُه َو َك ْونُهُ ِيف الْ َف َ َ‬
‫ف َْي ـ َـر َشـ ِـديد‪ ،‬فَـيَ ْخـ ُـر ُج َمـ ِن انْـ َفـ َـرَد‬ ‫َحـ ُـد َها‪ :‬أَ ْن يَ ُكــو َن َّ‬
‫الضـ ْـع ُ‬ ‫لَــهُ ثََالثَـةَ ُشـ ُـرويف‪ :‬أ َ‬
‫ب‪َ ،‬وَم ْن فَ ُحـ َ َلَطُـهُ‪ ،‬نَـ َق َـل الْ َع َالئِ ُّـي ِاالتَِف َ‬
‫ـار‬ ‫ت ِابلْ َك ِذ ِ‬ ‫ِمن الْ َك َّذابِت والْمتـ ِ‬
‫َّهم َ‬ ‫ََ َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـث‪ :‬أَ ْن َال يـُ ْعتَـ َقـ َـد عْنـ َـد‬ ‫َصــل َم ْع ُمــول بِــه‪ .‬الثَّالـ ُ‬ ‫ـت أ ْ‬ ‫َعلَْيــه‪ .‬الثَّـ ِـاين‪ :‬أَ ْن يَـْنـ َـدر َ‬
‫ِج َْحتـ َ‬
‫السـ َـالِم‬ ‫ـال‪َ :‬هـ َذ ِان ذَ َكَرُطَـا ابْ ُـن َعْب ِـد َّ‬ ‫الْ َع َم ِـل بِ ِـه ثـُبُوتُـهُ‪ ،‬بَ ْـل يـُ ْعتَـ َق ُـد ِاال ْحتِيَـا ُيف‪َ .‬وقَ َ‬
‫وز الْ َع َم ُل بِِه ُمطْلَ نقا‪ ،‬قَالَهُ أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن الْ َعَرِِيب‪.‬‬ ‫ِِ ِِ ِ‬
‫يل‪َ :‬ال َزُ ُ‬ ‫َوابْ ُن َدقيق الْعيد َوق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َمحَـ ـ َـد‪،‬‬ ‫ـك إِ َىل أَِيب َد ُاوَد َوأ ْ‬ ‫َوقي ـ َـل‪ :‬يـُ ْع َم ـ ُـل بِ ــه ُمطْلَ نق ــا‪َ ،‬وتَـ َق ــد َ‬
‫َّم َع ـ ْـزُو ذَل ـ َ‬
‫ِ‬ ‫الرج ِال‪ .‬و ِعبارةُ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف َم ْرُدود‬ ‫الزْرَكش ِي‪َ :‬والضَّع ُ‬ ‫ك أَقْـ َوى م ْن َرأْ ِي ِ َ َ َ َ‬ ‫َوأَنـَّ ُه َما يَـَرَاي ِن َذل َ‬
‫ِ‬ ‫ما َ يـ ْقتَ ِ ِ‬
‫َّد طُُرقُهُ‪َ ،‬وَْ يَ ُك ِن الْ ُمتَابِ ُع ُمْن َحطا َعْنهُ‬ ‫م تَـ ْر يبنا‪ ،‬أ َْو تَـ ْرهيبنا‪ ،‬أ َْو تَـتَـ َعد ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َصل‪َ ،‬وانْ َد َر َج َْحت َ‬ ‫يل‪ :‬يـُ ْقبَ ُل إِ ْن َش ِه َد لَهُ أ ْ‬ ‫يل ‪َ :‬ال يـُ ْقبَ ُل ُمطْلَ نقا‪َ .‬وق َ‬ ‫َوق َ‬
‫احتِيَــايف‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫لضــعِ ِ‬
‫َح َكـ ِـام‪ ،‬إِ َذا َكــا َن فيــه ْ‬ ‫ضــا ِيف ْاأل ْ‬ ‫يف أَيْ ن‬ ‫عُ ُمــوم‪ .‬انْـتَـ َهــى‪َ .‬ويـُ ْع َمـ ُـل ِاب َّ‬
‫(‪)159‬‬

‫(سـئِ َل) َع ْـن َم ْع َـّن قَـ ْـوهلِِ ْم يـُ ْع َم ُـل‬


‫وقال اإلمـام شـهاب الـدين الرملـي‪ُ :‬‬
‫ات ا ْحلُ ْك ِم بِ ِـه‪َ ،‬وإِذَا قُـ ْلـتُ ْم‬ ‫يف ِيف فَ ِ‬ ‫يث الضَّعِ ِ‬ ‫ِاب ْحل ِد ِ‬
‫َع َم ِال َه ْل َم ْعنَاهُ إثْـبَ ُ‬
‫ضائ ِل ْاأل ْ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ويف الْ َع َم ِـل‬ ‫يد ِيف َك َالم علَـى ُشـر ِ‬ ‫معناه َذلِك فَما ا ْجلواب عن قَـوِل اب ِن دقِ ِيق الْعِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ ََ ُ َ ْ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات ُح ْكم‬ ‫ِاب ْحلَديث‪َ ،‬وأَ ْن َال يَـ ْلَزَم َعلَْيه إثْـبَ ُ‬

‫‪« 159‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي »‪) 351 – 350 / 1 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫يث‬‫إمجــاع أَهـ ِـل ا ْحلـ ِـد ِ‬ ‫ي ِيف ِعــدَّة ِمــن تَ ِ ِ ِ‬ ‫ـاب) ِفَنـَّـهُ قَـ ْد َح َكــى النَّ ـ َـوِو ُّ‬
‫صــانيفه ْ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َجـ َ‬ ‫(فَأ َ‬
‫ـال ابْـ ُـن َعْبـ ِـد‬ ‫اصـةن ‪َ ،‬وقَـ َ‬ ‫ضــائِ ِل َوَْحن ِوَهــا َخ َّ‬ ‫يف ِيف الْ َف َ‬ ‫الضــعِ ِ‬ ‫يث َّ‬ ‫علَــى الْعمـ ِـل ِاب ْحلـ ِـد ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ـال ا ْحلَــاكِ ُم‪:‬‬ ‫ـاج فِ َيه ــا َإىل َم ـ ْـن َْحي ــتَ ُّ بِـ ِـه ‪َ ،‬وقَـ َ‬ ‫ض ــائ ِل َال َْحيتَـ ُ‬
‫ـث الْ َف ِ‬
‫َحادي ـ ُ َ‬
‫الْب ـ ِـر ‪ :‬أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت أ ََاب َزَك ِرَّاي الْ َعْنـ َِرب َّ‬ ‫ِ‬
‫ول‪ :‬ا ْخلَبَـ ُر إذَا َوَرَد َْ ُحيَ ِرْم َح َالنال َوَْ ُحيَل ْل َحَر نامـا َوَْ‬ ‫ي يَـ ُق ُ‬ ‫َن ْع ُ‬
‫ـوه َل ِيف ِرَوايَتِـ ِـه‪،‬‬ ‫وجـب ح ْكمــا وَكــا َن فِي ِـه تَـر ِيــب أَو تَـرِهيــب أُ ْ ِمـم عْنــه وتُسـ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََُ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يُ ْ ُ ن َ‬
‫ـيب ‪-‬‬ ‫َخَر َجــهُ الْبَـْيـ َه ِقــي ِيف الْ َم ـ ْد َخ ِل إ َذا َرَويْـنَــا َع ـ ِن النَّـ ِ ِ‬ ‫يمــا أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ز ابْـ ِن َم ْهــدي ف َ‬ ‫َولَ ْف ـ ُ‬
‫اَّلل علَي ـ ِـه وسـ ـلَّم ‪ِ -‬يف ا ْحل ـ َـال ِل وا ْحل ــرِام و ْاألَح َكـ ـ ِام ش ــدَّد َم ِيف ْاألَس ــانِ ِ‬
‫يد‬ ‫َ َّ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ََ َ ْ‬ ‫صـ ـلى َُّ َ ْ َ َ َ‬
‫ـاب َسـ ـ َّـه ْلنَا ِيف‬ ‫اب والْعِ َقـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال‪ ،‬وإِ َذا رويـنَـ ــا ِيف الْ َف ِ‬ ‫وانْـتَـ َق ـ ـ ْد َم ِيف ِ ِ‬
‫ضـ ــائ ِل َوالثَّـ ـ َـو َ‬ ‫َ‬ ‫الر َجـ ـ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ـوين َعْن ــهُ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َمحَـ َـد ِيف ِرَوايَــة الْ َمْي ُم ـ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ز ِْ‬
‫اإل َم ــام أ ْ‬ ‫ِ‬
‫الر َج ــال‪َ .‬ولَ ْف ـ ُ‬ ‫ـاحمنَا ِيف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ــانيد َوتَ َس ـ َْ‬ ‫ْاأل َ‬
‫ـاه َل فِ َيهـا َحـ َّ َِزـيءَ َش ْـيء فِي ِـه ُح ْكـم َوقَ َ‬
‫ـال‬ ‫الرقَائ ُق ُْحيتَ َم ُل أَ ْن يـُتَ َس َ‬
‫يث َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ َحاد ُ‬
‫ار‪ :‬رجــل نَ ْكتــب عْنــه هـ ِـذهِ ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫ـث يَـ ْعـ ِـين‬ ‫َحاديـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َُ‬ ‫ـح َ َ ُ‬ ‫ِيف ِرَوايَــة َعيَّــام َع ـ ِن ابْ ـ ِن إِ ْسـ َ‬
‫َصــابِ َع‬‫مأ َ‬ ‫ي َوَْحن َوَهــا‪َ ،‬وإِ َذا َجــاءَ ا ْحلَـ َـال ُل َوا ْحلَـَر ُام أ ََرْد َم قَـ ْونمــا َه َك ـ َذا َوقَــبَ َ‬ ‫ِ‬
‫الْ َمغَــاز َ‬
‫يَ َديِْه ْاأل َْربَ َع‪.‬‬
‫َن َكـ َـال َم ابْـ ِن َدقِيـ ِـق الْعِيـ ِـد ُم َوافِــق لِ َكـ َـالِم ْاألَئِ َّمـ ِـة َوُهـ َـو َخــارِج‬ ‫َوقَـ ْد عُلِـ َـم أ َّ‬
‫ضــا أ َّ‬ ‫َن الْمــراد ْاألَعمـ ُ ِ‬ ‫بَِقــوهلِِم ِمــن فَضــائِ ِل ْاألَعمـ ِ ِ‬
‫َن‬ ‫ـال َوعُلـ َـم أَيْ ن‬ ‫ضــا أ َّ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ـال‪َ ،‬وعُلـ َـم أَيْ ن‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الْمــراد بَِفضــائِ ِل ْاأل ْ ِ ِ‬
‫ـص َوَْحن ُوَهــا‪.‬‬ ‫قصـ ُ‬ ‫اهــا الْ َ‬ ‫ـب َوِيف َم ْعنَ َ‬ ‫ـب َوالتـ َّْرهيـ ُ‬ ‫َع َمــال التـ َّْر يـ ُ‬ ‫ََُ َ‬
‫)‪(160‬‬

‫‪« (160‬فتاوى الرملي»‪) 383 / 4 ( :‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي ‪( :‬وقــد اتفــق العلمــاء علــى ج ـواز‬
‫ـحيحا يف‬
‫العمــل ابحلــديث الضــعيف يف فضــائل األعمــال ) ألنــه إن كــان صـ ن‬
‫وإال‪ . .‬ي تـب علـى العمـل‬ ‫نفس األمر‪ . .‬فقد أعطـي حقـه مـن العمـل بـه‪َّ ،‬‬
‫به مفسدة حتليل وال حترمي‪ ،‬وال ضـياع حـق للغـري‪ ،‬ويف حـديث ضـعيف‪" :‬مـن‬
‫بلغــه عــين ث ـواب عمــل فعملــه‪ . .‬حصــل لــه أجــره وإن أكــن قلتــه" أو كمــا‬
‫قــال‪ .‬وأشــار املصــنف رمحــه َّ‬
‫اَّلل تعــاا ِبكايــة اإلمجــاع علــى مــا بكــرب إا‬
‫ال ــرد عل ــى م ــن سزع في ــه رن الفض ــائل إَّن ــا تُـتَلق ــى م ــن الن ــرع‪ ،‬فإثباهت ــا‬
‫ابْديث الضعيف اخرتاعُ عبادة‪ ،‬وشرع يف الدين ما ىت أيبن به َّ‬
‫اَّلل ‪.‬‬
‫ـواي أخــرى ال‬ ‫ِ‬
‫ووجــه رده‪ :‬أن اإلمجــاع لكونــه قطعينــا اترنة‪ ،‬وظنينــا ظننــا قـ ن‬
‫يُ ُّرد مبثل ذلـك لـو يكـن عنـه جـواب‪ ،‬فكيـف وجوابـه واضـح إذ ذاك لـيس‬
‫فضيلة ورجاؤلا فمارة‬ ‫ٍ‬ ‫املذكوري ِن‪ ،‬وإ َّنا لو ابتغاء‬ ‫من ابب االخ اع والشرع‬
‫َ‬
‫) ‪(161‬‬
‫ضعيفة من ري ترتُّب مفسدة عليه كما تقرر‪.‬‬
‫وق ــال اإلم ــام اب ــن ع ـ ّـالن ‪ :‬ق ــال اجل ــالل ال ــدواين يف كتاب ــه املس ــمى‬
‫«أمنــوذج العلــوم»‪ :‬اتفق ـوا علــى أن احلــديث الضــعيف ال تثبــت بــه األحكــام‬
‫الشرعية د ذكروا أنه زوز بل يسـتحب العمـل ابحلـديث الضـعيف يف فضـائل‬
‫األعمــال وممــن صــرح بــه النــووي ســيما يف األذكــار‪ ،‬وفيــه إشــكال ألن ج ـواز‬

‫‪« (161‬الفت املبني بنرح األربعني»‪) 109 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫العمل واستحبابه كالطـا مـن األحكـام اخلمسـة الشـرعية فـ ذا اسـتحب العمـل‬
‫مبقتضى احلديث كان فيه ثبوت احلكم ابحلديث الضعيف اهــ‪.‬‬
‫وحاصــل اجل ـواب أن اجل ـواز معلــوم مــن خــارج وا ســتحباب معلــوم‬
‫أيضا من القواعد النرعية الدالـة علـى اسـتحباب ا حتيـاا يف الـدين فلـم‬
‫يثب ــت ابحلـ ــديث الض ــعيف شـ ــيئ مـ ــن األحك ــام بـ ــل أوقـ ــع الض ــعيف شـ ــبهة‬
‫االســتحباب فصــار االحتيــايف أن يعمــل بــه‪ ،‬واســتحباب االحتيــايف معلــوم مــن‬
‫القواعد الشرعية كذا يف بعم شروح األربعت النوويـة وهـو حتقيـق نفـيس جـدا‬
‫) ‪(162‬‬
‫ونقله الشنواين يف حاشيته على شرح خطبة خمتصر خليل للقاين اهـ‪.‬‬
‫وقـال اإلمـام النــووي‪ ( :‬فصـل ) ‪ :‬اعلـم أنـه ينبغــي ملـن بلغـه شــئ يف‬
‫فضائل األعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكـون مـن أهلـه ‪ ،‬وال ينبغـي أن‬
‫ي كه مطلقا بل يت مبا تيسر منه لقول النيب صلى هللا عليه وسلم يف احلديث‬
‫(‪)163‬‬
‫املتفق على صحته ‪ " :‬إذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم " اهـ‬
‫وق ــال اإلم ــام الن ــعراي ‪ :‬أخ ــذ علين ــا العه ــود أن نعم ــل فحاديـ ـث‬
‫الفضـائل ولــو قيـل بضــعفها السـيما إن اعتضــدت ابلکشــف وال مــل العمــل‬
‫هبا کما هو الغالب يف النال فبمجـرد مايسـمعون بضـعف احلـديث يتهـاونون‬
‫ابلعمل به‪.‬‬

‫‪« (162‬الفتوحات الرابنية على األبكار النواوية» ( ‪) 84 /1‬‬


‫‪« )163‬األبكار النواوية»‪) 8 ( :‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫وقـد وقـع للشــيخ حمـي الــدين بـن العــريب رضـي هللا عنــه أنـه اطلــع علـى تعــذيب‬
‫امرأة يف النار وكان قد عمل سـبعت ألفـا ال إلـه إال هللا بقصـد فكـاك رقبـة مـن‬
‫النار فقال اللهم اجعـل ذلـك يف صـحائف فالنـة فخرجـت مـن النـار لوقتهـا ‪،‬‬
‫واحلــديث ال ـوارد يف ذلــك يــزل املتحــدثون يتكلمــون يف ســنده فاعمــل مبثــل‬
‫ذلــك اي أخــي وال تســتبعد حصــول األجــر العظــيم ابلعمــل اليســري فـ ن مقــادير‬
‫(‪)164‬‬
‫الثواب ال تدرك ابلقيال ‪.‬‬
‫ضــعِيف‬ ‫ِ‬
‫ـت َحــديثنا ِبِِ ْســنَاد َ‬ ‫وقــال اإلمــام النــووي ‪( :‬فَ ـ ْـرع )‪ :‬إِ َذا َرأَيْـ َ‬
‫ـنت لِ ُم َجـ َّـرِد‬
‫يف الْمـ ْ ِ‬
‫ضــع ُ َ‬
‫اإلســنَ ِاد‪ ،‬وَال تَـ ُقــل‪ِ :‬‬
‫ْ َ‬ ‫ـول ُهــو َ ِ ِ ِ‬
‫ضــعيف هبَـ َذا ْ ْ َ‬ ‫ـك أَ ْن تَـ ُقـ َ َ‬ ‫فَـلَـ َ‬
‫صـحيح‪ ،‬أ َْو إِنَّـهُ‬
‫ول إِمام‪ :‬إِنَّه َ يـرو ِمن وجـه ِ‬ ‫ك ِْ ِ ِ‬ ‫ضع ِ ِ‬
‫ُ ْ ُْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫اإل ْسنَاد‪ ،‬إَّال أَ ْن يَـ ُق َ َ‬ ‫ف َذل َ‬ ‫َْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ِـديث ِ‬
‫ت‬ ‫ضـ ْـع َفهُ‪ ،‬فَـِ ْن أَطْلَـ َـق فَفيــه َكـ َـالم َِْيت قَ ِريبنــا‪َ ،‬وإِذَا أ ََرْد َ‬
‫ضــعيف ُم َفسـ نـرا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِـه َو َسـلَّ َم‬
‫صـلَّى َّ‬ ‫ـول َِّ‬ ‫ِروايةَ الضَّعِ ِ‬
‫يف بِغَ ِْـري إِ ْسـنَاد فَ َـال تَـ ُق ْـل‪ :‬قَ َ‬
‫اَّلل ‪َ -‬‬ ‫ـال َر ُس ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي َك َذا‪ ،‬أ َْو بَـلَغَنَا َك َذا‪ ،‬أ َْو َوَرَد‪،‬‬ ‫‪َ -‬ك َذا‪َ ،‬وَما أَ ْشبَهَ م ْن صيَ ِغ ا ْجلَْزم‪ ،‬بَ ْل قُ ْل‪ُ :‬رِو َ‬
‫ِ ِ ِ (‪)165‬‬
‫ك ِيف ص َّحته‪.‬‬ ‫أ َْو َجاءَ‪ ،‬أ َْو نُِق َل‪َ ،‬وَما أَ ْشبَـ َههُ‪َ ،‬وَك َذا َما تَ ُش ُّ‬
‫يف (إِ َذا‬ ‫وقال اإلمام السيو ي ‪( :‬فَـرع ) ‪ :‬فِ ِيه مسائِل تَـتَـعلَّ ُق ِابلضَّعِ ِ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْسـنَاد‪َ ،‬وَال‬ ‫ضـعيف هبـَ َذا ِْ‬ ‫ـول‪ُ :‬ه َـو َ‬ ‫ضعِيف‪ ،‬فَـلَ َ‬
‫ـك أَ ْن تَـ ُق َ‬ ‫ت َحديثنا ِبِِ ْسنَاد َ‬ ‫َرأَيْ َ‬
‫اإل ْسـنَ ِاد)‬‫ـك ِْ‬ ‫نت) ‪ ،‬وَال ضعِيف‪ ،‬وَال تُطْلِق (لِمجَّرِد ضع ِ ِ‬
‫ف ذَل َ‬ ‫ْ ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫يف الْ َم ْ ِ َ َ‬ ‫ضع ُ‬
‫تَـ ُقل ِ‬
‫ْ َ‬
‫ول إِ َمام‪ :‬إِنَّـهُ َْ يـُ ْـرَو ِم ْـن َو ْجـه‬‫ص ِحيح‪( ،‬إَِّال أَ ْن يَـ ُق َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫‪ ،‬فَـ َق ْد يَ ُكو ُن لَهُ إِ ْسنَاد َ‬

‫‪« )164‬البحر املورود يف املواثي والعهود»‪) 255 – 254 ( :‬‬


‫‪« 165‬التقريب»‪) 47 ( :‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ض ــعِيف‪ُ :‬م َف ِس ـ نـرا‬ ‫ِ‬ ‫ص ـ ِـحيح) ‪ ،‬أَو لَــيس لَــه إِس ــنَاد يـثْـب ـ ِ‬
‫ـت بِــه‪( ،‬أ َْو إِنَّــهُ َح ــديث َ‬ ‫ْ ْ َ ُ ْ َُ ُ‬ ‫َ‬
‫ـت َس ـبَـبُهُ‪( ،‬فَِفي ـ ِـه َك ـ َـالم َِْيت قَ ِريبن ــا) ِيف‬ ‫يف‪َ ،‬وَْ يـُبَ ـ َّ ْ‬
‫ض ــع َفه‪ ،‬فَ ـِ ْن أُطْلِ ــق) َّ ِ‬
‫الض ــع ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫النـ َّْوِع ْاآلِيت‪.‬‬
‫ز الْ ُمطَّلِ ـ ُـع النَّاقِ ـ ُـد ِيف َح ـ ِـديث‪َ :‬ال أ َْع ِرفُ ــهُ‪،‬‬ ‫ـال ا ْحلَ ــافِ ُ‬
‫ُوىل‪ :‬إِ ْذ قَ ـ َ‬ ‫(فَـ َوائِـ ـ ُد ‪ْ :‬األ َ‬
‫ك ِيف نَـ ْفيِ ِه‪َ ،‬كما ذَ َكر َشْي ُخ ِْ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْس َالِم‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْاعتُ ِم َد َذل َ‬
‫ا َه ـ َذا َمــا ُح ِكـ َـي‪َ ،‬عـ ْـن أَِيب َحــا ِزم‪ :‬أَنـَّـهُ َرَوى َحـ ِـديثنا‬ ‫ِ‬
‫فَـِ ْن قيـ َـل‪ :‬يـُ َعــا ِر ُ‬
‫ِ‬ ‫ف ه ـ َذا‪ ،‬فَِقيــل لَــه‪ :‬أ ِ‬
‫يث‬
‫ـت َحــد َ‬ ‫َحفظْـ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ـال‪َ :‬ال أ َْع ـ ِر ُ َ‬ ‫الزْه ـ ِر ِي‪ ،‬فَـأَنْ َكَرهُ‪َ ،‬وقَـ َ‬ ‫ِحبَ ْ‬
‫ضـ َـرةِ ُّ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫ـال‪ :‬أ َْر ُجــو‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ص ـ َفهُ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬ال‪ ،‬قَـ َ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْيـ ِـه ُكلَّــهُ قَـ َ‬
‫ص ـلَّى َّ‬ ‫ـول َِّ‬‫رسـ ِ‬
‫ـال‪ :‬فَن ْ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َُ‬
‫ي‪ ،‬فَما ظَنُّك بِغَ ِريه‪ِ.‬‬ ‫ف الَّذي َْ تَـ ْع ِرفْهُ‪َ ،‬ه َذا َوُه َو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزْه ِر ُّ َ َ ْ‬ ‫اج َع ْل َه َذا م َن الن ْ‬ ‫ْ‬
‫َّجا ِر ِيف " َات ِر ِخي ِه "‪َ ،‬ع ِن ابْـ ِن أَِيب َعائِ َشـةَ‪،‬‬ ‫َسنَ َدهُ ابْ ُن الن َّ‬ ‫ِ‬
‫َوقَ ِريب مْنهُ َما أ ْ‬
‫يب‪َ :‬مــا َِن ْعنَــا ِهبَـ َذا‪ ،‬فَـ َقـ َ‬
‫ـال‬ ‫الشـ ْـعِ ُّ‬
‫ـال َّ‬ ‫ـاب يَـ ْونمــا ِعْنـ َـد َّ‬
‫الشـ ْـعِ ِيب‪ ،‬فَـ َقـ َ‬ ‫ـال‪ :‬تَ َكلَّـ َـم َشـ ب‬ ‫قَـ َ‬
‫ِ ِ‬
‫اج َعـ ْـل‬‫ـال‪ :‬فَ ْ‬ ‫ـال‪َ :‬ال‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ـال‪ :‬فَ َشـطَْرهُ‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬ال‪ ،‬قَـ َ‬ ‫ـت قَـ َ‬ ‫ـاب‪ُ :‬كـ َّـل الْع ْلـ ِم َن ْعـ َ‬ ‫الشـ ُّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‪.‬‬ ‫الشطْ ِر الَّذي َْ تَ ْس َم ْعهُ‪ ،‬فَأُ ْجل َم الش ْ‬
‫َّعِ ُّ‬ ‫َه َذا ِيف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب‪،‬‬ ‫َخبَــا ِر ِيف الْ ُكتُـ ِ‬ ‫ـك‪ِ :‬فَنـَّـهُ َكــا َن قَـْبـ َـل تَـ ْد ِوي ِن ْاأل ْ‬ ‫ـب َعـ ْـن َذلـ َ‬ ‫قُـ ْلنَــا‪ :‬أُجيـ َ‬
‫ـم ال ـ ُّـرواةِ م ــا لَــيس ِعْن ـ َـد ا ْحل َّف ـ ِ‬
‫ـاظ‪َ ،‬وأ ََّم ــا بَـ ْع ـ َـد التَّ ـ ْد ِوي ِن‬ ‫فَ َك ــا َن إِ ْذ ذَ َاك ِعْن ـ َـد بَـ ْع ـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫اإلطْ َال ِع ِم َـن ا ْحلَـافِ ِز ا ْجلِ ْهب ِـذ َعلَـى‬ ‫صنَّـ َف ِة‪ ،‬فَـيَـْبـعُ ُد َع َد ُم ِْ‬ ‫ب الْ ُم َ‬ ‫وع إِ َىل الْ ُكتُ ِ‬
‫الر ُج ِ‬
‫َو ُّ‬
‫ما يوِرده َيـره‪ ،‬فَالظَّ ِ‬
‫اه ُر َع َد ُمهُ‪.‬‬ ‫َ ُ ُ ُ ْ ُُ‬
‫ِ ِ‬ ‫الثَّانِيـةُ‪ :‬أَلَّــف عمــر بــن بـ ْدر الْمو ِصــلِي ‪ -‬ولَــي ِ‬
‫س مـ َـن ا ْحلَُّفــاظ ‪ -‬كتَـ ن‬
‫ـااب‬ ‫َ ُ َ ُ ْ ُ َ َ ْ ُّ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اب " َو َعلَْي ِه ِيف َكثِري ِممَّا ذَ َكَرهُ انْتِ َقاد‪.‬‬ ‫ص َّح َشيء ِيف َه َذا الْب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِيف قَـوهلِِم‪ َ " :‬ي ِ‬
‫ْ ْ َْ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫ـال ابْـ ُـن تَـْي ِميَّـةَ‪:‬‬


‫َصـ َـل لَــهُ‪ .‬قَـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َصــل‪ ،‬أ َْو َال أ ْ‬ ‫س لَــهُ أ ْ‬ ‫يث لَـ ْـي َ‬
‫الثَّالثَـةُ‪ :‬قَـ ْـو ُهلُْم َه ـ َذا ا ْحلَــد ُ‬
‫س لَهُ إِ ْسنَاد‪.‬‬ ‫َم ْعنَاهُ‪ :‬لَْي َ‬
‫اَّللِ –‬‫ـول َّ‬ ‫ـال َر ُسـ ُ‬ ‫الضــعِ ِ‬
‫يف بِغَـ ِْـري إِ ْســنَاد‪ ،‬فَـ َـال تَـ ُقـ ْـل‪ :‬قَـ َ‬ ‫ت ِرَوايَـةَ َّ‬ ‫َوإِذَا أ ََرْد َ‬ ‫)‬
‫اَّللِ ‪-‬‬‫ـول َّ‬ ‫َن َر ُسـ َ‬ ‫صـلى هللا عليـه وســلم ‪َ -‬كـ َذا‪َ ،‬وَمــا أَ ْشـبَـ َههُ ِم ْـن ِصــيَ ِغ ا ْجلَ ْـزِم) ِف َّ‬
‫ص ـلَّى َّ ِ َّ‬
‫ي) َعْن ــهُ ( َكـ ـ َذا‪ ،‬أ َْو بَـلَغَنَ ــا) َعْن ــهُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ــه َو َسـ ـل َم ‪ -‬قَالَــهُ‪( ،‬بَـ ْـل قُـ ْـل‪ُ :‬رِو َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫( َكـ ـ َذا‪ ،‬أ َْو َوَرَد) َعْن ــهُ (‪ ،‬أ َْو َج ــاءَ) َعْن ــهُ َكـ ـ َذا (‪ ،‬أ َْو نُق ـ َـل) َعْن ــهُ َكـ ـ َذا (‪َ ،‬وَم ــا‬
‫ـك ِيف‬ ‫ـول ِيف ( َمـا تَ ُش ُّ‬ ‫ض ُـه ْم‪َ ( ،‬وَكـ َذا) تَـ ُق ُ‬ ‫يم‪َ ،‬ك َـرَوى بَـ ْع ُ‬ ‫أَ ْشبَـ َههُ) ِم ْن ِصـيَ ِغ الت َّْمـ ِر ِ‬
‫ِ‬
‫ص ــيغَ ِة ا ْجلَـ ْـزم‪َ ،‬ويَـ ْق ــبُ ُح فِي ـ ِـه ِص ــيغَةُ‬
‫الص ـ ِـحيح فَــاذْ ُكره بِ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ض ـ ْـعفه‪ ،‬أ ََّم ــا َّ ُ‬
‫ـحتِ ِه) ‪ ،‬و ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ِص ـ َّ‬
‫ِ (‪)166‬‬ ‫يم‪َ ،‬كما يـ ْقبح ِيف الضَّعِ ِ‬
‫يف ِصيغَةُ ا ْجلَْزم‪.‬‬ ‫الت َّْم ِر ِ َ َ ُ ُ‬

‫الصوم يف األايم املتُ ّكد صومها منصر إليها‬


‫ا) ِفَ ْن‬ ‫ـت ِيف الْ َف ـ ْـر ِ‬ ‫َّعيِـ ُ‬
‫ـب التـ ْ‬ ‫قــال اإلمــام اب ــن حجــر اهليتم ــي‪ِ :‬‬
‫(وَزـ ُ‬ ‫َ‬
‫يـْنـ ِوي ُكـ َّـل لَيـلَــة أَنـَّـه ِ‬
‫ـت َس ـبَـبَـ َها ‪،‬‬‫ضــا َن أ َْو الْ َك َّفـ َـارةِ َوإِ ْن َْ يـُبَ ـ ِ ْ‬
‫صــائم َـ نـدا َعـ ْـن َرَم َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ت ِيف‬ ‫َّعيِ ِ‬ ‫ث ِيف الْمجم ِ ِ‬
‫وع ا ْش َا َيف التـ ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ص ُّح بِنِيَّة ُمطْلَ َقة نَـ َع ْم َحبَ َ‬‫‪ .....‬أ ََّما النَّـ َفل فَـي ِ‬
‫ُ َ‬
‫ص ُل َْيـ ُرَهـا َم َع َهـا َوإِ ْن‬ ‫ب َّ ِ‬
‫الص َالة فَ َال َْحي ُ‬ ‫ب َك َعرفَةَ وَما يَـْتـبَـعُ َها ِممَّا َِْيت َكرواتِ ِ‬ ‫الراتِ ِ‬
‫َّ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫َن نِيَّـتَـ ُه َما ُمْب ِطلَة َك َما لَ ْو نـَ َوى الظُّ ْهَر َو ُسـنـَّتَهُ أ َْو ُسـنَّةَ‬ ‫ال أ َّ‬ ‫ضى الْ ِقيَ ِ‬‫نـَ َوى بَ ْل ُم ْقتَ َ‬
‫ي مـا لَـه سـبب َك ِ ِ ِ ِ‬ ‫صـ ِر وأَ ْحلَ َـق بِ ِـه ِْ‬
‫ص ْـوم اال ْست ْسـ َقاء إ َذا َْ‬ ‫َ‬ ‫اإل ْسـنَ ِو ُّ َ ُ َ َ‬ ‫الظُّ ْه ِر َو ُسـنَّةَ الْ َع ْ َ‬

‫‪« 166‬تدريب الراوي»‪) 350 – 348 ( :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ِ‬ ‫اضــح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلمــام َك ِِ‬ ‫ِ‬
‫ـودا‬
‫صـ ن‬ ‫ـك َم ْق ُ‬ ‫الصـ ْـوُم ِيف ُكـ ِـل َذلـ َ‬ ‫ان إ ْن َكــا َن َّ‬ ‫صـ َـالته َو ُطَــا َو َ‬ ‫َْ ُمـ ْـر بِــه ِْ َ ُ َ‬
‫اح ٍـد‬‫لِ َذاتِِه‪ ،‬أ ََّما إبَا َكا َن الْم ْقصود وجود صوٍم فِيها ولـو مـا ا ْعتمـ َدب غَيــر و ِ‬
‫َ ُ ُ ُ ُ َ َْ َ َ ُ َ َ ََ ُ ْ ُ َ‬
‫اب َعلَْيـ َه ــا ِِبُص ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ـني َش ــر ًا لِ ْل َكم ـ ِ‬
‫وص ـ َـها َ‬ ‫ُ‬ ‫ـول الثَّـ ـ َـو ِ‬ ‫ـال َو ُح ُ‬ ‫َ‬ ‫َّعيِ ـ ُ ْ‬ ‫فَـيَ ُك ــو ُن التـ ْ‬
‫)‪(167‬‬
‫ري َما َم َّر ِيف َِتيَّ ِة ال َْم ْس ِج ِد اهـ‪.‬‬ ‫ِألَص ِل ِ ِ ِ‬
‫الص َّحة نَظ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ـث إ َْ) ِعبَـ َـارةُ‬ ‫وقــال اإلمــام عبــد اْميــد النــرواي‪( :‬قَـ ْولُــهُ نـَ َعـ ْـم َحبَـ َ‬
‫اب‬
‫ـح ُ‬ ‫َص َ‬‫ـوع َه َكـ َذا أَطْلَ َقـهُ ْاأل ْ‬ ‫ـال ِيف الْ َم ْج ُم ِ‬ ‫َس َـّن فَـِ ْن قِي َـل قَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ ُم ْغ ِين َوالن َهايَـة َو ْاأل ْ‬
‫ـيم َو ِسـتَّة‬ ‫ـوراءَ َوأ ََّايِم الْبِ ِ‬ ‫اش َ‬‫ـب َك َعَرفَـةَ َو َع ُ‬ ‫الص ْـوِم َّ‬
‫الراتِ ِ‬ ‫ت ِيف َّ‬ ‫َّعيِـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َويَـْنـبَغي ا ْش َا ُيف التـ ْ‬
‫صـ ِرف‬ ‫ِ‬
‫الص ْـوَم ِيف ْاأل ََّايم الْ َمـ ْذ ُك َورةِ ُمْن َ‬ ‫َن َّ‬ ‫الص َـالةِ ‪ ،‬أ ُِجيـب ِف َّ‬ ‫ـب َّ‬ ‫ِم ْـن َش َّـوال َكرواتِ ِ‬
‫ََ‬
‫ـود‬
‫صـ َ‬ ‫َن الْ َم ْق ُ‬ ‫ضــا َكتَ ِحيَّـ ِـة الْ َم ْسـ ِـج ِد؛ ِأل َّ‬ ‫صـ َـل أَيْ ن‬
‫ِ‬
‫إلَْيـ َهــا بَـ ْـل لَـ ْـو نَـ َـوى بِــه َْيـَرَهــا َح َ‬
‫(‪168‬‬
‫ات اهـ‪.‬‬ ‫الصلَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َّ َ‬ ‫ت َرَوات َ‬‫ص ْوم ف َيها اهـ َز َاد َشْي ُخنَا َوهبَ َذا فَ َارقَ ْ‬ ‫ود َ‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫احد) وِمْنـ ُهم َشْي ُخ ِْ‬
‫اإل ْس َـالِم‬ ‫وقال أيضا‪( :‬قَـولُه وهو ما ْاعتَم َده َيـر و ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ ُ َ َُ َ َ ُ ُْ َ‬
‫(‪169‬‬
‫َوالنِ َهايَةُ َوالْ ُم ْغ ِين َك َما َمَّر اهـ‪.‬‬
‫ـام ِيف َشـ َّـوال قَ َ‬
‫ضــاءن أ َْو نَـ ْذ نرا أ َْو‬ ‫وقــال اإلمــام حممــد الرملــي‪َ :‬ولَـ ْـو َ‬
‫صـ َ‬
‫اب تَطَُّو ِع َها َك َما أَفْ ـ َ بِ ِـه الْ َوالِ ُـد ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ص َل لَهُ ثَـ َو ُ‬ ‫اش َوراءَ َح َ‬ ‫َْيـَرُطَا أ َْو ِيف َْحن ِو يَـ ْوم َع ُ‬
‫صــالِح‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وين َوالنَّاشـ ِر ِي َوالْ َفقيـه َعل ِـي بْـ ِن َ‬
‫ِ‬
‫ـاىل ‪ -‬تَـبَـ نعـا ل ْلبَـا ِرِز ِي َو ْاأل ْ‬
‫َصـ ُف ِِ‬ ‫َرِمحَـهُ َّ‬
‫اَّللُ تَـ َع َ‬

‫‪« (167‬حتفة الـمحتاج» (‪)390 / 3‬‬


‫‪« )168‬حاشية الشرواين» (‪)390 / 3‬‬
‫‪« )169‬حاشية الشرواين» (‪)390 / 3‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ضرِم ِي و َ ِْريِهم‪ ،‬لَ ِكن َال َْحيصل لَهُ الثَّــواب الْ َك ِامـل الْمرتَّـب َعلَـى الْمطْلُ ِ‬
‫ـوب‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ا ْحلَ ْ َ َ ْ ْ‬
‫ص ـ ُـد ْر َعلَْي ـ ِـه الْ َم ْع ـ َـّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـام َعْن ــهُ َش ـ َّـو ناال ألَنَّــهُ َْ يَ ْ‬
‫صـ َ‬‫ض ــا ُن َو َ‬
‫َال سـ ـيَّ َما َم ـ ْـن فَاتَــهُ َرَم َ‬
‫ب ل َم ْـن فَاتَـهُ‬
‫اىل ‪ -‬أَيضا أَنَّه يستح ُّ ِ‬
‫اَّللُ تَـ َع َ ْ ن ُ ُ ْ َ َ‬ ‫الْ ُمتَـ َق ِد ُم‪َ ،‬وَما أَفْـ َ بِِه الْ َوالِ ُد ‪َ -‬رِمحَهُ َّ‬

‫ضـاءُ‬ ‫ب قَ َ‬ ‫وم ِسـتا ِم ْـن ِذي الْ َق ْع َـدةِ ِألَنَّـهُ يُ ْسـتَ َح ُّ‬ ‫صَ‬ ‫ص َام َعْنهُ َش َّو ناال أَ ْن يَ ُ‬‫ضا ُن َو َ‬ ‫َرَم َ‬
‫ـب َحممــول علَــى مــن قَصــد فِعلَهــا بـعــد ِ‬ ‫الصــوِم َّ ِ‬
‫صــا ِرفنا‬‫صـ ْـوم َشـ َّـوال فَـيَ ُكــو ُن َ‬ ‫الراتـ ِ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫الس ـن َِّة‪ ،‬فَ َس ـ َق َ الْ َق ـ ْـو ُل ِفَنَّــهُ َال يَـتَ ـأَتَّى َّإال َعلَــى الْ َق ـ ْـوِل ِف َّ‬
‫َن‬ ‫ـوهلَا َع ـ ْـن ُّ‬‫ع ــن حص ـ ِ‬
‫َْ ُ ُ‬
‫ب‬‫ـاه ُر فَـ َـال يُ ْس ــتَ َح ُّ‬ ‫ص ــومها َال َحيص ــل بِغ ِريه ــا‪ ،‬أ ََّم ــا إذَا قُـ ْلن ــا ِحبص ـولِِه وه ــو الظَّـ ِ‬
‫َ ُ ُ َُ َ‬ ‫ْ ُ ُ َْ َ‬ ‫َ ََْ‬
‫)‪170‬‬
‫ض ُاؤَها اهـ‪.‬‬
‫قَ َ‬
‫وقال النيد علي ابصـ ين‪ :‬رمسـألة ‪ :‬زـب تعيـت الصـوم املنـوي يف‬
‫النيــة‪ ،‬ال فــرر بــت الفــرا والنفــل املضــاف إىل الوقــت واملضــاف إىل الســبب‪،‬‬
‫وهذا هو املنقول عن اصموع‪ ،‬واعتمده األسنوي‪ ،‬لكن اعتمد (حج يف غري‬
‫تفت ـ ــه و (م ر و خ ـ ــأل وغ ـ ــريلم أ ّن الص ـ ــوم يف األايم املتُك ـ ــد ص ـ ــومها‬
‫منصر إليها وإن نوى به غريلا‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬بـل وإن نفـاه‪ ،‬ويف الفـت‬
‫فــرع‪ :‬أف ـ مجــع متــأخرون حبصــول ث ـواب عرفــة ومــا بعــده بوقــوع صــوم فــرا‬
‫فيهـا‪ ،‬وقــال األسـنوي‪ :‬إن ينــو التطـوع حصــل الفـرا‪ ،‬وإن نواطــا حيصــل‬

‫‪ « (170‬اية احملتاج إىل شرح املنهاج» (‪)209 ، 208 / 3‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫واحــد منهمــا اهــ‪ .‬إمنــا يــتم لــه إن ثبــت أن الصــوم فيهــا مقصــود لذاتــه‪ ،‬والــذي‬
‫يتجـه أ ّن املقصـود وجـود صــوم يـوم فيهـا فهـي كالتحيــة‪ ،‬فـإن نـوى التطــوع‬
‫أيضا حصال ‪ ،‬وإال سق الطلب عنه‪ ،‬وبه مع بـني العبـارات املختلفـة يف‬
‫بلـك‪ ،‬وعليــه لـو نـوى لـ ن‬
‫ـيال الفـرا وقبــل الـزوال النفــل فهـل يثــاب علـى النفــل‬
‫أوال‪ ،‬ألن صــحة ني ــة‬
‫حينئــذ ألن التقــرب ابلص ــوم مــن اجلهتــت‪ ،‬وق ــد حصــل ن‬
‫ـوما آخــر بعيــد كــل حمتمــل اه ــ‪ ،‬وبــوب اإلمــداد لكنّـه كــاملرت ّدد يف‬
‫الصــائم صـ ن‬
‫)‪171‬‬
‫التحفة الـ‪.‬‬

‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪َ ( :‬و ُســئِ َل) ‪َ -‬ر ِضـ َـي َّ‬
‫اَّللُ َعْنــهُ ‪ِ -‬مبـَـا‬
‫الصـ َـالةِ َوَوقَـ َـع ا ْخلَطَـأُ ِيف‬ ‫ـب َكرواتِـ ِ‬ ‫الصــوِم َّ ِ ِ‬ ‫َّعيِـ َ‬
‫ـب َّ‬ ‫الراتـ َ َ‬ ‫ـت ِيف َّ ْ‬ ‫لَ ْفظُــهُ إذَا َشـ َـرطْنَا التـ ْ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت فَـبَــا َن بِثُـبُــوت ُرْؤيَــة ا ْهل ـ َـالل حينَئ ــذ أَنَّــهُ‬ ‫َّعيِ ـ ِ‬
‫ـوعاءَ ِابلتـ ْ‬
‫ـام َات ُس ـ َ‬
‫صـ َ‬‫ت َك ـأَ ْن َ‬ ‫َّعيِ ـ ِ‬
‫التـ ْ‬
‫ِ‬ ‫اش ــوراء أَو ص ـ ِ ِ ِ ِ‬
‫ـامهُ‬‫صـ َ‬ ‫ـوم َم ــا َ‬‫ـام َام ــن ذي ا ْحل َّج ــة فَـبَــا َن أَنَّــهُ التَّاس ـ ُـع فَـ َه ـ ْـل يَـ ُق ـ ُ‬ ‫َع ُ َ ْ َ َ‬
‫َّعيِــت ِيف‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّعيِـ ِ‬
‫ـوراءَ أ َْو َعـ ْـن َاتسـ ِع ا ْحل َّجــة َوَهـ ِـل الْ ُم ْعتَ َمـ ُـد ُو ُجـ ُ‬
‫ـوب التـ ْ‬ ‫اشـ َ‬‫ت َعـ ْـن َع ُ‬ ‫ِابلتـ ْ‬
‫ك أ َْم َال‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬

‫‪« (171‬إ د العينت يف بعم اختالف الشيخت ابن حجر اهليتمي والشمس الرملي»‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ض ـ ـيَّة قَـ ــوِل الْمص ــنِ ِ‬ ‫ـاب وقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(فَأَج ـ ِ ِ ِ ِ‬
‫ف‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ـاب) ب َق ْول ــه عبَ ـ َـارِيت ِيف َش ـ ْـرِح الْعُبَ ـ َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ـ ـ ْـوِم‬ ‫ِ‬
‫َن النَّـ َف ـ ـ َـل الَّـ ــذي لَـ ــهُ َس ـ ــبَب َك َ‬ ‫الص ـ ـ ْـوِم ُمطْلَ ـ ـ ُـق نِيَّتِ ـ ـ ِـه أ َّ‬
‫َويَ ْك ِف ـ ــي ِيف نَـ ْف ـ ـ ِـل َّ‬
‫ت و َعرفَة َال َِز ِ‬ ‫اإل َم ِام والْم َؤقَّت َك َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫َي‬ ‫ب تَـ ْعيينُهُ أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص ْوم االثْـنَـ ْ َ َ‬ ‫اال ْست ْس َقاء بغَ ْري أ َْم ِر ْ َ ُ‬
‫ـث ِيف الْم ِه َّم ـ ِ‬ ‫تَـعيِ ــت نِيَّتِ ـ ِـه ِيف َّ ِ‬
‫ـوع ِيف‬ ‫ـات ِيف ْاأل ََّوِل َوِيف الْ َم ْج ُم ـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الص ـ ْـوم لَ ِك ـ ْـن َحبَ ـ َ‬ ‫ْ‬
‫الص ْـوَم ِيف‬ ‫يب َع ِن الثَّ ِـاي ِر َّ‬ ‫َّاين أَنَّه َال بد ِمن تَـعيِينه َكما ِيف َّ ِ ِ‬
‫َن َّ‬ ‫الص َـالة َوأُج َ‬ ‫َ‬ ‫الث ِ ُ ُ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْاأل ََّايِم الْمتَُ َّ ِ‬
‫ضـا‬ ‫ت أَيْ ً‬ ‫صـلَ ْ‬ ‫ص ِر إلَْيـ َها بَ ْل ل َْو نَـ َوى بِه غَْيـ َرَلا َح َ‬ ‫ص ْوُم َها ُم ْن َ‬
‫َكد َ‬ ‫ُ‬
‫يها َوِم ْن َدَّ أَفْـ َ الْبَا ِرِز ُّ‬ ‫ود ٍ ِ‬ ‫َكتَ ِحيَّ ِة ال َْم ْس ِج ِدا ِأل َّ‬
‫ي ِفَنَّـهُ‬ ‫ص ْوم ف َ‬ ‫ود ُو ُج ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َن ال َْم ْق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ـك‬‫َن ِمثْ َـل ذَل َ‬ ‫ص َـال نـَ َـواهُ َم َعـهُ أ َْم َال‪َ ،‬وذَ َك َـر َْيـ ُـرهُ أ َّ‬ ‫ضـاءن أ َْو َْحن َـوهُ َح َ‬ ‫ص َام فيه قَ َ‬ ‫لَ ْو َ‬
‫ـوع لَـ ْـو نَـ َـوى قَـْبـ َـل‬‫ـيس‪َ .‬وِيف الْ َم ْج ُمـ ِ‬ ‫ـان َك َعَرفَــة يَـ ْـوَم ا ْخلَ ِمـ ِ‬ ‫مــا لَــو اتَّـ َفــق ِيف ي ــوم راتِبـ ِ‬
‫َ ْ َ َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َص نـال َوإَِّال انْـبَـ َـّن‬‫ص ْـوم أ ْ‬ ‫ضـا َن َْ يَـْنـ َعقـ ْد لَـهُ َ‬ ‫ضاءن أ َْو نَ ْذ نرا فَِ ْن َكـا َن ِيف َرَم َ‬ ‫الزَو ِال قَ َ‬‫َّ‬
‫ض ـيَّـته أَنـَّـه يـ َقــع نـَ ْفـ نـال ِمــن ا ْجل ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهـ ِـل‬ ‫َ َ‬ ‫ـادهُ نـَ ْفـ نـال َعلَــى نيَّــة الظُّ ْه ـ ِر قَـْبـ َـل َوقْتــه‪َ ،‬وقَ ُ ُ ُ َ ُ‬ ‫انْع َقـ ُ‬
‫الصـ ْـوِم‬
‫ـب َّ‬ ‫ـت ِيف راتـِ ِ‬
‫َّعيـ َ َ‬ ‫الشـ ْـرِح الْ َم ـ ْذ ُكوِر َوِهبـَـا يـُ ْعلَـ ُـم أ َّ‬
‫َن التـ ِْ‬ ‫ـت ِعبَ ـ َارةُ َّ‬ ‫فَـ َق ـ ْ ‪ .‬انْـتَـ َهـ ْ‬
‫ص ـ َد ِيف‬ ‫َن الْ َق ْ‬ ‫الصـ ْـوِم لِ َمــا تَـ َقـ َّـرَر أ َّ‬
‫ـث ُوقُــوعُ ُمطْلَـ ِـق َّ‬ ‫ـحتِ ِه ِمـ ْـن َحْيـ ُ‬ ‫صـ َّ‬‫لَــيس َشــرطنا لِ ِ‬
‫ْ َ ْ‬
‫ااـلَ ِة‬‫ـادةِ الْ َف ِ‬ ‫يهـا َوإِ ْحيَا ُؤ َلـا ِاَ ِـذبِ ال ِْعبَ َ‬ ‫ود ٍ ِ‬ ‫ْاأل ََّايِم ال َْم ْن ُد ِ‬
‫ص ْوم ف َ‬ ‫ص ْوُم َها ُو ُج ُ َ‬ ‫وب َ‬
‫ـيم الْ َم ْس ـ ِـج ِد ِبِِ ْش ــغَالِِه‬ ‫ِ‬ ‫َن الْ َق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص ـ َـد مْنـ َه ــا تَـ ْعظ ـ ُ‬ ‫فَـ ُه ـ َـو نَظ ــريُ َتيَّ ــة ال َْم ْس ــجد‪،‬؛ أل َّ ْ‬
‫َن‬‫ـوص َك َم ــا أ َّ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ـوع َّ ِ‬ ‫لص ـ َـالةِ وإَِّمنَــا ُه ــو َش ــريف ِيف الْ َكم ـ ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ـ ْـوم الْ َم ْخ ُ‬ ‫ـال َوُوقُ ـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اب َّ َ‬
‫ـحتِ َها فَ ِحينَئِـذ َم ْـن نَـ َـوى ِيف َْحنـ ِو‬ ‫ص َّ‬‫التـَّعيِت ِيف التَّ ِحيَّ ِة َّإمنَا هو َشريف لِ َكم ِاهلا َال لِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫اشـوراء أَ ِو ِاالثْـنَـ ْ ِ‬
‫ـت‬ ‫ِ‬ ‫اشوراء أَ ِو ِاالثْـنَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْـوَم يَـ ْـوم َعَرفَـةَ أ َْو َع ُ َ‬ ‫ـت َمـثَ نال َ‬ ‫يَـ ْوم َعَرفَةَ أ َْو َع ُ َ َ‬
‫ف‬‫ضـيلَ ِة وَكـ َذا إ ْن نَــوى ذَلِـك والْ َقضـاء مـث نال ِِِب َـال ِ‬ ‫الصـوِم والْ َف ِ‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـال َّ ْ َ‬ ‫ص َل لَهُ َك َم ُ‬‫َح َ‬
‫مــا لَـ ِو اقْـتصــر علَــى نِيَّـ ِـة َ ِريهــا َكالْ َق ِ‬
‫ضــاء فَِنـَّـهُ َْحي ُ‬
‫صـ ُـل لَــهُ َمــا نَـ َـواهُ َويَ ْسـ ُق ُ َعْنــهُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصـوِم الْمطْلُـ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ـري َمــا قَـَّرْرتُــهُ ِيف‬ ‫ـوب ِيف َذلـ َ‬
‫ـك ال َّـزَم ِن نَظـ َ‬ ‫ـوص َّ ْ َ‬ ‫صـ ِ‬ ‫ـب ِابلن ْســبَة خلُ ُ‬
‫الطَّلَ ُ‬
‫َِحتيَّ ِة الْ َم ْس ِج ِد‪.‬‬

‫ـوع ِم ـ ِن‬ ‫ـيل ُْحي َم ـ ُـل َمــا َم ـ َّـر َعـ َـن الْ َم ْج ُم ـ ِ‬ ‫صـ ِ‬ ‫وعلَــى أَح ـ ِـد ِشــقَّي ه ـ َذا التَّـ ْف ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ت إذَا تَـ َقـ َّـرر ذَلِــك فَحيــث عـ َّـت ِيف نِيَّـ ِـة ِ‬ ‫َّعيِـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َخطَـأَ‬ ‫صـ ْـوم النَّـ ْفـ ِـل َشـْيـئنا َوأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ‬ ‫ا ْشـ َايف التـ ْ‬
‫ت ِيف‬ ‫ت فَِ ْن عُ ِذر ِيف َخطَئِ ِه َكما ِيف ُّ ِ‬
‫ت الْمـ ْذ ُكورتَـ ْ ِ‬ ‫َّعيِ َ‬
‫ِِ‬
‫الص َورتَـ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فيه َس َواء َشَرطْنَا التـ ْ‬
‫ـوعاء‬ ‫ِ‬
‫ـوع َمــا نَـ َـواهُ مـ ْـن َات ُسـ َ‬ ‫الصـ ْـوُم َوَوقَـ َـع لَــهُ نَـ ْفـ نـال ُمطْلَ نقــا لِتَـ َعـ ُّـذ ِر ُوقُـ ِ‬
‫ـح َّ‬ ‫صـ َّ‬ ‫ُّ ِ‬
‫السـ َـؤال َ‬
‫ك بُطْ َـال َن‬ ‫اس ِع ِمْنـها وَكا َن قَ ِ ِ‬
‫ضيَّةُ ذَل َ‬ ‫اشوراء وِمن َا ِم ِن ا ْحلِ َّجة ِيف الْيـوِم التَّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫يَـ ْوَم َع ُ َ َ َ ْ‬
‫ص ْوِم ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النِيَّ ِة ِمن أ ِ ِ‬
‫وص َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ضى عُ ْذ ُرهُ بُطْ َال َن ُخ ُ‬ ‫َصل َها لَك ْن لَ َّما عُذ َر ِيف َلَ ِطه اقْـتَ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫َحَرَم ِابلظُّ ْه ِر أ َْو ُسنَّتِ ِه َمثَ نال قَـْب َل‬ ‫ِ‬ ‫ت‪َ ،‬ال عموم ِ ِ ِ‬
‫يم ْن أ ْ‬ ‫ص ْومه نَظ َري َما ذَ َك ُروهُ ف َ‬ ‫الْ ُم َع َّ ِ ُ ُ َ َ‬
‫ـوص الْم َعـ َّ ِ‬ ‫ـت ظَــام ُد ُخولــه َوُهـ َـو َْ يَـ ْد ُخل ِيف نـَ ْفـ ِ‬ ‫الْوقْـ ِ‬
‫ـت‬ ‫صـ ُ ُ‬ ‫ـس ْاأل َْم ـ ِر فَـيَـْبطُـ ُـل ُخ ُ‬ ‫َ‬
‫ـوعاء‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاب َعلَْيـ َهـا ِب َـالف َمـا لَ ْـو نَـ َـوى َات ُس َ‬ ‫الص َالةُ لَهُ َمفلَةن ُمطْلَ َقةن َحـ َّ يـُثَ َ‬ ‫َوتَـ َق ُع َّ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫َصـلِ َها لِتَ َالعُبِ ِـه َكنِيَّ ِـة الظُّ ْهـ ِر أ َْو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اش َوراء َمثَ نال ُمتَـ َعم ندا فَِ َّن نيَّـتَـهُ َابطلَـة م ْـن أ ْ‬
‫يَـ ْوَم َع ُ‬
‫سنَّتِ ِه قَـبل الْوقْ ِ ِ ِ‬
‫ت َعال نما بِ َذل َ‬
‫(‪172‬‬
‫ك اهـ‪.‬‬ ‫ُ َْ َ‬
‫وقال اإلمام زين الدين املخدوم الصغري‪ :‬واح ز ابشـ ايف التبييـت يف‬
‫الف ــرا ع ــن النف ــل‪ ،‬فتص ــح في ــه ‪ -‬ول ــو مؤقت ــا ‪ -‬الني ــة قب ــل ال ــزوال‪ :‬للخ ــرب‬
‫الصحيح‪ ،‬وابلتعيـني فيـه النفـل أيضـا‪ ،‬فيصـح ‪ -‬ولـو مؤقتـا ‪ -‬بنيـة مطلقـة ‪-‬‬
‫كما اعتمده ري واحد‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬حبث يف اصموع اش ايف التعيت يف الرواتب كعرفة وما معها فال‬
‫حيصــل ريهــا معهــا‪ ،‬وإن نــوى‪ ،‬بــل مقتضــى القيــال ‪ -‬كمــا قــال االســنوي ‪-‬‬
‫أن نيتهما مبطلة‪ ،‬كما لو نوى الظهر وسنته‪ ،‬أو سنة الظهر وسنة العصر اهـ‪.‬‬
‫)‪173‬‬

‫وقال السيد البكري»‪( :‬وقوله‪ :‬ولو مؤقتـا( ‪ :‬ايـة يف صـحة الصـوم‬


‫يف النف ــل بني ــة مطلق ــة‪ ،‬أي ال ف ــرر يف ذل ــك ب ــت أن يك ــون مؤقت ــا ‪ -‬كص ــوم‬
‫االثنــت‪ ،‬واخلمــيس‪ ،‬وعرفــة‪ ،‬وعاشــوراء‪ ،‬وأايم البــيم ‪ -‬أو ال‪ :‬كــان يكــون ذا‬
‫سبب ‪ -‬كصوم االستسقاء ‪ -‬بغري أمر اإلمام‪ ،‬أو نفال مطلقا اهـ‪.‬‬

‫‪« )172‬الفتاوى الفقهية الكربى» ( ‪.)83 / 2‬‬


‫‪« (173‬فتح املعت بشرح قرة العت مبهمات الدين»‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫(قوله‪ :‬كما اعتمده ري واحد) أي اعتمد صـحة صـوم النفـل املؤقـت‬
‫بنيــة مطلقــة‪ .‬ويف الكــردي مــا نصــه‪ :‬يف األســّن ‪ -‬وحنــوه اخلطيــب الش ـربيين‬
‫واجلمــال الرملــي ‪ -‬الصــوم يف األايم املتُكــد صــومها منصــر إليهــا‪ ،‬بــل لــو‬
‫نوى به ريها حصلت إ ‪ :‬زاد يف اإليعاب ومن د أف البارزي فنه لو صـام‬
‫فيــه قضــاء أو حنــوه حصــال‪ ،‬نـواه معــه أو ال‪ .‬وذكــر ــريه أن مثــل ذلــك مــا لــو‬
‫اتفق يف يوم راتبـان كعرفـة يـوم اخلمـيس اهــ‪ .‬وكـالم التحفـة كـاملرت ّدد يف بلـك‬
‫الـ‪.‬‬
‫(قوله‪ :‬نعـم حبـث يف اصمـوع ا ) هـذا إمنـا يـتم لـه إن ثبـت أن الصـوم‬
‫يف األايم املــذكورة مقصــود لــذاهتا‪.‬واملعتمــد‪ :‬كمــا يؤخــذ مــن عبــارة الكــردي‬
‫املارة آنفا ‪ -‬أن القصد وجود صوم فيها فهي كالتحية‪ ،‬فـإن نـوى التطـوع‬
‫أيضا حصال‪ ،‬وإ سقأل الطلب عنه‪ ،‬وهبذا فارر رواتب الصلوات ‪.‬‬
‫علمت‬
‫َ‬ ‫(قوله‪ :‬كما لو نوى الظهر وسنته) أي ف ن ذلك مبطل‪ ،‬وقد‬
‫(‪)174‬‬
‫تغفل اهـ‪.‬‬
‫الفرق ‪ -‬فال ْ‬

‫‪« )174‬إعانة الطالبت على حل ألفاظ فتح املعت (هو حاشية على فتح املعت بشرح قـرة‬
‫العت مبهمات الدين» (‪)252 / 2‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫إبا واف يوم اجلمعة يوم صومه‬


‫لص ْـوِم ِخلَ َِـرب‬
‫(ويُ ْك َـرهُ إفْـ َـر ُاد ا ْجلُ ُم َع ِـة) ِاب َّ‬
‫قال اإلمـام ابـن حجـر اهليتمـي‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ـوم يَـ ْوًمــا قَـ ْبـلَــهُ أ َْو يَـ ْوًمــا بَـ ْع ـ َدبُ ‪َ ،‬وعلَّتُــهُ‬
‫صـ َ‬‫َّه ـ ِي َعْنــهُ إ َّ أَ ْن يَ ُ‬ ‫ت ِابلنـ ْ‬‫يح ْ ِ‬
‫الصــح َ‬
‫ات الْ َكثِــريةِ الْ َف ِ‬
‫اضـلَ ِة َمـ َـع َك ْونـِ ِـه يَـ ْـوَم ِعيــد‬ ‫الضــعف بِـ ِه ع َّمــا يـتَميَّ ــز بِـ ِـه ِمــن الْعِبــاد ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ ْ ُ َ َ َ ُ‬
‫) ‪(175‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫وقــال اإلمــام حممــد الرملــي‪َ ( :‬ويُ ْكـ َـرهُ ) ( إفْ ـ َـر ُاد ) يَـ ْـوِم ( ا ْجلُ ُم َعـ ِـة )‬
‫ِ‬ ‫لصــوِم لِمــا صـ َّ ِ ِ ِ‬
‫ـوم‬
‫صـ َ‬ ‫َحـ ُد ُك ْم يَـ ْـوَم ا ْجلُ ُم َعــة َّإال أَ ْن يَ ُ‬‫صـ ْـم أ َ‬
‫ـح مـ ْـن قَـ ْولــه ‪َ { ‬ال يَ ُ‬ ‫ِاب َّ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك أَنَّـهُ َال فَـ ْـر َر ِيف‬ ‫يَـ ْونما قَـْبـلَهُ أ َْو يَـ ْونما بَـ ْع َدهُ } َول َك ْونِِه يَـ ْوَم ِعيـد ‪َ ،‬وعُل َـم ِم ْـن َذل َ‬
‫ك الْ َوالِـ ُـد َرِمحَــهُ َّ‬
‫اَّللُ‬
‫ِ‬
‫ـت َمـ ْـن يُِريـ ُـد ْاعتِ َكافَــهُ َو َْي ـ َـرهُ َك َمــا أَفْ ـ َ بِـ َذل َ‬
‫ِ ِِ‬
‫َكَر َاهــة إفْ ـ َـراده بَـ ْ َ‬
‫ـاف َمـ َـع الْ ِفطْـ ِر ِأل َّ‬
‫َن َشـ ْـر َيف ِر َعايَـ ِـة‬ ‫ف َمـ ْـن َمنَـ َـع ِاال ْعتِ َكـ َ‬ ‫اعــى ِخـ َـال ُ‬ ‫ـاىل ‪َ ،‬وَال يـَُر َ‬ ‫تَـ َعـ َ‬
‫ف‬ ‫ف أَ ْن َال يـ َقع ِيف ُخمَالََف ِة سنَّة ص ِحيحة ‪ ،‬ولِيـتَـ َق َّـوى بِِفطْـ ِرهِ َعلَـى الْوظَـائِ ِ‬ ‫ا ْخلَِال ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫)‪176‬‬
‫الْ َمطْلُوبَِة فِ ِيه اهـ‪.‬‬

‫ـل يَـ ْـوٍم ِم َـن ْاأل ََّايِم‬ ‫وقال أيضا‪َ :‬و َحمَـ ال َمـا تَـ َق َّـرَر إبَا َىتْ يُـ َوافِـ ْ إفْـ َـر ُ‬
‫اد ُك ِّ‬
‫ِ‬ ‫الث ََّالثَِة َع َ‬
‫اء‬
‫ـور َ‬
‫ـوم َعا ُش َ‬ ‫ص ُ‬‫ـوم يَـ ْوًمـا َويُـ ْفط ُـر يَـ ْوًمـا أ َْو يَ ُ‬
‫ص ُ‬ ‫ادةً لَهُ َوإَِّ َكَُ ْن َكـا َن يَ ُ‬

‫‪« (175‬حتفة الـمحتاج» (‪)458 / 3‬‬


‫‪ « (176‬اية احملتاج إىل شرح املنهاج» ( ‪) 209 / 3‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـك‪ .‬ذَ َكـ َـرهُ ِيف‬ ‫صـ ْـوِم يَـ ْـوِم ا َّ‬
‫لشـ ِ‬ ‫أَو َعرفَـةَ فَـوافَـ َ ي ــوم ِ ِ‬
‫صـ ْـومه فَـ َـال َك َر َالـةَ َك َمــا ِيف َ‬ ‫ْ َ َ ََْ َ‬
‫الس َـالِم ِِِب َالفِ ِـه‪َ ،‬ويـُ ْؤ َخـ ُذ ِم َـن التَّ ْشـبِ ِيه‬ ‫اهر َوإِ ْن أَفْـ َ ابْ ُن َعْب ِـد َّ‬ ‫وع‪ ،‬وهو ظَ ِ‬
‫الْ َم ْج ُم ِ َ ُ َ‬
‫) ‪177‬‬ ‫ِ‬
‫ضاء اهـ‪.‬‬ ‫َّارة َوقَ َ‬ ‫أَنَّهُ َال يُ ْكَرهُ إفْـَر ُاد َها بنَ ْذر َوَكف َ‬
‫ـريبِ‬ ‫ـت الْ َك َر َال ـةُ بِ َ‬
‫ضـ ِّـم غَـ ِْ‬ ‫وقــال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمــي‪ :‬وإِ ََّّنـَـا َزالَـ ِ‬
‫َ‬
‫ص ْـوِم ِه إ َبا َوافَ َ َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح‬
‫ص َّ‬ ‫ـاء َك َمـا َ‬ ‫ضً‬ ‫اد ًة أ َْو نَ ْذ ًرا أ َْو قَ َ‬ ‫ص َّح بِه ا ْخلَبَـ ُر َوبِ َ‬‫إل َْيه َك َما َ‬
‫ض ـ ُـم ِوم إلَْي ـ ِـه‬
‫ص ـ ْـوَم الْ َم ْ‬
‫َن َ‬‫ت؛ ِأل َّ‬ ‫الس ــب ِ‬
‫ا ِيف َّ ْ‬ ‫ـادةِ ُهنَ ــا َوِيف الْ َف ـ ْـر ِ‬ ‫ِ‬
‫بِــه ا ْخلَبَـ ـ ُـر ِيف الْ َع ـ َ‬
‫)‪(178‬‬
‫ات ِمْنهُ اهـ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ض َل َما يَـ َق ُع فيه ْزربُ َما فَ َ‬ ‫َوفَ ْ‬

‫وقال اإلمام عبد اْميد النرواي‪( :‬قَـولُـه بِض ِـم َـ ِريهِ إلَي ِـه) الْمتـب ِ‬
‫ـاد ُر‬ ‫ْ ُ َ ْ ْ ََُ‬
‫(‪)179‬‬
‫ص ِال سم اهـ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫أ َّ‬
‫َّم َعلَى َو ْجه االت َ‬ ‫َن الْ ُمَر َاد الض ُّ‬
‫صـ ْـوَمهُ‬‫ـب َ‬ ‫وقـال أيضـا‪( :‬قَـ ْولُـهُ أ َْو نَـ ْذ نرا إ َْ) َوَكـ َذا إ َبا َوافَـ َ يَـ ْوًمـا َلَ َ‬
‫ف َش ْعبَا َن ‪َِ -‬ايَة َوسم اهـ‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ِيف نَـ ْف ِس ِه َك َع ُ‬
‫اش َوراءَ أ َْو َعَرفَةَ َونِ ْ‬
‫(‪)180‬‬

‫َن ِمثْـ َـل‬


‫ـاد نة إ َْ ) يَـْنـبَغِــي أ َّ‬
‫وقــال اإلمــام ابــن قاســم‪َ ( :‬وقَـ ْولُــهُ َوافَـ َـق َعـ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫موافَـ َق ِـة الْع ِ‬
‫ـف‬‫صـ ِ‬ ‫صـ ْـومهُ ِيف نَـ ْفسـه َكيَـ ْـوم النِّ ْ‬
‫ـب َ‬ ‫ـادة َوَمـا ذَ َكـ ُـروهُ َم َع َهـا َمـا إذَا طل َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬

‫‪ « (177‬اية احملتاج إىل شرح املنهاج» ( ‪) 209 / 3‬‬


‫‪« (178‬حتفة الـمحتاج» (‪)458 / 3‬‬
‫‪« )179‬حاشية الشرواين» ( ‪)458 / 3‬‬
‫‪« )180‬حاشية الشرواين» ( ‪)458 / 3‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّه ُـي‬
‫ـص النـ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫م ْن َش ْعبَا َن فَ َذا َوافَ َق يَـ ْوَم ُمجُ َعة يَـْنـبَغي أَ ْن َال يُ ْكَرَه بَ ْل يُطْلَ ُ‬
‫ب َوُخيَ َّ‬
‫)‪(181‬‬
‫ف اهـ‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫عن صوِم ا ْجلمع ِة ِاب ْألَم ِر بِ ِ ِ ِ‬
‫ص ْوم يَـ ْوم الن ْ‬ ‫َ ْ َ ْ ُُ َ ْ َ‬

‫ف َش ْعبان فَ َال ِ‬
‫صيَام‬ ‫ص َ َ‬ ‫إِ َبا انْـتَ َ‬
‫ـال‬ ‫ق ــال اإلم ــام مس ــلم‪َ :‬ع ـ ْـن أَِىب ُهَريْ ـ َـرَة ‪ -‬رض ــى هللا عن ــه ‪ -‬قَـ َ‬
‫ـال قَـ َ‬
‫ص ْوِم يَـ ْوٍم َو َ يَـ ْـوَم ْ ِ‬
‫ني إِ َّ َر ُجـل َكـا َن‬ ‫اَّللِ ‪ َ « --‬تَـ َق َّد ُموا َرَم َ‬
‫ضا َن بِ َ‬ ‫ول َّ‬
‫َر ُس ُ‬
‫(‪)182‬‬
‫ص ْمهُ اهـ‪.‬‬
‫ص ْوًما فَـلْيَ ُ‬
‫وم َ‬
‫ص ُ‬‫يَ ُ‬
‫ص ْـوِم يَـ ْـوم َوَال‬ ‫ضا َن بِ َ‬ ‫وقال اإلمام النووي‪ :‬قَـ ْوله ‪َ ( : ‬ال تَـ َق َّد ُموا َرَم َ‬
‫َّص ـ ِري ِابلنـ ْ‬ ‫ِِ‬
‫َّه ـ ِي َعــن‬ ‫صـ ْـمهُ ) ‪ ،‬فيــه الت ْ‬ ‫صـ ْـونما فَـ ْليَ ُ‬‫صــوم َ‬ ‫ت إَِّال َر ُجــل َكــا َن يَ ُ‬
‫يَــوَم ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ـادة لَـهُ أَو ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صــلهُ‬ ‫ْ َ‬ ‫صــاد َع َ‬ ‫ني ‪ ،‬ل َم ْـن َىتْ يُ َ‬ ‫ضـان بِ َ‬
‫ص ْـوم يَـ ْـوم َويَـ ْـوَم ْ ِ‬ ‫اسـتِ ْقبَال َرَم َ‬ ‫ْ‬
‫الص ِـحي‬
‫ـادة فَـ ُه َـو َح َـرام ‪َ ،‬لـ َذا ُل َـو َّ‬ ‫ـاد َ َع َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫ِمبَا قَـ ْبله ‪ ،‬فَِإ ْن َىتْ يَصـلهُ َوَ َ‬
‫يث ْاآل َخــر ِيف ُســنَن أَِيب َد ُاوَد َو َ ـ ْـريه ( إِذَا‬ ‫ِيف م ـ ْذ َلبنَا ا ِهل ـ َذا ا ْحلـ ِـديث ولِْلح ـ ِـد ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صـ ـلَهُ ِمبَــا قَـْبل ــه أ َْو‬
‫ض ــان ) فَـ ـِ ْن َو َ‬ ‫ـف َش ـ ْـعبَان فَ ـ َـال ِص ــيَام َحـ ـ َّ يَ ُك ــون َرَم َ‬ ‫صـ َ‬ ‫انْـتَ َ‬
‫ـادفَهُ‬
‫صـ َ‬ ‫ـت َوَْحن ــوه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ص ــوَم يَ ــوم ِاالثْـنَ ـ ْ ِ‬ ‫ـادة لَــهُ ؛ فَ ـِ ْن َكانَـ ْ‬
‫ادتُــهُ َ ْ ْ‬ ‫ـت َع َ‬ ‫ف َع ـ َ‬ ‫ـاد َ‬
‫صـ َ‬ ‫َ‬

‫‪« (181‬حاشية ابن قاسم» ( ‪)458 / 3‬‬


‫صـ ْـوِم يَـ ْـوم َوَال‬
‫ضــا َن بِ َ‬
‫َّموا َرَم َ‬
‫ب َال تَـ َقــد ُ‬
‫‪ )182‬صــحيح مســلم ‪ /‬رقــم احلــديث ‪َ /1082 :‬اب ُ‬
‫ت‪.‬‬‫يَـوَم ْ ِ‬
‫ْ‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫فَصامه تَطَُّوعا بِنِيَّ ِة َذلِك جاز ‪ِ ،‬هل َذا ا ْحل ِديث ‪ ،‬وسواء ِيف النـَّهي ِعْن َ ِ‬
‫دم ل َم ْن َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ َُ ن‬
‫ِ‬ ‫ي ِ‬
‫َّهـي ‪،‬‬ ‫صلَهُ يَـ ْوم الشَّك َو َ ْريه ‪ ،‬فَـيَـ ْـوم الشَّـك َداخـل ِيف النـ ْ‬ ‫ادتَهُ َوَال َو َ‬
‫صادف َع َ‬ ‫َُ‬
‫َمحَ ُـد‬
‫ضـان أ ْ‬ ‫وفِ ِيه م َذ ِاهب لِ َّ ِ ِ‬
‫ص ْـومه َع ْـن َرَم َ‬ ‫ب َ‬ ‫ص َامهُ تَطَُّو نعا ‪َ ،‬وأ َْو َج َ‬ ‫يم ْن َ‬ ‫لسلَف ف َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫(‪)183‬‬
‫اك َْيم ‪َ .‬واَ ََّّلل أ َْعلَم اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اعة بِ َش ْريف أَ ْن يَ ُكون ُهنَ َ‬ ‫َو َمجَ َ‬
‫وقـال اإلمــام ابــن حجــر اهليتمـي يف «الفتــاوى الكـ ى»‪َ :‬و ُســئِ َل –‬
‫ـاىل عنهـا مـا‬ ‫اَّللُ بِِه عن قَـ ْوِل أُِم َسلَ َمةَ رضي َّ‬
‫اَّللُ تَـ َع َ‬ ‫ابن حجر اهليتمي ‪ -‬نَـ َف َع َّ‬
‫ضا َن َوقَـ ْوِل َعائِ َشـةَ‬ ‫وم َش ْهريْ ِن ُمتَـتَابِ َع ْ ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫ت َّإال َش ْعبَا َن َوَرَم َ‬ ‫صُ َ‬ ‫اَّلل ‪ ‬يَ ُ‬ ‫رأيت َر ُس َ‬
‫ِ‬
‫ـوم‬
‫ص ُ‬ ‫اَّللُ عنها مـا َرأَيْـتُـهُ يف َش ْـهر قَـ ُّ أَ ْكثَـ َـر منـه صـيَ ناما يف َش ْـعبَا َن كـان يَ ُ‬ ‫رضي َّ‬
‫ت هــذه‬ ‫ـوم َشـ ْـعبَا َن ُكلَّــهُ فَـ َق ـ ْد َ‬
‫صـ َّـر َح ْ‬ ‫صـ ُ‬‫ـيال ويف ِرَوايَــة بَـ ْـل كــان يَ ُ‬ ‫َشـ ْـعبَا َن َّإال قَلِـ ن‬
‫اهـا َوَكْيـف ا ْجلَ ْم ُـع‬ ‫َن ذلك َمْن ُـدوب فمـا َم ْعنَ َ‬ ‫صيَ ِام ِه ُكلِ ِه أو أَ ْكثَ ِرهِ َوأ َّ‬‫يث بِ ِ‬
‫َحاد ُ‬
‫ْاأل ِ‬
‫َ‬
‫َخ َذ منه أَئِ َّمتُـنَـا‬ ‫ِ‬ ‫بـينها وبـ ِِ‬
‫وموا َوم ْن َدَّ أ َ‬ ‫صُ‬ ‫ف َش ْعبَا ُن فَ َال تَ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ت قَـ ْوله ‪ ‬إبَا انْـتَ َ‬ ‫َْ َ َ َ ْ َ‬
‫ص ِف ِه‬ ‫ِ‬ ‫َحت ِرمي ِ‬
‫ص ْوم ما بَـ ْع َد ن ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب ذلــك ممَّــا ذَ َك ْرتــه يف كِتَـ ِـايب ْإحتَـ ُ‬
‫ـاف أ َْهـ ِـل‬ ‫ـاب بَِق ْولــه يـُ ْعلَـ ُـم َجـ َـو ُ‬
‫َجـ َ‬‫فَأ َ‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫اإلسـ َـالِم ِِبُ ِ ِ ِ ِ‬
‫صـ ْـوُم َشـ ْـه ِر َشـ ْـعبَا َن عــن‬ ‫صوصـيَّات الصــيَام َو َحاصـ ُـل عبَ َارتــه َومْنـ َهــا َ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ ْ‬
‫اسـتَ ْك َم َل ِصــيَ َام َشـ ْـهر قَـ ُّ َّإال‬ ‫ـول َِّ‬ ‫َعائِ َشـةَ رضــي َّ‬
‫اَّلل ‪ْ ‬‬ ‫اَّللُ عنهــا مـا رأيــت َر ُسـ َ‬
‫ضــا َن ومــا َرأَيْـتُــهُ يف َشـ ْـهر أَ ْكثَـ َـر منــه ِصــيَ ناما يف َشـ ْـعبَا َن َرَواهُ الْبُ َخــا ِر ُّ‬
‫ي‬ ‫َش ْـهَر َرَم َ‬

‫‪ )183‬شرح مسلم ( ‪)194 / 7‬‬


‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ِ‬
‫ومهُ‬ ‫صُ‬ ‫وم َش ْهنرا أَ ْكثَـَر من َش ْعبَا َن ف نه كان يَ ُ‬ ‫صُ‬ ‫ُخَرى َهلَُما يَ ُك ْن يَ ُ‬ ‫َوُم ْسلم ويف أ ْ‬
‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـومهُ‬ ‫ص ُ‬ ‫وم َش ْعبَا َن ُكلَّهُ َّإال قَل نيال َولل ْمـذ ِي كـان يَ ُ‬ ‫صُ‬ ‫ُكلَّهُ َول ُم ْسلم يف ِرَوايَة كان يَ ُ‬
‫اَّللِ ‪‬‬ ‫الشـ ُـهوِر َإىل رســول َّ‬ ‫ـب ُّ‬ ‫َحـ ُّ‬‫ومهُ ُكلَّــهُ َوِألَِيب َد ُاود كــان أ َ‬ ‫صـ ُ‬‫ـيال كــان يَ ُ‬ ‫َّإال قَلِـ ن‬
‫ـوم َشـ ْـعبَا َن أو َع َّام ـةَ‬ ‫صــله بِرمضــا َن ولِلن ِ‬ ‫أَ ْن يصــومه َشــعبا َن ُدَّ ي ِ‬
‫صـ ُ‬ ‫َّســائ ِي كــان يَ ُ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َْ‬
‫ُّهوِر َإىل‬ ‫ِ‬
‫ب الش ُ‬ ‫َح ُّ‬‫ضا كان أ َ‬ ‫وم َش ْعبَا َن َّإال قَل نيال َولَهُ أَيْ ن‬ ‫صُ‬ ‫ضا كان يَ ُ‬ ‫َش ْعبَا َن َولَهُ أَيْ ن‬
‫ـوم‬ ‫ص ـلُهُ بَِرَم َ‬ ‫اَّللِ ‪ ‬أَ ْن يصــوم َشــعبا َن ك ــان ي ِ‬
‫صـ ُ‬ ‫ضــا كــان يَ ُ‬ ‫ضــا َن َولَــهُ أَيْ ن‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َْ‬ ‫رســول َّ‬
‫َش ْعبَا َن ُكلَّهُ ‪.‬‬
‫ي عــن ابْـ ِن الْ ُمبَـ َـارِك أَنـَّـهُ قــال‬ ‫اد بِ ُكلِّـ ِـه ُم ْعظَ ُمــهُ فَـ َقـ ْد نـَ َقـ َـل التـ ْرِمـ ِـذ ُّ‬‫َوال ُْمـ َـر ُ‬
‫ـامهُ ُكلَّــهُ َويـُ َقــال قــام‬ ‫الشـ ْـه ِر أَ ْن يَـ ُقـ َ‬
‫ـام أَ ْكثَــر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صـ َ‬
‫ـول َ‬ ‫صـ َ‬ ‫َجــائز يف َكـ َـالم الْ َعـ َـرب إ َذا َ‬
‫ي َوَكـأ َّ‬
‫َن‬ ‫م أ َْمـ ِرهِ ‪ ،‬قـال التـ ْرِم ِـذ ُّ‬ ‫َمجَـع َولَ َعلَّـهُ قـد تَـ َعشَّـى َوا ْشـتَـغَل بِـبَـ ْع ِ‬
‫َ‬ ‫فَُالن لَْيـلَتَهُ أ ْ‬
‫ض ُـر َورةِ ا ْجلَ ْمـ ِع بِ ِـه‬ ‫ِ‬ ‫ابن الْمبـارِك َمجـع بـت ا ْحل ِـديثـ ِ ِ‬
‫ك اه ـ وهـو َمجْـع َح َسـن ل َ‬ ‫ت بِـ َذل َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ َُ َ َ َ‬
‫إن ُكال َأتِْيت‬ ‫ت على أيب عُبَـْي َد َة يف قَـ ْولِِه َّ‬ ‫ِِ‬
‫م الْ ُم َحقق َ‬ ‫َّع بَـ ْع ُ‬
‫ت َوإ ْن َشن َ‬
‫بـ ْت ا ْحل ِديثَـ ْ ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫َخـ َذ مـن ذلـك قَـ ْولَـهُ إتْـيَـا ُن ُكـل ِمبَْع َـّن ْاألَ ْكثَـ ِر َجمَـاز‬ ‫ض ُـه ْم أ َ‬‫َن بَـ ْع َ‬ ‫ِمبَْع َّن ْاألَ ْكثَر َوَكأ َّ‬
‫يح عــن َعائِ َشـةَ رضــي‬ ‫قَلِيــل ِاالســتِعم ِال اه ـ وعلَيـ ِـه فَـ َق ِرينَـةُ الْمجــا ِز ا ْخلب ــر َّ ِ‬
‫الصــح ُ‬ ‫َ َ ََ ُ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ ْ َْ‬
‫ضــا َن ويف ِرَوايَــة عنهــا‬ ‫ِ‬
‫ـام َشـ ْـهنرا ُكلَّــهُ َّإال َرَم َ‬ ‫صـ َ‬ ‫َي النــيب ‪َ ‬‬ ‫اَّللُ عنهــا مــا َعل ْمتُــهُ أ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا َن‪َ ،‬و َمجَ َـع‬ ‫ص َام َش ْهنرا َكام نال ُمْن ُذ قَد َم الْ َمدينَةَ َّإال َرَم َ‬ ‫ضا ما َرأَيْـتُهُ َ‬ ‫يحة أَيْ ن‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ـومهُ ُكلَّــهُ َو َات َرنة‬ ‫س ـ ٍن أَيْ ً‬ ‫بـ ْع ُ ِ‬
‫صـ ُ‬ ‫ضــا وهــو أَنـَّـهُ ‪ ‬كــان َات َرنة يَ ُ‬ ‫ضـ ُـه ْم ََ ْم ـ ٍع آ َخــر َح َ‬ ‫َ‬
‫وب ُكلِ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وم أَ ْكثَـَرهُ لئَ َّال يـُتَـ َوَّه َم ُو ُج ُ‬ ‫صُ‬ ‫يَ ُ‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫ـت ابـن الْ ُمنِـ ِري بَِق ْولِ ِـه ُْحي َم ُـل قَـ ْو ُهلَـا ُك َّـل علـى‬ ‫َشار َإىل َهـ َذيْ ِن ا ْجلَ ْم َع ْ ِ‬
‫وقد أ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت عــن أ ََّول‬ ‫الْ ُمبَالَغَــة َوالْ ُمـ َـر ُاد ْاألَ ْكثَـ ُـر أو قَـ ْو ُهلـَـا الثَّـ ِـاين ُمتَ ـأَخر عــن ْاأل ََّوِل فَـأ ْ‬
‫َخبَـَر ْ‬
‫ِ‬
‫ـومهُ ُكلَّـهُ اه ـ نعـم مـا‬ ‫ص ُ‬ ‫وم أَ ْكثَـَرهُ ُدَّ عـن آخـر أ َْمـ ِرهِ ِفَنَّـهُ كـان يَ ُ‬ ‫صُ‬ ‫أ َْم ِرهِ ِفَنَّهُ كان يَ ُ‬
‫َّاين بَِقولِِه َاترةن هذا و َاترةن هذا أ َْوَىل إ ْذ َال َدلِيل على التـَّرتِي ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫ـب الـذي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َش َار إلَْيه الث ِ ْ َ‬
‫ص ْـوَم‬‫َن َ‬ ‫ص ْوِم َش ْـعبَا َن مـع أ َّ‬ ‫ف يف ح ْك َمة إ ْكثَا ِرهِ ‪ ‬من َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ذَ َكره ابن الْمنِ ِري و ِ‬
‫اختُل َ‬‫ُ َ ْ‬ ‫َُ‬
‫صـ ْـوِم الث ََّالثَـ ِـة أ ََّايم مــن كــل َشـ ْـهر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضـ ُـل منــه فَقيـ َـل ‪:‬كــان يَ ْشــتَغ ُل عــن َ‬ ‫الْ ُم َحـ َّـرم أَفْ َ‬
‫ِ‬ ‫ضــيها يف َشــعبا َن ِخلــرب فيــه لَ ِكنَّــه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضــوع‬ ‫ضــعيف بَـ ْـل قيـ َـل َم ْو ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫بِ َس ـ َفر أو َـ ِْـريه فَـيَـ ْق َ‬
‫اَّللُ عنهــا أ ــا تَـ ْعلَ ْمــهُ أَفْطَـ َـر‬ ‫ـكل ِمبـَـا يف َخـ َِـرب ُم ْســلِم عــن َعائِ َشـةَ رضــي َّ‬ ‫است ْشـ َ‬ ‫َو ْ‬
‫الشـ ُـهوِر‬
‫ـم ُّ‬ ‫ـوم مــن بَـ ْعـ ِ‬ ‫صـ َ‬ ‫صـ ُـدر ِفَ ْن يَ ُ‬ ‫ال ف نـه يَ ْ‬ ‫يف َوَال إ ْشـ َك َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َشـ ْـهنرا ُكلــهُ حـ تُـ ُـو َ‬
‫ِ‬ ‫ضـيه يف َش ْـعبَا َن ِأل َّ‬ ‫دون ثََالثَة فما ب ِقي يـ ْق ِ‬
‫َن َع َملَـهُ ‪ ‬كـان د ـَةن وكـان إذَا فَاتَـهُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬
‫الص َـالةِ َوقِيَ ِـام اللَّْي ِـل فَ َكـ َذا كـان إ َذا دخـل‬ ‫ضاهُ كمـا يف ُسـنَ ِن َّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َش ْيء من نَـ َوافله قَ َ‬
‫ـت َعائِ َشـةُ رضـي َّ‬ ‫عليه شعبا ُن وعلَي ِه ب ِقيَّة من ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫ضـاهُ فيـه ‪َ .‬وَكانَ ْ‬ ‫ص ْوم تَطَُّوع قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوم‬
‫ص ُ‬ ‫يمـا َع َـداهُ ُم ْشـتَغلَة بِـه َوال َْم ْـرأَةُ َ تَ ُ‬ ‫عنها تَـ ْقضي معه أ ََّاي َم َحْيض َها ألَنـَّ َها ف َ‬
‫ااــر إ َّ ِِْ ْبنِـ ِه ســواء يف بلــك النَّـ َفــل والْ َفــر الْمو َّســع َكقضـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫وَزوج َهــا ح ِ‬
‫ُ َ ْ ُ َُ ُ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ضــا َن‬ ‫رمضــا َن ِابلنِســب ِة لِمــن أَفْطَــره لِع ـ ْذر وقِيــل ‪:‬كــان يصــنع ذلــك تَـع ِظ ِ‬
‫يمــا لَرَم َ‬ ‫ْ ن‬ ‫َ َُْ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ ُ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ضـا َن‬ ‫ِخل ِرب التـرِم ِذ ِي بِِه لَ ِكنَّه َ ِريب ويـعا ِرضه خبـر مسلِم أَفْضل َّ ِ‬
‫الص ْـوم بَـ ْع َـد َرَم َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ َ ُ ََ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ‬
‫ِِ‬ ‫صوم الْمحَّرِم ولَع َّل ع َدم ِ ِ ِ‬
‫ـرا لـه فيـه‬ ‫ص ْومه ألَ ْكثَ ِرهِ أو ُكله َك َش ْعبَا َن أَنَّهُ كان ْيع ُ‬ ‫َُْ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫َن النــال يَـ ْغ ُفلُــو َن عــن َشـ ْـعبَا َن كمــا‬ ‫ف َشـ ْـعبَا َن أو أ َّ‬ ‫أَعـ َذار متَْنَـعــه عــن ذلــك ِِِبـ َـال ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضـا َن َو ْاأل َْوَىل يف‬ ‫ُّـهوِر بَـ ْع َـد َرَم َ‬
‫ض ُـل الش ُ‬ ‫ص ْـوُم الْ ُم َح َّـرم أَفْ َ‬
‫ك قـال أَئ َّمتُـنَـا َ‬ ‫َِْيت َول َذل َ‬
‫اَّللِ‬
‫ـول َّ‬ ‫ـامةَ قلــت اي َر ُسـ َ‬ ‫َشــار إلَيـ ِـه ا ْخلب ــر َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُسـ َ‬
‫يح عــن أ َ‬ ‫الصــح ُ‬ ‫ح ْك َمــة ذلــك مــا أ َ َ ْ ََ ُ‬
‫وم من َش ْعبَا َن قال ذَ َاك َش ْهر يَـ ْغ ُف ُل النـال‬ ‫صُ‬ ‫ُّهوِر ما تَ ُ‬ ‫وم َش ْهنرا من الش ُ‬ ‫صُ‬ ‫أ ََرَك تَ ُ‬
‫ب الْعالَ ِمت فَأ ِ‬
‫ب‬ ‫ُح ُّ‬ ‫ال َإىل َر ِ َ َ‬ ‫َع َم ُ‬ ‫ضا َن وهو َش ْهر تُـ ْرفَ ُع فيه ْاأل ْ‬ ‫عنه بت َر َجب َوَرَم َ‬
‫يمــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن يـرفَـع عملِـي وأم ِ ِ‬
‫ُخ َـرى َوَك َـالم َمْب ُســويف فيهـا َوف َ‬ ‫صــائم َوبَق َـي لـه ح ْك َمــة أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ َ‬
‫يـتَـعلَّ ُق هبا بسطتُّهُ يف الْ ِكتَ ِ‬
‫اب الْ َم ْذ ُكوِر‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫صـ ـ ْـوِم مـ ــا بَـ ْع ـ ـ َد‬ ‫ِ‬
‫ـث َ تُـنَـ ـ ِـايف اْـ ــديث ال ُْم َحـ ـ ّـرَم ل َ‬
‫ُاَّ لـ ــذب ْاألَح ِ‬
‫اديـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫ـف وىت ي ِ‬ ‫َن َِحم َّ ِ ِ ِ‬ ‫ف مـن َش ْـعبَا َن ِأل َّ‬
‫صـلْهُ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ص ِ‬ ‫ـام بَـ ْعـد النِّ ْ‬
‫صَ‬ ‫ـيم ْن َ‬ ‫ـل ا ْْ ْرَمـة ف َ‬
‫صِ‬ ‫النِّ ْ‬
‫ف وتَـرك بـ ْع َد النِ ْ ِ‬ ‫ب فِيمن صام قبل النِ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اسـتَ َمَّر‬ ‫صـف أو ْ‬ ‫ص ََ َ‬ ‫و َحمَ ُّل ا ْجلََوا ِز بَل النَّ ْد َ ْ َ َ‬
‫ضـاء أو نَـ ْذر‬ ‫صـ ْله وص ِ‬
‫ـام لنَ ْحـ ِو قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫لَ ِكن وصل صومه بِصـوِم يــوِم النِ ْ ِ‬
‫صـف أو يَ ُ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ ََُْ َ ْ َْ‬
‫اجــه إ َذا‬ ‫ي والن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أو ِوْرد َوا ْخلَبَ ـ ُـر الــذي َرَواهُ أ ْ‬
‫َّســائ ُّي وابــن َم َ‬ ‫َمحَـ ُـد وأبــو َد ُاود َوالتـ ْرمــذ ُّ َ َ‬
‫استَ ْشـ َك َل‬ ‫صـ ِريح يف ذلــك َو ْ‬ ‫ضــا ُن َ‬ ‫ـوموا حـ يَ ُكــو َن َرَم َ‬ ‫صـ ُ‬‫ـف َشـ ْـعبَا ُن فَـ َـال تَ ُ‬ ‫صـ َ‬‫انْـتَ َ‬
‫ف ِفَنَّـهُ يَـ ْلَزمـهُ َْحتـ ِرمي‬ ‫لض ْـع ِ‬
‫ـف َش ْـعبَان ِاب َّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫السب ِكي تَـعلِيل ِحرم ِـة ِ‬
‫ص ْـوم مـا بَـ ْع َـد ن ْ‬‫ْ َ َْ َ‬ ‫ُّ ْ‬
‫ـت عن ــه يف الْ ِكتَ ـ ِ‬
‫ـاب‬ ‫َجْب ـ ُ‬
‫ِِ‬
‫ف يَ ُك ــو ُن ب ــه أَ ْكثَـ ـ ُـر َوأ َ‬ ‫الض ـ ْـع َ‬
‫َن َّ‬ ‫ص ـ ْـوِم َش ـ ْـعبَا َن ُكل ــه ِأل َّ‬‫َ‬
‫ضـا َن ِأل َّ‬
‫َن‬ ‫مجيعه أو أَ ْكثَ ِرهِ يُـوِر ُ قُـ َّـونة علـى َرَم َ‬
‫َن ِصيام الشَّه ِر َِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َم ْذ ُكوِر َو َ ِْريه ِف َّ َ َ ْ‬
‫اط ِيه َوَه َذا مـن‬ ‫س وخل نقا هلا فَ َال ي ُش ُّق عليها تَـع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الص ْوَم حينَئذ يَصريُ َمأْلُوفنا للنَّـ ْف ِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫م ِح َك ِم ِ ِ‬
‫ص ْومه ‪َ ‬ش ْعبَا َن ُكلَّهُ أو أَ ْكثَـَرهُ َوِاب ََّّلل التـ َّْوف ُ‬ ‫بَـ ْع ِ‬
‫(‪)184‬‬
‫يق اهـ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪« )184‬الفتاوى الفقهية الكربى» ( ‪)82 ، 81 / 2‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫آخ ِر يَـ ْوٍم ِم ْن َش ْعبَا َن‬


‫هللا ‪ِ ‬يف ِ‬
‫ول ِ‬ ‫خطبة ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫قــال اإلمــام البيهقــي يف «شــعب اإلنــان»‪َ :‬عـ ْـن َس ـ ْل َما َن الْ َفا ِرِسـ َّـي‪،‬‬
‫ـول هللاِ ‪ِ ‬يف ِ‬
‫آخـ ِر يَـ ْـوم ِمـ ْـن َشـ ْـعبَا َن فَـ َقـ َ‬
‫ـال ‪ ":‬اي أَياـ َهــا النَّـ ُ‬
‫ـاع‬ ‫ـال‪َ :‬خطَبَـنَــا َر ُسـ ُ‬ ‫قَـ َ‬
‫ـف َش ْـهر‪،‬‬ ‫قَ ْد أَآَلَّ ُكـم َش ْـهر َع ِظـيم‪َ ،‬ش ْـهر ُمبَـارك‪َ ،‬ش ْـهر فِي ِـه لَيـلَـة َخيــر ِمـن أَلْ ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صـلَة ِمـ َـن ا ْخلَـ ِْـري‬ ‫يضـةن‪ ،‬وقِيــام لَيلِـ ِـه تَطَُّوعــا‪ ،‬مــن تَـ َقـ َّـر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب فيــه ِبَ ْ‬ ‫ن َْ َ‬ ‫َج َعـ َـل هللاُ صــيَ َامهُ فَ ِر َ َ َ َ ْ‬
‫يض ـةن فِي ـ ِـه َك ــا َن َك َم ـ ْـن أ ََّدى‬ ‫َك ــا َن َكم ــن أ ََّدى فَ ِريض ـةن فِ ِ‬
‫يم ــا س ـ َـواهُ‪َ ،‬وَم ـ ْـن أ ََّدى فَ ِر َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫الص ـ ِْـرب‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ـْبـ ُر ثـَ َوابُــهُ ا ْجلَنَّ ـةُ‪َ ،‬و َش ـ ْـه ُر‬ ‫يم ــا س ـ َـواهُ‪َ ،‬وُه ـ َـو َش ـ ْـه ُر َّ‬ ‫يض ـةن ف َ‬ ‫ت فَ ِر َ‬‫َس ـ ْـبع َ‬
‫صــائِ نما َكــا َن لَــهُ َم ْغ ِفـ َـرةن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اســاة‪َ ،‬و َشـ ْـهر يُـ َـز ُاد ِيف ِرْزر الْ ُمـ ْـؤم ِن‪َ ،‬مـ ْـن فَطَّـ َـر فيــه َ‬
‫الْمو ِ‬
‫َُ َ‬
‫َج ِرهِ‬ ‫لِ ُذنُوبِِه‪ ،‬و ِعْتق رقَـبتِ ِه ِمن النَّا ِر‪ ،‬وَكا َن لَه ِمثْل أَج ِرهِ ِمن َ ِري أَ ْن يـْنـ َق ِ‬
‫ص م ْن أ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ْ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ـول هللاِ‬ ‫ـال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫س ُكلُّنَا َِز ُد َمـا يـُ ْف ِط ُـر َّ‬
‫الصـائ َم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫ول هللا‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َش ْيء " قُـ ْلنَا‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫صائِ نما َعلَى َم ْذقَ ِة لَََب أ َْو َمتَْـرة أ َْو َش ْـربَة‬ ‫اب َم ْن فَطََّر َ‬
‫ِ‬
‫‪ " :‬يـُ ْعطي هللاُ َه َذا الثـ ََّو َ‬
‫صائِ نما َس َقاهُ هللاُ ِم ْن َح ْو ِضـي َش ْـربَةن َال يَظْ َمـأُ َحـ َّ يَـ ْد ُخ َل‬ ‫م ْن َماء‪َ ،‬وَم ْن أَ ْشبَ َع َ‬
‫ِ‬
‫آخـ ُـربُ ِع ْتـ ِمـ َـن النَّــا ِر‪َ ،‬مـ ْـن‬ ‫ا ْجلنَّـةَ‪ ،‬ولــو َشــهر أ ََّولُــه ر ْمحــة‪ ،‬وأَوسـطُه مغْ ِفــرة‪ ،‬و ِ‬
‫َُ َ ََْ َُ َ َ‬ ‫َ ََُ ْ‬
‫ـف َعـ ْـن ممَْلُوكِـ ِـه فِيـ ِـه َ َفـ َـر هللاُ لَــهُ َوأ َْعتَـ َقــهُ ِمـ َـن النَّــا ِر " َز َاد َطَّــام ِيف ِرَوايَتِـ ِـه‪" :‬‬
‫َخ َّفـ َ‬
‫صلَ ِ‬ ‫صلَتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَ ِ ِ ِ ِ‬
‫تان َ‬ ‫او َن ِاَا َربَّ ُك ْم‪َ ،‬و َخ ْ‬ ‫ان تُـ ْر ُ‬ ‫ال‪َ ،‬خ ْ‬ ‫صٍ‬ ‫استَ ْكث ُروا فيه م ْن أ َْربَ ِع خ َ‬ ‫ْ‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬
‫ان تُـر ِ‬
‫تان اللَّتَ ِ ْ ُ‬ ‫ِغىن لَ ُكم َع ْنـ ُهما‪ ،‬فَأ ََّما ا ْخلَصلَ ِ‬
‫ادةُ أَ ْن َال إِلَـهَ‬ ‫ضو َن هبَـا َربَّ ُك ْـم‪ :‬فَ َش َـه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ـان َال ِـ ـ َـّن لَ ُك ـ ْـم َعْنـ ُه َم ــا فَـتَ ْس ـ ـأَلُو َن هللاَ ا ْجلَنَّ ـ ـةَ‪،‬‬ ‫إَِّال هللا وتَس ـ ـتَـ ْغ ِفرونَه‪ ،‬وأ ََّم ــا اللَّتَ ـ ِ‬
‫َُ ْ ُ ُ َ‬
‫ز ح ِد ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َوتَـعُوذُو َن به م َن النَّا ِر " لَ ْف ُ َ‬
‫(‪)185‬‬
‫يث َطَّام َوُه َو أ ََمتُّ اهـ‪.‬‬
‫آخ نـرا َاب ِطننـا‬ ‫اب وإِلَي ِه الْمرِجع والْمآب وا ْحلم ُد ََِّّللِ أ ََّونال و ِ‬ ‫وهللا أ َْعلَم ِاب َّ ِ‬
‫َ‬ ‫لص َو َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫دم ُحم َّمــد وعلَــى آلِـ ِـه وصـ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـريا‬
‫ـحبه وســلم تَ ْســلي نما َكثـ ن‬ ‫ََْ‬ ‫اَّللُ علــى َســيِ َ َ َ َ‬ ‫صـلَّى َّ‬ ‫َوظَــاهنرا َو َ‬
‫اَّللُ َونِ ْعـ َـم الْ َوكِيـ ُـل َوَال َحـ ْـوَل َوَال قُـ َّـوَة َّإال ِابَ ََّّللِ الْ َعلِـ ِـي‬
‫َوا ْحلَ ْمـ ُـد ََِّّللِ َو ْحـ َـدهُ َو َح ْس ـبُـنَا َّ‬
‫الْ َع ِظي ِم ‪.‬‬

‫‪« )185‬شعب اإل ان» رقم احلديث ‪.)223 / 5( ، 3336 :‬‬


‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬

‫الـمصادروالـمراجع‬
‫‪ .)1‬األم ‪ ،‬الشـيخ أبــو عبـد هللا حممــد بـن إدريــس بـن العبــال بـن عثمــان بــن‬
‫شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن املطلب بن عبد مناف‬
‫املطليب القرشي املكي‪( ،‬ت ‪204 :‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ .)2‬اجل ــامع املس ــند الص ــحي املختص ــر م ــن أم ــور رس ــول هللا ‪ ‬وس ــننه‬
‫وأايمه الـمعرو بصحي البخاري‪ ،‬الشيخ اإلمام احلافز أبو عبد هللا حممـد‬
‫بن إناعيل بن إبراهيم بن املغرية بن الربدزبة اجلعفي البخاري‪( ،‬ت‪.)256 :‬‬

‫‪ .)3‬املسند الصحي املختصر بنقل العدل عن العدل إا رسـول هللا ‪،‬‬


‫الشيخ مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪( ،‬ت‪261 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)4‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬اإلمام ابن ماجة أبو عبد هللا حممد بن يزيد القزويين‪،‬‬
‫وماجه اسم أبيه يزيد (‪273 - 209‬هـ)‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ .)5‬اجلــامع الكبــري = ســنن الرتمــذي ‪ ،‬اإلمــام حممــد بــن عيســى بــن َسـ ْـورة‬
‫بن موسى بن الضحاك‪ ،‬ال مذي‪ ،‬أبو عيسى (ت‪279 :‬هـ)‬

‫‪ . 6‬اجملتىب من السنن = السـنن الصـغرى ‪ ،‬اإلمـام أبـو عبـد الـرمحن أمحـد‬


‫بن شعيب بن علي اخلراساين النسائي (ت‪ 303 :‬هـ)‬

‫‪ .)7‬الفــرَ بعــد النــدة ‪ ،‬اإلمــام احملســن بــن علــي بــن حممــد بــن أيب الفهــم‬
‫داود التنوخي البصري‪ ،‬أبو علي (‪ 384 - 327‬ه)‬

‫‪ .)8‬النك ــت والعي ــون = تفس ــري امل ــاوردي ‪ ،‬اإلم ــام أب ـو احلس ــن علــي ب ــن‬
‫حممــد بــن حممــد بــن حبيــب البصــري البغــدادي‪ ،‬الشــهري ابملــاوردي (‪- 364‬‬
‫‪450‬هـ )‬

‫‪ .)9‬ش ـ ــعب اإلن ـ ــان ‪ ،‬اإلم ـ ــام أمح ـ ــد ب ـ ــن احلس ـ ــت ب ـ ــن عل ـ ــي ب ـ ــن موس ـ ــى‬
‫اخلُ ْسَرْوِجردي اخلراساين أبو بكر البيهقي‪( ،‬ت‪458 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)10‬ال ــدعوات الكب ــري ‪ ،‬اإلم ــام أمح ــد ب ــن احلس ــت ب ــن عل ــي ب ــن موس ــى‬
‫اخلُ ْسَرْوِجردي اخلراساين‪ ،‬أبو بكر البيهقي (املتوىف‪ 458 :‬هـ)‬

‫‪ .)11‬إحي ــاء عل ــوم ال ــدين ‪ ،‬اإلم ــام أب ـو حام ــد حمم ــد ب ــن حمم ــد الغـ ـزايل‬
‫الطوسي (ت‪505 :‬هـ)‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)12‬الغنية لطاليب ري اْ عز وجل‪ ،‬الشيخ أبو حممد حميي الدين عبد‬
‫القادر بن موسى بن عبد هللا بن جنكي دوست احلسين اجليالين أو الكيالين‬
‫أو اجليلي (ت‪ 561 :‬هـ)‪.‬‬

‫األنــف يف شــرح الســرية النبويــة ‪ ،‬اإلمــام أب ـو القاســم عبــد‬ ‫‪ .)13‬الــرو‬


‫الرمحن بن عبد هللا بن أمحد السهيلي (‪ 581 - 508‬هـ )‬

‫السـامعني ‪ ،‬اإلمـام مجـال الـدين أبـو الفـرج‬ ‫‪ .)14‬بستان الواعظني وراي‬


‫عبد الرمحن بن علي بن حممد اجلوزي (ت‪597 :‬هـ)‬

‫‪ .)15‬مفاتي الغيب = التفسري الكبري ‪ ،‬اإلمام أبو عبد هللا حممد بن عمـر‬
‫بن احلسن بن احلست التيمي الرازي امللقب بفخر الدين الرازي خطيب الـري‬
‫(ت‪606 :‬هـ)‬

‫‪ .)16‬النهاية يف غريب اْديث واألثر ‪ ،‬اإلمـام جمـد الـدين أبـو السـعادات‬


‫املبارك بن حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكرمي الشيباين اجلزري ابن األثري‬
‫(‪ 606 - 544‬هـ)‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ .)17‬كتــاب التــوابني اإلمــام أبـو حممــد موفــق الــدين عبــد هللا بــن أمحــد بــن‬
‫حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي د الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهري اببـن قدامـة‬
‫املقدسي (‪ 620 - 541‬هـ) ‪،‬‬

‫‪ .)18‬الرتغيــب والرتليــب مــن اْــديث النـريف ‪ ،‬اإلمــام عبــد العظــيم بــن‬


‫عبد القوي بن عبد هللا‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬زكي الدين املنذري (ت‪656 :‬هـ)‬

‫‪ .)19‬اجل ــامع ألحك ــام القـ ـرآن = تفس ــري الق ــر يب ‪ ،‬اإلم ــام أب ــو عب ــد هللا‬
‫حممد بن أمحد بن أيب بكـر بـن فـرح األنصـاري اخلزرجـي ـس الـدين القـرطيب‬
‫(‪671 - 600‬هـ)‬

‫‪ .)20‬التذكرة رحوال املوتى وأمـور اآلخـرة ‪ ،‬اإلمـام أبـو عبـد هللا حممـد بـن‬
‫أمحــد بــن أيب بكــر بــن فــرح األنصــاري اخلزرجــي ــس الــدين القــرطيب (ت‪:‬‬
‫‪671‬هـ)‬

‫‪ .)21‬املنهــاَ شــرح صــحي مســلم بــن اْجــاَ‪ ،‬الشــيخ حميــي الــدين أبــو‬
‫زكراي حي بن شرف النووي احلوراين الشافعي‪( ،‬ت ‪676 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)22‬اجملمــوع شــرح املهــذب‪ ،‬الشــيخ حميــي الــدين أبــو زكـراي حيـ بــن شــرف‬
‫النووي احلوراين الشافعي‪( ،‬ت ‪676 :‬هـ)‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)23‬األبكار املسمى ِبلية األبرار وشعار األخيـار يف تلخـيص الـدعوات‬
‫واألبكار املستحبة يف الليل والنهار املنـهور‪ ،‬الشـيخ حميـي الـدين أبـو زكـراي‬
‫حي بن شرف النووي احلوراين الشافعي‪( ،‬ت‪676 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)24‬التقريب والتيسري ملعرفة سنن البنري النذير يف أصول اْديث ‪ ،‬الشيخ حميي‬
‫الدين أبو زكراي حي بن شرف النووي احلوراين الشافعي‪( ،‬ت‪676 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)25‬أنـوار التنزيــل وأسـرار التُويــل ‪ ،‬اإلمـام مصــر الـدين أبـو سـعيد عبــد‬
‫هللا بن عمر بن حممد الشريازي البيضاوي (ت‪685 :‬هـ)‬

‫‪ .)26‬اقتضاء الصراا املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم‪ ،‬تقـي الـدين أبـو‬


‫العبــال أمحــد بــن عبــد احللــيم بــن عبــد السـالم بــن عبــد هللا بــن أيب القاســم بــن‬
‫حممد ابن تيمية احلراين احلنبلي الدمشقي‪( ،‬ت‪728 :‬هـ)‬

‫‪ .)27‬جممــوع الفتــاوى ‪ ،‬تقــي الــدين أبـو العبــال أمحــد بــن عبــد احللــيم بــن‬
‫عبــد الســالم بــن عبــد هللا بــن أيب القاســم بــن حممــد ابــن تيميــة احلـراين احلنبلــي‬
‫الدمشقي (‪ 728 - 661‬هـ )‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ .)28‬منــكاة املصــابي ‪ ،‬اإلمــام حممــد بــن عبــد هللا اخلطيــب العمــري‪ ،‬أبـو‬
‫عبد هللا‪ ،‬ويل الدين‪ ،‬التربيزي (ت‪741 :‬هـ)‬

‫ـدر النظــيم يف خــوا ّ القــرآن العظــيم ‪ ،‬اإلمــام أب ـو حممــد عفيــف‬


‫‪ .)29‬الـ ّ‬
‫الدين عبد هللا بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (‪ 768 - 698‬هـ)‬

‫‪ .)30‬ال كــة يف فضــل الســعي واْركــة ‪ ،‬اإلمــام حممــد بــن عبــد الــرمحن بــن‬
‫ص ــايب‬
‫الو َ‬
‫عم ــر ب ــن حمم ــد ب ــن عب ــد هللا‪ ،‬أبـ ـو حام ــد‪ ،‬مج ــال ال ــدين احلبيش ــي َ‬
‫الشافعي (ت‪786 :‬هـ)‬

‫‪ .)31‬لطائف املعار فيمـا ملواسـم العـام مـن الوآـائف‪ ،‬اإلمـام زيـن الـدين‬
‫السـ ــالمي‪ ،‬البغـ ــدادي‪ ،‬د‬
‫عبـ ــد الـ ــرمحن بـ ــن أمحـ ــد بـ ــن رجـ ــب بـ ــن احلسـ ــن‪َ ،‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬احلنبلي‪( ،‬املتوىف‪ 795 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)32‬حــدائ األوليــاء ‪ ،‬اإلمــام س ـراج الــدين عمــر بــن علــي بــن أمحــد ابــن‬
‫امللقن األنصاري األندلسي‪ ( ،‬املتوىف ‪ 804‬هـ)‬ ‫ِ‬

‫‪ .)33‬ألفيــة العراقــي املســماة ب ــ‪ :‬التبصــرة والتــذكرة يف علــوم اْــديث ‪ ،‬اإلمــام‬


‫أبــو الفضــل زيــن الــدين عبــد الــرحيم بــن احلســت بــن عبــد الــرمحن بــن أيب بكــر بــن‬
‫إبراهيم العراقي (املتوىف‪806 :‬هـ)‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)34‬جممع الزوائد ومنبـع الفوائـد ‪ ،‬اإلمـام أبـو احلسـن نـور الـدين علـي بـن‬
‫أيب بكر بن سليمان اهليثمي(املتوىف‪807 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)35‬بذل املاعون يف فضل الطاعون ‪ ،‬اإلمام أمحد بن علي بن حجـر أبـو‬


‫الفضل العسقالين الشافعي (املتوىف‪ 852 :‬هـ)‬

‫‪ .)36‬ف ــت الق ــدير ‪ ،‬اإلمــام كمــال الــدين حممــد ب ــن عبــد الواحــد السيواســي‬
‫املعروف اببن اهلمام (املتوىف‪861 :‬هـ)‬

‫‪ .)37‬تفسـري اجلاللـني ‪ ،‬اإلمـام جـالل الـدين حممـد بـن أمحـد احمللــي (‪791‬‬
‫‪ 864 -‬هـ(‬

‫‪ .)38‬تــدريب ال ـراوي يف شــرح تقريــب النــواوي ‪ ،‬اإلمــام عبــد الــرمحن بــن أيب بكــر‪،‬‬
‫جالل الدين السيوطي (املتوىف‪911 :‬هـ)‬

‫‪ .)39‬املوالب اللدنية ابملن احملمدية ‪ ،‬اإلمام أمحد بن حممد بـن أىب بكـر‬
‫ب ــن عب ــد املل ــك القس ــطالين القتي ــيب املص ــري‪ ،‬أب ـ ـو العب ــال‪ ،‬ش ــهاب ال ــدين‬
‫(املتوىف‪923 :‬هـ)‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫الطالــب ‪ ،‬اإلمــام زكـراي بــن حممــد بــن‬ ‫‪ .)40‬أســىن املطالــب يف شــرح رو‬
‫زكراي األنصاري‪ ،‬زين الدين أبو حي السنيكي (‪ 926 - 823‬هـ )‬

‫‪ .)41‬ســبل اهلــدى والرشــاد يف ســرية خــري العبــاد‪ ،‬وبكــر فضــائله وأعــالم‬


‫نبوته وأفعاله وأحواله يف املبدأ واملعـاد ‪ ،‬اإلمـام حممـد بـن يوسـف الصـاحلي‬
‫الشامي (املتوىف‪ 942 :‬هـ)‬

‫‪ .)42‬اجمل ــالس الوعظي ــة يف ش ــرح أحادي ــث خ ــري ال ي ــة ‪ ‬م ــن ص ــحي‬
‫اإلم ــام البخ ــاري ‪ ،‬اإلم ــام ــس ال ــدين حمم ــد ب ــن عم ــر ب ــن أمح ــد الس ــفريي‬
‫الشافعي (املتوىف‪956 :‬هـ)‬

‫‪ .)43‬فت ــاوى الرمل ــي ‪ ،‬اإلم ــام ش ــهاب ال ــدين أمح ــد ب ــن مح ــزة األنص ــاري‬
‫الرملي الشافعي (املتوىف‪957 :‬هـ)‬

‫‪ .)44‬لواق األنوار القدسية يف العهود احملمدية ‪ ،‬اإلمام عبد الوهاب بـن‬


‫أمحد الشعراين (‪ 973 - 898‬هـ)‬

‫‪ .)45‬البحــر املــورود يف املواثي ـ والعهــود ‪ ،‬اإلمــام عبــد الوهــاب بــن أمحــد‬


‫الشعراين (‪ 973 - 898‬هـ)‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)46‬ال ــدر املنض ــود يف الص ــالة والس ــالم عل ــى ص ــاحب املق ــام احملم ــود‬
‫اإلمام أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري‪ ،‬شهاب‬
‫الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العبال‪( ،‬ت‪974 :‬هـ)‬

‫‪ .)47‬تفة احملتاَ بنرح املنهـاَ‪ ،‬الشـيخ شـهاب الـدين أمحـد بـن حممـد بـن‬
‫علي بن حجر اهليتمي‪( ،‬ت‪974 :‬هـ )‪.‬‬

‫‪ .)48‬الفتــاوى الفقهيــة الكـ ى‪ ،‬الشــيخ أمحــد بــن حممــد بــن علــي بــن حجــر‬
‫اهليتمي السعدي األنصاري‪ ،‬شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العبال‪( ،‬ت‪:‬‬
‫‪974‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)49‬فــت اإللــه يف شــرح املنــكاة ‪ ،‬الشــيخ أمحــد بــن حممــد بــن علــي بــن‬
‫حجـ ــر اهليتمـ ــي السـ ــعدي األنصـ ــاري‪ ،‬شـ ــهاب الـ ــدين شـ ــيخ اإلسـ ــالم‪ ،‬أبـ ــو‬
‫العبال‪( ،‬ت‪974 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)50‬اإليضاح والبيـان ملـا جـاء يف ليلـي الرغائـب والنصـف مـن شـعبان ‪،‬‬
‫الش ــيخ أمح ــد ب ــن حمم ــد ب ــن علـ ـي ب ــن حج ــر اهليتم ــي الس ــعدي األنص ــاري‪،‬‬
‫شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أبو العبال‪( ،‬ت‪974 :‬هـ)‪.‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ .)51‬الفتاوى اْديثية ‪ ،‬الشيخ أمحد بـن حممـد بـن علـي بـن حجـر اهليتمـي‬
‫السـ ــعدي األنصـ ــاري‪ ،‬ش ـ ــهاب ال ـ ــدين ش ـ ــيخ اإلسـ ــالم‪ ،‬أب ـ ــو العب ـ ــال‪( ،‬ت‪:‬‬
‫‪974‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)52‬كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال ‪ ،‬اإلمام عالء الدين علي بـن‬
‫حسام الدين ابن قاضي خان القـادري الشـاذيل اهلنـدي الربهـانفوري د املـدين‬
‫فاملكي الشهري ابملتقي اهلندي ‪ 975 - 888( ،‬هـ )‬

‫‪ .)53‬تفــة اإلخــوان يف ق ـراءة امليعــاد يف رجــب وشــعبان ورمضــان‪ ،‬اإلمــام‬


‫شــهاب الــدين أمحــد بــن حجــازي بــن بــدير الفشــين‪ ( ،‬اتريــخ الوفــاة ‪ ...‬بعــد‬
‫‪978‬هـ )‪.‬‬

‫‪ .)54‬حاشــية ابــن قاســم ‪ ،‬اإلمــام أمحــد بــن قاســم العبــادي ( ت‪992 :‬‬
‫لـ‬

‫‪ .)55‬هنايــة احملتــاَ إا شــرح ألفــا املنهــاَ‪ ،‬الشــيخ ــس الــدين حممــد بــن‬
‫أمحد الرملي املصري الشهري ابلشافعي الصغري‪( ،‬ت‪1004 :‬ه )‪.‬‬

‫‪ .)56‬مرقــاة املفــاتي شــرح منــكاة املصــابي ‪ ،‬اإلمــام علــي بــن (ســلطان)‬


‫حممد‪ ،‬أيب احلسن نور الدين املال اهلروي القاري‪( ،‬املتوىف‪1014 :‬هـ)‪.‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)57‬فت املعني بنرح قرة العني مبهمات الدين» لإلمام أمحـد زيـن الـدين‬
‫بن حممد الغزايل املعربي الشافعي (‪ 938‬هـ ‪ 1028‬ه )‬

‫‪.)58‬فــيا القــدير شــرح اجلــامع الصــغري‪ ،‬اإلمــام زيــن الــدين حممــد املــدعو‬
‫بعبد الرؤوف بن اتج العـارفت بـن علـي بـن زيـن العابـدين احلـدادي د املنـاوي‬
‫القاهري‪( ،‬املتوىف‪1031 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)59‬روح البيــان‪ ،‬الشــيخ إناعيــل حقــي بــن مصــطفى اإلســتانبويل احلنفــي‬


‫اخللويت‪( ،‬ت‪1127 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)60‬فتوحــات الولــاب بتواــي شــرح مــنهج الطــالب املعــرو ِباشــية‬


‫اجلمــل‪ ،‬اللشــيخ ســليمان بــن عمــر بــن منصــور العجيلــي األزهــري‪ ،‬املعــروف‬
‫ابجلمل‪( ،‬ت‪1204 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)61‬إتا السادة املتقني بنـرح إحيـاء علـوم الـدين ‪ ،‬اإلمـام حممـد بـن‬
‫حممد بن احلسيين الزبيدي الشهري مبرتضى (‪1205 - 1145‬هـ )‬

‫‪ .)62‬حاشــية النــرواي عل ــى تف ــة احملتــاَ‪ ،‬الش ــيخ عبــد احلمي ــد الشــرواين‬
‫الدا ستاين‪( ،‬ت‪1301 :‬هـ)‪.‬‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

‫‪ .)63‬هناية األمل ملن رغب يف صحة العقيدة والعمل ‪ ،‬العالمة حممد أبـو‬
‫خضري الدمياطي املدين الشافعي (ت‪)1303:‬‬

‫‪ .)64‬إمـ ــد العينـ ــني يف بعـ ــا اخـ ــتال النـ ــيخني ابـ ــن حجـ ــر اهليتمـ ــي‬
‫والنــمس الرملــي» للعالمــة علــي بــن أمحــد ابصــربين احلضــرمي ( ‪– 1224‬‬
‫‪ 1305‬هــ)‬

‫‪. 65‬حاشية إعانة الطالبني على حل ألفا فـت املعـني‪ ،‬الشـيخ أبـو بكـر‬
‫عثم ـ ــان ب ـ ــن حمم ـ ــد ش ـ ــطا ال ـ ــدمياطي الش ـ ــافعي املش ـ ــهور ابلبك ـ ــري ‪( ،‬ت‪:‬‬
‫‪1310‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .)66‬غالية املواع ومصباح املتع وقبس الواع ‪ ،‬العالمة ابـن اآللوسـي‬


‫خــري الــدين نعمــان أفنــدي زاده ابــن الســيد حممــود أفنــدي البغــدادي الشــهري‬
‫الوسي زاده‪ ( ،‬ت ‪1317 :‬هـ )‪.‬‬

‫‪ .)67‬كن ــز النج ــاح والس ــرور يف األدعي ــة امل ــُثورة ال ــي تن ــرح الص ــدور‪،‬‬
‫الشــيخ عبــد احلميــد بــن حممــد علــي بــن عبــد القــادر قُـ ْدل املكــي الشــافعي‪،‬‬
‫(ت‪.)1335:‬‬
‫أ‪ /‬أبوبكر األحسين الفارافوري املليباري‬
‫‪ .)68‬سعادة الدارين يف الصـالة علـى سـيّد الكـونني ‪ ،‬العالمـة يوسـف بـن‬
‫إناعيل النبهاين‪( ،‬ت‪)1350 :‬‬

‫‪ ،‬العالمــة أبـو احلسـن عبيــد‬ ‫‪ .)69‬مرعـاة املفـاتي شــرح منـكوة املصـابي‬


‫هللا ب ــن حمم ــد عب ــد الس ــالم ب ــن خ ــان حمم ــد ب ــن أم ــان هللا ب ــن حس ــام ال ــدين‬
‫الرمحاين املباركفوري (ت‪1414 :‬هـ)‬

‫‪ .)70‬مابا يف شعبان ‪ ،‬العالمة السيد حممد علوي بن عبـال املـالكي املكـي‬


‫احلسين (‪ 1425 - 1367‬هـ)‬

‫‪ .)71‬الدليل القومي يف بكر شي من عادات ترمي‪ ،‬السـيد حامـد بـن حممـد‬


‫بن عبد هللا بن شهاب الدين‬
‫الياقوت واملرجان يف فضائل شهر شعبان‬

You might also like