You are on page 1of 113

q

q
»HOC

»HOC

á«Hô©dG
G ó≤
q
q

q ’G ´ôØ∏d
æ
ô°ûY ÊÉãq dG ∞q °üdG
dGh
áZÓÑdG

Ω2018 / `g1439 »HOC


q ’G ´ôØ∏d ô°ûY ÊÉãq dG ∞q °üdG
q »HOC q
q ’G ó≤æq dGh á«Hô©dG áZÓÑdG
‫‪á«Hô©dG‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪áZÓÑdG‬‬
‫‪»HOC‬‬
‫‪q‬‬ ‫’‬ ‫‪G‬‬ ‫≤‪ó‬‬ ‫‪æ‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪dGh‬‬
‫‪ô°ûY ÊÉãq dG ∞q °üdG‬‬
‫‪q‬‬

‫‪»HOC‬‬
‫‪q ’G ´ôØ∏d‬‬
‫ال ّنا�‪ö‬‬
‫ال‪Î‬بية وال ّتعليم‬‫وزارة ّ‬
‫ا‪Ÿ‬در�سية‬
‫ّ‬ ‫اإدارة ا‪Ÿ‬ناهج والكتب‬
‫ﻳﴪ إدارة اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﻜﺘﺐ اﳌﺪرﺳﻴّﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﻠﺤﻮﻇﺎﺗﻜﻢ وآراﺋﻜﻢ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫اﻟﱪﻳﺪي‪١١١١٨ :‬‬
‫ّ‬ ‫ﻫﺎﺗﻒ‪ ٤٦١٧٣٠٤ / ٥ - ٨ :‬ﻓﺎﻛﺲ‪ ٤٦٣٧٥٦٩ :‬ص‪ .‬ب‪ ( ١٩٣٠ ) :‬اﻟﺮﻣﺰ‬
‫ين‪ALanguage.Division@moe.gov.jo :‬‬ ‫أو ﻋﲆ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰو ّ‬
‫الها�سمية جميعها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أردنية‬
‫قررت وزارة ال ّتربية وال ّتعليم تدري�س هذا الكتاب في مدار�س المملكة ال ّ‬
‫ّ‬
‫را�سي‬
‫الد ّ‬ ‫بدءا من العام ّ‬
‫بناء على قرار مجل�س ال ّتربية وال ّتعليم رقم (‪ )2017/96‬تاري‪2017/5/11 ï‬م ؛ ً‬
‫‪2018/2017‬م‪.‬‬

‫الحقوق جميعها محفو‪X‬ة لو‪R‬ارة التّربية والتّعليم‬


‫عمان ‪ -‬الأرد ّن‬
‫�س ‪ .‬ب (‪ّ )1930‬‬
‫رقم الإيداع لد‪ i‬دائرة املكتبة الو‪W‬نية‬
‫(‪)2017/3/1576‬‬
‫‪ISBN: 978-9957-84-778-4‬‬

‫م�شت�شار فرق التّاألي∞‪ :‬اأ‪ .‬د‪ .‬خالد عبد العزيز الكركي‬

‫اأ�شر‪ ±‬على ‪J‬األي∞ هذا الكتاب ك ‪w‬ل من‪:‬‬


‫اأ‪.‬د‪ .‬ناي∞ خالــد العجلوني‬ ‫د‪ .‬يا�شيــن يو�شــ∞ عاي�ــس‬ ‫اأ‪.‬د‪ .‬فايــز عــار‪ ±‬القرعــان‬
‫اأ‪.‬د‪ .‬ح�شــن خمي�ــس الملخ‬ ‫اأ‪.‬د‪ .‬محمــد اأحمد المجالي‬ ‫د‪ .‬عبد الكريم اأحمد الحياري‬
‫(مقررا)‬
‫ً‬ ‫د‪ .‬اأ�شامة كامل جرادات‬

‫وقام بتاأليف¬ ك ‪w‬ل من‪:‬‬


‫ا‪B‬مــا∫ �شليمــان �شالمــة‬ ‫اأمجــد �شيــ∞ اˆ ال�شانــع‬
‫العجالين‬
‫د‪� .‬شالمــة جمعــة ّ‬ ‫د‪ .‬محمــد �شلمــان كنانــة‬

‫الـتّــ�شـميــــم‪ :‬هــــانـي �شـــلـطي مـقـطــــ�س‬ ‫التّحرير العلمي‪ :‬د‪ .‬اأ�شـامة كـامل جـرادات‬
‫الإنـتــــــــاج ‪� :‬شليمــان اأحمــد الخاليلــة‬ ‫التّحـرير الفني ‪ :‬نــــداء فـــو‪D‬اد اأبـــو �شــنـب‬

‫راجــعــهــا ‪ :‬محمد �شالح �شنيور‬ ‫دق ّّـق الـطبـاعـة ‪ :‬د‪ .‬اأ�شامة كامل جرادات‬

‫‪1438‬هـ ‪2017 /‬م‬ ‫الطّبعة الأولى‬


‫‪2018‬م‬ ‫اأعيدت ‪W‬باعت¬‬
‫قائم ُة المحتو ِ‬
‫يات‬ ‫َ‬

‫ال�شفحة‬
‫ّ‬ ‫الـمـو�شـــــوع‬
‫‪6‬‬ ‫المق ّدمة‬

‫اﻷﻭﻝ‬
‫ّ‬ ‫الدراسي‬
‫ّ‬ ‫الفصل‬

‫البالغة العربيّة‬
‫‪10‬‬ ‫الوحدة الأولى‪ :‬علم المعاني‬
‫‪11‬‬ ‫ا ّأو ًل‪ :‬مفهوم علم المعاني‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الخبر‬
‫‪13‬‬ ‫‪ - 1‬مفهوم الخبر‬
‫‪13‬‬ ‫ال�سمية‬
‫ّ‬ ‫الفعلية والجملة‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬الجملة‬
‫‪14‬‬ ‫أ�سرب الخبر‬
‫‪-3‬ا ُ‬
‫‪18‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬الإن�شاء‬
‫‪18‬‬ ‫‪ - 1‬مفهوم الإن�ساء‬
‫‪18‬‬ ‫‪ِ - 2‬ق�سما الإن�ساء‬
‫‪18‬‬ ‫لبي‬ ‫• الإن�ساء ّ‬
‫الط ّ‬
‫‪19‬‬ ‫لبي‬ ‫• الإن�ساء غير ّ‬
‫الط ّ‬
‫أدبي‬
‫النّقد ال ّ‬
‫‪33‬‬ ‫العبا�شي‬
‫ّ‬ ‫أدبي في الع�شر‬
‫الوحدة الثّانية‪ :‬النّقد ال ّ‬
‫‪35‬‬ ‫ال�شعريّة‬
‫ا ّأو ًل‪ :‬الفحولة ِّ‬
‫‪36‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬نظرية النَّظْ م‬
‫‪37‬‬ ‫وال�ش ْنعة‬
‫ثالثًا‪ :‬الط َّْبع َّ‬
‫ال�صفحة‬
‫ّ‬ ‫الـمـو�ضـــــوع‬

‫‪38‬‬ ‫رابعا‪ :‬اللّفظ والمعنى‬


‫ً‬
‫‪39‬‬ ‫ ال�سرقات ِّ‬
‫ال�شعريّة‬ ‫خام�سا‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫‪42‬‬ ‫ال�شعر‬
‫ ال�صدق والكذب في ِّ‬
‫�ساد�سا‪ّ :‬‬
‫ً‬
‫‪44‬‬ ‫الوحدة الثّالثة‪ :‬المذاهب الأدبيّة في الع�صر الحديث‬
‫‪45‬‬ ‫أدبي‬
‫مفهوم المذهب ال ّ‬
‫‪45‬‬ ‫الكال�سيكي (مدر�سة الإحياء والنَّه�ضة)‬
‫ّ‬ ‫� ّأو اًل‪ :‬المذهب‬
‫‪49‬‬ ‫الرومان�سي‬
‫ّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬المذهب‬
‫‪53‬‬ ‫الواقعي‬
‫ّ‬ ‫ثالثًا‪ :‬المذهب‬
‫‪58‬‬ ‫الرمزي‬
‫ّ‬ ‫رابعا‪ :‬المذهب‬
‫ً‬
‫الدراسي ّ‬
‫الثاني‬ ‫ّ‬ ‫الفصل‬

‫البالغة العربيّة‬
‫‪64‬‬ ‫الرابعة‪ :‬علم البديع‬ ‫الوحدة ّ‬
‫‪65‬‬ ‫المح�سنات اللّفظيّة‬
‫ِّ‬ ‫� ّأو اًل ‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ - 1‬الجنا�س‬
‫‪69‬‬ ‫ال�س ْجع‬
‫‪َّ - 2‬‬
‫‪71‬‬ ‫ال�ص ْدر (ال َّت�صدير)‬
‫الع ُجز على َّ‬
‫‪َ - 3‬ر ّد َ‬
‫‪75‬‬ ‫المح�سنات المعنويّة‬
‫ِّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ّ - 1‬‬
‫الطباق‬
‫‪78‬‬ ‫‪ - 2‬المقابلة‬
‫‪82‬‬ ‫‪ - 3‬ال ّتورية‬
‫ال�صفحة‬
‫ّ‬ ‫الـمـو�ضـــــوع‬

‫أدبي‬
‫النّقد ال ّ‬
‫‪86‬‬ ‫أدبي في الع�صر الحديث‬
‫الوحدة الخام�سة‪ :‬النّقد ال ّ‬
‫‪87‬‬ ‫المناهج النَّقديّة في الع�صر الحديث‬
‫‪87‬‬ ‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫� ّأو اًل‪ :‬المنهج‬
‫‪89‬‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬المنهج‬
‫‪92‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬المنهج ال ِب ّ‬
‫نيوي‬
‫‪97‬‬ ‫مالمح الحركة النّقديّة في الأرد ّن‬
‫‪97‬‬ ‫� ّأو ًال‪ :‬مرحلة النّ�ش�أة والتّ�أ�سي�س‬
‫‪99‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬مرحلة التّجديد‬
‫‪102‬‬ ‫ثالثًا‪:‬مرحلة الكتابة النّقديّة في �ضوء المنهجيّات الحديثة‬
‫‪108‬‬ ‫الم�صادر والمراجع‬
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المق ّدمة‬
‫عربي مبين‪ ،‬وال�سالة وال�سالم على اأ�سرف‬
‫ّ‬ ‫الحمد هلل رب العا َلمين ُمنزِ ل الكتاب بل�سان‬
‫و�سيد المر�سلين‪.‬‬
‫الخلق ِّ‬
‫وبعد‪ ،‬فن�سع بين اأيدي زمالئنا المع ِّلمين واأبنائنا الطلبة كتاب البالغة العربية والنقد الأدبي‬
‫ُ‬
‫توخينا في تاأليفه مراعاة مجموعة من المعايير‬
‫لل�سف الثاني ع�سر بف�سليه‪ :‬الأول‪ ،‬والثاني‪ .‬وقد ّ‬
‫�سواء اأفي عر�س المادة العلمية اأم في‬
‫ٌ‬ ‫العلمية والتربوية‪ ،‬من اأبرزها العناية بالجانب التطبيقي‪،‬‬
‫لي وعملي؛ بما ُي�سهم في اإغناء‬
‫تقويم فهمها؛ ليتمثل الطلبة الق�سايا البالغية والنقدية على نحو َج ّ‬
‫أي�سا مراعاة حاجات الفئة‬ ‫قدراتهم على التعبير ب�س َّق ْيه‪ :‬ال�سفوي‪ ،‬والكتابي‪ .‬ومن تلك المعايير ا ً‬
‫أ�سلوب َ�س ِل�س‬
‫ٍ‬ ‫العر�س الق�سايا البالغية والنقدية با‬
‫ُ‬ ‫العلمية‪ ،‬فقد تناول‬
‫ّ‬ ‫الم�ستهدفة في عر�س المادة‬
‫بعيدا عن الخو�س في التف�سيالت التي ُت ْث ِقل كاهل الطلبة‪َ .‬‬
‫وعمدنا اإلى التنويع في مهارات‬ ‫�سائق ً‬
‫وانتهاء بالمهارات العقلية العليا‪ ،‬بما يتنا�سب وطبيعة المادة‬
‫ً‬ ‫بدءا بالحفظ وال�ستظهار‬
‫التقويم‪ً ،‬‬
‫�سواء اأفي ثنايا‬
‫ٌ‬ ‫التكاملي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التقويمي‬
‫ّ‬ ‫تمت العناية بالجانب‬
‫العلمية وم�ستوى الفئة العمرية‪ .‬مثلما ّ‬
‫يلزم في نهايات الوحدات‪.‬‬
‫الختامي حيث ُ‬
‫ّ‬ ‫الدرو�س والوحدات اأم في التقويم‬
‫و َل ّما كان مو�سوع الكتاب هو البالغة والنقد الأدبي فقد اتجهت العناية اإلى انتقاء‬
‫ِ‬
‫وروعي في انتقاء تلك الأمثلة‬ ‫الأمثلة والن�سو�س المم ِّثلة للق�سايا البالغية والنقدية المعرو�سة‪،‬‬
‫ونثرا‪ ،‬مع الحر�س على توظيف الأمثلة البالغية مما‬
‫�سعرا ً‬
‫والن�سو�س التنويع بين القديم والحديث ً‬
‫ويج ِّل َيها في اأذهان‬
‫يقرب ال�سورة ُ‬
‫ي�ستخدمه المث َّقفون في حديثهم وكتابتهم‪ ،‬اإذ من �ساأن ذلك اأن ِّ‬
‫ويعينهم على تم ُّّثل القواعد البالغية خا�سة ومراعاتها في اأثناء تعبيرهم‪ .‬و َل ّما كان علم‬
‫الطلبة‪ُ ،‬‬
‫مرتبطا بالقراآن الكريم فقد ُع ِن َي الكتاب بتوظيف ال�سواهد القراآنية الكريمة‬
‫ً‬ ‫وتطور‬
‫َّ‬ ‫البالغة قد ن�ساأ‬
‫والأحاديث النبوية ال�سريفة‪ُ ،‬فب َّثت تلك ال�سواهد في كثير من المواطن؛ خدم ًة لكتاب اهلل �سبحانه‬
‫وحر�سا على تنمية ذائقة الطلبة و�س ْقلها‪.‬‬
‫ً‬ ‫و�سنة ر�سوله الكريم‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫ت�سمن الف�سل الواحد ماد َتي‪ :‬البالغة‪ ،‬والنقد‬
‫ّ‬ ‫وحر�سا على تكامل مادة الكتاب فقد‬ ‫ً‬
‫معا؛ لتالقيهما في الغاية الأ�سا�س‪ ،‬اإذ ا ّإن الغر�س في النهاية هو �سقل ذائقة الطلبة وتنمية‬
‫الأدبي‪ً ،‬‬
‫قدراتهم التعبيرية‪ ،‬مع عدم اإغفال الغايات الأخرى من تدري�س هاتين المادتين‪ ،‬من مثل‪ :‬تعريف‬
‫ن�سو�سا من عيون التراث الأدبي العربي‪ ،‬وزيادة مخزونهم اللغوي على م�ستويات اللغة‬
‫ً‬ ‫الطلبة‬
‫جميعها‪ ،‬وتنمية اعتزازهم بتراثهم الأدبي‪ ،‬وغير ذلك من الغايات‪.‬‬
‫ن�ساأل اهلل تعالى اأن نكون قد ُو ِّف ْقنا اإلى تحقيق الغاية من تاأليف هذا الكتاب وتدري�سه‪ .‬راجين‬
‫زمالءنا المع ِّلمين واأولياء الأمور تزويدنا باأية ملحوظات ُتغني الكتاب و ُت�سهم في تح�سينه‪.‬‬

‫ولي التوفيق‬
‫واˆ ُّّ‬

‫‪7‬‬
‫اول‬
‫اﻟﺪراﺳﻲ ّ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪8‬‬
WO�dF�«
Ò W�ö��«

9
‫اﻟﻮﺣﺪة‬
‫ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ‬ ‫اوﻟﻰ‬

‫قادرا على اأن‪:‬‬


‫يُتوقَّع من الطّالب بعد درا�شة هذ√ الوحدة اأن يكون ً‬
‫كال من المفاهيم الآتية‪:‬‬ ‫يتعرف ًّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫لبي‪ ،‬والأمر‪ ،‬وال�ستفهام‪.‬‬ ‫لبي‪ ،‬وغير ّ‬
‫الط ّ‬ ‫بق�سم ْيه‪ّ :‬‬
‫الط ّ‬ ‫َ‬ ‫علم المعاني‪ ،‬والخبر و َاأ ْ�س ُربه‪ ،‬والإن�ساء‬
‫يتبين فائدة علم المعاني في فهم دللت التراكيب والتمييز بينها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫إن�سائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخبري من الأ�سلوب ال‬
‫ّ‬ ‫يميز الأ�سلوب‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫ممي ًزا دللتها‪.‬‬
‫إنكاري‪ِّ ،‬‬ ‫والطلبي‪ ،‬وال‬ ‫البتدائي‪،‬‬ ‫�سرب الخبر المختلفة‪:‬‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬يوازن بين اأ ُ‬
‫البالغية ٍّ‬
‫لكل من‪ :‬الأمر‪ ،‬وال�ستفهام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتبين معاني الأ�ساليب‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫محد ًدا نوعها‪.‬‬
‫متنوعة ِّ‬
‫البالغية في ن�سو�س ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ي�ستخرج الأ�ساليب‬
‫البالغية واأثرها في المتلقّي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أهمية توظيف الأ�ساليب‬
‫بدي راأيه في ا ّ‬
‫‪ُ ‬ي َ‬
‫بالغية في ت ََح ُّّدثه وكتابته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ي�ستفيد مما تع ّلمه من اأ�ساليب‬
‫وجماليتها في الكالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربية‬
‫ّ‬ ‫البالغية في ال ّلغة‬
‫ّ‬ ‫يتذوق الأ�ساليب‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫أدبية والتاأثير في المتلقّي‪.‬‬
‫أهمية علم البالغة في فهم القراآن الكريم والن�سو�س ال ّ‬
‫يقدر ا ّ‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم علم المعاني‬
‫ُ‬
‫أحوال اللفظ العربي الّتي بها ُيطا ِبق ُمقت�سى الحال‪ .‬ومنه‪َ :‬‬
‫الخ َبر والإن�ساء‪،‬‬ ‫عرف به ا‬
‫علم ُت َ‬
‫هو ٌ‬
‫والو�سل‪.‬‬ ‫والحذْ ف ِّ‬
‫والذكْ ر‪ ،‬والإيجاز والإطناب‪ ،‬وال َف�سل َ‬ ‫وال ّتقديم وال ّتاأخير‪َ ،‬‬
‫بع�سا‪،‬‬
‫بع�سه ً‬
‫ف�سل ُ‬ ‫الوقوف على الأ�سرار ا ّلتي يرتقي بها �سا ُأن الكالم َ‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬ ‫وفائدة هذا العلم‬
‫ّ‬
‫فلكل‬ ‫َ‬
‫المخاطب‪ ،‬ومراعاته لقواعد ال ّلغة واأ�سولها واأعرافها‪،‬‬ ‫بموافقته لمراد المتك ّلم وحال‬
‫خا�سة وفيه مع ًنى لي�س في ال َآخر‪ ،‬وا ّأي تغيير يطراأ على الجملة بتقديم اأو‬
‫ترتيب للجملة دلل ٌة ّ‬
‫تاأخير اأو حذف اأو ِذكر يوؤدي اإلى تغيير في المعنى ح�سب مراد المتك ّلم بما يوافق مقت�سى حال‬
‫ولتتبين هذا الأمر اقراأ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫المخاطب‪ ،‬مثل‪ :‬ثقافته‪ ،‬ومكانته الجتماعية‪ ،‬وبيئته التي يعي�س فيها‪.‬‬
‫الآيتين الكريمتين الآتيتين‪:‬‬
‫قـال تعـالى‪} :‬‬
‫(�سورة الإ�سراء‪ ،‬الآية ‪)88‬‬ ‫{‬

‫وقال تعالى‪} :‬‬


‫(�سورة الرحمن‪ ،‬الآية ‪)33‬‬ ‫{‬
‫تقدمت على كلمة ِ‬
‫"الج ّن" في الآية الأولى لكنها تا ّأخرت عنها‬ ‫لعلك تلحظ ا ّأن كلمة "الإن�س" ّ‬
‫َ‬
‫المخاطب؛ ما يوؤدي اإلى الختالف‬ ‫ال�سياق ومقت�سى حال‬
‫في الثانية‪ ،‬وذلك راجع اإلى مراعاة ّ‬
‫تقدمت كلمة "الإن�س" في الآية الأولى ل ّأن �سياق الآية يتناول مو�سوع البالغة‬
‫في المعنى‪ ،‬اإذ ّ‬
‫معنيون بذلك اأكثر من ِ‬
‫الج ّن‪ ،‬اأما �سياق الآية الثانية فيتناول مو�سوع ال َّنفاذ‬ ‫والب َ�س ُر ّ‬
‫و�س ْوغ الكالم َ‬
‫َ‬
‫"الج ّن"‪ ،‬مع ما نعرف من‬‫فتقدمت كلمة ِ‬ ‫قدر على ذلك؛ َّ‬ ‫والج ُّن اأَ ُ‬
‫من اأقطار ال�سماوات والأر�س ِ‬
‫ا ّأن كلتا الآيتين مراعية لقواعد اللغة واأ�سولها‪.‬‬

‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫العربي التي بها ُيطا ِبق ُمقت�سى الحال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• علم المعاني‪ :‬علم ُتعرف به اأحوال اللفظ‬

‫‪11‬‬
‫والحذف ِّ‬
‫والذكر‪ ،‬والإيجاز‬ ‫• ِمن اأبواب علم المعاني‪َ :‬‬
‫الخ َبر والإن�ساء‪ ،‬وال ّتقديم وال ّتاأخير‪َ ،‬‬
‫والو�سل‪.‬‬
‫والإطناب‪ ،‬وال َف�سل َ‬
‫بع�سه‬
‫ويف�سل ُ‬
‫ُ‬ ‫• َتكمن فائدة علم المعاني في الوقوف على الأ�سرار التي يرتقي بها �ساأن الكالم‬
‫َ‬
‫المخاطب‪ ،‬ومراعاته لقواعد ال ّلغة واأ�سولها واأعرافها‪.‬‬ ‫بع�سا‪ ،‬بموافقته لمراد المتك ِّلم وحال‬
‫ً‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫و�سح فائدة علم المعاني‪.‬‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫متذم ًرا‪ " :‬الحيا ُة ك ُّّلها ٌ‬
‫تعب"‪.‬‬ ‫أحدنا ِّ‬
‫‪ - 2‬قد يقول ا ُ‬
‫ري الذي ُعرِ ف بت�ساوؤمه يقول‪:‬‬
‫الم َع ّ‬
‫لكن َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫َج ُب ا ّإل ِمن ِ‬ ‫َ‬
‫ازدياد‬ ‫راغ ٍب في‬ ‫ب ك ُّّلها الحيا ُة فما اأ ْ‬
‫عـــــ‬ ‫َت َع ٌ‬
‫"تعب" على ن ْف�س ال�ساعر؟‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬ما دللة تقديم الخبر‬
‫�س ب َن ْظم َ‬
‫الك ِل ِم ا ْأن َتوا َل ْت ا ُ‬
‫ألفاظها في ال ُّّنطق‪ ،‬بل ا ْأن تنا�س َق ْت‬ ‫"لي�س ال َغ َر ُ‬
‫الجرجاني‪َ :‬‬ ‫‪ - 3‬يقول‬
‫ّ‬
‫و�سح المق�سود بهذا القول ‪.‬‬ ‫القت معانيها على الوجه الذي اقت�ساه العقل"‪ِّ ،‬‬ ‫دلل ُتها و َت ْ‬

‫‪12‬‬
‫الخـبَر‬
‫َ‬ ‫‪É«fÉK‬‬
‫‪k‬‬
‫الخبَر‬
‫‪ - 1‬مفهوم َ‬
‫ال�سدق‪ ،‬فا ْإن كان مطابقًا للواقع كان �سادقًا‪،‬‬
‫دق اأو َع َدم ِّ‬
‫ال�س َ‬ ‫قول َي ِ‬
‫حتمل ِّ‬ ‫كالم اأو ٍ‬
‫كل ٍ‬ ‫الخ َب ُر ُّّ‬
‫َ‬
‫غير �سادق‪.‬‬
‫غير مطابق للواقع كان َ‬ ‫واإن كان َ‬
‫خبرية لحتمال‬
‫أردنيين" جمل ًة ّ‬ ‫ُ‬ ‫"ح َ�س َر والدي اأُم�سي ًة‬
‫�سعرية في رابطة الك ّتاب ال ّ‬
‫ّ‬ ‫عد جملة‪َ :‬‬
‫لذا ُت ّ‬
‫الواقع اأو مخالف ِته‪.‬‬
‫َ‬ ‫مطابقة م�سمونها‬

‫‪ - 2‬الجملة الفعليّة والجملة ال�شميّة‬


‫فرد‪ ،‬وتع َل ُم‬
‫الم َ‬ ‫عرفت‪ -‬هو الجملة ولي�س ال ّل َ‬
‫فظ ُ‬ ‫َ‬ ‫الأ�سا�س الذي َيبحث فيه علم المعاني ‪-‬كما‬
‫وا�سمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فعلية‪،‬‬
‫ق�سم ق�سمين‪ّ :‬‬‫ا ّأن الجملة ُت َ‬
‫معين‪ ،‬نحو قولنا‪:‬‬
‫والحدوث في زمن ّ‬
‫جدد ُ‬‫الفعلية تفيد في الأغلب ال ّت ُّّ‬
‫ّ‬ ‫ون�سيف هنا ا ّأن الجملة‬
‫الطلب ُة الآن في م�سابق ٍة ا ّ‬
‫أدبية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫�سارك ّ‬ ‫ُي‬
‫المتنبي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫جدد وال�ستمرار كالجملة ا ّلتي تحتها خط في قول‬ ‫وقد تفيد ال ّت ُّّ‬
‫كارم‬
‫الم ُ‬ ‫َوتاأتي على ق َْدرِ ِ‬
‫الكرام ِ َ‬ ‫العزا ِئ ُم‬ ‫َعلى ق َْدرِ ا ْأه ِل َ‬
‫الع ْزم تاأتي َ‬
‫‪َ :ƒëf ,ø«©e‬‬
‫"مرك ُز درا�سات المراأة في‬ ‫‪q øeõH •ÉÑJQG ô«Z øe äƒÑãq dG ó«Øàa ᫪°S’G‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪á∏ªédG ÉeCq G‬‬
‫إقليمي"‪.‬‬
‫المحلي‪ ،‬وال ّ‬
‫ّ‬ ‫�س في �سوؤون المراأة وق�ساياها على الم�ستويين‪:‬‬
‫متخ�س ٌ‬
‫ِّ‬ ‫أردنية‬
‫الجامعة ال ّ‬
‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫ال�سدق‪.‬‬
‫دق اأو َع َدم ّ‬
‫ال�س َ‬ ‫الخبر‪ :‬ما َي ِ‬
‫حتمل م�سمو ُنه ِّ‬ ‫•‬
‫جدد وال�ستمرار‪.‬‬
‫معين‪ ،‬وقد تفيد ال ّت ُّّ‬
‫جدد والحدوث في زمن ّ‬
‫الفعلية‪ :‬تفيد ال ّت ُّّ‬
‫ّ‬ ‫• الجملة‬
‫ال�سمية‪ :‬تفيد ال ّثبوت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• الجملة‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫التجدد من الجملة التي اأفادت ال ّثبوت في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫ُّّ‬ ‫ميز الجملة التي اأفادت‬
‫ِّ‬
‫كل ٍ‬
‫فرد‪.‬‬ ‫ؤولي ُة ِّ‬
‫الحفاظ على البيئة م�سو ّ‬‫‪ِ -1‬‬

‫‪13‬‬
‫الدولية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المحافل‬
‫متمي ًزا في َ‬
‫ح�ضورا ّ‬
‫ً‬ ‫أردنية على مدى الأعوام القليلة الما�ضية‬
‫‪ - 2‬ح ّققت المر�أ ُة ال ّ‬
‫بح ْ�سن �أخالقه‪.‬‬
‫‪ - 3‬مكان ُة المرء ُ‬
‫‪ - 4‬يتح ّق ُق ال ّنجاح بالعزيمة والإِ�صرار‪.‬‬
‫ار من ِّ‬
‫كل عام‪.‬‬ ‫والع�شرين من � ّأي َ‬
‫َ‬ ‫أردنيون بعيد اال�ستقالل في الخام�س‬ ‫ُ‬
‫يحتفل ال ّ‬ ‫‪ - 5‬‬

‫أ�ضر ُب الخبر‬
‫‪ُ � - 3‬‬
‫َ‬
‫المخاطب‪ ،‬ف�إذا �أرا َد �أن‬ ‫�سبق القول‪� :‬إ ّنه ال ُب َّد للمتكلم من مراعاة الحال ا ّلتي يكون عليها‬
‫َ‬
‫المخاطب؛ ليتح ّق َق له ما يهدف �إليه من َخبرِ ه‬ ‫ينا�سب حال‬
‫ُ‬ ‫خبرا َت َو ّخى في خبره ما‬ ‫لقي ً‬‫ُي َ‬
‫أتم وجه‪ ،‬وهذا يعني �ضرورة تحديد �أمرين‪:‬‬
‫على � ِّ‬
‫َ‬
‫المخاطب‪.‬‬ ‫ال ّأول‪ :‬الحال التي يكون عليها‬
‫الثاني‪ :‬الجملة التي ُيلقى بها الخبر بما ُينا�سب تلك الحال‪.‬‬
‫ثم‪ ،‬لي�س لديه ما يدعوه‬
‫�سبق بما �سنخبره � ّإياه‪ ،‬ومن ّ‬
‫علم ُم َّ‬
‫ف�إذا علمنا � ّأن َمن ُنخاطبه لي�س لديه ٌ‬
‫ال�شك في الخبر‪� ،‬أو �إذا علمنا � ّأن م�ضمون الخبر مما ي ّتفق عليه ال ّنا�س لمواءمته الواقع‬
‫�إلى ّ‬
‫ال�شك‬
‫أي�ضا ما يدعو �إلى ّ‬ ‫َ‬
‫المخاطب � ً‬ ‫ثم‪ ،‬لي�س لدى‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومن ّ‬
‫ّ‬ ‫ومنطق العقل والأعراف‬
‫رنام ًجا في التلفاز‪:‬‬ ‫فيه‪ ،‬ف�إ ّننا ُن ْلقي له الخبر من غير حاجة �إلى توكيده‪ ،‬كقول مذيع ِّ‬
‫يقدم َب َ‬
‫دخين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َح ْلق ُة ِ‬
‫اليوم عن �أ�ضرارِ ال ّت‬
‫�أو كقول ُم ٍ‬
‫غترب عاد بعد غياب عدة �سنوات‪:‬‬
‫أخيرة على نحوٍ وا�ضح‪.‬‬ ‫أردني ِة في ّ‬
‫المد ِة ال ِ‬ ‫ِ‬
‫الجامعات ال ّ‬ ‫زا َد عد ُد‬
‫�سبق بم�ضمون الخبر‪ ،‬والجملة الثانية تتوافق‬
‫علم ُم َّ‬ ‫َ‬
‫فالمخاطب في الجملة الأولى لي�س لديه ٌ‬
‫مع الواقع ومنطق العقل‪ ،‬فال خالف عليها وال ّ‬
‫�شك في م�ضمونها؛ لذلك جاء الخبران من‬
‫ابتدائيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫خبرا‬
‫ال�ض ْرب ً‬
‫وي�سمى هذا َّ‬
‫ّ‬ ‫غير �أدوات توكيد‪،‬‬
‫المخاطب قد يتر ّدد في ت�صديق الخبر �أو ّ‬
‫ي�شك فيه ل�سبب ما‪ ،‬ف� ّإن المقام‬ ‫َ‬ ‫لكن �إذا علمنا � ّأن‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫طبيب‬ ‫لقي عليه الخبر م�ؤكَّ ًدا بم� ِّؤكد واحد‪ ،‬انظر في قول‬ ‫ِّ‬
‫يقت�ضي �إزالة تر ّدده و�شكه ب�أن ُن َ‬
‫راجعين الذي ي�شعر �أنه مري�ض‪:‬‬ ‫الم ِ‬
‫لأحد ُ‬
‫الج�سم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫�صحيح‬
‫ُ‬ ‫�إ ّن َك‬

‫‪14‬‬
‫فالطبيب ُي ْخبر المراجع بخالف ما ي�سعر به مزي ً‬
‫ال عنه ا ّأي تر ُّّدد قد يعتريه في ت�سديق الخبر‪،‬‬
‫طلبيا‪.‬‬
‫ال�سرب من الخبر ًّ‬‫وي�سمى هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫فاأكَّ َده بمو ِّؤكد واحد هو الحرف "ا ّإن"‪،‬‬
‫دهي‬ ‫واإذا علمنا ا َّأن من ُنخاطبه قد ُي ِ‬
‫الب ّ‬‫�سدق م�سمونه ل ّأي �سبب‪ ،‬فمن َ‬ ‫تماما ول ُي ّ‬
‫نكر الخبر ً‬
‫الت�سكيليين لمجموعة من ُمعارِ �سي‬
‫ّ‬ ‫اأن نو ِّؤكد الخبر بمو ِّؤكدين اأو اأكثر‪ ،‬تا ّأمل قول اأحد الف ّن َ‬
‫انين‬
‫�سكيلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفن ال ّت‬
‫ّ‬
‫إبداع وابتكارٍ ‪.‬‬
‫�سكيلي و�سيل ُة ا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫�سم ال ّت‬
‫الر ِ‬
‫فن ّ‬
‫األ ا َّإن َّ‬
‫وت�سم َن ذلك مو ِّؤكدين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫َّ‬ ‫�سكيلي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الفن ال ّت‬
‫أهم ميزات ّ‬‫فالخبر يتحدث عن واحدة من ا ّ‬
‫المعار�سين ا ّلذين ِّ‬
‫ي�سككون‬ ‫حرف التنبيه "األ"‪ ،‬والحرف "ا ّإن"؛ لإزالة الإنكار من نفو�س ُ‬
‫إنكاريا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫خبرا ا‬
‫ال�سرب من الخبر ً‬
‫�سمى هذا ّ‬
‫وي ّ‬‫�سكيلي‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الفن ال ّت‬
‫في قيمة ّ‬
‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫• اأَ ْ�ش ُرب الخبر ثالث ٌة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ويلقى على خالي ّ‬
‫الذهن‪.‬‬ ‫خاليا من اأدوات ال ّتوكيد‪ُ ،‬‬
‫أتي الخبر ً‬
‫البتدائي‪ :‬ا ْأن يا َ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ِّ‬
‫ال�ساك‪.‬‬ ‫أتي الخبر موؤكَّ ًدا باأداة توكيد واحدة‪ُ ،‬‬
‫ويلقى على المتر ِّدد اأو‬ ‫الطلبي‪ :‬ا ْأن يا َ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الم ِ‬
‫نكر‪.‬‬ ‫أتي الخبر موؤكَّ ًدا باأدا َتي توكيد اأو اأكثر‪ُ ،‬‬
‫ويلقى على ُ‬ ‫إنكاري‪ :‬ا ْأن يا َ‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫‪‬‬

‫فـائـدة‬
‫المو ِّؤكدات كثيرة من اأ�سهرها‪:‬‬
‫والق�سم‪ ،‬وقد ا ّلتي‬
‫َ‬ ‫المزح َلقة‪ ،‬ونونا ال ّتوكيد‪ :‬ال ّثقيلة‪ ،‬والخفيفة‪،‬‬
‫ا َّإن‪ ،‬وا َّأن‪ ،‬ولم البتداء‪ ،‬والالم ُ‬
‫تفيد ال ّتحقيق‪ ،‬واأحرف ال ّتنبيه‪ ،‬مثل‪ :‬اأَل‪ ،‬وا َأما‪ ،‬والأحرف ا ّلتي تكون زائدة‪ ،‬مثل‪ :‬ما في قول‬
‫حبب َته "‪ ،‬وباء الجر الزائدة في خبر "لي�س" في قـوله تعالى‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫عملك اأ ْ‬ ‫أتقنت‬
‫اأحـدهم‪ " :‬اإذا ما ا َ‬
‫(�سورة الأنفال‪ ،‬الآية ‪)51‬‬ ‫{‬ ‫}‬

‫‪15‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫حدد �سرب الخبر في ّ‬
‫كل ّ‬ ‫‪ِّ - 1‬‬
‫(�سورة اآل عمران‪ ،‬الآية ‪)62‬‬ ‫{‬ ‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫ف�سل �سورة الإخال�س‪ " :‬وا َّلذي َن ْف�سي ِب َي ِد ِه‪ ،‬اإ َّنها َل َت ْع ِد ُل‬
‫ب ‪ -‬قال �س ّلى اهلل عليه و�س َّلم في ْ‬
‫ُث ُل َث القرا ِآن"‪.‬‬
‫الرحمن �سكري‪:‬‬ ‫جـ ‪ -‬قال عبد ّ‬
‫جدان‬
‫ُ‬ ‫عر وِ‬
‫ال�س َ‬
‫ِ�س ا َّإن ِّ‬ ‫طائر ِ‬
‫الف ْر َد ْو‬ ‫األ يا َ‬
‫حري ٍة واإبداع‪.‬‬
‫وطن ّ‬
‫أردن ُ‬
‫د ‪ -‬ال ُّ‬
‫هـ ‪ -‬قال حيدر محمود‪:‬‬
‫والب َد ُن‬
‫وح َ‬ ‫أنت خـا ِف ُقنــا ّ‬
‫والر ُ‬ ‫فا َ‬ ‫الو َط ُن‬ ‫َ‬
‫هواك اج َت َم ْعنــا ا ُّأيها َ‬ ‫على‬
‫و ‪ -‬قالت مي�سون بنت َب ْح َدل(‪:)1‬‬
‫إلي ِمن َق�سرٍ ُم ِ‬
‫نيف‬ ‫اأَ َح ُّ‬
‫ـب ا َّ‬
‫واح ِ‬
‫فيـه‬ ‫فـق الأَ ْر ُ‬ ‫َل َب ٌ‬
‫ــيـت َت ْخ ُ‬
‫(‪)2‬‬

‫إنكاريا‪ُ ،‬مجرِ يًا ما َي َلزم من تغيير‪:‬‬


‫ًّ‬ ‫ومرة ا‬
‫طلبيا ّ‬
‫مرة ًّ‬
‫البتدائي في الجملة الآتية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬اجعل الخبر‬
‫المتحان ٌ‬
‫�سهل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪A»éeh É«Ñ∏W‬‬
‫‪v ¬àëJ •ƒ£îªdG ∫hCq ’G ôÑîdG A»ée ÖÑ°S ø«Hh‬‬
‫‪u ,á«JB’G áªjôµdG äÉjB’G CGôbG - 3‬‬
‫إنكاريا‪:‬‬
‫ًّ‬ ‫الثاني ا‬
‫قال تعالى‪}:‬‬

‫{ (�سورة ي�س‪ ،‬الآيات ‪)16-13‬‬

‫ب�س ْر ٍب منا�سب له من اأَ ْ�سرب الخبر‪:‬‬


‫عبر عن م�سمون الخبر الآتي َ‬ ‫‪ِّ - 4‬‬
‫عمل ‪.‬‬
‫ُر�سة ٍ‬‫�س من ح�سو ِله على ف َ‬ ‫�ساب َي ِئ َ‬
‫ابع ِث ال َأم َل في نف�س ٍّ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬زوجة معاوية بن اأبي �سفيان‪.‬‬


‫الريح‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الأَ ْرواح‪ :‬جمع َر ْوح‪ ،‬وهي ُ‬
‫ن�سيم ّ‬

‫‪16‬‬
‫عما‬
‫االبتهاج بالحياة" ‪ ،‬ثم �أجب ّ‬
‫ُ‬ ‫آتي للكاتب �أحمد �أمين من مقالة له بعنوان "‬
‫�ص ال َ‬
‫‪ - 5‬اقر�أ ال ّن ّ‬
‫يليه‪:‬‬
‫ف كيف َي ِ‬
‫�ستمت ُع‬ ‫مهذب َيعرِ ُ‬
‫�سليم َّ‬ ‫كون للإن�سان ذ َْوقٌ‬‫أهم �سبب في االبتهاج بالحياة �أن َي َ‬
‫ٌ‬ ‫" � َّإن � َّ‬ ‫ ‬
‫رور على �أنف�سهم‪.‬‬
‫ال�س َ‬ ‫وي ِ‬
‫دخ ُل ّ‬ ‫�ص عليهم‪ ،‬بل ُ‬ ‫�شعور ال ّنا�س وال ُين ِّغ ُ‬
‫َ‬ ‫حترم‬
‫بالحياة‪ ،‬وكيف َي ُ‬
‫ال�سرور على َن ْف�س �صاحب ِِه و َن ْف�س َمن‬ ‫ِ‬
‫القلوب‪ ،‬و�إدخال ُّ‬ ‫قادر على ا�ستجالب‬
‫ال�سليم ٌ‬
‫وق ّ‬ ‫ّ‬
‫فالذ ُ‬
‫َحو َل ُه‪.‬‬
‫إح�سا�س غيره ب� ّأي ٍ‬
‫لفظ‬ ‫ِ‬ ‫كل ٍ‬
‫فرد فيها يتج ّن ُب َج ْر َح �‬ ‫ال�سليم‪ ،‬نرى َّ‬
‫وق ّ‬ ‫�صو ْر �أ�سر ًة �ساد فيها ّ‬
‫الذ ُ‬ ‫َت َّ‬ ‫ ‬
‫والعمل ّ‬
‫الظريف‬ ‫َ‬ ‫تخي ُر الكلم َة اللطيفة‬
‫حد �أ ّنه َي ّ‬
‫رفعه �إلى ِّ‬
‫وق‪ ،‬بل � ّإن ذو َقه َي ُ‬ ‫أباه ّ‬
‫الذ ُ‬ ‫�أو � ّأي عمل َي� ُ‬
‫دخل ال�سرور على �أفراد �أ�سرته‪.‬‬ ‫الّذي ُي ِ‬
‫وح ْ�س َن‬
‫ظام ُ‬ ‫ليم في البيت َل َي�أْبى ال ِّن َ‬
‫زاع‪ ،‬وي�أبى ِح ّدة الغ�ضب‪ ،‬ويتط ّل ُب ال ّن َ‬ ‫ال�س َ‬
‫الذوق ّ‬
‫َ‬ ‫ � ّإن‬
‫كل �شيء في البيت‪ ،‬فل�سنا‬ ‫ِ‬
‫وجمال ّ‬ ‫وج ِ‬
‫مال ال ّنظافة‬ ‫الزهور َ‬ ‫واال�ستمتاع بجمال ُّ‬
‫َ‬ ‫ال ّترتيب‪،‬‬
‫العقل"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال�سعادة من ُر ِق ّي‬
‫أثرا في ّ‬
‫أكثر � ً‬ ‫ُمبا ِلغين �إذا قلنا‪ّ � :‬إن ُر ِق َّي ّ‬
‫الذوق � ُ‬
‫إنكاري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لبي‪ ،‬وال‬ ‫االبتدائي ‪ّ ،‬‬
‫والط ّ‬ ‫ّ‬ ‫مثال على ٍّ‬
‫كل من الخبر‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬ا�ستخرج من ال ّن�ص اً‬
‫جدد �أم الثبوت؟ ِّ‬
‫و�ضح‬ ‫ِ‬
‫القلوب" ال ّت ُّ‬ ‫قادر على ا�ستجالب‬
‫ال�سليم ٌ‬
‫وق ّ‬ ‫ب ‪� -‬أَ ُتفيد جملة‪ّ " :‬‬
‫الذ ُ‬
‫�إجابتك‪.‬‬
‫واال�سمية التي ّ‬
‫تدل‬ ‫ّ‬ ‫الفعلية‬
‫ّ‬ ‫الخبرية‬
‫ّ‬ ‫�ص عد ًدا من الجمل‬
‫جـ ‪ -‬ي�ستعمل �أحمد �أمين في هذا ال ّن ّ‬
‫إن�شائك ُجملاً على غرارها ِّ‬
‫تبين‬ ‫َ‬ ‫ال�سليم لدى الإن�سان‪ ،‬اكتب من �‬
‫الذوق ّ‬‫أهمية ّ‬
‫على � ّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫�أهمي َة قيمة االعتذار عن الخط�أ‪ ،‬و� َأثرها في تقوية الروابط‬

‫‪17‬‬
‫الإن�شاء‬ ‫‪Éãk dÉK‬‬

‫‪ - 1‬مفهوم الإن�شاء‬
‫متعدد ٍة‬
‫أ�ساليب ّ‬‫َ‬ ‫دق اأو َع َد َمه‪ .‬ويكون با‬
‫ال�س َ‬
‫حتمل م�سمو ُنه ّ‬ ‫إن�ساء هو الكالم الذي ل َي ِ‬ ‫ال ُ‬
‫والق�سم‪.‬‬
‫َ‬ ‫اأ�سهرها‪ :‬الأمر‪ ،‬وال ّنهي‪ ،‬وال�ستفهام‪ ،‬وال ّنداء‪ ،‬وال ّتمني‪ ،‬وال ّتعجب‪،‬‬
‫تا ّأمل الجمل الآتية‪:‬‬
‫"الع َتبات" ُلمفلح العدوان؟‬ ‫‪ -‬هل قرا َأت رواية َ‬
‫‪ -‬تع َّل ْم ُح ْ�س َن ال�ستماع كما تتع َّل ُم ُح ْ�س َن الحديث‪.‬‬
‫أجمل ُ�س َو َر ال ّتكافل في وطني!‬ ‫‪ -‬ما ا َ‬
‫نظافة بيئتي‪.‬‬‫ِ‬ ‫لُحا ِف َظ َّن على‬ ‫‪ -‬وا ِ‬
‫هلل‪ َ ،‬أ‬
‫ِخبارا‪،‬‬
‫تت�سمن اإ ً‬ ‫ّ‬ ‫بال�سدق اأو َع َدمه؛ اإذ ل‬
‫ال�سابقة ّ‬‫ف م�سامين الجمل ّ‬ ‫فال ن�ستطيع هنا اأن َن ِ�س َ‬
‫الرواية‪ ،‬وفي ال ّثانية َيطلب القائل تع ُّّل َم ُح�سن‬
‫ال�سائل عن قراءة ّ‬ ‫ففي الجملة الأولى ي�ستعلم ّ‬
‫ق�سم على‬ ‫يتعجب من جمال ُ�س َور التكافل في وطنه‪ ،‬وفي الأخيرة ُي ِ‬ ‫ال�ستماع‪ ،‬وفي ال ّثالثة ّ‬
‫المحافظة على نظافة بيئته‪.‬‬
‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫ال�سدق اأو َع َدمه‪.‬‬ ‫الكالم الذي ل َي ِ‬
‫حتمل م�سمونه ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الإن�ساء‪:‬‬ ‫•‬
‫والق�سم‪.‬‬
‫َ‬ ‫• من اأ�ساليب الإن�ساء‪ :‬الأمر‪ ،‬وال ّنهي‪ ،‬وال�ستفهام‪ ،‬وال ّنداء‪ ،‬وال ّتمني‪ ،‬وال ّتعجب‪،‬‬
‫‪ِ - 2‬ق ْ�شما الإن�شاء‬
‫طلبي‪.‬‬
‫وغير ّ‬
‫طلبيا‪َ ،‬‬
‫ق�سم الإن�ساء ق�سمين‪ًّ :‬‬
‫ُي َ‬
‫مطلوبا غير حا�سل وقت ّ‬
‫الطلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الطلبي‪ :‬هو الذي ي�ستدعي‬
‫ّ‬ ‫اأ ‪ -‬الإن�شاء‬
‫المدرب لالعبي الفريق‪ " :‬التزِ موا ُخط َة ال ّل ِعب التي و�سع ُتها لكم " كان قد طلب‬
‫ِّ‬ ‫فاإذا قال‬
‫ثمن‬
‫اللتزام؛ ما يعني اأ ّنهم لم يكونوا ملتزِ مين حين طلب ذلك‪ .‬واإذا �ساألنا بائع كتب " كم ُ‬
‫ال�سعر الذي لم نكن نعرفه حين األقينا ال�سوؤال‪ .‬وهكذا‬ ‫هذا الكتاب؟" ك ّنا قد طلبنا معرفة ِّ‬
‫الطلب‪.‬‬‫لبي كلها‪ ،‬اإذ نطلب فيها �سي ًئا غير حا�سل وقت ّ‬ ‫في اأنواع الإن�ساء ّ‬
‫الط ّ‬

‫‪18‬‬
‫ولالإن�ساء الطلبي عدة اأ�ساليب‪ ،‬منها‪ :‬الأمر‪ ،‬وال ّنهي‪ ،‬وال�ستفهام‪ ،‬وال ّنداء‪ ،‬وال ّتمني‪.‬‬
‫و�سندر�س لح ًقا اثنين منها فقط‪ ،‬هما‪ :‬الأمر‪ ،‬وال�ستفهام‪.‬‬
‫مطلوبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّلبي ‪ :‬وهو ما ل ي�ستدعي‬
‫ب ‪ -‬الإن�شاء غير الط ّ‬
‫الق�سم‪ ،‬وال ّتعجب‪.‬‬
‫ومن اأ�ساليبه‪َ :‬‬
‫وطيب ُربوعها‪:‬‬‫ذاكرا َجمال دياره ِ‬
‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫يري‬
‫ال�س َّمة ال ُق َ�س ّ‬
‫ومن ذلك ما في قول ِّ‬
‫والم َتر َّبعا!‬ ‫َ‬
‫�سطاف ُ‬ ‫الم‬ ‫وما اأَ َ‬
‫ح�سن ُ‬ ‫الربى!‬
‫طيب ُّّ‬‫ر�س ما اأَ َ‬‫تلك الأَ َ‬
‫ِب َن ْف ِ�س َي َ‬
‫(‪)2‬‬

‫ثم‪،‬‬
‫وح ْ�سن ُربوعها‪ ،‬وهذا لي�س فيه طلب‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ال�ساعر من ِطيب الديار ُ‬ ‫يتعجب ّ‬
‫اإذ ّ‬
‫لبي ك ُّّلها‪.‬‬ ‫طلبي‪ .‬وهكذا هي اأ�ساليب الإن�ساء غير ّ‬
‫الط ّ‬ ‫إن�ساء غير ّ‬ ‫كان هذا الأ�سلوب ا ً‬
‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫مطلوبا غير حا�سل وقت ّ‬
‫الطلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لبي‪ :‬هو الذي ي�ستدعي‬ ‫• الإن�ساء ّ‬
‫الط ّ‬
‫وله عدة اأ�ساليب‪ ،‬منها‪ :‬الأمر‪ ،‬وال ّنهي‪ ،‬وال�ستفهام‪ ،‬وال ّنداء‪ ،‬وال ّتمني‪.‬‬
‫مطلوبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫لبي‪ :‬هو ما ل ي�ستدعي‬ ‫• الإن�ساء غير ّ‬
‫الط ّ‬
‫عجب‪.‬‬
‫الق�سم‪ ،‬وال ّت ّ‬
‫عدة اأ�ساليب‪ ،‬منها‪َ :‬‬
‫وله ّ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي اإلى خبر اأو اإن�ساء‪:‬‬ ‫كل ّ‬ ‫‪� - 1‬س ِّنف ما تحته خط في ٍّ‬
‫ا�س اأَ ْح َ�س ّنا وا ْإن َظ َلموا‬ ‫قولون‪ِ :‬اإ ْن ا َ‬
‫أح�س َن ال ّن ُ‬ ‫َ‬ ‫اأ ‪ -‬قال �س ّلى اهلل عليه و�س َّلم‪ ":‬ل َتكونوا ِاإ َّم َع ًة َت‬
‫وطنوا اأَن ُف َ�سكم" ‪.‬‬ ‫لمنا‪ِ ،‬‬
‫ولك ْن ِّ‬ ‫َظ ْ‬
‫زار وطنه لبنان بعد غرب ٍة طويلة‪:‬‬ ‫إيليا اأبو ما�سي حين َ‬ ‫ب ‪ -‬قال ا ّ‬
‫َح ِّد ْق اأَ َتذْ ُك ُر َم ْن اأَنا؟‬ ‫جوم اأنا ُهنا‬
‫وطن ال ُّّن ِ‬
‫َ‬
‫لك من ا ْأن َت ُ�س َّقها ِ‬
‫ب�سيف َك‪.‬‬ ‫خير َ‬ ‫َ‬
‫بابت�سامتك ٌ‬ ‫جـ ‪�ُ -‬س َّق طري َق َك‬
‫د ‪ -‬قال حيدر محمود‪:‬‬
‫ال�س ْخ ُر‬ ‫رِ ُ‬
‫مال ال َفيافي وا ْن َحنى َل ُه ُم َّ‬ ‫ذين ا ْن َح َن ْت َل ُه ْم‬
‫أبناء ا ّل َ‬
‫نحن ا ُ‬
‫َن َع ْم‪ُ ،‬‬
‫أموي‪.‬‬
‫(‪� )1‬ساعر ا ّ‬
‫زمن الربيع‪.‬‬
‫تربعا‪ :‬مكان الإقامة َ‬
‫الم َّ‬
‫ال�سيف‪ُ .‬‬
‫الم ْ�سطاف‪ :‬مكان الإقامة في َّ‬
‫(‪ُ )2‬‬

‫‪19‬‬
‫أردن‪:‬‬
‫الزيودي في ُح ّب ال ّ‬
‫ّ‬ ‫هـ ‪ -‬قال حبيب‬
‫َو ُك ْن �أَما ًنا َو ُح ًّبا في َلياليهــا‬ ‫ال�ش ْع ُر ُك ْن َن ْخلاً ُيظ ِّل ُلهــا‬
‫يا � ُّّأيها ِّ‬ ‫ ‬
‫و ‪ -‬قال عبد الرحيم محمود في ق�صيدة َم ْوت البطل‪:‬‬
‫ومن َع ْز ٍم َ�ش ِ‬
‫ديد‬ ‫ُخ ُلقٍ ٍ‬
‫زاك ِ‬ ‫فيك ِم ْن‬
‫ال�ش ْع ُر في ما َ‬ ‫ال ُي ُ‬
‫حيط ِّ‬ ‫ ‬
‫محد ًدا �أ�سلوب الإن�شاء‪:‬‬
‫مما ي�أتي‪ِّ ،‬‬ ‫كل ّ‬ ‫الطلبي في ما تحته ّ‬
‫خط في ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطلبي من غير‬
‫ّ‬ ‫ميز الإن�شاء‬
‫‪ِّ - 2‬‬
‫أ� ‪ -‬قال تعالى‪}:‬‬
‫{‬ ‫ ‬
‫(�سورة لقمان‪ ،‬الآيتان ‪)18-17‬‬
‫الح ّمى‪ :‬‬ ‫ف ُ‬ ‫المتنبي َي ِ�ص ُ‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬قال‬
‫حام؟‬
‫الز ِ‬ ‫فكيف و�ص ْل ِت �أَ ِ‬
‫نت ِم َن ّ‬ ‫َ‬ ‫نت‬ ‫ �أَ ِب ْن َت َّ‬
‫الد ْهرِ ِعندي ُك ُّّل ِب ٍ‬
‫ال�شاعر‪:‬‬‫جـ ‪ -‬قال ّ‬
‫ال�صبِرا‬ ‫لن َتب ُل َغ َ‬
‫الم ْج َد ح ّتى َت َلع َق َّ‬ ‫الم ْج َد َت ْم ًرا �أَ َ‬
‫نت � ِآك ُل ُه‬ ‫ب َ‬ ‫ال َت ْح َ�س ِ‬ ‫ ‬
‫أبد َع �إن�شا َد َك ِّ‬
‫ال�ش ْع َر!‬ ‫د ‪ -‬ما � َ‬
‫اللبنانية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫خاطبا مدينة َز ْحلة‬
‫ً‬ ‫هـ ‪ -‬قال �أحمد �شوقي ُم‬
‫ـراك ‬ ‫ما ُي ْ�شبِـ ُه الأَ َ‬
‫حالم مـ ِـ ْن ِذكْ ِ‬ ‫يا جار َة الوادي َطرِ ْب ُت وعا َدني‬ ‫ ‬
‫و ‪ -‬قال م�صطفى وهبي ال ّتل‪:‬‬
‫هلل �أَ ْ�شكو َق َلب ِك ال ُقلبا‬
‫َّ (‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫أَ� َ‬
‫هكذا ح ّتى وال َم ْر َحبا؟‬ ‫ ‬
‫مثال على كل من‪:‬‬ ‫‪ - 3‬هات من �إن�شائك اً‬
‫الطلبي (اال�ستفهام)‬
‫ّ‬ ‫�أ ‪ -‬الإن�شاء‬
‫(التعجب)‬
‫ّ‬ ‫الطلبي‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬الإن�شاء غير‬
‫(الق�سم)‬
‫َ‬ ‫الطلبي‬
‫ّ‬ ‫جـ ‪ -‬الإن�شاء غير‬
‫الطلبي (الأمر)‬
‫ّ‬ ‫د ‪ -‬الإن�شاء‬

‫(‪ )1‬ال ُق ّلبا‪ :‬الكثير التق ُّلب‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ّلبي‬
‫الإن�شاء الط ّ‬
‫الأمر‬
‫أمر هو طلب ح�سول الفعل على وجه الإلزام وال�ستعالء‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫{‬ ‫ولتو�سيـح ذلـك انظـر قـولـه تعـالى‪} :‬‬
‫(�سورة الن�ساء‪ ،‬الآية ‪)1‬‬
‫جميعا بتقواه‪ ،‬فالأمر على وجه ال ّتكليف والإلزام؛ ل ّأن‬
‫ً‬ ‫أمرا من اهلل تعالى للنا�س‬
‫يت�سمن ا ً‬
‫ّ‬ ‫تجده‬
‫وجل ‪-‬‬‫عز ّ‬ ‫ال ّنا�س مك ّلفون تقوى اهلل‪ ،‬وهو على وجه ال�ستعالء؛ ل ّأن ّ‬
‫الطلب من الأعلى وهو اهلل ‪ّ -‬‬
‫حقيقي‪ .‬ومن ُ�س َور الأمر الحقيقي كذلك ما قد َيكون من المدير‬
‫ّ‬ ‫اإلى الأدنى وهم ال ّنا�س‪ ،‬وهذا اأمر‬
‫ال�سياقات‪ ،‬كما في‪:‬‬
‫موظفيه‪ ،‬اأو من الأب اإلى اأبنائه‪ ،‬وغير ذلك من ّ‬ ‫اإلى ّ‬
‫‪ -‬قالت اأُ ٌّم لب ِنها‪ :‬ر ِّت ْب ا َ‬
‫أغرا�س َك‪َ ،‬‬
‫و�س ْعها في مكانها‪.‬‬
‫الفردي َة بين ّ‬
‫الطلبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫روق‬ ‫‪ -‬قال المدير للمع ِّلمين‪ُ :‬‬
‫راعوا ال ُف َ‬
‫حقيقي؛ لأ ّنه على وجه الإلزام وال�ستعالء‪ .‬واإذا لم يكن في‬
‫ّ‬ ‫فالأمر في الجملتين ال�سابقتين اأمر‬
‫بالغيا‪ ،‬ا ْأي ا ّإن الأمر يخرج عن معناه الحقيقي اإلى ٍ‬
‫معان اأخرى‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫أمرا‬
‫إلزام وا�ستعالء كان ا ً‬
‫الأمر ا ٌ‬
‫ّ‬
‫فـائـدة‬
‫�سيغ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫عدة ٍ‬ ‫لالأمر ّ‬
‫‪ - 1‬فعل الأمر‪ ،‬نحو قول الر�سول‪� ،‬سلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬
‫حا�سدوا‪ ،‬وكونوا عبا َد اهلل اإِخوانا" ‪.‬‬ ‫" ل َتباغَ �سوا ول َت َ‬
‫المخيم‬
‫ّ‬ ‫للم�سارِ كين في‬
‫الك�سافة ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬الم�سارع المقرون بـ "لم الأمر"‪ ،‬نحو قول قائد فريق‬
‫الك�سفي‪:‬‬
‫ّ‬
‫ا�س في الأخالق الحميدة ‪.‬‬ ‫ِل َن ُك ْن ً‬
‫مثال اأَعلى َيح َتذيه ال ّن ُ‬
‫خاطبا اأخاه ال�سغير‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ - 3‬ا�سم فعل الأمر‪ ،‬نحو قول اأحدهم ُم‬
‫ف حديق َة المنزل ‪.‬‬ ‫هيا ِّ‬
‫ننظ ْ‬ ‫ّ‬
‫الطلب‪ ،‬نحو قوله تعالى‪} :‬‬ ‫‪ - 4‬الم�سدر ال ّنائب عن فعل الأمر اأو ّ‬
‫(�سورة الإ�سراء‪ ،‬الآية ‪)23‬‬ ‫{‬

‫‪21‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫حقيقي ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أمر‬
‫كل موقف في ما ياأتي بجملة فيها ا ٌ‬ ‫عبر عن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أمر جنو َده بالقيام بواجباتهم تجاه الوطن‪.‬‬
‫‪ - 1‬قائد َيا ُ‬
‫أمر اأبناءها بما فيه خيرهم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ - 2‬اأ ّم َتا ُ‬
‫المعاني البالغيّة الّتي يخرج اإليها الأمر‪:‬‬
‫لكن الأمر قد‬
‫الحقيقي هو طلب ح�سول الفعل على وجه الإلزام وال�ستعالء‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫�سبق ا ّأن الأمر‬
‫َ‬
‫ال�سياق‪ ،‬واأ�سهر هذه المعاني‪:‬‬ ‫ّ‬
‫�ستدل عليها من ّ‬ ‫وي‬
‫بالغية ل اإلزام فيها ول ا�ستعالء‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يخرج اإلى ٍ‬
‫معان‬
‫‪ - 1‬ال ّدعاء‬
‫الرحمة‪ ،‬اأو‬ ‫وهو ّ‬
‫كل اأمرٍ من الأدنى اإلى الأعلى‪ ،‬ويكون على �سبيل ال�ستغاثة‪ ،‬اأو طلب ّ‬
‫أ�سب َه ذلك‪.‬‬
‫المغفرة‪ ،‬وما ا َ‬
‫قلوبنا على‬
‫ف َ‬ ‫لوب‪�َ ،‬س ِّر ْ‬ ‫ومن ذلك قول الر�سول‪� ،‬سلى اهلل عليه و�سلم‪ " :‬ال ّل َّ‬
‫هم‪ُ ،‬م َ�س ِّر َ‬
‫ف ال ُق ِ‬
‫طاع ِت َك"‪.‬‬
‫دعاء الر�سول ‪� -‬سلى اهلل‬
‫حقيقيا‪ ،‬واإنما المق�سود ُ‬
‫ًّ‬ ‫"�س ِّر ْ‬
‫ف" لي�س‬ ‫فمن الوا�سح هنا ا ّأن الأمر َ‬
‫جميعا اإلى طاعته‬
‫ً‬ ‫يثب َت َق ْل َبه وقلوب العباد‪ ،‬ويو ِّف َقها‬
‫عليه و�سلم ‪ -‬اهلل َ ‪� -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬باأن ِّ‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫بالغي هو ّ‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي اإلى مع ًنى‬
‫ّ‬ ‫�سبحانه وتعالى‪ .‬اإذًا خرج الأمر عن معناه‬
‫‪ - 2‬التّمنّي‬
‫وجه اإلى غير العاقل‪.‬‬ ‫وهو ّ‬
‫كل اأمرٍ ُي َّ‬
‫قال امروؤ القي�س في مع َّلقته‪:‬‬
‫منك باأَ ْم ِ‬
‫ثل‬ ‫ِ�سباح َ‬
‫ُ‬ ‫ِب ُ�س ْب ٍح وما الإ‬ ‫ويل اأَل ا ْن َج ِل‬
‫الط ُ‬ ‫اأَل ا ُّّأيها ال ّل ُ‬
‫يل ّ‬
‫ولما كان‬
‫"انج ِل"‪ّ ،‬‬
‫م�ستخدما �سيغة فعل الأمر َ‬
‫ً‬ ‫ويذهب‬
‫َ‬ ‫لينق�سي‬
‫َ‬ ‫ال�ساعر هنا َ‬
‫الليل‬ ‫ُ‬ ‫اإذ يخاطب‬
‫الليل غير عاقل‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬ا�ستحالة ا�ستجابته لأمر ال�ساعر وتلبية طلبه فقد خرج الأمر عن‬
‫بالغي هو ال ّتم ّني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي اإلى مع ًنى‬
‫ّ‬ ‫معناه‬

‫‪22‬‬
‫‪ - 3‬النّ�صح والإر�شاد‬
‫مت�ضم ٍن معنى ال ّن�صيحة والموعظة من غير �إلزام‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫هو ّ‬
‫كل �أمرٍ‬
‫جاني(‪:)1‬‬ ‫ُ‬
‫ال�شاعر الأ َّر ّ‬ ‫قال ّ‬
‫ِ‬
‫�شورات‬ ‫الم‬
‫أهل َ‬ ‫من � ِ‬
‫كنت ْ‬ ‫يوما و� ْإن َ‬
‫ً‬ ‫واك �إذا ناب ْت َك نا ِئب ٌة‬
‫�شاو ْر ِ�س َ‬
‫ِ‬
‫ألمت به م�صيبة‪ ،‬والن�صيحة ال‬
‫نا�صحا �إياه �أن ُي�شاور الآخرين �إذا � َّ‬
‫ً‬ ‫امع‬
‫ال�س َ‬‫ال�شاعر هنا ّ‬ ‫�إذ يخاطب ّ‬
‫الحقيقي �إلى مع ًنى‬
‫ّ‬ ‫تكون على وجه الإلزام‪ ،‬و�إ ّنما على �سبيل الإر�شاد‪ ،‬فخرج الأمر عن معناه‬
‫بالغي هو ال ّن�صح والإر�شاد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ - 4‬التّعجيز‬
‫إظهار َع ْجزِ ِه وعدم قدرته‪.‬‬
‫ق�صد به � ُ‬ ‫المخاطب على ِفعله‪ُ ،‬‬
‫وي َ‬ ‫َ‬ ‫هو ّ‬
‫كل �أمرٍ ال َيقوى‬
‫قال تعالى‪ } :‬‬
‫(�سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪)23‬‬ ‫{‬
‫غير قادرين‬
‫الحقيقي؛ ل ّأن اهلل يعلم � ّأن ك ّفار قري�ش ُ‬
‫ّ‬ ‫فلي�س المق�صود من الأمر "ف أْ� ُتوا" هنا معناه‬
‫إظهار عجزهم عن ذلك و�إثبات‬ ‫على الإتيان ب�سورة من ِم ْثل �سور القر�آن الكريم‪ ،‬فالمق�صود �إذًا � ُ‬
‫بالغي هو‬
‫ّ‬ ‫� ّأن القر�آن الكريم هو كالم اهلل تعالى ولي�س من قول الب�شر‪ ،‬فخرج الأمر �إلى مع ًنى‬
‫ال ّتعجيز‪.‬‬
‫‪ - 5‬االلتما�س‬
‫مت�ساوي ْي ِن ق َْد ًرا ومنزل ًة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المخاطب والقائل‬ ‫هو ّ‬
‫كل �أمرٍ يكون فيه‬
‫الحي وقد ر�أى ال ُّثلوج �أمام م�سكنيهما‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫جاره في‬
‫خاطبا َ‬
‫ً‬ ‫قد يقول �أحدهم ُم‬
‫الم َم ّر‪.‬‬ ‫�ساع ْدني في � ِ‬
‫إزالة هذه ال ُّثلوج من َ‬ ‫ِ‬
‫لند؛ ل ّأن الجار م�ساوٍ‬
‫ند ٍّ‬‫طلب برفق ولين ولي�س فيه ا�ستعالء‪ ،‬وهو �صادر من ٍّ‬ ‫فالأمر ِ‬
‫"�ساع ْدني" ٌ‬
‫بالغي هو االلتما�س‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لجاره في المرتبة‪ ،‬فخرج الأمر �إلى مع ًنى‬
‫ن�ستنتج �أ ّن‪:‬‬
‫ّ‬
‫�ستدل عليها من‬ ‫بالغية ُي‬
‫ّ‬ ‫• الأمر قد يخرج عن معناه الحقيقي الّذي فيه �إلزام وا�ستعالء �إلى ٍ‬
‫معان‬ ‫ّ‬
‫الدعاء‪ ،‬وال ّتمني‪ ،‬وال ّن�صح والإر�شاد‪ ،‬وال ّتعجيز‪ ،‬وااللتما�س‪.‬‬
‫ال�سياق‪ ،‬و�أ�شهر هذه المعاني‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫الهجري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال�ساد�س‬
‫(‪ )1‬من �شعراء القرن ّ‬
‫‪23‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫الحقيقي من الأمر ا ّلذي خرج اإلى مع ًنى بالغي في ّ‬
‫كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ميز الأمر‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة الأحزاب‪ ،‬الآية ‪)56‬‬ ‫{‬
‫عر ّي‪:‬‬
‫الم ّ‬
‫ب ‪ -‬قال اأبو العالء َ‬
‫وي ِّ�س ْر ُك َّل ما َ�س ُعبا‬ ‫فاط َر ْح ا َ‬
‫أذاك َ‬ ‫ْ‬ ‫�سر ِم ّما ا َ‬
‫أنت ُم ْ�س ِم ُر ُه‬ ‫الأَ َ‬
‫مر اأ ْي ُ‬
‫ُ‬
‫مخاطبا ديار المحبوبة‪:‬‬
‫ً‬ ‫�سي‬
‫الع ْب ّ‬
‫جـ ‪ -‬قال عنترة َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وا�س َلمي‬
‫دار َعبل َة ْ‬ ‫�سباحا َ‬
‫ً‬ ‫وعمي‬ ‫ِ‬ ‫بالجوا ِء َتك َّلمي‬
‫دار َعبل َة ِ‬ ‫يا َ‬
‫ال�سركة‪.‬‬
‫الحالي في ّ‬
‫ّ‬ ‫ال�سهرِ‬
‫تقريرا عن اإنجازات ّ‬
‫ً‬ ‫اكتب لي‬
‫موظفيه‪ْ :‬‬ ‫د ‪ -‬قال مدير لأحد َّ‬
‫وقتك‪ ،‬و ْل َت ِ‬
‫�ستف ْد من ّ‬
‫كل ثانية فيه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هـ ‪ -‬قال مع ّلم لأحد طلبته‪ِ :‬ل ُت َن ِّظ ْم‬
‫المخطط في تنفيذ الم�سروع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫و ‪ -‬قال �ساحب الم�سروع للمهند�س المن ِّفذ‪ :‬ال َتزِ ِم‬
‫هات لي اإن�سا ًنا ً‬
‫كامال‪.‬‬ ‫النا�س‪ِ :‬‬ ‫مخاطبا ا َآخر َيعيب َ‬ ‫ً‬ ‫ز ‪ -‬قال اأحدهم‬
‫الدين ِ‬
‫الح ّل ّي‪:‬‬ ‫ح ‪ -‬قال ِ‬
‫�سف ّي ِّ‬
‫�ساه ُي�سب ُِح تا ِئ ًبا ّ‬
‫مما َجنى‬ ‫فع ُ‬ ‫الز ِ‬
‫مان واإ ِْن َلوى‬ ‫َ�س ْب ًرا على َو ِ‬
‫عد َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫كل مما ياأتي‪:‬‬ ‫البالغي الذي خرج اإليه الأمر في ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ِّ - 2‬بين المعنى‬
‫ال�سالم‪} :‬‬
‫اأ ‪ -‬قال تعالى على ل�سان نـوح‪ ،‬عليه ّ‬
‫(�سورة نوح‪ ،‬الآية ‪)28‬‬ ‫{‬
‫ب ‪ -‬قال علي محمود طه في ذكرى َو ْعد بلفور الم�سوؤوم‪:‬‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫ويا ُ�س ْه ُب غُ وري في َدياجيرِ اآجال‬ ‫واخمدي‬ ‫�س ُك ِّفي َعن َمدارِ ِك ْ‬
‫فَيا َ�س ْم ُ‬
‫جـ ‪ -‬قال َط َرفة بن َ‬
‫الع ْبد‪:‬‬
‫و�س ِه‬
‫كيما ول ُت ِ‬ ‫َف َأا ِ‬
‫ر�سلْ َح ً‬ ‫اإذا ك ْن َت في حاج ٍة ُم ِ‬
‫ر�س ًال‬

‫(‪ِ )1‬‬
‫الجواء‪ :‬مو�سع َبع ْينه في المنزل‪.‬‬
‫إن�سان‪.‬‬
‫حب ال ُ‬ ‫(‪َ )2‬لوى‪ :‬جاء على غير ما ُي ّ‬
‫(‪َ )3‬دياجير‪ :‬جمع َد ْيجور‪ ،‬وهو ُّ‬
‫الظ ْلمة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ائي‪:‬‬
‫الط ّ‬ ‫د ‪ -‬قال حاتم ّ‬
‫ �أَرى ما َت َر ْي َن �أو َبخيلاً ُمخ َّلدا‬ ‫مات َه ْز اًل َلع َّلني‬
‫ �ريني َجوا ًدا َ‬ ‫أَ‬
‫هـ ‪ -‬قال م�صطفى وهبي ال ّت ّل‪:‬‬
‫ـراقـي َ‬
‫وذاك َ�ش�آمــي‬ ‫ٌّ‬ ‫هـذا ع ِـ‬ ‫ ‬ ‫لين َجهال ًة‬ ‫قال القا ِئ َ‬‫ف ََد ُعـوا َم َ‬ ‫ ‬
‫ـح الأَ ْح ِ‬ ‫حام ُكم ِبر ِ‬ ‫َ‬
‫الم‬ ‫واج ِ‬ ‫ �أ ْر َ‬ ‫ـداركـوا ِب�أَبـي و�أُ ّمـي �أَ ُ‬
‫نتم‬ ‫و َت َ‬ ‫ ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫و�ضح ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ِّ - 3‬‬
‫تي �إلى ال ّن�صح والإر�شاد‪:‬‬ ‫�أ ‪ -‬خروج الأمر "�أَ ِ‬
‫الب ْ�س ّ‬‫ال�شاعر �أبي ال َف ْتح ُ‬‫ح�س ْن" في قول ّ‬
‫أَ‬
‫ � ْح ِ�س ْن ِ�إلى ال ّن ِ‬
‫ِح�سان‬
‫ُ‬ ‫ِن�سان إ�‬
‫عب َد الإ َ‬ ‫فَطا َلما ا�س َت َ‬ ‫قلوب ُه ُم ‬
‫ا�س َت�س َتعب ِْد َ‬
‫رائي �إلى معنى ال ّتعجيز‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬خروج الأمر "ا ّت ِخذْ " في قول ُّّ‬
‫الط ْغ ّ‬
‫المر َء َ‬
‫بالك َ�س ِل‬ ‫المة َي ْثني َه َّـم �صاحب ِِه‬ ‫ال�س ِ‬
‫وي ْغري َ ْ‬‫المعالي ُ‬ ‫ع ِن َ‬ ‫ ‬ ‫ُح ُّّب َّ‬ ‫ ‬
‫الج ِّـو فاع َتزِ ِل‬ ‫الأ َ ِ‬
‫ر�ض �أو ُ�س َّل ًما فـي َ‬ ‫ف� ْإن َج َن ْح َت �إ َل ِيه فا ّت ِخذْ َن َف ًقا في‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫البارودي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أمر"خ ِّلياني" �إلى معنى االلتما�س في قول‬ ‫جـ ‪ -‬خروج ال َ‬
‫ال�ش ِ‬
‫باب‬ ‫ِلي َع ْه َد َّ‬ ‫َ َ‬ ‫يا َخلي َل َّي َخ ِّلياني وما بي‬
‫ �أو �أعيدا إ� َّ‬ ‫ ‬
‫فاعي‬
‫الر ّ‬‫د ‪ -‬خروج الأمر " َت َخ َّطري‪�َ ،‬ص ِّفقي‪ ،‬ا�س َت ْب ِ�شري" �إلى ال ّتم ّني في قول عبد المنعم ّ‬
‫مخاطبا مدينة َع ّمان‪:‬‬ ‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫الع َجبا‬ ‫نك ِ‬
‫الفت َن َة َ‬ ‫ال�ص ْب ِح ِم ِ‬
‫ُي ْ�ضفي على ُّ‬ ‫�ض ُم ْن َ�سـرِ ٌح ‬ ‫َت َخ َّطـري‪ ،‬ف َِ�ص ِ‬
‫بـاك ال َغ ُّ‬ ‫ ‬
‫ـب مـا َل ّـبى ومــا غَ َلبــا‬ ‫الح ِّ‬‫ـن ُ‬ ‫َ‬
‫فكـم ِم َ‬ ‫وا�ستب ِ�شري ف ََر ًحا ‬ ‫و�صـ ِّفقـي َم َـر ًحا‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ْ‬
‫هـ ‪ -‬خروج الأمر َ"ي ِّ�س ْر" في القول الآتي �إلى ّ‬
‫الدعاء‪:‬‬
‫رب َي ِّ�س ْر وال ُت َع ِّ�س ْر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬رواجح الأحالم‪ :‬العقول الراجحة‪.‬‬


‫(‪َ )2‬ت َخ َّطري‪َ :‬ت َب ْخ َتري‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اال�ستفهام‬
‫معلوما من َق ْب ُل‪.‬‬
‫ً‬ ‫العلم ب�شي ٍء لم يكن‬
‫طلب ِ‬
‫اال�ستفهام‪ :‬هو ُ‬
‫أحدهم‪:‬‬ ‫الوطنية مثلاً و�س� َ‬
‫ألت � َ‬ ‫ّ‬ ‫كنت ال تعرف موقع دائرة المكتبة‬
‫ف�إذا َ‬
‫الوطنية؟‬
‫ّ‬ ‫تقع دائرة المكتبة‬
‫�أين ُ‬
‫حقيقيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ا�ستفهاما‬
‫ً‬ ‫�سمى هذا اال�ستفهام‬
‫وي ّ‬ ‫تطلب ِ‬
‫العلم بما هو مجهول لديك‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ف�إ ّنك‬
‫المعاني البالغيّة الّتي يخرج �إليها اال�ستفهام‪:‬‬
‫ال�سائل طلب ِ‬
‫العلم بما َيجهله‪� ،‬إذ‬ ‫ق�صد ّ‬
‫الحقيقي له‪ ،‬فال َي ُ‬ ‫غير المعنى‬
‫قد ُيراد باال�ستفهام ُ‬
‫ّ‬
‫�ستد ّل عليها‬
‫بالغية ُي َ‬
‫ّ‬ ‫تكون المعرفة حا�صل ًة لديه غير مجهولة‪ ،‬فيخرج اال�ستفهام بذلك �إلى ٍ‬
‫معان‬
‫ِمن ّ‬
‫ال�سياق‪.‬‬
‫والمعاني البالغيّة التي يخرج �إليها اال�ستفهام كثير ٌة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬النّفي‬
‫نفي َم َح ّلها‪.‬‬
‫ويكون حين َتجيء �أداة اال�ستفهام لل ّنفي‪ْ � ،‬أي يمكن �إحالل �أداة ٍ‬
‫{ (�سـورة الرحمن‪ ،‬الآية ‪،)60‬‬ ‫ومن ُ�ص َـور ذلـك قوله تعالى‪} :‬‬
‫جزاء للإح�سان �إال‬
‫ٌ‬ ‫نفي �أن يكون َث ّمـة‬
‫حقيقيا‪ ،‬و�إنما تعني الآية الكريمة َ‬
‫ًّ‬ ‫فاال�ستفهام هنا لي�س‬
‫الإح�سان‪ ،‬فجاءت "هل" هنا بمعنى "ما"‪ ،‬فخرج اال�ستفهام بذلك �إلى معنى ال ّنفي‪.‬‬
‫‪ - 2‬التّقرير‬
‫ر�ض من الأغرا�ض‪.‬‬ ‫َ‬
‫المخاطب على الإقرار بم�ضمون اال�ستفهام ل َغ ٍ‬ ‫هو َح ْم ُل‬
‫الم ِلك بن مروان‪:‬‬
‫أموي عبد َ‬‫وذلك نحو قول َجرير في مدح الخليفة ال ّ‬
‫راح؟‬
‫طون ِ‬
‫مين ُب َ‬‫َو أَ� ْندى العا َل َ‬ ‫ ‬ ‫�أَ َل ْ�س ُت ْم َخ َير َم ْن َر ِك َب َ‬
‫المطايا‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬
‫والجود‪ ،‬عليه‪ ،‬لك ّنه �أورد البيت‬ ‫الف�ضل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فقد �أراد ال�شاعر مدح الخليفة ب�إطالق �صفتي‪:‬‬
‫ال�صفتين‪ ،‬وعليه‪ ،‬خرج‬
‫ب�أ�سلوب اال�ستفهام؛ َلي ْحمل الممدوح على الإقرار با ّت�صافه بهاتين ّ‬
‫ال�سياق هو ال ّتقرير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بالغي َّبي َنه‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي �إلى مع ًنى‬
‫ّ‬ ‫اال�ستفهام من معناه‬
‫خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّتقرير‪:‬‬
‫َ‬ ‫و�ضح فيه‬
‫والآن‪ ،‬ت� ّأمل الموقف الآتي‪ ،‬ثم ِّ‬
‫الكف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واب‪ .‬راح‪ :‬جمع راحة‪،‬وهي باطن‬
‫الد ّ‬
‫طية‪ ،‬وهي ما ُيم َتطى من ّ‬
‫المطايا‪ :‬جمع َم َّ‬
‫(‪َ )1‬‬

‫‪26‬‬
‫تخرجه‪:‬‬
‫يتذمر من عدم وجود ف ُْر�صة عمل له بعد ُّّ‬‫ب البنه ا ّلذي َّ‬‫يقول �أَ ٌ‬
‫أَ� ْ‬
‫لم ُت ِ�ص َّر � َ‬
‫أنت على درا�سة هذا ال ّتخ�ص�ص؟‬
‫عجب‬
‫‪ - 3‬التّ ُّّ‬
‫أمر ما‪.‬‬ ‫عجب من � ٍِ‬ ‫ُ‬
‫ال�سائل ال ّت َ‬ ‫ويكون حين َي ِ‬
‫ق�ص ُد‬
‫يقول �أحمد �شوقي في الحنين �إلى َب َلده ِم�صر وهو في َ‬
‫المنفى‪:‬‬
‫وح ْب ِ�س؟‬ ‫ما ل ُه مو َل ٌع َ‬
‫بم ْن ٍع َ‬ ‫ ‬ ‫بوك َب ٌ‬
‫خيل‬ ‫الي ِّم‪ ،‬ما �أَ ِ‬
‫يا اب َن َة َ‬
‫البحر بالعودة �إلى بالده والمعروف‬
‫ُ‬ ‫متعج ًبا‪ِ :‬ل َم َي َ‬
‫بخ ُل عليه‬ ‫الي ّم) ِّ‬
‫ال�سفينة (اب َنة َ‬
‫يخاطب ّ‬ ‫فال�شاعر ِ‬ ‫ّ‬
‫عجب‪.‬‬‫والك َر ُم؟ فخرج اال�ستفهام بذلك �إلى معنى ال ّت ّ‬ ‫عن البحر الجو ُد َ‬
‫أردنية في عهد جاللة‬
‫�سيدة بعد ا�ستماعها لبرنامج يتناول �إنجازات المر�أة ال ّ‬ ‫ثل ذلك قول ّ‬ ‫وم ُ‬ ‫ِ‬
‫الملك عبد اهلل ال ّثاني‪:‬‬
‫مد ٍة وجيزة؟‬ ‫و�ص َلت المر أ� ُة ال ّ‬
‫أردني ُة �إلى هذه الإنجازات في ّ‬ ‫كيف َ‬
‫وتميزها‪.‬‬
‫تتعجب من قدرة المر�أة الأردنية ُّّ‬
‫جهله‪ ،‬و�إنما َّ‬
‫فال�سيدة هنا ال ت�س�أل عما َت َ‬
‫ّ‬
‫‪ - 4‬الإنكار‬
‫الم ْن َكر بعد همزة اال�ستفهام‪.‬‬‫�ستفهم عنه ُم ْن َك ًرا‪ ،‬ويقع هذا ُ‬
‫الم َ‬ ‫أمر ُ‬
‫وي�أتي حين يكون ال ُ‬
‫�سيدنـا نوح‪ ،‬عليه ال�سـالم‪} :‬‬ ‫يقـول اهلل تعالى عن ِّ‬
‫{ (�سورة هود‪ ،‬الآية ‪،)28‬‬
‫�سيلزِ ُمهم‬
‫يدعون من �أنه ُ‬ ‫فنوح ‪ -‬عليه ال�سالم‪ -‬في اال�ستفهام "�أَنلزِ ُمكموها" ُي ْنكر على قومه ما َّ‬
‫أوقف �سيارته‬
‫ثل ذلك قول �أحدهم لمن � َ‬ ‫رغمهم على الإيمان بر�سالته وهم لها كارهون‪ِ .‬‬
‫وم ُ‬ ‫وي ِ‬
‫ُ‬
‫ال�س ْير في الطريق؟"‪ ،‬فالقائل ُي ْن ِكر فعلاً ر� ُآه وهو �إيقاف‬‫غير َك عن َّ‬ ‫َ‬
‫في طريق النا�س‪� ":‬أ ُت َع ِّو ُق َ‬
‫ال�سيارة في طريق النا�س‪ ،‬وا�ستخدم لل ّتعبير عن هذا المق�صود �أ�سلوب اال�ستفهام الذي خرج‬
‫الم ْن َكر وقع بعد همزة اال�ستفهام‪.‬‬‫وي ْل َحظ هنا � ّأن الأمر ُ‬
‫�إلى معنى الإنكار‪ُ .‬‬
‫‪ - 5‬التّ�شويق‬
‫المخاطب �إلى �أمرٍ من الأمور‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ائل ت�شويق‬ ‫ال�س ُ‬ ‫ويكون حين َي ِ‬
‫ق�ص ُد ّ‬
‫الج ّن َة ح ّتى ُت ْ�ؤ ِمنوا‪ ،‬وال ُت�ْؤ ِمنوا ح ّتى‬
‫لون َ‬
‫دخ َ‬‫يقول ر�سول اهلل‪� ،‬ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪ ":‬ال َت ُ‬
‫الم بي َنكم"‪.‬‬ ‫حاب ْبتم؟ أَ� ْف�شوا َّ‬
‫ال�س َ‬ ‫حابوا‪� ،‬أَ َوال �أَ ُد ُّّل ُكم على �شي ٍء �إذا فَعل ُت ُ‬
‫موه َت َ‬ ‫َت ُّّ‬
‫‪27‬‬
‫حاب في‬ ‫فقد اأراد الر�سول – �سلى اهلل عليه و�س ّلم‪ -‬اأن ُي َ‬
‫ثير ف�سول النا�س اإلى معرفة �سبب ال ّت ّ‬
‫المجتمع الم�سلم وهو اإف�ساء ال�سالم‪ ،‬ومن َث ّم‪ ،‬ح ّثهم على التزام هذا الأمر‪ ،‬فخرج ال�ستفهام‬
‫بذلك عن معناه الحقيقي اإلى معنى بالغي هو الت�سويق بدللة ال�سياق‪.‬‬
‫قول �سديقٍ ل�سديقه‪" :‬هل اأَ ُد ُّّل َك على طريق ٍة ُت َط ِّو ُر بها مهار َت َك في ُل ْعبة ِّ‬
‫ال�س ْط َر ْنج؟"‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وم ْث ُل ذلك ُ‬
‫فال�سديق اأراد اإثارة ف�سول �سديقه وت�سوي َقه اإلى معرفة الطريقة ا ّلتي ُي ِّ‬
‫طور بها مهارته في لعبة‬ ‫ّ‬
‫ال�س ْط َر ْنج‪ ،‬فخرج ال�ستفهام بذلك اإلى معنى ال ّت�سويق‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ح�شر‬
‫‪ -6‬التَّ ُّّ‬
‫ح�سر على اأمرٍ ما ‪.‬‬
‫إظهار ال َّت ُّّ‬
‫ال�سائل ا َ‬‫ُ‬ ‫ويكون حين َي ِ‬
‫ق�س ُد‬
‫ومظهِ ًرا‬
‫المغول‪ُ ،‬‬
‫باكيا بغداد حين �سقطت في يد َ‬
‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫الدين الكوفي‬ ‫قول �سم�س ّ‬ ‫ومن ذلك ُ‬
‫ح�سر َته واأَ َلمه وحزنه لما ا َآل اإليه حا ُلها‪:‬‬
‫اأَ ْهلي ول جيرا ُنها جيراني؟‬ ‫بح ْت ل اأَ ْه ُلها‬
‫نازل اأَ ْ�س َ‬
‫لم ِ‬ ‫ما ِل َ‬
‫ن�شتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫�ستد ُّّل عليها من ّ‬
‫ال�سياق‪ ،‬واأ�سهر هذه‬ ‫بالغية ُي َ‬
‫ّ‬ ‫خرج عن معناه الحقيقي اإلى ٍ‬
‫معان‬ ‫• ال�ستفهام قد َي ُ‬
‫ّ‬
‫ح�سر‪.‬‬
‫عجب‪ ،‬والإنكار‪ ،‬وال ّت�سويق‪ ،‬وال َّت ُّّ‬
‫المعاني‪ :‬ال ّنفي‪ ،‬وال ّتقرير‪ ،‬وال ّت ّ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫بالغي في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫خرج اإلى مع ًنى‬
‫الحقيقي من ال�ستفهام الذي َ‬ ‫َّ‬ ‫ميز ال�ستفهام‬‫‪ِّ - 1‬‬
‫عمان؟‬‫وماني في ّ‬
‫ّ‬ ‫الر‬‫درج ّ‬ ‫أردنيا‪ :‬كيف َاأ ِ�س ُل اإلى ُ‬
‫الم َّ‬ ‫اأ ‪� -‬سا َأل اأحد ُّ‬
‫ال�س ّياح مواط ًنا ا ًّ‬
‫ب ‪ -‬قال �سالح بن عبد ال ُق ّدو�س(‪:)2‬‬
‫نيه وغَ ُير َك َي ِ‬
‫هد ُم؟‬ ‫نت َت ْب ِ‬
‫اإذا ُك َ‬ ‫مامه‬
‫وما َت َ‬
‫يان َي ً‬ ‫َمتى َيب ُل ُغ ُ‬
‫الب ْن ُ‬
‫الم�ستمر له‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الموظفين لزميله بعد َتكرار تا ُّّأخره عن العمل وتحذيرِ ه‬ ‫جـ ‪ -‬قال اأحد‬
‫َاأ َل ْم ُاأ ِّ‬
‫حذ ْر َك من ال ّتا ّأخر عن العمل؟‬

‫عبا�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� )1‬ساعر‬
‫عبا�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� )2‬ساعر‬
‫‪28‬‬
‫البالغي الذي خرج �إليه اال�ستفهام في ٍّ‬
‫كل مما ي�أتي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ِّ - 2‬بين المعنى‬
‫�أ ‪ -‬قال تعالى عن �آدم‪ ،‬عليه ال�سالم‪} :‬‬
‫(�سورة طه‪ ،‬الآية ‪)120‬‬ ‫{‬
‫عر ّي‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬قال �أبو العالء َ‬
‫الم ّ‬
‫يوب؟‬
‫لي�س ل ُه ُع ُ‬ ‫و�أَ ُّّي ال ّن ِ‬
‫ا�س َ‬ ‫ثير ‬ ‫ُعيوبي �إ ِْن َ�س�أ ْل َت بها َك ٌ‬ ‫ ‬
‫ال�شاعر‪:‬‬ ‫جـ ‪ -‬قال ّ‬
‫يان؟‬ ‫وبال�ش ِام أ� ُ ْخرى َك َ‬
‫يف َي ْل ِتق ِ‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫حاج ًة‬
‫دينة َ‬ ‫هلل �أَ ْ�شكو ِب َ‬
‫الم ِ‬ ‫ �ِلى ا ِ‬
‫إ‬
‫د ‪ -‬قال محمود دروي�ش‪:‬‬
‫مان ُت َ�ص ِّد ُق ِظ َّل َك؟‬ ‫ �َأفي ِم ْث ِل هذا َّ‬
‫الز ِ‬
‫هـ ‪ -‬قالت الخن�ساء في رثاء �أخيها َ�ص ْخر‪:‬‬
‫ريح ِ‬
‫وفيه ُي ْم�سي؟‬ ‫ف �أُ ّمي �أَ ُي ْ�صب ُِح في َّ‬
‫ال�ض ِ‬ ‫فيا َل ْهفي َع َل ِيه و َل ْه َ‬ ‫ ‬
‫و ‪ -‬يقول عامر بن ُط َف ْيل‪:‬‬
‫جائر؟‬
‫ِلف ُ‬‫الج ْورِ ال أَ� ْنقا ُد والإ ُ‬
‫ �إِلى َ‬ ‫ � َل ْم َت ْع َلمي �َأ ّني �إذا الإِ ْل ُ‬
‫ف قا َدني‬ ‫َأ‬
‫و�ضح ما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ِّ - 3‬‬
‫أ� ‪ -‬خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّت�شويق في قوله تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة ال�صف‪ ،‬الآية ‪)10‬‬ ‫{‬
‫اخترع �أداة مفيدة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ل�شاب موهوب‬
‫ٍّ‬ ‫ب ‪ -‬خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّتقرير في �س�ؤال المذيع‬
‫اخترع هذه الأداة؟‬‫َ‬ ‫ �أَ َ‬
‫ل�ست َمن‬
‫جـ ‪ -‬خروج اال�ستفهام �إلى معنى الإنكار في قوله تعالى‪} :‬‬
‫(�سورة الأنعام‪ ،‬الآية ‪)74‬‬ ‫{‬

‫‪29‬‬
‫عما يليه‪:‬‬
‫ثم �أجب ّ‬
‫لج ْبران خليل ُج ْبران‪ّ ،‬‬
‫‪ - 4‬اقر أ� ال ّن�ص الآتي ُ‬

‫طاء‬
‫الع ُ‬
‫َ‬

‫�سيتفر ُق‬
‫ّ‬ ‫كل ما َت ْم ِلكه َ‬
‫اليوم‬ ‫�شيء َت ْق ِد ُر � ْأن َت�س َت ْب ِق َيه ل َن ْف ِ�س َك‪َّ � .‬إن َّ‬
‫ٌ‬ ‫لي�س في ثرو ِت َك‬
‫" َل َع ْمري‪َ ،‬‬ ‫ ‬
‫ف�صل العطاء من ف�صول حيا ِت َك‪ .‬وطالما �سمع ُت َك ُ‬
‫تقول‪:‬‬ ‫كون ُ‬‫يوما ما‪ ،‬لذلك �أَ ْع ِط منه ال َآن؛ َلي َ‬
‫ً‬
‫أ�شجار في‬
‫َ‬ ‫�صاح‪ّ � ،‬أن ال‬
‫ِ‬ ‫ين فقط"‪ .‬فكيف َتن�سى‪ ،‬يا‬
‫ولك ِن الم�ستح ّق َ‬ ‫حب �أن �أُ ِ‬
‫عط َي‪ِ ،‬‬ ‫" إِ� ّنني �أُ ُّّ‬
‫َ‬
‫راعيك؟"‪.‬‬ ‫عان في َم‬ ‫تقول قو َل َك؟ ِ‬
‫وم ْث ُلها ال ُق ْط ُ‬ ‫�ستانك ال ُ‬
‫َ‬ ‫ُب‬

‫و�ضح كلاًّ ّ‬
‫مما ي�أتي‪:‬‬ ‫(‪ِّ )1‬‬
‫طلبيا‪.‬‬
‫خبرا ًّ‬
‫يوما ما" ً‬
‫�سيتفر ُق ً‬
‫ّ‬ ‫كل ما َت ْم ِلكه َ‬
‫اليوم‬ ‫�أ‌ ‪ُ -‬تم ِّثل جملة "� َّإن َّ‬
‫ابتدائيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫خبرا‬ ‫ب ‪ُ -‬تم ِّثل جملة "وطالما �سمع ُت َك ُ‬
‫تقول" ً‬
‫طلبي‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أ�سلوب �إن�شاء غير ّ‬
‫َ‬ ‫�ص �‬
‫(‪ )2‬ا�ستخرج من ال ّن ّ‬
‫�صاح‪ّ � ،‬أن‬
‫خرج �إليه اال�ستفهام في العبارة‪ " :‬فكيف َتن�سى‪ ،‬يا ِ‬
‫َ‬ ‫البالغي الذي‬
‫ّ‬ ‫(‪ )3‬ما المعنى‬
‫َ‬
‫راعيك؟"؟‬ ‫عان في َم‬ ‫تقول قو َل َك؟ ِ‬
‫وم ْث ُلها ال ُق ْط ُ‬ ‫�ستانك ال ُ‬
‫َ‬ ‫أ�شجار في ُب‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫حقيقي؟‬
‫ّ‬ ‫حقيقي �أم غير‬
‫ّ‬ ‫(‪ )4‬هل الأمر في العبارة الواردة في الن�ص " لذلك أَ� ْع ِط منه ال َآن "‬
‫و�ضح �إجابتك‪.‬‬
‫ِّ‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻨﺸﺎط‬

‫مت من اأ�ساليب الإن�ساء‬ ‫لك بعد زيارته لمدينة البترا‪ِّ ،‬‬


‫موظ ًفا فيه ما تع ّل َ‬ ‫زميل َ‬ ‫حوارا َ‬
‫بينك وبين ٍ‬ ‫ً‬ ‫اأَ ْجرِ‬
‫لبي‪.‬‬
‫الط ّ‬‫ّ‬
‫جمل‪ ،‬من مثل‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫يمكن ا�ستخدام‬
‫َ‬
‫زيارتك‪ .‬الأمر (اللتما�س)‬ ‫وحد ْثني عن‬ ‫اج ِل ْ‬
‫�س معي ً‬
‫قليال ِّ‬
‫‪o ’G ¢ù«dC‬‬
‫‪(ôjô≤àq dG) ΩÉ¡Øà°S’G ?án æjóªdG √òg ≈æHn øen ºg •ÉÑfC‬‬ ‫‪n G‬‬
‫©‪(Öé‬‬ ‫‪o ’G ´É£à°SG‬‬
‫‪q àq dG) ΩÉ¡Øà°S’G ?ÉgAÉæH •ÉÑfC‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪∞«c‬‬
‫الوردية‪ .‬الأمر (ال ّتعجيز)‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫�سم لي دول ًة في العالم لديها ُ‬
‫مثل هذه‬ ‫ِّ‬

‫‪31‬‬
w�œ_«
Ò bI Ò
M�«

32
‫اﻟﻮﺣﺪة‬
‫اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬
‫ّ‬ ‫ادﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ‬
‫ّ‬ ‫اﻟ ّﻨﻘﺪ‬ ‫ّ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫قادرا على اأن‪:‬‬


‫يُتوقَّع من الطّالب بعد درا�شة هذ√ الوحدة اأن يكون ً‬
‫العبا�سي في الحركة ال ّنقدية اآ َنذاك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الح�ساري في الع�سر‬
‫ّ‬ ‫يتبين اأثر ال ّتطور‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫كال من المفاهيم الآتية‪:‬‬ ‫يتعرف ًّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ال�سعرية‪،‬‬
‫وال�سرقات ِّ‬
‫وال�س ْنعة‪ ،‬واللفظ والمعنى‪ّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ال�سعرية‪ ،‬ونظرية ال َّن ْظم‪َّ ،‬‬
‫والط ْبع‬ ‫الفحولة ِّ‬
‫ال�سعر‪.‬‬ ‫وال�سدق والكذب في ِّ‬
‫ّ‬
‫ال�سعرية‪.‬‬ ‫يتعرف معايير الفحولة ِّ‬‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫يو�سح المق�سود بفكرة ال َّن ْظم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫ال�س ْنعة في الع�سر العبا�سي‪.‬‬ ‫يميز اأدباء َّ‬
‫الط ْبع من اأدباء َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫أدبي‪.‬‬
‫يتبين العوامل التي تُعين الأدباء على الإبداع ال ّ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫يتبين موقف ال ُّنقّاد العبا�سيين من ق�سية ال ّلفظ والمعنى‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫ال�سعر‪.‬‬
‫يفرق بين الأخذ المحمود والأخذ المذموم في ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫ال�سعر‪.‬‬
‫ال�سدق والكذب في ِّ‬
‫يتبين موقف ال ُّنقّاد العبا�سيين من ق�سية ّ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫النقدية لدى ال ُّنقّاد العبا�سيين على ن�سو�س �سعرية ونثرية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يطبق المعايير‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫جماليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تذوقًا‬
‫يتذوق الن�سو�س ُّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫مما تع ّلمه في الوحدة في ُّ‬
‫تحدثه وكتابته‪.‬‬ ‫‪ ‬ي�ستفيد ّ‬
‫أدبي والرتقاء بم�ستوى الأدب‪.‬‬
‫يقدر جهود ال ُّنقّاد العبا�سيين في �سبط معايير النقد ال ّ‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬

‫‪33‬‬
‫وتميز على نحو وا�سح مما كان عليه في‬ ‫ٍ‬
‫خطوات وا�سع ًة‪ّ ،‬‬ ‫العبا�سي‬
‫ّ‬ ‫أدبي في الع�سر‬
‫خطا النقد ال ّ‬
‫الع�سور ال�سابقة‪ ،‬وذلك لالأ�سباب الآتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تاأ ُّثره بما َ�سهِ ده الع�سر من نه�سة وا�سعة �سملت جوانب الحياة جميعها‪.‬‬
‫نقدية حول القديم‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬تاأ ُّثره بحركة ال ّتجديد(‪ )1‬في ِّ‬
‫ال�سعر العربي‪ ،‬وما اأثار ْته من حوارات‬
‫ال�سعر اآنذاك‪.‬‬
‫والم ْح َدث من ِّ‬
‫ُ‬
‫تو�سع اآفاقه مع ّ‬
‫اطالع كثير من ال ُّن ّقاد على الثقافات‪ :‬الهندية‪ ،‬والفار�سية‪ ،‬واليونانية‪.‬‬ ‫‪ُّ - 3‬‬
‫منهجيا‪ ،‬اأي له قواعده واأ�سوله العلمية التي ُيقا�س‬
‫ًّ‬ ‫نقدا‬
‫لقد اأ�سبح النقد في الع�سر العبا�سي ً‬
‫"ط َبقات فحول ال�سعراء" لبن‬ ‫وتنوعت اآراء ال ُّن ّقاد فيها‪ ،‬من مثل‪َ :‬‬
‫كتب نقدية ّ‬‫بها‪ ،‬و ُاألِّ َفت ٌ‬
‫"ال�سعر وال�سعراء"‬
‫حي (ت ‪232‬ه)‪ ،‬و "البيان وال ّتبيين" للجاحظ (ت ‪255‬ه)‪ ،‬و ِّ‬
‫الج َم ّ‬ ‫ّ‬
‫�سالم ُ‬
‫ال�سعر" ل ُقدامة بن‬ ‫ال�سعر" لبن َط َ‬
‫باطبا (ت ‪322‬ه)‪ ،‬و" َن ْقد ِّ‬ ‫لبن قتيبة (ت ‪276‬ه)‪ ،‬و ِ‬
‫"عيار ِّ‬
‫و"الع ْمدة‬
‫ُ‬ ‫حتري" لال ِآم ّ‬
‫دي (ت‪370‬هـ)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والب‬
‫تمام ُ‬
‫الموا َزنة بين اأبي ّ‬
‫جعفر(ت‪337‬هـ)‪ ،‬و" ُ‬
‫رواني (ت ‪456‬هـ) ‪ ،‬و"دلئل الإعجاز" لعبد القاهر‬
‫ّ‬ ‫ال�سعر و َن ْقده" لبن َر�سيق ال َق ْي‬
‫في �سناعة ِّ‬
‫رجاني (ت ‪471‬ه)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الج‬
‫ُ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫وان�سبها اإلى موؤلِّفيها‪.‬‬
‫العبا�سي‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪�َ - 1‬س ِّم ثالث ًة من الكتب النقدية في الع�سر‬
‫منهجيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫نقدا‬
‫العبا�سي ً‬
‫ّ‬ ‫أ�سبح النقد في الع�سر‬
‫و�سح العبارة الآتية‪ :‬ا َ‬
‫‪ِّ - 2‬‬
‫ال�سابقة‪.‬‬
‫مما كان عليه في الع�سور ّ‬
‫العبا�سي ّ‬
‫ّ‬ ‫أدبي في الع�سر‬ ‫‪ - 3‬ع ِّلل‪َّ :‬‬
‫تميز ال َّنقد ال ّ‬
‫ال�سعرية‪ ،‬ونظرية‬
‫العامة‪ ،‬منها‪ :‬الفحولة ِّ‬
‫العبا�سي مجموع ًة من الق�سايا ال ّنقدية ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫تناول النقد‬ ‫وقد‬
‫ال�سعر‪،‬‬
‫وال�سدق والكذب في ِّ‬
‫ال�سعرية‪ّ ،‬‬
‫وال�سرقات ِّ‬
‫وال�س ْنعة‪ ،‬واللفظ والمعنى‪ّ ،‬‬ ‫ال َّن ْظم‪َّ ،‬‬
‫والط ْبع َّ‬
‫�س له ا ًآتيا‪:‬‬
‫وهذا ما َنعرِ ُ‬

‫در�ست �سي ًئا‬


‫َ‬ ‫(‪ )1‬حركة ال َّتجديد‪ :‬محاولت بع�س ال�سعراء ال َّتجديد في �سكل الق�سيدة العربية اأو م�سمونها اأو اأ�سلوبها‪ ،‬وقد‬
‫ال�سف الحادي ع�سر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من ذلك في‬

‫‪34‬‬
‫ال�شعرية‬
‫الفحولة ِّ‬
‫وتمي َزه‪ .‬وقد نالت هذه الق�سية اهتمام ال ُّن ّقاد في‬
‫الفنية ُّ‬
‫ال�سعرية قدر َة ال�ساعر ّ‬ ‫تعني الفحولة ِّ‬
‫ال�سعرية من بع�س الو�سائل‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫العبا�سي‪ ،‬وراأوا اأنه ل بد لل�ساعر حتى ي�سل اإلى الفحولة ِّ‬
‫ّ‬ ‫الع�سر‬
‫تمكنه من َط ْرق المعاني المختلفة‪،‬‬ ‫فظ اأ�سعار العرب وروايتها‪ ،‬وامتالك ثروة لغوية وا�سعة ِّ‬ ‫ِح ُ‬
‫حكم بها‬‫ذم‪ .‬ا ّأما المعايير التي ُي َ‬ ‫لي�سم َنها في ِ�سعره َ‬
‫بم ْد ٍح اأو ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ومثالبها‬
‫بمناقب القبائل َ‬ ‫والإلمام َ‬
‫لل�ساعر بفحولته لدى ال ُّن ّقاد العبا�سيين فهي‪:‬‬
‫ال�شعر‬
‫‪َ - 1‬ج ْودة ِّ‬
‫بالجودة على ال�ساعر الذي يكون دو َنه في ذلك‪� ،‬سمن‬ ‫ف �سعره َ‬ ‫ُي َق َّدم ال�ساعر الذي ي ّت ِ�س ُ‬
‫وح ْ�سن‬
‫وال�س ْبق اإلى المعاني‪ُ ،‬‬
‫لجودة ال�سعر‪ ،‬منها‪َ :‬جزالة اللفظ‪َّ ،‬‬
‫مقايي�س و�سعها ال ُّن ّقاد َ‬
‫الت�سوير والت�سبيه‪.‬‬
‫‪J - 2‬ع ُّدد الأغرا�س‬
‫ال�سعرية على ال�ساعر المحدود الأغرا�س‪ ،‬ومن ذلك ا ّأن‬
‫المتعدد الأغرا�س ِّ‬
‫ّ‬ ‫ُي َف َّ�سل ال�ساعر‬
‫قدموا ُك َث ِّير َع َّزة على َجميل ُبثينة ُّ‬
‫لتفوقه عليه في الأغرا�س‪.‬‬ ‫ال ُّن ّقاد َّ‬
‫‪َ - 3‬وفْرة الق�شائد الطِّوا∫‬
‫الجاهلي‬
‫ّ‬ ‫أ�سمعي حين ُ�س ِئ َل عن ال�ساعر‬
‫ّ‬ ‫الطوال‪ ،‬ومن ذلك ا ّأن ال‬ ‫يقدم ال�ساعر ذو الق�سائد ِّ‬
‫َّ‬
‫ق�سائد ِم ْث َل ق�سيد ِته(‪َ )1‬‬
‫لكان ف َْح ًال"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫�س‬ ‫كان َ‬
‫قال َخ ْم َ‬ ‫ِ‬
‫الحاد َرة اأجاب‪ " :‬لو َ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫ال�سعرية"؟‬
‫‪ - 1‬ما المق�سود بـ "الفحولة ِّ‬
‫ال�سعرية؟‬
‫فظ اأ�سعار العرب ورواي َتها و�سيل ًة اإلى الفحولة ِّ‬‫عد ال ُّن ّقاد العبا�سيون ِح َ‬
‫أيك‪ِ ،‬ل َم ّ‬‫‪ - 2‬في را َ‬
‫كثر ُهم (اأي‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫حي عن ال�ساعر الأَ ْع�سى‪:‬‬ ‫‪ - 3‬قال ابن ّ‬
‫أ�سحاب الأع�سى‪ :‬هو اأ ُ‬
‫ُ‬ ‫"وقال ا‬ ‫الج َم ّ‬ ‫�سالم ُ‬
‫عنده"‪.‬‬
‫كل ذلك َ‬‫وو ْ�س ًفا‪ُّ ،‬‬
‫وفخرا َ‬
‫ً‬ ‫وهجاء‬
‫ً‬ ‫ال�سعراء) َم ْد ًحا‬
‫حي لالأع�سى؟‬
‫الج َم ّ‬ ‫أقر به ابن ّ‬
‫�سالم ُ‬ ‫ما معيار الفحولة الذي ا َّ‬
‫دت غُ ُد َّو ُمفارِ ٍق لم َي َ‬
‫رب ِع‬ ‫مي ُة ُب ْكر ًة ف َت َم َّت ِع‬ ‫َ‬
‫وغَ ْ‬ ‫(‪ )1‬ق�سيدته التي مطلعها‪َ :‬بك َر ْت ُ�س َّ‬

‫‪35‬‬
‫نظرية النَّظْ م‬ ‫‪É«fÉK‬‬
‫‪k‬‬
‫رجاني فكرة ال َّن ْظم في كتابه "دلئل الإعجاز"‪ ،‬فهو يرى ا ّأن اللفظة‬
‫ّ‬ ‫الج‬
‫اأورد عبد القاهر ُ‬
‫الم ْف َردة ل قيمة لها في ذاتها ول َمزِ ّية في دللتها‪ ،‬واإنما تكون لها َمزِ ّية حينما َتن َتظم مع غيرها من‬
‫ُ‬
‫جمل اأو عبارات‪ ،‬ومن َث ّم‪ ،‬يتالءم معناها مع معاني الألفاظ التي تنتظم معها‪ ،‬اأي ا ّإن‬
‫ٍ‬ ‫الألفاظ في‬
‫الألفاظ ل َت َتفا�سل اإل اإذا اندرجت في �سياق من التعبير‪ ،‬فاللفظة قد تكون َح َ�سنة في �سياق ما‪،‬‬
‫مفردة خارج ال�سياق‪.‬‬ ‫لكنها ِ‬
‫موح�سة ثقيلة على ال َّن ْف�س في �سياق ا َآخ َر‪ ،‬فال ف�سل لالألفاظ َ‬
‫وهو يرى ا ّأن من ال َّن ْظم َت َو ّخ َي معاني ال َّن ْحو‪ ،‬والمق�سود مراعاة قواعد اللغة واأعرافها‪ ،‬ويرى‬
‫مقت�سيات ال َّن ْظم؛ لأنه ل ُي َت َّ‬
‫�سور‬ ‫َ‬ ‫أي�سا ا ّأن ال�ستعارة ِ‬
‫والكناية والتمثيل و�سائر ُ�سروب المجاز من‬ ‫ا ً‬
‫ً‬
‫مرتبطا بال�سياق الذي ورد فيه‪ ،‬فاإذا قلنا في لفظ‬ ‫اأن َيدخل �سيء منها في الكالم دون اأن يكون‬
‫{ (�سورة مريم‪ ،‬الآية ‪ :)4‬اإنها في اأعلى المرتبـة من‬ ‫"ا�ستع َل" من قوله تعالى‪} :‬‬
‫َ‬
‫معرفًا بالألف ّ‬
‫والالم‪،‬‬ ‫ً‬
‫مو�سول بها الراأ�س‪َّ ،‬‬ ‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫وجب تلك الف�ساحة لها وحدها‪،‬‬ ‫الف�ساحة‪ ،‬لم ُن ِ‬
‫"ا�ستع َل" خارج هذه الآية‪،‬‬ ‫من�سوبا‪ ،‬فلي�ست الف�ساحة اإذًا �سفة للفظ‬ ‫ال�سيب ُم َّ‬
‫نك ًرا‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ومقرو ًنا اإليهما َّ ْ‬
‫واإنما داخل ال�سياق مع غيرها من الكلمات‪ ،‬وبما تتط ّلبه قواعد علم النحو‪.‬‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫ٍ‬
‫ب�سبب من‬ ‫وج ْع ُل ِ‬
‫بع�سها‬ ‫�س‪َ ،‬‬
‫ببع ٍ‬
‫بع�سها ْ‬ ‫عليق َ‬
‫الك ِل ِم َ‬ ‫رجاني ا ّأن ال َّن ْظم " َت ُ‬ ‫الج‬
‫‪ - 1‬يرى عبد القاهر ُ‬
‫ّ‬
‫در�ست‪.‬‬
‫َ‬ ‫و�سح ذلك من خالل ما‬
‫ع�س"‪ِّ ،‬‬
‫َب ٍ‬
‫رجاني؟‬
‫ّ‬ ‫العالقة بين ُ�سروب المجاز وفكرة ال َّن ْظم‪ ،‬مثلما يرى ُ‬
‫الج‬ ‫الم تقوم َ‬
‫‪َ - 2‬ع َ‬

‫‪36‬‬
‫وال�ش ْنعة‬
‫الط َّْبع َّ‬ ‫‪Éãk dÉK‬‬

‫وال�س ْنعة عند نظرتهم اإلى ال�ساعر والكاتب ُب ْغ َية اإ�سدار‬ ‫تناول ال ُّن ّقاد العبا�سيون ق�سية َّ‬
‫الط ْبع َّ‬
‫ُحكم ٍبالقيمة عليهما‪ ،‬فوجدوا الأدباء ق�سمين‪:‬‬
‫(ال�شليقة)‬
‫‪ - 1‬اأدباء الط َّْبع َّ‬
‫هم من َيم ِلكون الموهبة ول يبالغون في مراجعات ن�سو�سهم‪ ،‬اإذ يبنون الن�سو�س ُبي ْ�سر‪ ،‬ول‬
‫يعتمدون المراجعات الدائمة وطول النظر في ما َي ِ‬
‫نظمون اأو يوؤلِّفون ‪.‬‬
‫ال�ش ْنعة‬
‫‪ - 2‬اأدباء َّ‬
‫هم من َيم ِلكون الموهبة ويراجعون ما َن َظموا واأ َّلفوا من اأجل الرتقاء ب ِنتاجهم الأدبي‪ ،‬وربما‬
‫عاما كام ً‬
‫ال في نظم‬ ‫كان ُيم�سي ً‬
‫ي�ستغرقون في التاأليف زم ًنا طويالً‪ ،‬فمن �سعراء العرب َم ْن َ‬
‫ونظره قبل اأن ُيخرجها اإلى النا�س‪ ،‬وهي الق�سائد التي ُ�س ِّميت‬
‫َ‬ ‫ق�سيدته‪ ،‬فيق ِّل ُب فيها را َأيه‬
‫العقلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المبني على النظر‬
‫ّ‬ ‫ال�س ْنعة يتميز بالتاأ ّني‬
‫"الح ْو ّليات" ‪ ،‬اأي ا ّإن اأداء اأدباء َّ‬
‫َ‬
‫حوافز الإبداع الأدبي‬
‫الخ َطب‬
‫ال�سعر وتاأليف ُ‬
‫تحد َث ال ُّن ّقاد العبا�سيون عن العوامل التي ُتعين الأدباء على نظم ِّ‬
‫َّ‬
‫الجيد‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أدبي ّ‬
‫للو�سول اإلى ال ِّنتاج ال ّ‬
‫ال�سعر‬
‫ري بما ُيعينه على نظم ِّ‬ ‫البح ُت ّ‬
‫مو�سيا ُ‬
‫ً‬ ‫تمام‬
‫�سية‪ :‬ومن ذلك ما قاله اأبو ّ‬
‫‪ - 1‬البواعث ال َّن ْف ّ‬
‫واعلم ا ّأن العاد َة في ال ِ‬
‫أوقات‬ ‫ْ‬ ‫الهموم‪�ِ ،‬س ْف ٌر من ال ُغموم‪،‬‬ ‫أنت ُ‬
‫قليل ُ‬ ‫أوقات وا َ‬
‫الجيد‪َ " :‬ت َخ َّيرِ ال َ‬
‫ال�س َحر‪ ،‬وذلك ا ّأن ال َّن ْف�س قد اأَخذت َح َّظها‬ ‫إن�سان لتاأليف �سي ٍء اأو ِح ِ‬
‫فظه في ِ‬
‫وقت َّ‬ ‫اأن َي ْق ِ�س َد ال ُ‬
‫الراحة و ِق ْ�س َطها من ال َّنوم"‪.‬‬
‫من ّ‬
‫والبراعة في علم‬
‫‪ - 2‬ال�سعي اإلى تح�سيل المعارف المتنوعة‪ ،‬من مثل‪ :‬معرفة اأن�ساب النا�س‪َ ،‬‬
‫النحو‪.‬‬
‫أدبي‪.‬‬
‫‪ - 3‬الإكثار من ممار�سة التاأليف ال ّ‬

‫‪37‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫ال�س ْنعة؟‬ ‫الط ْبع‪ ،‬واأدباء َّ‬ ‫بكل من ‪ :‬اأدباء َّ‬ ‫‪ -1‬ما المق�سود ّ‬
‫الح ْو ّليات‪.‬‬
‫عرف الق�سائد َ‬ ‫‪ِّ -2‬‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫كل ّ‬‫أدبي في ّ‬ ‫ميز نوع الحافز اإلى الإبداع ال ّ‬ ‫‪ِّ -3‬‬
‫َراغ با ِل َك واإجاب ِتها ا ّإي َ‬
‫اك"‪.‬‬ ‫�ساط َك وف ِ‬ ‫المع َت ِمر‪ُ " :‬خذْ من َن ْف ِ�س َك �ساع َة َن ِ‬ ‫اأ ‪ -‬قول ِب ْ�سرِ بن ُ‬
‫تمرين ال ِّل�سان" ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الخ َطباء‪ " :‬اإِ ّن َك ل ُت ْك ِث ُر‪ ،‬فقال‪ :‬اأُكْ ِث ُر ِل‬
‫ب ‪ -‬قيل لأحد ُ‬
‫اﻟﻨﺸﺎط‬
‫الد ْربة‬
‫كون ُّ‬ ‫والرواية َّ‬
‫والذكاء‪ ،‬ثم َت ُ‬ ‫الط ْب ُع ِّ‬ ‫ُ‬
‫�سترك فيه َّ‬ ‫لم من علوم العرب َي‬ ‫ال�سعر ِع ٌ‬
‫يرى ال ُّن ّقاد " ا َّأن ِّ‬
‫َ‬
‫زمالئك‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد من اأ�سبا ِبه"‪ .‬ناق�س هذا القول مع‬ ‫ماد ًة له‪ ،‬وقو ًة ّ‬
‫لكل‬

‫اللَّفظ والمعنى‬ ‫‪É©HGQ‬‬


‫‪k‬‬
‫العبا�سي‪ ،‬فقد راأى الجاحظ ً‬
‫مثال ا ّأن القيمة‬ ‫ّ‬ ‫َك ُث َر الحديث عن ق�سية اللفظ والمعنى في الع�سر‬
‫وم�ستركة بين‬
‫َ‬ ‫المعاني معروف ٌة‬
‫َ‬ ‫أكثر من معانيه؛ ل ّأن‬ ‫كمن في األفاظه ا َ‬ ‫والفنية في الن�س َت ُ‬ ‫ّ‬ ‫الجمالية‬
‫بح َ�سب اأ�سلوب الأديب‬ ‫الأدباء‪ ،‬ا ّأما الألفاظ فتختلف في م�ستواها وقيمتها من اأديب اإلى ا َآخر َ‬
‫والعربي‬
‫ّ‬ ‫الع َج ِم ُّي‬
‫الطريق َي ْعرِ فها َ‬ ‫"المعاني َمطروح ٌة في ّ‬ ‫وقدرته وثقافته ال ّلغوية‪ ،‬يقول الجاحظ‪َ :‬‬
‫وك ِ‬
‫ثرة‬ ‫خرج َ‬ ‫الم َ‬ ‫ِ‬
‫و�سهولة َ‬ ‫الو ْزن و َت َخ ُّيرِ ال َّلفظ‬
‫ال�ساأن في اإقامة َ‬
‫دني‪ ،‬واإ ّنما ّ‬ ‫والم ّ‬
‫وي َ‬ ‫والبدوي وال َق َر ّ‬
‫ّ‬
‫ال�س ْبك"‪.‬‬‫وج ْودة َّ‬ ‫الط ْبع َ‬ ‫�سحة َّ‬‫الماء‪ ،‬وفي ّ‬
‫تماما‪ ،‬بل اإنه اأكَّ َد �سرورة‬
‫اللفظية لدى الجاحظ اأنه اأهمل المعنى ً‬ ‫ّ‬ ‫بال�سياغة‬ ‫ول يعني الهتمام ّ‬
‫ف المعنى‬ ‫اجتمع في الأدب َ�س َر ُ‬ ‫َ‬ ‫وتنجذب اإليه‪ ،‬فاإذا‬
‫ُ‬ ‫كريما َت ْق َب ُله ال ُّنفو�س‬
‫ً‬ ‫اأن يكون المعنى �سري ًفا‬
‫َ‬
‫قبول لدى المتلقي‪.‬‬ ‫أكثر ً‬ ‫وبالغة ال َّلفظ كان اأ ْج َو َد وا َ‬
‫وو�سع لهما اأربعة اأق�سام‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ال�سعر‪،‬‬ ‫ين في ِّ‬‫جتمع ِ‬
‫َ‬ ‫تحدث ابن قتيبة عن اللفظ والمعنى ُم‬ ‫وقد َّ‬
‫ب َح ُ�س َن َل ْف ُظه وجا َد معناه‪.‬‬ ‫‪�َ -1‬س ْر ٌ‬
‫وحال‪ ،‬فاإذا ف َّت ْ�س َته لم تجد هناك فائد ًة في المعنى‪.‬‬ ‫ب َح ُ�س َن َل ْف ُظه َ‬ ‫‪�َ -2‬س ْر ٌ‬
‫�سرت ا ُ‬
‫ألفاظه‪.‬‬ ‫ب جا َد معناه و َق َ‬ ‫‪�َ -3‬س ْر ٌ‬
‫‪38‬‬
‫ب تا َّأخر معناه وتا َّأخر ُ‬
‫لفظه‪.‬‬ ‫‪�َ -4‬س ْر ٌ‬
‫الروح والج�سد‪.‬‬ ‫العالقة بين ُّ‬
‫العالقة بين اللفظ والمعنى على نحو َ‬ ‫الع َل ّ‬
‫وي َ‬ ‫ويرى ابن َط َ‬
‫باطبا َ‬
‫واحدا‪ ،‬ول يمكن الف�سل‬ ‫ً‬ ‫فع ّد اللفظ والمعنى �سي ًئا‬ ‫رواني على نهج ابن َط َ‬
‫باطبا‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫و�سار ابن َر�سيق ال َق ْي‬
‫∞‬‫‪o ©o °†r jn ;ó°ùn édÉH‬‬
‫‪n ìhôdG‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪t •ÉÑJQÉc ¬WÉÑJQGh‬‬ ‫‪,≈橪dG ¬MhQh‬‬‫‪o‬‬ ‫بينهما بحال‪ ،‬يقول‪º°ùLp ßo Ør ∏s dG " :‬‬
‫بقو ِته"‪ ،‬فالمعنى الجميل الر�سين يحتاج اإلى اإبرازه في عبارة جميلة موؤ ِّثرة‪.‬‬ ‫ويقوى َّ‬ ‫ب�س ْعفه‪َ ،‬‬‫َ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫كل من‪ :‬ابن َط َ‬
‫باطبا‪ ،‬وابن َر�سيق‪ ،‬في النظرة اإلى ق�سية‬ ‫‪ - 1‬هل يختلف راأي ابن قتيبة عن راأي ّ‬
‫و�سح اإجابتك‪.‬‬
‫اللفظ والمعنى؟ ِّ‬
‫رج َم اإلى لغة اأخرى َب َط َل‪ ،‬ما ال�سبب الذي َدف ََعه اإلى هذا الحكم‬
‫ال�سعر اإذا ُت ِ‬
‫‪ - 2‬يرى الجاحظ اأن ِّ‬
‫در�ست؟‬
‫َ‬ ‫في ظل ما‬
‫و�سح را َ‬
‫أيك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬هل تجد ٍّ‬
‫لكل من‪ :‬اللفظ‪ ،‬والمعنى‪َ ،‬مزِ ّي ًة على ال َآخر في الأدب؟ ِّ‬

‫ال�شعرية‬
‫ال�شرقات ِّ‬
‫َّ‬ ‫‪É°ùeÉN‬‬
‫‪k‬‬
‫�س ف َّنية ال�ساعر ومدى اأ�سالته وابتكاره‬
‫كثيرا‪ ،‬اإذ اإنها َت َم ُّ‬
‫ال�سعرية ال ُّن ّقاد ً‬
‫ال�سرقات ِّ‬
‫َ�س َغلت ق�سية ّ‬
‫في التعبير؛ فتو�سع ال ُّن ّقاد العبا�سيون فيها‪.‬‬
‫وبع�سها محمو ًدا‪،‬‬
‫َ‬ ‫مذموما‬
‫ً‬ ‫وع ّدوا بع�س اأ�سكاله‬
‫ووقف ال ُّن ّقاد على م�ساألة ا ْأخذ �ساعر من غيره‪َ ،‬‬
‫عا�سر له‪ ،‬وغاي ُتهم في هذه‬ ‫مراعين في ذلك فكرة ا ّأن ال�ساعر قد يتاأثر ب�ساع ٍر �سابقٍ عليه اأو �ساعرٍ ُم ِ‬
‫مجد ًدا ُم ِبد ًعا‪ ،‬وا ْإن كان اأخذه‬
‫ِّ‬ ‫الق�سية دقّة الحكم على ال�ساعر‪ ،‬فا ْإن كان اأخذُ ه محمو ًدا َع ّدوه‬
‫مذموما ُح ِكم على ِ�سعره بالرداءة‪ ،‬ومن َث ّم‪َّ ،‬‬
‫حددوا ُ�س َو ًرا لالأخذ المحمود وغيرها لالأخذ المذموم‪.‬‬ ‫ً‬
‫ومن �شور ا َلأ ْخذ المحمود‪:‬‬
‫∞ المعنى‪ :‬والمق�سود اإي�ساح المعنى واإبرا ُزه في عبارة اأف�سل‪ ،‬ومن ذلك قول الأَ ْح َو�س‬
‫‪ - 1‬ك َْ�ش ُ‬
‫أن�ساري(‪:)1‬‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫كان َ�س ْي ًفا ناز ًل َر َحال‬
‫كاأ َّنما َ‬ ‫وبان ِم ّني َ�سبابي َب ْع َد َل َّذ ِته‬
‫َ‬
‫أموي‪.‬‬
‫(‪� )1‬ساعر ا ّ‬

‫‪39‬‬
‫زاعي(‪ )1‬وقال‪:‬‬ ‫الخ ّ‬ ‫ فت�أ َّثر به ِد ْعبِل ُ‬
‫لل�ض ِ‬
‫يوف ال ّنازِ لينــا‬ ‫َك ُح ّبي ُّ‬ ‫ ‬ ‫قيل َ�ض ْي ًفا‬ ‫ال�ش ْيب َل ّما َ‬ ‫ �أُ ِح ُّب َّ‬
‫�شعري جديد‪ ،‬ومثال ذلك قول ُك ِّثير َع َّزة متغ ِّز ًال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 2‬النَّقْلُ ‪ :‬ويعني � ْأخ َذ المعنى و َن ْق َله �إلى غر�ض‬
‫بك ِّل َ�س ِ‬
‫بيل‬ ‫َت َم َّث ُل لـــي َليلى ُ‬
‫ْ‬ ‫ ‬ ‫فك أَ� َّنمــا‬ ‫ل َ ْن�سى ِذ ْكرها َ‬
‫َ‬ ‫ريد ِ أ‬
‫ � ُ‬ ‫أُ‬
‫ فت�أ َّثر به �أبو ُنوا�س وقال ً‬
‫مادحا‪:‬‬
‫ـل ِم ْنـ ُه َم ُ‬
‫كـان‬ ‫َ‬
‫فك أ� َّنـه َلـم َي ْخ ُ‬ ‫ ‬ ‫القلوب ِمثا ُله‬‫ِ‬ ‫َم ِل ٌك َت َ�ص َّو َر في‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫واعظا‬ ‫المنثور‪ ،‬ومن ُ�ص َوره ما قيل في رثاء الإ�سكندر‪" :‬كان‬ ‫ق�صد به َن ْظم الكالم َ‬ ‫وي َ‬ ‫الع ْق ُد‪ُ :‬‬
‫‪َ - 3‬‬
‫ب�سكو ِت ِه"‪.‬‬ ‫بكالم ِه َم ْوعظ ًة ق َُّط �أَب َل َغ ِم ْن َو ْع ِظه ُ‬ ‫ِ‬ ‫َبلي ًغا‪ ،‬وما َو َع َظ‬
‫راثيا‪:‬‬
‫العتاهية وقال ً‬ ‫ فت�أ َّثر به �أبو َ‬
‫وم �أَ ْو َع ُظ ِم ْن َك َح ّيــا‬
‫الي َ‬ ‫نت َ‬‫ف أَ� َ‬ ‫ ‬ ‫وكانت في َحيا ِت َك لـي ِع ٌ‬
‫ظات‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫ومن �صور ال ْأخذ المذموم‪:‬‬
‫أعظم منه ِذ ْك ًرا و أَ� ْب ُ‬
‫عد‬ ‫�شاعر � ُ‬
‫ٌ‬ ‫خترع معنى َح َ�س ًنا فيتناوله‬ ‫َ‬ ‫‪ - 1‬الإِغارة‪ :‬وهي �أن َي ِنظم ال�شاعر بي ًتا َ‬
‫وي‬
‫دون قائله‪ ،‬ومن ذلك قول َجميل ُب َث ْينة ِ‬
‫مفتخ ًرا‪:‬‬ ‫ِ�صي ًتا ُفيروى له َ‬
‫حن � ْأو َم أْ�نا �إلى ال ّن ِ‬
‫ا�س َوقَّفوا‬ ‫و� ْإن َن ُ‬ ‫ ‬ ‫�سيرون َخ ْل َفنا‬
‫َ‬ ‫ا�س ما ِ�س ْرنا َي‬ ‫َترى ال ّن َ‬ ‫ ‬
‫ف�سم َعه ال َف َر ْز َدق وغَ َل َب على البيت و� َأخ َذه لن ْف�سه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫ويمدح‬ ‫ال�ش ّماخ ُيخاطب نا َق َته َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الم ْ�سخ‪ :‬وهو �إحالة المعنى �إلى ما دو َن ُه‪ ،‬ومن ذلك قول َّ‬ ‫‪َ - 2‬‬
‫�سي‪:‬‬ ‫َ‬
‫َع َرابة الأ ْو ّ‬
‫فا�ش َر ِقي ِب َد ِم ا ْل َو ِ‬
‫تين‬ ‫َع َر َاب َة‪ْ ،‬‬ ‫ ‬ ‫وح َم ْل ِت َر ْحلي‬‫ �إذا َب ّل ْغ ِتني َ‬
‫ِِ‬
‫ذبح الناقة‪.‬‬
‫�سي َ‬ ‫ يريد � ّأن هذا الممدوح َيكفيه بعطائه ولن َيحتاج �إلى الرحلة �إلى غيره‪ ،‬ومن َث ّم‪َ ،‬‬
‫مخاطبا ناقته‪:‬‬
‫ً‬ ‫المغيرة بن عبد اهلل‪ ،‬وقال‬ ‫حي َيمدح ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫الج َم ّ‬
‫ فقد �أخذ هذا المعنى �أبو َد ْه َبل ُ‬
‫المغيـر ْة‬
‫ـت ُ‬ ‫ــد ٍم �إذا ِج ْئ ِ‬
‫ِب َ‬ ‫ ‬ ‫ناق ِ�سيري ْ‬
‫وا�ش َر ِقي‬ ‫ يا ُ‬
‫لك لي ِم ْنـ ُه َي�سيـر ْة‬ ‫ِك و ِت َ‬ ‫ ‬ ‫ثيبني �أُخرى �سـ ِــوا‬ ‫َ�س ُي ُ‬ ‫ ‬
‫�شاعر ما‪ ،‬وال يمكن‬ ‫ٌ‬ ‫فر َد بها‬
‫خترعة التي َت َّ‬ ‫الم َ‬ ‫ وقد ن�صح ال ُّن ّقاد العبا�سيون بعدم �أخذ المعاني ُ‬
‫ال َّن ْ�س ُج على ِم ْنوالها‪.‬‬
‫عبا�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� ) 1‬شاعر‬
‫خ�ضرم‪�َ ،‬شهِ َد الجاهلية ثم � َ‬
‫أ�سلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(‪� )2‬شاعر ُم‬
‫أموي‪.‬‬
‫(‪� )3‬شاعر � ّ‬

‫‪40‬‬
‫فـائـدة‬
‫�ساعر ِين تاأ ُّث َر اأحدهما بال َآخر بال�سرورة‪ ،‬فقد َي َتوارد �ساعران في اللفظ اأو‬ ‫َ‬ ‫ن�سي‬
‫ل يعني ال َّت�سابه بين َّ‬
‫ال�ساعر ِين ي َّت ِ‬
‫فقان‬ ‫العالء ‪ " :‬اأَراأَ َ‬
‫يت‬ ‫المعنى من غير اأن يتاأثر اأحدهما بالآخر‪ ،‬اإذ ُ�س ِئ َل اأبو عمرو بن َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫عره؟ قال‪َ :‬‬
‫تلك ُعقول‬ ‫�سمع ِ�س َ‬
‫ولم َي ْ‬
‫�ساحبه‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫واحد منهما‬
‫ٌ‬ ‫وي َتواردان في اللفظ‪َ ،‬ل ْم َي ْل َق‬
‫في المعنى‪َ ،‬‬
‫واردة"‪.‬‬ ‫َت على األ�سن ِتها"‪ .‬واأطلق ال ُّن ّقاد العبا�سيون على هذا ال َّت�سابه م�سطلح ُ‬
‫"الم َ‬ ‫ٍ‬
‫رجال َتواف ْ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫ال�سعرية؟‬
‫ال�سرقة ِّ‬
‫والم ْ�س‪ ،ï‬في ّ‬ ‫‪ - 1‬ما المق�سود ٍّ‬
‫بكل من‪ :‬الإِغارة ‪َ ،‬‬
‫‪ - 2‬ما الم�سطلح الذي ُيط َلق على الأخذ المحمود في ّ‬
‫كل مما ياأتي‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬قال اأبو ُنوا�س متغ ِّز ًل‪:‬‬
‫ــــــب‬
‫ُ‬ ‫َت ْن َتـقـي ِم ْنــ ُه و َت ْن َت ِخ‬ ‫ــن َتـا ُأخ ُ‬
‫ـــذ ُه‬ ‫والح ْ�س َ‬
‫ـت ُ‬ ‫ُخـ ِّل َي ْ‬
‫مادحا‪:‬‬
‫عده ً‬ ‫�سعب َب َ‬ ‫عبد اهلل بن ُم َ‬ ‫وقال ُ‬
‫َت َخ َّي ُر في الأُ ُب َّو ِة مـــا َت ُ‬
‫�ساء‬ ‫َكاأ ّن َك ُك ْن َت ُم ْح َت ِك ًـما َعليهِ ْم‬
‫وك ِ‬
‫الع َن ُب‪.‬‬ ‫ال�س ِ‬ ‫حكيم‪ :‬ل ُي ْجنى ِم َن َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ب ‪ -‬قال‬
‫وقال �سالح بن عبد الق ُّدو�س‪:‬‬
‫اإذا َو َت ْر َت ْام َراأً ْ‬
‫ِ ِ (‪)2‬‬
‫ال�س ْو َك ل َي ْح ُ�س ْد به ع َنبا‬
‫َم ْن َي ْز َر ِع َّ‬ ‫فاح َذ ْر َع َ‬
‫داو َت ُه‬

‫اﻟﻨﺸﺎط‬

‫القائلين ِغ ًنى عن َت ُ‬
‫ناو ِل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لي�س ِل َأح ٍد ِمن ا‬
‫أ�سناف‬ ‫ناعتين"‪َ " :‬‬
‫ِ‬ ‫"ال�س‬
‫�سكري في كتابه ِّ‬
‫ّ‬ ‫يقول اأبو ِهالل َ‬
‫الع‬
‫ويورِ دوها في‬‫ألفاظا ِمن ِع ِندهم‪ُ ،‬‬
‫ولكن عليهم ‪ -‬اإذا ا َأخذوها‪ -‬اأن َيك�سوها ا ً‬ ‫ْ‬ ‫تقد َم ُهم‪،‬‬
‫ممن َّ‬
‫المعاني َّ‬
‫ممن‬ ‫دة تركيبها‪ ،‬فاإذا فعلوا َ‬
‫ذلك فهم ا َأح ُّق بها ّ‬ ‫وج ْو ِ‬
‫أليفها‪َ ،‬‬ ‫غَ ْير ُح َّل ِتها الأُولى‪َ ،‬‬
‫ويزيدوها في ُح ْ�سن تا ِ‬
‫بق اإليها"‪.‬‬ ‫َ�س َ‬
‫مبي ًنا الفرق بين الأخذ المحمود والأخذ المذموم‪.‬‬ ‫َ‬
‫زمالئك‪ِّ ،‬‬ ‫نا ِق�س القول ال�سابق مع‬

‫(‪ )1‬اأحد القُراء ال�سبعة‪ ،‬و َن ْحوي م�سهور‪.‬‬


‫مكروها‪.‬‬ ‫بت له‬
‫�سب َ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫رت امراأ‪ّ :‬‬ ‫(‪َ )2‬و َت َ‬
‫‪41‬‬
‫والك ِذب في ِّ‬
‫ال�شعر‬ ‫ال�شدق َ‬
‫ّ‬ ‫‪É°SOÉ°S‬‬
‫‪k‬‬
‫ال�سعر‪ ،‬و�سارت اآرا ُوؤهم‬
‫ال�سدق‪ ،‬والكذب‪ ،‬في ِّ‬
‫مفهومي‪ّ :‬‬
‫َ‬ ‫تباينت اآراء ال ُّن ّقاد العبا�سيين في‬
‫على مبد َاأ ِين ُن ْج ِم ُلهما في ما ياأتي‪:‬‬
‫ال�شعر اأَ ْكذَبُ¬‬ ‫‪ - 1‬اأَ ْعذ ُ‬
‫َب ِّ‬
‫التقيد‬
‫وعدم ُّ‬
‫َ‬ ‫عدم مطابقة ال�سورة الأدبية ِلما ينا�سبها في الواقع‪،‬‬
‫اأجاز اأ�سحاب هذا المبداأ َ‬
‫ال�س ْيب‪:‬‬
‫مادحا َّ‬
‫ري ً‬ ‫البح ُت ّ‬
‫بمعايير العقل والمنطق‪ ،‬ومن ذلك قول ُ‬
‫الوغى ِم ْن �سارِ ٍم َل ْم ُي ْ�س َق ِل‬
‫وم َ‬‫َي َ‬ ‫قول َاأ ْح َ�س ُن حال ًة‬
‫الم ْ�س ُ‬‫ارم َ‬
‫وال�س ُ‬
‫ّ‬
‫ال�س ْيب ‪ -‬وهو ُعرفًا عالم ٌة على‬ ‫الواقع وحدود المنطق‪ ،‬حين مدح َّ‬ ‫َ‬ ‫ري هنا‬ ‫البح ُت ُّ‬
‫اإذ خالف ُ‬
‫قاطعا‬
‫فيكون اأبي�س اللون ً‬ ‫ُ‬ ‫بال�س ْيف الذي ُي�س َقل‬
‫ف�سب َهه من ناحية اللون َّ‬
‫ال�س ّن ‪ّ -‬‬ ‫التقدم في ّ‬
‫ُّ‬
‫فاع ًال في �ساحة المعركة‪ .‬وهذه ال�سورة مع مخالفتها للواقع وخروجها على المنطق تبقى‬ ‫ِ‬
‫الح َ�سن والتاأثير في‬
‫الو ْقع َ‬
‫�سمن دائرة الخيال المقبول‪ ،‬الذي يرمي به ال�ساعر اإلى اإحداث َ‬
‫َن ْف�س المتل ّقي‪ ،‬وهو ما َن ْل َم�سه حين نقراأ البيت‪ .‬وال�ساعر وا ْإن مدح َّ‬
‫ال�س ْيب فاإنه في الوقت‬
‫ال�سلبية له‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نف�سه لم َيمنع المتل ّقي من التفكير في المظاهر‬
‫ومن َثم‪ ،‬و�سع اأ�سحاب هذا المبداأ للكذب حدو ًدا ل يتخطاها ال�ساعر‪ ،‬فاأخذوا ً‬
‫مثال على‬
‫مادحا‪:‬‬
‫المتنبي قوله ً‬
‫ّ‬
‫خاط َبتي اإ ِّي َ‬
‫اك َل ْم َت َرني‬ ‫َل ْول ُم َ‬ ‫َكفى ِب ِج ْ�سمي ُنحو ًل َاأ ّنني َر ُج ٌل‬
‫خارجا على‬
‫ً‬ ‫المتنبي حدود الخيال المعقول‪ ،‬وراأوا في ِمثل هذا البيت ا ً‬
‫إفراطا‬ ‫ّ‬ ‫اإذ تجاوز‬
‫قرب المبالغة اإلى ن ْف�س المتلقي‪،‬‬
‫الحقيقة‪ .‬لذا دعا ال ُّن ّقاد في هذا ال�سياق اإلى ا�ستخدام اأدوات ُت ِّ‬
‫جراهما" ‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫فا�ستح�سنوا اأن ي�ستخدم ال�ساعر ا ً‬
‫ألفاظا‪ ،‬مثل " لو‪ ،‬اأو َيكاد‪ ،‬وما َجرى َم ُ‬
‫مادحا‪:‬‬
‫قول ال�ساعر ً‬
‫(‪)1‬‬
‫جاء َي ْ�ست ِل ُم‬
‫طيم اإذا ما َ‬ ‫ُركْ ُن َ‬
‫الح ِ‬ ‫راح ِته‬
‫فان َ‬‫َيكا ُد ُي ْم ِ�س ُكه ِع ْر َ‬

‫الم�سرفة‪ ،‬وهو جزء من الكعبة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫بناء على �سكل ن�سف دائرة من الجهة ال�سمالية من الكعبة‬
‫الحطيم‪ٌ :‬‬
‫كن َ‬‫(‪ُ )1‬ر ُ‬

‫‪42‬‬
‫إم�ساك ِيده‪ ،‬وفي هذا مبالغة َّ‬
‫قر َبها‬ ‫َ‬ ‫فعبر ال�ساعر عن ِع َظ ِم َك َرم الممدوح بمحاولة الجدار ا‬
‫َّ‬
‫ا�ستخدام اللفظ َ"يكاد"‪.‬‬
‫ال�شعر اأَ ْ�ش َدقُ¬‬ ‫‪ - 2‬اأَ ْعذ ُ‬
‫َب ِّ‬
‫ال�ساعر‬
‫ُ‬ ‫وي�ستخدم فيها‬
‫حقيقية‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫معبر ًة عن تجرِ بة �سعورية‬ ‫والمق�سود هنا ا ْأن تكون ال�سورة ِّ‬
‫القريب التناول من غير الخروج على حدود المنطق‪ ،‬ومثل ذلك قول َل ْيلى‬ ‫َ‬ ‫الخيال المقبول‬ ‫َ‬
‫الأَ ْخ َي ّلية(‪:)1‬‬
‫‪Éeƒéfo øn ∏r în jo l¥Qr Ro ál æs °Sp nCGhn‬‬ ‫‪ºr p¡Jƒ«Ho §n °Sr hn πp «r îdG‬‬ ‫‪o pQ Ωl ƒr bn‬‬
‫‪n •ÉH‬‬
‫ماح الزرقاء بنجوم الليل‪ ،‬وهي‬
‫والر َ‬ ‫ِ‬
‫المجتمعة َو ْ�سط البيوت بالليل‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬
‫الخيول‬ ‫�سورت ليلى‬
‫اإذ َّ‬
‫�سورة مقبولة ل خروج فيها على حدود المنطق‪.‬‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫ال�سعر؟‬
‫وال�سدق‪ ،‬في ِّ‬ ‫‪ - 1‬ما المق�سود ٍّ‬
‫بـكل من‪ :‬الكذب‪ّ ،‬‬
‫ال�سدق والكذب الذي ي ّتفق مع م�سمون ّ‬
‫كل من البيتين الآتيين‪:‬‬ ‫النقدي في مو�سوع ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 2‬ما المبداأ‬
‫ان بن ثابت‪:‬‬ ‫اأ ‪ -‬قال َح ّ�س ُ‬
‫قال اإذا اأَ ْن َ�س ْد َت ُه‪�َ :‬س َدقـــا‬
‫يت ُي ُ‬
‫َب ٌ‬ ‫نت قا ِئ ُل ُه‬ ‫واإ َِّن اأَ ْح َ�س َن َب ٍ‬
‫يت اأَ َ‬
‫ري‪:‬‬
‫الب ْح ُت ُّ‬
‫ب ‪ -‬قال ُ‬
‫وال�س ْع ُر َي ْكفي َعن ِ�س ْد ِق ِه َك ِذ ُبـ ْه‬
‫ِّ‬ ‫َك َّل ْف ُتمونا ُحدو َد َم ْن ِط ِق ُك ْم‬
‫‪ - 3‬قال ابن المعت ّز(‪:)2‬‬
‫الــد ْهــرِ‬
‫قــائــع َّ‬
‫ِ‬ ‫ــبــار َو‬
‫ُ‬ ‫هــذا غُ‬ ‫قلت َلها‪:‬‬ ‫و�س ْب َت‪ُ ،‬‬ ‫قا َل ْت‪َ :‬كب ِْر َت ِ‬
‫الفنية في البيت‪.‬‬
‫و�سح ال�سورة ّ‬
‫اأ ‪ِّ -‬‬
‫و�سح اإجابتك‪.‬‬
‫ال�سدق؟ ِّ‬
‫ناقدا‪ ،‬فهل ترى البيت هنا من باب الكذب اأم ّ‬
‫كنت ً‬‫ب ‪ -‬ا ْإن َ‬

‫(‪� )1‬ساعرة عربية ُعرِ فت بجمالها وقوة �سخ�سيتها وف�ساحتها‪ ،‬عا�سرت �سدر الإ�سالم والع�سر الأموي‪.‬‬
‫أديب و�ساعر‪.‬‬
‫العبا�سية‪ ،‬ا ٌ‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬اأَ َحد خلفاء الدولة‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻮﺣﺪة‬
‫اﻟﻤﺬاﻫﺐ ادﺑ ّﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫ّ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬

‫قادرا على اأن‪:‬‬


‫يُتوقَّع من الطّالب بعد درا�شة هذ√ الوحدة اأن يكون ً‬
‫يتعرف ًّ‬
‫كال من المفاهيم الآتية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الواقعي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومان�سي‪ ،‬والمذهب‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫الكال�سيكي‪ ،‬والمذهب ّ‬
‫ّ‬ ‫أدبي‪ ،‬والمذهب‬
‫المذهب ال ّ‬
‫مزي‪.‬‬
‫الر ّ‬‫والمذهب ّ‬
‫أدبي‪.‬‬ ‫‪َ ‬يذكر اأ�سماء اأدباء عرب مم ِّثلين ّ‬
‫لكل مذهب ا ّ‬
‫تطبيقية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربي وخ�سائ�سه في نماذج‬
‫ّ‬ ‫أدبي في الأدب‬ ‫يتبين َمالمح ّ‬
‫كل مذهب ا ّ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أدبية من ناحية خ�سائ�سها في الأدب‬
‫‪ُ ‬يوازن بين المذاهب ال ّ‬
‫أدبية‪.‬‬
‫قدية في تحليله لل ّن�سو�س ال ّ‬
‫يطبق المعايير والخ�سائ�س ال ّن ّ‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫مما تع َّلمه في تحليل ال ّن�سو�س وفهمها و َن ْقدها في ما ّ‬
‫يتحدث ويكتب‪.‬‬ ‫‪ ‬ي�ستفيد ّ‬
‫أدبية المختلفة‪.‬‬
‫الرواد من الأدباء العرب في المذاهب ال ّ‬
‫إيجابية‪ ،‬مثل‪ :‬تقدير دور ُّ‬
‫قيما ا ّ‬
‫‪ ‬يمتلك ً‬

‫‪44‬‬
‫أدبي‬
‫مفهوم املذهب ال ّ‬
‫ميز‬ ‫أدبيا ما ِ‬
‫ب�س ْبغة غالبة ُت ِّ‬ ‫�سبغ ِن ً‬
‫تاجا ا ًّ‬ ‫الفنية التي َت ُ‬
‫أدبي جمل ًة من الخ�سائ�س ّ‬ ‫ق�سد بالمذهب ال ّ‬ ‫ُي َ‬
‫الزمان‪.‬‬ ‫معينة من ّ‬ ‫ذلك ال ّنتاج من غيره في فترة َّ‬
‫عين‬
‫المبد َ‬‫ِ‬ ‫كبيرا من‬
‫فرد واحد‪ ،‬بل ي�سمل عد ًدا ً‬ ‫قت�سر على ٍ‬ ‫أدبي ل َي ِ‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فالمذهب ال ّ‬
‫أديب ما‬‫دب ا ٍ‬ ‫خا�سة َي َّت�سم بها اأَ ُ‬
‫التنبه اإلى وجود ِميزات ّ‬ ‫عامة مت�سابهة‪ ،‬مع ُّ‬ ‫خ�سائ�س ّ‬
‫ُ‬ ‫جمعت بينهم‬‫َ‬
‫نف�س ِه‪.‬‬‫المذهب ِ‬ ‫من غيره من اأتباع َ‬
‫آثار مذهب �سابق‬ ‫تدريجيا حيث َتتعاي�س ا ُ‬‫ًّ‬ ‫يتكون‬
‫والمذهب ل ياأتي فجاأ ًة ول يزول فجاأةً‪ ،‬بل ّ‬
‫رويدا حتى تتال�سى اأمام المذهب ّ‬
‫الالحق‪.‬‬ ‫رويدا ً‬ ‫مع مذهب لحق‪ ،‬ثم تزول الآثار القديمة ً‬
‫الثقافي وحركة‬
‫ّ‬ ‫ثم انتقل تاأثيرها بفعل ال ّت�سال‬ ‫أدبية بداي ًة في الغرب‪ّ ،‬‬ ‫وقد ظهرت المذاهب ال ّ‬
‫العربي الحديث‪ ،‬ومن اأ�سهر هذه المذاهب‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أدبنا‬
‫ا‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫(‪)1‬‬
‫العربية‬
‫ّ‬ ‫ال ّترجمة مع بداية ع�سر ال ّنه�سة‬
‫مزي‪.‬‬‫والر ّ‬ ‫والواقعي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والرومان�سي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكي‪،‬‬
‫ّ‬

‫الكال�شيكي(‪( )2‬مدر�شة ا ِلإحياء والنّه�شة)‬


‫ّ‬ ‫المذهب‬
‫العربية ا ّلتي ظهرت في اأوائل‬ ‫ّ‬ ‫عرية‬ ‫ُيط َلق ا�سم "مدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة" على الحركة ّ‬
‫ال�س ّ‬
‫ال�سعر‬
‫ال�سعراء في ع�سور ازدهار ّ‬ ‫ال�سعراء ال َّن ْظم على َن ْهج ّ‬
‫والتزم فيها عدد من ّ‬
‫َ‬ ‫الع�سر الحديث‪،‬‬
‫�سري‬
‫الم ّ‬ ‫ال�ساعر ِ‬
‫والعبا�سي‪ .‬وكان رائد هذه المدر�سة ّ‬ ‫أموي‪،‬‬
‫إ�سالمي‪ ،‬وال ّ‬ ‫الجاهلي‪ ،‬وال‬ ‫العربي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال�سعراء‪ ،‬منهم‪ :‬اأحمد �سوقي وحافظ اإبراهيم وعلي‬ ‫البارودي‪ ،‬و َتب َِعه مجموعة من ّ‬
‫ّ‬ ‫محمود �سامي‬
‫�سافي ومحمد‬‫ّ‬ ‫الر‬
‫هاوي ومعروف ُّ‬ ‫الز ّ‬ ‫الكاظمي وجميل �سدقي َّ‬ ‫ّ‬ ‫الجارم من م�سر‪ ،‬وعبد المح�سن‬
‫�سورية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الزرِ كْ لي من‬
‫فاعي من الأردن‪ ،‬وخير الدين ِّ‬ ‫الر ّ‬ ‫المنعم ّ‬ ‫الجواهري من العراق‪ ،‬وعبد ُ‬
‫ّ‬ ‫مهدي‬
‫ال�سعراء القدامى فاأَ ْ�س َبهوهم في اأ�ساليبهم‬
‫عري على نهج ّ‬ ‫ال�س ّ‬ ‫ممن �ساروا في ا ّتجاههم ّ‬ ‫وغيرهم ّ‬
‫و�س َورهم ومباني ق�سائدهم واأغرا�سهم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العربية‪ُ :‬يطلق هذا الم�سطلح على الفترة الّتي بداأت بحملة نابليون على م�سر في اأواخر القرن ال ّثامن ع�سر‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬ع�سر النه�سة‬
‫ال�سرق والغرب اأدى اإلى ارتقاء‬
‫وامتدت اإلى اأواخر القرن التا�سع ع�سر وبداية القرن الع�سرين‪ ،‬وما رافقَها من ا ّت�سال بين ّ‬
‫ّ‬
‫العثماني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العربية بعد تدهور اأحوالها في الع�سر‬
‫ّ‬ ‫الآداب‬
‫الميالدي‪ .‬بداأت في‬
‫ّ‬ ‫العلمي ا ّلتي اب َتداأت في القرن الخام�س ع�سر‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكية في اأوروبة بعد حركة البحث‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬ظهرت‬
‫اإيطاليا‪ ،‬ونمت وازدهرت في فرن�سا؛ لإحياء الثقافة والآداب اليونانية والالتينية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫البارودي التي ُيحاكي فيها الق�صيدة‬
‫ّ‬ ‫الفنية في ِ‬
‫الم ّية‬ ‫أهم معالم هذا المذهب ِ‬
‫و�سما ُته ّ‬ ‫وت ّت�ضح � ُّ‬
‫ومما جاء فيها‪:‬‬ ‫الجاهلية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ــي َل ْـم َت ْـر ِج ْـع َبيـا ًنا ِل�سـا ِئ ِـل‬ ‫ِ‬
‫و�إ ِْن ه َ‬ ‫ ‬ ‫المنــازِ ِل‬
‫ــم َ‬
‫مــاء َر ْ�س َ‬‫ــن �أَ ْ�س َ‬ ‫ـــي ِم ْ‬‫�أال َح ِّ‬
‫َ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫الحـــــواف ِل‬ ‫يوم َ‬‫يب ال ُغ ِ‬ ‫ها�ض ُ‬ ‫َع َليها �أَ ِ‬ ‫ ‬ ‫ـقت‬‫ـ�س والـ َت ْ‬ ‫وام ُ‬‫الـر ِ‬‫ـــالء َت َـعـ َّف ْتـهـــا َّ‬
‫َخ ٌ‬
‫�شاغلي‬ ‫كـان بالأَ ْم ِ�س ِ‬ ‫ �رانـي ِبهـا ما َ‬ ‫أَ‬ ‫ـــم‬
‫ـــر ُّ�س ٍ‬
‫عــد َت َ‬
‫الـد َار َب َ‬ ‫ــت ّ‬‫ـــر ْف ُ‬‫َـليًـا َع َ‬
‫ف َ أْ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫العقائ ِل‬ ‫�سان َ‬ ‫لح ِ‬ ‫وهي َم أْ� ًوى ِل ِ‬ ‫للظبـا ِء وطـا َلمـا‬ ‫ـي َم ْـر ًعـى ِّ‬
‫غَ َن ْت ْ َ‬ ‫ ‬ ‫وه َ‬
‫ـــد ْت ْ‬ ‫غَ َ‬
‫الر�سـا ِئ ِـل‬ ‫ـي َّ‬ ‫ف �أَ ْط ٍ‬
‫ـالل َك َـو ْح ِ‬ ‫َمعارِ ُ‬ ‫ ‬ ‫يــال �أَه ِلهــا‬
‫ــز ِ‬ ‫عـــــــد َت ْ‬
‫َ‬ ‫ف ِل ْل َع ْي ِـن ِم ْنهـــا َب‬
‫ِم َ‬ ‫ٍ‬ ‫نـــان فيهــا ِب ِ‬ ‫العي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ـح ِب ِ‬
‫وابل‬ ‫عـد َ�س ٍّ‬ ‫الد ْم ِع َي ْجـري َب َ‬ ‫ـن َّ‬ ‫ ‬ ‫ــــــف‬ ‫ـواك‬ ‫فـ�أ ْ�س َبـ َلــت َ ْ‬
‫(‪)3‬‬

‫الع ِ‬ ‫و أَ� ْغ َـر ْت ِب َق ْلبي ِ‬ ‫ِد ُ‬


‫ـالبـل‬
‫الب ِ‬ ‫جـات َ‬ ‫بـابـتـي ‬ ‫ـي َ�ص َ‬ ‫ــت َعـ َل َّ‬ ‫هــاج ْ‬ ‫يــار ا َّلتــي‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫ال�سفر‪ ،‬ويطلب‬ ‫خاطب فيها َرفيقه في َّ‬ ‫مقدم ًة َط َل ّلية ُي ِ‬
‫ففي بناء الق�صيدة نلحظ � ّأن ال�شاعر اختار ِّ‬
‫َدور‬
‫أطالل ت ُ‬ ‫وتغيرت حا ُلها ف�أ�صبحت � اً‬ ‫�إليه �إلقاء ال ّتحية على ديار محبوبته ا ّلتي َخ َلت منها ومن قومها ّ‬
‫بت في َب ْعث �أ�شواقه‬
‫وت�سب ْ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫كريات التي �أعاد ْتها‬ ‫الظباء‪ ،‬ثم َي ِ�ص ُف �أ َثر هذه الأطالل في نف�سه ّ‬
‫والذ‬ ‫فيها ِّ‬
‫وبكائه‪ � ،‬أش� ُنه في �صنيعه هذا �ش� ُأن ال�شعراء الجاهليين‪ ،‬مثل‪ :‬امرِ ئ الق َْي�س‪َ ،‬‬
‫وط َرفة بن العبد‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬
‫ال�شاعر ال َّن ْظم على َن ْهج القدماء باالنتقال من مو�ضوع �إلى �آخر ً‬
‫بعيدا‬ ‫المقدمة يوا�صل ّ‬
‫ِّ‬ ‫وبعد‬
‫حبه وما �آلت �إليه حاله‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫المو�ضوعية‪� ،‬إذ ي�شير �إلى َعذْ ل َمن َي ُ‬
‫لومه على ِّ‬ ‫ّ‬ ‫عن الوحدة‬
‫ـي َو�ســا ِئـلــي‬ ‫ـلــوب إِ� َل َّ‬
‫ٌ‬ ‫و�إِذ َ�أنـا َم ْج‬ ‫ ‬ ‫ــي ِط ْفـ َلـــ ٌة‬ ‫ِ‬
‫ـــي إ�ِذ ه َ‬ ‫َت َع َّل ْق ُتـهــا فـي َ‬
‫الح ِّ‬
‫ـــت َع َلـي َع ِ‬
‫ـواذلــي‬ ‫هــاج ْ‬
‫َ‬ ‫يـاب ُتـ ُه‬
‫غَ َ‬ ‫ ‬ ‫لب وا ْن َج َل ْت‬
‫الح ُّب في ال َق ِ‬
‫قر ُ‬‫َف َل ّما ا�س َت َّ‬
‫َّ‬
‫ثم ينتقل ال�شاعر �إلى المو�ضوع الرئي�س وهو الفخر بقومه ا ّلذين �أدركوا من المجد والف�ضائل‬ ‫ّ‬
‫ومما جاء في ذلك‪:‬‬
‫وافرا‪ّ ،‬‬
‫حظا ً‬‫الحميدة ًّ‬

‫الريح الّتي تثير ال ّتراب و َتد ِفن الآثار‪� .‬أها�ضيب‪ :‬جمع �أُه�ضوبة‪ ،‬وهي َ‬
‫الم ْطرة ّ‬
‫الدائمة‬ ‫الرام�سة‪ ،‬وهي ّ‬
‫الروام�س‪ :‬جمع ّ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫العظيمة الق َْطر‪.‬‬
‫ال�س ّيدة الكريمة‪.‬‬
‫العقائل‪ :‬جمع َعقيلة‪ ،‬وهي ّ‬ ‫(‪َ )2‬‬
‫الدمع الغزير‪.‬‬
‫الدمع‪� :‬أي ّ‬
‫واكف من ّ‬ ‫(‪ِ )3‬‬
‫وال�شوق في ق ْلبي‪.‬‬
‫نار الهوى ّ‬ ‫البالبل‪� :‬أ�شع َلت َ‬
‫العجات َ‬‫(‪� )4‬أَغْ َر ْت ِبقَلبي ِ‬

‫‪46‬‬
‫مائل‬
‫ال�ش ِ‬‫ـل في َّ‬ ‫وال َم ْج َد �إ ّال ِ‬
‫داخ ٌ‬ ‫ ‬ ‫وم ٍ‬
‫باد َم ْج ُد ُه ْم في ِ�شما ِلهِ ْم‬ ‫ ِم َن ال َق ِ‬
‫�ســائـل‬
‫ِ‬ ‫يـر ُم‬ ‫علـى َع َج ٍـل َل ّب َ‬
‫ـاك غَ َ‬ ‫لـد ْع َـو ٍة‬
‫ ‬ ‫هم َ‬ ‫الم ْـر َء ِم ْن ْ‬
‫ �إِذا ما َد َع ْو َت َ‬
‫الط ْع ِن � َّأو َل ِ‬
‫حام ِل‬ ‫وم اخ ِت ِ‬
‫ـالج َّ‬ ‫وي َ‬
‫َ‬ ‫ ‬ ‫الـــز ِاد � ِآخ َـر �آك ِـ ٍ‬
‫ـــل‬ ‫�شـاء ّ‬ ‫كـون َع َ‬ ‫ َي ُ‬
‫و� ْإن � َأنع ْمنا ال ّنظر في الق�صيدة َل ِح ْظنا �أ ّنها َتلتزم القافية الواحدة على منهج القدماء � ً‬
‫أي�ضا‪.‬‬
‫الكال�سيكي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫البارودي ا ّلذي يم ّثل المذهب‬
‫ّ‬ ‫و� ّأما الألفاظ والمعاني ف َن ْل َحظ � ّأن‬
‫والروام�س‪ ،‬و�أَها�ضيب"‪،‬‬ ‫الج ْزلة كما كان حال القدماء‪ ،‬ومنها‪َ ":‬تع َّفتها‪َّ ،‬‬ ‫العربي ا�ستخدم الألفاظ َ‬
‫ّ‬
‫الديار‬
‫م�ستمد ًة من المعاني والمو�ضوعات القديمة‪ ،‬مثل‪ :‬اندثار ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ومو�ضوعات‬ ‫معاني‬ ‫وا�ستخدم‬
‫َ‬
‫والظباء التي ترعى في الديار بعد ُخ ُل ِّوها من �أهلها‪،‬‬ ‫حمله من غبار وتراب‪ّ ،‬‬ ‫ِبف ْعل ّ‬
‫الرياح وما َت ِ‬
‫والفخر بالقوم ومجدهم وف�ضائلهم‪.‬‬
‫ال�شعرية الم�ألوفة لدى‬
‫ّ‬ ‫ال�صورة‬
‫الكال�سيكي ي�ستعمل ّ‬
‫ّ‬ ‫والبارودي كغيره من �شعراء المذهب‬
‫ّ‬
‫المادي‪ ،‬كما في قوله‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الح�س ّي‬
‫ّ‬ ‫القدماء ذات الطابع‬
‫عد َ�س ٍّح ِب ِ‬
‫وابل‬ ‫مع َي ْجري َب َ‬
‫الد ِ‬
‫من َّ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ــف‬ ‫نان فيهـا ِب ِ‬
‫ـواك ٍ‬ ‫ف َ�أ ْ�س َب َل ِت َ‬
‫الع ْي ِ‬
‫الدمع بالمطر الغزير المنهمر‪.‬‬
‫ي�شبه ّ‬‫فهو ِّ‬
‫العربي‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكي يف الأدب‬
‫ّ‬ ‫خ�صائ�ص املذهب‬
‫العربي على‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫مما �سلف‪ ،‬يمكننا �أن ن�ستخل�ص خ�صائ�ص المذهب‬
‫ال ّنحو الآتي‪:‬‬
‫تعدد المو�ضوعات‪.‬‬
‫العربية من حيث ُّ‬
‫ّ‬ ‫‪ُ - 1‬يحاكي القدماء في بناء الق�صيدة‬
‫‪ - 2‬يلتزم القافية الواحدة‪.‬‬
‫‪ - 3‬يحافظ على �سالمة الألفاظ‪ ،‬وجزالتها‪ ،‬وفخامتها‪ ،‬ويحر�ص على ف�صاحة ال ّتراكيب والأ�ساليب‬
‫ال ّل ّ‬
‫غوية‪.‬‬
‫والمادية‪ ،‬فيوازن بذلك بين العقل‬
‫ّ‬ ‫الح�س ّية‬
‫ال�شعرية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 4‬يبتعد عن الخيال الجامح با�ستخدام ال�صورة‬
‫والعاطفة‪.‬‬
‫�شعرية‬
‫ّ‬ ‫أغرا�ضا‬
‫ا�ستحدثوا � ً‬
‫َ‬ ‫الكال�سيكي قد َن َهجوا َن ْهج القدماء ف�إ ّنهم‬
‫ّ‬ ‫و�إذا كان �أتباع المذهب‬
‫ا�ستجد فيه من ظروف‬
‫َّ‬ ‫العربي‪ ،‬بما ينا�سب ع�صرهم وما‬ ‫ّ‬ ‫جديدة لم تكن معروفة من ق َْب ُل في ِّ‬
‫ال�شعر‬

‫‪47‬‬
‫الوطني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�سعر‬ ‫فظه َر ً‬
‫مثال ِّ‬ ‫واأحداث‪ ،‬ومن َث ّم‪ ،‬مو�سوعات جديدة ِّ‬
‫تعبر عن تلك الظروف والأحداث‪َ ،‬‬
‫ال�سابقة‪.‬‬
‫الفنية ّ‬
‫ولكن مع المحافظة على الخ�سائ�س ّ‬
‫ْ‬ ‫الم�سرحي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وال�سعر‬
‫الجتماعي‪ِّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وال�سعر‬
‫ِّ‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكي‪ ،‬في الأدب‬
‫ّ‬ ‫أدبي‪ ،‬والمذهب‬ ‫و�سح المق�سود ٍّ‬
‫بكل من‪ :‬المذهب ال ّ‬ ‫‪ِّ - 1‬‬
‫العربي؟‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬ما راأيك في اإطالق ا�سم "مدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة" على المذهب‬
‫و�سح‬
‫العربي الحديث؟ ِّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 3‬هل ا�ستطاعت مدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة اإ�سافة �سيء جديد لالأدب‬
‫َ‬
‫إجابتك‪.‬‬ ‫ا‬
‫الفنية لمدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة‪.‬‬
‫و�سح الخ�سائ�س ّ‬
‫‪ِّ - 4‬‬
‫زارها‪ُ ،‬معارِ ً�سا بذلك‬
‫و�سف مدينة دم�سق حين َ‬
‫لل�ساعر اأحمد �سوقي في ْ‬
‫‪ - 5‬اقراأ الأبيات الآتية ّ‬
‫دي في رثاء مدن الأندل�س التي َم ْط َلعها‪:‬‬ ‫الر ْن ّ‬
‫أندل�سي اأبي البقاء ُّ‬‫ّ‬ ‫ال�ساعر ال‬ ‫ق�سيدة ّ‬
‫ِن�سان‬
‫الع ْي ِ�س اإ ُ‬
‫يب َ‬‫فال ُي َغ َّر ِب ِط ِ‬ ‫ِل ُك ِّل َ�س ْي ٍء اإذا ما ت ََّم ُن ْق ُ‬
‫�سان‬
‫العربي الحديث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الكال�سيكية في الأدب‬‫ّ‬ ‫أهم مالمح‬ ‫�س منها ا َّ‬ ‫ثم ا�ستخ ِل ْ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫حداث واأَ ْز ُ‬
‫مان‬ ‫ٌ‬ ‫َم َ�س ْت على الر ْ�س ِم اأ َ‬
‫َّ‬ ‫ـن بانوا‬ ‫ناج ِج َّل َق وا ْن ُ�س ْد َر ْ�س َ‬
‫ــم َم ْ‬ ‫ق ُْم ِ‬
‫باق ِم ْنـ ُه ُعـ ْن ُ‬
‫ـوان‬ ‫ال�سحائ ِـ ِف‪ٍ ،‬‬ ‫َر ُّث َّ‬ ‫تـــــاب ل ِك َ‬
‫فـــاء َلـ ُه‬ ‫ٌ‬ ‫ديـــم ِك‬
‫لأ ُ‬ ‫هـذا ا َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ــدان‬
‫ـا�س َب ْغ ُ‬ ‫ـــت ِب َبنــي َ‬
‫الع ّب ِ‬ ‫ول َز َه ْ‬ ‫ــت ُط َل ْـي ِطـ َلـ ٌة‬ ‫َلـول ِد َم ْ�س ُ‬
‫ــق َل َمـا كـا َن ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫تـان‬ ‫دار َلهـا (الف َْي ُ‬
‫حـاء) ُب ْ�س ُ‬ ‫�س ٌ‬ ‫الأَ ْر ُ‬ ‫ـت َخما ِئ ُلهــا‪:‬‬ ‫َـد َه َّب ْ‬
‫الرفـاقُ وق ْ‬ ‫َ‬
‫قــال ِّ‬
‫َوق ُل َج ْي ِن المـا ِء ِع ْق ُ‬
‫يـان‬ ‫وال�س ْم ُ�س ف َ‬ ‫ـــــر َد ٌة‬ ‫َد َخـ ْل ُتهــــا َ ِ‬
‫وحـوا�سـيهــــا ُز ُم ُّ‬
‫(‪)4‬‬
‫َّ‬
‫ـران‬
‫ـك ُ‬ ‫َلـو َاأ َّن ِاإ ْح�سا َن ُك ْـم َي ْج ِ‬
‫ـزيـه ُ�س ْ‬ ‫ال�سـام ِ‪�ُ ،‬س ْك ًرا ل ا ْن ِق َ‬
‫�ســاء َلـ ُه‬ ‫يـا ِف ْت َيـ َة ّ‬
‫يان‬
‫وب ْن ُ‬
‫ديـد ُ‬ ‫ــك غَ ْ‬
‫ــــر ٌ�س وت َْج ٌ‬ ‫فالم ْل ُ‬
‫ُ‬ ‫وابنوا ُر ْك َن َدو َل ِتها‬ ‫ِ�سيدوا َلها ُ‬
‫الم ْل َك ْ‬
‫جـنــا�س واأَ ْد ُ‬
‫يـــان‬ ‫َــت ِ‬
‫فيـــه اأَ‬ ‫َــرق ْ‬ ‫َـوا فـي َهـوى َو َط ٍـن‬ ‫الم ْل ُ‬
‫ٌ‬ ‫َتف َّ‬ ‫ـك ا ْأن َت َتـالق ْ‬ ‫ُ‬

‫ِج َّلق‪ :‬ا�سم لمدينة دم�سق‪ .‬بانوا‪َ :‬‬


‫ابتعدوا‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫َب ْغدان‪ :‬المق�سود مدينة بغداد‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الفيحاء‪ :‬المق�سود مدينة دم�سق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ِعقيان‪ :‬الذَّ َهب الخال�س‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪48‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومان�شي‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫المذهب ّ‬ ‫‪É«fÉK‬‬
‫‪k‬‬
‫أدبي اأُط ِلق على ّ‬
‫ال�سعراء ا ّلذين نا َد ْوا ب�سرورة ال ّتحرر من القواعد والأ�سول الّتي نادت‬ ‫مذهب ا ّ‬
‫و�سبوا اهتمامهم على الحديث عن م�ساعر‬ ‫ّ‬ ‫العنان للعاطفة والخيال‪،‬‬ ‫الكال�سيكية‪ ،‬ف َاأط َلقوا ِ‬
‫ّ‬ ‫بها‬
‫ووظفوا الطبيعة لل ّتعبير عن تلك الم�ساعر و َن ْقلها اإلى الآخرين‪.‬‬‫الإن�سان ال َف ْرد وهمومه‪ّ ،‬‬
‫الم َ�س َّب َقة في‬
‫ومان�سية القواعد ُ‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫ومان�سية‪ ،‬اإذ َت ُع ُّد ّ‬
‫ّ‬ ‫للر‬
‫محدد ًة ّ‬
‫قواعد ّ‬
‫َ‬ ‫ثم َة‬
‫ول ن�ستطيع القول با ّأن ّ‬
‫عورية اإلى الآخرين‪.‬‬
‫ال�س ّ‬
‫الأدب قيو ًدا َت ُح ّد من اإبداع الأديب وقدرته على نقل تجرِ بته ّ‬
‫حرر من القواعد‪،‬‬ ‫جمعها ال ّت ّ‬
‫عدة مدار�س وا ّتجاهات‪َ ،‬ي َ‬
‫ومان�سي ّ‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫ونجد في المذهب ّ‬
‫العربي اأوائل القرن‬
‫ّ‬ ‫وتختلف في الهتمامات والم�سامين والأ�ساليب‪ ،‬وقد ظهر منها في الأدب‬
‫عبا�س محمود‬ ‫الديوان التي َّ‬
‫�سكلها ّ‬
‫كل من‪ّ :‬‬ ‫�سعرية‪ ،‬اأ�سهرها‪ :‬جماعة ّ‬
‫ّ‬ ‫عدة جماعات‬ ‫الع�سرين ّ‬
‫هجر‪ ،‬ومنهم‪ُ :‬جبران‬ ‫الم َ‬
‫الرحمن �سكري‪ .‬و�سعراء َ‬‫المازني‪ ،‬وعبد ّ‬
‫ّ‬ ‫الع ّقاد‪ ،‬واإبراهيم عبد القادر‬
‫إيليا اأبو ما�سي‪ ،‬و َن�سيب َعري�سة‪ .‬وجماعة اأبو ّلو‪ ،‬ومن �سعرائها‪ :‬اأحمد زكي اأبو‬
‫خليل ُجبران‪ ،‬وا ّ‬
‫�سادي‪ ،‬واإبراهيم ناجي‪.‬‬
‫ري‬
‫هج ّ‬
‫الم َ‬ ‫ولنتعرف هذا المذهب ب�سيء من الإي�ساح نتناول ق�سيدة " َف ْل�سفة الحياة" ّ‬
‫لل�ساعر َ‬ ‫ّ‬
‫إيليا اأبي ما�سي الّتي يقول فيها‪:‬‬‫ا ّ‬
‫كيف َت ْغدو اإِذا غَ َد ْو َت َعليال؟‬
‫َ‬ ‫داء‬
‫ــك ُ‬ ‫َاأ ُّيهــذا ّ‬
‫ال�سـاكــي ومـــا ِب َ‬
‫الرحيــال‬‫حيـل َّ‬
‫الر ِ‬ ‫َت َتـو ّقـى َق ْب َل َّ‬ ‫ـ�س‬ ‫نـاة في الأَ ْر ِ‬
‫�س َن ْف ٌ‬ ‫الج ِ‬ ‫اإ َِّن َ�س َّـر ُ‬
‫اأَ ْن َترى ف َْو َقهـا ال َّندى اإِكْ ليـال‬ ‫الو ِ‬
‫رود و َت ْعمى‬ ‫ال�س ْو َك في ُ‬
‫و َترى َّ‬
‫التقليدي في‬
‫ّ‬ ‫مبتعدا عن المظهر‬
‫ً‬ ‫لحظ ا ّأن ال�ساعر افتتح ق�سيدته‬
‫فبال َّنظر اإلى بناء الق�سيدة َن َ‬
‫الط َلل‪ ،‬بل بداأ بمو�سوعه مبا�سرة وهو ّ‬
‫الدعوة اإلى‬ ‫الكال�سيكية‪ ،‬فلم يقف على َّ‬
‫ّ‬ ‫مقدمة الق�سيدة‬
‫ِّ‬
‫متعج ًبا ممن ي�سكو الحياة من غير ع ّلة اأو مر�س ول ينظر‬
‫ال ّتفاوؤل وال�ستمتاع بالحياة‪ ،‬اإذ يت�ساءل ِّ‬
‫ال�س َ‬
‫وك‪.‬‬ ‫ا ّإل اإلى م�ساعب الحياة كمن ل يرى من الوردة اإل ّ‬

‫(‪ )1‬ظهر في فرن�سا في ال ّن�سف الثاني من القرن ال ّثامن ع�سر‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫�صحتها ب�أدلّته ا ّلتي ُت ِ‬
‫خاطب الوِ جدان‬ ‫ال�شاعر في ق�صيدته م� ِّؤك ًدا فكرته‪ُ ،‬‬
‫ومث ِب ًتا َّ‬ ‫ويم�ضي ّ‬
‫َ‬
‫الطيور في �سلوكها اً‬
‫مثال‬ ‫خذ من ّ‬ ‫الطبيعة الجميلة لت�أكيد �أفكاره‪ ،‬في ّت ُ‬ ‫والعاطفة‪ِّ ،‬‬
‫موظ ًفا عنا�صر ّ‬
‫حتذيه الإن�سان‪ ،‬فيقول عنها‪:‬‬
‫ينبغي �أن َي َ‬
‫ال�سبيــــال‬
‫ـــدون َّ‬
‫َ‬ ‫وال�صـا ِئ‬
‫َع َل ْيهـــا ّ‬ ‫ــو ‬
‫الج َّ‬ ‫ـك َ‬ ‫وال�ص ْق ُـر قـد َم َل َ‬
‫َت َت َغ ّنـى َّ‬
‫ـ�ض َي ْق�ضـي َقتيـال‬
‫والب ْع َ‬
‫حـيا َ‬ ‫َخ ُـذ ًّ‬ ‫ ‬ ‫َت َت َغ ّنـى و َق ْـد َر�أَ ْت َب ْع َ�ضـــهــا ُيــ�ؤْ ‬
‫عيـــــ�ش َطـويـــال؟‬
‫ُ‬ ‫عـــام �أَ َف َت ْبكــي و َق ْـد َت‬
‫ٍ‬ ‫ـ�ض‬
‫ــرهــا َب ْع ُ‬
‫وع ْم ُ‬
‫َت َتـ َغ ّنــى ُ‬
‫(‪)1‬‬ ‫ـــورى ِ‬
‫والقيـــال‬ ‫َ‬
‫القــال ل ْل َ‬ ‫وا ْت ُـر ِك‬ ‫ِ‬
‫بيعـــة م ْنهـــا ‬ ‫ــــب ّ‬
‫الط‬ ‫و َت َع َّل ْ‬
‫ــم ُح َّ‬
‫داعيا �إلى التفا�ؤل وعدم اال�ست�سالم لهموم‬
‫ال�شاعر في ال ّتعبير عن فكرته بال َّن ْهج نف�سه‪ً ،‬‬
‫وي�ستمر ّ‬
‫الحياة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ــل ال ُيبالــي ُ‬
‫الكبـــوال‬ ‫ــع َ‬
‫الك ْب ِ‬ ‫وم َ‬
‫َ‬ ‫ــز ًارا فـي ُع ِّ�ش ِـه َي َتـــ َغ ّنـــى ‬ ‫ُك ْ‬
‫ــن َه َ‬
‫وبوما في ال َّل ْي ِل َي ْبكي ُّ‬
‫الطلـوال‬ ‫�ض ً‬ ‫ِ‬ ‫ ‬‫الدو َد في الأَ ْر‬ ‫رابا ُيطــــــارِ ُد ُّ‬
‫ال غُ ً‬
‫الحقــوال‬ ‫قًا َفي ْ�سقــي ِمـن جا ِن َب ْي ِ‬
‫ــه ُ‬ ‫�ض َر ْقرا ‬ ‫ُك ْن غَ ديرا َي�سير في ا َ‬
‫لأ ْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وتـــــار ًة َت ْقبــيـــــال‬
‫َ‬ ‫ــما‬
‫هــــار َ�ش ًّ‬
‫َ‬ ‫ــع ا أَ‬
‫ل ْز ‬ ‫ُك ْن َم َع ال َف ْجرِ َن ْ�سم ًة ُت ِ‬
‫و�س ُ‬
‫وال�سهـوال‬
‫والربـى ُّ‬
‫ـــر ُّ‬ ‫ِ‬
‫بـات وال َّن ْه َ‬ ‫�س الغــا ‬ ‫يـل َك ْـو َك ًبـا ُيــ ؤْ� ِن ُ‬
‫وم َـع ال َّل ِ‬
‫َ‬
‫ال�شاعر ق�صيدته بالفكرة نف�سها التي اب َتد أَ� بها‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ثم ُينهي ّ‬
‫ُك ْ‬
‫ـن َجميـلاً َت َر ُ‬
‫الوجــو َد َجميــال‬ ‫داء ‬ ‫ــك ُ‬ ‫�أَ ُّيهــذا ّ‬
‫ال�شـاكــي ومـــا ِب َ‬
‫المو�ضوعية‪� ،‬إذ تتناول‬
‫ّ‬ ‫وهو بهذا يجعل ق�صيدته َح ْلق ًة واحدة َم ْح َكمة اال ّت�صال ت ّت�سم َ‬
‫بالوحدة‬
‫واحدا على خالف الق�صائد القديمة الّتي َّ‬
‫تعددت فيها المو�ضوعات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مو�ضوعا‬
‫ً‬
‫التزم في هذه الق�صيدة القافية الواحدة‪ ،‬ولك ّنه في ق�صائد �أخرى‬
‫َ‬ ‫ال�شاعر‬
‫والملحوظ � ّأن ّ‬
‫الرومان�سي الّذي يرف�ض الأ�صول‬
‫ّ‬ ‫تحرر من ذلك‪ ،‬كما في ق�صيدة "الم�ساء"‪ ،‬فهو يم ِّثل المذهب‬
‫ّ‬
‫الرومان�سيون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والقواعد التي َت ُح ّد من �إبداع ال�شاعر كما َيرى‬

‫الخ ْلق‪.‬‬
‫الورى‪َ :‬‬
‫(‪َ ) 1‬‬
‫المغردة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الهزاز‪ُ :‬ع�صفور �صغير من الطيور‬
‫(‪َ )2‬‬

‫‪50‬‬
‫ال�سهلة ذات البعد‬
‫ا�ستخدم الألفاظ ّ‬
‫َ‬ ‫و� ّأما الألفاظ والمعاني ف َن ْل َحظ في الق�صيدة � ّأن ّ‬
‫ال�شاعر‬
‫"ال�شاكي‪ ،‬وداء‪ ،‬وتتغ ّنى‪،‬‬
‫العاطفية‪ ،‬مثل‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫الرومان�سيين‬ ‫توجهات ّ‬ ‫العاطفي‪ ،‬بما يتنا�سب مع ّ‬
‫ّ‬
‫معانيه جديد ًة غير م�ألوفة ُت ِ�ش ُّع بالعاطفية‪ ،‬فهو يدعو �إلى ال ّتفا�ؤل والأمل‬
‫َ‬ ‫والورود"‪ ،‬كما نجد‬
‫وجمالها‪.‬‬
‫وال ّتم ّتع بالحياة وبالطبيعة َ‬
‫عبر عن �أفكاره‬ ‫الح ّية ا ّلتي � َ‬
‫أح�سن توظيفها؛ ل ُت ِّ‬ ‫ا�ستمد ُ�ص َوره من الطبيعة َ‬
‫ّ‬ ‫ونجد � ّأن ال�شاعر‬
‫فجع َلها – على مذهب ّ‬
‫الرومان�سيين ‪ -‬كائ ًنا َيفي�ض بالحياة‪ ،‬فالورود‬ ‫الجيا�شة‪َ ،‬‬
‫وم�شاعره وعاطفته ّ‬
‫تتك َّلل بالندى‪ّ ،‬‬
‫والطيور ُتغ ّني �أجمل الألحان‪ ،‬والغدير ي�سير مترقرقًا ي�سقي الحقول‪ .‬لقد �أطلق‬
‫عري وعاطفته فح َّلق بالمتل ّقي في �أجواء الطبيعة ا ّلتي ا ّتخذها �أداة ُتعينه‬
‫ال�ش ّ‬ ‫ال�شاعر ِ‬
‫العنان لخياله ّ‬ ‫ّ‬
‫و�ص َو ُرها بال ّتجرِ بة‬ ‫على ال ّتعبير عن �أفكاره و�أحا�سي�سه وم�شاعره‪ ،‬وهكذا امتزجت عنا�صر ّ‬
‫الطبيعة ُ‬
‫الكلية المبثوثة في الق�صيدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عورية‬
‫ال�ش ّ‬
‫ّ‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫ومان�سي يف الأدب‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫خ�صائ�ص املذهب ّ‬
‫ال�شعر‬
‫ومان�سي في ِّ‬
‫ّ‬ ‫الر‬ ‫إيليا �أبي ما�ضي ا ّت ُ‬
‫�صاف المذهب ّ‬ ‫ال�سابق ل ّ‬
‫يظهر من ا�ستعرا�ض ال ّنموذج ّ‬
‫أهمها أ� ّنه‪:‬‬
‫العربي بعدد من الخ�صائ�ص‪ ،‬من � ّ‬
‫ّ‬
‫الط َل ّلية‬
‫المقدمة َّ‬
‫ِّ‬ ‫ومان�سيون‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫العربية؛ لذا َه َج َر ّ‬
‫ّ‬ ‫يبتعد عن ال ّتقاليد الموروثة في ِبنية الق�صيدة‬
‫‪ُ - 1‬‬
‫المو�ضوعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوحدة‬
‫مبا�شرةً‪ ،‬والت َزموا َ‬
‫عري َ‬‫ال�ش ّ‬
‫ودخلوا في مو�ضوعهم ّ‬
‫ومان�سية مثلاً �إلى ال ّت ّ‬
‫حرر من قيود القافية؛ لأ ّنها‬ ‫ّ‬ ‫الر‬
‫يرف�ض القواعد والأ�صول‪ ،‬فقد دعا �أ ْتباع ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ - 2‬‬
‫َعد ًدا في القافية في الق�صيدة الواحدة‪.‬‬
‫فنجد لديهم ت ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال�شاعر‪،‬‬
‫ت َُح ّد من �إبداع ّ‬
‫وعبروا عن‬ ‫الرومان�سيون ّ‬
‫الطبيعة واندمجوا فيها‪َّ ،‬‬ ‫وظ َف ّ‬ ‫‪ُ - 3‬يط ِل ُق ِ‬
‫العنان للعاطفة والخيال‪ ،‬فقد َّ‬
‫عاطفية و�ألفاظ �سهلة بعيدة عن الغريب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫بمعان‬ ‫ذلك‬

‫عرية من الطبيعة الّتي نظر �إليها الرومان�سيون على �أ ّنها كائن ّ‬


‫حي َينبِ�ض بالحياة‪.‬‬ ‫ال�ش ّ‬
‫ال�ص َور ِّ‬ ‫‪َ - 4‬ي ُّ‬
‫�ستمد ُّ‬

‫‪51‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫العربي الحديث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الرومان�سي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫و�سح المق�سود بـالمذهب‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫أدبية‪ ،‬اذكر اثنتين منها‪.‬‬
‫ومان�سي عدة جماعات ا ّ‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫ي�سم المذهب ّ‬
‫‪ّ -2‬‬
‫الرومان�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفنية للمذهب‬
‫و�سح الخ�سائ�س ّ‬
‫‪ِّ - 3‬‬
‫إيليا اأبي ما�سي في‬
‫ال�سعر لدى ا ّ‬
‫ومان�سي‪ِّ ،‬بين راأيك في مفهوم ِّ‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫ال�سعر ّ‬
‫‪ - 4‬في �سوء ما در�ست عن ّ‬
‫قوله‪:‬‬
‫وو ْزنا‬ ‫ال�س ْع َـر ا ً‬
‫ألفاظا َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـت ِم ّني اإ ِْن َح ِ�س ْب َت‬
‫ل�س َ‬ ‫ْ‬
‫كان ِم ّنا‬
‫وا ْنقَ�سى ما َ‬ ‫ـك َد ْربي‬ ‫َت َد ْر ُب َ‬‫خــا َلف ْ‬
‫عرية‪ ،‬ولغة‬
‫ال�س ّ‬
‫وال�سورة ّ‬
‫ومان�سية من حيث‪ :‬بناء الق�سيدة‪ ،‬والعاطفة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والر‬
‫الكال�سيكية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 5‬وازِ ن بين‬
‫ال�سعر‪.‬‬
‫ّ‬
‫الرومان�سية في‬
‫ّ‬ ‫أهم خ�سائ�س‬
‫ثم ا�ستخل�س منها ا ّ‬
‫ال�سابي‪ّ ،‬‬
‫لل�ساعر اأبي القا�سم ّ‬
‫‪ - 6‬اقراأ الأبيات الآتية ّ‬
‫العربي الحديث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الأدب‬
‫َــد ْر‬ ‫ــد اأَ ْن َي ْ�س َت َ‬
‫جيـب الق َ‬ ‫فَـال ُب َّ‬ ‫ـب َي ْو ًمـا اأَرا َد َ‬
‫الحيـا َة‬ ‫ال�س ْع ُ‬
‫اإذا َّ‬
‫َ‬ ‫ــد ل ْلق َْي ِ َ‬ ‫يـــل اأَ ْن َي ْن َجلـــــــي‬
‫ــد اأ ْن َيـ ْنك ِ�س ْ‬
‫ـــــر‬ ‫ول ُب َّ‬ ‫ــد ِل َّل ِ‬
‫ول ُب َّ‬
‫ــر‬‫ت ََب َّخ َر فــــي َج ِّـوهـا وا ْن َـد َث ْ‬ ‫الح ِ‬
‫يـاة‬ ‫وم ْن َلـم ُيعا ِن ْقـ ُه َ�س ْـوقُ َ‬
‫َ‬
‫الم ْ�س َتـ ِت ْـر‬ ‫َو َح ّـد َثنــي ُر ُ‬
‫وحـها ُ‬ ‫لــي الكا ِئ ُ‬
‫نـات‬ ‫ـت َ‬ ‫ـك قا َل ْ‬ ‫َكذ ِل َ‬
‫ال�س َج ْر‬
‫َحت َّ‬
‫بال وت َ‬ ‫وف َْو َق ِ‬
‫الج ِ‬ ‫جـاج‬
‫الف ِ‬‫يـح َب ْي َن ِ‬ ‫و َد ْم َد َم ِت ّ‬
‫الر ُ‬
‫الح َذ ْر‬
‫�سيت َ‬ ‫َر ِك ْب ُت ُ‬
‫المنـى و َن ُ‬ ‫غــايـ ٍة‬ ‫اإذا مـا َط َم ْح ُ‬
‫ــت اإِلـــى َ‬
‫الم ْ�س َت ِع ْ‬
‫ــــر‬ ‫ــب ُ‬ ‫ول ُك َّب َة ال َّل َه ِ‬ ‫ال�س ِ‬
‫عـاب‬ ‫و َل ْـم اأَت ََج َّن ْب ُو َ‬
‫عـور ِّ‬
‫(‪)1‬‬

‫َــر‬
‫الحف ْ‬‫ـن ُ‬ ‫َي ِع ْ�س اأَ َب َد َّ‬
‫الـد ْهرِ َب ْـي َ‬ ‫الج ِ‬
‫بـال‬ ‫َو َم ْن ل ُي ِح ُّب ُ�سعو َد ِ‬

‫(‪ )1‬كُ َّبة‪ّ :‬‬


‫�سدة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ــر؟‬
‫الب َ�س ْ‬ ‫ـل ت َْك َـر َ‬
‫هيـن َ‬ ‫اأَيــا اأُ ُّم َه ْ‬ ‫�س َل ّما َ�ساأَ ْل ُت‪:‬‬
‫وقا َل ْت ِل َي الأَ ْر ُ‬
‫الخ َط ْـر‬ ‫ــن َي ْ�س َت ِل ُّـذ ُر َ‬
‫كـوب َ‬ ‫َو َم ْ‬ ‫موح‬
‫الط ِ‬ ‫اأُبارِ ُك في ال ّن ِ‬
‫ا�س ا ْأه َل ُّ‬
‫ُه َو َ‬
‫ـت َم ْهمـا َك ُ‬
‫ـــب ْر‬ ‫َو َي ْح َت ِق ُ‬
‫ــر ا ْل َم ْي َ‬ ‫الحيا َة‬
‫ـب َ‬ ‫الك ْو ُن َح ٌّي ُي ِح ُّ‬
‫َــد ْر‬
‫جيــب الق َ‬
‫َ‬ ‫فَـال ُب َّـد اأَ ْن َي ْ�س َت‬ ‫فـو�س‬ ‫ـت ل ْل َح ِ‬
‫يـاة ال ُّن ُ‬ ‫اإِذا َط َم َح ْ‬

‫اﻟﻨﺸﺎط‬
‫نقدا‬
‫الريح"‪ ،‬واكتب بعد قراءتها ً‬
‫الرحمن �سكري‪ ،‬واقراأ فيه ق�سيدة "اإلى ّ‬
‫ال�ساعر عبد ّ‬‫ُع ْد اإلى ديوان ّ‬
‫ومان�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الر‬
‫مت عن المذهب ّ‬‫مما تع ّل َ‬
‫م�ستفيدا ّ‬
‫ً‬ ‫للق�سيدة‬

‫(‪)1‬‬
‫الواقعي‬
‫ّ‬ ‫المذهب‬ ‫‪Éãk dÉK‬‬
‫الواقعيون‬
‫ّ‬ ‫مثالية‪ .‬فقد اأخذ‬
‫اليومية كما هي من غير ا ّأية ّ‬
‫ّ‬ ‫هو المذهب الذي ُيعنى بو�سف الحياة‬
‫ِ‬
‫والحديث‬ ‫الواقعية‬
‫ّ‬ ‫الرومان�سيين مبالغ َتهم في الخيال‪ ،‬وراأوا اأ ّنهم ابتعدوا عن حياة ال ّنا�س‬
‫ّ‬ ‫على‬
‫أدبية من م�سكالت الع�سر‬
‫ي�ستمد مادته ال ّ‬
‫ُّ‬ ‫الواقعي‬
‫ّ‬ ‫اليومية‪ ،‬فالكاتب‬
‫ّ‬ ‫عن م�سكالتهم وهمومهم‬
‫ت�سويرا‬
‫ً‬ ‫الواقعية‬
‫ّ‬ ‫و�سخ�سيا ِته من الطبقة الو�سطى اأو طبقة ُ‬
‫الع ّمال‪ ،‬وبذلك تكون‬ ‫ّ‬ ‫الجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬
‫ممزوجا ب َن ْف�س الأديب وقدراته الف ّن ّية‪.‬‬
‫ً‬ ‫للواقع‬
‫العربي بم�سكالته‬
‫ّ‬ ‫خا�سا ا�ستوحاه من الواقع‬
‫ًّ‬ ‫الواقعي َن ْه ًجا‬
‫ّ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫وقد َن َه َج الأدب‬
‫و�سوروا مظاهر الحرمان والبوؤ�س‬
‫َّ‬ ‫عيوب المجتمع‪،‬‬
‫َ‬ ‫أدباء‬
‫يا�سية‪ ،‬فاأبر َز ال ُ‬
‫ال�س ّ‬
‫الجتماعية وق�ساياه ّ‬
‫ّ‬
‫وكتب توفيق‬
‫َ‬ ‫"الم َّ‬
‫عذبون في الأر�س"‪،‬‬ ‫الق�س�سية ُ‬
‫ّ‬ ‫فكتب طه ح�سين مجموعته‬
‫َ‬ ‫�سد الإ�سالح‪،‬‬
‫َق َ‬
‫"ه ْم�س‬
‫الق�س�سية َ‬
‫ّ‬ ‫وكتب نجيب محفوظ مجموعته‬
‫َ‬ ‫"يوميات نائب في الأرياف"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الحكيم رواية‬
‫رقاوي رواية "الأر�س"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال�س‬
‫"الحرام"‪ ،‬وعبد الرحمن ّ‬
‫الجنون"‪ ،‬ويو�سف اإدري�س رواية َ‬

‫ظهر في فرن�سا في ال ّن�سف ال ّأول من القرن التا�سع ع�سر‪.‬‬


‫َ‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪53‬‬
‫دية‪ ،‬الّتي تتناول م�شكالت‬‫الواقعي‪ ،‬منها‪ :‬الواقعية ال َّن ْق ّ‬
‫ّ‬ ‫متعددة في المذهب‬
‫جاهات ِّ‬
‫ٌ‬ ‫و َث ّم َة ا ّت‬
‫ال�شر والف�ساد فيه‪ ،‬وتقوم بانتقاده‬ ‫تركز ب�شكل كبير على جوانب ّ‬ ‫المجتمع وق�ضاياه‪ ،‬ولك ّنها ِّ‬
‫الق�صة والرواية‬
‫و�إظهار عيوبه وت�سليط ال�ضوء عليها‪ ،‬وتكتفي بذلك من غير �إيجاد الحلول‪ .‬و ُت َع ّد ّ‬
‫الم�سرحية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أكبر وتليهما‬
‫النقدية ال َ‬
‫ّ‬ ‫الواقعية‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫مجال‬
‫قائما على ت�صوير‬
‫أدبي ً‬
‫اال�شتراكية‪ ،‬وهي تجعل العمل ال ّ‬
‫ّ‬ ‫بالواقعية‬
‫ّ‬ ‫نوع ُعرِ ف‬
‫الواقعية ٌ‬
‫ّ‬ ‫ومن‬
‫قي بين طبقة العمال والفالحين من جهة وطبقة الر�أ�سماليين والبرجوازيين من جهة‬ ‫ال�صراع َّ‬
‫الط َب ّ‬ ‫ّ‬
‫والع ّمال‬
‫لل�شرور في الحياة‪ ،‬ف َتدي ُنها وتك�شف عيوبها‪ ،‬وتنت�صر للفالحين ُ‬
‫م�صدرا ّ‬
‫ً‬ ‫ثانية‪ ،‬وتجعل الثانية‬
‫اً‬
‫حلول للم�شكالت التي تتناولها‪.‬‬ ‫تقدم‬
‫اال�شتراكية ِّ‬
‫ّ‬ ‫والواقعية‬
‫ّ‬ ‫و ُتظهِ ر جوانب الخير والإبداع فيهم‪.‬‬
‫أردني �أمين فار�س َم ْل َح�س‪ ،‬هو‬
‫للقا�ص ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ق�ص�صي مم ِّثل لهذا المذهب‬
‫ّ‬ ‫ونقف هنا على نموذج‬
‫ق�صة بعنوان " نظر ٌة ِمل�ؤها ال ُ‬
‫أمل" ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫الحي ا ّلذي �أَ ْق ُط ُن فيه مناديًا على ب�ضاع ِته من َ‬
‫الخ ْ�ضراوات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المتجول في‬
‫ِّ‬ ‫�صوت البائع‬
‫ُ‬ ‫ارتفع‬
‫َ‬ ‫"‬
‫أنتقي ما‬ ‫والم ْلفوف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والباذ ْن ِ‬ ‫كالب َن ِ‬
‫خرجت من الباب لكي � َ‬ ‫ُ‬ ‫جان‪ ،‬وال َق ْرنبِيط‪َ ،‬‬ ‫دورة‪ ،‬والكو�سا‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫تبحثان‬ ‫بتين �إلى َك ْومة الخ�ضار‬ ‫م�صو ِ‬
‫َّ‬ ‫ناي‬ ‫ولما و�ص َل ْتني َ‬
‫العرب ُة كانت َع ْي َ‬ ‫َي ْحلو لي من َخ ْ�ضراواته‪ّ ،‬‬
‫جان ا�سوِ دا ًدا‪ ،‬و�أكثرِ َم ْلفوف ٍة التفافًا‪ ،‬و� ْأي َن ِع‬
‫باذ ْن َ‬‫أ�شد ثمرة ِ‬
‫أر�ش ِق كو�ساية‪ ،‬و� ِّ‬
‫حبة َب َندورة‪ ،‬و� َ‬
‫عن �أح�سن ّ‬
‫ناي على‬ ‫فوقعت َع ْي َ‬
‫ْ‬ ‫ؤال المعهو َد‪ِ :‬ب َك ْم؟‬
‫ورفعت ر�أ�سي �إلى البائع لكي �أ�س�أ َله ال�س� َ‬ ‫ُ‬ ‫َق ْر َنبيط ٍة ُن ً‬
‫�صوعا‪.‬‬
‫أعرف هذا الوج َه َ‬
‫قبل‬ ‫فر ْ�ست في وجهه‪�َ ،‬أ ُتراني � ُ‬ ‫الع�شرين من ُع ُمره‪ ،‬و َت َّ‬‫َ‬ ‫�شاب �صغير َل ّما يبلغ‬ ‫وجه ٍّ‬ ‫ِ‬
‫حت على‬ ‫�شر َع في االنتقاء‪ ،‬ولك ّني َل َم ُ‬ ‫َ‬ ‫كل حال ما لي وما َله‪ .‬و� ُ‬ ‫الآن؟ على ّ‬
‫الع َربة لكي �أ َ‬ ‫أكببت على َ‬
‫�شبيها ب�شعوري �أنا‬ ‫ومي�ض غريب في عي َن ْيه عن �شعور َيخا ُله ً‬ ‫ٌ‬ ‫م�شروع ابت�سام ٍة خفيفة‪ ،‬و َن َّم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫�شفتيه‬
‫وانتقيت َ�ش ْروتي‬
‫ُ‬ ‫والخ ْلق كثير‪.‬‬ ‫الدنيا وا�سعة َ‬ ‫حال ّ‬‫راه قد ر�آني هو ال َآخر من َق ْب ُل؟ على � ّأية ٍ‬ ‫نحوه‪� .‬أَ ُت ُ‬‫َ‬
‫ن�سيت الكو�سايات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أحم َلها في �س ّلتي �إلى داخل بيتي و�إذا به يناديني قائلاً ‪ :‬يا �أ�ستاذُ‪،‬‬ ‫وه َم ْم ُت �أن � ِ‬ ‫َ‬
‫عدت �إلى‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وعينيه‪.‬‬ ‫مرة ثانية على وجهِ ِه وابت�ساما ِته‬ ‫ود َعها �س ّلتي فوقع ب�صري ّ‬ ‫وا�ستدرت لكي أُ� ِ‬‫ُ‬
‫اب‪ .‬و َن ِ�ش َبت المعركة‪ ،‬وقد‬ ‫ال�ش َّ‬
‫أيت هذا ّ‬ ‫أ�ستعيد �أين ر� ُ‬
‫َ‬ ‫ريد �أن �‬ ‫ٍ‬
‫وعناد �أُ ُ‬ ‫داخل بيتي و�أنا � ّ‬
‫أفك ُر ب�إ�صرارٍ‬
‫ال�سينمائي في‬
‫ّ‬ ‫ال�شريط‬
‫مخيلتي ك�أ ّنها َّ‬ ‫ال�ص َو ُر في ِّ‬‫تتابعت ُّ‬ ‫الحظ‪ ،‬فقد َ‬ ‫ّ‬ ‫لح ْ�سن‬‫كانت معرك ًة ق�صيرة ُ‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫أ�سرع منه ً‬ ‫و�ضوحها وجالئها‪ ،‬ولك ّنها � ُ‬
‫‪54‬‬
‫جيدة‪.‬‬
‫�سبق �أن عرف ُته معرف ًة ّ‬
‫اب‪ ،‬ال بل لقد َ‬
‫ال�ش َّ‬
‫أيت هذا ّ‬
‫�سبق � ْأن ر� ُ‬
‫نعم‪ ،‬لقد َ‬
‫الم ّجانية التي َيعمل فيها َّ‬
‫موظ ًفا‪ ،‬والتي يتر َّدد عليها‬ ‫طبيبا من �أ�صدقائي في العيادة َ‬
‫أزور ً‬
‫كنت � ُ‬
‫ُ‬
‫فت فيها تلك‬
‫حمل في يده �أوراقًا َع َر ُ‬ ‫ال�ش ْعب من مخت ِلف الطبقات‪ ،‬وجاء َد ْور ٍّ‬
‫�شاب �صغير َي ِ‬ ‫�أفرا ُد َّ‬
‫رفع‬
‫ثم َ‬‫بيب منه‪ ،‬و�أخذ ُيمعن النظر فيها‪ّ ،‬‬ ‫رات التحليل‪ ،‬فتناو َلها ّ‬
‫الط ُ‬ ‫مختب ُ‬
‫َ‬ ‫النماذج ا ّلتي ت�ستعملها‬
‫مبت�سما‪:‬‬
‫ً‬ ‫اب الواقف �أمامه‪ ،‬وقال له‬
‫ال�ش ِّ‬
‫ب�صره �إلى ّ‬ ‫َ‬
‫و�صحتك ممتازة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫�أُه ِّن ُئك يا ابني‪ُّ ،‬‬
‫كل �شيء على ما ُيرام‪،‬‬
‫مري�ض‪� ،‬أُ� ِّؤكد لك �أ ّنني مري�ض‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫دكتور‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ولك ّنني‪ ،‬يا‬
‫المرة الما�ضية ال ت�شكو �شي ًئا � اّإل �أَ َل ًما في‬ ‫مري�ضا‪� ،‬إ ّن َك � َ‬
‫أتيت لي في ّ‬ ‫ً‬ ‫ل�ست‬
‫َ‬ ‫‪� -‬إ ّن َك‪ ،‬يا ّ‬
‫بني‪،‬‬
‫ْ‬ ‫فح�صا دقي ًقا ف َل ْم �‬
‫أكت�شف في � ّأي جهازٍ من �أجهزتك �أدنى َخ َلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بفح�ص َك ً‬ ‫الر�أ�س‪ ،‬ومع ذلك ُ‬
‫قمت‬
‫اً‬
‫مجال‬ ‫�شير بما ال َي َد ُع‬
‫مختبر التحليل‪ ،‬وها هي ذي نتيج ُة ال ّتحليل ُت ُ‬
‫َ‬ ‫فحول ُتك �إلى‬ ‫ولم �أكْ ِ‬
‫تف بذلك َّ‬ ‫ْ‬
‫ال�سالمة‪.‬‬
‫ينتظرون َد ْو َرهم‪ ،‬مع ّ‬
‫َ‬ ‫فهمت؟ َع َ�شرات المر�ضى ُ‬
‫غيرك‬ ‫َ‬ ‫لل�ش ِّك �أ ّن َك ٌ‬
‫�سليم ُمعافًى‪ ،‬هل‬ ‫ّ‬
‫فانفجر‬
‫َ‬ ‫ال�سيطر َة على َن ْف�سه‬
‫ع�صبية �أفقد ْته ّ‬
‫ّ‬ ‫اب َن ْوب ٌة‬ ‫كالمه ح ّتى اع َت َرت ّ‬
‫ال�ش َّ‬ ‫أتم الطبيب َ‬‫وما � ْإن � َّ‬
‫�صائحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫في وجه ّ‬
‫الطبيب‬
‫�س بالألم ال � َ‬
‫أنت‪ .‬ماذا‬ ‫أنت �أدرى م ّني ب َن ْف�سي؟ �أنا ا ّلذي �أَ ُح ُّ‬
‫مري�ض‪� ،‬أنا مري�ض‪ ،‬هل � َ‬
‫ٌ‬ ‫ولك ّنني‬
‫ال�ضخم َة‪ ،‬ولك ّنكم ال ت�شعرون بم�صائب ال ّنا�س‪.‬‬
‫َي ُه ُّمكم �أنتم؟ �إ ّنكم َتقبِ�ضون رواتبكم ّ‬
‫�شاب ِّ‬
‫متعط ٌل عن‬ ‫�سك‪� ،‬إ ّن َك ٌّ‬
‫ج�سمك‪� ،‬إ ّنها في َن ْف َ‬
‫َ‬ ‫بني‪ّ � ،‬إن م�شكل َت َك لي�ست في‬
‫ا�سمع‪ ،‬يا ّ‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬‬
‫حاقد‬
‫ٌ‬ ‫تجد �إلى ذلك �سبيلاً ‪ ،‬ف� َ‬
‫أنت �إذًا َبرِ ٌم بالحياة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ت�شتغل وال ُ‬ ‫هنالك �أ ّن َك تريد �أن‬
‫َ‬ ‫العمل‪ُّ ،‬‬
‫وكل ما‬
‫الر�أ�س ا ّلذي ت�شكو منه‪.‬‬ ‫�سك وعلى ال ّنا�س �أجمعين‪ ،‬وهذا ك ُّله ِّ‬
‫ي�سب ُب َ‬
‫لك َو َجع ّ‬ ‫على ن ْف َ‬
‫الت‬
‫أخذت َع َ�ض ُ‬
‫�سحرية‪ ،‬ف� ْ‬
‫ّ‬ ‫ع�صا‬‫الكالم ح ّتى �أ�ضحى َك َم ْن َم َّ�سته ً‬
‫َ‬ ‫اب هذا‬ ‫وما � ْإن َ�س ِم َع ّ‬
‫ال�ش ُّ‬
‫الكر�سي ُد ْفع ًة واحدة‪ ،‬و�أخفى ر�أ�سه بين‬
‫ّ‬ ‫ج�سمه المتوتر ُة تتراخى‪ ،‬و َتداعى ج�سمه المت�ش ِّنج على‬
‫�ش في بكا ٍء �صامت‪.‬‬ ‫يديه و�أَ ْج َه َ‬
‫َ‬ ‫دكتور‪ ،‬ال ُت�ؤاخذْ ني‪� ،‬‬
‫أرجوك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫جدا يا‬
‫ف ًّ‬
‫ف‪ ،‬مت� ِّأ�س ٌ‬
‫�أنا مت� ِّأ�س ٌ‬
‫بني‪.‬‬ ‫َ‬
‫عليك يا ّ‬ ‫‪ -‬ال ب� َأ�س‬
‫رفع ر� َأ�سه‪ ،‬وقال ب َن ْبر ٍة وا�ضحة هادئة‪:‬‬
‫دمعه َ‬
‫ف َ‬‫وك ْف َك َ‬
‫وعيه َ‬
‫ثاب �إليه ُ‬
‫ولما َ‬
‫ّ‬
‫‪55‬‬
‫باهرا في‬
‫نجاحا ً‬‫ً‬ ‫الثانوية‪ ،‬ونجحت‬‫ّ‬ ‫أكملت درا�ستي‬
‫ُ‬ ‫�شاب �‬
‫ٌّ‬ ‫دكتور‪� ،‬أنا‬
‫ُ‬ ‫�أرجو المعذر َة يا‬
‫تنتظر َ�شهادتي‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الفقيرة ا ّلتي كانت‬ ‫ال�شهادة‪ ،‬و�أنا ال ُ‬
‫أمل الوحيد لعائلتي‬ ‫وح�صلت على َّ‬
‫ُ‬ ‫االمتحان‪،‬‬
‫وكل هذه الألوف الم�ؤ َّلفة‬ ‫ولكن الم�شكل َة � َّأن �أمثالي ُي َع ّدون بال ِ‬
‫ألوف‪ُّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�صبر‪،‬‬
‫وتوظيفي بفارغ ّ‬
‫تريد الوظيفة‪.‬‬
‫نجحت في‬
‫َ‬ ‫دمت قد‬
‫ني‪ ،‬ما َ‬
‫ا�سم ْع يا ُب ّ‬
‫ال�شاغرة؟ َ‬
‫ألوف الوظائف ّ‬ ‫‪ -‬وهل ُي ْع َق ُل � ْأن َ‬
‫توج َد لهم � ُ‬
‫أي�ضا‪ ،‬وعق ُلك �سليم‪.‬‬ ‫الباهر فهذا يعني �أ ّن َك ٌّ‬
‫ذكي � ً‬ ‫َ‬ ‫جاح‬
‫االمتحان هذا ال ّن َ‬
‫َ‬ ‫‪� -‬أرجو َ‬
‫ذلك‪ ،‬و�‬
‫أ�شكرك‪.‬‬
‫نحن م َّت ِف ِ‬
‫قان‪.‬‬ ‫ �ذًا‪ُ ،‬‬
‫‪-‬إ‬
‫طبعا‪.‬‬ ‫‪ً -‬‬
‫طبعا‪ً ،‬‬
‫مري�ض �أم ال؟‬
‫ٌ‬ ‫‪ � -‬اّإل في �شي ٍء واحد‪ ،‬وهو هل � َ‬
‫أنت‬
‫عوجاء‪ ،‬وط�أط�أَ ر�أ�سه خجلاً وهو يقول‪ :‬وفي هذه‬
‫ُ‬ ‫اب ابت�سامة‬ ‫وارت�سمت على َ�ش َف َت ِي ّ‬
‫ال�ش ِّ‬ ‫ْ‬
‫مري�ضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫نحن م َّت ِفقان يا دكتور‪� ،‬أنا ُ‬
‫ل�ست‬ ‫أي�ضا ُ‬
‫� ً‬
‫فهمت؟‬
‫َ‬ ‫بني‪ ،‬هل‬
‫وا�سع ف�سيح يا ّ‬
‫ٌ‬ ‫ج�سم �سليم وعقل �سليم وميدان الحياة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬عال‪ ،‬عال‪،‬‬
‫الطبيب‪ ،‬ونظر �إليه َن ْظر ًة ِمل�ؤها ال ُ‬
‫أمل‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫اب ر�أ�سه �إلى ّ‬ ‫ورفع ّ‬
‫ال�ش ُّ‬ ‫َ‬
‫أذن وان�صرف "‪.‬‬
‫و�شكره وا�ست� َ‬
‫َ‬ ‫ف�صافح ّ‬
‫الطبيب‬ ‫َ‬ ‫كر�سيه‬
‫ّ‬ ‫فهمت‪ .‬ونه�ض عن‬
‫ُ‬ ‫نعم‪،‬‬
‫الواقعية من غير‬
‫ّ‬ ‫و�شخ�صيا ِتها من حياة ال ّنا�س‬
‫ّ‬ ‫ق�صته و�أحدا َثها‬
‫معاني ّ‬
‫َ‬ ‫ا�ستمد‬
‫َّ‬ ‫القا�ص‬
‫َّ‬ ‫لحظ � ّأن‬
‫َن َ‬
‫االجتماعية ا ّلتي ُيعانيها كثير من ال ّنا�س‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ف�صو َر واحد ًة من الم�شكالت‬ ‫� ٍ‬
‫إغراق في العاطفة والخيال‪َّ ،‬‬
‫بتفوق‪ ،‬وال يجد عملاً ‪ ،‬وحين َ‬
‫�شعر ب�أ ّنه‬ ‫ذكي و�أنهى درا�سته ّ‬
‫�شاب فقير‪ ،‬ولك ّنه ّ‬
‫ق�صة ٍّ‬
‫وتتم َّثل في ّ‬
‫توج َه �إلى عيادة ّ‬
‫الطبيب‪.‬‬ ‫مري�ض ّ‬
‫الواقعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اليومية بما يوافق ر�ؤيته‬
‫ّ‬ ‫�ستم ّد ًة من لغة الحياة‬
‫وتراكيبه ُم َ‬
‫ُ‬ ‫وقد جاءت �ألفاظ الكاتب‬
‫ن�سيت الكو�سايات‪ ،‬عال‪ ،‬عال"‪.‬‬
‫َ‬ ‫مثل‪" :‬كو�ساية‪�َ ،‬ش ْر َوتي‪ ،‬يا �أ�ستاذُ‪،‬‬
‫اب الفقير‬
‫بال�ش ِّ‬
‫والع ّمال المتم ِّثلة ّ‬
‫ال�صراع بين طبقة الفالحين ُ‬
‫ق�صته �شي ًئا من ّ‬
‫و�صو َر الكاتب في ّ‬
‫ّ‬
‫والبرجوازيين المتم ِّثلة ّ‬
‫بالطبيب "ماذا َي ُه ُّمكم �أنتم؟ إ� ّنكم َتقبِ�ضون رواتبكم‬ ‫وطبقة الر�أ�سماليين ُ‬
‫ال�ضخم َة‪ ،‬ولك ّنكم ال ت�شعرون بم�صائب ال ّنا�س"‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪56‬‬
‫الجتماعية الّتي عر�سها في ّ‬
‫ق�سته‪ ،‬وتم ّث َل ذلك في عدم‬ ‫ّ‬ ‫حال للم�سكلة‬
‫و�سع الكاتب ًّ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫ّ‬
‫واقع ا َ‬
‫أف�سل بما‬ ‫واقعه اإلى ٍ‬
‫فغي َر بذلك َ‬
‫الخ ْ�سراوات‪َّ ،‬‬
‫اب للوظيفة‪ ،‬ولجوئه اإلى مهنة بائع َ‬
‫ال�س ِّ‬
‫انتظار ّ‬
‫ال�ستراكيين في تح�سين حياة ال ّنا�س واإ�سالح م�سكالتهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الواقعيين‬
‫ّ‬ ‫ي ّتفق وغاي َة‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫الواقعي يف الأدب‬
‫ّ‬ ‫خ�شائ�س املذهب‬
‫ويبتعد عن الإغراق في العواطف والخيال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫�سو ُر الواقع‬
‫‪ُ - 1‬ي ِّ‬
‫المجتمع‪،‬‬
‫َ‬ ‫اتية‪َ ،‬فين ُقد‬ ‫بعيدا عن ّ‬
‫الذ ّ‬ ‫مو�سوعيا ً‬
‫ًّ‬ ‫عر�سا‬
‫الجتماعية‪ ،‬ويعرِ ُ�سها ً‬
‫ّ‬ ‫‪ُ - 2‬ي ِّ‬
‫رك ُز على الق�سايا‬
‫ويقترح بع�س الحلول المنا�سبة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويبحث عن م�سكالته‪،‬‬
‫ُ‬
‫والم�سرحية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والروائية‬
‫ّ‬ ‫الق�س�سية‬
‫ّ‬ ‫أكبر على الكتابة‬
‫يعتمد ب�سورة ا َ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫العربي الحديث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الواقعي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫و�سح المق�سود بالمذهب‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الواقعي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫ظهور المذهب‬
‫َ‬ ‫‪ - 2‬ع ِّلل‬
‫در�ست‪.‬‬
‫َ‬ ‫مما‬
‫الواقعي ّ‬
‫ّ‬ ‫عدد ا ّتجاهات المذهب‬
‫‪ِّ - 3‬‬
‫ال�ستراكية؟‬
‫ّ‬ ‫والواقعية‬
‫ّ‬ ‫النقدية‬
‫ّ‬ ‫الواقعية‬
‫ّ‬ ‫‪ - 4‬ما الفرق بين‬
‫الرومان�سي من ناحي َتي‪ :‬الألفاظ‪ ،‬والمعاني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الواقعي والمذهب‬
‫ّ‬ ‫‪ - 5‬وازِ ْن بين المذهب‬
‫الواقعي‪ ،‬في را َ‬
‫أيك؟‬ ‫ّ‬ ‫أدبية ً‬
‫تمثيال للمذهب‬ ‫أكثر الفنون ال ّ‬
‫والم�سرحية ا َ‬
‫ّ‬ ‫والرواية‬ ‫‪ِ - 6‬ل َم كانت ّ‬
‫الق�سة ّ‬
‫قدية‪.‬‬
‫للواقعية ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫لق�سة اأمين فار�س َم ْل َح�س الّتي در�ستها ل ُت َ‬
‫�سبح مم ِّثل ًة‬ ‫تخي ْل نهاي ًة اأخرى ّ‬
‫‪َّ - 7‬‬

‫اﻟﻨﺸﺎط‬

‫رنامج �سانع الأفالم )‪ (Movie Maker‬ق ُْم باإعداد فيلم ق�سيرٍ عن بع�س اأ ْتباع المذهب‬
‫با�ستخدام َب َ‬
‫�سخ�سية له‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومورِ ًدا �سور ًة‬
‫أ�سهر اأعماله‪ُ ،‬‬
‫وبلده‪ ،‬وا َ‬ ‫العربي‪ِ ،‬‬
‫ذاك ًرا ا�سم الكاتب‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الواقعي في الأدب‬
‫ّ‬

‫‪57‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مزي‬
‫الر ّ‬
‫المذهب ّ‬ ‫‪É©HGQ‬‬
‫‪k‬‬
‫ِ‬
‫الكامنة في َن ْف�س الأديب‪ .‬ويرى‬ ‫أدبي يعتمد الإيحاء في ال ّتعبير عن المعاني‬
‫مذهب ا ّ‬
‫ٌ‬ ‫مزي ُة‬
‫الر ّ‬
‫ّ‬
‫أدق من محاولة ال ّتعبير عنها في ذاتها؛ لذا‬
‫أ�سحابه ا ّأن ال ّتعبير عن الأ�سياء َح َ�س َب تاأثيرها في نفو�سنا ا ُّ‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫إيحائيا يوحي‬
‫رمزيا ا ًّ‬
‫عدا ًّ‬
‫معينة ُت ْ�سفي عليها ُب ً‬ ‫ٍ‬
‫�سياقات َّ‬ ‫ؤون اإلى ا�ستخدام الألفاظ والتراكيب في‬
‫َيلجو َ‬
‫الفنية ا ّلتي ت�ساعد على تكثيف الإيحاءات‬
‫للقارئ بالمعنى الذي يريده الأديب‪ .‬ومن اأدواتهم ّ‬
‫ال�سعر ومو�سيقاه‪.‬‬
‫الخا�س ُة باإيقاع ِّ‬
‫ّ‬ ‫عناي ُتهم‬
‫الرمزية في الأدب بما توؤ ّدي اإليه من اإيجاد لغ ٍة جديد ٍة تتجاوز معناها المعجمي‪،‬‬
‫أهمية ّ‬
‫كمن ا ّ‬
‫و َت ُ‬
‫الجمالي لل ّن�س‪ ،‬وزيادة‬
‫ّ‬ ‫أكثر عم ًقا‪ ،‬ومن َث ّم‪ ،‬ال ّنهو�س بالم�ستوى‬
‫محمل ًة باأفكارٍ ودللت ا َ‬
‫كون َّ‬
‫و َت ُ‬
‫أقرب اإلى َن ْف�س المتل ّقي‪.‬‬
‫أكثر ت�سوي ًقا وا َ‬
‫وج ْعله ا َ‬
‫فاعليته‪َ ،‬‬
‫ّ‬
‫�سيما �سعر ال َّتفعيلة‪،‬‬
‫العربي المعا�سر ول ّ‬
‫ّ‬ ‫ال�سعر‬ ‫مزية ا ْأن تا َ‬
‫أخذ مكا ًنا لها في ِّ‬ ‫الر ّ‬
‫وقد ا�ستطاعت ّ‬
‫ال�سبـور‪ ،‬ومحمـود‬ ‫ال�س ّياب‪ ،‬و�سـالح عبـد ّ‬
‫ال�سعـراء‪ ،‬مثـل‪ :‬بـدر �ساكر َّ‬ ‫فظه َرت لدى عـدد من ّ‬
‫َ‬
‫دروي�س‪ ،‬واأدوني�س‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫وخ�سائ�سه‪ ،‬اإليك هذا‬ ‫الفنية‬
‫توجهاته ّ‬
‫أهم ُّ‬
‫وتقف على ا ّ‬
‫َ‬ ‫ولتتعر َ‬
‫ف هذا المذهب عن ُق ْرب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫"ر َح َل ال َّنهار"‪ ،‬ا ّلتي َن َظ َمها‬
‫ال�س ّياب من ق�سيدته َ‬
‫العراقي بدر �ساكر َّ‬
‫ّ‬ ‫لل�ساعر‬
‫عري ّ‬
‫ال�س ّ‬
‫قطع ِّ‬
‫الم َ‬‫َ‬
‫ا�ستد عليه المر�س في اأحد م�ست�سفيات الكويت‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫ُم ِ‬
‫خاط ًبا امراأ ًة حين َّ‬
‫َر َح َل ال َّن ْ‬
‫هار‬
‫(‪)2‬‬
‫نار‬ ‫ها اإِ ّن ُه ا ْن َط َفاأَ ْت ذُبا َل ُت ُه على اأُ ُفقٍ َت َو ّه َج َ‬
‫دون ْ‬
‫فار‬ ‫رين َع ْود َة ِ�س ْن ِدبا َد ِم َن ّ‬
‫ال�س ْ‬ ‫ل�س ِت َتن َت ِظ َ‬ ‫وج ْ‬ ‫َ‬
‫والرعو ْد‬ ‫ِ‬
‫وا�سف ُّ‬ ‫�سر ُخ ِمن َورا ِئ ِك َ‬
‫بالع‬ ‫والب ْح ُر َي ُ‬
‫َ‬
‫لن َيعو ْد‪،‬‬ ‫هو ْ‬‫َ‬
‫َاأ َوما َع ِل ْم ِت ِباأ ّن ُه اأَ َ�س َر ْت ُه اآ ِله ُة الب ْ‬
‫ِحار‬

‫ظهر في فرن�سا في ال ّن�سف الثاني من القرن التا�سع ع�سر‪.‬‬


‫َ‬ ‫(‪)1‬‬
‫القنديل‪.‬‬‫(‪ )2‬الذّ بالة‪ :‬فتيل ِ‬

‫‪58‬‬
‫حار؟‬
‫والم ْ‬
‫الد ِم َ‬ ‫في َق ْلع ٍة َ�س َ‬
‫وداء في ُج ُزرٍ ِمن َّ‬
‫لن َيعو ْد‪،‬‬
‫هو ْ‬ ‫َ‬
‫َر َح َل ال َّن ْ‬
‫هار‬
‫لن َيعو ْد‬ ‫َف ْل َت ْر َحلي‪َ ،‬‬
‫هو ْ‬
‫العام للمقطع ِبما‬
‫والجو َّ‬
‫َّ‬ ‫فق‬ ‫رمزيا � ًّ‬
‫إيحائيا ي ّت ُ‬ ‫اب اللغ َة في هذا المقطع توظي ًفا ًّ‬
‫ال�س ّي ُ‬
‫ف ّ‬ ‫فقد َّ‬
‫وظ َ‬
‫إيحاء ِبفقدان‬
‫"ر َح َل ال َّنهار" � ٌ‬ ‫�شيع فيه من ٍ‬
‫حزن و�شعور بالألم والفراق نتيجة المر�ض‪ ،‬فـال ّتعبير َ‬ ‫َي ُ‬
‫والرعود"‬
‫ي�صرخ بالعوا�صف ّ‬
‫ُ‬ ‫بال�شفاء والي�أ�س من العودة �إلى الوطن وال ِأح َّبة‪ ،‬و"البحر ا ّلذي‬
‫أمل ّ‬‫ال ِ‬
‫والدم‬
‫والج ُزر َّ‬
‫ُ‬ ‫ال�سوداء‬
‫وع َقباتها‪ ،‬و"القلعة ّ‬ ‫وتحدياتها َ‬
‫ِّ‬ ‫إيحاء بهموم الحياة و�أحزانها و�آالمها‬
‫� ٌ‬
‫إيحاء بالمر�ض الّذي �أ�ضحى ِ�س ْج ًنا يعي�ش فيه ّ‬
‫ال�شاعر يم َن ُعه من وطنه و�أهله‪.‬‬ ‫والمحار" � ٌ‬
‫َ‬
‫الفنية‪ ،‬وزادت من‬ ‫لحظ � ّأن الرمزية �أَ‬
‫ولع ّلنا َن َ‬
‫دالليا على المقطع‪ ،‬وارت َق ْت بقيمته ّ‬
‫�ضفت عم ًقا ًّ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫إيحائية‬ ‫فال�ص َور جاءت مركَّ ب ًة حا ِفل ًة ّ‬
‫بالدالالت ال ّ‬ ‫عما في �أغوار نف�سه‪ُّ ،‬‬
‫ال�شاعر على ال ّتعبير ّ‬
‫قدرة ّ‬
‫"ر َح َل ال َّنهار" ال يتو ّق ُ‬
‫ف على ت�شبيه ال َّنهار‬ ‫ال�شاعر وما ُيعانيه‪ ،‬فقوله مثلاً ‪َ :‬‬
‫نف�سية ّ‬
‫ّ‬ ‫ا ّلتي تعك�س‬
‫�صرخ" ال‬
‫"والبحر َي ُ‬
‫ُ‬ ‫وح ًيا ِبفقدان الأمل والي�أ�س‪ ،‬وكذا قو ُله‪:‬‬ ‫رحل َح ْ�س ُب‪ ،‬و�إ ّنما جاء ُم ِ‬ ‫ب� ٍ‬
‫إن�سان َي َ‬
‫ِ‬
‫و�ضيقها‬ ‫ال�شاعر‬
‫�صرخ‪ ،‬و�إ ّنما َتجاو َز ذلك �إلى ق�سوة الحياة على ّ‬ ‫يتو ّقف على ت�شبيه البحر ب� ٍ‬
‫إن�سان َي ُ‬
‫و�صعوب ِتها‪.‬‬
‫ال�س ّياب هذه في �إطار َ�ش َبك ٍة من َ‬
‫العالقات المترابطة؛‬ ‫وال�ص َور في ق�صيدة ّ‬
‫�ضافرت الألفاظ ُّ‬
‫لقد َت َ‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫غنية ِّ‬
‫رمزي يوحي بدالالت ّ‬
‫ّ‬ ‫جو‬
‫�ساعد على �إحداث ٍّ‬
‫َ‬ ‫ما‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫مزي يف الأدب‬
‫الر ّ‬
‫خ�صائ�ص املذهب ّ‬
‫العادية في ر�أي‬
‫ّ‬ ‫بو�صفها �أدا ًة فاعلة لل ّتعبير؛ ل ّأن ال ّلغة‬
‫إيحائية ْ‬
‫مزية ال ّ‬ ‫الر ّ‬
‫�ستخدم ال ّتعبيرات ّ‬
‫ُ‬ ‫‪َ - 1‬ي‬
‫عما في ال َّن ْف�س من �أفكار وم�شاعر‪.‬‬‫عبير ِب ُع ْمقٍ ّ‬
‫ت�ستطيع ــ في كثيرٍ من الأحيان ــ ال ّت َ‬
‫ُ‬ ‫الرمزيين ال‬
‫ّ‬
‫الخا�صة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عرية المنب ِثقة من اختيار الأوزان والألفاظ‬
‫ال�ش ّ‬
‫‪ - 2‬يعتني عناي ًة فائق ًة بالمو�سيقا ِّ‬

‫‪59‬‬
‫الأ�ش‪Ä‬لة‬
‫العربي الحديث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مزي في الأدب‬
‫الر ّ‬
‫و�سح المق�سود بالمذهب ّ‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫مزي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ع ِّل ْل َكثر َة ا�ستخدام الرمز لدى اأتباع المذهب ّ‬
‫الر ّ‬
‫أدبي؟‬
‫الن�س ال ّ‬ ‫‪ - 3‬كيف ُت ْ�سهِ ُم ّ‬
‫الرمزي ُة في الرتقاء بم�ستوى ّ‬
‫عريين ال َآتيين‪ ،‬ثم ِّبين ما توحي به الألفاظ والتراكيب التي تحتها ّ‬
‫خط في ّ‬
‫كل‬ ‫ال�س َّ‬
‫طعين ِّ‬
‫الم ْق َ‬
‫‪ - 4‬اقراأ َ‬
‫منهما م�ستعي ًنا بال�سياق‪:‬‬
‫محم ٍد ‪� -‬س ّلى‬
‫�سيدنا َّ‬
‫وف�س ِل ِّ‬
‫عبر التاري‪ْ ،ï‬‬ ‫ِ‬
‫ودورهم َ‬ ‫ين‪،‬‬
‫الها�سمي َ‬
‫ّ‬ ‫اأ ‪ -‬قال حيدر محمود عن‬
‫الب�سرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اهلل عليه و�س ّلم‪ -‬على‬
‫ون‪:‬‬
‫مي َ‬ ‫ِ‬
‫ها�س ّ‬
‫اأَ ْيقَظوا َّ‬
‫ال�س ْم َ�س فينا‬
‫َت‬‫فا�س َتفاق ْ‬
‫ْ‬
‫ِم ْن َب ْع ِد ُط ِ‬
‫ول ُر ِ‬
‫قاد‪..‬‬
‫واأَعادوا َو ْج َه َ‬
‫الح ِ‬
‫ياة‪،‬‬
‫اإِ َل ْيها‪...‬‬
‫ِل َيكونا َم ًعا على ِ‬
‫ميعاد‬
‫�سطيني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ال�سعب ِ‬
‫الف َل‬ ‫ب ‪ -‬قالت فدوى طوقان في ن�سال َّ‬
‫الم ِ‬
‫يدان‬ ‫داح في َ‬
‫ولن َي ْن َ‬
‫ْ‬
‫َوق ِج ِ‬
‫باهنا ال َّت َع ُب‬ ‫ف َ‬
‫رتاح‬
‫لن َن َ‬ ‫رتاح‪ْ ،‬‬
‫ولن َن َ‬
‫ْ‬
‫طر َد الأَ َ‬
‫�سباح‬ ‫ح ّتى َن ُ‬
‫ربان ُّ‬
‫والظ ْلم ْة‬ ‫ِ‬
‫والغ َ‬

‫‪60‬‬
‫‪ - 5‬وازِ ْن بين معنى "البحر" في قول ّ‬
‫ال�س ّياب وهو في ال ُغ ْربة‪:‬‬
‫كون و أَ� ْن َت �أَ ْب َع ُد ما َت ْ‬
‫كون‬ ‫الب ْح ُر �أَ ْو َ�س ُع ما َي ُ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫والب ْح ُر دو َن َك يا ِعراقْ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ ومعنى "البحر" في قول خليل ُم ْطران‪:‬‬
‫ــوجـا ِء‬
‫اله ْ‬ ‫يــاح ِ‬
‫ــه َ‬ ‫جـيـبـنـي ِبــرِ ِ‬
‫ف َُي ُ‬ ‫ ‬ ‫واطري‬‫راب َخ ِ‬‫ا�ض ِط َ‬
‫الب ْحرِ ْ‬ ‫ٍ‬
‫�شاك �إلى َ‬ ‫ ‬
‫وال�شعـور‬
‫إح�سا�سه بالألم ّ‬
‫َ‬ ‫رحل)‪َ ،‬ي ِ�ص ُف فيه �‬
‫(�شتاء ال َي َ‬
‫ٌ‬ ‫آتي من ق�صيدة تي�سير �سبـول‬
‫طع ال َ‬‫الم ْق َ‬
‫‪ - 6‬اقر أ� َ‬
‫مزي فيه‪:‬‬
‫الر ّ‬ ‫أهم َم ِ‬
‫المح المذهب ّ‬ ‫تبي ْن � ّ‬
‫ثم َّ‬
‫وال�سعادة‪ّ ،‬‬
‫بتغير حاله �إلى ال َف َرح ّ‬‫بال�ضياع وتفا ؤ� َله ُّ‬
‫َعلى أُ�ف ِْقنا َت َت َم ّطى ال ُغيوم‬ ‫ ‬
‫ال�سماء‬ ‫جوب ِب ُب ْط ٍء ُت َ‬
‫خوم َّ‬ ‫َت ُ‬ ‫ ‬
‫وتو�ش ُك َت ْه ِم ُ�س � َّأن ِّ‬
‫ال�شتاء‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫َتناهى‬ ‫ ‬
‫وو َّد َع �أَ ّي َامنا‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ر�ض �أَ ْح َ‬
‫المنا‬ ‫وخ َّل َف في الأَ ِ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ُوعو ًدا ِ‬
‫بخ ْ�صب‬ ‫ ‬
‫مارا ِل ُح ّب‬
‫ِث ً‬ ‫ ‬
‫والم َطر‬
‫مير ال َّثرى َ‬
‫عاه َ�ض ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ ‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﺪراﺳﻲ ّ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ‬

‫‪62‬‬
WO�dF�«
Ò W�ö��«

63
‫اﻟﻮﺣﺪة‬
‫ِﻋﻠﻢ اﻟ َﺒﺪﻳﻊ‬ ‫اﻟ ّﺮاﺑﻌﺔ‬

‫‪b‬ادرا على اأن‪:‬‬


‫يُتو‪َّb‬ع من الطّالب بعد درا�صة هذه الوحدة اأن يكون ‪k‬‬
‫يتعرف ُك ًّال من المفاهيم الآتية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫¡‬
‫الع ُجز على‬
‫ور ّد َ‬
‫وال�ص ْجع‪َ ،‬‬ ‫المعنوي‪ِ ،‬‬
‫والجنا�س‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ح�صن‬
‫والم ِّ‬
‫ظي‪ُ ،‬‬‫ح�صن ال َّل ْف ّ‬
‫والم ِّ‬
‫البديع‪ُ ،‬‬ ‫ِعلم َ‬
‫والمقابلة‪ ،‬وال َّت ْورية‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال�ص ْدر‪ِّ ،‬‬
‫والطباق‪،‬‬ ‫َّ‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫والم ِّ‬
‫ظية ُ‬‫ح�صنات ال َّل ْف ّ‬
‫الم ِّ‬
‫فرق بين اأنواع ُ‬
‫¡ ُي ِّ‬
‫المعنوية من ال ّن�صو�س‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫والم ِّ‬
‫اللفظية ُ‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫الم ِّ‬
‫¡ ي�صتخرج ُ‬
‫والمعنوية في‬
‫ّ‬ ‫الجمالية‬
‫ّ‬ ‫المعنوية في تحقيق القيمة‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫والم ِّ‬
‫اللفظية ُ‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬ ‫¡ َي ِع َي اأهمية ُ‬
‫الم ِّ‬
‫ال ّن�صو�س‪.‬‬
‫مما تع َّلمه في الوحدة في ُّ‬
‫تحدثه وكتابته‪.‬‬ ‫¡ َي�صتفيد ّ‬
‫بالغيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تذوقًا‬
‫تذوق ال ّن�صو�س ُّ‬
‫¡ َي َّ‬

‫‪64‬‬
‫جوه تح�صين الكالم وتزيينه‪ ،‬وهو ق�صمان‪:‬‬
‫ُعرف به ُو ُ‬ ‫البديع هو ِ‬
‫العلم الذي ت َ‬ ‫بك �صابقًا ا ّأن ِعلم َ‬
‫مر َ‬
‫َّ‬
‫راجعا اإلى المعنى‪.‬‬
‫ً‬ ‫كون ال ّتح�صين فيه‬
‫معنوي َي ُ‬
‫ّ‬ ‫راجعا اإلى اللفظ‪ ،‬وال َآخر‬
‫ً‬ ‫كون ال ّتح�صين فيه‬
‫لفظي َي ُ‬
‫ّ‬

‫ح�صنات اللّفظيّة‬
‫الم ‪u‬‬
‫ُ‬
‫ال�ص ْدر‪.‬‬
‫الع ُجز على َّ‬
‫ور ّد َ‬
‫وال�ص ْجع‪َ ،‬‬ ‫اللفظية كثيرة‪ ،‬اأ�صهرها‪ِ :‬‬
‫الجنا�س‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫البديعية‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫الم ِّ‬
‫ُ‬
‫‪ِ -1‬‬
‫الجنا�س‬
‫اأ ‪ -‬مفهوم ِ‬
‫الجنا�س‬
‫الجنا�س تا َّأمل الآية الكريمة الآتية‪:‬‬ ‫ف مفهوم ِ‬ ‫لتتعر َ‬
‫َّ‬
‫(�صورة الروم‪ ،‬الآية ‪)55‬‬ ‫{‬ ‫}‬
‫لفظ ْي ِن متوا ِف َق ِين في ال ُّن ْطق "�صاعة‪� ،‬صاعة"‪ ،‬ولك َّنهما‬
‫لحظ في الآية الكريمة ُورو َد َ‬ ‫لعلك َت َ‬
‫مختلفان في المعنى‪ ،‬فـ"�صاعة" الأولى ا�صم يعني القيامة‪ ،‬و"�صاعة" الثانية ا�صم بمعنى‬
‫الز َمن‪.‬‬
‫الجزء من َّ‬
‫آتي‪:‬‬
‫أي�صا القول ال َ‬
‫وانظر ا ً‬
‫الجار و َل ْو َ‬
‫جار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْار َع‬
‫قان في ال ُّن ْطق "جار‪ ،‬جار"‪ ،‬والأول ا�صم بمعنى‬ ‫لفظان متوا ِف ِ‬
‫ِ‬ ‫فقد ور َد في القول كذلك‬
‫فعل بمعنى َظ َل َم‪.‬‬‫ال�ص َكن‪ ،‬وال ّثاني ٌ‬
‫المجاوِ ر في َّ‬ ‫ُ‬
‫�صمى ِج ً‬
‫نا�صا‪.‬‬ ‫وم ْث ُل هذا ال ّتوافق بين الألفاظ في ال ُّن ْطق والختالف في المعنى ُي ّ‬ ‫ِ‬

‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫الجنا�س‪ :‬هو َتوافُق َ‬
‫اللفظ ْي ِن في ال ُّن ْطق‪َ ،‬‬
‫مع اختالفهما في المعنى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫•‬
‫ب ‪ -‬نَ ْوعا ِ‬
‫الجنا�س‬
‫‪ِ .1‬‬
‫الجنا�س التّ ّام‬
‫تمام ِ‬
‫ماد ًحا‪:‬‬ ‫تا َّأمل قول اأبي ّ‬
‫(‪)1‬‬‫الك ِ‬
‫تائب‬ ‫العوالي في ُ�صدورِ َ‬
‫دور َ‬ ‫جاب ْت َق ْ�ص َط َل َ‬
‫الح ْر ِب َ�ص َّدعوا ُ�ص َ‬ ‫الخ ْي ُل َ‬
‫اإذا َ‬
‫(‪ )1‬ق َْ�صطل الحرب‪ :‬غبار الحرب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الرماح‪ ،‬وال َآخر‬ ‫"�صدور"بمعنيين مختل َفي ِن‪ ،‬ال ِ َ‬
‫أول �أعالي ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ور َد في هذا المثال لفظ ُ‬
‫اللفظ ْين َتوافَقا في‪ :‬الحروف‪ ،‬وعددها‪ ،‬وترتيبها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ونجد � ّأن‬
‫ُ‬ ‫ُنحور الأعداء‪،‬‬
‫التام"‪.‬‬
‫"الجنا�س ّ‬‫الجنا�س ِ‬
‫�سمى هذا النوع من ِ‬ ‫وي ّ‬ ‫وح َركاتها‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫بعد َوفا ِته‪:‬‬ ‫ف أ�َ َحد ُ‬
‫الم ِ‬
‫ح�سنين �إليها َ‬ ‫ثم انظر قول امر�أ ٍة محتاج ٍة َت ِ�ص ُ‬ ‫ّ‬
‫كان ذا ِه َب ٍة ف أَ� ْموا ُل ُه ِ‬
‫ذاه َب ٌة‪.‬‬ ‫َ‬
‫وتجد الألفاظ "ذا ِه َبة"‬
‫ِ‬ ‫بـ"الزوال"‪،‬‬
‫َّ‬ ‫تجد �أ ّنها و�ص َف ْته بـ "العطاء"‪ ،‬و�أموا َله‬
‫ْ‬
‫وح َركاتها‪ ،‬واختلفت‬ ‫و"ذاه َبة" َتواف َقت في نوع الحروف‪ ،‬وعددها‪ ،‬وترتيبها‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫�صاحب‪ِ ،‬‬
‫و"ه َبة" بمعنى‬ ‫في المعنى‪ ،‬فـ "ذا ِه َبة" يت أ�لّف من كلمتين‪" :‬ذا" بمعنى ِ‬
‫ِ‬
‫و"ذاه َبة" بمعنى زائلة‪.‬‬ ‫عطاء‪،‬‬
‫�أي � ّإن ِ‬
‫الجنا�س ال ّت ّام ي�أتي بين كلمتين‪ ،‬وقد ي�أتي بين �أكثر من كلمتين عند َتوافُق‬
‫اللفظ‪.‬‬
‫‪ِ . 2‬‬
‫الجنا�س غير التّ ّام‬
‫ت� َّأمل الأمثلة الآتية‪:‬‬
‫(�سورة النمل‪ ،‬الآية ‪)22‬‬ ‫{‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫الو َط ِن‪.‬‬ ‫�سور َ‬ ‫عال َت ْح ِ‬
‫ميه ُن ُ‬ ‫�سور ِبالدي ٍ‬ ‫فتخر بجنود بالده‪ُ :‬‬ ‫‪ -‬قال �أردني َي ِ‬
‫ٌّ‬
‫بين ف ََّك ْي ِه و أَ�ط َل َق ما َ‬
‫بين َك َّف ْي ِه‪.‬‬ ‫م�س َك ما َ‬‫امر�أً �أَ َ‬ ‫َ‬
‫قيل في الأ َثر‪َ :‬ر ِح َم اهلل ُ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫بالع ْب َر ِة ف َن َز َل ْت ِم ْن َع ْيني َع ْب َرةٌ‪.‬‬
‫ق�صة م�ؤ ِّثرة‪ :‬ا ّت َع ْظ ُت ِ‬
‫�شاب عند �سماعه ّ‬ ‫‪ -‬قال ٌّ‬
‫"�س َب أ� و َن َب�أ" في المثال ال ّأول‪ ،‬وكان االختالف في نوع‬ ‫الجنا�س بين َ‬
‫اللفظ ْين َ‬ ‫وقع ِ‬
‫فقد َ‬
‫ووقع بين "�سور و ُن�سور" في المثال‬
‫َ‬ ‫الحروف "ال�سين والنون" مع تَوافُق �سائرها‪،‬‬
‫وك ّف" في المثال‬ ‫َك َ‬
‫ووقع بين "ف ّ‬
‫َ‬ ‫الثاني‪ ،‬وكان االختالف في عدد الحروف‪،‬‬
‫وع ْبرة" في المثال‬ ‫ووقع بين ِ‬
‫"ع ْبرة َ‬ ‫َ‬ ‫الثالث‪ ،‬وجاء االختالف في ترتيب الحروف‪،‬‬
‫�سمى هذا النوع ِ‬
‫"الجنا�س غير ال ّت ّام"‪.‬‬ ‫وي ّ‬‫الح َركات‪ُ .‬‬
‫الرابع‪ ،‬وكان االختالف في َ‬
‫وبين نوع‬‫الجنا�س‪ِّ ،‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫عد ال َآن �إلى المثا َل ْي ِن الواردين في فاتحة الحديث عن ِ‬
‫ِ‬
‫الجنا�س في ّ‬
‫كل منهما‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫جيب با ّأن توظي َفه ُي ْ�صفي‬
‫الجنا�س في الكالم‪ ،‬ف ُن ُ‬ ‫ُ‬
‫تت�صاءل عن �صبب توظيف ِ‬ ‫وقد‬
‫أكثر قبو ًل وا َ‬
‫أكثر ا�صتح�صا ًنا للمعنى الذي اأراده‬ ‫إيقاعيا يجعل المتل ّقي ا َ‬
‫مال ا ًّ‬ ‫َج ً‬
‫أحب ِته‪:‬‬
‫المتك ِّلم‪ ،‬ولتاأكيد ذلك تا َّأمل قول الخليل بن اأحمد وا�ص ًفا ِفراق ا َّ‬
‫ـروب‬ ‫الجيـران ِع َ‬
‫نـد ال ُغ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإ ْذ َر َح َ‬
‫ـل‬ ‫يـا َو ْي َح َق ْلبي ِمن َدواعي َ‬
‫الهوى‬
‫(‪)1‬‬
‫ـروب‬ ‫ــي َك َف ْي ِ‬
‫ـ�س ال ُغ ِ‬ ‫ـــع َعي َن َّ‬
‫و َد ْم ُ‬ ‫ــد اأَ ْز َمعــوا‬
‫اأ ْت َب ْع ُت ُه ْـم َط ْرفــي و َق ْ‬
‫نوعا من‬
‫مرتين في الكالم ُي ْ�صفي عليه ً‬ ‫لحظ ا ّأن ورود كلمة "ال ُغروب" ّ‬ ‫فلع ّل َك َت َ‬
‫الإيقاع المو�صيقي الذي له اأ َثر وا�صح في َن ْف�س المتل ّقي‪.‬‬

‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫نوع ْي ِن‪:‬‬ ‫• ِ‬
‫للجنا�س َ‬
‫وح َركاتها‪.‬‬ ‫فق فيه ال ّل ِ‬
‫فظان باأربعة اأمور‪ :‬الحروف‪ ،‬وعددها‪ ،‬وترتيبها‪َ ،‬‬ ‫ال ّت ّام‪ :‬ما ا َّت َ‬ ‫¡‬

‫ِ‬
‫اللفظان في واحد من الأمور الأربعة ال�صابقة‪.‬‬ ‫اختلف فيه‬
‫َ‬ ‫غير ال ّت ّام‪ :‬ما‬ ‫¡‬

‫فـائـدة‬
‫بيتين اأو في جمل ٍة اأو جملتين‪ ،‬وكلما‬
‫تجاوري ِن في بيت ِ�صعر اأو ِ‬ ‫ْ‬ ‫الجنا�س بين َ‬
‫لفظ ْين ُم‬ ‫‪ - 1‬يكون ِ‬
‫باعدهما‪.‬‬ ‫متقارب ْين كان اإيقاعهما اأَ ْط َر َب َّ‬
‫لل�ص ْمع من َت ُ‬ ‫َ‬ ‫كانا‬
‫أ�صلية‪ ،‬ول يتاأ َّثران بما يت�صل بهما‪ ،‬مثل‪" :‬األ" ال ّتعريف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المتجان�صان في البِنية ال ّ‬ ‫ِ‬
‫اللفظان‬ ‫‪ - 2‬ي ّتفق‬
‫لفظين كقولهـم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫بالح�صبـان اإذا ور َد ِ‬
‫الجنـا�س بين اأكثر من‬ ‫ولكن ُيو َؤخـذ ال�صمير ُ‬
‫ْ‬ ‫وال�صمائـر‪،‬‬
‫الج ْه ِل َت ْجري ِب َك‪.‬‬
‫ومطايا َ‬ ‫كنت اأَ ْط َم ُع في َت ْجريب َ‬
‫ِك َ‬ ‫ُ‬
‫وي َ‬
‫نظر اإلى الحركات الداخلة في ِبنية الكلمة‬ ‫الجنا�س بالحركات الإعرابية‪ُ ،‬‬ ‫‪ - 3‬ل يتاأ َّثر نوع ِ‬
‫إحداهن َت ِ�ص ُ‬
‫ف �صديق َتها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫فقط‪ِ ،‬‬
‫فالجنا�س في قول ا‬
‫بكل َو ْع ٍد َق َط َع ْت ُه‪.‬‬
‫َ�صدي َقتي َو ْع ُد َتفي ّ‬
‫مما ل َعالقة له ببِنية الكلمة‪.‬‬
‫تام؛ ل ّأن الختالف جاء في الحركات الإعرابية ّ‬ ‫ِج ٌ‬
‫نا�س ّ‬

‫الد ْلو العظيمة‪.‬‬


‫(‪ )1‬ال ُغروب‪ :‬جمع غَ رب‪ ،‬وهي َّ‬

‫‪67‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫الجنا�س ال ّت ّام في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫حدد َ‬
‫لفظي ِ‬ ‫‪ِّ -1‬‬
‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪}:‬‬
‫(�صورة النور‪ ،‬الآيتان ‪)44-43‬‬ ‫{‬
‫التكبر‪َ " :‬م ْن زا َد في ال ّت ِيه ل ُي ْع َذ ُر في ال ّت ِيه"‪.‬‬
‫ذم ُّ‬ ‫ب ‪ -‬قال اأَ َحد الحكماء في ّ‬
‫ال�صاعر َي ِ�ص ُف حا َله‪:‬‬
‫جـ ‪ -‬قال ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وكان ل َي ِج ُب‬
‫َ‬ ‫َو َج َب ال ُفوؤا ُد‬ ‫قد با َن ِت ال ُّن ُج ُب‬
‫يا ا ْإخ َوتي ْ‬
‫كـان ا َّلذي َي ِج ُب‬
‫هكذا َ‬ ‫مــا َ‬ ‫قيــت َب ْع َد ُك ُم‬
‫وب ُ‬ ‫فار ْق ُت ُك ْـم َ‬
‫مبي ًنا �صبب عدم َتمامه‪:‬‬
‫الجنا�س غير ال ّت ّام في ما ياأتي‪ِّ ،‬‬ ‫حد ْد َ‬
‫لفظي ِ‬ ‫‪ِّ - 2‬‬
‫اأ ‪ -‬قال تعالى ِحكايـ ًة عن هـارون ُيخاطـب مو�صـى‪ ،‬عليهما ال�صالم‪} :‬‬
‫(�صورة طه‪ ،‬الآية ‪)94‬‬ ‫{‬
‫فح ِّ�ص ْن ُخ ُلقي"‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪" :‬ال ّل َّ‬
‫هم َح َّ�ص ْن َت َخ ْلقي َ‬
‫هير‪:‬‬‫البهاء ُز ْ‬
‫جـ ‪ -‬قال َ‬
‫ـب ِل ٍ‬
‫�صــاك ِم ْنـ ُه ِ‬
‫�صـاك ْـر‬ ‫فاع َج ْ‬ ‫ــر ِف ْـعـ َلــ ُه‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫اأ ْ�صـكـو واأ ْ�صـك ُ‬
‫الخ َبر‪:‬‬
‫د ‪ -‬جاء في َ‬
‫نون َل ِّي َ‬
‫نون‪.‬‬ ‫الموؤْ ِم َ‬
‫نون َه ِّي َ‬ ‫ُ‬
‫مادحا‪:‬‬
‫الح ْمداني ً‬ ‫فرا�س َ‬
‫ه ‪ -‬قال اأبو ٍ‬
‫ـك َاأ ْع َتـرِ ْ‬
‫ف‬ ‫وب َف ْ�ص ِـل ِع ْل ِم َ‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ــود َك اأَغْ َتـرِ ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫ـن َب ْحـرِ ُج ِ‬
‫َ‬
‫إجابتك‪:‬‬ ‫مو�ص ًحا ا‬
‫مما ياأتي‪ِّ ،‬‬
‫كل ّ‬ ‫الجنا�س ال ّت ّام من ِ‬
‫الجنا�س غير ال ّت ّام في ّ‬ ‫ميز ِ‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫{‬ ‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة العاديات‪ ،‬الآيتان ‪)8-7‬‬
‫ا�ص ُت ْر َع ْورا ِتنا وا ِآم ْن َر ْوعا ِتنا"‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص َّلم‪ " :‬ال ّل َّ‬
‫هم‪ْ ،‬‬
‫وا�صطرب‪.‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )1‬ال ُّنجب‪ِ :‬خيار الإبل‪َ .‬و َج َب الفوؤاد‪َ :‬خ َف َق‬

‫‪68‬‬
‫ور َو ْوا اأَ ْر َ�ص ُه ْم بدماء ُ‬
‫الح ِّب والإيثارِ ‪.‬‬ ‫هام ِتهِ ْم َع ْب َر الأَ ْج ِ‬
‫يال‪َ ،‬‬ ‫جـ ‪ -‬الأُ ْر ُد ِن ّي َ‬
‫ون َر َو ْوا ِق َ�ص َ‬
‫�س َ�ص َ‬
‫عند ِ‬
‫جود ِه‪.‬‬ ‫وي ْ�صمو َ‬ ‫جود ِه َ‬ ‫بم ْو ِ‬ ‫الم ْدح‪َ :‬ي ْ�صخو َ‬ ‫قال في َ‬ ‫د ‪ُ -‬ي ُ‬
‫الم َع ّر ّي‪:‬‬
‫ه ‪ -‬قال َ‬
‫ال�ص ْعرِ اأو َب ْي ٍت ِم َن َّ‬
‫ال�ص َعرِ‬ ‫َب ْي ٍت ِم َن ِّ‬ ‫فالح ْ�ص ُن َي ْظ َه ُر في َ�ص ْي َئ ِين َرو َنقُه‬
‫ُ‬
‫ال�صاعر‪:‬‬
‫و ‪ -‬قال ّ‬
‫ــت فـي َت ْهذيبِهـا‬‫مــا َل ْم َت ُك ْن با َل ْغ َ‬ ‫َ�صيــد ًة‬
‫َ‬ ‫الـر ِ‬
‫واة ق‬ ‫ل َت ْعرِ َ�ص َّن على ُّ‬
‫وه ِم ْن َك ُو ِ‬
‫�صاو ً�صـا َت ْهـذي ِبهـا‬ ‫َع ّـد ُ‬ ‫ال�ص ْع َر غَ َير ُم َه َّذ ٍب‬
‫َفاإِذا َع َر ْ�ص َت ِّ‬

‫اﻟﻨﺸﺎط‬

‫ال�ص ْيباني‪،‬‬
‫مدح فيها يزيد بن مزيد َّ‬
‫لميته التي َي َ‬
‫أن�صاري‪ ،‬واقراأ َّ‬
‫ّ‬ ‫عد اإلى ديوان ُم ْ�صلم بن الوليد ال‬
‫ْ‬
‫�س ذلك على‬
‫ثم اعرِ ْ‬
‫كل منها‪ّ ،‬‬ ‫وو�صح ِ‬
‫الجنا�س في ّ‬ ‫وقع فيها ِ‬
‫الجنا�س‪ِّ ،‬‬ ‫وا�صتخرج منها ثالثة اأبيات َ‬
‫َ‬
‫زمالئك‪.‬‬

‫ال�ص ْجع‬
‫‪َّ - 2‬‬
‫أب يو�صي اب َنه‪:‬‬ ‫ال�ص ْجع تا ّأمل ما قاله ا ٌ‬
‫ف مفهوم َّ‬ ‫لتتعر َ‬
‫َّ‬
‫طول الأَ َم ِل‪.‬‬
‫بالع َم ِل‪ ،‬ل ِب ِ‬
‫جاح َ‬‫نال ال َّن ُ‬‫ُي ُ‬
‫الع َمل‪ ،‬الأَ َمل" في التركيبين ا ّت َفقتا في الحرف الأخير‪،‬‬
‫لحظ هنا ا ّأن الكلمتين الأخيرتين " َ‬ ‫اإذ َن َ‬
‫"الالم"‪.‬‬‫وهو ّ‬
‫والب ْغ�س‪:‬‬
‫الح ّب ُ‬ ‫بالتو�صط في ُ‬
‫ُّ‬ ‫ر�صي اهلل عنه ‪ِ -‬‬
‫نا�ص ًحا‬ ‫َ‬ ‫الخطاب ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫قول عمر بن‬ ‫ثم تا ّأمل َ‬ ‫ّ‬
‫"ل َي ُك ْن ُح ُّب َك َك َل ًفا‪ ،‬ول ُب ْغ ُ�ص َك َت َل ًفا"‪.‬‬
‫"ك َل ًفا‪َ ،‬ت َل ًفا" في التركيبين في الحرف الأخير "الفاء"‪.‬‬
‫أي�صا الكلمتان الأخيرتان َ‬ ‫فقد ا ّتف َقت ا ً‬
‫ويا ’ يو‪Oّ D‬ي ا‪E‬ل≈‬
‫ال�ش ْ‪ ™é‬اأن ي‪µ‬ون َع ْف ‪v‬‬
‫لح ْ�شن ‪s‬‬
‫وي�ش َت َرط ُ‬ ‫البديعي َ‪S‬ش ْ‪k é‬عا‪ُ .‬‬‫ّ‬ ‫�شم≈ ه‪ò‬ا اللون‬ ‫وي ّ‬‫ُ‬
‫ال ّت�صحية بالمعنى‪.‬‬
‫و�ص ْحه‪.‬‬ ‫‪ -‬ورد في القولين ال�صاب َق ْي ِن ِج ٌ‬
‫نا�س‪ِّ ،‬‬

‫‪69‬‬
‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫ال�ص ْجع‪ :‬انتهاء العبارتين بالحرف نف�صه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫•‬
‫فـائـدة‬
‫ال�ص ْجع‪:‬‬
‫ل ُيح َت َ�صب ما ياأتي من باب َّ‬
‫أديب َي ِ�ص ُ‬
‫ف �صجرةً‪:‬‬ ‫المد "الألف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء" في اآخر الكلمة‪ ،‬كما في قول ا ٍ‬
‫‪ - 1‬حروف ّ‬
‫بجذورِ ها في ال َّثرى‪ ،‬و ُت�صا ِب ُق با ْأغ�صانها ِق َم َم ُّ‬
‫الذرا‪.‬‬ ‫َت ْ�صرِ ُب ُ‬
‫"الراء"‪.‬‬
‫وقع بحرف ّ‬
‫فال�ص ْجع َ‬
‫َّ‬
‫متحر ٌك‪ ،‬كما في قول مع ِّلم ٍة ُت ْثني على اإحدى طالباتها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ - 2‬الهاء في اآخر الكلمة اإذا �صب َق ُه‬
‫اإ ْن�صان ٌة ِباأ َد ِبها‪ ،‬ل ِبزِ يِّها َو َث ْو ِبها‪.‬‬
‫وقع بحرف "الباء"‪.‬‬
‫فال�ص ْجع َ‬
‫َّ‬

‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫ال�ص ْجع في ما ياأتي‪:‬‬
‫و�صح َمواطن َّ‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫ف منها ائ َت َل َ‬
‫ف‪ ،‬وما َت َ‬
‫ناك َر‬ ‫عار َ‬ ‫واح جنو ٌد ُمج َّندةٌ‪ ،‬فما َت َ‬ ‫اأ ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪ ":‬الأَ ْر ُ‬
‫ف"‪.‬‬ ‫منها اخ َت َل َ‬
‫ِ‬
‫والزدهارِ ‪.‬‬ ‫وم ِ‬
‫وط ُن ال َّنما ِء‬ ‫وال�ص ِتقرارِ ‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ردن َب َل ُد الأَ ْم ِن‬
‫ب ‪ -‬الأُ ُّ‬
‫جام َك تا ُّأم ًال"‪.‬‬ ‫تي‪ِ " :‬ل َي ُك ْن اإِ ْق ُ‬
‫دام َك َت َوكُّ ًال‪ ،‬واإ ِْح ُ‬ ‫الب ْ�ص ُّ‬
‫جـ ‪ -‬قال اأبو ال َف ْتح ُ‬
‫د ‪ -‬قال اأحمد �صوقي‪:‬‬
‫ال�ص ِّر‪ ،‬الأَ َ‬
‫مين‬ ‫عين على ُ‬
‫الم َ‬
‫الم ِّر‪ُ ،‬‬
‫ريك في ُ‬ ‫"ال ِّث َق ُة َمرا ِت ُب‪ ،‬فال َت ْرف َْع ِل ُع ْليا َمرا ِتبِها اإ ِّل َّ‬
‫ال�ص َ‬
‫ال�ص ِّر"‪.‬‬
‫على ِّ‬
‫�صوم ٌة بال َف ْخرِ ‪.‬‬
‫وم ْو َ‬
‫ال�ص ْخرِ ‪َ ،‬‬
‫�صوم ٌة في َّ‬
‫زار مدينة البترا‪َ :‬م ْر َ‬ ‫أحدهم حين َ‬ ‫هـ ‪ -‬قال ا ُ‬
‫بعد وفاة اأُ ِّمها‪:‬‬
‫و ‪ -‬قالت اأديب ٌة َ‬
‫العطا ِء‪ ،‬وفي‬ ‫رح ْل ِت واأَ ِ‬
‫نت في ِق َّمة َ‬ ‫�صاخ ْت َت ْب َق ْي َن َف ِت َّي ًة‪ ،‬فقد َ‬
‫�س َ‬ ‫"اأُ ّم ُاه‪ ،‬لو ُك ُّل ِن�صا ِء الأَ ْر ِ‬
‫البها ِء" ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اأ ْو ِج َ‬
‫‪70‬‬
‫حال ُ‬
‫الك ّتاب‪:‬‬ ‫و�ص ِف ِ‬
‫هاني في ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 2‬قال العماد الأ�ص َف ُّ‬
‫كان َ�أ ْح َ�س َن‪ ،‬ولو زِ َيد‬
‫قال في غَ ِد ِه‪ :‬لو غُ ِّي َر هذا َل َ‬
‫وم ِه � اّإل َ‬
‫تابا في َي ِ‬
‫إن�سان ِك ً‬
‫أيت �أ َّن ُه ال َيك ُت ُب � ٌ‬ ‫" إِ� ّني ر� ُ‬ ‫ ‬
‫كان � ْأج َم َل‪ .‬هذا ِم ْن � ْأع َظ ِم‬ ‫الم ُ‬
‫كان َ‬ ‫لكان �أ ْف َ�ض َل‪ ،‬ولو ُترِ َك هذا َ‬
‫لكان ُي ْ�س َت ْح َ�س ُن‪ ،‬ولو ق ُِّد َم هذا َ‬
‫كذا َ‬
‫�ص على ُج ْم َل ِة َ‬
‫الب َ�شرِ "‪.‬‬ ‫ليل على ا�ستيال ِء ال َّن ْق ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َبرِ ‪ ،‬وهو َد ٌ‬
‫الن�ص؟‬
‫ت�ستنتجها من ّ‬ ‫ُ‬ ‫�أ ‪ -‬ما ِ‬
‫الع ْبرة التي‬
‫حددهما‪،‬‬ ‫قان في �آخر ّ‬
‫كل منهما‪ ،‬وال ُي َع ُّد ذلك َ�س ْج ًعا‪ِّ ،‬‬ ‫الن�ص تركيبان م َّت ِف ِ‬
‫ب ‪ -‬ور َد في ّ‬
‫م�سجوع ْي ِن‪.‬‬
‫َ‬ ‫عد ِهما‬
‫مبي ًنا �سبب عدم ِّ‬
‫ِّ‬
‫الح َلب ِّي(‪َ )1‬ي ِ�ص ُ‬
‫ف َ�سفين ًة‪:‬‬ ‫‪ -3‬قال ابن َح ٍ‬
‫بيب َ‬
‫خو�ض و َت ْل َع ُب‪،‬‬‫ناح‪َ ،‬ت‬
‫طير ب َغيرِ َج ٍ‬
‫ياح‪ ،‬و َت ُ‬
‫الر ِ‬ ‫" يا َلها ِم ْن َ�سفي َن ٍة‪ ،‬ذات ُد ُ�سرٍ و�أ ْل ٍ‬
‫واح‪َ ،‬ت ْجري َم َع ِّ‬ ‫ ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬
‫عاع"‪.‬‬
‫ال�ش َ‬
‫راع َي ْح ُج ُب ُّ‬ ‫الع‪ِ ،‬‬
‫و�ش ٌ‬ ‫الع (‪ِ )3‬‬
‫كالق ِ‬ ‫و َترِ ُد وال َت ْ�ش َر ُب‪َ ،‬لها ِق ٌ‬
‫الن�ص ال�سابق‪.‬‬
‫ال�س ْجع في ّ‬
‫و�ضح َمواطن َّ‬
‫�أ ‪ِّ -‬‬
‫و�ض ْحه‪.‬‬ ‫مثال على ِ‬
‫الجنا�س ال ّت ّام‪ ،‬ثم ِّ‬ ‫الن�ص اً‬
‫ب ‪ -‬ا�ستخرج من ّ‬
‫ال�ص ْدر (التَّ�صدير)‬
‫الع ُجزِ على َّ‬
‫‪َ - 3‬ر ّد َ‬
‫ال�ص ْدر ت� ّأمل ما ي�أتي‪:‬‬
‫الع ُجز على َّ‬ ‫لتتعر َ‬
‫ف مفهوم َر ّد َ‬ ‫َّ‬
‫(�سورة �آل عمران‪ ،‬الآية ‪)8‬‬ ‫{‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪}:‬‬
‫‪ -‬الحي َل ُة َت ْر ُك الحي َل ِة‪.‬‬
‫"ه ْب" في بدايتها‪ ،‬وهما من‬
‫"الو ّهاب"‪ ،‬وور َد لفظ َ‬ ‫فقد ور َد في �آخر الآية الكريمة لفظ َ‬
‫العطاء‪ .‬و� ّأما في العبارة "الحي َل ُة َت ْر ُك الحي َل ِة" فقد ورد لفظ "الحي َلة" ّ‬
‫مرتين‬ ‫معنى واحد هو َ‬
‫كذلك‪ ،‬في نهاية الكالم وفي بدايته‪ ،‬لك ّنه جاء بمعنى مختلف‪ ،‬فال ّأول بمعنى ِ‬
‫الحذْ ق‬ ‫َ‬
‫الع ُجز‬
‫�سمى هذا اللون البديعي َر ّد َ‬
‫وي ّ‬‫الخديعة‪ُ .‬‬
‫والقدرة على ال ُّت�صرف‪ ،‬وال ّثاني بمعنى َ‬
‫ال�ص ْدر (ال ّت�صدير)‪.‬‬
‫على َّ‬

‫(‪ ) 1‬م� ِّؤر ٌخ وكاتب و�شاعر‪َ ،‬ن َ�ش�أ في َحلب‪ ،‬و ُتوفِّي فيها �سنة ‪779‬هـ‪.‬‬
‫(‪ُ )2‬د ُ�سر‪ :‬جمع ِد�سار‪ ،‬وهو َح ْبل من ٍ‬
‫ليف ُت َ�ش ُّد به �ألواح ال�سفينة‪.‬‬
‫(‪ )3‬قالع‪ :‬جمع ِق ْلع‪ ،‬وهو �شراع ال�سفينة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫�شابها؟‬ ‫ِ‬
‫اللفظان في المثا َل ْي ِن ال�ساب َق ْي ِن �أم َت َ‬ ‫‪ -‬وال َآن‪ ،‬هل َتما َث َل‬
‫ِ‬
‫اللفظان في ال ُّن ْطق �أو يت�شابها َح ْ�س ُب‪.‬‬ ‫ال�ص ْدر �أن يتماثل‬ ‫الع ُجز على َّ‬
‫إ�ذًا‪ ،‬يجوز في َر ّد َ‬
‫و�ض ْحه‪.‬‬
‫ال�ص ْدر‪ِّ ،‬‬
‫الع ُجز على َّ‬
‫بديعي غير َر ّد َ‬
‫ّ‬ ‫لون‬
‫ال�سابقين ٌ‬
‫ِ‬ ‫المثالين‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ور َد في �أحد‬
‫ثم ت� َّأمل الأمثلة الآتية‪:‬‬
‫مادحا‪:‬‬
‫ري ً‬ ‫البح ُت ّ‬ ‫‪ -‬قال ُ‬
‫َف َل ْ�سنا َنرى َل َك فيها َ�ضريبــا‬ ‫ ‬ ‫َ�ضرا ِئ ُب � ْأب َد ْع َتهـا في َّ‬
‫ال�س ِ‬
‫مـاح‬
‫(‪)1‬‬

‫ال�شوق �إلى بغداد‪:‬‬ ‫بي(‪ )2‬في ّ‬ ‫محمد المه َّل ّ‬ ‫الح َ�سن بن ّ‬ ‫‪ -‬قال َ‬
‫ــي �شا ِئ ُق‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫أَ� ِح ُّ‬
‫ �أح ُّن �إلى �إِ ْل ٍف ِبها ل َ‬ ‫ــن �إِلى َب ْغدا َد َ�ش ْوقًا َو إِ� ّنمــــا‬
‫الحر ّية ورف�ض الخ�ضوع‪:‬‬ ‫الحث على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شاب ّي في‬
‫ِّ‬ ‫‪ -‬قال �أبو القا�سم‬
‫الحيـا ْة‬‫لم َت ْن َت ِظ ْـر ُه َ‬
‫نـام ْ‬
‫ـن َ‬‫ف ََم ْ‬ ‫ ‬ ‫الح ِ‬
‫ياة‬ ‫بيل َ‬ ‫و�س ْر في َ�س ِ‬ ‫�ض ِ‬ ‫�أَال ا ْن َه ْ‬
‫أردن‪:‬‬
‫أبناء ال ّ‬ ‫ف� َ‬ ‫الزيودي َي ِ�ص ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬قال َحبيب‬
‫�ض ما َو َجبا‬ ‫و أَ� ْو َجبـوا ِل ِندا ِء الأَ ْر ِ‬ ‫فام َت ّدوا ِبهـا َ�ش َج ًـرا‬
‫ ‬ ‫�ض ْ‬ ‫نا َد ْت ُه ُم الأَ ْر ُ‬
‫ال�شعر كما َيرِ ُد في ال َّن ْثر‪،‬‬ ‫ال�ص ْدر َيرِ ُد في ِّ‬ ‫الع ُجز على َّ‬ ‫تتبين � ّأن َر ّد َ‬
‫يمكنك من الأمثلة ال�سابقة �أن َّ‬ ‫َ‬
‫المت�شابهين في نهاية البيت‪ ،‬وي�أتي اللفظ الثاني‬ ‫ِ‬ ‫المتماثلين �أو‬
‫ِ‬ ‫اللفظين‬
‫ِ‬ ‫أتي �أحد‬
‫وي�ش َت َرط � ْأن ي� َ‬ ‫ُ‬
‫و�ضع َق ْب َله‪.‬‬
‫في � ّأي َم ٍ‬
‫ن�ستنتج �أ ّن‪:‬‬
‫آخر‬
‫المت�شابهين في ال َّن ْثر � َ‬
‫ِ‬ ‫المتماثلين �أو‬
‫ِ‬ ‫أتي أَ� َح ُد اللفظي ِن‬
‫ال�ص ْدر (الت�صدير)‪ْ � :‬أن ي� َ‬
‫الع ُجز على َّ‬ ‫• َر ّد َ‬
‫اللفظين في � ِآخر البيت وال َآخر في‬
‫ِ‬ ‫أتي �أَ َح ُد‬
‫ال�شعر فهو � ْأن ي� َ‬
‫العبارة وال َآخر في � ّأولها‪ .‬و� ّأما في ِّ‬
‫و�ضع َق ْب َله‪.‬‬
‫� ّأي َم ٍ‬

‫ظير‪.‬‬ ‫وال�س ِج ّية‪�َ .‬ضريب‪َّ :‬‬


‫ال�شبي ُه وال َّن ُ‬ ‫�ضرائب‪ :‬جمع َ�ضريبة‪ ،‬وهي َّ‬
‫الطبع َّ‬ ‫(‪َ )1‬‬
‫عبا�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� )2‬أديب و�شاعر‬

‫‪72‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫ال�ص ْدر في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫الع ُجز على َّ‬
‫و�صح َر ّد َ‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫قـومـه‪} :‬‬ ‫اأ ‪ -‬قـال تعـالى ِحكاي ًة عن نوح ‪ -‬عليه ّ‬
‫ال�صـالم ‪َ -‬يدعـو َ‬
‫(�صورة نوح‪ ،‬الآية ‪)10‬‬ ‫{‬
‫عور‪.‬‬ ‫الف ْكر ُة ُّ‬
‫وال�ص ُ‬ ‫ال�ص ْع ُر َم َنب ُعه ِ‬ ‫ب‪َ -‬‬
‫قيل‪ِّ :‬‬
‫و�ص ْع ُب ُه َت َركا في َن ْف�صي َج َ‬
‫ميل‬ ‫آثار ُه َ‬
‫أردن‪ :‬ا ُ‬ ‫ال�ص ّياح العرب َي ِ�ص ُ‬
‫ف زيارته اإلى ال ّ‬ ‫جـ ‪ -‬قال اأحد ّ‬
‫الأ َثرِ ‪.‬‬
‫الرحيل‪:‬‬ ‫ف لحظة ّ‬ ‫ري َي ِ�ص ُ‬‫ال�ص َّمة ال ُق َ�ص ْي ّ‬ ‫د ‪ -‬قال ِّ‬
‫(‪)1‬‬
‫المني َف ِة ِّ‬
‫فال�صمـارِ‬ ‫ين ُ‬ ‫ِبنــــا َب َ‬ ‫والعي�س َت ْهوي‬ ‫�صاحبي ِ‬ ‫قــول ِل ِ‬ ‫َاأ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫الع ِ�ص َّي ِة ِم ْن َعـرارِ‬
‫عد َ‬ ‫فمـــا َب َ‬ ‫ميم َعــرارِ َن ْج ٍ‬
‫ـــد‬ ‫ـن َ�ص ِ‬ ‫َت َم َّت ْـع ِم ْ‬
‫مفتخ ًرا ‪:‬‬ ‫الح ْمداني ِ‬ ‫هـ ‪ -‬قال اأبو فرا�س َ‬
‫ّ‬
‫ـريـب واأَ ْفعـالــي َل َـد ْي ِـه غَ ـرا ِئ ُ‬
‫ـب‬ ‫ٌ‬ ‫غَ‬ ‫مـان واأَ ْه ِل ِـه‬ ‫الـز ِ‬‫ولك َّننـي فــي ذا َّ‬ ‫ِ‬
‫مي‪:‬‬ ‫َ‬
‫و ‪ -‬قال عبد الكريم الك ْر ّ‬
‫ين َم ْن َي ْ�ص َم ُع ِم ْن اأَ ْر�صي ال ُّنواحا؟‬ ‫اأَ َ‬ ‫�س َعلـى اأَ ْربــا ِبهـا‬ ‫ـت الأَ ْر ُ‬ ‫نـاح ِ‬
‫َ‬
‫ال�صام‪:‬‬‫أ�صاب بالد ّ‬ ‫الزلزال الذي ا َ‬ ‫قومه بعد ّ‬ ‫راثيا َ‬ ‫ً‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫‪ - 2‬قال اأُ�صامة بن ُمنقذ‬
‫َف ْل َي ْب ِك اأَ ْ�ص َد ُقنـا َب ًّثـا واأَ ْ�صجانـا‬ ‫ـن اأَ ْ�صجــانــا‬ ‫ــك‪َ ،‬ه َّي ْج ُت َّ‬ ‫َحمائ ِـ َم الأَ ْي ِ‬
‫الع ْه ِـد ِن ْ�صيانا؟‬
‫ديم َ‬ ‫ـن َق ُ‬ ‫َاأفا َد ُك َّ‬ ‫نين َاأ َما‬
‫ال�ص ِ‬ ‫مـر ّ‬ ‫نـيـن علـى ِّ‬ ‫الح ُ‬ ‫كـم ذا َ‬
‫ْ‬
‫الخ ْل ِق ِف ْقـدانـا؟‬ ‫َقيد ُك َّن اأَ َع ُّز َ‬
‫ف ُ‬ ‫وهلْ‬ ‫ديل َ‬ ‫اله ِ‬ ‫ويل على غَ يرِ َ‬ ‫الع ُ‬ ‫هلْ ذا َ‬
‫وهيج م�صاعره‪ ،‬كما ورد في الأبيات؟‬ ‫حزن ال�صاعر َّ‬ ‫أثار َ‬ ‫اأ ‪ -‬ما الذي ا َ‬
‫ال�ص ْدر في الأبيات‪.‬‬
‫الع ُجز على َّ‬ ‫ب ‪ِّ -‬بي ْن َم ِ‬
‫وا�صع َر ّد َ‬

‫ال�صمار‪ :‬مو�صع بين نجد واليمامة‪.‬‬


‫ماء لبني َتميم بين نجد واليمامة‪ِّ .‬‬
‫المنيفة‪ٌ :‬‬
‫(‪ )1‬العي�س‪ :‬الإبل الكريمة‪ُ .‬‬
‫طيب الرائحة‪.‬‬‫العرار‪ :‬نبات ِّ‬
‫(‪َ )2‬‬
‫أيوبي‪.‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )3‬فار�س و�صاعر‪ ،‬اأ َحد قادة �صالح الدين ال ّ‬
‫‪73‬‬
‫عما يليه من اأ�صئلة‪:‬‬
‫آتي‪ ،‬ثم اأجب ّ‬
‫الن�س ال َ‬
‫‪ - 3‬اقراأ ّ‬
‫ولده‪:‬‬ ‫�صداد (‪ِ )1‬‬
‫مو�ص ًيا َ‬ ‫عبد ا ِ‬
‫هلل بن ّ‬ ‫قال ُ‬
‫الخ ْل ِق‪ ،‬فا ّإن اأَ ْح َم َد ُج ِ‬
‫ود‬ ‫جميع َ‬
‫ِ‬ ‫الح ّق‪َ ،‬بخيالً بالأ�صرارِ عن‬‫بالمال في َم ْو ِ�ص ِع َ‬
‫ِ‬ ‫" اأي ُب َن ّي‪ُ ،‬ك ْن َجوا ًدا‬
‫ال�ص ِّر"‪.‬‬
‫كتوم ِّ‬
‫بم ِ‬‫ال�ص ُّن َ‬
‫الب ْخ ِل ِّ‬ ‫َ‬ ‫المر ِء ال ُ‬
‫إنفاق في َو ْجه الب ِِّر‪ ،‬وا َّإن اأ ْح َم َد ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫الن�س‪.‬‬
‫ال�ص ْجع في ّ‬
‫و�صح َمواطن َّ‬
‫اأ ‪ِّ -‬‬
‫ال�ص ْجع‪ِّ ،‬بينه‪.‬‬
‫بديعي غير َّ‬
‫ّ‬ ‫لفظي‬
‫ّ‬ ‫ح�صن‬
‫ب ‪ -‬ور َد ُم ِّ‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫اللفظية في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫الم ِّ‬
‫حدد ُ‬
‫‪ِّ - 4‬‬
‫الق ِ‬
‫يامة"‪.‬‬ ‫وم ِ‬ ‫"الخ ْي ُر َم ْعقو ٌد ِب َنوا�صي َ‬
‫الخ ْي ِل اإلى َي ِ‬ ‫وال�صالم‪َ :‬‬
‫ال�صالة ّ‬
‫اأ ‪ -‬قال عليه ّ‬
‫ال�صبيبي(‪: )3‬‬
‫ّ‬ ‫محمد ر�صا‬
‫ب ‪ -‬قال ّ‬
‫ـل في ا ِ‬
‫هلل ُم ْح َت َ�ص ُب‬ ‫اإذا َم�صى َع َم ٌ‬ ‫�س اهلل ُ رِ ْزقًا غَ َير ُم ْح َت َ�ص ِب‬
‫ُي َق ِّي ُ‬
‫جـ ‪ُ -‬يقال‪:‬‬
‫طاع"‪.‬‬ ‫فاط ُل ِب ُ‬
‫الم ْ�ص َت َ‬ ‫" اإذا اأَ َر ْد َت َاأ ْن ُت َ‬
‫طاع‪ْ ،‬‬
‫وردت َ‬
‫معك‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ح�صنات اللفظية التي‬
‫الم ِّ‬
‫تت�صمن اثنين من ُ‬
‫ّ‬ ‫اكتب فقر ًة من اإن�صائك‬
‫ْ‬ ‫‪-5‬‬

‫اﻟﻨﺸﺎط‬

‫الر ِ�ص ّي‪ ،‬واقراأ ق�صيد َته التي َمط َل ُعها‪:‬‬


‫ال�صريف ّ‬
‫عد اإلى ديوان َّ‬
‫ْ‬
‫الي ْو َم اأَ َّن ال َق ْل َب َم ْر ِ‬
‫عاك‬ ‫ِل َي ْه َن ِك َ‬ ‫البان َت ْرعى في َخمائ ِل ِه‬
‫يا َظ ْب َي َة ِ‬
‫َ‬
‫لزمالئك‪.‬‬ ‫وو�صحها‬
‫ال�ص ْدر‪ِّ ،‬‬
‫الع ُجز على َّ‬ ‫ا�صتخرج ثالثة ا ٍ‬
‫أبيات ور َد فيها َر ّد َ‬ ‫ْ‬ ‫ثم‬
‫ّ‬

‫تابعي من اأهل الكوفة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫البخل ال�صديد‪.‬‬‫ال�ص ّن‪ُ :‬‬
‫(‪ِّ )2‬‬
‫عراقي‪ُ ،‬توفِّي عام ‪1965‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� )3‬صاعر‬

‫‪74‬‬
‫ح�صنات المعنويّة‬
‫الم ‪u‬‬
‫ُ‬ ‫‪K‬ا‪«f‬ا‬
‫‪k‬‬
‫راجعا اإلى‬
‫ً‬ ‫المعنوية من فنون البديع‪ ،‬ويكون التح�صين فيها‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫الم ِّ‬ ‫مر َ‬
‫معك �صاب ًقا ا ّأن ُ‬ ‫َّ‬
‫قاب َلة‪ ،‬وال َّت ْورِ ية‪.‬‬
‫والم َ‬ ‫متعددة‪ ،‬منها‪ِّ :‬‬
‫الطباق‪ُ ،‬‬ ‫المعنوية ِّ‬
‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫والم ِّ‬
‫المعنى‪ُ .‬‬
‫‪ - 1‬الط‪u‬باق‬
‫اأ ‪ -‬مفهوم الط‪u‬باق‬
‫لتتبي َن مفهوم ِّ‬
‫الطباق انظر في الآية الكريمة الآتية‪:‬‬ ‫َّ‬
‫{ (�صورة الكهف‪ ،‬الآية ‪)18‬‬ ‫قال تعالى عن اأهل َ‬
‫الكهف‪} :‬‬
‫تين في المعنى‪،‬‬
‫جمعت في �صياق واحد بين كلمتين مت�صا َّد ِ‬
‫لحظ ا ّأن الآية الكريمة قد َ‬
‫َن َ‬
‫و"رقود"‪.‬‬ ‫هما‪" :‬اأَ ً‬
‫يقاظا"‪ُ ،‬‬
‫ري‪:‬‬
‫البح ُت ّ‬
‫أي�صا في قول ُ‬
‫وانظر ا ً‬
‫َ‬
‫َل ُح ِّب َب ِم ْن اأ ْج ِل ال َّتالقي ال َّت ُّ‬
‫فر ُق‬ ‫وح ْ�ص َن ُه‬ ‫ف َل ْو َفهِ َم ال ّن ُ‬
‫ا�س ال َّتالقي ُ‬
‫تين في المعنى‪ ،‬هما‪ ":‬ال َّتالقي"‪،‬‬
‫كلمتين مت�صا َّد ِ‬
‫ِ‬ ‫�صياق واحد بين‬ ‫جمع كذلك في ٍ‬ ‫تجده َ‬ ‫ْ‬
‫�صمى بــ ِّ‬
‫"الطباق"‪.‬‬ ‫فرق"‪ ،‬وهو ما ُي ّ‬
‫و"ال َّت ُّ‬
‫البديعي في الكالم فائد ًة َت ْك ُمن في اإي�صاح المعنى‬
‫ّ‬ ‫الفن‬
‫لحظ ا ّأن لتوظيف هذا ّ‬ ‫َ‬
‫ولعلك َت َ‬
‫وتمكي ِنه في َن ْف�س ال�صامع بتوظيف الكلمات ُ‬
‫المت�صا َّدة‪.‬‬

‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫تين في المعنى‪.‬‬
‫كلمتين مت�صا َّد ِ‬
‫ِ‬ ‫الج ْمع بين‬ ‫• ِّ‬
‫الطباق‪ :‬هو َ‬
‫تدريب‬
‫مما ياأتي‪:‬‬
‫كل ّ‬ ‫ِّبي ِن ِّ‬
‫الطباق في ٍّ‬
‫{‬ ‫‪ - 1‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة المائدة‪ ،‬الآية ‪)100‬‬

‫‪75‬‬
‫مادحا‪:‬‬‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫فاجة‬
‫‪ - 2‬قال ابن َخ َ‬
‫وي�سارِ‬ ‫َي ْلقى ِب ُي ْمنى َ‬
‫تار ًة َ‬ ‫ ‬ ‫راء �أَ ْ�ستارِ ُّ‬
‫الدجى ُم َت َم ْل ِم ٌل‬ ‫وو َ‬‫َ‬ ‫ ‬
‫الدولة‪:‬‬
‫المتنبي في مدح �سيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 3‬قال‬
‫وحيد ِل ِّ‬
‫ل�ش ْر ِك هازِ ُم‬ ‫ولك َّن َك ال َّت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬ ‫ليكا هازِ ًما ِل َنظيرِ ِه‬‫ و َل�س َت َم ً‬
‫ْ‬
‫هيوني‪:‬‬ ‫ال�ص‬
‫العدو ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 4‬قال �سميح القا�سم ُم ِ‬
‫خاط ًبا‬
‫ّ‬
‫وال�ش ْي ُخ‬
‫فل َّ‬ ‫الط ُ‬‫موت ِم ّنا ِّ‬ ‫َي ُ‬ ‫ ‬
‫ وال َي�س َت�س ِل ُم‬
‫فائز‪.‬‬
‫�شج ُع ُه وهو ٌ‬ ‫خا�سر كما ُت ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�ص على َ�أ ْن ُت َ�ش ِّج َع فري َق َك وهو‬ ‫احرِ ْ‬‫‪ْ - 5‬‬
‫ال�سلْب‬
‫ب ‪ -‬طباق الإيجاب وطباق َّ‬
‫ال�س ْلب َ‬
‫تعال بنا ننظر في الأمثلة الآتية‪:‬‬ ‫لنتعر َ‬
‫ف طباق الإيجاب وطباق َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‬
‫ري‪:‬‬ ‫البح ُت ّ‬
‫‪ -‬قال ُ‬
‫ـك و�أُ ْع َـذ ُر‬ ‫و�أُ ُ‬
‫الم فـي َك َم ٍـد َع َل ْي ِ‬ ‫لوع و أُ� ْظهِ ُ ر‬ ‫ �أُ ْخفي َه ًوى َل ِك في ُّ‬
‫ال�ض ِ‬
‫متغزالً‪:‬‬
‫‪ -‬قال َجرير ِّ‬
‫الو ْ�ص ِل �أَ ْقرانا‬ ‫و َق َّطعوا ِم ْن ِح ِ‬
‫بال َ‬ ‫ ‬ ‫ليـط و َل ْو ُط ِّـو ْع ُ‬
‫ـت مـا بـانـا‬ ‫الخ ُ‬‫بـان َ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫(�سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪)44‬‬ ‫{‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫وقع في المثال ال ّأول في كلم َتي‪ " :‬أُ� ْخفي"‪ ،‬و" أُ� ْظهِ ر"‪،‬‬
‫الطباق َ‬ ‫عرفت � ّأن ِّ‬
‫َ‬ ‫�شك في � َ‬
‫أنك‬ ‫ ال ّ‬
‫مرة با�ستخدام‬ ‫مبا�شرة في ّ‬
‫كل ّ‬ ‫الم"‪ ،‬و " أُ� ْع َذ ُر"‪ ،‬وقد َ‬
‫وقع هنا ب�صور ٍة َ‬ ‫وكذلك في كلم َتي‪�" :‬أُ ُ‬
‫َ‬
‫الطباق "طباقَ الإيجاب"‪ .‬لك ّنه في‬ ‫�سمى هذا النوع من ِّ‬ ‫وي ّ‬ ‫تين في المعنى‪ُ ،‬‬ ‫كلمتين مت�ضا َّد ِ‬
‫ِ‬
‫منفي‬
‫حدهما ُم ْث َبت وهو "بانَ "‪ ،‬وال َآخر ّ‬ ‫أ�صل واحد‪ ،‬أَ� ُ‬
‫لين من � ٍ‬ ‫وقع في ِف ْع ِ‬
‫المثال الثاني َ‬
‫وهو "ما بانَ "‪ ،‬وكان ال َّت�ضا ُّد فيهما في المعنى‪َ ،‬‬
‫ذلك � ّأن معنى "ما بانَ " ا ْق َت َر َب‪ .‬وفي المثال‬
‫أ�صل واحد‪ ،‬جاء ال ّأول في �صيغة ال َّن ْهي‬ ‫الطباق في الآية الكريمة بين ِف ِ‬
‫علين من � ٍ‬ ‫وقع ِّ‬
‫الثالث َ‬
‫"واخ َ�ش ْو ِن"‪ ،‬وكان ال َّت�ضاد فيهما في معنى طلب‬
‫"فال ت َْخ َ�شوا"‪ ،‬وال َآخر في �صيغة الأمر ْ‬
‫ال�س ْلب"‪.‬‬
‫�سمى "طباقَ َّ‬ ‫القيام بالفعل وال َّن ْه ِي عن القيام به‪ ،‬وهذا النوع من ِّ‬
‫الطباق ُي ّ‬

‫أندل�سي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪� )1‬شاعر �‬
‫‪76‬‬
‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫• من اأنواع ِّ‬
‫الطباق‪:‬‬
‫تين في المعنى‪.‬‬
‫كلمتين مت�صا َّد ِ‬
‫ِ‬ ‫يقع بين‬
‫طباق الإيجاب‪ :‬وهو ما ُ‬ ‫¡‬
‫ت‪ ،‬وال َآخر َم ِنف ّي‪ ،‬اأو في‬ ‫أحدهما ُم ْث َب ٌ‬
‫أ�صل واحد‪ ،‬ا ُ‬ ‫يقع في ِف ِ‬
‫علين من ا ٍ‬ ‫ال�ص ْلب‪ :‬وهو ما ُ‬
‫طباق َّ‬ ‫¡‬
‫أحدهما في �صيغة ال َّن ْهي‪ ،‬وال َآخر في �صيغة ال ْأمر‪.‬‬‫أ�صل واحد‪ ،‬ا ُ‬ ‫ِف ِ‬
‫علين من ا ٍ‬
‫فـائـدة‬
‫أي�صا‪:‬‬
‫فعلين‪ ،‬فقد ياأتي ا ً‬‫ِ‬ ‫ا�صمين اأو بين‬
‫ِ‬ ‫الطباق فقط بين‬ ‫ل ياأتي ِّ‬
‫الم َع ّر ّي‪:‬‬
‫فعل وا�صم ٍ‪ ،‬كما في قول َ‬ ‫‪ - 1‬بين ٍ‬
‫�س ِج ّدي اإ َِّن َد ْه َر ِك هازِ ُل‬
‫ويا َن ْف ُ‬ ‫َميم ٌة‬
‫الحيا َة ذ َ‬
‫فَيا َم ْو ُت ُز ْر اإ َِّن َ‬
‫"ج ّدي" وال�صم "هازِ ل"‪.‬‬ ‫الطباق بين فعل الأمر ِ‬ ‫وقع ِّ‬
‫فقد َ‬
‫حرفين‪ ،‬كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 2‬بين‬
‫{ (�صورة البقرة‪ ،‬الآية ‪)286‬‬ ‫}‬

‫"الالم" في لفظ " َلها" وحرف ّ‬


‫الجر "على" في لفظ "عليها"‪.‬‬ ‫وقع ِّ‬
‫الطباق بين حرف الجر ّ‬ ‫اإذ َ‬
‫وا�صتخرج‬
‫ْ‬ ‫ال�ص ْلب"‪،‬‬ ‫"طباق الإيجاب ِ‬
‫وطباق َّ‬ ‫فاتحة الحديث عن ِ‬
‫ِ‬ ‫ري في‬
‫البح ُت ّ‬ ‫• ُع ِد ال َآن اإلى ِ‬
‫مثال ُ‬
‫حرفين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫منه ِطباقًا بين‬

‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫ونوعه في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫َ‬ ‫‪ِّ -1‬بين ِّ‬
‫الطباق‬
‫(�صورة اآل عمران‪ ،‬الآية ‪)175‬‬ ‫{‬ ‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫{‬ ‫ب ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة ال�صحى‪ ،‬الآيات ‪)8-6‬‬
‫جـ ‪ -‬قال َ�صعيد َع ْقل‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وح ُّد َ�ص ِيف َك ما َنبا‬ ‫َن َب ِت ُّ‬
‫ال�ص ُ‬
‫يوف َ‬ ‫الع ْز ِم ُاأ ْغ ِني َة ُّ‬
‫الظبا‬ ‫�س َ‬ ‫اأُ ْر ُد ُّن اأَ ْر َ‬
‫فقيرا‪.‬‬ ‫ً‬
‫عائال‪ً :‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ال�صيف‪ :‬لم ُي ِ�ص ْب َه َدفه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حد ال�صيف والرمح‪َ .‬نبا‬ ‫الظبا‪ :‬جمع ُّ‬
‫الظ َبة‪ ،‬وهي ّ‬ ‫(‪ُّ )2‬‬

‫‪77‬‬
‫ال�شام‪:‬‬ ‫تحية ّ‬ ‫د ‪ -‬قال حافظ �إبراهيم في ّ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫فيه غَ َير َو ْ�سنان‬ ‫َعن َم ْط َم ِع ال َغ ْر ِب ِ‬ ‫ ‬ ‫نـاه و�أَ ْب َع َـد ُه‬
‫ال�ش ْر َق �أَ ْد ُ‬
‫َمتى �أَرى َّ‬ ‫ ‬
‫هان‬ ‫ُي ْهـدي إ�ِلى َب َـردى أَ� ْ�ش َ‬
‫ـواق َو ْل ِ‬ ‫وهوِ إ�ِلى الأُ ْر ُد ِّن في َ�ش َغ ٍ ‬
‫ف‬ ‫يل ْ‬ ‫ال ِّن ُ‬ ‫ ‬
‫ري(‪: )2‬‬‫هـ ‪ -‬قال طاهر َز َم ْخ َ�ش ّ‬
‫أَ‬
‫ � ْطوي َع َل ْيها فُـ�ؤا ًدا َ�ش َّفـ ُه ا َلأ َل ُـم‬ ‫والحاالت ِ‬
‫واح َد ٌة‬ ‫ُ‬ ‫ � ْبكي و أَ� ْ�ض َح ُك‬ ‫أَ‬
‫آالم َي ْب َت ِ�س ُم‬
‫فالد ْم ُع ِم ْن َز ْح َم ِة ال ِ‬
‫َّ‬ ‫ ‬ ‫�ضاحك ٌة‬ ‫وهي ِ‬
‫يـت ُدموعـي ْ َ‬ ‫ف�إ ِْن َر أَ� َ‬ ‫ ‬
‫ري‪:‬‬ ‫البح ُت ّ‬‫و ‪ -‬قال ُ‬
‫وه َج ْر ِت َم ْن ال َي ْه ُج ُر‬ ‫الهوى‪َ ،‬‬ ‫َع ْه َد َ‬ ‫ ‬‫راك ُخ ْن ِت َعلى ال َّنوى َم ْن َل ْم َي ُخ ْن‬ ‫و�أَ ِ‬ ‫ ‬
‫اً‬
‫�سطول‪:‬‬ ‫ف أُ�‬‫ِيادي َي ِ�ص ُ‬ ‫محمد الإ ّ‬ ‫علي بن ّ‬ ‫ز ‪ -‬قال ّ‬
‫(‪)3‬‬ ‫قول َعلى ِث ِ‬
‫ياب َت َر ُّه ِب‬ ‫الع َ‬ ‫َت ْ�سبي ُ‬ ‫ ‬ ‫ماء َق ْد َلب َِ�س ْت ِث َ‬
‫ياب َت َ�ص ُّن ٍع‬ ‫َد ْه ُ‬ ‫ ‬
‫الم َل َّوح‪:‬‬
‫ح ‪ -‬قال َق ْي�س بن ُ‬
‫�ص ِم ْنه ال َع َل َّي وال ِليا‬ ‫و�أَ ْخ ُل َ‬ ‫الهوى ‬ ‫را�ض ِب�أَ ْن أَ� ْح ِم َل َ‬
‫َعلى �أَ ّنني ٍ‬ ‫ ‬
‫كو َن طباقًا‪:‬‬ ‫زوج من الكلمات الآتية في جملة ِل ُت ِّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫ َ�ض ْع ّ‬‫‪-2‬‬
‫�ضاق‬
‫أ� ‪ -‬ا ّت َ�س َع – َ‬
‫وح�ش‬ ‫ب ‪ُ -‬م�ؤْن�س – ُم ِ‬

‫المقابَلَة‬
‫‪ُ - 2‬‬
‫الب َلغاء‪:‬‬ ‫َ‬
‫قاب َلة ت� َّأمل قول �أ َحد ُ‬ ‫الم َ‬
‫لتتبي َن مفهوم ُ‬
‫َّ‬
‫ير ِمن َ�ص ْفوِ ال ُف ْر َق ِة‪.‬‬
‫ماع ِة َخ ٌ‬ ‫َك َد ُر َ‬
‫الج َ‬
‫بكلمتين ُتقا ِبال ِنهما في المعنى‬
‫ِ‬ ‫ماعة"‪ ،‬ثم �أتى‬
‫و"الج َ‬
‫َ‬ ‫بالكلمتين‪َ :‬‬
‫"ك َدر"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫المتحدث‬
‫ِّ‬ ‫لقد �أتى‬
‫"ك َدر" ُتقا ِبلها كلمة َ‬
‫"�ص ْفو" وهما ُمت�ضا َّدتان‪،‬‬ ‫"�ص ْفو"‪ ،‬و"ال ُف ْرقة"‪ ،‬فكلمة َ‬
‫على ال ّترتيب‪ ،‬هما‪َ :‬‬
‫ماعة" ُتقا ِبلها كلمة "ال ُف ْرقة" وهما ُمت�ضا َّدتان � ً‬
‫أي�ضا‪.‬‬ ‫"الج َ‬
‫وكلمة َ‬
‫(‪َ ) 1‬و ْ�سنان‪� :‬أَ َ‬
‫�صابه ال ُّنعا�س‪ ،‬والمق�صود غا ِفل‪.‬‬
‫�سعودي معا�صر‪ُ ،‬توفِّي عام ‪1987‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪� )2‬شاعر وكاتب‬
‫ال�سفن‪ِ .‬ثياب َت َر ُّهب‪ :‬ثياب خالية من الزينة‪ ،‬والمق�صود‬ ‫�سفن كثيرة‪ِ .‬ثياب َت َ�ص ُّن ٍع‪ :‬ثياب َّ‬
‫مزينة‪ ،‬والمق�صود �أ�شرعة ّ‬ ‫(‪َ )3‬د ْهماء‪ٌ :‬‬
‫تغطيه مياه البحر‪.‬‬‫الجزء الأ�سفل من ال�سفينة الذي ّ‬

‫‪78‬‬
‫والخريجات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫يجين‬
‫الخر َ‬
‫ثم انظر في قول مدير اإحدى المدار�س ُيه ِّن‪ّ Å‬‬
‫وم ِك ً‬
‫بارا‪.‬‬ ‫الي َ‬‫ناك ُم َ‬‫وو َّد ْع ُ‬ ‫ناكم اأَ ْم ِ�س ِ�ص ً‬
‫غارا‪َ ،‬‬ ‫ا�ص َت ْق َب ْل ُ‬
‫غارا"‪ ،‬ثم اأتى بكلمات م َت�صا َّدة‬ ‫لك اأ ّنه اأتى بالكلمات‪" :‬ا�ص َت ْق َب ْلناكم"‪ ،‬و"ا ْأم ِ�س"‪ِ ،‬‬
‫و"�ص ً‬ ‫َيظهر َ‬
‫بارا"‪ ،‬فكلمة "ا�ص َت ْق َب ْلناكم"‬ ‫و"اليوم"‪ِ ،‬‬
‫و"ك ً‬ ‫ناكم"‪َ ،‬‬ ‫"و َّد ْع ُ‬
‫معها في المعنى على الترتيب‪ ،‬هي‪َ :‬‬
‫بارا"‪.‬‬‫"ك ً‬ ‫غارا" ِ�ص ُّد كلمة ِ‬ ‫"اليوم"‪ ،‬وكلمة ِ‬
‫"�ص ً‬ ‫ناكم"‪ ،‬وكلمة "ا ْأم ِ�س" ِ�ص ُّد كلمة َ‬ ‫ِ�ص ُّد كلمة َ‬
‫"و َّد ْع ُ‬
‫قاب َلة هو في عدد الكلمات ُ‬
‫المتقا ِبلة‪ ،‬ففي‬ ‫والم َ‬ ‫أدركت ال َآن ا ّأن الفرق بين ِّ‬
‫الطباق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ولعلك ا‬
‫أكثر‬
‫كلمتين اأو ا َ‬
‫ِ‬ ‫قاب َلة بين‬
‫الم َ‬
‫قابل بين كلمة واأخرى‪ ،‬في حين يكون في ُ‬ ‫الطباق يكون ال َّت ُ‬ ‫ِّ‬
‫أكثر‪.‬‬
‫ري ْي ِن اأو ا َ‬ ‫وكلمتين اأُ ْخ َ‬
‫ِ‬
‫وتعميقه وتمكي ِنه في َن ْف�س ّ‬
‫ال�صامع اأو المتل ّقي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتو�صيحه‬ ‫لتح�صين المعنى‬
‫ِ‬ ‫قاب َلة‬
‫الم َ‬ ‫لجاأ اإلى ُ‬ ‫وي َ‬ ‫ُ‬
‫ن�صتنتج اأ ّن‪:‬‬
‫أكثر‪ ،‬ثم ُيوؤتى بما ُيقا ِب ُلها على ال ّترتيب‪.‬‬
‫بكلمتين اأو ا َ‬
‫ِ‬ ‫قاب َلة‪ :‬ا ْأن ُيوؤتى‬
‫الم َ‬
‫• ُ‬

‫فـائـدة‬
‫أي�صا‪:‬‬
‫تقع ا ً‬
‫فعلين فقط‪ ،‬فقد ُ‬
‫ِ‬ ‫ا�صمين فقط‪ ،‬اأو بين‬
‫ِ‬ ‫قاب َلة بين‬ ‫المتقا ِب َلة في ُ‬
‫الم َ‬ ‫تقع الألفاظ ُ‬
‫ل ُ‬
‫هارا‪.‬‬ ‫هر َل ًيال‪ِ ،‬‬
‫لك َّنه ُم ْخ َت ٍف َن ً‬ ‫ا�س َي ْظ ُ‬
‫الخ ّف ُ‬
‫وا�صم‪ ،‬كما في المثال‪ُ :‬‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫‪ - 1‬بين ٍ‬
‫و"نهارا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫"ليال"‪،‬‬ ‫"م ْخ ٍ‬
‫تف"‪ ،‬وال�صمين ‪ً :‬‬ ‫قاب َلة بين الفعل َ"ي َ‬
‫ظهر" وال�صم ُ‬ ‫الم َ‬
‫اإذ وقعت ُ‬
‫ٍ‬
‫واجبات‪.‬‬ ‫ليك‬ ‫حرفين‪ ،‬كما في المثال‪َ :‬كما اأَ َّن َ‬
‫لك ُحقوقًا فاإ َِّن َع َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 2‬بين‬
‫الجر "على"‬ ‫"الالم" في لفظ َ‬
‫"لك"‪ ،‬وحرف ّ‬ ‫قاب َلة بين حرفين‪ :‬حرف ّ‬
‫الجر ّ‬ ‫الم َ‬
‫حيث وقعت ُ‬
‫َ‬
‫"عليك"‪ ،‬وال�صمين‪" :‬حقوق"‪ ،‬و"واجبات"‪.‬‬ ‫في لفظ‬
‫{‬ ‫• ُع ِـد الآن اإلى قو ِل ِه تعالى‪} :‬‬
‫وبين المقابل َة الواردة فيه‪.‬‬ ‫الذي در�ص َت ُه في بند "فائدة" في در�س ِّ‬
‫"الطباق"‪ِّ ،‬‬

‫‪79‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫قاب َلة في ما ياأتي‪:‬‬
‫الم َ‬
‫‪ِّ - 1‬بين ُ‬
‫{‬ ‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة الأعراف‪ ،‬الآية ‪)157‬‬
‫غاليق ِل َّ‬
‫ل�ص ِّر"‪.‬‬ ‫لخ ْيرِ َم َ‬ ‫فاتيح ِل َ‬
‫ا�س َم َ‬ ‫ب ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪" :‬ا َّإن ِم َن ال ّن ِ‬
‫يك َو ُت َق ِّل ُل ُم ْب ِغ َ‬
‫�صيك‪.‬‬ ‫زيد ُم ِح ّب َ‬
‫ا�س َت ُ‬ ‫جـ ‪ -‬با ْإح�صا ِن َك اإلى ال ّن ِ‬
‫د ‪ -‬قال َجرير‪:‬‬
‫�س َ�ص ٍّر َع ْن ُك ُم ِ‬
‫ب�صما ِل ِه‬ ‫وقا ِب ُ‬ ‫فيك ُم َبيمي ِن ِه‬ ‫وبا�ص ُط َخيرٍ ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المتنب ّي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هـ ‪ -‬قال‬
‫ال�ص ْب ِح ُيغري بي‬‫يا�س ُّ‬ ‫َو َاأ ْن َثني َو َب ُ‬ ‫و�صوا ُد ال َّل ْي ِل َي ْ�ص َف ُع لي‬ ‫َاأ ُ‬
‫زور ُه ْم َ‬
‫الع َل ِن‪.‬‬
‫ال�ص ِّر‪ ،‬ول َع ُد ٌّو في َ‬ ‫ديق في ِّ‬ ‫ي�س ل ُه َ�ص ٌ‬ ‫ف ا َآخر‪َ :‬ل َ‬ ‫رجل َي ِ�ص ُ‬
‫و ‪ -‬قال ٌ‬
‫قاب َلة في ما ياأتي‪ ،‬مع بيان ّ‬
‫ال�صبب‪:‬‬ ‫الم َ‬ ‫ميز ِّ‬
‫الطباق من ُ‬ ‫‪ِّ - 2‬‬
‫اأ ‪ -‬قال تعالى‪} :‬‬
‫(�صورة الليل‪ ،‬الآيات ‪)10-5‬‬ ‫{‬
‫ال�ص ْد َق ُط َماأْني َن ٌة‪ ،‬وا َّإن‬
‫ريب َك‪ ،‬فاإ َِّن ِّ‬ ‫ب ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪َ " :‬د ْع ما َي ُ‬
‫ريب َك اإلى ما ل َي ُ‬
‫َ‬
‫الك ِذ َب َ‬
‫ريب ٌة"(‪.)1‬‬
‫الخوري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫جـ ‪ -‬قال ب�صارة‬
‫ـ�ص ِ‬
‫ــه َح َ�ص ًبـا َجـديــدا‬ ‫قــام ل َن ْف ِ‬
‫اأ َ َ‬ ‫ـديـم‬ ‫ا�س ذو َح َ�ص ٍ‬
‫ـب َق ٍ‬ ‫َو َخ ْي ُـر ال ّن ِ‬
‫المعتز‪:‬‬
‫ّ‬ ‫د ‪ -‬قال ابن‬
‫َج َّـر اأَ ْم ًـرا َت ْر َت ِ‬
‫جيـه‬ ‫ُر َّب اأَ ْمــــــــرٍ َت َّت ِ‬
‫قـيـه‬
‫فيه‬ ‫الم ْك ُ‬
‫روه ِ‬ ‫وبدا َ‬
‫َ‬ ‫بوب ِم ْن ُه‬
‫الم ْح ُ‬ ‫َخ ِف َي َ‬

‫(‪َ )1‬يريبك‪َ :‬يجعلك �صاكًّ ا‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫فاعي‪:‬‬
‫الر ّ‬‫المنعم ّ‬
‫هـ ‪ -‬قال عبد ُ‬
‫َع ْف ًوا �إِذا َم َح ِت الأَ ّي ُام ما ُك ِتبا‬ ‫واح َت َجبا ‬ ‫ان يا ُح ْل َم ف َْجرٍ َ‬
‫الح ْ‬ ‫َع ّم ُ‬ ‫ ‬
‫و ‪ -‬قال �صالح بن عبد ال ُق ّدو�س‪:‬‬

‫وم�ضى ا َّل َ‬
‫ذين �إِذا َيقولوا َي ْ�ص ُدقوا‬ ‫َ‬ ‫ذين �إِذا َيقولوا َي ْك ِذبوا‬
‫ ‬ ‫َب ِق َي ا َّل َ‬ ‫ ‬
‫بالب ْخل‪ ،‬ثم ِّبين ما وقع‬
‫أحدهم ُ‬ ‫لحي الآتي حين ا ّت َ‬
‫همه � ُ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫محمد بن ُع ْمران َّ‬
‫الط ّ‬ ‫‪ - 3‬ا�شرح قول ّ‬
‫معنوي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ح�سن‬
‫فيه من ُم ِّ‬
‫باط ٍل"‪.‬‬ ‫"ما َ�أ ْج ُم ُد في َح ٍّق‪ ،‬وال �أَ ُ‬
‫ذوب في ِ‬ ‫ ‬
‫قاب َلة‪:‬‬
‫الم َ‬ ‫مثال على ِّ‬
‫الطباق ال ُ‬ ‫مما ي�أتي اً‬ ‫عد ٌّ‬
‫كل ّ‬ ‫‪ِّ - 4‬بي ْن لماذا ُي ُّ‬
‫�أ ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم‪ " :‬ال ّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لي ما َق َّد ْم ُت وما �أَ َّخ ْر ُت‪ ،‬وما �أَ ْ�س َر ْر ُت وما‬
‫نت َعلى ُك ِّل َ�ش ْي ٍء‬‫الم� ِّؤخ ُر‪ ،‬و�أَ َ‬
‫نت ُ‬ ‫الم َق ِّد ُم و�أَ َ‬
‫نت ُ‬ ‫نت َ�أ ْع َل ُم ِب ِه ِم ّني‪� ،‬أَ َ‬
‫�أَ ْع َل ْن ُت‪ ،‬وما �أَ َ‬
‫دير"‪.‬‬
‫َق ٌ‬
‫ال�شاعر‪:‬‬
‫ب ‪ -‬قال ّ‬
‫�ضاب‬ ‫َو َل ْي َت َك َت ْر�ضى والأَ ُ‬
‫نام ِغ ُ‬ ‫ ‬
‫رير ٌة‬ ‫َف َل ْي َت َك َت ْحلو َ‬
‫والحيا ُة َم َ‬ ‫ ‬

‫ين‪.‬‬
‫العبا�سي َ‬ ‫زمن‬ ‫(‪ )1‬أَ‬
‫ � َحد القُ�ضاة َ‬
‫ّ‬

‫‪81‬‬
‫‪ - 3‬التَّورِية‬
‫بي(‪:)1‬‬ ‫الدين َّ‬
‫الذ َه ّ‬ ‫لتتبي َن مفهوم ال َّتورِ ية انظر قول َب ْدر ّ‬ ‫َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫والخزامى‬
‫يح فيها ُ‬ ‫ال�ش ُ‬‫�ضاع ِّ‬‫حين َ‬ ‫َ‬ ‫وربــوع ٍ َك ْـم َو َج ْـدنــا ِط َيبـهـا‬
‫ ‬ ‫ُ‬
‫بعيدا‬
‫الذ ْهن‪ ،‬ومع ًنى ً‬ ‫قريبا ُي�سرِ ع �إلى ِّ‬
‫معنيين‪ :‬مع ًنى ً‬ ‫ِ‬ ‫"�ضاع"‬
‫َ‬ ‫احتم َلت كلمة‬ ‫البيت َ‬ ‫ف�إذا قر�أنا َ‬
‫جدنا" في البيت‪ ،‬و� ّأما‬ ‫"و ْ‬‫"ال�ضياع"؛ ُلورود كلمة َ‬ ‫هو المق�صود‪ّ � ،‬أما المعنى القريب فهو من َّ‬
‫ال�سياق‪.‬‬
‫وانت�ش َرت رائح ُته"‪ ،‬وهو المعنى المق�صود بداللة ّ‬ ‫َ‬ ‫"فاح‬
‫المعنى البعيد فهو َ‬
‫ال�شاعر‪:‬‬ ‫وانظر في قول ّ‬
‫نان َت ْبكي َعلى َ�ص ْخرِ‬ ‫ِ‬
‫ولك ْن َل ُه َع ْي ِ‬ ‫ ‬ ‫�ساء ال في ُ�شجو ِن ِه‬ ‫الخ ْن َ‬ ‫واد َحكى َ‬ ‫َو ٍ‬
‫قريبا غير مق�صود ُي�سرِ ع �إلى ِذهن المتل ّقي‬ ‫"�ص ْخر" في البيت معنيين‪ :‬مع ًنى ً‬ ‫تجد � ّأن لكلمة َ‬ ‫ْ‬
‫"الخ ْن�ساء" التي ا�ش ُتهِ رت ببكائها على‬ ‫ودل عليه وجود كلمة َ‬ ‫الخ ْن�ساء"‪ّ ،‬‬ ‫"�ص ْخر �أخو َ‬ ‫هو َ‬
‫"�ص ْخر الوادي"‪ ،‬وهو‬ ‫بعيدا هو َ‬‫"�ص ْخر" ورثائها � ّإياه‪ ،‬وقد �أَخفى به ال�شاعر مع ًنى � َآخر ً‬ ‫�أخيها َ‬
‫ال�سياق‪.‬‬
‫المعنى المق�صود بداللة ّ‬
‫إجابتك‪.‬‬
‫َ‬ ‫و�ضح �‬
‫نان" في البيت من باب ال ّتورية؟ ِّ‬ ‫"ع ْي ِ‬
‫عد كلمة َ‬ ‫أيك‪ ،‬هل ُت ُّ‬ ‫في ر� َ‬
‫أحب ًة له‪:‬‬
‫ثم ت� َّأمل قول ال�شاعر وقد َو َّد َع � ّ‬
‫طيب؟‬‫يف َي ُ‬‫فال�ص ْب ُر َك َ‬‫ما َل َّذ لي‪َّ ،‬‬ ‫ال�ش ْه َد َي ْو َم ِفرا ِقهِ ْم ‬ ‫هلل إ� َِّن َّ‬ ‫ِ‬
‫قريب غير مق�صود ُي�سرِ ع �إلى ِذهن المتل ّقي هو‬ ‫ٍ‬ ‫"ال�ص ْبر" بمعنيين‪ :‬مع ًنى‬ ‫لقد جاءت كلمة َّ‬
‫"ال�ش ْهد"‪ ،‬وقد �أخفى به ال�شاعر مع ًنى � َآخر ً‬
‫بعيدا هو‬ ‫ودل عليه وجود كلمة َّ‬ ‫ال�ص ْبر"‪ّ ،‬‬
‫"نبات َّ‬
‫ال�سياق‪.‬‬
‫الم�ش َّقة"‪ ،‬وهو المعنى المق�صود بداللة ّ‬ ‫حمل َ‬ ‫" َت ُّ‬
‫مما �سبق من �أمثلة � ّأن ال َّتورِ ية َت ْح ِفز انتباه المتل ّقي و َت ُ�ش ُّده �إلى المعنى الغام�ض‬ ‫َ‬
‫ولعلك ت�ستنتج ّ‬
‫المق�صود بالكالم‪.‬‬
‫ن�ستنتج أ� ّن‪:‬‬
‫بمعنيين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫• ال َّتورِ ية ا�ستعمال كلم ٍة‬
‫قريب ُي�سرِ ع �إلى ِّ‬
‫الذ ْهن‪ ،‬وال يكون مق�صو ًدا‪.‬‬ ‫¡ مع ًنى ٍ‬
‫ال�سياق‪.‬‬
‫بعيد‪ ،‬وهو المق�صود بداللة ّ‬ ‫¡ مع ًنى ٍ‬
‫(‪� ) 1‬شاعر من الع�صور المت� ِّأخرة‪ُ ،‬توفِّي عام ‪680‬هـ‪.‬‬
‫الطيبة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نباتان معروفان بالرائحة ّ‬ ‫والخزامى‪:‬‬
‫ال�شيح ُ‬‫(‪ِّ )2‬‬
‫‪82‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫‪ِّ -1‬بين ال َّتورِ ية في ما تحته ّ‬
‫خط في ّ‬
‫كل مثال من الأمثلة الآتية‪:‬‬
‫اأ ‪ -‬قال ابن ُنباتة (‪:)1‬‬

‫َالَ ْج ِل ذا َي ْجلو َّ‬


‫ال�صدا‬ ‫فِ أ‬ ‫وال َّن ْه ُر ُي ْ�ص ِب ُه ِم ْب َر ًدا‬
‫في ال َغ َزل‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ب ‪ -‬قال ابن ُمكا ِن�س‬
‫ــبـــال‬
‫ـمــوت و َن ْ‬
‫ُ‬ ‫ِب ِ‬
‫ـــه َن‬ ‫ولي ِم َن ال َّل ْح ِظ َ�ص ْهما‬
‫الح ّم ِام ّي(‪:)3‬‬
‫الدين َ‬
‫�صير ِّ‬
‫جـ ‪ -‬قال َن ُ‬
‫عــــوق‬
‫ْ‬ ‫�صـــور ِبها َي‬
‫َ‬ ‫ورِ ول ُق‬ ‫اأَ ْب ُ‬
‫يات ِ�ص ْعرِ َك َكال ُق�صـ‬
‫قـيــــق‬
‫ْ‬ ‫وم ْعـنـــاهــا َر‬
‫ـــــر َ‬
‫ُح ٌّ‬ ‫العجا ِئ ِب َل ْف ُظها‬ ‫ِ‬
‫وم َن َ‬
‫ال�صاعر‪:‬‬
‫د ‪ -‬قال ّ‬
‫حاب ُي َن ِّق ُط‬ ‫يح َت ْك ُت ُب َّ‬
‫وال�ص ُ‬ ‫والر ُ‬ ‫دير َ�صحي َف ٌة‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫الط ْي ُر َت ْق َراأ وال َغ ُ‬
‫مما ياأتي‪:‬‬ ‫البديعية في ٍّ‬
‫كل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�صنات‬
‫الم ِّ‬
‫و�صح ُ‬
‫‪ِّ -2‬‬
‫الذين كرهوا الجها َد وتخ َّلفوا عن ر�صول اهلل‪� ،‬ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪:‬‬
‫َ‬ ‫اأ ‪ -‬قـال تعـالى في‬
‫(�صورة التوبة‪ ،‬الآية ‪)82‬‬ ‫{‬ ‫}‬

‫قال ف َغ ِن َم‪ ،‬اأو َ�ص َك َت َ‬


‫ف�ص ِل َم"‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم‪َ " :‬ر ِح َم اهلل ُ َع ْب ًدا َ‬
‫جـ ‪ -‬قال ابن ّ‬
‫الظاهر(‪:)4‬‬
‫ُ‬ ‫ُ�ص ْك ًرا ِل َن ْ�ص ِ‬
‫ـت َع ّنــي َت ِح َّيــ ْة‬
‫ــم َب َّل َغ ْ‬
‫َك ْ‬ ‫مـة َاأ ْر ِ�صك ْ‬
‫ــم‬
‫الذ ِك َّي ْة‬
‫الهوى ف َْه َي َّ‬
‫ديث َ‬
‫َ‬ ‫ل غَ ْر َو اإ ِْن َح ِف َظ ْت اأَحـا‬

‫مملوكي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫�صاعر وكاتب واأديب‬ ‫(‪)1‬‬
‫�صاعر َح َ�صن الذَّ ْوق‪ُ ،‬توفِّي عام ‪794‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المملوكي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من �صعراء الع�صر‬ ‫(‪)3‬‬
‫�صاعر من اأهل المدينة‪ُ ،‬توفِّي عام ‪1904‬م‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪83‬‬
‫متغز اًل‪:‬‬
‫عر ّي ِّ‬
‫الم ّ‬
‫د ‪ -‬قال �أبو العالء َ‬
‫بيل‬ ‫َزكاة َج ٍ‬
‫مال فاذ ُْكري َ‬
‫ابن َ�س ِ‬ ‫مال ف� ْإن َت ُك ْن ‬
‫ِل َغ ْيري َزكا ٌة ِمن ِج ٍ‬ ‫ ‬
‫تمام‪:‬‬
‫هـ ‪ -‬قال �أبو ّ‬
‫ال�ص ِ‬
‫ال�ش ِّك ِّ‬
‫والر َي ِب‬ ‫في ُمتو ِنهِ َّن َج ُ‬
‫الء َّ‬ ‫ال�صحا ِئ ِف‬
‫ ‬ ‫فائ ِح ال ُ�سو ُد َّ‬ ‫ِب ُ‬
‫ي�ض َّ‬ ‫ ‬
‫(‪)1‬‬

‫رج ُع و َد ْم ُع ُه �سا ِئ ٌل‪.‬‬ ‫و ‪� -‬سا ِئ ُل ال َّل ِ‬


‫ئيم َي ِ‬
‫المعتز في و�صف ِ‬
‫الكتاب وال َق َلم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ز ‪ -‬قال ابن‬
‫ومن ُه ُيداوى‬ ‫تاق‪ِ ،‬‬ ‫الم ْ�ش ُ‬
‫�ص ُ‬ ‫اب‪ِ ،‬به َي ْ�ش َخ ُ‬ ‫الح ّج ِ‬ ‫ريء على ُ‬ ‫تاب وا ِل ُج الأَ ِ‬
‫بواب‪َ ،‬ج ٌ‬ ‫" ِ‬
‫الك ُ‬ ‫ ‬
‫الم َي ْخ ِد ُم الإِرا َدةَ‪َ ،‬ي ْ�س ُك ُت وا ِق ًفا‪َ ،‬‬
‫وي ْن ِط ُق �سا ِئ ًرا"‪.‬‬ ‫الك ِ‬‫يو�ش َ‬
‫راق‪ .‬وال َق َل ُم ُم َج ِّه ٌز ِل ُج ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ُ‬
‫(‪)2‬‬

‫ال�صحائف‪ :‬جمع �صحيفة‪ ،‬وهو الورق الذي ُيك َتب عليه‪.‬‬


‫ال�صفائح ‪ :‬ال�سيوف‪ّ .‬‬‫(‪ّ ) 1‬‬
‫ح�ضر‪.‬‬
‫�ص‪َ :‬ي ُ‬
‫داخل‪َ .‬ي ْ�ش َخ ُ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫والج‪ِ :‬‬

‫‪84‬‬
w�œ_«
Ò bI Ò
M�«

85
‫اﻟﻮﺣﺪة‬
‫ادﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫ّ‬ ‫اﻟ ﱠﻨﻘﺪ‬ ‫اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‬

‫‪b‬ادرا على اأن‪:‬‬


‫يُتو‪َّb‬ع من الطّالب بعد درا�صة هذه الوحدة اأن يكون ‪k‬‬
‫يتعرف ًّ‬
‫كال من المفاهيم الآتية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫¡‬
‫ِنيوي‪.‬‬
‫الجتماعي‪ ،‬والمنهج الب ّ‬
‫ّ‬ ‫التاريخي‪ ،‬والمنهج‬
‫ّ‬ ‫قدي‪ ،‬والمنهج‬
‫المنهج ال َّن ّ‬
‫نقدي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لين ِّ‬
‫لكل منهج‬ ‫¡ َي ُ‬
‫ذكر اأ�صماء اأدباء عرب مم ِّث َ‬
‫تطبيقية‪.‬‬ ‫وخ�صائ�صه في نماذج‬
‫َ‬ ‫العربي‬ ‫نقدي في الأدب‬
‫ّ‬ ‫كل منهج‬ ‫المح ّ‬‫¡ يتبين َم ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قدية من ناحية خ�صائ�صها في الأدب‬‫¡ ُيوازن بين المناهج ال ّن ّ‬
‫أدبية‪.‬‬
‫قدية في تحليله لل ّن�صو�س ال ّ‬
‫يطبق المعايير والخ�صائ�س ال ّن ّ‬
‫ِّ‬ ‫¡‬
‫محددة‪.‬‬
‫نقدية َّ‬
‫أدبية وفق معايير ّ‬
‫يقوم مع زمالئه ال ّن�صو�س ال ّ‬
‫ِّ‬ ‫¡‬
‫أهم مظاهر ّ‬
‫كل مرحلة‪.‬‬ ‫أردن وا ّ‬
‫أدبي في ال ّ‬
‫تطور النقد ال ّ‬
‫يو�صح مراحل ّ‬
‫ِّ‬ ‫¡‬
‫ين‪.‬‬
‫أردني َ‬
‫أهم ال ُّنقّاد ال ّ‬
‫أردن في َ�ص ْوء المناهج الحديثة وا ّ‬
‫قدية في ال ّ‬
‫أهم ال ّتجاهات ال ّن ّ‬
‫يتبين ا ّ‬
‫َّ‬ ‫¡‬
‫يتحدث ويكتب‪.‬‬ ‫مما تع َّلمه في تحليل ال ّن�صو�س وفهمها ونقدها في ما ّ‬ ‫¡ ي�صتفيد ّ‬
‫إيجابية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫قيما ا ّ‬
‫¡ يمتلك ً‬
‫قدية المختلفة‪ ،‬وتقدير جهود ال ُّنقّاد العرب‬
‫الر ّواد من الأدباء العرب في المناهج ال ّن ّ‬
‫تقدير دور ُّ‬
‫▲‬

‫العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حدثين في الرتقاء بم�صتوى الأدب‬
‫والم َ‬
‫المتقدمين ُ‬
‫ِّ‬
‫أدبي الحديث‪.‬‬
‫أردنيين في النقد ال ّ‬
‫تقدير جهود ال ُّنقّاد ال ّ‬
‫▲‬

‫‪86‬‬
‫المناهج النَّقديّة في الع�صر الحديث‬
‫الن�س‬
‫خا�صة ي َّتبِعها ال ّناقد في قراءة ّ‬
‫ّ‬ ‫قدي طريقة لها اإجراءات واأدوات ومعايير‬
‫المنهج ال َّن ّ‬
‫والجمالية‪ّ ،‬‬
‫وكل ما ي ّت�صل به‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�صكلية‬
‫ّ‬ ‫أدبي وتحليله؛ بهدف الك�صف عن دللته‪ ،‬واأبنيته‬
‫ال ّ‬
‫ً‬
‫تحليال‬ ‫قدية التي َي َّت ِك‪ Å‬عليها ال ُّن ّقاد في الع�صر الحديث في نقد الأدب‬
‫تعددت المناهج ال َّن ّ‬
‫وقد ّ‬
‫ِنيوي‪.‬‬
‫والجتماعي‪ ،‬والب ّ‬
‫ّ‬ ‫التاريخي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتقويما‪ .‬ومن هذه المناهج‪:‬‬
‫ً‬ ‫وتف�صيرا‬
‫ً‬

‫اريخي‬
‫ّ‬ ‫المنهج التّ‬
‫والثقافية‪ ،‬للع�صر الذي‬
‫ّ‬ ‫والجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�صيا�صية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نقدي َيقوم على درا�صة ّ‬
‫الظروف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫هو منهج‬
‫أدبي‪ ،‬وتف�صير خ�صائ�صه‪ ،‬وك�صف م�صامينه‬ ‫َينتمي اإليه الأديب‪ ،‬م َّت ِخ ًذا منها و�صيل ًة لفهم ّ‬
‫الن�س ال ّ‬
‫�صيا�صية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ظروف‪:‬‬ ‫ويو ِؤمن اأَ ْتباع هذا المنهج با ّأن الأديب ُ‬
‫ابن بيئته وزمانه‪ ،‬والأدب ِنتاج‬ ‫ودللته‪ُ .‬‬
‫وثقافية‪ ،‬يتاأ َّثر بها ويوؤ ِّثر فيها‪ ،‬ومن َث ّم‪َ ،‬د َر َ�س ال ُّن ّقاد الذين ا َّتبعوا هذا المنهج ال ّن�صو�س‬
‫ّ‬ ‫واجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬
‫أدبية في �صوء الموؤ ِّثرات الثالثة الآتية‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫المنح ِدرة من‬
‫َ‬ ‫الوراثية الم�ص َت َركة بين اأفراد الأُ ّمة الواحدة‬
‫ّ‬ ‫الع ْرق‪ ،‬بمعنى الخ�صائ�س ِ‬
‫الف ْطرية‬ ‫‪ِ -1‬‬

‫تتر ُك اأ َث َرها في ّ‬
‫الن�س‪.‬‬ ‫معين التي ُ‬
‫جن�س َّ‬
‫ٍ‬
‫أدبي‪.‬‬
‫الن�س ال ّ‬
‫الجتماعية في ّ‬
‫ّ‬ ‫الو َ�صط‪ ،‬بمعنى الف�صاء الجغرافي وانعكا�صاته‬
‫‪ - 2‬البيئة اأو المكان اأو َ‬
‫والجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والدينية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والثقافية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�صيا�صية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الزمان اأو الع�صر‪ ،‬ويعني مجموعة الظروف‪:‬‬
‫‪ّ -3‬‬
‫أدبي‪.‬‬
‫الن�س ال ّ‬ ‫تتر َك ا َ‬
‫آثارها في ّ‬ ‫التي من �صاأنها اأن ُ‬
‫القديم‪،‬‬
‫َ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫أدب‬
‫التاريخي في درا�صته ال َ‬
‫ّ‬ ‫وي َع ُّد طه ُح َ�صين من اأبرز من ا َّت َكاأَ على المنهج‬
‫ُ‬
‫كتابه "تجديد ِذكرى اأبي العالء"‪.‬‬ ‫ومن ذلك ً‬
‫مثال ُ‬
‫بابا منه َد َر َ�س‬
‫خ�ص�س ً‬ ‫التاريخي تطبي ًقا دقي ًقا‪ ،‬اإذ َّ‬
‫ّ‬ ‫طبق طه ُح َ�صين المنهج‬
‫ففي هذا الكتاب َّ‬
‫والقت�صادية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�صيا�صية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والمكان الذي عا�س فيه‪ ،‬والحياة‪:‬‬
‫َ‬ ‫زمان اأبي العالء‪،‬‬
‫َ‬ ‫فيه‬
‫والدينية‪ ،‬في ع�صره‪ ،‬وقبيل َته واأ�صر َته؛ ِل َيرى اأ َث َر ذلك ك ّله في ِ�صعره واأدبه‪ ،‬وفيه يقول‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪87‬‬
‫ُ‬
‫والحال‬ ‫والمكان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مان‪،‬‬ ‫"و�أبو العالء َث َمر ٌة من َث َمرات َع�صرِ ِه‪ ،‬قد َع ِم َل في �إ ْن�ضاجها ّ‬
‫الز ُ‬
‫واالقت�صادي ُة"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعي ُة‬
‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية‬
‫ّ‬
‫يتحدث عن �أبي العالء في �ضوء ت�أثير الم�ؤ ِّثرات الثالثة في‬ ‫ّ‬ ‫ظهر من قول طه ُح َ�سين �أنه‬ ‫َي َ‬
‫كل من‪ :‬الزمان‪ ،‬والمكان‪،‬‬ ‫واقعه‪َّ ،‬‬
‫�شك َلها ٌّ‬ ‫ري في �أ َد ِبه �صور َة ِ‬
‫الم َع ّ‬
‫الأدب‪� ،‬إذ ُيم ِّثل �أبو العالء َ‬
‫ٌ‬
‫خليط من ذلك‬ ‫وثقافية‪ ،‬وهذا يعني �أ ّنه‬
‫ّ‬ ‫واجتماعية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫�سيا�سية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫متغي ٍ‬
‫رات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والعرق‪ ،‬وما ُيحيط بها من ِّ‬
‫التاريخي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التكوين المتما�سك ك ّله‪ ،‬وهي النظرة التي َي ُ‬
‫ن�ش ُدها المنهج‬
‫ال�شاعر �إذًا �أَ َث ٌر من �آثار‬
‫ُ‬ ‫"والكاتب �أو‬
‫ُ‬ ‫الجاهلي"‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ويقول طه ُح َ�سين في كتابه "في الأدب‬
‫ال�صحيح‬
‫�ض ّ‬‫يكون ال َغ َر ُ‬
‫َ‬ ‫م�س من هذه الم�ؤ ِّثرات‪ ،‬وينبغي �أن‬
‫والزمان‪ ،‬فينبغي �أن يل َت َ‬ ‫ِ‬
‫والبيئة ّ‬ ‫الجن�س‬
‫ِ‬
‫الكاتب �أو‬
‫َ‬ ‫أحد َثت‬
‫تحقيق هذه الم�ؤ ِّثرات التي � َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫تاريخه �إ ّنما هو‬ ‫ِ‬
‫والبحث عن‬ ‫من َد ْر ِ�س الأدب‬
‫�صد َر ما َك َت َب �أو َن َظ َم من الآثار"‪.‬‬ ‫أرغم ْته على �أن ُي ِ‬
‫ال�شاعر‪ ،‬و� َ‬
‫َ‬
‫الدين الأَ�سد في كتابه‬ ‫نا�صر ّ‬
‫ُ‬ ‫أي�ضا في درا�سة الأدب و َن ْقده‬ ‫التاريخي � ً‬
‫ّ‬ ‫وممن ا َّت َك�أَ على المنهج‬
‫ّ‬
‫فن �إ ّنما هو في بع�ض‬ ‫"كل ٍّ‬‫العربية الحديثة في ِف َل�سطين" الذي يقول فيه‪ُّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫الق�صة‬
‫"خليل َب ْي َد�س رائد ّ‬
‫االجتماعية فَج�أ ًة و َت ْب ُر َز في ال َفراغ‬
‫ّ‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وال َي ِ�ص ُّح ال َف ْه ُم �أن ُتو َل َد ّ‬
‫الظاهر ُة‬ ‫ّ‬ ‫جوانبِه ظاهر ٌة‬
‫فاع َلها‬ ‫متعدد ٍة ا�ستوف ْ‬
‫َت َت ُ‬ ‫َ‬
‫لعوامل ِّ‬ ‫تكون نتيج ًة‬
‫َ‬ ‫بد من � ْأن‬‫كذلك‪ ،‬بل ال ّ‬ ‫َ‬ ‫مهما َت ُك ْن في ظاهرها‬
‫أتت ِثمارها"‪.‬‬ ‫وا�ستكم َلت � َ‬
‫أ�سبابها حتى � ْ‬ ‫َ‬
‫مبا�ش ًرا بين ّ‬
‫الن�ص‬ ‫ربطا َ‬ ‫ربط ً‬
‫التاريخي في ال َّنقد َي ُ‬
‫ّ‬ ‫وعلى ما �سلف‪ ،‬يمكننا القول‪ّ � :‬إن المنهج‬
‫الن�ص َو ْفق هذا المنهج‬
‫عبر عن ذلك المحيط‪ ،‬بل �إن ّ‬ ‫ومحيطه‪ ،‬ومن َث ّم‪ ،‬يكون ّ‬
‫الن�ص هنا وثيق ًة ُت ِّ‬
‫التاريخية التي‬
‫ّ‬ ‫�ستعان بها عند الحاجة �إلى ت�أكيد بع�ض الأفكار والحقائق‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫�ستحيل وثيق ًة ُي‬‫يمكن �أن َي‬
‫عا�ش في ِظ ِّلها الأديب‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫التاريخي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قدي‪ ،‬والمنهج‬
‫بكل من‪ :‬المنهج ال َّن ّ‬
‫و�صح المق�صود ٍّ‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫التاريخي في ما يتعلق ٍّ‬
‫بكل من‪ :‬الأديب‪ ،‬والأدب؟‬ ‫ّ‬ ‫من به ال ُّن ّقاد الذين ا َّت َبعوا المنهج‬
‫‪ - 2‬ما الذي ُيوؤْ ُ‬
‫أدبية‬
‫التاريخي في درا�صة الن�صو�س ال ّ‬
‫ّ‬ ‫و�صح الموؤ ِّثرات الثالثة التي ي َّت ِك‪ Å‬عليها ُن ّقاد المنهج‬
‫‪ِّ - 3‬‬
‫وتحليلها‪.‬‬
‫الدين الأ�صد في كتابه "خليل َب ْي َد�س رائد الق�صة العربية الحديثة في فل�صطين"‬
‫عد اإلى قول نا�صر ّ‬
‫‪ْ -4‬‬
‫التاريخي فيه‪.‬‬ ‫المح المنهج‬‫الدر�س‪ ،‬وبين م ِ‬ ‫الوارد في ّ‬
‫ّ‬ ‫ِّ َ‬
‫عا�س‬
‫التاريخية التي َ‬
‫ّ‬ ‫�س للمرحلة‬ ‫التاريخي ُيعنى بمدى تمثيل ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫الدار�صون ا ّأن المنهج‬
‫‪ - 5‬يرى ّ‬
‫إبداعي بين الأدباء الذين ي َّت ِحدون في ّ‬
‫الزمان والمكان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مع اإهمال ال َّتفاوت ال‬ ‫فيها الأَ ُ‬
‫ديب‪َ ،‬‬
‫التاريخي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫در�صت عن المنهج‬
‫َ‬ ‫و�صح هذا القول في �صوء ما‬
‫ِّ‬

‫الجتماعي‬
‫ّ‬ ‫المنهج‬ ‫‪K‬ا‪«f‬ا‬
‫‪k‬‬

‫والم ِبدع َ‬
‫نف�صه بالمجتمع بطبقاته المختلفة‪.‬‬ ‫أدبي ُ‬
‫ربط الإبداع ال ّ‬
‫نقدي َي ُ‬
‫ّ‬ ‫هو منهج‬
‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫كبير‪ ،‬فقد َ‬
‫ربط اأ�صحاب المنهج‬ ‫الجتماعي ٌ‬
‫ّ‬ ‫التاريخي والمنهج‬
‫ّ‬ ‫�صابه بين المنهج‬
‫وال َّت ُ‬
‫أدبي في بع�س جوانبِه ‪ -‬مثلما راأينا ‪ -‬بالمجتمع ب�صور ٍة ما‪ ،‬في ِ‬
‫حين ا ّأن اأ�صحاب‬ ‫الإبداع ال ّ‬
‫نف�صه بالمجتمع‬ ‫والم ِبدع ِ‬ ‫ربط الإبداع ُ‬ ‫وتعمقوا في ِ‬‫َّ‬ ‫بعيدا‬
‫�صوطا ً‬ ‫ً‬ ‫الجتماعي �صاروا‬ ‫المنهج‬
‫ّ‬
‫أدبي يم ِّثل وِ ْجه َة َن َظرٍ جماعي ًة‪ ،‬حتى ا ّإن المجتمع َو ْفق هذا المنهج ُي َع ُّد كاأ ّنه‬
‫فالن�س ال ّ‬
‫ّ‬ ‫والحياة‪،‬‬
‫معا‪ ،‬اأي ا ّإن‬ ‫حا�صر في ِذ ْهن الأديب؛ لأنه و�صيل ُته وغايته في ا ٍآن ً‬
‫ٌ‬ ‫للن�س‪ ،‬فالقارئ‬‫الفعلي ّ‬
‫ّ‬ ‫الم ِنتج‬
‫ُ‬
‫الجتماعي في ال َّنقد مجموع ًة من‬ ‫ّ‬ ‫المنهج‬
‫ُ‬ ‫أن�ص َج‬
‫الن�س عن روؤى مجتمعه؛ لذا ا َ‬ ‫الأديب َي ْ�ص ُدر في ّ‬
‫"الفن للمجتمع"‪ ،‬و"الأَ َدب ُ‬
‫الملتزِ م"‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫همة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الم ّ‬
‫قدية ُ‬
‫المفاهيم والم�صطلحات ال َّن ّ‬
‫العالقة‬ ‫عنا�صر اأ�صا�صي ٍة في ُم َ‬
‫حاولة اإبراز َ‬ ‫َ‬ ‫الجتماعي على‬
‫ّ‬ ‫ومن َث ّم‪ ،‬يحرِ �س ال ُّن ّقاد في المنهج‬
‫بين الأدب والمجتمع‪ ،‬واأبرز هذه العنا�صر ما ياأتي‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫بمجتمع ِه وت�أثيرِ ِه ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪َ - 1‬و ْ�ضع الأديب في مجتمعه‪ ،‬ومكان ُته فيه‪ ،‬ومدى ت�أ ُّثرِ ِه‬
‫أ�سا�سية في ُمهِ َّمتهم ال َّن ّ‬
‫قدية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ - 2‬التركيز على ثالث ق�ضايا � ّ‬
‫أدبية‬ ‫والم�ضامين والغايات االجتماعية التي َت ِ‬
‫هدف الأعمال ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫االجتماعي‬ ‫�أ ‪ -‬المحتوى‬
‫ّ‬
‫�إلى تحقيقها‪.‬‬
‫االجتماعي للأدب في هذا الجمهور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الن�ص‪ ،‬ومدى الت�أثير‬
‫ب ‪ -‬الجمهور الذي يتل ّقى َّ‬
‫أنواعه‪ ،‬وم�ضامي ِنه‪.‬‬
‫االجتماعية في الأدب‪� :‬أ�شكا ِله‪ ،‬و� ِ‬
‫ّ‬ ‫والتطورات‬
‫ُّ‬ ‫جـ ‪ -‬درا�سة �آثار ُّ‬
‫التغيرات‬
‫الدولة �أو من‬
‫الفني‪ ،‬وهذه الرعاية قد تكون من ّ‬ ‫‪ - 3‬مالحظة �أ َثر ّ‬
‫الرعاية المجتمعية في الإبداع ّ‬
‫المن َت َديات‪ ،‬والمجلاّ ت‪ ،‬والجامعات‪ ،‬و ُدور ال َّن ْ�شر‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫الجمهور عن طريق ُ‬
‫وازدهاره في ِّ‬
‫ظل الدولة الديمقراطية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث حري ُة الأدب‬ ‫ِ‬
‫ونظامها‪ ،‬من ُ‬ ‫‪ - 4‬مناق�شة طبيعة ّ‬
‫الدولة‬
‫وانحدار م�ستواه في ِّ‬
‫ظل الدولة الدكتاتورية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تراجعه‬
‫ُ‬ ‫�أو‬
‫الم ِ‬
‫ح�سن طه َب ْدر لرواية نجيب محفوظ‬ ‫االجتماعي في ال َّنقد درا�س ُة عبد ُ‬ ‫ومن �أمثلة المنهج‬
‫ّ‬
‫" ُزقاق المدقّ "‪� ،‬إذ يقول في َمعرِ �ض َن ْقده‪:‬‬
‫ِ‬
‫وو�ضوحها في رواية " ُزقاق المدقّ " � ّأن الم ؤ�لِّف تنازل‬ ‫َّ‬
‫"ولعل � ّأول مظهرٍ ُلع ِ‬
‫مق ر�ؤية الكاتب‬ ‫‪ -‬‬
‫نهائي"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن�سبيا عن تثبيت َّ‬
‫الط َبقة ب�شكل‬ ‫ًّ‬
‫ِ‬
‫وبداية‬ ‫مدخل روايته‬
‫الخارجي في َ‬ ‫الزقاق عن العا َلم‬
‫حري�صا على ُع ْزلة ُّ‬
‫ً‬ ‫"ومع � ّأن الم ؤ�لِّف كان‬
‫َ‬ ‫‪ -‬‬
‫ّ‬
‫ظاهر من حياة‬
‫أي�ضا على ت�أكيد اقتحام بع�ض َم َ‬ ‫هند�سة بنا ِئه‪ ،‬فقد َح َر َ‬
‫�ص � ً‬ ‫ِ‬ ‫حركتها حتى في‬
‫المدق" و�أه ِله"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الجديدة لعا َلم " ُزقاق‬ ‫القاهرة‬
‫�صري في‬ ‫ناول في َن ْقده حركة التغيير التي �أ�صابت المجتمع ِ‬
‫الم َّ‬ ‫من الوا�ضح هنا � ّأن الناقد َت َ‬
‫الط َبقة االجتماعية؛ لأنها ال بد من‬ ‫حي " ُزقاق المدقّ "‪ ،‬فهو يرى في عبارته الأولى ا�ستحالة ِ‬
‫تثبيت َّ‬ ‫ّ‬
‫ربط " ُزقاق المدقّ " بالعا َلم الخارجي‬
‫االجتماعي‪ ،‬وفي عبارته الثانية يرى � ّأن ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫تفاعل مع التغيير‬‫�أن َت‬
‫االجتماعية في مخت ِلف ُ�ص َورها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تطور الحياة‬
‫م� ِّؤ�شر �إلى الحركة التي ت�ساعد على ُّ‬

‫‪90‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫الجتماعي في درا�صة الأدب و َن ْقده‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�صح المق�صود بالمنهج‬ ‫‪ِّ - 1‬‬
‫الجتماعي؟‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬ما الق�صايا الأ�صا�صية الثالث التي َيتناو ُلها ال ُّن ّقاد في ُمهِ َّمتهم في ال َّنقد‬
‫إجابتك‪.‬‬
‫َ‬ ‫و�ص ْح ا‬
‫الجتماعي؟ ِّ‬
‫ّ‬ ‫التاريخي والمنهج‬
‫ّ‬ ‫�صابه بين المنهج‬
‫وجها لل َّت ُ‬
‫لم ُح ً‬
‫‪ - 3‬هل َت َ‬
‫الهتمام بالجانب‬
‫ُ‬ ‫الجتماعي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 4‬من العنا�صر الأ�صا�صية التي َيحرِ �س عليها ال ُّن ّقاد في المنهج‬
‫و�صح هذا الجانب‪.‬‬
‫الجتماعي لالأديب‪ِّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ثم اأجب عن الأ�صئلة التي‬
‫اتي‪ّ ،‬‬
‫الب ّي ّ‬
‫الوهاب َ‬
‫"�صوق الق َْرية" لل�صاعر عبد ّ‬
‫‪ - 5‬اقراأ ما ياأتي من ق�صيدة ُ‬
‫تلي‪:‬‬
‫باب‬ ‫الهزيل ُة‪ُّ ،‬‬
‫والذ ْ‬ ‫والح ُم ُر َ‬‫�س‪ُ ،‬‬ ‫ال�ص ْم ُ‬
‫َّ‬
‫ديم‬
‫ندي َق ْ‬ ‫ذاء ُج ٍّ‬ ‫وح ُ‬ ‫ِ‬
‫راغ‪:‬‬ ‫داو ُل الأَ ْيدي‪ ،‬وف َّال ٌح ُي ِّ‬
‫حد ُق في ال َف ْ‬ ‫َي َت َ‬
‫الجديد‬
‫ْ‬ ‫"في َمط َل ِع ِ‬
‫العام‬
‫َيداي َتم َت ِلئان َح ْت ًما بال ُّنقو ْد‬
‫ذاء"‬
‫الح ْ‬‫و�صا ْأ�ص َتري هذا ِ‬ ‫َ‬
‫ـبون‪:‬‬
‫الم ْت َع ْ‬
‫دون ُ‬ ‫ِ‬
‫والحا�ص َ‬
‫" َز َرعـوا‪ ،‬و َل ْم َن ْاأكلْ‬
‫ـرين‪ ،‬ف ََيا ُأك ْ‬
‫لون"‬ ‫زر ُع‪ِ ،‬‬
‫�صاغ َ‬ ‫و َن َ‬
‫❋❋❋‬

‫ال�ص ْ‬
‫الل‪:‬‬ ‫ـن ِّ‬ ‫عـات َ‬
‫الك ْرم ِ َي ْج َم ْع َ‬ ‫وبا ِئ ُ‬
‫وك ِ‬
‫بان‬ ‫بيبي َك َ‬
‫"ع ْـينا َح َ‬
‫َ‬
‫بيع"‬
‫الر ْ‬
‫و�ص ْد ُر ُه َو ْر ُد َّ‬
‫َ‬
‫الجتماعي الذي ُتم ِّث ُله الق�صيدة؟‬
‫ّ‬ ‫ظهر‬
‫الم َ‬
‫اأ ‪ -‬ما َ‬
‫العام الذي َي�صود في الق�صيدة‪.‬‬
‫الجو ّ‬‫و�صح ّ‬
‫ب ‪ِّ -‬‬
‫َ‬
‫إجابتك‪.‬‬ ‫و�صح ا‬
‫ال�صوق والمجتمع؟ ِّ‬
‫جـ‪ -‬هل َترى من َعالقة بين ُّ‬
‫‪91‬‬
‫اجتماعيا لهذه الق�صيدة في‬
‫ًّ‬ ‫نقدا‬ ‫إجابتك عن الأ�صئلة (اأ‪ ،‬ب ‪ ،‬ج ) ِل َت َ‬
‫كتب ً‬ ‫َ‬ ‫د ‪ِ -‬‬
‫ا�صتف ْد من ا‬
‫حدود خم�صة اأ�صطر‪.‬‬
‫الملتزِ م"‪.‬‬
‫و�صح المق�صود بمفهوم "الأ َدب ُ‬
‫الجتماعي‪ِّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫المنهج‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫درا�صتك‬ ‫‪ - 6‬اأ ‪ -‬في ِّ‬
‫ظل‬
‫الحقيقي‬
‫ّ‬ ‫الجتماعي في ال َّنقد اأدا ًة ُت ِح ُّد من اإبراز الإبداع‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬في را َ‬
‫أيك‪ ،‬هل ُي َع ُّد المنهج‬
‫و�صح‬
‫الجتماعية فقط؟ ِّ‬
‫ّ‬ ‫انعكا�صا للظروف‬ ‫ً‬ ‫الن�س‪ ،‬حين ُت ِ�ص ُّر على ِ‬
‫جعل الأدب‬ ‫لموؤلِّف ّ‬
‫َ‬
‫إجابتك‪.‬‬ ‫ا‬

‫المنهج ال ِب ّ‬
‫نيوي‬ ‫‪K‬ا‪ãk d‬ا‬

‫ذات عالقات بين‬ ‫أدبي بو�صفه ِبني ًة متكاملة َ‬ ‫نقدي َيدر�س العمل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫منهج‬
‫ٌ‬ ‫ِنيوي‬
‫المنهج الب ّ‬
‫والثقافي ِة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والجتماعي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التاريخي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عوامل اأخرى خارجي ٍة‪ ،‬مثل العوامل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫بعيدا عن ا ّأية‬
‫مفرداته‪ً ،‬‬
‫خارجه‪،‬‬
‫َ‬ ‫كل ما هو‬ ‫وي ِ‬
‫�صتبعد َّ‬ ‫م�صتق ٌّل قائم بذا ِته‪َ ،‬‬
‫الن�س على اأ ّنه عا َل ٌم ِ‬
‫ِنيوي اإلى ّ‬ ‫وينظر المنهج الب ّ‬
‫نف�صه ل اإلى‬ ‫الن�س ِ‬ ‫الن�س اإلى ّ‬
‫ويحال تف�صير ّ‬ ‫ونهائي‪ُ ،‬‬ ‫للن�س فهو بالن�صبة اإليه ُمغ َل ٌق‬
‫وال�صلطة عنده ّ‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬
‫نا�صق وان�صجام‪،‬‬ ‫أي�صا َت ٌ‬‫دور تف�صيرا ُته‪ ،‬وله ا ً‬ ‫ِنيوي مركزي ٌة ثابتة وحو َلها َت ُ‬ ‫وللن�س في المنهج الب ّ‬ ‫ّ‬ ‫غيره‪.‬‬
‫الن�س ِل ُيدرِ َك اأبعا َده‪ ،‬وعليه‪ ،‬فا ّإن‬
‫البحث عن ِ�ص ّر ّ‬ ‫ُ‬ ‫ِنيوي‬
‫خا�صع لنظام َي ْ�صبِطه‪ ،‬وعلى ال ّناقد الب ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫الداخلية‪.‬‬ ‫الن�س وعالقا ِته ّ‬ ‫ِنيوي َتنح�صر في الك�صف عن اأبنية ّ‬ ‫وظيفة ال َّنقد الب ّ‬
‫أدبي ُي ْم ِكن اإجمالها بما ياأتي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن َث ّم‪ ،‬فا ّإن لل َّنقد الب ّ‬
‫ِنيوي م�صتويات في تحليل العمل ال ّ‬
‫ال�صوتي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 1‬الم�صتوى‬
‫إيقاع‪ ،‬و أاَ َثر ذلك في البِنية‬
‫وتنغيم‪ ،‬وا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الحروف ومو�صيقاها من‪َ :‬ن ْبرٍ ‪،‬‬ ‫دللت‬
‫ُ‬ ‫در ُ�س فيه‬
‫ُت َ‬
‫للن�س ‪.‬‬
‫الدللية ّ‬
‫ّ‬
‫ال�صرفي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬الم�صتوى‬
‫خا�ص ًة‪.‬‬
‫أدبي ّ‬
‫اللغوي وال ّ‬
‫ّ‬ ‫ال�صرفية ووظيف ُتها في التكوين‬
‫ّ‬ ‫ال�ص َي≠‬
‫دللت ِّ‬
‫ُ‬ ‫در�س فيه‬
‫ُت َ‬
‫المعجمي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 3‬الم�صتوى‬
‫الن�س‪.‬‬
‫اللغوية وعالقتها بم�صمون ّ‬
‫ّ‬ ‫الكلمات لمعرفة دللتها‬
‫ُ‬ ‫در ُ�س فيه‬
‫ُت َ‬

‫‪92‬‬
‫النحوي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 4‬الم�ستوى‬
‫والجمالية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الداللية‬
‫ّ‬ ‫وخ�صائ�صها‬
‫ُ‬ ‫وطرائق تكوينها‬
‫ُ‬ ‫وتركيبها‬
‫ُ‬ ‫أليف الجمل‬
‫در ُ�س فيه ت� ُ‬
‫وي َ‬
‫ُ‬

‫‪ - 5‬الم�ستوى ال ّد ّ‬
‫اللي‬
‫للن�ص‪.‬‬
‫العامة ّ‬
‫الداللية ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تحليل معاني الجمل والتراكيب وت�آزرِ ها في ت�شكيل البِنية‬ ‫ويجري فيه‬
‫َ‬
‫ِنيوي عدة ُمنط َلقات‪ ،‬منها ما ي�أتي‪:‬‬
‫وللمنهج الب ّ‬
‫أدبي‪ ،‬و�ضرورة التعامل معه من غير‬ ‫الداخلي للعمل ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الج ْوهر‬
‫�أ ‪� -‬ضرورة ال ّتركيز على َ‬
‫ِنيويون المناهج التي ُت ْعنى بدرا�سة �إطار الأدب‬ ‫�سبقة‪� ،‬إذ ُي ِ‬
‫هاجم الب ّ‬ ‫ٍ‬
‫افترا�ضات ُم َّ‬ ‫� ّأي‬
‫التعليلي في َ�س ْعيها‬ ‫ِ‬
‫ومحيطه و�أ�سبا ِبه الخارجية‪ ،‬وي َّتهِ مونها ب�أ ّنها تقع في َ�ش َر ِك ال�شرح‬
‫ّ‬
‫ف‬‫والتاريخي؛ لأنها ال َت ِ�ص ُ‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫أدبية في �ضوء �سياقها‬ ‫�إلى تف�سير الن�صو�ص ال ّ‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أدبي بالذات حين َت ِ�ص ُ‬
‫ف العوامل‬ ‫الأ َث َر ال ّ‬
‫أدبي فهو‬
‫الداخلية في العمل ال ّ‬
‫ّ‬ ‫البنيوي على حدود اكت�شاف البِنية‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬الوقوف في التحليل‬
‫جوهرها‪.‬‬
‫ِنيوية‪ ،‬ومن‬
‫أ�سلوبية الب ّ‬
‫ّ‬ ‫قدية الحديثة كال‬ ‫وقد أ� َّث َر هذا المنهج في بع�ض اال ّتجاهات ال َّن ّ‬
‫تحليل ال ّناقد مو�سى ربابعة لق�صيدة " ُزهور" لل�شاعر �أَ َمل ُد ْن ُقل‪ّ ،‬‬
‫ومما جاء في‬ ‫ُ‬ ‫نماذجها‬
‫الق�صيدة‪:‬‬
‫الل ِم َن َ‬
‫الو ْر ِد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و�س ٍ‬
‫فاء ٍة و إ�ِفاق ْة‬ ‫�أَ ْل َم ُحها َ‬
‫بين � ْإغ َ‬
‫وعلى ُك ِّل با َق ٍة‬
‫َ‬
‫حام ِلها في ِبطا َق ْة‬ ‫ا�س ُم ِ‬
‫ْ‬
‫❋❋❋‬

‫الجمي َل ُة‬
‫هرات َ‬ ‫الز ُ‬ ‫َت َت َح َّد ُث لي َّ‬
‫�أَ َّن �أَ ْع ُي َنها ا َّت َ�س َع ْت – َد ْه َ�ش ًة ‪-‬‬
‫َل ْح َظ َة ال َق ْط ِف‪،‬‬
‫َل ْح َظ َة ال َق ْ�ص ِف‪،‬‬

‫‪93‬‬
‫الخمي َل ْة!‬ ‫َل ْح َظ َة �إ ِْع ِ‬
‫دامها في َ‬
‫َت َت َح َّد ُث لي ‪..‬‬
‫�ساتين‬
‫ِ‬ ‫�أ َّنها َ�س َق َط ْت ِم ْن َعلى َع ْر ِ�شها في َ‬
‫الب‬
‫كاكين‪� ،‬أو َب ْي َن �أَ ْيدي‬
‫ِ‬ ‫الد‬
‫جاج َّ‬ ‫ُث َّم �أفا َق ْت َعلى َع ْر ِ�ضها في ُز ِ‬
‫نادين‪،‬‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫الم َت َف ِّ�ض َل ُة العا ِب َر ْة‬
‫الي ُد ُ‬
‫ا�ش َت َر ْتها َ‬
‫َح ّتى ْ‬
‫ومما جاء في َمعرِ �ض تحليل الق�صيدة و َن ْقدها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫الن�ص ومعالج ُته من خالل َد ْه�شة اللغة المتم ِّثلة بب�ساطتها‪ ،‬فهي لغة‬ ‫َّ‬
‫"تت�شكل ر�ؤي ُة هذا ّ‬ ‫‪ -‬‬
‫بالن�ص �أو ُي ْلغي َبري َقه ِّ‬
‫ال�ش ّ‬
‫عري"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ت َّت ِ�س ُم بالو�ضوح‪ ،‬لك ّنه الو�ضوح الذي ال ُيطيح‬
‫مو�سيقيا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫الن�ص (�أي المقطع ال ّأول) ُب ْع ًدا‬
‫حمل هذا المقطع من ّ‬
‫ال�شاعر � ْأن ُي ِّ‬
‫‪ " -‬وقد ا�ستطاع ّ‬
‫مو�سيقية ُم َتجاوبة تتم َّثل‬
‫ّ‬ ‫يتم َّثل في القافية التي َج َع َل ِب َ‬
‫ناءها ُم َو َّق ًعا ب�شكل تحدث فيه َر َّنة‬
‫بالكلمات (�إِفا َق ْة‪ ،‬با َق ٍة‪ِ ،‬بطا َق ْة)" ‪.‬‬
‫ج�س َد ر�ؤي َته‪ ،‬فقد قال ال�شاعر‪:‬‬ ‫وتراكيبه بطريق ٍة ا�ستطاعت �أن ُت ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ " -‬لقد اختار ال�شاعر مفردا ِته‬
‫فنظر ُته كانت نظر ًة بعيد ًة عن الت� ُّأمل �سريع ًة ال َيكا ُد يتم َّتع‬‫أنظر �إليها"‪ْ ،‬‬ ‫بدل من "� ُ‬ ‫" َ�أ ْل َم ُحها" اً‬
‫يعي�ش حال ًة �صعب ًة"‪.‬‬‫الورد؛ لأنه ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيها بمنظر‬
‫الم ْ�شحونة‪ ،‬ف� ّإن ذلك‬ ‫العقالنية �إلى دائرة العاطفة َ‬
‫ّ‬ ‫خرج من دائرة‬ ‫‪" -‬و�إذا كانت اللغة هنا َت ُ‬
‫تتحد ُث‬
‫َّ‬ ‫فالزهرات‬ ‫عب َر فيه ال�شاعر عن ر�ؤي ِته‪َّ ،‬‬ ‫أ�سلوبي الذي َّ‬ ‫ّ‬ ‫ناتج من خالل الت�شكيل ال‬ ‫ٌ‬
‫مع ما َت ْح ِمله‬‫والق�صف‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القطف‬ ‫ِ‬
‫لحظات‬ ‫ويجع ُلها �سارِ د ًة لم�شاعرها في‬ ‫وت َّت�سع عيو ُنها‪َ ،‬‬
‫إح�سا�س بالنهاية"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫هذه اللحظات من �‬
‫اعتمد على‬‫َ‬ ‫االجتماعي‪� ،‬إ ّنما‬
‫ّ‬ ‫التاريخي ومحيطه‬
‫ّ‬ ‫الن�ص َبم ْعزِ ٍل عن �سياقه‬‫لحظ هنا � ّأن ال ّناقد َد َر َ�س ّ‬
‫ُفي َ‬
‫َفاعل المتلقّي معها‪.‬‬ ‫ال�صوتي القافي َة و أ� َث َرها في مو�سيقا ّ‬
‫الن�ص وت ُ‬ ‫ّ‬ ‫فتناول في الم�ستوى‬ ‫َ‬ ‫الن�ص‪،‬‬
‫لغة ّ‬
‫وعالقتها بالحالة التي ت ِ‬
‫ُ�سيطر على ال�شاعر‬ ‫المعجمي داللة الفعل "�أَ ْل َم ُح" َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وتناول في الم�ستوى‬
‫حين َ�أ ْن َ�س َن ال�شاعر ال َّزهرات‪،‬‬
‫عرية‪َ ،‬‬
‫ال�ش ّ‬
‫الداللي ال�صورة ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وتناول في الم�ستوى‬ ‫في الق�صيدة‪.‬‬
‫وتعبر عن م�شاعره ومعانا ِته التي َي ُ‬
‫عي�شها لحظة الإح�سا�س بالنهاية والموت‪.‬‬ ‫تتحدث ِّ‬
‫وجعلها َّ‬

‫‪94‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫ِنيوي في درا�صة الأدب ‪.‬‬
‫و�صح المق�صود بالمنهج الب ّ‬
‫‪ِّ - 1‬‬
‫الن�س؟‬
‫ِنيوي اإلى ّ‬
‫‪ - 2‬كيف ينظر المنهج الب ّ‬
‫ِنيوي‪.‬‬
‫أدبي في ال َّنقد الب ّ‬
‫‪ِّ - 3‬بين م�صتويات تحليل العمل ال ّ‬
‫تحد َث ال�صاعر اإبراهيم ناجي في ق�صيدته "العودة" عن عودته اإلى دار محبوبته م�صتاقًا‪ ،‬لك ّنه‬ ‫‪َّ - 4‬‬
‫َ‬
‫فحزِ َن وتاألّم‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫فوج‪ Å‬بالدار قد َخ َل ْت من اأه ِلها َّ‬
‫وتغير حا ُلها َ‬ ‫ِ‬
‫ديد‬
‫الج ْ‬‫مود ِم ْث َلما َت ْلقى َ‬ ‫في ُج ٍ‬ ‫دار اأَ ْحــالمــي ُ‬
‫وح ّـبـــي َل ِق َي ْتـنـــا‬ ‫ُ‬
‫ور ا ْإلينـا ِم ْن َب ْ‬
‫عيـد‬ ‫َي ْ�ص َح ُ‬
‫ـك ال ُّن ُ‬ ‫ـت اإ ِْن َراأَ ْتـنـا‬
‫ــي كـا َن ْ‬
‫وه َ‬‫اأَ ْن َك َـر ْتنـا ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ــب‪ ،‬ا َّت ِئ ْ‬
‫ــد‬ ‫ـف‪ :‬يـا َق ْل ُ‬ ‫واأنـا اأَ ْه ِت ُ‬ ‫بيــح‬
‫كالذ ْ‬ ‫ـب ِب َج ْنبِـي َّ‬
‫ف ال َق ْل ُ‬‫َر ْف َـر َ‬
‫ـت اأَ ّنـا َل ْم َن ُع ْـد !‬
‫ِل َـم ُع ْـدنـا؟ َل ْي َ‬ ‫ريح‬
‫الج ْ‬‫الد ْم ُع والما�صي َ‬ ‫جيب َّ‬‫ُفي ُ‬
‫نـيـن واأَ َل ْ‬
‫ـــم‬ ‫ــن َح ٍ‬‫َــر ْغنــا ِم ْ‬‫وف َ‬ ‫ــــرام‬
‫ْ‬ ‫ِل َـم ُع ْـدنــا؟ َاأ َو َل ْـم َن ْطــوِ ال َغ‬
‫ــد ْم؟‬
‫كــالع َ‬
‫َ‬ ‫وان َت َه ْيـنــا ِلـ َف ٍ‬
‫ــراغ‬ ‫ـــــالم‬
‫ْ‬ ‫و�ص‬ ‫ٍ‬
‫ـكــــون َ‬ ‫ب�ص‬‫ور ِ�صيـنــا ُ‬‫َ‬
‫اللغوي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ونظامها‬ ‫مع ِبنية الق�صيدة‬‫مما ياأتي َ‬‫كل ّ‬ ‫وافق ٌّ‬
‫ِنيوي‪ِّ ،‬بين كيف َي َت ُ‬
‫درا�صتك للمنهج الب ّ‬ ‫َ‬ ‫بعد‬
‫العام‪:‬‬
‫وج ِّوها ّ‬
‫َ‬
‫ال�صاكنة‬
‫اأ ‪ -‬القافية ّ‬
‫ب ‪ -‬معاني الكلمات ودللتها‬
‫ف ‪ -‬ف َْع َل َل)‬
‫(ر ْف َر َ‬
‫ال�صرفية َ‬
‫ّ‬ ‫جـ ‪ -‬البِنية‬
‫ال�صعرية‬
‫ال�صورة ِّ‬
‫د ‪ّ -‬‬
‫ِ‬
‫حليالت‬‫ِنيوي‪ ،‬اقراأ ال َّت‬
‫والجتماعي‪ ،‬والب ّ‬ ‫التاريخي‪،‬‬ ‫النقدية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫درا�صتك للمناهج‬ ‫‪ - 5‬في �صوء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النقدي الذي ُيم ِّثله ٌّ‬
‫كل منها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الآتي َة‪ ،‬ثم �ص ِّن ْفها اإلى المنهج‬
‫بعينيات‪:‬‬
‫وال�ص ّ‬
‫تينيات ّ‬
‫ال�ص ّ‬
‫أردنية في مرحلة ّ‬
‫الم�صرحية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫اأ ‪ -‬تقول اأَمينة العدوان عن‬
‫الم�صرح‬
‫َ‬ ‫الم�صرحي‪ ،‬فا ّإن‬
‫ّ‬ ‫الن�س‬
‫حاولت المبذولة لإيجاد ّ‬
‫الم َ‬
‫وبالرغم من جميع ُ‬
‫ّ‬ ‫"‬

‫(‪ )1‬ا َّت ِئ ْد‪َ :‬ت َم َّهلْ و َتاأَ َّن‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫والقائم على معرفة‬ ‫ِ‬
‫القريب من الواقع‪،‬‬ ‫لي‬ ‫يزال َي ِ‬
‫أردني ما ُ‬
‫ِ‬ ‫الم َح ّ‬ ‫الن�ص َ‬
‫فتقر �إلى ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وم ِ‬
‫�شاك َله"‪.‬‬ ‫تفرج َ‬
‫الم ِّ‬
‫عك�س ُهموم ُ‬‫الم َح ّلية التي َت ِ‬ ‫ِ‬
‫ور�صد الواقع والبيئة وال�شخ�صية َ‬
‫أوروبا‬
‫العرب في � ّ‬ ‫ِ‬ ‫�شعراء‬
‫ُ‬ ‫وجد‬
‫أندل�سي‪ " :‬فقد َ‬
‫ّ‬ ‫ال�شعر ال‬
‫الز ّيات عن ِّ‬ ‫ب ‪ -‬يقول �أحمد ح�سن ّ‬
‫ِ‬
‫المختلفة‪ ،‬والأمطارِ الم َّت ِ�صلة‪،‬‬ ‫والم ِ‬
‫ناظر‬ ‫المتغيرة‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ما لم َي ِجدوه في �آ�سيا ِم َن‪ِ :‬‬
‫الجوا ِء‬
‫عر‪،‬‬
‫ال�ش َ‬ ‫الز ْهرِ ‪َّ ،‬‬
‫فهذبوا ِّ‬ ‫المطرزة ب� ِ‬
‫ألوان َّ‬ ‫َّ‬ ‫روج‬
‫والم ِ‬
‫رة َبعميم ال َّن ْبت‪ُ ،‬‬ ‫والجبال الم ؤ� َّز ِ‬
‫ِ‬
‫ومعانيه‪ ،‬و َن َّوعوا في َق ِ‬
‫وافيه"(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ألفاظ ِه‬
‫وت�أ َّنقوا في � ِ‬
‫ا�س" لمحمود دروي�ش‪:‬‬
‫�سافر كال ّن ِ‬
‫جـ ‪ -‬جاء في ق�صيدة " ُن ُ‬
‫ا�س‪ ،‬لك َّننا ال َنعو ُد �إِلى أَ� ِّي َ�شي ٍء‪َ ...‬ك� َّأن َّ‬
‫ال�س َف ْر‬ ‫ُن�سا ِف ُر كال ّن ِ‬ ‫ ‬
‫ال�ش َج ْر‬
‫ذوع َّ‬ ‫ين ُج ِ‬ ‫وب َ‬
‫يوم َ‬
‫الل ال ُغ ِ‬ ‫يوم‪َ .‬د َف ّنا أَ� ِح َّب َتنا في ِظ ِ‬
‫ريق ال ُغ ِ‬ ‫َط ُ‬ ‫ ‬
‫عام ٍة‬
‫اقد يو�سف �أبو العدو�س في َمعرِ �ض تحلي ِل ِه الق�صيد َة و َن ْق ِدها‪" :‬وبنظر ٍة ّ‬ ‫ويقول ال ّن ُ‬ ‫ ‬
‫تين‪ :‬الأولى � ّأن‬
‫مهم ِ‬
‫ملحوظتين َّ‬
‫ِ‬ ‫بد من ال ِ‬
‫إ�شارة �إلى‬ ‫اللغوية للق�صيدة‪ ،‬ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫على ال ِب ْنية‬
‫فال�ش ُ‬
‫اعر‬ ‫الح َركة‪ّ ،‬‬‫عن�صر َ‬
‫ُ‬ ‫ال�شاعر في الق�صيدة فيها‬ ‫ُ‬ ‫ا�ستخدمها‬
‫َ‬ ‫دالالت الأفعال التي‬ ‫ِ‬
‫ي�سير فيه في رحلة المجهول‪ ،‬وهو َي َّ‬
‫ت�شب ُث‬ ‫الطريق الذي ُ‬ ‫في َح َرك ٍة دائمة في نطاق ّ‬
‫اعر قد‬ ‫ال�ش َ‬
‫الرحلة‪ّ � .‬أما ال ّثاني ُة فهي � ّأن ّ‬
‫وا�صلة ِّ‬ ‫أمل القليل من خالل �إ�صرارِ ِه على ُم َ‬ ‫بال ِ‬
‫الح ْظنا‬‫يكون له نهاي ٌة‪ ،‬وقد َ‬
‫َ‬ ‫بد �أن‬
‫ال�س َف َر ال ّ‬
‫بال�س َفر؛ ل ّأن َّ‬ ‫بد�أَ ق�صيد َته َّ‬
‫بال�س َفر‪ ،‬و�أنهاها َّ‬
‫ِ‬
‫الكلمة" ‪.‬‬ ‫مبني على هذه‬ ‫ِِ‬
‫الن�ص بكامله ٌّ‬ ‫كيف � ّأن َّ‬
‫فاعلي ًة في درا�سة‬
‫ّ‬ ‫ِنيوي‪ُ � ،‬‬
‫أكثر‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والب ّ‬
‫ّ‬ ‫التاريخي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النقدية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ - 6‬في ر� َ‬
‫أيك‪ُّ � ،‬أي المناهج‬
‫َ‬
‫إجابتك‪.‬‬ ‫و�ضح �‬
‫أدبي؟ ِّ‬‫الن�ص ال ّ‬
‫ّ‬

‫(‪ِ )1‬‬
‫الجواء‪ :‬جمع َج ّو‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫َم ِ‬
‫المح ا◊ركة النَّقديّة ‘ الأرد ّن‬
‫تطورت �صي ًئا ف�صي ًئا متاأ ِّثر ًة بالحركة ال َّن ّ‬
‫قدية‬ ‫أردن ُم ِ‬
‫توا�صع ًة‪ ،‬ثم َّ‬ ‫دية في ال ّ‬
‫بداأت الحركة ال َّن ْق ّ‬
‫ونتتبع في هذا‬
‫العالمية‪َّ .‬‬
‫ّ‬ ‫ظريات والمناهج ال َّنقدية‬
‫ا�صتمدت اأفكارها من ال ّن ّ‬
‫َّ‬ ‫في الأقطار العربية التي‬
‫ُ‬
‫نتناول فيها الجوانب‬ ‫أردن َح َ�صب توزيعها في ثالث مراح َل‪،‬‬ ‫قدية في ال ّ‬‫المح الحركة ال َّن ّ‬ ‫المقام َم ِ‬
‫كل مرحلة‪.‬‬ ‫المختلفة َلمعا ِلم ال َّنقد في ال ّ‬
‫أردن في ّ‬

‫مرحلة النَّ ْ�صاأة والتّاأ�صي�س‬


‫الد ْور الفاعل لتاأ�صي�س الإِمارة‬ ‫بد من الإ�صارة اإلى َّ‬
‫أردن ل ّ‬
‫قدية في ال ّ‬ ‫في درا�صة َبواكير الحركة ال َّن ّ‬
‫عبداهلل ال ّأول ابن الح�صين‬ ‫�صك َل ُقدوم الأمير المو ِّؤ�ص�س ِ‬ ‫قدية‪ ،‬اإذ َّ‬
‫أدبية وال َّن ّ‬
‫في تن�صيط الحركة ال ّ‬
‫�صرقي‬ ‫قدية في ذلك الوقت‪ ،‬فقد َع ِم َل منذ َت َولّيه اإِمارة‬ ‫أ�صا�صيا في بداية ظهور الحركة ال َّن ّ‬ ‫ِ‬
‫عام ًال ا ًّ‬
‫ِّ‬
‫العربية‪ ،‬وتج ّلى ذلك في عدد‬ ‫ّ‬ ‫دين من الأقطار‬‫يين والأدباء الوا ِف َ‬ ‫أردن على رعاية الأُدباء َ‬
‫الم َح ِّل َ‬ ‫ال ّ‬
‫عمان‪،‬‬
‫أدبية التي كان َيرعاها في َق ْ�ص َري‪ :‬رغدان‪ ،‬وب�صمان‪ ،‬في ّ‬ ‫جال�س ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫الم‬
‫همها َ‬ ‫ظاهر‪ ،‬اأَ ُّ‬
‫الم ِ‬
‫من َ‬
‫طارحات‬ ‫الم َ‬
‫تجري فيها ُ‬ ‫َ‬ ‫المجا ِل�س ال ّ‬
‫أدبية اأن‬ ‫ال�صونة‪ .‬وكان ِم ْن طبيعة هذه َ‬ ‫الم ْ�صتى في ُّ‬ ‫و ق�صر َ‬
‫ٍ‬
‫وكتابات واأ�صعار‪.‬‬ ‫أدبية‬ ‫لكل ما َيرِ ُد ِذكْ ره من ا ٍ‬
‫أقوال ا ّ‬ ‫قدية ّ‬ ‫والمنا َق�صات ال َّن ّ‬
‫حاورات ُ‬ ‫والم َ‬
‫ُ‬
‫ال�صعراء والأُدباء الذين �صاركوا في مجال�س‬ ‫رار (م�صطفى وهبي ال َّت ّل) في َطليعة ّ‬ ‫وقد كان َع ٌ‬
‫الم ّالح‪،‬‬
‫�صتاني‪ ،‬و َنديم َ‬
‫ّ‬ ‫الب‬
‫ووديع ُ‬
‫رين‪ ،‬اأمثال‪ :‬عمر اأبي ري�صة‪َ ،‬‬
‫أدباء ا َآخ َ‬
‫�صعراء وا َ‬
‫َ‬ ‫الأمير اإلى جا ِن ِب‬
‫فاعي‪.‬‬
‫الر ّ‬‫الم ْنعم ِّ‬
‫وفوؤاد الخطيب‪ ،‬وعبد ُ‬
‫عرية َتجري بين َعرارٍ والأمير عبداهلل ال ّأول ابن الح�صين‪ ،‬ف ََي َت َل َّق ُفها‬ ‫ال�ص ّ‬
‫�صاجالت ِّ‬
‫الم َ‬‫وكانت ُ‬
‫قون عليها ملحوظاتهم ال َّنقدية التي كان لها َ�صداها في تحديد‬ ‫ويع ِّل َ‬ ‫فون بها‪ُ ،‬‬
‫ويح َت َ‬ ‫ال ُقراء ُ‬
‫والك ّتاب َ‬ ‫ّ‬
‫وتجمعت اأوراقٌ‬ ‫َّ‬ ‫درا�صات كثيرة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َمعا ِلم الحركة ال َّنقدية في مرحلة ال َّن ْ�صاأة‪ .‬ون�صاأَت حول عرارٍ‬
‫نقدية لدى‬
‫ذات قيمة ّ‬ ‫نقدية َم َبع َثرة ُّ‬
‫تظل َ‬ ‫ملحوظات ّ‬
‫ٌ‬ ‫وروايات حول ق�صائده فيها‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ومذكرات‬
‫الدار�صين من َز َمن ال�صاعر‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫قدية‪� ،‬إذ َظ َه َر ذلك في‬
‫ال�صحافة والكتابة ال َّن ّ‬
‫أي�ضا على ت�شجيع ِّ‬ ‫وقد َع ِم َل ال ُ‬
‫أمير الم� ِّؤ�س�س � ً‬
‫ومما َو َر َد له في مج ّلة‬
‫والمجلاّ ت‪ّ ،‬‬
‫ال�صحف َ‬ ‫بعدد من ال َّتعليقات ال َّنقدية في افتتاحيات ُّ‬ ‫�إ�سهامه ٍ‬
‫التفات حول ال َّن ْف�س في القديم والجديد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫"ال�شعر ك ُّله‬ ‫"الح ْكمة" ُم ِبديًا ر� َأيه ال ّنقدي في ِّ‬
‫ال�شعر قائلاً ‪ِّ :‬‬ ‫ِ‬
‫الذاتي ُة في‬
‫ّ‬ ‫أين المحا�سن‬ ‫وال�شعر مع ًنى ال ذات‪ ،‬ف� َ‬‫ال�شعر‪ِّ ....‬‬ ‫ال�شعور بالخياالت َلما كان ِّ‬ ‫ولوال ُّ‬
‫المعنوية؟"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخياالت‬
‫ومجلاّ ُتهم‬
‫واهتمت ُ�ص ُحفهم َ‬
‫ّ‬ ‫الداخل والخارج‪،‬‬‫أدبي في ّ‬
‫ون بحركة النقد ال ّ‬ ‫أردني َ‬
‫واهتم ال ّ‬
‫َّ‬
‫أردنية‬
‫ال�صحف ال ّ‬ ‫قدية في ُّ‬
‫الثالثينيات من ال َقرن الع�شرين‪ ،‬فكانت المقالة ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫بهذا المجال في‬
‫الملاّ ح � َ‬
‫آراء طه‬ ‫ال�شيخ نديم َ‬
‫ُ‬ ‫"الح ْكمة" مثلاً َّ‬
‫تتب َع‬ ‫ِ‬ ‫ذات ح�ضورٍ دائم‪� ،‬إذ في مج ّلة‬
‫والمجلاّ ت َ‬
‫َ‬
‫الجاهلي" ُمحاوِ اًل َد ْح َ‬
‫�ض ما جاء به من �آراء حول انتحال ال�شعر‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعر‬
‫ُح َ�سين في كتابه "في ِّ‬
‫ال�صحف في هذه‬ ‫ال�شعر‪ّ � .‬أما ُّ‬
‫أ�صد َرها �أمين �أبو َّ‬
‫"الرائد" التي � َ‬ ‫المجلاّ ت � ً‬
‫أي�ضا مجلة ّ‬ ‫الجاهلي‪ .‬ومن َ‬
‫ّ‬
‫كتب ح�سني فَريز �أربع مقاالت‬ ‫ظبيان‪ ،‬وفيها َ‬ ‫أ�صد َرها تي�سير ْ‬
‫الفترة فمنها �صحيفة "الجزيرة"التي � َ‬
‫ال�شكل والم�ضمون في العمل‬
‫ق�ضي َة ّ‬
‫ناق�ش في مقالته ال ّثالثة ّ‬
‫ال�صحيح"‪ ،‬حيث َ‬
‫نقدية بعنوان"الأ َد ُب َّ‬
‫ّ‬
‫ال�س ْهل‪ّ � ،‬أما‬
‫ف�ضل الأ�سلوب َّ‬
‫الم َن َّمق‪ ،‬وبع�ضهم ُي ِّ‬
‫وبي َن � ّأن بع�ض النا�س َيميل �إلى الأ�سلوب ُ‬
‫أدبي‪َّ ،‬‬
‫ال ّ‬
‫الفنية �إذا كانت رفيع َة الأ�سلوب‬ ‫�ص �إلى القول‪ّ �":‬إن القطع َة ّ‬ ‫ال�س ِل�س‪َ ،‬‬
‫وخ َل َ‬ ‫فيف�ض ُل الأ�سلوب َّ‬‫ِّ‬ ‫هو‬
‫عال َين ُق ُ�صه َ�أ َحد ِ�ش َّق ِي‬
‫أدب ٍ‬
‫العالمية فهي � ٌ‬
‫ّ‬ ‫تكن لها � اّإل ِميزة الفكرة‬
‫فهي من طرازٍ ممتازٍ ‪ ،‬و�إذا لم ْ‬
‫الجمال"‪.‬‬
‫َ‬
‫تاريخي ٍة ومقاالت‬ ‫ّ‬ ‫والمجلاّ ُت بما ُن ِ�ش َر على �صفحاتها من درا�سات‬
‫حف َ‬
‫ال�ص ُ‬ ‫وقد �أغ َن ْت هذه ُّ‬
‫يكن هدفَها ال ّأول‪.‬‬
‫أدبي لم ْ‬ ‫نقدية و َت َ ٍ ِ‬
‫مع � ّأن النقد ال ّ‬
‫أردن‪َ ،‬‬
‫أدبي في ال ّ‬‫رجمات و�س َيرٍ حرك َة النقد ال ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الحديثة‪ ،‬ومن َ‬
‫ذلك ما‬ ‫العالمية‬
‫ّ‬ ‫قدية‬
‫النظريات ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الحظ أ� ّنه تر َّد َد ْت في بع�ض مقاالتها �‬
‫أ�صداء‬ ‫والم َ‬‫ُ‬
‫"الح ْكمة" عن الأديب الفرن�سي "برونتيير" ِ‬
‫وعلم ال ّنقد‪ ،‬وعن مفهوم‬ ‫ك َت َبه يعقوب ها�شم في مجلة ِ‬
‫ّ‬
‫االنطباعية في ال َّنقد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال ّنقد الأدبي لدى "جول ليميتر" ِ‬
‫�صاحب‬ ‫ّ‬

‫‪98‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫النقدية في‬
‫ّ‬ ‫‪ - 1‬كيف َتج ّلى َد ْو ُر الأمير المو ِّؤ�ص�س عبداهلل ال ّأول ابن الح�صين في ت�صجيع الحركة‬
‫أردن؟‬
‫ال ّ‬
‫أردنية في مرحلة التاأ�صي�س في ن�صوء حركة ال َّنقد‪ ،‬مع‬ ‫والم ّ‬
‫جالت ال ّ‬ ‫ال�صحف َ‬
‫و�صح َد ْور ُّ‬
‫‪ِّ - 2‬‬
‫ال ّتمثيل‪.‬‬
‫"الرائد" عام ‪1945‬م في مقال ٍة ّ‬
‫نقدية له‬ ‫عبا�س في مج ّلة ّ‬ ‫أردني عبد الحليم ّ‬ ‫‪َ - 3‬ك َت َب ال ّناقد ال ّ‬
‫الكاتب ما اأُ َ‬
‫تيح له؛‬ ‫َ‬ ‫اقد‬
‫ف ال ّن ُ‬ ‫ل�صكري َ�ص ْع�صاعة‪ِ :‬‬
‫"م َن الخيرِ اأن َيعرِ َ‬ ‫حول كتاب ِ‬
‫"ذكْ َريات" ُ‬
‫عب َر هذا الأ َث ُر عن اآرا ِئه َ‬
‫ومطارِ ِح‬ ‫ا�صتطاع اأن ُي ِّ‬
‫َ‬ ‫و�صاحبِه‪ ،‬وهل‬ ‫ِ‬ ‫بين الأ َثرِ‬
‫القيا�س َ‬
‫ُ‬ ‫�س ما َو ِ�ص َعه‬
‫ِل ُيقا ِي َ‬
‫و�صيء من ذا ِته؟"‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أخيرا هل هو قطع ٌة من َن ْف ِ�ص ِه‬ ‫اأفكارِ ه ‪ ....‬وا ً‬
‫عبا�س‪.‬‬
‫الجيد من وِ جهة نظر عبد الحليم ّ‬
‫مفهوم الأدب ِّ‬
‫َ‬ ‫و�صح‬
‫ِّ‬

‫مرحلة التَّجديد‬ ‫‪K‬ا‪«f‬ا‬


‫‪k‬‬
‫الخم�صينيات‬
‫ّ‬ ‫أردن في اأوائل‬
‫والنقدية في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫جذري َط َراأَ على واقع الحركة ال ّ‬
‫أدبية‬ ‫ٌّ‬ ‫تحو ٌل‬
‫َث ّم َة ُّ‬
‫أ�صهم ْت‬
‫الناعوري عام ‪1952‬م‪ ،‬اإذ ا َ‬
‫ّ‬ ‫ال�صتينيات‪َ ،‬ت َم َّث َل بظهور مجلة "ال َق َلم الجديد" لعي�صى‬
‫ّ‬ ‫واأوائل‬
‫والنقدية‪ ،‬وا�صتطاعت ا�صتقطاب‬
‫ّ‬ ‫أدبية‬ ‫ر�صي ٍة ُ�ص ْل ٍبة ِل َت َ‬
‫كون ملتقىالآراء ال ّ‬ ‫المج ّلة في تكوين َاأ ّ‬ ‫هذه َ‬
‫الدين‬
‫عبا�س‪ ،‬ونا�صر ّ‬
‫وخارجه‪ ،‬من اأمثال‪ :‬اإِح�صان ّ‬
‫َ‬ ‫أردن‬ ‫َ‬
‫داخل ال ّ‬ ‫والف ْكر‬
‫أقالم عدد من رموز الأدب ِ‬
‫ا ِ‬
‫اتي‪.‬‬
‫البي ّ‬
‫الوهاب ّ‬
‫الأ�صد‪ ،‬وعبد ّ‬
‫أردن في‬
‫النقدية في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫أ�صهمت في اإثراء الحركة‬
‫ْ‬ ‫الكتب التي ا‬
‫ُ‬ ‫المج ّلة َ�ص َدرت‬
‫واإلى جانب هذه َ‬
‫الدين‬
‫أردن حتى عام ‪1950‬م" لنا�صر ّ‬ ‫أدبية في فل�صطين وال ّ‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬فقد َ�ص َد َر كتاب "الحياة ال ّ‬
‫النقدية فيه َوحد ُة الق�صيدة‪ ،‬وهي عند الكاتب ل َت ُنبع من َوحدة المو�صوع‪ ،‬بل‬
‫ّ‬ ‫الأ�صد‪ِ ،‬‬
‫ومن الق�صايا‬
‫�صي الذي َتنقُله اإلينا‪ ،‬ومن حركة ِوجدان ال�صاعر و َتنامي َم ِ‬
‫�صاعره‪.‬‬ ‫الجو ال َّن ْف ّ‬
‫َت ُنبع من ِّ‬
‫ال�صعرالعربي‬
‫إيليا اأبو ما�صي ر�صول ِّ‬
‫الناعوري‪ ،‬منها‪" :‬ا ّ‬
‫ّ‬ ‫النقدية لعي�صى‬
‫ّ‬ ‫أي�صا عد ٌد من الكتب‬
‫و�ص َد َر ا ً‬
‫َ‬
‫هجر" عام‪1956‬م‪ .‬و َاأ َ‬
‫�صد َر يعقوب‬ ‫الم َ‬
‫العروبة في َ‬
‫الحديث" عام‪1951‬م‪ ،‬و"اإِليا�س فرحات �صاعر ُ‬

‫‪99‬‬
‫�ض فيه لحياة ال�شاعر وم�ضامين ِ�شعره‬ ‫أردن" َع َر َ‬
‫"عرار �شاعر ال ّ‬ ‫وي المل َّثم) كتابه َ‬ ‫(الب َد ّ‬
‫العودات َ‬
‫التاريخي في درا�سة الأدب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م�ستفيدا في ذلك من المنهج‬ ‫ً‬ ‫الفنية‬
‫ومظاهره ّ‬
‫ال�شعر‬ ‫النقدية في ِّ‬
‫ّ‬ ‫عر�ض فيه للنظرية‬ ‫ال�شعر" عام ‪1955‬م‪ ،‬و َت َّ‬ ‫�صد َر "ف َّن ِّ‬ ‫عبا�س فقد �أَ َ‬ ‫� ّأما �إح�سان ّ‬
‫النقدية التي‬
‫ّ‬ ‫أهم الآراء‬
‫أي�ضا ل ّ‬ ‫�ض � ً‬
‫وع َر َ‬ ‫والرمزية و�صو ًال �إلى الواقعية‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومان�سية‬
‫ّ‬ ‫بالر‬
‫مرورا ّ‬ ‫ً‬ ‫منذ أَ�رِ ْ�سطو‬
‫واطالعه‬ ‫عبر هذا الكتاب عن خبرة الناقد ّ‬ ‫ال�شعر‪ ،‬وقد َّ‬ ‫المتنوعة في ُمهِ َّمة ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أدبية‬ ‫تب َّن ْتها المذاهب ال ّ‬
‫الغربية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدقيق على الآداب‬ ‫ّ‬
‫أدبية في العالم جاءت ترجمة محمود‬ ‫أهم اال ّتجاهات ال ّ‬ ‫أردن ب� ّ‬
‫أدبي في ال ّ‬ ‫وفي �إطار ت أ� ُّثر ال ّنقد ال ّ‬
‫تناول هذا الكتاب َعالقة ِعلم‬ ‫َ‬ ‫يكولوجية" لليون �إيدل عام ‪1959‬م‪� ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫ال�س‬
‫"الق�صة َّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�س ْم َرة لكتاب‬ ‫َّ‬
‫الق�صة‪.‬‬
‫بفن ّ‬ ‫ال َّن ْف�س ّ‬
‫الحقيقية‪ ،‬فقد‬‫ّ‬ ‫مل طالئع ال ّتجديد‬ ‫ظهرت َمج ّلة "الأُفُق الجديد" ِل َت ْح َ‬ ‫َ‬ ‫ال�ستينيات‬
‫ّ‬ ‫وفي بداية‬
‫توظيف المفاهيم‬ ‫ُ‬ ‫أدبي‪ ،‬وقد ن� أَش� عن هذا‬ ‫�صفحات لل ّنقد ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫المج ّل ُة على تخ�صي�ص‬ ‫�صت هذه َ‬ ‫حر ْ‬ ‫َ‬
‫المج ّلة ووا�صلوا‬ ‫برزت �أ�سما�ؤهم في هذه َ‬ ‫ْ‬ ‫ومن �أ�شهر ال ُّنقّاد الذين‬ ‫أردني‪ِ .‬‬
‫النقدية الجديدة في الأدب ال ّ‬ ‫ّ‬
‫العناني‪ ،‬و�أمين‬‫ّ‬ ‫ال�ساكت‪ ،‬و�أحمد‬ ‫عبد الرحيم عمر‪ ،‬وجميل َع ّلو�ش‪ ،‬وخالد ّ‬ ‫إبداعية‪ُ :‬‬ ‫م�سيرتهم ال ّ‬
‫وخ�ص َ�صت لل َّنقد ِم�ساح ًة‬ ‫َّ‬ ‫�صدرت َمج ّلة "�أفكار" عام ‪1966‬م‪،‬‬ ‫َ‬ ‫المج ّلة‬ ‫�ش ّنار‪ .‬ومع انقطاع هذه َ‬
‫النقدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن�شروا �أعمالهم‬ ‫�ص لل ُّنقّاد لكي َي ُ‬ ‫ُتيحه من ف َُر ٍ‬
‫عري�ض ًة فيها ح ّتى وقتنا الحا�ضر‪� ،‬إلى جانب ما ت ُ‬
‫تطور‬
‫عدد من الم� َّؤ�س�سات التي �ساعدت على ُّ‬ ‫إن�شاء ٍ‬
‫وال�سبعينيات‪َ � ،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�ستينيات‪،‬‬‫ّ‬ ‫وقد َ�شهِ َد َع ْقدا‪:‬‬
‫أهمها‪:‬‬
‫ومن � ّ‬ ‫أردن‪ِ ،‬‬ ‫أدبي في ال ّ‬ ‫ال َّنقد ال ّ‬
‫‪ - 1‬الجامعات‬
‫مار�سات‬ ‫نقدي ٍة ُت ْعنى بتدري�س ُ‬
‫الم َ‬ ‫أردنية عام ‪1962‬م �إلى �إيجاد بيئ ٍة ّ‬ ‫أ�سي�س الجامعة ال ّ‬ ‫ �إذ �أ ّدى ت� ُ‬
‫ن�شئت عام ‪1976‬م‬ ‫قدية الحديثة‪ .‬وقد �أ َّد ْت جامع ُة اليرموك التي أُ� ِ‬
‫ظريات ال َّن ّ‬
‫قدية في َ�ض ْوء ال َّن ّ‬ ‫ال ّن ّ‬
‫أكاديمية تعمل على‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫درا�سات �‬ ‫لمية على ظهور‬‫الع ّ‬ ‫و�ساعدت هذه الم� َّؤ�س�سات ِ‬
‫ْ‬ ‫المهِ ّم َة َن ْف َ�سها‪.‬‬
‫ُ‬
‫المتخ�ص�صة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قدية‬
‫الدرا�سات ال ّن ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬وظهور ّ‬
‫ّ‬ ‫أدبي �ضمن معايير المنهج‬ ‫درا�سة الإبداع ال ّ‬
‫‪ - 2‬رابطة ُ‬
‫الكتّاب الأردنيّين‬
‫تهتم بالأدب و َن ْقده عبر �آراء‬
‫�ساعدت على تو�سيع البيئة ال َّثقافية التي ّ‬
‫ْ‬ ‫ �أُ ِ‬
‫ن�شئت عام ‪1974‬م‪ ،‬وقد‬
‫قدية‪.‬‬
‫أدبية وال ّن ّ‬
‫ؤتمرات ال ّ‬
‫والم�شاركة في الم� َ‬
‫َ‬ ‫ُك ّتابها‪ ،‬و�إقامة ال َّندوات‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫ين‬
‫الجامعي َ‬ ‫تمي َز بظهور ٍ‬
‫عدد من‬ ‫أدبي في هذه المرحلة ّ‬
‫ّ‬ ‫تقدم يمكن القول‪ :‬ا ّإن ال ّنقد ال ّ‬
‫مما َّ‬ ‫ّ‬
‫قدية في الرتقاء‬
‫كان لهم اإ�صهاماتهم بالتدري�س اأو بتاأليف الكتب ال َّن ّ‬
‫المتخ�ص�صين في ال َّنقد‪ ،‬الذين َ‬
‫ِّ‬
‫تميزت هذه‬
‫و�صبطها‪ .‬مثلما َّ‬‫وب ْلورة َمفاهيمه ْ‬
‫المتخ�ص�صة َ‬
‫ِّ‬ ‫بال�صبغة العلمية‬
‫و�ص ْبغه ِّ‬
‫بم�صتوى ال َّنقد َ‬
‫أوروبي الحديث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العربي القديم وفي ال َّنقد ال‬
‫ّ‬ ‫المرحلة بتاأ ُّثر ال ُّنقاد بما كانوا يقروؤون من اآراء في ال َّنقد‬
‫ال�صاأن‪،‬‬ ‫قدية‪ .‬وا ِ‬
‫أبرزت المرحل ُة عد ًدا من ال ُّنقاد ذَوي ّ‬ ‫وا�صحا في كتاباتهم واآرائهم ال َّن ّ‬
‫ً‬ ‫وقد َبدا هذا‬
‫ال�ص ْم َرة‪ ،‬وعبد الرحمن ياغي‪ ،‬وها�صم ياغي‪،‬‬ ‫الدين الأ�صد‪ ،‬ومحمود َّ‬ ‫عبا�س‪ ،‬ونا�صر ّ‬
‫مثل‪ :‬اإح�صان ّ‬
‫ال�ص ْرع‪ ،‬الذين كانت لهم جهو ٌد‬ ‫ال�ص ْيخ‪ ،‬وعلي َّ‬
‫بكار‪ ،‬ون�صرت عبد الرحمن‪ ،‬وخليل َّ‬ ‫ويو�صف ّ‬
‫�صاعدت على اإيجاد بيئ ٍة ِخ ْ�صب ٍة لإن�صاء‬
‫ْ‬ ‫قدي‬
‫وا�صحة في التاأليف والترجمة والتحقيق في التراث ال َّن ّ‬
‫ال�صاأن‪.‬‬
‫مو َّؤ�ص�صات ُت ْعنى بهذا ّ‬

‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫الخم�صينيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أردن في َع ْقد‬
‫قدية في ال ّ‬
‫لتطور الحركة ال ّن ّ‬
‫مهدا ُّ‬ ‫ذين ّ‬ ‫و�صح العام َل ِ‬
‫ين ال ّل ِ‬ ‫‪ِّ - 1‬‬
‫اط َل َع فيها‬ ‫وال�صبعينيات في توفير بيئ ٍة ّ‬
‫نقدية منا�صبة َّ‬ ‫ال�صتينيات‬ ‫أردنية في‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 2‬اأ ْ�ص َه َمت الجامعات ال ّ‬
‫الغربي وتاأ ّثروا به‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال ُّن ّقاد على ال ّنقد‬
‫اأ ‪ -‬اذكر ثالث ًة من هوؤلء ال ُّن ّقاد‪.‬‬
‫أردن‪.‬‬
‫دورهم في اإثراء حركة ال ّنقد في ال ّ‬ ‫ب ‪ِّ -‬بين َ‬
‫الجديد"ومج ّلة "اأفكار" في دعم الحركة‬
‫َ‬ ‫الد ْور الذي قامت به َمج ّلة "الأُفُق‬
‫تحد ْث عن َّ‬
‫‪َّ - 3‬‬
‫ال�صتينيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أردن وتطويرها في عقد‬
‫قدية في ال ّ‬
‫ال ّن ّ‬

‫‪101‬‬
‫المنهجيّات الحديثة‬
‫مرحلة الكتابة النَّقديّة في َ‪V‬ص ْوء َ‬ ‫‪K‬ا‪ãk d‬ا‬

‫وتفاع َلت الحركة ال َّن ّ‬


‫قدية في‬ ‫َ‬ ‫والت�صعينيات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الثمانينيات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المعرفي في َع ْق َد ِي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َح َد َث النفجار‬
‫قدية الحديثة‬‫نهجيات ال ّن ّ‬ ‫ٍ‬
‫الم ّ‬‫معرفية مختلفة‪ ،‬ول �صيما َ‬ ‫م�صادر‬
‫َ‬ ‫عام ًة‪ ،‬مع‬
‫أدبية ّ‬
‫أردن‪� ،‬صا َأن الحركة ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫لمية‪،‬‬ ‫َ�صاع َف في اإنتاجه وت ََح َّو َل في مناهجه و ِت ْق ِنياته ِ‬
‫الع ّ‬ ‫في العالم‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فا ّإن ال ّنقد في هذه الفترة ت َ‬
‫�س في‬ ‫ب�صكل وا�صح‪ ،‬وت ََركوا ب�صما ِتهم فيه؛ لذا َنعرِ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫أردنيون بذلك في ال ّنقد‬
‫َ‬ ‫أ�صه َم ال ُّنقّاد ال‬
‫فا َ‬
‫أردنية في �صوء المناهج الحديثة في فترة ال ِّن�صف الثاني من‬
‫قدية ال ّ‬
‫أهم التجاهات ال َّن ّ‬
‫هذا المبحث ل ّ‬
‫وتتلخ�س بالآتي(‪:)1‬‬
‫ّ‬ ‫القرن الع�صرين‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 1‬التّجاه‬
‫البارزين‬
‫َ‬ ‫واحدا من ال ُّنقّاد‬
‫ً‬ ‫نموذجا في هذا التجاه‪ ،‬اإذ ُي َع ُّد‬
‫ً‬ ‫ال�صعافين‬
‫وتُم ِّثل تجرِ بة ال ّناقد اإبراهيم َّ‬
‫متعدد ًة لالأعمال‬
‫نقدي ًة ِّ‬ ‫ٍ‬
‫درا�صات ّ‬ ‫قدم‬
‫الثمانينيات‪ ،‬فقد َّ‬
‫ّ‬ ‫أردن في بداية‬
‫أدبي في ال ّ‬ ‫في ال ّنقد ال ّ‬
‫الن�س‪ ،‬وراأى في هذا الإبداع‬ ‫وال�صعرية‪ ،‬حاول فيها التركي َز على اأَ َثر ال ّتاريخ في تكوين ّ‬ ‫الروائية ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مع"البيئة"‪.‬‬
‫وعالقته َ‬
‫فنيا لتجرِ بة الإن�صان َ‬
‫وانعكا�صا ًّ‬
‫ً‬ ‫وثيق ًة للواقع‬
‫�صطين حتى‬
‫َ‬ ‫والم�صرحية في ِف َل‬
‫ّ‬ ‫الرواية‬
‫التاريخي في درا�صته " َن ْ�صاأة ِّ‬‫ّ‬ ‫ال�صعافين التجاه‬
‫طب َق َّ‬
‫فقد َّ‬
‫أحداث رواية "رجاء"(‪ُ )3‬ي ِ‬
‫الح ُظ ا ّأن الموؤلِّف قد‬ ‫َ‬ ‫لعل َمن يتا َّأم ُل ا‬
‫ومما جاء فيها‪َّ ":‬‬
‫عام ‪1948‬م"‪ّ ،‬‬
‫ا�صط َنعه‪ ،‬وقد َ‬
‫جعل‬ ‫الذاتية الذي َ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صيرة‬ ‫ِ‬
‫أ�صلوب ّ‬ ‫الجتماعية من خالل ا‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‬ ‫نجح في ت�صوير‬‫َ‬
‫أحداث َت َتنامى‬
‫َ‬ ‫جعل ال‬‫خ�صيات‪ ،‬ولو اأ ّنه َ‬ ‫ال�ص ّ‬ ‫الو ْ�ص ِف وفي تحليل ّ‬ ‫وا�صحا في َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫أحداث َمغ ًزى‬ ‫لال‬
‫لَ ْم َك َن له ا ْأن ُي ِّ‬
‫قد َم رواي ًة‬ ‫وائي َ أ‬
‫الر ّ‬ ‫مع الإِفادة من َم ْن ِطق ِّ‬ ‫ِ‬
‫خ�صية َ‬ ‫الحقيقي ِة ّ‬
‫ال�ص‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫أحداث‬ ‫من خالل ال‬
‫تحليل الأحداث وما‬ ‫ِ‬ ‫إن�صاني في‬
‫ّ‬ ‫بالح�س ال‬
‫ِّ‬ ‫حد ما‪ُ ،‬م ْق ِنع ًة في اأحداثها‪ُ ،‬م ِّ‬
‫تميز ًة‬ ‫متما�صك ًة اإلى ٍّ‬
‫ئ ال ّتجاه‬ ‫وا�صح ‪ -‬مباد َ‬‫ٌ‬ ‫ال�صعافين ‪ -‬مثلما هو‬ ‫إن�صانية"‪ ،‬فقد َ‬
‫التزم َّ‬ ‫وقيم ا ّ‬ ‫ئ ٍ‬ ‫ت ِ‬
‫َرم ُز اإليه من مباد َ‬

‫اجتماعي اأو غير ذلك مرهو ًنا بحدود درا�صته اأو‬


‫ّ‬ ‫تاريخي اأو‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬يبقى ت�صنيف ال ّناقد الأردني في هذا المبحث باأ ّنه ذو اتجا ٍه‬
‫درا�صاته المذكورة له فقط في المبحث‪.‬‬
‫التاريخي في ال ّنقد يقوم على درا�صة الظروف‪ :‬ال�صيا�صية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬للع�صر الذي ينتمي‬ ‫ّ‬ ‫�صلف اأن المنهج‬‫َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الن�س الأدبي‪ ،‬وتف�صير خ�صائ�صه‪ ،‬وكَ ْ�صف م�صامينه ودللته‪.‬‬ ‫اإليه الأديب‪ُ ،‬م َّت ِخ ًذا منها و�صيل ًة ل َفهم ّ‬
‫البحيري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الف َل�صطيني ح�صن‬‫�صد َرت عام ‪1946‬م للكاتب ِ‬ ‫(‪َ )3‬‬

‫‪102‬‬
‫وائي في روايته‪،‬‬‫الر ُّ‬ ‫الذاتية الذي َ‬
‫ا�صط َنعه ِّ‬ ‫ّ‬ ‫رك َز على �أ�سلوب ال�سيرة‬ ‫التاريخي في َن ْقده حين َّ‬ ‫ّ‬
‫وائي في ال ّنقد‪.‬‬ ‫وم ْن ِطق ِّ‬
‫الر ّ‬ ‫أحداث َ‬ ‫ِ‬ ‫رك َز على ال‬ ‫وحين َّ‬
‫راع‪،‬‬ ‫وال�ص ُ‬
‫الح ْبك ُة‪ّ ،‬‬‫حيث‪ُ :‬‬ ‫در�سها في َن ْ�ش�أتها ومو�ضوعاتها وبنائها ال ّف ِن ّي من ُ‬ ‫الم�سرحية فقد َ‬
‫ّ‬ ‫و� ّأما‬ ‫ ‬
‫ظهرت فيها هذه‬ ‫أ�سلوبية بالبيئة التي َ‬ ‫ظاه َر ال ّ‬ ‫الم ِ‬ ‫ور َب َط هذه َ‬ ‫وار‪َ ،‬‬ ‫والح ُ‬ ‫ات‪ ،‬واللغ ُة‪ِ ،‬‬ ‫خ�صي ُ‬
‫وال�ش ّ‬ ‫ّ‬
‫ذلك ر�ؤي َته التي تقوم على َر ْبط الإبداع بحركة التاريخ وظروف‬ ‫الم�سرحية‪َ ،‬فع َك َ�س من خالل َ‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الع�صر وطبيعة الحياة‬
‫البارزين في ال ّن�صف الثاني من القَرن الع�شرين؛‬ ‫َ‬ ‫ين‬
‫أردني َ‬
‫واحدا من ال ُّنقّاد ال ّ‬ ‫ً‬ ‫وي َع ُّد خالد الكركي‬ ‫ُ‬ ‫ ‬
‫التاريخي‬
‫ّ‬ ‫عرية‪ ،‬وظهر االتجاه‬ ‫وال�ش ّ‬ ‫رية ِّ‬ ‫إبداعية ال َّن ْث ّ‬
‫للظواهر ال ّ‬ ‫متعدد ٍة ّ‬ ‫درا�سات ِّ‬‫ٍ‬ ‫قد َم من‬ ‫ِلما َّ‬
‫وائي لدى طه ُح َ�سين من‬ ‫الر ّ‬‫الفن ِّ‬ ‫وائيا"‪� ،‬إذ َد َر َ�س �صورة ّ‬ ‫وا�ضح في درا�سته "طه ُح َ�سين رِ ًّ‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شكل‬
‫ٍ‬
‫عند طه ُح َ�سين)‬ ‫عنده (�أي َ‬ ‫الفن َ‬ ‫يقول‪":‬و�سنبحث هذا َّ‬
‫ُ‬ ‫وك َت َب عنه‪،‬‬ ‫عا�شه َ‬ ‫خالل الواقع الذي َ‬
‫الرواية العربية الحديثة‪،‬‬ ‫اريخي ِة‪ ،‬من خالل َتف َُّه ٍم ٍّ‬
‫عام ل َت َط ُّور ّ‬ ‫ّ‬ ‫طبيقي ِة‪ ،‬وال ّت‬
‫ظري ِة‪ ،‬وال ّت ّ‬ ‫ِمن ال َّزوايا‪ :‬ال ّن ّ‬
‫ِ‬
‫بالمعارف‬ ‫قدية‬
‫َ�ستعين هذه الدرا�س ُة ال َّن ّ‬ ‫ُ‬ ‫قدي ٍة واعي ٍة‪ ،‬وت‬ ‫ثم �إلى قراء ٍة َن ّ‬ ‫يحتاج �إلى قراءة أَ� ّو ّلي ٍة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫تم ًة‬
‫الداخلي‪ُ ،‬م ْه َّ‬
‫ّ‬ ‫حيطة بالكاتب‪ ،‬على � ْأن ت ََظ َّل في ال ّنهاية خا�ضع ًة َلم ِ‬
‫نهج ال ّتحليل‬ ‫الم ِ‬‫الخارجي ِة ُ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ومكان"‪.‬‬ ‫زمان‬ ‫حاو َل ٌة ل َن ْقل التجرِ ِبة ال ّ‬
‫إن�سانية في � ّأي ٍ‬ ‫الفني على �أ ّنه ُم َ‬
‫بالعمل ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬االتّجاه‬
‫أردن ها�شم ياغي‪� ،‬إذ‬
‫أدبي في ال ّ‬ ‫االجتماعي في هذه المرحلة في ال َّنقد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ِمن �أ�صحاب اال ّتجاه‬ ‫ ‬
‫االجتماعي في‬
‫ّ‬ ‫ظرية وال ّتطبيق"‪َّ � ،‬أك َد فيها ا ّت َ‬
‫جاهه‬ ‫ال�شعر الحديث بين ال ّن ّ‬
‫أ�صد َر درا�س ًة بعنوان" ِّ‬ ‫� َ‬
‫ّين‪،‬‬ ‫الم ِبدع في َح ْمل هموم المجتمع وال ّتعبير عنها وال ّت�أثير في نفو�س ُ‬
‫المتلق َ‬ ‫ناو ِله َد ْور ُ‬
‫ال َّنقد ِب َت ُ‬
‫االجتماعية التي‬
‫ّ‬ ‫حوالت‬ ‫ورب َطها بال ّت ُّ‬
‫ال�شعر الحديث‪َ ،‬‬ ‫عالو ًة على �أنه َب َح َث عن عوامل ت ُّ‬
‫َطور ِّ‬
‫ال�شعر ق�ضايا ع�صرِ ِه وال ّتعبيرِ عنها‪.‬‬
‫والتزام ِّ‬
‫ِ‬ ‫العربي في الع�صر الحديث‬
‫ّ‬ ‫واك َبت المجتمع‬ ‫َ‬
‫�صدرت‬
‫ْ‬ ‫أردني عبداهلل رِ ْ�ضوان‪� ،‬إذ‬
‫االجتماعي كذلك لدى ال ّناقد ال ّ‬‫ّ‬ ‫وظهرت َم ِ‬
‫المح اال ّتجاه‬ ‫ْ‬ ‫ ‬
‫وم" لتي�سير �سبول‪،‬‬
‫الي ِ‬ ‫أنت ُ‬
‫منذ َ‬ ‫الرواية"‪ ،‬وفيها يرى � ّأن رواي َت ْي‪َ �" :‬‬
‫له درا�س ٌة بعنوان "�أ�سئلة ِّ‬
‫الم ِبدع على َح ْمل‬
‫و"الكابو�س" لأمين �ش ّنار‪ ،‬تُم ِّثالن �صورة االلتزام في الأدب ومدى قدرة ُ‬
‫الواقع في �إبداعه‪.‬‬

‫والم ِبد َع نف�سه بالمجتمع بطبقاته المختلفة‪.‬‬


‫أدبي ُ‬
‫إبداع ال ّ‬
‫االجتماعي في ال ّنقد يربط ال َ‬
‫ّ‬ ‫�سلف � ّأن المنهج‬
‫َ‬ ‫(‪ )1‬‬

‫‪103‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫نقدية‬
‫أ�صد َر درا�س ًة ّ‬
‫زرعي‪ ،‬ففي عام ‪1994‬م � َ‬ ‫أي�ضا ُ�س َليمان الأ ّ‬
‫أردن � ً‬
‫ومن �أعالم هذا اال ّتجاه في ال ّ‬ ‫ ‬
‫ظه َرت فيها َم ِ‬
‫المح‬ ‫أردني الحديث‪ ،‬الجزء ال ّأول"‪� ،‬إذ َ‬
‫ال�شعر ال ّ‬ ‫"مواقف‪ ،‬درا�سات في ِّ‬ ‫بعنوان َ‬
‫نحو‬
‫وهمومهم الواقعية َ‬
‫َ‬ ‫ال�شعراء‬ ‫ِ‬
‫انتماءات ُّ‬ ‫عرية التي ت ِ‬
‫َعك�س‬ ‫ال�ش ّ‬
‫الم�ضامين ِّ‬
‫َ‬ ‫هذا اال ّتجاه ِب َت ُ‬
‫ناولها‬
‫والوطني‪ ،‬فنرى ال ّناقد‬
‫ّ‬ ‫إن�ساني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫البعدين‪ :‬ال‬
‫ِ‬ ‫مجتمعهم‪ ،‬وت� ِّؤكد َعالقة ال�شاعر بمجتمعه ف َت ُ‬
‫حمل‬
‫الباحث الذي َي ُ‬
‫نظ ُر‬ ‫َ‬ ‫حمل ِح ًّ�سا ُم ِ‬
‫نتم ًيا‪ ،‬يقول‪ّ �" :‬إن‬ ‫َي ْد ُر�س ِ�شعر َعرار من ناحية كونه � ً‬
‫أديبا ُمل َتزِ ًما َي ِ‬
‫طي ًة‪ ،‬ي َت َح َّ�س ُ�س ِّ‬
‫بكل‬ ‫َراب ّ‬ ‫�شمولي ًة و�إلى ق�صيد ِته نظر ًة َ‬
‫غير ُمج َّز�أَة‪ ،‬بل نظر ًة ت ُ‬ ‫ّ‬ ‫�إلى ِ�شعر َعرارٍ نظر ًة‬
‫يو�سف‬
‫زرعي �إلى ديوان ال�شاعر ُ‬ ‫االنتماء الواعي لل�شاعر"‪ .‬وفي ال�سياق ن ْف ِ�سه َي ُ َ‬
‫نظر الأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طوع‬
‫ُ�س ٍ‬
‫االجتماعي الذي ِّ‬
‫يركز على َد ْور‬ ‫ّ‬ ‫عبد العزيز نظر ًة ُم�شا ِبه ًة‪ُ ،‬في ْد ِخ ُل ِ�ش َ‬
‫عره �ضمن �إطار اال ّتجاه‬
‫عموما هو‬
‫ً‬ ‫والفن والإبداع‬ ‫ِّ‬ ‫فاعلي َة الأدب‬
‫ّ‬ ‫حد ُد‬ ‫الفن والف ّنان في المجتمع‪ ،‬يقول‪َّ � ":‬إن � َّ‬
‫أهم ما ُي ِّ‬ ‫ّ‬
‫والر�ؤيا"‪ ،‬فال ّناقد هنا َي ُ‬
‫ميل‬ ‫ب�ص ْدق َّ‬
‫الطرح ُّ‬ ‫المت�س ِّل ُح ِ‬
‫إبداعه ُ‬
‫لعبه ف ُّنه و� ُ‬ ‫الم ِبد ِع َّ‬
‫للد ْور الذي َي ُ‬ ‫ف َْه ُم ُ‬
‫مجتمعه‪ ،‬وقدر ِته على‬
‫ِ‬ ‫ظرية �إلى َر ْبط الإبداع وال َّنقد بمدى التزام الأديب ق�ضايا‬
‫في مناق�شته ال َّن ّ‬
‫والفكرية وفي الوقت ذاته‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫دور ُه ور�سال َته‬
‫الفن َ‬
‫ب�ص ْدق‪ ،‬وبذا ي�ؤ ّدي ّ‬ ‫التعبير عنها ِ‬
‫الفنية‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ - 3‬االتّجاه ال ِب ّ‬
‫نيوي‬
‫ِنيوي‪� ،‬إذ َع ِم َل على‬
‫موذجا في مجال اال ّتجاه الب ّ‬
‫ً‬ ‫أردني فخري �صالح َن‬
‫وتُم ِّثل تجرِ ب ُة ال ّناقد ال ّ‬ ‫ ‬
‫بالن�ص ِمن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الظروف المحيطة‬ ‫بعيدا عن ّ‬
‫الداخلية ً‬
‫َن ْقد ال ّن�صو�ص وتحليلها من خالل َعالقاتها ّ‬
‫لي�س م� ِّؤر َخ‬
‫العربي الجديد"‪� :‬إ ّنه َ‬
‫ّ‬ ‫مجتمع‪ ،‬ح ّتى �إنه يقول في َمقال ٍة له بعنوان "ال َّنقد‬
‫ٍ‬ ‫تاريخ‪� ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫أدب بل قارئ ُن�صو�ص‪.‬‬‫� ٍ‬
‫المغ َلق �إلى‬ ‫�ض االح ِتماالت‪ِ :‬من ّ‬
‫الن�ص ُ‬ ‫أ�صد َر فخري �صالح درا�س ًة بعنوان" �أَ ْر ُ‬
‫وفي عام ‪1988‬م � َ‬ ‫ ‬
‫أي�ضا � َّأكد �ضرورة َع ْزل ّ‬
‫الن�ص عن المحيط‬ ‫الم ِ‬
‫عا�صر"‪ ،‬وفيها � ً‬ ‫العربي ُ‬
‫ّ‬ ‫ال�س ْرد‬
‫الن�ص المفتوح في َّ‬
‫ّ‬
‫الواقعية‬
‫ّ‬ ‫انعكا�سا ّ‬
‫للظروف‬ ‫ً‬ ‫العالقات الداخلية ولي�س‬ ‫الن�ص ِن َ‬
‫تاج َ‬ ‫الخارجي‪ِ ،‬‬
‫ومن َث ّم‪ ،‬ي�صبح ّ‬
‫المحيطة‪.‬‬

‫بعيدا عن � ّأية‬ ‫بو�صف ِه بني ًة متكاملة َ‬


‫ذات عالقات بين مفرداته ً‬ ‫ِ‬ ‫أدبي‬
‫البنيوي في ال ّنقد َيدر�س العمل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سلف � ّأن المنهج‬
‫َ‬ ‫(‪ )1‬‬
‫عوامل �أخرى خارجية‪ :‬تاريخي ٍة‪� ،‬أو اجتماعي ٍة‪� ،‬أو ثقافية‪.‬‬
‫َ‬

‫‪104‬‬
‫ناعي" في كتابه‬
‫الق ّ‬ ‫�ص ِ‬
‫الروا�شدة في باب "بنية ال ّن ّ‬ ‫أي�ضا �سامح ّ‬
‫أردن � ً‬
‫ومن �أعالم هذا اال ّتجاه في ال ّ‬‫ِ‬ ‫ ‬
‫البنيوي َّ‬
‫ووظفَه في ا�ستنطاق‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستله َم فيه اال ّتجاه‬
‫َ‬ ‫العربي الحديث"(‪ ، )1‬الذي‬
‫ّ‬ ‫ال�شعر‬ ‫ِ‬
‫"القناع في ِّ‬
‫"من ليالي ِب ِنلوب"‬ ‫َناو ُله ق�صيدة ِ‬
‫القناع فيها‪ ،‬ومن ذلك ت ُ‬ ‫وك ْ�شف بنية ِ‬
‫ال ّن�صو�ص و َن ْقدها وتحليلها َ‬
‫فوجد � ّأن َث َّم َة‬
‫َ‬ ‫الن�ص ِمن بدايته �إلى نهايته‬ ‫َ‬
‫داخل ّ‬ ‫أ�صوات التي َت ْن ِط ُق‬
‫َ‬ ‫الرحيم عمر‪ ،‬فقد َت َت َّبع ال‬
‫لعبد ّ‬
‫�صل من‬ ‫إيقاع م َّت ٍ‬
‫الن�ص به وانتهى به في � ٍ‬ ‫واحدا هو �صوت ِب ِنلوب وب�ضمير المتك ِّلم‪� ،‬إذ بد�أَ ّ‬ ‫ً‬ ‫�صوتًا‬
‫�صوت � َآخر يو ِق ُف �إيقاع ّ‬
‫الن�ص‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫غير �أن ُي�شارِ َكه‬
‫مالي‬
‫الج ّ‬‫‪ - 4‬االتّجاه َ‬
‫مالي َي َبع ُث‬
‫جر ُد ُمثيرٍ َج ّ‬
‫أدبي ُم َّ‬
‫فالن�ص ال ّ‬
‫ّ‬ ‫معيارا‪،‬‬
‫وق ً‬ ‫الذ َ‬ ‫قدية التي تعتمد َّ‬ ‫�سات ال َّن ّ‬
‫مار ُ‬‫الم َ‬
‫ق�صد به ُ‬ ‫وي َ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫قو ِ‬
‫مات‬ ‫ومن َث ّم‪ ،‬يتناول ال ّناقد ‪َ -‬وفْق هذا االتجاه ‪ُ -‬م ِّ‬‫مالي ًة مم ِتع ًة‪ِ .‬‬ ‫ٍ‬
‫إح�سا�سات َج ّ‬ ‫في ال َّن ْف�س �‬
‫مما ُي ْف�ضي �إلى‬ ‫أدبي من ِو ْجهة َن َظره‪� ،‬أي � ّإن المتلقّي ُي َع ُّد ُم ِبد ًعا � َآخر ّ‬
‫للن�ص؛ ّ‬ ‫الن�ص ال ّ‬
‫الجمال في ّ‬
‫َ‬
‫ت ََع ُّدد القراءات‪.‬‬
‫أدبي في الن�صف ال ّثاني من القرن‬
‫مالي في ال َّنقد ال ّ‬
‫الج ّ‬ ‫اعي َم ِ‬
‫المح اال ّتجاه َ‬ ‫الر ّب ّ‬
‫ويم ِّثل عبد القادر َّ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫مالي في قراء ِت ِه‬
‫الج ّ‬‫تطبيقي ٍة لالتِّجاه َ‬
‫ّ‬ ‫منهجي ٍة‬
‫ّ‬ ‫مار ٍ‬
‫�سات‬ ‫الع�شرين‪ ،‬بما ال َت َز َمه هذا ال ّناقد من ُم َ‬
‫جديدا‬
‫ً‬ ‫إبداعية ‪،‬ور�ؤي ِته ال ّن َ‬
‫اقد خالقًا‬ ‫العملية ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ومفهومه للإبداع‪ ،‬و َد ْورِ ال ّناقد في �إتمام‬ ‫�صو�ص‬
‫َ‬ ‫ال ّن‬
‫الن�ص‪ ،‬بما في ذلك ّ‬
‫الن�ص‬ ‫بتعدد قراءات ّ‬ ‫ُ‬
‫القول ُّ‬ ‫الم�س َّلمات‬‫أ�صبح من ُ‬ ‫للإبداع‪ ،‬يقول‪" :‬لهذا � َ‬
‫ن�صو�ص‪ ،‬ومن‬
‫ٌ‬ ‫وبناء عليه َينب ِث ُق من ّ‬
‫الن�ص‬ ‫قديما �أم حدي ًثا‪ً ،‬‬ ‫أكان هذا ّ‬
‫الن�ص ً‬ ‫خا�ص ًة‪� ،‬سواء � َ‬
‫عري ّ‬
‫ال�ش ّ‬
‫ِّ‬
‫ب�شخ�صية‬
‫ّ‬ ‫مالي مت أ� ِّث ٌر �إلى ّ‬
‫حد كبير‬ ‫الج ّ‬‫ن�صو�ص �أخرى‪ ،‬وهكذا"‪ .‬وهذا يعني � ّأن ال ّنقد َ‬
‫ٌ‬ ‫ال ّن�صو�ص‬
‫�ستثيره‬
‫وعواطف وما َي ُ‬
‫َ‬ ‫�شاعر‬
‫أدبي فيها من َم َ‬ ‫ُ‬
‫العمل ال ّ‬ ‫والعوامل الم�ؤ ِّثرة فيها‪ ،‬وما َيبع ُثه‬
‫ِ‬ ‫الناقد‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ذكريات‪.‬‬ ‫من‬
‫عري"‪ ،‬وفيها يرى � ّأن ما‬ ‫ال�ش ّ‬
‫ال�صورة الف ّن ّية في ال َّنقد ِّ‬
‫باعي في هذا اال ّتجاه " ّ‬ ‫الر ّ‬‫ومن درا�سات ّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫الفنية‪ ،‬يقول‪ّ �" :‬إن القناع َة التي ت ََو َّل َدت عندي‬ ‫أدبي هي ال�صور ُة ّ‬
‫�ص ال ّ‬ ‫الفن في ال ّن ّ‬
‫مالية ّ‬
‫ُي َج ِّ�سد َج ّ‬
‫مكن � ْأن‬‫الجميلة‪ ،‬التي �أَرى أ� ّنها ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫الفنية‬ ‫ِ‬
‫الو�سيلة ّ‬ ‫ال�صور َة ل ّأول مر ٍة َّ‬
‫�شد ْتني �إلى هذه‬ ‫التقيت ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫منذ‬
‫نقي"‪.‬‬
‫نقا�ش ّ‬
‫كل ٍ‬‫ومحور ّ‬
‫َ‬ ‫فني‬
‫عمل ٍّ‬ ‫َكون َق ْل َب ّ‬
‫كل ٍ‬ ‫ت َ‬

‫الن�ص اً‬
‫بدل منها‪.‬‬ ‫َ‬
‫خالل ّ‬ ‫ال�شعر ب�أنه �شخ�صية تختفي فيها �شخ�صي ُة ال�شاعر وتنطق‬ ‫عرف ِ‬
‫القناع في ِّ‬ ‫(‪ُ )1‬ي َّ‬

‫‪105‬‬
‫مالية‬
‫الج ّ‬‫أي�ضا َجمال َمقابلة في درا�سته "ال َّل ْحظة َ‬
‫ين الذين ا َّتبعوا هذا اال ّتجاه � ً‬
‫أردني َ‬ ‫ِ‬
‫ومن ال ُّنقّاد ال ّ‬ ‫ ‬
‫العمل الف ّن ّي"‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المرء بقيمة‬
‫إح�سا�س الذي َيع َتري َ‬
‫ُ‬ ‫أدبي"‪ ،‬التي يرى فيها � ّأن ال َّنقد هو "ال‬
‫في ال َّنقد ال ّ‬
‫أ�صل الذي‬ ‫م�شترك ٌة بين الأديب والمتلقّي‪ ،‬وهي "ال ُ‬
‫َ‬ ‫مالي هي خبر ٌة‬ ‫الج ّ‬‫وي� ِّؤكد � ّأن عملية ال َّنقد َ‬
‫تنبثق منه عملي ُة ال ّتف�سير وتعو ُد �إليه"‪.‬‬
‫ُ‬
‫المقارن‬
‫‪ - 5‬االتّجاه ُ‬
‫دين‬
‫عتم َ‬ ‫أدبية‪ُ ،‬م ِ‬
‫قدي بدرا�سة مظاهر الت أ� ُّثر والت�أثير بين الن�صو�ص ال ّ‬
‫باع هذا االتجاه ال ّن ّ‬ ‫ُي ْعنى �أ ْت ُ‬ ‫ ‬
‫وك ْ�ش ِف حقائقها‬ ‫العالمية َ‬
‫ّ‬ ‫المقام ال ّأول؛ من �أجل الوقوف على َ�س ْير الآداب‬ ‫على محور ال ّلغة في َ‬
‫إن�سانية‪.‬‬
‫الفنية وال ّ‬ ‫ّ‬
‫محمد �شاهين في درا�سته "�إليوت و� ُأثر ُه‬
‫ين الذين ا َّت َبعوا هذا االتجاه في ال َّنقد َّ‬
‫أردني َ‬
‫ومن ال ُّنقاد ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‬
‫كل من‪َ :‬ب ْدر �شاكر ّ‬
‫ال�س ّياب‪،‬‬ ‫وقف �شاهين على َم ِ‬
‫كامن ت�أ ُّثر ّ‬ ‫وال�س ّياب"‪� ،‬إذ َ‬
‫ال�صبور ّ‬
‫على عبد ّ‬
‫عد ق�صيدة‬‫ومما جاء في درا�سته �أنه َّ‬ ‫ال�صبور‪ ،‬بال�شاعر الإنجليزي توما�س �إليوت‪ّ ،‬‬ ‫و�صالح عبد ّ‬
‫اليباب"‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫إيجابيا في الت أ� ُّثر بق�صيدة �إليوت "الأَر�ض َ‬ ‫نموذجا � ًّ‬ ‫ً‬ ‫الم َطر" ّ‬
‫لل�س ّياب‬ ‫"�أُ ْن�شودة َ‬
‫الداخلي ُة‬
‫ّ‬ ‫الداخلي الذي ت َُولِّ ُده المو�سيقا‬
‫ِّ‬ ‫اليباب في الإيقاع‬ ‫الم َطر مع الأَر�ض َ‬ ‫"وت�شترك �أُن�شود ُة َ‬
‫ُ‬
‫قيد الم�ضمون الم� ِ‬
‫ألوف"‪.‬‬ ‫ُحر ُر ال ّلغ َة من ِ‬
‫الق�صيدتين هي التي ت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ل ّلغة‪ ،‬فالمو�سيقا في كلتا‬
‫الم�صط َلح"‪،‬‬ ‫المثا َقفَة وت ََح ُّوالت ُ‬
‫عبي في كتابه " ُ‬ ‫أي�ضا زياد ال ُّز ّ‬ ‫ين في هذا اال ّتجاه � ً‬ ‫أردني َ‬ ‫ِ‬
‫ومن ال ُّنقّاد ال ّ‬ ‫ ‬
‫العربية في ع�صر‬
‫ّ‬ ‫بفع ِل ت أ� ُّثر الح�ضارة‬ ‫معظمها ْ‬
‫ُ‬ ‫عربي ًة ت ََ�ش َّك َل‬
‫نقدي ًة ّ‬ ‫ٍ‬
‫م�صطلحات ّ‬ ‫َ‬
‫تناول فيه‬ ‫الذي‬
‫اليونانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهجري ِين‪ ،‬بالح�ضارة‬‫ّ‬ ‫والرابع‬
‫ِ‬ ‫القرنين‪ :‬ال ّث ِ‬
‫الث‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ازدهارها في‬
‫قدية الحديثة لمجموع ٍة‬ ‫وانطالقًا من درا�سة هذه اال ّتجاهات‪ِ ،‬‬
‫ومن َتف َُّح ِ�ص عدد من الأعمال ال ّن ّ‬ ‫ ‬
‫مميزات ال ّنقد‬
‫نحد َد عد ًدا من ِّ‬
‫والت�سعينيات‪ ،‬يمكن �أن ِّ‬
‫ّ‬ ‫الثمانينيات‬
‫ّ‬ ‫أردن في فترة‬
‫من ال ُّنقّاد في ال ّ‬
‫في هذه المرحلة على النحو الآتي‪:‬‬
‫النقدية التي يتناولها ال َّنقد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتنوع الق�ضايا‬
‫أ� ‪�َ -‬سعة المجال ُّ‬
‫قدي لدى ال ُّنقّاد في هذه المرحلة‪.‬‬
‫الذوق ال ّن ّ‬‫ب ‪ -‬ارتفاع م�ستوى َّ‬
‫المنهجية في القراءة وال ّتف�سير وال ّتحليل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قدية‬
‫‪ -‬اعتماد الأدوات ال َّن ّ‬ ‫جـ ‬
‫زاجية‪.‬‬
‫والم ّ‬ ‫الذاتية ِ‬
‫ّ‬ ‫بعيدا عن‬
‫�صار ينمو ً‬
‫المو�ضوعية‪ ،‬بمعنى �أ ّنه َ‬
‫ّ‬ ‫د ‪ -‬‬
‫قدية الحديثة‪.‬‬‫المنهجيات ال َّن ّ‬
‫ّ‬ ‫هـ ‪ -‬الت أ� ُّثر بال َّنقد ال ّ‬
‫أدبي في َ�ض ْوء‬
‫‪106‬‬
‫الأ�ص‪Ä‬لة‬
‫وعالقته مع البيئة‪،‬‬
‫فني لتجرِ بة الإن�صان َ‬
‫انعكا�س ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫إبداع‬
‫ال�صعافين ا ّأن ال َ‬
‫‪ - 1‬يرى ال ّناقد اإبراهيم َّ‬
‫در�صت‪.‬‬
‫َ‬ ‫و�صح هذه العبار َة في َ�ص ْوء ما‬
‫ِّ‬
‫الن�س‬
‫ِنيوي في ال َّتعامل مع ّ‬
‫والجتماعي‪ ،‬عن ال ّتجاه الب ّ‬
‫ّ‬ ‫اريخي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ - 2‬كيف يختلف ال ّتجاهان‪ :‬ال ّت‬
‫والت�صعينيات؟‬
‫ّ‬ ‫الثمانينيات‬
‫ّ‬ ‫ين في‬
‫أردني َ‬
‫لدى ال ُّن ّقاد ال ّ‬
‫أدبي‪.‬‬
‫المقارن‪ ،‬في ال َّنقد ال ّ‬ ‫مالي‪ ،‬وال ّتجاه ُ‬
‫الج ّ‬ ‫و�صح المق�صود ٍّ‬
‫بكل من‪ :‬ال ّتجاه َ‬ ‫‪ - 3‬اأ ‪ِّ -‬‬
‫و�صح‬ ‫والن�س‪ِّ ،‬‬‫ّ‬ ‫معين ٍة في َ‬
‫العالقة بين المتل ّقي‬ ‫�صو�صي ٍة َّ‬
‫ّ‬ ‫بخ‬
‫يتميز ُ‬
‫مالي ّ‬
‫الج ّ‬ ‫ب ‪َ -‬يكاد ال ّتجاه َ‬
‫�صو�صية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخ‬
‫هذه ُ‬
‫دع ْم اإجاب َت َك باأمثل ٍة‬ ‫أيك‪ ،‬اإيجا َد َن ْق ٍد حديث في ال ّ‬
‫أردن؟ ِّ‬ ‫ون‪ ،‬في را َ‬
‫أردني َ‬
‫ا�صتطاع ال ُّن ّقاد ال ّ‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬هل‬
‫در�صت‪.‬‬
‫َ‬ ‫مما‬
‫آتيتين‬
‫المقولتين ال ِ‬
‫ِ‬ ‫أردن‪� ،‬ص ِّنف‬
‫قدية الحديثة في ال ّ‬ ‫َ‬
‫درا�صتك ل ّتجاهات الحركة ال ّن ّ‬ ‫‪ -5‬في َ�ص ْوء‬
‫كل منهما‪:‬‬‫اإلى ال ّتجاه ال ّنقدي الذي ُتم ِّثله ٌّ‬
‫والن�س"‪:‬‬‫ّ‬ ‫"ال�صاعر‬
‫�صي بعنوان ّ‬ ‫محمد ال َق ْي ّ‬ ‫ال�صاعر َّ‬ ‫أردني اإبراهيم خليل عن ّ‬ ‫اأ ‪ -‬يقول ال ّناقد ال ّ‬
‫وت‪£‬ورِ رو‪D‬ي ِته‬‫‪t‬‬ ‫ال�ش‪üî‬شي ِة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بت‪£‬ورِ حيا ِت ِه‬
‫‪t‬‬ ‫أ�شد ا’رتباط‬ ‫�شي مرتب ‪£ِk‬ا ا ‪s‬‬‫عر ال َق ْي ّ‬‫‪c‬ان ِ�ش ُ‬
‫"و َل ّما َ‬
‫خيوط بار‪Il R‬‬ ‫‪l‬‬ ‫�ش‪£‬يني‪ ،‬فقد ن�شاأَ‪ä‬‬ ‫ّ‬
‫ومن َح ْو∫ َ�ش ْعب ِِه ِ‬
‫الف َل‬ ‫‪ IO‬للعا َلم ِمن َح ْوله ِ‬ ‫المت‪é‬د ِ‬
‫‪u‬‬
‫ال�ص ْو َء على �صير ِت ِه‬‫بو�صوح ما لم ُن َ�ص ِّل ِط َّ‬ ‫ٍ‬ ‫نعد ُم القدر ُة على روؤيتها‬ ‫ن�صيج ِه الفني َت ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫أدبية"‪.‬‬
‫خ�صية وال ّ‬ ‫ال�ص ّ‬ ‫ّ‬
‫أدبي ِة بالمجتمع‪ ،‬بل اإ ّنه‬ ‫َ‬
‫الرواية اأ ْل َ�ص ُق الفنون ال ّ‬ ‫أردني عبداهلل رِ �صوان‪ِّ " :‬‬ ‫ب ‪ -‬يقول ال ّناقد ال ّ‬
‫الن�س‬
‫داخل ّ‬ ‫َ‬ ‫وم َنع ِك َ�ص ًة‬
‫فيه �صور َة ذا ِت ِه متم ِّثل ًة ُ‬ ‫المجتم ُع يرى ِ‬
‫َ‬ ‫الفن الوحيد الذي َيكا ُد‬ ‫ُّ‬
‫وائي"‪.‬‬
‫الر ّ‬‫ِّ‬
‫مراحل مختلف ٍة‪ ،‬وازِ ْن بين هذه المراحل من ناحية‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بثالث‬ ‫أردن‬
‫النقدية في ال ّ‬
‫ّ‬ ‫مرت الحرك ُة‬
‫‪ّ -6‬‬
‫النقدية في ِّ‬
‫كل مرحلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تطور الآراء‬
‫ُّ‬

‫‪107‬‬
‫امل�صادر واملراجع‬
‫عمان الثقافي الثالث ‪25-22‬‬ ‫‪� - 1‬إبراهيم خليل و�آخرون‪ ،‬حركة النقد الأدبي في الأردن (�أوراق ملتقى ّ‬
‫عمان‪1994 ،‬م‪.‬‬ ‫�آب ‪1994‬م)‪ ,‬ط(‪ ،)1‬وزارة الثقافة‪ّ ,‬‬
‫‪� - 2‬إبراهيم خليل‪ ,‬مقدمات لدرا�سة الحياة الأدبية في الأردن (درا�سة ومختارات نقدية)‪ ,‬ط(‪ ،)1‬الجوهرة‬
‫عمان‪2003 ,‬م‪.‬‬ ‫للن�شر والتوزيع‪ّ ،‬‬
‫عمان‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫‪� - 3‬إبراهيم ال�سعافين‪ ،‬الرواية في الأردن‪ ،‬ط(‪ ،)1‬من�شورات لجنة تاريخ الأردن‪ّ ,‬‬
‫قدمه وع ّلق عليه �أحمد‬ ‫‪ - 4‬ابن الأثير‪� ،‬أبو الفتح �ضياء الدين‪ ،‬المثل ال�سائر في �أدب الكاتب وال�شاعر‪ّ ،‬‬
‫الحوفي وبدوي طبانة‪ ،‬ط (‪ ،)2‬دار نه�ضة م�صر للطبع والن�شر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪� - 5‬إح�سان عبا�س‪ ،‬تاريخ النقد الأدبي‪ :‬نقد ال�شعر من القرن الثاني الهجري �إلى القرن الثامن الهجري‪ ،‬دار‬
‫ال�شروق‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫‪� - 6‬أحمد �أحمد بدوي‪� ،‬أ�س�س النقد الأدبي عند العرب‪ ،‬دار نه�ضة م�صر للطباعة والن�شر والتوزيع‪ ،‬م�صر‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪� - 7‬أحمد ال�شايب‪� ،‬أ�صول النقد الأدبي‪ ،‬ط (‪ ،)7‬مكتبة النه�ضة الم�صرية‪ ،‬القاهرة‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫عمان‪،‬‬
‫‪� - 8‬أحمد الم�صلح‪ ،‬مالمح عامة للحياة الثقافية في الأردن‪ ،‬ط(‪ ،)1‬من�شورات لجنة تاريخ الأردن‪ّ ,‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الها�شمي‪ ،‬جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع‪ ،‬ط (‪ ،)12‬دار �إحياء ال ّتراث‬
‫ّ‬ ‫‪� - 9‬أحمد‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪� -10‬أحمد يا�سين العرود‪ ،‬مناهج النقد الأدبي في الأردن في الن�صف الثاني من القرن الع�شرين‪ ,‬ط (‪ ،)1‬الم�ؤ�س�سة‬
‫عمان‪2004,‬م‪.‬‬ ‫العربية للدرا�سات والن�شر‪ ,‬بيروت‪ ،‬دار الفار�س‪ّ ,‬‬
‫‪ -11‬الآمدي‪� ،‬أبو القا�سم الح�سن بن ب�شر‪ ،‬الموازنة بين �شعر �أبي ّتمام والبحتري‪ ،‬تحقيق ال�سيد �أحمد �صقر‪،‬‬
‫ط(‪ ،)4‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫والعربي‪ ،‬دار ال ّثقافة‪ ،‬بيروت‪1943 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الغربي‬
‫ّ‬ ‫وال�سرياليّة في الأدب‬
‫الرمزيّة ّ‬‫إيليا حاوي‪ّ ،‬‬
‫‪ّ � -12‬‬
‫‪ -13‬الجاحظ‪� ،‬أبو عثمان عمرو بن بحر‪ ،‬البيان والتبيين‪ ،‬تحقيق و�شرح عبد ال�سالم محمد هارون‪ ،‬دار‬
‫الجيل‪ ،‬بيروت‪1990،‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬الحيوان‪ ،‬تحقيق و�شرح عبد ال�سالم محمد هارون‪ ،‬ط (‪ ،)3‬المجمع العلمي‬
‫العربي الإ�سالمي‪ ،‬من�شورات محمد الداية‪ ،‬بيروت‪1969 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -15‬الجرجاني‪� ،‬أبو بكر عبد القاهر‪� ،‬أ�سرار البالغة في علم البيان‪ ،‬قراءة وتعليق محمود �شاكر‪ ،‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬دالئل الإعجاز في علم المعاني‪ ،‬حققه وقدم له محمد ر�ضوان الداية وفايز الداية‪،‬‬ ‫‪ -16‬‬
‫ط (‪ ،)2‬مكتبة �سعد الدين‪ ،‬دم�شق‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫الجمحي‪ ،‬محمد بن �سلاّ م‪ ،‬طبقات فحول ال�شعراء‪ ،‬تعليق و�شرح محمود �شاكر‪ ،‬دار المدني‪.‬‬ ‫‪ 17‬‬
‫‪-‬‬
‫عمان‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫خالد الكركي‪ ،‬الرواية في الأردن‪ ،‬ط (‪ ،)1‬من�شورات الجامعة الأردنية‪ّ ،‬‬ ‫‪ -18‬‬
‫ابن ر�شيق القيرواني‪� ،‬أبو علي الح�سن بن ر�شيق‪ ،‬العمدة في محا�سن ال�شعر و�آدابه ونقده‪ ،‬حققه ّ‬
‫وف�صله‬ ‫‪ -19‬‬
‫وع ّلق حوا�شيه محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬ط (‪ ،)5‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1981،‬م‪.‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال�سكاكي‪� ،‬سراج الدين يو�سف بن �أبي بكر‪ ،‬مفتاح العلوم‪ ،‬ط (‪ ،)2‬دار الكتب‬ ‫ّ‬ ‫‪ -20‬‬
‫لبنان‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫عمان‪1989 ،‬م‪.‬‬ ‫�سمير قطامي‪ ،‬الحركة الأدبية في الأردن‪ ,‬ط (‪ ،)1‬وزارة الثقافة والتراث القومي‪ّ ,‬‬ ‫‪ 21‬‬
‫‪-‬‬
‫�سر الف�صاحة‪� ،‬شرح وت�صحيح عبد المتعال �صعيدي‪ ،‬مطبعة‬ ‫ابن �سنان الخفاجي‪ ،‬عبد اهلل بن محمد‪ّ ،‬‬ ‫‪ -22‬‬
‫�صبيح‪ ،‬القاهرة‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫عياد‪ ،‬المذاهب الأدبيّة والنّقديّة عند العرب والغربيين‪� ،‬سل�سلة عالم المعرفة‪ ،‬العدد (‪،)177‬‬ ‫�شكري ّ‬ ‫‪ -23‬‬
‫الكويت‪� ،‬سبتمبر‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫ابن طباطبا‪� ،‬أبو الح�سن محمد بن �أحمد‪ ،‬عيار ال�شعر‪ ،‬تحقيق عبد العزيز بن نا�صر‪ ،‬من�شورات اتحاد‬ ‫‪ -24‬‬
‫الك ّتاب العرب‪ ،‬دم�شق‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫عبد العزيز عتيق‪ ،‬علم البديع‪ ،‬دار النه�ضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪ 25‬‬
‫‪-‬‬
‫العربية ّ‬
‫للطباعة وال ّن�شر وال ّتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2009 ،‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬علم المعاني‪ ،‬دار ال ّنه�ضة‬ ‫‪ -26‬‬
‫عبد الفتاح عثمان‪ ،‬درا�سات في المعاني والبديع‪ ،‬مكتبة ال�شباب‪ ،‬القاهرة‪1982 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -27‬‬
‫عبد القادر ح�سين‪ ،‬فن البديع‪ ،‬دار ال�شروق‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -28‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‪ ،‬فن البالغة‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪2005 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -29‬‬
‫عبد النا�صر ح�سن محمد‪ ،‬تقنيات الق�صيدة المعا�صرة‪ ,‬ط (‪ ،)1‬مكتبة الآداب‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -30‬‬
‫عثمان موافي‪ ،‬الخ�صومة بين القدماء والمحدثين في النقد العربي القديم‪ ،‬ط (‪ ،)1‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬ ‫‪ -31‬‬
‫الإ�سكندرية‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫علي �صبري وعبد الرحيم ظفر‪ ،‬البيان ال�سهل في البيان والمعاني والبديع‪1956 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ 32‬‬
‫‪-‬‬
‫فخري �صالح‪ ،‬وهم البدايات في الخطاب الروائي الأردني‪ ،‬الم�ؤ�س�سة العربية للدرا�سات والن�شر‪,‬‬ ‫‪ -33‬‬
‫بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫عمان‪ ،‬الأردن‪،‬‬ ‫‪ -34‬ف�ضل ح�سن عبا�س‪ ،‬البالغة فنونها و�أفنانها‪ ،‬ط (‪ ،)4‬دار الفرقان لل ّن�شر وال ّتوزيع‪ّ ،‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -35‬القا�ضي الجرجاني‪ ،‬علي بن عبد العزيز‪ ،‬الو�ساطة بين المتنبي وخ�صومه‪ ،‬تحقيق و�شرح محمد �أبو‬
‫الف�ضل �إبراهيم وعلي محمد البجاوي‪ ،‬المكتبة الع�صرية‪ ،‬بيروت‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -36‬ابن قتيبة‪� ،‬أبو محمد عبد اهلل بن م�سلم الدينوري‪ ،‬ال�شعر وال�شعراء‪ ،‬تحقيق �أحمد محمد �شاكر‪ ،‬دار‬
‫المعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -37‬القزوينـي‪ ،‬جـالل الدين محمـد بن �سعـد‪ ،‬الإيـ�ضاح في علـوم البالغـة‪� ،‬شـرح وتعليق وتنقيح محمد‬
‫عبد المنعم خفاجي‪ ،‬ط (‪ ،)3‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫المبرد‪� ،‬أبو العبا�س محمد بن يزيد‪ ،‬الكامل في اللغة والأدب‪ ،‬عار�ضه ب�أ�صول وع ّلق عليه محمد �أبو‬ ‫ّ‬ ‫‪ -38‬‬
‫الف�ضل �إبراهيم وال�سيد �شحاتة‪ ،‬مكتبة نه�ضة م�صر‪ ،‬القاهرة‪1956 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -39‬مجدي �أحمد توفيق‪ ،‬مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم‪ ،‬الهيئة الم�صرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫القاهرة‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫البالغي في القر�آن الكريم‪ ،‬ط (‪ ،)1‬دار الآفاق‬
‫ّ‬ ‫‪ -40‬محمد ح�سين �سالمة‪ ،‬الإعجاز‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -41‬محمد زغلول �سلاّ م‪ ،‬تاريخ النقد الأدبي والبالغة حتى القرن الرابع الهجري‪ ،‬من�ش�أة معارف الإ�سكندرية‪،‬‬
‫الإ�سكندرية‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬محمد مندور‪ ،‬الأدب ومذاهبه‪ ،‬مكتبة نه�ضة م�صر ّ‬
‫للطباعة وال ّن�شر وال ّتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪.‬‬
‫‪ -43‬ــــــــــــــــــــ‪ ،‬النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة‪ ،‬مكتبة نه�ضة م�صر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫العربي‪ ،‬مكتبة الآداب ومطبعتها‪ ،‬القاهرة‪ ،‬م�صر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -44‬محمود تيمور‪ ،‬اتّجاهات الأدب‬
‫المو�شح (م�آحذ العلماء على ال�شعراء في عدة �أنواع‬
‫ّ‬ ‫المرزباني‪� ،‬أبو عبيد اهلل محمد بن عمران بن مو�سى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -45‬‬
‫من �صناعة ال�شعر)‪ ،‬تحقيق علي محمد البجاوي‪ ،‬مكتبة نه�ضة م�صر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -46‬نا�صر الدين الأ�سد‪ ،‬االتجاهات الأدبية الحديثة في فل�سطين والأردن‪ ،‬ط (‪ ،)1‬معهد البحوث والدرا�سات‬
‫العربية‪ ,‬القاهرة‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -47‬ن�صرت عبد الرحمن‪ ،‬في النقد الحديث (درا�سة في مذاهب نقدية حديثة و�أ�صولها الفكرية)‪ ،‬مكتبة‬
‫عمان‪1979 ،‬م‪.‬‬ ‫الأق�صى‪ّ ,‬‬
‫‪ -48‬ها�شم ياغي‪ ،‬الق�صة الق�صيرة في الأردن وفل�سطين من ‪1965-1850‬م‪ ،‬ط (‪ ،)2‬معهد البحوث‬
‫والدرا�سات العربية‪ ,‬القاهرة‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬هند ح�سين طه‪ ،‬النظرية النقدية عند العرب‪ ،‬دار الر�شيد للن�شر‪ ،‬بغداد‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪110‬‬

You might also like