You are on page 1of 8

‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫المقطع األول‪ :‬مدخل إلدارة األعمال‬


‫‪ -1‬مفهوم اإلدارة‪:‬‬
‫كلمة اإلدارة أصلها الالتيني ‪ To Sreve‬والتي تعني في اللغة العربية "الخدمة" على أساس أن من يعمل‬
‫باإلدارة يقوم بخدمة اآلخرين أو أداء الخدمة‪ ،‬وقد حاول البعض من الباحثين التفرقة بين كلمة‬
‫‪ admistaration‬و‪ ، Management‬فاألولى تشير إلى مهام اإلدارة في المستويات العليا الشاملة لكل عمل‬
‫‪1‬‬
‫المنظمة أما المانجمنت‪ Management‬فترتبط بمهام اإلدارة في مستويات التنفيذ والعمل الجاري اليومي‬
‫فيما حظي مفهومها بتعدد وجهات نظر الباحثين والمهتمين نتيجة تنوع الدراسات واألبحاث التي عالجته‪،‬‬
‫ومن أهم هذه التعاريف ما قدمه أبو اإلدارة العلمية فرديريك تايلور ‪ Freferick Taylor‬حيث يعتبرها‬
‫المعرفة الصحيحة لما يراد أن يقوم به األفراد مع التأكد من أنهم يفعلون ذلك بأحسن طريق وأرخص‬
‫التكاليف‪ ،2‬يفهم من هذا التعريف أن اإلدارة تتطلب أن تكون على دراية تامة بأساليب وطرق العمل مع‬
‫اختيار أحسنها وأقلها كلفة‪.‬‬
‫في حين أن هنري فايول‪( Henri Fayol‬األب الحقيقي لإلدارة الحديثة) فيعتبر القيام باإلدارة معناه أن‬
‫تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب‪ ،3‬يعبر هذا التعريف أن اإلدارة تكون‬
‫في شكل وظائف إدارية رئيسية ومتكاملة فيما بينها‪.‬‬
‫أما بيترسونوبلومان (‪ )Peterson et Plowman‬فقد وضحا المفهوم اإلنساني لإلدارة‪ ،‬حيث اعتبرا‬
‫اإلدارة بأسلوب يمكن بواسطته تحديد وتوضيح أغراض وأهداف جماعة إنسانية معينة‪.4‬‬
‫وعرفت اإلدارة أيضا بأنها ذلك الفرع من العلوم االجتماعية الذي يصف ويفسر ويحلل ويتنبأ بالظواهر‬
‫اإلدارية والسلوك اإلنساني الذي يجري في المنظمات المختلفة لتحقيق أهداف معينة‪.5‬‬
‫ويعبر كذلك عن اإلدارة بأنها عملية توجيه الجهود المتكاملة للعاملين في المنظمة بكفاءة وفعالية‪،‬‬
‫والمقصود بالكفاءة حسن استخدام الموارد المادية والمالية والبشرية والمعلومات الالزمة لمنظمة األعمال‪ ،‬أما‬
‫الفعالية فتشير إلى مدى توجه المنظمة نحو الهدف المحدد من خالل تنفيذها المتطلبات الصحيحة‪.6‬‬
‫بالرغم من تعدد وجهات نظر الباحثين لمفهوم اإلدارة إال أنها تشترك في العناصر التالية‪:7‬‬
‫‪ -‬إن اإلدارة وسيلة أو نشاط أو عملية أو جهد أو نظام وهي صفات تنظيمية جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تعبير عن عمل جماعي يتم على أساس تجميع الجهود األساسية األفراد والجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق األهداف التي تضعها الجهة صاحبة السلطة في خطط أو برامج أو أساسيات‪.‬‬
‫‪ -‬أنها واعية ومعبرة عن سلوك عقالني ولو بشكل نسبي‪.‬‬
‫‪ -‬دورها ال ينحصر في التنفيذ أو تحقيق األهداف فحسب‪ ،‬وإنما يتعدى ذلك إلى تنفيذها وتحقيقها بفعالية‬
‫وكفاية‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يمكن التعبير عن مفهوم اإلدارة بمختلف العمليات واألنشطة الرئيسية والمتكاملة (في‬
‫شكل وظائف إدارية) والتي تسمح باستخدام عوامل اإلنتاج أحسن استخدام (الكفاءة)‪ ،‬قصد بلوغ األهداف التي‬
‫سطرتها المنظمة (الفعالية)‪.‬‬

‫‪ -1‬منال طلعت محمود‪ ،‬أساسيات في علم اإلدارة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪ 12‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬عالء الدين محمود‪ ،‬إدارة المنظمات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -3‬سنان الموسوي‪ ،‬اإلدارة المعاصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مجد الوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2004 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪-4‬بشير العالق‪ ،‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -5‬عبد البار يدرة‪ ،‬محفوظ جودة‪ ،‬األساسيات في اإلدارة المعاصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.32‬‬
‫‪ -6‬فريد فهمي‪ ،‬وظائف اإلدارة‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪ 8-7‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -7‬علي عباس‪ ،‬أساسيات علم اإلدارة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.18‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫‪ -2‬أهمية اإلدارة‪:‬‬
‫تبرز أهمية اإلدارة بشكل عام في جميع مجاالت الحياة‪ ،‬أما فيما مجال بيئة األعمال والمنظمات فتتمثل‬
‫فيمايلي‪:1‬‬
‫‪ -1‬مواجهة التغيرات والظروف البيئية المختلفة‪ ،‬بحيث تجعل من المشروع مواكبا ومتكيفا مع الظروف‬
‫البيئية المحيطة كاالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪...‬‬
‫‪ -2‬التأثير الفعال على عناصر اإلنتاج‪ ،‬حيث أن اإلدارة تترأس قيادة عوامل اإلنتاج وتعمل على تنظيمها‬
‫بالتنسيق فيما بينها بما يتناسب مع ظروف العمل والظروف المحيطة‬
‫‪ -3‬تحقيق مبدأ الكفاية اإلنتاجية (إنجاز المهام بأقل وقت وجهد وبتكلفة) ومبدأ الكفاءة االقتصادية (توازن‬
‫بين الموارد واإلنتاج)‬
‫‪ -4‬قيادة وتوجيه المنظمة لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -5‬وسيلة من وسائل تطوير الشخصية الوظيفية لألفراد وجعلها أكثر فعالية وانسجام مع طبيعة العمل‪.‬‬
‫‪ -6‬بعد اتساع األعمال وزيادة حجم المنظمات والنشاطات وبعد أصحاب العمل عن مراكز العمل كان‬
‫البد من االعتماد الكبير على هيئات إدارية وإداريين وأفراد مدربين تحت رعاية إدارية‪.‬‬
‫‪ -7‬مواجهة المنافسة على المستويين المحلي والخارجي لسد الحاجات والرغبات من السلع أو الخدمات‪.‬‬
‫‪ -8‬الندرة المتزايدة في الموارد المادية والبشرية األمر الذي يتطلب الترشيد واالقتصاد والبحث عن‬
‫وسائل وطرق تحقيق الفاعلية‪.‬‬
‫‪ -9‬القوة المتزايدة للتجمعات التي تدافع عن المستهلكين ومصالحهم األمر الذي يظهر أهمية وضع‬
‫السياسات الخاصة بتحسين الجودة واألسعار وغيرها‪.‬‬
‫‪-10‬تزايد قوة التجمعات العمالية األمر الذي يتطلب وضع السياسات مقبولة لألجور وظروف العمل‬
‫وشروطه‪.2‬‬

‫‪ -3‬مستويات اإلدارة‪:‬‬
‫تنقسم اإلدارة إلى ثالثة مستويات رئيسية متمثلة في اإلدارة العليا ثم الوسطى فالتشغيلية(التنفيذية)‪ ،‬جميعها‬
‫تمارس وظيفة اإلدارة من حيث تحديد األهداف والتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‪ ،‬ومع ذلك تختلف تلك‬
‫المسؤوليات من حيث‪:3‬‬
‫‪ -‬نطاق العمل اإلداري الذي تمارسه‪.‬‬
‫‪ -‬حجم المسؤوليات التي تتحملها‪.‬‬
‫‪ -‬مدى السلطات المخولة لها‪.‬‬
‫‪-1-3‬اإلدارة العليا‪:‬‬
‫تتكون اإلدارة العليا عادة من المدير أو مجلس اإلدارة‪ ،‬تهتم بالعديد من العمليات من أهمها مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد رسالن الجيوسي‪ ،‬جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة علم وتطبيق‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬إدارة المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ص‬
‫‪ 21-20‬بتصرف‪.‬‬
‫‪-2‬علي محمد منصور‪ ،‬مبادئ اإلدارة أسس ومفاهيم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -3‬يمكن العودة في هذا الصدد لكل من‪:‬‬
‫‪-‬ياسر احمد عريبات‪ ،‬المفاهيم اإلدارية الحديثة ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار يافة العلمية للنشر و التوزيع ‪،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪16‬بتصرف‪.‬‬
‫‪-‬منال طلعت محمود‪ ،‬أساسيات في علم اإلدارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪ 44-42‬بتصرف‪.‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫‪ -‬تحديد األهداف العامة بعيدة المدى‪.‬‬


‫‪ -‬رسم السياسات الشاملة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الخطط والبرامج طويلة المدى‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه وتنسيق األنشطة األساسية للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬المتابعة الشاملة ألوجه نشاط المنظمة وحاالت التقدم نحو األهداف المقررة مع اتخاذ القرارات المناسبة‬
‫لتصحيح مسارات التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االتصال المستمر والدائم بين المنظمة وعناصر البيئة المحيطة بها‪ ،‬فهي حلقة وصل بين‬
‫المنظمة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬دفع حركة التطوير والتجديد واالبتكار في كافة مجاالت عمل المنظمة وذلك من خالل تشجيع وتنمية‬
‫عمليات البحث العلمي المنظم‪.‬‬
‫‪-2-3‬اإلدارة الوسطى‪:‬‬
‫تختص اإلدارة الوسطى بعملية ترجمة األهداف والسياسات العامة المحددة من طرف اإلدارة العليا إلى‬
‫خطط وبرامج عمل تشرف على وضعها موضع التنفيذ‪ ،‬أي أن اإلدارة الوسطى هي أداة اإلدارة العليا لوضع‬
‫قراراتها اإلستراتيجية موضع التطبيق العملي وذلك من خالل العديد من القرارات التكتيكية (اإلجرائية) التي‬
‫تحول الخطط واألهداف إلى نشاط وانجازات‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تعمل اإلدارة الوسطى على تحقيق الصلة‬
‫واالرتباط بالمستوى األعلى من جهة والمستوى األدنى (التنفيذية) من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪-3-3‬اإلدارة التنفيذية (التشغيلية)‪:‬‬
‫تكون على مستوى خط االتصال األول لمواقع العمل‪ ،‬لذلك فإن اإلدارة التنفيذية تهتم بإدارة العمليات‪،‬‬
‫وتتطلب أن تكون درجة التخصص المهني ومستوى المهارة الفنية لألفراد فيها عالية‪ ،‬كما أنها تقوم بتقديم‬
‫المعلومات الحيوية لإلدارة الوسطى التي تعتمد عليها في إعادة صياغة قراراتها والتقدم باقتراحات إلى‬
‫اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪ -4‬مبادئ اإلدارة‪:‬‬
‫تتطلب اإلدارة توفر جملة من المبادئ والخصائص األساسية نوضحها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-1-4‬الطابع اإلنساني‪:‬‬
‫إذا كانت اإلدارة بمعناها الواسع‪ ،‬هي توجيه الجهد البشري لتحقيق هدف معين‪ ،‬فإنه يستفاد من ذلك أن‬
‫مجموع األشخاص الذين تتألف منهم هم الذين يشكلون العنصر الرئيسي في عملها‪ ،‬فعالقاتهم فيما بينهم‬
‫وتعاونهم الجماعي باستخدام ما هو متوفر من وسائل مادية ومالية وتقنية وفق نسق معين من األساليب‬
‫والطرق‪.‬‬
‫‪-2-4‬العمل الجماعي‪:‬‬
‫تتطلب إدارة المنظمات تحديدا للهدف المراد بلوغه‪ ،‬وتعينا للمهام‪ ،‬وتقسيما للعمل‪ ،‬وتنظيما لبنية المنظمة‪،‬‬
‫وتنسيقا للعمل بين مختلف األقسام‪ ،‬ورقابة مستمرة للتحقق بما هو مطلوب‪ ،‬ومعالجة العقبات أثناء التنفيذ‪ ،‬أي‬
‫إدارة للجهد البشري‪ ،‬فبمعزل عن هذه اإلدارة تسود الفوضى ويهدر المال والوقت وبالتالي يضيع الهدف‬
‫المرجو بلوغه‪ ،‬وبشكل عام فإن اإلدارة هي ضرورة حتمية يقتضها العمل الجماعي‪.‬‬
‫‪-3-4‬وسيلة وليست غاية‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن العودة في هذا الصدد لكل من‪:‬‬


‫‪-‬عبد اللطيف قطيش‪ ،‬اإلدارة العامة من النظرية إلى التطبيق دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2013 ،‬ص‬
‫ص ‪ 23-21‬بتصرف‪.‬‬
‫‪-‬منال طلعت محمود‪ ،‬أساسيات في علم اإلدارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪ 16-15‬بتصرف‪.‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫تنشأ المنظمات لتحقيق غاية معينة‪ ،‬وتبتدع الطرق اإلدارية المالئمة لبلوغ تلك الغاية‪ ،‬فاإلدارة وسيلة‬
‫لتحقيق تلك الغاية أو الهدف الذي يميز إدارة عن إدارة أخرى‪.‬‬

‫‪-4-4‬عملية اجتماعية‪:‬‬
‫يقصد بالعملية االجتماعية أن عدد من األفراد يشتركون في تحقيق الهدف المطلوب أي أن فكرة التعاون‬
‫مطلوبة لتحقيق الهدف‪ ،‬كما يعني المفهوم االجتماعي لإلدارة أنها تمارس في محيط اجتماعي معين يتميز‬
‫بمجموعة من العادات والتقاليد واألعراف التي تحدث أثرها على العملية اإلدارية كما يحدث أثرها على‬
‫المجتمع الكبير‪.‬‬
‫‪-5-4‬عملية مستمرة‪:‬‬
‫تعني االستمرارية في اإلدارة أنه طالما هناك مجتمع يعيش فيه أفراد يحتاجون السلع والخدمات فإن‬
‫اإلدارة تمارس نشاطها في هذا المجتمع حيث أن حاجات الناس ال تنقطع وتتنوع باستمرار‪.‬‬
‫‪ -6-4‬تستغل الموارد‪:‬‬
‫عندما تقوم اإلدارة بالتخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة فإنها تقوم باستغالل الموارد المتاحة‬
‫المادية والبشرية والمعنوية استغالال أمثل كما أنها تحرص على المحافظة على الموارد عند مستوى مناسب‬
‫لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ 7-4‬تحقيق األهداف‪:‬‬
‫يعتبر تحقيق األهداف المهمة األساسية لإلدارة سواء كانت منظمة حكومية أو خاصة فإنها ال تستطيع‬
‫االستمرار في عملها لفترة طويلة بدون تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -8-4‬رئاسية ومرؤوسيه‪ :‬للموظف في أي منظمة صفة رسمية واحدة في هيكل السلطة تعبر عنها كلمة‬
‫السلطة أما المدير فغالبا ما يجمع بين صفتين إذ هو رئيس ومرؤوس في نفس الوقت فهو يرتبط بمستويات‬
‫إدارية ذات سلطة أعلى كما يشرف على عدد من المرؤوسين‪.‬‬
‫‪ -5‬مجاالت اإلدارة‪:‬‬
‫ترتبط اإلدارة بجميع مجاالت الحياة المختلفة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪ ،‬ولكن سوف‬
‫نحاول اختصارها إلى نوعين رئيسيين تمارس فيهما جميع المجاالت السابقة وهما‪:‬‬
‫‪-1-5‬اإلدارة العامة‪ :‬هي إدارة تختص بتنفيذ السياسة العامة للدولة بواسطة األجهزة الحكومية ‪ ،‬فمن خالل‬
‫‪1‬‬

‫اإلدارة العامة يمكن تلبية حاجيات أفراد المجتمع المختلفة‪.‬‬


‫‪-2-5‬إدارة األعمال‪ :‬هي إدارة النشاط الذي تؤديه المشروعات ذات الطابع االقتصادي والتي تعمل على‬
‫إشباع حاجات ورغبات المجتمع المادية والمعنوية بقصد الربح لتلبي حاجتها ورغبتها أيضا‪.2‬‬
‫في حين تختلف اإلدارة العامة عن إدارة األعمال في العديد من الفروقات نوضحها في الجدول الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬أهم الفروق بين اإلدارة العامة وإدارة األعمال‬


‫إدارة األعمال‬ ‫اإلدارة العامة‬ ‫معيار االختالف‬
‫تحقيق األهداف الخاصة‬ ‫تقديم الخدمة العامة‪.‬‬ ‫الهدف‬
‫بالدرجة األولى‪.‬‬
‫في ظروف المنافسة الشديدة‪.‬‬ ‫في ظروف احتكارية‪.‬‬ ‫ظروف العمل‬

‫‪-1‬علي عباس‪ ،‬أساسيات علم اإلدارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪-2‬محمد رسالن الجيوسي‪ ،‬جميلة جاد هللا‪ ،‬اإلدارة علم وتطبيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫المنظمات والدوائر الحكومية‪.‬‬ ‫مجال التطبيق‬


‫تتأثر باالقتصاد‪.‬‬ ‫تتأثر بالسياسة‪.‬‬ ‫القوى المؤثرة‬
‫النظام الداخلي للمنظمة‬ ‫التشريع العام وقوانين الخدمة‬ ‫اإلطار القانوني‬
‫وقرارات مجلس اإلدارة‪.‬‬ ‫المدنية‪.‬‬
‫حجم األرباح المحققة‪.‬‬ ‫القدرة على تقديم الخدمة‪.‬‬ ‫معيار النجاح‬
‫تأخذ من الجانب االقتصادي‬ ‫تتأثر بالضغوط السياسية‬ ‫القرارات‬
‫والموضوعي‪.‬‬ ‫والجماهيرية‪.‬‬
‫تهتم بالمثل العليا التي تحقق‬ ‫على أساس أخالقية تتسم‬ ‫القيم السائدة في المعامالت‬
‫بالعدالة والمساواة لجميع أفراد لها أكبر ربح مع تقديم خدمات‬
‫تميزية ألصحاب الدخل المرتفع‬ ‫المجتمع‪.‬‬
‫وقد تهمل باقي الفئات‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬أسس اإلدارة المعصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪ ،2007 ،‬ص ص ‪ 27-25‬بتصرف‪.‬‬

‫‪ -6‬مهارات اإلدارة‪:‬‬
‫يعبر عن المهرة بمعناها الواسع القدرة المرتبطة باألداء والتي عادة ما يكون انتسابها من قبل الفرد حتى‬
‫تضمن له كفاءة وفعالية في أداءه بشكل عام وقد حدد كاتز المهارات اإلدارية بثالثة مجموعات رئيسية‬
‫نوضحها فيمايلي‪:‬‬

‫‪-1-6‬المهارات الفنية (‪)The Techinical Skills‬‬


‫تشير المهارة الفنية إلى المعرفة المتخصصة في أحد الفروع العلمية والكفاءة في استخدامها ألداء العمل‪،‬‬
‫فهي تلك القابليات والقدرات للتعامل مع الطرق واألساليب والتقنيات في حقل متخصص‪ ،‬والتي في الغالب ما‬
‫يكوون مصدرها الدراسة والخبرة إضافة إلى ما يعززها من تدريب في حسن استخدام الطرق العلمية المتاحة‬
‫والوسائل الضرورية إلنجاز األعمال‪.‬‬
‫‪-2-6‬المهارة اإلنسانية (‪)The Human Skills‬‬
‫ترتبط المهارات اإلنسانية بقدرة المدير على التعامل مع األفراد من عاملين وغيرهم‪ ،‬ويعتبرها البعض‬
‫بالمهارات التفاعلية التي تنصرف إلى تلك القابليات والقدرات التأثيرية القيادية والتحفيزية عند المدير في‬
‫تعامله مع مرؤوسيه واآلخرين عموما‪.‬‬
‫‪-3-6‬المهارات اإلدراكية (‪)The Conceptual Skills‬‬
‫يعبر بعض الباحثين عن المهارات اإلدراكية بالمهارات الذهنية أو اإلبداعية ‪ ،‬فالمدير الجيد هو الذي يرى‬
‫‪1‬‬

‫المواقف من جميع جوانبها بشكل شمولي ولديه القدرة على حل المشاكل لصالح الجميع‪ ،‬أي أنه خبير في‬
‫إيجاد الحلول المالئمة والمناسبة‪ ،‬فضال عن هذا يجب أن يكون للمدير القدرة على التفكير الناقد والتحليل‬
‫بحيث يستطيع أن يشكل الصورة الكلية لعمل المنظمة من كامل مكوناتها وأجزائها المختلفة‪ ،‬وهذه المهارات‬
‫‪2‬‬
‫تحتاجها المستويات العليا في اإلدارة أكثر من غيرها‬

‫‪-1‬فريد زيارة‪ ،‬وظائف اإلدارة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪ 32-29‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬محسن العامري‪ ،‬منصور الغالبي‪ ،‬اإلدارة واألعمال‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.37‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫والشكل الموالي يوضح األهمية النسبية للمهارات اإلدارية وفقا للمستويات اإلدارية‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬توزيع المهارات اإلدارية وفق المستويات اإلدارية‬

‫المهارات الفنية‬

‫المهارات اإلنسانية‬

‫المهارات اإلدراكية‬
‫المصدر‪ :‬فريد زيارة‪ ،‬وظائف اإلدارة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪35‬‬
‫اإلدارة التشغيلية‬ ‫اإلدارة الوسطى‬ ‫اإلدارةفن)‪:‬‬
‫العليا‬ ‫‪ -7‬طبيعة اإلدارة (علم أم‬
‫تباينت وجهات نظر وأراء الباحثين والمفكرين في مجال اإلدارة حول طبيعتها‪ ،‬أهي علم أم فن أم تجمع‬
‫بين االثنين معا‪.‬‬
‫‪-1-7‬اإلدارة علم‪:‬‬
‫اإلدارة علم عندما تدرس الظواهر اإلدارية باللجوء إلى األساليب العلمية التي تنطوي على وجود القوانين‬
‫والمبادئ ذات الطابع الموضوعي التي يمكن أن تتوالى تطبيقاتها بصورة مطردة‪ ،1‬فبدون المعطيات‬
‫والنظريات والمبادئ والقوانين ال يمكن ألحد أن يبحث في موضوع اإلدارة بصورة جدية‪.2‬‬
‫‪ -2-7‬اإلدارة فن‪:3‬‬
‫يشار باإلدارة كفن إلى المهارات المختلفة التي يتمتع بها اإلداريون على مختلف مستوياتهم التنظيمية التي‬
‫تعكس الفروقات الشخصية فيما بينهم‪ ،‬ويتجلى هذا الفن في الفروقات في النتائج العملية للممارسات اإلدارية‬
‫رغم أن جميع اإلداريون يطبقون اإلدارة كعلم ويحصلون على نتائج متنوعة تبعا لمهاراتهم في تطبيق هذا‬
‫العلم والقدرة على تقدير الظروف والمواقف والحاالت مما يتطلب سرعة البديهة والفطنة واللباقة وحسن‬
‫التصرف في األمور‪.‬‬

‫‪-3-7‬اإلدارة علم وفن معا‪:4‬‬


‫يتبين مما سبق أن اإلدارة تقوم على استخدام العلم بحيث يؤدي التطبيق إلى أحسن النتائج في موقف معين‪،‬‬
‫فالعلم يعطي للمدير ما ينبغي أن يلتزم به من قواعد‪ ،‬والفن يتيح له تطبيق تلك القواعد بأكبر قدر من الفعالية‪،‬‬
‫ومن ثم فإن العلم والفن يكمل كل منهما‪ ،‬وعلى ذلك يمكن القول أن اإلدارة علم وفن في آن واحد يمارسها‬
‫المدير واإلداري مهما كان عمله ومركزه في المنظمة‪.‬‬

‫‪ -1‬قطيش عبد اللطيف‪ ،‬اإلدارة العامة من النظرية إلى التطبيق دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪Jack Duncan, Les grandes idées du management des classiques aux modernes, AFNOR-édition 1990, 2‬‬
‫‪P44.‬‬
‫‪-3‬صبحي جبر العتيبي‪ ،‬تطور الفكر‪ ،‬األساليب في اإلدارة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص‪.133‬‬
‫‪-4‬علي عباس‪ ،‬أساسيات علم اإلدارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫‪ -8‬عالقة اإلدارة بالعلوم األخرى‪:‬‬


‫تعتمد اإلدار ة على الكثير من العلوم األخرى كاالجتماعية واإلنسانية والسلوكية التي ساهمت في تطورها‬
‫بالشكل الصحيح ومن أهم العلوم التي لها عالقة وثيقة بها نذكر ما يلي‪:1‬‬
‫‪-1-8‬عالقة اإلدارة بعلم االجتماع‪:‬‬
‫هناك عالقة وطيدة بين علم االجتماع واإلدارة من حيث أن المنظمة ال تعيش في فراغ وأنها تتفاعل مع‬
‫المجتمع باعتباره عنصرا مهما من عناصر بيئتها الخارجية فتؤثر فيه وتتأثر به وتتبادل معه المنافع وتستمد‬
‫منه وسائل البقاء واالستمرار‪ ،‬كما أن رجال األعمال واإلداريين يضعون من ضمن أهدافهم تقديم خدمة نافعة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وتحرص المنظمات على رفع مستوى المعيشة للعاملين فيها والمتعاملين معها ضمن شعورها‬
‫بالمسؤولية االجتماعية كما تهتم بدراسة نظام القيم السائد في المجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬بحيث أنها تتأثر كثيرا‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -2-8‬عالقة اإلدارة بعلم النفس‪:‬‬
‫يبحث علم النفس في حقائق السلوك اإلنساني والعوامل التي تؤثر فيه فتحدد تصرفاته وسلوكياته‪ ،‬من هنا‬
‫كان لعلم النفس أهمية خاصة إلدارة األعمال بظهور علم يعرف باسم علم النفس الصناعي الذي يهتم بكيفية‬
‫التعامل مع العاملين في المشروع وعلم النفس التجاري الذي يركز علي كيفية التعامل بين المشروع‬
‫والمتعاملين معه‪ .‬وهكذا فإن علم اإلدارة تستفيد من علم النفس بقصد رفع الكفاءة اإلنتاجية للمشروع وزيادة‬
‫التنسيق والتأقلم بين الفرد والوظيفة وتخفيض معدل دوران اليد العاملة في المنظمة‪.‬‬

‫‪-3-8‬عالقة اإلدارة بعلم القانون‪:‬‬


‫يعني علم القانون مجموعة القواعد واألسس التي تنظم عالقات األفراد والجماعات من أجل تحقيق تناسق‬
‫اجتماعي لضمان بقاء المجتمع ونموه واستمراره‪ ،‬وتتمثل العالقة بينه وبين إدارة األعمال في التشريعات‬
‫المختلفة التي تنظم المعامالت التجارية داخل البلد وخارجه من خالل ما يعرف بالقانون التجاري وقوانين‬
‫حماية المستهلك وقانون العمل والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪-4-8‬عالقة اإلدارة بعلم األخالق‪:‬‬


‫يرتكز علم األخالق بمدى صحة أو خطأ سلوك معين فيدرس آداب السلوك والدوافع للتمييز بين الخير‬
‫والشر‪ ،‬فعلم األخالق يقوم بوضع اإلطار الخلقي الذي يجب أن يتحلى به رجال األعمال والعاملين‬
‫والمتعاقدين مع المنظمة‪ ،‬وكذلك النواحي األخالقية في وظائف المنظمة كاإلنتاج وتقديم الخدمة والترويج‪.‬‬

‫‪-5-8‬عالقة اإلدارة بعلم االقتصاد‪:‬‬


‫يهتم علم االقتصاد بدراسة النشاط اإلنساني في المجتمع من جهة نظر الحصول على السلع والخدمات‬
‫الضرورية إلشباع الحاجات المختلفة عن طريق توازن الموارد الطبيعية النادرة بأفضل طريقة ممكنة‪ ،‬من‬
‫هنا تأتي عالقته بإدارة األعمال‪ ،‬فإدارة األعمال ينظر إليها على أنها تعبير وتطبيق عملي للنظريات‬
‫االقتصادية لذا فان رجل اإلدارة يجب أن يكون ذا عقلية اقتصادية حتى يمكنه عند قيامه بتوجيه جهود من‬
‫سيعملون معه أن يأخذ الدوافع االقتصادية التي تحرك جهودهم من أجور وحوافز مادية‪.‬‬
‫‪-6-8‬عالقة اإلدارة بعلم اإلحصاء والرياضيات‪:‬‬

‫‪ -1‬سنان الموسوي‪ ،‬اإلدارة المعاصرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪ 36-33‬بتصرف‪.‬‬


‫محاضرات في مقياس‪ :‬مدخل إلى إدارة األعمال‬

‫بعد أن دخلت أجهزة الحاسوب واستخدام بحوث العمليات في عملية اتخاذ القرار في المنظمات زادت‬
‫العالقة متانة بين علم اإلحصاء والرياضيات وعلم اإلدارة‪ ،‬فقد أصبحت عملية اتخاذ القرارات تعتمد على‬
‫أساليب كمية وحسابات دقيقة بعيدة عن التخمين والتكهن مما جعل المدير أو اإلداري أكثر حاجة إلى تعلم‬
‫‪1‬‬
‫المهارات الخاصة باستخدام هذه األجهزة لتساعده في اتخاذ القرارات بزمن قياسي بأقل تكلفة ممكنة‬

‫‪1‬علي عباس‪ ،‬أساسيات علم اإلدارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬

You might also like