You are on page 1of 44

‫األستاذة بلخثير نجية‬

‫السنة ثالثة عالقات دولية‬

‫مقياس‪ :‬السياسة الخارجية للدول الكبرى‬

‫البحث األول و الثاني ‪ :‬السياسة الخارجية في الصينية في اقريقيا ‪ ،‬و السياسة الخارجية األمريكية‬
‫في افريقيا في افريقيا‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تع ! !!رف الق ! !!ارة اإلفريقي ! !!ة اس ! !!تمرارا! للت ! !!دخالت األجنبي ! !!ة بوس ! !!ائل! أخ ! !!رى ‪ ،‬فبع ! !!دما خض ! !!عت أقطار!ه ! !!ا‬
‫لالس!!تعمار األوروبي! العس!!كري أمس!!ت اآلن ت!!دخل ض!!من دائ!!رة النف!!وذ للق!!وى الك!!برى ال!!تي تق!!رر –من‬
‫موقعها! – سير العالقات الدولية وفق! ما يخدم استمرار! الوضع القائم بمعطياته االقتص!!ادية و السياس!!ية و‬
‫العسكرية و التكنولوجية ‪.‬‬
‫ج!!اءت اآلراء الفكري!!ة المتناقض!!ة ح!!ول أهم مظ!!اهر التن!!افس الق!!ائم بين الوالي!!ات المتح!!دة و الص!!ين ح!!ول‬
‫القارة اإلفريقية‪ ،‬حيث انصرف التساؤل أكثر إلى دور الص!اعد الجدي!د ‪ :‬الص!ين فق!د ت!أرجحت اآلراء‬
‫بين اعتباره !!ا ش !!ريك في التنمي !!ة باعتباره !!ا ناق !!ل للتجرب !!ة المحلي !!ة و بن !!اء ش !!راكات فعال !!ة ع !!بر الع !!الم‬
‫الن!!امي‪ ،‬و بين من اعتبره!!ا منافس!ا! اقتص!!اديا ي!!ؤدي! نفس ال!!دور ال!!ذي تق!!وم ب!!ه الق!!وى الغربي!!ة الهادف!!ة إلى‬
‫االستحواذ! على الثروات اإلفريقية و جعلها أسواقا! لتصريف المنتجات الغربية‪ ،‬و هو ما يقض على أية‬
‫فرص!!ة للص!!ناعات الناش!!ئة ‪ ،‬و بين اعتباره!!ا بل!!دا اس!!تعماريا باألش!!كال االقتص!!ادية الجدي!!دة‪ ،‬الهادف!!ة إلى‬
‫إزاحة التوجهات التقليدية للقارة نحو الغرب بحيث تركز على الشراكات مع النخب اإلفريقية ‪ ،‬مما يتيح‬
‫لها السيطرة على القارة ‪.‬‬
‫إن التس!اؤل في ه!ذا اإلط!ار! يتج!!ه إلى جدلي!ة األفع!ال و ردود! األفع!!ال بين الص!!ين و الوالي!ات المتح!!دة‬
‫األمريكي!!!ة في تنافس!!!ها على المج!!!ال اإلف!!!ريقي كمج!!!ال حي!!!وي للنف !!وذ و المص !!لحة ‪ ،‬الس !!يما االمتي!!!ازات‬
‫النفطية‬
‫مشاريع الشراكة و التعاون ‪:‬البوابة االقتصادية للنفوذ الصيني‪:‬‬
‫منتدى التعاون الصيني اإلفريقي‪FOCAC : ‬‬
‫يعت !!بر أرض !!ية للتع !!اون الق !!ائم على التش !!اور والح !!وار العملي‪ ،‬أنش !!ئ بص !!ورة مش !!تركة من قب !!ل الق !!ادة‬
‫الص !!ينيين واألفارق !!ة في ع !!ام‪،2000‬من أج !!ل مواص !!لة تعزي !!ز التع !!اون ال !!ودي! بين الص !!ين و إفريقي !!ا في‬
‫إطار الظروف الجديدة لمواجهة التحدي المش!ترك! للعولم!ة االقتص!ادية ‪,‬و على خالف الوالي!ات المتح!دة‬
‫األمريكي !!ة‪ ،‬ج !!اء الخط !!اب الص !!يني مرك !!زا على منط !!ق المس !!اواة ‪ ،‬و التع !!اون جن !!وب ‪ -‬جن !!وب معت !!برة‬
‫نفسها مكونا للمجال الجنوبي ‪ ،‬و بالتالي األرباح المتبادلة‪.1‬‬
‫و يمكن تلخيص أهم مرتكزات المنتدى فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬أنه مجال للحوار السياسي! المتبادل و أرضية للتعاون االقتصادي! و التكامل التجاري ‪.‬‬
‫‪-‬كونه فضاء للتشاور! الدبلوماسي! و ترسيم العالقات اإلفريقية الصينية السيما منها الثنائية‪.2‬‬
‫أم!!ا الم!!ؤتمر! ال!!وزاري! الث!!اني لمنت!!دى! التع!!اون الص!!يني اإلف!!ريقي‪ ،‬فق!!د تم احتض!!انه في العاص!!مة اإلثيوبي!!ة‬
‫أديس أباب !!ا‪ ،‬بحض !!ور! أك !!ثر من ‪ 70‬وزي !!ر من الص !!ين وال !!دول! اإلفريقي !!ة ‪،44‬إض !!افة إلى المس !!ؤول عن‬
‫الشؤون الخارجي!ة والتع!اون االقتص!ادي ال!دولي وممثلي بعض المنظم!ات الدولي!ة واإلقليمي!ة األفريقي!ة‪ ،‬و‬
‫قد أكد على نفس المقومات السياسية و االقتص!ادية الس!الفة م!ع التعه!د بالعم!ل جنب!ا إلى جنب في عملي!ات‬
‫حفظ السالم األفريقية‪،‬والتعاون في مجال التنمية االجتماعية شملت وعود بتوسيع صندوق تنمية الموارد‬
‫البش !!رية من خالل ت !!دريب م !!ا يص !!ل إلى ‪ 10000‬من الفن !!يين األفريقي !!ة خالل الس !!نوات الثالث المقبلة‪،‬‬
‫تكملها المساعدة في مجاالت الرعاية الطبية والصحة العامة‪ ،‬والتبادالت! الثقافية‪.3‬‬
‫و تمثلت نت!!ائج خط!!ة عم!!ل أديس أباب!!ا في تعزي!!ز التج!!ارة البيني!!ة ‪،‬حيث بل!!غ إجم!!الي التج!!ارة بين الص!!ين‬
‫وإ فريقي!ا! ع!!ام ‪ 2004‬م!!ا يع!!ادل ‪29‬ملي!!ار دوالر‪ ،‬و هي نس!!بة زي!!ادة كب!!يرة مقارن!!ة م!!ع س!!نة ‪،2003‬و‬
‫ه! ! ! !!و م ! ! ! !!ا يؤك! ! ! ! !د! الق ! ! ! !!وة الدافع ! ! ! !!ة ال ! ! ! !!تي منحته ! ! ! !!ا خط ! ! ! !!ة العم ! ! ! !!ل الثاني ! ! ! !!ة للنه ! ! ! !!وض بالتج! ! ! !!ارة البينية‪.4‬‬
‫واس! ! !!تكماال لسلس! ! !!ة التق! ! !!دم في العالق! ! !!ات ‪ ،‬فق! ! !!د مث! ! !!ل المنت! ! !!دى المنعق! ! !!د في بجين ع! ! !!ام ‪ ،2006‬نقط! ! !!ة‬
‫فاصلة‪،‬حيث قدمت خطة عمل طموحة يتم تنفيذها في غضون ثالث س!!نوات تض!!منت مض!!اعفة المعون!!ة‬
‫المقدم ! !!ة إلى أفريقي ! !!ا ال ! !!تي تص ! !!ل إلى ح ! !!والي‪ 1‬ملي ! !!ار دوالر ـإنشاء ص ! !!ندوق التنمي ! !!ة الص ! !!يني األف ! !!ريقي!‬
‫‪ 3‬ملي!ارات دوالر! قروض!ا! تفض!!يلية و‬ ‫لتعزيز! اس!!تثمار الش!!ركات الص!!ينية الجدي!دة في أفريقي!!ا‪ ،‬توف!ير‬
‫اإلفريقيةغ !!اء ال !!ديون ل ‪ 31‬بل !!د‬
‫‪،‬إل‬ ‫‪2‬ملي !!اردوالر أم !!ريكي! على ش !!كل ائتمان !!ات تفض !!يلية للمش !!ترين لل !!دول‬
‫إف!!ريقي ‪،‬ف تح الس!!وق الص!!ينية لص!!ادرات ال!!دول اإلفريقي!!ة ‪ ،‬إض!!افة إلى بن!!اء المستش!!فيات والم!!دارس! في‬

‫‪1‬‬
‫كريس ألدن ‪ ،‬الصين في إفريقيا ‪ :‬شريك أم منافس ‪ ،‬ترجمة عثمان الجبالي المثلوثي ‪.‬بيروت ‪:‬الدار العربية للعلوم و النشر‪، -‬‬
‫‪،1009.‬ط‪،1‬صص‪19-15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Johanna Jansson,The Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC),A briefing paperPrepared for‬‬
‫‪World Wide Fund for Nature (WWF).University of Stellenbosch :Centre for Chinese Studies,August‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-Garth Shelton and Farhana Paruk,tHE FORUM ON CHINA–AFRICA COOPERATION : A‬‬
‫‪STRATEGIC OPPORTUNITY.Monograph :Institute for Security Studies ,December 2008 ,p87,89‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- ibid,p90.‬‬
‫نط!!اق الدبلوماس!!ية الص!!ينية و السياس!ية ال!تي تتب!نى‬ ‫!اعدات!ع في‬
‫تق‬ ‫المناطق! الريفي!!ة األفريقية‪ ،‬وهي مس‬
‫بناء سمعة إيجابية في البلدان األفريقية ‪.5‬‬
‫أم!!ا منت!!دى التع!!اون الص!!يني األف!!ريقي المنعق!!د في الق!!اهرة بش!!رم الش!!يخ في‪07‬نوفم!!بر! ‪ ،2009‬فق!!د ك!!ان‬
‫منع!!رج تح!!ول كب!!ير لص!!الح ترس!!يخ الوج!!ود! الص!!يني في أفريقي!!ا‪ ،‬فق!!د تج!!اوز حجم التج!!ارة الص!!ينية م!!ع‬
‫أفريقي!!ا ح!!اجز المائ!!ة ملي!!ار دوالر في الع!!ام الماض!!ي‪ ,‬كم!!ا بلغت القيم!!ة اإلجمالي!!ة للق!!روض والمس!!اعدات‬
‫التنموية التي تمنحها الصين ألفريقيا! نحو خمسين مليار دوالر‪.6‬‬
‫فعملي!!ة تفعي!!ل المنت!!دى ‪ ،‬ك!!انت تتم بجدي!!ة ‪ ،‬ففي االجتم!!اع ال!!وزاري! الخ!!امس لمنت!!دى التع!!اون الص!!يني‬
‫اإلفريقي! في ‪،2012‬أكد الرئيس الص!يني ه!و جين ت!او على جمل!ة من اإلج!راءات والخط!ط الجدي!دة ال!تي‬
‫ستتخذها! الحكومة الصينية من أجل تعزيز! التعاون بين الصين وال!!دول األفريقي!!ة في مج!االت االس!تثمار‬
‫وت !!دريب األف !!راد والطب ‪ ،‬وتق !!ديم عش !!رين ملي !!ار دوالر أم !!ريكي إلى إفريقي !!ا ك !!دعم له !!ا‪ ،‬خصوص !!ا في‬
‫مجاالت بناء البنية التحتية والزراعة والصناعة وتطوير! الش!ركات الص!غيرة والمتوس!طة الحجم‪ ،‬وتع!ادل!‬
‫هذه الق!روض ض!عفي م!ا ك!ان علي!ه خالل الس!نوات الثالث الماض!ية‪ ،7‬و ه!و م!ا أك!د على جدي!ة الط!رف‬
‫الصيني في صراعه ضد النفوذ األمريكي في المنطقة وعلى المشاريع المقابلة ‪،‬و قد ب!!رز بش!!كل واض!!ح‬
‫في المنت! ! !!دى الث! ! !!اني في أديس أباب! ! !!ا‪،‬حيث تم التص! ! !!ريح بكون! ! !!ه موج! ! !!ه أساس! ! !!ا ض! ! !!د الهيمن! ! !!ة والس! ! !!يطرة‬
‫الغربية ‪ ،‬و النظام العالمي الجديد‪.8‬‬
‫الصين و معادلة النفط في إفريقيا ‪:‬‬
‫تمثل الصين ث!اني أك!بر مس!!تهلك للنف!!ط بع!!د الوالي!ات المتح!دة‪،‬و في ه!!ذا اإلط!!ار تق!!دم إفريقي!ا! خدم!ة كب!يرة‬
‫للص!!ين ‪ ،‬حيث تزوده!!ا ال!!دول المنتج!!ة بم!!ا قيمت!!ه ‪ %10‬من الن!!اتج األجم!!ال الع!!المي ‪ ،‬و في إحص!!ائيات!‬
‫ل!!وزارة ال!!دفاع الفرنس!!ية ‪،‬أك!!دت تح!!ول الص!!ين إلى أك!!بر مس!!تهلك بع!!د ‪10‬س!!نوات على األك!!ثر ‪ ،‬كونه!!ا‬
‫تمل!!ك في حوزته!!ا مخزون!!ات كب!!يرة من النف!!ط والغ!!از ‪،‬و ه!!و م!!ا أس!!هم بش!!كل كب!!ير في ارتف!!اع األس!!عار! ‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫حيت تزايد الطلب بنسبة ‪ %40‬من الطلب العالمي على النفط في األربع سنوات التي تلت‪2005‬‬
‫و في الربع األول من ‪،2005‬فرض عليها معدل النمو الذي بلغ‪ ،%10.2‬تنوي!!ع مص!!ادر الحص!ول على‬
‫النف !!ط ‪ ،‬و تقلي !!ل تبعيته !!ا للش !!رق األوس !ط! ‪ ،‬حيث ب !!رزت إفريقي !!ا الملج !!أ الض !!روري‪ .‬فقبل ‪ ،1992‬ك !!انت‬
‫‪5‬‬
‫‪-Daouda Cissé,FOCAC: trade, investments and aid in China-Africa relations. South Africa :Centre‬‬
‫‪for Chinese Studies,Stellenbosch University,May 2012.‬‬
‫‪6‬‬
‫حمدي عبد الرحمن‪،‬مستقبل العالقات االفريقية الصينية ‪.‬االهرام االقتصادي ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪-‬‬
‫‪7‬‬

‫العددالتاسع ‪2009,‬‬
‫‪- 5thForum on China-Africa Cooperation,2012 english.cntv.cn/spécial/5thfocac/.../index.shtm‬‬

‫‪- Fabienne Pinel, La Chine, le pétrole et l’Afrique, www.afrik.com/article9773.htm‬‬


‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ :‬محمد عايش ‪ ،‬الجزائر و األرجنتين لديهما نفط صخري يفوق أمريكا ‪.‬تقرير العربية‪ ،‬من الموقع‪-‬‬
‫‪www.alarabiya.net‬‬
‫الم!!ورد! النفطي اإلف!!ريقي الوحي!!د للص!!ين ‪،‬مقاب!!ل اعتم!!اد كب!!ير على الش!!رق األوس!ط! و أمريك!!ا الالتيني!!ة و‬
‫جنوب شرق! اسيا‪.10‬‬
‫إن ما يحكم التوجهات الصينية تجاه النفط اإلفريقي مجموعة من العوامل يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ك!!ون س!!وق النف!!ط العالمي!!ة تق!!ع تحت وط!!أة ق!!دم نخب!!ة من المجتمع!!ات الغربي!!ة المس!!ماة الش!!قيقات الس!!بع‬
‫*‪،‬و هي الشركات البترولي!ة الس!!بع ال!تي ت!!دير الس!!وق الع!!المي من!!ذ الس!بعينات حيث س!!يطرت على إنت!اج‬
‫‪%85‬من احتياطي! النف!!ط الع!المي ‪،‬و إن ك!انت ق!!د ت!راجعت هيمنته!!ا لص!!الح الش!ركة الس!عودية ‪ ،‬ومنظم!ة‬
‫األوبك التي وقفت في وجهها‪.11‬‬
‫‪ -‬كون الدول اإلفريقية المنتجة أعضاء في منظم!!ة ال!!دول المص!!درة للنف!!ط أوب!!ك خاص!!ة الجزائ!!ر ‪ ،‬ليبي!!ا‬
‫ونيجيري !ا! ‪،4‬وهي فاع !!ل رئيس !ي! في س !!وق النف !!ط العالمي !!ة‪ ،‬وذل !!ك نظ !!را لض !!خامة م !!ا تس !!هم ب !!ه في حجم‬
‫اإلنت!!اج الع!!المي الب!!الغ ‪ 80‬م!!بى (ملي!!ون برمي!!ل يومي!!ا‪ ،‬الس!!يما في ظ!!ل توق!!ع أن تزي!!د في تلبي!!ة االرتف!!اع‬
‫المتوق !ع! في الطلب الع!!المي على النف!!ط أن يص!!ل إلى نح!!و ‪ 65‬م!!بى ع!!ام‪ 2030‬أي ح!!والي ‪%54.1‬‬
‫من إم!!دادات النف!!ط الع!!المي وذل!!ك مقارن!!ة بح!!والي ‪ %38.4‬ع!!ام‪،122000‬و يتض!!ح ذل!!ك من خالل ترك!!يز‬
‫الصين على الدول النفطية في تفاعالتها االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬نيـــجـــــــيـــريـا ‪:‬‬
‫تق !!ع في منطق !!ة غ !!رب إفريقي !!ا‪ ،‬وهى المنطق !!ة األهم في إنت !!اج النف !!ط في إفريقي !!ا‪ ،‬حيث تعت !!بر! المنتج‬
‫األول للنفط في إفريقيا ‪،‬وهى عضو في منظم!ة ال!دول المنتج!ة للنف!ط (أوب!ك)‪ ،‬ويبل!غ احتياطه!ا ‪ 36‬ملي!ار‬
‫برميل‪ ،‬وبحجم! إنتاج يومي يصل إلى ‪ 2.7‬مليون برميل‪.13‬‬
‫ت!!تركز من!!اطق إنتاج!!ه في ب!!ورت ك!!ارهوت! ‪ ،‬وفي دالت!!ا ال!!نيجر بحق!!ول نفطي!!ة يبل!!غ ع!!ددها ‪ 606‬حق!!ل‪ ،‬و‬
‫‪14‬‬
‫االرتفاع في اإلنتاج المتوقع قد يصل إلى ‪4.42‬مليون برميل في‪2020‬‬
‫بالت ! !!الي ف ! !!ان األهمي ! !!ة النفطي ! !!ة لنيجيري ! !!ا‪ ،‬جعلت الص ! !!ين تواج ! !!ه منافس ! !!ة كب ! !!يرة من الوالي ! !!ات المتح ! !!دة‬
‫األمريكي!!!ة و أوروب!!!ا ‪ ،‬حيث تأتي نيجيريا على رأس ال دول األفريقي ة ال تي تص در النف ط إلى الوالي ات‬

‫‪10‬‬
‫‪-Matthieu Auzanneau, Le pic pétrolier de l’Algérie, et de trois autres nations arabes gâtées par l’or‬‬
‫‪noir ,Un colloque sur le pic pétrolier et la transition énergétique‬‬

‫‪11‬‬
‫محمد جمال عرفة ‪ ،‬الصين والتغير الناعم في إفريقيا‪ :‬العولمة البديلة ‪،‬قراءات افريقية ‪:‬ثقافية فصلية محكمة متخصصة في‬
‫‪.‬الشؤون اإلفريقية تصدر عن المنتدى اإلسالمي‪.‬لندن ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬سبتمبر ‪،2001‬ص ‪169‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-Fabienne Pinel, opcit.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪-Chung-lian Jiang,LA CHINE, LE PETROLE ET L’AFRIQUE,www.geopolitis.net/.../CHINE‬‬
‫‪%20PETROLE%20AFRIQUE.pd‬‬
‫‪14‬‬
‫‪-ibid.‬‬
‫المتحدة‪ ،‬و يحتل النفط النيج يري المرك ز الخ امس بالنس بة له ا بكمي ة تبل غ ‪ 1.5‬ملي ون برمي ل يوميا‪،15‬‬
‫خاص!!ة إذا علمن!!ا أن الش!!ركات األمريكي!!ة تس!!يطر على أك!!ثر من ‪ 7.4‬ملي!!ار دوالر من االس!!تثمارات في‬
‫القطاع النفطي النيجيري! ‪ ،‬و هو ما يجعل إنتاجها البالغ نحو ‪ 2‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬يتوجه نص!فه إلى‬
‫الواليات المتحدة ‪.16‬‬
‫كما قامت بتشكيل مجموعة لمب!!ادرة للنف!!ط األف!!ريقي! تض!!م ممثلين عن اإلدارة األمريكي!!ة وش!!ركات النف!!ط‬
‫في القطاع الخاص األمريكي ‪ ،‬و ع!دد من زعم!اء ال!دول النفطي!!ة األفريقي!!ة‪ ،‬و ه!و ل!!وبي يق!ع تحت إدارة‬
‫بولمايكل‪ ،‬وقد أصدرت هذه المجموعة كتاباً بعنوان النفط األفريقي‪ :‬أولوية األمن القومي‪ ،‬وق!!د أص!!بحت‬
‫ه !!ذه المجموع !!ة بمثاب !!ة ل !!وبي أم !!ريكي يتح !!رك في أفريقي !!ا لت !!أمين مص !!الح أمريك !!ا النفطي !!ة ال !!تي ق !!امت‬
‫‪17‬‬
‫بالضغط! على نيجيريا! لالنسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك‬
‫وفي س !!بيل الحص !!ول! على النف !!ط النيج !!يري‪ ،‬ق !!امت بكين بعق !!د العدي !!د من اتفاقي !!ات الش !!راكة في مج !!ال‬
‫البني!!ة التحتي!!ة ‪،‬ب!!دعوة من ال!!رئيس النيج!!يري عم!!ر ي!!ارادوا! إلى إقام!!ة ش!!راكة إس!!تراتيجية متبادل!!ة المنفع!!ة‬
‫بين الط!!رفين‪ ،‬تس!!تهدف التط!!ور! الس!!ريع للطاق!!ة والبني!!ة التحتي!!ة للنق!!ل ‪،‬و ه!!و م!!ا أك!!ده ال!!رئيس في زي!!ارة‬
‫رس!!مية للص!!ين في‪،2008‬موض!!حا أن ادارت!!ه وض!!عت إط!!ار تنظيمي! إلش!!راك المس!!تثمرين األج!!انب في‬
‫تطوير! البنية التحتية العامة ‪،‬كما قدم ضمانات ألمن الطاقة لجمهورية الصين ‪ ،‬و ه!!و م!!ا مكنه!!ا من بن!!اء‬
‫أسس متينة لمصادر الثروة البترولية‪.18‬‬
‫وه!!و م!!ا مكن الش!!ركة النفطي!!ة الص!!ينية من حي!!ازة ‪ %45‬من حق!!ل أكب!!وا البح!!ري النيج!!يري! ب!!تروال بقيم!!ة‬
‫‪7.6‬ملي! ! !!ار دوالر ‪،20‬فقد وقعت الش ركة الص ينيةاتفاقا إلنش اء الطري ق ال دائري ح ول مدين ة ب ورت‬
‫هاركورت النفطية في نيجيريا بمبلغ مليار دوالر‪.19‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬كريستوفر هالمان ‪،‬أكبر شركات النفط في العالم ‪،‬من الموقع االلكتروني‬
‫‪openoil.net/iocs-nocs-reading-material-plus-cove‬‬
‫‪16‬‬
‫مغاوري شلبي علي ‪،‬أوبك ومستقبل أمن الطاقة ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪.‬مصر ‪:‬مؤسسة األهرام‪2006،‬‬

‫‪17‬‬
‫سليم نصار ‪ ،‬الصين تعلن حرب السيطرة على القارة اإلفريقية‬
‫‪www.alhayat.com/‬‬

‫‪18‬‬
‫إياد عبد الكريم مجيد ‪،‬سياسة نيجيريا النفطية ‪ :‬الواقع و الطموح ‪،‬دراسات دولية ‪،‬العدد الثامن و العشرون‪،2005،‬ص‪163‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-Djibril DIOP ,L’AFRIQUE DANS LE NOUVEAU DISPOSITIF SECURITAIRE DES ÉTATS-‬‬
‫‪UNIS :De la lutte contre le terrorisme à l’exploitation des opportunités .Québec :centre des‬‬
‫‪etudes ,Université de Montréal ,2008.‬‬
‫‪ -‬الـجـزائـر ولـيبـيـا‪ :‬تق!!ع ال!!دولتان في منطق!!ة ش!!مال إفريقي!!ا‪ ،‬حيث يق!!در احتي!!اطي ليبي!!ا من النف!!ط بح!!والي!‬
‫‪ 40‬ملي !!ار برمي !!ل‪ ،‬وهى تنتج يومي !!ا ‪ 1.6‬ملي !!ون برمي !!ل‪ ،‬بينم !!ا يص !!ل إنت !!اج الجزائ! !ر! الي !!ومي إلى ‪1.3‬‬
‫مليون برميل‪ ،‬وبلغ احتياطيها! ‪ 12.4‬مليار برميل‪.20‬‬
‫و هي ب! !!ذلك تعت! !!بر ث! !!اني مص! !!در للنف! !!ط في الع! !!الم ‪،‬حيث تق! !!وم بتجه! !!يز! ‪%20‬من الطلب الع! !!المي على‬
‫الطاق! !!ة ‪ ،‬و في ‪ ،2010‬دعت الجزائ ! !ر! إلى خفض اإلنت! !!اج خالل منت! !!دى ال! !!دول المص! !!درة للغ! !!از ‪،‬على‬
‫غ!!رار ال!!دول المص!!درة للنف!!ط لتجنب زي!!ادة اإلنت!!اج ‪،‬و ت!!دير ش!!ركة س!!ونطراك! الحكومي!!ة ال!!ثروة الكب!!يرة‬
‫للجزائ!!!ر المكون!!!ة من النف!!!ط و الغ!!!از ‪ ،‬وال!!!تي تحت!!!ل المرك!!!ز الح !!ادي عش !!ر عالمي !!ا ض !!من قائم!!!ة أك!!!بر‬
‫كونس!!يرتيوم! للنف!!ط و الغ!!از في الع!!الم ‪ ،21‬و تتوق!!ع ك!!ل من الجزائ!!ر و ال!!نيجر و نيجيري!!ا تص!!دير الغ!!از‬
‫بحوالي ‪25‬مليار قدم مكعب سنويا ابتداء من ‪ 2015‬من خالل أنابيب الغاز عبر الصحراء‪.22‬‬
‫و في ه! !!ذا اإلط! !!ار ‪ ،‬تج! !!ري التس! !!اؤالت عن إمكاني! !!ة الحص! !!ول على ب! !!دائل لل! !!ثروة التقليدي! !!ة ‪،‬و الملفت‬
‫لالنتب !!اه ‪،‬دراس !!ة أجرته !!ا ش !!ركة المتخصص !!ة في أبح !!اث الطاق !!ة أن حق !!ول النف !!ط الص !!خري في ك !!ل من‬
‫الجزائ !!ر وروس !!يا! واألرجن !!تين تض !!م احتياط !!ات أك !!بر من تل !!ك الموج !!ودة في تكس !!اس بالوالي !!ات المتح !!دة‬
‫والتي يروج األميركيون إلى أنها ستؤدي إلى طفرة في إنتاجهم من النفط‪.23‬‬
‫بي! ! ! !!د أن التعوي! ! ! !!ل علي! ! ! !!ه يبقى ض! ! ! !!عيفا ‪،‬و ه! ! ! !!و م! ! ! !!ا أش! ! ! !!ار الي! ! ! !!ه عب! ! ! !!د المجي! ! ! !!د عط! ! ! !!ار أش! ! ! !!ار إلي! ! ! !!ه‬
‫عبدالمجيدعطار‪،‬المدير التنفيذي السابق للشركة الوطنية سونطراك أن الص!!خر و الغ!!از الزي!!تي لن يك!!ون‬
‫كافيا لتعويض االنخفاض في الموارد التقليدية‪.24‬‬
‫تشاد‪ :‬أم!!ا دول!!ة تش!!اد ال!!تي تق!!ع في منطق!!ة وس!!ط إفريقي!!ا‪،‬فق!!د ت!!وجهت الش!!ركات الص!!ينية إلى اس!!تثمارات‬
‫نفطية على الرغم من العالقات الدبلوماسية بين تشاد و تايوان‪ ،‬و هو م!ا يوض!ح أهمي!ة النف!!ط كمص!در!‬
‫حيوي استراتيجي! للصين مقارنة بقضايا حساسة متعلقة بالوحدة الصينية‪.25‬‬

‫‪20‬‬
‫‪،‬محمد عبدالعاطى‪ ،‬النفط فى نيجيريا وعالقته باألزمة فى البالد‬
‫‪http: //www .aljazeera. net/NR/exeres/7FFF8A‬‬
‫‪21‬‬
‫‪،‬زهير سالم ‪،‬المخطط األمريكي للسيطرة على منابع النفط‬
‫‪pulpit.alwatanvoice.com/articles/2004/10/.../12060.ht‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Stefano Libert, Les Etats-Unis et le pétrole d’Afrique occidentale,‬‬
‫‪Samedi, 27 Mars 2004. www.voxnr.com/cc/di_antiamerique/EplpFlkuuVTYaufSVK.shtml‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-Severin Tchetchoua Tchokonte , Enjeux et jeux pétroliers en Afrique: étude de l'offensive‬‬
‫‪Université de Yaoundé,2008,p155.‬و‪pétrolière chinoise dans le olfe de Guinée‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .‬نجالء محمد مرعي ‪،‬الثروة النفطية و التنافس الدولي االستعماري‪-‬الجديد في افريقيا ‪.‬التقرير االستراتيجي السابع ‪،‬ص‪464‬‬
‫‪25‬‬
‫‪-ibid,p158.‬‬
‫كما أن حاجة الصين من النفط ومشتقاته‪ ،‬دفعتها! إلى غزو أدغال أفريقي!ا وتعزي!ز! الرواب!ط! التجاري!ة م!ع‬
‫دول القارة السمراء‪ ،‬بحيث اتجهت إلى االستثمار في الزراعة بمساحات شاسعة من أراض!!ي الك!!اميرون!‬
‫وموزنبيق! وأوغندا وتنزانيا‪ ،‬السودان وإ ثيوبيا وزامبيا والكونغو! الديمقراطية‬
‫فالقيادة الصينية تدرك أهمي!ة إفريقي!ا ال!تي تحت!وي! على ث!روات من المع!ادن الن!ادرة تش!كل م!ا نس!بته أك!ثر‬
‫من ثلث احتي!!!اطي! ث!!!روات المن!!!اجم في الع!!!الم‪ ،26‬وعلى س!!!بيل المث !!ال‪ ،‬ف !!إن ال !!نيجر والص !!ومال وناميبي!!!ا‬
‫وأفريقي ! !ا! الوس! !!طى! تمل! !!ك أك! !!بر مخ! !!زون لم! !!ادة اليوراني! !!وم‪ ،‬كم! !!ا ت! !!وفر! الق! !!ارة الس! !!وداء م! !!ا نس! !!بته ُخمس‬
‫احتياطي! العالم من الماس والذهب‪ ،‬األمر الذي جعل لغانا مكانة مميزة في السياسة الص!!ينية كونهاإح!!دى‬
‫ال! !!دول المنتج!!!ة للنف!!!ط‪،‬و ث! !!اني أك! !!بر دول!!!ة منتج!!!ة لل! !!ذهب بع! !!د جن !!وب أفريقي !!ا‪ ،‬ل! !!ذلك س !!ارعت الص!!!ين‬
‫لالستثمار! فيها بحيث بلغت صادرات الصين إليها أكثر من ‪ 5‬باليين دوالر‪.27‬‬
‫أم!!ا بالنس!!بة للس!!نغال‪ ،‬فق!!د نجحت بكين في أن تك!!ون الش!!ريك التج!!اري األول له!!ا‪ ،‬فض!!ال عن كونه!!ا راب!!ع‬
‫أك!!بر دول!!ة مانح!!ة للمس!!اعدات‪ ،‬من خالل مجموع!!ة من المش!!اريع مث!!ل مط!!ار العاص!!مة داك!!ار‪ ،‬وتموي!!ل‬
‫مستش !!فى لألطف !!ال في مدين !!ة ديامني !!اديو‪ ،‬والتخطي! !ط! لبن !!اء س !!احة رياض !!ية في العاص !!مة داك !!ار ‪ ،28‬كم !!ا‬
‫تحاشت الشركات الصينية التورط م!!ع الحك!ام في األم!ور السياس!ية‪ ،‬و توجي!ه خ!!دماتها للش!!عب في ص!ور!‬
‫مشاريع! البنية التحتية والرعاية الصحية والمنح الدراسية المواطن‪.29‬‬
‫و ه!!و م!!ا ينظ!!ر ل!!ه على أن!!ه إس!!تراتيجية للتغلغ!!ل الن!!اعم يمكنه!!ا من س!!حب البس!!اط من الوالي!!ات المتح!!دة‬
‫األمريكية ‪ ،‬فقد قدمت نفس!ها إلى ال!دول اإلفريقي!ة على أنه!ا دول!ة نامي!ة تس!عى إلى المنفع!ة المش!ركة دون‬
‫إتباع المساومة أو المشروطية السياسية و التدخل في الش!!ؤون اإلفريقية‪،31‬حيث تت!!دخل ببطء وح!!ذر في‬
‫وس!!!اطة محاي!!!دة وواض!!!حة في الص !!راعات اإلفريقي!!!ة‪ ،‬خاص!!!ة تل !!ك ال !!تي تتعل !!ق مث !!ل الوس !!اطة لتس !!وية‬
‫الص !!راعات اإلفريقي !!ة في دارف !!ور! في ‪ ،2007‬كم !!ا توس !!طت من أج !!ل ص !!فقة س !!الم بين ش !!مال الس !!ودان‬
‫وجنوب ! !!ه في موض ! !!وع! التن ! !!ازع على من ! !!اطق حدودي ! !!ة غني ! !!ة ب ! !!البترول ورس ! !!وم! أن ! !!ابيب النف ! !!ط في أوت‬
‫‪ 2012‬وتوس !!طت لح!!ل والص!!راع! بين جمهوري!!ة الكونغ!!و الديمقراطي!!ة وروان!!دا‪،‬و! هي مس!!اعي وص!!فت‬
‫كونه !!ا تأثيري!!ة أك !!ثر منه !!ا تذخلي !!ة ولكن مهم!!ة من الناحي !!ة اإلس !!تراتيجية‪ ،‬ألنه!!ا تعلن دخ!!ول الص!!ين في‬
‫مرحلة الوساطة في أنواع من المواجهات المسلحة الداخلية والصراعات بين الدول في إفريقيا‪.30‬‬

‫‪26‬‬
‫‪.‬خالد حنفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪-‬‬
‫‪27‬‬
‫التوقعات! التجارية األمريكية ‪.2013:‬الغرفة التجارية األمريكية العربية الوطنية ‪.‬واشنطن ‪-‬‬
‫‪-28‬بدر حسن الشافعي ‪ ،‬التغلغل الناعم‪ :‬استراتيجية الصين في تعزيز وجودها في افريقيا‬
‫‪www.alquds.co.uk/?p=123209‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ .‬سليم نصار ‪،‬المرجع سابق الذكر ‪-‬‬
‫‪30‬‬

‫‪-‬بدر حسن الشافعي ‪ ،‬المرجع سابق الذكر‬


‫و في هذا السياق برزت نتائج التعامل البيني لخمسين سنة بشكل ايجابي‪،‬حيث نفذت الصين أك!!ثر من‬
‫‪ 800‬مشروع مساعدة اقتصادية في أفريقيا‪ ،‬منها ‪ 137‬مشروعاً زراعياً‪ 133 ،‬مشروع منش!!آت تحتي!!ة‪،‬‬
‫‪ 19‬مدرس!!ة‪ 38 ،‬مستش!!فى‪ ،‬وبعثت نح!!و ‪ 16‬ألف!اً من الع!!املين في الحق!!ل الط!!بي إلى أفريقي!!ا‪ .‬وفي إط!!ار‬
‫منت !!دى التع !!اون الص !!يني األف !!ريقي! وأعفت الص !!ين ديون! !اً عن ال !!دول األفريقي !!ة تبل !!غ ‪9‬ر‪ 10‬ملي !!ار ي !!وان‬
‫صيني‪ ،‬ودربت ‪ 15‬ألف شخص‪.31‬‬

‫التنافس الصيني األمريكي في السودان‪:‬‬


‫هن!!!اك أهمي!!!ة لبعض ال!!!دول‪  ‬كالس!!!ودان في إط!!!ار بن!!!اء تح!!!الف دولي يخ !!دم المص !!الح الحيوي!!!ة للوالي!!!ات‬
‫المتح ! !!دة‪  ‬من أج ! !!ل محارب ! !!ة م ! !!ا يس ! !!مى باإلره ! !!اب ‪،‬كم ! !!ا أن ت ! !!ردي! األوض ! !!اع! السياس ! !!ية واالقتص ! !!ادية‬
‫واالجتماعي!!!ة في الق !!ارة األفريقي !!ة أدى لجعله!!!ا بيئ !!ة خص !!بة لنم !!و المش !!اعر المعادي !!ة للغ !!رب والوالي!!!ات‬
‫المتح!!دة األمريكي!!ة ‪ ،‬حيث تع!!د الق!!ارة اإلفريقي!!ة الحلق!!ة األض!!عف في سلس!!لة م!!ا يس!!مى باإلره!!اب ال!!دولي‬
‫‪ ،32‬حيث أرس !!لت الص!!!ين ق !!وات عس!!!كرية لحماي!!!ة أب !!ار إنت!!!اج الب !!ترول والغ !!از الط !!بيعي في الس!!!ودان ‪،‬‬
‫مس !!تغلة خ !!روج الوالي !!ات المتح !!دة األمريكي !!ة منه !!ا في ‪،1995‬لتحض! !ى! باس !!تثمارات نفطي !!ة كب !!يرة تبل !!غ‬
‫نص !!ف الص !!ادرات الس !!ودانية من النف !!ط تتج!!ه نح!!و الص !!ين حس !!ب إحص!!ائيات ‪،2008‬كم!!ا ق!!امت ش !!ركة‬
‫س !!ينوبك! الص !!ينية بإنش !!اء خ !!ط أن !!ابيب بط !!ول ‪ 1500‬كم لنق !!ل اإلنت !!اج النفطي إلى مين !!اء بورس !!ودان على‬
‫البحر األحمر ‪ ،‬و منه إلى ناقالت البترول المتجهة إلى الصين‪.33‬‬
‫التواجد األمريكي في القارة اإلفريقية ‪:‬‬
‫تقوم السياسة األمريكية في أفريقيا عل مرتكزات تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬التركيز على مناطق إقليمية معينة‪ ،‬و اختيار دور قيادي لبعض ال!!دول تخ!!دم مص!!لحتها كجن!!وب إفريقي!!ا‬
‫والسنغال! و نيجيريا‪.‬‬
‫‪-‬التركيز على قضايا معينة تخدم األجندة األمريكية كاإلرهاب و الجريمة المنظمة‪.‬‬
‫‪-‬عس!كرة الق!ارة األمريكي!ة لص!الح الوالي!ات المتح!دة األمريكي!ة من خالل ت!دريب و تموي!ل ق!وات افريقي!ة‬
‫يتم إنشاءها لتحقيق األمن و االستقرار‪،34‬فصانع! الق!رار األم!ريكي أدرك أهمي!ة تحقي!ق االس!تقرار! واألمن‬
‫في هذه المناطق‪ ،‬نظرا إلى ما تتوفر! علي!ه من م!وارد طبيعي!ة‪ ،‬خاص!ة النف!!ط خاص!!ة إذا علمن!ا أن األه!!داف‬
‫‪31‬‬
‫أوال ولي إسماعيل ‪ ،‬العالقات اإلفريقية الصينية ‪:‬شراكة أم استغالل ‪:‬وجهة النظر اإلفريقية ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات ‪19،‬أفريل‬
‫‪2014‬‬

‫‪32‬‬
‫الوضع الحالي للعالقات االقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا‪ ،‬شبكة الصين‬
‫‪www.biosaline.org/pdf/Biosalinity-News-April2014‬‬
‫‪33‬‬
‫عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج‪،‬مرتكزات السياسية األمريكية اتجاه القارة اإلفريقية‬
‫‪www.sudanile.com/index.php?...id‬‬
‫‪34‬‬
‫‪--KOUNOU, Michel " paradoxes et misères du pétrole africain " in Enjeux n°36, juillet 2008,p60‬‬
‫االقتصادية تأتي في الطليع!ة ‪ ،‬خصوص!ا بع!د تزاي!د االكتش!افات! النفطي!ة فيه!ا‪ ،‬كم!ا ته!دف إلى فتح‬
‫أس!!واق جدي!!دة لتص!!ريف! المنتج!!ات الص!!ناعية في من!!اطق مختلف!!ة من الع!!الم‪ ،‬من أبرزه!!ا الق!!ارة األفريقي!!ة‬
‫التي تضم أكثر من ‪ 850‬مليون نسمة‪.3537‬‬
‫‪-‬محاربة األنظمة المارقة كونها تدعم اإلرهاب كالسودان و ليبيا‪،‬و دعم النظم التي تأخذ‬
‫بمفاهيم التح!!ول ال!!ديمقراطي وفق!ا للتص!!ور األم!ريكي‪ ،‬و ب!األخص تل!!ك الواقع!!ة في المن!!اطق ذات األهمي!ة‬
‫اإلستراتيجية بالنسبة للمصالح األمريكية في القارة‪ ،‬و تشكيل نخب جديدة في‬
‫إفريقي!!ا موالي!!ة للغ!!رب و الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة ‪ ،36‬وت!!أمين وتعزي!!ز ف!!رص االس!!تثمار والتج!!ارة‬
‫في المنطقة‪ ،‬وهو ما يؤكد عليه مبدأ التجارة بدالً من المساعدات ‪.37‬‬
‫و هي مرتك!!زات ب!!دأت مالمحه!!ا تتش!!كل في عه!!د ال!!رئيس األم!!ريكي! كلينت!!ون ع!!ام ‪، 1998‬حيث ق!!امت‬
‫إدارته بمحاوالت لتأسيس شراكة أمريكية أفريقي!ة جدي!دة تخ!دم المص!الح األمريكي!ة في الق!ارة اإلفريقي!ة ‪،‬‬
‫ومحاولة إلدماجها في االقتص!اد الع!المي وإ نه!اء تهميش الق!ارة األفريقي!ة‪ ،‬وهي سياس!ة اس!تدراكية للغي!اب‬
‫األم !!ريكي الطوي !!ل خالل و بع !!د الح !!رب الب !!اردة ‪ ،‬ك !!انت تكلفت !!ه التوس !!ع الص !!يني المه !!دد لألمن الق !!ومي‬
‫األمريكي! من حيث المصالح المفقودة هناك‪.38‬‬
‫وق! ! ! !د! ج! ! !!اءت المب! ! !!ادرات األمريكي! ! !!ة ك! ! !!رد فع! ! !!ل على التخ! ! !!وف من مح! ! !!اوالت التغلغ! ! !!ل الص! ! !!ينية في‬
‫افريقيا ‪،‬حيث يتوقع! ميرشهايمر من خالل واقعيته الهجومية أن اس!تمرار! النم!و االقتص!!ادي! الص!!يني ‪،‬‬
‫يدفعها! إلى سياسة الهيمنة على مجاالت إقليمية مختلفة أسيوية و افريقية بنفس الطريقة التي تهيمن من‬
‫خالله!!ا الوالي!!ات المتح!!دة على نص!!ف الك!!رة الغ!!ربي ‪ ،‬وه!!و م!!ا يتبع!!ه رد فع!!ل أم!!ريكي و معظم ج!!يران‬
‫بكين‪ ،‬بما في ذلك الهند واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية‪ ،‬وروسيا‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬الحت!!واء الق!!وة الص!!ينية‬
‫‪ ،‬األم!ر ال!ذي يخل!د إلى مس!ابقة أمني!ة مش!ددة م!ع احتم!االت كب!يرة للح!رب‪ ،‬وباختص!ار‪ ،‬ص!عود! الص!ين‬
‫من غير المرجح أن تكون هادئا على المدى الطويل عندما تحقق الصين مستوى قوة نسبية اقتص!ادية‬
‫وعسكرية مترادفة مع الواليات المتحدة‪.39‬‬

‫‪35‬‬
‫عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج‪،‬مرتكزات السياسية األمريكية اتجاه القارة اإلفريقية‬
‫‪www.sudanile.com/index.php?...id‬‬
‫‪36‬‬
‫‪KOUNOU, Michel " paradoxes et misères du pétrole africain " in Enjeux n°36, juillet 2008,p60‬‬

‫‪37‬حمدي عبد الرحمن حسن ‪،‬سياسات! التنافس الدولي في افريقيا‬


‫‪: http://www.alukah.net/world_muslims/0/65874/#ixzz357W3gFla‬‬

‫‪38‬‬
‫الحسن الحسناوي ‪ ،‬التنافس الدولي في افريقيا ‪ :‬األهداف و الوسائل‬
‫‪WWW.estqlal.com/article.php?id=3172‬‬

‫‪39‬‬
‫أ وضاع الصومال في القرن األفريقي وأثرها على األمن في إقليم البحر األحمر‬
‫‪ www.alukah.net‬‬
‫فبعد الحرب الباردة ‪،‬أمست الواليات المتحدة األمريكي!!ة أك!!ثر ترك!!يزا! على معطي!!ات التغلغ!!ل الص!!يني! في‬
‫هذه منطقة‪ ،‬فاإلعجاب الذي تحوز عليه الصين لدى دول المنطقة ترجم إلى تعميق للعالقات االقتص!!ادية‬
‫وارتف!!اع نس!!بة التع!!امالت التجاري!!ة و المالي!!ة ‪ ،‬بحيث تعت!!بر الص!!ين حالي!!ا ث!!اني اقتص!!اد! في الع!!الم بفض!!ل‬
‫س!!رعة توس!!عها الكب!!يرة المق!!درة ب‪ %10-9‬س!!نويا! من!!ذ ‪،1970‬و هي وت!!يرة تمكن!!ه من تج!!اوز االقتص!!اد‬
‫األمريكي! لعام ‪.2030‬‬
‫و ذل!!ك باحتالله!!ا المراك!!ز األولى ك!!أكبر مص!!در و مس!!تورد! في المس!!تقبل‪ ،‬وأك!!بر احتي!!اطي! للنق!!د األجن!!بي‬
‫وأك!بر! دائن و مق!رض لل!دول النامي!ة بنس!بة تف!وق نس!بة البن!ك الع!المي‪،40‬و ه!و م!ا جع!ل الوالي!ات المتح!دة‬
‫تتحرك صوب القارة اإلفريقية من خالل المبادرات التالية ‪:‬‬
‫مبادرة مكافحة اإلرهاب عبر الساحل و الصحراء ‪Pan Sahel Initiative‬‬
‫لق ! !!د ك ! !!انت محارب ! !!ة اإلره ! !!اب في إفريقي ! !!ا عنوان ! !!ا لج ! !!ل المب ! !!ادرات األمريكي ! !!ة المطروح ! !!ة في المنطقة‬
‫كمب !!ادرتين‪ :‬مب !!ادرة الس !!احل‪،‬ومب !!ادرة مناهض !!ة اإلره !!اب في الص !!حراء بغ !!رض مس !!اعدة ق !!وات ال !!دول‬
‫المعنية على مراقبة حدودها! في مواجهة األعمال غير المشروعة‪ ،41‬و هو مص!!مم لحماي!!ة الح!!دود وتعقب‬
‫!اب‪ ،‬ت عزي!ز التع!اون واالس!تقرار في المنطقة ‪ ،‬حيث ع ِّ!رفت مج!االت التع!اون‬
‫حركة الناس‪،‬ومحاربة اإلره و‬
‫ذات األولوية في منطق!!ةالساحل في ‪:‬االنتخاب!!ات وانع!!دام األمن الغ!!ذائي والجريم!!ة ع!!بر الوطني!!ة والمس!!ائل‬
‫االقتص!!ادية االجتماعي!!ة و التح!!ديات البيئي!!ة ‪ ،‬و إنش!!اء مرص!!د الجف!!اف والتص!!حر! والك!!وارث! الطبيعي!!ة على‬
‫مس!!توى! بل!!دان اتح!!اد المغ!!رب الع!!ربي واللجن!!ة الدائم!!ة المش!!تركة بين ال!!دول لمكافح!!ة الجف!!اف في منطق!!ة‬
‫معالج!!ة تح!!ديات المخ!!درات‬ ‫الساحل وتحدي التعليم في النيجر ‪ ،‬كم وضع المكتب برامج متكاملة بش!!أن‬
‫والجريمة في مالي وموريتانيا والنيجر ‪.42‬‬
‫و ه !!و م !!ا أعطى للوالي !!ات المتح !!دة فرص !!ة لتج !!د موط !!أ ق !!دم في إفريقي !!ا ‪،‬ففي م !!ارس ‪،2004‬ج !!اءت‬
‫مشاركة الواليات المتحدة األمريكية في عملية عسكريةخاضتها أربع من دول الساحل اإلفريقية‪ :‬م!!الي‬
‫‪ ،‬تش!اد ال!نيجر ‪،‬و الجزائ!ر ض!د الجماع!ة الس!لفية لل!دعوة و القت!ال ‪ ،‬حيث تم القض!اء على ال!زعيم األول‬
‫المس!!مى نبي!!ل عم!!اري ‪ ،‬كم!!ا تم القبض على نائب!!ه س!!يفي ص!!حراوي في تش!!اد ‪ ،‬و هي أس!!ماء وردت في‬
‫الالئحة األمريكية حول المنظمات اإلرهابية‪.43‬‬
‫‪40‬‬
‫حمدي عبد الرحمن حسن ‪ ،‬المرجع سابق الذكر‬

‫‪41‬‬
‫‪John J. Mearsheimer,Can China Rise Peacefully ?,the national interest magazin ,April 8, 2014‬‬
‫‪nationalinterest.org/.../can-china-rise-peacefully-1020.‬‬
‫‪42‬‬
‫أحمد فاضل جاسم‪ ،‬سمية كامل حسين‪،‬المنظمات اإلقليمية في بلدان العالم الثالث وأثرها في اإلصالحات السياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،2009، 5‬ص‪.45‬‬

‫‪43‬‬
‫عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج‪،‬مرتكزات السياسية األمريكية اتجاه القارة اإلفريقية‬
‫‪www.sudanile.com/index.php‬‬
‫أم !!ا مب !!ادرة مكافح !!ة اإلره !!اب ع !!بر الص !!حراء‪ ،‬فهي خط !!ة مش !!تركة بين الوك !!االت المدني !!ة والعس !!كرية‬
‫أطلقته!!ا الوالي!!ات المتح!!دة تجم!!ع بين الجه!!ود المبذول!!ة مواجه!!ة الت!!أثيرات اإلرهابي!!ة في المنطق!!ة ومس!!اعدة‬
‫الحكوم!!ات على تحس!!ين مراقب!!ة أراض!!يها ومن!!ع مس!!احات شاس!!عة من األراض !ي! األفريقي!!ة المهج!!ورة أن‬
‫تص!!بح مالذا آمن!!ا للجماع!!ات اإلرهابي!!ة تض!!من ال!!دول الش!!ريكة األولى في البرن!!امج‪ :‬الجزائ!!ر ‪،‬نيجيري!!ا ‪،‬‬
‫الس!!نغال ‪،‬المغ!!رب ‪،‬موريتاني !ا! م!!الي ‪ ،‬تش!!اد ‪،‬و ت!!ونس ‪،‬نيجيري !ا! ه!!دف التح!!الف ليس للقت!!ال في المن!!اطق‬
‫الس!!اخنة‪ ،‬ولكن لتوف!!ير الت!!دريب الوق!!ائي والمش!!اركة م!!ع الحكوم!!ات للمس!!اعدة على من!!ع نم!!و المنظم!!ات‬
‫اإلرهابية في البلدان الشريكة‪.44‬‬
‫وتج!!در اإلش!!ارة إلى كونه!ا! متع!!ددة األوج!!ه‪،‬مأسس!!ة التع!!اون بين ق!!وات األمن في المنطق!!ة و تعزي!!ز الحكم‬
‫ال! !!ديمقراطي‪ ،‬و محارب! !!ة اإليديولوجي! !!ة اإلرهابي! !!ة‪،‬و وتعزي! !!ز العالق !!ات العس! !!كرية الثنائي! !!ة م! !!ع الوالي! !!ات‬
‫المتح!!دة‪ ،‬الس!!يما ق!!درات الحكوم!!ات المحلي!!ة في منطق!!ة الس!!احل اإلف!!ريقي من أفريقيا كموريتاني!!ا وم!!الي‬
‫وتش!!!اد وبوركينافاس !!و! وال!!!نيجر‪ ،‬وك!!!ذلك نيجيري!!!ا والس!!!نغال ‪،‬كم !!ا تض !!منت أه !!داف توس !!عية تتمث!!!ل في‬
‫تس!!هيل التع!!اون بين بل!!دان الس!!احل اإلف!!ريقي! والش!!ركاء ف ي المغ!!رب الع!!ربي‪ :‬الجزائ!!ر ‪ ،‬ت!!ونس في‬
‫مجال مكافح!ة اإلره!اب ‪ ،‬كم!ا يخل!ق ترك!يز! إقليمي جدي!د للتع!اون ع!بر الص!حراء ‪ ،‬و اس!تثمار مؤسس!ات‬
‫إقليمية كاالتحاد اإلفريقي و مراكز البحوث في هذا المجال‪.45‬‬
‫قانون النمو والتنمية االقتصادية ‪:‬‬
‫حيث ت!!!وجهت الوالي!!!ات المتح!!!دة لعق!!!د أول اس!!!تثمار تج!!!اري! في ف !!براير ‪1999‬بجوه !!انزبورغ! بجن!!!وب‬
‫إفريقي!!ا ‪ ،‬و منت!!دى التنمي!!ة االقتص!!ادية بحض!!ور! الجماع!!ة اإلنمائي!!ة للجن!!وب األف!!ريقي! المتكون!!ة من ‪14‬‬
‫عضوا (س!ادك)في نفس الس!نة ببوتس!وانا! بالغ!ابون بحض!ور! س!تيوارت ايزنس!تات وكي!ل وزارة الخارجي!ة‬
‫للش!!ؤون االقتص!!ادية‪،‬إض!!افة إلى تس!!عون نائب!!ا عن الوف!!د األم!!ريكي! ‪،‬حيث ن!!وقش االس!!تثمار األم!!ريكي في‬
‫المنطق!!ة‪ ،‬والقض!!ايا! ال!!تي ت!!ؤثر على التج!!ارة‪ ،‬والنق!!ل‪ ،‬والبني!!ة التحتي!!ة والزراع!!ة‪ .‬ف!!يروس نقص المناع!!ة‬
‫‪46‬‬
‫‪،‬كما وضعت الواليات المتحدة مش!روعها ح!ول‬ ‫البشرية ( اإليدز) الكوارث البيئية والتنوع! البيولوجي‬
‫قانون النمو اإلفريقي و التنمية ال!!ذي تم اعتم!!اده في ‪،2000‬يرك!!ز بش!!كل كب!ير على الف!!رص واإلمكاني!ات!‬
‫االقتص !!ادية في الق !!ارة ‪،‬و االمتي !!ازات الممنوح !!ة للمنتج !!ات اإلفريقي !!ة للنف !!اذ إلى الس !!وق! األمريكي !!ة ‪ ،‬وتم‬
‫تجدي!!!د ه!!!ذا الق!!!انون في ‪ 2004‬يمتد حتى ‪،2015‬و تتمث!!!ل الف !!رص الرئيس !!ية للق !!انون في كون!!!ه يس!!!مح‬

‫‪44‬‬
‫الحسان بوقنطار ‪،‬حول إستراتيجية محاربة اإلرهاب ‪،‬االتحاد االشتراكي ‪19/01/2010،‬‬
‫‪www.alittihad.press.ma‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Charles W. Corey , Régional Flood Control a Top Priority for U.S. SADC Forum , Office of‬‬
‫‪International Information Programs, U.S. Département of State, http://usinfo.state.gov‬‬
‫‪46‬‬
‫‪-Southern africa: southern africa: first sadc-us trade forum opensthis week,‬‬
‫‪www.irinnews.org/.../southern-africa-southern-africa‬‬
‫لألفارق! !!ة تص! !!دير المالبس خالي! !!ة من الرس! !!وم! الجمركي! !!ة إلى الوالي! !!ات المتح! !!دة‪ ،‬و ه! !!و م! !!ا وف ! !ر! زي! !!ادة‬
‫االس!!تثمار في أفريقي!!ا‪ ،‬والتع!!امالت التجاري!!ة معه!!ا‪ ،‬حيث ارتفعت قيم!!ة المالبس األفريقي!!ة الموج!!ودة في‬
‫السوق! األمريكية من ‪ 600‬مليون دوالر في عام ‪ 1999‬إلى ‪ 1.5‬مليار دوالرفي!‪2003.47‬‬
‫قيادة األفريكوم‪United States Africa Command :USAFRICOM :‬‬

‫ج!!اءت ض!!من سلس!!ة الخط!!ط اإلس!!تراتيجية في إط!ار الح!رب على اإلره!!اب‪ ،‬الس!!يما بع!!د هجم!ات الح!!ادي‬
‫عش!!ر من س!!بتمبر! ‪ ،2001‬ففي ه!!ذا اإلط!!ار ق!!ررت اإلدارة األمريكي!!ة برئاس!!ة ب!!وش االبن في نهاي!!ة س!!نة‬
‫‪ 2006‬إنش!!اء القي!!ادة العس!!كرية أفريك!!وم! ال!!ذي أعلنت عن تكوين!!ه رس!!ميا في ف!!براير ‪، 2007‬وب!!دأ العم!!ل‬
‫الفعلي في أكت ! !!وبر! ‪ ،2008‬انطالق ! !!ا من مدين ! !!ة ش ! !!توتغارت األلماني ! !!ة مق ! !!ر القي ! !!ادة العس ! !!كرية الخاص ! !!ة‬
‫بأوروب!!ا‪ !،‬وهي ال تع!!دو أن تك!!ون امت!!دادا للخط!!وات الس!!ابقة‪ ،‬مب!!ادرة دول الس!!احل لمكافح!!ة اإلره!!اب في‬
‫‪،2003‬مبادرة مكافحة اإلرهاب ما بين الدول المطلة على الص!!حراء في ‪ ،2005‬وهي المب!!ادرة ال!!تي تم‬
‫فيها إلحاق دول المغرب العربي بالمبادرة السابقة التي كانت تظم فقط دول الحافة الجنوبية للصحراء ‪،48‬‬
‫و في ‪ 2004‬س!!!اهمت الجزائ!!!ر في ت!!!دريب م!!!ع الق!!!وات األمريكي !!ة ال !!تي أتت للمس !!اعدة على مواجه!!!ة‬
‫الجماع !!ة الس !!لفية لل !!دعوة و القت !!ال ‪ ،‬كم !!ا ش !!ارك الجيش الجزائ !!ري! في المن !!اورات! ال !!تي ق !!ام به !!ا الجيش‬
‫األم!!ريكي! و الن!!اتو باإلض!!افة إلى مب!!ادرة الس!!احل اإلف!!ريقي لمحارب!!ة اإلره!!اب قب!!ل أن تتط!!ور و تص!!بح‬
‫المب! !!ادرة الع! !!برة للص! !!حراء لمواجه! !!ة اإلره! !!اب‪ ،49‬و في ‪2010‬احتض! !!نت مدين! !!ة ش! !!توتجارت األلماني! !!ة‬
‫مؤتمرا! حول األفريك!!وم‪ !،‬أب!رزت التحليالت أن ه!ذا التغي!ير في الخريط!ة الكوني!ة للجيوسياس!!ة األمريكي!!ة‪،‬‬
‫بانتق!!ال تركيزه!ا! على إفريقي!ا! تزامن!!ا م!!ع االنس!!حاب اإلس!!تراتيجي من الع!!راق‪ ،2012‬و أفغانس!!تان! ‪،‬وب!!دء‬
‫نش!!ر ق!!وات الم!!ارينز في إس!!تراليا‪،2011‬مس!!تعينين بتحلي!!ل ماكن!!در‪ :‬االنس!!حاب من الحاف!!ة البري!!ة الداخلي!!ة‬
‫ألوراس! !!يا‪ ،‬أي من أفغانس! !!تان م! !!رورا! ب! !!العراق ومص! !!ر وح! !!تى! المغ! !!رب الع! !!ربي إلى الحاف! !!ة الخارجي! !!ة‬
‫البحري! !!ة ومركزه ! !ا! أس! !!تراليا‪ .‬أي أن نق! !!اط االرتك! !!از! الجدي! !!دة لإلس! !!تراتيجية األمريكي! !!ة في المنطق! !!ة هي‬

‫‪47‬‬
‫‪Pierre Abramovici,Activisme militaire de Washington en Afrique,le monde diplomatique, juillet‬‬
‫‪2004,‬‬

‫‪48‬‬
‫‪Tanguy Struye, Le retour de Washington sur le continent africain,Diplomatie Magazine. janvier‬‬
‫‪2005, www.diploweb.com/forum/usaafrica.ht‬‬

‫‪49‬‬
‫بوحنيه قوي‪ ،‬إستراتيجية الجزائر تجاه التطورات األمنية في الساحل اإلفريقي ‪ ،‬حزيران ‪’2012‬مركز الجزيرة للدراسات‬
‫‪studies.aljazeera.net/.../06/20126310429208904.htm‬‬
‫الحافة البحرية من أستراليا مرورا بجنوب أفريقيا وحتى! جنوب أمريكا الالتينية‪ ،‬مع التمركز في أفريقيا‬
‫من خالل القيادة األفريقية أفريكوم‪.50‬‬
‫ه!!!ذا و ق!!!د مثلت محارب!!!ة الوج!!!ود الص!!!يني! في إفريقي!!!ا والعم!!!ل على تهميش !!ه وإ قص !!ائه نهائي!!!ا‪ ،‬أح!!!د أهم‬
‫األه!!داف المتوخ!!اة‪،53‬وال!!تي تم ت!!دعيمها من خالل برن!!امج المس!!اعدة والت!!دريب على عملي!!ات الط!!وارئ‬
‫اإلفريقية تتض!!من مجموع!!ة كامل!!ة من عملي!!ات الت!!دريب على حف!!ظ الس!!الم وتعليم!!ات مص!!ممة خصيص!ا!‬
‫لتتناس !!ب م !!ع احتياج !!ات البل !!د والق !!درات‪،‬ويرك !!ز البرن !!امج على جن !!ود ال !!دول الش !!ريكة األفريقي !!ة الواقع !!ة‬
‫جن !!وب الص !!حراء الك !!برى‪ ،‬من ال !!ذين تم تحدي !!د مهمتهم للمش !!اركة في عملي !!ة دعم الس !!الم أو البق !!اء في‬
‫وض!!ع االس!!تعداد للقي!!ام ب!!ذلك‪.51‬و م!!ا يجع!!ل الوج!!ود األم!!ريكي! العس!!كري يش!!كل خط!!را على ال!!دول اإلفريقي!!ة‬
‫كونه !!ا تق !!دم إغ !!راءات متعلق !!ة بتوف !!ير ف !!رص مهم !!ة للجن !!ود في مج !!االت إدارة المالجئ و الالج !!ئين ‪ ،‬و‬
‫االرتق!!اء بمه!!ارات القي!!ادة على مس!!توى! الوح!!دات الص!!غير و الكت!!ائب‪ ،‬إض!!افة إلى توف!!ير المع!!دات إلى ال!!دول‬
‫الش!!ريكة‪ ،‬بم!!ا في ذل!!ك أجه!!زة الكش!!ف عن األلغ!!ام‪ ،‬و مع!!دات المج!!ال الط!!بي ‪ ،‬وال!!زي! المدرس!!ي‪ ،‬وأجه!!زة‬
‫تنقي!!ة المي!!اه‪،‬وإ ج!!راء الت!!دريب لتجدي!!د المعلوم!!ات بش!!كل دوري! للتأك!!د من اس!!تمرار المحافظ!!ة على ق!!درات‬
‫الوحدات ؛ وتكوين المدربين األفارقة في مجال مهارات حفظ ‪.52‬‬
‫السالم‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪-1‬ك! ! ! ! ! ! !!ريس أل! ! ! ! ! ! !!دن ‪ ،‬الص! ! ! ! ! ! !!ين في إفريقي! ! ! ! ! ! !!ا ‪ :‬ش! ! ! ! ! ! !!ريك أم من! ! ! ! ! ! !!افس ‪ ،‬ترجم! ! ! ! ! ! !!ة عثم! ! ! ! ! ! !!ان الجب! ! ! ! ! ! !!الي‬
‫المثلوثي! ‪.‬بيروت ‪:‬الدار العربية للعلوم و النشر ‪،1009،‬ط‪،1‬صص‪.19-15‬‬
‫‪Johanna Jansson,The Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC),A -2‬‬
‫‪briefing paperPrepared for World Wide Fund for Nature (WWF).University of‬‬
‫‪Stellenbosch :Centre for Chinese Studies,August 2009‬‬

‫‪Garth Shelton and Farhana Paruk,tHE FORUM ON CHINA–AFRICA-3‬‬


‫‪COOPERATION : A STRATEGIC OPPORTUNITY.Monograph :Institute for‬‬
‫‪.Security Studies ,December 2008 ,p87,89‬‬

‫‪.ibid,p90-4‬‬

‫‪50‬‬
‫‪Trans Sahara Counterterrorism Partnership (TSCTP),‬‬
‫‪www.globalsecurity.org/military/ops/tscti.htm‬‬
‫‪51‬‬
‫‪Samar Smati , «Une coopération exclusivement militaire serait contre-productive» , www.algeria-‬‬
‫‪watch.org‬‬

‫‪52‬‬
‫رشيد تلمساني ‪ ،‬الجزائر في عهد بوتفليقة ‪ :‬الفتنة األهلية و المصالحة الوطنية ‪ ،‬أوراق كارينغي ‪ ،‬مؤسسة كارينغي للسالم‬
‫الدولي ‪.‬بيروت يناير ‪،2008‬ص‪18‬‬
Daouda Cissé,FOCAC: trade, investments and aid in China-Africa relations.-5
.South Africa :Centre for Chinese Studies,Stellenbosch University,May 2012
‫ مجل! !!ة السياس! !!ة‬، ‫االه! !!رام االقتص! !!ادي‬. ‫مس! !!تقبل العالق! !!ات االفريقي! !!ة الص! !!ينية‬،‫حم! !!دي عب! !!د ال! !!رحمن‬-6
2009،9,‫العدد‬، ‫الدولية‬
7-20125thForumonChina-AfricaCooperation,
english.cntv.cn/spécial/5thfocac/.../index.shtml
Fabienne Pinel, La Chine, le pétrole et l’Afrique, -8
www.afrik.com/article9773.html
: ‫ من الموقع‬،‫تقرير العربية‬. ‫ الجزائر! و األرجنتين لديهما نفط صخري! يفوق أمريكا‬، ‫محمد عايش‬-9
www.alarabiya.net

Matthieu Auzanneau, Le pic pétrolier de l’Algérie, et de trois autres nations-10


arabes gâtées par l’or noir ,Un colloque sur le pic pétrolier et la transition
énergétique

‫ثقافي!!ة‬: ‫ق!!راءات افريقي!!ة‬، ‫ العولم!!ة البديل!!ة‬:‫ الص!!ين والتغ!!ير! الن!!اعم في إفريقي!!ا‬، ‫ محم!!د جم!!ال عرف!!ة‬-11
، ‫ الع!!دد التاس!!ع‬، ‫لن!!دن‬.‫فص!!لية محكم!!ة متخصص!!ة في الش!!ؤون اإلفريقي!!ة تص!!در! عن المنت!!دى اإلس!!المي‬
.169 ‫ص‬،2001 !‫سبتمبر‬
.Fabienne Pinel, opcit-12
Chung-lian Jiang,LA CHINE, LE PETROLE ET -13
L’AFRIQUE,www.geopolitis.net/.../CHINE%20PETROLE%20AFRIQUE.pd
.ibid-14
‫من الموقع االلكتروني‬، ‫أكبر شركات النفط في العالم‬، ‫كريستوفر! هالمان‬-15
openoil.net/iocs-nocs-reading-material-plus-cove

،‫مؤسس ة األه رام‬: ‫مص ر‬. ‫ مجلة السياس ة الدولية‬، ‫أوبك ومستقبل أمن الطاقة‬، ‫ مغاوري شلبي علي‬-16
2006
‫ الصين تعلن حرب السيطرة على القارة اإلفريقية‬، ‫سليم نصار‬-17
/www.alhayat.com
‫الع دد الث امن و‬، ‫دراس ات دولية‬، ‫ الواق ع و الطم وح‬: ‫سياسة نيجيريا النفطية‬، ‫ إياد عبد الكريم مجيد‬-19
.163‫ص‬،2005، ‫العشرون‬
Djibril DIOP ,L’AFRIQUE DANS LE NOUVEAU DISPOSITIF -20
SECURITAIRE DES ÉTATS-UNIS :De la lutte contre le terrorisme à
l’exploitation des opportunités.Québec :centre des etudes ,Université de
.Montréal ,2008

،‫ النفط فى نيجيريا وعالقته باألزمة فى البالد‬،‫محمد عبدالعاطى‬-21


http: //www .aljazeera. net/NR/exeres/7FFF8A33
‫‪-22‬زهير سالم ‪،‬المخطط األمريكي للسيطرة على منابع النفط‪،‬‬
‫‪pulpit.alwatanvoice.com/articles/2004/10/.../12060.ht‬‬
‫‪,Stefano Libert, Les Etats-Unis et le pétrole d’Afrique occidentale -23‬‬
‫‪Samedi,‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪Mars‬‬ ‫‪2004.‬‬
‫‪www.voxnr.com/cc/di_antiamerique/EplpFlkuuVTYaufSVK.shtml‬‬

‫‪Severin Tchetchoua Tchokonte , Enjeux et jeux pétroliers en Afrique: étude-24‬‬


‫‪de l'offensive pétrolière chinoise dans le Golfe de Guinée‬‬

‫‪.Université de Yaoundé,2008,p155‬‬
‫‪-25‬نجالء محم !!د م !!رعي ‪،‬ال !!ثروة النفطي !!ة و التن !!افس ال !!دولي االس !!تعماري‪-‬الجدي !!د في افريقي!!ا! ‪.‬التقري !!ر‬
‫االستراتيجي السابع ‪،‬ص‪.464‬‬
‫‪.ibid,p158-26‬‬
‫‪-27‬خالد حنفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ -28‬التوقعات! التجارية األمريكية ‪.2013:‬الغرفة التجارية األمريكية العربية الوطنية ‪.‬واشنطن‬
‫‪-30‬بدر حسن الشافعي ‪،‬التغلغل الناعم‪ :‬استراتيجية الصين في تعزيز وجودها في افريقيا‬
‫‪www.alquds.co.uk/?p=123209‬‬
‫‪ -31‬سليم نصار ‪،‬المرجع سابق الذكر ‪.‬‬
‫‪-32‬بدر حسن الشافعي ‪ ،‬المرجع سابق الذكر ‪.‬‬
‫‪-33‬أوال ولي إس!!!ماعيل ‪،‬العالق!!!ات اإلفريقي!!!ة الص!!!ينية ‪:‬ش!!!راكة أم اس !!تغالل ‪:‬وجه !!ة النظ !!ر اإلفريقي!!!ة ‪،‬‬
‫مركز الجزيرة للدراسات ‪19،‬أفريل‪2014‬‬
‫‪-34‬الوضع الحالي للعالقات االقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا‪ ،‬شبكة الصين‬
‫‪www.biosaline.org/pdf/Biosalinity-News-April2014‬‬
‫‪-35‬عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج‪،‬مرتكزات السياسية األمريكية اتجاه القارة اإلفريقية‬
‫‪www.sudanile.com/index.php?...id‬‬
‫‪36KOUNOU, Michel " paradoxes et misères du pétrole africain " in Enjeux-‬‬
‫‪n°36, juillet 2008,p60‬‬

‫‪-37‬حمدي عبد الرحمن حسن ‪،‬سياسات التنافس الدولي في افريقيا!‪،‬‬


‫‪http://www.alukah.net/world_muslims/0/65874/#ixzz357W3gFla :‬‬
‫‪-38‬الحسن الحسناوي ‪،‬التنافس الدولي في افريقيا! ‪ :‬األهداف و الوسائل‬
‫‪WWW.estqlal.com/article.php?id=3172‬‬
‫‪-39‬أوضاع الصومال في القرن األفريقي وأثرها! على األمن في إقليم البحر األحمر‬
‫‪www.alukah.net ‬‬
. ‫ المرجع سابق الذكر‬، ‫حمدي عبد الرحمن حسن‬-40

John J. Mearsheimer,Can China Rise Peacefully ?,the national interest-41


magazin ,April 8, 2014
nationalinterest.org/.../can-china-rise-peacefully-1020..1

‫المنظم!!ات اإلقليمي!!ة في بل!!دان الع!!الم الث!!الث وأثره !ا! في‬،‫ س!!مية كام!!ل حس!!ين‬،‫ أحم!!د فاض!!ل جاس!!م‬-42
‫ص‬،2009، 5 ‫ العدد‬، ‫مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية‬،‫اإلصالحات السياسية واالقتصادية‬
.45

‫مرتكزات السياسية األمريكية اتجاه القارة اإلفريقية‬،‫عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج‬-43
www.sudanile.com/index.php
19/01/2010، !‫االتحاد االشتراكي‬، ‫حول إستراتيجية محاربة اإلرهاب‬، !‫الحسان بوقنطار‬-44
www.alittihad.press.ma
Charles W. Corey , Régional Flood Control a Top Priority for U.S. SADC -45
Forum , Office of International Information Programs, U.S. Département of
State, http://usinfo.state.gov
SOUTHERN AFRICA: SOUTHERN AFRICA: First SADC-US trade forum -46
opensthis week, www.irinnews.org/.../southern-africa-southern-africa

Pierre Abramovici,Activisme militaire de Washington en Afrique,le monde-47


,diplomatique, juillet 2004

Tanguy Struye, Le retour de Washington sur le continent africain,Diplomatie-48


Magazine. janvier 2005, www.diploweb.com/forum/usaafrica.htm

‫ حزي! !!ران‬، ‫إس! !!تراتيجية الجزائ! !!ر تج! !!اه التط! !!ورات! األمني! !!ة في الس! !!احل اإلف! !!ريقي‬،‫بوحني! !!ه ق! !!وي‬-49
. ‫’مركز الجزيرة للدراسات‬2012
studies.aljazeera.net/.../06/20126310429208904.htm
,Trans Sahara Counterterrorism Partnership (TSCTP) -50
www.globalsecurity.org/military/ops/tscti.htm
Samar Smati , «Une coopération exclusivement militaire serait contre- -51
productive» , www.algeria-watch.org
‫ أوراق‬، ‫ الفتن! ! !!ة األهلي! ! !!ة و المص! ! !!الحة الوطني! ! !!ة‬: ‫ الجزائ! ! !!ر في عه! ! !!د بوتفليق! ! !!ة‬، !‫رش! ! !!يد تلمس! ! !!اني‬-52
.18‫ص‬،2008 !‫ يناير‬، ‫بيروت‬. ‫ مؤسسة كارينغي للسالم الدولي‬، !‫كارينغي‬
!‫االنقضاض الجيوسياسي العسكري األمريكي بعد األفريكوم‬، ‫إيهاب شوقي‬-53
www.anntv.tv/new/showsubject.aspx?id=48123
.‫المرجع نفسه‬-54
‫‪ACOTA :U . S . A F R I C A C O M M A N D F A C T S H E E T, Africa-55‬‬
‫‪ Contingency OperationsTraining and Assistance, Stuttgart, Germany2012‬‬

‫البحث الثاني ‪:‬التنافس الصيني األمريكي في أسيا ‪ :‬دراسة في السياسية الخارجية للدولتين‬
‫التأصيل النظري للصعود الصيني‪:‬‬
‫تكلم كينيث والتز في ‪ ،1993‬عن المنافسة االقتصادية التي حلت محل الصراع العسكري! السيما بعد الحد‬
‫من صراع! األسلحة النووية على المستوى! االستراتيجي! بين القوى العظمى و هو ما فتح المجال للعامل‬
‫االقتصادي والتكنولوجي ليكون األكثر تنافسية بين القوى ‪.2‬‬
‫وفي! نفس السياق ‪ ،‬أشار صامويل! هنتغتون لهذا الموضوع! عندما تكلم على الدور المستقبلي لالقتصاد! في‬
‫صراع المصالح‪ ،‬و الذي تقحم فيه الواليات المتحدة والقوى الصاعدة على رأسها الصين ‪.3‬‬
‫ناهيك عن نظرية انتقال القوة ألرغانسكي ‪ ،‬في حين يسارع البعض إلى االعتراف بأن صعود الصين ‪ ،‬يعبر‬
‫عن انتقال القوة لمنافس غير ديمقراطي ‪ ،‬و هو ما يجعل المنافس في حالة دفاع عن المكاسب ذات القيم‬
‫الديمقراطية بدعم من حلفائه ‪.4‬‬

‫نج!!د في المقاب!!ل ‪ ،‬حجج أخ!!رى‪ ،‬كتل!!ك ال!!تي ق!!دمها ميرش!!هايمر ‪ ،‬ت!!رى في الص!!ين دول!!ة ال ت !زال ض!!عيفة وفق!!يرة‬
‫تواجه تحديات داخلية خطيرة التي تهدد مكانتها كدولة عظمى‪ ،‬و هو ما يجعل من قدرتها التنافس!ية المنتظ!رة غ!ير‬
‫قابل !!ة للتحقي !!ق‪،‬لكونه !!ا ال ت! !زال تع !!اني من تخب !!ط داخ !!ل الحلق !!ة المفرغ !!ة‪ ،‬في حين أعطى زينغبيجي !!ان تطمين !!ات‬
‫للمجتم !!ع ال !!دولي بخص !!وص ع !!ودة الص !!ين الى الس !!احة العالمي !!ة على أن !!ه لن يغ !!ير هيك !!ل النظ !!ام ال !!دولي أو يه !!دد‬
‫استق ارره و أمنه كما يحدث عادة عند بروز قوة جديدة ‪ ،‬لكونه صعودا س!!لميا ‪ ،5‬و ه!!و م!!ا س!!يتم مناقش!!ته على ش!!كل‬
‫نظريات مفسرة للصعود الصيني ‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية التهديد الصيني‪:‬‬


‫ظهرت نظرية التهديد الصيني! للمرة األولى في بدايات التسعينات ‪ ،‬حيث عرف اقتصاد! الصين نموا سريعا ‪،‬و‬
‫هي قض! !!ية كب! !!يرة نوقش! !!ت على نط! !!اق واس! !!ع في ال! !!دائرة األكاديمي! !!ة الغربي! !!ة و بين النخب السياس! !!ية الغربي! !!ة‬
‫والياباني!!!ة‪ ،‬راس!!!مة ب!!!ذلك ص!!!ورة قاتم!!!ة لألمن اإلقليمي في آس !!يا الش !!رقية م !!ع نظ !!رة متش !!ائمة ح!!!ول "التهدي!!!د‬
‫الصيني‪.‬‬
‫السيما التحليالت الواقية الجديدة‪ ،‬حيث برز مقال للسياسي الياباني ‪:‬شينتارو! ايشيهارا في ‪ 2001‬بعنوان ‪* :‬في‬
‫ضوء الصعود! االقتصادي و العسكري الصيني*معربا! عن تخوفه من السياسات التوسعية اإلقليمية للصين‪. 6‬‬
‫فأنصار المدرسة الواقعية يؤكدون أن القوة المادية هي المحرك األول لسياسات الدول ولسلوكها! الخارجي إزاء‬
‫محيطه! !ا! الع !!المي وفى! الع !!ادة‪ ،‬ف !!إن االقتص !!اد! الق !!وى ال !!ذي يتمت !!ع بمع !!دالت نم !!و س !!ريعة ال ب !!د أن يغ !!ري ال !!دول‬
‫ب!!التفكير في بن!!اء الق!!وة العس!!كرية لحمايته!!ا وت!!أمين اتس!!اعها إذا اقتض!!ت الحاج!!ة‪ ،‬وم!!تى ش!!عرت ال!!دول بص!!البة‬
‫قاع! !!دتيها االقتص! !!ادية والعس! !!كرية‪ ،‬ف! !!إن ه! !!ذا الب! !!د أن يفض! !!ى إلى نتيج! !!ة حتمي! !!ة هي محاولته ! !ا! تع! !!ديل األوض! !!اع!‬
‫اإلقليمية أو العالمية بما يتالءم والمكان!ة الجدي!دة‪ ،‬مستش!هدين ب!النموذج األلم!اني والياب!اني! قبي!ل نش!وب الح!رب‬
‫العالمي !!ة الثاني !!ة ف !!الحرب ج !!اءت نتيج !!ة النم !!و االقتص !!ادي! وق !!درتهما العس !!كرية يؤهالنهم !!ا لتب !!ؤ مكان !!ة إقليمي !!ة‬
‫ودولية أفضل ب!الرغم من ع!دم إظه!ار المي!ول العدواني!ة في بداي!ة رحل!ة ص!عودهما تج!اه محيطيهم!ا اإلقليمي‬
‫والع!!المي‪ ،‬و بوض!!ع اإلس!!قاط على حال!!ة الص!!ين المعاص!!رة وماض!!يها البعي!!د أيض!!ا ‪ ،‬يتع!!زز! االعتق!!اد ب!!أن مص!!ير‬
‫الص !!عود! الص !!يني ه !!و أق !!رب م !!ا يك !!ون إلى التص !!ادم الت !!اريخي! ‪ ،‬على ال !!رغم من إنك !!ار قادته !!ا له !!ذا األم !!ر‪ ،‬و‬
‫مع!!دالت النم!!و االقتص!!ادي! الهائل!!ة والجدي!!ة في تط!!وير الق!!درات العس!!كرية‪ ،‬والتهدي !د! باس!!تخدامها! عن!!دما يتعل!!ق‬
‫األمر بتايوان ‪ ،‬هو بالتأكيد مما يدعم الفرضية الواقعية ‪.7‬‬
‫بحيث يتوق !!ع ميرش !!هايمر من خالل واقعيت !!ه الهجومي !!ة أن اس !!تمرار! النم !!و االقتص !!ادي! الص !!يني ‪ ،‬ي !!دفعها الى‬
‫سياس!!ة الهيمن!!ة على المج!!ال األس!!يوي بنفس الطريق!!ة ال!!تي تهيمن من خالله!!ا الوالي!!ات المتح!!دة على نص!!ف الك!!رة‬
‫الغ!!ربي وه!!و م!!ا يتبع!!ه رد فع!!ل أم!!ريكي و معظم ج!!يران بكين‪ ،‬بم!!ا في ذل!!ك الهن!!د والياب!!ان وس!!نغافورة وكوري!ا!‬
‫الجنوبية وروس!يا‪ ،‬وفيتن!ام‪ ،‬الحت!واء الق!وة الص!ينية ‪ ،‬األم!ر ال!ذي يخل!د الى مس!ابقة أمني!ة مش!ددة م!ع إحتم!االت‬
‫كب!!يرة للح!!رب‪ .‬وباختص!!ار‪ !،‬ص!!عود الص!!ين من غ!!ير الم!!رجح أن يك!!ون هادئ!!ا على الم!!دى الطوي!!ل عن!!دما تحق!!ق‬
‫الصين مستوى! قوة نسبية اقتصادية وعسكرية مترادفة على األقل مع الواليات المتحدة ‪.8‬‬
‫و بشكل أوضح‪ ،‬فإس!!تراتيجية الص!!ين الهيمني!!ة س!!تكون على مس!!تويين ‪،‬إقليمي ‪ :‬تس!!تهدف! من خالل!!ه تعظيم! حجم‬
‫فج!!وة الق!!وة لص!!الحها الس!!يما م!!ع الياب!!ان وروس!!يا ‪ ،‬بالش!!كل ال!!ذي يس!!مح له!!ا بالتأك!!د بع!!دم وج!!ود! أي ق!!وة أس!!يوية‬
‫تناظرها! أو تزاحمها في مسيرتها االحتوائية ‪،‬وهو ما يمكنها من استعادة تايوان ‪ ،‬القضية التي تؤرقها ‪.‬‬
‫أما المستوى! الثاني ‪،‬فيستهدف! دفع النفوذ األمريكي خارج أسيا كنفوذ دخيل على المنطقة ‪ ،‬بنفس الطريقة‬
‫المعتمدة من قبل الواليات المتحدة لطرد األوروبيين من أمريكا الالتينية ‪ ،‬و بالتالي ‪،‬تقدم الصين نسختها من‬
‫مبدأ مونرو كعقيدة تحدد طريقة التعامل مع الواليات المتحدة ‪.9‬‬
‫و بالت!!!الي يتلخص ه!!!ذا التحلي!!!ل في أن العص!!!ر األم!!!يركي! يق!!!ترب من نهايت !!ه‪ ،‬كم !!ا النظ !!ام الع!!!المي الموج!!!ه من‬
‫الغ!!رب ‪ ‬يواج!!ه خط!!ر اس!!تبداله بق!!وة أخ!!رى واح!!دة تهيمن علي!!ه بص!!ورة متزاي!!دة واف!!دة من الش!!رق! ‪ ،‬و ه!!و م!!ا‬
‫أش! !!ار إلي! !!ه الم! !!ؤرخ ني! !!ال فيرجس! !!ون! ‪، Niall Ferguson‬حيث أعطي الس! !!يناريو! ‪ :‬أن الص! !!ين س! !!وف تح! !!اول‬
‫اس!!تخدام نفوذه!!ا المتن!!امي إلع!!ادة تش!!كيل قواع!!د ومؤسس!!ات! النظ!!ام ال!!دولي لخدم!!ة مص!!الحها على نح!!و أفض!!ل ‪،‬‬
‫وسط! تخوف الدول األخرى في النظام التي تبدأ في رؤية الص!!ين بمثاب!!ة تهدي!!د أم!!ني متزاي!!د ‪ ،‬و ه!!و م!!ا يف!!رز‬
‫ح!!االت من الت!!وتر وع!!دم الثق!!ة والص!!راع‪ ،‬والمظ!!اهر! التقليدي!!ة النتق!!ال الس!!لطة وت!!أمين تراج!!ع الوالي!!ات المتح!!دة‬
‫في معركة ملحمية على القواعد وقيادة النظام الدولي‪ !.10‬و ما عزز هذه الحقيق!ة ‪ ،‬التوقع!ات المس!ندة إلى بيان!ات‬
‫البنك الدولي الجدي!دة تظه!ر! أن الص!ين س!وف تتف!وق قريب!ا على الوالي!ات المتح!دة باعتباره!ا أك!بر اقتص!اد وط!ني!‬
‫في العالم‪ ،‬فحجم وسرعة صعود الصين هي فريدة من نوعها حقا‪.11‬‬
‫و يمكن رص!!!د الت!!!داعيات المتباين!!!ة ت!!!برز بش!!!كل واض!!!ح في مواق! !ف! الق !!وى المهيمن !!ة والق !!وى المتوس!!!طة في‬
‫العالقات الدولية والقوى الصغيرة من الصعود! الصيني‪،‬ف!األولى يكمن التنب!ؤ بموقفه!ا المتمث!ل في ال!رفض ‪ ،‬بينم!ا‬
‫الثانية ‪ ،‬و هي الدول المتوسطة ‪ ،‬فيتراوح ‪ -‬كما يرى الع!!الم أل!!برت هيرش!!مان‪ -‬بين الخ!!روج ‪،‬يع!!نى رفض ه!!ذا‬
‫الص!عود! انطالق!اً من الرغب!ة في الحف!اظ على المص!الح م!ع الق!وة المهيمن!ة و تمثل!ه الق!وى الحليف!ة و المس!تفيدة من‬
‫هيكل العالقات الدولية الحالي ‪ ،‬أو الصوت ‪ ،‬و الذي يعنى اتخاذ موقف وسط بشكل ال يؤثر! على المصالح مع‬
‫القوة المهيمنة في الوقت الحالي بنفس مستوى مراعاة المص!!الح م!ع الق!!وة الص!!ينية الص!اعدة‪ ،‬أم!!ا ال!والء فيع!نى!‬
‫‪.12‬‬
‫تبنى رؤية مستقبلية تقوم على تدعيم العالقات مع القوة الصينية القادمة‬
‫لكن في المقاب!!ل ‪،‬ج!!اء التحلي!!ل اللي!!برالي ناق!!دا للواقعي!!ة ‪ ،‬ففي س!!عيها إلى تط!!بيق! نظري!!ة هيكلي!!ة الق!!وة لتحلي!!ل‬
‫التهدي!!د الص!!يني ‪ ،‬أخفقت عن!!دما اعت!!برت الص!!ين كدول!!ة ف!!اعال رئيس!!ا وحي!!دا غ!!ير مت!!أثرا بالفواع!!ل األخ!!رى ‪،‬‬
‫مهمل !!ة ب !!ذلك التغ !!ير الهيكلي األساس !ي! ال !!ذي ط !!رأ على النظ !!ام ال !!دولي ‪ ،‬بحيث لم تع !!د الدول !!ة الفاع !!ل الوحي !!د في‬
‫العالق !!ات الدولي !!ة ‪ ،‬فق !!د أف !!رزت ظ !!اهرة العولم !!ة عوام !!ل م !!ؤثرة أخ !!رى في ظ !!ل ب !!روز المنط !!ق الع !!بر وط !!ني! و‬
‫المنظم!!ات الدولي!!ة و االعتم!!اد المتب!!ادل ‪،‬و بالت!!الي اتخ!!اذ ق!!رار! الح!!رب لم يع!!د حري!!ة سياس!!ية ص!!رفة منفص!!لة عن‬
‫الضغوط! االقتصادية ‪.13‬‬
‫كما ترفض الليبرالي!!ة منط!ق اللعب!ة الص!فرية ‪ ،‬ال!تي تع!!ني أن العالق!!ات بين ال!!دول تقاطعي!ة بحيث م!ا تكس!به دول!!ة‬
‫تخس!!ره األخ!!رى بالض!!رورة‪،‬منطلق!!ة من مس!!لمة عقالني!!ة الص!!ين كفاع!!ل في العالق!!ات الدولي!!ة لتحص!!يل المص!!الح‬
‫الحاسمة و الحساسة ‪ ،‬و منطق العقالنية نفسه ما يدفع الصين إلى التعامل التع!اوني! م!ع ال!دول األخ!رى لتحص!يل‬
‫المنافع المطلقة المشتركة ‪ ،‬و أن المؤسسات الدولية و القواعد والمعايير! الدولية *المعاهدات *يمكنها التقليل من‬
‫اآلث! ! !!ار الس! ! !!لبية للمنافس! ! !!ة ‪،‬و ه! ! !!و م! ! !!ا تتج! ! !!ه إلي! ! !!ه الص! ! !!ين من خالل س! ! !!لوكياتها االندماجي! ! !!ة ايجابي! ! !!ا في المنتظم‬
‫الدولي ‪،‬فقط ربطت نفسها بالمؤسسات الدولية من خالل االنضمام! إلى المنظمة العالمية للتجارة دولي!!ا و منظم!!ة‬
‫شنغهاي! ‪،‬و آلية التعاون اآلسيان ‪ +‬ثالثة ‪.14‬‬
‫ل ! !!ذا ا يعتقد اللي ! !!براليون أن ان ! !!دماج الص ! !!ين في االقتص ! !!اد! الع ! !!المي يقل ! !!ل من خط ! !!ر ح ! !!دوث التص ! !!ادم الص ! !!يني‬
‫المتوق ! !!ع ‪،‬كما ي ! !!دمج الص ! !!ين على نح ! !!و متزايد م ! !!ع بقية الع ! !!الم‪ ،‬كم ! !!ا س! !!تتغير! النظم االجتماعي! !!ة‪ ،‬وتمي ! !!ل نحو‬
‫الديمقراطية على النم!!ط الغ!!ربي واللي!!برالي‪،‬فالص!!ين ق!!د تبنت الرأس!!مالية ‪،‬لكن سياس!!يا!‪ ،‬ال ت!!زال الص!!ين ش!!يوعية‬
‫بامتياز! وتحتف!ظ بس!جل ب!الغ الس!وء الع!ام في مج!ال حق!وق اإلنس!ان ‪ ،‬و بالت!الي ينتظ!ر من التغي!ير السياس!ي أن‬
‫يكون متغيرا تابعا للعامل االقتصادي! و االجتماعي‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬يدافع الليبراليون عن سياسة االلتزام االقتصادية المتعلقة بالصين عن طريق! زيادة التجارة وربط اقتصاد‬
‫الصين بالعالم ‪ ،‬مما يجعلها تتردد! في الشروع! بالحرب خوفا! من اآلثار االقتصادية‪ ،‬كما أن تعميق! العالقات‬
‫االقتصادية مع الواليات المتحدة سوف يعزز بدوره التنمية السياسية‪.15‬‬
‫و يرى باري بوزان أن النظم الفرعية اإلقليمية ليست استنساخا! للهيكل النظام ال!!دولي ‪ ،‬وه!!و م!!ا يتطلب دراس!تها!‬
‫كنظ!!ام في ح!!د ذات!!ه ‪ ،‬ف!!إذا ك!!ان ه!!ذا األخ!!ير أحادي!!ا تس!!يطر علي!!ه الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة نس!!بيا ‪ ،‬ف!!ان الث!!اني‬
‫يع !!رف على أن !!ه ثن !!ائي القطبي !!ة ‪ ،‬بحيث تتش !!ارك! الص !!ين م !!ع الوالي !!ات المتح !!دة الزعام !!ة و النف !!وذ ‪ ،‬حيث تمث !!ل‬
‫منطقة جنوب شرق أسيا نظاما! اقليميا يعرف ثنائية قطبية ناشئة بين القوتين المذكورتين ‪.16‬‬
‫و ذلك راجع لعدة أسباب ‪:‬‬
‫‪-‬ال توجد! أي دولة في هذا المحيط اإلقليمي قادرة على منافسة الواليات المتحدة األمريكية أو الصين ‪.‬‬
‫‪ -‬غي!!اب أي ق!!وة معرف!!ة على أنه!!ا ق!!وة عظمى ‪ ،‬فك!!ل دول اآلس!!يان هي ق!!وى متوس!!طة أو ثانوي!!ة م!!ع اإلش!!ارة‬
‫إلى ك !!ون التف !!وق ال!!ذي تح !!وز علي!!ه الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة في جمي!!ع القطاع!!ات ‪ :‬االقتص!!ادية والعس !!كرية‬
‫والدبلوماس !!ية واأليديولوجي !!ة والتكنولوجي !!ة والثقافي !!ة‪ ،‬على مس !!توى! ع !!المي ‪ ،‬بينم !!ا تح !!وزه الص !!ين على مس !!توى!‬
‫إقليمي ‪،‬في حين تمثل كل من إندونيسيا! و ماليزيا قوى متوسطة ‪.‬‬
‫‪ -‬ثاني!!ا‪ ،‬ال مع!!نى للح!!ديث عن "ح!!رب ب!!اردة جدي!!دة" بين الوالي!!ات المتح!!دة و الص!!ين‪ ،‬ف!!التكوين الح!!الي ه!!و في‬
‫الواقع مختلف ج!دا عن التك!وين ال!ذي ك!ان س!ائدا في عه!د الح!رب الب!اردة ‪ ،‬حيث مث!ل االتح!اد الس!وفييتي! تهدي!دا‬
‫عس !!كريا حقيقي !!ا على األمن الق !!ومي األم !!ريكي ‪،‬في حين مثلت محدودي !!ة التعام !!ل و التراب !!ط التجاري !!ة م !!ع الكتل !!ة‬
‫الغربية ‪ ،‬نقطة ضعف! اقتص!ادية للس!وفيت ‪ ،‬في حين الص!ين ال تمث!ل تهدي!دا عس!كريا ‪ ،‬وال ت!ترأس حلف!ا في ه!ذا‬
‫‪.17‬‬
‫المجال ‪،‬و ال تملك قواعد خارج أراضيها!‬
‫‪ -2‬نظرية الصعود السلمي للصين ‪:‬النظرية الليبرالية‬
‫فتحلي !!ل ت !!داعيات الص !!عود! الص !!يني! على توازن !!ات الق !!وى في ش !!رقي آس !!يا ‪ ،‬يوض !!ح التخ !!وف الياب !!اني من‬
‫الصعود! الصيني وكذلك تخوف من قبل دول جنوب شرقي! آسيا العشر ‪،‬فهي تخشى من ظهور! العمالق الصيني‬
‫خاص !!ة أنه !!ا دول ص !!غيرة ج !!دا مقارن !!ة بالص !!ين‪ .‬ونتيج !!ة له !!ذا ط !!ورت الص !!ين نظري !!ة "الص !!عود الس !!لمي" وه !!ذه‬
‫النظرية تقوم على‪ :‬بالتحالف‬
‫‪ -‬الصين تسعى على الصعود دون إحداث أي تغيير في التوازنات! الدولية القائمة‪ .‬ب‬
‫‪ -‬الصين يجب أن تصعد وفى الوقت ذاته يجب أن تفيد اآلخرين‪.18‬‬
‫فشعار! النمو والصعود السلمي للص!!ين يس!!تخدم أساس!ا لطمأن!ة بل!دان ش!رق آس!يا والوالي!!ات المتح!دة األمريكي!ة من‬
‫أن النم!!!و الص!!!يني االقتص!!!ادي! والعس!!!كري! ال يش !!كل تهدي!!!دا للس !!لم واالس !!تقرار! في المنطق !!ة‪ ،‬وس!!!يكون ل !!ه نت !!ائج‬
‫ايجابيه على الدول األخ!رى‪ ،‬أي أن الق!ادة الص!ينيين يص!ورون النم!و االقتص!ادي والعس!كري في ش!كل لعب!ة غ!ير‬
‫ص !!فرية ين الق !!وى المركزي !!ة في النظ !!ام الع !!المي المعاص !!ر‪ !،‬حيث ي !!دور التفاع !!ل على أس !!اس اإلق !!رار بمص !!الح‬
‫متناقضة من ناحية‪ ،‬ومصالح مشتركة من ناحية أخرى‪ .‬وتسعى الصين لتجنب السياسات التي تتجه إلى التنافس‬
‫‪،‬التي سلكتها القوى الجدي!دة الص!اعدة في مراح!ل من تاريخه!ا مث!ل ألماني!ا في مطل!ع الق!رن العش!رين ‪،‬االمبريالي!ة‬
‫الياباني !!ة و االتح !!اد الس !!وفيتي! الس !!ابق من أج !!ل تف !!ادي ذل !!ك تبنت الص !!ين *سياس !!ة الص !!عود الس !!لمي*ال !!تي تع !!ني‬
‫باإلضافة إلى بناء القوة والنفوذ! اإلقليمي وال!دولي الص!يني ‪،‬طمأن!ة ال!دول األخ!رى ح!ول طريق!ة توجي!ه ه!ذه الق!وة‬
‫المتنامية في الجانب األخر‪ ،‬و إلزال!ة الش!عور! بع!دم األمن وع!دم الثق!ة في أوس!اط! جيرانه!ا تبنت الص!ين ش!عارات‬
‫س!!لميه ش!!كلت الخط!!وط العريض!!ة لسياس!!تها الخارجي!!ة مث!!ل‪ :‬عام!!ل جيرانن!!ا بلط!!ف‪،‬ع!!املهم كش!!ركاء‪،‬حاف !!ظ على‬
‫عالقات صداقه مع الجيران اجعلهم يشعرون باألمن وساعد في جعلهم أغنياء‪.19‬‬
‫بيد أن األمر لم يتوقف! عند ه!ذا الح!د ‪ ،‬ب!ل راح يش!هد نقاش!ات كب!يرة في الوس!ط الفك!ري الص!يني بين من‬
‫عارض!!ها ‪ ،‬ومن تحف!!ظ عليه!!ا ‪ ،‬فج!!اء التي!!ار الق!!ومي البراغم!!اتي بزعام!!ة ‪ :‬ي!!انغ زيمين ‪Jiang zemin‬مس!!تبدال‬
‫مفه!!وم الص!!عود – ال!!ذي ت!!وجس الع!!الم من!!ه قلق!!ا – بمفه!!وم الس!!الم و التنمي!!ة ‪،‬مقتبس!!ا إي!!اه من المفك!!ر االس!!تراتيجي‬
‫*دين! !!غ س! !!ياوبينغ! *‪ *deng Xiaoping‬القائ! !!ل ‪ :‬علين! !!ا أن ن! !!راقب بروي! !!ه وان نحص! !!ن موقعن ! !ا! ونتعام! !!ل م! !!ع‬
‫األحداث بهدوء وأن نخفي طاقتنا وننتظ!ر! وقتن!ا ونك!ون جي!دين في المحافظ!ة على البق!اء بعي!داَ عن األض!واء وأال‬
‫ندعي القيادة مطلقاَ‪.20‬‬
‫و هو ما اعتمده زيمين كإستراتيجية خارجية للص!ين عن!دما نش!!ر مق!!اال في مجل!ة ‪ :‬ف!!ورين أف!يرز! ‪ ،‬طم!!أن من‬
‫خاللها العالم أن التقدم و النمو االقتص!!ادي الس!!ريع ‪ ،‬ه!!و نم!و س!لمي كاس!!تجابة طبيعي!!ة للحاج!ات الص!ينية الكب!!يرة‬
‫ال!!تي يق!!در ع!!دد س!!كانها ب‪ 1.3‬ملي!!ار نس!!مة مب!!ديا تخوف!!ه من إحص!!ائيات ‪2030‬القائل!!ة بارتفاع!!ه الى ‪ 1.5‬ملي!!ار‬
‫نس !!مة ‪،‬كم !!ا طم !!أن الع !!الم عن !!دما ق !!دم مؤش !!رات يوض !!ح من خالله !!ا أن اقتص !!اد الص !!ين يمث !!ل س !!بع ‪ 1/7‬اقتص !!اد‬
‫الوالي!!ات المتح!!دة و ثلث ‪1/3‬نظ!!يره الياب!!اني! ‪ ،‬خاتم!!ا تحليالت!!ه بك!!ون الص!!ين م!!ازالت تنض!!وي تحت نط!!اق ال!!دول‬
‫وهو أكبر دليل على تطبيق! إستراتيجية التواضع! الدفاعية السائدة منذ ‪ 1978‬لدينغ سياوبينغ!‪.21‬‬ ‫النامية‬
‫و ه !!ذا التص !!ور االيج !!ابي ل !!دور! الص !!ين ‪ ،‬ق !!د أش !!ار إلي !!ه المفك !!ر اإلندونيس !!ي يوس !!ف يانن !!دي ‪Jusuf wanandi‬‬
‫ق!!ائال ‪ :‬س!!يكون من المفيد في ه!!ذه الدراسة خ!!وض ت!!اريخ العالقة بين الص!!ين وش!!رق آس!!يا من أجل الحص!!ول‬
‫على تصور واضح عن كيفية التغيير الكبير فيها لما فيه خير المنطقة ككل والتنمية في المستقبل‪:‬‬
‫«‪It would be instructive to begin this examination with some history in the  ‬‬
‫‪relationship between China with East Asia in order to get a clear sense of how much‬‬
‫‪have changed in that relationship for the good of the region as a whole, and its future‬‬
‫‪.‬‬
‫‪development »22‬‬

‫مؤكدا أن سلوك الصين الس!لمي ب!دأ بع!د أح!!داث تراكمي!ة تمثلت في الح!!رب األهلي!!ة ‪ ،‬و ح!!رب الس!نوات الثماني!ة‬
‫مع اليابان ‪ ،‬وأخيرا الث!ورة الثقافي!ة‪ ،‬أمس!ت تهتم – كأولوي!ة ‪ -‬ب!إبراز الط!ابع الس!لمي لطموحاته!ا! كوس!يلة لطمأن!ة‬
‫المحيط األكثر قربا لها ‪ ،‬و يتعلق األمر بجنوب شرق أسيا ‪ ،‬و تحديدا من!!ذ ‪،1979‬بقي!!ادة زعيم الحرك!!ة التنموي!!ة‬
‫السلمية دونغ شياو بين!غ ‪،23‬ت!!رجمت أساس!ا في تط!بيع العالق!ات م!!ع إندونيس!!يا! ‪ ،‬س!!نغافورة و برون!اي في ‪،1990‬‬
‫و االنخ! !!راط في المؤسس! !!ات! اإلقليمي! !!ة‪ ،‬مش! !!يرا أن اللعب! !!ة ال! !!تي خاض! !!تها الص! !!ين ليس! !!ت بص! !!فرية لكونه! !!ا ك! !!انت‬
‫اقتص!!!ادية ‪ ،‬ه!!!ذه األخ!!!يرة ‪ -‬على خالف اللعب!!!ة األمني!!!ة‪ -‬ينبغي أن تك !!ون مفي !!دة لجمي !!ع األط !!راف( ‪win- win‬‬
‫‪.24 ) proposition‬‬
‫هذا في مقابل القوميون التقليديون أو الصقور ‪،‬الذين يناشدون بضرورة الجرأة في التعبير عن األه!!داف العالمي!!ة‬
‫وتحدي! الوالي!ات المتح!دة األمريكي!ة ‪ ،‬ظه!رت جلي!ا من خالل مؤل!ف لي!و م!بينغ فو‪ ،Liu ming Fu‬بعن!وان الحلم‬
‫الصيني في ‪،2010‬حيت طالب بضرورة اإلطاحة الواليات المتحدة و احتالل مركز القيادة ‪.25‬‬
‫و من جهة أخرى ‪ ،‬يبين ألفرد ثاير ‪ ،‬تأكيدا لفرضية الصعود األسيوي في القرن الواح!!د و العش!!رين ه!!و ص!!عود!‬
‫أس!!يوي م!!ع أفض!!لية ص!!ينية ‪،‬على أن من يس!!يطر! على المحي!!ط الهن!!دي يس!!يطر على أس!!يا ‪،‬و ه!!و م!!ا ي!!ترجم في‬
‫الس!!يطرة العملي!!ة للص!!ين على بح!!ر الص!!ين الش!!رقي و الجن!!وبي كتح!!دي! لهيمن!!ة الوالي!!ات المتح!!دة لمنطق!!ة جن!!وب‬
‫الباسيفيك األسيوية ‪.26‬‬
‫ثانيا ‪:‬الصين في مواجهة الواليات المتحدة األمريكية ‪ :‬دراسة توصيفية لعوامل القوة و مجال النفوذ‬
‫‪-1‬أهم عوامل القوة الصينية‬
‫من خالل الهيمن! !!ة اإلقليمي!!!ة ال!!!تي مارس! !!تها الص! !!ين ‪ ،‬تمكنت من لعب دور ع! !!المي يتواف! !!ق م !!ع إمكانياته!!!ا الذاتي! !!ة‬
‫وه! !!و م! !!ا أك! !!ده تقري! !!ر وي! !!ر ال! !!دفاع األم ! !ريكي الموس! !!وم ب ‪ :‬الع! !!رض الش! !!امل ألوض! !!اع الق ! !وات المس! !!لحة و أف! !!اق‬
‫تطورها ‪،‬عام ‪ 1998‬بقوة الصين ‪ :‬بعد عام ‪ 2015‬يمكن توقع ظهور دولة إقليمية ذات قوة ك!برى أو ح!تى عالمي!ة‬
‫مضاهية لنا من حيث القدرة ‪،‬و هو ما يتوفر في الصين ‪.‬‬
‫حيث ت!!رى الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة في الص!!ين الدول!!ة ال!!تي تح!!وز على ‪ %80‬أو أك!!ثر من ق!!وة الدول!!ة المهيمن!!ة‬
‫وهي ‪ :‬القوة البشرية ‪ ،‬القوة االقتصادية ‪ ،‬حجم اإلنفاق العس!!كري ‪ ،‬مؤش!!ر ق!وة التنمي!ة و الموق!!ع الجغ!رافي و ال!!تي‬
‫يتم استخدامها لتحقيق أهداف محددة معب ار عنها بالثأتير و النفوذ ‪ ،‬و يأتي الترتيب بناءا على ذلك كالتالي ‪:‬‬

‫‪-1‬قوة مهيمنة ‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬

‫‪-2‬قوة كبرى ‪ :‬الصين ‪.‬‬

‫‪-3‬قوة متوسطة ‪ :‬اليابان ‪.‬‬


‫‪-4‬قوة صغرى! ‪ :‬اسرائيل‪. 27‬‬
‫*العامل االقتصادي! ‪:‬‬
‫عرفت الصين نموا كبير ومطرد منذ نهاية القرن الماضي‪ ،‬و ذلك من خالل مجموعة من المؤشرات ‪ ،‬فقد‬
‫قدر نموها السنوي! ب ‪ ٪ 10‬من الناتج المحلي اإلجمالي في المتوسط!‬
‫إضافة لحيازاتها! لنسب ضخمة من االستثمار! األجنبي المباشر‪ ،‬وانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬جعل‬
‫منها فاعال اقتصاديا! مهما على الساحة الدولية‪.‬‬
‫بالمقاب !!ل نج !!د من ي !!رى أن الص !!ين غ !!ير ق !!ادرة على س !!حب البس !!اط من الياب !!ان و االنف !!راد في لعب دور! الهيمن !!ة‬
‫اإلقليمي!!ة في أس!!يا الش!!رقية ‪،‬و ب!!الرغم من ال!!دور! ال!!ذي أتيح له!!ا أن تلعب!!ه بع!!د األزم!!ة المالي!!ة في ‪ ، 1997‬إال أن‬
‫رغبتها الطموحة الزالت تكبح بفضل األفضلية اليابانية ال!تي ك!انت موج!ودة قب!ل األزم!ة ‪ ،‬فعلى ال!رغم من النم!و‬
‫الق!!وي ال!!ذي مكنه!!ا من الحص!!ول على المرتب!!ة الثاني!!ة عالمي!!ا من حيث الن!!اتج المحلي اإلجم!!الي إذا ك!!ان القي!!اس‬
‫وفق! القدرة الشرائية ‪،‬و الرابع عالميا إذا كان وفق معدل الصرف! ‪،‬ف!!ان الص!ين ال ت!زال بعي!!دة ج!!دا عن الياب!!ان‬
‫من حيث مس !!توى! التنمي !!ة االقتص !!ادية ‪ ،‬بحيث تع !!د الياب !!ان الق !!وة األولى في المنطق !!ة و الثاني !!ة عالمي !!ا ‪،‬و حس !!ب‬
‫إحصائيات ‪ ،2006‬كان الناتج المحلي اإلجم!!الي الياب!!اني أعلى بأربع!ة أض!!عاف نظ!!يره الص!يني! ‪31.866:‬دوالر‬
‫لليابان مقابل‪،8004‬و ‪ 18‬مرة أعلى إذا كان تقييم الناتج المحلي محدد حس!ب مع!!دل الص!رف ‪ 34.955:‬مقاب!!ل‬
‫‪28‬‬
‫‪! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !.‬‬ ‫‪ 1.944‬للص ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !!ين‬
‫ويمكن تحدي !!د أس !!باب الص !!عود الص !!يني! بش !!كل س !!ريع في اس !!تثمار! رأس الم !!ال على نط !!اق واس !!ع بتموي !!ل من‬
‫وفورات االستثمار المحلي واألجنبي واسعة و نمو اإلنتاجية السريع‬
‫فقد أدت اإلصالحات االقتصادية إلى زيادة الكفاءة في االقتصاد! الذي عزز اإلنتاج و ساهم في زيادة موارد!‬
‫إضافية لالستثمار في االقتصاد‪.29‬‬
‫كم! ! !!ا تم! ! !!يزت الص! ! !!ين تاريخي! ! !!ا بالحف! ! !!اظ على نس! ! !!بة عالي! ! !!ة من االدخ! ! !!ار‪ ،‬فعن! ! !!دما ب! ! !!دأت اإلص! ! !!الحات في ع! ! !!ام‬
‫‪، 1979‬بلغت الم!!!دخرات المحلي!!!ة كنس!!!بة مئوي!!!ة من الن!!!اتج المحلي اإلجم !!الي ح !!والي ‪ 2.32%‬و ال!!!تي ك!!!انت‬
‫تول!!دها أرب!!اح الش!!ركات المملوك!!ة للدول!!ة ن و ال!!تي ك!!انت تس!!تخدم! من قب!!ل الحكوم!!ة المركزي!!ة لالس!!تثمار! المحلي‬
‫و اإلصالحات االقتصادية ‪.30‬‬

‫عرفت الصين نموا اقتصاديا! منذ بداية سياسة اإلصالح االقتصاد! في أوائل ‪ ،1980‬موازاة مع انتقال االقتص!!اد!‬
‫الصيني تدريجيا من اقتص!اد! مخطط مركزي!ا إلى اقتص!اد الس!وق الق!ائم‪ ،‬فقب!ل ‪ ،1978‬ك!انت الص!ين معزول!ة عن‬
‫االقتص!اد الع!المي و مكتفي!ة ذاتي!ا ‪،‬و بالت!الي ك!ان عام!ل اإلص!الح الكفي!ل بظه!ور! الص!ين كش!ريك تج!اري رئيس!ي!‬
‫واالنفتاح على العالم الذي مكنها من حيازة نسب عالية في االستثمار! األجن!بي المباش!ر! ‪ ،‬باحتالله!!ا الرتب!!ة األولى‬
‫بين البلدان النامية في ‪1990‬كمتلق لالستثمارات األجنبية‪.31‬‬
‫كم!!ا س!!اهم اإلص!!الح االقتص!!ادي! ب!!النهوض بقط!!اع الص!!ناعة على حس!!اب الزراع!!ة ‪ ،‬حيث ب!!دأ بوت!!يرة س!!ريعة من‬
‫خالل موج !!ة من المش !!اريع الص !!غيرة المن !!اطق الريفي !!ة و ال !!تي اس !!توعبت كمي !!ات هائل !!ة من العمال !!ة الفائض !!ة من‬
‫القطاع الزراعي بحيث تم استغالل المكاسب األولية في إعادة توزيعها! لرفع إنتاجية القطاعات األخرى‪.‬‬
‫بدأ التصنيع لالقتصاد الصيني في أوائل عام ‪ 1950‬مباشرة بعد تأسيس الجمهورية الصينية ‪،‬حيث كان مصدر‬
‫تمويل الصناعة في عهد االقتصاد المخطط المركزي! هو الحكومة التي ركزت على الصناعات الثقيلة ‪ ،‬بينما‬
‫في فترة اإلصالح ‪ ،‬فقد تم تمويل جزء متزايد لالستثمارات من مدخرات األسر التي تم توجيهها! نحو‬
‫الصناعات التحويلية كثيفة العمالة‪. 32‬‬
‫وتتراوح مالمح القطاع الصناعي الصيني بين صناعة الحديد و الصلب ‪،‬حيث تعتبر‬
‫الصين أول دولة كبرى! منتجة للصلب الغليظ محتلة المرتبة األولى في عام ‪2007‬‬
‫بمع!!دل‪ 489‬ملي!!ون طن أي م!!ا يع!!ادل ‪ 36.5‬بالمائ!!ة من إجم!!الي إنت!!اج الف!!والذ الغلي!!ظ في الع!!الم بأس!!ره ‪،‬متفوق!!ة‬
‫ب!!ذلك على ك!!ل من الياب!!ان و الوالي!!ات المتح!!دة و االتح!!اد األوروبي و دول الكومن!!ولث المس!!تقلة ‪،33‬لكنه!!ا اتجهت‬
‫إلى تخفيض اإلنت!!!اج من خالل إيق!!!اف ك!!!ل مش!!!اريع الحدي!!!د و الص !!لب الجدي !!دة ‪،‬و ق !!رار! مجلس الدول!!!ة الص!!!يني‬
‫بتخفيض اإلنت!!اج بنس!!بة ‪8‬ماليين طن بغ!!رض قط!!ع م!!ا يق!!رب من ثلث الق!!درة اإلنتاجي!!ة بحل!!ول ع!!ام ‪،2017‬بس!!بب‬
‫الضغوط! الهائلة المتمثلة في قلة العوائد المالية و التعامل م!ع دي!ون الش!ركات ‪ ،‬و مواجه!ة الف!ائض في اإلنت!اج و‬
‫هدر الطاقة و تلوث الهواء ‪.34‬‬
‫إضافة إلى الص!ناعة الميكانيكي!ة ال!تي ع!رفت تط!ورا ملموس!ا من!ذ ‪ 1953‬مرافق!ة التط!ور! الحاص!ل على مس!توى‬
‫نظيرته!!ا في مج!!ال الحدي!!د و الص!!لب ‪ ،‬و حالي!!ا أمس!!ى له!!ا دور فع!!ال الس!!يما بع!!د الخط!!ة الخماس!!ية الص!!ينية ال!!تي‬
‫تف!رض ض!غوطا! كب!يرة على الش!ركات الص!ينية في ه!ذا المج!ال لتوس!يع مبيعاته!ا في الخ!ارج مم!ا يؤهله!ا للتواج!د‬
‫بحص !!ة كب !!يرة في الس !!وق الع !!المي الس !!يما في االقتص !!اديات! الناش !!ئة ‪،35‬إض !!افة إلى الكيماوي !!ة ال !!تي دخلت عه !!دا‬
‫جدي! !!دا في ض! !!ل اقتص! !!اد يس! !!عى إلى إع! !!ادة توجي! !!ه نفس! !!ه من االعتم! !!اد الكلي على االس! !!تثمار! إلى االس! !!تهالك و‬
‫الخدمات ‪،‬حيث أكد تحليل كي بي أم جي أن تطور هذه الص!ناعة جنب!ا إلى جنب م!ع التوس!ع العم!راني و والبني!ة‬
‫التحتي!!!ة زي!!!ادة طلب ش!!!ريحة واس!!!عة من الطبق!!!ة المتوس!!!طة الص !!ينية على المنتج !!ات االلكتروني!!!ة و الس!!!يارات‬
‫سيوفر فرصا واسعة للنمو ‪ ،‬وهو ما سينصرف على الصناعة الكيماوية الصينية بنسبة ‪%10-9‬مابين ‪-2013‬‬
‫‪  ،2015‬والص!!ناعة النس!!يجية ال!!تي تع!!د قطاع!!ا تقلي!!ديا ق!!ديما تط!!ور من!!ذ نج!!اح الث!!ورة الش!!يوعية ‪،1949‬و تحت!!ل‬
‫مراك!!ز الري!!ادة في اإلنت!!اج الع!!المي‪، 36‬و ق!!د تمكنت من احتالل الموق!!ع األك!!ثر تنافس!!ية له!!ذه الص!!ناعة ‪ ،‬ح!!تى في‬
‫ظ !!!ل األزم !!!ة المالي !!!ة العالمي !!!ة حس !!!ب دراس !!!ة ق !!!دمت في ‪،2009‬حيت اس! !!تقرت على تق! !!ييم الق !!!درة التنافس !!!ية ب‬
‫‪،102.5‬و ما يؤكد ذلك استعادة الصادرات الصينية النسيجية لعافيته!ا! في ف!!ترة قياس!!ية ج!!دا لم تص!!ل إلى الس!!نة ‪،‬‬
‫حيث بلغت ص! ! !!ادراتها! في ‪ 2010‬ح! ! !!والي ‪62‬ملي! ! !!ار دوالر أم ! !!ريكي! بزي! ! !!ادة ‪%29‬مقارن! ! !!ة م! ! !!ع س! ! !!نة ‪،2009‬و‬
‫ص !!ادرات المالبس ب‪100‬دوالر! أم !!ريكي ‪ ،‬أي زي !!ادة بقيم !!ة ‪ ، %20‬و ه !!ذا إذا علمن !!ا أن االنخف !!اض الع !!ام في‬
‫الصادرات الصينية اثر األزمة بلغ ‪ %15‬مقابل انخفاض بنسبة ‪ %7‬للنسيج ‪.37‬‬
‫إض !!افة إلى مؤش !!رات أخ !!رى ‪ ،‬فهي الق !!وة العالمي !!ة الثاني !!ة في ج !!ذب االس !!تثمارات بع !!د الوالي !!ات المتح !!دة‪ ،‬وفي!‬
‫بعض الس!!نوات س!!بقت الوالي!!ات المتح !!دة واحتلت المك!!ان األول‪ ,‬والق!!وة العالمي!!ة الثالث!!ة في التج!!ارة الدولي !!ة بع!!د‬
‫الوالي!!ات المتح!!دة والياب!!ان ‪ ،‬و الثاني!!ة في حجم اإلنت!!اج اإلجم!!الي ال!!ذي بل!!غ ‪ 4.4‬تريلي!!ون دوالر ع!!ام ‪2008‬الق!!وة‬
‫العالمية األولى في االحتياطي النقدي األجنبي الذي بلغ أكثر من ‪ 2‬تريليون دوالر ‪.38‬‬

‫* العامل الدبلوماسي‪:‬‬
‫مع تزايد دورها! في االقتصاد العالمي‪ ،‬اتجهت الصين إلعادة بناء خيارها الدبلوماسي! الخارجي! بما يحقق‬
‫متطلبات هذا الدور على مستوى! األسواق! واالستثمارات ومصادر الطاقة النفطية‪ ،‬قضية تايوان والتنافس مع‬
‫اليابان ومتغير! السياسة األميركية بمثابة محفزات أخرى دافعة باتجاه إعادة بناء الدبلوماسية الصينية‪.‬‬
‫ففي عه !!د ال !!رئيس ماوتس! !ي! تون !!غ ك !!ان يتم اتخ !!اذ معظم ق !!رارات السياس !!ة الخارجي !!ة الص !!ينية بطريق !!ة فردي !!ة ال‬
‫مش!!اركة لآلخ!!رين فيه!!ا‪ ،‬ثم ج!!اء حكم دين!!غ س!!ياو بين!!غ ليفتح آفاق!اً! جدي!!دة‪ ،‬حيث توط!!دت رواب!!ط الص!!ين ب!!المجتمع‬
‫الدولي‪ .‬بيد أن القرارات النهائي!ة للسياس!ة الخارجي!ة ظلت تتص!ف بالمركزي!ة الش!ديدة‪ .‬بع!د ذل!ك ج!اء خلف!ه جي!انغ‬
‫زيمين محاوال تخفيف هذه المركزي!ة وق!د! حق!ق ش!يئا مم!ا أراد‪.‬أم!ا الي!وم فق!د أص!بحت السياس!ة الخارجي!ة الص!ينية‬
‫ذات ط!!!ابع مؤسس !!ي! أو هي على األق!!!ل ق!!!د اق!!!تربت من ذل!!!ك ‪،‬و ابت !!داءا من ‪،1972‬انطلقت الص!!!ين في التغي!!!ير!‬
‫التدريجي! في مبادئ! سياستها الخارجية من اإلطار اإليديولوجي! إلى البراغماتي ‪ ،‬مستهلة بعالقاتها! م!!ع الوالي!!ات‬
‫المتحدة األمريكية والخروج من عزلتها و تخفيف عبء المساعدات للعالم الثالث‬
‫فخالف!!ا لماوتس!!ي تون!!غ ال!!ذي رفض قواع!!د النظ!!ام ال!!دولي وس!!عى! إلى اإلطاح!!ة ب!!ه من خالل التغ!!ير الفعلي‬
‫بواس !!طة الث !!ورة ومعارض !!ته الش !!ديدة لل !!دول العظمى الس !!يما أمريك !!ا‪ ،‬واالنع !!زال عن المنظم !!ات الدولي !!ة وتحقي !!ق‬
‫االكتفاء االقتصادي‪ !،‬ذهب دينج في اتجاهاً معارضاً من خالل االنخراط في المجلس الدولي من أج!!ل تس!!هيل‬
‫عملي!!ة التح!!ديث االقتص!!ادي! داخ!!ل الدول!!ة كم!!ا عملت على تحقي!!ق االنفت!!اح ال!!دولي وذل!!ك عن طري!!ق رف!!ع مس!!توى!‬
‫المشاركة في المنظمات الحكومية الداخلية وغير الحكومية والمنظمات الدولية ‪.39‬‬
‫خالل فترة التسعينيات تأس!يس مس!تويات عدي!دة من المش!اركة من أج!ل تس!هيل س!بل التع!اون االقتص!ادي! واألم!ني‬
‫وتحقي!!ق الت!!وازن م!!ع النظ!!ام المتب!!ع فى الوالي!!ات المتح!!دة والخ!!اص بالتحالف!!ات اإلقليمي!!ة‪ .‬وق!!د بلغت منج!!زات تل!!ك‬
‫كل من الصين وروسيا على معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي في عام ‪.2001‬‬ ‫العملية أوجها حين وقعت ٍ‬
‫و قد تم إرساء مفهوم الدبلوماسية الجديدة تزامنا مع مفهوم األمن الجديد من قبل الزعماء و الدبلوماسيين‬
‫الصينيين‪،‬في! منتصف ‪،1990‬الذي يستند على مبدأ المنفعة و الثقة المتبادلين و المساواة و التعاون ‪،‬و هو‬
‫مفهوم يرتبط بثالث عناصر جديدة ‪:‬‬
‫‪-‬عقلية جديدة‪ ،‬قائمة على تهرب الصين من سيكولوجية الضحية التي نتجت عن الذاكرة الجماعية أو ما يسمى‬
‫قرن اإلذالل الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬الموقف! الجديد يعني قبوال الصين للنظام الدولي الحالي‪.40‬‬
‫‪ -‬كما يشير النهج الجديد للدبلوماسية إلى مشاركة الصين في األنشطة المتعددة األطراف!‬
‫و قد تمت اإلشارة‬ ‫لمفهوم األمن الجديد أثناء انعقاد االجتماع السنوي للضباط! رفيعي!‬
‫المستوى! في المنت!دى! اإلقليمي لألس!يان في أكت!وبر ‪،1996‬بم!انيال ب!الفلبين ‪،‬من قب!ل م!دير ع!ام لش!ؤون اآلس!يوية‬
‫في وزارة الخارجية الصينية في ذلك الوقت مادام فو يينغ‪ ،‬كم!!ا ظه!!رت من جدي!!د على لس!!ان تش!ي تشن‪ ،‬وزي!ر!‬
‫خارجية الصين في ذلك الوقت وخطاب الرئيس جيانغ تسه مين جمعية األمم المتحدة في عام ‪1997‬‬
‫و ق!!د أعطت األزمة المالي!!ة اآلس!!يوية في ع!!ام ‪ 1997‬الص!!ين فرص!!ة لممارسة التفك!!ير الجديد بواس!!طة مقاومة‬
‫ض!!غط تخفيض قيمة الرنمين!!بى!‪ ،‬س!!اعدت الص!!ين في المنطقة لوقف! زي!!ادة انتش!!ار األزمة ‪،‬و ه!!و م!!ا جع!!ل س!!لوك‬
‫الصين موضع إعجاب و تقدير من قبل المجتمع الدولي وسط تصريح الصين بكون مشاكل االقتص!اد الع!المي ال‬
‫يمكن حلها بمعزل عن التعاون العالمي ‪.41‬‬
‫و يؤكد شو شو لونغ األس!!تاذ في معه!!د اإلدارة العام!!ة بجامع!!ة تش!!ينغهوا‪ ،‬ون!!ائب رئيس مرك!!ز دراس!!ات التنمي!!ة‬
‫واالس!!تراتيجية الدولي!!ة من!!ذ بداي!!ة الثمانين!!ات للق!!رن الماض!!ي‪ ،‬ق!!د رأي رئيس دن!!غ أن موض!!وعي! الع!!الم الرئيس!!ين‬
‫هما السالم والتنمي!ة‪ ،‬و ه!و م!ا جع!ل الص!ين تس!تغل فرص!ة التنمي!ة لم!دة ثالثين ع!ام من!ذ تنفي!ذ سياس!ة اإلص!الح‬
‫واالنفت !!اح ‪ ،‬و من!!ذ ذل !!ك ال!!وقت ‪ ،‬تؤك!!د الص!!ين سياس!!تها! الخارجي !!ة الس!!لمية المس!!تقلة ك!!ل س!!نة في تقري!!ر أعم !!ال‬
‫الحكومة‪ .‬وبعد الدخول إلى القرن الجدي!د‪ ،‬ف!إن ه!!دف سياس!ة الص!!ين الخارجي!!ة ه!و حماي!!ة الس!!الم الع!المي وس!عي!‬
‫إلى التنمية المشتركة‪،‬أي أن السالم والتنمية والتعاون‪ ،‬تظل ثالث موضوعات لدبلوماسية الصين‪.42‬‬
‫لكن بالمقابل ‪ ،‬واجهت الصين مشكلة التعامل مع الضغوط! الوافدة من األنظمة الفرعية الداخلي!!ة ‪ ،‬فبس!!بب التلقين‬
‫السياس!!ي المقص!!ود بغ!!رض إرس!!اء ثقاف!!ة معين!!ة مفاده!!ا الص!!ين الض!!حية ال!!تي تعرض!ت! ع!!بر تاريخه!!ا الطوي!!ل إلى‬
‫عدي! !!د حمالت االعت! !!داء و الت! !!أمر‪ ،‬و ذل! !!ك من خالل وس! !!ائل األعالم و التعليم ‪ ،‬أمس! !!ت قض! !!ية الس! !!يادة و األمن‬
‫أولوي!!ات ل!!دى جماع!!ات المص!!الح و الم!!واطن و كاف!!ة اتجاه!!ات ال!!رأي الع!!ام ‪ ،‬ال!!ذين يط!!البون برف!!ع مكان!!ة الدول!!ة‬
‫بش !!كل أك !!بر مقارن !!ة م !!ع اهتمامه !!ا بالتنمي !!ة كأولوي !!ة على حس !!اب االهتم !!ام بالت !!اريخ ‪ ،43‬و ه !!و م !!ا فس!!ر! تحس !!ين‬
‫العالقات مع دول الجوار و التريث في مشاكل الحدود مع دول أسيا الوس!!طى! ومش!!اكل! الس!!يادة في بح!!ر الص!!ين‪،‬‬
‫و بالت ! ! !!الي ‪،‬ال ! ! !!روح القومي ! ! !!ة ال ! ! !!تي بثته ! ! !!ا الحكوم ! ! !!ة الص ! ! !!ينية داخ ! ! !!ل البالد ا انعكس ! ! !!ت س ! ! !!لبا على السياس ! ! !!ات‬
‫الخارجية ‪،‬السيما في ضل تحقق التنمية االقتصادية التي كانت هدفا ‪ ,‬وهو ما يط!!رح إش!!كالية األولوي!!ات تواج!!ه‬
‫السياس!!ة الخارجي!!ة الص!!ينية ‪ :‬إم!!ا االل!!تزام أم!!ام المجتم!!ع ال!!دولي بمس!!ؤولية و دحض نظري!!ة التهدي!!د الص!!يني ‪ ،‬و‬
‫إما االستجابة لمتطلبات األمن والسيادة و االهتمام بالتاريخ‪.44‬‬
‫‪-‬الدبلوماسية الصينية في جنوب شرق آسيا و الباسيفيك‪:‬‬
‫في تنافس استراتيجي! بين الصين و الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬كانت السباقة في المأسسة للعالقات الطيب!!ة م!!ع‬
‫دول الج!!وار من خالل معاه!!دة التع!!اون والص!!داقة م!!ع اآلس!!يان في ‪ ،2003‬و ذل!!ك بع!!دما تبنت حس!!ن الج!!وار من‬
‫خالل المب !!ادئ الس !!لمية الخمس !!ة ال !!تي ق !!امت عليه !!ا سياس !!تها! الخارجي !!ة و في مق !!دمتها ح !!ل المش !!اكل من خالل‬
‫المفاوض !!ات الس !!لمية في النزاع !!ات الحدودي !!ة ‪ ،‬تلته !!ا زي !!ارة أولي !!ة رس !!مية لل !!رئيس األم !!ريكي كلينت !!ون للمنطق !!ة‬
‫توجت بمعاهدة الصداقة و التعاون في ‪ 2009‬في تايالن!د ك!رد فع!ل مت!!أخر على التح!!رك الص!!يني ‪،‬كم!!ا تم قبوله!!ا‬
‫في قمة اآلس!يان و المش!اركة في اجتم!اع وزراء! ال!دفاع! ‪،‬و هي المعاه!!دة ال!!تي تمخض عنه!!ا في األخ!ير اآلس!يان‬
‫‪ 8+‬ال !!تي تض !!م ك !!ل من ‪ :‬أس !!تراليا ‪ ،‬الص !!ين ‪ ،‬الوالي !!ات المتح !!دة ‪،‬الهن !!د ‪،‬الياب !!ان ‪ ،‬كوري! !ا! الجنوبي !!ة ‪،‬روس !!يا ‪،‬‬
‫نيوزالدا‪ !،‬وهو ما شكل نوع من توازن القوى االستراتيجي بكبح و تخفيض الطموحات الص!!ينية في المنطق!!ة من‬
‫خالل مؤسسة متعددة األطراف ‪.45‬‬
‫و تس! !!تمر الح! !!رب الدبلوماس!!!ية من خالل ردود األفع! !!ال المتعاقب! !!ة في المنطق! !!ة ‪ ،‬حيث أطلقت الوالي! !!ات المتح! !!دة‬
‫شراكتها! عبر المحيط الهادئ‪ ،‬و هي اتفاق شراكة اقتصادية إس!تراتيجية ع!بر المحي!ط اله!ادئ ال!تي تضم ‪ 11‬بل!دا‬
‫تمثل ‪ 40‬بالمائة من إجمال الناتج الداخلي العالمي ‪ ،‬و هي ‪ :‬استراليا وبروني! دار السالم وكندا وش!!يلي والياب!!ان‬
‫وماليزيا والمكس !!يك! ونيوزيلن !!دا وب !!يرو وس !!نغافورة وفيتن !!ام‪ ،‬تس !!تهدف! فتح الف !!رص للعم !!ال األميرك !!يين‪ ،‬واألس !!ر‬
‫والشركات‪ ،‬والمزارعين‪ ،‬ومربي المواشي من خالل توفير زيادة ف!رص الحص!ول على بعض األس!واق! األس!رع‬
‫نموا في العالم السيما فتح السوق الزراعية و السيارات اليابانية ‪.46‬‬
‫في المقابل ‪ ،‬استغل الرئيس الصيني! شي جين بينغ غياب رئيس األميركي! باراك أوباما عن افتتاح قمة آسيا‬
‫‪ -‬المحيط الهادي أبيك بأندونيسيا في أكتوبر! ‪،2013‬بسبب استمرار! أزمة الميزانية في الواليات المتحدة‪،‬‬
‫مؤكدا من خالل خطابه أن الصين ال يمكنها أن تتطور! بشكل معزول عن آسيا ‪ -‬المحيط الهادي‪،‬وآسيا ‪-‬‬
‫المحيط الهادي ال يمكنها االزدهار دون الصين‪،‬لصين ستحافظ! بحزم على السالم واالستقرار اإلقليميين‪ ،‬و أن‬
‫الصين مستعدة للعيش بصداقة تامة مع بقية الدول األعضاء ‪ ،‬وذلك في ضل شكوك في قدرة أوباما على تنفيذ‬
‫وعوده بجعل آسيا المحيط الهادي‪.47‬‬
‫عموم!!ا ‪،‬أظه!!رت مجموع!!ة من اإلحص!!اءات أن الدبلوماس!!ية الص!!ينية في ع!!ام ‪،2013‬ك!!ثر نش!!اطا! وايجابي!!ة من أي‬
‫وقت مض!!ى‪ .‬وق!!د زار ال!!رئيس الص!!يني ش!!ي جين بين!!غ ورئيس مجلس الدول!!ة الص!!يني لى ك!!ه تش!!يانغ بع!!د ش!!هور‬
‫فقط من استالم القيادة الصينية الجديدة الحكم‪،48‬‬
‫دول ! !!ة في آس ! !!يا وإ فريقي! ! !ا! وأوروب ! !!ا وأمريك ! !!ا‪ ،‬واس ! !!تقبال‪ 64‬رئيس ! !!ا ورئيس! وزراء دول أجنبي ! !!ة‪ ،‬وأك ! !!ثر من‪300‬‬
‫شخص!!ية سياس!!ية أجنبي!!ة ش!!اركت في االجتماع!!ات الثنائي!!ة‪ ،‬ووق!!ع على م!!ا يق!!رب‪ 800‬اتفاقي!!ة تع!!اون بين الص!!ين‬
‫ومختل!!ف ال!!دول األخ!!رى‪ .‬والج!!دير! بال!!ذكر أيض!!ا م!!ا حققت!!ه الص!!ين من تب!!ادالت رفيع!!ة المس!!توى مع‪ 21‬دول!!ة و‬
‫منطقة محيطة وأطلقت القيادة الجماعية الجديدة سلس!لة من مف!اهيم الدبلوماس!ية الجدي!دة ل!دعم ه!ذه المجموع!ة من‬
‫األرقام‪ !.‬وعملت الدبلوماسية الصينية على ربط بين حلم الص!!ين و حلم الع!!الم ‪،‬ودعت إلى التع!اون لتحقي!!ق الف!!وز‬
‫المشترك! واإلصرار على التمسك بالمسؤولية و المصلحة ‪.‬‬
‫باإلض!!افة إلى ذل!!ك‪ ،‬توص!!لت الص!!ين والوالي!!ات! المتح!!دة إلى تواف !ق! ه!!ام ح!!ول بن!!اء عالق!!ة دبلوماس!!ية جدي!!دة بين‬
‫الق !!وى الك !!برى‪ ،‬وحققت العالق !!ات التعاوني !!ة اإلس !!تراتيجية الش !!املة بين الص !!ين وروس !!يا! تق !!دما جدي !!دا‪ ،‬كم !!ا حق !!ق‬
‫التعاون بين الصين واالتحاد! األوروبي طفرة جديدة‪.‬‬
‫كما أطلقت الدبلوماسية الصينية سلسلة من مبادرات التعاون‪ ،‬مثل بناء حزام طريق الحرير البحري‪ ،‬و هو ما‬
‫‪49‬‬
‫يبين التصميم عالي المستوى! للدبلوماسية‬

‫‪-‬تحديات بناء القوة العسكرية الصينية‬


‫تجدر اإلشارة إلى كون المعيار العسكري لم يعد العامل الوحيد في قياس الق!!وة‪ ،‬رغم بقائ!!ه أساس!!ياً في ه!!ذا‬
‫المجال‪ ،‬كما أن عملية قياس القوة العسكرية ال تتم عبر التعداد الرقمي المتعلقة بعدد الجنود والعتاد ب!!ل أمس‬
‫العام ! ! !!ل الحاس ! ! !!م مرتب ! ! !!ط بالعناص ! ! !!ر التقني ! ! !!ة والنوعي ! ! !!ة والمعلوماتي ! ! !!ة واالتص ! ! !!الية والبيولوجي ! ! !!ة والكيميائي ! ! !!ة ‪.‬‬
‫فكم!ا أمس!ت الق!وة االقتص!ادية مطلب ملح ألي دول!ة تس!عى إلى حماي!ة أمنه!ا ‪ ،‬كونه!ا تس!مح ب!التحول نح!و الق!وة‬
‫العسكرية أو على األقل تحمل كلفة حيازة مثل هذه القوة العسكرية‪.59‬‬
‫تق!!ف الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة بش!!كل ص!!ارم! أم!!ام بن!!اء المس!!توى! الث!!اني للق!!وة المتعل!!ق بالق!!درات العس!!كرية ‪،‬‬
‫فبع !!د ثالث !!ة أي !!ام فق !!ط من إعالن وزارة ال !!دفاع الوط !!ني! الص !!ينية إقام !!ة منطق !!ة لل !!دفاع الج !!وي ف !!وق بح !!ر الص !!ين‬
‫الش!!رقي! ال!!تي نش!!رت إح!!داثيات منطق!!ة تحدي!!د الهوي!!ة لل!!دفاع الج!!وي في بح!!ر الص!!ين الش!!رقي‪ ،‬ال!!تي تتطلب من‬
‫الط!!ائرات المدني!!ة ال!!تي تع!!بر أج!!واء المنطق!!ة أن تبل!!غ الج!!انب الص!!يني بمس!!اراتها‪ ،‬ومن الط!!ائرات العس!!كرية أن‬
‫تخط!!ر الج!!انب الص!!يني‪ ،‬ك!!ان رد الفع!!ل األم!!ريكي في ‪ 26‬نوفم!!بر! ‪ ،2013‬حيث حلقت قاذفت!!ان أمريكيت!!ان من‬
‫ط!!راز بي ‪ 52‬في منطق!!ة ال!!دفاع الج!!وي الص!!ينية في بح!!ر الص!!ين الش!!رقي‪ ،‬في تهدي!!د عس!!كري واض!!ح للص!!ين ‪،‬‬
‫مدعم!!ة ب!!رفض الياباني!!ة االع!!تراف بمنطق!!ة ال!!دفاع الج!!وي ف!!وق! بح!!ر الص!!ين الش!!رقي‪ ،‬و ه!!و م!!ا تم تأكي!!ده من‬
‫ط !!رف! وزي !!ر الخارجي !!ة األمريكي !!ة ج !!ون ك !!يري خالل زيارت !!ه إلى فيتن !!ام في ‪16/12/2013‬رافض !!ا االع !!تراف‬
‫بمنطقة الدفاع الجوي الصينية فوق بحر الصين الشرقي‪ !.‬كما أعلنت كوريا الجنوبي!!ة في الث!!امن من ديس!!مبر! ع!!ام‬
‫‪ 2013‬توس!!يع منطق!!ة ال!!دفاع الج!!وي له!!ا في بح!!ر الص!!ين الش!!رقي! م!!ع اته!!ام ص!!ريح للخط!!ة الص!!ينية أنه!!ا تزي!!د‬
‫التوتر! في شرقي! آسيا‪.‬‬
‫رغم أن هذه الخطوة التي اتخذتها الصين لتعزيز! أمن مجالها الجوي تتفق مع األعراف الدولي!ة‪ ،‬عارض!تها بش!دة‬
‫الوالي!ات المتح!دة األمريكي!ة والياب!ان وكوري!ا الجنوبي!ة‪،‬رغم أن ه!اتين األخ!يرتين أقامت!ا من!اطق دف!اع! ج!وي لهم!ا‬
‫قب!!ل س!!نوات‪ ،‬كوري!!ا الجنوبي!!ة في ع!!ام ‪ ،1951‬والياب!!ان في ع!!ام ‪1969‬تغطي!!ان بح!!ر الص!!ين الش!!رقي‪ ،‬وه!!و م!!ا‬
‫ترى فيه الصين حقا لها باعتبارها أكبر دولة مشاطئة لبحر الصين الشرقي ‪.60‬‬
‫و لذلك ‪ ،‬فاالهتمام! األمريكي ب!القوة العس!كرية الص!ينية ليس بالجدي!د ‪ ،‬ب!ل يع!ود استش!عار الخط!ر إلى أك!ثر من‬
‫عش !!ر س !!نوات ‪،‬بحيث ت !!واترت وزارة ال !!دفاع! األميركي !!ة من !!ذ الع !!ام ‪ 2000‬على تق !!ديم تقري !!ر ح !!ول ق !!وة الص !!ين‬
‫العس !!كرية إلى الك !!ونغرس! األم !!يركي س !!نويا ‪ ،‬أين ب !!رزت نظري !!ة التهدي !!د الص !!يني ‪ ،‬الس !!يما في ظ !!ل االرتف !!اع‬
‫الس!!!ريع لمؤش!!!رات الق!!!وة العس !!كرية ‪،‬حيث تعت !!بر الص !!ين ث!!!الث ق !!وة عس !!كرية في الع !!الم بع !!د الوالي !!ات المتح !!دة‬
‫األميركية وروسيا! االتحادية‪،‬بفضل سياسة التطوير التقني ‪ ،‬و يمثل الجيش الصيني الشعبي األضخم في الع!!الم‬
‫بأكثر من مليوني جندي عامل و مليون في االحتي!اط! ‪ ،‬كم!ا أنه!ا ث!الث ق!وة جوي!ة في الع!الم بع!د الوالي!ات المتح!دة‬
‫وروس!!يا ب‪ 3‬آالف ط!!ائرة بينه!!ا ح!!والى ‪ 2500 !- 2300‬ط!!ائرة‪  ‬مقاتل!!ة بجيش ج!!وي يق!!در بح!!والي ‪250000‬‬
‫رجل ‪،‬مدعمة بطائرات س!وخوي ‪ 30‬وس!وخوي! ‪ 27‬العالي!ة التقني!ة من روس!يا‪ ،‬ومق!اتالت تش!ينغدو ‪j-10‬المحلي!ة‬
‫الصنع‬
‫‪j-10.61،‬‬
‫قوات الصواريخ اإلستراتيجية الهجومية ‪:‬قوات المدفعية الثانية تنظم وتأمر قواتها إلطالق هجمات نووية‬
‫مضادة بالصواريخ اإلستراتيجية‪ ،‬وتقوم بعمليات بإستخدام! الصواريخ التقليدية‪ ،‬وهي تتألف من قواعد‬
‫الصواريخ والتدريب‪ ،‬وقوات! الدعم ذات الصلة‪.‬و تتكون الصواريخ من ‪:‬‬
‫‪-1‬الصواريخ البالستية العابرة للقارات ‪ :‬و تتألف من عدة أنواع هي ‪ :‬‬
‫*‪-DF-31 (CSS-9) (1 bde); 24 DF31A (CSS 12‬‬
‫‪Mod 2) (2 bde); 10 DF-4 (CSS-3) (1 bde); 20 DF-5A 9‬‬
‫(‪)3 bdes( )CSS-4 Mod 2‬‬
‫‪ -2‬الصواريخ الباليستية متوسطة المدي‪ :‬وتشمل صواريخ ‪:‬‬
‫‪-DF-21 (CSS-5) (5 bde); 36 DF21C (CSS 80 :118‬‬
‫‪Mod 3) (2 bde); 2 DF-3A (CSS-2 Mod) (1 bde) 5‬‬
‫‪ -3‬الصواريخ الباليستية قصيرة المدي‪ :‬ويتوافر الموديل (‪SRBM:)204‬‬
‫‪108‬‬
‫صاروخ! كروز! هجوم أرضي‪ :‬ويتوافر منه ‪.LACM)62: :‬‬
‫القوة النووية ‪:‬‬
‫أكد عام ‪ 1996‬دور العامل النووي في حسم التوترات السياسية حتى بعد الحرب الباردة ‪ ،‬حيث كان التحرك‬
‫الصيني من خالل مناورات عسكرية حية لم يسبق لها مثيال من حيث الحجم في بحر الصين الجنوبي! لتمرير!‬
‫رسالة صارمة للواليات المتحدة الداعمة الستقالل تايوان ‪ ،‬لتقوم بالمقابل بحشد عسكري مماثل في المجال‬
‫البحري التايواني ‪ ،‬ضم تشكيلتين من حامالت الطائرات واكثر من عشر قطع بحرية وما يزيد عن المائة‬
‫طائرة حربية ‪ ،‬و كان العامل الحاسم مالحظة األمريكيين اختفاء أثار الغواصات النووية الصينية من مرفأ!‬
‫*تشينغ داو*‪ ،‬فكان االنسحاب األمريكي خوفا! من تصعيد التوتر! في ضل وجود! العامل النووي ‪.64‬‬

‫" مشروع! ‪ " 09‬السري‬

‫قامت الواليات المتحدة في عام ‪ 1954‬بصناعة أول غواصة نزلت الى الماء في العالم حملت اسم " الن!!وتي وق!د!‬
‫قطعت خالل ثالث!!ة س!!نوات أك!!ثر من س!!تين ال!!ف مي!!ل بحري!!و يخ!!ترق طبق!!ات الجلي!!د في منطق!!ة القطب المتجم!!د‬
‫الشمالي دون اإلسراف! في الوقود! النووية و هو ما أعطاها مكانة مهيمنة دوليا في هذا المج!!ال ‪،‬فك!!ان رد الفع!!ل‬
‫الصيني لمواجهة الهيمنة األمريكية ‪ ،‬يتطلب تطوير قوتها النووية ‪ ،‬إنشاء أول غواصة نووية صينية هجومي!!ة ‪.‬‬
‫وفي! أوت ع!!ام ‪ 1983‬دخلت أول غواص!!ة نووي!!ة مجه!!زة بالص!!واريخ اإلس!!تراتيجية تم تطويره !ا! وبنائه !ا! بجه!!ود‬
‫ص!!ينية في ‪،26/12/1978‬و إطالق الص!واريخ اإلس!تراتيجية النووي!ة من الغواص!ة النووي!!ة الص!!ينية تحت الم!!اء‬
‫في ‪،27/09/1988‬و ه!!و م!ا مكنه!!ا أن تص!بح الدول!!ة الخامس!!ة ال!تي تمتل!ك ق!درة إطالق الص!!واريخ اإلس!تراتيجية‬
‫‪.65‬‬
‫من تحت الماء عبر الغواصات النووية‬
‫رغم عالق !!ات التع !!اون بين الص !!ين والوالي !!ات المتح !!دة في المص !!الح اإلس !!تراتيجية المش !!تركة لمكافح !!ة اإلره !!اب‬
‫الدولي!!ة والمس!!ألة النووي!!ة الكوري!!ة بي!!د أن التخ!!وف م!!ازال قائم!!ا تج!!اه التهدي!!د الص!!يني‪ .‬في ظ!!ل االرتف!!اع الس!!ريع‬
‫للق! !!وة العس! !!كرية الص! !!ينية ‪ ،‬فب! !!الرغم من كونه! !!ا ال تض! !!اهى الق! !!وة العس! !!كرية األمريكي! !!ة إال أنه! !!ا ال تحت! !!اج إلى‬
‫مساواتها! ‪ ،‬فقد تمكنت من بلوغ قدرة القتال غير المتناظر‪ ،‬مما يهدد الواليات المتحدة‪.66‬‬
‫‪-‬الدبلوماسية العسكرية ‪:‬‬

‫!أن جهوده!ا! الرامي!ة إلى تفعي!ل ال!ردع وهيمنته!ا! العس!كرية س!تثير! الريب!ة في قل!وب‬ ‫م!ع إدراك الحكوم!ة الص!ينية ب ّ‬
‫البحري!!ة على مفه !!وم الدبلوماس ! ّ!ية العس !!كرية‪ .‬وإ ّن اله !!دف من‬
‫ّ‬ ‫جيرانه !!ا‪ ،‬ت ! َّ‬
‫!رك ز الج !!زء الث !!الث من إس !!تراتيجيتها!‬
‫برنامج الحكومة الصينية الدبلوماسي ه!و بن!اء عالق!ات ثنائي!ة وعالق!ات عام!!ة متع!!ددة األط!!راف في آس!!يا والمحي!!ط‬
‫اله!!ادئ وم!!ا وراءهم!!ا‪ ،‬باإلض!!افة إلى الح!!د من وت!!يرة النزاع!!ات اإلقليمي!!ة م!!ع جيرانه!!ا‪ ،‬وكبح نزع!!اتهم المحتمل!!ة‬
‫إلى توطي!!د عالق!!اتهم العس!!كرية بالوالي!!ات المتح!!دة‪،‬فق!!د أثبت األس!!طول! البح!!ري أن!!ه أنجح الوس!!ائل للبرهن!!ة على‬
‫إن الوج!ود! البح!ري الص!يني المكث!ف ع!بر محيط!ات الع!الم ش!هد‪ ،‬وم!ا زال‪ ،‬على تق ُّ!دم ه!ذه‬
‫ق!وة الص!ين المبطن!ة‪ّ .‬‬
‫الدبلوماسية العسكرية بشكل غير منظور‪ ،‬فالسفن المنتشرة في خليج عدن تعود من مهماته!!ا البحري!!ة إلى الص!!ين‬
‫‪.67‬‬
‫دائري يخولُها زيارة الموانئ المختلفة والقيام بأنشطة تدعم العالقات العامة‬
‫ّ!‬ ‫عبر مسار‬
‫‪-2‬التراجع األمريكي مقابل تصاعد النفوذ الصيني في جنوب شرق أسيا ‪:‬‬
‫أمس ! !!ت الوالي! !!ات المتح ! !!دة األمريكي ! !!ة تتخ ! !!وف بش ! !!كل كب! !!ير من معطي! !!ات التغلغ! !!ل الص ! !!يني في ه ! !!ذه منطق ! !!ة ‪،‬‬
‫فاإلعج!!اب ال!!ذي تح!!وز! علي!!ه الص!!ين ل!!دى دول المنطق!!ة ت!!رجم الى تعمي!!ق للعالق!!ات االقتص!!ادية و ارتف!!اع نس!!بة‬
‫التع!!امالت التجاري!!ة و المالي!!ة ‪ ،‬بحيث تعت!!بر! الص!!ين حالي!!ا ث!!اني اقتص!!اد! في الع!!الم بفض!!ل س!!رعة توس!!عها! الكب!!يرة‬
‫المقدرة ب‪ %10-9‬سنويا! منذ ‪،1970‬و هي وتيرة تمكنه من تجاوز االقتصاد األمريكي لعام ‪.2030‬‬
‫و ذل!!ك باحتالله!!ا المراك!!ز األولى ك!!أكبر مص!!در و مس!!تورد! في المس!!تقبل الق!!ريب ‪،‬و أك!!بر م!!الكي احتي!!اطي! النق!!د‬
‫‪.68‬‬
‫األجنبي ‪،‬و أكبر دائن و مقرض للدول النامية بنسبة تفوق نسبة البنك العالمي‬
‫ع !!رفت ه !!ذه المنطق !!ة تجاذب !!ات نزاعي !!ة و أخ !!رى تعاوني !!ة ح !!تى وص !!لت إلى الش !!كل اإلقليمي ال !!تي يي علي !!ه اآلن‬
‫لفهم التغلغل الصيني في المنطق!ة‪ ،‬يجب معرف!ة الظ!روف ال!تي م!رت به!ا و العوام!ل ال!تي س!اعدت على اختراقه!ا!‬
‫من قبل النفوذ الصيني في مقابل تراجع نظيره األمريكي!‬
‫أ‪- /‬األزمة المالية اآلسيوية وبداية التعاون ‪1997:‬‬
‫عصفت بكثير من دول آسيا في بداية صيف عام ‪ ،1997‬وأثارت المخ!!اوف من االنهي!!ار! االقتص!!ادي! في جمي!!ع‬
‫أنح!!اء الع!!الم أو الع!!دوى المالي!!ة كم!!ا يش!!ار إليه!!ا ع!!ادة باس!!م أزم!!ة العمالت في ش!!رق آس!!يا أو محلي!!ا باس!!م أزم!!ة‬
‫صندوق النقد الدولي‪.69‬‬

‫فالفترة التي نشأت بها األزمة األس!يوية ك!انت تش!هد نم!وا مس!تمر من ج!انب دول ش!رق أس!يا و أرص!دة هائل!ة من‬
‫العمالت األجنبية نتيج!ة االنفت!اح التج!اري ال!ذي ش!اهدته ه!ذه ال!دول واالعتم!اد بش!كل أساس!ي على الص!ادرات في‬
‫دعم مس !!تويات! النم!!!و به !!ا‪ ،‬وق! !د! تعرض!!!ت قطاع!!!ات الص !!ادرات في ه !!ذه ال !!دول له !!زه ش !!ديدة أض !!عفت من ق!!!درة‬
‫المنافسة لبضائع هذه الدول‪..‬‬
‫بحيث ك !!انت سياس !!ة االقتص !!اد! الرأس !!مالي الح !!ر متبع !!ة في المنطق !!ة‪ ،‬قائم !!ة على تخفي !!ف القي !!ود والق !!وانين على‬
‫رؤوس! األم!!وال وتش!!جيع! االس!!تثمار! الخ!!ارجي والحف!!اظ على مع!!دالت الفائ!!دة الداخلي!!ة العالي!!ة من اج!!ل اس!!تيعاب‬
‫اس !!تثمار! المحاف! !ظ! ورأس !!مال البن !!وك‪ ،‬وخفض قيم !!ة العمل !!ة المحلي !!ة مقاب !!ل ال !!دوالر من أج !!ل طمأن !!ة المس !!تثمرين‬
‫األج!!انب من مخ!!اطر! العمل!!ة‪ .‬ولكن تواف!!ق ه!!ذا االنفت!!اح الرأس!!مالي م!!ع المش!!كالت المتواج!!دة بالفع!!ل في ك!!ل دول!!ة‬
‫في المنطق!!ة األس!!يوية على ح!!دة‪ ،‬مث!!ل الفس!!اد في تايالن!!د‪ ،‬والمحس!!وبية في اندونيس!!يا‪ ،‬وض!!عف القط!!اع الم!!الي في‬
‫‪.70‬‬
‫كوريا! الجنوبية مما أصبح بداية النهاية لهذا التوسع االقتصادي‬
‫بدأت األزمة في تايالند مع االنهيار! المالي للبات التايالندي الناجم عن قرار الحكومة التايالندية بتع!!ويم! الب!!ات‪،‬‬
‫وقط!!ع رب!!ط عملته!!ا بال!!دوالر‪ !،‬بع!!د جه!!ود ش!!املة لتق!!ديم ال!!دعم له!!ا في مواجه!!ة اإلف!!راط الم!!الي الح!!اد ‪ ،‬كم!!ا ك!!انت‬
‫تايالن!د تواجه!ه عبء ال!ديون الخارجي!ة ال!تي جعلت البالد مفلس!ة فعلي!ا ح!تى قب!ل انهي!ار عملته!ا‪،‬فأرب!!اح ال!واردات‬
‫انخفضت بشكل حاد ‪،‬وتدفق! زائد لالستثمار! األجنبي‪ ،‬األمر الذي ساعد على إخفاء الض!!عف الهيكلي المتمث!!ل في‬
‫ع!!!دم مالئم!!!ة القواع!!!د البنكي!!!ة‪ ،‬وانع!!!دام الش!!!فافية وانتش!!!ار الفس!!!اد‪ ،‬وعج !!ز الم !!يزان التج !!اري‪ ،‬وارتف!!!اع مع!!!دالت‬
‫‪.71‬‬
‫الصرف! وانخفاض حجم الصادرات‬
‫ومن بين السياس!!ات ال!!تي س!!اعدت على إض!!عاف الهيك!!ل االقتص!!ادي! فيه!!ا ‪ ،‬ك!!انت تث!!بيت أس!!عار الص!!رف به!!دف‬
‫تحجيم التضخم بالرغم من أن معدالته لم تكن مرتفع!ة كث!يرا خالل الق!رن الماض!ي وم!ع ذل!ك فق!د ربطت تايالن!د‪،‬‬
‫على س!بيل المث!!ال‪،‬من!ذ ع!ام ‪ 1984‬س!!عر ص!!رف عملته!!ا المحلي!!ة بال!!دوالر! األم!ريكي‪ !،‬به!امش تذب!ذب ض!!يق ج!!دا‪،‬‬
‫حيث لم يتع!!د نقط!!تين في ك!!ل اتج!!اه‪ ،‬األم!!ر ال!!ذي نتج عن!!ه تش!!جيع المس!!تثمرين على االق!!تراض بالعمل!!ة األجنبي!!ة‪،‬‬
‫‪.72‬‬
‫ومن ثم زيادة الدين األجنبى*‬
‫ثم ب!!دأت األزم!!ة في االش!!تعال‪ ،‬ب!!ل واالنتق!!ال لل!!دول األرب!!ع المج!!اورة (ماليزي!!ا‪ ،‬الفيلي!!بين‪ ،‬كوري!!ا وإ ندونيس!!يا)‪،‬‬
‫ف!!تراجعت عمل!!ة الب!!ات التايالندي!!ة ‪ ،‬ص!!حبها تراج!!ع ب!!اقي العمالت األس!!يوية مث!!ل الروبي!!ة االندونيس!!ية وال!!وون‬
‫الك!!وري الجن!!وبي و ال!!رينغيت س!!اك الم!!اليزي لي!!ؤدي ه!!ذا إلى انهي!!ار أس!!واق الم!!ال األس!!يوية وتأخ!!ذ األزم!!ة ش!!كال‬
‫عالميا انهار على أثرها سعر برميل النفط ليص!!ل إلى ‪ 8‬دوالر! في نهاي!!ات ع!ام ‪ 1998‬وه!و م!ا أدى إلى ح!دوث‬
‫أزمة أخرى بين الدول المصدرة للنفط في منظمة أوبك‪.73‬‬
‫ب‪ - /‬اإلستراتيجية الصينية خالل األزمة ‪:‬‬
‫بالنسبة للصين ‪ ،‬يعد العام ‪ 1997‬نقطة تحول في تاريخ عالقاتها اآلسيانية‪،‬فعلى‬
‫الرغم من صعوباتها المالية الخاصة‪ ،‬قاومت الصين الضغوط التي تعرضت لها لرفع قيمة‬
‫الرنيمنبي وقدمت مساعدات تزيد قيمتها على ‪ 4‬تريليون دوالر أمريكي وقامت بجهود أخرى لمساعدة دول‬
‫جنوب شرق! آسيا على التعافي! من األزمة المالية اآلسيوية ‪ 1997‬في تايالند وانتشرت في مناطق جنوب‬
‫شرق آسيا والشرق األقصى‪.74‬‬
‫فم !!ع بداي !!ة األزم !!ة المالي !!ة اآلس !!يوية‪ ،‬واجهت الص!!!ين االقتص !!اد الع !!المي من موق !!ع الق !!وة النس!!!بية‪ ،‬حيت ك !!انت‬
‫نش ! !!طة في تعبئ ! !!ة الم! ! !وارد‪ ،‬متج ! !!اوزة ب ! !!ذلك اآللي ! !!ات العادي ! !!ة لص ! !!ندوق النق ! !!د ال ! !!دولي لالنتش ! !!ار في ح ! !!زم ال ! !!دعم‬
‫لالقتصاديات اآلسيوية المحاصرة‪ ،‬و شاركت في حزمة الدعم لتايالند و اندونيسيا‪.‬‬
‫وج!!اءت المس!!اهمة الرئيس!!ية للص!!ين في ع!!دم تخفيض قيم!!ة عملته!!ا مقص!!ودة ‪ ،‬وبالت!!الي تعم!!د االحتف!!اظ بمركزه!ا!‬
‫التنافس!!ي حي!!ال ال!!دول األس!!يوية المج!!اورة له!!ا من ال!!ذين تم تخفيض قيم!!ة عملتهم ‪،‬فخط!!ر تخفيض قيم!!ة العمل!!ة‬
‫الص !!ينية ك !!ان قوي !!ا بش !!كل خ !!اص‪ .‬فبص !!رف النظ !!ر عن هون !!غ كون !!غ‪ ،‬وض !!عت األزم !!ة ض !!غطا على االقتص !!اد!‬
‫الص! !!يني لك! !!ون خفض قيم! !!ة العمل! !!ة ليس في مص! !!لحتها! ‪ ،‬بحيث تجلى الض! !!غط كب! !!ير على ص! !!ادراتها م! !!ع‬
‫استمرار! الفائض الكبير‪ ،‬بس!!بب ارتف!!اع العمل!ة نس!بيا ‪ ،75‬ك!!ون االس!تجابة الطبيعي!!ة لمث!ل هك!ذا ظ!!روف تتمث!ل في‬
‫تفيض قيمة عملة اليوان من أجل تحفيز الص!!ادرات ‪ ،‬و ه!!و م!ا ك!!ان س!!يزعزع االس!!تقرار في المنطق!ة ك!ون ه!ذا‬
‫الس!!لوك يف!!رض على ال!!دول األس!!يوية األخ!!رى المنه!!ارة ال!!ذخول في جول!!ة جدي!!دة من تخفيض العمل!!ة للتقلي!!ل من‬
‫األضرار! الكبيرة ‪.76‬‬

‫وهو ما تم التصريح به في أكثر من مناسبة من قبل المسؤولين الصينيين لطمأنة األسيويين و قدمت مساعدات‬
‫مالية بقيمة ‪1‬مليار دوالر إلندونيسيا ‪ ،‬و مثلها لتايالند‪.77‬‬
‫و هو ما أتاح الفرصة للتواجد! الصيني في جنوب شرق أسيا كمساعد للخروج من هذه األزمة ‪ ،‬حيث حضرت‬
‫الص!!ين أول قم!!ة لآلس!!يان‪ 3+‬في كوااللمب!!ور‪ ،‬عاص!!مة ماليزي!!ا‪ .‬وخالل االجتم!!اع‪ ،‬توص !ل! الزعم!!اء إلى االتف!!اق‬
‫حول مستقبل شرقي! آسيا في القرن الحادي والعشرين وألقى الرئيس الصيني آن!!ذاك جي!انغ تس!!ه مين خطاب!!ا هام!!ا‬
‫حم!!ل عن!!وان ‪ :‬لنتك!!اتف في التع!!اون وبن!!اء مس!!تقبل س!!وية‪ ،‬اس!!تعرض في!!ه التغ!!يرات واالنج!!ازات! في بل!!دان ش!!رقي‬
‫آسيا خالل العقود الثالثة الماضية‪.78‬‬
‫وفي ‪ 28‬نوفمبر! عام ‪ ،1999‬كان مؤتمر القمة غير الرسمية لالسيان ‪: 3+‬الصين والياب!!ان وجمهوري!!ة كوري!ا! ‪،‬‬
‫و ال !!ذي عق !!د في مرك !!ز م !!انيال ال !!دولي‪ .‬في ه !!ذا االجتم !!اع‪ ،‬حيث ب !!رز التف !!اؤل نح !!و ق !!رن جدي !!د لتعزي!!ز! التف !!اهم‬
‫المتبادل والثقة والتعاون‪،‬مع التركيز! على مايلي ‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة تركيز محور التعاون شرق! آسيا على المجاالت االقتصادية والمالية والعلمية والتكنولوجية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزي !ز! التنس!!يق! والتع!!اون في المج!!ال الم!!الي في ش!!رق آس!!يا من خالل آلي!!ات الح!!وار المختلف!!ة‪ ،‬بم!!ا في ذلك‬
‫‪ 3+10‬آلي!!!ة الح!!!وار بين ق!!!ادة البن!!!ك المرك!!!زي! المالي!!!ة بمب!!!ادرة من الص !!ين‪ .‬كم !!ا ن !!اقش االجتم!!!اع م!!!ا إذا ك!!!ان‬
‫صندوق النقد اآلسيوي! أمرا ضروريا‪ ،‬ودعم الكفاح ضد االنفصالية ضد إندونيسيا!‪.79‬‬
‫ما أسفر في وقت الحق عن تشكيل شراكة تقوم على حسن الجوار والثقة المتبادلة بين الجانبين‪ ،2‬اثر دعوة‬
‫لحضور! قمة اآلسيان في كوااللمبور كما وقع الجانبان في عام‪ ،2002‬في إطار عمل مبدئي لبناء منطقة‬
‫تجارة حرة التي دخلت حيز التنفيذ في ‪ .2010‬مقابل تقاعس الواليات المتحدة عن المساعدة‪.80‬‬
‫و بالتالي ‪ ،‬فقد احتوت عناصر اإلستراتيجية الصينية بعض المكونات غير االقتصادية األخرى غير اقتصادية‬
‫‪ ،‬أبرزها! التركيز على ال!دول ذات العالق!ة المض!طربة م!ع الوالي!ات المتح!دة‪ ،‬مث!ل الفل!بين وكمبودي!ا‪ ،‬فق!د ع!ززت‬
‫الص!!ين عالقاته!!ا م!!ع رئيس ال!!وزراء الكمب!!ودي "ه!!ون ش!!ين" ب!!التزامن م!!ع ت!!دهور عالقات!!ه م!!ع واش!!نطن‪ ،‬وتتب!!ع‬
‫الصين أمرا مشابها خارج آسيا مثل عالقتها بالسودان وفنزويال وأوزبكستان‪.‬‬
‫و هي تتب!!ع ‪ -‬في س!!بيل تحوي!!ل دف!!ة النف!!وذ في منطق!!ة جن!!وب ش!!رق آس!!يا بعي!!دا عن أمريك!!ا‪ -‬مب!!دأ مش!!ابها لمب!!دأ‬
‫"مونرو" الذي تتبعه الواليات المتحدة في أمريكا الشمالية في إطار محيطها اإلقليمي‪.‬‬
‫و اغتنمت ت !!اريخ ‪ 1997‬الس!!!تخدام بعض تطبيق!!!ات الق!!!وة الناعم !!ة‪ ،‬حيث دش !!نت م !!ا ع !!رف باس!!!م (إس !!تراتيجية‬
‫"توزيع! المكاس!!ب "‪ )"win –win strategy‬في سياس!تها! الخارجي!!ة‪ ،‬وأعلنت أنه!ا ت!!رغب ع!!بر ذل!!ك إلى االس!!تماع‬
‫لل!!دول األخ!!رى بمنطق!!ة جن!!وب ش!!رقي آس!!يا‪ ،‬واتخ!!ذت مب!!ادرات حقيقي!!ة ب!!التوقيع على اتفاقي!!ة "ص!!داقة" م!!ع دول‬
‫شرق آسيا‪ ،‬كما ألزمت نفسها بالعمل على إيجاد طريقة للتعامل المرن في منطقة بحر الصين الجنوبي‪.‬‬
‫وبينما! رأت واشنطن أن تلك اإلستراتيجية ال تحترم الس!يادة وتتخ!!ذ منحى عقابي!!ا تج!!اه منطق!!ة جن!!وب ش!رق! آس!يا‪،‬‬
‫إال أن!!ه من الناحي!!ة الواقعي!!ة لم توق!!ع الوالي!!ات المتح!!دة اتفاقي!!ة للص!!داقة ولم تل! ِ!غ العدي!!د من العقوب!!ات على منطق!!ة‬
‫جنوب شرق! آسيا‪.‬‬
‫و اس !!تكماال لل !!دفع بقوته !!ا المرن !!ة في جن !!وب ش !!رقي آس !!يا‪ ،‬إذ يف !!وق ال !!دعم ال !!ذي تقدم !!ه بكين إلى الفل !!بين أرب !!ع‬
‫أضعاف! حجم المساعدة األمريكية لها في ‪ ،2003‬وتفوق! نظيرتها! األمريكية في "الوس" بثالثة أضعاف في ع!!ام‬
‫‪ ،2002‬وتس !!اوت المس !!اعدة الص !!ينية م !!ع األمريكي !!ة لدول !!ة إندونيس !!يا‪ ،‬لكنه !!ا تف !!وقت عليه !!ا في تنوعه !!ا وتش !!عب‬
‫اتجاهاتها‪.‬‬
‫ويمكن القول إن!ه من!ذ نهاي!ة تس!عينيات الق!رن الماض!ي ك!ان لبكين مس!اعدات أفض!ل تبتع!د عن األه!داف السياس!ية‪،‬‬
‫وتش!!مل تش!!جيع الش!!ركات الص!!ينية لالس!!تثمار في الخ!!ارج‪ ،‬ودعم الف!!اعلين السياس!!يين‪ ،‬وتقلي!!ل المخ!!اوف من نم!!و‬
‫االقتصاد الص!يني‪ ،‬فق!د اس!تخدمت المس!اعدات الص!ينية المقدم!ة إلى تايالن!د لج!ذب السياس!يين التايالن!ديين للدراس!ة‬
‫في الص !!ين‪ ،‬كم !!ا اش !!ترت الص !!ين منتج !!ات إلرض !!اء الم !!زارعين التايالن !!ديين ال !!ذين أعرب !!وا عن قلقهم من ت !!أثير‬
‫التجارة مع الصين‪ ،‬وهو ما بدا أنموذجا واضحا في توظيف! القوة الناعمة‪.81‬‬

‫بي!!د أن اآلس!!يان ككتل!!ة ت!!درك التح!!ديات ال!!تي تواجهه!!ا المرتبط!!ة أساس!!ا بكيفي!!ة إنض!!اج ه!!ذا التكت!!ل االقتص!!ادي في‬
‫مواجه!!ة ت!!داعيات العولم!!ة ‪،‬ومجابه!!ة مص!!الح الكت!!ل السياس!!ية واالقتص!!ادية‪ ،‬ال!!تي تح!!اول اخ!!تراق ق!!ارة آس!!يا ‪ ،‬وت!!رجم‬
‫هذه الهواجس رئيس ال!وزراء الم!اليزي عب!دا هلل أحم!د ب!دوي ال!ذي دع!ا إلى بن!اء عالق!ات اقتص!ادية بين دول المنطق!ة‬
‫ومحارب!!ة س!!لبيات العولم!!ة فمب!!ادئ االنفت!!اح االقتص!!ادي والتع!!اون التج!!اري تحم!!ل في طياته!!ا عناص!!ر مظلم!!ة في‬
‫العولمة‪،‬و ل!!ذلك وجب مواجهته!!ا من خالل االتح!!اد والتجم!!ع اقتص!!اديا كإنش!!اء س!!كرتارية تختص ب!!دعم العالق!!ات‬
‫التجارية بين دول تجمع جنوب شرق آسيا‬
‫كم!!ا ت!!درك من ناحي!!ة أخ!!رى ‪،‬تح!!دي التن!!افس ال!!دولي باتج!!اه اآلس!!يان وال!!دخول! معه!!ا كش!!ريك ‪ ،‬ممثال أساس!!ا في‬
‫التنافس الصيني الياب!اني ‪ ،‬وعلي!ه فاآلس!يان لم تحركه!ا! مص!الح اآلخ!رين ب!ل أن مص!الحها اإلقليمي!ة وض!عتها في‬
‫إستراتيجية ليتم التحرك بموجبها! في مواجهة القوى التي تح!!اول خل!!ق جس!ور معه!ا لمجابه!!ة ق!وى! أخ!رى ‪،‬و لكن‬
‫في الوقت نفسه ‪ ،‬ال تريد خسارة أي من الطرفين بل حاولت الرابطة أن تق!!ف في وس!!ط الم!!يزان لتت!!وزع! الياب!!ان‬
‫والصين على طرف الميزان‪.82‬‬
‫و من جهة أخرى يظهر احتمال نشوء كتلة أوراسية صينية‪ -‬روسية وهو مشروع س!!بق وأن طرح!!ه بريم!!اكوف‬
‫وهن!اك مؤش!رات على مث!ل ه!ذا التوج!ه تتمث!ل في تص!فيات الص!ين وروس!يا! االتحادي!ة لكاف!ة مش!كالتهما الحدودي!ة‬
‫وجه!!ود! ال!!دولتين في مج!!ال مكافح!!ة اإلره!!اب والحرك!!ات االنفص!!الية الداخلي!!ة وق!!د انعكس ه!!ذا في إنش!!اء منظم!!ة‬
‫ش!!انغهاى! للتع!!اون‪ .‬فاله!!دف الص!!يني –الروس!!ي من إنش!!اء المنظم!!ة بج!!انب تس!!وية مش!!كالت الح!!دود ه!!و محاول!!ة‬
‫إيج!!اد نظ!!ام! إقليمي أم!!نى في المنطق!!ة ال تق!!وم الوالي!!ات المتح!!دة ب!!دور في!!ه‪ ،‬كاحتم!!ال م!!رجح بنس!!بة كب!!يرة مقاب!!ل‬
‫ضآلة احتمالي التحالف الصيني الهندي ‪ ،‬و الصيني الياباني‪. 83‬‬

‫‪:‬بعض المراجع‬

‫‪1-Bertrand ATEBA . IS THE RISE OF CHINA A SECURITY THREAT? Polis /‬‬


‫‪R.C.S.P. / C.P.S.R. Vol. 9, Numéro Spécial, 2002 ,P22‬‬

‫‪3- Samuel P. Huntington, DEMOCRACY'S THIRD WAVE, Journal of Democracy,‬‬


‫‪www.ou.edu/uschina/.../Huntington.91.Demo.3rd‬‬

‫حنان قنديل ‪،‬الصين إشكالية التوازن فى مواجهة التناقضات ‪ -‬الصين ‪ ..‬نموذج جديد للقوة الصاعدة ‪4-،‬‬
‫السياسة الدولية ‪ ،‬العدد يونيو! ‪2008‬‬

‫‪www.ahramdigital.org.eg/articles.aspx?Serial...eid...‬‬
‫‪5- John J. Mearsheimer, Can China Rise Peacefully ?,the national interest magazin ,‬‬
‫‪April 8, 2014‬‬
‫‪nationalinterest.org/.../can-china-rise-peacefully-1020..‬‬
‫‪6- John Mearsheimer, Why China’s Rise Will Not Be Peaceful, September 17, 2004‬‬
‫‪www.foreignaffairs.com/.../will-chinas-rise-lead-to-w..‬‬
‫‪7-Rosecrance, Richard. The Rise of the Trading State. Basic Books Inc. New York,‬‬
‫‪1999‬‬

‫‪8-Clifton, Joseph K., "Disputed Theory and Security Policy: Responding to the Rise of‬‬
‫‪China" ,APRIL/ 25/ 2011 . CMC Senior Theses. Paper 141.‬‬
‫‪http://scholarship .claremont.edu/cmc_theses/141‬‬
‫‪9-Jiang YE, Will China be a “Threat” to Its Neighbors and the World in‬‬
‫‪the Twenty First Century?, http://www.cia.gov/cia/publications/factbook/geos/ch.html‬‬

‫‪10-Antoine Bondaz, L’Asie du Sud-Est, proxy de compétition sino-américaine,‬‬


‫‪Dynamiques‬‬
‫‪Internationales ISSN 2105-2646, Numéro 9 avril 2014,‬‬
‫‪-11‬عبد الكريم صالح المحسن‪،‬الصعود! السلمي والتوازن! السياسي في الصين‪،‬مجلة سطور! ـمن الموقع!‬
‫االلكتروني ‪:‬‬
‫‪12- Zheng Bijian , China's "Peaceful Rise" to Great-Power Status, foreign affairs‬‬
‫‪magazin , September/October 2005 ,p21.‬‬
‫‪14-Jusuf Wanandi, THE PEACEFUL RISE OF CHINA : AND IT’S IMPLICATIONS‬‬
‫‪FOR EAST ASIA, The Mongolian Journal of International Affairs, Number 11, 2004.‬‬

‫البحث الرابع‪:‬السياسة الخارجية الروسية ‪ :‬المحددات ‪ ،‬األهداف ‪ ،‬التوجهات‬

‫‪:‬أهداف السياسة الخارجية الروسية‬

‫اعادة ضبط الدور الروسي على الساحة الدولية من أجل ضمان احترام مصالحها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اعتبار النظام الدولي نظام متعدد األقطاب ‪ ،‬و العمل على أساس هذه الفكرة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫واقعية السياسة الخارجية الروسية‪ :‬اذ تعتبر أن البيئة الدولية هي بيئة تنافسية ‪ ،‬األمر الذي يف!!رض‬ ‫‪-3‬‬
‫التح!!رك الف!!ردي و المس!!تقل لروس!!يا! معتم!!دة على نفس!!ها (فك!!رة الع!!ون ال!!ذاتي لكي!!نيث وال!!تز )‪ ،‬و ه!!و‬
‫األم! !!ر ال! !!ذي يوض! !!ح اتج! !!اه موس! !!كو الى االس! !!ثثمار! في تط! !!وير دوائ! !!ر البيئ! !!ة الخارجي! !!ة القريب! !!ة و‬
‫البعيدة ‪.‬‬
‫ت !!أمين المج !!ال الحي !!وي الروس !!ي أو م !!ا يع !!رف بالبيئ !!ة الخارجي !!ة المحيط !!ة بالجغرافي !!ة الروس !!ية من‬ ‫‪-4‬‬
‫خالل درء خط ! !!ر التوس ! !!ع الغ ! !!ربي ‪ ،‬و تحدي ! !!دا مواجه ! !!ة زح ! !!ف حل ! !!ف الن ! !!اتو في منطق ! !!ة أوروب ! !!ا‬
‫الش!!رقية ‪ ،‬و تعزي!!ز دوره !ا! في التقري!!ر ال!!دولي في القض!!ايا الدولي!!ة على مس!!توى! المؤسس!!ات(األمم‬
‫المتحدة و مجلس األمن) و على مستوى! العمليات االجرائية (التدخل في القضية السورية مثال)‪.1‬‬
‫فقد رفضت روسيا! رفضا! قاطع!ا! أن يتم نش!!ر عناص!!ر ل!!درع الص!!واريخ في اقليم بولن!!دا و جمهوري!!ة‬
‫التشيك من قبل الواليات المتحدة األمريكية ‪.2‬‬
‫تعميق عالقات روسيا مع حلفائها لصد تمدد أمريكا والدول! الغربية التي تسعى باستمرار! إلى تهديد‬ ‫‪-5‬‬
‫األمن الروسي! عير إثارة األزمات ودعم الحروب الدائرة قرب الحدود الروسية‪.3‬‬
‫!تراتيجيا! له!ا‬
‫ً‬ ‫سعي روسيا! إلى الهيمنة على األق!اليم المج!اورة في أس!يا الوس!طى ال!تي تعت!بر! عمقً!ا إس‬ ‫‪-6‬‬
‫ومنع أي تدخالت خارجية فيها‪ ،‬بحيث يتم التعامل معها كمنطقة أمن إستراتيجي! روسي‪ ،‬وهو ما‬
‫يظهر من خالل ربط هذه الدول بمعاهدة الكومنولث و توقي!ع! بعض االتفاقي!ات السياس!ية والعس!كرية‬
‫بينه !!ا وب !!ني ال !!دول المج !!اورة‪ ،‬وتش !!كيل قي !!ادة عس !!كرية مش !!تركة‪ ،‬وتوقي !ع! إتفاقي !!ة رس !!مية ترب !!ط بين‬
‫القوات العسكرية لدول الكومنولث‪.4‬‬
‫محددات السياسة الخارجية الروسية‪:‬‬

‫‪:‬المحدد الجغرافي و المحدد الديمغرافي‬

‫تق!!!ع روس!!!يا ‪ ‬تمت!!!د روس!!!يا! على من!!!اطق شاس!!!عة ش!!!مال آس!!!يا وش !!رق أوروب !!ا‪ ،‬وله !!ا ح !!دود بري!!!ة بط!!!ول‬
‫‪ 20.241‬كلم م!!ع ‪ 15‬دولة تبل!!غ مس!!احتها ‪ 17,075,200‬كلم مربع ‪ ،‬و يمكن فهم الجغرافي!!ا السياس!!ية‬
‫لروس!!يا! في معرف!!ة أنه!!ا أرض مغلق!!ة‪ ،‬ألن وص!!ولها! إلى المي!!اه الدافئ!!ة ومع!!ابر! التج!!ارة العالمي!!ة‪ ،‬مره!!ون‬
‫ب!!المرور! بمم!!رات مالح!!ة تتحكم فيه!!ا ق!!وى! مختلف!!ة‪ ،‬و يت!!اح أم!!ام روس!!يا ثالث ط!!رق لبل!!وغ مي!!اه التج!!ارة‬
‫!رورا! بمض!يق! البس!فور ال!ذي تتحكم ب!ه تركي!ا ويس!هل إغالق!ه من ط!رف!‬ ‫العالمي!ة‪ :‬طري!ق البح!ر األس!ود م ً‬
‫!رورا بالمي!!اه الدنماركي!!ة وه!!ذا الث!!اني يس!!هل التحكم في!!ه‬
‫األت!!راك ‪ ،‬طري!!ق من م!!وانئ س!!انت بيترس!!بيرغ! م! ً‬
‫كذلك‪ ،‬طريق المتجم!د الش!مالي الطوي!ل ال!ذي يب!دأ من مورمانس!ك ويمت!د إلى م!ا بين ج!رين الن!د وآيس!لندا‬
‫‪5‬‬
‫والمملكة المتحدة‪.‬‬

‫كما تعرف روسيا‪ r‬بمساحاتها الشاسعة الصالحة للزراعة ‪ ،‬غير أنها تتركز‪ r‬في الجنوب الغربي ‪ ،‬وهذا ما‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬يجعل من الحدود الروسية مع أوكرانيا! والقوقاز وآسيا الوسطى! منطقة حيوية ومهمة للغاية‬

‫بالنس !!بة للعام !!ل ال !!ديموغرافي! أو الس !!كان فق !!د أص !!بحت روس !!يا! تع !!انى من تهدي !!د خط !!ير للغاي !!ة يتمث !!ل فى‬
‫االنكم!!اش الملح!!وظ فى متوس!ط! عم!!ر الف!!رد الروس!!ى‪ ،‬فق!!د أنح!!در ه!!ذا المتوس!!ط بمع!!دل عش!!ر س!!نوات أي‬
‫‪ 65‬عام !اً مقارن!!ة بمتوس !ط! عم!!ل الف!!رد فى ال!!دول األخ!!رى المتقدم!!ة خاص!!ة دول أوروب !ا! الغربي!!ة‪ ،‬وذل!!ك‬
‫نظراً لما يعانى منه نظام الصحة فى روس!!يا من فوض!!ى كب!!يرة أدى إلى زي!!ادة مع!!دل الوفي!!ات وانخف!!اض‬
‫معدل المواليد ‪.7‬‬
‫ووف!!ق تق!!ارير دائ!!رة اإلحص!!اءات الفيدرالي!!ة الروس!!ية تراج!!ع ع!!دد الموالي!!د في روس!!يا! ع!!ام ‪ 2017‬بنس!!بة‬
‫‪ ،%10.7‬أو ‪ 11.5‬مول!!ود! جدي!!د لك!!ل أل!!ف م!!واطن‪ ،‬وه!!و أدنى مس!!توى خالل العق!!د الماض!!ي‪ ،‬واس!!تمر‬
‫التراجع في عام ‪ ،2018‬حتى ‪ 10.9‬مول!ود جدي!د لك!ل أل!ف م!واطن‪ ،‬ولم يتحس!ن الوض!ع خالل النص!ف‬
‫األول من عام ‪ ،2019‬حيث تشير بيانات دائ!رة اإلحص!اء إلى انخف!!اض مع!!دل ال!والدات بنس!!بة ‪%8.14‬‬
‫مقارنةً بالنصف األول من العام الماضي ‪.2018‬‬

‫وفي! توقعاتها! الحالية المرفقة بمشروع الموازنة لفترة ‪ ،2022 - 2020‬تقول وزارة التنمية االقتصادية‬
‫إن ال !!تراجع الط !!بيعي! سيس !!تمر ح !!تى ‪ .2023‬وفي ع !!ام ‪ 2024‬س !!تتم مالحظ !!ة نم !!و ط !!بيعي على أع !!داد‬
‫الس!!كان و أن زي!!ادة أع!!داد الس!!كان خالل ‪ 2023 !- 2020‬س!!تكون بص!!ورة رئيس!!ية على حس!!اب زي!!ادة‬
‫الحظ نمو على أعداد السكان‪ ،‬بفضل ت!!دفق المه!!اجرين‬
‫سي َ‬‫تدفق! المهاجرين إلى روسيا‪ ،‬ومع عام ‪ُ 2024‬‬
‫‪8‬‬
‫وزيادة طبيعية‬

‫ناهيك عن البنية االجتماعية للسكان ‪،‬تعتبر روسيا دولة متعددة القوميات ب‪ 130‬جماعة عرقية أهمها ‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.‬الروسية بنسبة ‪ %80‬و التترية و األكرانية و البشكيرية و الجوفانية و الشيشانية و األرمينية‬
‫‪:‬المحدد العسكري‬
‫ع !!!رفت الق !!!وات العس! !!كرية الروس !!!ية خالل خمس! !!ة عش! !!رة س! !!نة األخ! !!يرة ال! !!تي تلت تفك !!!ك االتح! !!اد‬
‫الس !!وفيتي! انس !!حاب من األراض! !ي! ‪ ،‬وتخفيض في ع !!دد الق !!وى العامل !!ة حيث بل !!غ ع !!دد الجيش ‪5.2‬‬
‫ملي!!!ون س!!!نة ‪ ،1989‬ليص!!!ل الى ‪ 800.000‬في ‪ ،2016‬وفي مع !!داتها‪،‬حيث انخفض ع!!!دد الس!!!فن‬
‫إلى عش !!ر المتاح !!ة ع !!ام ‪، 1991‬وانخفض !!ت المق !!اتالت بنس !!بة ‪ ، %80‬و ب !!الرغم من التخفيض في‬
‫ترس ! !!انتها النووي ! !!ة االس ! !!تراتيجية إال أن روس ! !!يا بقيت تحت ! !!ل المرتب ! !!ة الثاني ! !!ة ‪ ،‬غ ! !!ير كف ! !!اءة قواته! ! !ا!‬
‫األرض !!ية‪ ،‬و الجوي !!ة والبحري !!ة ال يس !!مح له !!ا أن تق !!ارن م !!ع الق !!وات األمريكي !!ة‪ ،‬وه !!ذا م !!ا أدى إلى‬
‫تراج!!ع ثقله!!ا في األزم!!ات الدولي!!ة ‪،‬وتبنت روس!!يا من أج!!ل إع!!ادة الت!!وازن االس!!تراتيجي م!!ع الغ!!رب‬
‫وأمريك !ا! عقائ !!د عس !!كرية جدي !!دة‪ ،‬اس !!تجابة للمتطلب !!ات األمني !!ة والتهدي !!دات! ال !!تي تح !!دق به !!ا في ك !!ل‬
‫مرحلة من المراحل التي مرت بها‪ .‬فمنذ ‪ 1992‬إلى ‪ 2016‬طورت روسيا! أربعة عقائ!!د عس!!كرية‬
‫تم ص ! !!ياغتها وف ! !!ق المتغ ! !!يرات الداخلي ! !!ة والتط ! !!ورات الجيوسياس ! !!ية واإلس ! !!تراتيجية المحيط ! !!ة به ! !!ا‪،‬‬
‫تضمنت التهديدات حلف الناتو‪ ،‬لدرجة أنه أصبحت تنظر إلي!!ه كع!!دو فعلي وليس كش!!ريك مقل!!ق كم!!ا‬
‫ك !!ان في حقب !!ة التس !!عينات من الق !!رن العش !!رين‪ ،7‬ويع !!ود ذل !!ك إلى وص !!ول! مرتكزات !!ه العس !!كرية إلى‬
‫الحدود الروسية مباشرة و تكتمل عملية التطويق الجيوبوليتكي!ة الش!املة لروس!يا! بع!د أن نش!ر الحل!ف‬
‫قواع!!ده في الخليج وأفغانس!!تان والع!!راق! وجمهوري!!ات آس!!يا الوس!!طى‪ ،‬اض!!افة الى قواع!!ده الموج!!ودة‬
‫في دول ش!!رق أوروب!!ا‪ ،‬وعندئ!!ذ لن يك!!ون لروس!!يا أي دور! في مجاله!!ا الحي!!وي الق!!ريب خاص!!ة بع!!د‬
‫قي!!ام حل!!ف الن!!اتو بنش!!ر ال!!درع الص!!اروخي! المض!!اد للص!!واريخ في بعض دول أوروب!!ا الش!!رقية ال!!تي‬
‫انضمت إليه‪ ،‬و نشر ردارات متطورة جدا في تشيكيا وبطاريات مضادة للصواريخ في بولندا ‪.10‬‬
‫و ه!!!و م!!!ا ي!!!ؤدي! الى اختالل الت!!!وازن االس!!!تراتيجي! الن!!!ووي الع !!المي و فق !!دان روس !!يا الق!!!درة على‬
‫التس!!!ديد بالض!!!ربة النووي!!!ة الثاني!!!ة االنتقامي!!!ة الثأري!!!ة‪،‬خاص !!ة أن مش !!روع ه !!ذا ال !!درع الص!!!اروخي‬
‫يتض!!من أيض!!ا عس!!كرة الفض!!اء بع!!دد كب!!ير من األقم!!ار! الص!!ناعية الق!!ادرة على اكتش!!اف الص!!واريخ‬
‫الروسية سواء المنطلقة من الغواصات أو القواعد البرية المتحركة وتدميرها! ‪.11‬‬

‫البرنامج التحديثى االصالحي للقطاع العسكري الروسي‪:‬‬


‫من!!ذ ع!!ام ‪ 2000‬تغ!!يرت أوض!!اع روس!!يا! الداخلي!!ة منه!!ا والخارجي!!ة اس!!تطاعت اس!!تعادة دوره!!ا ومكانته!!ا‬
‫الدولي!!ة معتم!!دة على اإلمكان!!ات ال!!تي تمتلكه!!ا‪ ،‬وب!!دأت روس!!يا بإتخ!!اذ سياس!!ة خارجي!!ة ذات نط!!اق واقعي!‬
‫وعملي يمث !!ل الرؤي !!ة الجدي !!دة لالس !!تراتيجيات! الخارجي !!ة الروس !!ية‪ ،‬أو بمع !!نى أخ !!ر التح !!ول من الص !!بغة‬
‫االيديولوجية الى سياسة وطنية براغماتية قائمة على رأسمالية الدولة و رفض االستغالل األمريكي! ‪.‬‬
‫و قد ش!!كلت العق!ود الثالث األخ!يرة مرحل!!ة جدي!دة في إع!ادة رس!م خريط!ة النظ!!ام ال!!دولي ال!!ذي تتص!ارع!‬
‫في!!ه ال!!دول العظمى على قي!!ادة النظ!!ام ال!!دولي‪ ،‬بع!!د أن ك!!انت أمريك!!ا هي الق!!وى العظمى! الوحي!!دة المهيمن!!ة‬
‫على قيادة العالم حيث برزت محاوال روسيا! لتغيير القطبية األحادية‬
‫حيث تن! !!اولت وثيق! !!ة اإلس! !!تراتيجية لألمن الق! !!ومي الروس ! !ي! لع! !!ام ‪ ،2000‬وال! !!تي ص! !!ادق! عليه! !!ا ال! !!رئيس‬
‫الروس! !ي! ‪ 10/1/2000‬تض !!منت العم !!ل على الحماي !!ة الكامل !!ة للدول !!ة الروس !!ية من أي تهدي !!دات س !!واء‬
‫كانت داخلية أم خارجية‪ ،‬والتركيز! على حماية األمن القومي الروس!!ي‪ ،‬و المص!!الح الروس!ية في الع!الم‬
‫ووجوب! عودة النظام! الدولي إلى نظام متعدد األقطاب‪.12‬‬
‫تعبر الوثيقة االستراتيجية لألمن القومي الروسي! عن برنامج اصالحي ساهم بشكل كبير في نق!!ل روس!!يا‬
‫من الوضع العسكري المنهار في اعقاب الحرب الباردة و خطر تفكك الدول!!ة في ظ!!ل الفوض!!ى و الفس!!اد‬
‫والعج!!ز في أداء الوظ!!ائف السياس!!ية و العس!!كرية و االقتص!!ادية الداخلي!!ة كمواجه!!ة الحرك!!ات االنفص!!الية‬
‫( التمرد في الشيشان) وانهيار العملة في عهد الرئيس يلتسن‪،‬و رضوخ! روسيا! للتوسع الناتو في الشرق‬
‫في ‪،1998‬و بالت!!!الي تمح!!!ور! دور ه!!!ذا البرن!!!امج في العم!!!ل على اس !!تعادة روس !!يا ل !!دورها الع!!!المي بع!!!د‬
‫انقادها من االنهيار! الداخلي‪.13‬‬
‫بدأ برنامج التحديث العسكري! في عه!د ب!وتين في ‪ ،2000‬و دخ!ل ح!يز التنفي!د في ‪ 2008‬بس!بب ض!عف‬
‫األداء العس!!كري! الروس!!ي أثن!!اء أزم!!ة جورجي!!ا‪ !،‬ال س!!يما فيم!!ا يتعل!!ق في التق!!دم التكنول!!وجي‪ ،‬و ق!!د أقــرت‬
‫وثيقــة العـام ‪ 2000،‬والوثـائق الالحقـة حـق روسـيا! في تطـوير! قــدراتها العســكرية التقليدية وغير التقليدية‬
‫بم! !!ا يتناسـب مـع طبيعـة التهديـدات ‪ ،‬وقـد شملـت عمليـة التطـوير صـنوف القـوات البريـة والجويـة‬
‫والبحري!!ة والص!!واريخ س!!واء ك!!انت هجومي!!ة ام دفاعي!!ة‪ ،‬حيث أدخلت روس!!يا أجي!!اال جدي!!دة من الـدبابات‬
‫والمـدرعات الصـغيرة الحجـم والسـريعة قـادرة علــى الوصول إلى من!اطق االزم!ات مث!ل دباب!ات ‪، T90‬‬
‫ومدرعـة ‪ ، BMB3‬والـدبابات! المتوقعـة لل!!دخول في الخدم!!ة مس!!تقبال مت!!ل ‪ ، T94-T92‬و جوي!!ا تم‬
‫تجهيـز الجـيش الروسـي بطـائرات حديثة مث!ل س!اخوي! ‪، 35‬مي!!غ ‪، 35‬أض!!افة لط!ائرة مي!غ ‪ ، 29‬وبحريــا‬
‫تم تزويــد! االســطول الروســي ب ـ ‪ 6‬ح !!امالت ط !!ائرات‪ ،‬و‪ 8‬غواص !!ات تعم !!ل ً بالطاق !!ة النووي !!ة‪ ،‬ام !!ا في‬
‫مج!!!ال الص!!!واريخ فق!!!د تم تجه!!!يز الق!!!وة الص!!!اروخية الروس!!!ية بأجي !!ال جديـدة مـن الصـواريخ البالسـتية‬
‫الهجوميـة بعيـدة المـدى مـن طـراز! تويـول‪ -‬م‪ -‬أراس ‪ 24‬الـذي يحمـل رؤوس أطلقـت عليـه روسـيا ‪12‬‬
‫‪.14‬‬
‫م‪ ، 2‬وهـو نظام دفاعي اعتبرته روسيا! قادر! على تدمير! مفردات الدرع الصاروخي! االمريكي بدقة‬

‫ميكانيزمات التحديث العسكري الروسي ‪:‬‬

‫تض! ! !!منت الوثيق! ! !!ة العس! ! !!كرية لع! ! !!ام ‪ ،2010‬و ال! ! !!تي تم تح! ! !!ديثها في ‪ ،2014‬ميكانيزم! ! !!ات التح! ! !!ديث و‬
‫االصالح العسكري! فيمايلي! ‪:‬‬

‫اعتماد مفهوم الردع غير النووي يقوم على أساس بقوات عسكرية هائلة ‪ ،‬تكون مستعدة دائما‪. 15‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬المحافظة على النفوذ الروسي في الدول العازل!ة على ط!!ول ح!!دود روس!!يا وعلى تعزي!ز سلس!لة ّ من‬
‫ال !!دروع الدفاعي !!ة‪ .‬ق !!د ت !!وفر! ه !!ذه الوض !!عية الفض !!اء وال !!وقت من أج !!ل تعبئ !!ة الدول !!ة في ح !!ال ح !!رب‬
‫‪16‬‬
‫واسعة النطاق واستكمال! الرادع النووي! في ضمان سالمة األراضي! الروسية‬
‫أمـا مـن حيـث مسـتويات الحـرب المقبلـة تقليديـة – نوويـة‪ ،‬فـان حـروب المسـتقبل كمـا يقـول‬ ‫‪-3‬‬
‫الج!!نرال الروس!ي! محم!!ود غ!!ارييف رئيس االكاديميـة الروسـية للعلـوم العسـكرية سـتكون تقليديـة ولكنهـا‬
‫ليســت مــن نمــط حــروب العــالم الصــناعي الــتي اعتمــدت علــى الحشــد الهائــل للقــوات واآللي! !!ات‬
‫الميكانيكيــة والمدرعــة وإ نم !!ا علــى الــذكاء الصــناعي لهــذه القــوات أي علــى الثــورة العلميــة ألجه !!زة‬
‫المعلومــات واالتصــاالت والعقــول االلكترونيــة واألقم!!ار الصــناعية واإلن!!ذار! المبكــر ‪ ،‬فروس!!يا! م!!ازالت‬
‫متخلفة عن الواليات المتحـدة األمريكيـة و حلـف النـاتو في هـذا المجال‪ ،‬لـذلك تعلن في م!!ذهبها العس!!كري!‬
‫الجدي!!د االسـتخدام األولي لألس!لحة النوويـة في الحـرب ك!!ردع عــن تــوريط روســيا! في حــرب ذكيــة‪ ،‬من‬
‫خالل تمري! !!ر رس! !!الة مفاده! !!ا أن الــثمن السياس! !!ي والعسـكري المترتــب علــى تــدمير الجــيش الروس! !!ي‬
‫االس!!لحة الذكي!!ة ق!!د ال ي!وازي! الخس!ائر! السياس!ية والعس!!كرية المترتب!!ة على ت!!دمير ش!!رق أورب!!ا أو غربـها‬
‫أو عـدة مـدن أمريكيـة باألس!لحة النوويـة الروسـية‪ ،‬كمـا أنـه اليـوازي ثمـن تصـعيد الحـرب مـن مس!تواها‬
‫التقلي!!دي ال!!ذكي إلى المس!!توى! الن!!ووي! فعنـدما! تتحـول الحـرب منـذ بـداياتها إلى نووي!!ة‪،‬عندئـذ لـن يكــون‬
‫‪17‬‬
‫لألسلحة التقليديـة الذكية أي قيمـة في تحقيـق االهــداف السياسـية والعســكرية‬

‫‪:‬المحدد االقتصادي‬

‫‪-‬األمن الطاقوي‪:‬‬

‫يتض!!من المفه!!وم الروس!!ي لألمن الط!!اقوي! مثلم!!ا ي!!ذهب الي!!ه الب!!احث بمرك!ز! اس!!تراتيجية الطاق!!ة بموس!!كو‬
‫بيلوفا! ‪ M Belova‬مايلي‪:‬‬

‫" ليس هناك تعري!!ف وحي!د األمن الطاق!!ة روس!يا! مث!!ل أي م!ورد! ط!!اقوي! آخ!!ر‪ ،‬أمن طاق!!ة ي!دور! ح!ول أمن‬
‫الطلب وأسعار! طويلة الم!دى‪ ،‬والتزام!!ات طويل!!ة الم!دى "‪ ،‬كم!ا يق!وم أمن الطاق!ة الروس!!ي على ض!رورة‬
‫االستخراج الكافي من مصادر الطاقة الروسية الواقعة في مناطق جغرافية صعبة وقاسية‪ ،‬مثلما يتضمن‬
‫ض!!رورة الوص!!ول اآلمن إلى األس!!واق الطاقوي!!ة العالمي!!ة‪ ،‬خاص!!ة األوروبي!!ة منه!!ا‪ .‬فض!!ال عن ض!!رورة‬
‫التص!!دير األمن إلم!!دادات الطاق!!ة الروس!!ية دون عرقلته!!ا من ط!!رف! دول العب!!ور‪ ،‬وبأس!!عار عالي!!ة تحق!!ق‬
‫أرباح! !!ا مهم! !!ة و امتالك التكنولوجي! !!ات المناس! !!بة والض! !!رورية الس! !!تخراج الطاق! !!ة‪ ،‬وامتالك والتحكم في‬
‫شبكة خطوط نقلها نحو األسواق الخارجي ‪ ،‬والتنويع! وخلق توازن س!!ليم في أس!!واق! الطاق!!ة الروس!!ية بم!!ا‬
‫ال يجع !!ل روس !!يا تابع !!ة نح !!و س !!وق ط !!اقوي! واح !!د‪ ،‬األم !!ر ال !!ذي يجع !!ل روس !!يا ف !!اعال محوري !!ا مهم !!ا في‬
‫‪18‬‬
‫توازنات! الطاقة في السوق الدولية باعتبارها منتجا طاقويا كبير‬

‫تمتل!!ك روس!!يا أك!!بر احتي!!اطي! ع!!المي مؤك!!د من الغ!!از الط!!بيعي بنس!!بة ‪ 1.68‬ترلي!!ون م!!تر مكعب‪ ،‬أي‬
‫رب!!ع االحتي!!اطي! الع!!المي المؤك!!د من ه!!ذا الم!!ورد‪ ،‬متبوع!!ة ب!!إيران وقط !ر! و الوالي!!ات المتح!!دة األمريكي!!ة‬
‫وتهيمن ش !!ركة غ !!ازبروم! المملوك !!ة للدول !!ة الروس !!ية على معظم عملي !!ات انت !!اج وتص !!دير الغ !!از الط !!بيعي‬
‫الروس !!ي وبنس !!بة تف !!وق مق !!دار ‪% 70‬من اجم !!الي انت !!اج وتص !!دير! الغ !!از الط !!بيعي! لروس !!يا‪ ،‬وهك !!ذا تغ !!دو‬
‫روسيا! أكثر احتكارا! لسلسة الطاقة‪ ،‬االنتاج‪ ،‬النقل‪ ،‬والتصدير! ‪.19‬‬

‫ويص! !!ل االنت! !!اج ال! !!روس ي من الغ! !!از الط! !!بيعي مق! !!دار ‪. 605‬ملي! !!ار م! !!تر مكعب س! !!نويا‪ ،‬بي! !!د أن! !!ه يتم‬
‫استهالك منه نحو ‪ 413‬مليار متر مكعب في السوق المحلي الروسي‪ ،‬بينما يتم تصدير الباقي الى نحو‬
‫أسواق! الطاقة العالمية‪ ،‬السيما نحو دول أوروب!‪.20‬‬

‫هناك وجهات نظر متناقضة بشكل حاد ح!!ول األهمي!ة الدولي!ة لروس!!يا من حيث الجغرافي!ا! السياس!ية ألمن‬
‫الطاقة‪ ،‬فمن جهة يعبر كل من بروس جونز وديفيد ستيفن ‪ ،‬خب!!يران أمريكي!!ان في السياس!!ة الخارجي!!ة‬
‫ح!!ول التغي!!ير الجيوسياس!!ي والطاق!!ة ‪ ،‬حيث اعت!!بروا أهمي!!ة روس!!يا العالمي!!ة الوحي!!دة هي كم!!ورد للطاق!!ة‬
‫دائما عمالقًا من منظور! عالمي ‪.‬‬
‫وأنها ال تُعتبر ً‬
‫بالمقاب!!ل ‪ ،‬يج!!ادل مـارين كاتوسـا ‪ ،‬محل!!ل س!!وق الطاق!!ة الكن!!دي‪ ،‬ب!!أن الس!!يطرة على م!!وارد الطاق!!ة أم!!ر‬
‫محوري! الستعادة بوتين لروسيا كقوة عظمى في عالم متغير! ‪ ،‬فالنفط هو مفتاح ث!!روة روس!!يا من الطاق!!ة‬
‫وبش! !!كل غ! !!ير مباش ! !ر! في تموي! !!ل إنفاقه! !!ا ال! !!دفاعي‪ ،‬و نم! !!و الن! !!اتج المحلي اإلجم! !!الي الروس ! !ي! يتقلب م! !!ع‬
‫التغ! ! !!يرات في أس! ! !!عار النف! ! !!ط‪، ،‬حيث مثلت اي! ! !!رادات الدول! ! !!ة الروس! ! !!ية من النف! ! !!ط ع! ! !!ام ‪ 2017‬ح! ! !!والي‬
‫‪%40‬مقارن! ! !!ة ب‪ %50‬في ‪ ،2015‬كم! ! !!ا ت! ! !!ؤثر! التغ! ! !!يرات في أس! ! !!عار النف! ! !!ط بش! ! !!كل كب! ! !!ير على النم! ! !!و‬
‫‪.21‬‬
‫االقتصادي في روسيا! ‪،‬و يشجع ارتفاع أسعار النفط على االستثمار! في روسيا‬

‫كم! !!ا تزخ! !!ر روس! !!يا إلى ج! !!انب م! !!وارد! الطاق! !!ة‪ ،‬بكمي! !!ات هائل! !!ة من المع! !!ادن ال! !!تي تس! !!تخدم في اإلنت! !!اج‬
‫الص! !!ناعي فتحت! !!ل الص! !!دارة في إنت! !!اج النيك! !!ل والبال! !!ديوم في الع! !!الم‪ ،‬بنس! !!بة ‪% 21‬و‪% 11‬من اإلنت! !!اج‬
‫الع!المي على ال!ترتيب و المتواج!د في س!يبيريا الش!رقية وفي! جزي!رة "ل!وال" ق!رب مورم!ا نس!ك‪ ،‬وتص!نف!‬
‫ك!!ر اب!!ع منتج للبالتين‪ ،‬و من بين العش!!رة األوائ!!ل من منتجي النح!!اس في الع!!الم‪ ،‬و تحت!!ل المرتب!!ة الثاني!!ة‬
‫عالمي!!ا في إنت!!اج ال!!ذهب‪،‬أم!!ا فيم!!ا يخص الحدي!!د والص!!لب فح!!افظت روس!!يا! على مرتبته!ا! الخامس!!ة ك!!أكبر‬
‫منتج في العالم ورابع مصدرا له عام ‪ 2016‬حسب التقرير ال!!ذي أع!!ده خ!براء وكال!!ة التص!نيف! الع!المي‬
‫"ري !!ا ري !!تينغ" نقال عن بيان !!ات اتح !!اد "وول !!د س !!تريت" ‪ ،‬أي يق !!ارب ‪ 105‬ملي !!ون طن س !!نويا و‪% 17‬من‬
‫اإلنتاج العالمي كما تسيطر! روسيا! على ربع احتياطي الخشب في العالم‪ .‬فهي أول دولة مصدرة له‪.22‬‬

‫و بالنسبة لهيكل االقتصاد! الروسي‪ ،‬فيمكن توصيفه من خالل ما يلي‪:‬‬


‫ويش ّ!به باقتص!اد ال!دول غ!ير المتط!ورة م!ع حف!ظ ف!ارق! الحجم‪ ،‬إذ ُيش! ّكل‬
‫الطابع الريعي! لالقتصاد! الروسي! ُ‬
‫قط!اع! الطاق!ة نح!و ‪ 28‬في المئ!ة من الن!اتج المحلي اإلجم!الي‪ ،‬و‪ 30‬في المئ!ة من حجم اإلنت!اج الص!ناعي‬
‫و‪ 54‬في المئة من حجم الميزاني!ة الفدرالي!!ة‪ ،‬ونح!!و ‪ 45‬في المئ!!ة من حجم العمالت األجنبي!!ة ال!!واردة إلى‬
‫البالد ‪ ،‬و بالتالي يعاني من البتعية ألسواق النفط وأسعارها‪.23‬‬
‫افتق!!اد التن!!وع والحيوي!!ة‪ :‬كم!!ا يع!!اني االقتص!!اد الروس!ي! من ض!!يق قاع!!دة المش!!اريع المتوس!!طة والص!!غيرة‬
‫!ادا على أرق!!ام! ص!!ندوق!‬
‫ال!!تي تمنح االقتص!!اد حيويت!!ه وتنوع!!ه‪ ،‬فق!!د ّبينت مجل!!ة “ت!!ايم” ع!!ام ‪ ،2015‬اعتم! ً‬
‫النقد الدولي‪ ،‬أن مساهمة المشاريع المتوسطة والصغيرة ال تش! ّكل س!!وى ‪ 15‬في المئ!!ة من الن!!اتج المحلي‬
‫ويع!زى ذل!ك إلى اهتم!ام‬
‫اإلجمالي‪ ،‬بينما تش ّكل مثيلتها في دول االتح!اد األوربي م!ا نس!بته ‪ 40‬في المئ!ة؛ ُ‬
‫الدولة بدعم الشركات الحكومية‪.‬‬
‫تدني اإلنتاجية‪ :‬وفي! السياق نفسه أشارت المجلة إلى ضعف مستوى! اإلنتاجية‪ ،‬فالعامل الروسي! يض!!يف!‬
‫‪ 25.90‬دوالر إلى الن! !!اتج الق!!!ومي اإلجم!!!الي في ك! !!ل س! !!اعة عم! !!ل مقارن! !!ة م! !!ع العام! !!ل األم!!!يركي! ال!!!ذي‬
‫يض!!يف ‪ 67.40‬دوالر للس!!اعة‪ .‬ويرج!!ع ذل!!ك إلى ض!!عف مس!!توى التق!!دم التكنول!!وجي‪ ،‬والث!!اني! ض!!عف!‬
‫تنظيم! وإ دارة االقتصاد! الوطني! ومؤسساته‬
‫الفس !!اد‪ :‬ال ت !!زال تع !!اني روس !!يا! من مع !!دالت مرتفع !!ة من الفس !!اد‪ ،‬فمن !!ذ ارتف !!اع معدالت !!ه في تس !!عينيات‬
‫الق !!رن الماض!!ي! ع !!بر عملي !!ات الخصخص !!ة وبي !!ع (نهب) مؤسس !!ات الدول !!ة‪ ،‬لم تس !!تطع الس !!لطة الروس !!ية‬
‫خفض معدالت الفساد في روسيا؛ وبالتالي‪ ،‬فهو أحد العوامل الطاردة لالستثمارات‪ ،‬وبقيت روسيا تحتل‬
‫!دنيا في تقري!!ر الش!!فافية الع !!المي‪ ،‬فق!!د احتلت المرتب!!ة ‪ 119‬بين ‪ 168‬دول !!ة في تقري!!ر ‪،2015‬‬
‫موقع!!ا مت! ً‬
‫ً‬
‫‪.24‬‬
‫فسادا! بعد أكرانيا‬
‫وهي الدولة األوروبية األكثر ً‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الجغرافيا! السياسية و االستراتيجية لروسيا!‪ ،‬متاح على الموقع‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA‬‬

‫السعيد لوصيف‪" ،‬جيوبوليتيك! السياسة الخارجية الروسية تجاه المنطقة العربية" ‪(،‬المجلة‬ ‫‪-2‬‬
‫الجزائرية لألمن والتنمية )‪ ،‬العدد‪ ،13‬جويلية ‪ ،2018‬ص‪161‬‬
‫‪3- Jacek Wieclawski, Contemporary Realism and the Foreign Policy of the‬‬
‫‪Russian Federation. Lazarski University. Poland.‬‬
‫رايق سليم البريزات‪ "،‬النمط الروسي االستراتيجي! في ادارة األزمات الدولية"‪( ،‬مجلة النقد‬ ‫‪-4‬‬
‫للدراسات السياسية)‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬العدد األول ‪ ،‬أفريل ‪،2019‬ص ‪.18‬‬
‫طه عبد الواحد‪ ،‬روسيا! تعتمد «العمالة المهاجرة» مصدراً! رئيسياً! لتعويض التراجع السكاني‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫متاح على المقوقع‪:‬‬

‫‪https://aawsat.com/home/article/‬‬
‫‪1937166/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A‬‬

‫جالل خشيب‪ ،‬افاق االنتقال الديمقراطي في روسيا! ‪ :‬دراسة نقدية في البنى و‬ ‫‪-6‬‬
‫التحديات‪.‬قطر‪:‬المركز العربي للدراسات و األبحاث‪ ،2015 ،‬ص ‪.135‬‬
‫شريف! مازن إسماعيل فرج ‪ ،‬توجهات القيادة السياسية الروسية وتطور! الدور الروسى فى‬ ‫‪-7‬‬
‫النظام الدولى‪ ،‬المركز الديمقراطي! العربي‬
‫إيج!!ر أمين!ة ‪" ،‬ع!ودة روس!يا إلى الجيوبوليتيك!!ا‪ :‬بين الفك!!ر وتح!ديات الواق!ع"‪ ( ،‬المجل!ة الجزائري!ة‬ ‫‪-8‬‬
‫للدراسات السياسية)‪ .‬المجلد ‪-05‬العدد‪. 02‬ص‪،145-120.‬‬
‫مجلة الناقد ص‪،16‬‬ ‫‪-9‬‬
‫نزار اسماعيل الحيالي‪ ،‬عمار حميد ياسين‪" ،‬قراءة في المذهب العسكري الروسي بين الماض!!ي‬ ‫‪-10‬‬
‫و الحاضر "‪ ، ،‬دراسات دولية ‪ ،‬العدد‪،56‬‬
‫‪ -‬عزة جمال عبد السالم زهران‪" ،‬تطوير القوة العسكرية الروسية و انعكاساتها! على السيسة‬ ‫‪11‬‬
‫الخارجية الروسية"‪( ،‬المجلة العربية للعلوم السياسية)‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد الرابع‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.201‬‬

‫صالح الدين أبوبكر الزيداني‪ "،‬الجيش الروسي ‪ :‬مواصلة التطوير والتحديث"‪( ،‬مجلة المسلح )‬ ‫‪-12‬‬

‫‪https://www.almusallh.ly/ar/stratigystud/1368-2017-11-14-10-28-48‬‬

‫محف !!وظ رس !!ول ‪" ،‬األمن الط !!اقوي الروس !!ي بين الف !!رص والقي !!ود"‪( ،‬مجل !!ة الحكم !!ة للدراس !!ات‬ ‫‪-13‬‬
‫االقتصادية)‪ ،‬المجلد الخامس‪،‬العدد التاسع ‪.2017‬‬
‫‪14-Niklas H. Rossbach. The Geopolitics of Russian Energy Gas, oil and the‬‬
‫‪energy security of tomorrow. November FOi. ISSN 1650-1942. 2018.‬‬

‫االقتصاد الروسي ‪ ،‬متاح على الموقع ‪:‬‬ ‫‪-15‬‬


https://geiroon.net/archives/82176

You might also like