Professional Documents
Culture Documents
البلاغة العربية والنقد الأدبي - الصف الثاني عشر
البلاغة العربية والنقد الأدبي - الصف الثاني عشر
q
»HOC
»HOC
’
á«Hô©dG
G ó≤
q
q
q ’G ´ôØ∏d
æ
ô°ûY ÊÉãq dG ∞q °üdG
dGh
áZÓÑdG
»HOC
q ’G ´ôØ∏d
ال ّنا�ö
الÎبية وال ّتعليموزارة ّ
اŸدر�سية
ّ اإدارة اŸناهج والكتب
ﻳﴪ إدارة اﳌﻨﺎﻫﺞ واﻟﻜﺘﺐ اﳌﺪرﺳﻴّﺔ اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﻠﺤﻮﻇﺎﺗﻜﻢ وآراﺋﻜﻢ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻵﺗﻴﺔ:
اﻟﱪﻳﺪي١١١١٨ :
ّ ﻫﺎﺗﻒ ٤٦١٧٣٠٤ / ٥ - ٨ :ﻓﺎﻛﺲ ٤٦٣٧٥٦٩ :ص .ب ( ١٩٣٠ ) :اﻟﺮﻣﺰ
ينALanguage.Division@moe.gov.jo : أو ﻋﲆ اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰو ّ
الها�سمية جميعها،
ّ أردنية
قررت وزارة ال ّتربية وال ّتعليم تدري�س هذا الكتاب في مدار�س المملكة ال ّ
ّ
را�سي
الد ّ بدءا من العام ّ
بناء على قرار مجل�س ال ّتربية وال ّتعليم رقم ( )2017/96تاري2017/5/11 ïم ؛ ً
2018/2017م.
الـتّــ�شـميــــم :هــــانـي �شـــلـطي مـقـطــــ�س التّحرير العلمي :د .اأ�شـامة كـامل جـرادات
الإنـتــــــــاج � :شليمــان اأحمــد الخاليلــة التّحـرير الفني :نــــداء فـــوDاد اأبـــو �شــنـب
راجــعــهــا :محمد �شالح �شنيور دق ّّـق الـطبـاعـة :د .اأ�شامة كامل جرادات
ال�شفحة
ّ الـمـو�شـــــوع
6 المق ّدمة
اﻷﻭﻝ
ّ الدراسي
ّ الفصل
البالغة العربيّة
10 الوحدة الأولى :علم المعاني
11 ا ّأو ًل :مفهوم علم المعاني
13 ثانيًا :الخبر
13 - 1مفهوم الخبر
13 ال�سمية
ّ الفعلية والجملة
ّ - 2الجملة
14 أ�سرب الخبر
-3ا ُ
18 ثالثًا :الإن�شاء
18 - 1مفهوم الإن�ساء
18 ِ - 2ق�سما الإن�ساء
18 لبي • الإن�ساء ّ
الط ّ
19 لبي • الإن�ساء غير ّ
الط ّ
أدبي
النّقد ال ّ
33 العبا�شي
ّ أدبي في الع�شر
الوحدة الثّانية :النّقد ال ّ
35 ال�شعريّة
ا ّأو ًل :الفحولة ِّ
36 ثانيًا :نظرية النَّظْ م
37 وال�ش ْنعة
ثالثًا :الط َّْبع َّ
ال�صفحة
ّ الـمـو�ضـــــوع
البالغة العربيّة
64 الرابعة :علم البديع الوحدة ّ
65 المح�سنات اللّفظيّة
ِّ � ّأو اًل :
65 - 1الجنا�س
69 ال�س ْجع
َّ - 2
71 ال�ص ْدر (ال َّت�صدير)
الع ُجز على َّ
َ - 3ر ّد َ
75 المح�سنات المعنويّة
ِّ ثانيًا :
75 ّ - 1
الطباق
78 - 2المقابلة
82 - 3ال ّتورية
ال�صفحة
ّ الـمـو�ضـــــوع
أدبي
النّقد ال ّ
86 أدبي في الع�صر الحديث
الوحدة الخام�سة :النّقد ال ّ
87 المناهج النَّقديّة في الع�صر الحديث
87 التاريخي
ّ � ّأو اًل :المنهج
89 االجتماعي
ّ ثانيًا :المنهج
92 ثالثًا :المنهج ال ِب ّ
نيوي
97 مالمح الحركة النّقديّة في الأرد ّن
97 � ّأو ًال :مرحلة النّ�ش�أة والتّ�أ�سي�س
99 ثانيًا :مرحلة التّجديد
102 ثالثًا:مرحلة الكتابة النّقديّة في �ضوء المنهجيّات الحديثة
108 الم�صادر والمراجع
ب�سم اهلل الرحمن الرحيم
المق ّدمة
عربي مبين ،وال�سالة وال�سالم على اأ�سرف
ّ الحمد هلل رب العا َلمين ُمنزِ ل الكتاب بل�سان
و�سيد المر�سلين.
الخلق ِّ
وبعد ،فن�سع بين اأيدي زمالئنا المع ِّلمين واأبنائنا الطلبة كتاب البالغة العربية والنقد الأدبي
ُ
توخينا في تاأليفه مراعاة مجموعة من المعايير
لل�سف الثاني ع�سر بف�سليه :الأول ،والثاني .وقد ّ
�سواء اأفي عر�س المادة العلمية اأم في
ٌ العلمية والتربوية ،من اأبرزها العناية بالجانب التطبيقي،
لي وعملي؛ بما ُي�سهم في اإغناء
تقويم فهمها؛ ليتمثل الطلبة الق�سايا البالغية والنقدية على نحو َج ّ
أي�سا مراعاة حاجات الفئة قدراتهم على التعبير ب�س َّق ْيه :ال�سفوي ،والكتابي .ومن تلك المعايير ا ً
أ�سلوب َ�س ِل�س
ٍ العر�س الق�سايا البالغية والنقدية با
ُ العلمية ،فقد تناول
ّ الم�ستهدفة في عر�س المادة
بعيدا عن الخو�س في التف�سيالت التي ُت ْث ِقل كاهل الطلبةَ .
وعمدنا اإلى التنويع في مهارات �سائق ً
وانتهاء بالمهارات العقلية العليا ،بما يتنا�سب وطبيعة المادة
ً بدءا بالحفظ وال�ستظهار
التقويمً ،
�سواء اأفي ثنايا
ٌ التكاملي،
ّ التقويمي
ّ تمت العناية بالجانب
العلمية وم�ستوى الفئة العمرية .مثلما ّ
يلزم في نهايات الوحدات.
الختامي حيث ُ
ّ الدرو�س والوحدات اأم في التقويم
و َل ّما كان مو�سوع الكتاب هو البالغة والنقد الأدبي فقد اتجهت العناية اإلى انتقاء
ِ
وروعي في انتقاء تلك الأمثلة الأمثلة والن�سو�س المم ِّثلة للق�سايا البالغية والنقدية المعرو�سة،
ونثرا ،مع الحر�س على توظيف الأمثلة البالغية مما
�سعرا ً
والن�سو�س التنويع بين القديم والحديث ً
ويج ِّل َيها في اأذهان
يقرب ال�سورة ُ
ي�ستخدمه المث َّقفون في حديثهم وكتابتهم ،اإذ من �ساأن ذلك اأن ِّ
ويعينهم على تم ُّّثل القواعد البالغية خا�سة ومراعاتها في اأثناء تعبيرهم .و َل ّما كان علم
الطلبةُ ،
مرتبطا بالقراآن الكريم فقد ُع ِن َي الكتاب بتوظيف ال�سواهد القراآنية الكريمة
ً وتطور
َّ البالغة قد ن�ساأ
والأحاديث النبوية ال�سريفةُ ،فب َّثت تلك ال�سواهد في كثير من المواطن؛ خدم ًة لكتاب اهلل �سبحانه
وحر�سا على تنمية ذائقة الطلبة و�س ْقلها.
ً و�سنة ر�سوله الكريم،
6
ت�سمن الف�سل الواحد ماد َتي :البالغة ،والنقد
ّ وحر�سا على تكامل مادة الكتاب فقد ً
معا؛ لتالقيهما في الغاية الأ�سا�س ،اإذ ا ّإن الغر�س في النهاية هو �سقل ذائقة الطلبة وتنمية
الأدبيً ،
قدراتهم التعبيرية ،مع عدم اإغفال الغايات الأخرى من تدري�س هاتين المادتين ،من مثل :تعريف
ن�سو�سا من عيون التراث الأدبي العربي ،وزيادة مخزونهم اللغوي على م�ستويات اللغة
ً الطلبة
جميعها ،وتنمية اعتزازهم بتراثهم الأدبي ،وغير ذلك من الغايات.
ن�ساأل اهلل تعالى اأن نكون قد ُو ِّف ْقنا اإلى تحقيق الغاية من تاأليف هذا الكتاب وتدري�سه .راجين
زمالءنا المع ِّلمين واأولياء الأمور تزويدنا باأية ملحوظات ُتغني الكتاب و ُت�سهم في تح�سينه.
ولي التوفيق
واˆ ُّّ
7
اول
اﻟﺪراﺳﻲ ّ
ّ اﻟﻔﺼﻞ
8
WO�dF�«
Ò W�ö��«
9
اﻟﻮﺣﺪة
ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اوﻟﻰ
10
مفهوم علم المعاني
ُ
أحوال اللفظ العربي الّتي بها ُيطا ِبق ُمقت�سى الحال .ومنهَ :
الخ َبر والإن�ساء، عرف به ا
علم ُت َ
هو ٌ
والو�سل. والحذْ ف ِّ
والذكْ ر ،والإيجاز والإطناب ،وال َف�سل َ وال ّتقديم وال ّتاأخيرَ ،
بع�سا،
بع�سه ً
ف�سل ُ الوقوف على الأ�سرار ا ّلتي يرتقي بها �سا ُأن الكالم َ
وي ُ ُ وفائدة هذا العلم
ّ
فلكل َ
المخاطب ،ومراعاته لقواعد ال ّلغة واأ�سولها واأعرافها، بموافقته لمراد المتك ّلم وحال
خا�سة وفيه مع ًنى لي�س في ال َآخر ،وا ّأي تغيير يطراأ على الجملة بتقديم اأو
ترتيب للجملة دلل ٌة ّ
تاأخير اأو حذف اأو ِذكر يوؤدي اإلى تغيير في المعنى ح�سب مراد المتك ّلم بما يوافق مقت�سى حال
ولتتبين هذا الأمر اقراأ
َّ َ
المخاطب ،مثل :ثقافته ،ومكانته الجتماعية ،وبيئته التي يعي�س فيها.
الآيتين الكريمتين الآتيتين:
قـال تعـالى} :
(�سورة الإ�سراء ،الآية )88 {
ن�شتنتج اأ ّن:
العربي التي بها ُيطا ِبق ُمقت�سى الحال.
ّ • علم المعاني :علم ُتعرف به اأحوال اللفظ
11
والحذف ِّ
والذكر ،والإيجاز • ِمن اأبواب علم المعانيَ :
الخ َبر والإن�ساء ،وال ّتقديم وال ّتاأخيرَ ،
والو�سل.
والإطناب ،وال َف�سل َ
بع�سه
ويف�سل ُ
ُ • َتكمن فائدة علم المعاني في الوقوف على الأ�سرار التي يرتقي بها �ساأن الكالم
َ
المخاطب ،ومراعاته لقواعد ال ّلغة واأ�سولها واأعرافها. بع�سا ،بموافقته لمراد المتك ِّلم وحال
ً
الأ�شÄلة
و�سح فائدة علم المعاني.
ِّ - 1
متذم ًرا " :الحيا ُة ك ُّّلها ٌ
تعب". أحدنا ِّ
- 2قد يقول ا ُ
ري الذي ُعرِ ف بت�ساوؤمه يقول:
الم َع ّ
لكن َ
ّ
ِ َج ُب ا ّإل ِمن ِ َ
ازدياد راغ ٍب في ب ك ُّّلها الحيا ُة فما اأ ْ
عـــــ َت َع ٌ
"تعب" على ن ْف�س ال�ساعر؟
ٌ -ما دللة تقديم الخبر
�س ب َن ْظم َ
الك ِل ِم ا ْأن َتوا َل ْت ا ُ
ألفاظها في ال ُّّنطق ،بل ا ْأن تنا�س َق ْت "لي�س ال َغ َر ُ
الجرجانيَ : - 3يقول
ّ
و�سح المق�سود بهذا القول . القت معانيها على الوجه الذي اقت�ساه العقل"ِّ ، دلل ُتها و َت ْ
12
الخـبَر
َ É«fÉK
k
الخبَر
- 1مفهوم َ
ال�سدق ،فا ْإن كان مطابقًا للواقع كان �سادقًا،
دق اأو َع َدم ِّ
ال�س َ قول َي ِ
حتمل ِّ كالم اأو ٍ
كل ٍ الخ َب ُر ُّّ
َ
غير �سادق.
غير مطابق للواقع كان َ واإن كان َ
خبرية لحتمال
أردنيين" جمل ًة ّ ُ "ح َ�س َر والدي اأُم�سي ًة
�سعرية في رابطة الك ّتاب ال ّ
ّ عد جملةَ :
لذا ُت ّ
الواقع اأو مخالف ِته.
َ مطابقة م�سمونها
الأ�شÄلة
مما ياأتي: التجدد من الجملة التي اأفادت ال ّثبوت في ٍّ
كل ّ ُّّ ميز الجملة التي اأفادت
ِّ
كل ٍ
فرد. ؤولي ُة ِّ
الحفاظ على البيئة م�سو ِّ -1
13
الدولية.
ّ المحافل
متمي ًزا في َ
ح�ضورا ّ
ً أردنية على مدى الأعوام القليلة الما�ضية
- 2ح ّققت المر�أ ُة ال ّ
بح ْ�سن �أخالقه.
- 3مكان ُة المرء ُ
- 4يتح ّق ُق ال ّنجاح بالعزيمة والإِ�صرار.
ار من ِّ
كل عام. والع�شرين من � ّأي َ
َ أردنيون بعيد اال�ستقالل في الخام�س ُ
يحتفل ال ّ - 5
أ�ضر ُب الخبر
ُ � - 3
َ
المخاطب ،ف�إذا �أرا َد �أن �سبق القول� :إ ّنه ال ُب َّد للمتكلم من مراعاة الحال ا ّلتي يكون عليها
َ
المخاطب؛ ليتح ّق َق له ما يهدف �إليه من َخبرِ ه ينا�سب حال
ُ خبرا َت َو ّخى في خبره ما لقي ًُي َ
أتم وجه ،وهذا يعني �ضرورة تحديد �أمرين:
على � ِّ
َ
المخاطب. ال ّأول :الحال التي يكون عليها
الثاني :الجملة التي ُيلقى بها الخبر بما ُينا�سب تلك الحال.
ثم ،لي�س لديه ما يدعوه
�سبق بما �سنخبره � ّإياه ،ومن ّ
علم ُم َّ
ف�إذا علمنا � ّأن َمن ُنخاطبه لي�س لديه ٌ
ال�شك في الخبر� ،أو �إذا علمنا � ّأن م�ضمون الخبر مما ي ّتفق عليه ال ّنا�س لمواءمته الواقع
�إلى ّ
ال�شك
أي�ضا ما يدعو �إلى ّ َ
المخاطب � ً ثم ،لي�س لدى
االجتماعية ،ومن ّ
ّ ومنطق العقل والأعراف
رنام ًجا في التلفاز: فيه ،ف�إ ّننا ُن ْلقي له الخبر من غير حاجة �إلى توكيده ،كقول مذيع ِّ
يقدم َب َ
دخين.
ِ َح ْلق ُة ِ
اليوم عن �أ�ضرارِ ال ّت
�أو كقول ُم ٍ
غترب عاد بعد غياب عدة �سنوات:
أخيرة على نحوٍ وا�ضح. أردني ِة في ّ
المد ِة ال ِ ِ
الجامعات ال ّ زا َد عد ُد
�سبق بم�ضمون الخبر ،والجملة الثانية تتوافق
علم ُم َّ َ
فالمخاطب في الجملة الأولى لي�س لديه ٌ
مع الواقع ومنطق العقل ،فال خالف عليها وال ّ
�شك في م�ضمونها؛ لذلك جاء الخبران من
ابتدائيا.
ًّ خبرا
ال�ض ْرب ً
وي�سمى هذا َّ
ّ غير �أدوات توكيد،
المخاطب قد يتر ّدد في ت�صديق الخبر �أو ّ
ي�شك فيه ل�سبب ما ،ف� ّإن المقام َ لكن �إذا علمنا � ّأن
ْ
ٍ
طبيب لقي عليه الخبر م�ؤكَّ ًدا بم� ِّؤكد واحد ،انظر في قول ِّ
يقت�ضي �إزالة تر ّدده و�شكه ب�أن ُن َ
راجعين الذي ي�شعر �أنه مري�ض: الم ِ
لأحد ُ
الج�سم.
ِ �صحيح
ُ �إ ّن َك
14
فالطبيب ُي ْخبر المراجع بخالف ما ي�سعر به مزي ً
ال عنه ا ّأي تر ُّّدد قد يعتريه في ت�سديق الخبر،
طلبيا.
ال�سرب من الخبر ًّوي�سمى هذا ّ
ّ فاأكَّ َده بمو ِّؤكد واحد هو الحرف "ا ّإن"،
دهي واإذا علمنا ا َّأن من ُنخاطبه قد ُي ِ
الب ّ�سدق م�سمونه ل ّأي �سبب ،فمن َ تماما ول ُي ّ
نكر الخبر ً
الت�سكيليين لمجموعة من ُمعارِ �سي
ّ اأن نو ِّؤكد الخبر بمو ِّؤكدين اأو اأكثر ،تا ّأمل قول اأحد الف ّن َ
انين
�سكيلي:
ّ الفن ال ّت
ّ
إبداع وابتكارٍ .
�سكيلي و�سيل ُة ا ٍ
ِّ �سم ال ّت
الر ِ
فن ّ
األ ا َّإن َّ
وت�سم َن ذلك مو ِّؤكدين ،هما:
َّ �سكيلي،
ّ الفن ال ّت
أهم ميزات ّفالخبر يتحدث عن واحدة من ا ّ
المعار�سين ا ّلذين ِّ
ي�سككون حرف التنبيه "األ" ،والحرف "ا ّإن"؛ لإزالة الإنكار من نفو�س ُ
إنكاريا.
ًّ خبرا ا
ال�سرب من الخبر ً
�سمى هذا ّ
وي ّ�سكيليُ ،
ّ الفن ال ّت
في قيمة ّ
ن�شتنتج اأ ّن:
• اأَ ْ�ش ُرب الخبر ثالث ٌة ،هي:
ويلقى على خالي ّ
الذهن. خاليا من اأدوات ال ّتوكيدُ ،
أتي الخبر ً
البتدائي :ا ْأن يا َ
ّ
ِّ
ال�ساك. أتي الخبر موؤكَّ ًدا باأداة توكيد واحدةُ ،
ويلقى على المتر ِّدد اأو الطلبي :ا ْأن يا َ
ّ
الم ِ
نكر. أتي الخبر موؤكَّ ًدا باأدا َتي توكيد اأو اأكثرُ ،
ويلقى على ُ إنكاري :ا ْأن يا َ
ّ ال
فـائـدة
المو ِّؤكدات كثيرة من اأ�سهرها:
والق�سم ،وقد ا ّلتي
َ المزح َلقة ،ونونا ال ّتوكيد :ال ّثقيلة ،والخفيفة،
ا َّإن ،وا َّأن ،ولم البتداء ،والالم ُ
تفيد ال ّتحقيق ،واأحرف ال ّتنبيه ،مثل :اأَل ،وا َأما ،والأحرف ا ّلتي تكون زائدة ،مثل :ما في قول
حبب َته " ،وباء الجر الزائدة في خبر "لي�س" في قـوله تعالى: َ َ
عملك اأ ْ أتقنت
اأحـدهم " :اإذا ما ا َ
(�سورة الأنفال ،الآية )51 { }
15
الأ�شÄلة
مما ياأتي: حدد �سرب الخبر في ّ
كل ّ ِّ - 1
(�سورة اآل عمران ،الآية )62 { اأ -قال تعالى} :
ف�سل �سورة الإخال�س " :وا َّلذي َن ْف�سي ِب َي ِد ِه ،اإ َّنها َل َت ْع ِد ُل
ب -قال �س ّلى اهلل عليه و�س َّلم في ْ
ُث ُل َث القرا ِآن".
الرحمن �سكري: جـ -قال عبد ّ
جدان
ُ عر وِ
ال�س َ
ِ�س ا َّإن ِّ طائر ِ
الف ْر َد ْو األ يا َ
حري ٍة واإبداع.
وطن ّ
أردن ُ
د -ال ُّ
هـ -قال حيدر محمود:
والب َد ُن
وح َ أنت خـا ِف ُقنــا ّ
والر ُ فا َ الو َط ُن َ
هواك اج َت َم ْعنــا ا ُّأيها َ على
و -قالت مي�سون بنت َب ْح َدل(:)1
إلي ِمن َق�سرٍ ُم ِ
نيف اأَ َح ُّ
ـب ا َّ
واح ِ
فيـه فـق الأَ ْر ُ َل َب ٌ
ــيـت َت ْخ ُ
()2
16
عما
االبتهاج بالحياة" ،ثم �أجب ّ
ُ آتي للكاتب �أحمد �أمين من مقالة له بعنوان "
�ص ال َ
- 5اقر�أ ال ّن ّ
يليه:
ف كيف َي ِ
�ستمت ُع مهذب َيعرِ ُ
�سليم َّ كون للإن�سان ذ َْوقٌأهم �سبب في االبتهاج بالحياة �أن َي َ
ٌ " � َّإن � َّ
رور على �أنف�سهم.
ال�س َ وي ِ
دخ ُل ّ �ص عليهم ،بل ُ �شعور ال ّنا�س وال ُين ِّغ ُ
َ حترم
بالحياة ،وكيف َي ُ
ال�سرور على َن ْف�س �صاحب ِِه و َن ْف�س َمن ِ
القلوب ،و�إدخال ُّ قادر على ا�ستجالب
ال�سليم ٌ
وق ّ ّ
فالذ ُ
َحو َل ُه.
إح�سا�س غيره ب� ّأي ٍ
لفظ ِ كل ٍ
فرد فيها يتج ّن ُب َج ْر َح � ال�سليم ،نرى َّ
وق ّ �صو ْر �أ�سر ًة �ساد فيها ّ
الذ ُ َت َّ
والعمل ّ
الظريف َ تخي ُر الكلم َة اللطيفة
حد �أ ّنه َي ّ
رفعه �إلى ِّ
وق ،بل � ّإن ذو َقه َي ُ أباه ّ
الذ ُ �أو � ّأي عمل َي� ُ
دخل ال�سرور على �أفراد �أ�سرته. الّذي ُي ِ
وح ْ�س َن
ظام ُ ليم في البيت َل َي�أْبى ال ِّن َ
زاع ،وي�أبى ِح ّدة الغ�ضب ،ويتط ّل ُب ال ّن َ ال�س َ
الذوق ّ
َ � ّإن
كل �شيء في البيت ،فل�سنا ِ
وجمال ّ وج ِ
مال ال ّنظافة الزهور َ واال�ستمتاع بجمال ُّ
َ ال ّترتيب،
العقل".
ِ ال�سعادة من ُر ِق ّي
أثرا في ّ
أكثر � ً ُمبا ِلغين �إذا قلناّ � :إن ُر ِق َّي ّ
الذوق � ُ
إنكاري.
ّ لبي ،وال االبتدائي ّ ،
والط ّ ّ مثال على ٍّ
كل من الخبر: �أ -ا�ستخرج من ال ّن�ص اً
جدد �أم الثبوت؟ ِّ
و�ضح ِ
القلوب" ال ّت ُّ قادر على ا�ستجالب
ال�سليم ٌ
وق ّ ب � -أَ ُتفيد جملةّ " :
الذ ُ
�إجابتك.
واال�سمية التي ّ
تدل ّ الفعلية
ّ الخبرية
ّ �ص عد ًدا من الجمل
جـ -ي�ستعمل �أحمد �أمين في هذا ال ّن ّ
إن�شائك ُجملاً على غرارها ِّ
تبين َ ال�سليم لدى الإن�سان ،اكتب من �
الذوق ّأهمية ّ
على � ّ
االجتماعية.
ّ �أهمي َة قيمة االعتذار عن الخط�أ ،و� َأثرها في تقوية الروابط
17
الإن�شاء Éãk dÉK
- 1مفهوم الإن�شاء
متعدد ٍة
أ�ساليب َّ دق اأو َع َد َمه .ويكون با
ال�س َ
حتمل م�سمو ُنه ّ إن�ساء هو الكالم الذي ل َي ِ ال ُ
والق�سم.
َ اأ�سهرها :الأمر ،وال ّنهي ،وال�ستفهام ،وال ّنداء ،وال ّتمني ،وال ّتعجب،
تا ّأمل الجمل الآتية:
"الع َتبات" ُلمفلح العدوان؟ -هل قرا َأت رواية َ
-تع َّل ْم ُح ْ�س َن ال�ستماع كما تتع َّل ُم ُح ْ�س َن الحديث.
أجمل ُ�س َو َر ال ّتكافل في وطني! -ما ا َ
نظافة بيئتي.ِ لُحا ِف َظ َّن على -وا ِ
هلل َ ،أ
ِخبارا،
تت�سمن اإ ً ّ بال�سدق اأو َع َدمه؛ اإذ ل
ال�سابقة ّف م�سامين الجمل ّ فال ن�ستطيع هنا اأن َن ِ�س َ
الرواية ،وفي ال ّثانية َيطلب القائل تع ُّّل َم ُح�سن
ال�سائل عن قراءة ّ ففي الجملة الأولى ي�ستعلم ّ
ق�سم على يتعجب من جمال ُ�س َور التكافل في وطنه ،وفي الأخيرة ُي ِ ال�ستماع ،وفي ال ّثالثة ّ
المحافظة على نظافة بيئته.
ن�شتنتج اأ ّن:
ال�سدق اأو َع َدمه. الكالم الذي ل َي ِ
حتمل م�سمونه ِّ ُ الإن�ساء: •
والق�سم.
َ • من اأ�ساليب الإن�ساء :الأمر ،وال ّنهي ،وال�ستفهام ،وال ّنداء ،وال ّتمني ،وال ّتعجب،
ِ - 2ق ْ�شما الإن�شاء
طلبي.
وغير ّ
طلبياَ ،
ق�سم الإن�ساء ق�سمينًّ :
ُي َ
مطلوبا غير حا�سل وقت ّ
الطلب. ً الطلبي :هو الذي ي�ستدعي
ّ اأ -الإن�شاء
المدرب لالعبي الفريق " :التزِ موا ُخط َة ال ّل ِعب التي و�سع ُتها لكم " كان قد طلب
ِّ فاإذا قال
ثمن
اللتزام؛ ما يعني اأ ّنهم لم يكونوا ملتزِ مين حين طلب ذلك .واإذا �ساألنا بائع كتب " كم ُ
ال�سعر الذي لم نكن نعرفه حين األقينا ال�سوؤال .وهكذا هذا الكتاب؟" ك ّنا قد طلبنا معرفة ِّ
الطلب.لبي كلها ،اإذ نطلب فيها �سي ًئا غير حا�سل وقت ّ في اأنواع الإن�ساء ّ
الط ّ
18
ولالإن�ساء الطلبي عدة اأ�ساليب ،منها :الأمر ،وال ّنهي ،وال�ستفهام ،وال ّنداء ،وال ّتمني.
و�سندر�س لح ًقا اثنين منها فقط ،هما :الأمر ،وال�ستفهام.
مطلوبا.
ً ّلبي :وهو ما ل ي�ستدعي
ب -الإن�شاء غير الط ّ
الق�سم ،وال ّتعجب.
ومن اأ�ساليبهَ :
وطيب ُربوعها:ذاكرا َجمال دياره ِ
ً
()1
يري
ال�س َّمة ال ُق َ�س ّ
ومن ذلك ما في قول ِّ
والم َتر َّبعا! َ
�سطاف ُ الم وما اأَ َ
ح�سن ُ الربى!
طيب ُّّر�س ما اأَ َتلك الأَ َ
ِب َن ْف ِ�س َي َ
()2
ثم،
وح ْ�سن ُربوعها ،وهذا لي�س فيه طلب ،ومن ّ ال�ساعر من ِطيب الديار ُ يتعجب ّ
اإذ ّ
لبي ك ُّّلها. طلبي .وهكذا هي اأ�ساليب الإن�ساء غير ّ
الط ّ إن�ساء غير ّ كان هذا الأ�سلوب ا ً
ن�شتنتج اأ ّن:
مطلوبا غير حا�سل وقت ّ
الطلب. ً لبي :هو الذي ي�ستدعي • الإن�ساء ّ
الط ّ
وله عدة اأ�ساليب ،منها :الأمر ،وال ّنهي ،وال�ستفهام ،وال ّنداء ،وال ّتمني.
مطلوبا.
ً لبي :هو ما ل ي�ستدعي • الإن�ساء غير ّ
الط ّ
عجب.
الق�سم ،وال ّت ّ
عدة اأ�ساليب ،منهاَ :
وله ّ
الأ�شÄلة
مما ياأتي اإلى خبر اأو اإن�ساء: كل ّ � - 1س ِّنف ما تحته خط في ٍّ
ا�س اأَ ْح َ�س ّنا وا ْإن َظ َلموا قولونِ :اإ ْن ا َ
أح�س َن ال ّن ُ َ اأ -قال �س ّلى اهلل عليه و�س َّلم ":ل َتكونوا ِاإ َّم َع ًة َت
وطنوا اأَن ُف َ�سكم" . لمناِ ،
ولك ْن ِّ َظ ْ
زار وطنه لبنان بعد غرب ٍة طويلة: إيليا اأبو ما�سي حين َ ب -قال ا ّ
َح ِّد ْق اأَ َتذْ ُك ُر َم ْن اأَنا؟ جوم اأنا ُهنا
وطن ال ُّّن ِ
َ
لك من ا ْأن َت ُ�س َّقها ِ
ب�سيف َك. خير َ َ
بابت�سامتك ٌ جـ �ُ -س َّق طري َق َك
د -قال حيدر محمود:
ال�س ْخ ُر رِ ُ
مال ال َفيافي وا ْن َحنى َل ُه ُم َّ ذين ا ْن َح َن ْت َل ُه ْم
أبناء ا ّل َ
نحن ا ُ
َن َع ْمُ ،
أموي.
(� )1ساعر ا ّ
زمن الربيع.
تربعا :مكان الإقامة َ
الم َّ
ال�سيفُ .
الم ْ�سطاف :مكان الإقامة في َّ
(ُ )2
19
أردن:
الزيودي في ُح ّب ال ّ
ّ هـ -قال حبيب
َو ُك ْن �أَما ًنا َو ُح ًّبا في َلياليهــا ال�ش ْع ُر ُك ْن َن ْخلاً ُيظ ِّل ُلهــا
يا � ُّّأيها ِّ
و -قال عبد الرحيم محمود في ق�صيدة َم ْوت البطل:
ومن َع ْز ٍم َ�ش ِ
ديد ُخ ُلقٍ ٍ
زاك ِ فيك ِم ْن
ال�ش ْع ُر في ما َ ال ُي ُ
حيط ِّ
محد ًدا �أ�سلوب الإن�شاء:
مما ي�أتيِّ ، كل ّ الطلبي في ما تحته ّ
خط في ّ ّ الطلبي من غير
ّ ميز الإن�شاء
ِّ - 2
أ� -قال تعالى}:
{
(�سورة لقمان ،الآيتان )18-17
الح ّمى : ف ُ المتنبي َي ِ�ص ُ
ّ ب -قال
حام؟
الز ِ فكيف و�ص ْل ِت �أَ ِ
نت ِم َن ّ َ نت �أَ ِب ْن َت َّ
الد ْهرِ ِعندي ُك ُّّل ِب ٍ
ال�شاعر:جـ -قال ّ
ال�صبِرا لن َتب ُل َغ َ
الم ْج َد ح ّتى َت َلع َق َّ الم ْج َد َت ْم ًرا �أَ َ
نت � ِآك ُل ُه ب َ ال َت ْح َ�س ِ
أبد َع �إن�شا َد َك ِّ
ال�ش ْع َر! د -ما � َ
اللبنانية:
ّ خاطبا مدينة َز ْحلة
ً هـ -قال �أحمد �شوقي ُم
ـراك ما ُي ْ�شبِـ ُه الأَ َ
حالم مـ ِـ ْن ِذكْ ِ يا جار َة الوادي َطرِ ْب ُت وعا َدني
و -قال م�صطفى وهبي ال ّتل:
هلل �أَ ْ�شكو َق َلب ِك ال ُقلبا
َّ ()1 ِ أَ� َ
هكذا ح ّتى وال َم ْر َحبا؟
مثال على كل من: - 3هات من �إن�شائك اً
الطلبي (اال�ستفهام)
ّ �أ -الإن�شاء
(التعجب)
ّ الطلبي
ّ ب -الإن�شاء غير
(الق�سم)
َ الطلبي
ّ جـ -الإن�شاء غير
الطلبي (الأمر)
ّ د -الإن�شاء
20
ّلبي
الإن�شاء الط ّ
الأمر
أمر هو طلب ح�سول الفعل على وجه الإلزام وال�ستعالء.
ال ُ
{ ولتو�سيـح ذلـك انظـر قـولـه تعـالى} :
(�سورة الن�ساء ،الآية )1
جميعا بتقواه ،فالأمر على وجه ال ّتكليف والإلزام؛ ل ّأن
ً أمرا من اهلل تعالى للنا�س
يت�سمن ا ً
ّ تجده
وجل -عز ّ ال ّنا�س مك ّلفون تقوى اهلل ،وهو على وجه ال�ستعالء؛ ل ّأن ّ
الطلب من الأعلى وهو اهلل ّ -
حقيقي .ومن ُ�س َور الأمر الحقيقي كذلك ما قد َيكون من المدير
ّ اإلى الأدنى وهم ال ّنا�س ،وهذا اأمر
ال�سياقات ،كما في:
موظفيه ،اأو من الأب اإلى اأبنائه ،وغير ذلك من ّ اإلى ّ
-قالت اأُ ٌّم لب ِنها :ر ِّت ْب ا َ
أغرا�س َكَ ،
و�س ْعها في مكانها.
الفردي َة بين ّ
الطلبة. ّ روق -قال المدير للمع ِّلمينُ :
راعوا ال ُف َ
حقيقي؛ لأ ّنه على وجه الإلزام وال�ستعالء .واإذا لم يكن في
ّ فالأمر في الجملتين ال�سابقتين اأمر
بالغيا ،ا ْأي ا ّإن الأمر يخرج عن معناه الحقيقي اإلى ٍ
معان اأخرى. ًّ أمرا
إلزام وا�ستعالء كان ا ً
الأمر ا ٌ
ّ
فـائـدة
�سيغ ،هي:
عدة ٍ لالأمر ّ
- 1فعل الأمر ،نحو قول الر�سول� ،سلى اهلل عليه و�سلم:
حا�سدوا ،وكونوا عبا َد اهلل اإِخوانا" . " ل َتباغَ �سوا ول َت َ
المخيم
ّ للم�سارِ كين في
الك�سافة ُ
ّ - 2الم�سارع المقرون بـ "لم الأمر" ،نحو قول قائد فريق
الك�سفي:
ّ
ا�س في الأخالق الحميدة . ِل َن ُك ْن ً
مثال اأَعلى َيح َتذيه ال ّن ُ
خاطبا اأخاه ال�سغير:
ً - 3ا�سم فعل الأمر ،نحو قول اأحدهم ُم
ف حديق َة المنزل . هيا ِّ
ننظ ْ ّ
الطلب ،نحو قوله تعالى} : - 4الم�سدر ال ّنائب عن فعل الأمر اأو ّ
(�سورة الإ�سراء ،الآية )23 {
21
الأ�شÄلة
حقيقي :
ّ أمر
كل موقف في ما ياأتي بجملة فيها ا ٌ عبر عن ِّ ِّ
أمر جنو َده بالقيام بواجباتهم تجاه الوطن.
- 1قائد َيا ُ
أمر اأبناءها بما فيه خيرهم. ُ
- 2اأ ّم َتا ُ
المعاني البالغيّة الّتي يخرج اإليها الأمر:
لكن الأمر قد
الحقيقي هو طلب ح�سول الفعل على وجه الإلزام وال�ستعالءّ .
ّ �سبق ا ّأن الأمر
َ
ال�سياق ،واأ�سهر هذه المعاني: ّ
�ستدل عليها من ّ وي
بالغية ل اإلزام فيها ول ا�ستعالءُ ،
ّ يخرج اإلى ٍ
معان
- 1ال ّدعاء
الرحمة ،اأو وهو ّ
كل اأمرٍ من الأدنى اإلى الأعلى ،ويكون على �سبيل ال�ستغاثة ،اأو طلب ّ
أ�سب َه ذلك.
المغفرة ،وما ا َ
قلوبنا على
ف َ لوب�َ ،س ِّر ْ ومن ذلك قول الر�سول� ،سلى اهلل عليه و�سلم " :ال ّل َّ
همُ ،م َ�س ِّر َ
ف ال ُق ِ
طاع ِت َك".
دعاء الر�سول � -سلى اهلل
حقيقيا ،واإنما المق�سود ُ
ًّ "�س ِّر ْ
ف" لي�س فمن الوا�سح هنا ا ّأن الأمر َ
جميعا اإلى طاعته
ً يثب َت َق ْل َبه وقلوب العباد ،ويو ِّف َقها
عليه و�سلم -اهلل َ � -سبحانه وتعالى -باأن ِّ
الدعاء.
بالغي هو ّ
ّ الحقيقي اإلى مع ًنى
ّ �سبحانه وتعالى .اإذًا خرج الأمر عن معناه
- 2التّمنّي
وجه اإلى غير العاقل. وهو ّ
كل اأمرٍ ُي َّ
قال امروؤ القي�س في مع َّلقته:
منك باأَ ْم ِ
ثل ِ�سباح َ
ُ ِب ُ�س ْب ٍح وما الإ ويل اأَل ا ْن َج ِل
الط ُ اأَل ا ُّّأيها ال ّل ُ
يل ّ
ولما كان
"انج ِل"ّ ،
م�ستخدما �سيغة فعل الأمر َ
ً ويذهب
َ لينق�سي
َ ال�ساعر هنا َ
الليل ُ اإذ يخاطب
الليل غير عاقل ،ومن ثم ،ا�ستحالة ا�ستجابته لأمر ال�ساعر وتلبية طلبه فقد خرج الأمر عن
بالغي هو ال ّتم ّني.
ّ الحقيقي اإلى مع ًنى
ّ معناه
22
- 3النّ�صح والإر�شاد
مت�ضم ٍن معنى ال ّن�صيحة والموعظة من غير �إلزام. ِّ هو ّ
كل �أمرٍ
جاني(:)1 ُ
ال�شاعر الأ َّر ّ قال ّ
ِ
�شورات الم
أهل َ من � ِ
كنت ْ يوما و� ْإن َ
ً واك �إذا ناب ْت َك نا ِئب ٌة
�شاو ْر ِ�س َ
ِ
ألمت به م�صيبة ،والن�صيحة ال
نا�صحا �إياه �أن ُي�شاور الآخرين �إذا � َّ
ً امع
ال�س َال�شاعر هنا ّ �إذ يخاطب ّ
الحقيقي �إلى مع ًنى
ّ تكون على وجه الإلزام ،و�إ ّنما على �سبيل الإر�شاد ،فخرج الأمر عن معناه
بالغي هو ال ّن�صح والإر�شاد. ّ
- 4التّعجيز
إظهار َع ْجزِ ِه وعدم قدرته.
ق�صد به � ُ المخاطب على ِفعلهُ ،
وي َ َ هو ّ
كل �أمرٍ ال َيقوى
قال تعالى } :
(�سورة البقرة ،الآية )23 {
غير قادرين
الحقيقي؛ ل ّأن اهلل يعلم � ّأن ك ّفار قري�ش ُ
ّ فلي�س المق�صود من الأمر "ف أْ� ُتوا" هنا معناه
إظهار عجزهم عن ذلك و�إثبات على الإتيان ب�سورة من ِم ْثل �سور القر�آن الكريم ،فالمق�صود �إذًا � ُ
بالغي هو
ّ � ّأن القر�آن الكريم هو كالم اهلل تعالى ولي�س من قول الب�شر ،فخرج الأمر �إلى مع ًنى
ال ّتعجيز.
- 5االلتما�س
مت�ساوي ْي ِن ق َْد ًرا ومنزل ًة.
َ َ
المخاطب والقائل هو ّ
كل �أمرٍ يكون فيه
الحي وقد ر�أى ال ُّثلوج �أمام م�سكنيهما: ّ جاره في
خاطبا َ
ً قد يقول �أحدهم ُم
الم َم ّر. �ساع ْدني في � ِ
إزالة هذه ال ُّثلوج من َ ِ
لند؛ ل ّأن الجار م�ساوٍ
ند ٍّطلب برفق ولين ولي�س فيه ا�ستعالء ،وهو �صادر من ٍّ فالأمر ِ
"�ساع ْدني" ٌ
بالغي هو االلتما�س. ّ لجاره في المرتبة ،فخرج الأمر �إلى مع ًنى
ن�ستنتج �أ ّن:
ّ
�ستدل عليها من بالغية ُي
ّ • الأمر قد يخرج عن معناه الحقيقي الّذي فيه �إلزام وا�ستعالء �إلى ٍ
معان ّ
الدعاء ،وال ّتمني ،وال ّن�صح والإر�شاد ،وال ّتعجيز ،وااللتما�س.
ال�سياق ،و�أ�شهر هذه المعانيّ :
ّ
الهجري.
ّ ال�ساد�س
( )1من �شعراء القرن ّ
23
الأ�شÄلة
مما ياأتي: الحقيقي من الأمر ا ّلذي خرج اإلى مع ًنى بالغي في ّ
كل ّ ّ ميز الأمر
ِّ - 1
اأ -قال تعالى} :
(�سورة الأحزاب ،الآية )56 {
عر ّي:
الم ّ
ب -قال اأبو العالء َ
وي ِّ�س ْر ُك َّل ما َ�س ُعبا فاط َر ْح ا َ
أذاك َ ْ �سر ِم ّما ا َ
أنت ُم ْ�س ِم ُر ُه الأَ َ
مر اأ ْي ُ
ُ
مخاطبا ديار المحبوبة:
ً �سي
الع ْب ّ
جـ -قال عنترة َ
()1
وا�س َلمي
دار َعبل َة ْ �سباحا َ
ً وعمي ِ بالجوا ِء َتك َّلمي
دار َعبل َة ِ يا َ
ال�سركة.
الحالي في ّ
ّ ال�سهرِ
تقريرا عن اإنجازات ّ
ً اكتب لي
موظفيهْ : د -قال مدير لأحد َّ
وقتك ،و ْل َت ِ
�ستف ْد من ّ
كل ثانية فيه. َ هـ -قال مع ّلم لأحد طلبتهِ :ل ُت َن ِّظ ْم
المخطط في تنفيذ الم�سروع. َّ و -قال �ساحب الم�سروع للمهند�س المن ِّفذ :ال َتزِ ِم
هات لي اإن�سا ًنا ً
كامال. النا�سِ : مخاطبا ا َآخر َيعيب َ ً ز -قال اأحدهم
الدين ِ
الح ّل ّي: ح -قال ِ
�سف ّي ِّ
�ساه ُي�سب ُِح تا ِئ ًبا ّ
مما َجنى فع ُ الز ِ
مان واإ ِْن َلوى َ�س ْب ًرا على َو ِ
عد َّ
()2
َ
كل مما ياأتي: البالغي الذي خرج اإليه الأمر في ٍّ ّ ِّ - 2بين المعنى
ال�سالم} :
اأ -قال تعالى على ل�سان نـوح ،عليه ّ
(�سورة نوح ،الآية )28 {
ب -قال علي محمود طه في ذكرى َو ْعد بلفور الم�سوؤوم:
ِ ()3
ويا ُ�س ْه ُب غُ وري في َدياجيرِ اآجال واخمدي �س ُك ِّفي َعن َمدارِ ِك ْ
فَيا َ�س ْم ُ
جـ -قال َط َرفة بن َ
الع ْبد:
و�س ِه
كيما ول ُت ِ َف َأا ِ
ر�سلْ َح ً اإذا ك ْن َت في حاج ٍة ُم ِ
ر�س ًال
(ِ )1
الجواء :مو�سع َبع ْينه في المنزل.
إن�سان.
حب ال ُ (َ )2لوى :جاء على غير ما ُي ّ
(َ )3دياجير :جمع َد ْيجور ،وهو ُّ
الظ ْلمة.
24
ائي:
الط ّ د -قال حاتم ّ
�أَرى ما َت َر ْي َن �أو َبخيلاً ُمخ َّلدا مات َه ْز اًل َلع َّلني
�ريني َجوا ًدا َ أَ
هـ -قال م�صطفى وهبي ال ّت ّل:
ـراقـي َ
وذاك َ�ش�آمــي ٌّ هـذا ع ِـ لين َجهال ًة قال القا ِئ َف ََد ُعـوا َم َ
ـح الأَ ْح ِ حام ُكم ِبر ِ َ
الم واج ِ �أ ْر َ ـداركـوا ِب�أَبـي و�أُ ّمـي �أَ ُ
نتم و َت َ
()1
َ
و�ضح ما ي�أتي: ِّ - 3
تي �إلى ال ّن�صح والإر�شاد: �أ -خروج الأمر "�أَ ِ
الب ْ�س ّال�شاعر �أبي ال َف ْتح ُح�س ْن" في قول ّ
أَ
� ْح ِ�س ْن ِ�إلى ال ّن ِ
ِح�سان
ُ ِن�سان إ�
عب َد الإ َ فَطا َلما ا�س َت َ قلوب ُه ُم
ا�س َت�س َتعب ِْد َ
رائي �إلى معنى ال ّتعجيز: ب -خروج الأمر "ا ّت ِخذْ " في قول ُّّ
الط ْغ ّ
المر َء َ
بالك َ�س ِل المة َي ْثني َه َّـم �صاحب ِِه ال�س ِ
وي ْغري َ ْالمعالي ُ ع ِن َ ُح ُّّب َّ
الج ِّـو فاع َتزِ ِل الأ َ ِ
ر�ض �أو ُ�س َّل ًما فـي َ ف� ْإن َج َن ْح َت �إ َل ِيه فا ّت ِخذْ َن َف ًقا في
البارودي:
ّ أمر"خ ِّلياني" �إلى معنى االلتما�س في قول جـ -خروج ال َ
ال�ش ِ
باب ِلي َع ْه َد َّ َ َ يا َخلي َل َّي َخ ِّلياني وما بي
�أو �أعيدا إ� َّ
فاعي
الر ّد -خروج الأمر " َت َخ َّطري�َ ،ص ِّفقي ،ا�س َت ْب ِ�شري" �إلى ال ّتم ّني في قول عبد المنعم ّ
مخاطبا مدينة َع ّمان: ً
()2
الع َجبا نك ِ
الفت َن َة َ ال�ص ْب ِح ِم ِ
ُي ْ�ضفي على ُّ �ض ُم ْن َ�سـرِ ٌح َت َخ َّطـري ،ف َِ�ص ِ
بـاك ال َغ ُّ
ـب مـا َل ّـبى ومــا غَ َلبــا الح ِّـن ُ َ
فكـم ِم َ وا�ستب ِ�شري ف ََر ًحا و�صـ ِّفقـي َم َـر ًحا َ
ْ
هـ -خروج الأمر َ"ي ِّ�س ْر" في القول الآتي �إلى ّ
الدعاء:
رب َي ِّ�س ْر وال ُت َع ِّ�س ْر.
ِّ
25
اال�ستفهام
معلوما من َق ْب ُل.
ً العلم ب�شي ٍء لم يكن
طلب ِ
اال�ستفهام :هو ُ
أحدهم: الوطنية مثلاً و�س� َ
ألت � َ ّ كنت ال تعرف موقع دائرة المكتبة
ف�إذا َ
الوطنية؟
ّ تقع دائرة المكتبة
�أين ُ
حقيقيا.
ًّ ا�ستفهاما
ً �سمى هذا اال�ستفهام
وي ّ تطلب ِ
العلم بما هو مجهول لديكُ ، ُ ف�إ ّنك
المعاني البالغيّة الّتي يخرج �إليها اال�ستفهام:
ال�سائل طلب ِ
العلم بما َيجهله� ،إذ ق�صد ّ
الحقيقي له ،فال َي ُ غير المعنى
قد ُيراد باال�ستفهام ُ
ّ
�ستد ّل عليها
بالغية ُي َ
ّ تكون المعرفة حا�صل ًة لديه غير مجهولة ،فيخرج اال�ستفهام بذلك �إلى ٍ
معان
ِمن ّ
ال�سياق.
والمعاني البالغيّة التي يخرج �إليها اال�ستفهام كثير ٌة ،منها:
- 1النّفي
نفي َم َح ّلها.
ويكون حين َتجيء �أداة اال�ستفهام لل ّنفيْ � ،أي يمكن �إحالل �أداة ٍ
{ (�سـورة الرحمن ،الآية ،)60 ومن ُ�ص َـور ذلـك قوله تعالى} :
جزاء للإح�سان �إال
ٌ نفي �أن يكون َث ّمـة
حقيقيا ،و�إنما تعني الآية الكريمة َ
ًّ فاال�ستفهام هنا لي�س
الإح�سان ،فجاءت "هل" هنا بمعنى "ما" ،فخرج اال�ستفهام بذلك �إلى معنى ال ّنفي.
- 2التّقرير
ر�ض من الأغرا�ض. َ
المخاطب على الإقرار بم�ضمون اال�ستفهام ل َغ ٍ هو َح ْم ُل
الم ِلك بن مروان:
أموي عبد َوذلك نحو قول َجرير في مدح الخليفة ال ّ
راح؟
طون ِ
مين ُب ََو أَ� ْندى العا َل َ �أَ َل ْ�س ُت ْم َخ َير َم ْن َر ِك َب َ
المطايا
()1
ِ
والجود ،عليه ،لك ّنه �أورد البيت الف�ضل،
ِ فقد �أراد ال�شاعر مدح الخليفة ب�إطالق �صفتي:
ال�صفتين ،وعليه ،خرج
ب�أ�سلوب اال�ستفهام؛ َلي ْحمل الممدوح على الإقرار با ّت�صافه بهاتين ّ
ال�سياق هو ال ّتقرير.
ُ بالغي َّبي َنه
ّ الحقيقي �إلى مع ًنى
ّ اال�ستفهام من معناه
خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّتقرير:
َ و�ضح فيه
والآن ،ت� ّأمل الموقف الآتي ،ثم ِّ
الكف.
ّ واب .راح :جمع راحة،وهي باطن
الد ّ
طية ،وهي ما ُيم َتطى من ّ
المطايا :جمع َم َّ
(َ )1
26
تخرجه:
يتذمر من عدم وجود ف ُْر�صة عمل له بعد ُّّب البنه ا ّلذي َّيقول �أَ ٌ
أَ� ْ
لم ُت ِ�ص َّر � َ
أنت على درا�سة هذا ال ّتخ�ص�ص؟
عجب
- 3التّ ُّّ
أمر ما. عجب من � ٍِ ُ
ال�سائل ال ّت َ ويكون حين َي ِ
ق�ص ُد
يقول �أحمد �شوقي في الحنين �إلى َب َلده ِم�صر وهو في َ
المنفى:
وح ْب ِ�س؟ ما ل ُه مو َل ٌع َ
بم ْن ٍع َ بوك َب ٌ
خيل الي ِّم ،ما �أَ ِ
يا اب َن َة َ
البحر بالعودة �إلى بالده والمعروف
ُ متعج ًباِ :ل َم َي َ
بخ ُل عليه الي ّم) ِّ
ال�سفينة (اب َنة َ
يخاطب ّ فال�شاعر ِ ّ
عجب.والك َر ُم؟ فخرج اال�ستفهام بذلك �إلى معنى ال ّت ّ عن البحر الجو ُد َ
أردنية في عهد جاللة
�سيدة بعد ا�ستماعها لبرنامج يتناول �إنجازات المر�أة ال ّ ثل ذلك قول ّ وم ُ ِ
الملك عبد اهلل ال ّثاني:
مد ٍة وجيزة؟ و�ص َلت المر أ� ُة ال ّ
أردني ُة �إلى هذه الإنجازات في ّ كيف َ
وتميزها.
تتعجب من قدرة المر�أة الأردنية ُّّ
جهله ،و�إنما َّ
فال�سيدة هنا ال ت�س�أل عما َت َ
ّ
- 4الإنكار
الم ْن َكر بعد همزة اال�ستفهام.�ستفهم عنه ُم ْن َك ًرا ،ويقع هذا ُ
الم َ أمر ُ
وي�أتي حين يكون ال ُ
�سيدنـا نوح ،عليه ال�سـالم} : يقـول اهلل تعالى عن ِّ
{ (�سورة هود ،الآية ،)28
�سيلزِ ُمهم
يدعون من �أنه ُ فنوح -عليه ال�سالم -في اال�ستفهام "�أَنلزِ ُمكموها" ُي ْنكر على قومه ما َّ
أوقف �سيارته
ثل ذلك قول �أحدهم لمن � َ رغمهم على الإيمان بر�سالته وهم لها كارهونِ .
وم ُ وي ِ
ُ
ال�س ْير في الطريق؟" ،فالقائل ُي ْن ِكر فعلاً ر� ُآه وهو �إيقافغير َك عن َّ َ
في طريق النا�س� ":أ ُت َع ِّو ُق َ
ال�سيارة في طريق النا�س ،وا�ستخدم لل ّتعبير عن هذا المق�صود �أ�سلوب اال�ستفهام الذي خرج
الم ْن َكر وقع بعد همزة اال�ستفهام.وي ْل َحظ هنا � ّأن الأمر ُ
�إلى معنى الإنكارُ .
- 5التّ�شويق
المخاطب �إلى �أمرٍ من الأمور. َ ائل ت�شويق ال�س ُ ويكون حين َي ِ
ق�ص ُد ّ
الج ّن َة ح ّتى ُت ْ�ؤ ِمنوا ،وال ُت�ْؤ ِمنوا ح ّتى
لون َ
دخ َيقول ر�سول اهلل� ،ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم ":ال َت ُ
الم بي َنكم". حاب ْبتم؟ أَ� ْف�شوا َّ
ال�س َ حابوا� ،أَ َوال �أَ ُد ُّّل ُكم على �شي ٍء �إذا فَعل ُت ُ
موه َت َ َت ُّّ
27
حاب في فقد اأراد الر�سول – �سلى اهلل عليه و�س ّلم -اأن ُي َ
ثير ف�سول النا�س اإلى معرفة �سبب ال ّت ّ
المجتمع الم�سلم وهو اإف�ساء ال�سالم ،ومن َث ّم ،ح ّثهم على التزام هذا الأمر ،فخرج ال�ستفهام
بذلك عن معناه الحقيقي اإلى معنى بالغي هو الت�سويق بدللة ال�سياق.
قول �سديقٍ ل�سديقه" :هل اأَ ُد ُّّل َك على طريق ٍة ُت َط ِّو ُر بها مهار َت َك في ُل ْعبة ِّ
ال�س ْط َر ْنج؟"، ِ
وم ْث ُل ذلك ُ
فال�سديق اأراد اإثارة ف�سول �سديقه وت�سوي َقه اإلى معرفة الطريقة ا ّلتي ُي ِّ
طور بها مهارته في لعبة ّ
ال�س ْط َر ْنج ،فخرج ال�ستفهام بذلك اإلى معنى ال ّت�سويق.
ِّ
ح�شر
-6التَّ ُّّ
ح�سر على اأمرٍ ما .
إظهار ال َّت ُّّ
ال�سائل ا َُ ويكون حين َي ِ
ق�س ُد
ومظهِ ًرا
المغولُ ،
باكيا بغداد حين �سقطت في يد َ
ً
()1
الدين الكوفي قول �سم�س ّ ومن ذلك ُ
ح�سر َته واأَ َلمه وحزنه لما ا َآل اإليه حا ُلها:
اأَ ْهلي ول جيرا ُنها جيراني؟ بح ْت ل اأَ ْه ُلها
نازل اأَ ْ�س َ
لم ِ ما ِل َ
ن�شتنتج اأ ّن:
�ستد ُّّل عليها من ّ
ال�سياق ،واأ�سهر هذه بالغية ُي َ
ّ خرج عن معناه الحقيقي اإلى ٍ
معان • ال�ستفهام قد َي ُ
ّ
ح�سر.
عجب ،والإنكار ،وال ّت�سويق ،وال َّت ُّّ
المعاني :ال ّنفي ،وال ّتقرير ،وال ّت ّ
الأ�شÄلة
مما ياأتي: بالغي في ٍّ
كل ّ ٍّ خرج اإلى مع ًنى
الحقيقي من ال�ستفهام الذي َ َّ ميز ال�ستفهامِّ - 1
عمان؟وماني في ّ
ّ الردرج ّ أردنيا :كيف َاأ ِ�س ُل اإلى ُ
الم َّ اأ � -سا َأل اأحد ُّ
ال�س ّياح مواط ًنا ا ًّ
ب -قال �سالح بن عبد ال ُق ّدو�س(:)2
نيه وغَ ُير َك َي ِ
هد ُم؟ نت َت ْب ِ
اإذا ُك َ مامه
وما َت َ
يان َي ً َمتى َيب ُل ُغ ُ
الب ْن ُ
الم�ستمر له:
ّ َّ
الموظفين لزميله بعد َتكرار تا ُّّأخره عن العمل وتحذيرِ ه جـ -قال اأحد
َاأ َل ْم ُاأ ِّ
حذ ْر َك من ال ّتا ّأخر عن العمل؟
عبا�سي.
ّ (� )1ساعر
عبا�سي.
ّ (� )2ساعر
28
البالغي الذي خرج �إليه اال�ستفهام في ٍّ
كل مما ي�أتي: ّ ِّ - 2بين المعنى
�أ -قال تعالى عن �آدم ،عليه ال�سالم} :
(�سورة طه ،الآية )120 {
عر ّي: ب -قال �أبو العالء َ
الم ّ
يوب؟
لي�س ل ُه ُع ُ و�أَ ُّّي ال ّن ِ
ا�س َ ثير ُعيوبي �إ ِْن َ�س�أ ْل َت بها َك ٌ
ال�شاعر: جـ -قال ّ
يان؟ وبال�ش ِام أ� ُ ْخرى َك َ
يف َي ْل ِتق ِ ّ
حاج ًة
دينة َ هلل �أَ ْ�شكو ِب َ
الم ِ �ِلى ا ِ
إ
د -قال محمود دروي�ش:
مان ُت َ�ص ِّد ُق ِظ َّل َك؟ �َأفي ِم ْث ِل هذا َّ
الز ِ
هـ -قالت الخن�ساء في رثاء �أخيها َ�ص ْخر:
ريح ِ
وفيه ُي ْم�سي؟ ف �أُ ّمي �أَ ُي ْ�صب ُِح في َّ
ال�ض ِ فيا َل ْهفي َع َل ِيه و َل ْه َ
و -يقول عامر بن ُط َف ْيل:
جائر؟
ِلف ُالج ْورِ ال أَ� ْنقا ُد والإ ُ
�إِلى َ � َل ْم َت ْع َلمي �َأ ّني �إذا الإِ ْل ُ
ف قا َدني َأ
و�ضح ما ي�أتي: ِّ - 3
أ� -خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّت�شويق في قوله تعالى} :
(�سورة ال�صف ،الآية )10 {
اخترع �أداة مفيدة:
َ ل�شاب موهوب
ٍّ ب -خروج اال�ستفهام �إلى معنى ال ّتقرير في �س�ؤال المذيع
اخترع هذه الأداة؟َ �أَ َ
ل�ست َمن
جـ -خروج اال�ستفهام �إلى معنى الإنكار في قوله تعالى} :
(�سورة الأنعام ،الآية )74 {
29
عما يليه:
ثم �أجب ّ
لج ْبران خليل ُج ْبرانّ ،
- 4اقر أ� ال ّن�ص الآتي ُ
طاء
الع ُ
َ
�سيتفر ُق
ّ كل ما َت ْم ِلكه َ
اليوم �شيء َت ْق ِد ُر � ْأن َت�س َت ْب ِق َيه ل َن ْف ِ�س َكَّ � .إن َّ
ٌ لي�س في ثرو ِت َك
" َل َع ْمريَ ،
ف�صل العطاء من ف�صول حيا ِت َك .وطالما �سمع ُت َك ُ
تقول: كون ُيوما ما ،لذلك �أَ ْع ِط منه ال َآن؛ َلي َ
ً
أ�شجار في
َ �صاحّ � ،أن ال
ِ ين فقط" .فكيف َتن�سى ،يا
ولك ِن الم�ستح ّق َ حب �أن �أُ ِ
عط َيِ ، " إِ� ّنني �أُ ُّّ
َ
راعيك؟". عان في َم تقول قو َل َك؟ ِ
وم ْث ُلها ال ُق ْط ُ �ستانك ال ُ
َ ُب
و�ضح كلاًّ ّ
مما ي�أتي: (ِّ )1
طلبيا.
خبرا ًّ
يوما ما" ً
�سيتفر ُق ً
ّ كل ما َت ْم ِلكه َ
اليوم �أ ُ -تم ِّثل جملة "� َّإن َّ
ابتدائيا.
ًّ خبرا ب ُ -تم ِّثل جملة "وطالما �سمع ُت َك ُ
تقول" ً
طلبي. ٍ
أ�سلوب �إن�شاء غير ّ
َ �ص �
( )2ا�ستخرج من ال ّن ّ
�صاحّ � ،أن
خرج �إليه اال�ستفهام في العبارة " :فكيف َتن�سى ،يا ِ
َ البالغي الذي
ّ ( )3ما المعنى
َ
راعيك؟"؟ عان في َم تقول قو َل َك؟ ِ
وم ْث ُلها ال ُق ْط ُ �ستانك ال ُ
َ أ�شجار في ُب
َ ال
حقيقي؟
ّ حقيقي �أم غير
ّ ( )4هل الأمر في العبارة الواردة في الن�ص " لذلك أَ� ْع ِط منه ال َآن "
و�ضح �إجابتك.
ِّ
30
اﻟﻨﺸﺎط
31
w�œ_«
Ò bI Ò
M�«
32
اﻟﻮﺣﺪة
اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ
ّ ادﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ
ّ اﻟ ّﻨﻘﺪ ّ
اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
33
وتميز على نحو وا�سح مما كان عليه في ٍ
خطوات وا�سع ًةّ ، العبا�سي
ّ أدبي في الع�سر
خطا النقد ال ّ
الع�سور ال�سابقة ،وذلك لالأ�سباب الآتية:
- 1تاأ ُّثره بما َ�سهِ ده الع�سر من نه�سة وا�سعة �سملت جوانب الحياة جميعها.
نقدية حول القديم
ّ - 2تاأ ُّثره بحركة ال ّتجديد( )1في ِّ
ال�سعر العربي ،وما اأثار ْته من حوارات
ال�سعر اآنذاك.
والم ْح َدث من ِّ
ُ
تو�سع اآفاقه مع ّ
اطالع كثير من ال ُّن ّقاد على الثقافات :الهندية ،والفار�سية ،واليونانية. ُّ - 3
منهجيا ،اأي له قواعده واأ�سوله العلمية التي ُيقا�س
ًّ نقدا
لقد اأ�سبح النقد في الع�سر العبا�سي ً
"ط َبقات فحول ال�سعراء" لبن وتنوعت اآراء ال ُّن ّقاد فيها ،من مثلَ :
كتب نقدية ّبها ،و ُاألِّ َفت ٌ
"ال�سعر وال�سعراء"
حي (ت 232ه) ،و "البيان وال ّتبيين" للجاحظ (ت 255ه) ،و ِّ
الج َم ّ ّ
�سالم ُ
ال�سعر" ل ُقدامة بن ال�سعر" لبن َط َ
باطبا (ت 322ه) ،و" َن ْقد ِّ لبن قتيبة (ت 276ه) ،و ِ
"عيار ِّ
و"الع ْمدة
ُ حتري" لال ِآم ّ
دي (ت370هـ)، ّ والب
تمام ُ
الموا َزنة بين اأبي ّ
جعفر(ت337هـ) ،و" ُ
رواني (ت 456هـ) ،و"دلئل الإعجاز" لعبد القاهر
ّ ال�سعر و َن ْقده" لبن َر�سيق ال َق ْي
في �سناعة ِّ
رجاني (ت 471ه).
ّ الج
ُ
الأ�شÄلة
وان�سبها اإلى موؤلِّفيها.
العبا�سيُ ،
ّ �َ - 1س ِّم ثالث ًة من الكتب النقدية في الع�سر
منهجيا.
ًّ نقدا
العبا�سي ً
ّ أ�سبح النقد في الع�سر
و�سح العبارة الآتية :ا َ
ِّ - 2
ال�سابقة.
مما كان عليه في الع�سور ّ
العبا�سي ّ
ّ أدبي في الع�سر - 3ع ِّللَّ :
تميز ال َّنقد ال ّ
ال�سعرية ،ونظرية
العامة ،منها :الفحولة ِّ
العبا�سي مجموع ًة من الق�سايا ال ّنقدية ّ
ّ َ
تناول النقد وقد
ال�سعر،
وال�سدق والكذب في ِّ
ال�سعريةّ ،
وال�سرقات ِّ
وال�س ْنعة ،واللفظ والمعنىّ ، ال َّن ْظمَّ ،
والط ْبع َّ
�س له ا ًآتيا:
وهذا ما َنعرِ ُ
34
ال�شعرية
الفحولة ِّ
وتمي َزه .وقد نالت هذه الق�سية اهتمام ال ُّن ّقاد في
الفنية ُّ
ال�سعرية قدر َة ال�ساعر ّ تعني الفحولة ِّ
ال�سعرية من بع�س الو�سائل ،منها: العبا�سي ،وراأوا اأنه ل بد لل�ساعر حتى ي�سل اإلى الفحولة ِّ
ّ الع�سر
تمكنه من َط ْرق المعاني المختلفة، فظ اأ�سعار العرب وروايتها ،وامتالك ثروة لغوية وا�سعة ِّ ِح ُ
حكم بهاذم .ا ّأما المعايير التي ُي َ لي�سم َنها في ِ�سعره َ
بم ْد ٍح اأو ّ ِّ ومثالبها
بمناقب القبائل َ والإلمام َ
لل�ساعر بفحولته لدى ال ُّن ّقاد العبا�سيين فهي:
ال�شعر
َ - 1ج ْودة ِّ
بالجودة على ال�ساعر الذي يكون دو َنه في ذلك� ،سمن ف �سعره َ ُي َق َّدم ال�ساعر الذي ي ّت ِ�س ُ
وح ْ�سن
وال�س ْبق اإلى المعانيُ ،
لجودة ال�سعر ،منهاَ :جزالة اللفظَّ ،
مقايي�س و�سعها ال ُّن ّقاد َ
الت�سوير والت�سبيه.
J - 2ع ُّدد الأغرا�س
ال�سعرية على ال�ساعر المحدود الأغرا�س ،ومن ذلك ا ّأن
المتعدد الأغرا�س ِّ
ّ ُي َف َّ�سل ال�ساعر
قدموا ُك َث ِّير َع َّزة على َجميل ُبثينة ُّ
لتفوقه عليه في الأغرا�س. ال ُّن ّقاد َّ
َ - 3وفْرة الق�شائد الطِّوا∫
الجاهلي
ّ أ�سمعي حين ُ�س ِئ َل عن ال�ساعر
ّ الطوال ،ومن ذلك ا ّأن ال يقدم ال�ساعر ذو الق�سائد ِّ
َّ
ق�سائد ِم ْث َل ق�سيد ِته(َ )1
لكان ف َْح ًال". َ �س كان َ
قال َخ ْم َ ِ
الحاد َرة اأجاب " :لو َ
الأ�شÄلة
ال�سعرية"؟
- 1ما المق�سود بـ "الفحولة ِّ
ال�سعرية؟
فظ اأ�سعار العرب ورواي َتها و�سيل ًة اإلى الفحولة ِّعد ال ُّن ّقاد العبا�سيون ِح َ
أيكِ ،ل َم ّ - 2في را َ
كثر ُهم (اأيَ َ حي عن ال�ساعر الأَ ْع�سى: - 3قال ابن ّ
أ�سحاب الأع�سى :هو اأ ُ
ُ "وقال ا الج َم ّ �سالم ُ
عنده".
كل ذلك َوو ْ�س ًفاُّ ،
وفخرا َ
ً وهجاء
ً ال�سعراء) َم ْد ًحا
حي لالأع�سى؟
الج َم ّ أقر به ابن ّ
�سالم ُ ما معيار الفحولة الذي ا َّ
دت غُ ُد َّو ُمفارِ ٍق لم َي َ
رب ِع مي ُة ُب ْكر ًة ف َت َم َّت ِع َ
وغَ ْ ( )1ق�سيدته التي مطلعهاَ :بك َر ْت ُ�س َّ
35
نظرية النَّظْ م É«fÉK
k
رجاني فكرة ال َّن ْظم في كتابه "دلئل الإعجاز" ،فهو يرى ا ّأن اللفظة
ّ الج
اأورد عبد القاهر ُ
الم ْف َردة ل قيمة لها في ذاتها ول َمزِ ّية في دللتها ،واإنما تكون لها َمزِ ّية حينما َتن َتظم مع غيرها من
ُ
جمل اأو عبارات ،ومن َث ّم ،يتالءم معناها مع معاني الألفاظ التي تنتظم معها ،اأي ا ّإن
ٍ الألفاظ في
الألفاظ ل َت َتفا�سل اإل اإذا اندرجت في �سياق من التعبير ،فاللفظة قد تكون َح َ�سنة في �سياق ما،
مفردة خارج ال�سياق. لكنها ِ
موح�سة ثقيلة على ال َّن ْف�س في �سياق ا َآخ َر ،فال ف�سل لالألفاظ َ
وهو يرى ا ّأن من ال َّن ْظم َت َو ّخ َي معاني ال َّن ْحو ،والمق�سود مراعاة قواعد اللغة واأعرافها ،ويرى
مقت�سيات ال َّن ْظم؛ لأنه ل ُي َت َّ
�سور َ أي�سا ا ّأن ال�ستعارة ِ
والكناية والتمثيل و�سائر ُ�سروب المجاز من ا ً
ً
مرتبطا بال�سياق الذي ورد فيه ،فاإذا قلنا في لفظ اأن َيدخل �سيء منها في الكالم دون اأن يكون
{ (�سورة مريم ،الآية :)4اإنها في اأعلى المرتبـة من "ا�ستع َل" من قوله تعالى} :
َ
معرفًا بالألف ّ
والالم، ً
مو�سول بها الراأ�سَّ ، ولكن
ْ وجب تلك الف�ساحة لها وحدها، الف�ساحة ،لم ُن ِ
"ا�ستع َل" خارج هذه الآية، من�سوبا ،فلي�ست الف�ساحة اإذًا �سفة للفظ ال�سيب ُم َّ
نك ًرا
َ ً ومقرو ًنا اإليهما َّ ْ
واإنما داخل ال�سياق مع غيرها من الكلمات ،وبما تتط ّلبه قواعد علم النحو.
الأ�شÄلة
ٍ
ب�سبب من وج ْع ُل ِ
بع�سها �سَ ،
ببع ٍ
بع�سها ْ عليق َ
الك ِل ِم َ رجاني ا ّأن ال َّن ْظم " َت ُ الج
- 1يرى عبد القاهر ُ
ّ
در�ست.
َ و�سح ذلك من خالل ما
ع�س"ِّ ،
َب ٍ
رجاني؟
ّ العالقة بين ُ�سروب المجاز وفكرة ال َّن ْظم ،مثلما يرى ُ
الج الم تقوم َ
َ - 2ع َ
36
وال�ش ْنعة
الط َّْبع َّ Éãk dÉK
وال�س ْنعة عند نظرتهم اإلى ال�ساعر والكاتب ُب ْغ َية اإ�سدار تناول ال ُّن ّقاد العبا�سيون ق�سية َّ
الط ْبع َّ
ُحكم ٍبالقيمة عليهما ،فوجدوا الأدباء ق�سمين:
(ال�شليقة)
- 1اأدباء الط َّْبع َّ
هم من َيم ِلكون الموهبة ول يبالغون في مراجعات ن�سو�سهم ،اإذ يبنون الن�سو�س ُبي ْ�سر ،ول
يعتمدون المراجعات الدائمة وطول النظر في ما َي ِ
نظمون اأو يوؤلِّفون .
ال�ش ْنعة
- 2اأدباء َّ
هم من َيم ِلكون الموهبة ويراجعون ما َن َظموا واأ َّلفوا من اأجل الرتقاء ب ِنتاجهم الأدبي ،وربما
عاما كام ً
ال في نظم كان ُيم�سي ً
ي�ستغرقون في التاأليف زم ًنا طويالً ،فمن �سعراء العرب َم ْن َ
ونظره قبل اأن ُيخرجها اإلى النا�س ،وهي الق�سائد التي ُ�س ِّميت
َ ق�سيدته ،فيق ِّل ُب فيها را َأيه
العقلي.
ّ المبني على النظر
ّ ال�س ْنعة يتميز بالتاأ ّني
"الح ْو ّليات" ،اأي ا ّإن اأداء اأدباء َّ
َ
حوافز الإبداع الأدبي
الخ َطب
ال�سعر وتاأليف ُ
تحد َث ال ُّن ّقاد العبا�سيون عن العوامل التي ُتعين الأدباء على نظم ِّ
َّ
الجيد ،ومنها:
أدبي ّ
للو�سول اإلى ال ِّنتاج ال ّ
ال�سعر
ري بما ُيعينه على نظم ِّ البح ُت ّ
مو�سيا ُ
ً تمام
�سية :ومن ذلك ما قاله اأبو ّ
- 1البواعث ال َّن ْف ّ
واعلم ا ّأن العاد َة في ال ِ
أوقات ْ الهموم�ِ ،س ْف ٌر من ال ُغموم، أنت ُ
قليل ُ أوقات وا َ
الجيدَ " :ت َخ َّيرِ ال َ
ال�س َحر ،وذلك ا ّأن ال َّن ْف�س قد اأَخذت َح َّظها إن�سان لتاأليف �سي ٍء اأو ِح ِ
فظه في ِ
وقت َّ اأن َي ْق ِ�س َد ال ُ
الراحة و ِق ْ�س َطها من ال َّنوم".
من ّ
والبراعة في علم
- 2ال�سعي اإلى تح�سيل المعارف المتنوعة ،من مثل :معرفة اأن�ساب النا�سَ ،
النحو.
أدبي.
- 3الإكثار من ممار�سة التاأليف ال ّ
37
الأ�شÄلة
ال�س ْنعة؟ الط ْبع ،واأدباء َّ بكل من :اأدباء َّ -1ما المق�سود ّ
الح ْو ّليات.
عرف الق�سائد َ ِّ -2
مما ياأتي: كل ّأدبي في ّ ميز نوع الحافز اإلى الإبداع ال ّ ِّ -3
َراغ با ِل َك واإجاب ِتها ا ّإي َ
اك". �ساط َك وف ِ المع َت ِمرُ " :خذْ من َن ْف ِ�س َك �ساع َة َن ِ اأ -قول ِب ْ�سرِ بن ُ
تمرين ال ِّل�سان" .
ِ الخ َطباء " :اإِ ّن َك ل ُت ْك ِث ُر ،فقال :اأُكْ ِث ُر ِل
ب -قيل لأحد ُ
اﻟﻨﺸﺎط
الد ْربة
كون ُّ والرواية َّ
والذكاء ،ثم َت ُ الط ْب ُع ِّ ُ
�سترك فيه َّ لم من علوم العرب َي ال�سعر ِع ٌ
يرى ال ُّن ّقاد " ا َّأن ِّ
َ
زمالئك. ٍ
واحد من اأ�سبا ِبه" .ناق�س هذا القول مع ماد ًة له ،وقو ًة ّ
لكل
الأ�شÄلة
كل من :ابن َط َ
باطبا ،وابن َر�سيق ،في النظرة اإلى ق�سية - 1هل يختلف راأي ابن قتيبة عن راأي ّ
و�سح اإجابتك.
اللفظ والمعنى؟ ِّ
رج َم اإلى لغة اأخرى َب َط َل ،ما ال�سبب الذي َدف ََعه اإلى هذا الحكم
ال�سعر اإذا ُت ِ
- 2يرى الجاحظ اأن ِّ
در�ست؟
َ في ظل ما
و�سح را َ
أيك. - 3هل تجد ٍّ
لكل من :اللفظ ،والمعنىَ ،مزِ ّي ًة على ال َآخر في الأدب؟ ِّ
ال�شعرية
ال�شرقات ِّ
َّ É°ùeÉN
k
�س ف َّنية ال�ساعر ومدى اأ�سالته وابتكاره
كثيرا ،اإذ اإنها َت َم ُّ
ال�سعرية ال ُّن ّقاد ً
ال�سرقات ِّ
َ�س َغلت ق�سية ّ
في التعبير؛ فتو�سع ال ُّن ّقاد العبا�سيون فيها.
وبع�سها محمو ًدا،
َ مذموما
ً وع ّدوا بع�س اأ�سكاله
ووقف ال ُّن ّقاد على م�ساألة ا ْأخذ �ساعر من غيرهَ ،
عا�سر له ،وغاي ُتهم في هذه مراعين في ذلك فكرة ا ّأن ال�ساعر قد يتاأثر ب�ساع ٍر �سابقٍ عليه اأو �ساعرٍ ُم ِ
مجد ًدا ُم ِبد ًعا ،وا ْإن كان اأخذه
ِّ الق�سية دقّة الحكم على ال�ساعر ،فا ْإن كان اأخذُ ه محمو ًدا َع ّدوه
مذموما ُح ِكم على ِ�سعره بالرداءة ،ومن َث ّمَّ ،
حددوا ُ�س َو ًرا لالأخذ المحمود وغيرها لالأخذ المذموم. ً
ومن �شور ا َلأ ْخذ المحمود:
∞ المعنى :والمق�سود اإي�ساح المعنى واإبرا ُزه في عبارة اأف�سل ،ومن ذلك قول الأَ ْح َو�س
- 1ك َْ�ش ُ
أن�ساري(:)1
ّ ال
كان َ�س ْي ًفا ناز ًل َر َحال
كاأ َّنما َ وبان ِم ّني َ�سبابي َب ْع َد َل َّذ ِته
َ
أموي.
(� )1ساعر ا ّ
39
زاعي( )1وقال: الخ ّ فت�أ َّثر به ِد ْعبِل ُ
لل�ض ِ
يوف ال ّنازِ لينــا َك ُح ّبي ُّ قيل َ�ض ْي ًفا ال�ش ْيب َل ّما َ �أُ ِح ُّب َّ
�شعري جديد ،ومثال ذلك قول ُك ِّثير َع َّزة متغ ِّز ًال: ّ - 2النَّقْلُ :ويعني � ْأخ َذ المعنى و َن ْق َله �إلى غر�ض
بك ِّل َ�س ِ
بيل َت َم َّث ُل لـــي َليلى ُ
ْ فك أَ� َّنمــا ل َ ْن�سى ِذ ْكرها َ
َ ريد ِ أ
� ُ أُ
فت�أ َّثر به �أبو ُنوا�س وقال ً
مادحا:
ـل ِم ْنـ ُه َم ُ
كـان َ
فك أ� َّنـه َلـم َي ْخ ُ القلوب ِمثا ُلهِ َم ِل ٌك َت َ�ص َّو َر في
ً
واعظا المنثور ،ومن ُ�ص َوره ما قيل في رثاء الإ�سكندر" :كان ق�صد به َن ْظم الكالم َ وي َ الع ْق ُدُ :
َ - 3
ب�سكو ِت ِه". بكالم ِه َم ْوعظ ًة ق َُّط �أَب َل َغ ِم ْن َو ْع ِظه ُ ِ َبلي ًغا ،وما َو َع َظ
راثيا:
العتاهية وقال ً فت�أ َّثر به �أبو َ
وم �أَ ْو َع ُظ ِم ْن َك َح ّيــا
الي َ نت َف أَ� َ وكانت في َحيا ِت َك لـي ِع ٌ
ظات ْ
ومن �صور ال ْأخذ المذموم:
أعظم منه ِذ ْك ًرا و أَ� ْب ُ
عد �شاعر � ُ
ٌ خترع معنى َح َ�س ًنا فيتناوله َ - 1الإِغارة :وهي �أن َي ِنظم ال�شاعر بي ًتا َ
وي
دون قائله ،ومن ذلك قول َجميل ُب َث ْينة ِ
مفتخ ًرا: ِ�صي ًتا ُفيروى له َ
حن � ْأو َم أْ�نا �إلى ال ّن ِ
ا�س َوقَّفوا و� ْإن َن ُ �سيرون َخ ْل َفنا
َ ا�س ما ِ�س ْرنا َي َترى ال ّن َ
ف�سم َعه ال َف َر ْز َدق وغَ َل َب على البيت و� َأخ َذه لن ْف�سه. ِ
ويمدح ال�ش ّماخ ُيخاطب نا َق َته َ
()2
الم ْ�سخ :وهو �إحالة المعنى �إلى ما دو َن ُه ،ومن ذلك قول َّ َ - 2
�سي: َ
َع َرابة الأ ْو ّ
فا�ش َر ِقي ِب َد ِم ا ْل َو ِ
تين َع َر َاب َةْ ، وح َم ْل ِت َر ْحلي �إذا َب ّل ْغ ِتني َ
ِِ
ذبح الناقة.
�سي َ يريد � ّأن هذا الممدوح َيكفيه بعطائه ولن َيحتاج �إلى الرحلة �إلى غيره ،ومن َث ّمَ ،
مخاطبا ناقته:
ً المغيرة بن عبد اهلل ،وقال حي َيمدح ُ
()3
الج َم ّ
فقد �أخذ هذا المعنى �أبو َد ْه َبل ُ
المغيـر ْة
ـت ُ ــد ٍم �إذا ِج ْئ ِ
ِب َ ناق ِ�سيري ْ
وا�ش َر ِقي يا ُ
لك لي ِم ْنـ ُه َي�سيـر ْة ِك و ِت َ ثيبني �أُخرى �سـ ِــوا َ�س ُي ُ
�شاعر ما ،وال يمكن ٌ فر َد بها
خترعة التي َت َّ الم َ وقد ن�صح ال ُّن ّقاد العبا�سيون بعدم �أخذ المعاني ُ
ال َّن ْ�س ُج على ِم ْنوالها.
عبا�سي.
ّ (� ) 1شاعر
خ�ضرم�َ ،شهِ َد الجاهلية ثم � َ
أ�سلم. َ (� )2شاعر ُم
أموي.
(� )3شاعر � ّ
40
فـائـدة
�ساعر ِين تاأ ُّث َر اأحدهما بال َآخر بال�سرورة ،فقد َي َتوارد �ساعران في اللفظ اأو َ ن�سي
ل يعني ال َّت�سابه بين َّ
ال�ساعر ِين ي َّت ِ
فقان العالء " :اأَراأَ َ
يت المعنى من غير اأن يتاأثر اأحدهما بالآخر ،اإذ ُ�س ِئ َل اأبو عمرو بن َ
()1
َ
عره؟ قالَ :
تلك ُعقول �سمع ِ�س َ
ولم َي ْ
�ساحبهْ ،
َ واحد منهما
ٌ وي َتواردان في اللفظَ ،ل ْم َي ْل َق
في المعنىَ ،
واردة". َت على األ�سن ِتها" .واأطلق ال ُّن ّقاد العبا�سيون على هذا ال َّت�سابه م�سطلح ُ
"الم َ ٍ
رجال َتواف ْ
الأ�شÄلة
ال�سعرية؟
ال�سرقة ِّ
والم ْ�س ،ïفي ّ - 1ما المق�سود ٍّ
بكل من :الإِغارة َ ،
- 2ما الم�سطلح الذي ُيط َلق على الأخذ المحمود في ّ
كل مما ياأتي:
اأ -قال اأبو ُنوا�س متغ ِّز ًل:
ــــــب
ُ َت ْن َتـقـي ِم ْنــ ُه و َت ْن َت ِخ ــن َتـا ُأخ ُ
ـــذ ُه والح ْ�س َ
ـت ُ ُخـ ِّل َي ْ
مادحا:
عده ً �سعب َب َ عبد اهلل بن ُم َ وقال ُ
َت َخ َّي ُر في الأُ ُب َّو ِة مـــا َت ُ
�ساء َكاأ ّن َك ُك ْن َت ُم ْح َت ِك ًـما َعليهِ ْم
وك ِ
الع َن ُب. ال�س ِ حكيم :ل ُي ْجنى ِم َن َّ ٌ ب -قال
وقال �سالح بن عبد الق ُّدو�س:
اإذا َو َت ْر َت ْام َراأً ْ
ِ ِ ()2
ال�س ْو َك ل َي ْح ُ�س ْد به ع َنبا
َم ْن َي ْز َر ِع َّ فاح َذ ْر َع َ
داو َت ُه
اﻟﻨﺸﺎط
القائلين ِغ ًنى عن َت ُ
ناو ِل َ ِ لي�س ِل َأح ٍد ِمن ا
أ�سناف ناعتين"َ " :
ِ "ال�س
�سكري في كتابه ِّ
ّ يقول اأبو ِهالل َ
الع
ويورِ دوها فيألفاظا ِمن ِع ِندهمُ ،
ولكن عليهم -اإذا ا َأخذوها -اأن َيك�سوها ا ً ْ تقد َم ُهم،
ممن َّ
المعاني َّ
ممن دة تركيبها ،فاإذا فعلوا َ
ذلك فهم ا َأح ُّق بها ّ وج ْو ِ
أليفهاَ ، غَ ْير ُح َّل ِتها الأُولىَ ،
ويزيدوها في ُح ْ�سن تا ِ
بق اإليها". َ�س َ
مبي ًنا الفرق بين الأخذ المحمود والأخذ المذموم. َ
زمالئكِّ ، نا ِق�س القول ال�سابق مع
42
إم�ساك ِيده ،وفي هذا مبالغة َّ
قر َبها َ فعبر ال�ساعر عن ِع َظ ِم َك َرم الممدوح بمحاولة الجدار ا
َّ
ا�ستخدام اللفظ َ"يكاد".
ال�شعر اأَ ْ�ش َدقُ¬ - 2اأَ ْعذ ُ
َب ِّ
ال�ساعر
ُ وي�ستخدم فيها
حقيقيةَ ،
ّ معبر ًة عن تجرِ بة �سعورية والمق�سود هنا ا ْأن تكون ال�سورة ِّ
القريب التناول من غير الخروج على حدود المنطق ،ومثل ذلك قول َل ْيلى َ الخيال المقبول َ
الأَ ْخ َي ّلية(:)1
Éeƒéfo øn ∏r în jo l¥Qr Ro ál æs °Sp nCGhn ºr p¡Jƒ«Ho §n °Sr hn πp «r îdG o pQ Ωl ƒr bn
n •ÉH
ماح الزرقاء بنجوم الليل ،وهي
والر َ ِ
المجتمعة َو ْ�سط البيوت بالليلِّ ، َ
الخيول �سورت ليلى
اإذ َّ
�سورة مقبولة ل خروج فيها على حدود المنطق.
الأ�شÄلة
ال�سعر؟
وال�سدق ،في ِّ - 1ما المق�سود ٍّ
بـكل من :الكذبّ ،
ال�سدق والكذب الذي ي ّتفق مع م�سمون ّ
كل من البيتين الآتيين: النقدي في مو�سوع ّ ّ - 2ما المبداأ
ان بن ثابت: اأ -قال َح ّ�س ُ
قال اإذا اأَ ْن َ�س ْد َت ُه�َ :س َدقـــا
يت ُي ُ
َب ٌ نت قا ِئ ُل ُه واإ َِّن اأَ ْح َ�س َن َب ٍ
يت اأَ َ
ري:
الب ْح ُت ُّ
ب -قال ُ
وال�س ْع ُر َي ْكفي َعن ِ�س ْد ِق ِه َك ِذ ُبـ ْه
ِّ َك َّل ْف ُتمونا ُحدو َد َم ْن ِط ِق ُك ْم
- 3قال ابن المعت ّز(:)2
الــد ْهــرِ
قــائــع َّ
ِ ــبــار َو
ُ هــذا غُ قلت َلها: و�س ْب َتُ ، قا َل ْتَ :كب ِْر َت ِ
الفنية في البيت.
و�سح ال�سورة ّ
اأ ِّ -
و�سح اإجابتك.
ال�سدق؟ ِّ
ناقدا ،فهل ترى البيت هنا من باب الكذب اأم ّ
كنت ًب -ا ْإن َ
(� )1ساعرة عربية ُعرِ فت بجمالها وقوة �سخ�سيتها وف�ساحتها ،عا�سرت �سدر الإ�سالم والع�سر الأموي.
أديب و�ساعر.
العبا�سية ،ا ٌ
ّ ( )2اأَ َحد خلفاء الدولة
43
اﻟﻮﺣﺪة
اﻟﻤﺬاﻫﺐ ادﺑ ّﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ
ّ
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
44
أدبي
مفهوم املذهب ال ّ
ميز أدبيا ما ِ
ب�س ْبغة غالبة ُت ِّ �سبغ ِن ً
تاجا ا ًّ الفنية التي َت ُ
أدبي جمل ًة من الخ�سائ�س ّ ق�سد بالمذهب ال ّ ُي َ
الزمان. معينة من ّ ذلك ال ّنتاج من غيره في فترة َّ
عين
المبد َِ كبيرا من
فرد واحد ،بل ي�سمل عد ًدا ً قت�سر على ٍ أدبي ل َي ِ ومن هنا ،فالمذهب ال ّ
أديب مادب ا ٍ خا�سة َي َّت�سم بها اأَ ُ
التنبه اإلى وجود ِميزات ّ عامة مت�سابهة ،مع ُّ خ�سائ�س ّ
ُ جمعت بينهمَ
نف�س ِه.المذهب ِ من غيره من اأتباع َ
آثار مذهب �سابق تدريجيا حيث َتتعاي�س ا ًُّ يتكون
والمذهب ل ياأتي فجاأ ًة ول يزول فجاأةً ،بل ّ
رويدا حتى تتال�سى اأمام المذهب ّ
الالحق. رويدا ً مع مذهب لحق ،ثم تزول الآثار القديمة ً
الثقافي وحركة
ّ ثم انتقل تاأثيرها بفعل ال ّت�سال أدبية بداي ًة في الغربّ ، وقد ظهرت المذاهب ال ّ
العربي الحديث ،ومن اأ�سهر هذه المذاهب: ّ أدبنا
ا إلى ا ()1
العربية
ّ ال ّترجمة مع بداية ع�سر ال ّنه�سة
مزي.والر ّ والواقعيّ ،
ّ والرومان�سي،
ّ الكال�سيكي،
ّ
45
البارودي التي ُيحاكي فيها الق�صيدة
ّ الفنية في ِ
الم ّية أهم معالم هذا المذهب ِ
و�سما ُته ّ وت ّت�ضح � ُّ
ومما جاء فيها: الجاهليةّ ، ّ
ــي َل ْـم َت ْـر ِج ْـع َبيـا ًنا ِل�سـا ِئ ِـل ِ
و�إ ِْن ه َ المنــازِ ِل
ــم َ
مــاء َر ْ�س َــن �أَ ْ�س َ ـــي ِم ْ�أال َح ِّ
َ
ِ ()1
الحـــــواف ِل يوم َيب ال ُغ ِ ها�ض ُ َع َليها �أَ ِ ـقتـ�س والـ َت ْ وام ُالـر ِـــالء َت َـعـ َّف ْتـهـــا َّ
َخ ٌ
�شاغلي كـان بالأَ ْم ِ�س ِ �رانـي ِبهـا ما َ أَ ـــم
ـــر ُّ�س ٍ
عــد َت َ
الـد َار َب َ ــت ّـــر ْف َُـليًـا َع َ
ف َ أْ
ِ ()2
العقائ ِل �سان َ لح ِ وهي َم أْ� ًوى ِل ِ للظبـا ِء وطـا َلمـا ـي َم ْـر ًعـى ِّ
غَ َن ْت ْ َ وه َ
ـــد ْت ْ غَ َ
الر�سـا ِئ ِـل ـي َّ ف �أَ ْط ٍ
ـالل َك َـو ْح ِ َمعارِ ُ يــال �أَه ِلهــا
ــز ِ عـــــــد َت ْ
َ ف ِل ْل َع ْي ِـن ِم ْنهـــا َب
ِم َ ٍ نـــان فيهــا ِب ِ العي ِ ِ َ
ـح ِب ِ
وابل عـد َ�س ٍّ الد ْم ِع َي ْجـري َب َ ـن َّ ــــــف ـواك فـ�أ ْ�س َبـ َلــت َ ْ
()3
الريح الّتي تثير ال ّتراب و َتد ِفن الآثار� .أها�ضيب :جمع �أُه�ضوبة ،وهي َ
الم ْطرة ّ
الدائمة الرام�سة ،وهي ّ
الروام�س :جمع ّ (َّ )1
العظيمة الق َْطر.
ال�س ّيدة الكريمة.
العقائل :جمع َعقيلة ،وهي ّ (َ )2
الدمع الغزير.
الدمع� :أي ّ
واكف من ّ (ِ )3
وال�شوق في ق ْلبي.
نار الهوى ّ البالبل� :أ�شع َلت َ
العجات َ(� )4أَغْ َر ْت ِبقَلبي ِ
46
مائل
ال�ش ِـل في َّ وال َم ْج َد �إ ّال ِ
داخ ٌ وم ٍ
باد َم ْج ُد ُه ْم في ِ�شما ِلهِ ْم ِم َن ال َق ِ
�ســائـل
ِ يـر ُم علـى َع َج ٍـل َل ّب َ
ـاك غَ َ لـد ْع َـو ٍة
هم َ الم ْـر َء ِم ْن ْ
�إِذا ما َد َع ْو َت َ
الط ْع ِن � َّأو َل ِ
حام ِل وم اخ ِت ِ
ـالج َّ وي َ
َ الـــز ِاد � ِآخ َـر �آك ِـ ٍ
ـــل �شـاء ّ كـون َع َ َي ُ
و� ْإن � َأنع ْمنا ال ّنظر في الق�صيدة َل ِح ْظنا �أ ّنها َتلتزم القافية الواحدة على منهج القدماء � ً
أي�ضا.
الكال�سيكي في الأدب
ّ البارودي ا ّلذي يم ّثل المذهب
ّ و� ّأما الألفاظ والمعاني ف َن ْل َحظ � ّأن
والروام�س ،و�أَها�ضيب"، الج ْزلة كما كان حال القدماء ،ومنهاَ ":تع َّفتهاَّ ، العربي ا�ستخدم الألفاظ َ
ّ
الديار
م�ستمد ًة من المعاني والمو�ضوعات القديمة ،مثل :اندثار ّ ّ ٍ
ومو�ضوعات معاني وا�ستخدم
َ
والظباء التي ترعى في الديار بعد ُخ ُل ِّوها من �أهلها، حمله من غبار وترابّ ، ِبف ْعل ّ
الرياح وما َت ِ
والفخر بالقوم ومجدهم وف�ضائلهم.
ال�شعرية الم�ألوفة لدى
ّ ال�صورة
الكال�سيكي ي�ستعمل ّ
ّ والبارودي كغيره من �شعراء المذهب
ّ
المادي ،كما في قوله:
ّ الح�س ّي
ّ القدماء ذات الطابع
عد َ�س ٍّح ِب ِ
وابل مع َي ْجري َب َ
الد ِ
من َّ
َ
ــف نان فيهـا ِب ِ
ـواك ٍ ف َ�أ ْ�س َب َل ِت َ
الع ْي ِ
الدمع بالمطر الغزير المنهمر.
ي�شبه ّفهو ِّ
العربي
ّ الكال�سيكي يف الأدب
ّ خ�صائ�ص املذهب
العربي على
ّ الكال�سيكي في الأدب
ّ مما �سلف ،يمكننا �أن ن�ستخل�ص خ�صائ�ص المذهب
ال ّنحو الآتي:
تعدد المو�ضوعات.
العربية من حيث ُّ
ّ ُ - 1يحاكي القدماء في بناء الق�صيدة
- 2يلتزم القافية الواحدة.
- 3يحافظ على �سالمة الألفاظ ،وجزالتها ،وفخامتها ،ويحر�ص على ف�صاحة ال ّتراكيب والأ�ساليب
ال ّل ّ
غوية.
والمادية ،فيوازن بذلك بين العقل
ّ الح�س ّية
ال�شعرية ّ
ّ - 4يبتعد عن الخيال الجامح با�ستخدام ال�صورة
والعاطفة.
�شعرية
ّ أغرا�ضا
ا�ستحدثوا � ً
َ الكال�سيكي قد َن َهجوا َن ْهج القدماء ف�إ ّنهم
ّ و�إذا كان �أتباع المذهب
ا�ستجد فيه من ظروف
َّ العربي ،بما ينا�سب ع�صرهم وما ّ جديدة لم تكن معروفة من ق َْب ُل في ِّ
ال�شعر
47
الوطني،
ّ ال�سعر فظه َر ً
مثال ِّ واأحداث ،ومن َث ّم ،مو�سوعات جديدة ِّ
تعبر عن تلك الظروف والأحداثَ ،
ال�سابقة.
الفنية ّ
ولكن مع المحافظة على الخ�سائ�س ّ
ْ الم�سرحي،
ّ وال�سعر
الجتماعيِّ ،
ّ وال�سعر
ِّ
الأ�شÄلة
العربي.
ّ الكال�سيكي ،في الأدب
ّ أدبي ،والمذهب و�سح المق�سود ٍّ
بكل من :المذهب ال ّ ِّ - 1
العربي؟
ّ الكال�سيكي في الأدب
ّ - 2ما راأيك في اإطالق ا�سم "مدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة" على المذهب
و�سح
العربي الحديث؟ ِّ
ّ - 3هل ا�ستطاعت مدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة اإ�سافة �سيء جديد لالأدب
َ
إجابتك. ا
الفنية لمدر�سة الإِحياء وال ّنه�سة.
و�سح الخ�سائ�س ّ
ِّ - 4
زارهاُ ،معارِ ً�سا بذلك
و�سف مدينة دم�سق حين َ
لل�ساعر اأحمد �سوقي في ْ
- 5اقراأ الأبيات الآتية ّ
دي في رثاء مدن الأندل�س التي َم ْط َلعها: الر ْن ّ
أندل�سي اأبي البقاء ُّّ ال�ساعر ال ق�سيدة ّ
ِن�سان
الع ْي ِ�س اإ ُ
يب َفال ُي َغ َّر ِب ِط ِ ِل ُك ِّل َ�س ْي ٍء اإذا ما ت ََّم ُن ْق ُ
�سان
العربي الحديث:
ّ الكال�سيكية في الأدبّ أهم مالمح �س منها ا َّ ثم ا�ستخ ِل ْ ّ
()1
حداث واأَ ْز ُ
مان ٌ َم َ�س ْت على الر ْ�س ِم اأ َ
َّ ـن بانوا ناج ِج َّل َق وا ْن ُ�س ْد َر ْ�س َ
ــم َم ْ ق ُْم ِ
باق ِم ْنـ ُه ُعـ ْن ُ
ـوان ال�سحائ ِـ ِفٍ ، َر ُّث َّ تـــــاب ل ِك َ
فـــاء َلـ ُه ٌ ديـــم ِك
لأ ُ هـذا ا َ
()2
ــدان
ـا�س َب ْغ ُ ـــت ِب َبنــي َ
الع ّب ِ ول َز َه ْ ــت ُط َل ْـي ِطـ َلـ ٌة َلـول ِد َم ْ�س ُ
ــق َل َمـا كـا َن ْ
()3
تـان دار َلهـا (الف َْي ُ
حـاء) ُب ْ�س ُ �س ٌ الأَ ْر ُ ـت َخما ِئ ُلهــا: َـد َه َّب ْ
الرفـاقُ وق ْ َ
قــال ِّ
َوق ُل َج ْي ِن المـا ِء ِع ْق ُ
يـان وال�س ْم ُ�س ف َ ـــــر َد ٌة َد َخـ ْل ُتهــــا َ ِ
وحـوا�سـيهــــا ُز ُم ُّ
()4
َّ
ـران
ـك ُ َلـو َاأ َّن ِاإ ْح�سا َن ُك ْـم َي ْج ِ
ـزيـه ُ�س ْ ال�سـام ِ�ُ ،س ْك ًرا ل ا ْن ِق َ
�ســاء َلـ ُه يـا ِف ْت َيـ َة ّ
يان
وب ْن ُ
ديـد ُ ــك غَ ْ
ــــر ٌ�س وت َْج ٌ فالم ْل ُ
ُ وابنوا ُر ْك َن َدو َل ِتها ِ�سيدوا َلها ُ
الم ْل َك ْ
جـنــا�س واأَ ْد ُ
يـــان َــت ِ
فيـــه اأَ َــرق ْ َـوا فـي َهـوى َو َط ٍـن الم ْل ُ
ٌ َتف َّ ـك ا ْأن َت َتـالق ْ ُ
48
()1
ومان�شي
ّ الر
المذهب ّ É«fÉK
k
أدبي اأُط ِلق على ّ
ال�سعراء ا ّلذين نا َد ْوا ب�سرورة ال ّتحرر من القواعد والأ�سول الّتي نادت مذهب ا ّ
و�سبوا اهتمامهم على الحديث عن م�ساعر ّ العنان للعاطفة والخيال، الكال�سيكية ،ف َاأط َلقوا ِ
ّ بها
ووظفوا الطبيعة لل ّتعبير عن تلك الم�ساعر و َن ْقلها اإلى الآخرين.الإن�سان ال َف ْرد وهمومهّ ،
الم َ�س َّب َقة في
ومان�سية القواعد ُ
ّ الر
ومان�سية ،اإذ َت ُع ُّد ّ
ّ للر
محدد ًة ّ
قواعد ّ
َ ثم َة
ول ن�ستطيع القول با ّأن ّ
عورية اإلى الآخرين.
ال�س ّ
الأدب قيو ًدا َت ُح ّد من اإبداع الأديب وقدرته على نقل تجرِ بته ّ
حرر من القواعد، جمعها ال ّت ّ
عدة مدار�س وا ّتجاهاتَ ،ي َ
ومان�سي ّ
ّ الر
ونجد في المذهب ّ
العربي اأوائل القرن
ّ وتختلف في الهتمامات والم�سامين والأ�ساليب ،وقد ظهر منها في الأدب
عبا�س محمود الديوان التي َّ
�سكلها ّ
كل منّ : �سعرية ،اأ�سهرها :جماعة ّ
ّ عدة جماعات الع�سرين ّ
هجر ،ومنهمُ :جبران الم َ
الرحمن �سكري .و�سعراء َالمازني ،وعبد ّ
ّ الع ّقاد ،واإبراهيم عبد القادر
إيليا اأبو ما�سي ،و َن�سيب َعري�سة .وجماعة اأبو ّلو ،ومن �سعرائها :اأحمد زكي اأبو
خليل ُجبران ،وا ّ
�سادي ،واإبراهيم ناجي.
ري
هج ّ
الم َ ولنتعرف هذا المذهب ب�سيء من الإي�ساح نتناول ق�سيدة " َف ْل�سفة الحياة" ّ
لل�ساعر َ ّ
إيليا اأبي ما�سي الّتي يقول فيها:ا ّ
كيف َت ْغدو اإِذا غَ َد ْو َت َعليال؟
َ داء
ــك ُ َاأ ُّيهــذا ّ
ال�سـاكــي ومـــا ِب َ
الرحيــالحيـل َّ
الر ِ َت َتـو ّقـى َق ْب َل َّ ـ�س نـاة في الأَ ْر ِ
�س َن ْف ٌ الج ِ اإ َِّن َ�س َّـر ُ
اأَ ْن َترى ف َْو َقهـا ال َّندى اإِكْ ليـال الو ِ
رود و َت ْعمى ال�س ْو َك في ُ
و َترى َّ
التقليدي في
ّ مبتعدا عن المظهر
ً لحظ ا ّأن ال�ساعر افتتح ق�سيدته
فبال َّنظر اإلى بناء الق�سيدة َن َ
الط َلل ،بل بداأ بمو�سوعه مبا�سرة وهو ّ
الدعوة اإلى الكال�سيكية ،فلم يقف على َّ
ّ مقدمة الق�سيدة
ِّ
متعج ًبا ممن ي�سكو الحياة من غير ع ّلة اأو مر�س ول ينظر
ال ّتفاوؤل وال�ستمتاع بالحياة ،اإذ يت�ساءل ِّ
ال�س َ
وك. ا ّإل اإلى م�ساعب الحياة كمن ل يرى من الوردة اإل ّ
49
�صحتها ب�أدلّته ا ّلتي ُت ِ
خاطب الوِ جدان ال�شاعر في ق�صيدته م� ِّؤك ًدا فكرتهُ ،
ومث ِب ًتا َّ ويم�ضي ّ
َ
الطيور في �سلوكها اً
مثال خذ من ّ الطبيعة الجميلة لت�أكيد �أفكاره ،في ّت ُ والعاطفةِّ ،
موظ ًفا عنا�صر ّ
حتذيه الإن�سان ،فيقول عنها:
ينبغي �أن َي َ
ال�سبيــــال
ـــدون َّ
َ وال�صـا ِئ
َع َل ْيهـــا ّ ــو
الج َّ ـك َ وال�ص ْق ُـر قـد َم َل َ
َت َت َغ ّنـى َّ
ـ�ض َي ْق�ضـي َقتيـال
والب ْع َ
حـيا َ َخ ُـذ ًّ َت َت َغ ّنـى و َق ْـد َر�أَ ْت َب ْع َ�ضـــهــا ُيــ�ؤْ
عيـــــ�ش َطـويـــال؟
ُ عـــام �أَ َف َت ْبكــي و َق ْـد َت
ٍ ـ�ض
ــرهــا َب ْع ُ
وع ْم ُ
َت َتـ َغ ّنــى ُ
()1 ـــورى ِ
والقيـــال َ
القــال ل ْل َ وا ْت ُـر ِك ِ
بيعـــة م ْنهـــا ــــب ّ
الط و َت َع َّل ْ
ــم ُح َّ
داعيا �إلى التفا�ؤل وعدم اال�ست�سالم لهموم
ال�شاعر في ال ّتعبير عن فكرته بال َّن ْهج نف�سهً ،
وي�ستمر ّ
الحياة ،فيقول:
()2 ــل ال ُيبالــي ُ
الكبـــوال ــع َ
الك ْب ِ وم َ
َ ــز ًارا فـي ُع ِّ�ش ِـه َي َتـــ َغ ّنـــى ُك ْ
ــن َه َ
وبوما في ال َّل ْي ِل َي ْبكي ُّ
الطلـوال �ض ً ِ الدو َد في الأَ ْر رابا ُيطــــــارِ ُد ُّ
ال غُ ً
الحقــوال قًا َفي ْ�سقــي ِمـن جا ِن َب ْي ِ
ــه ُ �ض َر ْقرا ُك ْن غَ ديرا َي�سير في ا َ
لأ ْر ِ ُ ً
وتـــــار ًة َت ْقبــيـــــال
َ ــما
هــــار َ�ش ًّ
َ ــع ا أَ
ل ْز ُك ْن َم َع ال َف ْجرِ َن ْ�سم ًة ُت ِ
و�س ُ
وال�سهـوال
والربـى ُّ
ـــر ُّ ِ
بـات وال َّن ْه َ �س الغــا يـل َك ْـو َك ًبـا ُيــ ؤْ� ِن ُ
وم َـع ال َّل ِ
َ
ال�شاعر ق�صيدته بالفكرة نف�سها التي اب َتد أَ� بها ،فيقول: ثم ُينهي ّ
ُك ْ
ـن َجميـلاً َت َر ُ
الوجــو َد َجميــال داء ــك ُ �أَ ُّيهــذا ّ
ال�شـاكــي ومـــا ِب َ
المو�ضوعية� ،إذ تتناول
ّ وهو بهذا يجعل ق�صيدته َح ْلق ًة واحدة َم ْح َكمة اال ّت�صال ت ّت�سم َ
بالوحدة
واحدا على خالف الق�صائد القديمة الّتي َّ
تعددت فيها المو�ضوعات. ً مو�ضوعا
ً
التزم في هذه الق�صيدة القافية الواحدة ،ولك ّنه في ق�صائد �أخرى
َ ال�شاعر
والملحوظ � ّأن ّ
الرومان�سي الّذي يرف�ض الأ�صول
ّ تحرر من ذلك ،كما في ق�صيدة "الم�ساء" ،فهو يم ِّثل المذهب
ّ
الرومان�سيون.
ّ والقواعد التي َت ُح ّد من �إبداع ال�شاعر كما َيرى
الخ ْلق.
الورىَ :
(َ ) 1
المغردة.
ِّ الهزازُ :ع�صفور �صغير من الطيور
(َ )2
50
ال�سهلة ذات البعد
ا�ستخدم الألفاظ ّ
َ و� ّأما الألفاظ والمعاني ف َن ْل َحظ في الق�صيدة � ّأن ّ
ال�شاعر
"ال�شاكي ،وداء ،وتتغ ّنى،
العاطفية ،مثلّ :
ّ الرومان�سيين توجهات ّ العاطفي ،بما يتنا�سب مع ّ
ّ
معانيه جديد ًة غير م�ألوفة ُت ِ�ش ُّع بالعاطفية ،فهو يدعو �إلى ال ّتفا�ؤل والأمل
َ والورود" ،كما نجد
وجمالها.
وال ّتم ّتع بالحياة وبالطبيعة َ
عبر عن �أفكاره الح ّية ا ّلتي � َ
أح�سن توظيفها؛ ل ُت ِّ ا�ستمد ُ�ص َوره من الطبيعة َ
ّ ونجد � ّأن ال�شاعر
فجع َلها – على مذهب ّ
الرومان�سيين -كائ ًنا َيفي�ض بالحياة ،فالورود الجيا�شةَ ،
وم�شاعره وعاطفته ّ
تتك َّلل بالندىّ ،
والطيور ُتغ ّني �أجمل الألحان ،والغدير ي�سير مترقرقًا ي�سقي الحقول .لقد �أطلق
عري وعاطفته فح َّلق بالمتل ّقي في �أجواء الطبيعة ا ّلتي ا ّتخذها �أداة ُتعينه
ال�ش ّ ال�شاعر ِ
العنان لخياله ّ ّ
و�ص َو ُرها بال ّتجرِ بة على ال ّتعبير عن �أفكاره و�أحا�سي�سه وم�شاعره ،وهكذا امتزجت عنا�صر ّ
الطبيعة ُ
الكلية المبثوثة في الق�صيدة.
ّ عورية
ال�ش ّ
ّ
العربي
ّ ومان�سي يف الأدب
ّ الر
خ�صائ�ص املذهب ّ
ال�شعر
ومان�سي في ِّ
ّ الر إيليا �أبي ما�ضي ا ّت ُ
�صاف المذهب ّ ال�سابق ل ّ
يظهر من ا�ستعرا�ض ال ّنموذج ّ
أهمها أ� ّنه:
العربي بعدد من الخ�صائ�ص ،من � ّ
ّ
الط َل ّلية
المقدمة َّ
ِّ ومان�سيون
ّ الر
العربية؛ لذا َه َج َر ّ
ّ يبتعد عن ال ّتقاليد الموروثة في ِبنية الق�صيدة
ُ - 1
المو�ضوعية.
ّ الوحدة
مبا�شرةً ،والت َزموا َ
عري َال�ش ّ
ودخلوا في مو�ضوعهم ّ
ومان�سية مثلاً �إلى ال ّت ّ
حرر من قيود القافية؛ لأ ّنها ّ الر
يرف�ض القواعد والأ�صول ،فقد دعا �أ ْتباع ّ
ُ - 2
َعد ًدا في القافية في الق�صيدة الواحدة.
فنجد لديهم ت ُّ
ُ ال�شاعر،
ت َُح ّد من �إبداع ّ
وعبروا عن الرومان�سيون ّ
الطبيعة واندمجوا فيهاَّ ، وظ َف ّ ُ - 3يط ِل ُق ِ
العنان للعاطفة والخيال ،فقد َّ
عاطفية و�ألفاظ �سهلة بعيدة عن الغريب.
ّ ٍ
بمعان ذلك
51
الأ�شÄلة
العربي الحديث.
ّ الرومان�سي في الأدب
ّ و�سح المق�سود بـالمذهب
ِّ - 1
أدبية ،اذكر اثنتين منها.
ومان�سي عدة جماعات ا ّ
ّ الر
ي�سم المذهب ّ
ّ -2
الرومان�سي.
ّ الفنية للمذهب
و�سح الخ�سائ�س ّ
ِّ - 3
إيليا اأبي ما�سي في
ال�سعر لدى ا ّ
ومان�سيِّ ،بين راأيك في مفهوم ِّ
ّ الر
ال�سعر ّ
- 4في �سوء ما در�ست عن ّ
قوله:
وو ْزنا ال�س ْع َـر ا ً
ألفاظا َ ِّ ـت ِم ّني اإ ِْن َح ِ�س ْب َت
ل�س َ ْ
كان ِم ّنا
وا ْنقَ�سى ما َ ـك َد ْربي َت َد ْر ُب َخــا َلف ْ
عرية ،ولغة
ال�س ّ
وال�سورة ّ
ومان�سية من حيث :بناء الق�سيدة ،والعاطفةّ ،
ّ والر
الكال�سيكية ّ
ّ - 5وازِ ن بين
ال�سعر.
ّ
الرومان�سية في
ّ أهم خ�سائ�س
ثم ا�ستخل�س منها ا ّ
ال�سابيّ ،
لل�ساعر اأبي القا�سم ّ
- 6اقراأ الأبيات الآتية ّ
العربي الحديث:
ّ الأدب
َــد ْر ــد اأَ ْن َي ْ�س َت َ
جيـب الق َ فَـال ُب َّ ـب َي ْو ًمـا اأَرا َد َ
الحيـا َة ال�س ْع ُ
اإذا َّ
َ ــد ل ْلق َْي ِ َ يـــل اأَ ْن َي ْن َجلـــــــي
ــد اأ ْن َيـ ْنك ِ�س ْ
ـــــر ول ُب َّ ــد ِل َّل ِ
ول ُب َّ
ــرت ََب َّخ َر فــــي َج ِّـوهـا وا ْن َـد َث ْ الح ِ
يـاة وم ْن َلـم ُيعا ِن ْقـ ُه َ�س ْـوقُ َ
َ
الم ْ�س َتـ ِت ْـر َو َح ّـد َثنــي ُر ُ
وحـها ُ لــي الكا ِئ ُ
نـات ـت َ ـك قا َل ْ َكذ ِل َ
ال�س َج ْر
َحت َّ
بال وت َ وف َْو َق ِ
الج ِ جـاج
الف ِيـح َب ْي َن ِ و َد ْم َد َم ِت ّ
الر ُ
الح َذ ْر
�سيت َ َر ِك ْب ُت ُ
المنـى و َن ُ غــايـ ٍة اإذا مـا َط َم ْح ُ
ــت اإِلـــى َ
الم ْ�س َت ِع ْ
ــــر ــب ُ ول ُك َّب َة ال َّل َه ِ ال�س ِ
عـاب و َل ْـم اأَت ََج َّن ْب ُو َ
عـور ِّ
()1
َــر
الحف ْـن ُ َي ِع ْ�س اأَ َب َد َّ
الـد ْهرِ َب ْـي َ الج ِ
بـال َو َم ْن ل ُي ِح ُّب ُ�سعو َد ِ
52
ــر؟
الب َ�س ْ ـل ت َْك َـر َ
هيـن َ اأَيــا اأُ ُّم َه ْ �س َل ّما َ�ساأَ ْل ُت:
وقا َل ْت ِل َي الأَ ْر ُ
الخ َط ْـر ــن َي ْ�س َت ِل ُّـذ ُر َ
كـوب َ َو َم ْ موح
الط ِ اأُبارِ ُك في ال ّن ِ
ا�س ا ْأه َل ُّ
ُه َو َ
ـت َم ْهمـا َك ُ
ـــب ْر َو َي ْح َت ِق ُ
ــر ا ْل َم ْي َ الحيا َة
ـب َ الك ْو ُن َح ٌّي ُي ِح ُّ
َــد ْر
جيــب الق َ
َ فَـال ُب َّـد اأَ ْن َي ْ�س َت فـو�س ـت ل ْل َح ِ
يـاة ال ُّن ُ اإِذا َط َم َح ْ
اﻟﻨﺸﺎط
نقدا
الريح" ،واكتب بعد قراءتها ً
الرحمن �سكري ،واقراأ فيه ق�سيدة "اإلى ّ
ال�ساعر عبد ُّع ْد اإلى ديوان ّ
ومان�سي.
ّ الر
مت عن المذهب ّمما تع ّل َ
م�ستفيدا ّ
ً للق�سيدة
()1
الواقعي
ّ المذهب Éãk dÉK
الواقعيون
ّ مثالية .فقد اأخذ
اليومية كما هي من غير ا ّأية ّ
ّ هو المذهب الذي ُيعنى بو�سف الحياة
ِ
والحديث الواقعية
ّ الرومان�سيين مبالغ َتهم في الخيال ،وراأوا اأ ّنهم ابتعدوا عن حياة ال ّنا�س
ّ على
أدبية من م�سكالت الع�سر
ي�ستمد مادته ال ّ
ُّ الواقعي
ّ اليومية ،فالكاتب
ّ عن م�سكالتهم وهمومهم
ت�سويرا
ً الواقعية
ّ و�سخ�سيا ِته من الطبقة الو�سطى اأو طبقة ُ
الع ّمال ،وبذلك تكون ّ الجتماعية،
ّ
ممزوجا ب َن ْف�س الأديب وقدراته الف ّن ّية.
ً للواقع
العربي بم�سكالته
ّ خا�سا ا�ستوحاه من الواقع
ًّ الواقعي َن ْه ًجا
ّ العربي
ّ وقد َن َه َج الأدب
و�سوروا مظاهر الحرمان والبوؤ�س
َّ عيوب المجتمع،
َ أدباء
يا�سية ،فاأبر َز ال ُ
ال�س ّ
الجتماعية وق�ساياه ّ
ّ
وكتب توفيق
َ "الم َّ
عذبون في الأر�س"، الق�س�سية ُ
ّ فكتب طه ح�سين مجموعته
َ �سد الإ�سالح،
َق َ
"ه ْم�س
الق�س�سية َ
ّ وكتب نجيب محفوظ مجموعته
َ "يوميات نائب في الأرياف"،
ّ الحكيم رواية
رقاوي رواية "الأر�س".
ّ ال�س
"الحرام" ،وعبد الرحمن ّ
الجنون" ،ويو�سف اإدري�س رواية َ
53
دية ،الّتي تتناول م�شكالتالواقعي ،منها :الواقعية ال َّن ْق ّ
ّ متعددة في المذهب
جاهات ِّ
ٌ و َث ّم َة ا ّت
ال�شر والف�ساد فيه ،وتقوم بانتقاده تركز ب�شكل كبير على جوانب ّ المجتمع وق�ضاياه ،ولك ّنها ِّ
الق�صة والرواية
و�إظهار عيوبه وت�سليط ال�ضوء عليها ،وتكتفي بذلك من غير �إيجاد الحلول .و ُت َع ّد ّ
الم�سرحية.
ّ أكبر وتليهما
النقدية ال َ
ّ الواقعية
ّ َ
مجال
قائما على ت�صوير
أدبي ً
اال�شتراكية ،وهي تجعل العمل ال ّ
ّ بالواقعية
ّ نوع ُعرِ ف
الواقعية ٌ
ّ ومن
قي بين طبقة العمال والفالحين من جهة وطبقة الر�أ�سماليين والبرجوازيين من جهة ال�صراع َّ
الط َب ّ ّ
والع ّمال
لل�شرور في الحياة ،ف َتدي ُنها وتك�شف عيوبها ،وتنت�صر للفالحين ُ
م�صدرا ّ
ً ثانية ،وتجعل الثانية
اً
حلول للم�شكالت التي تتناولها. تقدم
اال�شتراكية ِّ
ّ والواقعية
ّ و ُتظهِ ر جوانب الخير والإبداع فيهم.
أردني �أمين فار�س َم ْل َح�س ،هو
للقا�ص ال ّ
ّ ق�ص�صي مم ِّثل لهذا المذهب
ّ ونقف هنا على نموذج
ق�صة بعنوان " نظر ٌة ِمل�ؤها ال ُ
أمل" : ّ
الحي ا ّلذي �أَ ْق ُط ُن فيه مناديًا على ب�ضاع ِته من َ
الخ ْ�ضراوات، ّ المتجول في
ِّ �صوت البائع
ُ ارتفع
َ "
أنتقي ما والم ْلفوف. ِ
والباذ ْن ِ كالب َن ِ
خرجت من الباب لكي � َ ُ جان ،وال َق ْرنبِيطَ ، دورة ،والكو�سا، َ
ِ
تبحثان بتين �إلى َك ْومة الخ�ضار م�صو ِ
َّ ناي ولما و�ص َل ْتني َ
العرب ُة كانت َع ْي َ َي ْحلو لي من َخ ْ�ضراواتهّ ،
جان ا�سوِ دا ًدا ،و�أكثرِ َم ْلفوف ٍة التفافًا ،و� ْأي َن ِع
باذ ْن َأ�شد ثمرة ِ
أر�ش ِق كو�ساية ،و� ِّ
حبة َب َندورة ،و� َ
عن �أح�سن ّ
ناي على فوقعت َع ْي َ
ْ ؤال المعهو َدِ :ب َك ْم؟
ورفعت ر�أ�سي �إلى البائع لكي �أ�س�أ َله ال�س� َ ُ َق ْر َنبيط ٍة ُن ً
�صوعا.
أعرف هذا الوج َه َ
قبل فر ْ�ست في وجهه�َ ،أ ُتراني � ُ الع�شرين من ُع ُمره ،و َت ََّ �شاب �صغير َل ّما يبلغ وجه ٍّ ِ
حت على �شر َع في االنتقاء ،ولك ّني َل َم ُ َ كل حال ما لي وما َله .و� ُ الآن؟ على ّ
الع َربة لكي �أ َ أكببت على َ
�شبيها ب�شعوري �أنا ومي�ض غريب في عي َن ْيه عن �شعور َيخا ُله ً ٌ م�شروع ابت�سام ٍة خفيفة ،و َن َّم َ ِ
�شفتيه
وانتقيت َ�ش ْروتي
ُ والخ ْلق كثير. الدنيا وا�سعة َ حال ّراه قد ر�آني هو ال َآخر من َق ْب ُل؟ على � ّأية ٍ نحوه� .أَ ُت َُ
ن�سيت الكو�سايات، َ أحم َلها في �س ّلتي �إلى داخل بيتي و�إذا به يناديني قائلاً :يا �أ�ستاذُ، وه َم ْم ُت �أن � ِ َ
عدت �إلىُ ِ
وعينيه. مرة ثانية على وجهِ ِه وابت�ساما ِته ود َعها �س ّلتي فوقع ب�صري ّ وا�ستدرت لكي أُ� ُِ
اب .و َن ِ�ش َبت المعركة ،وقد ال�ش َّ
أيت هذا ّ أ�ستعيد �أين ر� ُ
َ ريد �أن � ٍ
وعناد �أُ ُ داخل بيتي و�أنا � ّ
أفك ُر ب�إ�صرارٍ
ال�سينمائي في
ّ ال�شريط
مخيلتي ك�أ ّنها َّ ال�ص َو ُر في ِّتتابعت ُّ الحظ ،فقد َ ّ لح ْ�سنكانت معرك ًة ق�صيرة ُ
كثيرا.
أ�سرع منه ً و�ضوحها وجالئها ،ولك ّنها � ُ
54
جيدة.
�سبق �أن عرف ُته معرف ًة ّ
اب ،ال بل لقد َ
ال�ش َّ
أيت هذا ّ
�سبق � ْأن ر� ُ
نعم ،لقد َ
الم ّجانية التي َيعمل فيها َّ
موظ ًفا ،والتي يتر َّدد عليها طبيبا من �أ�صدقائي في العيادة َ
أزور ً
كنت � ُ
ُ
فت فيها تلك
حمل في يده �أوراقًا َع َر ُ ال�ش ْعب من مخت ِلف الطبقات ،وجاء َد ْور ٍّ
�شاب �صغير َي ِ �أفرا ُد َّ
رفع
ثم َبيب منه ،و�أخذ ُيمعن النظر فيهاّ ، رات التحليل ،فتناو َلها ّ
الط ُ مختب ُ
َ النماذج ا ّلتي ت�ستعملها
مبت�سما:
ً اب الواقف �أمامه ،وقال له
ال�ش ِّ
ب�صره �إلى ّ َ
و�صحتك ممتازة.
ّ �أُه ِّن ُئك يا ابنيُّ ،
كل �شيء على ما ُيرام،
مري�ض� ،أُ� ِّؤكد لك �أ ّنني مري�ض.
ٌ دكتور،
ُ -ولك ّنني ،يا
المرة الما�ضية ال ت�شكو �شي ًئا � اّإل �أَ َل ًما في مري�ضا� ،إ ّن َك � َ
أتيت لي في ّ ً ل�ست
َ � -إ ّن َك ،يا ّ
بني،
ْ فح�صا دقي ًقا ف َل ْم �
أكت�شف في � ّأي جهازٍ من �أجهزتك �أدنى َخ َلل، ِ
بفح�ص َك ً الر�أ�س ،ومع ذلك ُ
قمت
اً
مجال �شير بما ال َي َد ُع
مختبر التحليل ،وها هي ذي نتيج ُة ال ّتحليل ُت ُ
َ فحول ُتك �إلى ولم �أكْ ِ
تف بذلك َّ ْ
ال�سالمة.
ينتظرون َد ْو َرهم ،مع ّ
َ فهمت؟ َع َ�شرات المر�ضى ُ
غيرك َ لل�ش ِّك �أ ّن َك ٌ
�سليم ُمعافًى ،هل ّ
فانفجر
َ ال�سيطر َة على َن ْف�سه
ع�صبية �أفقد ْته ّ
ّ اب َن ْوب ٌة كالمه ح ّتى اع َت َرت ّ
ال�ش َّ أتم الطبيب َوما � ْإن � َّ
�صائحا:
ً في وجه ّ
الطبيب
�س بالألم ال � َ
أنت .ماذا أنت �أدرى م ّني ب َن ْف�سي؟ �أنا ا ّلذي �أَ ُح ُّ
مري�ض� ،أنا مري�ض ،هل � َ
ٌ ولك ّنني
ال�ضخم َة ،ولك ّنكم ال ت�شعرون بم�صائب ال ّنا�س.
َي ُه ُّمكم �أنتم؟ �إ ّنكم َتقبِ�ضون رواتبكم ّ
�شاب ِّ
متعط ٌل عن �سك� ،إ ّن َك ٌّ
ج�سمك� ،إ ّنها في َن ْف َ
َ بنيّ � ،إن م�شكل َت َك لي�ست في
ا�سمع ،يا ّ
ْ -
حاقد
ٌ تجد �إلى ذلك �سبيلاً ،ف� َ
أنت �إذًا َبرِ ٌم بالحياة، َ
ت�شتغل وال ُ هنالك �أ ّن َك تريد �أن
َ العملُّ ،
وكل ما
الر�أ�س ا ّلذي ت�شكو منه. �سك وعلى ال ّنا�س �أجمعين ،وهذا ك ُّله ِّ
ي�سب ُب َ
لك َو َجع ّ على ن ْف َ
الت
أخذت َع َ�ض ُ
�سحرية ،ف� ْ
ّ ع�صاالكالم ح ّتى �أ�ضحى َك َم ْن َم َّ�سته ً
َ اب هذا وما � ْإن َ�س ِم َع ّ
ال�ش ُّ
الكر�سي ُد ْفع ًة واحدة ،و�أخفى ر�أ�سه بين
ّ ج�سمه المتوتر ُة تتراخى ،و َتداعى ج�سمه المت�ش ِّنج على
�ش في بكا ٍء �صامت. يديه و�أَ ْج َه َ
َ دكتور ،ال ُت�ؤاخذْ ني� ،
أرجوك. ُ جدا يا
ف ًّ
ف ،مت� ِّأ�س ٌ
�أنا مت� ِّأ�س ٌ
بني. َ
عليك يا ّ -ال ب� َأ�س
رفع ر� َأ�سه ،وقال ب َن ْبر ٍة وا�ضحة هادئة:
دمعه َ
ف َوك ْف َك َ
وعيه َ
ثاب �إليه ُ
ولما َ
ّ
55
باهرا في
نجاحا ًً الثانوية ،ونجحتّ أكملت درا�ستي
ُ �شاب �
ٌّ دكتور� ،أنا
ُ �أرجو المعذر َة يا
تنتظر َ�شهادتي
ُ ِ
الفقيرة ا ّلتي كانت ال�شهادة ،و�أنا ال ُ
أمل الوحيد لعائلتي وح�صلت على َّ
ُ االمتحان،
وكل هذه الألوف الم�ؤ َّلفة ولكن الم�شكل َة � َّأن �أمثالي ُي َع ّدون بال ِ
ألوفُّ ، ّ ال�صبر،
وتوظيفي بفارغ ّ
تريد الوظيفة.
نجحت في
َ دمت قد
ني ،ما َ
ا�سم ْع يا ُب ّ
ال�شاغرة؟ َ
ألوف الوظائف ّ -وهل ُي ْع َق ُل � ْأن َ
توج َد لهم � ُ
أي�ضا ،وعق ُلك �سليم. الباهر فهذا يعني �أ ّن َك ٌّ
ذكي � ً َ جاح
االمتحان هذا ال ّن َ
َ � -أرجو َ
ذلك ،و�
أ�شكرك.
نحن م َّت ِف ِ
قان. �ذًاُ ،
-إ
طبعا. ً -
طبعاً ،
مري�ض �أم ال؟
ٌ � -اّإل في �شي ٍء واحد ،وهو هل � َ
أنت
عوجاء ،وط�أط�أَ ر�أ�سه خجلاً وهو يقول :وفي هذه
ُ اب ابت�سامة وارت�سمت على َ�ش َف َت ِي ّ
ال�ش ِّ ْ
مري�ضا.
ً نحن م َّت ِفقان يا دكتور� ،أنا ُ
ل�ست أي�ضا ُ
� ً
فهمت؟
َ بني ،هل
وا�سع ف�سيح يا ّ
ٌ ج�سم �سليم وعقل �سليم وميدان الحياة
ٌ -عال ،عال،
الطبيب ،ونظر �إليه َن ْظر ًة ِمل�ؤها ال ُ
أمل ،وقال: اب ر�أ�سه �إلى ّ ورفع ّ
ال�ش ُّ َ
أذن وان�صرف ".
و�شكره وا�ست� َ
َ ف�صافح ّ
الطبيب َ كر�سيه
ّ فهمت .ونه�ض عن
ُ نعم،
الواقعية من غير
ّ و�شخ�صيا ِتها من حياة ال ّنا�س
ّ ق�صته و�أحدا َثها
معاني ّ
َ ا�ستمد
َّ القا�ص
َّ لحظ � ّأن
َن َ
االجتماعية ا ّلتي ُيعانيها كثير من ال ّنا�س،
ّ ف�صو َر واحد ًة من الم�شكالت � ٍ
إغراق في العاطفة والخيالَّ ،
بتفوق ،وال يجد عملاً ،وحين َ
�شعر ب�أ ّنه ذكي و�أنهى درا�سته ّ
�شاب فقير ،ولك ّنه ّ
ق�صة ٍّ
وتتم َّثل في ّ
توج َه �إلى عيادة ّ
الطبيب. مري�ض ّ
الواقعية،
ّ اليومية بما يوافق ر�ؤيته
ّ �ستم ّد ًة من لغة الحياة
وتراكيبه ُم َ
ُ وقد جاءت �ألفاظ الكاتب
ن�سيت الكو�سايات ،عال ،عال".
َ مثل" :كو�ساية�َ ،ش ْر َوتي ،يا �أ�ستاذُ،
اب الفقير
بال�ش ِّ
والع ّمال المتم ِّثلة ّ
ال�صراع بين طبقة الفالحين ُ
ق�صته �شي ًئا من ّ
و�صو َر الكاتب في ّ
ّ
والبرجوازيين المتم ِّثلة ّ
بالطبيب "ماذا َي ُه ُّمكم �أنتم؟ إ� ّنكم َتقبِ�ضون رواتبكم وطبقة الر�أ�سماليين ُ
ال�ضخم َة ،ولك ّنكم ال ت�شعرون بم�صائب ال ّنا�س".
ّ
56
الجتماعية الّتي عر�سها في ّ
ق�سته ،وتم ّث َل ذلك في عدم ّ حال للم�سكلة
و�سع الكاتب ًّ
َ ثم
ّ
واقع ا َ
أف�سل بما واقعه اإلى ٍ
فغي َر بذلك َ
الخ ْ�سراواتَّ ،
اب للوظيفة ،ولجوئه اإلى مهنة بائع َ
ال�س ِّ
انتظار ّ
ال�ستراكيين في تح�سين حياة ال ّنا�س واإ�سالح م�سكالتهم.
ّ الواقعيين
ّ ي ّتفق وغاي َة
العربي
ّ الواقعي يف الأدب
ّ خ�شائ�س املذهب
ويبتعد عن الإغراق في العواطف والخيال.
ُ �سو ُر الواقع
ُ - 1ي ِّ
المجتمع،
َ اتيةَ ،فين ُقد بعيدا عن ّ
الذ ّ مو�سوعيا ً
ًّ عر�سا
الجتماعية ،ويعرِ ُ�سها ً
ّ ُ - 2ي ِّ
رك ُز على الق�سايا
ويقترح بع�س الحلول المنا�سبة.
ُ ويبحث عن م�سكالته،
ُ
والم�سرحية.
ّ والروائية
ّ الق�س�سية
ّ أكبر على الكتابة
يعتمد ب�سورة ا َ
ُ -3
الأ�شÄلة
العربي الحديث.
ّ الواقعي في الأدب
ّ و�سح المق�سود بالمذهب
ِّ - 1
العربي.
ّ الواقعي في الأدب
ّ ظهور المذهب
َ - 2ع ِّلل
در�ست.
َ مما
الواقعي ّ
ّ عدد ا ّتجاهات المذهب
ِّ - 3
ال�ستراكية؟
ّ والواقعية
ّ النقدية
ّ الواقعية
ّ - 4ما الفرق بين
الرومان�سي من ناحي َتي :الألفاظ ،والمعاني.
ّ الواقعي والمذهب
ّ - 5وازِ ْن بين المذهب
الواقعي ،في را َ
أيك؟ ّ أدبية ً
تمثيال للمذهب أكثر الفنون ال ّ
والم�سرحية ا َ
ّ والرواية ِ - 6ل َم كانت ّ
الق�سة ّ
قدية.
للواقعية ال ّن ّ
ّ لق�سة اأمين فار�س َم ْل َح�س الّتي در�ستها ل ُت َ
�سبح مم ِّثل ًة تخي ْل نهاي ًة اأخرى ّ
َّ - 7
اﻟﻨﺸﺎط
رنامج �سانع الأفالم ) (Movie Makerق ُْم باإعداد فيلم ق�سيرٍ عن بع�س اأ ْتباع المذهب
با�ستخدام َب َ
�سخ�سية له.
ّ ومورِ ًدا �سور ًة
أ�سهر اأعمالهُ ،
وبلده ،وا َ العربيِ ،
ذاك ًرا ا�سم الكاتبَ ، ّ الواقعي في الأدب
ّ
57
()1
مزي
الر ّ
المذهب ّ É©HGQ
k
ِ
الكامنة في َن ْف�س الأديب .ويرى أدبي يعتمد الإيحاء في ال ّتعبير عن المعاني
مذهب ا ّ
ٌ مزي ُة
الر ّ
ّ
أدق من محاولة ال ّتعبير عنها في ذاتها؛ لذا
أ�سحابه ا ّأن ال ّتعبير عن الأ�سياء َح َ�س َب تاأثيرها في نفو�سنا ا ُّ
ُ ا
إيحائيا يوحي
رمزيا ا ًّ
عدا ًّ
معينة ُت ْ�سفي عليها ُب ً ٍ
�سياقات َّ ؤون اإلى ا�ستخدام الألفاظ والتراكيب في
َيلجو َ
الفنية ا ّلتي ت�ساعد على تكثيف الإيحاءات
للقارئ بالمعنى الذي يريده الأديب .ومن اأدواتهم ّ
ال�سعر ومو�سيقاه.
الخا�س ُة باإيقاع ِّ
ّ عناي ُتهم
الرمزية في الأدب بما توؤ ّدي اإليه من اإيجاد لغ ٍة جديد ٍة تتجاوز معناها المعجمي،
أهمية ّ
كمن ا ّ
و َت ُ
الجمالي لل ّن�س ،وزيادة
ّ أكثر عم ًقا ،ومن َث ّم ،ال ّنهو�س بالم�ستوى
محمل ًة باأفكارٍ ودللت ا َ
كون َّ
و َت ُ
أقرب اإلى َن ْف�س المتل ّقي.
أكثر ت�سوي ًقا وا َ
وج ْعله ا َ
فاعليتهَ ،
ّ
�سيما �سعر ال َّتفعيلة،
العربي المعا�سر ول ّ
ّ ال�سعر مزية ا ْأن تا َ
أخذ مكا ًنا لها في ِّ الر ّ
وقد ا�ستطاعت ّ
ال�سبـور ،ومحمـود ال�س ّياب ،و�سـالح عبـد ّ
ال�سعـراء ،مثـل :بـدر �ساكر َّ فظه َرت لدى عـدد من ّ
َ
دروي�س ،واأدوني�س ،وغيرهم.
ِ
وخ�سائ�سه ،اإليك هذا الفنية
توجهاته ّ
أهم ُّ
وتقف على ا ّ
َ ولتتعر َ
ف هذا المذهب عن ُق ْرب، ّ
"ر َح َل ال َّنهار" ،ا ّلتي َن َظ َمها
ال�س ّياب من ق�سيدته َ
العراقي بدر �ساكر َّ
ّ لل�ساعر
عري ّ
ال�س ّ
قطع ِّ
الم ََ
ا�ستد عليه المر�س في اأحد م�ست�سفيات الكويت ،يقول: ُم ِ
خاط ًبا امراأ ًة حين َّ
َر َح َل ال َّن ْ
هار
()2
نار ها اإِ ّن ُه ا ْن َط َفاأَ ْت ذُبا َل ُت ُه على اأُ ُفقٍ َت َو ّه َج َ
دون ْ
فار رين َع ْود َة ِ�س ْن ِدبا َد ِم َن ّ
ال�س ْ ل�س ِت َتن َت ِظ َ وج ْ َ
والرعو ْد ِ
وا�سف ُّ �سر ُخ ِمن َورا ِئ ِك َ
بالع والب ْح ُر َي ُ
َ
لن َيعو ْد، هو َْ
َاأ َوما َع ِل ْم ِت ِباأ ّن ُه اأَ َ�س َر ْت ُه اآ ِله ُة الب ْ
ِحار
58
حار؟
والم ْ
الد ِم َ في َق ْلع ٍة َ�س َ
وداء في ُج ُزرٍ ِمن َّ
لن َيعو ْد،
هو ْ َ
َر َح َل ال َّن ْ
هار
لن َيعو ْد َف ْل َت ْر َحليَ ،
هو ْ
العام للمقطع ِبما
والجو َّ
َّ فق رمزيا � ًّ
إيحائيا ي ّت ُ اب اللغ َة في هذا المقطع توظي ًفا ًّ
ال�س ّي ُ
ف ّ فقد َّ
وظ َ
إيحاء ِبفقدان
"ر َح َل ال َّنهار" � ٌ �شيع فيه من ٍ
حزن و�شعور بالألم والفراق نتيجة المر�ض ،فـال ّتعبير َ َي ُ
والرعود"
ي�صرخ بالعوا�صف ّ
ُ بال�شفاء والي�أ�س من العودة �إلى الوطن وال ِأح َّبة ،و"البحر ا ّلذي
أمل ّال ِ
والدم
والج ُزر َّ
ُ ال�سوداء
وع َقباتها ،و"القلعة ّ وتحدياتها َ
ِّ إيحاء بهموم الحياة و�أحزانها و�آالمها
� ٌ
إيحاء بالمر�ض الّذي �أ�ضحى ِ�س ْج ًنا يعي�ش فيه ّ
ال�شاعر يم َن ُعه من وطنه و�أهله. والمحار" � ٌ
َ
الفنية ،وزادت من لحظ � ّأن الرمزية �أَ
ولع ّلنا َن َ
دالليا على المقطع ،وارت َق ْت بقيمته ّ
�ضفت عم ًقا ًّ
ْ ّ
إيحائية فال�ص َور جاءت مركَّ ب ًة حا ِفل ًة ّ
بالدالالت ال ّ عما في �أغوار نف�سهُّ ،
ال�شاعر على ال ّتعبير ّ
قدرة ّ
"ر َح َل ال َّنهار" ال يتو ّق ُ
ف على ت�شبيه ال َّنهار ال�شاعر وما ُيعانيه ،فقوله مثلاً َ :
نف�سية ّ
ّ ا ّلتي تعك�س
�صرخ" ال
"والبحر َي ُ
ُ وح ًيا ِبفقدان الأمل والي�أ�س ،وكذا قو ُله: رحل َح ْ�س ُب ،و�إ ّنما جاء ُم ِ ب� ٍ
إن�سان َي َ
ِ
و�ضيقها ال�شاعر
�صرخ ،و�إ ّنما َتجاو َز ذلك �إلى ق�سوة الحياة على ّ يتو ّقف على ت�شبيه البحر ب� ٍ
إن�سان َي ُ
و�صعوب ِتها.
ال�س ّياب هذه في �إطار َ�ش َبك ٍة من َ
العالقات المترابطة؛ وال�ص َور في ق�صيدة ّ
�ضافرت الألفاظ ُّ
لقد َت َ
متنوعة.
غنية ِّ
رمزي يوحي بدالالت ّ
ّ جو
�ساعد على �إحداث ٍّ
َ ما
العربي
ّ مزي يف الأدب
الر ّ
خ�صائ�ص املذهب ّ
العادية في ر�أي
ّ بو�صفها �أدا ًة فاعلة لل ّتعبير؛ ل ّأن ال ّلغة
إيحائية ْ
مزية ال ّ الر ّ
�ستخدم ال ّتعبيرات ّ
ُ َ - 1ي
عما في ال َّن ْف�س من �أفكار وم�شاعر.عبير ِب ُع ْمقٍ ّ
ت�ستطيع ــ في كثيرٍ من الأحيان ــ ال ّت َ
ُ الرمزيين ال
ّ
الخا�صة.
ّ عرية المنب ِثقة من اختيار الأوزان والألفاظ
ال�ش ّ
- 2يعتني عناي ًة فائق ًة بالمو�سيقا ِّ
59
الأ�شÄلة
العربي الحديث.
ّ مزي في الأدب
الر ّ
و�سح المق�سود بالمذهب ّ
ِّ - 1
مزي. - 2ع ِّل ْل َكثر َة ا�ستخدام الرمز لدى اأتباع المذهب ّ
الر ّ
أدبي؟
الن�س ال ّ - 3كيف ُت ْ�سهِ ُم ّ
الرمزي ُة في الرتقاء بم�ستوى ّ
عريين ال َآتيين ،ثم ِّبين ما توحي به الألفاظ والتراكيب التي تحتها ّ
خط في ّ
كل ال�س َّ
طعين ِّ
الم ْق َ
- 4اقراأ َ
منهما م�ستعي ًنا بال�سياق:
محم ٍد � -س ّلى
�سيدنا َّ
وف�س ِل ِّ
عبر التاريْ ،ï ِ
ودورهم َ ين،
الها�سمي َ
ّ اأ -قال حيدر محمود عن
الب�سرية:
ّ اهلل عليه و�س ّلم -على
ون:
مي َ ِ
ها�س ّ
اأَ ْيقَظوا َّ
ال�س ْم َ�س فينا
َتفا�س َتفاق ْ
ْ
ِم ْن َب ْع ِد ُط ِ
ول ُر ِ
قاد..
واأَعادوا َو ْج َه َ
الح ِ
ياة،
اإِ َل ْيها...
ِل َيكونا َم ًعا على ِ
ميعاد
�سطيني:
ّ ال�سعب ِ
الف َل ب -قالت فدوى طوقان في ن�سال َّ
الم ِ
يدان داح في َ
ولن َي ْن َ
ْ
َوق ِج ِ
باهنا ال َّت َع ُب ف َ
رتاح
لن َن َ رتاحْ ،
ولن َن َ
ْ
طر َد الأَ َ
�سباح ح ّتى َن ُ
ربان ُّ
والظ ْلم ْة ِ
والغ َ
60
- 5وازِ ْن بين معنى "البحر" في قول ّ
ال�س ّياب وهو في ال ُغ ْربة:
كون و أَ� ْن َت �أَ ْب َع ُد ما َت ْ
كون الب ْح ُر �أَ ْو َ�س ُع ما َي ُ
َ
والب ْح ُر دو َن َك يا ِعراقْ
َ
ومعنى "البحر" في قول خليل ُم ْطران:
ــوجـا ِء
اله ْ يــاح ِ
ــه َ جـيـبـنـي ِبــرِ ِ
ف َُي ُ واطريراب َخ ِا�ض ِط َ
الب ْحرِ ْ ٍ
�شاك �إلى َ
وال�شعـور
إح�سا�سه بالألم ّ
َ رحل)َ ،ي ِ�ص ُف فيه �
(�شتاء ال َي َ
ٌ آتي من ق�صيدة تي�سير �سبـول
طع ال َالم ْق َ
- 6اقر أ� َ
مزي فيه:
الر ّ أهم َم ِ
المح المذهب ّ تبي ْن � ّ
ثم َّ
وال�سعادةّ ،
بتغير حاله �إلى ال َف َرح ّبال�ضياع وتفا ؤ� َله ُّ
َعلى أُ�ف ِْقنا َت َت َم ّطى ال ُغيوم
ال�سماء جوب ِب ُب ْط ٍء ُت َ
خوم َّ َت ُ
وتو�ش ُك َت ْه ِم ُ�س � َّأن ِّ
ال�شتاء ِ
َتناهى
وو َّد َع �أَ ّي َامنا
َ
ر�ض �أَ ْح َ
المنا وخ َّل َف في الأَ ِ
َ
ُوعو ًدا ِ
بخ ْ�صب
مارا ِل ُح ّب
ِث ً
والم َطر
مير ال َّثرى َ
عاه َ�ض ُ َو َ
61
اﻟﺪراﺳﻲ ّ
اﻟﺜﺎﻧﻲ ّ اﻟﻔﺼﻞ
62
WO�dF�«
Ò W�ö��«
63
اﻟﻮﺣﺪة
ِﻋﻠﻢ اﻟ َﺒﺪﻳﻊ اﻟ ّﺮاﺑﻌﺔ
64
جوه تح�صين الكالم وتزيينه ،وهو ق�صمان:
ُعرف به ُو ُ البديع هو ِ
العلم الذي ت َ بك �صابقًا ا ّأن ِعلم َ
مر َ
َّ
راجعا اإلى المعنى.
ً كون ال ّتح�صين فيه
معنوي َي ُ
ّ راجعا اإلى اللفظ ،وال َآخر
ً كون ال ّتح�صين فيه
لفظي َي ُ
ّ
ح�صنات اللّفظيّة
الم u
ُ
ال�ص ْدر.
الع ُجز على َّ
ور ّد َ
وال�ص ْجعَ ، اللفظية كثيرة ،اأ�صهرهاِ :
الجنا�سَّ ، ّ البديعية
ّ ح�صنات
الم ِّ
ُ
ِ -1
الجنا�س
اأ -مفهوم ِ
الجنا�س
الجنا�س تا َّأمل الآية الكريمة الآتية: ف مفهوم ِ لتتعر َ
َّ
(�صورة الروم ،الآية )55 { }
لفظ ْي ِن متوا ِف َق ِين في ال ُّن ْطق "�صاعة� ،صاعة" ،ولك َّنهما
لحظ في الآية الكريمة ُورو َد َ لعلك َت َ
مختلفان في المعنى ،فـ"�صاعة" الأولى ا�صم يعني القيامة ،و"�صاعة" الثانية ا�صم بمعنى
الز َمن.
الجزء من َّ
آتي:
أي�صا القول ال َ
وانظر ا ً
الجار و َل ْو َ
جار. َ ْار َع
قان في ال ُّن ْطق "جار ،جار" ،والأول ا�صم بمعنى لفظان متوا ِف ِ
ِ فقد ور َد في القول كذلك
فعل بمعنى َظ َل َم.ال�ص َكن ،وال ّثاني ٌ
المجاوِ ر في َّ ُ
�صمى ِج ً
نا�صا. وم ْث ُل هذا ال ّتوافق بين الألفاظ في ال ُّن ْطق والختالف في المعنى ُي ّ ِ
ن�صتنتج اأ ّن:
الجنا�س :هو َتوافُق َ
اللفظ ْي ِن في ال ُّن ْطقَ ،
مع اختالفهما في المعنى. ِ •
ب -نَ ْوعا ِ
الجنا�س
ِ .1
الجنا�س التّ ّام
تمام ِ
ماد ًحا: تا َّأمل قول اأبي ّ
()1الك ِ
تائب العوالي في ُ�صدورِ َ
دور َ جاب ْت َق ْ�ص َط َل َ
الح ْر ِب َ�ص َّدعوا ُ�ص َ الخ ْي ُل َ
اإذا َ
( )1ق َْ�صطل الحرب :غبار الحرب.
65
الرماح ،وال َآخر "�صدور"بمعنيين مختل َفي ِن ،ال ِ َ
أول �أعالي ِّ ْ َْ ور َد في هذا المثال لفظ ُ
اللفظ ْين َتوافَقا في :الحروف ،وعددها ،وترتيبها، َ ونجد � ّأن
ُ ُنحور الأعداء،
التام".
"الجنا�س ّالجنا�س ِ
�سمى هذا النوع من ِ وي ّ وح َركاتهاُ ، َ
بعد َوفا ِته: ف أ�َ َحد ُ
الم ِ
ح�سنين �إليها َ ثم انظر قول امر�أ ٍة محتاج ٍة َت ِ�ص ُ ّ
كان ذا ِه َب ٍة ف أَ� ْموا ُل ُه ِ
ذاه َب ٌة. َ
وتجد الألفاظ "ذا ِه َبة"
ِ بـ"الزوال"،
َّ تجد �أ ّنها و�ص َف ْته بـ "العطاء" ،و�أموا َله
ْ
وح َركاتها ،واختلفت و"ذاه َبة" َتواف َقت في نوع الحروف ،وعددها ،وترتيبهاَ ، ِ
�صاحبِ ،
و"ه َبة" بمعنى في المعنى ،فـ "ذا ِه َبة" يت أ�لّف من كلمتين" :ذا" بمعنى ِ
ِ
و"ذاه َبة" بمعنى زائلة. عطاء،
�أي � ّإن ِ
الجنا�س ال ّت ّام ي�أتي بين كلمتين ،وقد ي�أتي بين �أكثر من كلمتين عند َتوافُق
اللفظ.
ِ . 2
الجنا�س غير التّ ّام
ت� َّأمل الأمثلة الآتية:
(�سورة النمل ،الآية )22 { -قال تعالى} :
الو َط ِن. �سور َ عال َت ْح ِ
ميه ُن ُ �سور ِبالدي ٍ فتخر بجنود بالدهُ : -قال �أردني َي ِ
ٌّ
بين ف ََّك ْي ِه و أَ�ط َل َق ما َ
بين َك َّف ْي ِه. م�س َك ما َامر�أً �أَ َ َ
قيل في الأ َثرَ :ر ِح َم اهلل ُ َ َ -
بالع ْب َر ِة ف َن َز َل ْت ِم ْن َع ْيني َع ْب َرةٌ.
ق�صة م�ؤ ِّثرة :ا ّت َع ْظ ُت ِ
�شاب عند �سماعه ّ -قال ٌّ
"�س َب أ� و َن َب�أ" في المثال ال ّأول ،وكان االختالف في نوع الجنا�س بين َ
اللفظ ْين َ وقع ِ
فقد َ
ووقع بين "�سور و ُن�سور" في المثال
َ الحروف "ال�سين والنون" مع تَوافُق �سائرها،
وك ّف" في المثال َك َ
ووقع بين "ف ّ
َ الثاني ،وكان االختالف في عدد الحروف،
وع ْبرة" في المثال ووقع بين ِ
"ع ْبرة َ َ الثالث ،وجاء االختالف في ترتيب الحروف،
�سمى هذا النوع ِ
"الجنا�س غير ال ّت ّام". وي ّالح َركاتُ .
الرابع ،وكان االختالف في َ
وبين نوعالجنا�سِّ ، ِ -
عد ال َآن �إلى المثا َل ْي ِن الواردين في فاتحة الحديث عن ِ
ِ
الجنا�س في ّ
كل منهما.
66
جيب با ّأن توظي َفه ُي ْ�صفي
الجنا�س في الكالم ،ف ُن ُ ُ
تت�صاءل عن �صبب توظيف ِ وقد
أكثر قبو ًل وا َ
أكثر ا�صتح�صا ًنا للمعنى الذي اأراده إيقاعيا يجعل المتل ّقي ا َ
مال ا ًّ َج ً
أحب ِته:
المتك ِّلم ،ولتاأكيد ذلك تا َّأمل قول الخليل بن اأحمد وا�ص ًفا ِفراق ا َّ
ـروب الجيـران ِع َ
نـد ال ُغ ِ ُ اإ ْذ َر َح َ
ـل يـا َو ْي َح َق ْلبي ِمن َدواعي َ
الهوى
()1
ـروب ــي َك َف ْي ِ
ـ�س ال ُغ ِ ـــع َعي َن َّ
و َد ْم ُ ــد اأَ ْز َمعــوا
اأ ْت َب ْع ُت ُه ْـم َط ْرفــي و َق ْ
نوعا من
مرتين في الكالم ُي ْ�صفي عليه ً لحظ ا ّأن ورود كلمة "ال ُغروب" ّ فلع ّل َك َت َ
الإيقاع المو�صيقي الذي له اأ َثر وا�صح في َن ْف�س المتل ّقي.
ن�صتنتج اأ ّن:
نوع ْي ِن: • ِ
للجنا�س َ
وح َركاتها. فق فيه ال ّل ِ
فظان باأربعة اأمور :الحروف ،وعددها ،وترتيبهاَ ، ال ّت ّام :ما ا َّت َ ¡
ِ
اللفظان في واحد من الأمور الأربعة ال�صابقة. اختلف فيه
َ غير ال ّت ّام :ما ¡
فـائـدة
بيتين اأو في جمل ٍة اأو جملتين ،وكلما
تجاوري ِن في بيت ِ�صعر اأو ِ ْ الجنا�س بين َ
لفظ ْين ُم - 1يكون ِ
باعدهما. متقارب ْين كان اإيقاعهما اأَ ْط َر َب َّ
لل�ص ْمع من َت ُ َ كانا
أ�صلية ،ول يتاأ َّثران بما يت�صل بهما ،مثل" :األ" ال ّتعريف، ِ
المتجان�صان في البِنية ال ّ ِ
اللفظان - 2ي ّتفق
لفظين كقولهـم:
ِ بالح�صبـان اإذا ور َد ِ
الجنـا�س بين اأكثر من ولكن ُيو َؤخـذ ال�صمير ُ
ْ وال�صمائـر،
الج ْه ِل َت ْجري ِب َك.
ومطايا َ كنت اأَ ْط َم ُع في َت ْجريب َ
ِك َ ُ
وي َ
نظر اإلى الحركات الداخلة في ِبنية الكلمة الجنا�س بالحركات الإعرابيةُ ، - 3ل يتاأ َّثر نوع ِ
إحداهن َت ِ�ص ُ
ف �صديق َتها: َّ فقطِ ،
فالجنا�س في قول ا
بكل َو ْع ٍد َق َط َع ْت ُه.
َ�صدي َقتي َو ْع ُد َتفي ّ
مما ل َعالقة له ببِنية الكلمة.
تام؛ ل ّأن الختالف جاء في الحركات الإعرابية ّ ِج ٌ
نا�س ّ
67
الأ�صÄلة
مما ياأتي: الجنا�س ال ّت ّام في ٍّ
كل ّ حدد َ
لفظي ِ ِّ -1
اأ -قال تعالى}:
(�صورة النور ،الآيتان )44-43 {
التكبرَ " :م ْن زا َد في ال ّت ِيه ل ُي ْع َذ ُر في ال ّت ِيه".
ذم ُّ ب -قال اأَ َحد الحكماء في ّ
ال�صاعر َي ِ�ص ُف حا َله:
جـ -قال ّ
()1
وكان ل َي ِج ُب
َ َو َج َب ال ُفوؤا ُد قد با َن ِت ال ُّن ُج ُب
يا ا ْإخ َوتي ْ
كـان ا َّلذي َي ِج ُب
هكذا َ مــا َ قيــت َب ْع َد ُك ُم
وب ُ فار ْق ُت ُك ْـم َ
مبي ًنا �صبب عدم َتمامه:
الجنا�س غير ال ّت ّام في ما ياأتيِّ ، حد ْد َ
لفظي ِ ِّ - 2
اأ -قال تعالى ِحكايـ ًة عن هـارون ُيخاطـب مو�صـى ،عليهما ال�صالم} :
(�صورة طه ،الآية )94 {
فح ِّ�ص ْن ُخ ُلقي". ب -قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم" :ال ّل َّ
هم َح َّ�ص ْن َت َخ ْلقي َ
هير:البهاء ُز ْ
جـ -قال َ
ـب ِل ٍ
�صــاك ِم ْنـ ُه ِ
�صـاك ْـر فاع َج ْ ــر ِف ْـعـ َلــ ُه َ ُ َ
ْ اأ ْ�صـكـو واأ ْ�صـك ُ
الخ َبر:
د -جاء في َ
نون َل ِّي َ
نون. الموؤْ ِم َ
نون َه ِّي َ ُ
مادحا:
الح ْمداني ً فرا�س َ
ه -قال اأبو ٍ
ـك َاأ ْع َتـرِ ْ
ف وب َف ْ�ص ِـل ِع ْل ِم َ
َ فــود َك اأَغْ َتـرِ ْ ِم ْ
ـن َب ْحـرِ ُج ِ
َ
إجابتك: مو�ص ًحا ا
مما ياأتيِّ ،
كل ّ الجنا�س ال ّت ّام من ِ
الجنا�س غير ال ّت ّام في ّ ميز ِ
ِّ -3
{ اأ -قال تعالى} :
(�صورة العاديات ،الآيتان )8-7
ا�ص ُت ْر َع ْورا ِتنا وا ِآم ْن َر ْوعا ِتنا". ب -قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص َّلم " :ال ّل َّ
همْ ،
وا�صطرب.
َ ( )1ال ُّنجبِ :خيار الإبلَ .و َج َب الفوؤادَ :خ َف َق
68
ور َو ْوا اأَ ْر َ�ص ُه ْم بدماء ُ
الح ِّب والإيثارِ . هام ِتهِ ْم َع ْب َر الأَ ْج ِ
يالَ ، جـ -الأُ ْر ُد ِن ّي َ
ون َر َو ْوا ِق َ�ص َ
�س َ�ص َ
عند ِ
جود ِه. وي ْ�صمو َ جود ِه َ بم ْو ِ الم ْدحَ :ي ْ�صخو َ قال في َ د ُ -ي ُ
الم َع ّر ّي:
ه -قال َ
ال�ص ْعرِ اأو َب ْي ٍت ِم َن َّ
ال�ص َعرِ َب ْي ٍت ِم َن ِّ فالح ْ�ص ُن َي ْظ َه ُر في َ�ص ْي َئ ِين َرو َنقُه
ُ
ال�صاعر:
و -قال ّ
ــت فـي َت ْهذيبِهـامــا َل ْم َت ُك ْن با َل ْغ َ َ�صيــد ًة
َ الـر ِ
واة ق ل َت ْعرِ َ�ص َّن على ُّ
وه ِم ْن َك ُو ِ
�صاو ً�صـا َت ْهـذي ِبهـا َع ّـد ُ ال�ص ْع َر غَ َير ُم َه َّذ ٍب
َفاإِذا َع َر ْ�ص َت ِّ
اﻟﻨﺸﺎط
ال�ص ْيباني،
مدح فيها يزيد بن مزيد َّ
لميته التي َي َ
أن�صاري ،واقراأ َّ
ّ عد اإلى ديوان ُم ْ�صلم بن الوليد ال
ْ
�س ذلك على
ثم اعرِ ْ
كل منهاّ ، وو�صح ِ
الجنا�س في ّ وقع فيها ِ
الجنا�سِّ ، وا�صتخرج منها ثالثة اأبيات َ
َ
زمالئك.
ال�ص ْجع
َّ - 2
أب يو�صي اب َنه: ال�ص ْجع تا ّأمل ما قاله ا ٌ
ف مفهوم َّ لتتعر َ
َّ
طول الأَ َم ِل.
بالع َم ِل ،ل ِب ِ
جاح َنال ال َّن ُُي ُ
الع َمل ،الأَ َمل" في التركيبين ا ّت َفقتا في الحرف الأخير،
لحظ هنا ا ّأن الكلمتين الأخيرتين " َ اإذ َن َ
"الالم".وهو ّ
والب ْغ�س:
الح ّب ُ بالتو�صط في ُ
ُّ ر�صي اهلل عنه ِ -
نا�ص ًحا َ الخطاب - ّ قول عمر بن ثم تا ّأمل َ ّ
"ل َي ُك ْن ُح ُّب َك َك َل ًفا ،ول ُب ْغ ُ�ص َك َت َل ًفا".
"ك َل ًفاَ ،ت َل ًفا" في التركيبين في الحرف الأخير "الفاء".
أي�صا الكلمتان الأخيرتان َ فقد ا ّتف َقت ا ً
ويا ’ يوOّ Dي اEل≈
ال�ش ْ ™éاأن يµون َع ْف v
لح ْ�شن s
وي�ش َت َرط ُ البديعي َSش ْk éعاُ .ّ �شم≈ هòا اللون وي ُّ
ال ّت�صحية بالمعنى.
و�ص ْحه. -ورد في القولين ال�صاب َق ْي ِن ِج ٌ
نا�سِّ ،
69
ن�صتنتج اأ ّن:
ال�ص ْجع :انتهاء العبارتين بالحرف نف�صه.
َّ •
فـائـدة
ال�ص ْجع:
ل ُيح َت َ�صب ما ياأتي من باب َّ
أديب َي ِ�ص ُ
ف �صجرةً: المد "الألف ،والواو ،والياء" في اآخر الكلمة ،كما في قول ا ٍ
- 1حروف ّ
بجذورِ ها في ال َّثرى ،و ُت�صا ِب ُق با ْأغ�صانها ِق َم َم ُّ
الذرا. َت ْ�صرِ ُب ُ
"الراء".
وقع بحرف ّ
فال�ص ْجع َ
َّ
متحر ٌك ،كما في قول مع ِّلم ٍة ُت ْثني على اإحدى طالباتها:
ِّ - 2الهاء في اآخر الكلمة اإذا �صب َق ُه
اإ ْن�صان ٌة ِباأ َد ِبها ،ل ِبزِ يِّها َو َث ْو ِبها.
وقع بحرف "الباء".
فال�ص ْجع َ
َّ
الأ�صÄلة
ال�ص ْجع في ما ياأتي:
و�صح َمواطن َّ
ِّ -1
ف منها ائ َت َل َ
ف ،وما َت َ
ناك َر عار َ واح جنو ٌد ُمج َّندةٌ ،فما َت َ اأ -قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم ":الأَ ْر ُ
ف". منها اخ َت َل َ
ِ
والزدهارِ . وم ِ
وط ُن ال َّنما ِء وال�ص ِتقرارِ َ ، ْ ردن َب َل ُد الأَ ْم ِن
ب -الأُ ُّ
جام َك تا ُّأم ًال". تيِ " :ل َي ُك ْن اإِ ْق ُ
دام َك َت َوكُّ ًال ،واإ ِْح ُ الب ْ�ص ُّ
جـ -قال اأبو ال َف ْتح ُ
د -قال اأحمد �صوقي:
ال�ص ِّر ،الأَ َ
مين عين على ُ
الم َ
الم ِّرُ ،
ريك في ُ "ال ِّث َق ُة َمرا ِت ُب ،فال َت ْرف َْع ِل ُع ْليا َمرا ِتبِها اإ ِّل َّ
ال�ص َ
ال�ص ِّر".
على ِّ
�صوم ٌة بال َف ْخرِ .
وم ْو َ
ال�ص ْخرِ َ ،
�صوم ٌة في َّ
زار مدينة البتراَ :م ْر َ أحدهم حين َ هـ -قال ا ُ
بعد وفاة اأُ ِّمها:
و -قالت اأديب ٌة َ
العطا ِء ،وفي رح ْل ِت واأَ ِ
نت في ِق َّمة َ �صاخ ْت َت ْب َق ْي َن َف ِت َّي ًة ،فقد َ
�س َ "اأُ ّم ُاه ،لو ُك ُّل ِن�صا ِء الأَ ْر ِ
البها ِء" . َ
اأ ْو ِج َ
70
حال ُ
الك ّتاب: و�ص ِف ِ
هاني في ْ َ ِ
- 2قال العماد الأ�ص َف ُّ
كان َ�أ ْح َ�س َن ،ولو زِ َيد
قال في غَ ِد ِه :لو غُ ِّي َر هذا َل َ
وم ِه � اّإل َ
تابا في َي ِ
إن�سان ِك ً
أيت �أ َّن ُه ال َيك ُت ُب � ٌ " إِ� ّني ر� ُ
كان � ْأج َم َل .هذا ِم ْن � ْأع َظ ِم الم ُ
كان َ لكان �أ ْف َ�ض َل ،ولو ُترِ َك هذا َ
لكان ُي ْ�س َت ْح َ�س ُن ،ولو ق ُِّد َم هذا َ
كذا َ
�ص على ُج ْم َل ِة َ
الب َ�شرِ ". ليل على ا�ستيال ِء ال َّن ْق ِ ِ
الع َبرِ ،وهو َد ٌ
الن�ص؟
ت�ستنتجها من ّ ُ �أ -ما ِ
الع ْبرة التي
حددهما، قان في �آخر ّ
كل منهما ،وال ُي َع ُّد ذلك َ�س ْج ًعاِّ ، الن�ص تركيبان م َّت ِف ِ
ب -ور َد في ّ
م�سجوع ْي ِن.
َ عد ِهما
مبي ًنا �سبب عدم ِّ
ِّ
الح َلب ِّي(َ )1ي ِ�ص ُ
ف َ�سفين ًة: -3قال ابن َح ٍ
بيب َ
خو�ض و َت ْل َع ُب،ناحَ ،ت
طير ب َغيرِ َج ٍ
ياح ،و َت ُ
الر ِ " يا َلها ِم ْن َ�سفي َن ٍة ،ذات ُد ُ�سرٍ و�أ ْل ٍ
واحَ ،ت ْجري َم َع ِّ
()2
ُ
عاع".
ال�ش َ
راع َي ْح ُج ُب ُّ العِ ،
و�ش ٌ الع (ِ )3
كالق ِ و َترِ ُد وال َت ْ�ش َر ُبَ ،لها ِق ٌ
الن�ص ال�سابق.
ال�س ْجع في ّ
و�ضح َمواطن َّ
�أ ِّ -
و�ض ْحه. مثال على ِ
الجنا�س ال ّت ّام ،ثم ِّ الن�ص اً
ب -ا�ستخرج من ّ
ال�ص ْدر (التَّ�صدير)
الع ُجزِ على َّ
َ - 3ر ّد َ
ال�ص ْدر ت� ّأمل ما ي�أتي:
الع ُجز على َّ لتتعر َ
ف مفهوم َر ّد َ َّ
(�سورة �آل عمران ،الآية )8 { -قال تعالى}:
-الحي َل ُة َت ْر ُك الحي َل ِة.
"ه ْب" في بدايتها ،وهما من
"الو ّهاب" ،وور َد لفظ َ فقد ور َد في �آخر الآية الكريمة لفظ َ
العطاء .و� ّأما في العبارة "الحي َل ُة َت ْر ُك الحي َل ِة" فقد ورد لفظ "الحي َلة" ّ
مرتين معنى واحد هو َ
كذلك ،في نهاية الكالم وفي بدايته ،لك ّنه جاء بمعنى مختلف ،فال ّأول بمعنى ِ
الحذْ ق َ
الع ُجز
�سمى هذا اللون البديعي َر ّد َ
وي ّالخديعةُ .
والقدرة على ال ُّت�صرف ،وال ّثاني بمعنى َ
ال�ص ْدر (ال ّت�صدير).
على َّ
( ) 1م� ِّؤر ٌخ وكاتب و�شاعرَ ،ن َ�ش�أ في َحلب ،و ُتوفِّي فيها �سنة 779هـ.
(ُ )2د ُ�سر :جمع ِد�سار ،وهو َح ْبل من ٍ
ليف ُت َ�ش ُّد به �ألواح ال�سفينة.
( )3قالع :جمع ِق ْلع ،وهو �شراع ال�سفينة.
71
�شابها؟ ِ
اللفظان في المثا َل ْي ِن ال�ساب َق ْي ِن �أم َت َ -وال َآن ،هل َتما َث َل
ِ
اللفظان في ال ُّن ْطق �أو يت�شابها َح ْ�س ُب. ال�ص ْدر �أن يتماثل الع ُجز على َّ
إ�ذًا ،يجوز في َر ّد َ
و�ض ْحه.
ال�ص ْدرِّ ،
الع ُجز على َّ
بديعي غير َر ّد َ
ّ لون
ال�سابقين ٌ
ِ المثالين
ِ -ور َد في �أحد
ثم ت� َّأمل الأمثلة الآتية:
مادحا:
ري ً البح ُت ّ -قال ُ
َف َل ْ�سنا َنرى َل َك فيها َ�ضريبــا َ�ضرا ِئ ُب � ْأب َد ْع َتهـا في َّ
ال�س ِ
مـاح
()1
ال�شوق �إلى بغداد: بي( )2في ّ محمد المه َّل ّ الح َ�سن بن ّ -قال َ
ــي �شا ِئ ُق ِ َِ أَ� ِح ُّ
�أح ُّن �إلى �إِ ْل ٍف ِبها ل َ ــن �إِلى َب ْغدا َد َ�ش ْوقًا َو إِ� ّنمــــا
الحر ّية ورف�ض الخ�ضوع: الحث على ّ ّ ال�شاب ّي في
ِّ -قال �أبو القا�سم
الحيـا ْةلم َت ْن َت ِظ ْـر ُه َ
نـام ْ
ـن َف ََم ْ الح ِ
ياة بيل َ و�س ْر في َ�س ِ �ض ِ �أَال ا ْن َه ْ
أردن:
أبناء ال ّ ف� َ الزيودي َي ِ�ص ُ
ّ -قال َحبيب
�ض ما َو َجبا و أَ� ْو َجبـوا ِل ِندا ِء الأَ ْر ِ فام َت ّدوا ِبهـا َ�ش َج ًـرا
�ض ْ نا َد ْت ُه ُم الأَ ْر ُ
ال�شعر كما َيرِ ُد في ال َّن ْثر، ال�ص ْدر َيرِ ُد في ِّ الع ُجز على َّ تتبين � ّأن َر ّد َ
يمكنك من الأمثلة ال�سابقة �أن َّ َ
المت�شابهين في نهاية البيت ،وي�أتي اللفظ الثاني ِ المتماثلين �أو
ِ اللفظين
ِ أتي �أحد
وي�ش َت َرط � ْأن ي� َ ُ
و�ضع َق ْب َله.
في � ّأي َم ٍ
ن�ستنتج �أ ّن:
آخر
المت�شابهين في ال َّن ْثر � َ
ِ المتماثلين �أو
ِ أتي أَ� َح ُد اللفظي ِن
ال�ص ْدر (الت�صدير)ْ � :أن ي� َ
الع ُجز على َّ • َر ّد َ
اللفظين في � ِآخر البيت وال َآخر في
ِ أتي �أَ َح ُد
ال�شعر فهو � ْأن ي� َ
العبارة وال َآخر في � ّأولها .و� ّأما في ِّ
و�ضع َق ْب َله.
� ّأي َم ٍ
72
الأ�صÄلة
مما ياأتي: ال�ص ْدر في ٍّ
كل ّ الع ُجز على َّ
و�صح َر ّد َ
ِّ - 1
قـومـه} : اأ -قـال تعـالى ِحكاي ًة عن نوح -عليه ّ
ال�صـالم َ -يدعـو َ
(�صورة نوح ،الآية )10 {
عور. الف ْكر ُة ُّ
وال�ص ُ ال�ص ْع ُر َم َنب ُعه ِ بَ -
قيلِّ :
و�ص ْع ُب ُه َت َركا في َن ْف�صي َج َ
ميل آثار ُه َ
أردن :ا ُ ال�ص ّياح العرب َي ِ�ص ُ
ف زيارته اإلى ال ّ جـ -قال اأحد ّ
الأ َثرِ .
الرحيل: ف لحظة ّ ري َي ِ�ص ُال�ص َّمة ال ُق َ�ص ْي ّ د -قال ِّ
()1
المني َف ِة ِّ
فال�صمـارِ ين ُ ِبنــــا َب َ والعي�س َت ْهوي �صاحبي ِ قــول ِل ِ َاأ ُ
()2
الع ِ�ص َّي ِة ِم ْن َعـرارِ
عد َ فمـــا َب َ ميم َعــرارِ َن ْج ٍ
ـــد ـن َ�ص ِ َت َم َّت ْـع ِم ْ
مفتخ ًرا : الح ْمداني ِ هـ -قال اأبو فرا�س َ
ّ
ـريـب واأَ ْفعـالــي َل َـد ْي ِـه غَ ـرا ِئ ُ
ـب ٌ غَ مـان واأَ ْه ِل ِـه الـز ِولك َّننـي فــي ذا َّ ِ
مي: َ
و -قال عبد الكريم الك ْر ّ
ين َم ْن َي ْ�ص َم ُع ِم ْن اأَ ْر�صي ال ُّنواحا؟ اأَ َ �س َعلـى اأَ ْربــا ِبهـا ـت الأَ ْر ُ نـاح ِ
َ
ال�صام:أ�صاب بالد ّ الزلزال الذي ا َ قومه بعد ّ راثيا َ ً
ِ ()3
- 2قال اأُ�صامة بن ُمنقذ
َف ْل َي ْب ِك اأَ ْ�ص َد ُقنـا َب ًّثـا واأَ ْ�صجانـا ـن اأَ ْ�صجــانــا ــكَ ،ه َّي ْج ُت َّ َحمائ ِـ َم الأَ ْي ِ
الع ْه ِـد ِن ْ�صيانا؟
ديم َ ـن َق ُ َاأفا َد ُك َّ نين َاأ َما
ال�ص ِ مـر ّ نـيـن علـى ِّ الح ُ كـم ذا َ
ْ
الخ ْل ِق ِف ْقـدانـا؟ َقيد ُك َّن اأَ َع ُّز َ
ف ُ وهلْ ديل َ اله ِ ويل على غَ يرِ َ الع ُ هلْ ذا َ
وهيج م�صاعره ،كما ورد في الأبيات؟ حزن ال�صاعر َّ أثار َ اأ -ما الذي ا َ
ال�ص ْدر في الأبيات.
الع ُجز على َّ ب ِّ -بي ْن َم ِ
وا�صع َر ّد َ
اﻟﻨﺸﺎط
74
ح�صنات المعنويّة
الم u
ُ Kا«fا
k
راجعا اإلى
ً المعنوية من فنون البديع ،ويكون التح�صين فيها
ّ ح�صنات
الم ِّ مر َ
معك �صاب ًقا ا ّأن ُ َّ
قاب َلة ،وال َّت ْورِ ية.
والم َ متعددة ،منهاِّ :
الطباقُ ، المعنوية ِّ
ّ ح�صنات
والم ِّ
المعنىُ .
- 1الطuباق
اأ -مفهوم الطuباق
لتتبي َن مفهوم ِّ
الطباق انظر في الآية الكريمة الآتية: َّ
{ (�صورة الكهف ،الآية )18 قال تعالى عن اأهل َ
الكهف} :
تين في المعنى،
جمعت في �صياق واحد بين كلمتين مت�صا َّد ِ
لحظ ا ّأن الآية الكريمة قد َ
َن َ
و"رقود". هما" :اأَ ً
يقاظا"ُ ،
ري:
البح ُت ّ
أي�صا في قول ُ
وانظر ا ً
َ
َل ُح ِّب َب ِم ْن اأ ْج ِل ال َّتالقي ال َّت ُّ
فر ُق وح ْ�ص َن ُه ف َل ْو َفهِ َم ال ّن ُ
ا�س ال َّتالقي ُ
تين في المعنى ،هما ":ال َّتالقي"،
كلمتين مت�صا َّد ِ
ِ �صياق واحد بين جمع كذلك في ٍ تجده َ ْ
�صمى بــ ِّ
"الطباق". فرق" ،وهو ما ُي ّ
و"ال َّت ُّ
البديعي في الكالم فائد ًة َت ْك ُمن في اإي�صاح المعنى
ّ الفن
لحظ ا ّأن لتوظيف هذا ّ َ
ولعلك َت َ
وتمكي ِنه في َن ْف�س ال�صامع بتوظيف الكلمات ُ
المت�صا َّدة.
ن�صتنتج اأ ّن:
تين في المعنى.
كلمتين مت�صا َّد ِ
ِ الج ْمع بين • ِّ
الطباق :هو َ
تدريب
مما ياأتي:
كل ّ ِّبي ِن ِّ
الطباق في ٍّ
{ - 1قال تعالى} :
(�صورة المائدة ،الآية )100
75
مادحا:ً
()1
فاجة
- 2قال ابن َخ َ
وي�سارِ َي ْلقى ِب ُي ْمنى َ
تار ًة َ راء �أَ ْ�ستارِ ُّ
الدجى ُم َت َم ْل ِم ٌل وو ََ
الدولة:
المتنبي في مدح �سيف ّ ّ - 3قال
وحيد ِل ِّ
ل�ش ْر ِك هازِ ُم ولك َّن َك ال َّت ُ ِ ليكا هازِ ًما ِل َنظيرِ ِه و َل�س َت َم ً
ْ
هيوني: ال�ص
العدو ّ
ّ - 4قال �سميح القا�سم ُم ِ
خاط ًبا
ّ
وال�ش ْي ُخ
فل َّ الط ُموت ِم ّنا ِّ َي ُ
وال َي�س َت�س ِل ُم
فائز.
�شج ُع ُه وهو ٌ خا�سر كما ُت ِّ ٌ �ص على َ�أ ْن ُت َ�ش ِّج َع فري َق َك وهو احرِ ْْ - 5
ال�سلْب
ب -طباق الإيجاب وطباق َّ
ال�س ْلب َ
تعال بنا ننظر في الأمثلة الآتية: لنتعر َ
ف طباق الإيجاب وطباق َّ َّ
ري: البح ُت ّ
-قال ُ
ـك و�أُ ْع َـذ ُر و�أُ ُ
الم فـي َك َم ٍـد َع َل ْي ِ لوع و أُ� ْظهِ ُ ر �أُ ْخفي َه ًوى َل ِك في ُّ
ال�ض ِ
متغزالً:
-قال َجرير ِّ
الو ْ�ص ِل �أَ ْقرانا و َق َّطعوا ِم ْن ِح ِ
بال َ ليـط و َل ْو ُط ِّـو ْع ُ
ـت مـا بـانـا الخ ُبـان َ
َ
(�سورة المائدة ،الآية )44 { -قال تعالى} :
وقع في المثال ال ّأول في كلم َتي " :أُ� ْخفي" ،و" أُ� ْظهِ ر"،
الطباق َ عرفت � ّأن ِّ
َ �شك في � َ
أنك ال ّ
مرة با�ستخدام مبا�شرة في ّ
كل ّ الم" ،و " أُ� ْع َذ ُر" ،وقد َ
وقع هنا ب�صور ٍة َ وكذلك في كلم َتي�" :أُ ُ
َ
الطباق "طباقَ الإيجاب" .لك ّنه في �سمى هذا النوع من ِّ وي ّ تين في المعنىُ ، كلمتين مت�ضا َّد ِ
ِ
منفي
حدهما ُم ْث َبت وهو "بانَ " ،وال َآخر ّ أ�صل واحد ،أَ� ُ
لين من � ٍ وقع في ِف ْع ِ
المثال الثاني َ
وهو "ما بانَ " ،وكان ال َّت�ضا ُّد فيهما في المعنىَ ،
ذلك � ّأن معنى "ما بانَ " ا ْق َت َر َب .وفي المثال
أ�صل واحد ،جاء ال ّأول في �صيغة ال َّن ْهي الطباق في الآية الكريمة بين ِف ِ
علين من � ٍ وقع ِّ
الثالث َ
"واخ َ�ش ْو ِن" ،وكان ال َّت�ضاد فيهما في معنى طلب
"فال ت َْخ َ�شوا" ،وال َآخر في �صيغة الأمر ْ
ال�س ْلب".
�سمى "طباقَ َّ القيام بالفعل وال َّن ْه ِي عن القيام به ،وهذا النوع من ِّ
الطباق ُي ّ
أندل�سي.
ّ (� )1شاعر �
76
ن�صتنتج اأ ّن:
• من اأنواع ِّ
الطباق:
تين في المعنى.
كلمتين مت�صا َّد ِ
ِ يقع بين
طباق الإيجاب :وهو ما ُ ¡
ت ،وال َآخر َم ِنف ّي ،اأو في أحدهما ُم ْث َب ٌ
أ�صل واحد ،ا ُ يقع في ِف ِ
علين من ا ٍ ال�ص ْلب :وهو ما ُ
طباق َّ ¡
أحدهما في �صيغة ال َّن ْهي ،وال َآخر في �صيغة ال ْأمر.أ�صل واحد ،ا ُ ِف ِ
علين من ا ٍ
فـائـدة
أي�صا:
فعلين ،فقد ياأتي ا ًِ ا�صمين اأو بين
ِ الطباق فقط بين ل ياأتي ِّ
الم َع ّر ّي:
فعل وا�صم ٍ ،كما في قول َ - 1بين ٍ
�س ِج ّدي اإ َِّن َد ْه َر ِك هازِ ُل
ويا َن ْف ُ َميم ٌة
الحيا َة ذ َ
فَيا َم ْو ُت ُز ْر اإ َِّن َ
"ج ّدي" وال�صم "هازِ ل". الطباق بين فعل الأمر ِ وقع ِّ
فقد َ
حرفين ،كما في قوله تعالى: ِ - 2بين
{ (�صورة البقرة ،الآية )286 }
الأ�صÄلة
مما ياأتي: ونوعه في ٍّ
كل ّ َ ِّ -1بين ِّ
الطباق
(�صورة اآل عمران ،الآية )175 { اأ -قال تعالى} :
{ ب -قال تعالى} :
(�صورة ال�صحى ،الآيات )8-6
جـ -قال َ�صعيد َع ْقل:
()2
وح ُّد َ�ص ِيف َك ما َنبا َن َب ِت ُّ
ال�ص ُ
يوف َ الع ْز ِم ُاأ ْغ ِني َة ُّ
الظبا �س َ اأُ ْر ُد ُّن اأَ ْر َ
فقيرا. ً
عائالً : ()1
ال�صيف :لم ُي ِ�ص ْب َه َدفه.
ُ حد ال�صيف والرمحَ .نبا الظبا :جمع ُّ
الظ َبة ،وهي ّ (ُّ )2
77
ال�شام: تحية ّ د -قال حافظ �إبراهيم في ّ
ِ ()1
فيه غَ َير َو ْ�سنان َعن َم ْط َم ِع ال َغ ْر ِب ِ نـاه و�أَ ْب َع َـد ُه
ال�ش ْر َق �أَ ْد ُ
َمتى �أَرى َّ
هان ُي ْهـدي إ�ِلى َب َـردى أَ� ْ�ش َ
ـواق َو ْل ِ وهوِ إ�ِلى الأُ ْر ُد ِّن في َ�ش َغ ٍ
ف يل ْ ال ِّن ُ
ري(: )2هـ -قال طاهر َز َم ْخ َ�ش ّ
أَ
� ْطوي َع َل ْيها فُـ�ؤا ًدا َ�ش َّفـ ُه ا َلأ َل ُـم والحاالت ِ
واح َد ٌة ُ � ْبكي و أَ� ْ�ض َح ُك أَ
آالم َي ْب َت ِ�س ُم
فالد ْم ُع ِم ْن َز ْح َم ِة ال ِ
َّ �ضاحك ٌة وهي ِ
يـت ُدموعـي ْ َ ف�إ ِْن َر أَ� َ
ري: البح ُت ّو -قال ُ
وه َج ْر ِت َم ْن ال َي ْه ُج ُر الهوىَ ، َع ْه َد َ راك ُخ ْن ِت َعلى ال َّنوى َم ْن َل ْم َي ُخ ْن و�أَ ِ
اً
�سطول: ف أُ�ِيادي َي ِ�ص ُ محمد الإ ّ علي بن ّ ز -قال ّ
()3 قول َعلى ِث ِ
ياب َت َر ُّه ِب الع َ َت ْ�سبي ُ ماء َق ْد َلب َِ�س ْت ِث َ
ياب َت َ�ص ُّن ٍع َد ْه ُ
الم َل َّوح:
ح -قال َق ْي�س بن ُ
�ص ِم ْنه ال َع َل َّي وال ِليا و�أَ ْخ ُل َ الهوى را�ض ِب�أَ ْن أَ� ْح ِم َل َ
َعلى �أَ ّنني ٍ
كو َن طباقًا: زوج من الكلمات الآتية في جملة ِل ُت ِّ كل ٍ َ�ض ْع ّ-2
�ضاق
أ� -ا ّت َ�س َع – َ
وح�ش ب ُ -م�ؤْن�س – ُم ِ
المقابَلَة
ُ - 2
الب َلغاء: َ
قاب َلة ت� َّأمل قول �أ َحد ُ الم َ
لتتبي َن مفهوم ُ
َّ
ير ِمن َ�ص ْفوِ ال ُف ْر َق ِة.
ماع ِة َخ ٌ َك َد ُر َ
الج َ
بكلمتين ُتقا ِبال ِنهما في المعنى
ِ ماعة" ،ثم �أتى
و"الج َ
َ بالكلمتينَ :
"ك َدر"، ِ المتحدث
ِّ لقد �أتى
"ك َدر" ُتقا ِبلها كلمة َ
"�ص ْفو" وهما ُمت�ضا َّدتان، "�ص ْفو" ،و"ال ُف ْرقة" ،فكلمة َ
على ال ّترتيب ،هماَ :
ماعة" ُتقا ِبلها كلمة "ال ُف ْرقة" وهما ُمت�ضا َّدتان � ً
أي�ضا. "الج َ
وكلمة َ
(َ ) 1و ْ�سنان� :أَ َ
�صابه ال ُّنعا�س ،والمق�صود غا ِفل.
�سعودي معا�صرُ ،توفِّي عام 1987م. ّ (� )2شاعر وكاتب
ال�سفنِ .ثياب َت َر ُّهب :ثياب خالية من الزينة ،والمق�صود �سفن كثيرةِ .ثياب َت َ�ص ُّن ٍع :ثياب َّ
مزينة ،والمق�صود �أ�شرعة ّ (َ )3د ْهماءٌ :
تغطيه مياه البحر.الجزء الأ�سفل من ال�سفينة الذي ّ
78
والخريجات:
ّ يجين
الخر َ
ثم انظر في قول مدير اإحدى المدار�س ُيه ِّنّ Å
وم ِك ً
بارا. الي َناك ُم َوو َّد ْع ُ ناكم اأَ ْم ِ�س ِ�ص ً
غاراَ ، ا�ص َت ْق َب ْل ُ
غارا" ،ثم اأتى بكلمات م َت�صا َّدة لك اأ ّنه اأتى بالكلمات" :ا�ص َت ْق َب ْلناكم" ،و"ا ْأم ِ�س"ِ ،
و"�ص ً َيظهر َ
بارا" ،فكلمة "ا�ص َت ْق َب ْلناكم" و"اليوم"ِ ،
و"ك ً ناكم"َ ، "و َّد ْع ُ
معها في المعنى على الترتيب ،هيَ :
بارا"."ك ً غارا" ِ�ص ُّد كلمة ِ "اليوم" ،وكلمة ِ
"�ص ً ناكم" ،وكلمة "ا ْأم ِ�س" ِ�ص ُّد كلمة َ ِ�ص ُّد كلمة َ
"و َّد ْع ُ
قاب َلة هو في عدد الكلمات ُ
المتقا ِبلة ،ففي والم َ أدركت ال َآن ا ّأن الفرق بين ِّ
الطباق ُ َ َ
ولعلك ا
أكثر
كلمتين اأو ا َ
ِ قاب َلة بين
الم َ
قابل بين كلمة واأخرى ،في حين يكون في ُ الطباق يكون ال َّت ُ ِّ
أكثر.
ري ْي ِن اأو ا َ وكلمتين اأُ ْخ َ
ِ
وتعميقه وتمكي ِنه في َن ْف�س ّ
ال�صامع اأو المتل ّقي. ِ ِ
وتو�صيحه لتح�صين المعنى
ِ قاب َلة
الم َ لجاأ اإلى ُ وي َ ُ
ن�صتنتج اأ ّن:
أكثر ،ثم ُيوؤتى بما ُيقا ِب ُلها على ال ّترتيب.
بكلمتين اأو ا َ
ِ قاب َلة :ا ْأن ُيوؤتى
الم َ
• ُ
فـائـدة
أي�صا:
تقع ا ً
فعلين فقط ،فقد ُ
ِ ا�صمين فقط ،اأو بين
ِ قاب َلة بين المتقا ِب َلة في ُ
الم َ تقع الألفاظ ُ
ل ُ
هارا. هر َل ًيالِ ،
لك َّنه ُم ْخ َت ٍف َن ً ا�س َي ْظ ُ
الخ ّف ُ
وا�صم ،كما في المثالُ :
ٍ فعل
- 1بين ٍ
و"نهارا".
ً "ليال"، "م ْخ ٍ
تف" ،وال�صمين ً : قاب َلة بين الفعل َ"ي َ
ظهر" وال�صم ُ الم َ
اإذ وقعت ُ
ٍ
واجبات. ليك حرفين ،كما في المثالَ :كما اأَ َّن َ
لك ُحقوقًا فاإ َِّن َع َ ِ - 2بين
الجر "على" "الالم" في لفظ َ
"لك" ،وحرف ّ قاب َلة بين حرفين :حرف ّ
الجر ّ الم َ
حيث وقعت ُ
َ
"عليك" ،وال�صمين" :حقوق" ،و"واجبات". في لفظ
{ • ُع ِـد الآن اإلى قو ِل ِه تعالى} :
وبين المقابل َة الواردة فيه. الذي در�ص َت ُه في بند "فائدة" في در�س ِّ
"الطباق"ِّ ،
79
الأ�صÄلة
قاب َلة في ما ياأتي:
الم َ
ِّ - 1بين ُ
{ اأ -قال تعالى} :
(�صورة الأعراف ،الآية )157
غاليق ِل َّ
ل�ص ِّر". لخ ْيرِ َم َ فاتيح ِل َ
ا�س َم َ ب -قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلم" :ا َّإن ِم َن ال ّن ِ
يك َو ُت َق ِّل ُل ُم ْب ِغ َ
�صيك. زيد ُم ِح ّب َ
ا�س َت ُ جـ -با ْإح�صا ِن َك اإلى ال ّن ِ
د -قال َجرير:
�س َ�ص ٍّر َع ْن ُك ُم ِ
ب�صما ِل ِه وقا ِب ُ فيك ُم َبيمي ِن ِه وبا�ص ُط َخيرٍ ُ
ْ ِ
المتنب ّي:
ّ هـ -قال
ال�ص ْب ِح ُيغري بييا�س ُّ َو َاأ ْن َثني َو َب ُ و�صوا ُد ال َّل ْي ِل َي ْ�ص َف ُع لي َاأ ُ
زور ُه ْم َ
الع َل ِن.
ال�ص ِّر ،ول َع ُد ٌّو في َ ديق في ِّ ي�س ل ُه َ�ص ٌ ف ا َآخرَ :ل َ رجل َي ِ�ص ُ
و -قال ٌ
قاب َلة في ما ياأتي ،مع بيان ّ
ال�صبب: الم َ ميز ِّ
الطباق من ُ ِّ - 2
اأ -قال تعالى} :
(�صورة الليل ،الآيات )10-5 {
ال�ص ْد َق ُط َماأْني َن ٌة ،وا َّإن
ريب َك ،فاإ َِّن ِّ ب -قال �ص ّلى اهلل عليه و�ص ّلمَ " :د ْع ما َي ُ
ريب َك اإلى ما ل َي ُ
َ
الك ِذ َب َ
ريب ٌة"(.)1
الخوري:
ّ جـ -قال ب�صارة
ـ�ص ِ
ــه َح َ�ص ًبـا َجـديــدا قــام ل َن ْف ِ
اأ َ َ ـديـم ا�س ذو َح َ�ص ٍ
ـب َق ٍ َو َخ ْي ُـر ال ّن ِ
المعتز:
ّ د -قال ابن
َج َّـر اأَ ْم ًـرا َت ْر َت ِ
جيـه ُر َّب اأَ ْمــــــــرٍ َت َّت ِ
قـيـه
فيه الم ْك ُ
روه ِ وبدا َ
َ بوب ِم ْن ُه
الم ْح ُ َخ ِف َي َ
80
فاعي:
الر ّالمنعم ّ
هـ -قال عبد ُ
َع ْف ًوا �إِذا َم َح ِت الأَ ّي ُام ما ُك ِتبا واح َت َجبا ان يا ُح ْل َم ف َْجرٍ َ
الح ْ َع ّم ُ
و -قال �صالح بن عبد ال ُق ّدو�س:
وم�ضى ا َّل َ
ذين �إِذا َيقولوا َي ْ�ص ُدقوا َ ذين �إِذا َيقولوا َي ْك ِذبوا
َب ِق َي ا َّل َ
بالب ْخل ،ثم ِّبين ما وقع
أحدهم ُ لحي الآتي حين ا ّت َ
همه � ُ ()1 محمد بن ُع ْمران َّ
الط ّ - 3ا�شرح قول ّ
معنوي:
ّ ح�سن
فيه من ُم ِّ
باط ٍل". "ما َ�أ ْج ُم ُد في َح ٍّق ،وال �أَ ُ
ذوب في ِ
قاب َلة:
الم َ مثال على ِّ
الطباق ال ُ مما ي�أتي اً عد ٌّ
كل ّ ِّ - 4بي ْن لماذا ُي ُّ
�أ -قال �ص ّلى اهلل عليه و�س ّلم " :ال ّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لي ما َق َّد ْم ُت وما �أَ َّخ ْر ُت ،وما �أَ ْ�س َر ْر ُت وما
نت َعلى ُك ِّل َ�ش ْي ٍءالم� ِّؤخ ُر ،و�أَ َ
نت ُ الم َق ِّد ُم و�أَ َ
نت ُ نت َ�أ ْع َل ُم ِب ِه ِم ّني� ،أَ َ
�أَ ْع َل ْن ُت ،وما �أَ َ
دير".
َق ٌ
ال�شاعر:
ب -قال ّ
�ضاب َو َل ْي َت َك َت ْر�ضى والأَ ُ
نام ِغ ُ
رير ٌة َف َل ْي َت َك َت ْحلو َ
والحيا ُة َم َ
ين.
العبا�سي َ زمن ( )1أَ
� َحد القُ�ضاة َ
ّ
81
- 3التَّورِية
بي(:)1 الدين َّ
الذ َه ّ لتتبي َن مفهوم ال َّتورِ ية انظر قول َب ْدر ّ َّ
()2
والخزامى
يح فيها ُ ال�ش ُ�ضاع ِّحين َ َ وربــوع ٍ َك ْـم َو َج ْـدنــا ِط َيبـهـا
ُ
بعيدا
الذ ْهن ،ومع ًنى ً قريبا ُي�سرِ ع �إلى ِّ
معنيين :مع ًنى ً ِ "�ضاع"
َ احتم َلت كلمة البيت َ ف�إذا قر�أنا َ
جدنا" في البيت ،و� ّأما "و ْ"ال�ضياع"؛ ُلورود كلمة َ هو المق�صودّ � ،أما المعنى القريب فهو من َّ
ال�سياق.
وانت�ش َرت رائح ُته" ،وهو المعنى المق�صود بداللة ّ َ "فاح
المعنى البعيد فهو َ
ال�شاعر: وانظر في قول ّ
نان َت ْبكي َعلى َ�ص ْخرِ ِ
ولك ْن َل ُه َع ْي ِ �ساء ال في ُ�شجو ِن ِه الخ ْن َ واد َحكى َ َو ٍ
قريبا غير مق�صود ُي�سرِ ع �إلى ِذهن المتل ّقي "�ص ْخر" في البيت معنيين :مع ًنى ً تجد � ّأن لكلمة َ ْ
"الخ ْن�ساء" التي ا�ش ُتهِ رت ببكائها على ودل عليه وجود كلمة َ الخ ْن�ساء"ّ ، "�ص ْخر �أخو َ هو َ
"�ص ْخر الوادي" ،وهو بعيدا هو َ"�ص ْخر" ورثائها � ّإياه ،وقد �أَخفى به ال�شاعر مع ًنى � َآخر ً �أخيها َ
ال�سياق.
المعنى المق�صود بداللة ّ
إجابتك.
َ و�ضح �
نان" في البيت من باب ال ّتورية؟ ِّ "ع ْي ِ
عد كلمة َ أيك ،هل ُت ُّ في ر� َ
أحب ًة له:
ثم ت� َّأمل قول ال�شاعر وقد َو َّد َع � ّ
طيب؟يف َي ُفال�ص ْب ُر َك َما َل َّذ ليَّ ، ال�ش ْه َد َي ْو َم ِفرا ِقهِ ْم هلل إ� َِّن َّ ِ
قريب غير مق�صود ُي�سرِ ع �إلى ِذهن المتل ّقي هو ٍ "ال�ص ْبر" بمعنيين :مع ًنى لقد جاءت كلمة َّ
"ال�ش ْهد" ،وقد �أخفى به ال�شاعر مع ًنى � َآخر ً
بعيدا هو ودل عليه وجود كلمة َّ ال�ص ْبر"ّ ،
"نبات َّ
ال�سياق.
الم�ش َّقة" ،وهو المعنى المق�صود بداللة ّ حمل َ " َت ُّ
مما �سبق من �أمثلة � ّأن ال َّتورِ ية َت ْح ِفز انتباه المتل ّقي و َت ُ�ش ُّده �إلى المعنى الغام�ض َ
ولعلك ت�ستنتج ّ
المق�صود بالكالم.
ن�ستنتج أ� ّن:
بمعنيين:
ِ • ال َّتورِ ية ا�ستعمال كلم ٍة
قريب ُي�سرِ ع �إلى ِّ
الذ ْهن ،وال يكون مق�صو ًدا. ¡ مع ًنى ٍ
ال�سياق.
بعيد ،وهو المق�صود بداللة ّ ¡ مع ًنى ٍ
(� ) 1شاعر من الع�صور المت� ِّأخرةُ ،توفِّي عام 680هـ.
الطيبة. ِ
نباتان معروفان بالرائحة ّ والخزامى:
ال�شيح ُ(ِّ )2
82
الأ�صÄلة
ِّ -1بين ال َّتورِ ية في ما تحته ّ
خط في ّ
كل مثال من الأمثلة الآتية:
اأ -قال ابن ُنباتة (:)1
مملوكي.
ّ �صاعر وكاتب واأديب ()1
�صاعر َح َ�صن الذَّ ْوقُ ،توفِّي عام 794هـ. ()2
المملوكي.
ّ من �صعراء الع�صر ()3
�صاعر من اأهل المدينةُ ،توفِّي عام 1904م. ()4
83
متغز اًل:
عر ّي ِّ
الم ّ
د -قال �أبو العالء َ
بيل َزكاة َج ٍ
مال فاذ ُْكري َ
ابن َ�س ِ مال ف� ْإن َت ُك ْن
ِل َغ ْيري َزكا ٌة ِمن ِج ٍ
تمام:
هـ -قال �أبو ّ
ال�ص ِ
ال�ش ِّك ِّ
والر َي ِب في ُمتو ِنهِ َّن َج ُ
الء َّ ال�صحا ِئ ِف
فائ ِح ال ُ�سو ُد َّ ِب ُ
ي�ض َّ
()1
84
w�œ_«
Ò bI Ò
M�«
85
اﻟﻮﺣﺪة
ادﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ
ّ اﻟ ﱠﻨﻘﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
العربي.
ّ حدثين في الرتقاء بم�صتوى الأدب
والم َ
المتقدمين ُ
ِّ
أدبي الحديث.
أردنيين في النقد ال ّ
تقدير جهود ال ُّنقّاد ال ّ
▲
86
المناهج النَّقديّة في الع�صر الحديث
الن�س
خا�صة ي َّتبِعها ال ّناقد في قراءة ّ
ّ قدي طريقة لها اإجراءات واأدوات ومعايير
المنهج ال َّن ّ
والجماليةّ ،
وكل ما ي ّت�صل به. ّ ال�صكلية
ّ أدبي وتحليله؛ بهدف الك�صف عن دللته ،واأبنيته
ال ّ
ً
تحليال قدية التي َي َّت ِك Åعليها ال ُّن ّقاد في الع�صر الحديث في نقد الأدب
تعددت المناهج ال َّن ّ
وقد ّ
ِنيوي.
والجتماعي ،والب ّ
ّ التاريخي،
ّ وتقويما .ومن هذه المناهج:
ً وتف�صيرا
ً
اريخي
ّ المنهج التّ
والثقافية ،للع�صر الذي
ّ والجتماعية،
ّ ال�صيا�صية،
ّ نقدي َيقوم على درا�صة ّ
الظروف: ّ هو منهج
أدبي ،وتف�صير خ�صائ�صه ،وك�صف م�صامينه َينتمي اإليه الأديب ،م َّت ِخ ًذا منها و�صيل ًة لفهم ّ
الن�س ال ّ
�صيا�صية،
ّ ٍ
ظروف: ويو ِؤمن اأَ ْتباع هذا المنهج با ّأن الأديب ُ
ابن بيئته وزمانه ،والأدب ِنتاج ودللتهُ .
وثقافية ،يتاأ َّثر بها ويوؤ ِّثر فيها ،ومن َث ّمَ ،د َر َ�س ال ُّن ّقاد الذين ا َّتبعوا هذا المنهج ال ّن�صو�س
ّ واجتماعية،
ّ
أدبية في �صوء الموؤ ِّثرات الثالثة الآتية:
ال ّ
المنح ِدرة من
َ الوراثية الم�ص َت َركة بين اأفراد الأُ ّمة الواحدة
ّ الع ْرق ،بمعنى الخ�صائ�س ِ
الف ْطرية ِ -1
تتر ُك اأ َث َرها في ّ
الن�س. معين التي ُ
جن�س َّ
ٍ
أدبي.
الن�س ال ّ
الجتماعية في ّ
ّ الو َ�صط ،بمعنى الف�صاء الجغرافي وانعكا�صاته
- 2البيئة اأو المكان اأو َ
والجتماعية،
ّ والدينية،
ّ والثقافية،
ّ ال�صيا�صية،
ّ الزمان اأو الع�صر ،ويعني مجموعة الظروف:
ّ -3
أدبي.
الن�س ال ّ تتر َك ا َ
آثارها في ّ التي من �صاأنها اأن ُ
القديم،
َ العربي
َّ أدب
التاريخي في درا�صته ال َ
ّ وي َع ُّد طه ُح َ�صين من اأبرز من ا َّت َكاأَ على المنهج
ُ
كتابه "تجديد ِذكرى اأبي العالء". ومن ذلك ً
مثال ُ
بابا منه َد َر َ�س
خ�ص�س ً التاريخي تطبي ًقا دقي ًقا ،اإذ َّ
ّ طبق طه ُح َ�صين المنهج
ففي هذا الكتاب َّ
والقت�صادية،
ّ والجتماعية،
ّ ال�صيا�صية،
ّ والمكان الذي عا�س فيه ،والحياة:
َ زمان اأبي العالء،
َ فيه
والدينية ،في ع�صره ،وقبيل َته واأ�صر َته؛ ِل َيرى اأ َث َر ذلك ك ّله في ِ�صعره واأدبه ،وفيه يقول:
ّ
87
ُ
والحال والمكان،
ُ مان، "و�أبو العالء َث َمر ٌة من َث َمرات َع�صرِ ِه ،قد َع ِم َل في �إ ْن�ضاجها ّ
الز ُ
واالقت�صادي ُة".
ّ واالجتماعي ُة
ّ ال�سيا�سية
ّ
يتحدث عن �أبي العالء في �ضوء ت�أثير الم�ؤ ِّثرات الثالثة في ّ ظهر من قول طه ُح َ�سين �أنه َي َ
كل من :الزمان ،والمكان، واقعهَّ ،
�شك َلها ٌّ ري في �أ َد ِبه �صور َة ِ
الم َع ّ
الأدب� ،إذ ُيم ِّثل �أبو العالء َ
ٌ
خليط من ذلك وثقافية ،وهذا يعني �أ ّنه
ّ واجتماعية،
ّ �سيا�سية،
ّ متغي ٍ
رات: ِ
والعرق ،وما ُيحيط بها من ِّ
التاريخي.
ّ التكوين المتما�سك ك ّله ،وهي النظرة التي َي ُ
ن�ش ُدها المنهج
ال�شاعر �إذًا �أَ َث ٌر من �آثار
ُ "والكاتب �أو
ُ الجاهلي":
ّ ويقول طه ُح َ�سين في كتابه "في الأدب
ال�صحيح
�ض ّيكون ال َغ َر ُ
َ م�س من هذه الم�ؤ ِّثرات ،وينبغي �أن
والزمان ،فينبغي �أن يل َت َ ِ
والبيئة ّ الجن�س
ِ
الكاتب �أو
َ أحد َثت
تحقيق هذه الم�ؤ ِّثرات التي � َ
ُ ِ
تاريخه �إ ّنما هو ِ
والبحث عن من َد ْر ِ�س الأدب
�صد َر ما َك َت َب �أو َن َظ َم من الآثار". أرغم ْته على �أن ُي ِ
ال�شاعر ،و� َ
َ
الدين الأَ�سد في كتابه نا�صر ّ
ُ أي�ضا في درا�سة الأدب و َن ْقده التاريخي � ً
ّ وممن ا َّت َك�أَ على المنهج
ّ
فن �إ ّنما هو في بع�ض "كل ٍّالعربية الحديثة في ِف َل�سطين" الذي يقول فيهُّ : ّ الق�صة
"خليل َب ْي َد�س رائد ّ
االجتماعية فَج�أ ًة و َت ْب ُر َز في ال َفراغ
ّ اجتماعية ،وال َي ِ�ص ُّح ال َف ْه ُم �أن ُتو َل َد ّ
الظاهر ُة ّ جوانبِه ظاهر ٌة
فاع َلها متعدد ٍة ا�ستوف ْ
َت َت ُ َ
لعوامل ِّ تكون نتيج ًة
َ بد من � ْأنكذلك ،بل ال ّ َ مهما َت ُك ْن في ظاهرها
أتت ِثمارها". وا�ستكم َلت � َ
أ�سبابها حتى � ْ َ
مبا�ش ًرا بين ّ
الن�ص ربطا َ ربط ً
التاريخي في ال َّنقد َي ُ
ّ وعلى ما �سلف ،يمكننا القولّ � :إن المنهج
الن�ص َو ْفق هذا المنهج
عبر عن ذلك المحيط ،بل �إن ّ ومحيطه ،ومن َث ّم ،يكون ّ
الن�ص هنا وثيق ًة ُت ِّ
التاريخية التي
ّ �ستعان بها عند الحاجة �إلى ت�أكيد بع�ض الأفكار والحقائق
ُ َ
�ستحيل وثيق ًة ُييمكن �أن َي
عا�ش في ِظ ِّلها الأديب.
88
الأ�صÄلة
التاريخي.
ّ قدي ،والمنهج
بكل من :المنهج ال َّن ّ
و�صح المق�صود ٍّ
ِّ - 1
التاريخي في ما يتعلق ٍّ
بكل من :الأديب ،والأدب؟ ّ من به ال ُّن ّقاد الذين ا َّت َبعوا المنهج
- 2ما الذي ُيوؤْ ُ
أدبية
التاريخي في درا�صة الن�صو�س ال ّ
ّ و�صح الموؤ ِّثرات الثالثة التي ي َّت ِك Åعليها ُن ّقاد المنهج
ِّ - 3
وتحليلها.
الدين الأ�صد في كتابه "خليل َب ْي َد�س رائد الق�صة العربية الحديثة في فل�صطين"
عد اإلى قول نا�صر ّ
ْ -4
التاريخي فيه. المح المنهجالدر�س ،وبين م ِ الوارد في ّ
ّ ِّ َ
عا�س
التاريخية التي َ
ّ �س للمرحلة التاريخي ُيعنى بمدى تمثيل ال ّن ّ
ّ الدار�صون ا ّأن المنهج
- 5يرى ّ
إبداعي بين الأدباء الذين ي َّت ِحدون في ّ
الزمان والمكان، ّ مع اإهمال ال َّتفاوت ال فيها الأَ ُ
ديبَ ،
التاريخي.
ّ در�صت عن المنهج
َ و�صح هذا القول في �صوء ما
ِّ
الجتماعي
ّ المنهج Kا«fا
k
والم ِبدع َ
نف�صه بالمجتمع بطبقاته المختلفة. أدبي ُ
ربط الإبداع ال ّ
نقدي َي ُ
ّ هو منهج
التاريخي
ّ كبير ،فقد َ
ربط اأ�صحاب المنهج الجتماعي ٌ
ّ التاريخي والمنهج
ّ �صابه بين المنهج
وال َّت ُ
أدبي في بع�س جوانبِه -مثلما راأينا -بالمجتمع ب�صور ٍة ما ،في ِ
حين ا ّأن اأ�صحاب الإبداع ال ّ
نف�صه بالمجتمع والم ِبدع ِ ربط الإبداع ُ وتعمقوا في َِّ بعيدا
�صوطا ً ً الجتماعي �صاروا المنهج
ّ
أدبي يم ِّثل وِ ْجه َة َن َظرٍ جماعي ًة ،حتى ا ّإن المجتمع َو ْفق هذا المنهج ُي َع ُّد كاأ ّنه
فالن�س ال ّ
ّ والحياة،
معا ،اأي ا ّإن حا�صر في ِذ ْهن الأديب؛ لأنه و�صيل ُته وغايته في ا ٍآن ً
ٌ للن�س ،فالقارئالفعلي ّ
ّ الم ِنتج
ُ
الجتماعي في ال َّنقد مجموع ًة من ّ المنهج
ُ أن�ص َج
الن�س عن روؤى مجتمعه؛ لذا ا َ الأديب َي ْ�ص ُدر في ّ
"الفن للمجتمع" ،و"الأَ َدب ُ
الملتزِ م". ُّ همة ،مثل:
الم ّ
قدية ُ
المفاهيم والم�صطلحات ال َّن ّ
العالقة عنا�صر اأ�صا�صي ٍة في ُم َ
حاولة اإبراز َ َ الجتماعي على
ّ ومن َث ّم ،يحرِ �س ال ُّن ّقاد في المنهج
بين الأدب والمجتمع ،واأبرز هذه العنا�صر ما ياأتي:
89
بمجتمع ِه وت�أثيرِ ِه ِ
فيه. ِ َ - 1و ْ�ضع الأديب في مجتمعه ،ومكان ُته فيه ،ومدى ت�أ ُّثرِ ِه
أ�سا�سية في ُمهِ َّمتهم ال َّن ّ
قدية ،هي: - 2التركيز على ثالث ق�ضايا � ّ
أدبية والم�ضامين والغايات االجتماعية التي َت ِ
هدف الأعمال ال ّ ُ االجتماعي �أ -المحتوى
ّ
�إلى تحقيقها.
االجتماعي للأدب في هذا الجمهور.
ّ الن�ص ،ومدى الت�أثير
ب -الجمهور الذي يتل ّقى َّ
أنواعه ،وم�ضامي ِنه.
االجتماعية في الأدب� :أ�شكا ِله ،و� ِ
ّ والتطورات
ُّ جـ -درا�سة �آثار ُّ
التغيرات
الدولة �أو من
الفني ،وهذه الرعاية قد تكون من ّ - 3مالحظة �أ َثر ّ
الرعاية المجتمعية في الإبداع ّ
المن َت َديات ،والمجلاّ ت ،والجامعات ،و ُدور ال َّن ْ�شر ،وغيرها.
الجمهور عن طريق ُ
وازدهاره في ِّ
ظل الدولة الديمقراطية، ُ حيث حري ُة الأدب ِ
ونظامها ،من ُ - 4مناق�شة طبيعة ّ
الدولة
وانحدار م�ستواه في ِّ
ظل الدولة الدكتاتورية. ُ تراجعه
ُ �أو
الم ِ
ح�سن طه َب ْدر لرواية نجيب محفوظ االجتماعي في ال َّنقد درا�س ُة عبد ُ ومن �أمثلة المنهج
ّ
" ُزقاق المدقّ "� ،إذ يقول في َمعرِ �ض َن ْقده:
ِ
وو�ضوحها في رواية " ُزقاق المدقّ " � ّأن الم ؤ�لِّف تنازل َّ
"ولعل � ّأول مظهرٍ ُلع ِ
مق ر�ؤية الكاتب -
نهائي".
ّ ن�سبيا عن تثبيت َّ
الط َبقة ب�شكل ًّ
ِ
وبداية مدخل روايته
الخارجي في َ الزقاق عن العا َلم
حري�صا على ُع ْزلة ُّ
ً "ومع � ّأن الم ؤ�لِّف كان
َ -
ّ
ظاهر من حياة
أي�ضا على ت�أكيد اقتحام بع�ض َم َ هند�سة بنا ِئه ،فقد َح َر َ
�ص � ً ِ حركتها حتى في
المدق" و�أه ِله".
ّ ِ
الجديدة لعا َلم " ُزقاق القاهرة
�صري في ناول في َن ْقده حركة التغيير التي �أ�صابت المجتمع ِ
الم َّ من الوا�ضح هنا � ّأن الناقد َت َ
الط َبقة االجتماعية؛ لأنها ال بد من حي " ُزقاق المدقّ " ،فهو يرى في عبارته الأولى ا�ستحالة ِ
تثبيت َّ ّ
ربط " ُزقاق المدقّ " بالعا َلم الخارجي
االجتماعي ،وفي عبارته الثانية يرى � ّأن ْ
ّ َ
تفاعل مع التغيير�أن َت
االجتماعية في مخت ِلف ُ�ص َورها.
ّ تطور الحياة
م� ِّؤ�شر �إلى الحركة التي ت�ساعد على ُّ
90
الأ�صÄلة
الجتماعي في درا�صة الأدب و َن ْقده. ّ و�صح المق�صود بالمنهج ِّ - 1
الجتماعي؟
ّ - 2ما الق�صايا الأ�صا�صية الثالث التي َيتناو ُلها ال ُّن ّقاد في ُمهِ َّمتهم في ال َّنقد
إجابتك.
َ و�ص ْح ا
الجتماعي؟ ِّ
ّ التاريخي والمنهج
ّ �صابه بين المنهج
وجها لل َّت ُ
لم ُح ً
- 3هل َت َ
الهتمام بالجانب
ُ الجتماعي
ّ - 4من العنا�صر الأ�صا�صية التي َيحرِ �س عليها ال ُّن ّقاد في المنهج
و�صح هذا الجانب.
الجتماعي لالأديبِّ ،
ّ
ثم اأجب عن الأ�صئلة التي
اتيّ ،
الب ّي ّ
الوهاب َ
"�صوق الق َْرية" لل�صاعر عبد ّ
- 5اقراأ ما ياأتي من ق�صيدة ُ
تلي:
باب الهزيل ُةُّ ،
والذ ْ والح ُم ُر َ�سُ ، ال�ص ْم ُ
َّ
ديم
ندي َق ْ ذاء ُج ٍّ وح ُ ِ
راغ: داو ُل الأَ ْيدي ،وف َّال ٌح ُي ِّ
حد ُق في ال َف ْ َي َت َ
الجديد
ْ "في َمط َل ِع ِ
العام
َيداي َتم َت ِلئان َح ْت ًما بال ُّنقو ْد
ذاء"
الح ْو�صا ْأ�ص َتري هذا ِ َ
ـبون:
الم ْت َع ْ
دون ُ ِ
والحا�ص َ
" َز َرعـوا ،و َل ْم َن ْاأكلْ
ـرين ،ف ََيا ُأك ْ
لون" زر ُعِ ،
�صاغ َ و َن َ
❋❋❋
ال�ص ْ
الل: ـن ِّ عـات َ
الك ْرم ِ َي ْج َم ْع َ وبا ِئ ُ
وك ِ
بان بيبي َك َ
"ع ْـينا َح َ
َ
بيع"
الر ْ
و�ص ْد ُر ُه َو ْر ُد َّ
َ
الجتماعي الذي ُتم ِّث ُله الق�صيدة؟
ّ ظهر
الم َ
اأ -ما َ
العام الذي َي�صود في الق�صيدة.
الجو ّو�صح ّ
ب ِّ -
َ
إجابتك. و�صح ا
ال�صوق والمجتمع؟ ِّ
جـ -هل َترى من َعالقة بين ُّ
91
اجتماعيا لهذه الق�صيدة في
ًّ نقدا إجابتك عن الأ�صئلة (اأ ،ب ،ج ) ِل َت َ
كتب ً َ د ِ -
ا�صتف ْد من ا
حدود خم�صة اأ�صطر.
الملتزِ م".
و�صح المق�صود بمفهوم "الأ َدب ُ
الجتماعيِّ ،
ّ المنهج
َ َ
درا�صتك - 6اأ -في ِّ
ظل
الحقيقي
ّ الجتماعي في ال َّنقد اأدا ًة ُت ِح ُّد من اإبراز الإبداع
ّ ب -في را َ
أيك ،هل ُي َع ُّد المنهج
و�صح
الجتماعية فقط؟ ِّ
ّ انعكا�صا للظروف ً الن�س ،حين ُت ِ�ص ُّر على ِ
جعل الأدب لموؤلِّف ّ
َ
إجابتك. ا
المنهج ال ِب ّ
نيوي Kاãk dا
ذات عالقات بين أدبي بو�صفه ِبني ًة متكاملة َ نقدي َيدر�س العمل ال ّ ّ منهج
ٌ ِنيوي
المنهج الب ّ
والثقافي ِة.
ّ والجتماعي ِة،
ّ التاريخي ِة،
ّ عوامل اأخرى خارجي ٍة ،مثل العوامل: َ بعيدا عن ا ّأية
مفرداتهً ،
خارجه،
َ كل ما هو وي ِ
�صتبعد َّ م�صتق ٌّل قائم بذا ِتهَ ،
الن�س على اأ ّنه عا َل ٌم ِ
ِنيوي اإلى ّ وينظر المنهج الب ّ
نف�صه ل اإلى الن�س ِ الن�س اإلى ّ
ويحال تف�صير ّ ونهائيُ ، للن�س فهو بالن�صبة اإليه ُمغ َل ٌق
وال�صلطة عنده ّ ُّ
ّ
نا�صق وان�صجام، أي�صا َت ٌدور تف�صيرا ُته ،وله ا ً ِنيوي مركزي ٌة ثابتة وحو َلها َت ُ وللن�س في المنهج الب ّ ّ غيره.
الن�س ِل ُيدرِ َك اأبعا َده ،وعليه ،فا ّإن
البحث عن ِ�ص ّر ّ ُ ِنيوي
خا�صع لنظام َي ْ�صبِطه ،وعلى ال ّناقد الب ّ ٌ وهو
الداخلية. الن�س وعالقا ِته ّ ِنيوي َتنح�صر في الك�صف عن اأبنية ّ وظيفة ال َّنقد الب ّ
أدبي ُي ْم ِكن اإجمالها بما ياأتي: ٍ ومن َث ّم ،فا ّإن لل َّنقد الب ّ
ِنيوي م�صتويات في تحليل العمل ال ّ
ال�صوتي
ّ - 1الم�صتوى
إيقاع ،و أاَ َثر ذلك في البِنية
وتنغيم ،وا ٍ
ٍ ِ
الحروف ومو�صيقاها منَ :ن ْبرٍ ، دللت
ُ در ُ�س فيه
ُت َ
للن�س .
الدللية ّ
ّ
ال�صرفي
ّ - 2الم�صتوى
خا�ص ًة.
أدبي ّ
اللغوي وال ّ
ّ ال�صرفية ووظيف ُتها في التكوين
ّ ال�ص َي≠
دللت ِّ
ُ در�س فيه
ُت َ
المعجمي
ّ - 3الم�صتوى
الن�س.
اللغوية وعالقتها بم�صمون ّ
ّ الكلمات لمعرفة دللتها
ُ در ُ�س فيه
ُت َ
92
النحوي
ّ - 4الم�ستوى
والجمالية.
ّ الداللية
ّ وخ�صائ�صها
ُ وطرائق تكوينها
ُ وتركيبها
ُ أليف الجمل
در ُ�س فيه ت� ُ
وي َ
ُ
- 5الم�ستوى ال ّد ّ
اللي
للن�ص.
العامة ّ
الداللية ّ
ّ ُ
تحليل معاني الجمل والتراكيب وت�آزرِ ها في ت�شكيل البِنية ويجري فيه
َ
ِنيوي عدة ُمنط َلقات ،منها ما ي�أتي:
وللمنهج الب ّ
أدبي ،و�ضرورة التعامل معه من غير الداخلي للعمل ال ّ
ّ الج ْوهر
�أ � -ضرورة ال ّتركيز على َ
ِنيويون المناهج التي ُت ْعنى بدرا�سة �إطار الأدب �سبقة� ،إذ ُي ِ
هاجم الب ّ ٍ
افترا�ضات ُم َّ � ّأي
التعليلي في َ�س ْعيها ِ
ومحيطه و�أ�سبا ِبه الخارجية ،وي َّتهِ مونها ب�أ ّنها تقع في َ�ش َر ِك ال�شرح
ّ
فوالتاريخي؛ لأنها ال َت ِ�ص ُ
ّ االجتماعي
ّ أدبية في �ضوء �سياقها �إلى تف�سير الن�صو�ص ال ّ
الخارجية.
ّ أدبي بالذات حين َت ِ�ص ُ
ف العوامل الأ َث َر ال ّ
أدبي فهو
الداخلية في العمل ال ّ
ّ البنيوي على حدود اكت�شاف البِنية
ّ ب -الوقوف في التحليل
جوهرها.
ِنيوية ،ومن
أ�سلوبية الب ّ
ّ قدية الحديثة كال وقد أ� َّث َر هذا المنهج في بع�ض اال ّتجاهات ال َّن ّ
تحليل ال ّناقد مو�سى ربابعة لق�صيدة " ُزهور" لل�شاعر �أَ َمل ُد ْن ُقلّ ،
ومما جاء في ُ نماذجها
الق�صيدة:
الل ِم َن َ
الو ْر ِد، ِ
و�س ٍ
فاء ٍة و إ�ِفاق ْة �أَ ْل َم ُحها َ
بين � ْإغ َ
وعلى ُك ِّل با َق ٍة
َ
حام ِلها في ِبطا َق ْة ا�س ُم ِ
ْ
❋❋❋
الجمي َل ُة
هرات َ الز ُ َت َت َح َّد ُث لي َّ
�أَ َّن �أَ ْع ُي َنها ا َّت َ�س َع ْت – َد ْه َ�ش ًة -
َل ْح َظ َة ال َق ْط ِف،
َل ْح َظ َة ال َق ْ�ص ِف،
93
الخمي َل ْة! َل ْح َظ َة �إ ِْع ِ
دامها في َ
َت َت َح َّد ُث لي ..
�ساتين
ِ �أ َّنها َ�س َق َط ْت ِم ْن َعلى َع ْر ِ�شها في َ
الب
كاكين� ،أو َب ْي َن �أَ ْيدي
ِ الد
جاج َّ ُث َّم �أفا َق ْت َعلى َع ْر ِ�ضها في ُز ِ
نادين،
الم َ ُ
الم َت َف ِّ�ض َل ُة العا ِب َر ْة
الي ُد ُ
ا�ش َت َر ْتها َ
َح ّتى ْ
ومما جاء في َمعرِ �ض تحليل الق�صيدة و َن ْقدها: ّ
الن�ص ومعالج ُته من خالل َد ْه�شة اللغة المتم ِّثلة بب�ساطتها ،فهي لغة َّ
"تت�شكل ر�ؤي ُة هذا ّ -
بالن�ص �أو ُي ْلغي َبري َقه ِّ
ال�ش ّ
عري". ّ ت َّت ِ�س ُم بالو�ضوح ،لك ّنه الو�ضوح الذي ال ُيطيح
مو�سيقيا،
ًّ الن�ص (�أي المقطع ال ّأول) ُب ْع ًدا
حمل هذا المقطع من ّ
ال�شاعر � ْأن ُي ِّ
" -وقد ا�ستطاع ّ
مو�سيقية ُم َتجاوبة تتم َّثل
ّ يتم َّثل في القافية التي َج َع َل ِب َ
ناءها ُم َو َّق ًعا ب�شكل تحدث فيه َر َّنة
بالكلمات (�إِفا َق ْة ،با َق ٍةِ ،بطا َق ْة)" .
ج�س َد ر�ؤي َته ،فقد قال ال�شاعر: وتراكيبه بطريق ٍة ا�ستطاعت �أن ُت ِّ
َ " -لقد اختار ال�شاعر مفردا ِته
فنظر ُته كانت نظر ًة بعيد ًة عن الت� ُّأمل �سريع ًة ال َيكا ُد يتم َّتعأنظر �إليها"ْ ، بدل من "� ُ " َ�أ ْل َم ُحها" اً
يعي�ش حال ًة �صعب ًة".الورد؛ لأنه ُ ِ فيها بمنظر
الم ْ�شحونة ،ف� ّإن ذلك العقالنية �إلى دائرة العاطفة َ
ّ خرج من دائرة " -و�إذا كانت اللغة هنا َت ُ
تتحد ُث
َّ فالزهرات عب َر فيه ال�شاعر عن ر�ؤي ِتهَّ ، أ�سلوبي الذي َّ ّ ناتج من خالل الت�شكيل ال ٌ
مع ما َت ْح ِملهوالق�صفَ ، ِ ِ
القطف ِ
لحظات ويجع ُلها �سارِ د ًة لم�شاعرها في وت َّت�سع عيو ُنهاَ ،
إح�سا�س بالنهاية".
ٍ هذه اللحظات من �
اعتمد علىَ االجتماعي� ،إ ّنما
ّ التاريخي ومحيطه
ّ الن�ص َبم ْعزِ ٍل عن �سياقهلحظ هنا � ّأن ال ّناقد َد َر َ�س ّ
ُفي َ
َفاعل المتلقّي معها. ال�صوتي القافي َة و أ� َث َرها في مو�سيقا ّ
الن�ص وت ُ ّ فتناول في الم�ستوى َ الن�ص،
لغة ّ
وعالقتها بالحالة التي ت ِ
ُ�سيطر على ال�شاعر المعجمي داللة الفعل "�أَ ْل َم ُح" َ
ّ َ
وتناول في الم�ستوى
حين َ�أ ْن َ�س َن ال�شاعر ال َّزهرات،
عريةَ ،
ال�ش ّ
الداللي ال�صورة ِّ ّ َ
وتناول في الم�ستوى في الق�صيدة.
وتعبر عن م�شاعره ومعانا ِته التي َي ُ
عي�شها لحظة الإح�سا�س بالنهاية والموت. تتحدث ِّ
وجعلها َّ
94
الأ�صÄلة
ِنيوي في درا�صة الأدب .
و�صح المق�صود بالمنهج الب ّ
ِّ - 1
الن�س؟
ِنيوي اإلى ّ
- 2كيف ينظر المنهج الب ّ
ِنيوي.
أدبي في ال َّنقد الب ّ
ِّ - 3بين م�صتويات تحليل العمل ال ّ
تحد َث ال�صاعر اإبراهيم ناجي في ق�صيدته "العودة" عن عودته اإلى دار محبوبته م�صتاقًا ،لك ّنه َّ - 4
َ
فحزِ َن وتاألّم ،يقول: فوج Åبالدار قد َخ َل ْت من اأه ِلها َّ
وتغير حا ُلها َ ِ
ديد
الج ْمود ِم ْث َلما َت ْلقى َ في ُج ٍ دار اأَ ْحــالمــي ُ
وح ّـبـــي َل ِق َي ْتـنـــا ُ
ور ا ْإلينـا ِم ْن َب ْ
عيـد َي ْ�ص َح ُ
ـك ال ُّن ُ ـت اإ ِْن َراأَ ْتـنـا
ــي كـا َن ْ
وه َاأَ ْن َك َـر ْتنـا ْ
()1
ــب ،ا َّت ِئ ْ
ــد ـف :يـا َق ْل ُ واأنـا اأَ ْه ِت ُ بيــح
كالذ ْ ـب ِب َج ْنبِـي َّ
ف ال َق ْل َُر ْف َـر َ
ـت اأَ ّنـا َل ْم َن ُع ْـد !
ِل َـم ُع ْـدنـا؟ َل ْي َ ريح
الج ْالد ْم ُع والما�صي َ جيب َُّفي ُ
نـيـن واأَ َل ْ
ـــم ــن َح ٍَــر ْغنــا ِم ْوف َ ــــرام
ْ ِل َـم ُع ْـدنــا؟ َاأ َو َل ْـم َن ْطــوِ ال َغ
ــد ْم؟
كــالع َ
َ وان َت َه ْيـنــا ِلـ َف ٍ
ــراغ ـــــالم
ْ و�ص ٍ
ـكــــون َ ب�صور ِ�صيـنــا َُ
اللغوي
ّ ِ
ونظامها مع ِبنية الق�صيدةمما ياأتي َكل ّ وافق ٌّ
ِنيويِّ ،بين كيف َي َت ُ
درا�صتك للمنهج الب ّ َ بعد
العام:
وج ِّوها ّ
َ
ال�صاكنة
اأ -القافية ّ
ب -معاني الكلمات ودللتها
ف -ف َْع َل َل)
(ر ْف َر َ
ال�صرفية َ
ّ جـ -البِنية
ال�صعرية
ال�صورة ِّ
د ّ -
ِ
حليالتِنيوي ،اقراأ ال َّت
والجتماعي ،والب ّ التاريخي، النقدية:
ّ َ
درا�صتك للمناهج - 5في �صوء
ّ ّ
النقدي الذي ُيم ِّثله ٌّ
كل منها: ّ الآتي َة ،ثم �ص ِّن ْفها اإلى المنهج
بعينيات:
وال�ص ّ
تينيات ّ
ال�ص ّ
أردنية في مرحلة ّ
الم�صرحية ال ّ
ّ اأ -تقول اأَمينة العدوان عن
الم�صرح
َ الم�صرحي ،فا ّإن
ّ الن�س
حاولت المبذولة لإيجاد ّ
الم َ
وبالرغم من جميع ُ
ّ "
95
والقائم على معرفة ِ
القريب من الواقع، لي يزال َي ِ
أردني ما ُ
ِ الم َح ّ الن�ص َ
فتقر �إلى ّ ال ّ
وم ِ
�شاك َله". تفرج َ
الم ِّ
عك�س ُهموم ُالم َح ّلية التي َت ِ ِ
ور�صد الواقع والبيئة وال�شخ�صية َ
أوروبا
العرب في � ّ ِ �شعراء
ُ وجد
أندل�سي " :فقد َ
ّ ال�شعر ال
الز ّيات عن ِّ ب -يقول �أحمد ح�سن ّ
ِ
المختلفة ،والأمطارِ الم َّت ِ�صلة، والم ِ
ناظر المتغيرةَ ،
ِّ ما لم َي ِجدوه في �آ�سيا ِم َنِ :
الجوا ِء
عر،
ال�ش َ الز ْهرِ َّ ،
فهذبوا ِّ المطرزة ب� ِ
ألوان َّ َّ روج
والم ِ
رة َبعميم ال َّن ْبتُ ، والجبال الم ؤ� َّز ِ
ِ
ومعانيه ،و َن َّوعوا في َق ِ
وافيه"(.)1 ِ ألفاظ ِه
وت�أ َّنقوا في � ِ
ا�س" لمحمود دروي�ش:
�سافر كال ّن ِ
جـ -جاء في ق�صيدة " ُن ُ
ا�س ،لك َّننا ال َنعو ُد �إِلى أَ� ِّي َ�شي ٍءَ ...ك� َّأن َّ
ال�س َف ْر ُن�سا ِف ُر كال ّن ِ
ال�ش َج ْر
ذوع َّ ين ُج ِ وب َ
يوم َ
الل ال ُغ ِ يومَ .د َف ّنا أَ� ِح َّب َتنا في ِظ ِ
ريق ال ُغ ِ َط ُ
عام ٍة
اقد يو�سف �أبو العدو�س في َمعرِ �ض تحلي ِل ِه الق�صيد َة و َن ْق ِدها" :وبنظر ٍة ّ ويقول ال ّن ُ
تين :الأولى � ّأن
مهم ِ
ملحوظتين َّ
ِ بد من ال ِ
إ�شارة �إلى اللغوية للق�صيدة ،ال ّ ّ على ال ِب ْنية
فال�ش ُ
اعر الح َركةّ ،عن�صر َ
ُ ال�شاعر في الق�صيدة فيها ُ ا�ستخدمها
َ دالالت الأفعال التي ِ
ي�سير فيه في رحلة المجهول ،وهو َي َّ
ت�شب ُث الطريق الذي ُ في َح َرك ٍة دائمة في نطاق ّ
اعر قد ال�ش َ
الرحلةّ � .أما ال ّثاني ُة فهي � ّأن ّ
وا�صلة ِّ أمل القليل من خالل �إ�صرارِ ِه على ُم َ بال ِ
الح ْظنايكون له نهاي ٌة ،وقد َ
َ بد �أن
ال�س َف َر ال ّ
بال�س َفر؛ ل ّأن َّ بد�أَ ق�صيد َته َّ
بال�س َفر ،و�أنهاها َّ
ِ
الكلمة" . مبني على هذه ِِ
الن�ص بكامله ٌّ كيف � ّأن َّ
فاعلي ًة في درا�سة
ّ ِنيويُ � ،
أكثر واالجتماعي ،والب ّ
ّ التاريخي،
ّ النقدية:
ّ - 6في ر� َ
أيكُّ � ،أي المناهج
َ
إجابتك. و�ضح �
أدبي؟ ِّالن�ص ال ّ
ّ
(ِ )1
الجواء :جمع َج ّو.
96
َم ِ
المح ا◊ركة النَّقديّة ‘ الأرد ّن
تطورت �صي ًئا ف�صي ًئا متاأ ِّثر ًة بالحركة ال َّن ّ
قدية أردن ُم ِ
توا�صع ًة ،ثم َّ دية في ال ّ
بداأت الحركة ال َّن ْق ّ
ونتتبع في هذا
العالميةَّ .
ّ ظريات والمناهج ال َّنقدية
ا�صتمدت اأفكارها من ال ّن ّ
َّ في الأقطار العربية التي
ُ
نتناول فيها الجوانب أردن َح َ�صب توزيعها في ثالث مراح َل، قدية في ال ّالمح الحركة ال َّن ّ المقام َم ِ
كل مرحلة. المختلفة َلمعا ِلم ال َّنقد في ال ّ
أردن في ّ
97
قدية� ،إذ َظ َه َر ذلك في
ال�صحافة والكتابة ال َّن ّ
أي�ضا على ت�شجيع ِّ وقد َع ِم َل ال ُ
أمير الم� ِّؤ�س�س � ً
ومما َو َر َد له في مج ّلة
والمجلاّ تّ ،
ال�صحف َ بعدد من ال َّتعليقات ال َّنقدية في افتتاحيات ُّ �إ�سهامه ٍ
التفات حول ال َّن ْف�س في القديم والجديد،
ٌ "ال�شعر ك ُّله "الح ْكمة" ُم ِبديًا ر� َأيه ال ّنقدي في ِّ
ال�شعر قائلاً ِّ : ِ
الذاتي ُة في
ّ أين المحا�سن وال�شعر مع ًنى ال ذات ،ف� َال�شعرِّ .... ال�شعور بالخياالت َلما كان ِّ ولوال ُّ
المعنوية؟".
ّ الخياالت
ومجلاّ ُتهم
واهتمت ُ�ص ُحفهم َ
ّ الداخل والخارج،أدبي في ّ
ون بحركة النقد ال ّ أردني َ
واهتم ال ّ
َّ
أردنية
ال�صحف ال ّ قدية في ُّ
الثالثينيات من ال َقرن الع�شرين ،فكانت المقالة ال ّن ّ
ّ بهذا المجال في
الملاّ ح � َ
آراء طه ال�شيخ نديم َ
ُ "الح ْكمة" مثلاً َّ
تتب َع ِ ذات ح�ضورٍ دائم� ،إذ في مج ّلة
والمجلاّ ت َ
َ
الجاهلي" ُمحاوِ اًل َد ْح َ
�ض ما جاء به من �آراء حول انتحال ال�شعر ّ ال�شعر
ُح َ�سين في كتابه "في ِّ
ال�صحف في هذه ال�شعرّ � .أما ُّ
أ�صد َرها �أمين �أبو َّ
"الرائد" التي � َ المجلاّ ت � ً
أي�ضا مجلة ّ الجاهلي .ومن َ
ّ
كتب ح�سني فَريز �أربع مقاالت ظبيان ،وفيها َ أ�صد َرها تي�سير ْ
الفترة فمنها �صحيفة "الجزيرة"التي � َ
ال�شكل والم�ضمون في العمل
ق�ضي َة ّ
ناق�ش في مقالته ال ّثالثة ّ
ال�صحيح" ،حيث َ
نقدية بعنوان"الأ َد ُب َّ
ّ
ال�س ْهلّ � ،أما
ف�ضل الأ�سلوب َّ
الم َن َّمق ،وبع�ضهم ُي ِّ
وبي َن � ّأن بع�ض النا�س َيميل �إلى الأ�سلوب ُ
أدبيَّ ،
ال ّ
الفنية �إذا كانت رفيع َة الأ�سلوب �ص �إلى القولّ �":إن القطع َة ّ ال�س ِل�سَ ،
وخ َل َ فيف�ض ُل الأ�سلوب َِّّ هو
عال َين ُق ُ�صه َ�أ َحد ِ�ش َّق ِي
أدب ٍ
العالمية فهي � ٌ
ّ تكن لها � اّإل ِميزة الفكرة
فهي من طرازٍ ممتازٍ ،و�إذا لم ْ
الجمال".
َ
تاريخي ٍة ومقاالت ّ والمجلاّ ُت بما ُن ِ�ش َر على �صفحاتها من درا�سات
حف َ
ال�ص ُ وقد �أغ َن ْت هذه ُّ
يكن هدفَها ال ّأول.
أدبي لم ْ نقدية و َت َ ٍ ِ
مع � ّأن النقد ال ّ
أردنَ ،
أدبي في ال ّرجمات و�س َيرٍ حرك َة النقد ال ّ ّ
ِ
الحديثة ،ومن َ
ذلك ما العالمية
ّ قدية
النظريات ال ّن ّ
ّ ُ الحظ أ� ّنه تر َّد َد ْت في بع�ض مقاالتها �
أ�صداء والم َُ
"الح ْكمة" عن الأديب الفرن�سي "برونتيير" ِ
وعلم ال ّنقد ،وعن مفهوم ك َت َبه يعقوب ها�شم في مجلة ِ
ّ
االنطباعية في ال َّنقد.
ّ ال ّنقد الأدبي لدى "جول ليميتر" ِ
�صاحب ّ
98
الأ�صÄلة
النقدية في
ّ - 1كيف َتج ّلى َد ْو ُر الأمير المو ِّؤ�ص�س عبداهلل ال ّأول ابن الح�صين في ت�صجيع الحركة
أردن؟
ال ّ
أردنية في مرحلة التاأ�صي�س في ن�صوء حركة ال َّنقد ،مع والم ّ
جالت ال ّ ال�صحف َ
و�صح َد ْور ُّ
ِّ - 2
ال ّتمثيل.
"الرائد" عام 1945م في مقال ٍة ّ
نقدية له عبا�س في مج ّلة ّ أردني عبد الحليم ّ َ - 3ك َت َب ال ّناقد ال ّ
الكاتب ما اأُ َ
تيح له؛ َ اقد
ف ال ّن ُ ل�صكري َ�ص ْع�صاعةِ :
"م َن الخيرِ اأن َيعرِ َ حول كتاب ِ
"ذكْ َريات" ُ
عب َر هذا الأ َث ُر عن اآرا ِئه َ
ومطارِ ِح ا�صتطاع اأن ُي ِّ
َ و�صاحبِه ،وهل ِ بين الأ َثرِ
القيا�س َ
ُ �س ما َو ِ�ص َعه
ِل ُيقا ِي َ
و�صيء من ذا ِته؟".
ٌ أخيرا هل هو قطع ٌة من َن ْف ِ�ص ِه اأفكارِ ه ....وا ً
عبا�س.
الجيد من وِ جهة نظر عبد الحليم ّ
مفهوم الأدب ِّ
َ و�صح
ِّ
99
�ض فيه لحياة ال�شاعر وم�ضامين ِ�شعره أردن" َع َر َ
"عرار �شاعر ال ّ وي المل َّثم) كتابه َ (الب َد ّ
العودات َ
التاريخي في درا�سة الأدب . ّ م�ستفيدا في ذلك من المنهج ً الفنية
ومظاهره ّ
ال�شعر النقدية في ِّ
ّ عر�ض فيه للنظرية ال�شعر" عام 1955م ،و َت َّ �صد َر "ف َّن ِّ عبا�س فقد �أَ َ � ّأما �إح�سان ّ
النقدية التي
ّ أهم الآراء
أي�ضا ل ّ �ض � ً
وع َر َ والرمزية و�صو ًال �إلى الواقعيةَ ، ّ ومان�سية
ّ بالر
مرورا ّ ً منذ أَ�رِ ْ�سطو
واطالعه عبر هذا الكتاب عن خبرة الناقد ّ ال�شعر ،وقد َّ المتنوعة في ُمهِ َّمة ِّ ِّ أدبية تب َّن ْتها المذاهب ال ّ
الغربية.
ّ الدقيق على الآداب ّ
أدبية في العالم جاءت ترجمة محمود أهم اال ّتجاهات ال ّ أردن ب� ّ
أدبي في ال ّ وفي �إطار ت أ� ُّثر ال ّنقد ال ّ
تناول هذا الكتاب َعالقة ِعلم َ يكولوجية" لليون �إيدل عام 1959م� ،إذ ّ ال�س
"الق�صة َّ ّ ال�س ْم َرة لكتاب َّ
الق�صة.
بفن ّ ال َّن ْف�س ّ
الحقيقية ،فقدّ مل طالئع ال ّتجديد ظهرت َمج ّلة "الأُفُق الجديد" ِل َت ْح َ َ ال�ستينيات
ّ وفي بداية
توظيف المفاهيم ُ أدبي ،وقد ن� أَش� عن هذا �صفحات لل ّنقد ال ّ ٍ المج ّل ُة على تخ�صي�ص �صت هذه َ حر ْ َ
المج ّلة ووا�صلوا برزت �أ�سما�ؤهم في هذه َ ْ ومن �أ�شهر ال ُّنقّاد الذين أردنيِ .
النقدية الجديدة في الأدب ال ّ ّ
العناني ،و�أمينّ ال�ساكت ،و�أحمد عبد الرحيم عمر ،وجميل َع ّلو�ش ،وخالد ّ إبداعيةُ : م�سيرتهم ال ّ
وخ�ص َ�صت لل َّنقد ِم�ساح ًة َّ �صدرت َمج ّلة "�أفكار" عام 1966م، َ المج ّلة �ش ّنار .ومع انقطاع هذه َ
النقدية.
ّ ن�شروا �أعمالهم �ص لل ُّنقّاد لكي َي ُ ُتيحه من ف َُر ٍ
عري�ض ًة فيها ح ّتى وقتنا الحا�ضر� ،إلى جانب ما ت ُ
تطور
عدد من الم� َّؤ�س�سات التي �ساعدت على ُّ إن�شاء ٍ
وال�سبعينياتَ � ،
ّ ال�ستينيات،ّ وقد َ�شهِ َد َع ْقدا:
أهمها:
ومن � ّ أردنِ ، أدبي في ال ّ ال َّنقد ال ّ
- 1الجامعات
مار�سات نقدي ٍة ُت ْعنى بتدري�س ُ
الم َ أردنية عام 1962م �إلى �إيجاد بيئ ٍة ّ أ�سي�س الجامعة ال ّ �إذ �أ ّدى ت� ُ
ن�شئت عام 1976م قدية الحديثة .وقد �أ َّد ْت جامع ُة اليرموك التي أُ� ِ
ظريات ال َّن ّ
قدية في َ�ض ْوء ال َّن ّ ال ّن ّ
أكاديمية تعمل على
ّ ٍ
درا�سات � لمية على ظهورالع ّ و�ساعدت هذه الم� َّؤ�س�سات ِ
ْ المهِ ّم َة َن ْف َ�سها.
ُ
المتخ�ص�صة.
ِّ قدية
الدرا�سات ال ّن ّ العلمي ،وظهور ّ
ّ أدبي �ضمن معايير المنهج درا�سة الإبداع ال ّ
- 2رابطة ُ
الكتّاب الأردنيّين
تهتم بالأدب و َن ْقده عبر �آراء
�ساعدت على تو�سيع البيئة ال َّثقافية التي ّ
ْ �أُ ِ
ن�شئت عام 1974م ،وقد
قدية.
أدبية وال ّن ّ
ؤتمرات ال ّ
والم�شاركة في الم� َ
َ ُك ّتابها ،و�إقامة ال َّندوات،
100
ين
الجامعي َ تمي َز بظهور ٍ
عدد من أدبي في هذه المرحلة ّ
ّ تقدم يمكن القول :ا ّإن ال ّنقد ال ّ
مما َّ ّ
قدية في الرتقاء
كان لهم اإ�صهاماتهم بالتدري�س اأو بتاأليف الكتب ال َّن ّ
المتخ�ص�صين في ال َّنقد ،الذين َ
ِّ
تميزت هذه
و�صبطها .مثلما َّوب ْلورة َمفاهيمه ْ
المتخ�ص�صة َ
ِّ بال�صبغة العلمية
و�ص ْبغه ِّ
بم�صتوى ال َّنقد َ
أوروبي الحديث،
ّ العربي القديم وفي ال َّنقد ال
ّ المرحلة بتاأ ُّثر ال ُّنقاد بما كانوا يقروؤون من اآراء في ال َّنقد
ال�صاأن، قدية .وا ِ
أبرزت المرحل ُة عد ًدا من ال ُّنقاد ذَوي ّ وا�صحا في كتاباتهم واآرائهم ال َّن ّ
ً وقد َبدا هذا
ال�ص ْم َرة ،وعبد الرحمن ياغي ،وها�صم ياغي، الدين الأ�صد ،ومحمود َّ عبا�س ،ونا�صر ّ
مثل :اإح�صان ّ
ال�ص ْرع ،الذين كانت لهم جهو ٌد ال�ص ْيخ ،وعلي َّ
بكار ،ون�صرت عبد الرحمن ،وخليل َّ ويو�صف ّ
�صاعدت على اإيجاد بيئ ٍة ِخ ْ�صب ٍة لإن�صاء
ْ قدي
وا�صحة في التاأليف والترجمة والتحقيق في التراث ال َّن ّ
ال�صاأن.
مو َّؤ�ص�صات ُت ْعنى بهذا ّ
الأ�صÄلة
الخم�صينيات.
ّ أردن في َع ْقد
قدية في ال ّ
لتطور الحركة ال ّن ّ
مهدا ُّ ذين ّ و�صح العام َل ِ
ين ال ّل ِ ِّ - 1
اط َل َع فيها وال�صبعينيات في توفير بيئ ٍة ّ
نقدية منا�صبة َّ ال�صتينيات أردنية في َ
ّ ّ - 2اأ ْ�ص َه َمت الجامعات ال ّ
الغربي وتاأ ّثروا به.
ّ ال ُّن ّقاد على ال ّنقد
اأ -اذكر ثالث ًة من هوؤلء ال ُّن ّقاد.
أردن.
دورهم في اإثراء حركة ال ّنقد في ال ّ ب ِّ -بين َ
الجديد"ومج ّلة "اأفكار" في دعم الحركة
َ الد ْور الذي قامت به َمج ّلة "الأُفُق
تحد ْث عن َّ
َّ - 3
ال�صتينيات.
ّ أردن وتطويرها في عقد
قدية في ال ّ
ال ّن ّ
101
المنهجيّات الحديثة
مرحلة الكتابة النَّقديّة في َVص ْوء َ Kاãk dا
102
وائي في روايته،الر ُّ الذاتية الذي َ
ا�صط َنعه ِّ ّ رك َز على �أ�سلوب ال�سيرة التاريخي في َن ْقده حين َّ ّ
وائي في ال ّنقد. وم ْن ِطق ِّ
الر ّ أحداث َ ِ رك َز على ال وحين َّ
راع، وال�ص ُ
الح ْبك ُةّ ،حيثُ : در�سها في َن ْ�ش�أتها ومو�ضوعاتها وبنائها ال ّف ِن ّي من ُ الم�سرحية فقد َ
ّ و� ّأما
ظهرت فيها هذه أ�سلوبية بالبيئة التي َ ظاه َر ال ّ الم ِ ور َب َط هذه َ وارَ ، والح ُ ات ،واللغ ُةِ ، خ�صي ُ
وال�ش ّ ّ
ذلك ر�ؤي َته التي تقوم على َر ْبط الإبداع بحركة التاريخ وظروف الم�سرحيةَ ،فع َك َ�س من خالل َ ّ
االجتماعية.
ّ الع�صر وطبيعة الحياة
البارزين في ال ّن�صف الثاني من القَرن الع�شرين؛ َ ين
أردني َ
واحدا من ال ُّنقّاد ال ّ ً وي َع ُّد خالد الكركي ُ
التاريخي
ّ عرية ،وظهر االتجاه وال�ش ّ رية ِّ إبداعية ال َّن ْث ّ
للظواهر ال ّ متعدد ٍة ّ درا�سات ٍِّ قد َم من ِلما َّ
وائي لدى طه ُح َ�سين من الر ّالفن ِّ وائيا"� ،إذ َد َر َ�س �صورة ّ وا�ضح في درا�سته "طه ُح َ�سين رِ ًّ ٍ ب�شكل
ٍ
عند طه ُح َ�سين) عنده (�أي َ الفن َ يقول":و�سنبحث هذا َّ
ُ وك َت َب عنه، عا�شه َ خالل الواقع الذي َ
الرواية العربية الحديثة، اريخي ِة ،من خالل َتف َُّه ٍم ٍّ
عام ل َت َط ُّور ّ ّ طبيقي ِة ،وال ّت
ظري ِة ،وال ّت ّ ِمن ال َّزوايا :ال ّن ّ
ِ
بالمعارف قدية
َ�ستعين هذه الدرا�س ُة ال َّن ّ ُ قدي ٍة واعي ٍة ،وت ثم �إلى قراء ٍة َن ّ يحتاج �إلى قراءة أَ� ّو ّلي ٍةّ ،
ُ وهذا
تم ًة
الداخليُ ،م ْه َّ
ّ حيطة بالكاتب ،على � ْأن ت ََظ َّل في ال ّنهاية خا�ضع ًة َلم ِ
نهج ال ّتحليل الم ِالخارجي ِة ُ
ّ
ٍ
ومكان". زمان حاو َل ٌة ل َن ْقل التجرِ ِبة ال ّ
إن�سانية في � ّأي ٍ الفني على �أ ّنه ُم َ
بالعمل ّ
()1
االجتماعي
ّ - 2االتّجاه
أردن ها�شم ياغي� ،إذ
أدبي في ال ّ االجتماعي في هذه المرحلة في ال َّنقد ال ّ
ّ ِمن �أ�صحاب اال ّتجاه
االجتماعي في
ّ ظرية وال ّتطبيق"َّ � ،أك َد فيها ا ّت َ
جاهه ال�شعر الحديث بين ال ّن ّ
أ�صد َر درا�س ًة بعنوان" ِّ � َ
ّين، الم ِبدع في َح ْمل هموم المجتمع وال ّتعبير عنها وال ّت�أثير في نفو�س ُ
المتلق َ ناو ِله َد ْور ُ
ال َّنقد ِب َت ُ
االجتماعية التي
ّ حوالت ورب َطها بال ّت ُّ
ال�شعر الحديثَ ، عالو ًة على �أنه َب َح َث عن عوامل ت ُّ
َطور ِّ
ال�شعر ق�ضايا ع�صرِ ِه وال ّتعبيرِ عنها.
والتزام ِّ
ِ العربي في الع�صر الحديث
ّ واك َبت المجتمع َ
�صدرت
ْ أردني عبداهلل رِ ْ�ضوان� ،إذ
االجتماعي كذلك لدى ال ّناقد ال ّّ وظهرت َم ِ
المح اال ّتجاه ْ
وم" لتي�سير �سبول،
الي ِ أنت ُ
منذ َ الرواية" ،وفيها يرى � ّأن رواي َت ْيَ �" :
له درا�س ٌة بعنوان "�أ�سئلة ِّ
الم ِبدع على َح ْمل
و"الكابو�س" لأمين �ش ّنار ،تُم ِّثالن �صورة االلتزام في الأدب ومدى قدرة ُ
الواقع في �إبداعه.
103
َ ِ
نقدية
أ�صد َر درا�س ًة ّ
زرعي ،ففي عام 1994م � َ أي�ضا ُ�س َليمان الأ ّ
أردن � ً
ومن �أعالم هذا اال ّتجاه في ال ّ
ظه َرت فيها َم ِ
المح أردني الحديث ،الجزء ال ّأول"� ،إذ َ
ال�شعر ال ّ "مواقف ،درا�سات في ِّ بعنوان َ
نحو
وهمومهم الواقعية َ
َ ال�شعراء ِ
انتماءات ُّ عرية التي ت ِ
َعك�س ال�ش ّ
الم�ضامين ِّ
َ هذا اال ّتجاه ِب َت ُ
ناولها
والوطني ،فنرى ال ّناقد
ّ إن�ساني،
ّ البعدين :ال
ِ مجتمعهم ،وت� ِّؤكد َعالقة ال�شاعر بمجتمعه ف َت ُ
حمل
الباحث الذي َي ُ
نظ ُر َ حمل ِح ًّ�سا ُم ِ
نتم ًيا ،يقولّ �" :إن َي ْد ُر�س ِ�شعر َعرار من ناحية كونه � ً
أديبا ُمل َتزِ ًما َي ِ
طي ًة ،ي َت َح َّ�س ُ�س ِّ
بكل َراب ّ �شمولي ًة و�إلى ق�صيد ِته نظر ًة َ
غير ُمج َّز�أَة ،بل نظر ًة ت ُ ّ �إلى ِ�شعر َعرارٍ نظر ًة
يو�سف
زرعي �إلى ديوان ال�شاعر ُ االنتماء الواعي لل�شاعر" .وفي ال�سياق ن ْف ِ�سه َي ُ َ
نظر الأ ّ َ َ طوع
ُ�س ٍ
االجتماعي الذي ِّ
يركز على َد ْور ّ عبد العزيز نظر ًة ُم�شا ِبه ًةُ ،في ْد ِخ ُل ِ�ش َ
عره �ضمن �إطار اال ّتجاه
عموما هو
ً والفن والإبداع ِّ فاعلي َة الأدب
ّ حد ُد الفن والف ّنان في المجتمع ،يقولَّ � ":إن � َّ
أهم ما ُي ِّ ّ
والر�ؤيا" ،فال ّناقد هنا َي ُ
ميل ب�ص ْدق َّ
الطرح ُّ المت�س ِّل ُح ِ
إبداعه ُ
لعبه ف ُّنه و� ُ الم ِبد ِع َّ
للد ْور الذي َي ُ ف َْه ُم ُ
مجتمعه ،وقدر ِته على
ِ ظرية �إلى َر ْبط الإبداع وال َّنقد بمدى التزام الأديب ق�ضايا
في مناق�شته ال َّن ّ
والفكرية وفي الوقت ذاته
ّ االجتماعية
ّ دور ُه ور�سال َته
الفن َ
ب�ص ْدق ،وبذا ي�ؤ ّدي ّ التعبير عنها ِ
الفنية.
ّ
()1
- 3االتّجاه ال ِب ّ
نيوي
ِنيوي� ،إذ َع ِم َل على
موذجا في مجال اال ّتجاه الب ّ
ً أردني فخري �صالح َن
وتُم ِّثل تجرِ ب ُة ال ّناقد ال ّ
بالن�ص ِمن:
ّ الظروف المحيطة بعيدا عن ّ
الداخلية ً
َن ْقد ال ّن�صو�ص وتحليلها من خالل َعالقاتها ّ
لي�س م� ِّؤر َخ
العربي الجديد"� :إ ّنه َ
ّ مجتمع ،ح ّتى �إنه يقول في َمقال ٍة له بعنوان "ال َّنقد
ٍ تاريخ� ،أو
ٍ
أدب بل قارئ ُن�صو�ص.� ٍ
المغ َلق �إلى �ض االح ِتماالتِ :من ّ
الن�ص ُ أ�صد َر فخري �صالح درا�س ًة بعنوان" �أَ ْر ُ
وفي عام 1988م � َ
أي�ضا � َّأكد �ضرورة َع ْزل ّ
الن�ص عن المحيط الم ِ
عا�صر" ،وفيها � ً العربي ُ
ّ ال�س ْرد
الن�ص المفتوح في َّ
ّ
الواقعية
ّ انعكا�سا ّ
للظروف ً العالقات الداخلية ولي�س الن�ص ِن َ
تاج َ الخارجيِ ،
ومن َث ّم ،ي�صبح ّ
المحيطة.
104
ناعي" في كتابه
الق ّ �ص ِ
الروا�شدة في باب "بنية ال ّن ّ أي�ضا �سامح ّ
أردن � ً
ومن �أعالم هذا اال ّتجاه في ال ِّ
البنيوي َّ
ووظفَه في ا�ستنطاق ّ ا�ستله َم فيه اال ّتجاه
َ العربي الحديث"( ، )1الذي
ّ ال�شعر ِ
"القناع في ِّ
"من ليالي ِب ِنلوب" َناو ُله ق�صيدة ِ
القناع فيها ،ومن ذلك ت ُ وك ْ�شف بنية ِ
ال ّن�صو�ص و َن ْقدها وتحليلها َ
فوجد � ّأن َث َّم َة
َ الن�ص ِمن بدايته �إلى نهايته َ
داخل ّ أ�صوات التي َت ْن ِط ُق
َ الرحيم عمر ،فقد َت َت َّبع ال
لعبد ّ
�صل من إيقاع م َّت ٍ
الن�ص به وانتهى به في � ٍ واحدا هو �صوت ِب ِنلوب وب�ضمير المتك ِّلم� ،إذ بد�أَ ّ ً �صوتًا
�صوت � َآخر يو ِق ُف �إيقاع ّ
الن�ص. ٌ غير �أن ُي�شارِ َكه
مالي
الج ّ - 4االتّجاه َ
مالي َي َبع ُث
جر ُد ُمثيرٍ َج ّ
أدبي ُم َّ
فالن�ص ال ّ
ّ معيارا،
وق ً الذ َ قدية التي تعتمد َّ �سات ال َّن ّ
مار ُالم َ
ق�صد به ُ وي َ
ُ
قو ِ
مات ومن َث ّم ،يتناول ال ّناقد َ -وفْق هذا االتجاه ُ -م ِّمالي ًة مم ِتع ًةِ . ٍ
إح�سا�سات َج ّ في ال َّن ْف�س �
مما ُي ْف�ضي �إلى أدبي من ِو ْجهة َن َظره� ،أي � ّإن المتلقّي ُي َع ُّد ُم ِبد ًعا � َآخر ّ
للن�ص؛ ّ الن�ص ال ّ
الجمال في ّ
َ
ت ََع ُّدد القراءات.
أدبي في الن�صف ال ّثاني من القرن
مالي في ال َّنقد ال ّ
الج ّ اعي َم ِ
المح اال ّتجاه َ الر ّب ّ
ويم ِّثل عبد القادر َّ
ُ
مالي في قراء ِت ِه
الج ّتطبيقي ٍة لالتِّجاه َ
ّ منهجي ٍة
ّ مار ٍ
�سات الع�شرين ،بما ال َت َز َمه هذا ال ّناقد من ُم َ
جديدا
ً إبداعية ،ور�ؤي ِته ال ّن َ
اقد خالقًا العملية ال ّ
ّ ِ
ومفهومه للإبداع ،و َد ْورِ ال ّناقد في �إتمام �صو�ص
َ ال ّن
الن�ص ،بما في ذلك ّ
الن�ص بتعدد قراءات ّ ُ
القول ُّ الم�س َّلماتأ�صبح من ُ للإبداع ،يقول" :لهذا � َ
ن�صو�ص ،ومن
ٌ وبناء عليه َينب ِث ُق من ّ
الن�ص قديما �أم حدي ًثاً ، أكان هذا ّ
الن�ص ً خا�ص ًة� ،سواء � َ
عري ّ
ال�ش ّ
ِّ
ب�شخ�صية
ّ مالي مت أ� ِّث ٌر �إلى ّ
حد كبير الج ّن�صو�ص �أخرى ،وهكذا" .وهذا يعني � ّأن ال ّنقد َ
ٌ ال ّن�صو�ص
�ستثيره
وعواطف وما َي ُ
َ �شاعر
أدبي فيها من َم َ ُ
العمل ال ّ والعوامل الم�ؤ ِّثرة فيها ،وما َيبع ُثه
ِ الناقد،
ٍ
ذكريات. من
عري" ،وفيها يرى � ّأن ما ال�ش ّ
ال�صورة الف ّن ّية في ال َّنقد ِّ
باعي في هذا اال ّتجاه " ّ الر ّومن درا�سات ّ ِ
الفنية ،يقولّ �" :إن القناع َة التي ت ََو َّل َدت عندي أدبي هي ال�صور ُة ّ
�ص ال ّ الفن في ال ّن ّ
مالية ّ
ُي َج ِّ�سد َج ّ
مكن � ْأنالجميلة ،التي �أَرى أ� ّنها ُي ِ
ِ الفنية ِ
الو�سيلة ّ ال�صور َة ل ّأول مر ٍة َّ
�شد ْتني �إلى هذه التقيت ّ
ُ ُ
منذ
نقي".
نقا�ش ّ
كل ٍومحور ّ
َ فني
عمل ٍّ َكون َق ْل َب ّ
كل ٍ ت َ
الن�ص اً
بدل منها. َ
خالل ّ ال�شعر ب�أنه �شخ�صية تختفي فيها �شخ�صي ُة ال�شاعر وتنطق عرف ِ
القناع في ِّ (ُ )1ي َّ
105
مالية
الج ّأي�ضا َجمال َمقابلة في درا�سته "ال َّل ْحظة َ
ين الذين ا َّتبعوا هذا اال ّتجاه � ً
أردني َ ِ
ومن ال ُّنقّاد ال ّ
العمل الف ّن ّي"،
ِ المرء بقيمة
إح�سا�س الذي َيع َتري َ
ُ أدبي" ،التي يرى فيها � ّأن ال َّنقد هو "ال
في ال َّنقد ال ّ
أ�صل الذي م�شترك ٌة بين الأديب والمتلقّي ،وهي "ال ُ
َ مالي هي خبر ٌة الج ّوي� ِّؤكد � ّأن عملية ال َّنقد َ
تنبثق منه عملي ُة ال ّتف�سير وتعو ُد �إليه".
ُ
المقارن
- 5االتّجاه ُ
دين
عتم َ أدبيةُ ،م ِ
قدي بدرا�سة مظاهر الت أ� ُّثر والت�أثير بين الن�صو�ص ال ّ
باع هذا االتجاه ال ّن ّ ُي ْعنى �أ ْت ُ
وك ْ�ش ِف حقائقها العالمية َ
ّ المقام ال ّأول؛ من �أجل الوقوف على َ�س ْير الآداب على محور ال ّلغة في َ
إن�سانية.
الفنية وال ّ ّ
محمد �شاهين في درا�سته "�إليوت و� ُأثر ُه
ين الذين ا َّت َبعوا هذا االتجاه في ال َّنقد َّ
أردني َ
ومن ال ُّنقاد ال ّ ِ
كل منَ :ب ْدر �شاكر ّ
ال�س ّياب، وقف �شاهين على َم ِ
كامن ت�أ ُّثر ّ وال�س ّياب"� ،إذ َ
ال�صبور ّ
على عبد ّ
عد ق�صيدةومما جاء في درا�سته �أنه َّ ال�صبور ،بال�شاعر الإنجليزي توما�س �إليوتّ ، و�صالح عبد ّ
اليباب" ،يقول: إيجابيا في الت أ� ُّثر بق�صيدة �إليوت "الأَر�ض َ نموذجا � ًّ ً الم َطر" ّ
لل�س ّياب "�أُ ْن�شودة َ
الداخلي ُة
ّ الداخلي الذي ت َُولِّ ُده المو�سيقا
ِّ اليباب في الإيقاع الم َطر مع الأَر�ض َ "وت�شترك �أُن�شود ُة َ
ُ
قيد الم�ضمون الم� ِ
ألوف". ُحر ُر ال ّلغ َة من ِ
الق�صيدتين هي التي ت ِّ ِ ل ّلغة ،فالمو�سيقا في كلتا
الم�صط َلح"، المثا َقفَة وت ََح ُّوالت ُ
عبي في كتابه " ُ أي�ضا زياد ال ُّز ّ ين في هذا اال ّتجاه � ً أردني َ ِ
ومن ال ُّنقّاد ال ّ
العربية في ع�صر
ّ بفع ِل ت أ� ُّثر الح�ضارة معظمها ْ
ُ عربي ًة ت ََ�ش َّك َل
نقدي ًة ّ ٍ
م�صطلحات ّ َ
تناول فيه الذي
اليونانية.
ّ الهجري ِين ،بالح�ضارةّ والرابع
ِ القرنين :ال ّث ِ
الث، ِ ازدهارها في
قدية الحديثة لمجموع ٍة وانطالقًا من درا�سة هذه اال ّتجاهاتِ ،
ومن َتف َُّح ِ�ص عدد من الأعمال ال ّن ّ
مميزات ال ّنقد
نحد َد عد ًدا من ِّ
والت�سعينيات ،يمكن �أن ِّ
ّ الثمانينيات
ّ أردن في فترة
من ال ُّنقّاد في ال ّ
في هذه المرحلة على النحو الآتي:
النقدية التي يتناولها ال َّنقد.
ّ وتنوع الق�ضايا
أ� �َ -سعة المجال ُّ
قدي لدى ال ُّنقّاد في هذه المرحلة.
الذوق ال ّن ّب -ارتفاع م�ستوى َّ
المنهجية في القراءة وال ّتف�سير وال ّتحليل.
ّ قدية
-اعتماد الأدوات ال َّن ّ جـ
زاجية.
والم ّ الذاتية ِ
ّ بعيدا عن
�صار ينمو ً
المو�ضوعية ،بمعنى �أ ّنه َ
ّ د -
قدية الحديثة.المنهجيات ال َّن ّ
ّ هـ -الت أ� ُّثر بال َّنقد ال ّ
أدبي في َ�ض ْوء
106
الأ�صÄلة
وعالقته مع البيئة،
فني لتجرِ بة الإن�صان َ
انعكا�س ٌّ
ٌ إبداع
ال�صعافين ا ّأن ال َ
- 1يرى ال ّناقد اإبراهيم َّ
در�صت.
َ و�صح هذه العبار َة في َ�ص ْوء ما
ِّ
الن�س
ِنيوي في ال َّتعامل مع ّ
والجتماعي ،عن ال ّتجاه الب ّ
ّ اريخي،
ّ - 2كيف يختلف ال ّتجاهان :ال ّت
والت�صعينيات؟
ّ الثمانينيات
ّ ين في
أردني َ
لدى ال ُّن ّقاد ال ّ
أدبي.
المقارن ،في ال َّنقد ال ّ مالي ،وال ّتجاه ُ
الج ّ و�صح المق�صود ٍّ
بكل من :ال ّتجاه َ - 3اأ ِّ -
و�صح والن�سِّ ،ّ معين ٍة في َ
العالقة بين المتل ّقي �صو�صي ٍة َّ
ّ بخ
يتميز ُ
مالي ّ
الج ّ ب َ -يكاد ال ّتجاه َ
�صو�صية .
ّ الخ
هذه ُ
دع ْم اإجاب َت َك باأمثل ٍة أيك ،اإيجا َد َن ْق ٍد حديث في ال ّ
أردن؟ ِّ ون ،في را َ
أردني َ
ا�صتطاع ال ُّن ّقاد ال ّ
َ -4هل
در�صت.
َ مما
آتيتين
المقولتين ال ِ
ِ أردن� ،ص ِّنف
قدية الحديثة في ال ّ َ
درا�صتك ل ّتجاهات الحركة ال ّن ّ -5في َ�ص ْوء
كل منهما:اإلى ال ّتجاه ال ّنقدي الذي ُتم ِّثله ٌّ
والن�س":ّ "ال�صاعر
�صي بعنوان ّ محمد ال َق ْي ّ ال�صاعر َّ أردني اإبراهيم خليل عن ّ اأ -يقول ال ّناقد ال ّ
وت£ورِ روDي ِتهt ال�شüîشي ِة،
ّ بت£ورِ حيا ِت ِه
t أ�شد ا’رتباط �شي مرتب £ِkا ا sعر ال َق ْي ّcان ِ�ش ُ
"و َل ّما َ
خيوط بارIl R l �ش£يني ،فقد ن�شاأَä ّ
ومن َح ْو∫ َ�ش ْعب ِِه ِ
الف َل IOللعا َلم ِمن َح ْوله ِ المتéد ِ
u
ال�ص ْو َء على �صير ِت ِهبو�صوح ما لم ُن َ�ص ِّل ِط َّ ٍ نعد ُم القدر ُة على روؤيتها ن�صيج ِه الفني َت ِ
ِّ ِ في
أدبية".
خ�صية وال ّ ال�ص ّ ّ
أدبي ِة بالمجتمع ،بل اإ ّنه َ
الرواية اأ ْل َ�ص ُق الفنون ال ّ أردني عبداهلل رِ �صوانِّ " : ب -يقول ال ّناقد ال ّ
الن�س
داخل ّ َ وم َنع ِك َ�ص ًة
فيه �صور َة ذا ِت ِه متم ِّثل ًة ُ المجتم ُع يرى ِ
َ الفن الوحيد الذي َيكا ُد ُّ
وائي".
الر ِّّ
مراحل مختلف ٍة ،وازِ ْن بين هذه المراحل من ناحية
َ ِ
بثالث أردن
النقدية في ال ّ
ّ مرت الحرك ُة
ّ -6
النقدية في ِّ
كل مرحلة. ّ تطور الآراء
ُّ
107
امل�صادر واملراجع
عمان الثقافي الثالث 25-22 � - 1إبراهيم خليل و�آخرون ،حركة النقد الأدبي في الأردن (�أوراق ملتقى ّ
عمان1994 ،م. �آب 1994م) ,ط( ،)1وزارة الثقافةّ ,
� - 2إبراهيم خليل ,مقدمات لدرا�سة الحياة الأدبية في الأردن (درا�سة ومختارات نقدية) ,ط( ،)1الجوهرة
عمان2003 ,م. للن�شر والتوزيعّ ،
عمان1995 ،م. � - 3إبراهيم ال�سعافين ،الرواية في الأردن ،ط( ،)1من�شورات لجنة تاريخ الأردنّ ,
قدمه وع ّلق عليه �أحمد - 4ابن الأثير� ،أبو الفتح �ضياء الدين ،المثل ال�سائر في �أدب الكاتب وال�شاعرّ ،
الحوفي وبدوي طبانة ،ط ( ،)2دار نه�ضة م�صر للطبع والن�شر ،القاهرة.
� - 5إح�سان عبا�س ،تاريخ النقد الأدبي :نقد ال�شعر من القرن الثاني الهجري �إلى القرن الثامن الهجري ،دار
ال�شروق ،الأردن.
� - 6أحمد �أحمد بدوي� ،أ�س�س النقد الأدبي عند العرب ،دار نه�ضة م�صر للطباعة والن�شر والتوزيع ،م�صر،
1996م.
� - 7أحمد ال�شايب� ،أ�صول النقد الأدبي ،ط ( ،)7مكتبة النه�ضة الم�صرية ،القاهرة1996 ،م.
عمان،
� - 8أحمد الم�صلح ،مالمح عامة للحياة الثقافية في الأردن ،ط( ،)1من�شورات لجنة تاريخ الأردنّ ,
1995م.
العربي،
ّ الها�شمي ،جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع ،ط ( ،)12دار �إحياء ال ّتراث
ّ � - 9أحمد
بيروت ،لبنان.
� -10أحمد يا�سين العرود ،مناهج النقد الأدبي في الأردن في الن�صف الثاني من القرن الع�شرين ,ط ( ،)1الم�ؤ�س�سة
عمان2004,م. العربية للدرا�سات والن�شر ,بيروت ،دار الفار�سّ ,
-11الآمدي� ،أبو القا�سم الح�سن بن ب�شر ،الموازنة بين �شعر �أبي ّتمام والبحتري ،تحقيق ال�سيد �أحمد �صقر،
ط( ،)4دار المعارف ،القاهرة1982 ،م.
والعربي ،دار ال ّثقافة ،بيروت1943 ،م.
ّ الغربي
ّ وال�سرياليّة في الأدب
الرمزيّة ّإيليا حاويّ ،
ّ � -12
-13الجاحظ� ،أبو عثمان عمرو بن بحر ،البيان والتبيين ،تحقيق و�شرح عبد ال�سالم محمد هارون ،دار
الجيل ،بيروت1990،م.
-14ـــــــــــــــــــــــــــــ ،الحيوان ،تحقيق و�شرح عبد ال�سالم محمد هارون ،ط ( ،)3المجمع العلمي
العربي الإ�سالمي ،من�شورات محمد الداية ،بيروت1969 ،م.
-15الجرجاني� ،أبو بكر عبد القاهر� ،أ�سرار البالغة في علم البيان ،قراءة وتعليق محمود �شاكر ،مكتبة
الخانجي ،القاهرة1992 ،م.
108
ـــــــــــــــــــــــــــــ ،دالئل الإعجاز في علم المعاني ،حققه وقدم له محمد ر�ضوان الداية وفايز الداية، -16
ط ( ،)2مكتبة �سعد الدين ،دم�شق1978 ،م.
الجمحي ،محمد بن �سلاّ م ،طبقات فحول ال�شعراء ،تعليق و�شرح محمود �شاكر ،دار المدني. 17
-
عمان1986 ،م. خالد الكركي ،الرواية في الأردن ،ط ( ،)1من�شورات الجامعة الأردنيةّ ، -18
ابن ر�شيق القيرواني� ،أبو علي الح�سن بن ر�شيق ،العمدة في محا�سن ال�شعر و�آدابه ونقده ،حققه ّ
وف�صله -19
وع ّلق حوا�شيه محمد محيي الدين عبد الحميد ،ط ( ،)5دار الجيل ،بيروت1981،م.
العلمية ،بيروت،
ّ ال�سكاكي� ،سراج الدين يو�سف بن �أبي بكر ،مفتاح العلوم ،ط ( ،)2دار الكتب ّ -20
لبنان1987 ،م.
عمان1989 ،م. �سمير قطامي ،الحركة الأدبية في الأردن ,ط ( ،)1وزارة الثقافة والتراث القوميّ , 21
-
�سر الف�صاحة� ،شرح وت�صحيح عبد المتعال �صعيدي ،مطبعة ابن �سنان الخفاجي ،عبد اهلل بن محمدّ ، -22
�صبيح ،القاهرة1990 ،م.
عياد ،المذاهب الأدبيّة والنّقديّة عند العرب والغربيين� ،سل�سلة عالم المعرفة ،العدد (،)177 �شكري ّ -23
الكويت� ،سبتمبر1993 ،م.
ابن طباطبا� ،أبو الح�سن محمد بن �أحمد ،عيار ال�شعر ،تحقيق عبد العزيز بن نا�صر ،من�شورات اتحاد -24
الك ّتاب العرب ،دم�شق2005 ،م.
عبد العزيز عتيق ،علم البديع ،دار النه�ضة العربية ،بيروت ،لبنان. 25
-
العربية ّ
للطباعة وال ّن�شر وال ّتوزيع ،بيروت ،لبنان2009 ،م. ّ ــــــــــــــــــــــــ ،علم المعاني ،دار ال ّنه�ضة -26
عبد الفتاح عثمان ،درا�سات في المعاني والبديع ،مكتبة ال�شباب ،القاهرة1982 ،م. -27
عبد القادر ح�سين ،فن البديع ،دار ال�شروق ،بيروت1983 ،م. -28
ـــــــــــــــــــــــــــ ،فن البالغة ،دار غريب ،القاهرة ،م�صر2005 ،م. -29
عبد النا�صر ح�سن محمد ،تقنيات الق�صيدة المعا�صرة ,ط ( ،)1مكتبة الآداب ،القاهرة2012 ،م. -30
عثمان موافي ،الخ�صومة بين القدماء والمحدثين في النقد العربي القديم ،ط ( ،)1دار المعرفة الجامعية، -31
الإ�سكندرية1992 ،م.
علي �صبري وعبد الرحيم ظفر ،البيان ال�سهل في البيان والمعاني والبديع1956 ،م. 32
-
فخري �صالح ،وهم البدايات في الخطاب الروائي الأردني ،الم�ؤ�س�سة العربية للدرا�سات والن�شر, -33
بيروت1993 ،م.
109
عمان ،الأردن، -34ف�ضل ح�سن عبا�س ،البالغة فنونها و�أفنانها ،ط ( ،)4دار الفرقان لل ّن�شر وال ّتوزيعّ ،
1997م.
-35القا�ضي الجرجاني ،علي بن عبد العزيز ،الو�ساطة بين المتنبي وخ�صومه ،تحقيق و�شرح محمد �أبو
الف�ضل �إبراهيم وعلي محمد البجاوي ،المكتبة الع�صرية ،بيروت1966 ،م.
-36ابن قتيبة� ،أبو محمد عبد اهلل بن م�سلم الدينوري ،ال�شعر وال�شعراء ،تحقيق �أحمد محمد �شاكر ،دار
المعارف ،القاهرة.
-37القزوينـي ،جـالل الدين محمـد بن �سعـد ،الإيـ�ضاح في علـوم البالغـة� ،شـرح وتعليق وتنقيح محمد
عبد المنعم خفاجي ،ط ( ،)3دار الجيل ،بيروت.
المبرد� ،أبو العبا�س محمد بن يزيد ،الكامل في اللغة والأدب ،عار�ضه ب�أ�صول وع ّلق عليه محمد �أبو ّ -38
الف�ضل �إبراهيم وال�سيد �شحاتة ،مكتبة نه�ضة م�صر ،القاهرة1956 ،م.
-39مجدي �أحمد توفيق ،مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم ،الهيئة الم�صرية العامة للكتاب،
القاهرة1993 ،م.
العربية ،القاهرة ،م�صر،
ّ البالغي في القر�آن الكريم ،ط ( ،)1دار الآفاق
ّ -40محمد ح�سين �سالمة ،الإعجاز
2002م.
-41محمد زغلول �سلاّ م ،تاريخ النقد الأدبي والبالغة حتى القرن الرابع الهجري ،من�ش�أة معارف الإ�سكندرية،
الإ�سكندرية1982 ،م.
-42محمد مندور ،الأدب ومذاهبه ،مكتبة نه�ضة م�صر ّ
للطباعة وال ّن�شر وال ّتوزيع ،القاهرة ،م�صر.
-43ــــــــــــــــــــ ،النقد المنهجي عند العرب ومنهج البحث في الأدب واللغة ،مكتبة نه�ضة م�صر ،القاهرة،
1996م.
العربي ،مكتبة الآداب ومطبعتها ،القاهرة ،م�صر.
ّ -44محمود تيمور ،اتّجاهات الأدب
المو�شح (م�آحذ العلماء على ال�شعراء في عدة �أنواع
ّ المرزباني� ،أبو عبيد اهلل محمد بن عمران بن مو�سى،
ّ -45
من �صناعة ال�شعر) ،تحقيق علي محمد البجاوي ،مكتبة نه�ضة م�صر ،القاهرة.
-46نا�صر الدين الأ�سد ،االتجاهات الأدبية الحديثة في فل�سطين والأردن ،ط ( ،)1معهد البحوث والدرا�سات
العربية ,القاهرة1957 ،م.
-47ن�صرت عبد الرحمن ،في النقد الحديث (درا�سة في مذاهب نقدية حديثة و�أ�صولها الفكرية) ،مكتبة
عمان1979 ،م. الأق�صىّ ,
-48ها�شم ياغي ،الق�صة الق�صيرة في الأردن وفل�سطين من 1965-1850م ،ط ( ،)2معهد البحوث
والدرا�سات العربية ,القاهرة1966 ،م.
-49هند ح�سين طه ،النظرية النقدية عند العرب ،دار الر�شيد للن�شر ،بغداد1981 ،م.
110