Ar FN Adart Al WQT

‫تابع الجديد والحصري على موقع األلوكة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬
‫فن إدارة الوقت‬
‫‪ten.hakula.www‬‬ ‫‪ ‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫إهداء‬
‫إلى أولئك الجنود المجهولين‪ .‬الذين حملوا هم الدعوة فبذلوا‬
‫في سبيلها جل أوقاتهم؛ أولئك الذين يجري هم اإلسالم في‬
‫عروقهم ودمائهم‪.‬‬
‫مع كل حركة وسكنة‪ ،‬مع كل ذهاب وإياب‪ ،‬مع غروب كل‬
‫شمس‪ ،‬وإشراقة كل صباح؛ يستيقظ هم اإلسالم في قلوبهم‪ ،‬ال‬
‫يقر له قرار‪ ،‬وال يهدأ له بال‪ ،‬حتى يأتي نصر هللا‪.‬‬
‫إلى أولئك‪.....‬‬
‫نهدي هذا الكتاب‬
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم‪ H‬على رسول هللا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه ومن وااله وبعد‪:‬‬
‫فموضوع‪ H‬إدارة الوقت يهم طائفة من الناس؛ وهم الذين‬
‫يحسون أن الوقت المتاح ال يكفي لتحقيق طموحاتهم‬
‫ومشاريعهم‪ ،‬وأهدافهم النبيلة‪.‬‬
‫هذا الصنف من الناس غالبًا صفوة المجتمع‪ ،‬ورجاالته‪،‬‬
‫وقواده؛ هم أصحاب الفكر‪ ،‬أصحاب الطموح والمشاريع‬
‫الكبيرة‪ ،‬أصحاب اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫ما عدا هؤالء فهم غير معنيين بخطاب هذا البحث؛ إذ‬
‫ليس لديهم من اآلمال ما يمأل الوقت‪ H‬المتاح‪ ،‬بله أن يزيد‬
‫على الوقت‪ H‬المتوفر لهم‪.‬‬
‫وإلى الصنف األول نوجه الخطاب فنقول‪ :‬إننا نشكو‬
‫كثيرًا من ضيق الوقت ولكن عندما نتأمل المشكلة نجد أنها‬
‫ليست في الوقت نفسه فحسب‪ H،‬بل في أحيان كثيرة تكون من‬
‫كيفية االستفادة من الوقت؛ وهو ما يمكن أن نسميه بـ‪« :‬فن‬
‫إدارة الوقت»‪.‬‬
‫الوقت في نصوص الشرع‬
‫النصوص في أهمية العمر وقيمته كثيرة جدًا‪ ،‬وقد أقسم هللا‬
‫الض َحى‪‬‬
‫ص ِر‪َ ، ‬و ُّ‬
‫عز وجل به في مواضع كثيرة فقال‪َ  :‬وا ْل َع ْ‬
‫‪َ ، ‬واللَّ ْي ِل ِإ َذا يَ ْغشَى‪.‬‬
‫واألحاديث في أهميته والحث على استغالله كثيرة؛ فمن‬

‫ذلك‪:‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫‪-1‬‬
‫‪« :‬نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»‬
‫رواه البخاري(‪ )1‬وغيره‪.‬‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬ ‫‪-2‬‬
‫‪« :‬أعذر هللا عز وجل إلى امرئ أخر عمره حتى بلّغه ستين‬
‫سنة» رواه البخاري(‪.)2‬‬
‫وعنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :‬من ع ّمره هللا تعالى‬ ‫‪-3‬‬
‫ستين سنة‪ ،‬فقد أعذر إليه في العمر» رواه اإلمام أحمد(‪.)3‬‬
‫عن أبي برزة األسلمي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫رسول هللا ‪« :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن‬
‫عمره‪ :‬فيم أفناه؟ وعن علمه‪ :‬فيم فعل؟ وعن ماله‪ :‬من أين‬
‫اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه‪ :‬فيم أباله؟» رواه الترمذي‬
‫وصححه(‪.)4‬‬
‫وفي رواية‪« :‬عن شبابه‪ :‬فيم أباله؟»‪ ،‬وعلى هذه الرواية‬
‫نالحظ أن ‪ % 50‬من األسئلة عن الوقت وعمر اإلنسان مما يدل‬
‫(?) فتح الباري‪ ،)11/229( :‬كتاب الرقاق‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫(?) فتح الباري‪ ،)11/238( :‬كتاب الرقاق‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫(?) مسند اإلمام أمحد‪.)2/417( :‬‬ ‫‪3‬‬
‫(?) سنن الرتمذي‪ )4/612( :‬حديث رقم (‪ ،)2417‬كتاب صفة القيامة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫على أهميته‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي هللا عنهما مرفوعًا‪« :‬اغتنم‬ ‫‪-5‬‬
‫سا؛ قبل خمس‪ :‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬وصحتك قبل سقمك‪،‬‬ ‫خم ً‬
‫وغناك قبل فقرك‪ ،‬وفراغك قبل شغلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك»‬
‫رواه الحاكم في المستدرك وصححه وافقه الذهبي(‪.)1‬‬
‫نتف من كالم العلماء‬
‫والشعراء في أهمية الوقت‪:‬‬
‫قال ابن مسعود رضي هللا عنه‪« :‬إني ألمقت الرجل أن أراه‬
‫فار ًغا ليس في شيء من عمل الدنيا وال اآلخرة»‪.‬‬
‫وقال عمر بن عبد العزيز رحمه هللا‪« :‬الليل والنهار يعمالن‬
‫فيك فاعمل فيهما»‪.‬‬
‫وقال الشافعي رحمه هللا‪« :‬صحبت الصوفية فلم أستفد منهم‬
‫سوى حرفين؛ أحدهما‪ :‬قولهم‪ :‬الوقت سيف‪ ،‬فإن لم تقطعه‬
‫قطعك ـ وذكر الكلمة األخرى وهي‪ :‬نفسك إن شغلتها بالحق‬
‫وإال شغلتك بالباطل»‪.‬‬
‫وقال الحسن البصري رحمه هللا تعالى‪« :‬يا بن آدم‪ ،‬إنما‬
‫أنت أيام‪ ،‬فإذا ذهب يوم ذهب بعضك»‪.‬‬
‫وقال‪« :‬أدركت أقوا ًما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا‬
‫على دراهمكم ودنانيركم»‪.‬‬
‫(?) املس ‪33‬تدرك‪ ،)4/306( 3:‬وص ‪33‬ححه الس ‪33‬يوطي‪ ،‬ورواه اإلم ‪33‬ام أمحد بس ‪33‬ند حسن‬ ‫‪1‬‬
‫كما قال الزين العراقي؛ انظر‪ :‬فيض القدير (‪.)2/16‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ما مضى فات والمؤمل غيب‬
‫ولك الساعة التي أنت فيها‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫دقات قلب المرء قائلة له‬
‫إن الحياة دقائق وثوان‬
‫والوقت أنفس ما عنيت بحفظه‬
‫وأراه أسهل ما عليك يضيع‬
‫إذا كان رأس المال عمرك فاحترز‬
‫(‪)1‬‬
‫عليه من اإلنفاق في غير واجب‬
‫خصائص نظرة السلف للوقت‬

‫وتعاملهم معه‬
‫أواًل ‪ :‬الغيرة الشديدة على ما ضاع منه‪:‬‬
‫ولذلك نماذج‪:‬‬
‫قال عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه‪« :‬ما ندمت‬ ‫‪-1‬‬
‫على شيء ندمي على يوم غربت شمسه‪ ،‬نقص فيه أجلي‪ ،‬ولم‬
‫(?) انظر األقوال السابقة‪ :‬قيمة الزمن عند العلماء‪ ،‬عبد الفتاح أبو غدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫يزد فيه عملي»‪.‬‬

‫كان الخليل بن أحمد الفراهيدي يقول‪« :‬أثقل‬ ‫‪-2‬‬
‫الساعات عل ّي‪ :‬ساعة آكل فيها»‪ .‬ويالحظ أنه عد وقت األكل‬
‫ضياعًا للوقت مع أنه ضرورة والبد منه‪.‬‬
‫وقال الفخر الرازي‪« H:‬وهللا إنني أتأسف في الفوات‬ ‫‪-3‬‬
‫عن االشتغال بالعلم في وقت األكل‪ ،‬فإن الوقت والزمان‬
‫عزيز»‪.‬‬
‫وكان عثمان الباقالوي دائم الذكر هلل تعالى فقال‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫«إني وقت اإلفطار أحس بروحي كأنها تخرج‪ ،‬ألجل اشتغالي‬
‫باألكل عن الذكر»‪.‬‬
‫ثانيً‪xx‬ا‪ :‬االس‪xx‬تفادة الكاملة من كل دقيقة وثانية ممكنة‬
‫فيما ينفع‪:‬‬
‫ولذلك نماذج كثيرة منها‪:‬‬
‫مرض أبو يوسف القاضي فعاده أحد تالميذه‬ ‫‪-1‬‬
‫فوجده مغمي عليه‪ ،‬فلما أفاق قال أبو يوسف‪« :‬يا إبراهيم ما‬
‫تقول في مسألة؟‪ .‬قلت‪ :‬في مثل هذه الحالة!! قال‪ :‬وال بأس‬
‫بذلك‪ ،‬لعله ينجو به ناج‪ ،‬قال تلميذه إبراهيم بعد أن تباحثا في‬
‫المسألة‪ :‬فخرجت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت‬
‫الصراخ عليه وإذا هو قد مات رحمه هللا»‪.‬‬
‫وكان الفتح بن خاقان يحمل الكتاب في كمه‪ ،‬فإذا‬ ‫‪-2‬‬
‫قام من بين يدي المتوكل للبول أو الصالة‪ ،‬أخرج الكتاب فنظر‬

‫فيه وهو يمشي‪ ،‬حتى يبلغ الموضع الذي يريده‪ ،‬ثم يصنع مثل‬
‫ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه‪ ،‬فإذا أراد المتوكل القيام‬
‫لحاجة‪ ،‬أخرج الكتاب من كمه وقرأه في مجلس المتوكل إلى‬
‫حين عودته‪.‬‬
‫قال الخطيب البغدادي في إسماعيل بن إسحاق‬ ‫‪-3‬‬
‫القاضي‪« :‬ما دخلت عليه قط إال ورأيته وفي يده كتاب ينظر‬
‫فيه‪ ،‬أو ينفض الكتب»‪.‬‬
‫وهذا أبو نعيم األصفهاني يُقرأ عليه في الطريق‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهذا الخطيب البغدادي يقرأ في طريقه الجزء من الحديث‪.‬‬
‫قال ابن عقيل‪« :‬إني ال يحل لي أن أضيع ساعة‬ ‫‪-5‬‬
‫من عمري‪ ،‬حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة‪،‬‬
‫وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا‬
‫منطرح‪ ،‬فال أنهض إال وقد خطر لي ما أسطره‪ ،‬وإني ألجد من‬
‫حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده‬
‫وأنا ابن عشرين سنة»‪.‬‬
‫قال الضياء المقدسي واصفًا الشيخ عبد الغني‬ ‫‪-6‬‬
‫المقدسي‪« :‬وكان ال يضيع شيئا من زمانه؛ كان يصلي الفجر‪،‬‬
‫ويلقن القرآن‪ ،‬وربما لقن الحديث‪ ،‬ثم يقوم فيتوضأ ويصلي‬
‫ثالثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبيل الظهر‪ ،‬فينام نومة‬
‫فيصلي الظهر‪ ،‬ويشتغل بالتسميع أو النسخ إلى المغرب‪ ،‬فيفطر‬
‫إن كان صائ ًما‪ ،‬ويصلي العشاء ثم ينام إلى نصف الليل أو بعده‪،‬‬
‫ثم يتوضأ ويصلي إلى قريب الفجر‪ ...‬ثم ينام نومة يسيرة قبل‬
‫الفجر‪ ،‬وهذا دأبه»‪.‬‬
‫قال موسى التبوذكي‪« H:‬لو قلت إني ما رأيت‬ ‫‪-7‬‬
‫حماد بن سلمة ضاح ًكا لصدقت؛ كان مشغوال‪ :‬إما أن يحدث‪ ،‬أو‬
‫يقرأ أو يسبح‪ ،‬أو يصلي‪ ،‬وقد قسم النهار على ذلك‪ ،‬ومات‬
‫رحمه هللا وهو في الصالة‪ .‬وكان يقال‪ :‬لو قيل لحماد إنك تموت‬
‫غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيًئا»‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أهمية الوقت تجري في عروقهم ودمائهم‪:‬‬
‫ولذلك نماذج منها‪:‬‬
‫كان لمحمد بن سحنون جارية يقال لها أم مدام‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وكان عندها يو ًما وقد شغل في تأليف كتاب إلى الليل‪ ،‬فحضر‬
‫الطعام‪ ،‬فاستأذنته فقال لها‪ :‬أنا مشغل الساعة‪ ،‬فلما طال عليها‬
‫االنتظار‪ ،‬جعلت تلقمه الطعام حتى أكله كله‪ ،‬واستمر في تأليفه‬
‫إلى أن أذن لصالة الصبح‪ ،‬فقال شغلنا عنك أم مدام الليلة‪ ،‬هات‬
‫ما عندك‪ ،‬فقالت‪ :‬قد وهللا يا سيدي ألقمته لك‪ ،‬فقال‪ :‬ما شعرت‬
‫بذلك‪ .‬والعجب منه كيف لم يشغله الجوع عن طلب العلم‪ ،‬وكيف‬
‫أخذ العلم بمجامع قلبه‪.‬‬
‫كان ابن الخياط يدرس جميع أوقاته حتى في‬ ‫‪-2‬‬
‫الطريق‪ ،‬وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة‪.‬‬
‫حدث بعض الرواة الذين حضروا ابن جرير قبل‬ ‫‪-3‬‬
‫موته بساعة أنه ذكر له دعاء جعفر بن محمد‪ ،‬فاستدعى محبرة‬

‫وصحيفة وكتبه‪ ،‬فقيل له‪ :‬أفي هذه الحال؟ فقال‪ :‬ينبغي لإلنسان‬
‫أن ال يدع اقتباس العلم حتى الممات‪.‬‬
‫حدث أن سليم الرازي حفي عليه القلم يو ًما‪ ،‬فإلى‬ ‫‪-4‬‬
‫أن قطه جعل يحرك شفتيه‪ ،‬فعلم أنه يقرأ بإزاء إصالحه القلم‪،‬‬
‫لئال يمضي عليه زمان وهو فارغ‪.‬‬
‫وكان شيخ اإلسالم ابن تيمية قد أصابه مرض‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فقال له الطبيب‪ :‬إن مطالعتك وكالمك في العلم يزيد المرض‪،‬‬
‫فقال ابن تيمية‪ :‬ال أصبر على ذلك‪ ،‬وأنا أحاكمك إلى علمك؛‬
‫أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة‪ ،‬فدفعت‬
‫المرض‪ ،‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬فقال ابن تيمية‪ :‬فإن نفسي تسر بالعلم‪،‬‬
‫فتقوى الطبيعة‪ ،‬فأجد راحة‪ ،‬فقال الطبيب‪ :‬هذا خارج عن‬
‫عالجنا‪.‬‬
‫وقال بعض السلف ألصحابه‪« :‬إذا خرجتم من‬ ‫‪-6‬‬
‫عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه‪ ،‬ومتى اجتمعتم‬
‫تحدثتم»‪.‬‬
‫راب ًع‪xxxx‬ا‪ :‬غلبة ه ّم اآلخ‪xxxx‬رة في اس‪xxxx‬تثمار األوق‪xxxx‬ات‬
‫وتقديمه على كل المنافع والمصالح الدنيوية‪:‬‬
‫كانوا رحمهم هللا يحملون ه ّم اآلخرة؛ ولذا تجدهم يقدمون‬
‫أعمال اآلخرة على أعمال الدنيا ولو كانت مهمة‪ ،‬ولذلك‬
‫نماذج منها‪:‬‬
‫كان محمد بن الحسن الشيباني ال ينام الليل‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وكان يضع عنده كتبًا فإذا مل من نوع نظر في آخر‪ ،‬وكان‬
‫يزيل نومه ويقول‪ :‬إن النوم من الحرارة‪ .‬وعلى أهمية النوم‬
‫وضرورته نالحظ أنهم يحرصون على التقلل منه قدر اإلمكان‪.‬‬
‫كان السلف رحمهم هللا يشترون أوقاتهم بالمال‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فهذا يحيى بن معين خلف له والده ألف ألف درهم فأنفقها كلها‬
‫على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه‪ ،‬ولم يضع وقته‬
‫بالتكسب والتكثر من المال والدنيا‪.‬‬
‫‪ -3‬خرج ابن مالك يو ًما مع أصحابه للفرجة بدمشق فلما‬
‫بلغوا الموضع وجدوه منكبًا على أوراق‪ ،‬ولم يشتغل بالفرجة‬
‫كما اشتغل أصحابه‪.‬‬
‫‪ -4‬كان النووي ال يأكل في اليوم والليلة إال أكلة واحدة بعد‬
‫العشاء ويشرب شربة عند السحر‪ ،‬وكان يمتنع من أكل الفواكه‬
‫والخيار‪ ،‬ويقول‪ :‬أخاف أن يرطب جسمي ويجلب لي النوم‪.‬‬
‫‪ -5‬كان محمد بن سالم البيكندي شيخ البخاري جالسًا في‬
‫مجلس اإلمالء والشيخ يحدث ويملي‪ ،‬فانكسر قلم محمد فأمر‬
‫مناديًا ينادي‪ :‬قلم بدينار‪ ،‬فتطايرت إليه األقالم‪.‬‬
‫‪ -6‬وكان ثعلب النحوي ال يفارقه كتاب يدرسه‪ ،‬فإذا دعاه‬
‫رجل إلى دعوة شرط عليه أن يوسع له مقدار مسورة ـ وهي‬
‫المتكأ من الجلد ـ يضع فيها كتابًا يقرأ‪.‬‬
‫‪ -7‬وكان إمام الحرمين يقول‪ :‬أنا ال أنام وال آكل عادة‪ ،‬وإنما‬
‫أنام أي وقت كان‪.‬‬

‫‪ -8‬وكان ابن عقيل يختار سف الكعك وتحسيه بالماء على‬
‫الخبز ألجل ما بينهما من تفاوت المضغ‪ ،‬توفرًا على مطالعة أو‬
‫تسطيرًا لفائدة‪.‬‬
‫‪ -9‬وكان داود الطائي يستف الفتيت ويقول‪ :‬بين سف الفتيت‬
‫وأكل الخبز قراءة خمسين آية‪.‬‬
‫‪ -10‬وكان األصبهاني يمتنع عن األكل كثيرًا لئال يحتاج إلى‬
‫الشرب‪ ،‬فيحتاج إلى دخول الخالء‪ ،‬فيضيع عليه الزمان‪.‬‬
‫سا‪ :‬االستفادة من الغير في الحفاظ على الوقت‪:‬‬
‫خام ً‬
‫قال عبيد بن يعيش‪ :‬أقمت ثالثين سنة ما أكلت‬ ‫‪-1‬‬
‫بيدي بالليل‪ ،‬كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث‪.‬‬
‫وكان ابن الجوزي يعد أعمااًل لزواره من قطع‬ ‫‪-2‬‬
‫الكاغد‪ ،‬وبري األقالم‪ ،‬وحزم الدفاتر ونحوها توفيرًا لوقته‪.‬‬
‫وكان ابن تيمية الجد إذا دخل الخالء أمر من‬ ‫‪-3‬‬
‫يقرأ عليه ويقول‪ :‬ارفع صوتك‪.‬‬
‫وكان ابن النفيس الطبيب إذا أراد التصنيف‬ ‫‪-4‬‬
‫توضع له األقالم مبرية‪ ،‬ويدير وجهه إلى الحائط‪ ،‬ويأخذ في‬
‫التصنيف إمال ًء من خاطره‪ ،‬ويكتب مثل السيل إذا انحدر‪ ،‬فإذا‬
‫كل القلم وحفي‪ ،‬رمى به وتناول غيره لئال يضيع عليه الزمان‬
‫في بري القلم‪.‬‬
‫سا‪ :‬عدم المجاملة في التصرف في الوقت‪:‬‬

‫ساد ً‬
‫‪ -1‬كان الحاكم الشهيد يصوم االثنين والخميس‪ ،‬وكان يقعد‬
‫والكتب بين يديه ـ وهو وزير السلطان ـ فيأذن لمن ال يجد ب ًّدا‬
‫من اإلذن له ثم يشتغل بالتصنيف‪ ،‬فيقوم الداخل لما يرى من‬
‫انشغاله عنه‪ ،‬ولقد شكاه بعضهم إلى الوالي فقال‪ :‬ندخل عليه وال‬
‫يكلمنا‪ ،‬ويأخذ القلم بيده ويدعنا ناحية‪.‬‬
‫ودخل عليه أحد األمراء يو ًما فقام له قائ ًما ولم يتحرك من‬
‫مكانه ورده من باب الصفة‪ ،‬وقال‪ :‬انصرف أيها األمير‪ ،‬فليس‬
‫هذا يومك‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال رجل لعامر بن عبد قيس‪ :‬كلمني‪ ،‬فقال له عامر‪:‬‬
‫أمسك الشمس‪.‬‬
‫‪ -3‬ودخل بعضهم على رجل من السلف فقالوا‪ :‬لعلنا‬
‫شغلناك‪ ،‬فقال‪ :‬أصدقكم؟! كنت أقرأ فتركت القراءة ألجلكم‪.‬‬
‫‪ -4‬كان جماعة عند معروف الكرخي‪ ،‬فأكلوا فقال‪ :‬إن ملك‬
‫الشمس ال يفتر عن سوقها‪ ،‬فمتى تريدون القيام‪.‬‬
‫س‪xx‬اب ًعا‪ :‬ع‪xx‬دم تض‪xx‬ييع الف‪xx‬رص المتاحة في اس‪xx‬تثمار‬
‫الوقت‪:‬‬
‫قال محمد بن الفضيل‪ H:‬سألني يحيى بن معين‬ ‫‪-1‬‬
‫عن هذا الحديث أول ما جلس إلي‪ ،‬فقلت‪ :‬حدثنا حماد بن سلمة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬لو كان من كتابك‪ ،‬فقمت ألخرج كتابي‪ ،‬فقبض على ثوبي‬
‫ثم قال‪ :‬أمله علي‪ ،‬فإني أخاف أن ال ألقاك‪ ،‬فأمليته عليه‪ ،‬ثم‬
‫أخرجت كتابي فقرأته عليه‪.‬‬
‫وحفظ ابن مالك رحمه هللا يوم موته ثمانية‬ ‫‪-2‬‬
‫أبيات‪ ،‬ولم يشغله مرضه عن الحفظ واستثمار العمر‪.‬‬
‫ودخل ابن النفيس مرة إلى الحمام‪ ،‬فلما كان في‬ ‫‪-3‬‬
‫بعض تغسيله خرج إلى مسلخ الحمام ـ وهو موضع نزع الثياب‬
‫ـ واستدعى بدواة وقلم وورق‪ ،‬وأخذ في تصنيف مقالة في‬
‫النبض إلى أن أنهاها‪ .‬ثم عاد ودخل الحمام وكمل تغسيله‪ ،‬وذلك‬
‫أنه خشي أن تعزب عن خاطره فال تعود‪ ،‬ولذا ال نعجب إذا‬
‫علمنا أنه هو مكتشف الدورة الدموية قبل سبعة قرون‪.‬‬
‫ثامنً‪xx‬ا‪ :‬ت‪xx‬رتيب األولوي‪xx‬ات وتق‪xx‬ديم المهم عند ت‪xx‬زاحم‬
‫األعمال‪:‬‬
‫ولهذا نماذج‪:‬‬
‫‪ -1‬كان أبو يوسف القاضي حريصًا على درس شيخه أبي‬
‫حنيفة‪ ،‬وقد الزمه سنوات طويلة‪ ،‬ما فاتته صالة الغداة معه وال‬
‫فارقه في فطر وال أضحى إال من مرض‪ ،‬وكان يقول‪ :‬مات ابن‬
‫لي‪ ،‬فلم أحضر جهازه وال دفنه وتركته على جيراني وأقربائي‪،‬‬
‫مخافة أن يفوتني من أبي حنيفة شيء ال تذهب حسرته عني‪.‬‬
‫‪ -2‬وهذا الحافظ المنذري كان يدرس في دار الحديث‬
‫الكاملية‪ ،‬وكان ال يخرج منها إال لصالة الجمعة‪ ،‬وحصل أن‬

‫توفي ولده ـ وهو عالم محدث فاضل ـ فصلى عليه والده في‬
‫المدرسة وشيعه إلى بابها ثم دمعت عيناه وقال‪ :‬أودعتك يا ولدي‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وفارقه ولم يخرج من المدرسة(‪.)1‬‬
‫(?) انظر لالس ‪33‬تزادة من النم ‪33‬اذج‪ :‬قيمة ال ‪33‬زمن عند العلم ‪33‬اء‪ ،‬عبد الفت ‪33‬اح أبو غ ‪33‬دة‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫وكتاب سوانح وتأمالت يف قيمة الزمن‪ ،‬خلدون األحدب‪.‬‬
‫أقسام الوقت‬
‫الوقت المادي الميكانيكي‪:‬‬
‫وهو مقياس لحركة جسم مادي بالنسبة لجسم مادي آخر؛‬
‫كالفترة التي تستغرقها األرض في الدوران حول الشمس‪،‬‬
‫ووحدات هذا القسم الثانية والدقيقة والساعة واليوم‪.‬‬
‫الوقت البيولوجي‪:‬‬
‫وهو الوقت الذي يقاس فيه تطور الظواهر البيولوجية‬
‫ونموها ونضجها وكمالها؛ ووحدته هي الجسم نفسه؛ فقد يكون‬
‫لطفلين مثاًل عمر زمني واحد ـ تسع سنوات مثاًل ـ لكن أحدهما‬
‫أكثر نضجًا من اآلخر من حيث الطول وكمال الجسم وتناسقه‪.‬‬
‫الوقت النفسي‪:‬‬
‫وهذا نوع آخر من أنواع الشعور الداخلي بقيمة أخرى‬
‫للوقت حيث يؤثر الحدث النفسي في ذلك إذا كان سعيدًا أو سيًئا‬
‫أو خطرًا أو مه ًما‪.‬‬
‫الوقت االجتماعي‪:‬‬
‫وهو الذي يربط فيه تقدير الوقت بأحداث اجتماعية مهمة؛‬
‫إما علمية أو محلية‪ ،‬وهذا تختلف فيه المجتمعات ولذا نسمع‬
‫كبار السن يقولون‪ :‬على حياة فالن حدث كذا وكذا‪.‬‬
‫الوقت الكوني أو ما وراء الطبيعة‪:‬‬
‫وهو يختلف عن الزمن المعروف‪َ  H:‬وِإنَّ يَ ْو ًما ِع ْن َد َربِّ َك‬
‫ُّون‪[ ‬الحج‪ ،]47 :‬تَ ْع ُر ُج ا ْل َماَل ِئ َكةُ‬ ‫سنَ ٍة ِم َّما تَ ُعد َ‬ ‫ف َ‬‫َكَأ ْل ِ‬
‫ف َسنَ ٍة‪‬‬ ‫ين َأ ْل َ‬
‫س َ‬ ‫وح ِإلَ ْي ِه فِي يَ ْو ٍم َك َ‬
‫ان ِم ْق َدا ُرهُ َخ ْم ِ‬ ‫الر ُ‬
‫َو ُّ‬
‫[المعارج‪.)1(]4 :‬‬
‫النظريات في تقييم الوقت‬

‫تختلف أنظار الناس في تقييم الوقت‪ ،‬ويهمنا أن نعرف‬
‫النظريات في تقييم الوقت ألجل أن نعرف منطلقات الناس التي‬
‫منها ينطلقون‪ ،‬ولتساعدنا في فهم تصرفات الناس وتعاملهم مع‬
‫الوقت‪.‬‬
‫النظرية األولى‪:‬‬
‫هناك طائفة من الناس تنظر للوقت بنظرية معينة؛ وهي أن‬
‫الوقت كالسيد اآلمر الذي يرضخ له كقوة خارجية؛ ولذا تجدهم‬
‫ينسبون تقصيرهم إلى الوقت ألنهم يسيرون تحت أمره‪ ،‬ولذا‬
‫تجدهم يقولون‪« :‬الوقت كفيل بإظهار الحقيقة» وقولون كثيرًا‪:‬‬
‫«المسألة مسألة وقت» وهذه تشبه إلى حد ما فكرة الجبرية؛ ولذا‬
‫ين َأش َْر ُكوا لَ ْو شَا َء هَّللا ُ َما‬
‫قال أمثال هؤالء الجبرية‪َ  :‬وقَا َل الَّ ِذ َ‬
‫َعبَ ْدنَا ِمنْ دُونِ ِه ِمنْ ش َْي ٍء نَ ْحنُ َواَل َآبَاُؤ نَا َواَل َح َّر ْمنَا ِمنْ‬
‫َي ٍء‪[ ‬النحل‪.]35 :‬‬ ‫دُونِ ِه ِمنْ ش ْ‬
‫فليس عند هؤالء استعداد لتصحيح أخطائهم في المستقبل‬
‫من أعمارهم‪ ،‬وال لتغيير نمط استفادتهم من أوقاتهم‪.‬‬
‫(?) انظر‪ :‬كتاب أفكار رئيسية يف إدارة الوقت ص‪.17‬‬ ‫‪1‬‬
‫واإلنسان عندما ينظر للوقت بهذه النظرية ال يرغب في‬

‫القيام بعمل ما؛ ألن الوقت بالنسبة إليه إما مبكر جدًا لعمل هذا‬
‫العمل‪ ،‬أو متأخر جدًا لعمل هذا العمل‪ ،‬أو غير مناسب بدون‬
‫تعليل‪.‬‬
‫ولذا تجده يتهرب مما يفيده في دينه ودنياه مع قناعته‬
‫بفائدته‪ ،‬ويغلب على أصحاب هذه النظرية طابع االلتزام بعادات‬
‫سلوكية فاسدة كحب النوم والكسل والخمول‪.‬‬
‫ولألسف فإن بعض شباب الصحوة يتمثل هذه النظرية‬
‫بلسان حاله؛ فهو ينتظر األحداث واأليام لينظر ماذا سيحدث له‬
‫فيها‪ ،‬وال يبادر هو بنفسه ليضع لنفسه شيًئا مفيدًا أو يقدم عماًل‬
‫يخدم به أمته ودينه‪ ،‬وهذا يشبه فكرة الجبرية؛ فكأنه ينتظر ماذا‬
‫يصنع هللا به ويترك العمل الذي أمره هللا به؛ فتجده يحب طلب‬
‫العلم لكنه ال يطلب العلم‪ ،‬وكأنه ينتظر أن ينزل عليه العلم نزواًل‬
‫مظليًا‪ ،‬أو تنزل عليه فتوحات إلهية بدون أدنى جهد أو عمل‪.‬‬
‫النظرية الثانية‪:‬‬
‫هناك من ينظر للوقت بنظرية أن الوقت عدو لدود تجب‬
‫منازلته وإيقاع الهزيمة به بهدف توفير أكبر قدر ممكن من‬
‫الدقائق والساعات؛ ال لشيء إال لمجرد التوفير فقط‪.‬‬
‫ومن سمات هذا النوع من الناس رغبتهم في إنجاز أعمالهم‬
‫قبل مواعيدها المحددة؛ ولذا تجده يذهب إلى موعده قبل وقته‬
‫المحدد رغم معرفته المسبقة بأنه ينتظر اآلخرين في المواعيد‬
‫المحددة‪ ،‬ولذا أيضًا تجدهم يسرعون في الطرقات سرعة‬

‫جنونية؛ يظن الرائي ألول وهلة أنه مشغول جدًا‪ ،‬وهو ليس‬
‫كذلك وإنما يريد توفير الوقت بحكم العجلة التي طبع عليها‬
‫ع ُجواًل ‪[ ‬اإلسراء‪.]11 :‬‬ ‫‪َ ‬و َك َ‬
‫ان اِإْل ْن َ‬
‫سانُ َ‬
‫ومن سمات هذا لنوع تقييمه للناس على أساس قدرتهم على‬
‫السرعة في الوصول للنتائج ال على أساس اإلتقان وضبط‬
‫العمل؛ ولذا فهو يحب نشوة اإلنجاز السريع ولو كانت على‬
‫حساب اإلتقان‪.‬‬
‫النظرية الثالثة‪:‬‬
‫هناك من ينظر للوقت كسر غامض ال يدري كنهه؛ وكأنه‬
‫ال يسير على سنة كونية‪ ،‬وسمات هذا الصنف من الناس النظر‬
‫للوقت بشيء من القلق والخوف من النتائج غير المتوقعة‪،‬‬
‫ويغلب عليهم عدم الرغبة في االلتزام بأية التزامات زمنية؛‬
‫ورغبتهم في التأجيل والتسويف والتركيز على المشكالت اآلنية‬
‫ـ بغض النظر عن أهميتها ـ وإهمال ما هو مستقبلي‪.‬‬
‫ولألسف فإن بعض شباب الصحوة ينظر بهذه النظرة‬
‫التشاؤمية؛ ولذا تثنيه هذه النظرية عن بعض المشاريع الدعوية‬
‫المفيدة بحجة الخوف من النتائج مع تضخيم اآلثار السلبية‬
‫المتوهمة‪ ،‬أضف إلى ذلك خوف بعضهم من االلتزام بأية‬
‫التزامات مستقبلية وعدم االستعداد لتحمل مسئوليات أي عمل‪.‬‬
‫النظرية الرابعة‪:‬‬
‫تنظر هذه النظرية للوقت على أنه مورد مشترك بين الناس‬
‫وكنز ثمين‪ .‬وأصحاب هذه النظرية يؤمنون بأنه ال يمكن أن‬
‫يعملوا كل شيء في هذا الوقت‪ ،‬لكنهم يستطيعون أن يعملوا‬
‫أشياء كثيرة مفيدة‪ ،‬وأن العمل لذلك هو وفق األولويات واألهم‬
‫فالمهم وهذا الصنف من الناس هم أقدر الناس على االستفادة من‬
‫أوقاتهم ألنهم ينظرون للوقت بواقعية معقولة(‪.)1‬‬
‫(?) انظر‪ :‬إدارة الوقت‪ ،‬د‪ .‬نادر أمحد أبو شيخة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫القواعد الخمس الكبرى‬

‫هناك قواعد خمس كبرى في فن إدارة الوقت تعتبر هي‬
‫األهم في بابها‪ ،‬وسوف نتبعها بقواعد أخرى فرعية‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬تحديد األهداف واألولويات‪:‬‬
‫هناك مث ٌل قديم ساخر يقول‪« :‬عندما ال تعرف أين تتجه فإن‬
‫كل الطرقات توصلك»؛ إذن البد من تحديد األهداف للحصول‬
‫على مستوى عال من إدارة الوقت‪ ،‬وإنه لمن التخلف الحضاري‬
‫الذي تعيشه األمة أن كثيرًا من شباب الصحوة بل عامة الناس‬
‫يعيشون ما يمكن أن نسميه‪ :‬أزمة الهدف؛ صحيح أن هدف‬
‫المسلم وغايته الكبرى في هذه الحياة هي رضا هللا سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬ولكننا نعني األهداف التي توصل إلى هذه الغاية‬
‫الكبرى؛ فمن األهداف مثاًل ‪ :‬سعي الشاب المسلم ألن يكون‬
‫عال ًما‪ ،‬أو داعية مؤثرًا‪ ،‬أو خطيبًا مفوهًا‪ ،‬أو مسئواًل كبيرًا في‬
‫منصب مهم يخدم اإلسالم من خالله‪ .‬ومن ثم السعي لتحقيق هذا‬
‫الهدف بكل ما يستطيع‪.‬‬
‫أقسام األهداف‪:‬‬
‫‪ -1‬أهداف طويلة المدى على امتداد الحياة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف مربوطة بسنة أو سنوات محددة‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف قصيرة‪ :‬شهرية أو أسبوعية‪.‬‬
‫ومن شرط هذه األهداف أن تكون هرمية؛ فاألهداف طويلة‬
‫المدى في رأس الهرم‪ ،‬واألهداف الصغيرة في أسفل الهرم‪.‬‬

‫الناس عادة يميلون إلى تحقيق الهدف إذا قرب موعده‪ .‬وهذا‬
‫عجز وكسل؛ فالطالب مثاًل يجتهد في بحثه عند قرب موعد‬
‫التسليم بينما يفرط في أول المدة‪ ،‬وهذا يدل على ضعف جانب‬
‫التخطيط عنده‪.‬‬
‫تدوين األهداف‪:‬‬
‫‪ -1‬دون أهدافك بنفسك أو بالتعاون مع الموظفين الذين‬
‫يعملون معك في نفس القطاع‪.‬‬
‫‪ -2‬اجعلها مكتوبة فهذا أدعى لتحقيقها وعدم نسيانها‪.‬‬
‫‪ -3‬الحظ أن تكون األهداف واقعية ممكنة التحقيق متناسبة‬
‫مع الوقت المخصص لها‪.‬‬
‫‪ -4‬الحظ أن تكون األهداف ذات معنى وهدف نبيل‪ ،‬قابل‬
‫للنمو والتطور‪ ،‬وينم عن همة عالية وهدف سام في الحياة‪.‬‬
‫‪ -5‬الوضوح في كتابة الهدف وعدم الغموض‪.‬‬
‫‪ -6‬االهتمام في تحقيق الهدف بالكيف ال بالكم من‬
‫اإلنجازات‪.‬‬
‫‪ -7‬حاول قراءة هذه األهداف بين فترة وأخرى حتى ال‬
‫تنسيك زحمة العمل أهدافك‪.‬‬
‫معايير خاطئة لتحديد أولويات العمل‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كنت تقدم العمل الذي تحبه على الذي تكرهه‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كنت تقدم العمل الذي تتقنه على الذي ال تتقنه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كنت تقدم األعمال السهلة قبل الصعبة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كنت تقدم األعمال ذات الوقت القصير على ذات‬
‫الوقت الطويل‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا كنت تقدم األعمال العاجلة على األعمال المهمة غير‬
‫المستعجلة‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كنت تستجيب لألزمات والطوارئ بدون حدود‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا كنت تستجيب لألعمال التي تثير اهتمامك أكثر مما‬
‫ال تثيرك‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا كنت ال تعمل العمل إال عند قرب موعده النهائي‬
‫وبالتالي تجعل له أولوية على غيره وإن كان أهم منه‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬تسجيل الوقت وتحليله‪:‬‬
‫الكثير من الناس يجهلون كيف يقضون أوقاتهم؛ لذا تجد‬
‫البون شاسعًا بين ما يفعله في الواقع وبين ما يريد أن يفعله؛ فإذا‬
‫كان ما يريد أن يفعله يستغرق ‪ ،% 90‬نجد أن ما يفعله في‬
‫الواقع ال يحقق سوى ‪ % 10‬مما يريد أن يفعله من األنشطة‪،‬‬
‫وهذا بدوره يدل على أهمية تسجيل الوقت وتحليله‪ ،‬ومعرفة‬
‫كيف تقضي وقتك‪ ،‬وكم يحتاج كل نشاط من الوقت‪.‬‬
‫المعلومات الدقيقة في تحليل الوقت وتسجيله تقود غلى‬
‫تعريف دقيق لمشكالت ومضيعات الوقت‪ ،‬ومن ثم تساعد على‬

‫التخطيط السليم لقضاء الوقت‪.‬‬
‫نحتاج في تحليل الوقت وتسجيله لمرتين‪ ،‬أو ثالث مرات‬
‫في السنة‪ ،‬أو على أقل تقدير مرة في السنة بحسب معطيات‬
‫وقتك ونوع نشاطك‪.‬‬
‫أنواع تسجيل الوقت‪:‬‬
‫‪ -1‬السجل اليومي للوقت‪ :‬يركز فيه على الوقت بالتحديد‬
‫ونوع النشاط مع ترتيب األنشطة في األهمية‪.‬‬
‫‪ -2‬السجل الشهري‪ :‬يركز فيه على الوقت ابتداء وانتهاء‪،‬‬
‫والتاريخ‪ ،‬والمكان‪ ،‬وكيفية قضاء النشاط منفردًا أو في جماعة‬
‫ثم نوع النشاط وأهميته‪.‬‬
‫‪ -3‬سجل ملخص الوقت‪ :‬يذكر فيه نوع النشاط ومجموع‬
‫الوقت المخصص له من السنة مع ذكر النسبة المئوية للوقت‬
‫الذي استغرقه من النسبة للسنة كلها‪ ،‬ثم المقارنة بين األهمية مع‬
‫النسبة المئوية المخصصة له من القوت مع تصحيح النسبة إذا‬
‫تبين أنه يستحق أكثر أو أقل‪.‬‬
‫كيف تحلل وقتك‪:‬‬
‫عندما تحلل وقتك فينبغي‪ x‬أن تذكر فيه ما يلي‪:‬‬
‫أنواع األنشطة التي تمارسها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫درجة أهمية كل نشاط‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نسبة كل نشاط من الوقت اإلجمالي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫العادات السلوكية التي تمارسها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أحسن األوقات بالنسبة لك من اليوم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أكثر أجزاء اليوم تعبًا وإرهاقًا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مضيعات الوقت بالنسبة لك‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫األنشطة التي يمكن أن توكل فيها غيرك مع‬ ‫‪-8‬‬
‫نسبتها المئوية بالنسبة ألنشطتك‪.‬‬
‫األنشطة التي ال ترغب عملها أو تريد التخلص‬ ‫‪-9‬‬
‫منها‪.‬‬
‫وهذا التحليل يفيدك في القاعدة الثالثة وهي قاعدة التخطيط‬
‫للوقت‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬التخطيط للوقت‪:‬‬
‫كثير من الناس يحب أن يعمل أكثر من محبته ألن يفكر‪.‬‬
‫لكن هذا ال يعني بالضرورة أنه صواب‪ ،‬والسر في ذلك أن‬
‫الناس فيهم غريزة حب اإلنجاز واالنتهاء من المهام بسرعة‬
‫ورؤية الثمرة عاجلة‪ ،‬والعمل يشبع هذه الغريزة بخالف‬
‫التخطيط والتفكير؛ فنتائجه ليست مباشرة وال تلمس إال بعد‬
‫فترة‪.‬‬
‫العمل بدون تخطيط يأخذ وقتًا أطول مما يستحق بخالف‬
‫العمل المخطط له؛ فهو يأخذ أقل قدر ممكن لهذا العمل من‬
‫الوقت‪.‬‬
‫مضيعات الوقت تعترض بكثرة من ال يخطط لوقته‪،‬‬
‫وبالتالي فهو لم يفكر في حلول لها فلذا يضيع وقته‪.‬‬
‫من يعمل العمل بدون تخطيط تقنعه أقل النتائج الحاصلة‬
‫مهما قلت‪ ،‬بخالف من يخطط؛ فإنه ال يرضى إال بأكبر قدر‬
‫ممكن من النجاح ولذا فهو يخطط له‪.‬‬
‫كيف نخطط أوقات أعمالنا‪:‬‬
‫حدد أواًل األهداف بأقسامها السنوية والشهرية‬ ‫‪-1‬‬
‫واألسبوعية واليومية ورتبها حسب األهمية‪.‬‬
‫عندما تحدد الهدف فكر في الخيارات المطروحة‬ ‫‪-2‬‬
‫لتحقيق هذا الهدف واختر منها أحسنها‪.‬‬
‫بعد أن تختار الطريقة التي تحقق الهدف ابحث‬ ‫‪-3‬‬
‫عن الوقت المناسب لها‪ ،‬وحدد لها الوقت ما يمكن أن تستغرقه‪.‬‬
‫ثم حدد المكان المناسب لتنفيذ العمل‪ ،‬فمثاًل‬ ‫‪-4‬‬
‫عندما يكون هناك اجتماع بين عدد من الناس ينبغي أن يكون‬
‫مكان الموعد متوسطًا عند الجميع حفظًا ألوقاتهم‪.‬‬
‫فكر فيمن يقوم بالعمل أنت أو غيرك‪ ،‬وما هو‬ ‫‪-5‬‬
‫األصلح‪ H:‬قيامك به أو توكيل غيرك عليه‪.‬‬
‫رتب األعمال واألنشطة على األولوية واألهمية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تذكر أنه ليس الوقت تحت تصرفك‪ ،‬ومن ثم‬ ‫‪-7‬‬
‫افترض حدوث مضيعات الوقت‪ ،‬ثم ابحث لها عن حلول‪.‬‬

‫تجنب االرتجالية في وضع الخطة لوقتك وفكر‬ ‫‪-8‬‬
‫جيدًا في وضعها‪.‬‬
‫ال تعط أي نشاط أكثر من الوقت الذي يستحق؛‬ ‫‪-9‬‬
‫إذ إن إعطاء أي نشاط أكثر مما يستحق يعني ضياع الوقت؛‬
‫فمثاًل عندما تطلب من سكرتيرك طباعة ورقة خالل خمس‬
‫دقائق فإنه سيطبعها بسرعة وبدون مشقة‪ ،‬وعندما تعطيه مهلة‬
‫ربع ساعة لطباعتها فإنه سوف يكتبها بتأن وبطء شديد بحيث‬
‫يستغرق ربع ساعة كاملة؛ مع أن الوقت الكافي حقيقة هو خمس‬
‫دقائق على سبيل المثال‪ .‬وإلى هذا تشير نظرية باركنسون‪ :‬أن‬
‫المدير إذا سمح بوقت كثير للمهمة فإنها ستأخذ كل الوقت‬
‫المسموح به‪.‬‬
‫ضع احتياطات عندما يفشل تنفيذ أي نشاط‬ ‫‪-10‬‬
‫موجود في الخطة ألجل االستفادة من الوقت والحفاظ عليه؛‬
‫فمثاًل عندما يتخلف الطرف الثاني عن الموعد يكون بصحبتك‬
‫كتاب تقرؤه أو تقوم بعمل فكري معين تستفيد به من وقتك أو‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫ال تنس أن تدون جدولك ألن الذاكرة عرضة‬ ‫‪-11‬‬
‫للنسيان‪.‬‬
‫حاول أن تجمع األعمال المتشابهة بعضها مع‬ ‫‪-12‬‬
‫بعض؛ مثل جمع االتصاالت الهاتفية في وقت واحد إن أمكن‪،‬‬
‫أو كتابة البحوث في وقت واحد‪ ،‬أو كتابة الرسائل أو شراء‬

‫جميع حاجياتك من السوق مرة واحدة حتى ال تضطر للعودة‬
‫إليه مرة أخرى‪.‬‬
‫تذكر أن العمل عندما تعمله دفعة واحدة أخصر‬ ‫‪-13‬‬
‫للوقت وأحفظ له؛ فمثاًل عندما تريد أن تكتب بحثًا‪ ،‬لو كتبته في‬
‫فترة شهر مع التفرغ له لكان أحفظ للوقت وأجمع له‪ ،‬وألنك‬
‫تكون حينئذ مستحضرًا لجميع مسائل البحث فتتقن البحث‬
‫بخالف ما لو فرّقته على طول السنة فإنك تنسى مسائله وتحتاج‬
‫الستذكارها عند كل مرة تعود إليه‪.‬‬
‫تذكر أن بضع دقائق من التفكير والتخطيط توفر‬ ‫‪-14‬‬
‫بضع ساعات من العمل الشاق‪ ،‬وكما تقول بعض النظريات‪ :‬إن‬
‫‪ % 80‬من اإلنتاج تنبع من ‪ % 20‬من العناصر؛ وترجمة‬
‫النظرية‪ :‬أن بضع دقائق تصرف للتخطيط والتفكير توفر ‪80‬‬
‫‪ %‬من الجهد والوقت‪ ،‬تحقق أكبر قدر ممكن من النجاح‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬التفويض والتوكيل‪:‬‬
‫يعتبر التوكيل أو التفويض من األساليب الناجحة لحفظ‬
‫الوقت؛ وذلك ألنك بذلك تضيف بأوقات اآلخرين وأعمارهم‬
‫عمرًا ووقتًا جديدين إليك؛ فبداًل من أن يكون عمرك هو ستين‬
‫سنة فقط يكون العمر الحقيقي لك هو أضعاف هذا؛ وذلك عن‬
‫طريق التوكيل وتفويض اآلخرين‪ ،‬فبداًل من أن تقوم أنت بالعمل‬
‫تفوض غيرك للقيام به‪ ،‬وإذا افترضنا أن هذا العمل يستغرق‬
‫عشر ساعات فإنك بهذا قد حافظت على عشر ساعات من‬

‫عمرك وأضفت عمرًا جديدًا إلى عمرك كان من المفترض أن‬
‫يضيع عند قيامك به‪.‬‬
‫وأنت بهذه الطريقة توفر هذه الساعات العشر مثاًل لتؤدي‬
‫بها العمل الذي ال يملك أن يقوم به غيرك‪.‬‬
‫من الشائع أن كثيرًا من المديرين ونوابهم يعملون ما يزيد‬
‫على ستين ساعة في األسبوع‪ ،‬ولعل هذا ما حدا بالجمعية‬
‫األمريكية لتقييم المهندسين إلى تبني شعار «اعمل بطريقة أذكى‬
‫ال بمشقة أكثر» كمحاولة للتمييز بين الشغل واالنشغال‪.‬‬
‫والتفويض الناجح بال شك هو عمل ذكي‪.‬‬
‫أسباب اإلعراض عن التفويض‪:‬‬
‫‪ -1‬بعض الناس ال يرد عنده منهج التفويض ألنه متشبع‬
‫بمركزية ال نهاية لها في إدارة أعماله كلها؛ فال يثق بأحد البتة‪،‬‬
‫وهذا منهج فاشل في إدارة األعمال عمو ًما؛ ألنك عندما ال‬
‫تدرب غيرك على القيام بكثير من أعمالك‪ ،‬فإن أعمالك هذه‬
‫سوف تتعطل بالكلية عندما تطرأ عليك ظروف قاهرة من‬
‫مرض أو سفر أو غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬الرغبة في تحقيق أكبر قدر من النجاح؛ فبعض الناس‬
‫يريد أن يحقق نسبة عالية من األداء عندما يصر على أن يقوم‬
‫بالعمل بنفسه لعلمه بأن غيره ال يمكن أن يحقق كل ما يريد‪ .‬لكن‬
‫النظرة البعيدة التي تتميز بالعمق ترى أن من األفضل التوكيل‬
‫حتى ولو لم يحقق كل هذا القدر من النجاح‪.‬‬

‫لنفترض أنه عندما توكل غيرك تحقق نسبة نجاح بمقدار‬
‫‪ ،% 80‬وعندما تقوم به أنت تحقق نسبة ‪ ،% 90‬إذن الفارق‬
‫عشرة في المائة مثاًل ‪ ،‬وهو فارق ال يستحق تضييع كثير من‬
‫األوقات؛ خاصة وأن هناك أعمااًل أخرى أكثر وأهم تحتاج إلى‬
‫مثل هذه األوقات المهمة لتصرف فيها‪.‬‬
‫ثم إنه يحتمل أنه عندما يتدرب الوكيل على عملك هذا أن‬
‫يتقنه فيما بعد أحسن منك وقد يتفوق التلميذ على أستاذه‪.‬‬
‫كيف نفوض اآلخرين‪:‬‬
‫يحتاج التفويض إلى التدريب على العمل المراد التفويض‬
‫فيه؛ فلذا نحتاج إلى مهارات معينة في التدريب‪ ،‬مثل بناء الثقة‬
‫في نفس المف ّوض على قدرته على القيام بهذا العمل‪ ،‬وحاول أن‬
‫تضبط المف ّوض متلبسًا بصواب ثم أثن عليه به ليزداد جانب‬
‫الصواب‪ H‬عنده‪.‬‬
‫القاعدة الخامسة‪ :‬مضيعات الوقت وط‪x‬رق الس‪x‬يطرة‬
‫عليها‪:‬‬
‫مضيعات الوقت داء عضال يشكو منه كل مسلم حريص‬
‫على وقته وهذه المضيعات تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬داخلي من اإلنسان نفسه؛ وينبع هذا غالبًا من عدم‬
‫التخطيط السليم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬خارجي من اآلخرين؛ األسرة أو المجتمع‪.‬‬

‫لعلك تشاركني الرأي في أن الوقت مورد يشترك فيه جميع‬
‫الناس؛ فالوقت الذي يملكه أكثر الناس أشغاال هو نفس الوقت‬
‫الذي يملكه رجل قليل األعمال ويشكو من ضيق وقته‪ ،‬ومحل‬
‫الفرق بينهما هو في قدرة األول على السيطرة على مضيعات‬
‫الوقت‪ ،‬والقدرة في استغالل هذا المورد الثمين وهو الوقت‪.‬‬
‫وقبل أن نبين ما هي مضيعات الوقت نحب أن نتذكر أن‬
‫مضيعات الوقت أحيانًا تكون أمورًا نسبية؛ فمثاًل قد يأتيك زائر‬
‫ثقيل الظل بدون ميعاد ويقتطع جز ًء ثمينًا من وقتك‪ ،‬فبينما تشعر‬
‫أنك على جمر تلظى‪ ،‬يشعر هو في المقابل بسعادة وفائدة‬
‫وانطباع جيد عن هذا اللقاء‪ ،‬يضعه هو في قائمة استغالل الوقت‬
‫بالمفيد‪ ،‬بينما أنت تضع هذه الزيارة في قائمة مضيعات‬
‫األوقات‪.‬‬
‫مضيعات األوقات‪:‬‬
‫‪ -1‬اللقاءات واالجتماعات غير المفيدة؛ سواء كانت عائلية‬
‫أو أخوية بين األصدقاء‪.‬‬
‫‪ -2‬الزيارات المفاجئة من البطالين‪.‬‬
‫‪ -3‬التردد في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -4‬توكيل غير الكفء في القيام باألعمال؛ وهو ما يسمى‬
‫بالتفويض غير الفعال‪.‬‬
‫‪ -5‬االتصاالت الهاتفية الزائدة عن الحد‪.‬‬

‫‪ -6‬القراءة غير المفيدة؛ ويدخل فيها فضول العلم عند‬
‫تقديمها على الفاضل منه‪.‬‬
‫‪ -7‬بدء العمل بصورة ارتجالية قبل التفكير فيه‪.‬‬
‫‪ -8‬االهتمام بالمسائل الروتينية قليلة األهمية‪.‬‬
‫‪ -9‬تراكم األوراق وكثرتها وعدم ترتيبها‪.‬‬
‫‪ -10‬عدم القدرة على قول‪« :‬ال»‪ ،‬أو ما يمكن أن نسميه‬
‫بالمجاملة في إهداء وقتك لكل من هب ودب بدون حدود‪.‬‬
‫‪ -11‬التسويف والتأجيل؛ خاصة إذا ربطناه مع عدم تنظيم‬
‫الوقت؛ فإنه يعني ضياع كثير من الوقت وعدم القدرة على‬
‫إنجاز أعمالك المهمة‪.‬‬
‫كيف تسيطر على مضيعات الوقت‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع البيانات عن المضيعات التي تكثر عندك مع بيان‬
‫أنواعها وتقسيماتها والمعلومات المهمة عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬حدد سبب مضيع الوقت هل هو منك أو من غيرك أو‬
‫من المكان أو من وقت الموعد‪.‬‬
‫‪ -3‬ضع عددًا من الحلول لكل مضيع من مضيعات الوقت‬
‫ثم اختر أنسبها‪.‬‬
‫‪ -4‬السيطرة على مضيعات الوقت ال تعني بالضرورة إلغاء‬
‫هذا المضيع وإزالته بالكلية؛ألن بعض هذه المضيعات أمر‬

‫ضروري ال يستغني عنه اإلنسان‪ ،‬لكن المقصود هو االقتصاد‬
‫فيها بحيث ال تجاوز حدودها المعقولة‪.‬‬
‫قواعد فرعية لعالج مضيعات الوقت‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬بالنسبة للزيارة غير الفعالة‪:‬‬
‫يذكر المؤلفون في هذا الفن أساليب ـ ال يخلو كثير منها من‬
‫الطرافة ـ تستخدم لعالج الزيارة غير الفعالة؛ فمثاًل يقولون‪:‬‬
‫‪ -1‬قف مع الزائر الطارق للباب طوال المحادثة لئال تطول‬
‫المحادثة ألن الجلوس والدخول يعني طول الحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كنت في مكتب فاستغن عن الكراسي في مكتبك لئال‬
‫يجلس الزوار الثقالء‪.‬‬
‫‪ -3‬وكذلك ـ في المكتب ـ وجود كراسي غير مريحة أو‬
‫مكان غير مريح للجلوس أدعى الختصار الزيارة‪.‬‬
‫‪ -4‬تعليق ساعة في المجلس والنظر إليها بين الفينة‬
‫واألخرى أو النظر كثيرًا إلى ساعة اليد‪.‬‬
‫‪ -5‬االستغناء عن الزخارف الملفتة للنظر في المجلس أو‬
‫المكتب‪.‬‬
‫‪ -6‬فكر في التخلص من الزوار ال في محل المشكلة‪.‬‬
‫‪ -7‬اعمل أعمااًل أثناء الزيارة تستثمر بها الوقت؛ مثل‬
‫إجراء بعض االتصاالت الهاتفية‪.‬‬
‫‪ -8‬كن مستمعًا فقط قدر اإلمكان استثمارًا للوقت‪.‬‬

‫‪ -9‬ال تدخل في نقاشات غير مهمة قد تطيل وقت الزيارة‪.‬‬
‫‪ -10‬حدد وقت الزيارة من بداية اللقاء؛ مثل أن تقول‪ :‬ال بأس‬
‫أن نجلس سويًا ربع ساعة أو نصف ساعة‪ ،‬أو‪ :‬كم يكفينا من‬
‫الوقت؟‪.‬‬
‫‪ -11‬البد أن تكون لك أوقات تمنع فيها الزيارة‪.‬‬
‫‪ -12‬عندما يكون اآلخرون على درجة عالية من الجرأة في‬
‫اقتطاع أجزاء كبيرة من وقتك فينبغي أن يكون لك الشجاعة‬
‫الكافية لتعتذر بكلمة «ال»‪.‬‬
‫‪ -13‬عندما يطلب منك موعد للزيارة فقيد موافقتك بشرط‬
‫سهل يغلب على ظنك أن اآلخر ال ينفذه؛ مثل أن تقول‪ :‬تأتيني‬
‫إذا فعلت كذا‪.‬‬
‫‪ -14‬حينما ال تستطيع التخلص من موعد زيارة بطريقة لبقة‬
‫ال تغضب اآلخرين‪ ،‬فال أقل من أن تكسب عمرك ووقتك؛ فإن‬
‫غضب اآلخرين أهون من ضياع وقتك في غير المفيد‪.‬‬
‫‪ -15‬حاول أن تجمع عددًا من الزيارات في موعد واحد؛‬
‫فمثاًل عندما يشعرك أحد برغبته في الزيارة تحدد له موعدًا‬
‫يكون هو موعد زائر آخر وهكذا‪.‬‬
‫‪ -16‬عندما تقلب الزيارة بأن تكون الزائر بدل المزور قد‬
‫يكون أحسن لك من ناحية قدرتك على الخروج في الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬هذا إذا لم يكن الطريق يستغرق وقتًا طوياًل ‪.‬‬

‫‪ -17‬في أثناء الزيارة حاول أن تدخل في صلب الموضوع‬
‫بطريقة لبقة؛ مثل أن تقول زيارة مفاجئة أرجو أن ال يكون لديك‬
‫مشكلة عويصة‪.‬‬
‫‪ -18‬إذا كان الزائر جاء لغير هدف وعمل معين‪ ،‬فبادر أنت‬
‫باالستفادة من الوقت معه بقراءة كتاب أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫ونحن حينما نذكر هذه األساليب نذكرها على سبيل‬
‫االستمالح واالستظراف لكن ال يقر كثير منها؛ ألن الداعية‬
‫يفترض منه أن يكون صدره رحبًا لزيارات الناس‪ ،‬ويصبر‬
‫على مخالطتهم‪ ،‬ويستغل ذلك في توجيههم وإرشادهم واحتساب‬
‫ذلك عند هللا عز وجل؛ ففيه أجر جزيل وثواب عظيم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬بالنسبة لالتصاالت غير الفعالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تستخدم الهاتف في مناقشة المسائل الحساسة التي‬
‫تستدعي الحضور شخصيًا لئال تفهم خطًأ ويترتب عليه ضياع‬
‫الجهود واألوقات‪.‬‬
‫‪ -2‬حاول أن تجمع المكالمات الهاتفية الصادرة منك في‬
‫وقت واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬حاول أن تجعل هذا االتصال في وقت غير األوقات‬
‫الثمينة‪ ،‬وا ّدخر األوقات الثمينة لألعمال المهمة؛ مثل التفكير‬
‫والتخطيط والقراءة والحفظ‪.‬‬
‫‪ -4‬حاول أن تتصل باآلخرين في وقت ال يكون اآلخرون‬

‫مستعدين فيه للثرثرة وإطالة الكالم؛ مثل وقت ما قبل الغداء‬
‫بقليل‪.‬‬
‫‪ -5‬عند المكالمة‪ ،‬ادخل في صلب الموضوع وحاول عدم‬
‫االستطراد في غير فائدة‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا انتهى الموضوع اختم الحديث بطريقة لبقة وإن كان‬
‫هو ال يرغب في ذلك؛ مثل أن تقول‪« :‬قبل أن نختم الحديث‬
‫عندي سؤال أخير»‪.‬‬
‫‪ -7‬عندما تكون المكالمة صادرة فهذا أدعى لحفظ الوقت؛‬
‫ألنك تستطيع أن تختم الحديث بسهولة بخالف ما إذا كلمك‬
‫غيرك‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدم مسجل المكالمات الهاتفية لترد على الناس‬
‫المرغوب فيهم فقط‪.‬‬
‫وفي أحيان كثيرة يكون الهاتف عنصرًا فعااًل في الحفاظ‬
‫على الوقت؛ فهو يغنيك عن أسفار كثيرة أو قطع طرق طويلة‬
‫تستهلك كثيرًا من الوقت‪ ،‬ويساعدك على معلومات مستعجلة‪،‬‬
‫أو مناقشة مسائل ال تستدعي الحضور شخصيًا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لألوراق‪:‬‬
‫يرد على طلبة العلم والعلماء والدعاة ورجال األعمال ك ٌّم‬
‫هائل من األوراق‪ ،‬وقراءة هذه الرسائل والتعامل معها يمثل‬
‫كابوسًا لهم‪ ،‬وإذا لم يحسن اإلنسان التعامل مع األوراق‬

‫الصادرة والواردة فإنها ستكون من مضيعات الوقت‪ .‬ولذا‬
‫نحتاج إلى الخطوات التالية للتعامل مع األوراق‪:‬‬
‫‪ -1‬اعزل األوراق التي تريد التخلص منها أواًل بأول ثم‬
‫أتلفها‪.‬‬
‫‪ -2‬ضع تاري ًخا لصالحية كل ورقة في زاوية الورقة‬
‫لتحرقها بعد ذلك عند انتهاء صالحيتها وفعاليتها‪.‬‬
‫‪ -3‬ضع بيانات كل ورقة بما يلي‪:‬‬
‫إمكانية اإلتالف وعدمه وتاريخ اإلتالف إن‬ ‫‪-1‬‬
‫أمكن‪.‬‬
‫درجة األهمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫درجة االستعجال؛ إما عاجل أو عاجل جدًا‬ ‫‪-3‬‬
‫أو غير عاجل ونحو ذلك‪.‬‬
‫نوع الملف أو الفن أو النوع الذي تنتمي إليه‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهذه البيانات بالتالي تمكن لغيرك أن يرتبها بداًل عنك حفاظًا‬
‫لوقتك‪.‬‬
‫‪ -4‬ضع األوراق المهمة أو العاجلة في ملف خاص‪.‬‬
‫‪ -5‬دع اآلخرين يقرءون عنك لفرز األوراق‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تصور ما ال تحتاج إلى تصويره ألن الصورة‪ H‬تحتاج‬
‫منك فيما بعد إلى قراءتها‪.‬‬
‫عامًا للرسائل صالحًا إلرساله لكل أحد مع‬

‫‪ -7‬ضع نموذجًا ّ‬
‫وضع فراغات إلضافة ما يناسب كل شخص بحيث يخزن هذا‬
‫النموذج في الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ -8‬احرص على االختصار في رسالتك؛ فالبالغة اإليجاز‪.‬‬
‫‪ -9‬تعلم القراءة السريعة وعود نفسك عليها لتستطيع قراءة‬
‫أكبر قدر ممكن من الورق‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬بالنسبة لالجتماعات غير الفعالة‪:‬‬
‫البد من التحضير لالجتماع‪ ،‬وإال فإن الغالب‬ ‫‪-1‬‬
‫فشل االجتماع وضياع الوقت‪.‬‬
‫عندما تلزم نفسك في كل اجتماع بموعد محدد‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هذا بدوره يؤدي إلى استفراغ االجتماع في الوقت المحدد دون‬
‫الحاجة إلى زيادة الوقت؛ فشعور المجتمعين بانتهاء االجتماع‬
‫في وقت محدد يؤدي إلى االختصار واالقتصار على المهم‬
‫وترك ما ال يهم‪.‬‬
‫تقليل العدد في االجتماع أدعى لنجاحه غالبًا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫سا‪ :‬بالنسبة للتسويف‪:‬‬
‫خام ً‬
‫‪ -1‬من أسباب التسويف صعوبة المهمة أو كونها غير‬
‫سارة‪ .‬وعالج الصعوبة يكون بتجزئة الصعب‪ ،‬ومن ثم عالج‬
‫كل جزء على حدة‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن أسبابه طول الوقت الذي يحتاجه؛ وعالجه حينئذ‬
‫بوضع فترات للراحة على نمط المثل العسكري القائل «إن‬

‫كتيبة المشاة يمكن أن تسير طوال الوقت إذا توقفت عشر دقائق‬
‫للراحة بعد كل ساعة»‪.‬‬
‫‪ -3‬إدراك مضار التسويف نوع من العالج(‪.)1‬‬
‫قواعد فرعية في إدارة الوقت‬

‫القاعدة (‪ :)1‬عندما تنمي في نفسك الحرص على أوقات‬
‫اآلخرين فهذا بالتالي يساعدك على الحرص على وقتك‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)2‬عندما يغيب عنك هدف حفظ الوقت يضيع‬
‫الوقت وال يحصل المقصود؛ ولذا يقال‪ :‬إن إحدى الشركات‬
‫األمريكية أدخلت نظام معالجة الكلمات لتخليص وظائف‬
‫السكرتيرات التنفيذيات في الشركة من مهمة الطباعة التي‬
‫(?) لالستزادة يف مضيعات األوقات والسيطرة عليها انظر الكتب التالية‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫إدارة الوقت‪ ،‬د‪ .‬نادر أمحد أبو شيخة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أفكار رئيسية يف إدارة الوقت‪ ،‬حممد املدين النجاري‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إدارة ال‪33‬وقت‪ ،‬جملموعة من اخلرباء‪ ،‬ترمجة وليد عبد اللطيف عواض‪33‬ة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وهي عبارة عن ‪ 59‬حبثًا جملموعة من اخلرباء املتخصصني‪3.‬‬
‫املدير ذو أس‪33 3 3 3‬لوب الدقيقة الواح‪33 3 3 3‬دة‪ ،‬د‪ .‬كي‪33 3 3‬نيث بالنتش‪33 3 3‬ارد‪ ،‬ود‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫سبنسر جونسون‪ ،‬ترمجة حممد جنيب املقطوش‪.‬‬
‫إدارة الوقت‪ ،‬منهج متطور للنجاح‪ ،‬سهل فهد سالمة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ترويض النمر الورقي‪ ،‬نشر معهد اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أساليب إدارة الوقت‪ ،‬سعود حممد النمر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫كيف تكون عمليًا‪ ،‬مرتجم‪ ،‬نشر دار املؤمتن‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫تستحوذ على ساعتين يوميًا من أوقاتهن‪ ،‬لكن اتضح أن إدخال‬

‫هذا النظام أخفق في توفير هاتين الساعتين؛ إذ حدد قانون‬
‫باركنسون سبب الفشل ـ وهذا القانون يقضي بأن العمل يتمدد‬
‫ليمأل الوقت المتاح إلنجازه ـ وتبين بهذا أن السكرتيرات تمددت‬
‫بقية أعمالهم لتمأل هاتين الساعتين أيضًا نظرًا لغياب الهدف في‬
‫أذهانهن من توفير هاتين الساعتين‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)3‬حذار من استخدام الوقت المتاح كمعيار‬
‫لقضاء الوقت؛ على سبيل المثال عندما تحدد وقتًا معنًا إلنجاز‬
‫عمل فهذا ال يعني بالضرورة أن تمأل هذا الوقت كله بهذا العمل‬
‫حتى ولو أمكنك إنجازه بنصف الوقت المحدد بدون صعوبة؛ بل‬
‫إذا أمكنك اإلنجاز السريع مع اإلتقان فال تردد في ذلك‪ ،‬ومن ثم‬
‫استفد من بقية الوقت في أمر آخر‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)4‬تذكر أنك ال تستطيع أن تسيطر على كل‬
‫وقتك‪ ،‬لكن يجب عليك أن تسيطر على ما تستطيع منه‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)5‬تذكر أن أهم قاعدة في إدارة الوقت هي‬
‫االنضباط الذاتي النابع من إدارة جبارة عازمة على الحفاظ على‬
‫الوقت متخطية كل العقبات التي تعترض طريقها‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)6‬تذكر أن االلتزام باألعمال المفيدة وملء‬
‫الوقت بها يمنحك فرصة االعتذار عند اآلخرين عن األعمال‬
‫غير المفيدة؛ فمثاًل عندما تلتزم بدرس علمي على أحد العلماء‬
‫هذا يمنحك فرصة االعتذار عن لقاءات عائلية غير مفيدة‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)7‬الناس ال ينظرون للوقت كمورد ثمين‬

‫ألنهم ال يقدرون األشياء التي يملكونها بدون جهد يذكر‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)8‬سر إدارة الوقت الناجحة أن تتذكر أن‬
‫هناك وقتًا كافيًا لتفعل ما هو مهم فقط‪ ،‬ومن ثم تصبح المشكلة‬
‫في تحديد المهم وترتيب األولويات‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)9‬إدارة الوقت الناجحة ال تعني بالضرورة‬
‫تخفيض الوقت الالزم لتنفيذ نشاط معين بل تعني قضاء الكمية‬
‫المناسبة منه لكل نشاط‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)10‬يستحيل أن يكون جميع األعمال كلها في‬
‫درجة واحدة من األهمية‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)11‬عالج مضيعات الوقت بحل جذري ال‬
‫جزئي ألنها بالحل الوقتي ستظهر مرة أخرى‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)12‬ينبغي لطالب العلم أن يكون سريع‬
‫الكتابة حفاظًا على وقته‪ ،‬ولذا كان ابن تيمية وابن حجر رحمهما‬
‫هللا سريعي الكتاب جدًا‪ ،‬ولذا كتبوا من المؤلفات ونسخوا منها‬
‫الكثير‪.‬‬
‫المشي‪ ،‬وقد كان رسول هللا ‪ ‬كما وصفه أهل السير‪ :‬كأنما‬
‫ينحدر من صبب من سرعة مشيه‪ .‬ومشية التماوت البطيئة‬
‫مذمومة ومضيعة للوقت أيضًا؛ ولذا قال أبو إسماعيل الهروي‪H:‬‬
‫المحدث ينبغي أن يكون سريع المشي‪.‬‬

‫القراءة وأن يعود نفسه عليها؛ ولذا يقال إن الطفل في السنة‬
‫االبتدائية األولى يقرأ ستين كلمة في الدقيقة ثم يزداد سرعة حتى‬
‫يصل في الجامعة إلى ثالثمائة وخمسين كلمة في الدقيقة‪،‬‬
‫فسرعة القراءة أمر مكتسب يؤخذ بالتعود والتدريب؛ ولذا تعقد‬
‫بعض المراكز العلمية دورات لتعليم سرعة القراءة؛ يقول أبو‬
‫إسماعيل الهروي‪ H:‬المحدث ينبغي أن يكون سريع القراءة‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)15‬ينبغي لطالب العلم أن يتعود على سرعة‬
‫األكل والتقلل منه حفاظًا على الصحة والوقت‪ ،‬وفي هذا يقول‬
‫القاضي عياض‪ :‬لم تزل العرب تتمادح بقلة الغذاء والنوم‪ ،‬ولذا‬
‫كان ابن عقيل رحمه هللا يختار من األطعمة أسهلها وأسرعها‬
‫أكاًل حفاظًا على وقته‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)16‬ينبغي لطالب العلم أن يقلل من النوم وأن‬
‫يكتفي فيه بالحد المعقول يوميًا الذي ال يضر بصحته(‪.)1‬‬
‫القاعدة (‪ :)17‬تحكم في الوقت وال تترك الوقت هو‬
‫الذي يتحكم فيك؛ فبادر باألعمال وانتهز الفرص‪.‬‬
‫(‪ :)18‬تذكر أن االشتغال بالندم على ما فات من‬ ‫القاعدة‬
‫تضييع الوقت‪.‬‬
‫(‪ :)19‬تذكر أن اعتقاد التفرغ في مستقبل األيام‬ ‫القاعدة‬
‫وهم وسراب‪.‬‬
‫(?) انظر‪ :‬قيمة الزمن عند العلماء (‪.)109 - 108‬‬ ‫‪1‬‬
‫(‪ :)20‬إياك وصحبة البطالين فهم دود الوقت‪.‬‬

‫القاعدة‬
‫القاعدة (‪ :)21‬فترة الشباب فرصة ذهبية ال تعوض‬
‫للمشاريع التي تحتاج إلى جهد عقلي كطلب العلم مثاًل ‪ ،‬وتفويتها‬
‫خسارة كبيرة؛ فماذا ينتظر طالب العلم ليحصل العلم؟ أعندما‬
‫يكبر سنه‪ ،‬ويضعف جسمه‪ ،‬وتقل طاقته‪ ،‬وتكثر مسئولياته‪،‬‬
‫وتزداد عالقاته واشتغاله‪ ،‬وينحني ظهره‪ ،‬ويضعف سمعه‬
‫وبصره وحافظته؟‬
‫تقول حفصة بنت سيرين‪« :‬ما وجدنا العمل إال وقت‬
‫الشباب»‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)22‬إنما تكمل العقول بترك الفضول؛ سواء‬
‫الفضول في القول أو الفعل أو الزيادة أو الزينة أو األكل أو‬
‫الشرب‪ ،‬فبهذا تحفظ وقتك الثمين‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)23‬ساعة وساعة؛ فينبغي أن يجعل اإلنسان‬
‫جز ًء من وقته للترويح عن نفسه ألن القلب إذا ك ّل عمي‪،‬‬
‫وينبغي أن يكون الترويح بشيء مفيد كقراءة األدب والشعر‬
‫والتاريخ والرياضة المفيدة كالسباحة؛ قال أبو الدرداء رضي هللا‬
‫عنه‪« :‬إني ألستجم قلبي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لي على‬
‫الحق»‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ابن مسعود رضي هللا عنه‪« :‬ال تُكره قلبك؛ فإن القلب‬
‫إذا ك ّل عمي»‪ ،‬وكان الزهري ـ رحمه هللا تعالى ـ يحدث ثم‬
‫يقول‪« :‬هاتوا من أحاديثكم‪ ،‬هاتوا من أشعاركم؛ فإن األذن‬
‫بحاجة وإن النفس حمضة»‪.‬‬

‫القاعدة (‪ :)24‬وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في‬
‫مرادها األجسام؛ فأصحاب الطموحات العالية ال تكفيهم األوقات‬
‫المتاحة لتحقيق طموحاتهم وتتعب أجسامهم منهم‪.‬‬
‫(‪ :)25‬من شغل نفسه بغير المهم ضيع المهم‬ ‫القاعدة‬
‫وفوت األهم‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)26‬لكل وقت ما يملؤه من العمل‪ :‬بمعنى أن‬
‫لكل وقت واجباته؛ فإذا فعلت في غير وقتها ضاعت‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)27‬لكل عمل وقت يناسبه؛ فاألعمال الذهنية‬
‫مثاًل تحتاج إلى أوقات صفاء ذهني‪ ،‬بخالف الجهد العملي‬
‫البدني‪.‬‬
‫(‪ :)28‬بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى(‪.)1‬‬
‫القاعدة‬
‫القاعدة (‪ :)29‬اعلم أن للغد حوادث وأمورًا تلهيك عن‬
‫عمل يومك‪ ،‬فال تسوف وال تؤخر عمل اليوم إلى الغد؛ هي كلمة‬
‫حكيمة قالها طاهر بن الحسين حين تولى واليته‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)30‬الوقت ال ينتظر أحدًا فهو قطار عابر‪،‬‬
‫إن ركبته وإال تركك عاطاًل باطاًل ‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)31‬الوقت مورد مهم يستوي الناس في‬
‫امتالكه لكنهم يختلفون في تصريفه وقضائه‪ ،‬وفي إحصائية‬
‫(?) سوانح وتأمالت يف قيمة الزمن‪ ،‬خلدون األحدب‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫أجريت في أمريكا على ألف مدير ظهر فيها أن واحدًا من كل‬

‫مائة مدير لديه وقت كاف لعمل كل ما يتوقع منه في وظيفته؛‬
‫وهذا يعني القدرة على استغالل الوقت‪ ،‬وعندما سُئلوا عن‬
‫الوقت الذي يكفيهم للقيام بأعمالهم أجاب ‪ % 10‬منهم أنهم‬
‫يحتاجون إلى ‪ % 10‬من الوقت اإلجمالي زيادة على أوقاتهم‪،‬‬
‫وأجاب ‪ % 40‬أنهم يحتاجون إلى الربع في حين أجاب ‪% 50‬‬
‫أنهم يحتاجون إلى النصف‪.‬‬
‫وهذا يعني أن قلة من الناس من يحسن االستفادة من هذا‬
‫المورد المشترك بحيث يقضي فيه جميع أعماله المهمة‪.‬‬
‫القاعدة (‪« :)32‬اعمل بطريقة أذكى ال بمشقة أكثر»‬
‫كانت هذه العبارة هي الشعار الذي تبنته الجمعية األمريكية‬
‫لتقييم المهندسين كمحاولة منها للتمييز بين الشغل واالنشغال؛‬
‫فبعض الناس مشغول بغير شغل‪ ،‬فليست العبرة بالشغل بل‬
‫العبرة بالقدرة على إدارة الوقت وعدم االنشغال إال بالمهم‪،‬‬
‫واستخدام قواعد إدارة الوقت في قضاء الوقت‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)33‬الناس الذين يكرهون ضياع أوقاتهم هم‬
‫من لديهم الكثير من األعمال ليفعلونها‪ ،‬بخالف البطالين الذين‬
‫يتعمدون قتل الوقت وتضييعه‪.‬‬
‫القاعدة (‪ :)34‬ال تستطيع أن تستفيد من وقت إال إذا‬
‫عرفت كيف كنت تقضي وقتك وهل كنت مصيبًا أو مخطًئا في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫حتى ندرك أهمية الوقت‪:‬‬

‫لنفرض أن اإلنسان يعيش عمرًا افتراضيًا مدته‬
‫سبعون سنة‪ ،‬فإذا ضيع اإلنسان خمس دقائق يوميًا‬
‫فإن هذا يعني أنه أضاع من مجموع العمر كله‬
‫ثالثة أشهر تقريبًا (‪ 88‬يو ًما)‪ ،‬وهذا الجدول‪ H‬يوضح‬
‫المسألة أكثر فأكثر‪.‬‬
‫مجموع الوقت‬ ‫الوقت‬
‫النسبة المئوية‬
‫من العمر االفتراضي‬ ‫من اليوم‬
‫‪% 0.35‬‬ ‫ثالثة أشهر‬ ‫‪ -‬خمس دقائق‬
‫‪% 0.71‬‬ ‫ستة أشهر‬ ‫‪ -‬عشر دقائق‬
‫‪% 1.42‬‬ ‫سنة كاملة‬ ‫‪ -‬عشرون دقيقة‬
‫‪% 4.28‬‬ ‫ثالث سنوات‬ ‫‪ -‬ساعة كاملة‬
‫‪% 42.85‬‬ ‫ثالثون سنة‬ ‫‪ -‬عشر ساعات‬
‫ثم إذا نظرت إلى مجموع األنشطة التي تستهلك الوقت تجد‬
‫أنها كثيرة جدًا‪ ،‬وهي ـ وإن كان بعضها ضروريًا ـ لكن بعضها‬
‫اآلخر غير مفيد وغير فعال‪.‬‬
‫وهذا يتضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫ما‬
‫النسبة‬
‫يستغرقه‬
‫المئوية‪x‬‬ ‫نوع النشاط‬
‫بالسنوا‬
‫من العمر‬
‫ت‬
‫‪% 32‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ -‬النوم (بمعدل ثماني ساعات يوميًا)‪.‬‬

‫‪% 30.7‬‬ ‫‪21.5‬‬ ‫‪ -‬العمل‪( ،‬من ‪ )2.5 – 7‬يوميًا‪.‬‬
‫‪ -‬األكل والشرب (بمعدل ساعة‬
‫‪% 6.4‬‬ ‫‪4.5‬‬
‫ونصف يوميًا)‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال المعتادة والمراجعات‬
‫‪% 2.14‬‬ ‫‪1.5‬‬
‫الحكومية (بمعدل نصف ساعة)‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال المنزلية والرحالت والتنزه‬
‫‪% 4.28‬‬ ‫‪3‬‬
‫(بمعدل ساعة واحدة يوميًا)‪.‬‬
‫‪ -‬اللقاءات االجتماعية والودية بين‬
‫‪% 2.14‬‬ ‫‪1.5‬‬
‫األصدقاء (بمعدل نصف ساعة يوميًا)‪.‬‬
‫‪ -‬التنقل من مكان آلخر (بمعدل نصف‬
‫‪% 2.14‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫ساعة يوميًا)‪.‬‬
‫‪ -‬االتصاالت الهاتفية (بمعدل نصف ساعة‬
‫‪% 2.14‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫يوميًا)‪.‬‬
‫‪% 87‬‬ ‫‪ 61‬سنـة‬ ‫المجمــــوع‬
‫‪12.25‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الباقـــــي‬
‫‪%‬‬ ‫سنوات‬
‫فإذا حذفت من ذلك فترة المراهقة وزمن الطفولة فكم يا‬
‫ترى يبقى من الوقت للمشاريع الطموحة واألعمال الكبيرة‪،‬‬
‫واألهداف النبيلة‪.‬‬
‫وال ننسى أن هذه التقديرات هي متوسط الوقت الذي يقضيه‬
‫عامة الناس مع إمكانية أن يكون هناك إنسان يزيد على هذا‬
‫المتوسط من الوقت المبذول لكل نشاط‪ ،‬كما أن هناك من ينقص‬
‫من هذا ويكون شحيحًا بوقته إلى درجة االقتصار على أقل قدر‬
‫ممكن مما يستحقه كل نشاط‪.‬‬
‫ختا ًما‪:‬‬
‫من نعمة هللا عز وجل علينا نحن المسلمين‪ :‬أن يسر لنا من‬
‫أنواع العبادات ما نستطيع به استثمار أوقاتنا واالستفادة منها في‬
‫أي وقت‪ ،‬وفي أي حال‪ ،‬وفي أي مكان؛ من ذكر وتسبيح‬
‫وصالة وصدقة وصلة رحم وغيرها‪ ،‬أضف إلى ذلك النية‬
‫الصالحة التي تحول العمل المباح إلى عمل صالح كالنوم‬
‫والرياضة وما أشبه ذلك؛ فالمسلم يتعبد هلل جل وعال بأي نوع‬
‫شاء فيها‪ ،‬فإذا م ّل من نوع انتقل إلى نوع آخر‪ ،‬واختار منها ما‬
‫يناسب حاله ومكانه ووقته‪.‬‬
‫ولعله من المناسب ـ إتما ًما للفائدة وتكمياًل للمقصود ـ وضع‬
‫برنامج تفصيلي لطالب العلم يكون له عونًا على اختيار ما‬
‫يدرسه في مختلف فروع العلم الشرعي ولوازمه‪ ،‬فإليكم بيان‬
‫ذلك في الملحق اآلتي‪:‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫البرنامج التفصيلي‬
‫لطالب العلم‬
‫الحمد هلل الذي علم بالقلم‪ ،‬والصالة والسالم على من أوتي‬
‫جوامع الكلم ‪‬؛ أما بعد‪ :‬فهذا منهج مقترح لطلب العلم ضمنته‬
‫أشهر الكتب والمتون في العلوم الشرعية والعلوم المساعدة‪.‬‬
‫وقد قسم المنهج إلى قسمين رئيسين‪:‬‬
‫األول‪ :‬منهج القراءة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬حفظ المتون العلمية‪.‬‬
‫وفي كل قسم منهما ذكرت الكتب المقترحة في كل فرع من‬
‫فروع العلم الشرعي مقسمة إلى ثالثة مستويات أو على األقل‬
‫مستويين‪:‬‬
‫(جـ) للمتقدمين‪.‬‬ ‫(ب) للمتوسطين‪.‬‬ ‫(أ) للمبتدئين‪.‬‬
‫نسأل هللا التوفيق والسداد لكل من رام تحصيل العلم‬
‫الشرعي كما نسأله اإلخالص في ذلك كله‪.‬‬
‫أوال‪ :‬منهج القراءة‬
‫‪ -1‬العقيدة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المستوى األول‪:‬‬
‫(‪ )1‬كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫(‪ )2‬كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬األصول الثالثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬

‫ب‪ -‬المستوى الثاني‪:‬‬
‫(‪ )1‬قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن بن حسن‪.‬‬
‫(‪ )2‬إبطال التنديد للشيخ حمد بن عتيق‪.‬‬
‫(‪ )3‬العقدية الواسطية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬المستوى الثالث‪:‬‬
‫(‪ )1‬فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن‪.‬‬
‫(‪ )2‬تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد هللا‪.‬‬
‫(‪ )3‬الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية للشيخ زيد‬
‫الفياض‪.‬‬
‫(‪ )4‬معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي‪.‬‬
‫(‪ )5‬شرح ابن أبي العز للطحاوية‪.‬‬
‫(‪ )6‬منهاج السنة النبوية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫(‪ )7‬مختصر الصواعق‪ H‬البن القيم‪.‬‬
‫(‪ )8‬لوامع األنواع البهية للسفاريني‪.‬‬
‫(‪ )9‬التدمرية لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫‪ -2‬التفسير‪:‬‬
‫(‪ )1‬زبدة التفسير لألشقر‪.‬‬

‫(‪ )2‬كلمات القرآن لمخلوف‪.‬‬
‫أيسر التفاسير للجزائري‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تفسير السعدي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬تفسير ابن كثير‪.‬‬
‫(‪ )2‬تفسير القرطبي‪.‬‬
‫(‪ )3‬فتح القدير للشوكاني‪.‬‬
‫(‪ )4‬زاد المسير البن الجوزي‪.‬‬
‫‪ -3‬الحديث‪:‬‬
‫(‪ )1‬رياض الصالحين للنووي‪.‬‬
‫(‪ )2‬الترغيب والترهيب للمنذري‪.‬‬
‫(‪ )3‬مختصر البخاري للزبيدي‪.‬‬
‫(‪ )4‬مختصر مسلم للمنذري‪.‬‬
‫(‪ )5‬أو مختصر مسلم للقرطبي‪.‬‬
‫(‪ )1‬طرح التثريب للعراقي‪.‬‬

‫(‪ )2‬بلوغ المرام البن حجر مع أحد شروحه مثل سبل‬
‫السالم للصنعاني‪.‬‬
‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر‪.‬‬
‫(‪ )2‬شرح النووي على صحيح مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬عون المعبود لشمس الحق العظيم آبادي‪.‬‬
‫(‪ )4‬التمهيد البن عبد البر‪.‬‬
‫(‪ )5‬عارضة األحوذي البن العربي‪.‬‬
‫(‪ )6‬نيل األوطار للشوكاني‪.‬‬
‫شرح السنة للبغوي‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ -4‬الفقه‪:‬‬
‫أ‪ -‬كتب الحنابلة‪:‬‬
‫(‪ )1‬المستوى األول‪:‬‬
‫الروض المربع للبهوتي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منار السبيل البن ضويان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العدة شرح العمدة للبهاء المقدسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المقنع البن قدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )2‬المستوى الثاني‪:‬‬

‫كشاف القناع للبهوتي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شرح منتهى اإلرادات للبهوتي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطالب أولي النهى للرحيباني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفروع البن مفلح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االنتصار ألبي الخطاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )3‬المستوى الثالث‪:‬‬
‫المغني البن قدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلنصاف للمرداوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبدع البن مفلح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شرح الزركشي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرح الكبير لشمس الدين ابن قدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬كتب الشافعية‪:‬‬
‫اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للخطيب الشربيني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحفة الحبيب للبجيرمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية قليوبي وعميرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زاد المحتاج للكوهجي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسنى المطالب لزكريا األنصاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية الجمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األم للشافعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نهاية المحتاج للرملي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحفة المحتاج البن حجر الهيتمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مغني المحتاج للشربيني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحاوي للماوردي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫روضة الطالبين للنووي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المجموع للنووي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج‪ -‬كتب الحنفية‪:‬‬
‫تحفة الفقهاء للسمرقندي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االختيار البن مودود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الهداية للمرغناني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية ابن عابدين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شرح فتح القدير البن الهمام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بدائع الصنائع للكاساني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البناية للعيني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبسوط للسرخسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تبيين الحقائق للزيلعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البحر الرائق البن نجيم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ -‬كتب المالكية‪:‬‬
‫مختصر خليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة ابن أبي زيد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متن ابن عاشر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلشراف للقاضي عبد الوهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منح الجليل لعليش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية الخرشي على خليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية الدسوقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التلقين للقاضي عبد الوهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكافي ألبي عمر ابن عبد البر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بداية المجتهد البن رشد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المدونة لسحنون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الذخيرة للقرافي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المعيار للونشريسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البيان والتحصيل البن رشد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )4‬مصطلح الحديث‪:‬‬
‫(‪ )1‬البيقونية مع أحد شروحها‪.‬‬
‫(‪ )1‬النخبة البن حجر مع شروحها‪.‬‬
‫الموقظة للذهبي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬فتح المغيث للسخاوي‪.‬‬
‫(‪ )2‬شرح علل الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬التقييد واإليضاح للعراقي‪.‬‬
‫(‪ )4‬علوم الحديث البن كثير‪.‬‬
‫(‪ )5‬توضيح األفكار للصنعاني‪.‬‬
‫النكت على ابن الصالح البن حجر‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪ -6‬أصول الفقه‪:‬‬
‫(‪ )1‬الورقات للجويني مع أحد شروحها مثل قرة العين‬
‫شرح ورقات إمام الحرمين‪.‬‬
‫األنجم الزاهرات للمارديني‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬مذكرة الشنقيطي‪.‬‬
‫(‪ )2‬المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين‬
‫لمحمد العروسي‪.‬‬
‫الثبات والشمول في الشريعة اإلسالمية‬ ‫(‪)3‬‬
‫للسفياني‪.‬‬
‫شرح مختصر الروضة للطوفي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلحكام لآلمدي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المستصفى للغزالي‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫اإلحكام البن حزم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫العدة ألبي يعلى‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫التمهيد ألبي الخطاب‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫شرح الكوكب المنير البن النجار‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫المسودة آلل تيمية‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫الموافقات للشاطبي‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫البرهان للجويني‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫شرح اللمع للشيرازي‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫نفائس األصول للقرافي‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫البحر المحيط للزركشي‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪ -7‬القواعد الفقهية‪:‬‬
‫(‪ )1‬شرح منظومة السعدي في القواعد‪.‬‬
‫(‪ )2‬القواعد واألصول الجامعة للسعدي‪.‬‬
‫(‪ )1‬القواعد الكلية للبورنو‪.‬‬
‫(‪ )2‬القواعد النورانية البن تيمية‪.‬‬
‫(‪ )1‬موسوعة القواعد الفقهية للبورنو‪.‬‬
‫(‪ )2‬األشباه والنظائر للسيوطي‪.‬‬
‫(‪ )3‬القواعد البن رجب‪.‬‬

‫(‪ )4‬األشباه والنظائر البن الوكيل‪.‬‬
‫(‪ )5‬طريق الوصول للسعدي‪.‬‬
‫(‪ )6‬األشباه والنظائر البن نجيم‪.‬‬
‫‪ -8‬تخريج الفروع على األصول‪:‬‬
‫(‪ )1‬مفتاح الوصول للتلمساني‪.‬‬
‫(‪ )1‬القواعد والفوائد األصولية البن اللحام‪.‬‬
‫(‪ )2‬تخريج الفروع على األصول للزنجاني‪.‬‬
‫(‪ )3‬أثر االختالف في القواعد األصولية في اختالف‬
‫الفقهاء لمصطفى الخن‪.‬‬
‫(‪ )4‬التمهيد لألسنوي‪.‬‬
‫(‪ )5‬تخريج الفروع على األصول لعثمان شوشان [رسالة‬
‫ماجستير]‪.‬‬
‫‪ -9‬التاريخ‪:‬‬
‫(‪ )1‬التاريخ اإلسالمي محمود شاكر‪.‬‬

‫(‪ )1‬البداية والنهاية البن كثير‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكامل البن األثير‪.‬‬
‫‪ -10‬السيرة‪:‬‬
‫(‪ )1‬تهذيب السيرة لعبد السالم هارون‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرحيق المختوم للمباركفوري‪.‬‬
‫(‪ )1‬السيرة النبوية البن هشام‪.‬‬
‫(‪ )2‬السيرة النبوية الصحيحة للعمري‪.‬‬
‫‪ -11‬النحو‪:‬‬
‫(‪ )1‬األجرومية مع شروحها‪.‬‬
‫(‪ )1‬قطر الندى البن هشام‪.‬‬
‫(‪ )1‬شرح ابن عقيل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أوضح المسالك البن هشام‪.‬‬
‫‪ -12‬علوم القرآن‪:‬‬

‫(‪ )1‬مناهل العرفان للزرقاني (‪.)2 - 1‬‬
‫(‪ )2‬التحبير للسيوطي‪.‬‬
‫(‪ )1‬البرهان للزركشي (‪.)4 – 1‬‬
‫(‪ )2‬اإلتقان للسيوطي‪.‬‬
‫(‪ )3‬التبيان في أقسام القرآن البن القيم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬حفظ المتون العلمية‬

‫ضوابط الختيار المتون‪:‬‬
‫‪ -1‬تمكن المؤلف من الفن‪.‬‬
‫‪ -2‬سهولة النظم‪.‬‬
‫‪ -3‬قوة النظم في اللغة (العروض ـ النحو والصرف ـ السبك‬
‫والترابط بين األبيات)‪.‬‬
‫‪ -4‬شهرة المؤلف‪.‬‬
‫‪ -5‬شهرة النظم في بابه‪.‬‬
‫‪ -6‬توفر الشروح‪.‬‬
‫‪ -7‬خدمة المتن من ناحية الطباعة واإلخراج السليم من‬
‫األخطاء‪.‬‬
‫األسباب المعينة على الحفظ‪:‬‬

‫طاعة هللا عز وجل وتقواه‪َ  :‬واتَّقُوا هَّللا َ َويُ َعلِّ ُم ُك ُم هَّللا ُ‪‬‬
‫‪-1‬‬
‫[البقرة‪.]282 H:‬‬
‫‪ -2‬تكرار المحفوظ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختيار األوقات المناسبة؛ وأنسبها ما كان بعد نوم‪.‬‬
‫‪ -4‬تجنب الجلوس عند المشغالت‪.‬‬
‫‪ -5‬االطمئنان النفسي له دور مهم في الحفظ؛ ولذا يختار‬
‫اإلنسان األوقات التي يكون فيها مطمئن النفس‪ ،‬صافي الذهن‪.‬‬
‫معوقات الحفظ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعاصي‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرة الهموم؛ ولذا ينصح طالب العلم بعدم مباشرة العمل‬
‫التجاري ونحوه بنفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬كثرة النظر للصور عمو ًما‪ ،‬وخاصة الصور التي ال‬
‫تنسى بسهولة مثل النظر للمصلوب‪.‬‬
‫نماذج ألهم المتون العلمية (‪:)1‬‬
‫‪ -1‬العقيدة‪:‬‬
‫ض ‪3‬ا‪ ،‬وكل مس ‪33‬توى منها فيه‬

‫(?) وقد قس ‪33‬مت املت ‪33‬ون املقرتحة إىل ثالثة مس ‪33‬تويات أي ً‬
‫‪1‬‬
‫عدة خيارات ينتقي الطالب منها ما يناسبه‪.‬‬
‫(‪ )1‬كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬

‫(‪ )2‬الطحاوية ونظمها‪ :‬بلغة الراوي‪.‬‬
‫(‪ )3‬السفارينية (‪ 211‬بيتًا)(‪.)1‬‬
‫(‪ )4‬سلم الوصول للحكمي‪.‬‬
‫(‪ )5‬نظم العقائد (‪ )100‬لمحمد سالم‪.‬‬
‫(‪ )1‬العقيدة الواسطية البن تيمية‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجوهرة الفريدة للحكمي (‪ 350‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬النونية البن القيم (‪ 5547‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬مختارات ابن سحمان من النونية (‪ 1500‬بيت)‪.‬‬
‫‪ -2‬الحديث‪:‬‬
‫(‪ )1‬األربعون النووية‪.‬‬
‫(‪ )1‬بلوغ المرام البن حجر‪.‬‬
‫(‪ )2‬عمدة األحكام للضياء المقدسي‪.‬‬
‫(?) مع االستفادة من املالحظات اليت على النظم املوجودة حباشية لوامع األنوار‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )1‬مختصر البخاري للزبيدي‪.‬‬
‫(‪ )2‬مختصر مسلم للمنذري‪.‬‬
‫‪ -3‬الفقه‪:‬‬
‫أ‪ -‬مذهب الحنابلة‪:‬‬
‫منظومة السعدي (‪ 400‬بيت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متن الزاد أو نظمه للمزيني أو نظم ابن عتيق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أو العمدة للموفق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أو دليل الطالب للشيخ مرعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ألفية المفردات للعمري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عقد الفرائد البن عبد القوي (‪ 10000‬بيت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬مذهب المالكية‪:‬‬
‫متن ابن عاشر أو نظمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظم مقدمة ابن رشد للرقعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منظومة القرطبي في العبادات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسالة البن أبي زيد أو نظمها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مختصر خليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أو نظمه للمامي (‪ 10000‬بيت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أو نظمه لمحمد سالم الشنقيطي (‪ 13000‬بيت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج‪ -‬مذهب الشافعية‪:‬‬
‫متن الزبد أو نظمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متن أبي شجاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متن التنبيه للشيرازي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظم العمريطي في الفقه الشافعي (‪ 2000‬بيت)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ -‬مذهب الحنفية‪:‬‬
‫متن القدوري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بداية المبتدي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬القواعد الفقهية‪:‬‬
‫(‪ )1‬منظومة السعدي (‪ 49‬بيتًا)‪.‬‬

‫(‪ )1‬نظم أبي بكر األهدل (‪ 350‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬نظم محمد المامي (‪ 350‬بيتًا)‪.‬‬
‫‪ -5‬أصول‪ x‬الفقه‪:‬‬
‫(‪ )1‬الورقات للجويني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أو نظمها للعمريطي (‪ 211‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬متن السلم في المقدمات المنطقية (‪ 120‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬جمع الجوامع البن السبكي‪.‬‬
‫(‪ )2‬البلبل للطوفي‪.‬‬
‫(‪ )3‬مختصر المنتهى البن الحاجب‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكوكب الساطع للسيوطي (‪ 1450‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أو ألفية مراقي السعود‪.‬‬
‫(‪ )6‬أو ألفية البرماوي‪.‬‬
‫(‪ )7‬أو نظم روضة الناظر (‪ 1000‬بيت) ألحمد ولد‬
‫المرابط‪.‬‬
‫(‪ )8‬أو نظم تنقيح الفصول‪.‬‬
‫(‪ )9‬أو نظم الموافقات (‪ 3000‬بيت)‪.‬‬

‫(‪ )10‬نظم جمع الجوامع لعبد هللا بن محفوظ‪.‬‬
‫‪ -6‬مصطلح الحديث‪:‬‬
‫(‪ )1‬البيقونية (‪35‬بيتا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬النخبة البن حجر أو نظمها للصنعاني (‪ 200‬بيت)‪.‬‬
‫(‪ )2‬مختصر ألفية العراقي (‪ 350‬بيتًا) إلبراهيم العلوي‬
‫الشنقيطي‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألفية العراقي‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألفية السيوطي‪.‬‬
‫‪ -7‬النحو‪:‬‬
‫(‪ )1‬اآلجرومية أو نظمها للعمريطي‪.‬‬
‫(‪ )2‬منظومة العطار (‪ 60‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬منظومة الشبراوي (‪ 50‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬ملحة اإلعراب للحريري‪.‬‬

‫(‪ )2‬المية األفعال البن مالك (‪ 115‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬ألفية ابن مالك‪.‬‬
‫(‪ )3‬جامع ابن بونة‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكافية الشافية البن مالك‪.‬‬
‫‪ -8‬التجويد‪:‬‬
‫(‪ )1‬تحفة األطفال للجمزوري (‪.)46‬‬
‫(‪ )2‬القول المألوف في مخارج الحروف للبسيوني (‪27‬‬
‫بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬هداية الصبيان في تجويد القرآن البن نبهان (‪41‬‬
‫بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )4‬قصيدة الخاقاني في التجويد (‪ 51‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )5‬قصيدة السخاوي (‪ 64‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )1‬الجزرية البن الجزري (‪ 100‬بيت)‪.‬‬
‫‪ -9‬القراءات‪:‬‬

‫(‪ )1‬نظم مقرأ نافع‪.‬‬
‫(‪ )1‬الشاطبية في القراءات السبع للشاطبي (‪ 1173‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬الدرة تكملة الشاطبية في القراءات العشر (نحو ‪300‬‬
‫بيت)‪.‬‬
‫(‪ )1‬الجزرية في القراءات الشعر البن الجزري (‪1000‬‬
‫بيت)‪.‬‬
‫(‪ )2‬نظم مفردات القرآن ـ مفردات القراء العشرة ـ‪.‬‬
‫‪-10‬البالغة‪:‬‬
‫(‪ )1‬منظومة السجاعي (‪ 40‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬منظومة الطبالوي (‪ 60‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬مائة المعاني والبيان البن الشحنة (‪ 100‬بيت)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ملحة البيان للمرصفي (‪.)130‬‬
‫(‪ )5‬حسن المجاز للمزني (‪.)50‬‬
‫(‪ )1‬الجوهر المكنون لألخضري (‪ 280‬بيتًا)‪.‬‬

‫(‪ )2‬نور األقاح للعلوي الشنقيطي‪.‬‬
‫‪ -11‬العروض‪:‬‬
‫منظومة الصبان (‪ 100‬بيت)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نظم الرامزة للخزرجي (‪ 120‬بيتًا)‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -12‬الفرائض‪:‬‬
‫(‪ )1‬الرحبية للرحبي (‪ 174‬بيتًا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬خالصة الفرائض للفتى (نحو ‪ 250‬بيتًا)‪.‬‬
‫وختا ًما نسأل هللا عز وجل أن يجعلنا من الذين يستثمرون‬
‫أوقاتهم في طاعته‪ ،‬وأن يشغلنا بذكره‪ ،‬وأن يمتعنا بطول العمر‬
‫وحسن العمل مع حسن الخاتمة‪ ،‬وهللا تعالى أعلم وصلى هللا‬
‫على نبينا محمد‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫الفهرس‬
‫إهداء‪5.....................................................................‬‬
‫مقدمة ‪6....................................................................‬‬
‫الوقت في نصوص الشرع ‪6...........................................‬‬
‫نتف من كالم العلماء ‪8..................................................‬‬
‫والشعراء في أهمية الوقت‪8.......................................... :‬‬
‫خصائص نظرة السلف للوقت ‪9.......................................‬‬
‫وتعاملهم معه ‪9...........................................................‬‬
‫أواًل ‪ :‬الغيرة الشديدة على ما ضاع منه‪10.....................:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬االستفادة الكاملة من كل دقيقة وثانية ممكنة فيما ينفع‪. :‬‬
‫‪10‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أهمية الوقت تجري في عروقهم ودمائهم‪12...........:‬‬
‫رابعًا‪ :‬غلبة ه ّم اآلخرة في استثمار األوقات وتقديمه على‬
‫كل المنافع والمصالح الدنيوية‪13............................... :‬‬
‫خامسًا‪ :‬االستفادة من الغير في الحفاظ على الوقت‪15.......:‬‬
‫سادسًا‪ :‬عدم المجاملة في التصرف في الوقت‪15............:‬‬
‫سابعًا‪ :‬عدم تضييع الفرص المتاحة في استثمار الوقت‪16..:‬‬
‫ثامنًا‪ :‬ترتيب األولويات وتقديم المهم عند تزاحم األعمال‪...:‬‬
‫‪17‬‬
‫أقسام الوقت‪19...........................................................‬‬
‫الوقت المادي الميكانيكي‪19..................................... :‬‬
‫الوقت البيولوجي‪19...............................................:‬‬
‫الوقت النفسي‪19...................................................:‬‬
‫الوقت االجتماعي‪19..............................................:‬‬
‫الوقت الكوني أو ما وراء الطبيعة‪19..........................:‬‬
‫النظريات في تقييم الوقت‪20...........................................‬‬
‫النظرية األولى‪20.................................................:‬‬
‫النظرية الثانية‪21..................................................:‬‬
‫النظرية الثالثة‪22.................................................. :‬‬
‫النظرية الرابعة‪22................................................ H:‬‬
‫القواعد الخمس الكبرى ‪24.............................................‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬تحديد األهداف واألولويات‪24...............H:‬‬
‫أقسام األهداف‪24..................................................:‬‬
‫تدوين األهداف‪25.................................................:‬‬
‫معايير خاطئة لتحديد أولويات العمل‪25....................... :‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬تسجيل الوقت وتحليله‪26......................:‬‬
‫أنواع تسجيل الوقت‪27........................................... :‬‬
‫كيف تحلل وقتك‪27............................................... :‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬التخطيط للوقت‪28.............................. :‬‬
‫كيف نخطط أوقات أعمالنا‪29................................... :‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬التفويض والتوكيل‪31.........................H:‬‬
‫أسباب اإلعراض عن التفويض‪32............................. :‬‬
‫كيف نفوض اآلخرين‪33......................................... :‬‬
‫القاعدة الخامسة‪ :‬مضيعات الوقت وطرق السيطرة عليها‪. .:‬‬
‫‪33‬‬
‫مضيعات األوقات‪34............................................. :‬‬
‫كيف تسيطر على مضيعات الوقت‪35......................... :‬‬
‫قواعد فرعية لعالج مضيعات الوقت‪35.......................:‬‬
‫قواعد فرعية في إدارة الوقت‪42......................................‬‬
‫ختا ًما‪52..................................................................:‬‬
‫البرنامج التفصيلي ‪53...................................................‬‬

‫لطالب العلم ‪53...........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬منهج القراءة ‪53...................................................‬‬
‫‪ -1‬العقيدة‪53....................................................... :‬‬
‫‪ -2‬التفسير‪54...................................................... :‬‬
‫‪ -3‬الحديث‪55......................................................:‬‬
‫‪ -4‬الفقه‪56..........................................................:‬‬
‫(‪ )4‬مصطلح الحديث‪60......................................... :‬‬
‫‪ -6‬أصول الفقه‪61.................................................:‬‬
‫‪ -7‬القواعد الفقهية‪62............................................. :‬‬
‫‪ -8‬تخريج الفروع على األصول‪63............................:‬‬
‫‪ -9‬التاريخ‪63...................................................... :‬‬
‫‪ -10‬السيرة‪64.....................................................:‬‬
‫‪ -11‬النحو‪64...................................................... :‬‬
‫‪ -12‬علوم القرآن‪64.............................................. H:‬‬
‫ثانيًا‪ :‬حفظ المتون العلمية‪65...........................................‬‬
‫ضوابط الختيار المتون‪65.......................................H:‬‬
‫األسباب المعينة على الحفظ‪66..................................:‬‬
‫معوقات الحفظ‪66................................................. :‬‬
‫نماذج ألهم المتون العلمية‪66....................................:‬‬
‫الفهرس‪75................................................................‬‬
‫***‬

Ar FN Adart Al WQT

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

Ar FN Adart Al WQT

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫تابع الجديد والحصري على موقع األلوكة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫واألحاديث في أهميته والحث على استغالله كثيرة؛ فمن‬

‫(?) فتح الباري‪ ،)11/229( :‬كتاب الرقاق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) فتح الباري‪ ،)11/238( :‬كتاب الرقاق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) مسند اإلمام أمحد‪.)2/417( :‬‬ ‫‪3‬‬

‫كما قال الزين العراقي؛ انظر‪ :‬فيض القدير (‪.)2/16‬‬

‫خصائص نظرة السلف للوقت‬

‫يزد فيه عملي»‪.‬‬

‫قام من بين يدي المتوكل للبول أو الصالة‪ ،‬أخرج الكتاب فنظر‬

‫موته بساعة أنه ذكر له دعاء جعفر بن محمد‪ ،‬فاستدعى محبرة‬

‫كان محمد بن الحسن الشيباني ال ينام الليل‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أنام أي وقت كان‪.‬‬

‫سا‪ :‬عدم المجاملة في التصرف في الوقت‪:‬‬

‫الكاملية‪ ،‬وكان ال يخرج منها إال لصالة الجمعة‪ ،‬وحصل أن‬

‫وكتاب سوانح وتأمالت يف قيمة الزمن‪ ،‬خلدون األحدب‪.‬‬

‫النظريات في تقييم الوقت‬

‫(?) انظر‪ :‬كتاب أفكار رئيسية يف إدارة الوقت ص‪.17‬‬ ‫‪1‬‬

‫واإلنسان عندما ينظر للوقت بهذه النظرية ال يرغب في‬

‫المحددة‪ ،‬ولذا أيضًا تجدهم يسرعون في الطرقات سرعة‬

‫القواعد الخمس الكبرى‬

‫المدى في رأس الهرم‪ ،‬واألهداف الصغيرة في أسفل الهرم‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا كنت تقدم العمل الذي تحبه على الذي تكرهه‪.‬‬

‫تعريف دقيق لمشكالت ومضيعات الوقت‪ ،‬ومن ثم تساعد على‬

‫نسبة كل نشاط من الوقت اإلجمالي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫افترض حدوث مضيعات الوقت‪ ،‬ثم ابحث لها عن حلول‪.‬‬

‫أو كتابة البحوث في وقت واحد‪ ،‬أو كتابة الرسائل أو شراء‬

‫عشر ساعات فإنك بهذا قد حافظت على عشر ساعات من‬

‫حتى ولو لم يحقق كل هذا القدر من النجاح‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬خارجي من اآلخرين؛ األسرة أو المجتمع‪.‬‬

‫‪ -5‬االتصاالت الهاتفية الزائدة عن الحد‪.‬‬

‫هذا المضيع وإزالته بالكلية؛ألن بعض هذه المضيعات أمر‬

‫‪ -8‬كن مستمعًا فقط قدر اإلمكان استثمارًا للوقت‪.‬‬

‫المناسب‪ ،‬هذا إذا لم يكن الطريق يستغرق وقتًا طوياًل ‪.‬‬

‫‪ -4‬حاول أن تتصل باآلخرين في وقت ال يكون اآلخرون‬

‫كابوسًا لهم‪ ،‬وإذا لم يحسن اإلنسان التعامل مع األوراق‬

‫عامًا للرسائل صالحًا إلرساله لكل أحد مع‬

‫بوضع فترات للراحة على نمط المثل العسكري القائل «إن‬

‫قواعد فرعية في إدارة الوقت‬

‫إدارة الوقت‪ ،‬د‪ .‬نادر أمحد أبو شيخة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تستحوذ على ساعتين يوميًا من أوقاتهن‪ ،‬لكن اتضح أن إدخال‬

‫القاعدة (‪ :)7‬الناس ال ينظرون للوقت كمورد ثمين‬

‫القاعدة (‪ :)14‬ينبغي لطالب العلم أن يكون سريع‬

‫(?) انظر‪ :‬قيمة الزمن عند العلماء (‪.)109 - 108‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ :)20‬إياك وصحبة البطالين فهم دود الوقت‪.‬‬

‫بحاجة وإن النفس حمضة»‪.‬‬

‫(?) سوانح وتأمالت يف قيمة الزمن‪ ،‬خلدون األحدب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أجريت في أمريكا على ألف مدير ظهر فيها أن واحدًا من كل‬

‫حتى ندرك أهمية الوقت‪:‬‬

‫‪% 32‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ -‬النوم (بمعدل ثماني ساعات يوميًا)‪.‬‬

‫ممكن مما يستحقه كل نشاط‪.‬‬

‫(‪ )3‬األصول الثالثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب‪.‬‬

‫(‪ )1‬زبدة التفسير لألشقر‪.‬‬

‫(‪ )1‬طرح التثريب للعراقي‪.‬‬

‫(‪ )2‬المستوى الثاني‪:‬‬

‫زاد المحتاج للكوهجي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شرح فتح القدير البن الهمام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )3‬المستوى الثالث‪:‬‬

‫النكت على ابن الصالح البن حجر‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫التمهيد ألبي الخطاب‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪ )3‬القواعد البن رجب‪.‬‬

‫ب‪ -‬المستوى الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬المستوى األول‪:‬‬