You are on page 1of 11

‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬

‫ﻫﻞ ﻳﺘﻔﺎءﻝ ﺍﻷﺟﺮﺍﺀ ﺑﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ؟‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫محمد بنح�ساين‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بتطوان‬
‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺑﻨﺤﺴﺎﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫يعرف المجتمع الدولي على الم�ستوى االقت�صادي عدة تطورات فر�ضت على مكوناته التوجه‬
‫ﻣﺞ‪ ,2‬ﻉ‪11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫نظام اقت�صادي عالمي جديد ي�ستطيع تحقيق التنمية على جميع‬ ‫ورفع الحواجز لبناء‬ ‫نحو االنفتاح‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫الم�ستويات‪.‬‬
‫‪2021‬أحد مكونات هذا المجتمع‪� ،‬سار في اتجاه تحديث ن�صو�صه الت�شريعية‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫باعتباره ي�شكل �‬ ‫والمغرب‪،‬‬
‫ﻳﻮﻧﻴﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫لمالءمتها مع التطورات التي يعرفها العالم كل يوم‪.‬‬
‫‪51 - 60‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫بادر الم�شرع المغرب منذ �أواخر القرن الع�شرين �إلى �إ�صدار مجموعة من‬ ‫هذا الإطار‪،‬‬ ‫في‬
‫القوانين من �ضمنها القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة ‪ ،‬والذي ي�شكل كتابه الخام�س ‬
‫‪1‬‬ ‫‪1181037‬‬ ‫‪:MD‬‬ ‫ﺭﻗﻢ‬

‫من �صعوبات المقاولة �إحدى �أهم الم�ستجدات التي تروم‬


‫‪2‬‬ ‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫إجراءات الوقايةﺑﺤﻮﺙ‬
‫والمعالجة‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬ ‫ﻧﻮﻉ‬
‫المعنون ب�‬
‫تحقيق الهدف �أعاله‪Arabic .‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬

‫إفال�س‪ ،‬الذي كان �سائدا في ظل القانون التجاري‬ ‫‪IslamicInfo‬نظام ال‬


‫‪EcoLink,‬‬ ‫تنبه الم�شرع المغربي �إلى �أن‬
‫فقدﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫عرفه االقت�صاد العالمي ب�سبب‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ‬‫مواكبة التطور الذي‬
‫عاجزا عنﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺸﻐﻞ‪،‬‬‫‪ 1913‬المن�سوخ ‪� ،‬أ�ضحى‬ ‫ل�سنة‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬
‫اعتماده على ت�صفية المدين المتوقف عن دفع ديونه الم�ستحقة‪ ،‬وعو�ضه بنظام �صعوبات المقاولة‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1181037‬‬
‫على ا�ستمرارية ا�ستغالل المقاولة‪ ،‬و�سداد‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬يقوم على م�ساطر وقائية وعالجية تروم الإبقاء‬ ‫الذي‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪ 1.96.83‬بتاريخ فاتح غ�شت ‪،1996‬‬
‫الجريدة الر�سمية (الن�شرة العامة) عدد ‪ 4418‬بتاريخ ‪� 3‬أكتوبر ‪� ،1996‬ص ‪.2187‬‬
‫‪ - 2‬كان الكتاب الخام�س من مدونة التجارة معنون حين �صدورها ب�صعوبات المقاولة‪ ،‬ثم غيرت هذه الت�سمية ب�إجراءات‬
‫الوقاية والمعالجة من �صعوبات المقاولة بمقت�ضى القانون رقم ‪ 81.14‬ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪1.14.146‬‬
‫وتتميم عنوان الكتاب الخام�س والمادة ‪ 546‬من القانون ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕتغيير‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫يرمي �إلى‬ ‫‪،2014‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫‪ 22‬غ�شت‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫بتاريخ ﺩﺍﺭ‬
‫© ‪2021‬‬
‫العامة) عدد‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬‫(الن�شرة‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫الر�سمية‬
‫الجريدةﺣﻘﻮﻕ‬ ‫‪،1996‬‬
‫ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫غ�شت ﻋﻠﻤﺎ‬ ‫فاتح‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏبتاريخ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫رقم ﻣﻊ‬
‫‪1.96.83‬‬ ‫ال�شريف‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬‫الظهير‬
‫بتنفيذهﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓال�صادر‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩالتجارة‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬ ‫‪.6882‬‬ ‫‪� ،2014‬ص‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﻫﺬﻩ�شتنبر‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬ ‫‪6291‬ﺃﻭ بتاريخ‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ‪15‬‬ ‫ﺗﺤﻤﻴﻞ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪3 - Dahir du 12 Aout 1913 formant Code de Commerce, Bulletin Officiel (Edition Française) N° 41 du 12‬‬
‫‪Septembre 1913, p 172.‬‬

‫‪51‬‬
‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬
‫محمد بنح�ساين‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بتطوان‬

‫يعرف المجتمع الدولي على الم�ستوى االقت�صادي عدة تطورات فر�ضت على مكوناته التوجه‬
‫نحو االنفتاح ورفع الحواجز لبناء نظام اقت�صادي عالمي جديد ي�ستطيع تحقيق التنمية على جميع‬
‫الم�ستويات‪.‬‬
‫والمغرب‪ ،‬باعتباره ي�شكل �أحد مكونات هذا المجتمع‪� ،‬سار في اتجاه تحديث ن�صو�صه الت�شريعية‬
‫لمالءمتها مع التطورات التي يعرفها العالم كل يوم‪.‬‬
‫في هذا الإطار‪ ،‬بادر الم�شرع المغرب منذ �أواخر القرن الع�شرين �إلى �إ�صدار مجموعة من‬
‫القوانين من �ضمنها القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة ‪ ،‬والذي ي�شكل كتابه الخام�س ‬
‫‪1‬‬

‫المعنون ب�إجراءات الوقاية والمعالجة من �صعوبات المقاولة �إحدى �أهم الم�ستجدات التي تروم‬
‫‪2‬‬

‫تحقيق الهدف �أعاله‪.‬‬


‫فقد تنبه الم�شرع المغربي �إلى �أن نظام الإفال�س‪ ،‬الذي كان �سائدا في ظل القانون التجاري‬
‫ل�سنة ‪ 1913‬المن�سوخ ‪� ،‬أ�ضحى عاجزا عن مواكبة التطور الذي عرفه االقت�صاد العالمي ب�سبب‬‫‪3‬‬

‫اعتماده على ت�صفية المدين المتوقف عن دفع ديونه الم�ستحقة‪ ،‬وعو�ضه بنظام �صعوبات المقاولة‬
‫الذي يقوم على م�ساطر وقائية وعالجية تروم الإبقاء على ا�ستمرارية ا�ستغالل المقاولة‪ ،‬و�سداد‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪ 1.96.83‬بتاريخ فاتح غ�شت ‪،1996‬‬
‫الجريدة الر�سمية (الن�شرة العامة) عدد ‪ 4418‬بتاريخ ‪� 3‬أكتوبر ‪� ،1996‬ص ‪.2187‬‬
‫‪ - 2‬كان الكتاب الخام�س من مدونة التجارة معنون حين �صدورها ب�صعوبات المقاولة‪ ،‬ثم غيرت هذه الت�سمية ب�إجراءات‬
‫الوقاية والمعالجة من �صعوبات المقاولة بمقت�ضى القانون رقم ‪ 81.14‬ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪1.14.146‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪ ،2014‬يرمي �إلى تغيير وتتميم عنوان الكتاب الخام�س والمادة ‪ 546‬من القانون ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة‬
‫التجارة ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪ 1.96.83‬بتاريخ فاتح غ�شت ‪ ،1996‬الجريدة الر�سمية (الن�شرة العامة) عدد‬
‫‪ 6291‬بتاريخ ‪� 15‬شتنبر ‪� ،2014‬ص ‪.6882‬‬
‫‪3 - Dahir du 12 Aout 1913 formant Code de Commerce, Bulletin Officiel (Edition Française) N° 41 du 12‬‬
‫‪Septembre 1913, p 172.‬‬

‫‪51‬‬
‫ما بذمتها من ديون‪ ،‬و�ضمان ا�ستمرارية منا�صب ال�شغل الموجودة‪ ،‬لأن المقاولة القوية هي القادرة‬
‫على تلبية احتياجات �أفراد المجتمع �سواء من حيث الإنتاج �أو اال�ستهالك �أو العمل ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ونظرا لأهمية هذه االحتياجات‪ ،‬لم يتوقف الم�شرع المغربي عند هذا الحد‪ ،‬بل عمل على‬
‫�إ�صدار قانون جديد ين�سخ ويعو�ض الكتاب الخام�س من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة‬
‫التجارة‪ ،‬لي�ضمنه مجموعة من التعديالت تروم تلبية االحتياجات المذكورة ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫و�إذا كان من �سمات المقاولة القوية القدرة على تلبية احتياجات �أفراد المجتمع من حيث العمل‪،‬‬
‫فهذا يعني �أن هناك ترابطا قويا بين حقوق الأجراء ونظام �صعوبات المقاولة الذي يروم الحفاظ‬
‫على ا�ستمرارية ا�ستغالل المقاولة والمحافظة على منا�صب ال�شغل التي توفرها‪ ،‬الأمر الذي ي�ضفي‬
‫على درا�سة هذا المو�ضوع �أهمية عملية‪� ،‬إذ كلما نجح الم�شرع في ت�ضمين نظام �صعوبات المقاولة‬
‫مقت�ضيات كفيلة بالمحافظة على ا�ستمرارية المقاولة‪ ،‬كلما ا�ستطاع �أن يوفر لنا مقاولة قوية قادرة‬
‫على م�سايرة الحياة االقت�صادية‪ ،‬ما يدفعنا �إلى الت�سا�ؤل‪ ،‬في ظل الم�ستجدات الجديدة التي طر�أت‬
‫على م�ساطر �صعوبات المقاولة‪ ،‬عما �إذا كان ب�إمكان الأجراء �أن يتفاءلوا بهذه التعديالت؟‬
‫�إن االطالع على الكتاب الخام�س من مدونة التجارة قبل �صدور القانون الجديد القا�ضي بن�سخ‬
‫وتعوي�ض الكتاب المذكور يجعلنا نقف على تجاهل بع�ض الحقوق العمالية حين �إخ�ضاع المقاولة‬
‫لم�ساطر �صعوبات المقاولة (المبحث الأول)‪ ،‬ما دفع الم�شرع يعمل على رفع بع�ضها بعد �صدور‬
‫القانون الجديد (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث الأول‪ :‬مرحلة ما قبل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س من مدونة التجارة‬
‫تميزت مرحلة ما قبل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س من مدونة التجارة المتعلق بم�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة بتجاهل و�ضعية الأجراء‪ ،‬وذلك من خالل معاملة عقود ال�شغل معاملة باقي‬
‫العقود الجارية (الفقرة الأولى)‪ ،‬وافتقار تلك الم�ساطر لمقت�ضيات خا�صة ب�إنهاء عقود ال�شغل‬
‫(الفقرة الثانية)‪� ،‬إلى جانب محدودية امتياز ديون الأجراء (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬معاملة عقد ال�شغل معاملة باقي العقود الجارية‬
‫ن�صت الفقرة الأولى من المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة قبل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س ‬
‫المتعلق بم�ساطر �صعوبات المقاولة على �أنه‪« :‬ب�إمكان ال�سنديك وحده �أن يطالب بتنفيذ العقود‬

‫‪ - 4‬محمد �أخياط‪ ،‬حماية المقاولة كف�ضاء اجتماعي واقت�صادي‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬يناير‪ -‬فبراير ‪ ،2001‬العدد ‪،86‬‬
‫�ص ‪.133‬‬
‫‪ - 5‬القانون رقم ‪ 73.17‬بن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬فيما يخ�ص م�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم ‪ 1.18.26‬بتاريخ ‪� 19‬أبريل ‪ ،2018‬الجريدة الر�سمية (الن�شرة‬
‫العامة) عدد‪ 6667‬بتاريخ ‪� 23‬أبريل‪� ،2018‬ص ‪.2345‬‬

‫‪52‬‬
‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬

‫الجارية بتقديم الخدمة المتعاقد ب�ش�أنها للطرف المتعاقد مع المقاولة‪ .‬ويف�سخ العقد بقوة القانون‬
‫بعد توجيه �إنذار �إلى ال�سنديك يظل دون جواب لمدة تفوق �شهر ًا»‪.‬‬
‫فما المق�صود بالعقود الجارية الواردة بالمادة �أعاله؟ وهل يدخل �ضمنها عقد ال�شغل؟‬
‫يق�صد بالعقود الجارية العقود ال�سارية التنفيذ عند �صدور حكم الت�سوية الق�ضائية‪ ،‬والتي‬
‫يكون مو�ضوعها تقديم خدمة �أو توريد �أو ت�أجير ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫و�إذا علمنا �أن عقد ال�شغل كما عرفه الف�صل ‪ 723‬من قانون االلتزامات والعقود هو «‪ ...‬عقد‬
‫يلتزم بمقت�ضاه �أحد طرفيه ب�أن يقدم للآخر خدماته ال�شخ�صية لأجل محدد �أو من �أجل �أداء عمل‬
‫معين‪ ،‬في نظير �أجر يلتزم هذا الأخير بدفعه له»‪ ،‬ما يعني �أن عقد ال�شغل يدخل �ضمن العقود‬
‫الجارية الواردة بالمادة ‪ 573‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫فهل يملك ال�سنديك ب�ش�أن عقد ال�شغل نف�س �صالحياته ب�ش�أن باقي العقود الجارية؟‬
‫الواقع �أن �صياغة المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة جاءت عامة يفهم منها �أن لل�سنديك وحده �أن‬
‫يطالب با�ستمرارية تنفيذ عقد ال�شغل �أثناء فترة ا�ستمرارية اال�ستغالل �أو عدم تنفيذها‪.‬‬
‫وحتى �إذا توجه الأجراء ب�إنذار �إلى ال�سنديك‪ ،‬ف�إنه بعد مرور �شهر على توجيه الإنذار دون‬
‫جواب‪ ،‬ف�إن ذلك ي�ؤدي �إلى ف�سخ عقودهم بقوة القانون‪.‬‬
‫فم�صطلح «وحده» الوارد بالمادة ‪ 573‬تفيد ب�أن �صالحيته في هذا المجال ال ي�شاركه فيها �أي‬
‫جهاز �آخر من �أجهزة الم�سطرة الجماعية‪ ،‬وهذا ما يتعار�ض مع المادة ‪ 638‬من مدونة التجارة‬
‫التي تن�ص على ما يلي‪« :‬ي�سهر القا�ضي المنتدب على ال�سير ال�سريع للم�سطرة وعلى حماية‬
‫الم�صالح المتواجدة»‪ ،‬وال �شك �أن م�صلحة الأجراء هي �إحدى هذه الم�صالح التي ي�سهر القا�ضي‬
‫المنتدب على حمايتها‪ ،‬وهو ما �سيتعذر عليه تحقيقه �إن مار�س ال�سنديك ال�صالحية المخولة له‬
‫بمقت�ضى المادة ‪.573‬‬
‫لقد كان من الأولى على الم�شرع المغربي �أن ي�ستثني عقد ال�شغل من العقود الجارية التي‬
‫خول ب�ش�أنها لل�سنديك �صالحية المطالبة �أو عدم المطالبة بتنفيذها نظرا للطبيعة الخا�صة لهذا ‬
‫العقد مراعاة للجانب االجتماعي والذي يعتبر �أحد الأهداف التي يروم الم�شرع تحقيقها من وراء‬
‫�إجراءات الوقاية والمعالجة من �صعوبات المقاولة‪� ،‬إلى جانب الحفاظ على ا�ستمرارية ن�شاط‬
‫المقاوالت التي تعتر�ضها �صعوبات‪.‬‬

‫‪6 - Cour de cassation Française, Arrêt commercial, 2 Mars 1993, Dalloz 1993, p 572-IV-72, p 50.‬‬
‫ذكره محمد لفروجي‪� ،‬صعوبات المقاولة والم�ساطر الق�ضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬الرباط‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة‬
‫الأولى‪ ،‬فبراير ‪� ،2020‬ص ‪.302‬‬

‫‪53‬‬
‫لقد كان الجانب االجتماعي بال �شك وراء االتجاه الذي �سلكه الم�شرع الفرن�سي الذي ا�ستثنى‬
‫بمقت�ضى الفقرة الأخيرة من المادة ‪ 37‬من قانون ‪ 25‬يناير ‪ 1985‬عقد ال�شغل من تلك ال�صالحية‬
‫المخولة للمت�صرف ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫هذا الو�ضع المنتقد للمادة ‪ 573‬دفع بع�ض الفقه المغربي �إلى اعتبار عقد ال�شغل م�ستثنى من‬
‫تطبيق هذه المادة لأن الأجر في عقد ال�شغل له طابع اجتماعي واقت�صادي ال يمكن �إخ�ضاعه‬
‫لنف�س القواعد المفرو�ضة على باقي الديون المترتبة على رئي�س المقاولة التي تعتر�ضها �صعوبات‪،‬‬
‫ولأن عقد ال�شغل يخ�ضع لنظام خا�ص يختلف عن النظام المطبق على باقي العقود المبرمة مع‬
‫المقاولة ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫�أعتقد �أنه ال يمكن اعتماد هذين المبررين لإبعاد عقد ال�شغل عن دائرة العقود الجارية التي‬
‫خول ب�ش�أنها ال�سنديك �إمكانية المطالبة بتنفيذها �أو عدم تنفيذها‪ ،‬وذلك لأن الم�شرع لو �أراد‬
‫ل�ض َّمن ذلك �صراحة في المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة‪ ،‬مثلما َف َع َل في مواد‬
‫اعتماد هذا اال�ستثناء َ‬
‫�أخرى من ذات المدونة كالمادة ‪ 555‬التي ا�ستثنت الديون الناجمة عن عقد ال�شغل من المنع من‬
‫�سدادها �إذا كانت �سابقة لأمر رئي�س المحكمة القا�ضي بالوقف الم�ؤقت للإجراءات‪ ،‬والمادة ‪686‬‬
‫التي ا�ستثنت الأجراء من الت�صريح بديونهم ال�سابقة ل�صدور حكم فتح الم�سطرة �إلى ال�سنديك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬غياب مقت�ضيات خا�صة ب�إنهاء عقد ال�شغل‬
‫طبقا للمادة ‪ 592‬من مدونة التجارة قبل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة‪« :‬تقرر المحكمة ا�ستمرارية المقاولة �إذا كانت هناك �إمكانيات جدية لت�سوية‬
‫و�ضعها و�سداد خ�صومها‪.‬‬
‫�إن هذه القرارات الم�صاحبة لال�ستمرارية المذكورة �أعاله‪� ،‬إذا كانت �ست�ؤدي �إلى ف�سخ عقود‬
‫العمل‪ ،‬ف�إنه يجب تطبيق القواعد المن�صو�ص عليها في مدونة ال�شغل»‪.‬‬
‫من خالل المادة �أعاله‪ ،‬يت�ضح �أن الم�شرع لم ي�ضع �أحكاما خا�صة تطبق في حالة ف�سخ عقود‬
‫ال�شغل حينما يكون ذلك �ضروريا لمعالجة و�ضعية المقاولة التي تعتر�ضها �صعوبات‪ ،‬و�إنما �أحال‬
‫ب�ش�أن ذلك على مقت�ضيات مدونة ال�شغل‪ ،‬الأمر الذي دفع البع�ض �إلى الت�سا�ؤل عن المق�صود بهذه‬
‫الأحكام‪ ،‬هل هي تلك المتعلقة بالتعوي�ضات الواجب منحها للأجير عند �إنهاء عالقة ال�شغل‪� ،‬أم‬
‫يق�صد منها الم�سطرة الإدارية المطبقة في حالة الف�صل لأ�سباب تكنولوجية �أو هيكلية �أو اقت�صادية ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ - 7‬وهو ما يقابل ال�سنديك في مدونة النجارة المغربية‪.‬‬


‫‪ - 8‬محمد لفروجي‪ ،‬م�صير العقود الجارية التنفيذ في تاريخ فتح م�سطرة الت�سوية الق�ضائية‪ ،‬المجلة المغربية لقانون الأعمال‬
‫والمقاوالت‪ ،‬العدد ‪� ،6‬شتنبر ‪� ،2004‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 9‬عبد الرحيم ال�سلماني‪ ،‬و�ضعية الأجراء في ظل قانون معالجة �صعوبات المقاولة‪ ،‬مجلة كتابة ال�ضبط‪ ،‬العدد ‪� ،8‬ص‬
‫‪.155‬‬

‫‪54‬‬
‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬

‫الواقع �أن الم�شرع حين �إحالته في المادة ‪ 592‬على مدونة ال�شغل قد ا�ستعمل �صياغة عامة ال ‬
‫ت�سمح بطرح الت�سا�ؤل �أعاله‪ ،‬ما يعني �أن �سائر الأحكام الواردة في مدونة ال�شغل واجبة التطبيق‬
‫عند ف�سخ عقود ال�شغل جراء تقرير المحكمة ا�ستمرارية المقاولة �سواء تعلق الأمر بالأحكام‬
‫الخا�صة بالتعوي�ض عن �إنهاء عقد ال�شغل‪� ،‬أو بالم�سطرة الإدارية المطبقة في حالة الف�صل لأ�سباب‬
‫تكنولوجية �أو هيكلية �أو اقت�صادية‪� ،‬أو غيرها من الأحكام الأخرى الواردة في مدونة ال�شغل‪.‬‬
‫هذا الو�ضع �سيترتب عنه �أنه لف�سخ عقود ال�شغل يجب بداية طبقا للمادة ‪ 66‬من مدونة ال�شغل‬
‫تبليغ ذلك لمندوب الأجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم قبل �شهر واحد على الأقل‬
‫من تاريخ ال�شروع في م�سطرة الف�صل مع تزويدهم بالمعلومات ال�ضرورية ذات ال�صلة بالمو�ضوع‬
‫بما فيها �أ�سباب الف�صل‪ ،‬وعدد وفئات الأجراء المعنيين‪ ،‬والفترة التي يعتزم فيها ال�شروع في‬
‫الف�صل‪ ،‬وا�ست�شارتهم والتفاو�ض معهم حول الإجراءات التي من �ش�أنها �أن تحول دون الف�صل �أو‬
‫تقلل من �آثاره‪.‬‬
‫كما �أ�ضافت المادة ‪ 67‬من مدونة ال�شغل �أن ف�صل الأجراء في هذه الحالة يتوقف على �إذن‬
‫ي�سلمه عامل العمالة �أو الإقليم في �أجل �أق�صاه �شهران من تاريخ تقديم الطلب من طرف الم�شغل‬
‫�إلى المدير الإقليمي المكلف بال�شغل‪.‬‬
‫هذه المقت�ضيات �سبق للق�ضاء المغربي �أن كر�سها �سواء من خالل الق�ضاء التجاري �أو الق�ضاء‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫ففي حكم �صادر عن المحكمة التجارية بالدار البي�ضاء في ‪ 4‬مار�س ‪ 2002‬جاء فيه‪ ...« :‬وحيث‬
‫�أن مقت�ضيات المدونة في باب �صعوبات المقاولة عند تقرير ا�ستمرارية المقاولة �سمحت ب�إمكانية‬
‫ف�سخ عقود ال�شغل ك�إجراء وقرار م�صاحب لال�ستمرارية �شريطة اتباع وتطبيق القواعد المن�صو�ص ‬
‫عليها في مدونة ال�شغل ويتعين على ال�سنديك تنفيذ المخطط بهذا الخ�صو�ص ومراقبة تنفيذه‬
‫طبقا للمقت�ضيات القانونية‪. ...‬‬
‫‪10‬‬

‫وجاء في حكم البتدائية تطوان �صادر في ‪ 23‬يناير ‪« :2007‬وحيث �أنه وعلى �سبيل المناق�شة‬
‫ومادامت المدعى عليها تعاني من �صعوبات المقاولة وفتحت في مواجهتها م�سطرة الت�سوية‬
‫الق�ضائية‪ ،‬فكان لزام ًا عليها للتمل�ص من التزاماتها تجاه العمال �أن تمار�س م�سطرة الف�صل‬
‫لأ�سباب اقت�صادية �أو تكنولوجية المن�صو�ص عليها في المواد ‪ 66‬وما يليها‪ ،‬و�أنها لما لم تنهج هذا ‬
‫المنحى‪ ،‬تكون قد خالفت القانون الواجب العمل به‪ ،‬وتع�سفت في �إنهاء عقد العمل ويكون المدعي‬
‫محق ًا في طلباته‪ ،‬لكن في �إطار ما يخوله �إياه قانون ال�شغل» ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ - 10‬حكم �صادر عن المحكمة التجارية بالدار البي�ضاء بتاريخ ‪ 4‬مار�س ‪ ،2002‬ملف رقم ‪ ،2001/10/375‬غير من�شور‪.‬‬
‫‪ - 11‬حكم �صادر عن المحكمة االبتدائية بتطوان بتاريخ ‪ 23‬يناير ‪ ،2007‬ملف عدد ‪ ،15/06/503‬غير من�شور‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫كما ورد في قرار �صادر عن الغرفة االجتماعية بالمجل�س الأعلى في ‪� 27‬شتنبر ‪« :2006‬حيث‬
‫�أن الطاعنة �إن كانت قد وقعت في �أزمة اقت�صادية فقد كان عليها �سلوك مقت�ضيات المر�سوم‬
‫الملكي الم�ؤرخ في ‪ 1967 /08/14‬قبل �إقدامها على ف�صل العمال لأن الم�شرع لم يعمل على ن�سخ‬
‫‪12‬‬

‫مقت�ضيات هذا المر�سوم حين و�ضعه لمدونة خا�صة ب�صعوبات المقاولة‪ ،‬فالإعفاء الذي قام به‬
‫ال�سنديك دون �سلوكه لمقت�ضيات المر�سوم ال�سابق الذكر يجعل الطرد الذي تعر�ض له العمال ومن‬
‫بينهم الأجير م�شوب ًا بالتع�سف» ‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫غير �أن تكري�س هذه المقت�ضيات قد يترتب عنه ا�صطدام بين ال�سلطتين الق�ضائية والإدارية‪،‬‬
‫وذلك في الحالة التي تقرر فيها المحكمة التجارية ف�سخ بع�ض عقود ال�شغل للإبقاء على ا�ستمرارية‬
‫المقاولة‪ ،‬في حين ترف�ض ال�سلطة الإدارية منح الإذن لف�سخ تلك العقود نظرا لكون وظيفة هذه‬
‫ال�سلطة المتمثلة في حماية الأمن العام غالب ًا ما تتعار�ض مع الف�صل الجماعي للأجراء ‪ ،‬وهذا ‬
‫‪14‬‬

‫ما دفع البع�ض �إلى القول �أن هذا الو�ضع �سي�ؤدي �إلى تطبيق قاعدة جديدة هي قاعدة الإداري يعقل‬
‫الق�ضائي على غرار قاعدة الجنائي يعقل المدني ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫وقد حاول �آخرون �إيجاد حل لهذا اال�صطدام المحتمل بين ال�سلطتين الإدارية والق�ضائية‬
‫حينما اعتبر �أن ف�سخ عقود ال�شغل طبقا للمادة ‪ 592‬من مدونة التجارة ال يتوقف على الإذن الذي‬
‫ي�صدره عامل العمالة �أو الإقليم‪ ،‬لأن هذا الف�سخ يعتبر جزء ًا من م�سطرة ق�ضائية تخ�ضع في جل‬
‫�إجراءاتها للقرارات المتخذة من طرف المحكمة التجارية‪ ،‬والقا�ضي المنتدب‪ ،‬وال�سنديك ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫غير �أن اعتماد هذا الحل يبقى بحاجة �إلى �سند قانوني ليت�أتى تكري�سه من طرف العمل‬
‫الق�ضائي‪ ،‬وهو ما دفع بع�ض الفقه المغربي �إلى المناداة بوجوب تدخل الم�شرع لحل هذا الإ�شكال‬
‫من خالل معايير تن�سجم مع غاية العمل الق�ضائي والوظيفة الإدارية لتجنب كل احتكاك غير‬
‫م�ستحب بين ال�سلطتين ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ - 12‬تجدر الإ�شارة �إلى �أن هذا المر�سوم يتعلق ب�إدامة ن�شاط المقاوالت ال�صناعية والتجارية وبف�صل م�ستخدميها‪ ،‬وقد تم‬
‫ن�سخه ابتداء من تاريخ �سريان القانون المتعلق بمدونة ال�شغل‪.‬‬
‫‪ - 13‬قرار عدد ‪� 785‬صادر عن المجل�س الأعلى بتاريخ ‪� 27‬شتنبر ‪ ،2006‬ملف اجتماعي عدد ‪ ،2006/460‬ذكرته مليكة بن‬
‫زاهير‪ ،‬الف�صل لأ�سباب تكنولوجية �أو هيكلية �أو اقت�صادية و�إغالق المقاوالت‪ ،‬وزارة العدل‪ -‬المعهد العالي للق�ضاء‪-‬‬
‫ندوة حول مو�ضوع‪ :‬مدونة ال�شغل بعد �سنتين من التطبيق‪� ،‬سل�سلة الندوات واللقاءات والأيام الدرا�سية‪ ،‬العدد التا�سع‪،‬‬
‫‪� ،2007‬ص ‪ ،239‬هام�ش ‪.88‬‬
‫‪ - 14‬محمد الإدري�سي العلمي الم�شي�شي‪ ،‬التقرير الختامي لندوة معالجة �صعوبات المقاولة‪ ،‬مجلة المنتدى‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ال�سنة‬
‫‪� ،2002‬ص ‪.190‬‬
‫‪� - 15‬إدري�س فجر‪ ،‬م�ساهمة في درا�سة نظرية �أ�سباب انق�ضاء عقود العمل‪� ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون‬
‫الخا�ص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية بالدار البي�ضاء عين ال�شق‪� ،1999-1998 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ - 16‬محمد لفروجي‪� ،‬صعوبات المقاولة والماطر الق�ضائية الكفيلة بمراجعتها‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪ - 17‬محمد الإدري�سي العلمي الم�شي�شي‪ ،‬التقرير الختامي لندوة معالجة �صعوبات المقاولة‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪56‬‬
‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬

‫لذا‪ ،‬ي�ستح�سن تخ�صي�ص م�سطرة خا�صة بف�سخ عقود ال�شغل حين يتعلق الأمر بق�ضايا �صعوبة‬
‫المقاولة المعرو�ضة �أمام الق�ضاء التجاري‪ ،‬تمام ًا كما هو حال القانون الفرن�سي ال�صادر في ‪25‬‬
‫يناير ‪ 1985‬الذي ن�ص في المادة ‪ 63‬على �أنه عندما ي�ستدعي مخطط اال�ستمرارية ف�صل بع�ض ‬
‫الأجراء لأ�سباب اقت�صادية‪ ،‬ف�إنه يتعين على المحكمة قبل اعتماد هذا المخطط �إخطار وا�ست�شارة‬
‫لجنة المقاولة‪ ،‬وعند عدم وجودها مندوبي الأجراء‪ ،‬وكذا �إخطار ال�سلطة الإدارية فقط بالقرارات‬
‫الخا�صة ب�إنهاء بع�ض عقود ال�شغل‪.‬‬
‫هكذا يتبين كيف �أن الم�شرع الفرن�سي قد فطن لخ�صو�صية م�سطرة معالجة �صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫وخ�صها في حالة ف�سخ عقود ال�شغل بمقت�ضيات تنا�سب و�ضعية المقاولة التي تعتر�ضها �صعوبات ‪،‬‬
‫‪18‬‬

‫مي�سر ًا بذلك على الق�ضاء‪ ،‬عو�ض االكتفاء ب�إحاالت عامة كما هو حال المادة ‪ 592‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬محدودية امتياز ديون الأجراء‬
‫ت�شجيع ًا على ا�ستمرار التعامل مع المقاولة الخا�ضعة لم�سطرة الت�سوية الق�ضائية‪ ،‬منح الم�شرع‬
‫للدائنين النا�شئة ديونهم بعد فتح هذه الم�سطرة حق الأ�سبقية في ا�ستيفاء ديونهم‪ ،‬حيث جاء‬
‫في المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة قبل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر �صعوبات‬
‫المقاولة �أنه‪« :‬يتم �سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد �صدور حكم فتح الت�سوية‪ ،‬بالأ�سبقية‬
‫على كل ديون �أخرى �سواء كانت مقرونة �أم ال بامتيازات �أو ب�ضمانات»‪.‬‬
‫واعتبار ًا لكون �أجور الأجراء الم�ستحقة عن الفترة الالحقة ل�صدور حكم فتح الت�سوية تعتبر‬
‫بمثابة ديون نا�شئة ب�صفة قانونية‪ ،‬ف�إنه يترتب على ذلك معاملة ديون الأجراء بنف�س المعاملة‬
‫المطبقة على �سائر الدائنين النا�شئة ديونهم بعد �صدور الحكم المذكور‪ ،‬في�صير الأجر رغم‬
‫طابعه المعي�شي مزاحما بغيره من الديون‪.‬‬
‫ف�إذا كان الم�شرع قد تنبه عند و�ضعه لمدونة ال�شغل لطبيعة هذا الدين‪ ،‬وجعل الأجراء في‬
‫المادة ‪ 382‬ي�ستفيدون من امتياز الرتبة الأولى المقررة في الف�صل ‪ 1248‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود ق�صد ا�ستيفاء ما لهم من �أجور وتعوي�ضات في ذمة الم�شغل من جميع منقوالته‪ ،‬وا�ستيفاء‬
‫التعوي�ضات الناتجة عن الف�صل من العمل‪ ،‬ون�ص في المادة ‪ 261‬من ذات المدونة على ا�ستفادة‬
‫الأجير من امتياز الرتبة الأولى المقررة في الف�صل ‪ 1248‬المذكور ق�صد ا�ستيفاء ما له من تعوي�ض ‬
‫عن العطلة ال�سنوية الم�ؤدى عنها �أو تعوي�ض عن عدم التمتع بها‪ ،‬ف�إنه في مقابل ذلك‪ ،‬يالحظ �أن‬

‫‪18 - Michel MORAND, Quelques particularités des licenciements économiques dans l’entreprise en re-‬‬
‫‪dressement judiciaire ou liquidation judiciaire, supplément n° 2 à la semaine juridique (édition entre-‬‬
‫‪prise) n° 10 du 7 Mars 2002, p 21.‬‬

‫‪57‬‬
‫مدونة التجارة لم تخ�ص�ص هذا الدين ب�أي معاملة خا�صة تنا�سب طبيعته المعي�شية‪ ،‬الأمر الذي‬
‫قد ينعك�س �سلب ًا على الأجراء في الحالة التي ال تكفي فيها �أموال المقاولة ل�سداد الديون النا�شئة‬
‫بعد �صدور حكم فتح الت�سوية‪ ،‬بحيث ال يبقى المتياز الرتبة الأولى التي خ�صها بها الم�شرع في‬
‫مدونة ال�شغل �أي �أهمية‪.‬‬
‫هذا الو�ضع‪ ،‬تنبه �إليه الم�شرع الفرن�سي في قانون ‪ 25‬يناير ‪ 1985‬حينما قدم في الف�صل ‪40‬‬
‫منه ديون الأجراء على �سائر الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد حكم فتح الم�سطرة‪ ،‬ممتعا �إياها‬
‫بما ي�سمى امتياز االمتيازات‪ ،‬كما �أحدث جمعية لت�أمين ديون الأجراء ت�ضمن �أداء ديون الأجراء‬
‫‪19‬‬

‫�إذا لم يت�أت �أدا�ؤها من �أموال المقاولة المعنية‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬مرحلة ما بعد ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س من مدونة التجارة‬
‫�أخذ الم�شرع المغربي‪ ،‬بمنا�سبة ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س من مدونة التجارة المتعلق‬
‫بم�ساطر �صعوبات المقاولة‪ ،‬بعين االعتبار االنتقادات �أعاله‪ ،‬من خالل معاملة عقد ال�شغل معاملة‬
‫مغايرة لباقي العقود الجارية (الفقرة الأولى)‪ ،‬و�إقرار مقت�ضيات خا�صة ب�إنهاء عقد ال�شغل‬
‫(الفقرة الثانية)‪ ،‬لكن مع ا�ستمرار محدودية امتياز ديون الأجراء في بع�ض الحاالت (الفقرة‬
‫الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة الأولى‪ :‬معاملة عقد ال�شغل معاملة مغايرة لباقي العقود الجارية‬
‫طبقا للمادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة‪« :‬ب�إمكان ال�سنديك وحده �أن يطالب بتنفيذ العقود الجارية بتقديم الخدمة‬
‫المتعاقد ب�ش�أنها للطرف المتعاقد مع المقاولة‪ .‬ويف�سخ العقد بقوة القانون بعد توجيه �إنذار �إلى‬
‫ال�سنديك يظل دون جواب لمدة تفوق �شهرا‪.‬‬
‫يجب على المتعاقد �أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها ال�سابقة لفتح‬
‫الم�سطرة‪ ،‬وال يترتب عن عدم تنفيذ هذه االلتزامات �سوى منح الدائنين حق الت�صريح بها في‬
‫قائمة الخ�صوم‪.‬‬
‫عندما ال يختار ال�سنديك متابعة تنفيذ العقد‪ ،‬يمكن �أن ي�ؤدي ذلك �إلى دعوى للتعوي�ض عن‬
‫الأ�ضرار يدرج مبلغه في قائمة الخ�صوم‪ .‬غير �أنه يمكن للطرف الآخر ت�أجيل �إرجاع المبالغ‬
‫الزائدة التي دفعتها المقاولة تنفيذا للعقد �إلى حين البت في دعوى التعوي�ض عن الأ�ضرار‪.‬‬
‫ت�ستثنى عقود ال�شغل من تطريق مقت�ضيات الفقرات ال�سابقة‪.‬‬
‫‪»...‬‬
‫‪19 - Association pour la gestion du régime d’assurance des créances des salariés.‬‬

‫‪58‬‬
‫هل يتفاءل الأجراء بتعديالت م�ساطر �صعوبات المقاولة؟‬

‫مما �سبق‪ ،‬يت�ضح �أن الم�شرع المغربي قد انتبه للثغرة التي كانت تعتري ن�صو�صه ال�سابقة قبل‬
‫ن�سخها وتعوي�ضها‪ ،‬والتي كانت تجعل ال�سنديك وحده هو الم�س�ؤول عن المطالبة بتنفيذ العقود‬
‫الجارية بتقديم الخدمة المتعاقد ب�ش�أنها للطرف المتعاقد مع المقاولة‪ ،‬حيث ا�ستثنى الم�شرع‬
‫عقود ال�شغل من تلك ال�سلطة المخولة لل�سنديك تجاه العقود الجارية بتقديم الخدمة‪ ،‬وبالتالي‬
‫لم يعد ا�ستمرار تنفيذ هذه العقود �أو عدم تنفيذها بيد ال�سنديك‪ ،‬بل يخ�ضع لمقت�ضيات خا�صة‬
‫ب�إنهاء عقد ال�شغل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪� :‬إقرار مقت�ضيات خا�صة ب�إنهاء عقد ال�شغل‬
‫تن�ص المادة ‪ 624‬من مدونة التجارة بعد ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة على ما يلي‪« :‬تقرر المحكمة ا�ستمرارية المقاولة �إذا كانت هناك �إمكانات جدية‬
‫لت�سوية و�ضعها و�سداد خ�صومها‪.‬‬
‫ي�شير مخطط اال�ستمرارية الذي تح�صره المحكمة‪� ،‬إن اقت�ضى الحال‪� ،‬إلى التغييرات الواجب‬
‫�إدخالها على ت�سيير المقاولة وفقا للمقت�ضيات الموالية وبمقت�ضى ت�صفية الخ�صوم المحددة‬
‫تطبيقا للمواد من ‪� 630‬إلى ‪� 634‬أدناه‪.‬‬
‫يمكن للمحكمة ان تح�صر مخطط اال�ستمرارية حتى ولو لم تنته عملية تحقيق الديون التي‬
‫تمت وفق مقت�ضيات المواد من ‪� 721‬إلى ‪� 732‬أدناه‪.‬‬
‫ترفق هذه اال�ستمرارية بتوقيف �أو �إ�ضافة �أو تفويت بع�ض قطاعات الن�شاط‪� .‬إن اقت�ضى الحال‪،‬‬
‫تخ�ضع التفويتات التي تتم وفق هذه المادة لمقت�ضيات الق�سم الخام�س من هذا الكتاب‪.‬‬
‫�إذا كانت القرارات الم�صاحبة لال�ستمرارية المذكورة �أعاله �ست�ؤدي �إلى ف�سخ عقود ال�شغل‪،‬‬
‫ف�إن هذا الف�سخ يعتبر واقعا لأ�سباب اقت�صادية بالرغم من كل مقت�ضى قانوني مخالف‪.‬‬
‫غير �أن هذا الف�سخ ال ي�صبح �ساري المفعول �إال بعد توجيه �إ�شعار بذلك من قبل ال�سنديك �إلى‬
‫كل من المندوب الإقليمي لل�شغل وعامل العمالة �أو الإقليم المعني‪ ،‬ويحتفظ الأجراء المف�صولين‬
‫‪20‬‬

‫بكل الحقوق المخولة لهم قانونا»‪.‬‬


‫بذلك‪ ،‬بعد �أن كان الن�ص ال�سابق يحيل على مدونة ال�شغل عند الرغبة في �إنهاء عقود ال�شغل‪،‬‬
‫مع ما يترتب على ذلك من �ضرورة انتظار �إذن عامل العمالة �أو الإقليم من �أجل �إنهاء عقود ال�شغل‬
‫طبقا للمادة ‪ 67‬من مدونة ال�شغل الم�شار �إليها �أعاله‪ ،‬ف�إن الو�ضع قد تغير بعد ن�سخ وتعوي�ض ‬
‫الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر �صعوبات المقاولة‪ ،‬حيث انتقل الو�ضع من �إذن عامل العمالة‬
‫�أو الإقليم �إلى مجرد �إ�شعار ي�صدر عن ال�سنديك يخبر من خالله المدير الإقليمي لل�شغل وعامل‬

‫‪ - 20‬تم ا�ستبدال ت�سمية «المندوب الإقليمي لل�شغل» بت�سمية «المدير الإقليمي لل�شغل»‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫العمالة �أو الإقليم المعني بالحاجة �إلى ف�سخ بع�ض عقود ال�شغل لأجل الحفاظ على ا�ستمرارية‬
‫المقاولة‪ ،‬وا�ضعا بذلك حدا لذاك الإ�شكال الذي كان يجعل م�صير ا�ستمرارية المقاولة متوقف‬
‫على �إذن عامل العمالة �أو الإقليم‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ا�ستمرار محدودية امتياز ديون الأجراء‬
‫تن�ص المادة ‪ 590‬من مدونة التجارة بعد ن�سخ وتعوي�ض الكتاب الخام�س المتعلق بم�ساطر‬
‫�صعوبات المقاولة على ما يلي‪« :‬يتم �سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد �صدور حكم فتح‬
‫م�سطرة الت�سوية الق�ضائية‪ ،‬والمتعلقة بحاجيات �سير هذه الم�سطرة �أو تلك المتعلقة بن�شاط‬
‫المقاولة وذلك خالل فترة �إعداد الحل في تواريخ ا�ستحقاقها‪.‬‬
‫وفي حالة تعذر �أدائها في تواريخ ا�ستحقاقها‪ ،‬ف�إنها ت�ؤدى بالأ�سبقية على كل الديون الأخرى‬
‫�سواء كانت مقرونة �أم ال بامتيازات �أو ب�ضمانات‪ ،‬با�ستثناء الأف�ضلية المن�صو�ص عليها في المادتين‬
‫‪ 558‬و‪� 565‬أعاله»‪.‬‬
‫مما �سبق‪ ،‬يمكن القول �إن الم�شرع قد �أدخل تعديال على م�ضمون هذه المادة‪ .‬فبعد �أن كان‬
‫الن�ص ال�سابق ي�سمح‪ ،‬ب�سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد �صدور حكم فتح الت�سوية بالأ�سبقية‬
‫على كل الديون �سواء كانت مقرونة �أم ال بامتيازات �أو ب�ضمانات‪ ،‬ب�شكل مطلق‪ ،‬جاء الن�ص الحالي‬
‫لين�ص على �إجراء �سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد �صدور حكم فتح م�سطرة الت�سوية‬
‫الق�ضائية في تواريخ ا�ستحقاقها متى كانت متعلقة بحاجيات �سير هذه الم�سطرة �أو تلك المتعلقة‬
‫بن�شاط المقاولة خالل فترة �إعداد الحل‪.‬‬
‫لكن هذا التعديل لن يكون كافيا‪ ،‬ما دامت الفقرة الثانية من المادة ‪� 590‬أعاله‪ ،‬تعود لت�سمح‬
‫ب�سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد �صدور حكم فتح م�سطرة الت�سوية الق�ضائية بالأ�سبقية‬
‫على كل الديون الأخرى �سواء كانت مقرونة �أم ال بامتيازات �أو ب�ضمانات‪ ،‬دون �أن تتثني من ذلك‬
‫ديون الأجراء المتمتعة بامتياز طبقا للمادة ‪ 382‬من مدونة ال�شغل‪.‬‬
‫مما �سبق يمكن القول‪� ،‬إنه �إذا كان الم�شرع المغربي قد نجع‪ ،‬من خالل ن�سخ وتعوي�ض الكتاب‬
‫الخام�س من مدونة التجارة المتعلق بم�ساطر �صعوبات المقاولة‪ ،‬في حماية الأجراء من خالل‬
‫معاملة عقد ال�شغل معاملة مغايرة لباقي العقود الجارية‪ ،‬ومن خالل تخ�صي�ص مقت�ضيات خا�صة‬
‫ب�إنهاء عقود ال�شغل‪� ،‬إال �إن التغيير الذي طر�أ على فترة �سداد الديون النا�شئة ب�صفة قانونية بعد‬
‫�صدور حكم فتح م�سطرة الت�سوية الق�ضائية لم يكن كافيا ل�ضمان �سداد ديون الأجراء النا�شئة قبل‬
‫�صدور حكم فتح م�سطرة الت�سوية الق�ضائية‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like