You are on page 1of 40

2020 ‫كانون الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ 1 ‫ المجلد‬46 ‫العدد‬

‫الوصايا العامة التي أوصى بها النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫معاذ بن جبل رضي هللا عنه‬
‫دراسة حديثية تحليلية‬
‫ معال بن مساعد بن عزام الملبي‬.‫د‬
‫أستاذ السنة وعلومها المشارك بجامعة الحدود الشمالية‬
The General Commandments that the Prophet (peace and blessings of Allah be upon him)
Recommended Muadh Ibn Jabal (May Allah be pleased with him)
A Narrative and Analytical Study
najla7070@hotmail.com
Abstract
This research aims at compilation of the general commandments of the Prophet (peace and
blessings of Allah be upon him) to Muaadh (may Allah be pleased with him) as well as the prophetic
narrations talking about these commandments and study of reciting these narrations with discussing
the rules of narrating every narration, the grading of the narration, and the reliability of the narrators
through the inductive and deductive approach. The research includes seven narrations, clarifying the
degree of each narration in terms of acceptance and rejection. It also explains the narrations in which
there is at least one level which only has one narrator in it as well as the general meaning and some
benefits of these seven narrations. The research as well discusses the thirteen commandments included
in these seven narrations; those commandments are related to the right of Allah, the right of parents,
the rights of children, and the rights of the public.
The researcher recommends taking care of these great prophetic commandments by acting upon them
and spreading them among Muslims.
Keywords: commandments, commandment, Muaadh, narrative, analytical.
‫الملخص‬
‫ الوصايا العامة التي أوصى بها النبي صلى للا عليه وسلم معاذ بن جبل رضي للا عنه دراسة‬: ‫عنوان البحث‬
.‫حديثية تحليلية‬
‫ واألحاديث الواردة فيها‬،‫يهدف هذا البحث إلى جمع وصايا النبي صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ رضي للا عنه‬
‫ فحوى سبعة أحاديث تبين من خالله درجة كل‬،‫ من خالل المنهج االستقرائي االستنباطي‬،‫ودراستها رواية ودراية‬
،‫ مع بيان غريبها ومعناها االجمالي وبعض فوائدها والوصايا التي اشتملت عليها‬،‫حديث من حيث القبول والرد‬
‫ منها ما يتعلق بحق للا تعالى؛ ومنها ما هو متعلق بحق الوالدين؛ ومنها ما هو متعلق‬،‫والبالغة ثالث عشرة وصية‬
.‫بحقوق األوالد؛ ومنها ما هو متعلق بحقوق عامة الناس‬
.‫ وذلك بالعمل بها ونشرها بين المسلمين‬،‫ويوصي الباحث بالعناية بتلك الوصايا النبوية العظيمة‬
.‫ تحليلية‬،‫ حديثية‬،‫ معاذ‬،‫ وصية‬،‫ وصايا‬:‫الكلمات المفتاحية‬
‫المقدمة‬
‫ من‬،‫ ومن سيئات أعمالنا‬،‫ ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‬،‫ ونستهديه‬،‫ ونستغفره‬،‫ نحمده ونستعينه‬،‫إن الحمد هلل‬
‫ وأشهد أن محمدا عبده‬،‫ وأشهد أن ال إله إال للا وحده ال شريك له‬،‫ ومن يضلل فال هادي له‬،‫يهده للا فال مضل له‬
‫ أما بعد؛‬.‫ورسوله صلى للا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثي ار‬

82
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫فإن نبينا محمد صلى للا عليه وسلم خير البرية‪ ،‬وأعلم البشرية‪ ،‬وأفصح من تكلم العربية‪ ،‬وأنصح راع لرعية‪،‬‬
‫وقد خصه للا تعالى بخصائص عظيمة‪ ،‬وفضائل جسيمة‪ ،‬منها وحيه الذي به اصطفاه‪ ،‬وجوامع الكلم التي أعطاه‪،‬‬
‫فكان يعبر عن المعنى الكبير الجليل بأخصر لفظ وأوجز عبارة‪ ،‬فما أجمل لفظه وأعظم معناه‪ ،‬وما أبلغ مواعظه‬
‫ووصاياه‪ ،‬التي تنير العقول‪ ،‬وتفتح مغاليق القلوب‪ ،‬وتزكي النفوس‪ ،‬وتهدي إلى سواء الصراط وسبل الرشاد‪ ،‬ولقد‬
‫كان من هديه صلى للا عليه وسلم تعاهد أصحابه رضي للا عنهم بوصايا غاليه ثمينة‪ ،‬بحسب أحوالهم وما تقتضيه‬
‫مصالحهم في دينهم ودنياهم‪ ،‬وألهمية هذه الوصايا وما فيها من الفوائد العظيمة والمسائل الجليلة‪ ،‬وما اشتملت عليه‬
‫ومثُل‪ ،‬تحتاج إليها األمة‪ ،‬بل البشرية عامة‪ ،‬كانت جديرة بالعناية والدراسة‬
‫من أصول وقواعد‪ ،‬وقيم ومبادئ‪ ،‬وأخالق ُ‬
‫لجمع متفرقها واستخراج درر فوائدها‪ ،‬ومعرفة ما يثبت وما ال يثبت منها‪ ،‬ومن ثم تقديمها لألمة وإبرازها لها لتنهل‬
‫من عذب معينها‪ ،‬وتغتذي بصفو رحيقها‪ ،‬وتستضئ بنور ضوؤها‪ .‬فرغبت أن يكون هذا البحث بداية لذلك المشروع‬
‫الكبير الجليل والعمل الفضيل فكان موضوعه وصاياه صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ بن جبل رضي للا عنه‬
‫فهو من أقرب الصحابة رضي للا عنهم إلى رسول للا صلى للا عليه وسلم ومن أحبهم إليه‪ ،‬ووسمته بـ "الوصايا‬
‫فتكون من‬
‫العامة التي أوصى بها النبي صلى للا عليه وسلم معاذ بن جبل رضي للا عنه دراسة حديثية تحليلية"‪َّ .‬‬
‫مقدمة‪ ،‬وفصلين‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وفهرس للمصادر والمراجع‪ ،‬وآخر للمحتويات‪.‬‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره‪:‬‬
‫ِ‬
‫فالموصي هو النبي صلى‬ ‫الموصى ومكانة موضوعه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الموصي وجاللة‬ ‫يكتسب هذا البحث أهميته من شرف‬
‫َ‬
‫الموصى هو صاحبه الجليل‬ ‫للا عليه وسلم أشرف خلق للا أجمعين‪ ،‬وسيد األولين واآلخرين‪ ،‬والصادق األمين‪ ،‬و َ‬
‫رضي للا عنه الذي يحبه ويقربه‪ ،‬وموضوعه الوصية ذات األهمية البالغة والمكانة العالية بصفة عامة‪ ،‬فكيف إذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِم ْن أ َْنُف ِس ُك ْم َع ِز ٌ‬
‫يص َعَل ْي ُك ْم ِباْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين‬ ‫يز َعَل ْيه َما َعنتُّ ْم َح ِر ٌ‬ ‫اء ُك ْم َرُس ٌ‬
‫كانت وصايا َم ْن وصفه للا تعالى بقوله {َلَق ْد َج َ‬
‫يم } [التوبة‪ ،]128 :‬مع عناية هذا البحث بجمع تلك الوصايا بمؤلف واحد بعد أن كانت متفرقة في بطون‬ ‫ِ‬
‫وف َرح ٌ‬
‫َرُء ٌ‬
‫المؤلفات‪ ،‬ودراستها دراية ورواية‪ .‬إضافة لقيام الحاجة لها لعدم وجود دراسة سابقة مماثلة‪ .‬فهذه األهمية مع تلك‬
‫الحاجة لهذا البحث كانت هي السبب في اختياره والعمل على إنجازه‪.‬‬
‫• الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لم أقف بعد البحث على دراسة سابقة جمعت وصايا النبي صلى للا عليه وسلم لمعاذ رضي للا عنه أو لغيره‬
‫من الصحابة رضي للا عنهم وتناولتها بالدراسة الحديثية التحليلية‪ ،‬وإنما وقفت على مؤلفين في وصايا النبي صلى‬
‫للا عليه وسلم‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫األول‪ :‬كتاب "من وصايا النبي صلى للا عليه وسلم "‪ ،‬شرح وتعليق طه عبد للا العفيفي‪ ،‬دار التراث العربي‪-‬‬
‫القاهرة‪1401 -‬ه‪ ،‬في ثالثة مجلدات كبيرة‪ ،‬حوى مائة وصية‪ ،‬يذكر الحديث المشتمل على الوصية ويكتفي بعزوه‬
‫للمصنف الذي أخرجه فقط‪ ،‬ثم يشرحه شرحا طويال جدا‪ ،‬وفي كثير من األحيان يتناول من خالله مسائل ال عالقة‬
‫لها بالوصية الواردة في ذلك الحديث‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫الثاني‪ :‬كتيب بعنوان " خمس وخمسون وصية من وصايا النبي صلى للا عليه وسلم" إصدار القسم العلمي بدار‬
‫القاسم‪ ،‬وهو عبارة عن رسالة مكونة من ‪ 48‬صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬ليس فيها سوى ذكر الحديث المشتمل‬
‫على الوصية وعزوه للمصنف الذي أخرجه فقط‪.‬‬
‫و كال المؤلفين توسعا حتى ذك ار في الوصايا من األوامر والتوجيهات النبوية ما ال ينطبق عليه معنى الوصية‬
‫االصطالحي‪.‬‬
‫وقد تميز عنهما هذا البحث بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االقتصار على األحاديث المنصوص فيها على وصية النبي صلى للا عليه وسلم لمعاذ رضي للا عنه‪ ،‬أو ما‬
‫كانت مشتملة على معنى الوصية‪ ،‬وفق ما سيأتي في معناها االصطالحي‪.‬‬
‫‪ -‬تخريج األحاديث المشتملة على الوصايا‪ ،‬والحكم عليها بعد جمع طرقها ودراسة أسانيدها‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصار على شرح غريب الحديث وبيان معناه االجمالي‪ ،‬والتركيز على أهم ما يمكن استنباطه من فوائده‪ .‬فال‬
‫تطويل ممل كما في الكتاب األول‪ ،‬وال اختصار مخل كما في الكتيب الثاني‪ ،‬مع ما فيهما من نفع وفائدة وما‬
‫بذل فيهما من جهود ال تنكر‪.‬‬
‫• مشكلة البحث‪:‬‬
‫سيجيب البحث عن التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هي وصايا النبي صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ بن جبل رضي للا عنه؟‬
‫‪ .2‬ما هي األحاديث التي اشتملت على تلك الوصايا‪ ،‬وما درجة كل حديث منها؟‬
‫‪ .3‬ما أهم الفوائد المستنبطة منها؟‬
‫• أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬جمع وإبراز وصايا النبي صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ بن جبل رضي للا عنه‪ ،‬واألحاديث المشتملة عليها‬
‫في جزء واحد بعد أن كانت متفرقة في كتب السنة‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة تلك األحاديث دراية ورواية‪.‬‬
‫‪ .3‬ذكر بعض الفوائد التي اشتملت عليها تلك األحاديث‪.‬‬
‫• حدود البحث‪ :‬كتب السنة النبوية‪.‬‬
‫• منهج البحث‪ :‬المنهج االستق ارئي االستنباطي‪ .‬وأما خطوات البحث فهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬استخراج األحاديث النبوية المتعلقة بموضوع البحث من كتب السنة‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصار منها على األحاديث المنصوص فيها على وصية النبي صلى للا عليه وسلم لمعاذ رضي للا عنه‪ ،‬أو‬
‫ما كانت مشتملة على معنى الوصية‪ ،‬وفق ما سيأتي في معناها االصطالحي‪ ،‬ليوافق محتوى البحث عنوانه‪.‬‬
‫المخرج فيها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -‬تخريج الحديث وبيان موضعه من المصنفات‬

‫‪84‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -‬دراسة أسانيد األحاديث‪ ،‬والكالم على َم ْن مس بجرح من رواتها‪ ،‬وذكر ما فيها من علل مؤثرة‪ ،‬ثم الحكم عليها‬
‫بمجموع طرقها‪ ،‬إال ما كان في الصحيحين أو أحدهما فيكفي عن ذلك منزلتهما‪.‬‬
‫‪ -‬شرح غريب الحديث‪ ،‬وتوضيح معناه اإلجمالي‪ ،‬وذكر بعض فوائده‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الوصية ومكانتها‪ ،‬وسيرة مختصرة لمعاذ بن جبل رضي هللا عنه‬
‫المبحث األول‪ :‬الوصية ومكانتها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الوصية لغة‪ ،‬واصطالحا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الوصية (لغة)( )‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪" :‬الواو والصاد والحرف المعتل‪ -‬يعني الياء‪-‬أصل يدل على وصل شيء بشيء‪ ،‬ووصيت‬
‫الشيء‪ :‬وصلته‪ .‬ويقال‪ :‬وطئنا أرضا واصية‪ :‬أي إن نبتها متصل قد امتألت منه‪ .‬ووصيت الليلة باليوم‪ :‬وصلتها‬
‫وذلك في عمل تعمله"‪ .‬قال ذو الرمه‪:‬‬
‫نصى الليل باأليام حتى صالتنا مقاسمة يشتق انصافها السفر‬
‫أي نصل الليل باأليام‪ .‬والوصية من هذا القياس كأنه كالم يوصى أي يوصل من الموصي إلى الموصى‪.‬‬
‫"وصاني العجاج فيما‬
‫ووصاه‪ :‬أي عهد إليه‪ .‬قال رؤبة‪َّ :‬‬
‫وتأتي أيضا بمعنى العهد‪ ،‬يقال‪ :‬أوصى الرجل َّ‬
‫وصني"‪ .‬أراد فيما وصاني فحذف الالم للقافية‪ .‬وقال سعد بن أبي وقاص رضي للا عنه حين خاصم عبد بن زمعة‬
‫َّ‬
‫وصى‪.‬‬ ‫إلي فيه أخي"‪ .‬أي َّ‬ ‫في ابن وليدة زمعة‪" :‬ابن أخي‪ ،‬عهد َّ‬
‫َن اتَُّقوا َّ‬
‫َّللاَ} [النساء‪]131 :‬‬ ‫اب ِم ْن َقْبلِ ُك ْم َوإِي ُ‬
‫َّاك ْم أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين أُوتُوا اْلكتَ َ‬
‫ص ْي َنا الذ َ‬
‫{وَلَق ْد َو َّ‬
‫وتأتي بمعنى األمر قال تعالى‪َ :‬‬
‫أي أمرنا جميع األمم بالتقوى‪.‬‬
‫وهذه المعاني الثالثة أقرب معاني الوصية لموضوع البحث وإال فلها معان أخرى‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الوصية (اصطالحا) ‪:‬‬
‫هي‪ :‬أمر ُ الغير وإرشاده للعمل بأَمر ما‪ ،‬مقرونا بوعظ‪ ،‬أو حال توقع طول مفارقته بنحو موت أو سفر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكانة الوصية وأهميتها‬
‫إن للوصية مكانة عظمى‪ ،‬وأهمية قصوى‪ ،‬وأثر بالغ في توجيه االنسان واستقامة أمر دينه ودنياه‪ ،‬وصالح‬
‫{وَلَق ْد‬
‫وصى للا تعالى عباده بوصايا كثيرة‪ ،‬منها ما هو للناس عامة كما في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫معاشه ومعاده‪ ،‬ولذلك َّ‬
‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه‬ ‫ص ْيَنا ِْ‬
‫اإل ْن َس َ‬ ‫َّللاَ} [النساء‪ ،]131 :‬وقوله تعالى‪َ { :‬وَو َّ‬ ‫َن اتَُّقوا َّ‬ ‫اب ِم ْن َقْبلِ ُك ْم َوِإي ُ‬
‫َّاك ْم أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أُوتُوا اْلكتَ َ‬
‫َّ ِ‬
‫ص ْي َنا الذ َ‬
‫َو َّ‬
‫وصى به الرسل عليهم الصالة والسالم وعامة المؤمنين من بعدهم كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ُح ْسنا} [العنكبوت‪ ،]8 :‬ومنها ما ًّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صى ِب ِه ُنوحا َو َّال ِذي أ َْو َح ْي َنا ِإَل ْي َك َو َما َو َّ‬ ‫ِ‬
‫ين َوَال‬ ‫الد َ‬‫يموا ّ‬ ‫اهيم وموسى و ِعيسى أ ِ‬
‫َن أَق ُ‬‫ص ْي َنا ِبه ِإ ْب َر َ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫ين َما َو َّ‬ ‫ع َل ُك ْم ِم َن ّ‬
‫الد ِ‬ ‫{ش َر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وه ْم ِإَل ْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب} [الشورى‪،]13 :‬‬ ‫اء َوَي ْهدي ِإَل ْيه َم ْن ُين ُ‬
‫َّللاُ َي ْجتَبي إَل ْيه َم ْن َي َش ُ‬ ‫ين َما تَ ْد ُع ُ‬ ‫تَتََف َّرُقوا فيه َكُب َر َعَلى اْل ُم ْش ِرِك َ‬

‫‪ ))1‬ينظر‪ :‬المحكم والمحيط األعظم(‪ ،)394/8‬تفسير القرطبي(‪ ،)408/5‬مقاييس اللغة(‪.)116/6‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المفردات في غريب القرآن (‪ ،)525/1‬والمغرب في ترتيب المعرب (‪ ،)358/2‬مرقاة المفاتيح (‪.)251 /1‬‬

‫‪85‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫{و َج َعَلِني‬ ‫وصى به تعالى بعض رسله عليهم الصالة والسالم كقوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السالم‪َ :‬‬ ‫ومنها ما َّ‬
‫وصى به أمة محمد صلى للا‬ ‫الزَك ِاة َما ُد ْم ُت َحيًّا} [مريم‪ ،]31 :‬ومنها ما ًّ‬ ‫الص َال ِة و َّ‬
‫َ‬ ‫ص ِاني ِب َّ‬ ‫ُم َب َاركا أ َْي َن َما ُك ْن ُت َوأ َْو َ‬
‫ُّك ْم َعَل ْي ُك ْم أ ََّال تُ ْش ِرُكوا ِب ِه َش ْيئا َوبِاْل َوالِ َد ْي ِن ِإ ْح َسانا َوَال تَْقُتُلوا أ َْوَال َد ُك ْم ِم ْن‬
‫عليه وسلم كقوله‪ُ{ :‬ق ْل تَ َعاَل ْوا أ َْت ُل َما َح َّرَم َرب ُ‬
‫النْف َس َّالِتي َح َّرَم َّ‬
‫َّللاُ ِإ َّال ِباْل َح ِّق َذلِ ُك ْم‬ ‫ط َن َوَال تَْقُتُلوا َّ‬ ‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َ‬ ‫اح َش َما َ‬ ‫ِإم َال ٍق َنحن َنرُزُق ُكم وإِيَّاهم وَال تَْقربوا اْلَفو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ْ ْ َ ُْ َ َُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اك ْم ِبه َل َعل ُك ْم تَ ْعقلُو َن} [األنعام‪]151 :‬‬ ‫ِ‬ ‫صُ‬ ‫َو َّ‬
‫وأنبياء للا عليهم الصالة والسالم أيضا كانت لهم وصايا‪ ،‬فهذا نوح عليه السالم يوصي ابنه كما جاء من‬
‫حديث عبد للا بن عمرو رضي للا عنهما أن النبي صلى للا عليه وسلم قال‪" :‬إن نبي للا نوحا صلى للا عليه‬
‫وسلم لما حضرته الوفاة قال البنه‪ :‬إني قاص عليك الوصية‪ ،‬آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين‪ ،‬آمرك بال إله إال للا‪،‬‬
‫فإن السموات السبع واألرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت ال إله اال للا في كفة رجحت بهن ال إله اال للا‪،‬‬
‫ولو أن السموات السبع واألرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن ال إله اال للا‪ ،‬وسبحان للا وبحمده فإنها صالة‬
‫(‪)3‬‬
‫كل شيء وبها يرزق الخلق‪ ،‬وأنهاك عن الشرك والكبر"‪.‬‬
‫وب َيا َبِن َّي ِإ َّن َّ‬ ‫اه ِ ِ‬ ‫وهذه وصية إبراهيم ويعقوب عليهما السالم في قوله تعالى‪{ :‬وو َّ ِ ِ ِ‬
‫َّللاَ‬ ‫يم َبنيه َوَي ْعُق ُ‬
‫صى ب َها إ ْب َر ُ‬ ‫ََ‬
‫ين َف َال تَ ُموتُ َّن ِإ َّال َوأ َْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن} [البقرة‪ .]132 :‬وكذا فقد كان نبينا صلى للا عليه وسلم يوصي‬ ‫ِ‬
‫الد َ‬
‫طَفى َل ُك ُم ّ‬
‫اص َ‬
‫ْ‬
‫وم ْن بعدهم من أمته بما ينفعهم في الدنيا والدين‪ ،‬كما في حديث العرباض بن ساريةرضي‬
‫أصحابه رضي للا عنهم َ‬
‫للا عنه "أوصيكم بتقوى للا‪ ،‬والسمع والطاعة‪...‬الحديث"(‪ ،)4‬أو قد يخص بها أحدا من أصحابه رضي للا عنهم‪،‬‬
‫كما في حديث أبي هريرة رضي للا عنه أن رجال قال‪ :‬يا رسول للا أوصني‪ ،‬قال‪ " :‬ال تغضب"(‪ ،)5‬وأيضا حديث‬
‫أبي هريرة‪" :‬أوصاني خليلي بثالث‪ ،)6( "...‬وغيرها من األحاديث‪ ،‬وما سيأتي أيضا في وصاياه لمعاذ رضي للا‬
‫عنه التي نحن بصددها‪.‬‬
‫وكذا الصالحون من كل أمة سلكوا مسلك الوصية في التوجيه والنصح والتعليم والتأديب‪ ،‬ومن أشهرها وصايا‬
‫ان ِال ْبِن ِه َو ُه َو َي ِع ُ‬
‫ظ ُه َيا ُب َن َّي‬ ‫ال لُْق َم ُ‬
‫{وإِ ْذ َق َ‬
‫لقمان الحكيم البنه التي ذكرها للا تعالى لنا في كتابه العزيز بقوله تعالى‪َ :‬‬
‫يم} [ [لقمان‪ 13 :‬وما بعدها من آيات]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظْل ٌم َعظ ٌ‬ ‫اهللِ ِإ َّن ِّ‬
‫الش ْر َك َل ُ‬ ‫َال تُ ْش ِر ْك ِب َّ‬

‫‪ ))3‬رواه أحمد في المسند (‪ ،)6583()169/2‬والبخاري في األدب المفرد (ص‪ ،)548()192‬كالهما عن سليمان بن حرب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حماد بن زيد‪ ،‬عن‬
‫الصقعب بن زهير‪ ،‬عن زيد بن اسلم‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فذكره‪.‬‬
‫ورواه الطبراني في الدعاء (ص‪ ) 1714()488‬من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم بنحوه‪ .‬وأورده ه الهيثمي في مجمع الزوائد ‪ ،220/4‬وقال‪" :‬‬
‫ورجال أحمد ثقات"‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه أحمد في المسند‪ ،)17183()126/4( ،‬والدارمي في السنن‪ ،)95()57/1( ،‬وأبو داود في السنن (‪ ،)4607()200/4‬والترمذي في الجامع‪،‬‬
‫(‪ )2676()44/5‬جميعهم من طريق خالد بن معدان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي‪ ،‬عن عرباض بن سارية رضي هللا عنه‪ ،‬وهو عند غيرهم‬
‫أيضا‪ .‬وقال أبو عيسى‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب األدب‪ /‬باب الحذر من الغضب(‪.)5765()2267/5‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب التهجد‪ /‬باب صالة الضحى في الحضر(‪.)1124()395/1‬‬

‫‪86‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وكذا العقالء والحكماء في كل زمان ومكان درجوا على استعمال الوصية التي ضمنوها خالصة خبراتهم وما‬
‫تفتقت عنه عقولهم في حكم وعظات كثيرة يضيق هذا المقام عن ذكرها‪.‬‬
‫فاعتناء الشرع بالوصية واتفاق االنبياء والصالحين والعقالء والحكماء على العمل بها يظهر علو مكانتها‪،‬‬
‫ويدل على كبير أهميتها التي تتجلى في أمو منها مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬أنها منهج ومسلك شرعي تربوي في النصح واإلرشاد والتوجيه والتحذير‪.‬‬
‫‪ -‬صدورها غالبا من األعلى واألعلم واألخبر لمن هو دونه‪ ،‬فيحصل له بها الخير العظيم النفع الكثير‪.‬‬
‫‪ -‬ما تتميز به من إيجاز في العبارات وبالغة في االساليب وغزاة في المعاني‪ ،‬أمور تُم ّكن من ضبطها وفهمها‬
‫وتُسهل العمل بها‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور الباعث للموصي على الوصية من الرحمة والشفق والحب والعطف‪ ،‬أو الخوف والحزن‪ ،‬وتوقع الموصي‬
‫الموصى إما بموت أو سفر ونحوه‪ ،‬وما ينتج عن تلك المشاعر من الصدق في الوصية واالخالص‬
‫َ‬ ‫طول مفارقة‬
‫في النصح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سيرة مختصرة لمعاذ بن جبل رضي هللا عنه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اسمه‪ ،‬نسبه‪ ،‬والدته‪ ،‬إسالمه‪ ،‬وفاته‪.‬‬
‫‪ -‬اسمه ونسبه‪:‬‬
‫هو معاذ بن جبل بن َعمرو بن أوس بن عائذ بن َع ِد ّي بن كعب بن َعمرو بن أدى بن علي بن أسد بن‬
‫ساردة بن يزيد بن ُج َشم ابن َع ِد ّي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة‪ ،‬أبو عبد الرحمن‪ ،‬األنصار ّي الخزرجي ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬

‫صاري ‪-‬بفتح األلف وسكون النون وفتح الصاد المهملة وفي آخرها الراء‪-‬نسبة إلى األنصار‪ ،‬وهم جماعة‬
‫واأل َْن َ‬
‫من أهل المدينة من الصحابة من أوالد األوس والخزرج‪ ،‬قيل لهم األنصار‪ :‬لنصرتهم رسول للا صلى للا عليه‬
‫(‪)8‬‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫الخ ْزَرجي‪- :‬بفتح الخاء المعجمة وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الجيم‪ -‬هذه النسبة إلى الخزرج‪ ،‬وهو‬
‫و َ‬
‫بطن من األنصار‪ ،‬وهو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن‬
‫(‪)9‬‬
‫األزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهالن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ‪.‬‬
‫والدته‪:‬‬

‫(‪ )7‬اإلصابة (‪.)136 /6‬‬


‫(‪ )8‬األنساب للسمعاني (‪.)367 /1‬‬
‫(‪ )9‬األنساب للسمعاني (‪.)109 /5‬‬

‫‪87‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫ولد رضي للا عنه قبل البعثة بخمس أو ست سنوات‪ .‬قال الذهبي‪" :‬وروى الواقدي‪ ،‬عن رجاله‪ :‬أن معاذا‬
‫(‪)11‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪،‬‬ ‫بدر وهو ابن إحدى وعشرين سنة"‬
‫‪ ،‬وقال ابن حجر‪" :‬شهد ا‬ ‫شهد بد ار وله عشرون سنة‪ ،‬أو إحدى وعشرون"‬
‫وكانت بدر في السنة الخامسة عشرة من البعثة‪.‬‬
‫إسالمه‪:‬‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ ،‬وشهد العقبة مع السبعين من األنصار‪ ،‬وكان معاذ بن جبل لما‬ ‫قال الذهبي‪" :‬أسلم وله ثمان عشرة سنة"‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫أسلم يكسر أصنام بني سلمة هو وثعلبة بن عنمة وعبد للا بن أنيس رضي للا عنهم‬
‫وفاته‪:‬‬
‫توفي رضي للا عنه سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة في طاعون عمواس‪ ،‬قال ابن األثير‪" :‬وتوفي في طاعون‬
‫(‪)14‬‬
‫‪ .‬وقال ابن حجر‪:‬‬ ‫عمواس سنة ثماني عشرة‪ ،‬وقيل‪ :‬سبع عشرة‪ ،‬واألول أصح‪ ،‬وكان عمره ثمانيا وثالثين سنة"‬
‫أربعا وثالثين سنة‪ ،‬وقيل‬ ‫"كانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة‪ ،‬أو التي بعدها‪ ،‬وهو قول األكثر‪ ،‬وعا‬
‫(‪)15‬‬
‫‪.‬‬ ‫غير ذلك"‬
‫المطلب الثاني‪ :‬فضله ومنزلته من النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أسلم معاذ رضي للا عنه وهو شاب‪ ،‬وبايع الرسول صلى للا عليه وسلم في العقبة الثانية‪ ،‬ولزم النبي صلى‬
‫للا عليه وسلم منذ هجرته الى المدينة‪ ،‬فتلقى عنه شرائع االسالم وأخذ منه القرآن حتى صار من أق أر الصحابة‬
‫رضي للا عنهم لكتاب للا وأعلمهم بشرعه‪ ،‬فهو أحد القالئل الذين حفظوا كتاب للا على عهد رسول للا صلى للا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وروى عنه الكثير من األحاديث‪ .‬وكان زاهد ورعا‪ ،‬فقيها عالما‪ .‬أم ار بالمعروف ناهيا عن المنكر‪.‬‬
‫حريصا على تعليم الناس الدين والفقه‪ .‬وكان مجاهدا شجاعا شهد المشاهد كلها مع النبي صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫ولقد جاءت اآلثار الكثيرة في فضائله رضي للا عنه فمنها‪:‬‬
‫(‪)16‬‬
‫من حديث عبد للا بن عمرو رضي للا عنهما‪ ،‬سمعت رسول للا صلى للا عليه وسلم‬ ‫ما أخرج الشيخان‬
‫يقول‪ " :‬استقرئوا القرآن من أربعة‪ ،‬من عبد للا بن مسعود‪ - ،‬فبدأ به‪ -‬وسالم مولى أبي حذيفة‪ ،‬وأبي بن كعب‪،‬‬
‫ومعاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬ال أدري بدأ بأبي أو بمعاذ "‪.‬‬

‫(‪ )10‬سير أعالم النبالء (‪.)444 /1‬‬


‫(‪ )11‬اإلصابة (‪.)137 /6‬‬
‫(‪ )12‬سير أعالم النبالء (‪)245 /1‬‬
‫(‪ )13‬تاريخ دمشق البن عساكر (‪.)387 /58‬‬
‫(‪ )14‬أسد الغابة (‪.)418 /4‬‬
‫(‪ )15‬اإلصابة (‪.)137 /6‬‬
‫(‪)16‬البخاري(‪ ،)3548()1372/3‬ومسلم(‪.)2464()1914/4‬‬

‫‪88‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وعن أنس بن مالك رضي للا عنه قال‪ :‬قال رسول للا صلى للا عليه وسلم‪ " :‬أرحم أمتي بأمتي أبو‬
‫(‪)17‬‬
‫‪.‬‬ ‫بكر‪...‬وأعلمها بالحالل والحرام معاذ بن جبل‪...‬الحديث"‬
‫ُوروي من مرسل عروة أنه قال‪ " :‬كان رسول للا صلى للا عليه وسلم استخلف معاذ بن جبل رضي للا عنه‬
‫على أهل مكة حين خرج إلى حنين‪ ،‬وأمره رسول للا صلى للا عليه وسلم أن يعلم الناس القرآن‪ ،‬وأن يفقههم في‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدين"‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وقد قال فيه ابن مسعود رضي للا عنه‪ " :‬إن معاذا كان أمة قانتا هلل‪ .‬فقالوا‪ :‬يا أبا عبدالرحمن {إ َّن إ ْب َراه َ‬
‫يم‬
‫ُمة َق ِانتا َِّهللِ} فقال عبدللا‪ :‬هل تدرون ما األمة؟ الذي يعلم الناس الخير‪ ،‬والقانت الذي يطيع للا ورسوله" ‪.‬‬
‫(‪)19‬‬
‫َكا َن أ َّ‬
‫‪20‬‬
‫قال الهيثمي( )‪" :‬رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة "‪.‬‬
‫جاء من حديث معاذ بن جبل رضي للا عنه‬
‫وكان النبي صلى للا عليه وسلم يحب معاذارضي للا عنه‪ ،‬فقد َ‬
‫(‪)21‬‬
‫أن رسول للا صلى للا عليه وسلم أخذ بيده‪ ،‬وقال‪" :‬يا معاذ‪ :‬وللا إني ألحبك‪."...‬‬
‫(‪)22‬‬
‫من حديث معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وكان النبي صلى للا عليه وسلم يردفه خلفه على الدابة‪ ،‬فقد روى مسلم‬
‫كنت ردف النبي صلى للا عليه وسلم ليس بيني وبينه إال مؤخرة الرحل‪."...‬‬
‫(‪)24‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪ -‬من حديث ابن أبي نجيح‪ ،‬قال‪" :‬‬ ‫بإسناد منقطع‪-‬كما قال ابن حجر‬ ‫وروى ابن سعد في الطبقات‬
‫كتب رسول للا صلى للا عليه وسلم إلى أهل اليمن وبعث إليهم معاذا‪ :‬إني قد بعثت عليكم من خير أهلي‪ ،‬والي‬
‫علمهم والي دينهم"‪.‬‬
‫وكان النبي صلى للا عليه وسلم يخصه باإلرشاد والتوجيه والوصية‪ ،‬وكان هو أيضا حريصا على ذلك من‬
‫النبي صلى للا عليه وسلم كما سيأتي في ثنايا هذا البحث‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬وصايا النبي صلى هللا عليه وسلم العامة لمعاذ رضي هللا عنه واألحاديث الواردة فيها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وصيته بطلب العون من هللا تعالى على ذكره وشكره وحسن عبادته في دبر كل صالة‪.‬‬

‫(‪ )17‬رواه أحمد في المسند (‪ ،)12927()184/3‬عن وكيع‪ ،‬عن س يان‪ .‬وابن ماجه في السنن (‪ ،)154()55/1‬والترمذي في الجامع‬
‫(‪ ) 3791()665/5‬كالهما من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد‪ .‬كالهما (س يا ن‪ ،‬وعبد الوهاب )‪ ،‬عن خالد الحذاء‪ ،‬عن أبي قالبة‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالب رضي هللا عنه‪ .‬وقال أبو عيسى‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ .‬ووثق رجاله ابن حجر في الفتح (‪.)126/7‬‬
‫(‪ )18‬المستدرك (‪.)5181()303/3‬‬
‫(‪)19‬مسانيد فراس المكتب (ص ‪.)20()77‬‬
‫‪ ))20‬مجمع الزوائد (‪.)311/9‬‬
‫(‪ )21‬يأتي تخريجه في الحديث األول‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫كتاب اإليمان‪ /‬باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا(‪.)30()58 /1‬‬
‫(‪.)539 /3( )23‬‬
‫(‪ )24‬اإلصابة (‪.)136 /6‬‬

‫‪89‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫ثم قال‪ :‬يا ُمعا ُذ‬


‫أخ َذ بيده ْيوما‪َّ ،‬‬ ‫أن النبي صلى للا عليه وسلم َ‬ ‫الحديث األول‪ :‬عن معاذ بن جبل رضي للا عنه" َّ‬
‫دب ِر كل‬ ‫إني ألُحبُّك‪ .‬فقال له معا ٌذ‪ :‬بأَبي أنت وأُمي يا رسول ِ‬
‫ُوصيك يا ُمعا ُذ الَ َتد َع َّن في ُ‬
‫َ‬ ‫ُّك‪ .‬قال‪ :‬أ‬
‫َّللا وأنا أُحب َ‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫بادِت َك"‪.‬‬ ‫كرك وح ِ ِ‬
‫سن ع َ‬ ‫أعِّنى على ِذ ِ‬
‫كر َك َو ُش ِ َ َ ُ‬
‫صالَ ٍة ان تُقول اللهم ِ‬
‫َ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)25‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا المقرئ‪-‬هو عبد للا بن يزيد‪ ،-‬حدثنا حيوة‪ -‬هو ابن شريح‪ ،-‬قال‪ :‬سمعت عقبة‬ ‫أخرجه أحمد‬
‫بن مسلم التجيبي يقول‪ :‬حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي‪ -‬هو عبد للا بن يزيد المعافري‪ ،-‬عن الصنابحي‪ -‬هو عبد‬
‫الرحمن بن عسيلة بن عسال المرادي ‪ ،-‬عن معاذ رضي للا عنه‪.‬‬
‫(‪)30‬‬ ‫(‪)29‬‬ ‫(‪)28‬‬ ‫(‪)27‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫‪ ،‬بطرق عن عبد‬ ‫‪ ،‬والحاكم‬ ‫‪ ،‬وابن حبان‬ ‫وأخرجه أبو داود ‪ ،‬والنسائي في الكبرى ‪ ،‬وابن خزيمة‬
‫للا بن يزيد المقرئ‪ ،‬به‪.‬‬
‫(‪)32‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫من طريق يحيى بن يعلى‪.‬‬ ‫قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ .‬وابن السني‬ ‫وأخرجه البخاري في األدب المفرد‬
‫كالهما عن حيوة بن شريح‪ ،‬به‪.‬‬
‫(‪)33‬‬
‫‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو عاصم‪ ،‬به‪ ،‬بلفظ‪" :‬فإني أوصيك بكلمات تقولهن في كل صالة‪ " ...‬الحديث‪.‬‬ ‫وأخرجه أحمد‬
‫(‪)34‬‬
‫‪ ،‬أخبرنا يونس بن عبد األعلى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن وهب‪،‬‬ ‫وتابعه على هذا اللفظ ابن وهب‪ ،‬كما عند النسائي‬
‫سمعت حيوة‪ ،‬به‪.‬‬
‫• َم ْن مس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬

‫(‪ )25‬المسند(‪.)22119( )429/36‬‬


‫(‪ )26‬السنن (‪.)1522( )630 /3‬‬
‫(‪)27‬‬
‫(‪.)71 /12‬‬
‫(‪ )28‬الصحيح (‪)751( )391 /1‬‬
‫(‪ )29‬اإلحسان (‪.)2020( )364 /5‬‬
‫(‪ )30‬المستدرك (‪.)1010( )373 /1‬‬
‫(‪)31‬‬
‫(‪)239 /1‬‬
‫(‪ )32‬عمل اليوم والليلة (ص ‪.)163‬‬
‫(‪ )33‬المسند(‪.)22126( )443/36‬‬
‫(‪ )34‬المجتبى (‪ ،)1319( )135 /3‬الكبرى (‪.)288 /3‬‬

‫‪90‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)35‬‬
‫‪ .‬وقال البخاري‪ :‬مضطرب‬ ‫إسناد ابن السني فيه يحيى بن يعلى قد تُكلم فيه؛ قال فيه ابن معين‪ :‬ليس بشيء‬
‫(‪)39‬‬ ‫(‪)38‬‬ ‫(‪)37‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫‪ :‬ضعيف‪ .‬زاد أبو حاتم‪ :‬ليس بالقوي‪ .‬وزاد ابن حجر‪:‬‬ ‫‪ ،‬وابن حجر‬ ‫‪ ،‬والذهبي‬ ‫‪ .‬وقال أبو حاتم‬ ‫الحديث‬
‫شيعي‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫الحديث صحيح‪ .‬صححه الحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ .‬وصححه أيضا النووي وابن حجر‬
‫(‪)40‬‬
‫‪.‬‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫(‪)41‬‬
‫‪.‬‬ ‫َّ‬
‫(تدعن)‪ :‬من الودع‪ ،‬يقال‪ :‬ودع الشيء يدعه ودعا‪ ،‬إذا تركه‬
‫(‪)42‬‬
‫‪.‬‬ ‫(دبر)‪ :‬الدبر هو آخر الشيء وخلفه‬
‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫بدأ النبي صلى للا عليه وسلم بإخبار معاذ بأنه يحبه ‪-‬وهي فضيلة عظيمة‪ -‬ألن ذلك أدعى لتمسكه بوصية‬
‫النبي صلى للا عليه وسلم‪ ،‬التي نهاه فيها عن ترك الدعاء بهذه الكلمات بعد الصالة أو فيها على خالف في‬
‫(‪)43‬‬
‫‪،‬‬ ‫الرواية‪ ،‬الحتمال أن يكون دبر الصالة آخرها قبل الخروج منها‪ ،‬ألن دبر الحيوان منه‪ ،‬وعليه بعض أئمة الحديث‬
‫(‪)44‬‬
‫فالعبد أحوج ما يكون إلى مواله في طلب‬ ‫وبهذا يجمع بين الروايتين‪ .‬وهذه الكلمات عامة لخير الدنيا واآلخرة"‬
‫إعانته على فعل الطاعات‪ .‬والذكر والشكر يكونان بالجنان واللسان واألركان‪ .‬وحسن العبادة هو أصوبها وأخلصها‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫وقال الطيبي‪" :‬ذكر للا مقدمة انشراح الصدر‪ ،‬وشكره وسيلة النعم المستجلبة‪ ،‬وحسن العبادة‬ ‫كما قاله الفضيل‪.‬‬
‫(‪)46‬‬
‫‪.‬‬ ‫المطلوب منه التجرد عما يشغله عن للا تعالى"‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬

‫(‪ )35‬تهذيب التهذيب (‪.)304 /11‬‬


‫(‪ )36‬التاريخ األوسط ‪.)2507( /2‬‬
‫(‪ )37‬الجرح والتعديل (‪.)169 /9‬‬
‫(‪ )38‬الكاشف (‪.)6272‬‬
‫(‪ )39‬تقريب التهذيب (ص‪.)598‬‬
‫(‪ )40‬األذكار (‪.)37 /1‬‬
‫(‪ )41‬النهاية البن األثير (‪.)165 /5‬‬
‫(‪ )42‬مقاييس اللغة (‪.)324 /2‬‬
‫(‪ )43‬ينظر‪ :‬سبل السالم (‪.)197/1‬‬
‫(‪ )44‬المرجع السابق (‪.)200 /1‬‬
‫‪ ))45‬نقله عنه أبو نعيم في الحلية ( ‪.)95/8‬‬
‫(‪ )46‬ذكره عنه القاري في مرقاة المفاتيح (‪.)756 /2‬‬

‫‪91‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -1‬فضل معاذ رضي للا عنه‪ ،‬قال بعضهم‪" :‬لما صحت محبة معاذ للنبي صلى للا عليه وسلم جازاه بأعلى منها‬
‫(‪)47‬‬
‫‪.‬‬ ‫كما هو عادة الكرام"‬
‫(‪)48‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬استحباب قول الرجل لمن ُيحبه‪ :‬إني أحبك‪ ،‬وجواز الحلِف على ذلك‬
‫(‪)49‬‬
‫‪ -3‬استحباب الوصية بالخير ‪.‬‬
‫‪ -4‬المواظبة على الدعاء المذكور في آخر كل صالة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وصيته بعشر أمور‪.‬‬
‫ات‪ ،‬قال‪ :‬الَ‬ ‫عش ِر كلِم ٍ‬
‫َ‬ ‫َّللاِ صلى للا عليه وسلم ِب ْ‬ ‫الحديث الثاني‪ :‬عن معاذ رضي للا عنه‪ ،‬قال‪ " :‬أوصاني رسول ّ‬
‫ومالِ َك‪ ،‬والَ ْتت ُرَك َّن صالَة ْ‬ ‫تخرج من ِ‬ ‫تش ِرك ِباهللِ شيئا وإِ ْن ُقِتْل َت وح ِرْق َت‪ ،‬والَ َّ ِ‬
‫وبة‬
‫مكتُ َ‬ ‫أهل َك َ‬ ‫ْ‬ ‫أن ْ ُ َ‬ ‫اك ْ‬ ‫تعق َّن وال َد ْي َك وإِ ْن َ‬
‫أم َر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ْ ّ ْ‬
‫ِ ٍ‬ ‫خم ار‪َّ ،‬‬ ‫َّللاِ‪ ،‬والَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫تع ِّمدا فَق ْد ِ‬ ‫تع ِّمدا‪َّ ،‬‬
‫اك‬
‫ْس كل فاح َشة‪ ،‬وإَِّي َ‬ ‫فإنه أر ُ‬ ‫تش َرَب َّن ْ‬ ‫برَئ ْت منه ذ ّمةُ ّ‬ ‫وبة ُم َ‬
‫مكتُ َ‬
‫فإن من َتر َك صالَة ْ‬ ‫ُم َ‬
‫اب الناس‬ ‫ط َّللاِ عز وجل‪ ،‬وإِيَّاك واْل ِفرار من ّ ِ‬ ‫فإن ِباْل ِ ِ‬ ‫ص َي َة‪َّ ،‬‬ ‫واْلمع ِ‬
‫أص َ‬ ‫الز ْحف وإِ ْن هَل َك الناس‪ ،‬وإذا َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫سخ ُ ّ‬‫معصَية َح َّل َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّللا "‪.‬‬
‫هم في ّ‬ ‫اك َأدبا‪َ ،‬وأَخْف ْ‬‫عص َ‬
‫هم َ‬ ‫لك‪ ،‬والَ تَرَف ْع َع ْن ْ‬‫ط ْو َ‬
‫عيال َك من َ‬ ‫فق على َ‬ ‫وتان وأ َْن َت في ِه ْم َفا ْث ْ‬
‫بت‪َ ،‬وأ َْن ْ‬ ‫ُم ٌ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)50‬‬
‫‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ -‬هو الحكم بن نافع البهراني‪ ،-‬أخبرنا إسماعيل بن‬ ‫أخرجه أحمد في المسند‬
‫عيا ‪ ،‬عن صفوان بن عمرو ‪ -‬هو ابن هرم السكسكي‪ ،-‬عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي‪ ،‬عن‬
‫معاذ رضي للا عنه‪.‬‬
‫(‪)51‬‬
‫من طريق أسد بن موسى‪،‬‬ ‫وقد جاء الحديث من طريق آخر ببعض لفظه عند الطبراني في المعجم الكبير‬
‫ثنا بقية بن الوليد‪ ،‬عن أبي بكر بن عبد للا بن أبي مريم‪ ،‬حدثني حريث بن عمر الحضرمي‪ ،‬عن معاذ بن جبل‬
‫(‪)52‬‬
‫من‬ ‫أن رسول للا صلى للا عليه وسلم قال له‪" :‬من ترك الصالة متعمدا فقد برئت منه ذمة للا"‪ .‬ثم رواه بعده‬
‫طريق آدم بن أبي إياس‪ ،‬عن بقية بن الوليد‪ ،‬به‪ ،‬دون قوله‪" :‬متعمدا"‪ ،‬وقال‪" :‬الذمة" بدل "ذمة للا"‪ ،‬ووقع في هذا‬
‫اإلسناد‪" :‬حريث بن عمرو" بدل "حريث بن عمر"‪ ،‬ولم أجد من اسمه حريث بن عمر؛ فالظاهر أن "عمر" تصحيف؛‬
‫فإن اإلسناد واحد‪.‬‬
‫• َم ْن مس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬
‫تُكلم فيه‪:‬‬ ‫إسناد أحمد رجاله ثقات‪ ،‬إال أن إسماعيل بن عيا‬

‫(‪ )47‬تطريز رياض الصالحين (‪.)259 /1‬‬


‫(‪ )48‬شرح أبي داود للعيني (‪.)433 /5‬‬
‫(‪ )49‬المرجع السابق نفسه (‪.)433 /5‬‬
‫(‪.)22075()392/36()50‬‬
‫(‪)233( )117 /20( )51‬‬
‫(‪)234( )117 /20()52‬‬

‫‪92‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)54‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫‪.‬وقال أيضا‪ :‬إذا حدث عن الشاميين فحديثه‬ ‫‪ .‬وقال مرة‪" :‬ثقة إذا حدث عن ثقة"‬ ‫قال فيه ابن معين‪ :‬ثقة‬
‫(‪)55‬‬
‫في روايته‬ ‫‪ .‬وقال أحمد بن حنبل‪" :‬إسماعيل بن عيا‬ ‫مستقيم وإذا حدث عن العراقيين والحجازيين خلط ما شئت‬
‫"(‪)56‬‬
‫‪.‬وقال ابن المديني‪" :‬كان‬ ‫عن أهل العراق وأهل الحجاز بعض الشيء وروايته عن أهل الشام كأنه أثبت وأصح‬
‫(‪)57‬‬
‫‪ .‬وقال أبو حاتم‪ " :‬لين‪،‬‬ ‫يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام‪ ،‬فأما ما روى عن غير أهل الشام‪ ،‬ففيه ضعف"‬
‫(‪)58‬‬
‫‪ .‬وقال أبو زرعة‪ " :‬صدوق إال أنه غلط في حديث‬ ‫يكتب حديثه‪ ،‬ال أعلم أحدا كف عنه إال أبو إسحاق الفزاري"‬
‫" (‪)59‬‬
‫‪ .‬وقال الفسوي‪ " :‬تكلم قوم في إسماعيل‪ ،‬وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام وال‬ ‫الحجازيين والعراقيين‬
‫" (‪)60‬‬
‫‪ .‬وقال ابن عدي‪" :‬في الجملة إسماعيل بن‬ ‫يدفعه دافع وأكثر ما تكلموا قالوا‪ :‬يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين‬
‫(‪)61‬‬
‫‪ .‬قال ابن حجر‪" :‬صدوق في روايته عن أهل‬ ‫ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة"‬ ‫عيا‬
‫(‪)62‬‬
‫‪.‬‬ ‫بلده‪ ،‬مخّلِط في غيرهم"‬
‫قلت‪ :‬والراجح في إسماعيل أنه كما قال ابن عدي ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة‪،‬‬
‫وهذا التفصيل هو قول الجمهور‪ ،‬وقد جاء عن ابن مهدي‪ ،‬وابن المديني‪ ،‬وأبي حاتم‪ ،‬تضعيفه تضعيفا مطلقا وهو‬
‫مردود‪.‬‬
‫وشيخه في هذا الحديث‪ ،‬هو صفوان بن عمرو حمصي‪ ،‬فهو بلدي له‪.‬‬
‫"(‪)63‬‬
‫‪ .‬وقال أبو‬ ‫وفي إسناد الطبراني‪ ،‬أبو بكر بن أبي مريم‪ ،‬ضعيف‪ ،‬قال فيه ابن معين‪ " :‬ليس بكل ذاك‬
‫(‪)65‬‬ ‫(‪)64‬‬
‫‪ .‬وقال ابن عدي‪:‬‬ ‫‪.‬وقال النسائي‪" :‬ضعيف"‬ ‫حاتم وأبو زرعة‪ " :‬ضعيف"‪ .‬زاد أبو زرعة‪" :‬منكر الحديث"‬

‫(‪ )53‬تاريخ ابن معين‪ ،‬رواية الدوري (‪.)411 /4‬‬


‫(‪ )54‬معرفة الرجال‪ ،‬رواية ابن محرز (‪.)80 /1‬‬
‫(‪ )55‬تاريخ دمشق (‪.)49 /9‬‬
‫(‪ )56‬الجرح والتعديل (‪.)192 /2‬‬
‫(‪ )57‬تاريخ بغداد (‪.)194 /7‬‬
‫(‪ )58‬الجرح والتعديل (‪.)192 /2‬‬
‫(‪ )59‬الجرح والتعديل (‪.)192 ،191 /2‬‬
‫(‪ )60‬المعرفة والتاريخ (‪.)424 /2‬‬
‫(‪ )61‬الكامل (‪.)99 /2‬‬
‫(‪ )62‬تقريب التهذيب (ص ‪.)109‬‬
‫(‪ )63‬معرفة الرجال البن معين‪ ،‬رواية ابن محرز (‪.)68 /1‬‬
‫(‪ )64‬الجرح والتعديل (‪.)405 /2‬‬
‫(‪ )65‬الضعفاء والمتروكين (‪.)115 /1‬‬

‫‪93‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫"والغالب على حديثه الغرائب‪ ،‬وَق ّل ما يوافقه عليه الثقات‪ ،‬وأحاديثه صالحة‪ ،‬وهو ممن ال يحتج بحديثه ولكن يكتب‬
‫(‪)67‬‬ ‫(‪)66‬‬
‫حديثه" ‪ .‬وقال ابن حجر‪" :‬ضعيف" ‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬حريث بن عمرو لم يذكر فيه أحد جرحا وال تعديال‪ ،‬فهو مستور‪.‬‬
‫• علل الحديث‪:‬‬
‫الطريق األول‪ :‬معل باالنقطاع بين عبد الرحمن بن جبير ومعاذ رضي للا عنه‪ ،‬فلم يذكر أحد ممن ترجموه‬
‫أنه سمع منه‪ ،‬فمعاذ رضي للا عنه مات سنة ثماني عشرة‪ ،‬وبها مات أبو عبيدة بن الجراح رضي للا عنه‪ ،‬وكانت‬
‫وفاة عبد الرحمن بن جبير كما ذكر ابن سعد سنة ثماني عشرة ومئة (‪ ،)68‬فبين وفاتيهما مائة سنة‪ ،‬وقد قال أبو‬
‫زرعة‪ " :‬عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبي عبيدة بن الجراح مرسل"(‪.)69‬‬
‫قلت‪ :‬وكذا تكون روايته عن معاذ رضي للا عنه‪ ،‬قال زين الدين العراقي فيما نقله عنه ابنه‪ " :‬له في مسند‬
‫أحمد عن معاذ بن جبل أوصاني رسول للا صلى للا عليه وسلم بعشر كلمات الحديث‪ ،‬وروايته عنه مرسلة"(‪.)70‬قال‬
‫علي القاري‪" :‬رواه أحمد‪ ،‬وكذا الطبراني في الكبير‪ ،‬وإسناد أحمد صحيح لو سلم من االنقطاع‪ ،‬فإن عبد الرحمن بن‬
‫جبير بن نفير لم يسمع من معاذ" (‪.)71‬‬
‫وللحديث شواهد من حديث أم أيمن‪ ،‬ومن حديث أبي الدرداء‪ ،‬ومن حديث أميمة موالة النبي صلى للا عليه‬
‫وسلم ورضي للا عنهم‪.‬‬
‫فحديث أم أيمن رضي للا عنها رواه أبو مسهر في نسخته(‪ )72‬قال‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز‪ ،‬عن مكحول‪،‬‬
‫عن أم أيمن‪ ،‬قالت‪ :‬أوصى رسول للا صلى للا عليه وعلى آله وسلم بعض أهله‪ ،‬فذكره بنحوه وزاد "ال تنازع األمر‬
‫أهله وإن رأيت أن لك "‪.‬‬
‫ورواه عبد بن حميد في مسنده(‪ ،)73‬والبيهقي في الكبرى(‪ ،)74‬وفي شعب اإليمان(‪ ،)75‬بطرق عن سعيد بن عبد‬
‫العزيز‪ ،‬به‪.‬‬

‫(‪ )66‬الكامل (‪.)465 /2‬‬


‫(‪ )67‬تقريب التهذيب (ص ‪.)623‬‬
‫(‪ )68‬الطبقات الكبير (‪.)458 /9‬‬
‫(‪ )69‬المراسيل (ص‪.)129 :‬‬
‫‪ ))70‬تحفة التحصيل (ص‪.)196‬‬
‫(‪ )71‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (‪.)221/1‬‬
‫‪( ))72‬ص‪.)4( )25‬‬
‫‪( ))73‬ص ‪.)1594()462‬‬
‫‪.)14554()304/7() )74‬‬
‫‪.)7865()188/6( ))75‬‬

‫‪94‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫إال أنه منقطع فيما يظهر بين مكحول وأم أيمن رضي للا عنها‪ ،‬فهو لم يسمع إال من نفر قليل من الصحابة‬
‫رضي للا عنهم مع ما وصف به من كثرة اإلرسال (‪ .)76‬قال أبو حاتم‪ " :‬سمعت أبا مسهر الدمشقي‪ ،‬وسألت هل‬
‫سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى للا عليه وسلم ؟ فقال‪ :‬سمع من أنس"(‪ .)77‬وذكر المزي أنه روى‬
‫عن عائشة أم المؤمنين رضي للا عنها‪ ،‬وقال‪ " :‬يقال‪ :‬مرسل‪ ،‬وأم أيمن كذلك"(‪.)78‬‬
‫وقد توبع عليه مكحول‪ ،‬فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه(‪)79‬من طريق عبيد للا بن عبيد الكالعي‪ ،‬عن‬
‫مكحول وسليمان ابن موسى‪ -‬وهو األشدق ‪ ،-‬عن أم أيمن موالة النبي صلى للا عليه وسلم نحوه‪ .‬إال أنه منقطع‬
‫أيضا فرواية األشدق عن أم أيمن مرسلة‪.‬‬
‫وأما حديث أبي الدرداء فرواه البخاري في األدب المفرد(‪ ،)80‬وابن ماجه في السنن(‪ ،)81‬والبزار في المسند(‪،)82‬‬
‫والمروزي في تعظيم قدر الصالة (‪ ،)83‬جميعهم بطرق عن راشد أبي محمد ‪-‬وهو ابن نجيح الحماني‪ ،-‬عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ،‬عن أم الدرداء رضي للا عنها‪ ،‬عن أبى الدرداء رضي للا عنه‪ ،‬قال‪" :‬أوصاني رسول للا صلى للا‬
‫عليه وسلم بتسع"‪ .‬فذكر نحوه دون الوصية الخامسة والسابعة‪ ،‬وزاد " وال تناز َّ‬
‫عن والة األمر"‪ .‬عند البخاري والمروزي‪،‬‬
‫وببعضه عند ابن ماجه والبزار‪ .‬وإسناده حسن لحال شهر‪ ،‬وأبي محمد الحماني‪.‬‬
‫قال البزار‪ :‬وراشد أبو محمد بصري ليس به بأس قد حدث عنه غير واحد‪ ،‬وشهر بن حوشب قد روى عنه‬
‫الناس وتكلموا فيه واحتملوا حديثه‪.‬‬
‫وأما حديث أميمة رضي للا عنها فرواه ابن أبي عاصم في اآلحاد والمثاني(‪ ،)84‬والمروزي في الصالة(‪،)85‬‬
‫والطبراني في الكبير(‪ ،)86‬بطرق عن يزيد ابن سنان الرهاروي‪ ،‬عن سليم بن عامر الكالعي‪ ،‬عن جبير بن نفير‪،‬‬
‫عن أميمة موالة رسول للا صلى للا عليه وسلم قالت‪ :‬كنت أصب على رسول للا صلى للا عليه وسلم وضوؤه‬
‫فدخل رجل فقال‪ :‬أوصني‪ ،‬فذكرت بعضه‪ .‬وفي إسناده يزيد الرهاروي وهو ضعيف‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫الحديث بالجملة له أصل‪ ،‬ويصل بمجموع شواهده لدرجة الحسن لغيره‪.‬‬

‫‪ ))76‬ينظر‪ :‬جامع التحصيل (ص‪.)285‬‬


‫‪ ))77‬الجرح والتعديل (‪.)407/8‬‬
‫‪ ))78‬تهذيب الكمال (‪.)466/28‬‬
‫‪.)224/62( ))79‬‬
‫‪( ))80‬ص‪.)18()20‬‬
‫‪.)4034()4339/2( ))81‬‬
‫‪.)4148()81/10( ))82‬‬
‫‪)911()884/2( ))83‬‬
‫‪.)3447()215/6( ))84‬‬
‫‪.)912()885/2( ))85‬‬
‫‪.)479()190/24( ))86‬‬

‫‪95‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫َّ‬
‫(تعقن)‪ :‬من عقق‪ ،‬يقال‪ :‬عق والده يعقه عقوقا فهو عاق‪ ،‬إذا آذاه وعصاه وخرج عليه‪ ،‬وهو ضد البر به(‪.)87‬‬
‫(برئت)‪ :‬البراء‪ :‬هو التباعد من الشيء ومزايلته (‪.)88‬‬
‫(ذمة للا)‪ :‬أصل الذمة من ال ِّذمم‪ ،‬بمعنى العهد‪ ،‬واألمان‪ ،‬والضمان‪ ،‬والحرمة‪ ،‬والحق‪.‬‬
‫فقد برئت منه الذمة‪ :‬أي إن لكل أحد من للا عهدا بالحفظ والكالءة‪ ،‬فإذا ألقى بيده إلى التهلكة‪ ،‬أو فعل ما حرم‬
‫عليه‪ ،‬أو خالف ما أمر به برئت منه ذمة للا تعالى (‪.)89‬‬
‫(فاحشة)‪ :‬من الفحش‪ ،‬وهو كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي‪ ،‬وكثي ار ما ترد الفاحشة بمعنى الزنا‪ ،‬وكل‬
‫خصلة قبيحة فهي فاحشة‪ ،‬من األقوال واألفعال (‪.)90‬‬
‫(‪)91‬‬
‫‪.‬‬ ‫(موتان)‪ :‬الموتان‪ ،‬بوزن البطالن‪ :‬الموت الكثير الوقوع‪ ،‬وفيه لغتان‪ :‬سكون الواو‪ ،‬وفتحها مع فتح الميم‬
‫(‪)92‬‬
‫‪.‬‬ ‫ط ْولِك)‪ :‬من الطول‪ ،‬وهو َ‬
‫السعة والغنى‬ ‫(َ‬
‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫في هذا الحديث يوصي النبي صلى للا عليه وسلم معاذا بعشرة أمور من األوامر والنواهي‪ :‬أال يشرك باهلل‬

‫شيئا حتى لو ِّ‬


‫خير بين القتل والحرق وبين الشرك فإنه يختار القتل والحرق‪ ،‬وذلك على تفصيل يأتي‪ ،‬ونهاه عن‬
‫عقوق الوالدين وهو متضمن لألمر بطاعتهما وجعل غاية هذه الطاعة أن يطيعهما حتى لو أمراه أن يخرج من‬
‫زوجته ويكون ذلك بطالقها‪ ،‬أو أن يخرج من ماله بأن طلباه منه أو نحو ذلك‪ ،‬ونهاه عن ترك الصالة عمدا وحذره‬
‫أن تاركها ليس له عند للا عه د باألمان وهذا يقتضي أنه معرض للعذاب‪ ،‬ونهاه عن شرب الخمر‪ ،‬وهي كل ما‬
‫خامر العقل وغيبه وهذا هو سبب كونها رأس كل خطيئة‪ ،‬وحذره من معصية للا تعالى‪ ،‬وذلك ألنها سبب لنزول‬
‫غضب للا على العبد‪ ،‬وحذره من الفرار من الزحف وهو القتال حتى لو هلك من معه‪ ،‬ووجوب عدم الفرار له شرط‬
‫يأتي‪ ،‬وإن أصاب الناس الموت الكثير بالطاعون ونحوه فاثبت‪ ،‬وذلك إن كان في أرض نزل بها‪ ،‬وأمره أن ينفق‬
‫على أوالده من كسبه‪ ،‬وعبر بالطول ليدل على التوسعة عليهم في اإلنفاق إذا كان ذا سعة‪ ،‬وأمره أن يديم إلزام أوالده‬
‫(‪)93‬‬
‫‪.‬‬ ‫باألدب ولو كان ذلك بضربهم‪ ،‬وأن ينذرهم في مخالفة أوامر للا‪ ،‬ونواهيه بالنصيحة والتعليم‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬

‫(‪ )87‬النهاية البن األثير (‪.)276 /3‬‬


‫(‪ )88‬مقاييس اللغة (‪ )236 /1‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )89‬النهاية البن األثير (‪.)168 /2‬‬
‫(‪ )90‬النهاية البن األثير (‪.)415 /3‬‬
‫(‪ )91‬النهاية البن األثير (‪.)370 /4‬‬
‫(‪ )92‬الكليات (ص‪.)587 :‬‬
‫(‪ )93‬ينظر‪ :‬مرقاة المفاتيح (‪.)220 ،219/1‬‬

‫‪96‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ .1‬التحذير من الشرك واألمر بالتمسك بالتوحيد وإن أدى ذلك إلى هالك اإلنسان‪ ،‬ويدخل فيه الشرك بالقلب‪،‬‬
‫(‪)94‬‬
‫‪ ،‬وبدأ به ألنه أعظم الذنوب‪ ،‬فعن ابن مسعود رضي للا عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪" :‬يا رسول‬ ‫وباللسان‪ ،‬و بالجوارح‬
‫(‪)95‬‬
‫‪ .‬والصبر المأمور به هنا باعتبار األكمل من صبر‬ ‫أي الذنب أعظم؟ قال‪ :‬أن تجعل هلل ندا وهو خلقك"‬
‫للا‪ُّ ،‬‬
‫المكره على الكفر على ما هدد به‪ ،‬وهذا فيمن لم يحصل بموته وهن اإلسالم‪ ،‬وإال كعالم وشجاع يحصل بموته‬
‫(‪)96‬‬
‫‪ .‬قال ابن بطال‪ " :‬أجمع العلماء على أن‬ ‫ذلك فاألولى له أن يأتي بما أكره عليه وال يصبر على ما هدد به‬
‫من أكره على الكفر ح تى خشى على نفسه القتل أنه ال إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن باإليمان‪ ،‬وال تبين منه‬
‫‪97‬‬
‫زوجته‪ ،‬وال يحكم عليه بحكم الكفر"( )‪.‬‬
‫‪ .2‬األمر ببر الوالدين وإن أم ار ابنهما أن يخرج من أهله وماله‪ ،‬قال ابن حجر الهيتمي‪ " :‬وهذا شرط للمبالغة‬
‫باعتبار األكمل"(‪.)98‬‬
‫‪ .3‬التحذير من ترك الصالة عمدا‪ ،‬وقيده بالعمد ليخرج الناسي والنائم‪ ،‬والتخويف بأن من فعل ذلك فقد برئت منه‬
‫ذمة للا‪ ،‬يعني أنه ال يبقى له أمن من للا في الدنيا واآلخرة‪ ،‬فهو معرض لعذاب للا‪.‬‬
‫‪ .4‬التحذير من شرب الخمر‪ ،‬وذلك ألنها رأس كل فاحشة‪ ،‬وسبب كونها رأس كل فاحشة وقبيحة أن المانع من‬
‫الفواحش هو العقل‪ ،‬ولذا سمي عقال‪ ،‬ألنه يعقل صاحبه عن القبائح أي يمنعه منها‪ ،‬فبزواله عن اإلنسان يقع‬
‫(‪)99‬‬
‫‪.‬‬ ‫في كل فاحشة عرضت له‬
‫‪ .5‬التحذير من معصية للا‪ ،‬فهي سبب لنزول غضب للا تعالى على العبد‪ ،‬قال ابن القيم‪ " :‬فمما ينبغي أن يعلم‬
‫أن الذنوب والمعاصي تضر‪ ،‬وال بد أن ضررها في القلب كضرر السموم في األبدان على اختالف درجاتها‬
‫(‪)100‬‬
‫‪.‬‬ ‫في الضرر‪ ،‬وهل في الدنيا واآلخرة شر وداء إال سببه الذنوب والمعاصي"‬
‫‪ .6‬التحذير من الفرار من الزحف‪ ،‬وهو يستلزم الثبات عند اللقاء وقد عده النبي صلى للا عليه وسلم في السبع‬
‫َّللاِ‬
‫ض ٍب ِم َن َّ‬ ‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ِ ِِ ٍ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِِ‬
‫اء ِب َغ َ‬
‫{و َم ْن ُي َوّله ْم َي ْو َمئذ ُدُب َرهُ إال ُمتَ َحّرفا لقتَال أ َْو ُمتَ َحّي از إَلى ف َئة َفَق ْد َب َ‬
‫الموبقات‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ير} [االنفال‪ ]16 :‬وذلك مشروط بأال يزيد العدو على المثلين‪ ،‬وأما قوله "وإن هلك‬ ‫َو َمأ َْواهُ َج َهَّن ُم َوبِ ْئ َس اْل َمص ُ‬

‫(‪ )94‬المرجع السابق (‪.)219 /1‬‬


‫(‪ )95‬صحيح البخاري (‪.)6811()164 /8‬‬
‫(‪ )96‬نقله عنه القاري في مرقاة المفاتيح (‪.)219 /1‬‬
‫‪ ))97‬شرح صحيح البخاري ( ‪.)291/8‬‬
‫‪ ))98‬نقله عنه القاري في مرقاة المفاتيح (‪.)220 /1‬‬
‫(‪)99‬مرقاة المفاتيح(‪ .)139 /1‬بتصرف يسير‪.‬‬
‫(‪ )100‬ينظر‪ :‬الداء والدواء (‪.)42 /1‬‬

‫‪97‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫{اآل َن‬
‫الناس" قال ابن حجر الهيتمي‪ " :‬شرط للمبالغة باعتبار األكمل أيضا‪ ،‬وإال فقد علم من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫(‪)101‬‬
‫َّللاُ َع ْن ُك ْم } [األنفال‪ ]66 :‬أن الكفار حيث زادوا على المثلين جاز االنصراف" ‪.‬‬
‫ف َّ‬‫َخَّف َ‬
‫‪ .7‬الثبات عند نزول الهالك والموت الكثير بالناس بالطاعون واألوبئة‪ ،‬ومحل األمرين حيث ال ضرورة إلى الخروج‬
‫(‪)102‬‬
‫‪ .‬قال ابن حجر العسقالني في شرح حديث إذا وقع الطاعون في‬ ‫أو الدخول‪ ،‬وإال فال إثم كما هو الظاهر‬
‫بلد‪ " :‬في الحديث أيضا منع َم ْن وقع الطاعون ببلد هو فيها من الخروج منها وقد اختلف الصحابة في ذلك"‬
‫(‪)103‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلنفاق على األوالد بحسب الوسع والغنى‪ ،‬فمن وسع للا تعالى عليه وأغناه فليوسع على عياله‪ ،‬ومن ُق ِدر عليه‬
‫رزقه فلينفق مما آتاه للا‪.‬‬
‫‪ .9‬تأديب الرجل أوالده ولو بالضرب‪ ،‬ألن منفعة ضرب الولد عائدة إليه‪ ،‬قال اإلمام أحمد‪ " :‬الولد يضرب على‬
‫‪104‬‬
‫)‪ .‬وقال العز بن عبد السالم‪ " :‬ومن أمثلة األفعال المشتملة على المصالح والمفاسد مع رجحان‬ ‫(‬
‫األدب"‬
‫‪105‬‬
‫)‪ .‬ويشترط في الضرب عند‬ ‫(‬
‫مصالحها على مفاسدها ضرب الصبيان على ترك الصالة والصيام وغير ذلك"‬
‫مشروعية اللجوء إليه أن يغلب على الظن تحقيقه للمصلحة المرجوة منه‪ ،‬وأن يكون غير مبرح وال شاق‪ ،‬وأن‬
‫‪106‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫يتوقى فيه الوجه والمواضع المهلكة‬
‫‪ .10‬تخويف اإلنسان اوالده من للا‪ ،‬وإنذارهم من مخالفة أوامره‪ ،‬وهذا يكون بالنصيحة والتعليم‪ ،‬وبالحمل على‬
‫(‪)107‬‬
‫‪.‬‬ ‫مكارم األخالق‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الوصية بتقوى هللا‪ ،‬وإتباع السيئة الحسنة‪ ،‬وبحسن ال ُخُلق‪.‬‬
‫كن َت ‪-‬أو ْأيَن َما‬
‫حيثُ َما ْ‬ ‫الحديث الثالث‪ :‬عن معاذ رضي للا عنه‪ " ،‬أنه قال‪ :‬يا رسول للا أوصني‪ .‬قال‪ :‬اتّ ِق ّ‬
‫َّللاَ ْ‬
‫حس ٍن"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كن َت‪ .-‬قال‪ :‬زدني‪ .‬قال‪ :‬اتبع ِ‬
‫حسَن َة تَ ْم َس ُحها‪ .‬قال‪ :‬زدني‪ .‬قال‪ :‬خال ِق الناس بخُل ٍق َ‬
‫السّي َئ َة اْل َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)108‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا إسماعيل‪-‬وهو ابن علية‪ ،-‬عن ليث‪ -‬وهو ابن أبي سليم‪ ،-‬عن‬ ‫أخرجه أحمد في المسند‬
‫حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن ميمون بن أبي شبيب‪ ،‬عن معاذ رضي للا عنه‪.‬‬

‫(‪)101‬نقله عنه القاري في مرقاة المفاتيح (‪.)220 /1‬‬


‫(‪ )102‬مرقاة المفاتيح (‪.)220 /1‬‬
‫(‪ )103‬فتح الباري (‪.)187 /10‬‬
‫‪ ))104‬نقله عنه ابن مفلح في اآلداب الشرعية (‪.)477/1‬‬
‫‪ ))105‬قواعد األحكام في مصالح األنام( ‪.)102 /1‬‬
‫‪ ))106‬ينظر‪ :‬الموسوعة الفقهية الكويتية (‪.)171/ 45‬‬
‫(‪ )107‬مرقاة المفاتيح (‪.)219 /1‬‬
‫(‪ )108‬المسند (‪.)22059()380/36‬‬

‫‪98‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪109‬‬
‫)‪ ،‬من طريق ابن علية‪ ،‬به‪.‬‬ ‫(‬
‫وأخرجه القطيعي في جزء األلف دينار‬
‫(‪)112‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬
‫‪،‬‬ ‫)‪ ،‬والبيهقي في شعب اإليمان‬ ‫(‬
‫)‪ ،‬من طريق جرير‪ .‬وأخرجه فيه أيضا‬ ‫(‬
‫وأخرجه الطبراني في الكبير‬
‫(‪)113‬‬
‫‪ ،‬من طريق سفيان‪ ،‬عن حبيب بن أبي‬ ‫من طريق الفضيل بن عياض‪ .‬كالهما عن ليث‪ ،‬به‪ .‬وأخرجه الترمذي‬
‫ثابت‪ ،‬به‪ ،‬نحوه‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪114‬‬
‫)‪ ،‬كالهما من طريق األعمش‪ ،‬عن حبيب‬ ‫(‬
‫)‪ ،‬وابن عبد البر في التمهيد‬ ‫(‬
‫وأخرجه الطبراني في الصغير‬
‫بن أبي ثابت‪ ،‬به‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫)‪ ،‬من طريق الفضيل بن عياض‪ ،‬عن ليث واألعمش‪ ،‬به‪.‬‬ ‫(‬
‫وأخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائده‬
‫• َم ْن مس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬
‫(‪)117‬‬
‫في إسناده ليث بن أبي سليم‪ ،‬متفق على ضعفه ‪ .‬قال أحمد‪ " :‬ليث بن أبى سليم مضطرب الحديث‪،‬‬
‫ولكن حدث الناس عنه"‪ .‬وقال ابن معين‪" :‬ليس حديثه بذاك‪ ،‬ضعيف"‪ .‬وقال أبو حاتم وأبو زرعة‪" :‬ليث ال يشتغل‬
‫به‪ ،‬هو مضطرب الحديث"‪ .‬وقال النسائي‪" :‬ليث بن أبي سليم ضعيف"‪ .‬وقال ابن حجر‪" :‬صدوق اختلط جدا ولم‬
‫يتميز حديثه فترك"‪.‬‬
‫إال أنه قد توبع عليه‪ ،‬تابعه سفيان واألعمش‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫• علل الحديث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬االضطراب‪ ،‬فقد أختلف على حبيب بن أبي ثابت في إسناده فمرة روي عنه‪ ،‬عن ميمون من حديث‬
‫معاذ رضي للا عنه كما تقدم‪ ،‬ومرة يروى عنه‪ ،‬عن ميمون‪ ،‬من حديث أبي ذر رضي للا عنه‪ ،‬كما جاء عند أحمد‬
‫‪118‬‬
‫)‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬عن ميمون بن أبي شبيب‪ ،‬عن أبي ذر رضي‬ ‫(‬
‫في المسند‬
‫للا عنه أن النبي صلى للا عليه وسلم قال له‪ " :‬اتق للا حيثما كنت‪ ،‬واتبع السيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الناس‬
‫‪119‬‬
‫)‪ ،‬عن وكيع وعبد الرحمن‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬به‪.‬‬ ‫(‬
‫بخلق حسن"‪ .‬وأخرجه أيضا في المسند‬

‫‪.)75()107/1( ))109‬‬
‫‪.)297()145/20())110‬‬
‫‪.)298()145/20( ))111‬‬
‫(‪.)7660( )380 /10( )112‬‬
‫(‪ )113‬الجامع (‪.)1987( )355/4‬‬
‫‪)350()320/1( ))114‬‬
‫‪.)301()24( ))115‬‬
‫‪.)82/1( ))116‬‬
‫(‪ )117‬ينظر‪ :‬الجرح والتعديل (‪ ،)178 /7‬الضعفاء للنسائي(ص‪ ،)209‬تقريب التهذيب (ص‪.)464‬‬
‫‪.)21354()284/35( ))118‬‬
‫‪ ))119‬المسند (‪.)21403()318/35‬‬

‫‪99‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪121‬‬ ‫‪120‬‬
‫)‪ ،‬والبزار‬ ‫(‬
‫)‪ ،‬عن أبي نعيم‪ -‬وهو الفضل بن دكين‪ .-‬وعند الترمذي في الجامع‬ ‫(‬
‫وعند الدارمي في السنن‬
‫‪123‬‬ ‫‪122‬‬
‫)‪ ،‬من‬ ‫(‬
‫) ‪ ،‬كالهما عن محمد بن بشار‪ ،‬عن عبد الرحمن بن مهدي‪ .‬وعند الحاكم في المستدرك‬ ‫(‬
‫في المسند‬
‫طريق أبي العباس أحمد بن محمد المحبوبي ومحمد بن كثير‪ .‬جميعهم عن سفيان‪ ،‬به‪ .‬وقال وكيع‪" :‬وجدت في‬
‫كتابي عن أبي ذر هو السماع األول"‪ .‬وقال أحمد بعد أن أخرج حديث أبي ذر رضي للا عنه من طريق وكيع وابن‬
‫مهدي‪" :‬وكان حدثنا به وكيع‪ ،‬عن ميمون بن أبي شبيب‪ ،‬عن معاذ‪ .‬ثم رجع"‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫)‪" :‬سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث ميمون بن أبي شبيب عن معاذ أو عن أبي‬ ‫(‬
‫وقال أبو داوود‬
‫ذر أن النبي صلى للا عليه وسلم قال له‪ :‬اتق للا‪.‬؟ قال‪ :‬كان وكيع يرويه عن معاذ ثم جعله عن أبي ذر‪ ،‬ثم ذكر‬
‫أحمد أحاديث لوكيع رجع عنها‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫)‪ ،‬فقال‪" :‬‬ ‫(‬
‫وقال محمود بن غيالن‪" :‬الصحيح حديث أبي ذر"‪ .‬وصوبه ابن عساكر في األربعين األبدال‬
‫والصواب قول الجماعة"‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬االنقطاع فميمون بن أبي شبيب لم يسمع من معاذ وال من أبي ذر رضي للا عنهما‪ ،‬فاإلسناد منقطع‪،‬‬
‫(‪)126‬‬
‫‪.‬‬ ‫قال أبو حاتم‪" :‬ميمون بن أبى شبيب عن معاذ بن جبل مرسل"‬
‫(‪)128‬‬ ‫‪127‬‬
‫‪ ،‬من طريق‬ ‫)‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ .‬والبيهقي في شعب اإليمان‬ ‫(‬
‫ورواه ابن أبي شيبة في المصنف‬
‫أبي سنان‪ -‬وهو سعيد بن سنان‪ .-‬كالهما عن حبيب‪ ،‬عن ميمون‪ ،‬عن النبي صلى للا عليه وسلم‪ .‬قال الدارقطني‬
‫(‪)129‬‬
‫‪ .‬وقال ابن أبي حاتم(‪:)130‬‬ ‫بعد أ ن ذكر الخالف في إرساله وإسناده إلى معاذ‪" :‬وكأن المرسل أشبه بالصواب"‬
‫"سئل أبي عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر متصل؟ فقال‪ :‬ال‪ .‬قيل‪ :‬ميمون بن أبي شبيب عن عائشة متصل؟‬
‫قال‪ :‬ال"‪ .‬وقال عمرو بن علي الفالس فيما نقله عنه المنذزي(‪ " :)131‬كان يحدث عن أصحاب رسول للا صلى للا‬

‫‪.)2791()415/2( ))120‬‬
‫‪.)1987()355/4( ))121‬‬
‫‪.)4022()419/9( ))122‬‬
‫‪.)178()121/1( ))123‬‬
‫‪ ))124‬سؤاالت أبي داود (ص‪.)160‬‬
‫‪( ))125‬ص‪.)73‬‬
‫(‪ )126‬الجرح والتعديل (‪.)1054( )234 /8‬‬
‫‪.)25324()211/5( ))127‬‬
‫(‪.)7662( )380 /10()128‬‬
‫(‪ )129‬العلل (‪.)987( )48 /3‬‬
‫‪ ))130‬المراسيل (‪.)214/1‬‬
‫‪ ))131‬الترغيب والترهيب (‪.)339/3‬‬

‫‪100‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫عليه وسلم وليس عندنا في شيء منه يقول‪ :‬سمعت‪ .‬ولم أخبر أن أحدا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي صلى للا‬
‫عليه وسلم"‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬عنعنة حبيب بن أبي ثابت‪ ،‬وهو مشهور بالتدليس واإلرسال‪.‬‬
‫قال ابن قتيبة(‪ " :)132‬حدثني إسحاق الشهيدي قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عيا ‪ ،‬عن األعمش قال‪ :‬قال لي‬
‫حبيب بن أبي ثابت‪ :‬لو أن رجال حدثني عنك بحديث ما باليت أن أرويه عنك"‪.‬‬
‫وذكره سبط بن العجمي في المدلسين(‪ ،)133‬وابن حجر في المرتبة الثالثة منهم(‪ ،)134‬وقال‪" :‬يكثر التدليس‬
‫وصفه بذلك بن خزيمة والدارقطني وغيرهما"‪.‬‬
‫غير أن لحديث كل من أبي ذر ومعاذ رضي للا عنهما شواهد‪ .‬فقد أخرج أحمد في المسند(‪ ،)135‬وابن زنجويه‬
‫في األموال(‪ ،)136‬كالهما من طريق ابن لهيعة‪ ،‬عن َّ‬
‫دراج‪ -‬وهو ابن سمعان‪ ،-‬عن أبي الهيثم ‪ -‬وهو سليمان بن‬
‫عمرو العتواري‪ ،-‬عن أبي ذر رضي للا عنه أن رسول للا صلى للا عليه وسلم قال‪" :‬ستة أيام ثم اعقل ما يقال‬
‫لك بعد‪ ،‬فلما كان يوم السابع قال‪ :‬أوصيك بتقوى للا في سر أمرك وعالنيته‪ ،‬وإذا أسأت فأحسن‪ ،‬وال تسألن أحدا‬
‫شيئا وإن سقط سوطك‪ ،‬وال تؤذ يتيما‪ ،‬وال تول يتيما‪ ،‬وال تقبض أمانة‪ ،‬وال تقض بين اثنين"‪ .‬وجود إسناده المنذري‬
‫في الترغيب(‪ ،)137‬ووثق رجاله الهيثمي في مجمع الزوائد(‪ .)138‬والصواب أن فيه ابن لهيعة‪ ،‬وهو ضعيف الحديث‬
‫ض ّعف في حديثه عن أبي الهيثم‪.‬‬ ‫دراج ُ‬
‫في غير رواية العبادلة عنه‪ .‬وفيه َّ‬
‫وسيأتي شاهد حديث معاذ رضي للا عنه في الحديثين التاليين‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫الحديث حسن بمجموع شواهده على الوجهين‪ ،‬وقد رواه بهما النووي في عدد من مؤلفاته (‪.)139‬وحسنه بهما‬
‫األلباني في صحيح الترغيب والترهيب(‪.)140‬‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫(اتق)‪ :‬الواو والقاف والياء‪ :‬كلمة واحدة تدل على دفع شيء عن شيء بغيره‪ ،‬ووقيته أقيه وقيا‪ ،‬والوقاية‪ :‬ما يقي‬
‫(‪)141‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشيء‪ .‬واتق للا‪ :‬توقه‪ ،‬أي اجعل بينك وبينه كالوقاية‬

‫‪ ))132‬عيون األخبار(‪.)134/2‬‬
‫‪ ))133‬أسماء المدلسين (ص‪)59‬‬
‫)‪(134‬طبقات المدلسين( ص‪.)37‬‬
‫‪.)21573()452/35( ))135‬‬
‫‪.)2066()1115/1( ))136‬‬
‫‪.)54/4( ))137‬‬
‫‪.)93/3( ))138‬‬
‫‪ ))139‬ينظر‪ :‬بستان العارفين (ص ‪ ،)54‬واألذكار (ص ‪ ،)327‬واألربعين النووية‪.‬‬
‫‪)226 /3( ))140‬‬
‫(‪ )141‬مقاييس اللغة (‪.)131 /6‬‬

‫‪101‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)142‬‬
‫‪.‬‬ ‫(أتبع)‪ :‬وهو التلو والقفو‪ ،‬يقال‪ :‬تبعت فالنا إذا تلوته واتبعته‪ ،‬وأتبعته إذا لحقته‬
‫(‪)144‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومحى الشيء‪ :‬ذهب أثره‬ ‫ٍ‬ ‫(‪)143‬‬
‫شيء يذهب أثره‬ ‫لكل‬
‫(تمحها)‪ :‬من المحو‪ ،‬والمحو ّ‬
‫(خلق)‪ :‬الخلق‪-‬بضم الالم وسكونها‪ :-‬الدين والطبع والسجية‪ ،‬وحقيقته أنه لصورة اإلنسان الباطنة وهي نفسه‬
‫ُ‬
‫الخْلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها‪ ،‬ولهما أوصاف حسنة وقبيحة‪،‬‬
‫وأوصافها ومعانيها المختصة بها‪ ،‬بمنزلة َ‬
‫(‪)145‬‬
‫‪.‬‬ ‫والثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة‬
‫(‪)146‬‬
‫‪.‬‬ ‫(حسن)‪ :‬الحسن ضد القبح‬
‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫طلب معاذ رضي للا عنه من النبي صلى للا عليه وسلم أن يوصيه‪ ،‬فأوصاه أن يتقي للا ‪-‬عز وجل ‪-‬‬
‫والتقوى تكون بفعل أوامر للا تعالى واجتناب نواهي‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬التقوى هي التخلي من كل مذموم‪ ،‬واإلقبال إلى‬
‫(‪)148‬‬ ‫(‪)147‬‬
‫‪ .‬وقال طلق بن حبيب رضي للا عنه في‬ ‫‪ .‬وقيل‪ :‬هي االحتماء عما يضره بفعل ما ينفعه‬ ‫كل محمود‬
‫(‪)149‬‬
‫‪" :‬هي العمل بطاعة للا على نور من للا ترجو ثواب للا‪ ،‬وترك معصية للا على نور من للا تخاف‬ ‫التقوى‬
‫عقاب للا"‪ .‬فإن التقوى أساس الدين وبها يرتقى إلى مراتب اليقين‪ .‬وأوصاه إذا فعل سيئة أن يتبعها بالحسنة يمحو‬
‫‪150‬‬
‫)‪ " :‬لما كان العبد‬ ‫(‬
‫للا بها آثارها من القلب أو من ديوان الحفظة‪ ،‬وذلك ألن المرض يعالج بضده‪ ،‬قال ابن رجب‬
‫مأمو ار بالتقوى في السر والعالنية مع أنه ال بد أن يقع منه أحيانا تفريط في التقوى‪ ،‬إما بترك بعض المأمورات‪ ،‬أو‬
‫بارتكاب بعض المحظورات‪ ،‬فأمره بأن يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أن يتبعها بالحسنة"‪ .‬وزاده بأن يعامل‬
‫(‪)151‬‬
‫‪ " :‬تتبع جميع األخالق الحميدة والخالل الجميلة"‪ .‬وقال ابن‬ ‫الخلق‪ ،‬وهو كما قال الطيبي‬
‫الناس بحسن ُ‬
‫(‪)152‬‬
‫‪" :‬وحسن الخلق من خصال التقوى وال تتم التقوى إال به‪ ،‬وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه فإن كثي ار‬ ‫رجب‬
‫من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق للا دون حقوق عباده فنص له على األمر بإحسان العشرة للناس"‪ .‬وحسن‬

‫(‪ )142‬المرجع السابق (‪.)362 /1‬‬


‫(‪ )143‬العين (‪.)314 /3‬‬
‫(‪ )144‬مقاييس اللغة (‪.)302 /5‬‬
‫(‪ )145‬النهاية البن األثير (‪.)70 /2‬‬
‫(‪ )146‬مقاييس اللغة (‪.)57 /2‬‬
‫‪ ))147‬تفسير السلمي(‪.)80/2‬‬
‫‪ ))148‬فتاوى ابن تيمية (‪.)144/10‬‬
‫‪ ))149‬الزهد البن المبارك (‪.)1343()473/1‬‬
‫‪ ))150‬جامع العلوم والحكم (ص‪.)163‬‬
‫(‪ )151‬فتح الباري البن حجر (‪.)409 /10‬‬
‫)‪(152‬جامع العلوم والحكم (ص‪.)181‬‬

‫‪102‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫الخلق منه ما هو مكتسب ومنه ما هو غريزة‪ ،‬على خالف بين السلف في ذلك‪ ،‬قال القاضي‪" :‬والصحيح أن منه‬
‫"(‪)153‬‬
‫‪.‬‬ ‫ما هو غريزة ومنه ما يكتسب بالتخلق واالقتداء بغيره‪ ،‬وللا أعلم‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ .1‬استحباب طلب النصح من أهل العلم والفضل‪.‬‬
‫‪ .2‬وجوب لزوم التقوى في جميع األحوال وبيان مكانتها‪ ،‬فهي أول ما أوصى به النبي صلى للا عليه وسلم معاذا‬
‫رضي للا عنه‪.‬‬
‫‪ .3‬البدء باألهم ثم المهم في الوصية‪ ،‬وهو نهج نبوي في الوصية وغيرها‪.‬‬
‫‪ .4‬إتباع السيئة بالحسنة وبالغ أثره في محوها ورفعها‪ ،‬وهذا في الصغيرة وكذا الكبيرة على ما شهد به عموم الخبر‬
‫(‪)154‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجرى عليه بعض العلماء‪ ،‬لكن خصه الجمهور بالصغائر‬
‫‪ .5‬شمول وصية النبي صلى للا عليه وسلم لما يجب هلل وما يجب للخلق‪ ،‬فأوصاه أن يعامل للا بالتقوى وأن‬
‫يعامل الناس باألخالق الحسنة‪ ،‬أي يخالطهم ويعاملهم بخلق حسن‪ ،‬وهو تكلف معاشرتهم بالمجاملة في المعاملة‬
‫وغيرها من نحو طالقة وجه‪ ،‬وخفض جانب‪ ،‬وتلطف وإيناس‪ ،‬وبذل ندى‪ ،‬وتحمل أذى‪ ،‬فإن فاعل ذلك يرجي‬
‫(‪)155‬‬
‫له في الدنيا الفالح‪ ،‬وفي االَخرة الفوز بالنجاة والنجاح‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الوصية بعبادة هللا وحده‪ ،‬واإلحسان عند اإلساءة‪ ،‬ولزوم االستقامة وحسن ال ُخُلق‬
‫الحديث الرابع‪ :‬عن عبد للا بن عمرو بن العاص رضي للا عنهما‪ ،‬أن معاذ بن جبل أراد سف ار فقال‪ :‬يا نبي للا‬
‫َّللاِ ِزْدِني‪.‬‬
‫ول َّ‬
‫ال‪َ :‬يا َرُس َ‬
‫َّللاِ ِزْدِني‪َ .‬قال‪ِ :‬إ َذا أَسأْت َفأ ِ‬
‫َحس ْن‪َ .‬ق َ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ :‬يا َنِب َّي َّ‬ ‫ِ‬ ‫اعُب ِد َّ‬
‫َّللاَ ال تُ ْش ِر ْك ِبه َش ْيئا‪َ .‬ق َ‬ ‫أوصني‪ .‬قال‪ْ " :‬‬
‫استَ ِق ْم َوْل َي ْح ُس ْن ُخلُُق َك"‪.‬‬
‫ال‪ْ :‬‬
‫َق َ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)158‬‬ ‫(‪)157‬‬ ‫(‪)156‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وابن حبان في الصحيح‬ ‫‪ ،‬والدوالبي في الكنى واألسماء‬ ‫‪ .6‬أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ‬
‫جميعهم من طريق عبد للا بن وهب‪.‬‬

‫(‪ )153‬نقله عن النووي في شرح صحيح مسلم (‪.)79 /15‬‬


‫(‪ )154‬تحفة األحوذي (‪ )122/6‬بتصرف يسير‪.‬‬
‫(‪ )155‬ينظر‪ :‬تحفة االحوذي (‪.)123 ،122 /6‬‬
‫‪.)304/3( ))156‬‬
‫‪.)629/2( ))157‬‬
‫‪.)524()283/2( ))158‬‬

‫‪103‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)161‬‬ ‫(‪)160‬‬ ‫(‪)159‬‬


‫‪ ،‬والحاكم‬ ‫وفي األوسط‬ ‫‪ ،‬والطبراني في الكبير‬ ‫وأخرجه الخرائطي في المنتقى من مكارم األخالق‬
‫(‪)163‬‬ ‫(‪)162‬‬
‫‪ ،‬من طريق عبد للا بن صالح كاتب الليث‪.‬‬ ‫‪ ،‬والبيهقي في الشعب‬ ‫في المستدرك‬
‫الس َميط سعيد بن أبي سعيد المهري‬
‫كالهما (ابن وهب وعبد للا بن صالح) قال‪ :‬حدثني حرملة بن عمران أن أبا ُّ‬
‫حدثه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد للا بن عمرو بن العاص رضي للا عنهما‪.‬‬
‫وفي سند ابن حبان "عن حرملة بن عمران التجيبي أن سعيد بن أبي سعيد المقبري"‪ .‬وهو غلط‪ ،‬قال الهيثمي‬
‫(‪)164‬‬
‫‪ " :‬قول ابن حبان في سنده المقبري غلط‪ ،‬وليس الراوي لهذا الحديث المقبري‪ ،‬وإنما هو سعيد‬ ‫في مواد الظمآن‬
‫بن أبي سعيد المهري‪ ،‬يكنى أبا السميط‪ ،‬يرويه عن أبيه عن عبد للا بن عمرو"‪.‬‬
‫• من ُم َّس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬
‫مدار إسناده على سعيد بن أبي سعيد المهري‪ ،‬أبو ال ُّس َميط‪ ،‬وهو مجهول الحال‪ ،‬لكن ُحكم الحاكم على‬
‫اإلسناد بالصحة فيه توثيق ضمني له‪ ،‬وقد وثقه أيضا ابن حبان كما سيشير إليه ابن حجر من كونه أخرج حديثه‬
‫في صحيحه‪ ،‬فالظاهر أنه ذكره محتجا به‪ ،‬فإنه لم يذكر في الباب غيره‪.‬‬
‫وفي طريقه األول عبد للا بن صالح‪ ،‬وهو متكلم فيه‪ ،‬قال فيه أحمد‪ " :‬كان أول أمره متماسكا‪ ،‬ثم فسد بأخرة‪،‬‬
‫(‪)166‬‬
‫َّللا بن صالح‪،‬‬
‫‪ .‬وقال ابن المديني‪" :‬ضربت على حديث عبد َّ‬ ‫وليس هو بشيء"(‪ .)165‬وقال النسائي‪ " :‬ليس بثقة "‬
‫(‪)168‬‬ ‫(‪)167‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .‬وقال أبو زرعة‪" :‬لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب‪ ،‬وكان حسن الحديث"‬ ‫وما أروي عنه شيئا"‬
‫إال أنه توبع من عبد للا بن وهب كما تقدم‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫حديث حسن‪ ،‬وقد صححه الحاكم‪ ،‬وقال‪ " :‬هذا حديث صحيح اإلسناد من رواية المصريين ولم يخرجاه"‪.‬‬
‫وحسنه ابن حجر في األمالي المطلقة‪ ،‬وقال‪ " :‬وأبو السميط بمهملتين مصغر قليل الحديث ما روى عنه إال حرملة‬
‫فيما قاله الحاكم أبو أحمد في الكنى‪ ،‬لكن وجدت له راويا غير حرملة‪ ،‬وهو أسامة بن زيد الليثي‪ ،‬وذكره ابن حبان‬

‫‪( ))159‬ص‪.)4()27‬‬
‫‪.)58()39/20( ))160‬‬
‫‪.)8747()318/8( ))161‬‬
‫‪.)179()121/1( ))162‬‬
‫‪)8027()245/6( ))163‬‬
‫‪.)474/1( ))164‬‬
‫(‪ )165‬تاريخ بغداد (‪.)155 /11‬‬
‫(‪ )166‬الضعفاء (ص ‪.)334( )63‬‬
‫(‪ )167‬تاريخ بغداد (‪.)155 /11‬‬
‫(‪ )168‬الجرح والتعديل (‪.)87 /5‬‬

‫‪104‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫في الثقات‪ ،‬وأخرج حديثه هذا في صحيحه من طريق عبد للا بن وهب عن حرملة بن عمران‪ ،‬فظهر أن عبد للا‬
‫‪169‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫بن صالح لم ينفرد به وسلم مما فيه من مقال‪ ،‬وللا أعلم"‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫(استقم)‪ :‬االستقامة‪ :‬االعتدال والصالح‪ .‬يقال‪ :‬استقام له األمر‪ .‬أي اعتدل وصلح‪ .‬وقام الشيء واستقام‪:‬‬
‫(‪)170‬‬
‫اعتدل واستوى‪ .‬والمعنى هنا العمل بطاعة للا ولزوم سنة نبيه صلى للا عليه وسلم‪.‬‬

‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫طلب معاذ رضي للا عنه من النبي صلى للا عليه وسلم أن يوصيه‪ ،‬فأوصاه صلى للا عليه وسلم بأربع‬
‫وصايا تجمع خيري الدنيا واآلخرة‪ :‬أمره أن يعبد للا‪ ،‬كما نهاه عن الشرك باهلل‪ ،‬وهو صرف أي نوع من أنواع العبادة‬
‫لغير للا‪ ،‬ثم أمره أن يتبع اإلساءة باإلحسان؛ ألن الحسنة تمحو السيئة‪ ،‬وتذهب أثرها‪ ،‬كما قال تعالى‪ِ{ :‬إ َّن اْلحسن ِ‬
‫ات‬ ‫َ ََ‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫ي ْذ ِهبن َّ ِ ِ ِ‬
‫ين } [هود‪ ،]114 :‬ثم أمره باالستقامة‪ ،‬ويعني بها االستقامة بطاعة للا تعالى‬ ‫السِّيَئات َذل َك ذ ْك َرى للذاك ِر َ‬ ‫ُ َْ‬
‫واتباع سنة نبيه صلى للا عليه وسلم‪ ،‬ثم أمره بحسن الخلق‪ ،‬وهو كما قال الحسن‪ :‬الكرم والبذلة واالحتمال‪ ،‬وقال‬
‫(‪)171‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشعبي‪ :‬حسن الخلق البلة والعطية والبشر الحسن‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ .1‬وجوب عبادة للا وحده‪ ،‬وعدم الشرك به‪ .‬والعبادة تستلزم كمال الذل بكمال الحب‪ ،‬فال بد أن يكون العابد محبا‬
‫لإلله المعبود كمال الحب‪ ،‬وال بد أن يكون ذليال له كمال الذل‪ ،‬فمن أحب شيئا ولم ِيذل له لم يعبده‪ ،‬ومن‬
‫(‪)172‬‬
‫‪.‬‬ ‫خضع له ولم يحبه لم يعبده‪ ،‬وكمال الحب والذل ال يصلح إال هلل وحده‬
‫‪ .2‬الوصية بأن ُيتبع اإلساءة باإلحسان فإنه يمحوها‪.‬‬
‫‪ .3‬أهمية االستقامة‪ ،‬فبها كمال األمور وتمامها‪ ،‬ومن لم يكن مستقيما في حال سعيه ضاع سعيه وخاب أمله‪،‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إن االستقامة ال يطيقها إال األكابر‪ ،‬ألنها الخروج عن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام‬
‫(‪)173‬‬
‫‪.‬‬ ‫بين يدي للا ‪-‬تعالى ‪-‬على حقيقة الصدق‬
‫‪ .4‬وفي الحديث أيضا الوصية بحسن الخلق‪.‬‬

‫‪( ))169‬ص ‪.)132‬‬


‫(‪ )170‬ينظر‪ :‬لسان العرب(‪.)499/12‬‬
‫(‪ )171‬تحفة األحوذي (‪.)121 /6‬‬
‫(‪)172‬ينظر‪ :‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (‪.)31/6‬‬
‫(‪ )173‬شرح األربعين النووية البن دقيق العيد (ص‪.)81 :‬‬

‫‪105‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬الوصية بإفشاء السالم‪ ،‬وبذل الطعام‪ ،‬والحياء من هللا تعالى‪ ،‬واإلحسان عند اإلساءة‪ ،‬وحسن‬
‫ال ُخُلق‬
‫الحديث الخامس‪ :‬عن معاذ بن جبل رضي للا عنه أن النبي صلى للا عليه وسلم بعثه إلى قوم فقال‪ :‬يا رسول للا‬
‫طعام‪ ،‬واستحي َّللا استحياءك رجال من أَهلك ذا ٍ‬
‫َح ِس ْن‪،‬‬
‫َسأت فأ ْ‬
‫هيبة‪ ،‬وإذا أ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الم‪ ،‬و ْاب ِذل ال ّ َ َ ْ َ‬
‫الس َ‬‫ش ّ‬ ‫أوصني قال‪ " :‬ا ْف ِ‬
‫ط ْع َت"‪.‬‬
‫استَ َ‬ ‫ِ‬
‫قك ما ْ‬ ‫َوْلتُ ْحس ْن ُخلُ َ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)175‬‬ ‫(‪)174‬‬
‫‪ ،‬كالهما من طريق ابن لهيعة‪ ،‬عن أبي‬ ‫‪ ،‬والمروزي في تعظيم قدر الصالة‬ ‫أخرجه البزار في المسند‬
‫الزبير‪- ،‬وهو محمد بن تدرس المكي‪ -‬عن أبي الطفيل‪ -‬وهو عامر بن واثلة ‪ ،-‬عن معاذ بن جبل رضي للا عنه‪.‬‬
‫(‪)176‬‬
‫‪ ،‬وقال‪" :‬‬ ‫وقال البزار‪" :‬هذا الحديث ال نعلمه يروى بهذا اللفظ إال عن معاذ"‪ .‬وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد‬
‫فيه ابن لهيعة وفيه لين وبقية رجاله ثقات"‪.‬‬
‫• من ُم َّس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬
‫مدار إسناده على ابن لهيعة وهو ضعيف‪ ،‬ومدلس‪.‬‬
‫• علل الحديث‪:‬‬
‫فيه ضعف ابن لهيعة ‪ ،‬وعنعنته وهو مدلس‪ ،‬وفيه عنعنة أبي الزبير‪ ،‬وهو مختلف في ثبوت التدليس عنه‪،‬‬
‫والذي يظهر أنه من أهل المرتبة األولى أو الثانية‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫إسناده ضعيف لحال ابن لهيعة‪ ،‬ولبعضه شواهد تقدمت‪.‬‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫)‬
‫(أفش) الفشو الظهور واالنتشار‪ ،‬وإفشاء السالم إظهاره ونشره‪177(.‬‬
‫)‬
‫(ابذل) البذل نقيض المنع‪ ،‬وب َذل الشيء أعطاه مختا ار طيب النفس به‪178(.‬‬
‫َ‬
‫)‬
‫(هيبة) الهيبة‪ :‬اإلجالل والمهابة‪ ،‬وهاب الشيء يهابه‪ :‬إذا خافه‪ ،‬وإذا وقره وعظمه‪179(.‬‬
‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬

‫)‪)2642( )89/7)(174‬‬
‫‪)85()827/2( ))175‬‬
‫‪.)23/8( )) 176‬‬
‫‪ ))177‬تفسير غريب ما في الصحيحين(‪.)207/1‬‬
‫‪ ))178‬ينظر‪ :‬العين ) ‪.)187/8‬‬
‫‪ ))179‬العين(‪ ،)98/4‬والنهاية في غريب األثر(‪.)285/5‬‬

‫‪106‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫حينما أرد معاذ رضي للا عنه الذهاب إلى القوم الذين بعثه إليهم النبي صلى للا عليه وسلم طلب منه صلى‬
‫للا عليه وسلم أن يوصيه‪ ،‬فأوصاه بإفشاء السالم‪ ،‬وذلك بإظهاره برفع الصوت‪ ،‬والسالم على كل من لقيه وإن لم‬
‫يعرفه‪ -‬وهذا عام مخصوص بغير الكفار‪ ،-‬وأوصاه أيضا ببذل الطعام للخاص والعام من كل محترم بحسب وسعه‪،‬‬
‫وأوصاه بعظيم الحياء من للا تعالى‪ ،‬بأن يستحيي من للا تعالى كما يستحيي من الرجل ذي اإلجالل والتوقير‬
‫والتعظيم من عشيرته‪ ،‬وأمره بحسن الخلق‪ ،‬وقرنه بالم األمر دون ما قبله ألنه اساس الكل وجماع الجميع‪ ،‬وإذا أساء‬
‫)‬
‫بقول أو فعل أمره أن يتبعه باإلحسان‪ ،‬وختم باألمر باإلحسان ألنه اللفظ الجامع الكلي‪180(.‬‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ .1‬استحباب إفشاء السالم وإظهاره برفع الصوت‪ ،‬وإلقاءه على كل من لقيه وإن لم يعرفه‪ ،‬فإن ذلك مما يوجب الود‪،‬‬
‫ويرفع التشاحن‪.‬‬
‫‪ .2‬الحث على إطعام الطعام وبذله بطيب نفس بأي صورة من صور اإلطعام الكثيرة‪.‬‬
‫‪ .3‬الحث على شدة الحياء من للا تعالى خوفا منه وإجالال وتعظيما له سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫الخُلق‪ ،‬فهو اساس كل خير وجماع مكارم األخالق ومحاسنها‪.‬‬ ‫‪ .4‬األمر بحسن ُ‬
‫‪ .5‬األمر بإتباع اإلساءة باإلحسان‪ ،‬سواء كانت اإلساءة إلى الخلق أو بفعل السيئات من الذنوب والمعاصي‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الوصية بلزوم مرتبة اإلحسان‪ ،‬والتهيئ للموت‪ ،‬واإلكثار من ذكر هللا تعالى وعمل الحسنة‬
‫بجوار السيئة‪.‬‬
‫َّللاَ كأََّن َك َتراهُ‪ ،‬و ْ‬
‫اع ُد ْد‬ ‫الحديث السادس ‪ :‬عن معاذ رضي للا عنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول للا أوصني‪ .‬فقال‪ " :‬أعبد ّ‬
‫فاعم ْل ِب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫السُّر‬‫حسَنة‪ّ ،‬‬ ‫جنب َها َ‬ ‫شج ٍر‪ ،‬وإذا عمْل َت ِّ‬
‫سي َئة ْ َ‬
‫حج ٍر ِ‬
‫وع ْن َد كل َ‬ ‫عن َد كل َ‬
‫َّللاَ عز وجل ْ‬ ‫موتَى‪ ،‬وا ْذ ُك ِر ّ‬‫من اْل ْ‬
‫نْف َس َك َ‬
‫سان ِه‪.‬‬
‫ف ِل ِ‬ ‫أخِبرك ِبأمَل ِك الناس من ذلك؟ قلت‪ :‬بَلى يا رسول َّللاِ‪ .‬فأَخ َذ ِبطر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ثم قال‪ :‬أال ْ ُ َ ْ‬ ‫عالنَي ِة‪َّ ،‬‬
‫الني ُة ِباْل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالس ِّر واْل َع َ‬
‫ّ‬
‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫فقلت‪ :‬يا رسول ِ‬
‫اخ ِرِه ْم في ّ‬
‫الن ِار‬ ‫يك ُّب الناس على َ‬ ‫وه ْل ُ‬‫َّللا !‪-‬كأََّن ُه يتَ َه َاو ُن به‪ -‬فقال النبي صلى للا عليه وسلم‪َ :‬‬
‫ُ َ ّ‬
‫سان ِه"‪.‬‬
‫ف لِ ِ‬ ‫إال هذا‪ .‬وأَخ َذ ِبطر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫أخرجه ابن السري في الزهد(‪ ،)181‬عن عبدة ‪-‬وهو ابن سليمان‪ .-‬والشاشي في المسند(‪ ،)182‬عن عيسى بن‬
‫أحمد‪ ،‬عن يزيد‪ -‬وهو ابن هارون‪ .-‬والطبراني في الكبير (‪ ،)183‬من طريق عبد العزيز بن محمد‪.‬‬
‫ثالثتهم عن محمد بن عمرو‪ ،‬ثنا أبو سلمة ‪-‬وهو ابن عبد الرحمن بن عوف‪ -‬قال‪ :‬قال معاذ بن جبل‪ .‬فذكره‪.‬‬

‫‪))180‬ينظر‪ :‬التيسير بشرح الجامع الصغير (‪.)179/1‬‬


‫(‪.)531 /2( )181‬‬
‫(‪.)294 /3( )182‬‬
‫(‪.)374()175 /20( )183‬‬

‫‪107‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وأخرجه علي بن حجر في أحاديثه عن إسماعيل بن جعفر(‪ ،)184‬قال‪ :‬ثنا إسماعيل‪ ،‬ثنا شريك ‪ -‬هو ابن‬
‫عبد للا بن أبي نمير‪ ،-‬عن عطاء‪ -‬وهو ابن يسار‪ -‬أن رسول للا صلى للا عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال‬
‫له معاذ‪ :‬أوصني يا رسول للا‪ ،‬قال‪ " :‬عليك بتقوى للا ما استطعت‪ ،‬واذكر للا عند كل شجر وحجر‪ ،‬وإذا عملت‬
‫سوءا فأحدث له توبة‪ ،‬السر بالسر والعالنية بالعالنية"‪.‬‬
‫وأخرجه أحمد في الزهد (‪ ،)185‬حدثنا عبد الرحمن‪ ،‬حدثنا زهير‪ -‬وهو ابن محمد التميمي‪ ،-‬عن شريك بن‬
‫عبد للا‪ ،‬به‪ .‬والطبراني في الكبير(‪ ،)186‬من طريق عبد العزيز بن محمد‪ ،‬عن شريك‪ ،‬به‪.‬‬
‫• َم ْن مس بجرح من رجال اإلسناد‪:‬‬
‫في طريقه األول‪ :‬عبد العزيز بن محمد الدراوردي‪ ،‬أبو محمد‪ .‬صدوق له أوهام‪ ،‬ضعيف في حديث عبيد للا‬
‫(‪)187‬‬
‫‪ .‬وقال‬ ‫بن عمر‪ .‬قال أبو زرعة‪" :‬عبد العزيز الدراوردي سيئ الحفظ‪ ،‬فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ"‬
‫(‪)188‬‬
‫‪.‬‬ ‫ابن حبان‪ " :‬كان يخطئ"‬
‫وقال النسائي‪ " :‬ليس بالقوي"‪ .‬وقال في موضع آخر‪" :‬ليس به بأس‪ ،‬وحديثه عن عبيد للا بن عمر منكر"(‪.)189‬‬
‫"‬
‫ورجح الذهبي أنه صدوق (‪.)190‬وقال ابن حجر‪ " :‬صدوق له أوهام (‪.)191‬‬
‫• علل األحاديث‪:‬‬
‫االنقطاع بين أبي سلمة ومعاذ رضي للا عنه فإن أبا سلمة لم يدرك معاذا رضي للا عنه‪ .‬قال المنذري في‬
‫الترغيب(‪ " :)192‬رواه الطبراني بإسناد جيد ورواته ثقات‪ ،‬وأبو سلمة لم يدرك معاذا"‪ .‬وقال الهيثمي في المجمع(‪:)193‬‬
‫"رواه الطبراني‪ ،‬وأبو سلمة لم يدرك معاذا ورجاله ثقات"‪.‬‬
‫واالرسال في طريقه الثاني‪ ،‬فقد أرسله عطاء بن يسار عن النبي صلى للا عليه وسلم‪.‬‬
‫• الحكم على الحديث‪:‬‬
‫ال يصح من وصية النبي لمعاذ رضي للا عنه إال مرسال‪ .‬وإال فالحديث له شواهد متفرقة‪.‬‬
‫غير أن المناوي في فيض القدير(‪ )194‬قال‪ " :‬وقد رمز المصنف لحسنه" يعني السيوطي في الجامع الصغير‪.‬‬

‫‪( ))184‬ص‪.)401‬‬
‫‪( ))185‬ص‪)25‬‬
‫(‪.)331()159 /20( )186‬‬
‫(‪ )187‬الجرح والتعديل (‪.)395 /5‬‬
‫(‪ )188‬الثقات (‪.)9255( )116 /7‬‬
‫(‪ )189‬تهذيب التهذيب (‪.)354 /6‬‬
‫(‪ )190‬من تكلم يه وهو موثق (ص ‪.)460‬‬
‫(‪ )191‬التقريب (ص‪.)499‬‬
‫‪)53/4( ))192‬‬
‫‪.)218/4( ))193‬‬
‫‪.)703/1( ))194‬‬

‫‪108‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫وأورده األلباني في السلسلة الصحيحة (‪ ،)195‬وذكر قول المناوي هذا‪ ،‬وقال‪ :‬قلت‪" :‬وهو حري بذلك‪ ،‬فإن له شواهد‬
‫متفرقة في أحاديث عدة"‪.‬‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬
‫(اعدد)‪ :‬من اإلعداد الذي هو تهيئة الشيء (‪.)196‬‬
‫(أملك)‪ :‬على وزن أفعل‪ ،‬وهو هنا يدل على التمكين (‪.)197‬‬
‫(يكب)‪ :‬كببت َّ‬
‫الشيء أكبه كبا ِإذا قلبته (‪.)198‬‬
‫ْ‬
‫(مناخرهم)‪ :‬المنخران‪ :‬ثقبا األنف (‪.)199‬‬
‫• المعنى االجمالي‪:‬‬
‫طلب معاذ من النبي صلى للا عليه وسلم أن يوصيه‪ ،‬فأصاه أن يعبد للا تعالى كأنه يراه‪ ،‬وهي منزلة اإلحسان‬
‫كما في حديث جبريل عليه السالم‪ ،‬وأن يهيئ نفسه للموت بأن يعمل له‪ ،‬وأن يذكر للا تعالى عند كل حجر وشجر‪،‬‬
‫وهو كناية عن كثرة ذكر للا‪ ،‬وإذا عمل سيئة يعمل بجوارها حسنة فإذا كانت السيئة في السر عمل الحسنة في السر‬
‫وإذا كانت السيئة في العالنية أمام الناس فإنه يعمل الحسنة بالعالنية‪ ،‬ثم أخبره أن أقدر الناس على هذه األعمال‬
‫هو من يملك لسانه‪ ،‬وأوضح له عقوبة من اطلق العنان للسان وتساهل واستهان في الكالم‪.‬‬

‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬


‫‪ .1‬أن اإلحسان أفضل مراتب الدين وأعالها‪ ،‬ولذا أوصى به النبي صلى للا عليه وسلم حال الوصية بعبادة للا‬
‫تعا لى‪ ،‬وهو ال يحصل لعموم المؤمنين‪ ،‬ومن هنا قال بعضهم‪ :‬ما سبقكم أبو بكر رضي للا عنه بكثرة صوم‬
‫وال صالة‪ ،‬ولكن بشيء وقر في صدره‪ .‬وسئل ابن عمر رضي للا عنهما‪ :‬هل كانت الصحابة يضحكون؟‬
‫(‪)200‬‬
‫‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬نعم واإليمان في قلوبهم أمثال الجبال‬
‫‪ .2‬ضرورة االستعداد للموت والتهيئ له‪ ،‬ألنه قد يأتي بغتة فال أحد يعلم متى يموت‪ ،‬وليكن المرء كما قال ابن‬
‫عمر رضي للا عنهما‪" :‬إذا أمسيت فال تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فال تنتظر المساء‪ ،‬وخذ من صحتك‬
‫(‪)201‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك"‬

‫‪)1475()462/3( ))195‬‬
‫(‪ )196‬مقاييس اللغة (‪.)29 /4‬‬
‫(‪ )197‬شذا العرف (ص‪.)29‬‬
‫(‪ )198‬الجمهرة البن دريد (‪.)75 /1‬‬
‫(‪ )199‬النهاية البن األثير (‪.)32 /5‬‬
‫(‪ )200‬جامع العلوم والحكم (‪.)114 /1‬‬
‫(‪ )201‬صحيح البخاري (‪.)6416( )89 /8‬‬

‫‪109‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ .3‬اإلكثار من ذكر للا تعالى في جميع األح وال‪ ،‬وقد حث للا تعالى عباده على اإلكثار من ذكره‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫َّللاَ َكِث ا‬
‫ير َل َعَّل ُك ْم تُْفلِ ُحو َن} [الجمعة‪ ]10 :‬لما له من أثر بالغ في صالح القلب الذي بصالحه صالح‬ ‫{وا ْذ ُك ُروا َّ‬
‫َ‬
‫الجسد كله‪ ،‬قال ابن القيم‪" :‬وال ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما وجالؤه بالذكر‪ ،‬فإنه‬
‫يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء‪ ،‬فإذا تُرك صدئ‪ ،‬وصدأ القلب بأمرين‪ :‬بالغفلة والذنب‪ ،‬وجالؤه بشيئين‬
‫(‪)202‬‬
‫‪.‬‬ ‫باالستغفار والذكر‬
‫‪ .4‬المداومة على عمل الحسنة بجوار السيئة لبالغ أثرها في محوها كما تقدم في قوله صلى للا عليه وسلم "أتبع‬
‫السيئة الحسنة تمحها" وقوله "إذا أسأت فأحسن"‪.‬‬
‫‪ .5‬خطر التساهل في الكالم وشنيع حصائد اللسان وأنها في دخول النار‪ ،‬وذلك لكثرة مفاسد الكالم التي يصعب‬
‫إحصاؤها‪ ،‬وال سبيل للسالمة منها إال بقلة الكالم وضبط اللسان‪ ،‬فإن من كثر كالمه كثر سقطه‪ ،‬ومن كثر‬
‫(‪)203‬‬
‫خير محققا‬
‫‪ " :‬إذا أراد اإلنسان أن يتكلم‪ ،‬فإن كان ما يتكلم به ا‬ ‫سقطه كثرت ذنوبه‪ ،‬قال ابن دقيق العيد‬
‫يثاب عليه فليتكلم‪ ،‬وإال فليمسك عن الكالم‪ ،‬سواء ظهر أنه حرام أو مكروه أو مباح‪ ،‬فعلى هذا يكون الكالم‬
‫مأمور بتركه مندوبا إلى اإلمساك عنه مخافة أن ينجر إلى المحرم أو المكروه‪ ،‬وقد يقع ذلك كثي ار‪ ،‬قال‬ ‫ا‬ ‫المباح‬
‫ٍ َّ ِ‬
‫يب َعِت ٌ‬
‫يد} [ق‪."]18 :‬‬ ‫للا تعالى‪{ :‬ما يْل ِف ُ ِ‬
‫ظ م ْن َق ْول ِإال َل َد ْيه َرِق ٌ‬ ‫َ َ‬
‫أم الناس في الصالة‬ ‫المبحث السابع‪ :‬وصيته بالتخ يف إذا َّ‬
‫‪204‬‬
‫الحديث السابع‪ :‬عن جابر بن عبد للا األنصاري رضي للا عنه‪ ،‬قال‪" :‬أ ْقبل رجل( ) ِ‬
‫َبناض َح ْي ِن وقد َ‬
‫جن َح الّلْي ُل‪،‬‬ ‫ََ ٌُ‬
‫نال‬ ‫وبَل َغ ُه َّ‬ ‫النس ِ‬ ‫ِ‬ ‫فواَفق معاذا يصّلي‪ ،‬فتَرك ناضحه وأَ ْقبل إلى م ٍ‬
‫عاذ‪ ،‬فَق َأَر بس َ ِ‬
‫أن ُمعاذا َ‬ ‫الر ُج ُل‪َ ،‬‬
‫طَل َق ّ‬
‫فان َ‬
‫اء‪ْ ،‬‬ ‫ورة اْلبَق َرة أو ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َُ ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ان أنت‪ -‬أو‬ ‫فش َكا إليه ُمعاذا‪ ،‬فقال النبي صلى للا عليه وسلم‪ :‬يا ُمعا ُذ أَفتَّ ٌ‬ ‫منه‪ ،‬فأَتَى النبي صلى للا عليه وسلم َ‬
‫الكِب ُير‬ ‫ِ‬ ‫س وضحاها‪ ،‬و َّ‬
‫اللْي ِل إذا ْ‬ ‫ثال َث مرار‪ ،-‬فَلوَال َّ‬
‫صل ْي َت بـسبح اسم َرّب َك‪ ،‬و َّ‬
‫اء َك َ‬
‫ور َ‬
‫يغ َشى‪ ،‬فإنه ُيصّلي َ‬ ‫الش ْم ِ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فاتن‪َ -‬‬
‫اج ِة"‪,‬‬
‫الح َ‬
‫يف وُذو َ‬
‫و َّ ِ‬
‫الضع ُ‬
‫• التخريج‪:‬‬
‫(‪)206‬‬ ‫(‪)205‬‬
‫من طريق عمرو بن دينار‪.‬‬ ‫‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬من طريق محارب بن دثار‪ .‬ومسلم‬ ‫أخرجه البخاري‬
‫كالهما عن جابر رضي للا عنه‪ ،‬به‪.‬‬
‫• غريب الحديث‪:‬‬

‫(‪ )202‬الوابل الصيب (ص‪.)60‬‬


‫(‪ )203‬شرح األربعين البن دقيق (ص‪.)68‬‬
‫‪ ))204‬اختلف يه فقيل‪ :‬إنه حزم بن أبي بن كعب ابن أبي القين‪ ،.‬وقيل‪ :‬اسمه حرام‪ .‬وقيل أسمه‪ :‬سليم‪ ،‬من بني سلمة‪ .‬ينظر‪ :‬غوامض األسماء‬
‫المبهمة ‪ ،316/5‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )205‬الصحيح‪ ،‬كتاب األذان‪ /‬باب من شكا إمامه إذا طول ‪.)673( 249/1‬‬
‫(‪ )206‬الصحيح‪ ،‬كتاب الصالة ‪ /‬باب القراءة في العشاء ‪.)465( 339/1‬‬

‫‪110‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫(‪)207‬‬
‫‪.‬‬ ‫(ناضح)‪ :‬النواضح‪ :‬اإلبل التي يستقى عليها‪ ،‬واحدها‪ :‬ناضح‬
‫‪209‬‬ ‫(‪)208‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫‪ .‬فقال‪ :‬إنه منافق‬ ‫(نال منه)‪ :‬أي وقع فيه‬
‫(‪)210‬‬
‫‪.‬‬ ‫(أفتّان)‪ :‬فتان‪ :‬من أبنية المبالغة في الفتنة‪ ،‬وهو الذي يضل الناس عن الحق‬
‫(‪)211‬‬
‫‪.‬‬ ‫(لوال)‪ :‬تكون بمعنى هال‪ ،‬وذلك إذا رأيتها بغير جواب كما هنا‪ ،‬تقول لوال فعلت كذا‬
‫• المعنى اإلجمالي‪:‬‬
‫كان معاذ يصلى مع النبي صلى للا عليه وسلم العشاء مأموما‪ ،‬ثم يرجع إلى قومه فيصليها بهم إماما‪ ،‬فصلى‬
‫بهم يوما فجاء رجل ومعه بعيرين مما يستعمالن في سقي الزرع والثمار‪ ،‬فتركهما ودخل في الصالة مع معاذ رضي‬
‫للا عنه‪ ،‬فافتتح معاذ الصالة بسورة البقرة أو النساء فترك الرجل االقتداء به وأتم لنفسه‪ ،‬وفي رواية أنه سلم من‬
‫الرجل‪ ،‬فشكا‬
‫َ‬ ‫الصالة ثم صلى لنفسه‪ ،‬فوقع فيه معاذ بأن قال‪ :‬إنه منافق‪ ،‬كما ُفسر في غير هذه الرواية‪ ،‬فبلغ ذلك‬
‫معاذا للنبي صلى للا عليه وسلم‪ ،‬فقال له النبي صلى للا عليه وسلم‪ :‬أفتان أنت‪ ،‬يعني‪ :‬أتريد أن تضل الناس‪،‬‬
‫وذلك ألن هذا التطويل ُي َك ِّره الناس في الصالة‪ ،‬وكذا يحملهم على ترك الجماعة‪ .‬ثم أمره النبي صلى للا عليه وسلم‬
‫بأن يخفف الصالة وأن يق أر بسورتين من قصار المفصل‪ ،‬وعلل ذلك بأنه يصلي خلفه الكبير والضعيف وصاحب‬
‫(‪)212‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحاجة‬
‫• بعض فوائد الحديث‪:‬‬
‫(‪)213‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .1‬صحة اقتداء المفترض بالمتنفل بناء على أن معاذا رضي للا عنه كان ينوي باألولى الفرض وبالثانية النفل‬
‫‪ .2‬جواز انصراف المأموم ومفارقة إمامه وإتمام صالته منفردا إن طول اإلمام تطويال فاحشا‪ ،‬أو حدث له عذر‪،‬‬
‫مثل‪ :‬حدوث مرض‪ ،‬أو سماع حريق وقع في داره‪ ،‬أو خاف فساد طعام له على النار‪ ،‬أو ذهاب دابة له على‬
‫باب المسجد ونحو ذلك‪ ،‬عند الحنابلة‪ ،‬وحكي ذلك عن الشافعي وأبي يوسف ومحمد‪ ،‬وعن مالك وأبي حنيفة‬
‫(‪)214‬‬
‫‪.‬‬ ‫تبطل صالته بذلك‬
‫(‪)215‬‬
‫‪.‬‬ ‫عذر في تخفيف الصالة‬
‫‪ .3‬اعتبار الحاجة ا‬

‫(‪ )207‬النهاية البن األثير (‪.)69 /5‬‬


‫(‪ )208‬النهاية البن األثير (‪ )141 /5‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ ))209‬صحيح البخاري ‪.)5755(2264/5‬‬
‫(‪ )210‬النهاية البن األثير (‪ )410 /3‬بتصرف يسير‪.‬‬
‫(‪ )211‬حروف المعاني والصفات (ص ‪ )5‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )212‬ينظر فتح الباري البن حجر (‪.)195 ،194 /2‬‬
‫(‪ )213‬ينظر‪ :‬المرجع السابق (‪.)195 /2‬‬
‫(‪ )214‬ينظر‪ :‬فتح الباري البن رجب (‪.)212 /6‬‬
‫(‪ )215‬ينظر المرجع السابق (‪.)230 /6‬‬

‫‪111‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ .4‬استحباب تخفيف الصالة مراعاة لحال المأمومين‪ ،‬وأما من قال‪" :‬ال يكره التطويل إذا علم رضاء المأمومين"‪.‬‬
‫فيشكل عليه أن اإلمام قد ال يعلم حال من يأتي فيأتم به بعد دخوله في الصالة كما في حديث الباب فعلى هذا‬
‫(‪)216‬‬
‫ص ٍّل بقوم محصورين راضين بالتطويل في مكان ال يدخله غيرهم‪.‬‬
‫يكره التطويل مطلقا إال إذا فرض في ُم َ‬
‫‪ .5‬كراهية التشديد على الناس حتى ال ينفروا من العبادة‪ ،‬قال عمر رضي للا عنه‪ :‬ال تبغضوا إلى للا عباده يكون‬
‫(‪)217‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحدكم إماما فيطول على القوم الصالة حتى يبغض إليهم ما هم فيه‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام هذا البحث اسرد أهم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬أهمية الوصية ومكانتها‪ ،‬وأنها منهج شرعي تربوي في النصح واإلرشاد والتوجيه والتحذير‪ ،‬قد سلكه األنبياء‬
‫والصالحون والحكماء والعقالء‪.‬‬
‫‪ .2‬كثرة فضائل معاذ بن جبل رضي للا عنه‪ ،‬وجميل مناقبه‪ ،‬وعظيم حب النبي صلى للا عليه وسلم له وقربه منه‪.‬‬
‫‪ .3‬األحاديث الواردة في وصايا النبي صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ رضي للا عنه سبعة أحاديث‪ ،‬تبين من‬
‫خالل جمع طرقها ودراستها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما بلغ درجة الصحيح منها حديثان‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما بلغ درجة الحسن حديث واحد‪.‬‬
‫ت‪ -‬ما بلغ درجة الحسن لغيره ثالثة أحاديث‪.‬‬
‫ث‪ -‬حديث واحد منها صحيح مرسال‪ ،‬وال يصح مرفوعا‪.‬‬
‫ج‪ -‬ليس في الصحيحين منها سوى الحديث الوارد في الوصية بتخفيف الصالة‪.‬‬
‫‪ .4‬اشتملت تلك األحاديث على ثالث عشرة وصية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوصية بطلب العون من للا تعالى على ذكره وشكره وحسن عبادته دبر كل صالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوصية باالبتعاد عن الشرك؛ وعقوق الوالدين؛ وترك الصالة المكتوبة؛ وشرب الخمر؛ والفرار من الزحف‪،‬‬
‫والمعصية عامة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الوصية باإلنفاق على العيال؛ وتأديبهم؛ وتخويفهم من للا تعالى‪.‬‬
‫ث‪ -‬الوصية بتقوى للا تعالى حيثما كان‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوصية بإتباع السيئة الحسنة‪.‬‬
‫الخلُق‪.‬‬
‫ح‪ -‬الوصية بحسن ُ‬
‫خ‪ -‬الوصية بلزوم مرتبة االحسان‪.‬‬
‫د‪ -‬الوصية باالستعداد للموت‪.‬‬

‫(‪ )216‬فتح الباري البن حجر (‪.)197 /2‬‬


‫فتح الباري البن حجر (‪.)195 /2‬‬ ‫(‪)217‬‬

‫‪112‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫ذ‪ -‬الوصية باإلكثار من ذكر للا تعالى‪.‬‬


‫ر‪ -‬الوصية بالمداومة على عمل الحسنة بجوار السيئة‪.‬‬
‫ز‪ -‬الوصية بالتخفيف إذا َّأم الناس في الصالة‪.‬‬
‫س‪ -‬الوصية بعبادة للا وحده‪.‬‬
‫‪ -‬الوصية بلزوم االستقامة‪.‬‬
‫‪ .5‬أن وصايا النبي صلى للا عليه وسلم العامة لمعاذ منها ما يتعلق بحق للا تعالى؛ ومنها ما هو متعلق بحق‬
‫الوالدين؛ ومنها ما هو متعلق بحق األوالد؛ ومنها ما هو متعلق بحقوق عامة الناس‪.‬‬
‫وأوصي في ختام هذا البحث بالعناية بتلك الوصايا النبوية العظيمة التي اشتمل عليها هذا البحث وذلك‬
‫بالعمل بها ونشرها بين المسلمين‪ ،‬وهي وإن كان المخاطب بها معاذ رضي للا عنه فهي له ولعامة أمة محمد صلى‬
‫للا عليه وسلم‪ ،‬فقد حوت خيري الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫اآلحاد والمثاني‪ ،‬أحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني‪ ،‬دار الراية ‪ -‬الرياض ‪،1991 - 1411 -‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق د‪ .‬باسم فيصل أحمد الجوابرة‬
‫اآلداب الشرعية والمنح المرعية‪ ،‬اإلمام أبي عبد للا محمد بن مفلح المقدسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪-‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪1417‬هـ ‪1996 -‬م‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق شعيب األرنؤوط و عمر القيام‬
‫األدب المفرد‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري‪ ،‬أبو عبد للا‪ ،‬تحقيق علي عبد الباسط‬ ‫‪-3‬‬
‫مزيد‪ ،‬وعلي عبد المقصود رضوان‪ ،‬مكتبة الخانجي القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‬
‫األذكار للنووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪ ،‬الجفان والجابي ‪ -‬دار ابن حزم للطباعة‬ ‫‪-4‬‬
‫والنشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪1425‬هـ‪2004 -‬م‬
‫األربعون األبدال العوالي المسموعة بالجامع األموي بدمشق‪ ،‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة للا بن‬ ‫‪-5‬‬
‫عساكر الدمشقي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،2004-1425 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق محمد بن ناصر العجمي‬
‫ّ‬
‫أسد الغابة‪ ،‬أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري‪ ،‬عز الدين ابن‬ ‫‪-6‬‬
‫األثير‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪1409 ،‬هـ ‪1989 -‬م‬
‫اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي‪ ،‬دار الجيل – بيروت‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1412 ،‬تحقيق علي محمد البجاوي‪.‬‬
‫األمالي المطلقة‪ ،‬أحمد بن حجر العسقالني‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ -‬بيروت ‪ 1416 -‬هـ ‪1995-‬م‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-8‬‬
‫األولى‪ ،‬تحقيق حمدي بن عبد المجيد بن إسماعيل السلفي‬

‫‪113‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫األنساب‪ ،‬عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي‪ ،‬أبو سعد‪ ،‬مجلس دائرة المعارف‬ ‫‪-9‬‬
‫العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬الطبعة األولى‪1382 ،‬ه ‪ 1962 -‬م‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني‬
‫وغيره‪،‬‬
‫‪ -10‬البحر الزخار‪ ،‬أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار‪ ،‬مؤسسة علوم القرآن ‪ ,‬مكتبة العلوم والحكم‬
‫‪ -‬بيروت ‪ ,‬المدينة ‪ ،1409 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محفوظ الرحمن زين للا‬
‫‪ -11‬بستان العارفين‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي دار ابن حزم ‪ -‬بيروت‪ /‬لبنان ‪ 1424 -‬هـ ‪-‬‬
‫‪2003‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق بسام عبد الوهاب الجابي‬
‫‪ -12‬تاريخ ابن معين (رواية الدوري)‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن‬
‫المري بالوالء‪ ،‬البغدادي‪ ،‬مركز البحث العلمي وإحياء التراث اإلسالمي ‪ -‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،1979 – 1399‬تحقيق د‪ .‬أحمد محمد نور سيف‬
‫‪ -13‬تاريخ بغداد‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1422 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪ ،‬تحقيق الدكتور بشار عواد معروف‬
‫‪ -14‬تاريخ دمشق‪ ،‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة للا المعروف بابن عساكر‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ 1415 ،‬هـ ‪ 1995 -‬م‪ ،‬تحقيق عمرو بن غرامة العمروي‬
‫‪ -15‬التبيين ألسماء المدلسين‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي أبو الوفا الحلبي الطرابلسي‪ ،‬مؤسسة الريان‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬بيروت ‪ ،1994 - 1414 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق محمد إبراهيم داود الموصل‬
‫‪ -16‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي‪ ،‬أبو العالء محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري‪ ،‬المكتبة‬
‫السلفية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1383‬هـ ‪1963 -‬م‪ ،‬تحقيق عبد الوهاب بن عبد اللطيف‬
‫‪ -17‬تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل‪ ،‬ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين أبي زرعة العراقي‪،‬‬
‫مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض ‪1999 -‬م‪ ،‬تحقيق عبد للا نوارة‬
‫‪ -18‬الترغيب والترهيب من الحديث الشريف‪ ،‬عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ -‬بيروت ‪ ،1417 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق إبراهيم شمس الدين‬
‫‪ -19‬تطريز رياض الصالحين‪ ،‬فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي‪ ،‬دار‬
‫العاصمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد العزيز بن عبد‬
‫للا بن إبراهيم الزير آل حمد‬
‫‪ -20‬تعظيم قدر الصالة‪ ،‬محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد للا‪ ،‬مكتبة الدار ‪ -‬المدينة المنورة ‪-‬‬
‫‪ ،1406‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي‬

‫‪114‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -21‬التفسير البسيط‪ ،‬أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي‪ ،‬النيسابوري‪ ،‬عمادة البحث العلمي‬
‫‪ -‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1430 ،‬هـ‪ ،‬أصل تحقيقه في (‪ )15‬رسالة‬
‫دكتوراه بجامعة اإلمام محمد بن سعود‪ ،‬ثم قامت لجنة علمية من الجامعة بسبكه وتنسيقه‬
‫‪ -22‬تفسير السلمي وهو حقائق التفسير‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى األزدي السلمي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬لبنان‪ /‬بيروت ‪1421 -‬هـ ‪2001 -‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق سيد عمران‬
‫‪ -23‬تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم‪ ،‬محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد للا بن فتوح بن حميد‬
‫بن بن يصل األزدي الحميدي‪ ،‬مكتبة السنة ‪ -‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪ ،1995 - 1415 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق‬
‫الدكتورة زبيدة محمد سعيد عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ -24‬تقريب التهذيب‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‪ ،‬دار الرشيد – سوريا‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1986 – 1406 ،‬تحقيق محمد عوامة‬
‫‪ -25‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد للا بن محمد بن عبد البر بن عاصم‬
‫النمري القرطبي‪ ،‬و ازرة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب‪ 1387 ،‬هـ‪ ،‬تحقيق مصطفى بن أحمد‬
‫العلوي ‪ ,‬محمد عبد الكبير البكري‬
‫‪ -26‬تهذيب التهذيب‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‪ ،‬مطبعة دائرة المعارف‬
‫النظامية‪ ،‬الهند‪ ،‬الطبعة األولى‪1326 ،‬هـ‬
‫‪ -27‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬أبو الحجاج‪ ،‬القضاعي الكلبي المزي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1980 – 1400 ،‬تحقيق د‪ .‬بشار عواد معروف‪.‬‬
‫‪ -28‬التيسير بشرح الجامع الصغير‪ ،‬الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي‪ ،‬مكتبة اإلمام الشافعي ‪ -‬الرياض‬
‫‪1408 -‬هـ ‪1988 -‬م‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫البستي‪ ،‬و ازرة‬
‫‪ -29‬الثقات‪ ،‬محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن َم ْع َبد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حاتم‪ ،‬الدارمي‪ُ ،‬‬
‫المعارف للحكومة العالية‪ ،‬الطبعة األولى‪1393 ،‬ه الهندية‪ ،‬تحت مراقبة الدكتور محمد عبد المعيد خان‬
‫مدير دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند‬
‫‪ -30‬جامع التحصيل في أحكام المراسيل‪ ،‬أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي أبو سعيد العالئي‪ ،‬عالم الكتب ‪-‬‬
‫بيروت ‪1986 – 1407 -‬م‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي‪.‬‬
‫‪ -31‬الجامع الصحيح (سنن الترمذي)‪ ،‬محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‬
‫‪ -‬بيروت‪ ،‬تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون‪.‬‬
‫‪ -32‬الجامع الصحيح المختصر‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبدللا البخاري الجعفي‪ ،‬دار ابن كثير ‪ ,‬اليمامة ‪-‬‬
‫بيروت ‪ ،1987 - 1407 -‬الطبعة الثالثة‪ ،‬تحقيق د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -33‬جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم‪ ،‬زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب‬
‫الدين البغدادي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪1417 -‬هـ ‪1997 -‬م‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬تحقيق شعيب األرناؤوط‬
‫‪ /‬إبراهيم باجس‬
‫‪ -34‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬أبو عبد للا محمد بن أحمد األنصاري القرطبي‪ ،‬دار الشعب – القاهرة‬
‫‪ -35‬الجامع لشعب اإليمان‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬مكتبة الرشد بالرياض‪ ،‬بالتعاون مع الدار السلفية‬
‫ببومباي‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪ ،‬تحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد‬
‫‪ -36‬الجرح والتعديل‪ ،‬أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي‪ ،‬الحنظلي‪ ،‬الرازي ابن أبي‬
‫حاتم طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ‪ -‬بحيدر آباد الدكن – الهند‪ ،‬دار إحياء التراث العربي –‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1271 ،‬هـ ‪ 1952‬م‬
‫‪ -37‬جزء األلف دينار وهو الخامس من الفوائد المنتقاة واألفراد الغرائب الحسان‪ ،‬أبو بكر أحمد بن جعفر بن‬
‫حمدان القطيعي‪ ،‬دار النفائس ‪ -‬الكويت ‪1414 -‬هـ ‪1993 -‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق بدر بن عبد للا‬
‫البدر‬
‫‪ -38‬جمهرة اللغة‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي‪ ،‬دار العلم للماليين –بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1987‬م‪ ،‬تحقيق رمزي منير بعلبكي‬
‫‪ -39‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح‪ ،‬أحمد عبد الحليم بن عبد السالم ابن تيمية‪ ،‬مطبعة المدني ‪-‬‬
‫مصر‪ ،‬تحقيق علي سيد صبح المدني‪.‬‬
‫‪ -40‬الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب‪ ،‬شمس الدين ابن‬
‫قيم الجوزية‪ ،‬دار المعرفة – المغرب‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 ،‬هـ ‪1997 -‬م‬
‫‪ -41‬حديث علي بن حجر السعدي إسماعيل بن جعفر المدني‪ ،‬أبو إسحاق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير‬
‫األنصاري الزرقي المدني‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ -‬شركة الرياض للنشر والتوزيع ‪ -‬الرياض ‪،1998-1418 -‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق عمر بن رفود بن رفيد السفياني‬
‫‪ -42‬حلية األولياء وطبقات األصفياء‪ ،‬أبو نعيم أحمد بن عبد للا األصبهاني‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫‪ ،1405‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪.‬‬
‫‪ -43‬الزهد‪ ،‬عبد للا بن المبارك بن واضح المرزوي أبو عبد للا‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬تحقيق حبيب‬
‫الرحمن األعظمي‬
‫‪ -44‬الزهد‪ ،‬أحمد بن حنبل‪ ،‬دار ابن رجب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2003 ،‬م‪ ،‬تحقيق يحيى بن محمد سوس‪.‬‬
‫‪ -45‬الزهد‪ ،‬هناد بن السري الكوفي‪ ،‬دار الخلفاء للكتاب اإلسالمي ‪ -‬الكويت ‪ ،1406 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي‬

‫‪116‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -46‬سبل السالم شرح بلوغ المرام من أدلة األحكام‪ ،‬محمد بن إسماعيل الصنعاني األمير‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي ‪ -‬بيروت ‪ ،1379 -‬الطبعة الرابعة‪ ،‬تحقيق محمد عبد العزيز الخولي‪.‬‬
‫‪ -47‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪1415 ،‬هـ‬
‫‪ -48‬السنن (المعروف بالسنن الكبرى)‪ ،‬أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬مركز البحوث بدار التأصيل‪،‬‬
‫دار التأصيل – القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1433 ،‬هـ ‪ 2012 -‬م‬
‫‪ -49‬سنن ابن ماجه‪ ،‬أبو عبد للا محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬تحقيق شعيب األرناؤوط‪.‬‬
‫‪ -50‬سنن أبي داود‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي السجستاني‪،‬‬
‫دار الرسالة العالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1430 ،‬هـ ‪2009 -‬م‪ ،‬تحقيق شعيب األرناؤوط ‪ -‬مح َّمد ِ‬
‫كامل قره‬ ‫َ‬
‫بللي‪.‬‬
‫‪ -51‬سنن الدارمي‪ ،‬عبدللا بن عبدالرحمن أبو محمد الدارمي‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت ‪ ،1407 -‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬تحقيق فواز أحمد زمرلي ‪ ,‬خالد السبع العلمي‪.‬‬
‫‪ -52‬السنن الكبير‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬دار هجر – القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1432 ،‬هـ‬
‫‪ 2011 -‬م‪ ،‬تحقيق مركز هجر للبحوث والدراسات‪.‬‬
‫‪ -53‬سنن النسائي (المجتبى)‪ ،‬أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬دار التأصيل القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1433‬هـ ‪2012 -‬م‪ ،‬تحقيق مركز البحوث وتقنية المعلومات بدار التأصيل‪.‬‬
‫‪ -54‬سؤاالت اآلجري ألبي داود‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي‬
‫السجستاني‪ ،‬مكتبة دار االستقامة‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 ،‬هـ‪ ،‬تحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي‬
‫‪ -55‬سير أعالم النبالء‪ ،‬شمس الدين أبو عبد للا محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز الذهبي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪ 1405‬هـ ‪ 1985 /‬م‪ ،‬تحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب األرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ -56‬شذا العرف في فن الصرف‪ ،‬أحمد بن محمد الحمالوي‪ ،‬مكتبة الرشد الرياض‪ ،‬تحقيق نصر للا عبد الرحمن‬
‫نصر للا‪.‬‬
‫‪ -57‬شرح األربعين النووية في األحاديث الصحيحة النبوية‪ ،‬تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن‬
‫مطيع القشيري‪ ،‬المعروف بابن دقيق العيد‪ ،‬مؤسسة الريان‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ 1424‬هـ ‪ 2003 -‬م‬
‫‪ -58‬شرح سنن أبي داود‪ ،‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابي الحنفي بدر الدين‬
‫العيني‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1420 ،‬هـ ‪ 1999-‬م‪ ،‬تحقيق أبو المنذر خالد بن إبراهيم‬
‫المصري‪.‬‬
‫‪ -59‬شرح صحيح البخاري البن بطال‪ ،‬ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك‪ ،‬مكتبة الرشد ‪-‬‬
‫السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1423 ،‬هـ ‪ ،2003 -‬تحقيق أبو تميم ياسر بن إبراهيم‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -60‬صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان‪ ،‬محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‬
‫– بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1993 – 1414 ،‬تحقيق شعيب األرنؤوط‪.‬‬
‫‪ -61‬صحيح ابن خزيمة‪ ،‬محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ -‬بيروت‬
‫‪ ،1970 - 1390 -‬تحقيق د‪ .‬محمد مصطفى األعظمي‪.‬‬
‫‪ -62‬صحيح الترغيب والترهيب‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‬
‫‪ -63‬الضعفاء والمتروكون‪ ،‬أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني‪ ،‬النسائي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 1410‬هـ ‪ 1990 -‬م‬
‫‪ -64‬الطبقات الكبير‪ ،‬محمد بن سعد بن منيع الزهري‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1421‬هـ‪-‬‬
‫‪ 2001‬م‪ ،‬تحقيق د‪ .‬علي محمد عمر‪.‬‬
‫‪ -65‬طبقات المدلسين‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي‪ ،‬مكتبة المنار ‪ -‬عمان ‪1403 -‬‬
‫‪ ،1983 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عاصم بن عبدللا القريوتي‪.‬‬
‫‪ -66‬العلل الواردة في األحاديث النبوية‪ ،‬علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن‪ ،‬الدارقطني البغدادي‪ ،‬دار‬
‫طيبة ‪ -‬الرياض ‪ ،1985 - 1405 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محفوظ الرحمن زين للا السلفي‬
‫‪ -67‬عمل اليوم والليلة سلوك النبي مع ربه عز وجل ومعاشرته مع العباد‪ ،‬أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم‬
‫السِّني»‪ ،‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية‬ ‫ِ‬
‫الد ْي َن َور ُّي‪ ،‬المعروف بـ «ابن ُّ‬
‫بن أسباط بن عبد للا بن إبراهيم بن ُب َد ْيح‪ّ ،‬‬
‫ومؤسسة علوم القرآن ‪ -‬جدة ‪ /‬بيروت‪ ،‬تحقيق كوثر البرني‪.‬‬
‫‪ -68‬عيون األخبار‪ ،‬أبو محمد عبد للا بن مسلم بن قتيبة الدينوري‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ -‬القاهرة ‪،1996 -‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق لجنة بدار الكتب المصرية‪.‬‬
‫‪ -69‬فتح الباري في شرح صحيح البخاري‪ ،‬زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن شهاب الدين البغدادي ثم‬
‫الدمشقي الشهير بابن رجب‪ ،‬دار ابن الجوزي ‪ -‬السعودية ‪ /‬الدمام ‪1422 -‬هـ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق أبي‬
‫معاذ طارق بن عوض للا بن محمد‬
‫‪ -70‬فيض القدير شرح الجامع الصغير‪ ،‬زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن‬
‫زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى –مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪1356 ،‬‬
‫‪ -71‬قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم بن الحسن‬
‫السلمي الدمشقي‪ ،‬الملقب بسلطان العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ ،-‬الطبعة‪ ،‬تحقيق محمود بن‬
‫التالميد الشنقيطي‬
‫‪ -72‬الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة‪ ،‬شمس الدين أبو عبد للا محمد بن أحمد بن عثمان بن‬
‫َق ْايماز الذهبي‪ ،‬دار القبلة للثقافة اإلسالمية ‪ -‬مؤسسة علوم القرآن‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1413 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1992‬م‪ ،‬تحقيق محمد عوامة‪ ،‬أحمد محمد نمر الخطيب‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -73‬الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬أبو أحمد عبد للا بن عدي الجرجاني‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 1434‬هـ ‪ 2013 -‬هـ‪ ،‬تحقيق مازن محمد السرساوي‪.‬‬
‫‪ -74‬كتاب األموال‪ ،‬أبو أحمد حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد للا الخرساني المعروف بابن زنجويه‪ ،‬مركز الملك‬
‫فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية ‪ -‬الرياض ‪ ،-‬الطبعة‪ ،‬تحقيق د‪ .‬شاكر ذيب فياض‬
‫‪ -75‬كتاب العين‪ ،‬أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪،‬‬
‫تحقيق د‪ .‬مهدي المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي‪.‬‬
‫‪ -76‬الكتاب المصنف في األحاديث واآلثار‪ ،‬أبو بكر عبد للا بن محمد بن أبي شيبة الكوفي‪ ،‬مكتبة الرشد ‪-‬‬
‫الرياض ‪ ،1409 -‬الطبعة‪ :‬األولى‪ ،‬تحقيق كمال يوسف الحوت‬
‫‪ -77‬كتب ورسائل وفتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس‪ ،‬مكتبة ابن‬
‫تيمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي‬
‫‪ -78‬الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية‪ ،‬أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي‪ ،‬أبو البقاء‬
‫الحنفي‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬تحقيق عدنان درويش ‪ -‬محمد المصري‪.‬‬
‫‪ -79‬الكنى واألسماء‪ ،‬أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدوالبي‪ ،‬دار ابن حزم ‪ -‬بيروت‪ /‬لبنان ‪ 1421 -‬هـ‬
‫‪2000 -‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي‪.‬‬
‫‪ -80‬ما اتصل إلينا من فوائد أبي أحمد الحاكم‪ ،‬أبو أحمد الحاكم‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،2004-1425 ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫تحقيق أحمد بن فارس السلوم‪.‬‬
‫‪ -81‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬علي بن أبي بكر الهيثمي‪ ،‬دار الريان للتراث‪/‬دار الكتاب العربي ‪ -‬القاهرة ‪,‬‬
‫بيروت – ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪ -82‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق عبد الحميد هنداوي‪.‬‬
‫‪ -83‬المختصر من تاريخ هجرة رسول للا صلى للا عليه وسلم والمهاجرين واألنصار وطبقات التابعين بإحسان‬
‫ومن بعدهم ووفاتهم وبعض نسبهم وكناهم ومن يرغب عن حديثه‪ ،‬المشهور بـ "التاريخ األوسط"‪ ،‬أبو عبد‬
‫للا محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1426 ،‬هـ ‪ 2005 -‬م المجلد‬
‫األول والثاني تحقيق تيسير بن سعد أبو حيمد‪ ،‬والمجلد الثالث والرابع تحقيق يحيى بن عبد للا الثمالي‪.‬‬
‫‪ -84‬المراسيل‪ ،‬أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي‪ ،‬الحنظلي‪ ،‬الرازي ابن أبي حاتم‪،‬‬
‫‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1397 ،‬ه‪ ،‬تحقيق شكر للا نعمة للا قوجاني‪.‬‬
‫‪ -85‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح‪ ،‬علي بن (سلطان) محمد‪ ،‬أبو الحسن نور الدين المال الهروي القاري‬
‫‪.‬‬ ‫ار الفكر‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪1422 ،‬هـ ‪2002 -‬م‬

‫‪119‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -86‬مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى المكتب الكوفي‪ ،‬فراس بن يحيى المكتب الخارفي الكوفي‪ ،‬مطابع ابن‬
‫تيمية ‪ -‬القاهرة ‪ ،1413 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق محمد بن حسن المصري‪.‬‬
‫‪ -87‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬محمد بن عبدللا أبو عبدللا الحاكم النيسابوري‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‬
‫‪1411 -‬هـ ‪1990 -‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد القادر عطا‬
‫‪ -88‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬أبو عبدللا أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني‪ ،‬جمعية المكنز اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫المنهاج‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1432 ،‬هـ ‪2011-‬م‪ ،‬تحقيق مكتب البحوث بجمعية المكنز اإلسالمي‪ ،‬إشراف‬
‫الدكتور أحمد معبد عبد الكريم‪.‬‬
‫‪ -89‬مسند الشاشي‪ ،‬أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬المدينة المنورة‪ ،‬تحقيق محفوظ‬
‫الرحمن زين للا‪.‬‬
‫‪ -90‬المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول للا صلى للا عليه وسلم‪ ،‬مسلم بن‬
‫الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيروت ‪ ،-‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪.‬‬
‫‪ -91‬المعجم األوسط‪ ،‬أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني‪ ،‬دار الحرمين ‪ -‬القاهرة – ‪1415‬ه‪ ،‬تحقيق طارق‬
‫بن عوض للا بن محمد ‪,‬عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني‪.‬‬
‫‪ -92‬المعجم الكبير‪ ،‬سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني‪ ،‬مكتبة الزهراء ‪ -‬الموصل ‪- 1404 -‬‬
‫‪ ،1983‬الطبعة الثانية‪ ،‬تحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي‪.‬‬
‫‪ -93‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪.‬‬
‫‪ -94‬معرفة الرجال عن يحيى بن معين رواية ابن محرز‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن معين بن عون المري بالوالء‪،‬‬
‫البغدادي‪ ،‬مجمع اللغة العربية دمشق‪ ،‬الطبعة األولى ‪1405‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد كامل القصار‪.‬‬
‫‪ -95‬المعرفة والتاريخ‪ ،‬يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي‪ ،‬أبو يوسف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ 1401 ،‬هـ‪ 1981 -‬م‪ ،‬تحقيق أكرم ضياء العمري‪.‬‬
‫‪ -96‬المغرب في ترتيب المعرب‪ ،‬ابو الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز‪ ،‬مكتبة أسامة بن زيد‬
‫‪ -‬حلب ‪ ،1979 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود فاخوري وعبد الحميد مختار‪.‬‬
‫‪ -97‬المفردات في غريب القرآن‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد‪ ،‬دار المعرفة ‪ -‬لبنان‪ ،‬تحقيق محمد سيد كيالني‪.‬‬
‫‪ -98‬من تكلم فيه وهو موثوق أو صالح الحديث‪ ،‬شمس الدين أبو عبد للا محمد بن أحمد بن عثمان بن َق ْايماز‬
‫الذهبي‪ ،‬الطبعة األولي ‪1426‬هـ ‪ 2005 -‬م‪ ،‬تحقيق عبد للا بن ضيف للا الرحيلي‪.‬‬
‫‪ -99‬المنتخب من مسند عبد بن حميد‪ ،‬عبد بن حميد بن نصر أبو محمد الكسي‪ ،‬مكتبة السنة ‪ -‬القاهرة ‪-‬‬
‫‪ ،1988 - 1408‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق‪ :‬صبحي البدري السامرائي ‪ ,‬محمود محمد خليل الصعيدي‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫كانون الثاني ‪2020‬‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واالنسانية‬ ‫العدد ‪ 46‬المجلد ‪1‬‬

‫‪ -100‬المنتقى من كتاب مكارم األخالق ومعاليها ومحمود طرائقها‪ ،‬أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬دمشق سورية‪1986 ،‬م‪ ،‬تحقيق أبي طاهر أحمد بن محمد السلقي األصبهاني‪.‬‬
‫‪ -101‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1392 ،‬‬
‫‪ -102‬موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان‪ ،‬أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي‪ ،‬دار الثقافة‬
‫الداراني ‪ -‬عبده علي‬
‫العربية‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬ه ‪ 1992-‬م‪ ،‬تحقيق حسين سليم أسد ّ‬
‫الكوشك‪.‬‬
‫‪ -103‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬و ازرة األوقاف والشئون اإلسالمية لدولة الكويت‪ ،‬األجزاء ‪ :23 - 1‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار السالسل – الكويت‪ ،‬األجزاء ‪ :38 - 24‬الطبعة األولى‪ ،‬مطابع دار الصفوة – مصر‪ ،‬ألجزاء‬
‫‪ :45 - 39‬الطبعة الثانية‪ ،‬طبع الو ازرة ‪ -‬الكويت‪ ،‬مصر ‪ -‬من ‪ 1427 - 1404‬هـ‪ ،‬الطبعة الثانية‪:‬‬
‫األجزاء ‪ :23 - 1‬الطبعة الثانية‪ ،‬األجزاء ‪ 38 - 24‬الطبعة األولى‪ ،‬األجزاء ‪ :45 - 39‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -104‬نسخة أبي مسهر‪ ،‬عبد األعلى بن مسهر بن عبد األعلى أبو مسهر‪ ،‬دار الصحابة للتراث ‪ -‬طنطا ‪-‬‬
‫‪ ،1410‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق مجدي فتحي السيد‪.‬‬
‫‪ -105‬النهاية في غريب الحديث واألثر‪ ،‬مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد‬
‫الكريم الشيباني الجزري‪ ،‬ابن األثير‪ ،‬المكتبة العلمية ‪ -‬بيروت‪1399 ،‬هـ ‪1979 -‬م‪ ،‬تحقيق طاهر أحمد‬
‫الزاوى ‪ -‬محمود محمد الطناحي‪.‬‬
‫‪ -106‬الوابل الصيب من الكلم الطيب‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي –بيروت ‪ ،1985 – 1405 -‬الطبعة األولى‪ ،‬تحقيق محمد عبد الرحمن عوض‪.‬‬

‫‪121‬‬

You might also like