Professional Documents
Culture Documents
ج1 المحاضرة الثامنة
ج1 المحاضرة الثامنة
إن التخطيط المهني هو العملية التي يتم من خاللها زيادة وعي وادراك األفراد بميولهم
المهنية وقيمهم ونقاط قوتهم وضعفهم من خالل ما توفره المنظمة من معلومات حول الفرص
الوظيفية.
يحقق التخطيط المهني العديد من الفوائد لكل من المنظمة واألفراد العاملين ومن أهم هذه
الفوائد:
2ـ يؤدي إلى رفع مستوى رضا العاملين عن طريق إتاحة الفرص المناسبة في الوظائف التي
1
3ـ يساعد المنظمة على ملئ الشواغر الوظيفية بأفضل الكفاءات وبالسرعة المطلوبة.
4ـ يساعد المنظمة على التخطيط التعاقبي أي ملئ الشواغر الناجمة عن معدالت دوران
6ـ يساعد العاملين في تحديد أهدافهم المستقبلية وتطوير الخطط للوصول إلى تلك األهداف.
من أهم الخطوات التي البد من إتباعها في التخطيط المهني نجد :
-تقييم الذات :يقصد بتقييم الذات ،تشخيص ومعرفة الميول واالتجاهات المهنية والسلوكية
وكذلك تحديد القيم والقدرات الذاتية .وتساهم االختبارات السلوكية كاختبارات الميول المهنية
-فحص ودراسة الواقع :تتضمن هذه الخطوة توفير معلومات للعاملين حول مستوى
معرفتهم مهاراتهم ودرجة تطابق هذه المعرفة والمهارة مع خطط المنظمة ،وفي العادة يتم
2
توفير هذه المعلومات من قبل المشرف المباشر كجزء من مهمة عملية تقويم األداء ،إذ البد
من مناقشة نتائج التقويم مع كل فرد لتوضيح نقاط القوة والضعف وامكانية تطوير األداء
-تحديد األهداف :يحدد العاملون أهدافهم المهنية قصيرة وطويلة األجل ،هذه األهداف
المواقع الوظيفية المرغوبة من قبل األفراد ،مثال أن األستاذ المساعد يصبح أستاذ
-اكتساب المهارات ،ترتبط األهداف بإمكانية األفراد في اكتساب المهارات وفق الفرص
-تنفيذ الخطة :في هذه الخطوة يحدد العاملين كيفية انجاز أهدافهم المهنية و تتطلب هذه
الخطوة انتظام األفراد في برنامج تدريبي و حلقات دراسية ،إضافة إلى ممارسة وظائف و
3
مسؤوليات و مهام متنوعة ،إن الخطة المنفذة تساهم في تطوير األفراد في المهن المختلفة و
ترتكز على العناصر المتعلقة بحاجات التطوير في المواقع الحالية ،و حاجات التطوير في
في التخطيط المهني و هذه الموارد تتعلق بالورشات المهنية مثل الحلقات الدراسية حول
المتطلبات و المعلومات ذات األهمية في نجاح التخطيط المهني ،و أنظمة المعلومات التي
تهيأ معلومات حول الوظائف الشاغرة و برامج التدريب و التطوير المناسبة ،و تتبع
المسارات الوظيفية أي التخطيط للتتابع الوظيفي و تحديد المهارات المطلوبة للتقدم في
الوظيفة و في العمل او عند تغيير المسارات المهنية عند االنتقال من الوظائف الفنية إلى
الوظائف اإلدارية.
4
ثالثا :ترقية العاملين
هل الترقية هي عبارة عن تحرك العامل من الدرجة الثانية إلى الدرجة األولى المفضلة له في
نفس العمل ؟ أم هي تحرك العامل إلى درجة ذات ظروف عمل أفضل بالرغم من أن كل
- 1مفهوم ترقية العاملين :الترقية ما هي إال تحرك العاملين إلى أعمال أفضل و يقصد
بأفضل األعمال او الوظائف ذات مسؤوليات و مركز اجتماعي اكبر تحتاج إلى مهارات و
و هناك من يرى أن شرط زيادة األجر ليس شرطا يجب توفره حيث أن الترقية تشترط
االنتقال من عمل آلخر أكثر مسؤولية و مركز دون زيادة أنية في األجر.
إن المعنى الشامل للترقية هو في الحقيقة تغير الفرد من وظيفته او عمله إلى وظيفة
او عمل آخر ذا مسؤوليات و اختصاصات و سلطات تختلف إلى حد كبير عما كان
5
و عموما يمكن تعريف الترقية ببساطة أنها '' عملية نقل الموظف من وظيفته إلى أخرى
التي يتلقاها المادية منها او المعنوية او كالهما معا'' في مزايا العمل
-المزايا المعنوية كثيرة ومتنوعة ،وتشمل بأقل صورها تغيير اللقب الوظيفي أو العامل ،وال
يقتصر ذلك على الوظائف اإلشرافية ،كأن يغير لقب الوظيفة من رئيس قسم إلى مدير بل
يمتد إلى وظائف أخرى كأن يتغير لقب سكرتيرة إلى مديرة مكتب.
و من زاوية أخرى فان مفهوم الترقية بالمعنى الذي أوضحناه قد يشير إلى العديد من
المشاكل و التساؤالت حول حقيقة المضمون مثال لذلك :هل من الضروري أن ترتبط ترقية
الموظف بالنقل او التغيير من وظيفة ألخرى هل يجب أن يكون هناك زيادة مباشرة في
اآلجر من جراء الترقية ؟ هل هناك ضرورة لتغيير الوظيفة ذاتها ؟ هل هناك مفهوم موحد
و إذا كان هذا سليما فما هو التفسير لظاهرة عدم رغبة بعض العاملين في ترك
او األجر نتيجة لزيادة خبراتهم و وظائفهم و اإلصرار على طلب زيادة في المرتب
6
مهاراتهم المكتسبة مع طول الخدمة في الوظيفة مفضال البقاء في عمله تحاشيا لفقدانه
و هل ال يكون من المفيد للمؤسسة و الفرد ذاته أن تتم ترقيته بزيادة المرتب في نفس
الوظيفة التي يمارسها في نفس المكان ،دون نقله إلى مكان آخر ال يرغب في االنتقال إليه؟
تعتبر الترقية عامال مهما للعامل او الموظف ،ألنها تعتبر من الحوافز التي لها دور
مهم في إثارة الدافعية لدى العاملين ليحسنوا أداءهم و يزيدوا إنتاجهم ،إذ البد للعامل أن
يعطي مبر ار او سببا لترقيته إلى عامل أفضل بما يترتب على ذلك من مزايا ،و رغم أن
يرافق الترقية في الوظيفة زيادة األجور ،إال أن ذلك لوحده ليس معنى دقيق للترقية ،إذ أن
شغل الموظف ألعباء وظيفية اكبر و مسؤوليات ذات نوعية مختلفة هو شرط أساسي
_ 2أسس و أنظمة الترقية :إن من أهم الموضوعات التي تؤخذ عند وضع سياسة الترقية
7
أ -نظام الترقية حسب االقدمية :و يقصد باألقدمية طول مدة الخدمة التي يقضيها
الفرد و تعتبر االقدمية أيسر الطرق و أعرقها ،حيث لن تتطلب غير احتساب سنين
الخدمة ،كما يفضلها العاملون لسهولتها و عدم خضوعها العتبارات أخرى مثل إقرار
الترقية لتقديرات شخصية يشوبها التحيز ،و تختلف المؤسسات في احتساب االقدمية
عندما تكون غير متصلة او حينما تتخللها استقالة او إنهاء الخدمة ،و تتردد بعض
اإلدارات في قبول االقدمية كأساس لوحده ،مفسرين ذلك انه قد تمضي سنوات عديدة
و هو لم يتقن العمل بقدر أولئك الذين تقل خدماتهم عنه ،و على الفرد في عمله
إضافة إلى أن االحتكام بشكل مطلق لألقدمية معناه تقليل الحوافز أمام العاملين
للتنافس في العمل و تطويره ذلك للنهم يعرفون أن المهم هو االقدمية و ليس الكفاءة مما
يؤدي في النهاية إلى وصول أشخاص غير مؤهلين لوظائف القيادة و هو أمر له اثر سلبي.
إال أن الكثير من اإلدارات و العاملين التقوا على المبدأ القائل بأرجحية الكفاءة على أن
8
ب -نظام الجدارة و االستحقاق (الكفاءة) :وهي األساس الثاني الذي يعزز أحقية الترقية ،إذ
قد عمدت الكثير من اإلدارات على اتخاذها أساسا لحصول العاملين على فرص التقدم
مادامت هي مصدر اإلنتاج و زيادته ،و قد يكون ذلك واضحا لو اعتبر قياس الكفاءة
و مدروسة تشجع العاملين على زيادة مداركهم و كفاءتهم. ألسس موضوعية عادلة
فالموظف النشيط الذي يتميز بالديناميكية و المبادرة ،و القيام بالعمل على أفضل وجه،
و الملتزم بالتعليمات و المنضبط في سلوكه ،و الذي سجله صواب ق ارراته يكون هو األجدر
بالترقية بغض النظر عن كون غيره اسبق منه للعمل في المؤسسة ،فالمهم هو الكفاءة.
و يمكن للكفاءة أن تتخذ مظاهر أخرى تتمثل بالقدرة على التحصيل في االمتحانات التي
تعقد خصيصا لغايات الترقية سواء الكتابية منها او الشفوية ،او انجازات الموظف من حيث
تأهيله لنفسه باستمرار خاصة في مجال العمل كحضوره دورات تدريبية ،او متابعته للدراسة
و الحصول على نتائج جيدة ،و كلما كانت هذه االنجازات متصلة بطبيعة عمله كلما كانت
معايير موضوعية أكثر ،حتى ولو كان التأهيل و التطوير ال يتصل مباشر بالعمل فانه ال
9
يمكن إغفال أهمية ذلك ألنه ال يمكن إال أن ينعكس على حسن األداء ولو بصورة غير
مباشرة.
ج -نظام يجمع بين االقدمية و الكفاءة :يمكن أن تعتبر االقدمية أساس للترقية في
المراكز الدنيا و خاصة الروتينية منها كعامل حاسم أكثر من الكفاءة ،و أن يعتد بالكفاءة
أكثر من االقدمية في الترقية للمراكز العليا ،كما أن السياسة المعقولة في الترقية هي تلك
السياسة التي تجمع و توازن بين كال النظامين ،االقدمية و الكفاءة حيث تكسب ثقة األفراد و
إيمانهم بعدالة الترقية و تدل على أن عامل الكفاءة لن يساء استعماله كما يحدث في كثير
من األحوال بل توضع مقاييس محكمة لقياسها و اللجوء إليها في إقرار الترقية.
_ 3أهداف عملية الترقية :ان كل سياسات تسيير الموارد البشرية تتمحور حول الوسائل
العلمية التي تتمكن من خاللها اإلدارة اختيار أفضل العناصر للقيام بالعمل ،و خلق جميع
الظروف الممكنة لها لبذل قصارى جهدها لتقليل تكاليف العمل و تحسين نوعيته .و بما أن
عملية الترقية جزء من هذه السياسات ،تسعى بدورها إلى تحقيق مجموعة من األهداف.
ب -االحتفاظ بالموظفين المتميزين و عدم إعطائهم مبر ار لترك العمل إلى جهات أخرى
ج -تساعد عملية الترقية المؤسسة على اجتذاب القوى العاملة من خارجها للعمل فيها مما
يضمن لها االستم اررية و يجنبها األزمات بفقدان احد العاملين فيها.
_4برامج الترقية :ال بد ألي مؤسسة ناجحة من أن تضع برنامجا معينا للترقية و ال ترك
الموضوع دون تحديد علمي مسبق يسمى باألسلوب العلمي لتسيير برامج الترقية الذي يمكن
أ -توضيح السياسات التي تتبناها المؤسسة حول مصادر تعبئة الوظائف سواء كانت من
داخل المؤسسة او من خارجها و من المسائل التي يجب توضيحها في هذا الصدد هو :هل
11
تعني الترقية زيادة في الراتب و تحديد نسب هذه الزيادة أم أنها تقتصر على التغيير بطبيعة
العمل فقط ؟
ب -توضيح القنوات التي تمر بها عملية الترقية سواء الترقيات المنتظمة او تلك التي يتم
ج -توضيح عملية اختيار مستحقي الترقية ،فإذا كانت السياسة المعتمدة هي إتاحة المجال
للعاملين في المؤسسة للتقدم و التنافس على الوظائف المفتوحة ،إذن فمن الالزم وضع
معلومات وافية حول الوظيفة و وواجباها و مسؤولياتها و المؤهالت الالزمة لشغلها و الراتب
المتخصص لها ،و إعالم كافة العاملين بذلك بوضع هذه اإلعالنات على لوحة اإلعالنات
د -اعتماد سياسة تدريب و تطوير للعاملين بحيث يهيئوا أنفسهم باستمرار لشغل مسؤوليات
12
ه -تسهيل عملية االتصاالت الداخلية بين العاملين واإلدارة ،والمؤسسة ككل والبيئة
الخارجية حتى تكون مصادر اجتذاب المؤهلين متاحة أمام المؤسسة بشكل دائم.
و – االحتفاظ بسجالت مركزية في إدارة الموارد البشرية حول العمال تبين خبراتهم
ومؤهالتهم وقدراتهم وتقارير التقييم المتعلقة بهم ،ومن المفيد هنا تشكيل لجنة دائمة من مدير
إدارة الموارد البشرية ومدراء األقسام المختلفة تتولى مراجعة المرشحين لشغل وظائف عليا
مناهج الترقية :تعتمد سياسات الترقية على ثالثة مناهج هي : -0
المنهج األول :ترقية الموظفين العاملين داخل المؤسسة وهذه وسيلة مهمة كما أسلفنا لحفز
الموظفين على مزيد من العمل ،ويشجعهم على الوالء للمنظمة ،مثل هذه السياسة تعطي
العاملين الفرصة للوصول إلى وظائف أعلى بحيث ال تبحث المؤسسة عن أشخاص من
خارجها إال بعد التأكد أنه ليس هناك من يشغل الوظائف الشاغرة .ويعاب على هدا
األسلوب أنه قد ال يتيح مجاال لألفكار الجديدة ،ذلك أن قيم وخبرة الشخص الداخلي ال تنبئ
بأفكار جديدة على العكس من الشخص الخارجي الذي يمكن االفتراض بأنه قد يكون لديه
13
فكرة جديدة ،ثم إن اقتصار فرص الترقية على الداخل يقلل من حجم العينة للمتنافسين على
الوظيفة مما يعني بالتالي فرصة اقل أمان للمؤسسة للحصول على أكفأ األشخاص ،أما
المأخذ الثالث فهو انه قد يزيد من حدة التنافس بين العاملين مما يترك أثار سلبية على روح
التعاون.
المنهج الثاني :فتح المجال للترقية أمام العاملين داخل المؤسسة او من خارجها ،وفي
هذه الحالة فإن كثي ار من مأخذ األسلوب األول _إن لم يكن كلها _ يمكن تجنبها إذ أن
حق العاملين في المؤسسة في التنافس على الوظائف المعلنة موجود و لكنهم ال يتمتعون
بأفضلية بأن يحتكروا مثل هذه الفرصة مما يجعل هذه المؤسسة في وضع أفضل الن تختار
و في كلتا الحالتين فإن أسس تقييم المتقدمين و صالحيتهم لشغل الوظيفة يجب أن يتم على
أسس موضوعية ،و عادة ما يتم اللجوء لالمتحانات او االعتماد على ما يسمى بمراكز
التقييم وهو نمط يعتمد على امتحانات نظرية و مالحظة او اختبار عملي للمتقدمين للعمل
14
بما في ذلك تمارين لعب األدوار و ما إلى ذلك من وسائل تقارب في طبيعتها ما يتوقع عمله
المنهج الثالث :اعتماد الترقية على التدريب فيجب على اإلدارة أن تقوم بالربط بين سياسة
التدريب وسياسة الترقية للمؤسسة ذاتها حتى يصبح التدريب الوسيلة الفعالة في إعداد
العاملين والموظفين لشغل الوظائف األعلى والتي قد تصبح شاغرة يضاف إلى ذلك أن
المالمح السياسية التي سوف تشمل عليها سياسة الترقية سوف تحدد إلى درجة كبيرة
االحتياجات والخطة التدريبية المطلوبة لفترة المستقبلية وبالتالي يمكن أن يترجم ذلك مقدما
إلى أشكال وأنواع مختلفة من ب ارج التدريب التي تهدف إلى توفير حاجة التنظيم من الدرجات
ذاتها.
يجب أن يكون هناك تعاون بين إدارة الموارد البشرية وبين المديرين التنفيذيين (خط
السلطة) في اإلعداد والتنفيذ الخاص بسياسة الترقية داخل المؤسسة ،إن مسؤولية القيام
15
بالترقية مسؤولية ادراة الموارد البشرية و إنما هي مسؤولية مشتركة بين األجهزة االستشارية
يجب أن يكون واضحا في ذهن اإلدارة العليا أن الترقية ليست مطلب كل العاملين إذا
تطلب األمر نقلهم من األماكن التي يعملون بها حاليا إلى أماكن أخرى جديدة ،او إذا كانوا
يشعرون حقيقة أنهم غير مؤهلين لتحمل مسؤوليات و مهام اكبر عند الترقية.
و كقاعدة عامة فإن الترقية يجب أن ال تعطى لشخص سلبي او متردد حيث أن هذا أكثر
شيء على الموظف الذي تتم ترقيته وعلى بقية الموظفين الذين لم يرقوا وكذلك على
وباختصار فان سياسة الترقية يجب أن تهدف إلى تحقيق زيادة رضا العاملين والموظفين
داخل المؤسسة وبالتالي يجب على اإلدارة مراعاة ذلك في وضع المعايير واألسس المختلفة
16