You are on page 1of 69

‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬

‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت)‬

‫ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻜﻨﺘﺮﺑﻮﻳﻨﺖ ﻭ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫واختالف أساليب تدريسها‬
‫ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻳﻮﻫﺎﻥ ﻓﻮﻛﺲ ﻭ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺳﻴﺮﺟﻲ ﺗﺎﻧﻴﻴﻒ‬
‫ﻓﻜﺮ ﻭﺇﺑﺪﺍﻉ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬

‫دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة سريجي‬


‫ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ‪ ،‬ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻫﺎﻧﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﺝ‪89‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫تانييف‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2014‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫(‪)‬‬
‫د‪ /‬عبدهللا هاين املصري‬ ‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪441 - 508‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪666739‬‬
‫امللخص ‪:‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫األساسية للبناء املوسيقي‪ ،‬وواحد من املواد املوسيقية املهمة‬ ‫‪ AraBase‬من الركائز‬


‫‪HumanIndex,‬‬ ‫يعد علم الكنرتبوينت‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻮﻧﺘﺮﺑﻮﻳﻨﺖ‪ ،‬ﻓﻮﻛﺲ‪ ،‬ﻳﻮﻫﺎﻥ‪ ،‬ﺗﺎﻧﻴﻴﻒ‪ ،‬ﺳﻴﺮﺟﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ‬
‫يف ختصص التأليف املوسيقي‪ ،‬فواقع تدريس هذه املادة يف معاهدان العربية يواجه أزمة تتجسد بعدم‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/666739‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫ترمجة املادة عمليا يف اإلنتاج املوسيقي للطلبة إثناء فرتة الدراسة هلذه املادة‪ ،‬ويري الباحث أن املنهجية‬

‫املتبعة ال تعطي النتيجة املرجوة لتفعيل القيمة احلقيقية للبوليفونيا يف احملتوى الدراسي للمناهج املتبعة‪.‬‬

‫قام الباحث إبلقاء الضوء على منهجية مدرستني أساسيتني لتدريس الكنرتبيوينت املقيد‪،‬‬

‫لكل منها عمقها وقيمتها الكبرية يف اتريخ تدريس هذه املادة‪ ،‬وقدم عرضا اترخييا خمتصرا يوضح فيه‬

‫أمهية هذا العلم وترمجته الواقعية يف اإلبداع املوسيقي العاملي‪ .‬وتوقف عند الفرتات اهلامة يف تطور هذا‬

‫العلم بدء من عصر النهضة ووصوال إىل القرن العشرين‪.‬‬

‫املوسيقية‪ ،‬كلية الرتبية األساسية‪ ،‬اهليئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب‪ ،‬دولة الكويت‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕالرتبية‬
‫مساعد‪ ،‬قسم‬ ‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ (‪ )‬استاذ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت)‬

‫واختالف أساليب تدريسها‬

‫دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة سريجي‬

‫تانييف‬

‫(‪)‬‬
‫د‪ /‬عبدهللا هاين املصري‬

‫امللخص ‪:‬‬

‫يعد علم الكنرتبوينت من الركائز األساسية للبناء املوسيقي‪ ،‬وواحد من املواد املوسيقية املهمة‬

‫يف ختصص التأليف املوسيقي‪ ،‬فواقع تدريس هذه املادة يف معاهدان العربية يواجه أزمة تتجسد بعدم‬

‫ترمجة املادة عمليا يف اإلنتاج املوسيقي للطلبة إثناء فرتة الدراسة هلذه املادة‪ ،‬ويري الباحث أن املنهجية‬

‫املتبعة ال تعطي النتيجة املرجوة لتفعيل القيمة احلقيقية للبوليفونيا يف احملتوى الدراسي للمناهج املتبعة‪.‬‬

‫قام الباحث إبلقاء الضوء على منهجية مدرستني أساسيتني لتدريس الكنرتبيوينت املقيد‪،‬‬

‫لكل منها عمقها وقيمتها الكبرية يف اتريخ تدريس هذه املادة‪ ،‬وقدم عرضا اترخييا خمتصرا يوضح فيه‬

‫أمهية هذا العلم وترمجته الواقعية يف اإلبداع املوسيقي العاملي‪ .‬وتوقف عند الفرتات اهلامة يف تطور هذا‬

‫العلم بدء من عصر النهضة ووصوال إىل القرن العشرين‪.‬‬

‫(‪ )‬استاذ مساعد‪ ،‬قسم الرتبية املوسيقية‪ ،‬كلية الرتبية األساسية‪ ،‬اهليئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب‪ ،‬دولة الكويت‬

‫‪441‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫عرض من خالل اجلزء التطبيقي ‪ -‬التحليلي للبحث‪ ،‬منهجية تدريس هذه املادة لدى‬

‫املدرستني‪ ،‬وتوقف عند بعض املواضيع األساسية اليت تعترب أساس لتلك املناهج‪ ،‬كطريقة كتابة اللحن‬

‫األفقي وأساليب تدريس الكنرتبوينت املركب واملزدوج‪ ،‬وعرض بعض نقا التشابه والتباين بني‬

‫املدرستني‪ .‬وانتهت الدراسة بعرض النتائج إضافة لتوصيات الباحث‪.‬‬

‫تقديم‪:‬‬

‫النتاج املوسيقي هو نتيجة انصهار املوهبة املصقولة ابلعلوم املوسيقية املتعددة‪ ،‬إضافة إىل‬

‫البعد الفكري الثقايف للمبدع‪ ،‬فالعلوم املوسيقية بتنوعها‪ ..‬تشكل القاعدة الصلبة إلبداع املوسيقي‪،‬‬

‫فيعتمد على قوانينها املتعددة‪ ..‬حياول أن يكسر قيودها بفكره اجلديد ورؤيته اخلاصة‪ ،‬ويف احلقيقة ال‬

‫يتجرأ "املبدع" ابلتغيري دون أن يكون قد أصبح قديرا متمرسا يف استخدامه لكل علوم البناء‬

‫املوسيقي‪ .‬فمن خالل مراجعة وحتليل األعمال اخلالدة لكبار املؤلفني املبدعني‪ ..‬نرى بوضوح أن‬

‫أسس العلوم التقليدية تركت أثرا واضحا يف أعماهلم‪ ،‬فالصدمة والشك الذي ينطبع يف ذهننا عند‬

‫االستماع لتلك األعمال سرعان ما يتبدد فور حتليلنا ودراستنا للعمل‪.‬‬

‫تشكل املوسيقى البوليفونية اجلزء املهم من جمموعة العلوم املوسيقية األساسية اليت تكوين‬

‫البناء املوسيقي‪ ،..‬ودراسة البوليفونيا املقيدة ‪ -‬علم الكنرتبوينت‪ ،‬من احد العلوم النظرية ‪ -‬التطبيقية‬

‫اليت تشكل جزء مهم من املنهجية املوسيقية الدراسية جلميع املعاهد والكليات املوسيقية‪.‬‬

‫إن االنتقال من موسيقى الصوت األحادي (‪ )Monodie‬إىل املوسيقى املتعددة األصوات‬

‫(البوليفونية)‪ ،‬املكتوبة وفق أساليب وقواعد الكونرتبوينت‪ ،‬قد وصل إىل مداه يف قداسات‬

‫‪442‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫"ابلسرتينا"‪ ، Palestrina‬ويف موسيقى اآلالت اليت كتبها ي‪ .‬س‪" ٠‬ابخ" ‪ .J.S.Bach‬كما أن‬

‫العالقات "الرأسية" ما بني نغمات األحلان األفقية اليت بدأت تظهر وتتبلور‪ ،‬قد مهدت الطريق‬

‫لالنتقال الكلي إىل املوسيقى اهلارمونية مبعناها احلديث‪ .‬وعندما مت ترسيخ هذا االنتقال‪ ،‬خالل‬

‫القرنني السادس عشر والسابع عشر‪ ،‬واستقل علم اهلارموين بذاته‪ ،‬فان العديد من مبادئ وقواعد‬

‫الكونربوينت قد شكل األساس الذي قام عليه علم اهلارموين (‪.)1‬‬

‫أمضى الباحث فرتة زمنية كبرية مارس خالهلا تدريس املواد النظرية عامة ومنها مادة‬

‫الكنرتبويت‪ ،‬إضافة إىل أتليفه الكثري من األعمال املوسيقية اليت تعتمد على هذا العلم‪ ،‬وراوده مثل‬

‫الكثريون ممن يهتمون يف هذا العلم‪ ،‬الكثري من األسئلة اليت أيقظت لديه فكرة البحث والتدقيق يف‬

‫تفاصيل وأسس هذا العلم‪ ،‬فالغاية املوسيقية النهائية هلذه املادة يتفق عليها اجلميع‪ ..‬أما أساليب‬

‫تدريسها فهي خمتلفة وهذا ما سيتطرق له الباحث من خالل حتليله ملنهجية مدرستني أساسيتني‬

‫لتدريس الكنرتبوينت املقيد‪ ،‬لكل منها مكانتها الكبرية وعمقها التارخيي يف توجيه وتوصيل املعرفة‬

‫القيمة لدارسي هذا العلم‪ ،‬وكلى املدرستني تتفق يف ما بعضها على أن ذروة املوسيقى البوليفونية‬

‫املقيدة نتجسد مبؤلفات رائدها "جوفاين ابلسرتينا – ‪ "Palestrina‬ومعاصريه‪.‬‬

‫املؤلف والعامل املوسيقي النمساوي ج‪" .‬فوكس" احد أهم من وضحوا ووضعوا قوانني‬

‫املدرسة الكنرتبوانتية األوىل واملتجسدة يف تقنني وتنظيم ما يسمى ابلبوليفونية املقيدة الذي أبدع فيها‬

‫املوسيقي "ابلسرتينا" ‪ ...‬أما املدرسة الكنرتبوينتية الثانية واألقل شهرة وانتشارا يف العامل‪ ،‬اليت وضع‬

‫قوانينها املؤلف والعامل املوسيقي الروسي س‪" .‬اتنييف"‪ ،‬الذي وضع النتيجة الفنية العلمية ألعمال‬

‫‪443‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫"ابلسرتينا" كهدف ملدرسته‪ .‬النتيجة النهائية للتحصيل الدراسي يف كال املدرستني يكون التأليف‬

‫املوسيقي ابألسلوب البوليفوين املقيد واملتطابق مع أسلوب الكتابة البوليفونية الغنائية الذي بلغ ذروته‬

‫يف القرن السادس عشر ميالدي (‪.)2‬‬

‫إذن ما مييز هاتني املدرستني؟ وما هو وجه التقارب واالختالف يف ما بينهما‪..‬؟ حبثنا هذا‬

‫يتناول علم الكنرتبوينت املقيد‪ ،‬واملدارس املختلفة لتدريسه يف املعاهد والكليات املتخصصة‪ ،‬فال بد‬

‫من تسليط الضوء على الركائز األساسية اليت تبىن عليها منهجية تدريس هذه املادة‪... .‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫أن املنحى العام لتدريس مادة الكنرتبوينت املقيد يعاين من أزمة تفعيل حمتوى املادة نفسها‬

‫واستخدامها يف اجملال الفعلي والعملي يف التأليف املوسيقي‪ ،‬ويعرب الباحث أبن افتقاد حلقة الوصل‬

‫بني الكنرتبوينت املقيد و الكنرتبوينت احلر ‪ ..‬واملتمثلة يف تدريس القواعد الفنون الكنرتبوينتية املتعددة‬

‫كاملداخل والتقليد وغريه من التقنيات تشكل إحدى أسباب إعاقة تطور وتفعيل هذا العلم‪.‬‬

‫أسئلة البحث‬

‫‪ ‬ما هي مراحل تطور املوسيقى البوليفونية؟‬

‫‪ ‬ما هي مقومات املوسيقى البوليفونية (التقنيات)؟‬

‫‪ ‬ما هي املدارس املتبعة يف تدريس البوليفونية املقيدة (الكونرتبيونت املقيد) وواقع تدريسها يف‬

‫املعاهد واجلامعات ومنها العربية؟‬

‫‪ ‬ما هو واقع التأليف املوسيقي املعاصر والعريب منه‪ ،‬واالستفادة من علوم الكنرتبوينت؟‬

‫‪444‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫منهج البحث‬

‫يتبع البحث املنهج الوصفي التحليلي املقارن‪.‬‬

‫عينه البحث‬

‫اختار الباحث لعينة البحث منوذجان من الكتب واملناهج ملادة الكنرتبوينت واليت متثل‬

‫مدرستان خمتلفتان يف تدريس الكونرتبوينت‪:‬‬

‫‪ ‬النموذج األول وميثل املدرسة األوىل الذي وضع أسسها وكرس قوانينها العامل املوسيقي النمساوي‬

‫ج‪" ٠‬فوكس"‪.‬وهي‪:‬‬

‫‪ ‬املرجع األول‪ :‬كتاب الكونرتابوانت املقيد ‪ -‬أسلوب "ابلسرتينا" من إعداد وأتليف آلن بوش‪،‬‬

‫"‪"STRICT COUNTERPOINT in Palestrina Style - by ALAN BUSH‬‬

‫‪ ‬املرجع الثاين‪ :‬كتاب دراسة الكونرتبوينت ‪ -‬من يوهان جوزيف فوكس‪(.‬ابالجنليزية) إعداد‬

‫وتقدمي الفرد مان‪.‬‬

‫‪"GRADUS AD PARNASSUM the Study of Counterpoint from J. J.‬‬


‫"‪Fux's‬‬

‫‪ ‬املرجع الثالث‪ :‬كتاب (ابالجنليزية) إعداد وتقدمي الفرد مان‪.‬‬

‫‪"GRADUS AD PARNASSUM the Study of fugue; in classic text from‬‬


‫" ‪J. J. Fux's‬‬

‫‪ ‬املرجع الرابع‪ :‬كتاب من أتليف شارل بريس‬

‫"‪'Students COUNTERPOINT by Charles Pearce‬‬

‫‪ ‬املرجع اخلامس‪ :‬كتاب "التقابل الكنرتابونتطي املقيد ‪ -‬منهج ابلسرتينا"‪ ،‬إعداد عزيز الشوان‬

‫‪445‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫(مذكرة غري منشورة لتدريس الكونرتبوينت املقيد)‪.‬‬

‫‪ ‬املرجع السادس‪" :‬علم الكنرتبوانت" إعداد د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا‪ ،‬ويف هذا الكتاب ترمجة‬

‫خمتارة من مصدرين؛ األول ترمجة كاملة من التشيكية لكتاب علم الكونرتبوينت البسيط‬

‫واملضاعف ألرنوث كراوس‪ ،‬وفويتيخ ريهوفسكي‪ .‬أما املصدر الثاين فهو ترمجة للقسم األعظم‬

‫من التمارين التطبيقية الواردة يف كتاب لشارل كيشالن عن األصل الفرنسي (‪.)3‬‬

‫املرجع األخري ال ميثل املدرسة التقليدية ابلكامل كونه خرج عن املنهجية األساسية املتبعة ملدرسة‬

‫"فوكس" (رأي الباحث)‪.‬‬

‫‪ ‬النموذج الثاين وميثل املدرسة الثانية الذي كرس قوانينها العامل املوسيقي الروسي س‪" .‬اتنييف"‪،‬‬

‫ويعرض الباحث كتاب واحد وهو‪:‬‬

‫‪ ‬املرجع السابع‪ :‬كتاب "البوليفونيا" (ابلروسية) أتليف س‪ .‬سكريبكوف‪:‬‬

‫‪"Utshebnik Poliphonyi" - S. Skribkov‬‬

‫تبىن الدراسة على جزأين أساسيني‪:‬‬

‫اجلزء األول‪:‬‬

‫ويتناول املفاهيم النظرية للبحث وأمشل‪:‬‬

‫أ‪ -‬نبذة عن واضعي املدارس املدرجة للتحليل‪.‬‬

‫ب‪ -‬نشأت وتطور املوسيقى البوليفونية ‪ -‬سرد خمتصر‪.‬‬

‫ت‪ -‬التأليف املوسيقي وعلم البوليفونيا ‪ -‬واقع وجتربة‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫ث‪ -‬عرض خمتصر ملنهجية تدريس هذه املادة يف بعض املعاهد واجلامعات العربية واألوروبية‪.‬‬

‫اجلزء الثاين‬

‫أ‪ -‬ويتضمن الشق التطبيقي للبحث وفيه عرض حتليلي مقارن‪ ،‬بني مدرسة "فوكس" ومدرسة‬

‫"اتتييف"‪ ،‬مع مناقشة حول التباين يف مفهوم الكنرتبوينت احلر عند املدرستني‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫مل جيد الباحث ما يفيد هبذا الصدد‪.‬‬

‫أ‪ -‬نبذة عن واضعي املدارس املدرجة للتحليل‪.‬‬

‫يوهان جوزف فوكس ‪ )1471/166٠(Johann Josef Fux‬مؤلف موسيقي ‪ -‬منساوي‬

‫القومية‪ ،‬عامل بنظرايت املوسيقى ‪ -‬عمل كعازف اورجن و"كابل مايسرت" يف كنائس فيينا‪ .‬ظاهرة‬

‫الذهنية الكنرتبوانتية الفذة هو ما ميز مؤلفاته الكنسية‪ ،‬له ما يقارب الـ ‪ 2٠‬أوبرا وأكثر من ‪4٠‬‬

‫قداس "ميسا" والكثري من االوروتوريوم وغريه من املؤلفات الدينية‪ ..‬كما كتب العديد من املؤلفات‬

‫املوسيقية الدنيوية كاملوتيت والسواناتت‪ .‬من أهم أعماله النظرية يعترب " ‪Gradus ad‬‬

‫‪ "Parnassum‬والذي كتبه سنة ‪ ،142١‬وهذا الكتاب خدم كمرجعية علمية عالية ملوسيقيي‬

‫القرن الثامن عشر والتاسع عشر ومنهم هايدن‪ ،‬موتسارت وشوبرت‪.)7(..‬‬

‫سريجيي ايفانوفيتش اتنييف ‪ )1١1١ -1٥١6(Sergey Ivanovitch Taneev‬مؤلف‬

‫موسيقي ‪ -‬روسي القومية‪ ،‬عازف بيانو ‪ -‬مدرس‪ ،‬عامل ابلنظرايت املوسيقية‪ ،‬كتاابته النظرية تعترب‬

‫مرجعية علمية عالية يف علوم اهلارموين والكنرتبوينت والقوالب املوسيقية‪ ،‬أوىل التقنية الكورالية حيزا‬

‫‪447‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫واسعا من مؤلفاته‪ ،‬فكتب ما يزيد عن ‪ 7٠‬عمل كورايل‪ ،‬وله ‪ 7‬سيمفونيات والعشرات من مؤلفات‬

‫موسيقى احلجرة‪ ..‬انتقد حبدة القوانني التقليدية لتدريس البوليفونيا املقيدة‪ ،‬وتعا مع هذه املسألة‬

‫من منطلق "ذهين ابرد"‪ .‬تكون كتبه ومراجعه العلمية ىف جمال اهلارموىن والكنرتبوينت‪ ،‬أساسا ملعظم‬

‫الكتب اليت تدرس يف معاهد وكنسرفتوارات روسيا االحتادية (حاليا) واجلمهورايت السوفييتية‬

‫(سابقا)‪ ،‬كما استفاد من مدرسته الكنرتبوينتية كل موسيقي روسيا يف القرن العشرين (‪.)١‬‬

‫ب‪ -‬نشأت وتطور املوسيقى البوليفونية‪.‬‬

‫يلخص الباحث ابختص ار‪ ..‬من خالل هذه الفقرة‪ ،‬مراحل تطور املوسيقى البوليفونية بدء من‬

‫ظهورها يف القرن التاسع‪ ،‬حيث أن املراجع مل توفر أي تدوين علمي يويف مبا يتوافق مع املفهوم‬

‫املعروف لعلم البوليفونيا قبل ذلك التاريخ‪ ..‬وصوال إىل أواخر القرن العشرين‪ ،‬أما اثر املوسيقى‬

‫البوليفونية‪ ،‬قد جنده ابلفنون الشعبية وفلكلور القوميات املتعددة للشعوب األوروبية وغريها قبل ذلك‬

‫الوقت‪.‬‬

‫اتريخ التعددية اللحنية وتقنيات الكتابة الكنرتبوانتية نستعرضها ابجلدول التايل‪:‬‬

‫مراحل تطور "التعددية اللحنية"‬


‫النظام الكنرتبوتين‬ ‫االسلوب البوليفوين‬ ‫احلدود الزمنية –الفرتات‬
‫والتقنية الكونرتبوانتية‬
‫االورجانوم (املتوازي) النظام‬
‫أسلوب العصور‬
‫املقيد‪ ،‬املنظومة الكونرتيوانتية‬ ‫القسم التاسع والعاشر‬
‫الوسطي‬
‫املودالية املتوازنة‬
‫احلقبة االويل‬
‫االورجانوم احلر واملزخرف‪،‬‬
‫أسلوب العصر‬ ‫القرن احلادي عشر‬
‫املنظومة املبكرة للمودالية‬
‫الوسطي‬ ‫والثاين عشر‬
‫الكونرتبوانتية‬

‫‪448‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫االورجانوم املوزون (‪)metrical‬‬


‫أسلوب العصور‬
‫أسلوب الديسكات والـ‬ ‫بداية القرن الثالث عشر‬
‫الوسطي املتأخر ( ‪ars‬‬
‫"‪ "modus‬املنظومة املبكرة‬ ‫والقرن الرابع عشر‬
‫‪)antiqua‬‬
‫للمودالية الكونرتبوانتية‬
‫املنظومة الكنرتبوانتية‪iso ( -‬‬
‫أسلوب عصر النهضة‬
‫‪ -)rythmique‬تقنيات الغناء‬ ‫القرن الرابع عشر‬
‫(‪)ars nova‬‬
‫الكنرتبوانيت لطبقة الغناء‪ -‬التينور‬
‫احلقبة الثانية‬
‫"األسلوب‬
‫املنظومة املودالية الكنرتبوانتية‬ ‫القرن اخلامس عشر‬
‫املقيد"‪-‬عصر‬
‫املوظفة‬ ‫والسادس عشر‬
‫النهضة‪ -‬الراقي‬
‫املنظومة التوانلية الكنرتبوانتية‬ ‫من القرن السابع عشر‬
‫األسلوب احلر‬ ‫احلقبة الثالثة‬
‫املوظفة‬ ‫حىت التاسع عشر‬
‫منظومة التوانلية واملودالية‬
‫اجلديدة‪ ،‬القالب املتعدد‪-‬‬ ‫األسلوب املعاصر‬ ‫القرن العشرين‬ ‫احلقبة الرابعة‬
‫املنظومات الكونرتبوانتية املميزة‬
‫ونستوضح بعض احملطات التارخيية اليت ذكرانها هبذا اجلدول‪:‬‬

‫النماذج األوىل من تعدد التصويت احملفوظة يف معاجم القرن التاسع تستعرض فن االورجانوم‬

‫والقوالب القريبة منها كالـ "جيميل" والـ ـ "فوبوردون" كإحدى املعامل األساسية لبوليفونيا هذه احلقبة‪:‬‬

‫االورجاوم‪ ...‬وهو الشاهد احلقيقي على النقلة الفكرية إىل مستوى فين ومسعي أرقى حيث‬

‫املوسيقى اكتسبت املوسيقى بعد جديد يتمثل ابإلحساس اهلارموين (الرأسي)‪.‬‬

‫ومن االنواع األساسية‪:‬‬

‫‪ ‬االورجانوم املتوازي (القرن التاسع والعاشر) ويتميز بلحن كورايل ‪ -‬أساسي ( ‪vox‬‬

‫‪ )principale‬يضاعفه حلن اضايف (‪ )vox organalis‬بتوازي الرابعات أو اخلامسات‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫(الشكل رقم ‪ - )1‬من املدون املوسيقي – "‪ "Musica enchiriadis‬هناية القرن التاسع‬

‫‪ ‬االورجانوم احلر (من القرن احلادي عشر إىل أواسط القرن الثاين عشر) ومييزه احلركة العكسية‬

‫واملتوازية واإليقاع املوحد لصواتن‪.‬‬

‫(الشكل رقم ‪ -)2‬من مرجع اجنليزي ‪ -‬بداية القرن الثاين عشر‬

‫‪ ‬االورجانوم املزخرف (القرن الثاين عشر) حيث حلن الكورال ويتكون من نغمة طويلة (كانتوس‬

‫‪ -‬اخلط اللحين السفلي) يرافقه جمموعة من النغمات القصرية (يف اخلط اللحين العلوي)‪.‬‬

‫(الشكل رقم ‪ -)3‬من مرجع اجنليزي – "‪"Benedicamus Domino‬‬

‫‪ ‬االوراجوم املوزون ‪ Metricali‬ومييز موسيقى العصور الوسطى املتأخرة (من أواخر القرن الثاين‬

‫عشر إىل أواسط القرن الرابع عشر) واليت مسية (‪ ،)arts antique‬ويبىن على حلن الكانتوس‬

‫(السفلي) عدة أصوات ضمن منظومة ايقاعية تسمى (‪. )6(.)modus‬‬

‫‪450‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫(الشكل رقم ‪ _)7‬هناية القرن الثاين عشر "‪Perotin "Alleluya‬‬

‫‪ ‬اجليميل‪ ،‬من إحدى قوالب "الديسكانت" (االورجانوم االجنليزي) وهو عبارة عن خطني حلنيني‬

‫يبدءان بنغمة واحدة (‪ )unison‬مث يستمران حبركة متوازية من الثالثات‪ ،‬السادسات‪ ،‬أو‬

‫العاشرات‪ ،‬وينتهي للحن بنفس طريقة البدء أي بنغمة متحدة (‪.)4( )unison‬‬

‫‪ ‬الفوبوردون‪ )fauxbourdon( :‬وهو نوع من تقنيات الكتابة لـ ‪ 3‬أصوات ‪ -‬الصوت العلوي‬

‫(‪ ،)C.F.‬الصوت السفلي (‪ )tenor‬وتكون العالقة بينهما سادسات واوكتافات‪ ،‬ويدخل‬

‫صوت اثلث بينهما ويسمى (‪ )fauxbourdon‬وتكون األبعاد الرابعات مع الصوت العلوي‬

‫(‪ .)C.F.‬والحقا بدأت تتحرر األصوات من احلركة املتوازية‪ ،‬حيث اخذ الصوت السفلي أبداء‬

‫وظيفة هارمونية‪ ،‬ومسي الحقا كنرتاتينور ابسوس (‪.)٥( ..)contratenor bassus‬‬

‫(الشكل رقم ‪)١‬‬

‫‪451‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫‪ ‬املوتيت‪ ،‬ويعترب ذروة اإلبداع لفن البوليفونيا يف القرن الثاين عشر‪ -‬الرابع عشر‪ ،‬وكان من‬

‫مستحداثت "الفن اجلديد"‪ .‬وتبىن اخلطو اللحنية للموتيت على أساس حلن مستعار من‬

‫(‪)١‬‬
‫الرتتيل اجلرجيوري‪.‬‬

‫األمهية التارخيية البوليفونية هلذه احلقبة متثل يف استخدام التباين اإليقاعي بني األصوات‪ ،‬إضافة‬

‫إىل استخدام الـ "تقليد" والـ "كانون" وظهور القوالب املعروفة ابلـ "‪."astinato‬‬

‫وابنتهاء هذه احلقبة (يف القرن الرابع عشر) أخذت املوسيقى الدنيوية ابالنتشار وظهرت فنون‬

‫املادرجيال‪ ،‬الروند‪ ،‬الكاشا و البرييللي‪.‬‬

‫يف ختام هذه احلقبة ظهرت أمساء المعة يف أتليف هذه األنواع من القوالب منهم "الندينو"‬

‫"دي ماشو" "فيليب دي فيرتي" وغريهم‪..‬‬

‫احلقبة الثانية املعروفة بعصر النهضة‪ ،‬ملع فن البوليفونيا يف اجنلرتا ‪ -‬فرنسا ‪ -‬هولندا ‪ -‬ايطاليا ‪-‬‬

‫اسبانيا – بولندا والتشيك‪ ،‬فربغم تنوع الفنون التقليدية هلذه الدول ‪ ..‬إال أن التوجه املوسيقي‬

‫أالحرتايف كان يوحد موسيقاها وعرف بـ "األسلوب املقيد"‪ .‬حيث املوسيقي الغنائية ‪ -‬الكورالية‬

‫"اكابيال" أخذت منحى مقنن‪ ،‬ترجم بتيلور جمموعة من الفنون املوسيقية البوليفونية أمهها امليسا‪،‬‬

‫املوتيت واملادرجيال الذي متيز بنسيج موسيقي مصاغ وفق أسلوب امليلودية الواحدة يف إطارها‬

‫اهلارموين‪ ،‬برغم الطابع العام البوليفوين لتلك املرحلة إال أن املادرجيال يف مراحل منوه (‪-1١6٠‬‬

‫‪ )1١١٠‬أصبح يتكون من ‪ ١‬أصوات (‪.)1٠‬‬

‫‪ ‬األغنية الدينية ومن روادها يف فرنسا كان "جيوم دو فاي" والذي كان يكذب خطوطه‬

‫‪452‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫البوليفونية مستقلة عن بعضها البعض على هنج األسلوب القوطي‪ .)11(..‬األغنية الدنيوية‬

‫املتعددة التصويت؛ ومنها الفروتيال بشمال ايطاليا وهذا النوع من األغاين كان يشبه املادرجيال‬

‫ويتميز أيضا ابلتعددية الصوتية (‪.)12‬‬

‫إن ما ميز بوليفونية هذه احلقبة كان السمو اهلادئ والرتفع الروحي‪ ،‬وانعدام االنفعاالت العاطفية‬

‫اخلاصة‪ ،‬يضاف إىل ذلك تقنية كونرتبوانتية عالية تتسم ابستخدام خمتلف تقنيات القوالب البوليفونية‬

‫كالـ "تقليد" والـ "كانون"‪ .‬وأصبح التوسع اللحين والنسيج الكورايل املنوع ‪ ،‬من صفات موسيقى‬

‫تلك احلقبة‪.‬‬

‫املدرسة اهلولندية واليت هي من أهم مدارس عصر النهضة (القرن ‪ ،)16 -1١‬وعلى رأسها؛‬

‫"ديوفاي"‪" ،‬اي اوبرخت"‪"،‬ج‪ .‬ديريي"‪ ،‬و"اورالندو السو"‪ .‬يف هناية القرن السادس عشر أخذت‬

‫الثقافة االيطالية تظهر وتربز من خالل املدرسة الرومانية (روما) الذي كان يرتأسها "ج‪ .‬ابلسرتينا"‪،‬‬

‫ومعه "ك‪ .‬فيستا"‪" ،‬ج‪ .‬انيموتشا"‪" ،‬ك‪ .‬موراليس"‪ ،‬و "د‪ .‬فيكتوراي"‪ .‬ويف مقابل املدرسة الرومانية‬

‫متيزت املدرسة "فينيسيا" اليت كان يرتأسها "فيالرت"‪.‬‬

‫احلقبة الثالثة ‪ -‬بوليفونيا األسلوب احلر أو الكنرتبوينت؛ وبلغ اإلبداع فيه ذروته يف عصر‬

‫"الباروك" وهو العصر الذي يتوسط فكر العصور الوسطى وفكر العصر احلديث‪ .‬حيث االجناز‬

‫الكبري يف اإلبداعات األدبية والشعرية وفن الرسم واملوسيقى اخلالدة ليوهان سيبستيان ابخ وهندل‬

‫اليت أضافت أجمادا عظيمة على املوسيقى عامة والبوليفونية خاصة (‪.)13‬‬

‫ما مييز البوليفونية احلرة هو التنوع يف شخصية االحلان‪ ،‬حيث االنفرادية يف األفكار امليلودية‬

‫‪453‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫اليت تبىن منها هذه املوسيقى‪ ...‬فمنها الفرح واحلزين ‪ ..‬الصارم واللعوب‪ ...‬اإليقاعي الراقص‬

‫واالرجتايل‪ ...‬اخل‪ .‬فكل هذا التنوع جاء ليجعل الكثري من قواعد البوليفونية املقيدة اتريخ ال عودة‬

‫إليه ‪ ..‬ابستثناء املبادئ األساسية ملفاهيم البوليفونية املقيدة واليت استمرت يف البوليفونية احلرة‪ .‬فكل‬

‫أنواع تقنيات البوليفونية املقيدة جند هلا صدى يف أعمال عظماء موسيقى عصر الباروك‪ ،‬إضافة‬

‫لدخول املنظومة التوانلية الكنرتبوانتية"‪ ،‬كعنصر أساسي يف القالب البوليفوين احلر‪ -‬اجلديد (‪.)17‬‬

‫فالتوانلية الكنرتبوانتية تنمو على ارضية الوظيفة اهلارمونية‪ ،‬اليت حتدد مغذى كل أتلف ثالثي وما‬

‫يتضمنه من عالقه بني أبعاد نغماته‪ ،‬وكذلك العالقة اللحنية األفقية املكونة من تتابع التآلفات‬

‫الثالثية‪ .‬فنوعية وكمية هذه التآلفات يكون مستوي التوتر السمعي الناتج عن ذلك‪ ..‬والذي خيدم‬

‫أساس مبدأ "التوانلية الكنرتبوانتية" (‪.)1١‬‬

‫عصر البوليفونيا احلرة وسع آفاق التأليف املوسيقي وأخرجه من إطاره الغنائي إىل عامل التأليف‬

‫اآليل ‪ -‬الديين والدنيوي‪ ،‬وأضاف العدد اهلائل من األفكار اجلديدة اليت أغنت االبداع املوسيقي‪.‬‬

‫احلقبة الرابعة‪ :‬ومتحور يف إبداعات مؤلفي القرن العشرين الذين جعلوا اسس البوليفونية‬

‫التقليدية‪ ..‬قاعدة متينة لبناء أفكارها املتحررة‪ ،‬فابتكروا األساليب اجلديدة املتعددة ومنها‪:‬‬

‫الكنرتبوانتية املودالية اجلديدة (‪)neo modality counterpoint‬‬

‫وتكون عنصر أساسي للنسيج البوليفوين املعاصر‪ ،‬فالسالمل املودالية تشكل العنصر األفقي‬

‫للبناء‪ ،‬ومنها املتوازن (‪ )Symmetric‬وفيها معادالت يكرر نفس األبعاد أو اجلنس‪ ،‬واملركب الذي‬

‫جيمع أجناس خمتلفة‪ ،‬ونعرض بعض السالمل املودالية املتوازنة اليت اعتمد عليها الكثري من مؤلفي هذه‬

‫‪454‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫احلقبة(‪( :)16‬الشكل رقم ‪)6‬‬

‫‪455‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫أما العنصر الرأسي‪ ،‬ويتكون من نتيجة استخدام بعض أبعاد هذه السهم بوضعها الرأسي‬

‫‪456‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫(كما موضح أعاله يف هناية كل سلم) مما ينتج تناغم مسعي (آتلفات) حتمل طابع السالمل‬

‫املستخدمة‪ ..‬واالستخدام الرأسي ‪ -‬األفقي للسالمل املودالية ابلتقنيات البوليفونية املعهودة واملبتكرة‬

‫تنمي احلبكة املوسيقية ميلوداي وهارمونيا‪ ..‬وذلك كما جاء يف أعمال "سرتافينسكي"‪" ،‬شونربج"‪،‬‬

‫"ابرتوك"‪" ،‬آيفز"‪ ،‬و"شوستاكوفيتش"‪.)14(..‬‬

‫البوليفونية "السريايلية"‪ :Serial Plyphony-‬وفيها تنحسر املفاهيم اليت كانت عنواان يف‬

‫البوليفونيا احلرة حيث "الصوت الرائد" الذي يقود اجلمل اللحنية األساسية‪ ،‬يطغي على النسيج‬

‫املوسيقي للعمل‪ ،‬بوظيفته "وجه" املادة املوسيقية‪ .‬أما يف "السريايلية" فتتغري هذه املعادلة‪ ،‬ألنه ال‬

‫ميكن تقسيم األصوات إىل صوت "رائد" وأخر "مصاحب"‪ .‬ولكن ميكن تقسيم االحلان السريايلية‬

‫ابلطريقة البوليفونية كالتايل؛ اللحن األساسي ويسمى بطريقة "شونربخ" (‪ )Hauptstimme‬أما‬

‫اللحن املقابل ويسمى (‪ ،)Nebenstimme‬وتبقى مجيع نغمات وما تكون من خطو حلنية‪،‬‬

‫متعادلة وبنفس القيمة الفعلية للنسيج املوسيقي‪ .‬البوليفونيا السريايلية القت ترمجتها يف أعمال مؤلفي‬

‫القرن العشرين كـ "سرتافنسكي" يف احلركة الثانية والثالثة من املؤلفة "‪."Canticium sacrum‬‬

‫حيث جند تقنية الـ "كانون" أبسلوب غري اعتيادي‪ ..‬إضافة إىل الكثري من اإلعمال لغريه من مؤلفني‬

‫القرن العشرين (‪.)1٥‬‬

‫البوليفونيا الرنينية – ‪ :polyphony Sonora‬وهذه التقنية مرتمجة بشكل واسع يف‬

‫اإلعمال االوركسرتالية‪ ،‬الن أساس املوسيقى الرنينية يتجسد بتباين اخلامات الصوتية لآلالت‬

‫املوسيقية ومكان ترمجتها يف املدوانت‪ .‬إضافة إىل اجملموعات النغمية ‪ -‬الصوتية (االبعاد ‪ -‬التألفات‬

‫‪457‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫‪ -‬الكالسرت ‪ ..‬اخل) هلا أيضا مذاق رنيين منفرد‪ ،‬واستخدام هذه األمنا السمعية ضمن تشكيالت‬

‫بوليفونية منظمة ‪ ،،‬يعطي هذه التقنية بعد مسعي جديد مييز تقنيات التأليف املوسيقي يف القرن‬

‫العشرين‪ .‬وجند املوسيقي الفرنسي "وليفيي ميسييان" يف مدونته (‪ 27‬نظرة على الطفل املسيح)‬

‫واملؤلف البولندي "لوتوسالفسكي" يف مدونته (املوسيقى احلزينة) من أهم من أبدع يف هذا األسلوب‪.‬‬

‫ت‪ -‬التأليف املوسيقي وعلم البوليفونيا ‪ -‬واقع وجتربة‬

‫ال ميكن فصل البوليفونيا عن اجلسم املتكامل للتأليف املوسيقي‪ ،‬ولكن كان لنهوض هذا‬

‫األسلوب أو التقنية تباين بني فرتة زمنية وأخرى‪ ،‬فبعد عصر النهضة وبروز األسلوب املقيد كرمز‬

‫للموسيقى الدينية خاصة والدنيوية عامة‪ ..‬تفاعل هذا العلم أو الفن يف حمطات متالحقة‪ ،‬ترجم يف‬

‫إبداعات العديد من عباقرة التأليف املوسيقي‪ ..‬حيث البوليفونية اخلالصة شكلت اجلسم الصلب‬

‫لعدد من أعماهلم املوسيقية‪ ،‬وهنا نستعرض بعضا من أعمال ومؤلفي احلقبات املختلفة‪ ،‬واليت‬

‫شكلت حتوال اترخييا هاما يف مسار املوسيقى عامة والبوليفونية خاصة‪.‬‬

‫جوفاين بريلوتشي ابلسرتينا (‪-)1١١7 - 1١2١‬بقدر ما متثل تقنية هذا املوسيقي أساسا‬

‫لبحثنا هذا‪ ،..‬سيكتفي الباحث بسرد نبذة موجزة عنه‪:‬‬

‫ينتمي "ابلسرتينا" للمدرسة الرومانية (روما) من مدارس عصر النهضة‪ ،‬ويعد من أعظم‬

‫مؤلفي املوسيقى الكونرتبوانتية الكورالية ‪ -‬بدون مصاحبة آلية (آكابيال)‪ ،‬اليت كانت يف غالبها‬

‫موسيقى دينية‪ ،‬وان كان قد وضع اىل جانب الكورال الديين عددا كبريا من مؤلفات املادرجيال‪ .‬وقد‬

‫بلغ "ابلسرتينا" القمة يف تطوير احلان الكورال وارتقى من منط األحلان اليت تستخدم األبعاد اهلارمونية‬

‫‪458‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫اخلامسة واالوكتاف املتوازية إىل احلان ذات مستوى إبداعي رفيع وراقي‪ ،‬ويعد إجناز "ابلسرتينا" تتوجيا‬

‫جلهد من سبقوه يف الكتابة الكونرتبوانتية‪ ،‬مما جعله أعظم مؤلفي املوسيقى الدينية يف عصره‪.‬‬

‫ومتيزت حياة "ابلسرتينا" مبراحل تغريت فيها أساليبه اإلبداعية فانتقل مبراحل أبدع فيها‬

‫ابلبناء اللحين والوضوح امليلودي إىل مرحلة الحقة ركز فيها على األسلوب البوليفوين البالغ البساطة‬

‫مع وضوح الطور يف التعبري اللحين واهلارموين‪ .‬أما يف مؤلفاته األخرية فاجته بوعي متطور وحمدد حنو‬

‫املقامية احلديثة‪ ،‬فأبدع يف الكتابة الرأسية اهلارمونية على حساب النسيج املستقل واألفقي لكل خط‬

‫حلين‪ .‬وبرغم قيود الكتابة الكونرتبوانتية املعقدة يف موسيقى "ابلسرتينا" يبقى مؤلفا عظيما‪ ،‬رمزا‬

‫لإلبداع يف مدرسة التأليف الغنائي الديين‪ ،‬ومنوذجا حيا للمالئمة بني األحلان وإمكانية األداء البشري‬

‫اجلماعي (‪.)1١‬‬

‫عصر الباروك؛ ويعترب العصر الذهيب للموسيقى البوليفونية حيث االنطباع األساسي ملوسيقى‬

‫تلك احلقبة تتمثل يف األسلوب واإلبداع البوليفوين بكل صوره املشرقة‪.‬‬

‫يوهان سيبستيان ابخ (‪ )14١٠ -16٥١‬ويشكل ذروة اإلبداع والعطاء البوليفوين لعصر‬

‫الباروك‪ ،‬فال خيلو عمل من اعماله اخلالدة بدون اثر للتقنية البوليفونية العالية‪ ..‬اليت وصفت ابجلمالية‬

‫التامة‪ .‬فطور "ابخ" من خالل كتاابته املوسيقية كل تقنيات البوليفونيا‪ ،‬منها التقليد والكانون‪،‬‬

‫فكانت تنساب بال هناية وبسالسة مدهشة‪ ،‬فيستخدمها ضمن الكنرتبوينت املزدوج والثالثي‬

‫والرابعي وحىت اخلماسي‪ ،‬أبشكاله األفقية والراسية واملركب األفقي الرأسي‪ ،‬مع التقنيات العديدة‬

‫للتقليد؛ كالعكسي واملتقهقر والتكبري والتصغري‪ ،‬فهذه التقنيات استخدمها بدء من ابسط أعماله كـ‬

‫‪459‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫(‪ )Inventions‬وصوال إيل أضخم مؤلفاته الكورالية االوركسرتالية كالـ (العذاابت – من يوحنا‬

‫ومىت‪ ...‬اخل) (‪.)2٠‬‬

‫ونتوقف عند املؤلف البوليفوين ‪ -‬الكالفري املعدل؛ وهي جمموعة من املقدمات والفوجات‬

‫واليت تضم مثانية وأربعني مصنفاُ ألفها "ابخ" على مرحلتني‪ :‬كتب نصفها من مجيع السالمل الكبرية‬

‫والصغرية عام ‪ ،1422‬وكتب النصف األخر عام ‪ 1477‬لتعزف على الكالفيكورد‪ .‬وقدمه "ابخ"‬

‫كعمل يقتدي به املوسيقيني الصغار التواقني لتحصيل املعارف‪ ،‬وكتسلية لكبار املوسيقيني(‪ .)21‬وعلى‬

‫الرغم من هذا التواضع اجلم البادئ يف تقدميه هلا كمقطوعات تعليمية‪ ،‬فهي تعترب مرجعية علمية‬

‫خالصة لتوضيح كافة تقنيات التأليف الكنرتبويين احلر‪ ،‬إضافة إىل توظيف املنظومة التوانلية‬

‫"اجلديدة" بتساوي يف كل السالمل الكبرية والصغرية‪ .‬وهذا املؤلف يصل إىل قمة الكمال مجالياُ‬

‫وقواعداي‪ ،‬بني كل األعمال البوليفونية وعلى مر العصور وصوال إىل عصران احلايل (‪.)22‬‬

‫املقدمات ‪ -Prelude‬هذه املقدمات تتميز خبصائص التالية‪:‬‬

‫‪ ‬عدد من املقدمات تعتمد على التلوين والزخرفة اهلارمونية (على سبيل املثل‪ :‬األوىل من اجلزء‬

‫األول والثانية من اجلزء األول)‪ ،‬وتعتمد االندفاع احلركي املتتابع‪ ،‬والذي خيفي معامل وحدود‬

‫اجلمل أو العبارات‪ ،‬مما يقرهبا من النمط البوليفوين من حيث انسيابية االحلان‪.‬‬

‫‪ ‬يف بعض املقدمات جند اللحن الرائد أو أألساسي يسانده نسيج هوموفوين (على سبيل املثل‪:‬‬

‫الثامنة من اجلزء األول) ‪ ،‬وهذا اللحن يعتمد نفس خصوصية البناء امليلودي لألحلان‬

‫البوليفونية‪.‬‬

‫‪460‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫‪ ‬استخدام أساليب التقليد (‪ )imitation‬جيعل غالبية املقدمات هلا خصوصية بوليفونية‪،‬‬

‫فالكثري من هذه الفئة تتشابه إىل حد كبري ابلقالب املعروف (‪ ،)invention‬وخاصة عندما‬

‫يكون فيها عدد األصوات غري كبري (صواتن أو ثالثة‪( )..‬على سبيل املثل‪ :‬رقم ‪ 2٠‬من اجلزء‬

‫الثاين ورقم ‪ 27‬من اجلزء األول‪.)..‬‬

‫‪ ‬يف خضم الزخرفة اهلوموفونية لبعض املقدمات‪ ،‬جند أثرا واضحا ألنواع الفوجاتو(على سبيل‬

‫املثل‪ :‬رقم ‪ 3‬من اجلزء الثاين)‪ ،‬أو الفوجة املزدوجة (على سبيل املثل‪ :‬السابعة من اجلزء األول)‪،‬‬

‫وحىت الفوجة الثالثية (على سبيل املثل‪ :‬رقم ‪ 1١‬من اجلزء األول) (‪.)23‬‬

‫الفوجات ‪ -‬وتلت املقدمات‪ ،‬فكل مقدمة يتبعها فوجة ومن نفس السلم‪ ،‬ويرتاوح عدد‬

‫األصوات يف الفوجات من ‪ 3‬إىل ‪ ١‬أصوات‪ .‬أمهية وعظمة تقنيات الكنرتبوينت املبين عليها املدون‬

‫اكرب من املساحة املسموح إدراجها يف البحث‪ ،،‬فأردان االختصار‪.‬‬

‫العصر الكالسيكي؛ ويظهر تفوق املوسيقى اهلوموفونية على البوليفونية‪ ،‬فاستخدمت البوليفونية‬

‫كشخصية موسيقية ترتافق مع بعض األعمال ويف بعض أجزاءها‪ ،‬وعلى سبيل املثال‪ ،،‬يعود مؤلفي‬

‫احلقبة الكالسيكية الستخدام التقنيات البوليفونية كعنصر احيائي لتفعيل املوسيقى الدينية‪ ،‬إضافة إىل‬

‫أن أنواع التقليد البوليفوين من مداخل وأشكال فوجاتية رافقت الكثري من القوالب ومنها قالب‬

‫السوانات‪ ،‬وخاصة يف أجزاء من قسم التفاعل‪ ،‬حيث كتبت أجزاء غنية (‪ )episode‬يف املناخ‬

‫الفوجي مما أعطى هذه األجزاء دفعا دراميا زاد يف قوة العمل‪.‬‬

‫ونتوقف مع البوليفونيا يف موسيقى "موتسارت"‪ ،‬حيث الفرق يتجلى بنمط األحلان‪ ،‬فعند‬

‫‪461‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫"ابخ" كتبت االحلان البوليفونية لتخدم أسلوب املداخل والتقليد فقط‪ ..‬أما عند "موتسارت"‬

‫فكانت األمنا اللحنية ختدم النسيج املوسيقي يف األجزاء اهلوموفونية والبوليفونية على حد سواء‪.‬‬

‫بعض النماذج الواضح فيها االستخدام البوليفوين جند حلن االفتتاحية "‪ "Allegro‬ألوبرا‬

‫"الناي السحري" واملكتوب بتقنية الفوجاتو‪ - ،‬املوضوع األول من احلركة األخرية للسيمفونية "يوبيرت"‬

‫من سلم دو الكبري‪ ،‬وجند مزج لقالب السوانات الليجرو مع الفوجة الثالثية ‪ -‬كما جند التفاعل‬

‫البوليفوين يف السيمفونية من سلم "صول الصغري" يف احلركة األوىل واألخرية وخاصة يف أقسام‬

‫التفاعل‪ .‬ومن أفضل النماذج املتمثل فيها الفن البوليفوين جند الفوجة املزدوجة من اجلزء "‪ "Kirie‬يف‬

‫القداس اجلنائزي "‪ ،"Requiem‬وهنا النمط اللحين املبين عليه اجلزء قريب من األمنا اللحنية‬

‫ملوسيقى "ابخ" و"هندل" (‪.)27‬‬

‫العصر الرومنتيكي ابتعد أكثر عن البوليفونيا ملا يف هذا العصر من انفتاح حر على كل‬

‫أشكال التعبري املوسيقي‪ ،‬وهذا يتعارض مع املبدأ الصارم للكتابة البوليفونية‪ ،‬ولكن هذا ال يعين ابن‬

‫البوليفونية مل جتد أي متثيل يف هذه احلقبة‪ ،‬بل الكثري من مؤلفي العصر الرومنتيكي أدرج البوليفونيا‬

‫كطابع لشخصية موسيقية "خاصة" يف بعض الفقرات أو األعمال‪ ،‬فنجد تفعيل واضح للبوليفونيا يف‬

‫العديد من مؤلفات بيتهوفن السيمفونية (كالسيمفونية اخلامسة والتاسعة) وكذلك يف الكثري من‬

‫سواناتته األخرية‪ .‬كما جند صدى للبوليفونيا الباروكية يف أعمال "مندلسون"‪" ،‬شومان"‪" ،‬برامهز"‪،‬‬

‫"ليست" و"تشايكوفسكي" (‪.)2١‬‬

‫يعترب القرن العشرين‪ ،‬عصر هنضة األساليب املوسيقية القدمية ومنها البوليفونية ‪ ،‬فعاد الكثري‬

‫‪462‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫من مؤلفي هذا العصر لكتابة األمنا اليت تستخدم القوالب البوليفونية اخلالصة كالربيلود والفوج‪ .‬من‬

‫بني أهم األعمال نذكر سلسلة بوليفونية للمؤلف األملاين "ابول هيندميت" (‪)1١63 - 1٥١١‬‬

‫واسم العمل "لودوس توانليس "‪("Ludus Tonalis‬وسيتطرق هلا البحث)‪ ،‬وعمل أخر للمؤلف‬

‫الروسي‪ -‬السوفيييت "دميرتي شوستاكوفيتش" (‪ )1١4١ - 1١٠6‬وامسها "‪ 27‬بريلود وفوج" وهذه‬

‫السلسلة البوليفونية تعد تتمة مشاهبة بقوانينها للـ "الكالفري املعدل" لـ "ابخ" مع استخدام األسلوب‬

‫الالمع للمودالية اجلديدة واليت متيز هبا هذا املؤلف‪ ،‬فهذان العمالن يعتربان منوذجا مضئ لطريقة دمج‬

‫أساليب التأليف املوسيقي يف القرن العشرين مع تقنيات البوليفونيا الكالسيكية املعقدة‪.‬‬

‫السلسلة البوليفونية "لودوس تواتليس "‪ -"Ludus Tonalis‬كتبها "ابول هيندميت"‬

‫ابلذكرى املائتان النتهاء "ابخ"‪ ،‬من أتليفه ملدونة "الكالفري املعدل"‪ ،‬وتكمن القيمة التارخيية هلذا‬

‫العمل إبعادة احلياة لتقاليد كتابة السالسل البوليفونية الذي درجه "ابخ"‪ ،‬والفكرة تتجسد كعمل‬

‫كنرتبوينيت ‪ -‬توانيل (على كل النغمات الكروماتية للسلم املوسيقي)‪ ،‬ومهمة تكتيكية للعزف على‬

‫آلة البيانو (‪.)26‬‬

‫البناء التأليفي للسلسلة ختتلف عن نظريهتا لـ "ابخ"‪ ،‬فإذا كانت االستقاللية التامة اليت‬

‫تتجسد ابلوحدة التوانلية لكل "بريلودة وفوجة" ‪ -‬صفة أساسية لسلسلة ابخ "الكالفري املعل"‪ ..‬أما‬

‫هنا "الوحدة" تتمثل بتماسك واحتضان كل األجزاء من خالل قطعة البداية واليت تسمى‬

‫"‪ -Prelude‬مقدمة" مع هناية العمل بقطعة تسمى "‪ -Prelude‬ختام"‪ ،‬أما األجزاء األساسية‬

‫وهي جمموعة فوجات متصلة يف ما بعضها بفقرات تسمى "‪ "interlude‬وهذه الفقرات تلعب دور‬

‫‪463‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫الوسيط والتمهيد من خالل انتهاء كل منها بقفلة اتمة أو نصفية (طبعا ابملفهوم التوانيل املعاصر)‪.‬‬

‫القطعة األوىل "‪ -Prelude‬مقدمة" وتبدأ من توانلية الـ "دو" وتنتهي بتوانلية الـ "فا ‪،"#‬‬

‫كررها املؤلف آبخر السلسلة "‪ -Prelude‬ختام" بتقنية كتابتها بطريقة خلفية (من اآلخر إىل‬

‫األول) فتبدأ بتوانلية "فا ‪ "#‬وتنتهي بتوانلية "دو"‪ ،‬وهذه التقنية البوليفونية تسمى ابلتقليد اخللفي‪.‬‬

‫جمموعة "االنرتلود – ‪ ،"interlude‬تتميز ابلطابع الراقص والغنائي الذي ميز االحلان‬

‫الشعبية والرقصات الكالسيكية القدمية‪ ،‬فمعظم الفقرات حتمل تسمية لرقصة أو قالب تقليدي كالـ‬

‫"سكرتسو"‪" ،‬مارش"‪" ،‬رومنس"‪" ،‬ريتشيتاتيف"‪" ،‬ابسو‪ -‬اوستيناتو"‪" ،‬فالس" وغريه من األمنا‬

‫‪...‬اخل‪ ،‬ومن هنا تنتمي هذه السلسلة إىل ما يسمى "ابلكالسيكية اجلديدة"‪.‬‬

‫برغم تكرار بعض األساليب اإليقاعية الراقصة كاملارش يف الفوجة (‪ ،)in D‬وأسلوب رقصة‬

‫الـ "جيجا" يف فوجة (‪ ،)in E‬تبقى جمموعة الفوجات تتميز ابلتجريدية‪ ،‬عكس ما جاء يف جمموعة‬

‫االنرتلود "‪ ."interlude‬ويستخدم "هندميت" التقنيات البوليفونية املعهودة ومنها الـ "كانون" يف‬

‫الفوجة(‪ )in H‬والتقليد اخللفي يف الفوجة(‪.. )in F‬اخل (‪.)24‬‬

‫امليزة اللحنية األفقية للموسيقى العربية‪ ،‬حتمل بطياهتا اإلمكانيات الوافرة لتخدمي تقنيات‬

‫البوليفونيا‪ ،‬التأليف املوسيقي العريب املعاصر ما يزال يف مرحلة شابة مقارنة مع التأليف املوسيقي‬

‫الغريب ‪ -‬العاملي‪ ،‬إال أن الباحث ومن خالل استماعه للعديد من األعمال املوسيقية ‪ -‬اجلادة ‪-‬‬

‫احلديثة‪ ،‬وجد العديد من األعمال اليت حتمل الصبغة البوليفونية وحىت تستخدم التقنيات البوليفونية‬

‫املتعددة‪ .‬ولكن عدم توفر اإلصدارات املوسيقية "املدوانت" لتلك األعمال أعاق استعراضها وحتليلها‬

‫‪464‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫لتخدم البحث‪ ،‬ولكن ميكن ذكر بعض األمساء لبعض املؤلفني الذين كتبوا أعمال بوليفونية خالصة‬

‫منهم املؤلف املصري رفعت جرانة الذي كتب فوجة للكالرينت والوترايت‪ ،‬أما الباحث فقد كتب‬

‫سلسلة بوليفونية من جزأين وهي‪:‬‬

‫‪“In Arabic mood -1 ” - 4 polyphonic pieces for‬‬


‫‪1. Flute Clarinet and Bassoon.‬‬
‫‪2. Strings Quartet.‬‬
‫‪3. Oboe, Violin, Violoncello and Piano.‬‬
‫‪4. 2 Trumpets and 2Trombones.‬‬
‫‪“In Arabic mood - II” for :‬‬
‫”‪1. Strings Orchestra, Nay and Riqq -“Samaii‬‬
‫‪2. Chamber Choral and Stings Orchestra.‬‬

‫واستخدم الباحث يف هذه السلسلة تقنيات بوليفونية تقليدية كالتقليد أبنواعه واملداخل‪،‬‬

‫ومتثل اجملموعة األوىل "‪ "In Arabic mood-I‬جمموعة من املقطوعات البوليفونية ذات ثالث أو‬

‫أربع أصوات‪ ،‬فيهم املعطيات التقليدية لتقنيات الفوجة‪ ،‬مع استخدام ألساليب التأليف احلديث‬

‫كالتعددية املودالية‪ ،‬وحافظ مزاج العمل على الشخصية العربية من خالل دمج األجناس اليت تكون‬

‫أساس مقامي الكرد واحلجاز يف سالمل مودالية متنوعة‪( .‬منوذج من القطعة األوىل)‬

‫‪465‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫(الشكل رقم ‪)4‬‬

‫املقطوعة الرابعة من اجلزء األول ‪ -‬فوجة مزدوجة ألربع أصوات ‪ .2 -‬استخدم فيها‬

‫الباحث التقليد اخللفي وجعل ذروة العمل حىت نقطة الفصل منها تعاد كل املادة املوسيقية السابقة‬

‫بطريقة خلفية مع استخدام الكنرتبوينت املضاعف‪ ،‬حيث حصل على ذروات أعلى من خالل قلب‬

‫األصوات‪(،‬منوذج من القطعة الرابعة وتوضيح ملركز قلب االصوات)‬

‫(الشكل رقم ‪)٥‬‬

‫أعطي شخصية موسيقية مستقلة ومزاج منفرد لكل مقطوعة علي حدا‪ ،‬الطابع العام للجزء‬

‫األول "‪ "In Arabic mood-I‬حيمل جدية تعبريية‪ ،‬ومسحة درامية نتيجة لدمج مبدا تفاعل املادة‬

‫اللحنية ‪ -‬املوتيفي مع تقنيات املداخل والتقليد يف قالب الفوجة التقليدي‪( .‬ميكن العودة إىل العمل‬

‫من خالل الباحث)‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫ث‪ -‬منهجية ومدة تدريس هذه املادة يف بعض املعاهد واجلامعات العربية واألوروبية‪.‬‬

‫يعد تدريس مادة الكنرتبوينت جزء أساسي يف ختصص التأليف املوسيقي‪ ،‬فهذه املادة‬

‫تدرس يف مراحل متالحقة بدء من مرحلة البكالوريوس ووصوال إىل املاجستري (يف مصر ‪-‬‬

‫الكونسرفتوار ‪ -‬ومعهد املوسيقى العربية ‪ .)....‬وتضمن دراسة الكنرتبوينت املقيد والذي يتضمن‬

‫دراسة األنواع (أبسلوب فوكس) يستمر ملدة سنتان أو ثالثة (ختصص أتليف) وتكون املرحلة النهائية‬

‫للكنرتبوينت املقيد يف كتابة ثالث أو اربع أصوات من النوع اخلامس‪ ،‬مع اللحن الثابت(‪)C.F.‬‬

‫وبدونه‪ .‬وجتدر األشارة أبنه يف العديد من املعاهد منها (املعهد العايل للفنون املوسيقية‪ -‬الكويت) ال‬

‫تدخل تقنيات الكنرتبوينت املركب واملضاعف يف منهج الكنرتبوينت العديد‪ ،‬ويعترب هذا اجلزء من‬

‫املادة ينتمي إىل مرحلة الكنرتبوينت احلر‪ ...‬ويدرس الكنرتبوينت احلر (أسلوب عصر الباروك) يف‬

‫السنة األخرية فقط‪ .‬بعض املؤسسات تتعمق بدراسة الكنرتبويت عامة يف املرحلة األوىل (بكالوريوس)‬

‫وال يعاد التطرق إليها يف مراحل الحقة (روسيا ‪ -‬فرنسا ‪ -‬هولندا‪ ...‬اخل)‪.‬‬

‫ابملقابل تدرس مادة الكنرتبوينت املركب – مدرسة "اتنييف" يف مرحلة البكالوريوس وملدة‬

‫عام دراسي واحد‪ ،‬وتعاد يف مرحلة دراسة املاجستري ملدة سنة واحدة وللتذكري فقط‪ .‬وهذا ما يطبق‬

‫يف املعاهد روسية اجلمهورايت السوفيتية السابقة‪ ،‬وتتطرق املادة إىل دراسة تقنيات الكنرتبوينت‬

‫املركب واملزدوج بكل أنواعه‪ ،‬ويكتب الطلبة يف امتحان املادة النهائي‪ ،‬فوجة من ‪ 6‬إىل ‪ 11‬صوت‬

‫أبسلوب ابلسرتينا (‪.)2٥‬‬

‫يف فرنسا يدرس الكنرتبوينت املقيد ملدرسة "فوكس"‪ ،‬مع دراسة الكنرتبيوينت املركب‬

‫‪467‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫واملضاعف‪ ،‬مع بعض التعديالت اليت تتشابه إىل حد ما األسلوب احلر (‪.)2١‬‬

‫يف الربتغال (جامعة افريو)‪ ،‬تدرس هذه املادة لفرتة زمنية ال تتعدى السنتان ومن ضمنها‬

‫الكنرتبوينت احلر واملعاصر‪ ،‬أما مادة الكنرتبوينت املقيد فتتبع منهجية "اتنييف" مع التمهيد هلا‬

‫مبدرسة "فوكس"‪ ،‬وتدرس ملدة سنة دراسية واحدة (‪.)3٠‬‬

‫غالبية جامعات العامل تتبع مدرسة "فوكس" بتدريس الكنرتبوينت املقيد‪ ،‬وترتاوح الدراسة ما‬

‫بني فصالن إىل أربعة فصول دراسية‪ ،‬تنتهي بكتابة األنواع اخلمسة من ثالث أو أربع أصوات‪ ،‬مع‬

‫اللحن الثابت وبدونه ومن دون تقنيات الكنرتبوينت املركب واملضاعف‪.‬‬

‫الشق التحليلي التطبيقي‪ :‬يف هذه الفقرة يستعرض الباحث منهجية تدريس مادة‬

‫الكنرتبوينت املقيد لدى املدرستني بتسلسل تدرجيي من املراحل األساسية‪ ،‬عارضا مناذج موسيقية من‬

‫كال املدرستني‪ ،‬مع الرتكيز على توضيح بعض تقنيات مدرسة "اتنييف" الغري معروفة‪ ،‬مع حتليل ونقد‬

‫لبعض جوانب تدريس املادة‪ ،‬إضافة إىل ذكر املدة الزمنية املفرتضة لتدريس املواضيع‪ .‬ونظرا لكرب‬

‫املوضوع وتشعبه‪ ..‬سيكتفي الباحث مبناقشة وحتليل الكنرتبويت املقيد لصوتني فقط‪.‬‬

‫اجلانب التطبيقي ويشمل‬

‫الكنرتبوينت البسيط ‪ -‬طريقة تدوين اخلط اللحين‪ /‬وطريقة الكتابة خلطان حلنيان (صواتن)‬

‫‪ -‬موقف املدرستني من اللحن الثابت (‪.)C.F.‬‬

‫الكنرتبوينت املركب (املزدوج‪ -‬لصواتن فقط) ‪ -‬أو التقابل الكونرتبوينيت‪ /‬شرح لبعض‬

‫التقنيات (سيتوقف الباحث عند الكثري من املسائل اليت يعتربها مهمة من حيث إغناء الفكر‬

‫‪468‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫البوليفوين عند الطالب)‪.‬‬

‫مناقشة التباين حول مفهوم الكنرتبوينت احلر عند املدرستني‪.‬‬

‫الكنرتبوينت البسيط‬

‫مدرسة "فوكس" يف تدوين اخلط اللحين‪ /‬وطريقة كتابة خطان حلنيان مع اللحن الثابت‬

‫(‪.)C.F.‬‬

‫تتلخص الركائز العلمية العملية هلذه املدرسة ابلتايل‪،‬‬

‫‪ ‬دراسة املساحة الصوتية لألصوات البشرية واملفاتيح اليت سيتم استخدامها (مفتاح الـ "صول" والـ‬

‫"دو" أبنواعه املتعددة)‪.‬‬

‫‪ ‬عرض املقامات الطبيعية اليت جيب استخدامها يف أتليف الكنرتبوينت‪ .‬يف أكثر املراجع جند‬

‫تركيز على شرح املقامات الكنسية‪ ..‬ولكن يف القليل منها تتبع تدريس الكنرتبوينت املقيد يف‬

‫السالمل احلديثة" الكبري والصغري" وينسب هذا التغيري إيل "فهم أفضل وأسهل للقواعد "(‪.)31‬‬

‫‪ ‬عرض وتدريس أنواع القفالت لكل مقام بدء من صوتني‪ ،‬وتدرس القفالت الحقا مع ازدايد‬

‫تدريس عدد األصوات‪ .‬بعض مراجع ختلت عن تدريس القفالت الكنسية وقللت من أمهيتها‪،‬‬

‫واستخدمت التوضيح اهلارموين كاملصطلحات التالية "‪"T,S,D‬اخل‪.)32(...‬‬

‫قد يتم جتاوز لبعض القواعد الصارمة لصاحل التأليف اجليد واجلميل‪ ،‬أما التجاوز اجلزايف‪ ،‬بدون‬

‫هدف وبقصد االستسهال‪ ،‬فهو ممنوع ويسيء إيل العمل الفين" (‪.)33‬‬

‫طريقة كتابة اللحن األفقي ‪ -‬نذكر ابن زمن النغمات يف بداية تدريس "املقيد" هو الروند)‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫تس تعرض املراجع اليت اختارها الباحث يف هذه الفقرة‪ ،،‬األخطاء أو (املمنوعات) كالقفزات‬

‫املمنوعة(قفزة املسافات الزائدة أو الناقصة ‪ -‬ما بعد السادسة ‪ -‬تتابع قفزات الرابعة واخلامسة أو اكرب‬

‫بنفس االجتاه‪...‬اخل)‪ ،‬حترك اخلط اللحين وأماكن وقوع اخلطاء (التسلسل السلمي عرب املسافات‬

‫الزائدة أو الناقصة ‪ -‬املراوحة اللحنية‪ -zic-zac -‬احلركة اللحنية اليت تتجاوز االوكتاف ابجتاه‬

‫(‪)37‬‬
‫من الوقوع يف اخلطاء أثناء الكتابة يف الديوان الصغري أو‬ ‫واحد‪...‬اخل)‪ .‬وينبه املرجع السادس‬

‫الكبري‪ .‬ومبا أن الرتكيز يتم على ضرورة تدوين املوسيقى الكنرتبونتية يف السالمل الكنسية‪ ،‬يتساءل‬

‫الباحث عن جدوى ربط الكنرتبوينت املقيد ابلسالمل الكبرية والصغرية‪ ،‬وحىت لو كان فيها من تشابه‬

‫مع بعض السالمل الكنسية‪ ،‬إال أن نغمة احلساس (السابعة) صفة هارمونية ال تطبق مع املفهوم‬

‫املودايل للسالمل الكنسية (رأي الباحث)‪.‬‬

‫العالقة بني الصورتني ‪ -‬األبعاد (‪ - )intervals‬توضح املدرسة األبعاد التامة وغري التامة ‪-‬‬

‫املتنافرة واملتوافقة‪...‬مع الرتكيز على كتابة نوع البعد بني الصوتني أو حتت السطر أو حىت الوظيفة‬

‫اهلارمونية التوانلية للبعد‪:‬‬

‫(‪) 3١‬‬
‫بعض املراجع تدون الرتقيم الراسي لألبعاد‪.‬‬

‫والبعض األخر يدون الرتقيم اهلارموين واملبين على توانلية التمرين‪...)36(.‬‬

‫‪470‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫دراسة ما يسمى ابألنواع (‪ )Species‬ويتم لفرتة طويلة وعلى مراحل؛ وفيه تركيز على‬

‫عالقه اللحن الثابت (كانتوس فريموس ‪ C.F.‬من زمن روند واحد أو أكثر ‪ -‬بناء على ما جاء يف‬

‫املراجع)(‪ )34‬مع اللحن املضاف ومنه أنواع؛‬

‫‪ ‬النوع األول ‪ -‬نغمة من زمن الروند مقابل اللحن الثابت‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الثاين ‪ -‬نغمتان من زمن البالنش مقابل اللحن الثابت‪.‬‬

‫‪ ‬النوع الثالث ‪ -‬أربع نغمات من زمن النوار (بعض املراجع تسمح بدمج أزمنة النوار مع البالنش‬

‫مقابل اللحن الثابت (‪.)3٥‬‬

‫‪ ‬النوع الرابع ‪ -‬ويستخدم السينكوب والراب ‪( ..‬من زمن نغمات النوع الثاين) وتربط نغمة‬

‫الضغط القوي بسابقتها من الضغط الضعيف من املازورة السابقة –‬

‫‪ ‬النوع اخلامس ‪ -‬وهو استخدام األنواع السابقة جمتمعة (االختالف اإليقاعي) مع الراب ‪،‬‬

‫إضافة إىل استخدام مقنن لزمن الكروش كميزة ضرورية هلذا النوع‪.‬‬

‫بعد دراسة املراحل األساسية "عالقة كل نوع مع الـ ‪ ،"C.F.‬يتم التمرس على مزج األنواع‬

‫املختلفة اإليقاع مع بعضها البعض؛(األول مع الثاين والثالث ‪ -‬الثاين مع الثالث والرابع ‪...‬‬

‫اخل)(‪ .)3١‬ونشري إىل أن دراسة كل نوع من األنواع اخلمسة يرفق ابلقواعد اجلديدة‪ ،‬والتوصيات‬

‫بضرورة ترقيم األبعاد وكتابة القفالت الصحيحة ونوع املقام(‪.)7٠‬‬

‫‪471‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫احلد األقصى يف التأليف الكنرتبوينت لصوتني ابألسلوب املقيد يف مدرسة فوكس؛ يكون‬

‫ابستخدام النوع اخلامس يف كال اللحنني‪ -‬مبعىن التخلي عن اللحن الثابت أو اعتبار أي نغمة من‬

‫اللحنني مهما قصر زمن النغمات فيها مبثابة(كانتوس فريموس)‪.‬‬

‫هذه الطريقة يف أتليف األحلان تسمى ابلكنرتبوينت البسيط ‪ -‬املقيد‪ ،‬وهذا يعين أن االحلان‬

‫تبقى يف أماكن كتابتها األصلية دون قلب الصوت األسفل إىل أعلى والعكس‪ .‬ونلمس يف الكثر من‬

‫مراجع هذه املدرسة توقف عند هذا القدر من الدراسة(حيث ينتقل إىل "احلر" أو تنتهي املادة على‬

‫هذا القدر)‪ .‬ولكن جند مراجع اكثر توسعا‪ ،‬كما يف املرجع الثالث والسادس‪ ،‬حيث يتطرق لتوضيح‬

‫املرحلة التالية للكنربوينت املقيد‪ -‬املركب منه‪ .‬وسنستعرض ابختصار تقنيات الكنرتبوينت املركب ‪-‬‬

‫املزدوج‪.‬‬

‫‪ ‬أراد الباحث من بقاء الضوء على تسلسل احملتوى الدراسي لكتابة الصواتن‪ ...‬وما يرتتب على‬

‫ذلك من الوقت الستيعاب القوانني املرافقة لذلك‪ ،‬لنقارهنا مبثيلتها من مدرسة "اتتييف"‪،‬‬

‫خاصة أن الكثري من املؤسسات املوسيقية‪ ،‬ومن بينها بعض املعاهد العربية‪ ،‬تعترب ابن دراسة‬

‫الكنرتبوينت املقيد تنتهي ابنتهاء دراسة النوع اخلامس ومزيج األنواع اخلمسة يف ما بينها‪ ،‬أما‬

‫املرحلة التالية "الكنرتبوينت ‪ -‬املركب ومنه املزدوج" فينسب إىل مرحلة دراسة الكنرتبوينت احلر‪.‬‬

‫‪ ‬عدد من املراجع تدرس قواعد األنواع اخلمسة مع اإلضافة يف عدد األصوات اليت تصل إىل‬

‫ثالثة أو أربع‪ .‬وتستخدم األسلوب اهلارموين يف ترقيم التآلفات وعالقتها بعضها البعض‪ ،‬كما‬

‫حتث على وجوب التأليف يف خمتلف املقامات الكنسية‪ ،‬وعدم اخلروج عن قواعد الكتابة‬

‫‪472‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫الصارمة‪ ..‬واللحن الثابت (‪(.)C.F.‬صورة من املرجع الرابع‪ ،‬ص رقم ‪)44‬‬

‫‪ ‬أن املرجع السادس‪ ،‬تعاطي حبرية أكثر مع القوانني املقيدة القدمية‪ ...‬فأضاف احد واضعي‬

‫الكتاب (ي‪ .‬ف‪ .‬رخيرت) تعديل يتمثل بضم النوعني الثاين والرابع معا يف نوع واحد‪ ،‬ونوع أخر‬

‫أضافه معد الكتاب‪ ،‬ويتمثل إبدخال ‪ ٥-6-3‬نغمات من نوع الكروش أو النوار تتحرك علي‬

‫شكل آربيج ‪ ،‬مقابل نغمة واحدة ‪ -‬علي حلن اثبت من زمن ‪ ،)71( 7/3‬ويتساءل الباحث عن‬

‫ضرورة إدخال األسلوب اهلارموين ابلكامل والذي مييز املوسيقى اليت تنتمي حلقبات ما بعد‬

‫"املقيد"‪ ،‬مع مترين فيه اللحن الثابت‪.)72(..‬‬

‫مدرسة "اتنييف" يف تدوين اخلط اللحين ‪ /‬وطريقة كتابة خطان حلنيان‪:‬‬

‫تركز مدرسة اتنييف على النتيجة النهائية لكتابة الكنرتبوينت املقيد ‪ -‬مبعىن أن اهلدف‬

‫النهائي من الدراسة هو التأليف التام واملشابه أو املتطابق ملوسيقى تلك احلقبة وحتديدا ألعمال‬

‫‪473‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫ابلسرتينا‪ ،‬لذلك تستعرض مراجع هذه املدرسة بعض النماذج واملؤلفات اليت كتبها ابلسرتينا على‬

‫وجه التحديد وغريه من معاصريه‪ ،‬ويؤكد كاتيب هذه املدرسة على إتباع القواعد اليت ستؤدي إىل‬

‫النتيجة املوسيقية املطابقة ألسلوب ابلسرتينا‪.‬‬

‫تستعرض هذه املدرسة وابختصار شديد مدرسة فوكس واليت يسموها (األنواع ‪-‬‬

‫‪ ،)Razryadov‬ومن خالل عرض ال يتعدى الصفحتان (‪ )73‬كتب التايل‪( :‬يف املدرسة العملية‬

‫للكنرتبوينت املقيد واليت أسسها ‪ )1471-166٠( Y.J.Fux‬واليت تعرضت لنقد حاد ‪ ...‬ميكن‬

‫تلخيصها كالتايل‪ )...:‬ويتلخص االنتقاد أبنه من غري املمكن االستمرار بكتابة اللحن الثابت‬

‫(‪ )C.F.‬حتت حجة أن أعمال "ابلسرتينا" ومعاصريه ختلت عن الكانتوس فريموس ‪ -‬أو أخذت‬

‫أشكال أكثر طواعية (‪ .)77‬وبناء على ذلك تبدأ هذه املدرسة بتوضيح التايل‪:‬‬

‫كتابة اللحن األفقي ‪ -‬اخلصائص اللحنية واإليقاعية‪:‬‬

‫ختتصر هذه املدرسة مفهوم السالمل املقامية (الكنسية) بسلم طبيعي دايتوين خايل من‬

‫الكروماتية‪ ،‬ويسمح ببعض النغمات الكروماتية بشر أن تكون شبه اندرة وغري متابعة خلدمة سالمة‬

‫اخلط اللحين (‪ .)7١‬وبناء على هذا املفهوم فأساس اللحن ميكن أن يبدأ وينتهي من أي نغمة من‬

‫النغمات السبع للسلم الدايتوين (‪ .)76‬ويتبع ذلك ابتعاد كلي عن القواعد الكثرية املتعلقة ابلسالمل‬

‫الكنسية وما يتبعها من قفالت خاصة بكل مقام‪.)74(...‬‬

‫حتث املدرسة على اخلصوصية اللحنية املستوجبة يف املقيد كالتايل؛ تفاعل اللحن يتم على‬

‫شكل (أمواج)‪ ،‬عدم املراوحة اللحنية‪ ،‬يتحرك اللحن دائما حبركة صاعدة وهابطة للحصول علي‬

‫‪474‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫ذروات جديدة‪ ،‬ممنوع تكرار األفكار اللحنية (موتيف)‪ ،‬تغيري ايقاعي دائم‪ ،‬استخدام القفزات‬

‫احملضرة‪...‬اخل (‪.)7٥‬‬

‫يف تدريس هذه الفقرة يتم عرض مناذج موسيقية توضح قواعد بناء األحلان أبسلوب‬

‫"ابلسرتينا"؛ مساحة اللحن‪ -‬طريقة اإلعداد للقفزات املسموح هبا‪ -.‬جتنب أخطاء التكرار‬

‫اإليقاعي‪ ...‬اخل‪ .‬إضافة إىل مناذج أخرى توضح األخطاء امليلودية واملفروض جتنبها‪ ،‬من خالل رسم‬

‫خط حتت األخطاء يف بعض النماذج اللحنية املعروضة‪( .)7١( :‬الشكل رقم ‪)١‬‬

‫توضح املدرسة األشكال اإليقاعية املسموحة واملتطابقة ألسلوب "ابلسرتينا"‪ ،‬مع الرتكيز‬

‫على أن األزمنة تكون دائما على ‪ 2‬مثل ‪ 2/7‬و ‪ 2/2‬و ‪ CC‬اخل‪( .)١٠( ..‬الشكل رقم ‪)1٠‬‬

‫يعرض املرجع النماذج الصحيحة واملفرتض أن يقتدي هبا الطالب يف كتابة األحلان‬

‫الكنرتبوبنتية‪( .)١1( :‬الشكل رقم ‪)11‬‬

‫‪475‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫منهجية كتابة كنرتبوبنت من صوتني أبسلوب "ابلسرتينا"‪(:‬الكنرتبوينت البسيط ‪ -‬بدون‬

‫اللحن الثابت) ونستعرض املواضيع األساسية التالية‪:‬‬

‫العالقة الرأسية (اهلارمونية)‪ -‬فالعالقة الرأسية للموسيقى البوليفونية‪ ،‬املبنية على خطان‬

‫حلنيان توضح من خالل تذكري عام ابألبعاد التامة (اليونيسون ‪ -‬اخلامسة ‪ -‬االوكتاف اخل‪ )...‬والغري‬

‫اتمة (الثالثة ‪ -‬السادسة ‪ -‬العاشرة اخل‪ )١2( )...‬واملتنافرة (الثانية ‪ -‬الرابعة ‪ -‬السابعة ‪ -‬الرتيتون)‪،‬‬

‫واطر تصريفها الصحيح‪ ،‬كما تتناوهلا مناهج "النظرايت البديهية" (وفيها شرح وافر ودقيق لعالقه‬

‫وتصريف األصوات "من نغمتان") حيث يفرتض معرفتها يف مراحل سابقة‪..‬‬

‫تسمية األبعاد املتبعة يف املدرسة واليت ستستخدم يف دراسة املادة فقط وهي كالتايل‪= ٠ :‬‬

‫يونيسون‪ =1/‬اثنية ‪ = 2/‬اثلثة ‪ = 3/‬رابعة ‪ = 7/‬خامسة ‪ = ١/‬سادسة ‪ = 6/‬سابعة واالوكتاف‬

‫يشار إليه برقم "‪."4‬اخل‪( .‬كل األبعاد ترقم بعدد اقل من الرتقيم العاملي املعروف)‪ ،‬وهذه النظرية‬

‫سنتطرق إليها الحقا‪.‬‬

‫الراب (املعروف ابلتشويق لدى مدرسة فوكس) والذي يربط النغمات اليت ستقع على أبعاد‬

‫متنافرة اليت يتم تصريفها إىل أبعاد متوافقة‪ .‬ويعرض املرجع جمموعة كبرية من النماذج املوسيقية فيها‬

‫توضيح كايف هلذه الفقرة‪ ،‬كما يشري املرجع إىل أن الراب يشكل احد امليزات األساسية للموسيقى‬

‫البوليفونية (‪.)١3‬‬

‫عند كتابة التمرين يوصى إبتباع اجلدول الذي يوضح األبعاد وطريقة تصريفها الصحيح‬

‫(برتقيم "اتنييف") دون كتابة الرتقيم حتت التمرين‪ ،‬مع احملافظة على القواعد اللحنية والرأسية‬

‫‪476‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫واإليقاعية لكل صوت‪ ،‬إضافة إىل التوازن الكامل بني الصوتني وعدم تفوق أي خط حلين على‬

‫آخر‪( .)١7( ..‬الشكل رقم ‪)12‬‬

‫اإلشارات املدرجة فوق وحتت اإلبعاد (األرقام) توضح كالتايل‪:‬‬

‫*(‪ )-‬ممنوع ربط الصوت ‪ -* ،‬جيب ربط الصوت ‪ *،‬إذا كان اخلط فوق وحتت الرقم فهذا يسمح‬

‫بربط وتصريف أي صوت (األعلى أو األسفل)‪.‬‬

‫النغمات املتنافرة تكون مرورية أو مربوطة ويفرتض تصريفها تدرجييا ‪ -‬ويفضل تصريفها إىل‬

‫النغمة التالية هبوطا ‪ -‬احلركة املتوازية مسموحة يف األبعاد املتوافقة الغري اتمة ‪ -‬الرابعة تصنف من‬

‫اإلبعاد املتنافرة ‪ -‬أما األبعاد التامة فتأيت من خالل احلركة العكسية للصواتن (بتقابل)‪.‬‬

‫يفضل االبتداء بسكتة يف احد األصوات كون ذلك ميهد للمرحلة املقبلة عند دراسة‬

‫املداخل وغريه من حمتوى دراسة الكنرتبويت املركب ‪ -‬املزدوج منه‪...‬‬

‫القفالت يف هذه املدرسة مبنية على مبدأ التوافق والتنافر أيضا‪ ،‬وينتهي التمرين بتصريف‬

‫التغمتان إىل املازورة األخرية خبطوة ميلودية إىل الثانية ‪ -‬أو الرابعة ‪ -‬أو اخلامسة‪ ،‬اخلطوة امليلودية إىل‬

‫الثالثة ‪ -‬السادسة ‪ -‬االوكتاف ‪ ،‬اندر أو حىت معدوم (‪ .)١١‬األبعاد الرأسية املسموحة يف املازورة‬

‫األخرية من التمرين (القفلة) هي األبعاد املتوافقة (االوكتاف أو الثالثة أو السادسة)‪ ،‬فقواعد‬

‫التصريف يعطي نفس النتيجة املرجوة ملفهوم القفالت التقليدي (عند فوكس) ‪ -‬ويبقى الكالم عن‬

‫‪477‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫الكتابة لصواتن‪.‬‬

‫بعد شرح هذه القوانني‪ ..‬تدرج جمموعة كبرية من الواجبات لكتابة كنرتبوينت من صوتني‪.‬‬

‫الكنرتبوينت املركب (لصواتن فقط)‪.‬‬

‫قام الباحث ابلتدقيق يف اجلزء املتعلق بكيفية توضيح قواعد الكنرتبوينت املركب لدى‬

‫املدرستني واليت ستساعد الطالب يف تنفيذ تقنيات الكنرتبوينت املزدوج‪ ،‬كون أن هذه التقنيات تكون‬

‫صلب املوسيقى البوليفونية‪ ،‬ومن اهم تقنيات الكونرتبوينت املركب‪:‬‬

‫‪ ‬الكنرتبوينت املزدوج‪ ،‬ومنه ألعامودي واألفقي واملتحرك األفقي‪.‬‬

‫‪ ‬التقليد أبنواعه (وهنا اختالف غرب جوهري يف التسميات) التقليد املعكوس ‪ -‬التقليد مع‬

‫التكبري ‪ -‬التقليد مع التصغري ‪ -‬التقليد اخللفي ‪ -‬والتقليد احلر‪.‬‬

‫‪ ‬السكوينس والكانون‪.‬‬

‫وسنوضح قواعد هذه التقنيات (لو وجدت) عند كل مدرسة على جدا‪.‬‬

‫مدرسة "فوكس" يف كتابة الكنرتبوينت املركب‪:‬‬

‫الكنرتبوينت املركب ‪ -‬املزدوج (‪)invertion‬‬

‫وهذه التقنية تكون إحدى أهم عناصر بناء املوسيقى البوليفونية‪ .‬وتعرض هذه املدرسة عدة‬

‫أنواع من الكنرتبوينت املزدوج ومنه‪ :‬االوكتايف ‪ ،٥‬العشري ‪ ،1٠‬واالثنا عشري ‪.12‬‬

‫‪ ‬املزدوج ذو االوكتاف ويستعرض بتوضيح حالة األبعاد بعد انقالهبا ضمن اجلدول التايل‪:‬‬

‫(الشكل رقم ‪)13‬‬

‫‪478‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫يوضح املرجع أبن األبعاد املتوافقة واملتنافرة تبقى كذلك بعد تصريفها (انقالهبا)‪ ،‬فينتقل الصوت‬

‫األعلى إىل أسفل والعكس‪ ،‬مبعىن أن اخلط األعلى ينتقل إين بعد اوكتاف هبوطا و الصوت األسفل‬

‫ينتقل إىل بعد اوكتاف صعودا‪ ..‬وتبقى النغمات هي نفسها مع فارق تغري البعد بني الصوتني‪.‬‬

‫ويعرض املرجع بعض التمارين ومنها‪( )١6( :‬الشكل رقم ‪)17‬‬

‫يوضح املرجع السادس ابن االنقالب االوكتايف يعطي النتائج التالية (املسافات التامة تعطي‬

‫مسافات اتمة والكبرية تتحول إىل صغرية والعكس‪ ،‬والزائدة إىل انقصة) وينبه إىل حتاشي قلب‬

‫االوكتاف الواقع على الضغو القوية ما عدا البداية والنهاية‪ ،‬إضافة إىل متهيد األبعاد اخلامسة بنغمة‬

‫ممهدة كضرورة ربطها بنغمة سابقة مبنية على توافق غري اتم أو استخدامها كنغمة مرورية‪( .‬الشكل‬

‫رقم ‪ 1١‬و ‪)16‬‬

‫‪479‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫إن النماذج التالية (‪ )١4‬تظهر تقنيات تغين كتابة الكنرتبوينت املزدوج وتعطيه احتماالت‬

‫مفيدة‪ ،‬خاصة النموذج الذي يضاعف االحلان بنغمات متوافقة (غري اتمة) ملا ينتج عنه ثراء هارموين‬

‫وتعددية صوتية‪ ،‬ولكن هذا األسلوب وبرغم استخدامه اللحن الثابت‪ ،‬فقد ابتعد عن األسلوب‬

‫املقيد لبالسرتينا (رأي الباحث)‪.‬‬

‫‪ ‬املزدوج العاشر؛ وموضح بنفس الطريقة؛ (الشكل رقم ‪)14‬‬

‫وهنا املرجع ينطرق إىل أن األبعاد املتوافقة املتحركة بتوازي كالثالثة والسادسة اليت تتحول إىل‬

‫تنافر بعد القلب‪ ،‬ويستعرض املرجع كما يف الكنرتبويت املزدوج السابق عدد من التمارين‪.)١٥( .‬‬

‫جتدر اإلشارة ابن توضيح طريقة كتابة هذه األنواع تعتمد نفس املبدأ املستخدم يف أتليف‬

‫‪480‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫الكنرتبوينت العادي‪ ،‬مبعىن اعتماد الرتقيم اهلارموين لتحديد األبعاد بني الصواتن وخاصة أن املرجع‬

‫ينتقل إىل إدخال تقنيات أتليف هذا الكنرتبوينت بثالث وأربع أصوات‪.‬‬

‫التقليد‬

‫تستعرض مدرسة "فوكس" (‪ )١١‬يف أول توضيح ملفهوم التقليد من خالل مترين مبين من‬

‫صواتن‪ ،‬حيث الصوت الثاين (األسفل يقلد) الصوت العلوي وبتكرار نفس البداية اللحنية‬

‫(مازوراتن) على فارق زمين مدته مازوراتن من مقياس ‪ 2/2‬ويسميه املرجع "تقليد من اليونيسون‬

‫(الشكل رقم ‪)21 -2٠-1١-1٥‬‬

‫وتعرض أنواع خمتلفة من التقليد "مداخل خمتلفة"‪ :‬تقليد من الثالثة (الشكل رقم ‪)1١‬‬

‫‪481‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫(‪ )6٠‬مع توضيح عابر يشري إىل أن الصوت املقلد يبدأ من األبعاد املذكورة‪ ،‬وال يشري إىل اخلطوات‬

‫والقواعد اليت تبىن عليها العالقة بني الصوتني‪ .‬والحقا ويف نفس الكتاب يستعرض أيضا أنواع من‬

‫التقليد "املداخل" (‪ )61‬وكذلك من دون توضيح‪ ..‬مع العلم أن النماذج تعرض (فوجات) تصل إىل‬

‫أربع أصوات‪ ..‬وما على الطالب إال أن يقوم بتحليل تلك النماذج والتوصل إىل القواعد اليت يرتئيها‬

‫بنفسه‪ ،‬أو يقوم أستاذه بذلك‪..‬‬

‫أما املرجع اخلامس ‪ ،‬ويستعرض أنواع التقليد مع شرح وصفي وليس حتليلي أو قواعدي‬

‫ألنواع التقليد (املباشر‪ -‬غري املباشر ‪ -‬ابلزايدة ‪ -‬ابلنقصان ‪ -‬العكسي) (‪ )62‬وبعدها يعرض‬

‫النماذج املوسيقية ألنواع التقليد (استعراض عام بدون أي توضيح)‪.‬‬

‫أما يف املرجع األول والثاين (‪ )63‬فلم جيد الباحث ما يفيد بذلك‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫السكوينس والكانون‬

‫الكانون هو تقنية كتابة حلن كنرتبوينيت‪ ،‬يتكرر ابلكامل يف اللحن الثاين من نفس الطبقة‬

‫الصوتية أو أن مصور من مناطق صوتية خمتلفة‪...‬ومنه الدائري ويكنب حىت إشارة "املرجع"‪ ،‬فيعاد‬

‫للتمرين عدة مرات‪ ،...‬وبذلك يفقد اللحن احلدود املعهودة (البداية والنهاية) فيسمي الكانون‬

‫الدائري أو الالهنائي‪.‬‬

‫يف كل املراجع املدرجة مل جيد الباحث أي فقرة تعرض القوانني الكافية أو اي شرح الوايف‬

‫الذي خيول الطالب من كتابة "كانون" كامل أو "الالهنائي" بل اكتفت معظمها بعرض الكثري من‬

‫األمثلة‪ )67(،‬اليت تندرج ضمن تدريس املداخل والتقليد وليس ابلكانون‪ ،‬وتوصف هذه االمثلة‬

‫"ابلفوجة" وفيها مداخل لصوتني ال تتعدى املازورتني‪ ،‬ويتم الرتكيز على القفالت فيها وليس على‬

‫مفهوم تكرار اللحن‪( ،‬الشكل رقم ‪)22‬‬

‫وقام الباحث ابستيضاح هذه التقنية مع احد مدرسي الكنرتبوينت املقيد (د‪ .‬مدحت مراد)‬

‫ذو خربة عالية يف تدريس األسلوب املقيد (األنواع) (‪ ،)6١‬ومت احلصول على طريقة كتابة التقليد من‬

‫مذكراته اخلاصة ولكنه أشار إىل أن هذه التقنية تدرس يف األسلوب احلر‪. .‬وتتصف ابلتايل‪:‬‬

‫يكتب التمرين على مراحل‪ :‬أوال تكتب البداية (مازورة) ابلصوت العلوي وتنسخ إىل املازورة‬

‫‪483‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫الثانية يف الصوت السفلي ويكتب معها حلن مضاد يف الصوت العلوي مث ينسخ الصوت العلوي من‬

‫املازورة الثانية إىل الصوت السفلي يف املازورة الثالثة ويضاف إليه ايضا حلنا مضادا يف الصوت العلوي‬

‫وتتابع هذه الطريقة حيث الوصول إىل القفلة‪...‬‬

‫وجيد الباحث ابهنا نفس الطريقة اليت تستخدم يف مدرسة طتانييف" يف كتابة التقليد‪ ..‬مع‬

‫فارق بنوع األزمنة والنغمات واليت تنتمي إىل الكنرتبويت احلر‪..‬‬

‫الوضع بعد‬ ‫أما ما خيص التقنيات التالية‪ :‬التقليد العكسي (الوضع األساسي‬

‫فلم جيد الباحث‬ ‫أو العكس)‪ .‬التقليد املتقهقر ‪ -‬ومنه املقلوب املتقهقر‬ ‫التصريف‬

‫أي توضيح قواعدي وايف لتنفيذ هذه النقدية‪.‬‬

‫مدرسة "اتنييف" يف كتابة الكنرتبوينت املركب‪:‬‬

‫الكنرتبوينت املزدوج (‪)invertion‬‬

‫وتوضح مدرسة "اتنييف" عدد من تقنيات كتابة أنواع الكنرتبوينت املزدوج‪ ،‬وتؤكد املدرسة‬

‫على أن يتميز الصواتن بنفس القيمة اللحنية مع التخلي عن اللحن الثابت‪( ...‬وهذا من أسس‬

‫مدرسة "اتنييف") وتوضح املدرسة معادلة علمية هامة حول طريقة قلب األصوات‪ ،‬وتسمى‬

‫(ابجتاه بعضها‬ ‫‪ Index- Verticalis‬الدليل الرأسي" (‪ ،)Iv‬عملية قلب األصوات‬

‫البعض)‪ ،‬تكون خطوة ابجتاه "الناقص" ويعين أن األبعاد بني الصواتن ينقص (نظراي) كالتايل‬

‫(الشكل رقم ‪)23‬‬

‫‪484‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫(ويتكون وضع االنقالب اجلديد) لذلك تسمى حركة االنقالب ابلـ (الناقص ‪ ،)-‬أما إذا‬

‫‪ ،‬فيزيد البعد ويشكل حركة ابجتاه الزائد (‪ .)+‬ونذكر جمددا ابن ترقيم‬ ‫حتركت األصوات يتباعد‬

‫األبعاد يف مدرسة "اتنييف" اقل بواحد وبناء على هذه املفاهيم وضعت معادلة الكنرتبوينت املزدوج‪.‬‬

‫وتركز مدرسة "اتنييف" على شرح ‪ 3‬أنواع من املركب املزدوج‪ :‬املزدوج االوكتايف‬

‫(‪.)Iv=-7‬املزدوج العاشر(‪ 3 .)Iv=-9‬املزدوج الثاين عشر (‪ ...)Iv=-11‬وسنكتفي بعرض نوع‬

‫واحد من تقنيات الكنرتبوينت املزدوج وهو االوكتايف (‪.)Iv=-7‬‬

‫املزدوج االوكتايف؛ ويرمز إليه بـ (‪ Iv = )-7‬أو (‪ Iv = )-14‬ويوضح املرجع ضمن اجلدول‬

‫التايل األبعاد والعالقة بني الصواتن‪( :‬الشكل رقم ‪)27‬‬

‫‪ ‬األبعاد املتنافرة وترقم (‪ )1 - 3 - 4 - 6‬ويشار إىل اخلطو املرسومة فوقها أو حتتها "‪"-‬‬

‫ويعين أن احد األصوات (الفوقي أو السفلي يفرتض أن يكون الصوت املتنافر) ويفرتض أن‬

‫يكون حمضر براب ابلنغمة السابقة ويستوجب تصريفه للنغمة املتوافقة التالية‪.‬‬

‫‪ ‬الراب يشار إليه ابإلشارة التالية "‪ ،"-‬أما منع الراب فيشار إليه"(‪ ،")-‬والتصريف التدرجيي‬

‫للنغمة اجملاورة يشار إليه "×‪ ،"-‬ونوضح اجلدول كما يلي‪:‬‬

‫‪485‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫وفيه مينع ربط الصوت العلوي‪ ،‬أما الصوت السفلي يكون‬ ‫‪ ‬التنافر املبين على البعد الثاين‬

‫مربو ويصرف للنغمة اجملاورة هبوطا‪.‬‬

‫وفيه يربط الصوت العلوي أو السفلي ويصرف للنغمة اجملاورة‬ ‫‪ ‬التنافر املبين على البعد الرابع‬

‫هبوطا‪ ،‬أما عالمة الـ × فتعين بوجوب التصريف النغمة السفلية من الرابعة إىل اخلامسة هبوطا‬

‫(يف حال كانت مربوطة)‪.‬‬

‫وفيه ميكن ربط وتصريف أي صوت بشر أن تكون حركة‬ ‫‪ ‬التنافر املبين على البعد اخلامس‬

‫الشريف للنغمة اجملاورة هبوطا‪.‬‬

‫وفيه مينع ربط الصوت السفلي‪ ،‬أما الصوت العلوي يربط‬ ‫‪ ‬التنافر املبين على البعد السابع‬

‫ويصرف للنغمة اجملاورة هبوطا‪ ...‬اخل‪ ،‬ويذكر املرجع ابن التنافر مسموح كنغمات مرورية وعلى‬

‫الضغو الضعيفة‪...‬وإن ترقيم االوكتاف ابلرقم ‪ 4‬بدال من ‪ ٥‬ضروري لتكون العملية احلسابية‬

‫يف تقسيم االوكتاف اىل جزأين غري متساويني صحيحة‪ ،‬فالرقم ‪( 4‬االوكتاف) ميكن مجعه من‬

‫رقمني ‪ 4= 6 + 1 :‬ويعين (اثنية ‪ +‬سابعة يعطي اوكتاف)‪ ،‬أو ‪( 4 =7 + 3‬رابعة ‪ +‬خامسة‬

‫تساوي اوكتاف) اخل‪ ..‬أما لو بقينا على الرتقيم املعهود ‪ ٥‬فال ميكن احلصول على نتيجة‬

‫صحيحة وعلى سبيل املثال؛ لو مجعنا ‪ ،٥ = 7 + 7‬أي (رابعة ‪ +‬رابعة تعطي اوكتاف) طبعا‬

‫هذا غري صحيح‪ ...‬و وترقيم االوكتاف بـ ‪ 4‬يفتح أفاق جديدة من االحتماالت‬

‫(‪ ،)Combination‬موضحة كما يلي‪:‬‬

‫‪486‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫بعد أتليف الكنرتبوينت من حلنني ميكن تصريفه (قلبه) واستخراج االحتماالت التالية‪:‬‬

‫واكتفي الباحث بغرض االحتماالت الناجتة عن االوكتاف الواحد (‪ )4-‬ونالحظ ابهنا‬

‫حمافظة على التصريف الصحيح‪ ،‬فالتوافق يبقى توافق والتنافر يبقى تنافر‪ .‬وهذه الطريقة ختول الطالب‬

‫من استخدام النتائج التالية يف أتليف ما يسمى ابلـ "مداخل" وتوسيع نطاق التأليف البوليفوين‪...‬‬

‫يشدد املرجع بضرورة األخذ بقواعد الكنرتبوينت املضاعف املراد استخدامه الحقا قبل‬

‫أتليف التمرين ألن لكل نوع من الكنرتبوينت املزدوج له قوانينه املختلفة‪( ...‬فقوانني الكنرتبوينت‬

‫‪487‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫املركب االوكتايف غري قوانني العاشر ‪..‬واخل)‪.‬‬

‫التقليد‬

‫هذا اجلزء من الكنرتبوينت املقيد يرتكز على جمموعة هامة من املعادالت الرايضية والعلمية‬

‫ونذكر ابن الكنرتبوينت املقيد يف هذه املدرسة يدرس بعد فرتة زمنية قصرية من بداية دراسة‬

‫الكنرتبوينت املقيد‪..‬‬

‫أهم أنواع التقليد املزدوج اليت تدرس يف املرجع هي التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تقليد البسيط ‪ ،‬ويسمى أيضا الكانون البسيط (‪ )66‬وهو تقنية كتابة حلن كنرتبوينيت‪ ،‬يتكرر‬

‫ابلكامل يف اللحن الثاين من نفس الطبقة الصوتية أو مصور من مناطق صوتية خمتلفة ويتم على‬

‫مراحل (كل مرحلة تكون جزء ميلودي من مازورة أو اقل أو أكثر وترقم ابحلرف الالتيين)‬

‫ونوضح خطة أتليف هذا النوع من التقليد ابجلدول التايل ينتهي التقليد بتأليف القفلة اخل ‪...‬‬

‫‪ ‬التقليد البسيط او الكانون البسيط (الشكل رقم ‪)2١‬‬

‫‪ ‬التقليد مع عكس اللحن (الشكل رقم ‪)26‬‬

‫‪488‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫‪ ‬التقليد مع التكبري (الشكل رقم ‪)24‬‬

‫‪ ‬التقليد مع عكس اللحن وتكبريه (الشكل رقم ‪)2٥‬‬

‫‪ ‬التقليد مع التصغري (الشكل رقم ‪)2١‬‬

‫‪ ‬التقليد مع اخللفي وفيه يكون اللحن املقلد هو نفس اللحن األساسي ولكنه معكوس ‪ -‬وهو‬

‫التقليد الوحيد الذي مل جيد له الباحث توضيح يف املرجع‪( .‬الشكل رقم ‪)3٠‬‬

‫ويستعرض املرجع اخلطوات املفرتض إتباعها عند كتابة هذه التقنيات (ابستثناء التقليد‬

‫اخللفي) أبسلوب واضح وتسلسلي‪ .‬وسنكتفي بتوضيح منوذج واحد يوضح طريقة تدريس املزدوج‬

‫العكسي‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫طريقة كتابة الكنرتبوينت املزدوج العكسي من النوع االوكتايف (‪:)Iv= -7‬‬

‫ينبه املرجع من أن الطريقة املتبعة يف ربط وتصريف النغمات املتنافرة يف الطريقة اليت ذكرانها‬

‫مسبقا‪ ،‬غري جمدية يف هذا النوع من التقليد الن تصريف النغمات املتنافرة املربوطة إىل النغمة املتوافقة‬

‫التالية هبوطا ينتج عنها بوضع التصريف احلايل خطأ كبري ‪ ..‬ومن املمكن أن ينتج تنافر يف حال‬

‫عكس التمرين‪ ،‬ومع هذا النوع من الكنرتبوينت تتدرج توضيحات جديدة لربط وتصريف التنافر‪،‬‬

‫نذكر منها ما يلي؛ مينع ربط وتصريف الثانية والسابعة‪ ،‬ويسمح بربط الرابعة يف أي صوت‪ ،‬النغمات‬

‫املربوطة يفرتض ان تكون من نفس القيمة الزمنية ‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫بعد األخذ ابلتعديالت املرافقة للربط وتصريف التنافر‪ ،‬يكتب التمرين بقوانني الكنرتبويت‬

‫االوكتايف (‪( ٠)Iv=-7‬الشكل رقم ‪)31‬‬

‫عملية قلب األصوات (عكسها) تتوجب إجياد نقطة االرتكاز اليت منها سيتحول اجتاه‬

‫النغمات يف التصريف اجلديد‪ ،‬فمن نقطة االرتكاز هذه تتحرك النغمات بعكس اجتاهها السابق‪.‬‬

‫ويوضح املرجع ابن نقطة االرتكاز تكون الدرجة الثانية من السلم الكبري أو الدرجة الرابعة‬

‫من الصغري‪ ،‬فتحرك النغمات صعودا من نقطة االرتكاز هذه‪ ،‬يتحول هبوطا والعكس (‪.)64‬‬

‫النموذج املدرج أعاله يوضح هذه التقنية‪ ،‬ونقطة االرتكاز فيه يفرتض أن تكون (ال)‪ .‬ومنها‬

‫نبدأ بتحويل كل النغمات ابالجتاه املعاكس وعلى نفس البعد‪:‬‬

‫‪490‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫اخلط اللحين من نقطة الركوز ووصوال إىل هناية التمرين (املازورة الرابعة ‪ -‬الصوت العلوي‪،‬‬

‫يتحول يف الصوت السفلي إىل‬ ‫ال ‪ -‬صول ‪ -‬رى ‪ -‬مي)‬

‫فتبقي االبعاد يف احلركة االفقية هي نفسها‬ ‫(ال‪-‬سي‪ -‬مي‪ -‬ري)‬

‫ولكن ابجتاه معاكس‪ .‬وتكون النتيجة التالية‪( :‬الشكل رقم ‪)32‬‬

‫نالحظ أن بداية التمرين (الشكل رقم ‪ )31‬كانت نغمة "سي" يف الصوت السفلي‪ ،‬أما بعد‬

‫التصريف فتحولت إىل نفعة صول يف الصوت العلوي‪ ...‬ومن هنا ميكن أن نلمس أمهية هذه‬

‫املعادلة‪ ،‬كونه لن نستطيع تفسري أسباب تغري بداية نغمات التمرين وطريقة الوصول إىل النتيجة‬

‫املطلوبة‪ ...‬بدون إجياد نقطة الركوز‪.‬‬

‫يف بعض مراجع املدرسة التقليدية "فوكس" واليت تطرح هذا النوع من التقليد وتبدؤه من نفس‬

‫نغمات ال وضع األساسي ملا قبل التصريف‪ ..‬وهذا لن يوصل لنتيجة‪ ،‬والدليل ابن مجيع النماذج‬

‫املدرجة كـ "تقليد عكسي" هي عبارة عن بداايت تشبه العكسي‪ ..‬وبعدها تتابع بكنرتبوينت عادي‪.‬‬

‫وتشري تعليمات تلك النماذج بوجوب حترك النغمات ابالجتاه املعاكس لوضعها األساسي‪ .‬وليس‬

‫هبذا من توضيح مقنع (رأي الباحث)‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫السيكوينس والكانون الالهنائي‬

‫تعرض املدرسة جمموعة منوعة من الكانون ومن بينهم الكانون مع السيكونس وختص‬

‫املدرسة هذه التقنية قدراُ وافرا من التوضيح املرفق مع العديد من اجلداول احلسابية‪ ،‬ويوضح املرجع‬

‫ابن "اتنييف" صنف الكانون الالهنائي بنوعني واالختالف بينهم مبين على نسبة الوقت الذي يفصل‬

‫املداخل‪....‬‬

‫لن يتطرق الباحث لتوضيح هذه الناحية واكتفى بسرد طريقة واحدة لكيفية أتليف الكانون‬

‫الالهنائي‪:‬‬

‫عند كتابة هذا الكانون نقوم بتسمية كل جزء حبرف التيين (يف النموذج املعروض مدة اجلزء‬

‫فيه مازورة واحدة)‪ ،‬يفرتض إدراج سطر اثلث حيث سنقوم إبلغائه بعد االنتهاء من الكتابة‪ .‬ونوضح‬

‫مراحل الكتابة بعد عرض الكانون التايل‪( :‬الشكل رقم ‪)33‬‬

‫‪ ‬املرحلة األوىل‪ :‬نكتب الصوت األول ‪ A‬وننسخه إىل املازورة الثانية ابسم ‪ ،AI‬نكتب حلن‬

‫مضاد يف املازورة الثانية ابسم ‪ ،B‬ننسخ اجلزء ‪ B‬للمازورة الثالثة يف الصوت العلوي حتت اسم‬

‫‪ BI‬ونؤلف معه حلن مضاد ‪،C‬‬

‫‪ ‬املرحلة الثانية‪ :‬ننسخ اجلزء ‪A‬إىل السطر الثالث ‪ -‬املازورة الرابعة على اوكتاف هابط ونسميه‬

‫‪492‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫‪ ،AII‬وننسخ اجلزء ‪ C‬إىل السطر العلوي ‪ -‬املازورة الرابعة أيضا ونسميه ‪ CI‬ونؤلف معهم‬

‫اجلزء ‪ D‬حبيث ينسجم اجلزء ‪ D‬مع اجلزء ‪ AII‬على حدا واجلزء ‪ CI‬مع اجلزء ‪ AII‬أيضا على‬

‫حدا‪ .‬يف هذه ملرحلة ال يعين ابن اجلزء ‪ CI‬ينسجم مع اجلزء ‪.AII‬‬

‫‪ ‬املرحلة الثالثة‪ :‬ننقل اجلزء ‪ D‬إىل املازورة التالية على السطر األول ابسم ‪ DI‬وتعيد نسخ اجلزء‬

‫‪ A‬إىل نفس املازورة على السطر الثاين ونضع إشارة املرجع ‪...‬‬

‫‪ ‬املرحلة األخرية‪ :‬نضع إشارة املوجع يف أول املازورة الثانية‪ ،‬نلغي تسمية األجزاء من فوق‬

‫األسطر‪ ،‬وحتذف السطر الثالث وبذلك يكون الـ "كانون" جاهز(‪.)6٥‬‬

‫ونستنتج ابن السطر الثالث (الصغري) يضاف يف املازورة ما قبل األخرية من إشارة املرجع‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫النتائج ‪:‬‬

‫من العرض السابق هلذه الدراسة ومن خالل الشق التحليلي للمدرستني‪ ،‬يوضح الباحث‬

‫جوانب التشابه واالختالف بني مدرسة تدريس الكنرتبوينت املقيد عند "فوكس" و "اتنييف" وقد‬

‫كنا عرضنا بعض التباين أثناء فقرة التحليل‪ ،‬إال انه اردان التذكري ببعض النقا للمقارنة‪.‬‬

‫‪ .1‬التباين حول مفهوم "الكنرتبوينت املقيد"‪ ،‬وموقف املدرستني من اللحن الثابت‪ :‬وجند أن‬

‫مدرسة "فوكس" تعطي االهتمام األساسي لكتابة األنغام املتنوعة اإليقاع على اللحن الثابت‬

‫(‪ ،)C.F.‬وتطبيقيا جند أن احملتوى األساسي للمناهج الدراسية العامة تركز على املراحل التدرجية‬

‫لعالقه األصوات مع اللحن الثابت‪ ،‬وكما ذكران تثبت التجربة ابن دراسة األنواع اخلمسة مع‬

‫وبدون اللحن الثابت يعترب اجلزء األساسي للكنرتبوينت املقيد‪ ،‬أما ما بعد ذلك فيعترب من فنون‬

‫الكنرتبوينت‪ ،‬ويبتعد الكثري من واضعي مناهج تدريس املادة يف املؤسسات العلمية املوسيقية‬

‫عن تدريسها كون أن هذا ينتمي إىل فرتات دراسية الحقة ‪ -‬وجيد الباحث عدم وضوح ما‬

‫يقصد بذلك‪ ،‬هل يعين دراسة الكنرتبوينت احلر؟ أم دراسته يف مرحلة الدراسات العليا‬

‫الالحقة؟‪ ،،‬وهنا جند هروب من الواقع الذي يؤكد أن أساليب الكنرتبوينت املركب أو اإلبداع‬

‫الفين للكنرتبوينت املقيد جنده يف أعمال "ابلسرتينا" الذي يعترب املقياس األول لدراسة‬

‫الكنرتبوينت املقيد لدى املدرستني‪.‬‬

‫‪494‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫التجربة العملية ملنهجية ملدرسة "اتنييف" تتجاهل ابلكامل مبدأ تدريس اللحن الثابت مع‬

‫الصوت اإلضايف واعتبار أن الوقت الكبري الذي يهدر يف تدريس هذه الناحية غري ضروري‪ ،‬وتعلل‬

‫املدرسة ذلك ابلنتيجة النهائية واليت تتسم يف أن األشكال اإليقاعية للنوع اخلامس (كما يتطابق مع‬

‫مفهوم مدرسة "فوكس") ينطبق ابلتمام مع الكتابة لصوتني أبسلوب مدرسة "اتنييف" يف مراحله‬

‫األوىل‪ ،‬وتستمر املدرسة يف تدريس تقنيات الكنرتبوينت املركب واملضاعف حتت ما يسمى‬

‫ابلكنرتبوينت املقيد‪ .‬وجند حدود واضحة بني ما هو اجلزء املقيد وما هو اجلزء احلر الذي يعترب‬

‫أسلوب "ابخ" هو اإلطار واهلدف األساسي "الكنرتبوينت احلر"‪.‬‬

‫‪ .2‬مبدأ بناء العالقة األفقية الراسية يف املدرستني‪ :‬ومن خالل البحث جند ابن العالقة الرأسية لبناء‬

‫األصوات (صوتني) يف مدرسة "فوكس" تركز على نوع البعد‪ ،‬وما من وظيفة هارمونية تتشابه‬

‫مع الوظيفة اهلارمونية يف مادة اهلارموين التقليدي‪ ،‬وقد اشران إىل ذلك من خالل ذكر النماذج‬

‫واملراجع اليت تستخدم ذلك‪ .‬إضافة إىل أن هذا يؤكده املبدأ األول للمدرسة واملتمثل يف تدريس‬

‫اللحن الثابت‪ ،‬فدراسة "النوع األول" الذي يرتكز على عالقة ايقاعية رأسية موحدة بني‬

‫الصوتني‪ ،‬يفرض عالقة أبعاد هارمونية‪ .‬أما النوع الرابع واخلامس وأييت متأخرا‪ ،‬يلقي الضوء‬

‫على مفهوم ربط التنافر وتصريفه ابلتوافق‪.‬‬

‫العالقة الرأسية لدى مدرسة "اتنييف" ختدم احلركة األفقية املتنوعة اإليقاع‪ ،‬فاجلداول اليت توضح‬

‫‪495‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫مبدأ تصريف التنافر مع التوافق يبعد الرتكيز عن أمهية العالقة الرأسية اهلارمونية‪ ،‬فعلى الطالب أن‬

‫خيلق حاالت من التنافر ويصرفها ابلتوافق‪ ،‬وجند ابن أتليف التمرين يتم كنتيجة هروب أفقي‪ -‬رأسي‬

‫من حاالت التنافر إىل التوافق‪ ،‬وهذا ما يعطي املادة خصوصيتها األفقية البوليفونية‪.‬‬

‫‪ .3‬طريقة تنظيم التتابع ال تصاعدي للمحتوى وغناء املادة العلمية‪ :‬مبا أن تدريس اللحن الثابت مع‬

‫األصوات املضافة يكون لب املادة العلمية للكنرتبوينت املقيد يف مدرسة "فوكس"‪ ،‬فأن هذا‬

‫يفرض واقع تدريس أكثر من صوت يف وقت واحد‪ ،‬فيتم تدريس صواتن من النوع األول‬

‫ويضاف ثالث أصوات من النوع األول‪ ،‬ويتم الرتكيز على العالقة الرأسية بني األصوات‪ ،‬وتصل‬

‫عدد األصوات إيل أربعة‪ ،‬أما تدريس تقنيات الكنرتبوينت املركب واملزدوج فتأيت متأخرة‪،‬‬

‫وفنجدها يف بعض املراجع حتت عنوان تقنيات "الفوجة"‪ ،‬مبعىن أهنا حتمل قواعد علمية تبتعد‬

‫قليال عن املفهوم األساسي للكنرتبويبت املقيد لـ "فوكس"‪ .‬مل جيد الباحث يف غالبية املراجع‬

‫املبنية على منهجية "فوكس" أي توضيح وافر للتقنيات اهلامة كتقنيات التقليد والكنرتبوينت‬

‫املركب‪ ،‬وما جاء من بعضها كان يفتقر للتسلل والتتابع يف التوضيح‪.‬‬

‫مدرسة "اتنييف" وضعت تسلسل تدرجيي لتدرج احملتوى بناء على األمهية التقنية ‪ -‬العملية‬

‫للمادة‪ ،‬فوضحت طريقة كتابة الصوت األحادي املتنوع االيقاع والذي يشكل أساس الفكرة‬

‫البوليفونية‪ ،‬بعد ذلك يتم شرح طريقة الكتابة ولفرتة طويلة مرورا أبساليب بناء أنواع الكنرتبوينت‬

‫‪496‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫املركب (االوكتايف على وجه مهم) ومث تقنيات املداخل وأنواع التقليد املنوعة لصوتني فقط‪ .‬وال تنتقل‬

‫املدرسة إيل أكثر من صوتني قبل االنتهاء من أصعب تقنيات الكنرتبوينت املقيد‪ .‬وجيد الباحث ابن‬

‫املعادلة العلمية (‪ ، )Iv=-7‬واجلدول الذي وضعته مدرسة "اتنييف" بعالقه التنافر والتوافق والذي‬

‫يوضح االوكتاف برقم ‪( 4‬الشكل رقم ‪ ،)27‬ومنهجية توضيح أنواع التقليد ومنها العكسي‪ ،‬بغاية‬

‫من األمهية ملا يعطي أفاق واسعة للعالقة بني األصوات يف مرحلة الكنرتبوينت املركب‪.‬‬

‫‪ .4‬أمهية القالب البوليفوين‪ :‬ويرى الباحث أن تدريس الكنرتبوينت املركب واخلايل من اللحن الثابت‬

‫يكون نواة مفهوم القالب البوليفوين‪ ،‬وهذا ما جاءت عليه مدرسة "اتنييف" إذ تعترب أن مرحلة‬

‫قلب األصوات ذات التوازن اللحين اإليقاعي واستخدام تقنيات التقليد‪ ،‬تشكل حدود القالب‬

‫البوليفوين العقيد (‪.)6١‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫تعاطى الباحث إثناء دراسته ومقارنته للمدرستني بذهنية بعيدة عن التعاطف‪ ،‬جاعال‬

‫اهلدف األساسي لبحثه إجياد احملطات املفيدة يف منهجية التدريس لدى املدرستني‪ ،‬ومن خالل هذا‬

‫يوصي الباحث بعدد من األمور اليت يراها مهمة يف منهجية تدريس الكنرتبوينت املقيد لتخصص‬

‫التأليف املوسيقي‪:‬‬

‫‪ ‬إعادة النظر مبنهجية تدريس الكنرتبوينت املقيد يف معاهدان املوسيقية العربية‪ ،‬فاملدة الزمنية‬

‫‪497‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫احملددة جيب أن حتمل كمية اكرب وأغىن من املعلومات اليت تفيد الطالب يف إتقان علوم‬

‫البوليفونيا‪ ،‬لكي تنعكس إجيااب على إيداعه يف إعماله املوسيقية‪.‬‬

‫‪ ‬الطلبة إىل من له القرار يف إعداد املناهج الدراسية يف معاهدان املوسيقية العربية التطرق إىل الكثري‬

‫من مدارس تدريس الكنرتبوينت املقيد ومنها مدرسة "اتنييف" واليت جيدها الباحث يف غاية‬

‫األمهية مما حتمل من منهجية مركزة‪ ،‬نتيجتها كم واسع من تقنيات الكنرتبوينت‪ ،‬إضافة إىل‬

‫االختصار الكبري يف الوقت الزمين‪.‬‬

‫‪ ‬الطلب إىل من له القرار يف إعداد املناهج الدراسية يف معاهدان املوسيقية العربية‪ ،‬عدم توارث‬

‫األمنا التقليدية يف منهجية التدريس والتوسع يف البحث يف املناهج املختلفة املصادر‪ ،‬والنظر‬

‫يف قيمتها الفعلية‪ ،‬وصهر املادة النظرية يف التجربة الفعلية للتأليف املوسيقي‪.‬‬

‫‪498‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫اهلوامش واملراجع ‪:‬‬

‫علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع‪ -‬سورية ‪-‬‬ ‫‪)1‬‬

‫دمشق ‪ -1١١4-‬ص رقم ‪.١‬‬

‫‪ - Sposobin I. V. - Muzikalnaya forma - izd. Muzika 1958‬سباسوبني‬ ‫‪)2‬‬

‫‪ -‬كتاب "القالب املوسيقي" إصدار (موزيكا) ‪ -‬موسكو‪ -‬الطبعة األوىل ‪-1١١٥‬ص رقم‬

‫‪.3٠7‬‬

‫علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية ‪-‬‬ ‫‪)3‬‬

‫دمشق ‪ -1١١4 -‬ص رقم ‪.6‬‬

‫املوسوعة املوسيقية – إصدار "دار النشر‪ -‬املوسوعة السوفيتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)4‬‬

‫‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar sovyetskaya entseklopedya" 1990‬‬

‫ص رقم ‪ ١١٠‬عن مقالة لـ ‪Liesse-A. Fuxiana, W., 1958; Welesz E., 1965‬‬

‫املوسوعة املوسيقية — إصدار "دار النشر— املوسوعة السوفييتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)5‬‬

‫"‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar – sovyetskaya entseklopedya‬‬

‫‪ Liesse-A. Fuxiana, W., 1958; WeleszE., 1965‬ـ‬

‫عن مقالة ل‪1990‬ص رقم ‪595‬‬

‫املوسوعة املوسيقية ‪ -‬إصدار "دار النشر‪ -‬املوسوعة السوفييتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)6‬‬

‫"‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar – sovyetskaya entseklopedya‬‬


‫‪1990‬‬

‫‪499‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫ص رقم ‪.١3١‬‬

‫املوسوعة املوسيقية –إصدار "دار النشر‪ -‬املوسوعة السوفيتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)6‬‬

‫"‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar- sovyetskaya entseklopedya‬‬


‫‪1990‬‬

‫ص رقم ‪ 7٠٠‬كاتب املقالة ‪ :‬يوري خالوبوف‪.‬‬

‫املوسوعة املوسيقية ‪-‬إصدار "دار النشر‪ -‬املوسوعة السوفييتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)7‬‬

‫"‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar- sovyetskaya entseklopedya‬‬


‫‪1990‬‬

‫ص رقم ‪ ،136‬كاتب املقالة ‪.Folkin‬‬

‫املوسوعة املوسيقية – إصدار "دار النشر‪ -‬املوسوعة السوفييتية ‪"1١١٠‬‬ ‫‪)8‬‬

‫"‪Muzikalny entseklopidetchesky slovar- sovyetskaya entseklopedya‬‬


‫‪1990‬‬

‫ص رقم ‪.١4١‬‬

‫الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص رقم ‪.١3‬‬ ‫‪)9‬‬

‫‪ )15‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.1٠١‬‬

‫‪ )11‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.1٠2‬‬

‫‪ )12‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.1٠١‬‬

‫‪ )13‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.13٠‬‬

‫‪" )14‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر" موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫‪500‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫الروسية) ص رقم ‪ 177-173‬بتصرف‪.‬‬

‫‪ )15‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين" ي‪ .‬كوزنتسوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو ‪ -‬تشايكوفسكي ‪ -‬قسم نظرايت املوسيقى ‪ 1١١7-‬ص رقم ‪.61‬‬

‫‪" Zadanya po Garmoniyi )16‬واجبات اهلارموين " كتاب اهلارموين احلديث ‪ -‬يوري‬

‫خالوبوف ‪ -‬إصدار "موزيكا" موسكو – ‪ 1١٥3‬ص رقم ‪.١7‬‬

‫‪ )17‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين" ي‪ .‬كوزنتسوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو ‪ -‬تشايكوفسكي ‪ -‬قسم نظرايت املوسيقى ‪ 1١١7-‬ص رقم‬

‫‪ 4١-47‬بتصرف‪.‬‬

‫‪ )18‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين"‪ .‬ي‪ .‬كوزنشوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو‪ -‬تشايكوفسكي — قسم نظرايت املوسيقى ‪ 1١١7-‬ص رقم ‪.٥٥‬‬

‫‪ )19‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.1٠٥‬‬

‫‪ )25‬اتريخ املوسيقى الغربية‪ ..‬اجلزء األول (عن الروسية)‪-‬ك‪ .‬روزنشيلد ‪ -‬إصدار "موزيكا"‬

‫موسكو ‪ 1١4٥-‬ص رقم ‪.731‬‬

‫‪ )21‬الزمن ونسيج النغم‪ .‬ثروت عكاشة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة ص رقم ‪.166‬‬

‫‪ )22‬اتريخ املوسيقى الغربية‪ ..‬اجلزء األول (عن الروسية)‪ -‬ك‪ .‬روزنشيلد ‪ -‬إصدار "موزيكا"‬

‫موسكو ‪ 1١4٥ -‬ص رقم ‪.7١٥‬‬

‫‪501‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫‪ )23‬سباسوبني ‪ -‬كتاب "القالب املوسيقي" إصدار (موزيكا) ‪ -‬موسكو ‪-‬الطبعة األوىل‬

‫‪ -1١١٥‬ص رقم ‪.3١7‬‬

‫‪ )24‬اتريخ املوسيقى الغربية‪ ..‬اجلزء الثاين (عن الروسية)‪ -‬ك‪ .‬روزنشيلد ‪ -‬إصدار "موزيكا"‬

‫موسكو – ‪ 1١4٥‬ص رقم ‪.1٥٠‬‬

‫‪ )25‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين" ي‪ .‬كوزنتسوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو‪ -‬تشايكوفسكي‪ -‬قسم نظرايت املوسيقى ‪ 1١١7-‬ص رقم ‪.177‬‬

‫‪" )26‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين" ي‪ .‬كوزنتسوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو ‪ -‬تشايكوفسكي ‪ -‬قسم نظرايت املوسيقى ‪ 1١١7 -‬ص رقم‬

‫‪.1١3‬‬

‫‪" )27‬املبادئ األساسية لبوليفونيا القرن العشرين" ي‪ .‬كوزنتسوف (عن الروسية) إصدار‬

‫"كونسرفتوار موسكو ‪ -‬تشايكوفسكي ‪ -‬قسم نظرايت املوسيقى‪ 1١١7 -‬ص رقم‬

‫‪.1١6‬‬

‫‪( )28‬حديث مع مدرس املادة وأستاذ النظرايت والتأليف يف كنسرفتوار تشايكوفسكي ‪ -‬يوريي‬

‫فارانتسوف) صيف ‪.2٠٠6‬‬

‫‪ )29‬علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية ‪-‬‬

‫دمشق ‪-1١١4-‬ص رقم ‪. 6‬‬

‫‪502‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫‪ )35‬حديث هاتفي مع مدرس املادة يف جامعة افريو ‪ -‬الربتغال ‪ -‬يفجينيي زودلكني‪-‬‬

‫‪.2٠٠6/1/13‬‬

‫‪ )31‬علم الكونرتبوانت ‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية ‪-‬‬

‫دمشق ‪ -1١١4-‬ص رقم ‪. ٥‬‬

‫‪ )32‬علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية —‬

‫دمشق ‪-1١١4-‬ص رقم ‪.3٠‬‬

‫‪ )33‬علم الكونرتبوانت ‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية ‪-‬‬

‫دمشق — ‪ —1١١4‬ص رقم ‪.16‬‬

‫‪ )34‬علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪.‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع — سورية —‬

‫دمشق ‪ —1١١4-‬يف اغلب التمارين املدرجة‪.‬‬

‫‪Students COUNTERPOINT, by Charles Pearce. London the Vincent‬‬


‫‪music company, ltd.‬‬

‫يف اغلب التمارين املدرجة‪.‬‬

‫)‪35‬‬ ‫‪"GRADUS‬‬ ‫‪AD PARNASSUM - Alfred Mann- dover‬‬

‫‪publication N. Y.1958 the Study of Counterpoint from J. J.‬‬


‫‪Fux's".‬‬

‫النماذج رقم ‪ ١١-١٠-7٥‬و ‪.١6‬‬

‫‪503‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫عبدهللا هاين املص ري‬/‫د‬

36) Students COUNTERPOINT, by Charles Pearce. London the


Vincent music company, ltd.

.14-16-1٠ ‫ص رقم‬

37) Students COUNTERPOINT, by Charles Pearce. London the


Vincent music company, ltd.

.‫يف اغلب التمارين املدرجة‬

38) "GRADUS AD PARNASSUM - Alfred Mann- dover


publication N. Y.1958 the Study of Counterpoint from J. J.
Fux's"

.١1 ‫ ص رقم‬7١ ‫منوذج رقم‬

39) Strict counterpoint in Palestrina Style by Alan Bush - London:


Joseph Williams Limited.

.2٠ ‫ص رقم‬

40) The Study of Counterpoint from Johan Joseph FUX'S — Gradus


ad Pamassum — translated and edited by Alfred Mann. The
Norton Library N. Y.

.‫يف كل التمارين لصوتني‬

- ‫ سورية‬- ‫ دار احلصاد للنشر والتوزيع‬.‫ حممد عزيز شاكر ظاظا‬.‫ د‬. ‫) علم الكونرتبوانت‬41

. ٥ ‫ص رقم‬- 1١١4-‫دمشق‬

504
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

‫‪ )42‬علم الكونرتبوانت‪ .‬د‪ .‬حممد عزيز شاكر ظاظا ‪ .‬دار احلصاد للنشر والتوزيع ‪ -‬سورية ‪-‬‬

‫دمشق‪-1١١4-‬ص رقم ‪.27‬‬

‫‪- Sposobin I. V. - Muzikalnaya forma - izd. Muzika- 1958 )43‬سباسوبني‬

‫‪ -‬كتاب "القالب املوسيقي" اصدار (موزيكا) ‪ -‬موسكو ‪-‬الطبعة األوىل ‪_ 1١١٥‬ص رقم‬

‫‪.3٠6-3٠١‬‬

‫‪– Sposobin I. V. - Muzikalnaya forma - izd. Muzika- 1958 )44‬‬

‫سباسوبني‪ -‬كتاب "القالب املوسيقي" إصدار (موزيكا) ‪ -‬موسكو ‪-‬الطبعة األوىل‬

‫‪-1١١٥‬ص رقم ‪.3٠6‬‬

‫‪" )45‬كتاب البوليفونيا" س‪.‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.1١‬‬

‫‪" )46‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2٠‬‬

‫‪" )47‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2٠‬‬

‫‪" )48‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2٠‬‬

‫‪505‬‬
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫‪" )49‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2٠-1١‬‬

‫‪" )55‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.21‬‬

‫‪" )51‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوت‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪٠27‬‬

‫‪" )52‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.26‬‬

‫‪" )53‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2١‬‬

‫‪" )54‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2١‬‬

‫‪" )55‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.2٠‬‬

‫‪" )56‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.1٠١‬‬

‫‪506‬‬
‫البوليفونيا املقيدة (الكنرتبوينت) واختالف أساليب تدريسها دراسة مقارنة بني مدرسة يوهان فوكس ومدرسة‬
‫فكر وإبداع‬ ‫سريجي اتنييف‬

- ‫ سورية‬- ‫ دار احلصاد للنشر والتوزيع‬. ‫ حممد عزيز شاكر ظاظا‬.‫ د‬.‫) علم الكونرتبوانت‬57

.٥2 ‫ص رقم‬-1١١4- ‫دمشق‬

— ‫ دار احلصاد للنشر والتوزيع — سورية‬.‫ حممد عزيز شاكر ظاظا‬.‫ د‬.‫) علم الكونرتبوانت‬58

.116 ‫ص رقم‬-1١١4- ‫دمشق‬

59) The Study of Counterpoint from Johan Joseph FUX'S-Gradus ad


Pamassum - translated and edited by Alfred Mann. The Norton
Library N. Y.

.4١-4٥ ‫ص رقم‬

60) The Study of Counterpoint from Johan Joseph FUX'S- Gradus ad


Pamassum - translated and edited by Alfred Mann. The Norton
Library N. Y.

.4١-4٥ ‫ص رقم‬

61) The Study of Counterpoint from Johan Joseph FUX'S-Gradus ad


Pamassum - translated and edited by Alfred Mann. The Norton
Library N. Y.

.٥1 ‫ص رقم‬

‫ إعداد عزيز الشوان (مذكرة غري‬،"‫) كتاب "التقابل الكنرتابونتطي املقيد — منهج ابلسرتينا‬62

.77 ‫منشورة لتدريس الكونرتبوينت املقيد) ص رقم‬

63) The Study of Counterpoint from Johan Joseph FUX'S - Gradus


ad Pamassum - translated and edited by Alfred Mann. The

507
‫فكر وإبداع‬ ‫د‪/‬عبدهللا هاين املص ري‬

‫‪Norton Library N. Y.//Strict counterpoint in Palestrina Style by‬‬


‫‪Alan Bush - London: Joseph Williams Limited.‬‬
‫)‪64‬‬ ‫‪THE STUDY OF FUGE, ALFRED MANN, DOVER‬‬
‫‪PUBLICATION, INC, N. Y.‬‬

‫ص رقم ‪.٥6‬‬

‫‪ )65‬لقاء مع د‪ ٠‬مدحت مراد مينا – ‪.2٠٠4/2/12‬‬

‫‪ )66‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.١4‬‬

‫‪" )67‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.١2‬‬

‫‪" )68‬كتاب البوليفونيا" س‪ .‬س‪ .‬سكربكوف‪ ،‬دار النشر "موزيكا" موسكو ‪( 1١6١‬عن‬

‫الروسية) ص رقم ‪.41‬‬

‫‪- Sposobin I. V. - Muzikalnaya forma - izd. Muzika- 1958 )69‬سباسوبني‬

‫– كتاب "القالب املوسيقي" إصدار (موزيكا) ‪ -‬موسكو ‪-‬الطبعة األوىل ‪_ 1١١٥‬ص‬

‫رقم ‪ 333 - 323‬بتصرف‪.‬‬

‫‪ )75‬كل األشكال املوسيقية مأخوذة ابلكامل‪ .‬من املراجع املستعان هبا يف البحث‪.‬‬

‫‪508‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like