You are on page 1of 210

‫***** فهرس الحقيبة *****‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬


‫‪ ‬دليل الحقيبة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ‬المنهاج‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬إرشادات للمدرب‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬األنشطة واألساليب التدريبية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪ ‬الوسائل التدريبية‬

‫الموضوع‬ ‫الوحدة‬ ‫‪.6‬‬


‫‪‬‬ ‫الوحدة األولى‪ /‬الجلسة األولى‬ ‫‪.7‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫الوحدة األولى‪ /‬الجلسة الثانية‬ ‫‪.8‬‬


‫الموضوع‬ ‫الوحدة‬ ‫‪.9‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .10‬الوحدة الثانية‪ /‬الجلسة األولى‬
‫‪‬‬ ‫‪ .11‬الوحدة الثانية‪ /‬الجلسة الثانية‬
‫‪‬‬ ‫‪ .12‬الوحدة الثانية‪ /‬الجلسة الثالثة‬
‫‪‬‬ ‫‪ .13‬الوحدة الثانية‪ /‬الجلسة الرابعة‬
‫‪‬‬ ‫‪ .14‬الوحدة الثانية‪ /‬الجلسة الخامسة‬
‫الموضوع‬ ‫الوحدة‬ ‫‪.15‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .16‬الوحدة الثالثة‪ /‬الجلسة األولى‬
‫‪‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ /‬الجلسة الثانية‬ ‫‪17‬‬
‫‪‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪/‬الجلسة األولي‬ ‫‪18‬‬
‫المقابلة في اإلرشاد و العالج النفسي ‪-:‬‬
‫تختلف المقابلة في اإلرشاد والعالج النفسي عن المقابلة في أي مجال إنساني‬
‫آخر‪ .‬لذلك فإن خصائصها التي تميزها عن غيرها ‪ ،‬والتي تجعلها فريدة في نوعها‬
‫بالنسبة‪ B‬للمقابالت األخرى تحتاج إلي شرح تفصيلي‪.‬يبين أهميتها ومدي حساسيتها‬
‫بالنسبة‪ B‬لكل من المرشد والمسترشد علي حد سواء ‪.‬ولما كانت المقابلة في اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي تصنف بطبيعتها إلي نوعين أساسيين ورئيسيين هما ‪ :‬المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬والمقابالت المتتابعة والتالية علي المقابلة االبتدائية‪ B‬والتي تسمي‬
‫بالمقابالت التشخيصية والعالجية ‪.‬‬

‫مفهوم المقابلة االبتدائية ‪-:‬‬

‫تتنوع المسميات التي أطلقت علي المقابلة االبتدائية حيث يطلق عليها البعض‬
‫مسمي المقابلة األولي ويطلق عليها آخرون مسمي‪ B‬المقابلة التمهيدية بينما وصفها‬
‫فريق ثالث بأنها مقابلة الستقبال العميل أو مقابلة التحاق العميل بالمؤسسة‪B‬‬
‫العالجية وقد يطلق عليها في بعض األحيان مسمي‪ B‬المقابلة المختصرة ومهما‬
‫تنوعت المسميات ومهما اختلفت األسماء التي تناولتها فإنها ال تخرج عن كونها‬
‫مقابلة ابتدائية ‪.‬‬
‫ذكر كورشين ان هذه المقابلة قد أعدت لتقديم المريض إلي العيادة النفسية من اجل‬
‫تحديد ما يمكن توفيره من وسائل عالجية تشبع حاجاته التي جاء من اجل‬
‫إشباعها ‪.‬وتركز هذه المقابلة علي رغبات المريض ودوافعه للعالج وتوقعاته من‬
‫العيادة التي سعي إليها والبدائل المتاحة من الخطوات التنفيذية‪ B‬التي تحقق مطالبة‬
‫وأشار هنا وهنا ‪ 1976‬إلي أنها تتضمن الحصول علي المعلومات الرئيسية‪ B‬التي‬
‫تتعلق بحالة المريض وإمكانياته وظروف عالجه في الماضي و الحاضر وعرفها‬
‫فارس ‪ 1979‬بأنها إجراء مشترك بين المريض والعيادة النفسية‪ B‬يوفر المعلومات‬
‫المتبادلة بينهما من اجل التوصل إلي قرار سديد فيما يمكن عملة حول مشكالت‬
‫المريض ‪ .‬وكتب مليكه ‪ 1980‬ان االهتمام في هذه المقابلة يكون منصبا علي‬
‫اكتشاف مشكالت المريض التي جاء من اجلها وما تم في الماضي بخصوصها وما‬
‫يمكن ان يتم في الحاضر نحوها ‪ .‬ويري ياسين ‪ 1981‬أنة يمكن أن يتم تحديد حالة‬
‫المريض بصفة مبدئية خالل هذه المقابلة تحقق االختبار الذاتي للمرشد النفسي‬
‫حول أسلوبه المهني متضمنا مهاراته التي يمارسها وفنياته التي يستخدمها‪.‬‬
‫وبالرغم ان مفهوم المقابلة اإلرشادية االبتدائية ال يخرج عن مفهوم المقابلة‬
‫اإلرشادية الذي ذكر بوجه عام في الفصل األول من هذا الكتاب وفقا للتعاريف‬
‫المختلفة التي تناولته ‪ ,‬إال أنها تتميز عن غيرها من المقابالت اإلرشادية بكونها‬
‫مثل القاطرة التي تسحب وتجر بقية العربات األخرى من القطار ‪ ,‬أو مثل الواجهة‬
‫التي تظهر للجمهور معلنة عن المحتوى الذي يرغب فيه ‪ .‬فان كانت القاطرة غير‬
‫سليمة ‪ ,‬فان القطار قد يتعطل عن المسير ‪ ,‬إن لم ينقلب بمن فيه ‪ ,‬وان كانت‬
‫الواجهة غير جيدة ‪ ,‬فان الجمهور قد يزهد فيما تدل عليه من محتوى ‪ .‬ومن ثم‬
‫يمكن تعريف المقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ B‬على أنها وسيلة استطالعية حول‬
‫المسترشد‪ B‬تبدأ عند استقباله ألول مرة في مركز اإلرشاد النفسي الذي اختاره‬
‫بمحض إرادته ‪ ,‬أو أحيل إليه من مؤسسة أخرى من اجل مساعدته على حل‬
‫مشكالته ‪ .‬وتتضمن المقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ B‬طريقة استقبال المسترشد‪ B‬من‬
‫السكرتير المهني الذي يساعده في تسجيل بعض المعلومات والبيانات المطلوبة منه‬
‫والالزمة عنه ‪ ,‬بوصفها جزءا ال يتجزأ من العملية اإلرشادية الكلية ‪ ,‬ومتضمنة‬
‫طريقة استقباله من المرشد النفسي الذي بصحبه من مكان االنتظار إلى مكتبه‪B‬‬
‫بوجه بشوش وابتسامة‪ B‬دافئة ‪ ,‬مبينا له أهمية الوقت وضرورة التسجيل بأنواعه‬
‫في المقابالت اإلرشادية ‪.‬ومستطلعا منه الدوافع التي تكمن خلف حضوره للمركز‬
‫اإلرشادي‪ .‬وتنتهي المقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ B‬في الغالب باتفاق ثنائي بين المرشد‬
‫والمسترشد‪ B‬عن استمرار تفاعلهما في مقابالت إرشادية أخري متتالية تليها‬
‫بصورة دورية قد تكون صورة او أكثر من كل أسبوع ‪ .‬وقد تنتهي المقابلة‬
‫اإلرشادية االبتدائية أحيانا بإحالة المسترشد إلي زميل مهني أخر يكون أكثر‬
‫تخصصا في حالته أن استدعي األمر كذلك ‪.‬‬

‫أهمية المقابلة االبتدائية ‪:‬‬


‫بالرغم ان المقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ B‬قد اتضحت بدرجة ال تقبل الشك من تفسير‬
‫مفهومها ومن صياغة تعريفها ‪ ,‬اال أننا نريد ان نلقى المزيد من الضوء على‬
‫اهدافها العامة والخاصة حتى تبرز اهميتها في العملية االرشادية بصورة واضحة ‪.‬‬
‫ويرى كورشين ان اهمية المقابلة االبتدائية‪ B‬تتمثل‪ B‬في اعطاء المريض المعلومات‬
‫الضرورية‪ B‬حول اجراءات العيادة النفسية فيما يتعلق بجداول مواعيدها وتكاليف‬
‫التردد عليها ‪ ,‬وما شابهها من المعلومات التي قد يحتاج اليها اذا ما فكر في‬
‫االنتظام في مقابالتها واالستمرار في زيارتها ‪ .‬ويخص كورشين المقابلة االبتدائية‪B‬‬
‫بوضع الخطط الالزمة للزيارات المستقبلية للعيادة النفسية ‪ ,‬او بتحديد موقفها‬
‫الصريح من حالة المريض عند اتخاذ القرار باحالته ال ى مؤسسة اخرى قد تقدم‬
‫له الخدمة التي يحتاجها بدرجة اكبر مما تقدمها له تلك العيادة التي مقابلته االولى‬
‫فيها ‪ .‬ويرى هنا وهنا ‪ 1976 ,‬قيمة كبيرة لهذه المقابلة من حيث انها توفر وقت‬
‫االخصائيين االخرين عندما تحول الحاالت التي ال يمكن مساعدتها في المؤسسة‬
‫العالجية التي تمت المقابلة االبتدائية‪ B‬فيها الى مؤسسات اخرى يمكنها تقديم ما‬
‫تحتاجه تلك الحاالت من خدمات ‪ .‬وثد اضافا انه قد يكون لهذه المقابلة قيمة‬
‫تشخيصية‪ B‬وعالجية كبيرة عندما تشبع حاجات الحاالت التي تتطلب رعاية نفسية‪B‬‬
‫مستعجلة ‪.‬‬

‫ويحدد فارس هدفين اساسيين للمقابلة االبتدائية هما ‪:‬‬


‫(‪ )1‬تحديد االسباب التي دفعت الميض للحضور الى العيادة النفسية ‪,‬‬
‫(‪ )2‬الحكم على مدى ما يمكن ان تقدمه هذه العيادة النفسية من تسهيالت‬
‫خاصة تشبع حاجاته وتقابل توقعاته في ضوء المنافسة مع غيرها من‬
‫المؤسسات العالجية االخرى ‪ .‬ويتفق فارس مع كورشين في اهمية هذه‬
‫المقابلة من حيث اعطاء المريض المعلومات الضرورية‪ B‬حول اجراءات‬
‫العيلدة النفسية وسياستها فيما يتعلق في مواعيدها ونفقاتها ‪ ,‬مما قد‬
‫يحدث اثرا ايجابيا يتمثل في اقبال المريض على العالج النفسي والتردد‬
‫عليها ‪ ,‬او قد يحدث اثرا سلبيا يتمثل في عزوفه عنها والبحث عن‬
‫غيرها ‪.‬وذكر ياسين ‪ 1981,‬ان المقابلة االبتدائية تزيد من توعية الفرد‬
‫بمشكالته وتوضيحها له ‪ ,‬كما انها تصحح اتجاهه نحو العالج النفسي‬
‫بصورة عامة وترشده الى ما هو ميسر له من خدمات متاحة لالستفادة‬
‫منها ‪.‬‬
‫وتكمن االهمية القصوى للمقابلة االرشادية االبتدائية قي تحديد القرارات المتعلقة‬
‫بالعالقة االرشادية بين المرشد والمسترشد ‪ ,‬وفي تحديد خصائصها منذ اول مقابلة‬
‫تتم بينهما ‪ ,‬حيث انه بناء عليها يمكن تحديد ما اذا كنت هذه العالقة سوف تستمر‪B‬‬
‫خالل المقابالت االرشادية المتتالية التي تتبع المقابلة االولى ‪ ,‬او انها تقف عند حد‬
‫نهايتها واقفالها باحالة المسترشد الى جهة اخرى تكون اكثر تخصصا في التعامل‬
‫مع حالته ‪ .‬كما انه بناء على هذه المقابلة االبتدائية يمكن ان تتضح الخصائص التي‬
‫تميز تلك العالقة االرشادية بين طرفيها المرشد والمسترشد‪ , B‬وذلك بالبحث خاللها‬
‫عن اجابات لتساؤالت حائرة تطفو على سطحها ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يحاول الطرفان معا في‬
‫المقابلة االولى ان يجدا ما يبحثان عنه خاللها حول ما اذا كانت المسكلة الرئيسية‬
‫التي سعى المسترشد للحصول على مساعدة في حلها اصبحت واضحة ومفهومة‬
‫من قبل المرشد ‪ ,‬حول ما يمكن تحقيقه من العملية االرشادية الكلية اذا ما انتظم في‬
‫مقابالتها ‪ ,‬حول ما اذا شعر المسترشد باالهتمام به ورعايته من جانب المرشد ‪,‬‬
‫واوال واخيرا ما اذا كان المكز االرشادي الذي تمت مقابلته االولى فيه هو المكان‬
‫المناسب له والمكان المنشود لحالته – وقد لخص واينز اهمية المقابلة االبتدائية‪B‬‬
‫في عدة نقاط هي ‪ )1(:‬توقير ما يمكن جمعه من معلومات عن المسترشد بطريقة‬
‫عاجلة والتي قد يتعذر الحصول عليها من أي مصدر اخر ‪ )2( .‬توفير العالقة‬
‫المهنية‪ B‬بين المرشد والمسترشد التي تيسر سبل التعامل بينهما ‪ )3( ,‬توفير بعض‬
‫الوسائل العاجلة التي يمكن ان تساعد المسترشد على مواجهة مشكالته ‪)4( ,‬‬
‫توفير المساعدة األولية التي يمكن ان تساعد المسترشد في البحث عن الحلول‬
‫المنطقية لمشكالته ‪.‬‬
‫أنماط المقابلة اإلرشادية‬
‫قد يظن البعض ان المرشد النفسي عادة هو الذي يفتتح المقابلة االرشادية‬
‫االولى بالبدء في الحديث ‪ ,‬او بالمبادرة في المناقشة ‪ .‬وقد يظن اخرون ان‬
‫المسترشد‪ B‬هو الذي يجب ان يفتتحها بالبدء في عرض مشكلته التي جاء من اجل‬
‫المساعدة في حلها ‪ .‬ولكن في الحقيقة هناك نمطين من المقابلة االرشادية‬
‫االبتدائية‪ , B‬احداهما يتمثل‪ B‬في المقابلة االبتدائية التي يبدؤها المشد النفسي ‪ ,‬واالخر‬
‫يتمثل‪ B‬في المقابلة االبتدائية التي يبدؤها المسترشد ‪ .‬وسوف نستعرض فيما يلي‬
‫هذين النمطين على النحو التالي ‪:‬‬

‫المقابلة االبتدائية‪ B‬التي يبدؤها المرشد النفسي ‪:‬‬


‫تتم هذه المقابلة في الغالب بناء على رغبة المرشد النفسي في رؤية المسترشد ‪,‬‬
‫وبناء على استدعائه للحضور لمقابلته في مكتبه ‪ .‬عندئذ يجب على المرشد النفسي‬
‫ان يوضح للمسترشد مباشرة وبصراحة تامة األسباب التي دفعته الستدعائه‬
‫للحضور ‪ ,‬والهدف من طلب رؤيته‪ B‬في مكتبه ‪ .‬وقد يضطر المرشد النفسي الى‬
‫استدعاء مسترشد‪ B‬ما بناء على طلب احد المتصلين به مثل رئيس في العمل ‪ ,‬مدير‬
‫لمدرسة ‪ ,‬أستاذ لمادة ‪ ,‬طبيب في مستشفى ‪ ,‬او ولي امر ‪ .‬وقد يكون استدعاؤه‬
‫للمسترشد بناء على إحالته إليه من مؤسسة اخرى اجتماعية ‪ ,‬تربوية ‪ ,‬مهنية ‪ ,‬او‬
‫عالجية عندما يتلكأ أو يتوانى عن الذهاب الى المرشد النفسي بالرغم من افادته‬
‫بإحالته إليه ‪ .‬وقد يستدعي المرشد المسترشد‪ B‬في بعض االحيان التي يحدث فيها ان‬
‫ياتي المسترشد متطوعا بمحض ارادته لزيارة المرشد النفسي ومقابلته ‪ ,‬ثم‬
‫يتسرب ويتسلل خارجا من مكان االنتظار بعد استكمال االجراءات التمهيدية‪ B‬للمقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬المتعلقة بلقاء السكرتير المهني وبتسجيل البيانات والمعلومات الخاصة‬
‫به ‪ ,‬وبملء االستمارات واالقرارات بمعرفته ‪ ,‬وبناء عليه فانه لم ينتظر لمقابلة‬
‫المرشد النفسي الذي يخرج من مكتبه ‪ ,‬بعد االطالع على تلك المستندات التي‬
‫حررت بمعرفته ‪ ,‬الستقباله فلم يجده ‪.‬‬
‫عندما يمارس المرشد النفسي مهارته المهنية في البدء بالحديث ‪ ,‬والمبادرة في‬
‫المناقشة مع مسترشده‪ , B‬يجب عليه اال ينسى نفسه ويتناسى مهنته‪ B‬ويتحول الى‬
‫خطيب او محاضر او واعظ ‪ ,‬فيقلب المقابلة االرشادية االبتدائية‪ B‬لتبدو وكانها تتم‬
‫على منبر للخطابة ‪ ,‬او في قاعة للمحاضرات ‪ ,‬او بين محراب للوعظ ‪ .‬ومن ثم ‪,‬‬
‫يجب عليه ان يتجنب كل تعبير قد يتسبب في فشل المقابلة االبتدائية‪ , B‬وبالتالي‬
‫نسف ما يليها من مقابالت ارشادية ‪ .‬لذلك عليه ان يختار وينتقي العبارات اللفظية‬
‫التي تدعم المقابلة االبتدائية‪ B‬بصورة فعالة ومؤثرة ‪ .‬وسوف نستعرض فيما يلي‬
‫عددا من الممارسات الرديئة‪ B‬التي قد تتسبب‪ B‬في فشل المقابلة االبتدائية وفي تحطيم‬
‫ما يتبعها من المقابالت االرشادية ‪ .‬كما اننا سوف نستعرض في المقابل عددا من‬
‫الممارسات الجيدة التي تسهم في بناء المقابلة االبتدائية‪ B‬وتدعمها ‪ ,‬مما يوضح ما‬
‫قصدنا اليه ‪ ,‬وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫ممارسة رديئة ‪:‬‬


‫"اعتقد انك تعلم لماذا استدعيتك للحضور الى هنا اليوم " ‪.‬‬
‫‪ ‬هل تعلم لماذا طلبت منك ان تقابلني اليوم في مكتبي‪. B‬‬
‫‪ ‬كان يجب عليك اال تضطرني‪ B‬الستدعائك للحضور ‪ ,‬فالمفروض انك تبادر‬
‫انت من نفسك لمقابلتي ‪.‬‬

‫هذه الممارسة الرديئة تجعل المسترشد في حيرة من امره ‪ ,‬مضطربا في فكره ‪,‬‬
‫باحثا في عقله حول االسباب التي دفعت المرشد الى استدعائه ‪ .‬وقد يستطيع‪B‬‬
‫المسترشد‪ B‬ان يخمن ‪ ,‬وان يعرف السبب الذي استدعى من اجله لمقابلة المرشد‬
‫ولكنه يخشى مواجهته به او يخجل من ذكره له ‪ .‬وقد يتخذ المسترشد موقفا عدائيا‬
‫تجاه المرشد بناء على هذه الممارسة الرديئة في افتتاح المقابلة االبتدائية‪ , B‬فينقلب‬
‫الى شخص مقاوم ‪ ,‬او شخص مدافع بدال من شخص متعاون ‪ ,‬وبالتالي ال يرجى‬
‫خير من هذه المقابلة اذا استهلت بهذه الكيفية ‪ ,‬وال ينتظر ان تقام اية عالقة‬
‫ارشادية بين الطرفين ‪ ,‬المرشد والمسترشد ‪ .‬ومن ثم يجب على المرشد النفسي ان‬
‫يكون حذرا في افتتاح المقابلة االبتدائية‪ B‬اذا كان هو البادئ في الحديث والمبادر قي‬
‫المناقشة ‪ ,‬فكلما كان صريحا وواضحا ومباشرا سيكون المسترشد متجاوبا معه‬
‫البعد الحدود بنفس الكيفية التي استشعرها منه ‪ ,‬لذا ‪ ,‬ننصح‪ B‬بالممارسة‪ B‬االتية ‪:‬‬

‫ممارسة جيدة ‪:‬‬


‫"لقد طلب مني استاذ مادة الرياضيات ان اقابلك بخصوص تاخرك التحصيلي‬
‫فيها ‪ ,‬حيث ان درجاتك هذا الشهر اقل بكثير مما حصلته من درجات في الشهر‬
‫الماضي "‬

‫لقد استدعيتك بناء على رغبة رئيسك المباشر في القسم التي تعمل فيه‬ ‫‪‬‬
‫بسبب قلة ادائك المهني وتأخرك في االنتاج هذا الشهر بالمقارنة مع وفرته‬
‫وتقدمك فيه الشهر الماضي ‪.‬‬
‫لقد طلبت رؤيتك اليوم بسبب ما حدث منك امس مع اخواتك الصغار في‬ ‫‪‬‬
‫المنزل ‪ ,‬مما اقلق جميع افراد اسرتك بسبب‪ B‬هذا االسلوب غير المتوقع ‪.‬‬
‫لقد اراد طبيبك الذي يعالجك ان اراك لتشخيص حالتك ‪ ,‬فربما تكون ناتجة‬ ‫‪‬‬
‫عن اسباب نفسية طالما اليوجد سبب عضوي وراء هذه الحالة‪.‬‬

‫يتضح من نماذج الممارسات الجيدة السابقة مدي صراحة المرشد النفسي‬


‫ووضوحهودخولة في الموضوع مباشرة دون محاورة مما يدفع المسترشد الي‬
‫عرض مشكلته كما يحسها هو بصراحة ووضوح ايضا و بطريقة مباشرة‬
‫مماثلة ‪.‬‬

‫ممارثة رديئة ‪:‬‬


‫(( اال تعلم باحالتك الي من المؤسسة التي كانت ترعاك حتي اتباع‬
‫حالتك ؟ لماذا لم تحضر اذن حتي استكمل معالجتك ؟ ))‪.‬‬
‫‪ -‬لقد ذهبت الستقبالك بعد ان اطلعت علي المستندات التي حررتها بنفسك‬
‫ولكن لم اجدك ‪ .‬لماذا هربت مني ؟ اال تريد ان تقابلني ؟‪.‬‬
‫‪ -‬يتضح من هذه النماذج الرديئة للممارسة ان هناك لوما وتأنيب ‪،‬واتهام‬
‫صريح من المرشد الي المسترشد‪ B‬مما يضعة في موقف الشعور بالذنب أو‬
‫في موقف الشعور بالنقص االمر الذي قد يؤدي الي نتائج عكسية اتجاه‬
‫المرشد تتصف بالعدوانية والرفض للعملية االرشادية بصورتها الكلية ‪.‬‬
‫ممارسة جيدة ‪:‬‬

‫(( لقد وصلني خطاب االحالة الخاص بك من المؤسسة التي كانت ترعاك‬
‫سابقا ‪ .‬لذلك استدعيتك اليوم حتي اذكرك بهذا االجراء ‪.‬وحتي نتفق علي ما‬
‫سوف نفعله معا بخصوص حالتك مستقبال ان شاء هللا ))‪.‬‬
‫‪ -‬لقد انشغلت عليك كثيرا عندما هبت الستقبالك بعد ان اطلعت علي مستنداتك‬
‫التي حررتها بتفسك ولم اجدك لذا طلبت رؤيتك اليوم حتي اطمئن عليك ‪،‬‬
‫وحتي ارى ما اذا كان هناك شيئا يقلقك بسبب مقابلتك لي ‪.‬‬
‫مما سبق من النماذج الجيدة للممارسة يتضح‪ B‬مدي دبلوماسية المرشد النفسي‬
‫الذي ال يريد ان يفقد مسترشده وكيفية معاملته بالرفق و اللين بال لوم وال‬
‫توبيخ‪. B‬وباالضافة الي دخولة مباشرة في الموضوع بصراحة ووضوح‪ ، B‬اظهر‬
‫اهتماما بالمسترشد‪ B‬وخوفة علية وحرصة علي حل مشكلتة عالوة علي غرس مما‬
‫سبق من النماذج الجيدة للممارسة يتضح مدى دبلوماسية‪ B‬المرشد النفسي روح‬
‫الثقة في العملية اإلرشادية باالرشارة إلي مبدأ التعاون بينهما من اجل صالح‬
‫المسترشد‪B‬‬

‫المقابلة االبتدائية التي يبدؤها المسترشد‪:‬‬


‫تتم هذه المقابلة في الغالب بناء علي رغبة المسترشد نفسه في رؤية‪ B‬المرشد‬
‫النفسي وبناء علي تطوعه لمقابلته بمحض إرادته ‪.‬وقد يكون المسترشد راغبا في‬
‫زيارة المرشد بناء علي نصيحة او توصية‪ B‬من بعض األفراد المتصلين به مثل ولي‬
‫أمره ‪ ،‬رئيس في العمل ‪ ،‬مدير مدرسة‪ ، B‬وما شاره ذلك ‪.‬وقد تكون زيارة المسترشد‬
‫بناء علي احالتة إليه من مؤسسة سابقة كانت ترعي حالته سواء أكانت اجتماعية‬
‫ام تربوية ام مهنية وقد يذهب المسترشد من تلقاء نفسه لمقابلة المرشد دون‬
‫نصيحة من احد وذلك عندما يشعر بحاجة ماسة الي مقابلته نتيجة لما ينتابه‪ B‬من‬
‫اضطرابات انفعالية او سلوكية بسبب مشكالت معينة‪ B‬تؤرقه جعلته يسعي جاهدا‬
‫طالبا المساعدة في حلها والخالص منها‪.‬وعندما يمارس المرشد النفسي مهاراته‬
‫المهنية‪ B‬في افتتاح المقابلة االبتدائية التي يبدؤها المسترشد ‪ ،‬عليه آن يلوذ‬
‫بالصمت مبدئيا في بدايتها علي االقل حتي يعطي الفرصة للمسترشد ليبدأ الحديث‬
‫بنفسه ‪ .‬وحتي يبادر هو بالمناقشة ‪.‬وبالرغم لمعرفة المرشد بالموضوع الذي جاء‬
‫من اجله المسترشد نتيجة الطالعة علي المستندات التي حررها بمعرفتة قبل‬
‫استقبالة ودخولة غرفة االرشاد النفسي ‪ ،‬اال انه يبادر باخباره عن سبب مقابلته‬
‫حتي يتيح‪ B‬له الفرصة لعرض المزيد بخصوص حالتة آن اراد ذلك فال يقفل امامة‬
‫باب االنطالق في عرض مشكلته‪.‬‬
‫وان طالت فترة الصمت التي استهلت بها المقابلة االبتدائية ولم يجد المسترشد‪ B‬ما‬
‫يفتتحها به من عبارات لفظية تدل علي سبب حضورة للمرشد النفسي ‪ ،‬اما‬
‫الرتباكة او لخجلة او لجهلة بما يجب علية آن يفعلة او يتفوه به عندئذ يجب علي‬
‫المرشد النفسي آن يتدخل النقاذ الموقف ولكسر حدة الصمت الذي خيم علية بداية‬
‫المقابلة االبتدائية بال مبرر‪ B‬مهني ‪.‬ويتم ذلك بمبادرته الفتتاحها بعبارات بسيطة‪B‬‬
‫تشجع المسترشد علي البدء في حديثة واالسترسال فيه ‪ .‬وعلي المرشد النفسي آن‬
‫يبتعد كلما امكن عن العبارات النمطية التي يستخدمها عادة المرشدون النفسيون‬
‫في مثل هذه الظروف التي اصبحت معروفة للجميع مثل االكالشية أو مثل العالمة‬
‫المسجلة فى سطحية المظهر أكثر مما تدل على عمق الجوهر كما أننا ننصح‬
‫ونوصى بعدم افتتاح المقابلة االرشادية االولى بعبارات قد تزيد الحالة سوءا بدال‬
‫من تخفيف حدتها أو قد تخرج موقف المرشد النفسى بدال من تدعيم بناءه ومن ثم‬
‫يجب عليه اال يبادر بافتتاحها بسؤال المسترشد‪ B‬عن المشكلة التى جاء من أجلها أو‬
‫عن المشكلة التى جعلته يطلب مقابلة غير أن البرت اليس يستهل مقابالته‬
‫االبتدائية‪ B‬دائما بسؤال المسترشدين عن المشكالت التي يعانون منها وذلك لتحديد‬
‫االعتقادات غير العقالنية المسببة لها بهدف تغييرها الي معتقدات عقالنية ‪.‬‬
‫وسنستعرض فيما يلي عددا من النماذج للممارسات الرديئة التي نحذر وننبه بعدم‬
‫استخدامها من جانب المرشد النفسي عندما يتدخل في بداية المقابلة االولي لدفع‬
‫المسترشد‪ B‬الي البدء في الحديث والمبادرة بالمناقشة اذا خيم الصمت عليها كما اننا‬
‫سوف نستعرض آن شاء هللا في المقابل عددا من النماذج الجيدة للممارسات التي‬
‫ننصح ونوصي‪ B‬باتباعها مما يسهم في تدعيم المقابلة االرشادية االبتدائية ‪ .‬وبالتالي‬
‫المقابالت االرشادية المتتالية التي تعقبها‪.‬‬

‫ممارسات رديئة ‪:‬‬


‫(( انك حضرت الي بخصوص ما اصابك مؤخرا من ضعف جنسي جعلك ال تباشر‬
‫العالقة الشرعية مع زوجتك بصورة مرضية لكل منكما ))‬
‫اذا حاول المرشد النفسي آن يكسر حدة الصمت الذي ساد بينه‪ B‬وبين مسترشده‬
‫بسبب خجله او ارتباكه في بداية المقابلة االولي علي هذا النحو ‪ ،‬فانه يكون قد‬
‫حصر المسترشد في نطاق ضيق فيما يتعلق بعرض حالته وجعله يوجه تفكيره نحو‬
‫النهاية التي وصل اليها دون اعطائه الفرصة الستعراض وجهه نظره فيما يتعلق‬
‫ببداية المشكلة وتدهورها حتي وصلت الي ما هي عليه وقت عرضها في المقابلة‬
‫االبتدائية‪. B‬وقد تكون تلك المبادرة من المرشد سببا في زيادة حدة التوتر عند‬
‫المسترشد‪ B‬مما يجعله يسلك سلوكا سلبيا قد يتصف‪ B‬باالنكار او المقاومة آن لم يكن‬
‫يتصف بالهجوم او العدوانية ‪.‬‬

‫ممارسة جيدة ‪:‬‬


‫(( ارجو اال تتردد في آن تخبرني‪ B‬بما يدور االن في ذهنك حول حالتك التي‬
‫طلبت مقابلتي من اجل مساعدتك بخصوصها )) ‪.‬‬
‫اذا تدخل المرشد النفسي علي هذا النحو لدفع المسترشد‪ B‬الي البدء في عرض حالته‬
‫فانة بذلك لم يضعه في حيز محدود من التفكير حول ما وصلت اليه حالته ‪ ،‬انما‬
‫اترك له المجال مفتوحا ليبدأ من حيثما يريد ‪ .‬كما آن تلك المبادرة من المرشد‬
‫النفسي تسهم الي حد كبير في تهدئة‪ B‬حالة التوتر التي قد تعتري سلوك المسترشد‬
‫في بدء المقابلة االولي بما احتوته من معاني االمن واالمان والتشجيع ‪ .‬ومن ثم‬
‫فانه قد يسلك سلوكا ايجابيا يتصف‪ B‬بالتعاون واالنفتاح علي النفس ‪.‬‬

‫ممارسات رديئة‪:‬‬
‫(( ارجو آن تخبرني كيف يمكنني مساعدتك في الحالة التي طلبت مقابلتي من‬
‫اجلها ؟ )) ‪.‬‬

‫‪ -‬تري بأية طريقة يمكنني‪ B‬آن اكون مفيدا لك ‪ ،‬لمساعدتك في حالتك التي جئت‬
‫من اجلها ؟‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر تلك العبارتان وما شابههما ( اكالشيه ) متعارفا عليه بين معظم‬
‫المرشدين النفسيين الممارسين التقلديين وتعتبر‪ B‬عالمة مسجلة في‬
‫مقابالتهم االبتدائية‪ B‬التي تتصف بالنمطية مما يجعلها تفقد مضمونها وتذيب‬
‫جوهرها او توصمها بالبرود اكثر مما توصفها بالدفء ‪ .‬كما آن مبادرة‬
‫المرشد النفسي علي هذا النحو تتسبب‪ B‬في اثارة نفس المسترشد‪ B‬بالسخرية‬
‫من االسلوب الذي يبدأ به عالقته االرشادية معه النه ال يعرف بالطبع مدي‬
‫ما يمكن ان يقدمة المرشد النفسي من مساعدة له كما انة ال يعرف كيف‬
‫يستفيد منه في حل مشكلتة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة جيدة ‪:‬‬
‫(( من الممكن ان تخبرني بكل ما تفكر فيه االن وستجدني‪ B‬ان شاء هللا‬
‫صاغيا لك ولكل كلمة تتفوه بها ))‪.‬‬
‫من فضلك ارجو ان تخبرني‪ B‬عن االسباب التي دفعتك لمقابلتي وطلب‬ ‫‪‬‬
‫رؤيتي ‪.‬‬
‫اذا بدء المرشد النفسي في المقابلة االولي علي هذا النحو من اجل دفع‬
‫المسترشد‪ B‬للمبادرة بالمناقشة وعرض حالته فانه يكون قد سهل مهمته‪ B‬بم‬
‫أوحي إليه من أهمية‪ B‬المضمون ومن عمق الجوهر فيما تحتويه‪ B‬المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬وفيما تتسم به من دفء ودينامية ‪.‬‬

‫ممارسة رديئة ‪:‬‬


‫(( ما المشكلة التي تريد أن تعرضها علي لمساعدتك في حلها ))‪.‬‬
‫‪ ‬أرجو أن تخبرني عن المشكلة التي تعاني منها وكانت سببا في حضورك إلي‬
‫‪.‬‬
‫تعتبر هذه المبادرة من المرشد النفسي أسوء ما يمكن أن تفتتح به المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬وأردأ ما يمكن أن يدفع به المسترشد إلي البدء في حديثة حول سبب‬
‫حضوره إلية وذلك من وجهة نظر اإلنسانيين أتباع روجرز حيث يرى أتباع‬
‫روجرز أن الحالة التي جاء من اجلها المسترشد‪ B‬قد ال تشكل عنده أية مشكلة‬
‫علي اإلطالق ‪ ،‬إنما جاء من اجل استطالع الرأي حولها والمساعدة في اتخاذ‬
‫قرار بشأنها ‪ ،‬مما يحرج موقف المرشد النفسي عندما يفاجئ من مسترشدة بأن‬
‫ليس عنده أي مشكلة ‪ ،‬إنما جاء من اجل المساعدة في أمر ما ال يشكل مشكلة‬
‫له ‪ ،‬كما أن كلمة ( مشكلة ) في حد ذاتها تمثل وقعا ثقيال علي أذن المسترشد‪، B‬‬
‫وأثرا سيئا في نفسه وال سيما إذا أراد عدم تذكيره بوجودها ‪ ،‬أو أراد أال يواجه‬
‫بما يعاني منه‪ B‬صراحة ‪ ،‬بالرغم من أحساسة بم يؤرقه بسببها‪.‬‬
‫ممارسة جيدة ‪:‬‬
‫‪ (( ‬أرجو أن تخبرني‪ B‬عن الموضوع الذي طلبت مقابلتي من اجل أن تناقش‬
‫فيما يدور حوله معا ))‪.‬‬
‫مما ال شك فيه ‪ ،‬أن كلمة ( موضوع ) تعتبر اخف وقعا علي أذن المسترشد‬
‫وأطيب أثرا في نفسه من كلمة ( مشكلة )حيث أنها تتيح له الفرصة للهروب من‬
‫مواجهة ما يعاني منه وما يورقه ‪ ،‬األمر الذي يجعله يعرض حالته كما يريد هو‬
‫أن يعرضها وبالكيفية التي يراها أكثر تكيفا معه وأكثر توافقا له ‪ ،‬ال كما يريد‬
‫المرشد النفسي منه أن يعرضها بوضع األفكار في عقلة ووضع الكلمات في فمه‬
‫‪ .‬كما أن افتتاح المقابلة االبتدائية علي هذا النحو يحمي موقف المرشد النفسي‬
‫ويدعمه من أي تجريح‪ B‬قد يحدث له إذا بدا بداية خاطئة مع مسترشدة‪ B‬الذي‬
‫يضطر إلي تصحيحها بدال من البناء عليها واالستمرار بعدها ‪.‬‬
‫ولكن العقالنيين أتباع ألبرت أليس ‪ ،‬وأنصار اتجاه العالج النفسي االنفعالي‬
‫يصرون علي بدء المقابلة اإلرشادية بسؤال المسترشد صراحة ‪ (( :‬ما هي‬
‫المشكلة التي تعاني منها )) حتى تكون مشكلته واضحة في ذهنه وحتى يدرك‬
‫ويحدد أفكاره ومعتقداته غير العقالنية التي تسببت‪ B‬في حدوثها ‪ ،‬مما يسهل‬
‫تغيرها إلي أفكار ومعتقدات عقالنية‪ B‬يتقبلها المسترشد بما يساعده علي التغلب‬
‫علي مشكلته والخالص منها ‪.‬‬

‫رؤية المسترشد للمقابلة اإلرشادية‪-:‬‬


‫مما ال شك فيه ‪ ،‬انه يمكن التعرف علي رؤية المسترشد حول المقابلة االبتدائية‪B‬‬
‫خالل مؤشرات تلقائية‪ B‬تصدر عنه بطريقة عفوية تعكس تأثره بها ورد فعله‬
‫عليها ‪ ،‬ان لم يكن قد ابدي مالحظاته بخصوصها ووجهة نظره حولها بطريقة‪B‬‬
‫صريحة ومباشرة ‪ .‬وتتمثل‪ B‬هذه المؤشرات التلقائية في فلتات اللسان التي تحمل‬
‫العبارات اللفظية حول المقابلة االبتدائية سواء أكانت ايجابية أو سلبية وفي‬
‫سلوكيات غير مقصودة سواء كانت في اتجاهها أم في االتجاه المضاد لها ‪ ،‬كرد‬
‫فعل طبيعي لم يكنه المسترشد في نفسه نحوها ‪ ،‬ولما يخفيه عنده في الالشعور‬
‫بخصوصها ‪ .‬وقد تكون رؤية المسترشد للمقابلة االبتدائية واضحة وصريحة‬
‫سواء أكانت تحمل اتجاهات ايجابية نحوها أم اتجاهات سلبية ‪ ،‬وذلك بالتعبير‬
‫عنها بطريقة‪ B‬مباشرة أما بإبداء مالحظاته حولها شفويا أو كتابيا في بدايتها أو‬
‫عند نهايتها ‪ ،‬وأما باقبالة الشديد عليها وحماسه لها ‪ ،‬أو رفضه أكل ما يتعلق‬
‫بها والبعد عنها ونبذها ‪.‬‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬فان المقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ B‬سوف تكشف بوضوح‪ B‬رؤية‬
‫المسترشد‪ B‬حولها بصفة خاصة ‪ ،‬وحول العملية اإلرشادية ككل بصورة‪ B‬عامة ‪.‬‬
‫ويجب علي المرشد النفسي الجيد والكفء في عملة الذي يتميز بالشفافية‬
‫المهنية‪ ، B‬وبالحس واإلدراك اإلنساني أن يتعرف علي تلك الرؤية بسرعة‬
‫وبصورة واقعية ودقيقة ال تقبل التخمين وال شك حتى يمكنه التعرف علي‬
‫ضوئها إن كانت رؤية المسترشد حول المقابلة االبتدائية‪ B‬ايجابية فعلية إن‬
‫يستمر‪ B‬في استراتيجياته اإلرشادية التي رسمها لمعالجته ‪،‬وان كانت رؤية‪B‬‬
‫المسترشد‪ B‬سلبية‪ B‬فعليه أال يبدأ في هذه االستراتيجيات إال بعد أن يمهد لها بإزالة‬
‫العوائق والحواجز التي في طريقها وتنقية‪ B‬رؤية المسترشد‪ B‬حول اإلرشاد‬
‫النفسي ومقابالته سواء أكانت االبتدائية أم ما يتبعها من مقابالت تشخيصية‪ B‬أو‬
‫عالجية‪.‬‬
‫وما نريد أن نؤكد علية في هذا الخصوص ‪ ،‬وننصح‪ B‬ونوصي به المرشد النفسي‬
‫والسيما حديث التخرج أو المبتدأ في ممارساته المهنية ‪ ،‬باال يكون حساسا أكثر‬
‫من الالزم لرؤية المسترشد للمقابلة االبتدائية سواء أكانت سلبية أم ايجابية ‪.‬‬
‫ويجب علي المرشد النفسي أال يتأثر بهذه الرؤية تأثيرا ذاتيا ينعكس علي‬
‫سلوكه نحو المسترشد وعلي ممارساته المهنية‪ B‬معه لذلك فان الموضوعية‬
‫المجردة المنزهة عن الهوى الشخصي في التعامل اإلنساني المهني مع‬
‫المسترشد‪ B‬تعتبر أساسا ضروريا لبناء العملية اإلرشادية الكلية ‪ ،‬وفي استمرار‬
‫مقابالتها ‪ .‬فإن الرؤية السلبية للمسترشد حول المقابلة االبتدائية يجب إال تترك‬
‫أثرا سيئا في نفس المرشد فينفعل بها ويتصرف علي أساسها ويتخذ اتجاه‬
‫مضادا له ولتعامله معه ‪ .‬ومن وجهة أخرى فان الرؤية االيجابية للمسترشد‬
‫وحول المقابلة االبتدائية يجب إال تترك أثرا متفائال إلي أقصي الحدود عند‬
‫المرشد النفسي فينفعل بها ويتصرف علي أساسها معتمدا عليها في تعميق‬
‫الثقة الكاملة في نجاحه وفي التنبؤ المؤكد بتحقيق أهداف استراتيجيه وفي كلتا‬
‫الحالتين ال ننصح‪ B‬بأيهما بل نعيد ونؤكد علي ان رؤية المسترشد للمقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬سواء كانت سلبية‪ B‬أم ايجابية‪ B‬يجب إال تؤثر تأثيرا ذاتيا علي المرشد‬
‫ولكن يجب أن يستثمرها في وضع استراتيجياته اإلرشادية أو تعديلها أو تغيرها‬
‫أو التمهيد لها حسب ما أحسه وأدركه وحسب ما توصل‪ B‬إليه بخصوص تلك‬
‫الرؤية‪.‬‬
‫وتبني‪ B‬الرؤية السلبية عند المسترشد حول المقابلة االبتدائية بناء علي عدة‬
‫عوامل ‪ ،‬إما تسبب فيها مجتمعه أوقد يكون ألحدها اثر مباشر علي بنائها ‪.‬‬
‫إن السمعة غير الطيبة للمركز اإلرشادي أو العيادة النفسية‪ B‬لما ينتهج‪ B‬في أي‬
‫منهما من استراتيجيات وقائية ونمائية‪ B‬وعالجية غير مجدية ولما يضم بين‬
‫أركان أي منهما من عاملين مهنيين وفنيين وإداريين يتصف‪ B‬عدد منهم بسوء‬
‫تعاملهم مع المترددين عليه ‪ ،‬او بقلم خبراتهم ‪ ،‬أو بعدم كفاءتهم أو بقصور في‬
‫تأهيلهم أو بعدم أماناتهم المهنية‪ B‬أو بعدم إخالصهم وعدم والئهم ألعمالهم ‪،‬‬
‫كفيلة ببناء رؤية‪ B‬سلبية نحو ذلك المركز أو تلك العيادة وكفيلة بتكوين اتجاها‬
‫مضادا ألي منهما عند المسترشدين ‪.‬‬
‫ويلعب االتجاه العام نحو المراكز اإلرشادية والعيادات النفسية ومستشفيات‬
‫الصحة العقلية في المجتمعات التي توصف بأنها نامية دورا كبيرا في بناء‬
‫الرؤية السلبية حول تلك المؤسسات العالجية وفي تكوين االتجاه المضاد ألي‬
‫منهما ‪ .‬وبالتالي تنعكس هذه الرؤية السلبية وهذا االتجاه المضاد علي‬
‫المسترشد‪ B‬بصورة مزدوجة تتمثل في رؤيته الذاتية واتجاهه الشخصي نحو أي‬
‫منهما ‪ ،‬وفي إحساسه برؤية‪ B‬اآلخرين له وباتجاههم نحوه إذا ما اتصل بأي من‬
‫تلك المؤسسات المرتبطة بالعقل والنفس ‪ ،‬عن قرب أو بعد بالتردد المنتظم‬
‫عليها أو بالزيارة االستثنائية لها ‪ .‬ومن ثم فان خوف المسترشد من أن يراه‬
‫احد وهو في طريقة ألي منها وخوفه الشديد من علم النفس بتردده عليها‬
‫وزيارته لها يجعله يكره حتى التفكير في عرض نفسه علي أي أخصائي ينتمي‬
‫إليها ‪ .‬وبالتالي تصبح رؤيته‪ B‬سلبية حول الخدمة النفسية بكل صورها ويصبح‬
‫اتجاهه مضادا لكل مقابالتها وال سيما األولي منها والتي تدفعه لوضع قدمه‬
‫علي أول الطريق للرعاية النفسية‪. B‬‬
‫إن عمليات اإلحالة المتكررة التي يتعرض لها المسترشد‪ B‬وانتقاله من مؤسسة‬
‫إلي أخرى ‪ ،‬وتنقله بين أخصائي وأخر بسبب وبال سبب ‪ ،‬بهدف وبدون هدف‬
‫بناء علي ما تفرضه‪ B‬األمانة المهنية أو من باب التخلص منه بدبلوماسية ‪،‬‬
‫وتردده علي مختلف المؤسسات التي يعتقد بأنها سوف تساعده علي عبور‬
‫أزماته النفسية عن ثقة فيما يقرره األخصائيون من إحالته كل إلي األخر‬
‫باإلضافة إلي طول فترة االنتظام في عمليات اإلرشاد والعالج النفسي في‬
‫المؤسسات المختلفة والمتباينة‪ B‬التي تردد عليها وطرق أبوابها وانتظر في‬
‫أروقتها ‪ ،‬مما جعله يشعر مؤخرا بأنه مدفوع بيد اآلخرين وليس بيده إلي نهاية‬
‫غير معلومة وألجل غير مسمي وكأنه كرة قدم تقذف من العب إلي أخر دون أن‬
‫يتحقق أي هدف في مرمي‪ B‬أي منهم في مباراة مفتوحة ال نهاية لها وال موعد‬
‫إلنهائها ‪ .‬كل هذا كفيل بال جدال أن يبني‪ B‬رؤية سلبية ويكون اتجاها مضادا عند‬
‫المسترشد‪ B‬نحو هذه المؤسسات مجتمعه التي تدعي – من وجهه نظره – أنها‬
‫قادرة علي مساعدة األفراد الذين يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم لعبور أزماتهم‬
‫النفسية ومع األسف لم يحقق أي منهم ما يصبو إليه من أهداف ‪ .‬وبالتالي ‪،‬‬
‫تنعكس هذه الرؤية السلبية ‪ ،‬وينعكس هذا االتجاه المضاد بالصورة العامة علي‬
‫رؤية المسترشد واتجاهه نحو المقابلة االبتدائية بصفة‪ B‬خاصة عندما يدفع إليها‬
‫كل من يحال فيها إلي مؤسسة عالجية أخري ليراه أخصائي جديد ‪ .‬ومما ال‬
‫جدل فيه ‪ ،‬إن اليأس من تحقيق هدف ما يولد التشاؤم بخصوصه‪ B‬ويبني رؤية‪B‬‬
‫سلبية حوله ويكون اتجاها مضادا نحوه ‪.‬‬
‫وقد تتسبب المكابرة و المغالطة عند المسترشد وعدم اعترافه بوجود أزمات‬
‫نفسية يمر بها ‪ ،‬وعدم اعترافه بعجزه الواضح عن عبورها في بناء الرؤية‬
‫السلبية وفي تكوين االتجاهات المضاد نحو أي وسيلة عالجية قد تأخذ بيده‬
‫لعبور تلك األزمات وال سيما المقابلة االبتدائية‪ B‬التي البد أن ينتظم فيها عندما‬
‫يريد أن يلتحق بأي برنامج‪ B‬للعالج ‪.‬فالمدمن علي الخمور والمخدرات مثال‬
‫يرفض بشدة الذهاب إلي أي مركز لإلرشاد النفسي أو إلي أي مستشفي للصحة‬
‫النفسية لمساعدته علي التخلص من إدمانه والعودة إلي سالمة عقلة واتزان‬
‫نفسه ‪ ،‬محاوال إن يثبت لنفسه بأنه قادر علي أن يكف عن تناول المخدرات إذا‬
‫أراد ذلك ولكنه لم يرد لما يستمتع به من تناولها أو تعاطيها ( علي حد‬
‫تعبيره ) ‪ .‬ويدعي مدمنون آخرون لم يأت األوان بعد للكف عن اإلدمان وفريق‬
‫ثالث يستتر‪ B‬بغفران هللا سبحانه وتعالي تحت دعوة أنها إرادة هللا ولم يأذن‬
‫سبحانه وتعالي لهم بعد بالتوبة ‪ .‬وفي كل األحوال تعتبر المكابرة والمغالطة‬
‫السبب المباشر خلف رؤية المسترشدين السلبية وخلف اتجاههم المضاد نحو‬
‫أي برنامج عالجي مبتدئا بالمقابلة األولي ‪.‬‬
‫أما عن الرؤية االيجابية للمسترشد حول المقابلة االبتدائية واتجه السليم نحوها‬
‫‪ ،‬فيمكن أن يعبر عنها بأية وسيلة كانت صراحة أو ضمنا إذا حس وشعر بان‬
‫هناك فائدة هامة سوف يجنيها من المركز اإلرشادي الذي يتردد عليه أو من‬
‫العيادة النفسية التي يلتحق بها وإذا كان أي منهما ذا سمعه طيبة يحكي عنها‬
‫من الجميع وإذا تناقلت الخبرات الجيدة والمعاملة الحسنة التي تميز العاملين في‬
‫أي منهما علي االلسنه وتهمس بها الشفاه أو إذا اقتنع المسترشد بان المرشد‬
‫هو األمل المنشود الذي يعتمد عليه بعد هللا سبحانه وتعالي في مساعدته علي‬
‫حل مشكلته أو إذا احتاج إلي وسيط متخصص يسترشد به ليستبصر ما بداخلة‬
‫ويستخرج ما يكبته‪ B‬مما يؤرقه وينغص عليه حياته ‪.‬‬
‫ولو أن الرؤية االيجابية‪ B‬احتمال وجودها عند المسترشد‪ B‬ضئيل في المجتمعات‬
‫النامية نحو المؤسسات التي تتعامل مع العقل والنفس ونحو العاملين بها‬
‫واألخصائيين في معالجة المترددين عليها إال أن األمل كبير في أن تزداد هذه‬
‫الرؤية االيجابية‪ B‬علي مر السنين القادمة مما يتطلب مضاعفة المجهودات‬
‫المبذولة من القائمين عليها والمشتغلين في الخدمات النفسية نحو تشجيع‬
‫األفراد ذوي الحاجات النفسية غير المشبعة علي التردد عليها لالستفادة منها‬
‫مستغلين في ذلك كل وسيلة متاحة في المجتمع وال سيما عن طريق اإلعالم‬
‫خالل الجرائد والمجالت واإلذاعات والتلفزيون ومن خالل عقد ندوات ودورات‬
‫ومحاضرات التي توضح دور الخدمات النفسية في رعاية المجتمع وفي رعاية‬
‫أفراده من أيه اضطرابات انفعالية أو سلوكية ‪.‬‬

‫رؤية المرشد النفسي للمقابلة االبتدائية ‪-:‬‬


‫خالفا لما هو علية المسترشد‪ B‬غالبا من رؤية سلبية حول المقابلة االبتدائية‪ B‬نجد‬
‫المرشد النفسي يتمتع‪ B‬برؤية ايجابية نحوها في معظم األحوال ‪ .‬ويمكن مالحظة‬
‫ذلك بسهولة ويسر من السمات التي تتميز بها شخصيته‪ B‬عن شخصية غيره من‬
‫العاملين في المهن االخري ‪ .‬وتبدو هذه السمات واضحة علي السلوك العام‬
‫للمرشد النفسي الجيد ‪ ،‬حيث انه دائم الحركة والنشاط مواظب علي الحضور‬
‫لمقر عمله دقيق في مواعيده مع مسترشديه‪ B‬يتسم تعامله بالدفء ال تفارق‬
‫االبتسامة‪ B‬شفتيه دائم القراءة واالطالع في مجال عمله دائم االتصال مع زمالءه‬
‫في المهنة وما شابه ذلك في السلوك العام الذي يدل علي ايجابيته‪ B‬نحو عمله‬
‫بصورة عامة مما ينعكس علي تفاعالته مع مسترشديه بصفة خاصة في‬
‫مقابالته اإلرشادية وال سيما االبتدائية منها ‪.‬‬
‫وتتمثل‪ B‬الرؤية االيجابية‪ B‬للمرشد النفسي نحو مقابالته اإلرشادية عموما ونحو‬
‫المقابلة االبتدائية علي وجه الخصوص في عدة أمور يراعيها جيد وال يحيد‬
‫عنها ‪ .‬نجد المرشد النفسي االيجابي يركز اهتمامه منذ البداية علي إعداد غرفة‬
‫اإلرشاد النفسي وتجهيزها الستقبال المسترشد فيها ‪ .‬لذلك فانه يحرص علي أال‬
‫يدع المسترشد تقع عينه علي قطع متناثرة‪ B‬من مالبسه مثل الجاكت أو ربطة‬
‫العنق بين مقعد وأخر علي منافض السجائر وهي ممتلئة بأعقابها علي صفحات‬
‫الجرائد اليومية‪ B‬أو المجالت األسبوعية وهي ملقاة علي األرض علي بقايا‬
‫الطعام التي قد انتهي من تناوله قبل دخول المسترشد مباشرة ‪ .‬واهم من كل هذا‬
‫فهو يحرص علي أال يقع عين المسترشد علي أوراق ومستندات تخص‬
‫مسترشد أخر تكون مفتوحة علي مكتبه‪ B‬أو متروكة علي إحدى المناضد التي في‬
‫الغرفة كما أنة يحرص علي تهوية‪ B‬الغرفة وتنقيتها قبل دخول المسترشد إليها‬
‫الن النوافذ ستكون مغلقة إثناء المقابلة اإلرشادية كما سبق اإلشارة إلية في‬
‫البيئة‪ B‬المهنية‪ B‬في فصل متقدم من هذا الكتاب ‪ .‬وال ينس المرشد النفسي تجهيز‬
‫وإعداد جهاز التسجيل ووضع الشريط بداخله وتجريبه‪ B‬قبل دخول المسترشد‪B‬‬
‫إلي غرفة اإلرشاد ‪ .‬كما أنة يرتب المقعدين اللذين سيجلسان عليهما بحيث‬
‫يوضعان علي ضلعي زاوية قائمة مع غلق النوافذ وإسدال الستائر عليها قبل‬
‫دخول المسترشد مباشرة إلي غرفة اإلرشاد النفسي ‪.‬‬
‫ويحرص المرشد النفسي االيجابي علي مراجعة المستندات أثناء وجودة في‬
‫مكان االنتظار لتكوين فكرة مبدئية‪ B‬عنه وعن حالته أو عن أسباب حضوره‬
‫لزيارته‪ B‬حتى ال يتطرق إليها خالل المقابلة االبتدائية إال إذا احتاج إلي توضيح‪B‬‬
‫نقطة فيها أو إلي استطالع أمر ما يخصها حرصا علي وقت المقابلة من‬
‫استنفاده في تكرار ما يمكن تالفيه وإذا كان المسترشد محال إليه من جهة‬
‫أخري فانه يحرص علي معرفة سبب اإلحالة والهدف منها وأين انتهي المرشد‬
‫السابق معه ومن أين يبدأ في تعامله ومن خالل هذه المراجعة الدقيقة لملف‬
‫المسترشد‪ B‬فان المرشد النفسي يستطيع بسهولة تحديد الهدف العام الرئيسي من‬
‫المقابلة االبتدائية ومعرفة ما إذا كان المسترشد جاء ساعيا لطلب المساعدة في‬
‫اتخاذ قرار ما أو لحل مشكلة معينة‪ B‬أو لعالج اضطرابات تنتابه‪ B‬انفعالية او‬
‫سلوكية وبناء عليه يمكن أن يحدد ما إذا كان الهدف الرئيسي من المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬وقائية‪ B‬عالجية ونمائي‪B‬ة وعلي ضوء تحديد الهدف من المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬يتمكن من رسم استراتيجياته اإلرشادية التي سوف يستخدمها معه في‬
‫المقابالت التالية المتتالية ‪.‬‬
‫وتتحقق الرؤية االيجابية للمرشد النفسي حول المقابلة اإلرشادية أيضا عندما‬
‫يتصف بالموضوعية في سلوكه مع المسترشد‪ . B‬إن المرشد النفسي ذا الرؤية‬
‫االيجابية يحرص علي أال يكون متحيزا لرأي وال متعصب لمبد ا وال داعيا لفكرة‬
‫‪ .‬وبالتالي يحرص علي أال يتخذ موقف سلبيا اتجاه المسترشد‪ B‬إذا خالفه في‬
‫الرأي أو المبدأ أو الفكرة ‪ .‬كما انه يحرص علي إال يكون اتجاهه مضادا له أن‬
‫صدر منه‪ B‬أي سلوكيات ال ترضيه‪ B‬أو بدر عنه أية انفعاالت ال تعجبه الن‬
‫المفروض أنة يتقبله كما هو بخيره وشره بحسناته‪ B‬وسيئاته بهدوئه‪ B‬وانفعاالته‬
‫حتى وان أعلن صراحة رؤيته‪ B‬السلبية عن المقابلة االبتدائية ‪ .‬وباإلضافة إلي‬
‫ذلك تتحقق الرؤية االيجابية للمرشد النفسي عندما يكون صريحا وواضحا مع‬
‫مسترشدة منذ البداية في المقابلة االبتدائية ‪ .‬لذلك فهو يحرص أال يخفي عنه‬
‫شيئا وال سيما فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية‪ B‬في اإلستراتيجية‪ B‬اإلرشادية ‪.‬‬
‫فالمرشد النفسي االيجابي يطلع مسترشدة‪ B‬أول بأول علي ما يجب اتخاذه من‬
‫خطوات حتى يكون علي بينه‪ B‬من أمره في الخطوات التالية من اإلرشاد النفسي‬
‫سواء كانت تختص بإحالته إلي جهة أخري أم باستمراره‪ B‬في مقابالت إرشادية‬
‫متتالية بعد المقابلة األولي ‪.‬‬

‫افتتاح المقابلة االبتدائية ‪-:‬‬


‫تبدأ المقابلة االبتدائية‪ B‬منذ أول لحظة يستقبل فيها المسترشد بمعرفة السكرتير‬
‫المهني في مركز اإلرشاد النفسي الذي سيتولى رعاية حالته النفسية‪ B‬بإجراءات‬
‫تمهيدية‪ B‬تتمثل‪ B‬في تحرير االستمارات واإلقرارات التي تخصه بمعرفته ثم انتظاره‬
‫في مكان االنتظار حتى يحضر إليه المرشد النفسي ليستقبله بابتسامة دافئة‬
‫وبصحبه معه إلي غرفة اإلرشاد النفسي كما جاء وصفه بالتفصيل في البيئة‬
‫المهنية‪ B‬في فصل سابق من هذا الكتاب وتحدد العالقة اإلرشادية منذ البدء في افتتاح‬
‫المقابل االبتدائية بناء علي أول اتصال لفظي وغير لفظي النفسي لما يتركه‪ B‬هذا‬
‫االتصال من انطباع مؤثر في نفس المسترشد قد يكون ايجابيا وقد يكون سلبيا وهذا‬
‫يتوقف علي خبرة المرشد النفسي ومهاراته في إدارة مقابلته االبتدائية‪. B‬‬
‫يتقدم المرشد النفسي المسترشد في خطواته مصاحبا إياه من مكان االنتظار إلي‬
‫غرفة اإلرشاد النفسي وبمجرد أن يدخل االثنين في الغرفة يغلق المرشد باب الغرفة‬
‫خلفه ويضيء‪ B‬ضوء احمر فوقه ‪ ،‬او يستعيد عنه بوضع الفته عليه تحما عبارة‬
‫( عفوا ارجوا عدم االزعاج المرشد في مقابلة المسترشد) حتي ال يزعجهما احد‬
‫وحتي ال يقطع عليهما االتصال اإلرشادي اثناء المقابلة‪ .‬ويشير المرشد بيده الي‬
‫المقعد الذي سيجلس عليه المسترشد‪ B‬بكلمات ممزوجة بابتسامة‪ B‬مشجعة له علي‬
‫الجلوس مثل ‪ ( :‬تفضل اجلس هنا ) او ( هذا هو المكان الذي سوف تجلس فيه ) ثم‬
‫يجلس المرشد علي المقعد المخصص له علي الضلع االخر من الزاوية القائمة التي‬
‫تتكون من الضلع الذي يجلس عليه المسترشد‪. B‬‬
‫اذا الحظ المرشد النفسي أي ارتباك يعتري سلوك المسترشد بسبب الخجل او‬
‫الخوف او البدء في خبرة جديدة لم يمر بها من قبل ‪ ،‬اذا حاول المسترشد‪ B‬ان يخفيه‬
‫او يتحاشي مظاهره بالصمت ‪ ،‬بشرود البصر او الذهن بحركات عصبية‪ B‬ارادية او‬
‫الارادية ‪ ،‬علي المرشد النفسي ان يتدخل في الحال الزالة حالة التوتر التي انتابته‬
‫بطريقة لبقة وذكية بعيدة كل البعد عن الجو المهني الذي وجد المسترشد نفسه بين‬
‫قضبانه ‪ .‬ولعل بعض العبارات العامة التي يبدا بها المرشد النفسي اتصاله اللفظي‬
‫مع مسترشده‪ B‬تفيد في تخفيف حدة التوتر عنده ان لم تزيلة نهائيا ‪ .‬وننصح بعدم‬
‫إبداء أية مالحظات علي سلوكه المضطرب حتي ال تزيده ارتباكا وحتي ال ينقلب‬
‫المسترشد‪ B‬ويصبح منكرا اومدافعا او مهاجما ‪ :‬ونسرد فيما يلي عدد من النماذج‬
‫الرديئة والنماذج الجيدة لالتصال اللفظي االول بين المرشد والمسترشد‪ B‬علي النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫اتصال لفظي ردئ ‪:‬‬


‫(( اري انك مرتبك واعصابك مضطربه وفي الحقيقة ال اري أي داع‬ ‫‪.1‬‬
‫لذلك )) ‪.‬‬
‫(( لماذا انت مضطرب هكذا ؟ هل انت خائف من هذه المقابلة ؟ ))‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫االحظ انك شارد عني ببصرك وذهنك كما لوكنت تريد ان تهرب من مقابلتي‬ ‫‪.3‬‬
‫لك )) ‪.‬‬
‫لماذا تلعب باصابعك بهذه الطريقة العصبية ؟ هل يوجد ما يقلقك في هذه‬ ‫‪.4‬‬
‫المقابلة ؟ )) ‪.‬‬
‫هل سنظل صامتين هكذا لفترة طويلة ؟ اليس لديك ما تقوله ؟ تفضل اخبرني‪B‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ما عندك )) ‪.‬‬
‫هذه العبارات التي تمثل اول اتصال لفظي بين المرشد والمسترشد في بدء‬
‫المقابلة االبتدائية قد تهدم العالقة االرشادية من اساسها وان يقوم لها وزن بعد‬
‫ذلك النها ال تخدم المقابلة وال تسهم في بنائها وهذا يدفع المسترشد ليكون ‪:‬‬
‫منكرا‬
‫فيرد علي المرشد النفسي بقوله ‪:‬‬
‫‪ (( .1‬انا ليس مرتبك واعصابي هادئة والحمد هلل ))‪.‬‬
‫‪ (( .2‬انا است خائفا ‪..‬مم اخاف ؟ )) ‪.‬‬
‫‪ (( .3‬نعم ال ابدا انا معك حاضر الذهن ))‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يوجد ما يقلقني ‪ ..‬لم العب باصابعي )) ‪.‬‬
‫‪ (( .5‬بالطبع لن نظل صامتيين لديه ما اقوله ))‪.‬‬
‫مدافعا‬
‫فيرد علي المرشد النفسي بقوله ‪:‬‬
‫‪ (( .1‬بالطبع يجب أن أكون مرتبكا ومضطرب هذه اول مرة اقابلك‬
‫فيها وال ادري ما سيكون بيننا ))‪.‬‬
‫‪ (( .2‬الخوف ليس عيبا ‪ ..‬انه طبيعة البشر )) ‪.‬‬
‫‪ .3‬لقد شردت بذهني الني تذكرت امرا ال عالقة له بهذه المقابلة ))‪.‬‬
‫‪ (( .4‬انني دائما العب باصابعي هكذا ‪ ..‬انها عادة قديمه منذ‬
‫الصغر )) ‪.‬‬
‫‪ (( .5‬طبعا عندي ما أقوله ‪..‬ولكني اريد وقتا حتي ابا ما اقول ))‪.‬‬
‫مهاجما‬
‫فيرد علي المرشد النفسي بقوله ‪:‬‬
‫‪ (( .1‬من ادراك اني مرتبك واعصابي مضطربة‪.)) B‬‬
‫‪ (( .2‬لماذا تتهمني بالخوف ؟ اتريد ان تخيفني من‬
‫هذه المقابلة ))‪.‬‬
‫‪ ((. .3‬ما الذي جعلك تعتقد اني اريد ان اهرب من‬
‫مقابلتك ؟ هل تري انه من االفضل لي حقا‬
‫الهروب ))‪.‬‬
‫اتصال لفظي جيد ‪:‬‬
‫‪ .1‬هل وجدت صعوبة في الحضور الي هذا المكان ‪..‬هل كان العنوان واضحا ؟‪.‬‬
‫‪ .2‬كيف الجو اليوم ؟ لقد كان باردا في الصباح اليوم عندما جئت الي هنا ))‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتقد بان الطرقات مزدحمة أالن بسبب السيارات والموشاة ‪ ..‬ألنها ساعة‬
‫خروج الموظفين ))‪.‬‬
‫إن مثل هذه العبارات تمثل‪ B‬االتصال اللفظي الجيد بين المرشد والمسترشد تعمل‬
‫علي إخراجه من الجو المهني الذي يكون قد تسبب في حاله التوتر التي انتابه ‪.‬‬
‫أن إشغال المسترشد في الحديث العام في حياته اليومية‪ B‬باستمرار مثل الظروف‬
‫الجوية ومشكالت المواصالت وزحام الطرقات ‪ ...‬وما شابهها يجعله يحس باأللفة‬
‫بينه وبين مرشده ويجعله يحس بالتقارب اإلنساني بينهما كشبرين بعد كسر الحاجز‬
‫المهني الذي باعد بينهما في بدء المقابلة وتسبب في حالة التوتر التي اعترت‬
‫سلوك المسترشد ‪ .‬وبالرغم أننا نوصي‪ B‬بوجود فاصل مهني بين المرشد‬
‫والمسترشد‪ B‬حتى يعلم كل منهما دوره تماما فال يتناساه ويخرجا عما يجب أن يكونا‬
‫عليه من عالقة إنسانية مهنية إال أننا نؤكد علي رقة هذا الفاصل فال يكون سميكا‬
‫في صورة حاجز يفصلهما تماما وال هشا يرفع التكلفة بينهما ويفقد العملية‬
‫اإلرشادية معناها وجوهرها لذلك فان الخيط المهني الذي يفصلهما يجب أن يكو ن‬
‫رفيعا ومتينا ال يفصلهما نهائيا وال ينقطع بينهما ‪.‬‬

‫بناء المقابلة االبتدائية ‪-:‬‬


‫بعد التعرف على الصعوبات التي تواجه المسترشد‪( B‬التعرف على المشكلة ) بصفة‬
‫مبدئية‪ B‬في افتتاح المقابلة االبتدائية ‪ ,‬تتدرج‪ B‬القابلة بعد ذلك تلقائيا الى المرحلة‬
‫التالية ‪ ,‬والمرحلة الوسطى ‪ ,‬وهي مرحلة البناء والتي تسمى في العرف اإلرشادي‬
‫والعالجي بمرحلة عرض المشكلة والتي أرى انه من األفضل تسميتها بمرحلة‬
‫عرض الصعوبات المتعلقة بالتكيف والتوافق ‪ ,‬مستبعدين كلمة مشكلة ‪ .‬تختص هذه‬
‫المرحلة بمناقشة‪ B‬الشكوى العامة للمسترشد وما يصاحبها من أعراض ظاهرة على‬
‫سلوكه العام تدل بصراحة ووضوح على طبيعة األزمات النفسية الحالية التي يعاني‬
‫منها ‪ ,‬والتي كانت سببا مباشرا ودافعا قويا في عرض نفسه‪ B‬على المرشد النفسي ‪.‬‬
‫هذا المرة يتطلب التركيز بصورة عامة في هذه المرحلة ‪ ,‬المرحلة الثانية من‬
‫المقابلة ‪ ,‬على تجميع المعلومات الممكنة حول المسترشد والتي يمكن آن تسهم إلى‬
‫حد كبير في تحديد عدة عوامل هامة يمكن استثمارها في إزالة الصعوبات التي‬
‫تواجه المسترشد ‪ .‬ويمكن سرد من هذه العوامل على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدوافع الحقيقية واألسباب الخفية التي جعلت المسترشد يعرض نفسه على‬
‫المرشد ‪.‬‬
‫‪ -2‬الظروف الحالية المحيطة به من جميع جوانب حياته المعيشية‪. B‬‬
‫‪ -3‬األحداث واألسماء الهامة المؤثرة عليه ‪ ,‬والتي كان لها بصمات واضحة‬
‫على حياته ‪ ,‬والتي قد يكون لها دخل كبير في أزماته ‪.‬‬
‫‪ -4‬الخصائص العامة لشخصيته ممثلة‪ B‬في القدرة العامة (الذكاء) (ومجموعة)‬
‫القدرات الخاصة مثل الميول واالهتمامات واالستعدادات‪ ..‬وما شابهها ‪.‬‬
‫‪ -5‬االرتباطات المحتمل وجودها بين األزمات النفسية التي يعاني منها وبين‬
‫أعراض عضوية قد يشكو بسببها ‪.‬‬
‫‪ -6‬األزمنة‪ B‬الماضية التي شعر خاللها المسترشد‪ B‬بنفس األزمات النفسية التي‬
‫يعاني منها أالن ‪ ,‬أو ما يشابهها ‪ ,‬وكيفية التصدي لها والتغلب عليها ‪.‬‬
‫‪ -7‬الظروف الماضية‪ B‬التي كانت تحيط به قبل مواجهته لتلك الصعوبات وقبل‬
‫إحساسه بتلك األزمات التي يعاني منها ‪.‬‬
‫‪ -8‬الفترة الزمنية التي قضاها المسترشد متأثرا بتلك الصعوبات وما تسببت‪ B‬فيه‬
‫من أزمات ‪ ,‬منذ بدايتها وحتى وقت مقابلته للمرشد النفسي ‪.‬‬
‫‪ -9‬الخبرات اإلرشادية والعالجية التي مر بها منذ مواجهته لتلك الصعوبات‬
‫ومنذ إحساسه بتلك األزمات وحتى وقت عرضه على المرشد النفسي ‪.‬‬
‫مثل تلك المعلومات التي يسعى المرشد النفسي الى الحصول عليها من المسترشد‪B‬‬
‫سواء اكان ذلك بالمناقشة المبنية‪ B‬على االستفسارات واإلجابات عليها ‪ ,‬ام‬
‫بالمالحظة لما يسلكه خالل المقابلة ورد فعله على محتوياتها ‪ ,‬ام باستخدام‬
‫المقاييس واالختبارات النفسية ‪ .‬ام بدراسة الحالة ودراسة التقارير المكتوبة‪ B‬عنها ‪,‬‬
‫والتي يبدا في تجميعها في المرحلة الثانية‪ B‬من المقابلة األولى ‪ ,‬ويستمر‪ B‬في تجميع‬
‫محتوياتها وتفصيالتها وجزئياتها في المقابالت التشخيصية المتتالية والتالية عليها‬
‫‪ ,‬تمكنه من ربط الخيوط بعضها ببعض لتوضيح‪ B‬الرؤيا فيما اذا كان هناك صراعات‬
‫حقيقية‪ B‬بين خبرات الماضي وأزمات الحاضر ‪ ,‬بين ما هو مكبوت في الالشعور وما‬
‫هو متداع حر بين الشفاه ‪ ,‬وبين ما هو مختبئ في العقل وما يعلن على اللسان ‪.‬‬
‫هذه المعلومات تسهل مهمة‪ B‬المرشد النفسي في حل تلك الصراعات باستدعاء‬
‫المكبوت وإظهار الخفي ‪ ,‬وفي دراسة ما تم انجازه في الخبرات اإلرشادية‬
‫والعالجية السابقة وما لم يتم ‪ ,‬وما ينتظر آن يتم في الخبرات الحالية والمستقبلية ‪.‬‬

‫ولن يكون سهال على المرشد النفسي آن يتعامل مع مسترشد ذي خبرات سابقة في‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي ‪ ,‬الن المسترشد ذا الخبرات اإلرشادية والعالجية السابقة‬
‫يفرض على المرشد النفسي ضمنيا بال تصريح وبال تحديد الرؤية الثاقبة في كل ما‬
‫يتعلق بتلك الخبرات السابقة من حيث معرفة الزميل المهني الذي تعامل معه في‬
‫السابق ‪ ,‬وان تم ذلك التعامل ؟ ومتى بدا معه ومتى انتهى منه ومتى احاله اليه ؟‬
‫وكيف كان التعامل بين االثنين ؟ وما الفترة الزمنية‪ B‬التي استغرقتها العملية‬
‫االرشادية ؟ التي احتوتها ؟ وما النتائج التي توصال اليها وما رؤية‪ B‬المسترشد‬
‫الحقيقية حول تلك الخبرات ؟ وما مشاعره نحوها وما هي توقعاته الحلية من‬
‫العملية االرشادية ؟ آن المرشد النفسي مطالب باالستعداد لمواجهة التحديات التي‬
‫تفرضها عليه تلك االستفسارات التي تظهر واضحة جلية امام عينيه ‪ ,‬والتي ال‬
‫تغيب عن فكره لحظة واحدة منذ آن تبدا مالمحها في الظهور في المرحلة الثانية‪B‬‬
‫من المقابلة االولى ‪.‬‬

‫بناء على المعلومات المتجمعة حول المسترشد‪ , B‬وبناء على تلك التحديات التي‬
‫فرضت نفسها على المرشد نتيجة‪ B‬لخبرات المسترشد االرشادية والعالجية السابقة ‪,‬‬
‫يجد المرشد النفسي نفسه في مواجهة تحديات جديدة تتعلق بمعرفة خصائص‬
‫المسترشد‪ B‬االدائية والوظيفية في العملية االرشادية والعالجية ‪ .‬فهناك مسترشدون‬
‫محترفون النهم زوار مترددون وزبائن منتظمون‪ B‬في عمليات االرشاد والعالج‬
‫النفسي المقدمة في مختلف المراكز والعيادات والمستشفيات المختصة بتقديم‬
‫خدمات الصحة النفسية‪ . B‬هناك مسترشدون يشكون من الفرغ والوحدة ‪ ,‬والعزلة‬
‫االجتماعية مثل االرامل والمطلقين والعوانس من الجنسين ‪ .‬هؤالء بطبيعتهم‬
‫يبحثون عن المساعدة في ملئ فراغ حياتهم ‪ ,‬في مواساتهم في وحدتهم ‪ ,‬في‬
‫اخراجهم من عزلتهم ‪ ,‬لذلك تجدهم دائمي التردد على المؤسسات التي تقدم‬
‫الخدمات النفسية المتباينة ‪ .‬ومسترشدون اخرون من محبي الثرثرة ‪ ,‬ومن رواة‬
‫القصص والحكايات ‪ ,‬ومن هواة البحث عن مستمع جيد لما يثرثرون فيه ‪ ,‬وما‬
‫يرونه وما يحكون عنه ‪ .‬هؤالء النفر من المسترشدين مثل المسنين من الجنسين‬
‫يوصفون بانهم مدمنو االنتظام في عمليات االلرشاد والعالج النفسي بهدف تدعيم‬
‫وتعزيز وتنمية ما هم مقتنعون به ‪ ,‬وما هم عليه من سلوك ادائي ممارس على مر‬
‫الزمن‪.‬‬

‫ومجموعة أخرى من التحديات تنتظر المرشد النفسي على مشارف المرحلة الثانية‪1‬‬
‫من المقابلة األولى ‪,‬مرحلة البناء في المقابلة االبتدائية‪ .‬هذه التحديات تتعلق‬
‫بتوقعات المسترشد‪ 1‬من عمليات اإلرشاد والعالج النفسي والتي سوف يستشفها‬
‫ويتحقق من مدى إشباعها منذ أن يدخل في حوار مع المرشد النفسي في تلك‬
‫المرحلة من هذه المقابلة‪.‬عندما يقررا لمسترشد أن يزور ويقابل المرشد من تلقاء‬
‫نفسه‪,‬أو عندما يحال إليه من جهة أخرى‪ ,‬فإنه يفكر في عدد من التوقعات التي‬
‫يعلم ويأمل أن تتحقق على يديه وكأنه رجل خارق يمسك عصاه سحريه بيده تمكنه‬
‫من تغيير ما بنفسه وتعدل من سلوكه وال سيما إذا كان المرشد النفسي ذا سمة‬
‫مهنية‪ 1‬طيبة وشهرة كبيرة‪.‬لذلك فان المرشد النفسي الجديد والكفء في عمله يمكنه‪1‬‬
‫أن يتلمس توقعات المسترشد وما ينتظره من عمليات اإلرشاد والعالج النفسي التي‬
‫انتظم فيها وذلك فىمرحلة البناء من المقابلة االبتدائية‪.‬وبناء عليه‪,‬يمكن للمرشد‬
‫النفسي إن يقدر إمكانيته‪ 1‬المهنية‪ 1‬جيدا‪ ,‬فان استطاع إن يحقق توقعات مسترشدة‬
‫فانه يستمر‪ 1‬في التعامل ‪,‬وان يستطع عليه إن يخبره بذلك بصراحة وأمانة محاوال‬
‫معه دراسة ومناقشة عدد من البدائل والخيارات المتاحة والتي يمكن إن تحقق‬
‫توقعات شبيهة بما كان يأمل فيها أو قريبة‪ 1‬منها‪.‬ونحن نحذر المرشد النفسي من‬
‫المغالطة والمكابرة‪,‬ومن ممارسة األوهام في إيهام المسترشد‪ 1‬بما يمكن إن يتحقق‬
‫على يده‪,‬بينما يعلم انه فى الحقيقة عاجز تماما عن تحقيق ما يصبو‪ 1‬إليه‬
‫المسترشد؟ألنه بذلك يكون قدم صورة مزيفة يجب إن يكون عليه اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإننا نوصى وننصح المرشد النفسي بان يولى اهتمامه إلى اختبار‬
‫توقعات المسترشد واكتشافها منذ اللحظات األولى التي يمارس فيها المرشد مهارة‬
‫بناء المقابلة االبتدائية‪.‬ومن ثم فانه يتمكن ‪,‬بناء عليها من تحديد استراتيجياته‬
‫اإلرشادية والعالجية على أسس سليمة واقعية التحقق‪,‬وليست خيالية التنفيذ‪.‬وان‬
‫فشل المرشد النفسي في اكتشاف توقعات المسترشد‪ 1‬والتعرف عليها في تلك‬
‫المرحلة‪,‬فانه كل منهما ينشغل عن األخر في تحقيق أهدافه وكأنهما مسافران في‬
‫قطارين متضادين في اتجاه المسير ولن يلتقيا أبدا‪.‬‬
‫ولما كان الهدف االساسى من اإلرشاد والعالج النفسي هو تنمية شخصية‪1‬‬
‫المسترشد‪ 1‬من جميع جوانبها اإلرشادية‪,‬وتعديل سلوكه نحو األفضل بعد إزالة‬
‫الصعوبات التي تواجهه وتعرقل سلوكه تكيفه مع البيئة‪ 1‬المحيطة به‪,‬فان مسئولية‪1‬‬
‫المرشد النفسي في مرحلة البناء في المقابلة األولى‪,‬بعد اكتشاف توقعات المسترشد‬
‫إن يركز على توضيح مفهوم اإلرشاد النفسي ومدى ما يمكن إن تحققه من مساعدة‬
‫في مواجهة تلك الصعوبات ‪ ,‬وفى تنمية شخصية‪ 1‬وتعديل سلوكه‪.‬ويحاول المرشد‬
‫النفسي في هذه المرحلة أيضا إن يوضح‪ 1‬للمسترشد بان اإلرشاد النفسي ليس‬
‫عملية سحرية تغير الجوهر وتبدل المظهر‪,‬وليس عملية فردية يستعرض فيها‬
‫المرشد النفسي عضالته المهنية بينما يتفرج‪ 1‬عليه المسترشد‪ 1‬مشجعا العرض‬
‫الممتع ومستاء من العرض الممل‪ .‬إنما اإلرشاد النفسي عبارة عن عملية تعليمية‬
‫بين فردين متفاعلين‪,‬كل منهما له دوره فيها ‪,‬وكل منهما يتحمل مسؤولياته‪ 1‬نحو‬
‫تحقيق الهدف الواحد المشترك بينهما الذي يمثل الهدف الرئيسي‪ 1‬واالساسى لعملية‬
‫اإلرشاد النفسي الكلية‪.‬وبناء عليه‪,‬فان تركيز المرشد النفسي على مشاعر‬
‫المسترشد‪ 1‬تجاه عملية اإلرشاد النفسي‪,‬وتصحيح مفهومه‪ 1‬حولها‪,‬وتشجيعه على‬
‫المشاركة الفعالة في خطواتها خالل مقابالتها‪ ,‬يسهم إلى حد كبير في تحقيق هدفها‬
‫االساسى‪.‬إن االعتماد على النفس والمشاركة الفعالة في خطوات العملية اإلرشادية‬
‫والعالجية يعتبر من أهم األهداف العامة للصحة النفسية‪,‬ومن اقصر الطرق التي‬
‫تحقق الهدف االساسى من اإلرشاد النفسي‪.‬‬
‫ولم ينته‪ 1‬المرشد النفسي من التحديات التي تنتظره في هذه المرحلة البنائية‪ 1‬من‬
‫المقابلة االبتدائية‪,‬فقد يفاجأ بعدم رغبة المسترشد‪ 1‬في اإلرشاد النفسي وعدم‬
‫اقتناعه به بالرغم من حضوره إليه ومقابلته‪.‬إن الواقعة تكون أشد عندما يحال إليه‬
‫ومقابلته‪.‬إن الواقعة تكون أخف عندما يحضر المسترشد إليه من تلقاء‬
‫نفسه‪,‬ولكنها تكون أشد عندما يحاول إليه من جهة أخرى‪.‬أن كثيرا من هؤالء‬
‫المحالين لإلرشاد والعالج النفسي بواسطة أخصائيين يعملون في مهن متباينة مثل‬
‫الطب‪ ,‬الخدمة االجتماعية‪,‬والتعليم‪....,‬وخالفها‪,‬يحأنضرون إلى مراكز اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي وكأنهم يقادون إلى الجنة بسالسل‪.‬إن أصعب شيء عند أي منهم‬
‫إن يسمع عبارة تتضمن معنى اإلحالة إلى اخصائى نفسي‪ ,‬أو اإلحالة إلى مركز‬
‫للصحة النفسية‪.‬إن أغلبهم يفضل أن يعيش في المرض وفى األزمات وفى مواجهة‬
‫الصعوبات على إن ينشد العالج والراحة واالتزان بمساعدة اخصائى نفسي أو عن‬
‫طريق مركز للصحة النفسية‪.‬وعندما يكون الحال على هذا المنوال‪,‬كيف يمكن‬
‫للمرشد النفسي أن يؤدى مهنته‪ 1‬معه‪,‬وان يقوم بدوره تجاهه؟وان يتحمل‬
‫مسئوليته؟ونحن نعلم إن العرف في اإلرشاد والعالج النفسي يخبرنا بان ال أمل في‬
‫الشفاء إال عندما يساعد الفرد نفسه ويتحمل مسئوليته كاملة نحو تحقيق هذا‬
‫الشفاء‪ ,‬ولن يتم هذا إال بالثقة الكاملة في العملية اإلرشادية؟والثقة الكاملة في‬
‫القائمين بها‪,‬وعدم ممارسة اى نوع من السلبية‪.‬ممثال في الدفاع‪,‬أو المقاومة‪,‬أو‬
‫العدوانية‪,‬أو االنسحابية‪.‬‬
‫لذلك تقع على المرشد النفسي مسئولية‪ 1‬كبرى في تصحيح‪ 1‬اتجاه المسترشد‪ 1‬نحو‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي‪ ,‬وفى جعله يفكر بطريقة جديدة مختلفة عن ذي قبل فيما‬
‫يتعلق بحالته العقلية واالنفعالية‪,‬والسلوكية‪,‬وفى تشجيعه على ممارسة سلوكيات‬
‫مختلفة عما كان يمارسها في الماضي‪.‬ولن يتسنى هذا إال بعد أن يرى المسترشد‪1‬‬
‫نفسه في صورتها األولى المتصفة بالسلبية على اختالف أشكالها‪,‬ثم يرى بعضها‬
‫من نفسه في صورتها الجديدة المتميزة‪ 1‬بالصبر والثقة‪,‬والمتميزة باألمل فيما يمكن‬
‫أن يحققه من االنتظام في اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬ثم تزداد رؤيته‪ 1‬لنفسه الجديدة‬
‫رويدا رويدا حتى تكتمل الصورة المشرقة في عينيه نحو ما يمكن أن يصل إليه كلما‬
‫ازدادت ثقته في نفسه وفى عملية اإلرشاد النفسي‪,‬وكلما صبر على وانتظم في‬
‫مقابالتها‪,‬وكلما كان أمله متجددا في تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ويتبع المرشد النفسي أساليب مختلفة نحو تحقيق هذه الغاية‪,‬تصحيح اتجاه‬
‫المسترشد‪ 1‬نحو العملية اإلرشادية‪,‬تبعا لنوعية اإلفراد الذين يتعاملون معه‪.‬فمنهم‬
‫من يرضى بكلمات طيبة رقيقة ممزوجة بابتسامة‪ 1‬دافعة‪,‬فيصبر على ما يطلب منه‪1‬‬
‫وينتظم في المقابالت اإلرشادية عبر فترة زمنية محددة حيث يتم تقويمها فى‬
‫نهايتها للوقوف على ما تم انجازه خاللها وما لم يتم‪,‬وما تم تحقيقه منها وما لم يتم‬
‫بعد‪.‬وبعد ذلك يمكن للمسترشد أن يقرر بنفسه إذا كان سيستمر في المقابالت‬
‫اإلرشادية أو يتوقف‪.‬وقد ال يقتنع غيرهم إال إذا استخدم المرشد النفسي شرائط‬
‫التسجيل السمعي والمرئي حتى يطلعهم على حاالت مماثلة لحاالتهم في بدايتها‪,‬وما‬
‫وصلت إليه تلك الحاالت في نهاية المقابالت من تنمية لشخصيات أصحابها ‪,‬ومن‬
‫تعديل لسلوكهم‪.‬ويفضل فريق ثالث منهم كتابة عقد اتفاق بينهم وبين المرشد‬
‫النفسي على أن يبذل جهده في مساعدتهم على التخلص من الصعوبات التي‬
‫تواجههم في التكيف مع بيئتهم خالل فترة زمنية‪ 1‬محددة‪,‬وأن يستطع االلتزام بهذا‬
‫االتفاق في نهاية المدة المحددة يفسخ العقد بينهم وبينه ويصبحون في حل منه‪1‬‬
‫ومن االنتظام في أي مقابلة إرشادية جديدة‪.‬وقد تستلزم هذه األساليب مقابالت‬
‫إضافية للمقابلة االبتدائية‪ 1‬حتى يطمئن المسترشد‪ 1‬لعملية اإلرشاد النفسي وحتى‬
‫يستعد نفسيا ثم يشارك بعد ذلك في وضع األهداف العامة والخاصة للعملية‬
‫اإلرشادية ومقابالتها‪,‬والعمل مع المرشد النفسي نحو تحقيقها‪.‬‬
‫وبعد أن يطمئن المرشد النفسي إلى إن المسترشد‪ 1‬قد أصبح مستعدا لالنتظام في‬
‫المقابالت اإلرشادية بصورة عامة‪,‬مقتنعا بها ومقبال عليها‪,‬يبدأ يتدرج في المرحلة‬
‫البنائية‪ 1‬إلى نهايتها‪,‬تمهيدا للدخول في المرحلة الثالثة واألخيرة من المقابلة‬
‫االبتدائية‪,‬أال وهى مرحلة اإلقفال وتنتهي هذه المرحلة بوضع األهداف العامة‬
‫واألهداف الخاصة لكل مقابلة إرشادية تالية على المقابلة األولى على حدة‪,‬وذلك‬
‫باإلضافة إلى وضع أهداف عامة للعملية اإلرشادية العالجية الكلية‪.‬والمرشد‬
‫النفسي الجيد والكفء في عمله يفتح عقله الستقبال كل هدف يستنبط من‬
‫المعلومات التي حصل عليها حول المسترشد منذ إن افتتح المقابلة االبتدائية معه‬
‫وحتى إن وصل إلى القرب من نهاية البناء‪,‬سواء أكان هذا الهدف يخدم المقابالت‬
‫اإلرشادية كل على حدة‪,‬أم يضاف إلى مجموعة األهداف العامة اإلرشادية كل على‬
‫حدة‪,‬أم يضاف إلى مجموعة األهداف العامة لإلرشاد والعالج النفسي‪.‬‬
‫ان الصراعات بين خبرات الماضي وأزمات الحاضر التي يعانى منها المسترشد‪,‬إن‬
‫االنجازات التي تمت خالل خبراته اإلرشادية العالجية السابقة وما لم يتم‪,‬إن‬
‫خصائصه‪ 1‬األدائية والوظيفية في العملية اإلرشادية العالجية‪,‬إن توقعاته فيها وما‬
‫يمكن إن يتحقق وما ال يمكن‪,‬إن إدراكه لمفهومها ومشاعره حولها واتجاهاته‬
‫نحوها‪,‬كفيل بان يكون مصدرا غنيا لألهداف ومنبتا خصبا لزراعتها‪,‬وأساسا متينا‬
‫لوضعها وإ قامتها‪.‬‬
‫ويقوم المرشد النفسي بوضع األهداف بمفرده‪,‬أو تشجيع مسترشد على المشاركة‬
‫فى وضعها‪,‬وذلك حسب اإلستراتيجية اإلرشادية التي سوف يتبعها في التعامل معه‬
‫وفى معالجته‪.‬وفى أي من الحالتين‪,‬فان المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله‬
‫يراعى عدة اعتبارات هامة عند وضع األهداف‪,‬نذكر منها مثال‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد السلوك العام الحالي للمسترشد‪ B‬بوضوح وال سيما عندما يتصف‬
‫بالعجز االدائى في أية وظيفة يختبر فيها‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد السلوك العام المتوقع للمسترشد وال سيما عندما يتميز‪ B‬بالقدرة‬
‫األدائية في أية وظيفة ينتظر‪ B‬إن يمارسها‪.‬‬
‫‪ )3‬توضح الرؤية إمام المسترشد‪ B‬حول أهمية‪ B‬تغيير وتعديل سلوكه الحالي‬
‫إلى سلوكه المتوقع‪,‬وتشجيعه‪ B‬على إحداث هذا التغيير باستقاللية عامة‪.‬‬
‫‪ )4‬اختيار األهداف التي تتميز‪ B‬بكونها واقعية التحقيق والتي يمكن‬
‫للمسترشد إن يحققها دون تخمينات غير محتملة‪.‬‬
‫‪ )5‬تدعيم تحقيق األهداف الواقعية واإلجرائية بما يمكن إن يشعر به‬
‫المسترشد‪ B‬من تحسين سلوكه االدائى في حياته اليومية‪B.‬‬
‫‪ )6‬اختيار األهداف التي تتميز‪ B‬بكونها مرئية في شخصية‪ B‬اآلخرين‬
‫األسوياء بما فيهم المرشد النفسي كنموذج جيد‪,‬والتي تظهر على‬
‫سلوكهم العام‪.‬‬
‫‪ )7‬اختيار األهداف التي يمكن تقويمها والحكم على مدى تحقيقها‬
‫بايجابية‪,‬أو مدى الفشل في تحقيق أي منها‪.‬‬
‫وبناء عليه يجب على المرشد النفسي إن يكون حاضر البديهة وقوى المالحظة‬
‫حتى يتمكن من التقاط األهداف التي يمكن إن تخدم حالة المسترشد بسرعة وبدون‬
‫تردد‪.‬لذلك فعليه إن يضع نصب عينيه تحديات يعمل على مواجهتها والتغلب عليها‬
‫في سبيل استثمار ما يمكن إن يضعه من أهداف مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد نوعية األهداف التي يمكن إن يساعد بها المسترشد لتحقيق النجاح‬
‫في سلوكه االدائى‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد الكيفية التي يمكن إن يساعد بها المسترشد على وضع أهدافه بنفسه‪B‬‬
‫أو مشاركته الفعالة في وضعها على األقل‪.‬‬
‫‪ )3‬تحديد كيفية استثمار المقابلة االبتدائية في تحقيق ولو هدف واحد على األقل‬
‫يشعر به المسترشد قبل إقفالها واالنتقال إلى المقابلة اإلرشادية التالية‪.‬‬

‫إقفال المقابلة االبتدائية‬

‫بعد إن يستقر كل من المرشد والمسترشد على وضع األهداف العامة‬


‫للعملية اإلرشادية الكلية‪,‬واألهداف الخاصة لكل مقابلة من مقابالتها‪,‬بعد إن‬
‫يرتاح كل منهما إلى ما تم انجازه في المقابلة االبتدائية منذ افتتاحها وحتى‬
‫القرب من نهايتها‪,‬وبعد أن يستعد كل منهما الستقبال ما ينتظرهما من مناقشات‬
‫في المقابالت التالية‪,‬يدخل المرشد النفسي في مرحلة اإلقفال تبدأ مرحلة اإلقفال‬
‫بتلخيص كل ما دار في المقابلة االبتدائية تلخيصا وافيا مما يلقى الضوء على‬
‫أهم اإلحداث التي تناولتها‪,‬طبيعة األسئلة التي طرحت فيها والهدف منها‪,‬تفسير‬
‫سلوك كل منهما والدوافع التي أدت إليه‪,‬مراجعة األهداف التي وضعت ومدى‬
‫إمكانية تحقيقها‪.‬وبناء على هذا التلخيص يمكن للمسترشد إن يستكمل‪ B‬الصورة‬
‫حول العملية اإلرشادية الكلية وحول كل مقابلة من مقابالتها‪,‬كما يمكن له إن‬
‫يزيل اى شوائب قد تكون ما زالت عالقة في ذهنه حول طبيعة اإلرشاد‪,‬وحول‬
‫شخصية المرشد‪.‬إن التلخيص الجيد في نهاية المقابلة األولى يطمئن المسترشد‬
‫حول ما يمكن جنيه من فوائد من اإلرشاد‪,‬ومل يمكن تحصيله من مساعدة من‬
‫المرشد‪,‬حيث إن التلخيص الجيد يدل على عمق الفهم لحالة المسترشد‬
‫وتسجيلها واختزالها في عقل المرشد‪,‬كما انه يمده بوسيلة‪ B‬فعالة لوضع‬
‫صعوباته في إطار واضح المعالم إمام عينيه‪,‬ويحذر‪ B‬مورجا تسترن وتفلين من‬
‫ممارسة التلخيص بطريقة‪ B‬تتصف بالفنية‪ B‬المطلقة مما يصعب على المسترشد‬
‫إن يفهم ما يعرض عليه من محتوى‪.‬‬
‫ويحرص المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله على إن يقوم المقابلة‬
‫االبتدائية‪ B‬في نهاية مرحلة اإلقفال بعد إن يتم تلخيص محتواه‪.‬وتمارس عملية‬
‫التقويم بواسطة كل من المرشد والمسترشد على حد سواء‪,‬حيث يدلى كل منهما‬
‫بما يشعر به نحوها‪,‬وما ارتضاه منها‪,‬وما لم يرتضيه‪.‬ويفضل‪ B‬إن يشجع المرشد‬
‫النفسي مسترشدة على إن يبدأ هو أوال بالتقويم حتى يعرض وجهة نظره‬
‫حولها‪,‬وحول ما استفادة منهما‪.‬وبعد ذلك يتبعه‪ B‬المرشد النفسي بعرض وجهة‬
‫نظره حول انجازاتها‪,‬وحول ما قدمه فيها‪.‬ويجب إن يؤخذ في االعتبار عند تقويم‬
‫المقابلة االبتدائية‪,‬التركيز على مدى تقبل المسترشد لها‪,‬ومدى استعداده‬
‫لالستمرار في المقابالت اإلرشادية التالية‪.‬‬
‫وعندما يتفق االثنان على استمرارية العملية اإلرشادية فان المقابلة االبتدائية‪B‬‬
‫تقفل بكلمات تشجيع تتصف بغرس األمل والثقة مع تحديد موعد للمقابلة‬
‫التالية‪.‬وإذا اتفقا على إال تستمر‪,‬فعلى المرشد إن يوصى بإحالة المسترشد إلى‬
‫زميل مهني قد يكون اكثرتخصصا منه‪ B‬في حالته‪,‬أو أكثر خبرة على التعامل معه‬
‫مما يحقق توقعات المسترشد بأفضل صورة ممكنة‪B.‬‬

‫الخـــــــــــــــــــــالصة‬

‫تتنوع المسميات التي أطلقت على المقابلة االبتدائية‪,‬حيث‪ B‬يطلق عليها ص‪274‬‬
‫البعض مسمى المقابلة االرشادية ويطلق عليه اخرون مسمى المقابلة التمهدية‪B‬‬
‫بينما وصفها فريق تالث بانها مقابلة الستقبال العميل بامؤسسة العالجية ‪ .‬وقد‬
‫يطلق عليه البعض مسمى المقابلة المختصرة ومتى‬

‫الفصل العاشر‬
‫المقابالت التشخيصية والعالجية‬

‫المقابالت التشخيصية والعالجية‬


‫‪DIAGNOSTIC AND THERAPEUTIC‬‬
‫‪INTERVLEWS‬‬

‫‪ ‬مفهوم المقابالت التشخيصية والعالجية‪.‬‬


‫‪ ‬مراحل المقابالت التشخيصية‪.‬‬
‫‪ ‬مرحــلة االفتتاح‪.‬‬
‫‪ ‬مرح ــلة البناء‪.‬‬
‫‪ ‬مرحــلة اإلقفال‪.‬‬
‫‪ ‬الخ ــالصة‪.‬‬
‫‪ ‬تمــارين للمناقشة‪.‬‬

‫ٍلما كان اإلرشاد النفسي (‪ )counseling‬يتميز‪ 1‬بكونه وقائي (‬


‫‪ )preventive‬أنمائي (‪ ،)developmental‬وعالجي (‪ )remedial‬بطبيعته‬
‫على حد سواء‪ ،‬ولما كان العالج النفسي (‪ )psychotherapy‬يركز بصفة‬
‫أساسية على الجانب العالجي من حالة الفرد‪ ،‬فإنه من الضروري أن تشخيص‬
‫حالته قبل اتخاذ قرار ما بشأنها فيما يتعلق بالتعامل معها ومن ثم يمكن تحديد‬
‫ما إذا كان هذا التعامل سوف يتم على أسس وقائية‪ ،‬أو أسس إنمائية‪ 1،‬أو أسس‬
‫عالجية‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬نجد أن اإلرشاد النفسي والعالج النفسي يشتركان معا في‬
‫مقابالت أساسية تالية للمقابلة االبتدائية‪ 1،‬وباإلضافة إليها هذه المقابالت تتصف‬
‫بكونها تشخيصية وعالجية‪ .‬وال تختلف المقابلة التشخيصية (‪diagnostic‬‬
‫‪ )interview‬عن المقابلة العالجية (‪ )therapeutic interview‬في‬
‫خصائصها أو مهارتها أو فنياتها‪ ،‬ولكنهما يختلفان في الهدف األساسي لكل‬
‫منهما‪.‬‬

‫إن الهدف األساسي من المقابلة التشخيصية‪ 1‬هو التأكد من حالة المسترشد‬


‫التي تم التعرف عليها بصفة مبدئية‪ 1‬في المقابلة اإليتدائية حتى يكون التشخيص‬
‫للحالة سليما وصحيحا ويتم ذلك من خالل التوصل إلى معرفة طبيعة األزمات‬
‫النفسية التي يعاني منها نتيجة‪ 1‬لصعوبات التكيف التي تواجهه في البيئة‪ 1‬التي‬
‫يعيش فيها‪ ،‬وبناء على تحديد الدوافع والعوامل واألسباب التي شكلت تلك‬
‫الصعوبات‪ ،‬وبالتالي أدت إلى حدث تلك األزمات أما الهدف األساسي من‬
‫المقابلة العالجية هو تنفيذ االستراتيجيات اإلرشادية المعالجة التي رسمها‬
‫المرشد النفسي بناء تشخيصه لحالة مسترشدة سواء أكانت مبنية على أسس‬
‫وقائية أم إنمائية أم عالجية حتى تحقق الفعالية المنشودة في التغلب على‬
‫أزمات المسترشد‪ 1‬النفسية وتخطي صعوبات تكيفه ويرى فارس (‪phares,‬‬
‫‪ )1979‬أن األهمية‪ 1‬الكبرى للمقابالت التشخيصية‪ 1‬تتمثل‪ 1‬في كونها مرتبطة‬
‫ارتباطا وثيقا بأهداف المقابالت االبتدائية‪ ،‬وكونها مرتبطة‪ 1‬ارتباطا منطقيا‬
‫بالمقابالت التالية المكثفة التي تسهم في معالجة المريض (المقابالت العالجية)‬
‫وأشار كورشين (‪ )korchin‬إلى هذا المعنى قبل فارس (‪ )phares‬بثالث‬
‫سنوات حيث وصف المقابالت التشخيصية‪ 1‬بأنها تساعد المعالج النفسي على‬
‫فهم المشكالت التي يعاني منها المريض مما يمكنه‪ 1‬من التخطيط السليم‬
‫لالستراتيجيات العالجية المستقبلية‪ 1‬وقد وصف كورشين (‪)korchin,1979‬‬
‫المقابالت العالجية – على عكس المقابالت التشخيصية‪ – 1‬بأنها تساعد على ‪.‬‬
‫وقد تستدعي حالة فرد ما مقابلة واحدة للتشخيص‪ ،‬ومقابلة ثانية للعالج‪،‬‬
‫بينما تستدعي حالة فرد آخر عدد من المقابالت التشخيصية يليها عدد من‬
‫المقابالت العالجية لكن في أغلب األحوال‪ ،‬جرى العرف في المعالجة التقليدية‬
‫للمرضى النفسيين أنهم ينتظمون في سلسلة من المقابالت التشخيصية‬
‫والمقابالت العالجية يختلف عدد كل منها حسب حالة كل مهم ‪ ،‬حتى يصلوا في‬
‫النهاية إلى حالة من االتزان النفسي والثبات االنفعالي التي ينشدونها جميعا بال‬
‫استثناء منذ أن رغبوا في االنتظام في عمليات اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬‬

‫مفهوم المقابالت التشخيصية والعالجية‬


‫‪CONCEPT OF DIAGNOSTIC AND‬‬
‫‪THERAPEUTIC INTERVLEW‬‬

‫تتميز‪ 1‬المقابالت التشخيصية والمقابالت العالجية بكونها تركز بدرجة كبيرة‬


‫على تدعيم المضمون البنائي في كل مقابلة من مقابالتها من أجل تحقيق‬
‫األهداف التي تم وضعها وتحديدها في المقابلة االبتدائية‪ 1‬ولن يتم هذا التدعيم إال‬
‫بناءا على المشاركة الفعالة من المسترشد نفسه‪،‬حيث يجب عليه أن يتخذ الدور‬
‫االيجابي في عرض ذاته وتقديم نفسه بالصورة التي يحس ويشعر بها في‬
‫اللحظة التي يكون فيها المرشد النفسي في كل مقابلة من المقابالت التشخيصية‪1‬‬
‫والعالجية‪ .‬عندما يمارس المسترشد‪ 1‬االنفتاح على النفس‪ ،‬واالنطالق في‬
‫الحديث عن كل ما يحسه ويشعر به فيما يتعلق بخبراته في أوضاع حياته‬
‫المختلفة مشتملة‪ 1‬على عالقاته اإلنسانية‪ 1‬واالجتماعية بشقيها االيجابي والسلبي‬
‫وانجازاته الدراسية والمهنية بشقيها الصحيح والخاطئ‪ ،‬وحاجاته وتوقعات‬
‫إشباعها بشقيها المشجع والمحبط‪ ،‬فإنها بذلك يكون قد عبر عن مشكالته‬
‫ومشاعره نحوها في إطار طموحاته ومخاوفه ضمن نظام القيم التي يؤمن به‬
‫في المجتمع الذي يعيش فيه‪ .‬وبناءا عليه يمكن للمرشد النفسي أن يضع‬
‫التشخيص السليم لحالة المسترشد‪ ،‬وبالتالي يضع اإلستراتيجية اإلرشادية التي‬
‫تحقق له المعالجة المؤثرة والفعالة حتى يصل في النهاية إلى ما يصبو‪ 1‬إليه من‬
‫تنمية‪ 1‬لشخصيته وتعديل لسلوكه‪.‬‬

‫ويرى كورشين (‪ )korchin,1979‬أن المقابلة التشخيصية‪ 1‬تركز بصورة‬


‫أساسية على دراسة اإلعراض التي تظهر على المريض حتى يمكن وصفها‬
‫بدقة‪ .‬وقد أوضح أن المقابلة التشخيصية‪ 1‬يجب أن تغطى عدة مجاالت هي‪:‬‬
‫‪ .1‬العمليات العقلية وطرق التفكير‪.‬‬
‫‪ .2‬الخلل الحسي واإلدراكي ‪.‬‬
‫‪ .3‬الوعي بالزمان والمكان واألحداث واألسماء‪.‬‬
‫‪.4‬التعبيرات االنفعالية‪.‬‬
‫‪ .5‬االستبصار الداخلي ومفهوم الذات‪.‬‬
‫‪.6‬السلوك العام والمظهر الشخصي ويرى كورشين أن المقابلة للعالجية تعتبر‬
‫وسيلة مؤثرة وفعالة لتنمية التفاعل بين المعالج النفسي والمريض من أجل‬
‫مساعدته على التخلص من محنته وتسهيل‪ 1‬حل مشكالته‪.‬‬

‫ويرى هنا وهنا‪ 1976 ،‬أن المقابلة التشخيصية عبارة عن موقف بين‬
‫األخصائي النفسي والحالة التي يدرسها‪ ،‬محاوال التعرف على كل جوانبها‬
‫والظروف المحيطة بها مما يساعده على تفسير‪ 1‬سلوك صاحبها (المريض)‪1،‬‬
‫متضمنا انفعاالته وحركاته وطريقة حديثة‪ .‬وقد أضافا أن فهم األخصائي النفسي‬
‫لسلوك المريض أثناء المقابلة التشخيصية يعتبر جزءا من عملية التشخيص‬
‫نفسها‪ ،‬تمهيدا لتكوين صورة صحيحة عنه وعن حالته مما يؤدي إلى اتخاذ‬
‫القرارات المناسبة بشأنه‪.‬‬

‫وأشار فارس (‪ )phares, 1979‬إلى أن المقابالت التشخيصية في صورتها‬


‫التقليدية عبارة عن آثار متبقية من تاريخ الطب النفسي القديم (‪ancient‬‬
‫‪ ،) psychiatric history‬حيث يمكن خاللها بواسطة األسئلة المطروحة‬
‫فيها واالستجابات لها أن يصنف المريض حسب األعراض التي يعاني منها‪,‬وان‬
‫توصف تلك األعراض للتعرف على مدى خطورتها‪ ,‬ثم اإلشارة إلى إمكانيات‬
‫العالج التي يمكن أن تشفيه‪ 1‬في المستقبل‪ 1‬وذكر فارس(‪ ) phares‬إن‬
‫المعلومات التي يمكن أن يستفاد منه في عملية التشخيص في المقابالت‬
‫التشخيصية كما قدمها ويلز وروش ) ‪ ) welis & Ruesch‬تتضمن ‪)1(:‬‬
‫الهيئة العامة للمريض و تعبيراته‪ 1‬االنفعالية ‪ )2( ,‬سلوكياته الخاصة خالل‬
‫المقابلة ‪ )3( ,‬حركاته و طريقة حديثه ‪ )4( ,‬قدراته الفعلية و طرق تفكيره و (‬
‫‪ )5‬اتجاهاته العقلية غير الصحيحة و الشاذة ‪ .‬وذكر فارس ( ‪ )phares‬عن‬
‫الندي وترمبو‪ )) Landy & Trumbo, 1976‬أن المقابالت العالجية تساعد‬
‫المعالج النفسي على التنبؤ و اتخاذ القرارات فيما يتعلق بحالة المريض النهائية‬
‫بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من المقابالت التشخيصية‪. 1‬‬

‫ويعرف مليكة‪ 1980,‬المقابلة اإلكلينيكية بصورة عامة على أنها تتضمن‬


‫عمليتي التشخيص و العالج‪ ,‬مؤكدا على صعوبة الفصل بين التشخيص و التنبؤ و‬
‫العالج في المقابالت اإلكلينيكية ‪ .‬وأشار مليكة في موضع سابق عن تعريف‬
‫المقابلة اإلكلينيكية‪ 1‬الى أن عملية التشخيص في الطب النفسي و علم النفس تتطلب‬
‫عمليات خاصة بتقويم السمات المختلفة لشخصية المريض مما يساعد على فهم‬
‫مشكالته بناء على تجميع تلك المعلومات المتاحة و الالزمة عنه وتحليلها‬
‫ودراستها‪ .‬وأشار على أن عملية التنبؤ عبارة عن رسم ومباشرة خطة العالج‬
‫النفسي ومتابعتها وتقويمها‪.‬‬

‫وبناء عليه‪ ,‬يمكن القول بأن المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية تتفق في الجوهر‬
‫والمضمون ‪ ,‬بينما تختلف في الهدف والشكل ‪ .‬إن المقابالت التشخيصية‬
‫والعالجية تتفق من حيث المهارات المستخدمة‪ 1‬و الفنيات الممارسة في كل منها و‬
‫التي تسهل الحصول على المعلومات المتاحة و الممكنة حول الفرد من مصادرها‬
‫المختلفة و بوسائل متباينة فيما يتعلق بجوانب شخصيته‪ 1‬اإلرشادية األساسية‬
‫(الجانب الشخصي والجانب االجتماعي والجانب التربوي والجانب المهني) ومن‬
‫ثم‪ ,‬يمكن للمرشد النفسي أن يدرس سلوكياته بصورة عامة ‪ ,‬ويفسر أداءها خالل‬
‫المقابالت اإلرشادية ‪ ,‬تشخيصية كانت أو عالجية‪ ,‬بصفة خاصة‪ .‬ويتم ذلك في‬
‫إطار التفاعل اإليجابي المثمر بينهما من أجل التوصل إلى اتخاذ قرار سديد فيما‬
‫يتعلق بحالة المسترشد في المستقبل من حيث أقفالها ‪ ,‬إما ببلوغ أهدافها و إما‬
‫بإحالتها إلى جهة أخرى تستكمل عالجها‪.‬‬

‫والهدف الرئيس من المقابالت التشخيصية‪ 1‬هو التوصل إلى معرفة طبيعة‬


‫األزمات النفسية التي يعاني منها الفرد نتيجة لما يواجهه من صعوبات في التكيف‬
‫مع البيئة التي يعيش فيها ‪ ,‬وذلك من خالل دراسة وتحليل وتفسير‪ 1‬المعلومات‬
‫المتجمعة حوله ‪ ,‬وبناء على تحديد الدوافع واألسباب والعوامل التي تسبب في‬
‫إحداث تلك الصعوبات ‪ ,‬وفي تكوين األزمات ‪ .‬ومن ثم‪ ,‬يمكن التأكد من صحة‬
‫الفروض التي وضعت بخصوص حالة المسترشد بصفة مبدئية في المقابالت‬
‫االبتدائية‪, 1‬أو من خطأها ‪ ,‬وبالتالي يمكن اختبار فروض جديدة بخصوصها حتى‬
‫يمكن التوصل الى التشخيص النهائي لها ‪.‬‬

‫أما الهدف الرئيسي‪ 1‬من المقابالت العالجية هو وضع اإلستراتيجيات اإلرشادية‬


‫المعالجة لحالة المسترشد‪ 1‬بناء على األسس التي تميزها عن غيرها سواء أكانت‬
‫أسسا وقائية ‪ ,‬أم أسسا انمائية‪ 1,‬مما يحقق الوصول الى النهاية المحتملة لحالة‬
‫المسترشد‪ , 1‬إما بالشفاء والتغلب على الصعوبات وعبور األزمات ‪ ,‬وإ ما إحالتها‬
‫الى جهة أخرى تبدأ معها في معالجتها من حيث انتهى عندها المرشد النفسي الذي‬
‫أحالها ‪.‬‬

‫مراحل المقابالت التشخيصية والعالجية‬


‫‪STAGES OF DIAGNOSTIC AND‬‬
‫‪THERAEUTIC INTERVIEWS‬‬
‫وتختلف المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية عن االبتدائية‪ 1‬في األهداف‬
‫والمضمون ‪ ,‬كما أنها تتميز‪ 1‬بحكم طبيعتها بكونها مجاال خصبا لممارسة مهارات‬
‫المقابلة اإلرشاد فنياتها على نطاق واسع ‪ .‬ومما تجدر اإلشارة ‪ .‬إليه أنه ال انفصال‬
‫بين هذه المراحل الثالث‪,‬وال حدود فاصلة بين نهاية كل منها وبداية األخرى‬
‫‪.‬ويكمن هذا التقسيم فقط في ذهن المرشد النفسي حتى يستطيع‪ 1‬ان يرتب نفسه‬
‫وينظم فكره بما يساعد على التحرك بالمقابلة اإلرشادية من تدفئة الجو المهني‬
‫داخل غرفة اإلرشاد النفسي ‪ ,‬وذلك بتجديد أواصر العالقة اإلنسانية‪ 1‬واإلرشادية‬
‫بينه وبين المسترشد‪ , 1‬وانعاش الذاكرة لكل منهما حول ما دار في المقابالت‬
‫اإلرشادية الكلية الماضية‪ 1‬بصورة عامة ‪ ,‬وما دار في المقابلة اإلرشادي السابقة‬
‫على المقابلة اإلرشادية الحالية بصفة خاصة‪,‬استعدادا الستكمال ما نفذ من‬
‫استراتيجيات اإلرشاد و العالج النفسي السابق‪.‬ثم ينتقل المرشد النفسي الى‬
‫استخدام مهاراته وفنياته المهنية في تنفيذ ما يتيسر من تلك االستراتيجيات حتى‬
‫يصل الى مشارف الوقت المحدد لالنتهاء من المقابلة فيلخص مضمونها ومحتواها‬
‫‪ ,‬ويوصى بما يجب انجازه حتى موعد المقابلة التالية ‪ ,‬مقفال بذلك المقابلة الحالية‬
‫‪ .‬ولو أنه ال يوجد الزام بوقت محدد لكل مرحلة تستغرق وقت فيه ‪ ,‬إال أننا نوصى‪1‬‬
‫بأال تستغرق مرحلة االفتتاح أكثر من عشر دقائق‪ ,‬وال تستغرق مرحلة البناء أكثر‬
‫من ثالثين دقيقة‪ ,‬وال تستغرق مرحلة اإلقفال أكثر من خمس دقائق‪ ,‬وذلك حرصا‬
‫على أال يطغى وقت مرحلة على وقت المرحلة األخرى مما يتسبب في تصدع‬
‫المقابلة ‪ ,‬وفي تخلخل مضمونها ‪ ,‬وبالتالي يضل المرشد النفسي طريقه نحو‬
‫تحقيق أهدافها ‪.‬‬

‫مرحلــة االفتتـــاح‬
‫‪THE OPENING STAGE‬‬
‫يطلق على هذه المرحلة مسمى المرحلة األولى (‪ ,)First stage‬أو مرحلة‬
‫البدء(‬
‫‪ ,)Stage of initation‬أو مرحلة تقرير‪ 1‬الموضوع (الحالة) (‪Stage of‬‬
‫‪ )statement of mater‬أو مرحلة األلفة (‪ .)rapport stage‬ويمكن التعرف‬
‫على خصائص هذه المرحلة بسهولة من المسميات التي أطلقت عليها‪ .‬فهي تعتبر‬
‫نقطة البداية التي يبدأ عندها المرشد النفسي مقابالته اإلرشادية‪ ,‬تشخيصية‪ 1‬كانت‬
‫أم عالجية‪ ,‬والتي يمكن أن يتقرر‪ 1‬خاللها ما يحتمل طرحه للمناقشة حول حالة‬
‫المسترشد‪ , 1‬والتي ال يمكن لها أن تتم بالصورة المرضية‪ 1‬إال إذا اتسم الجو المهني‬
‫الذي يحتويها في غرفة اإلرشاد النفسي بالدفء والتعاطف‪ ,‬وكانت العالقة بينهما‬
‫تتصف باإلنسانية‪ 1‬المتميزة‪ 1‬باأللفة والمودة‪ .‬وتبدأ هذه المرحلة غالبا‪.‬‬

‫لذلك تقع على المرشد النفسي المسؤولية الكاملة في البدء في بافتتاحها‬


‫بالممارسة‪ 1‬الجيدة مما يدعم العالقة بينهما ‪ ,‬ويحرك المقابلة بانسياب منطقي‬
‫للمرحلتين المتتاليتين ‪ ,‬البناء واإلقفال ‪.‬ويدعم هذا المعنى زنين وزنين ‪Zunin‬‬
‫‪ ))&Zunin, 1972‬بقولهما أن الوظيفة األساسية لمرحلة االفتتاح تكمن في‬
‫تحريك الدوافع عند المسترشد‪ 1‬للمشاركة اإليجابية‪ 1‬وبحرية‪ ,‬ولالتصال الجيد‬
‫والسليم مع المرشد النفسي خالل المقابلة اإلرشادية‪ .‬ومن ثم‪ ,‬فإن الممارسة‬
‫الرديئة الفتتاح المقابلة قد تسبب في هروب المسترشد من حضورها وعدم رجوعه‬
‫مرة أخرى فإليها‪ ,‬مما قد ينسف المقابلة اإلرشادية ‪ ,‬تشخيصية كانت أم عالجية‪,‬‬
‫من أساسه‪ ,‬ويبطل فاعليتها‪ .‬ويمكن أن تتحدد خصائص مرحلة االفتتاح بطريقتين‬
‫أساسيتين يتبعهما المرشد النفسي عندما يمارس مهنته‪ 1‬اإلرشادية بصورة جيدة‬
‫وفعالة‪ .‬وسف نستعرض فيما يلي هاتين الطريقتين بالتفصيل‪ 1‬مع ذكر األمثلة‬
‫التوضيحية‪ 1‬لممارسة الرديئة والممارسة الجيدة الفتتاح المقابلة اإلرشادية سواء‬
‫أكانت مقابلة تشخيصية‪ 1‬أو مقابلة عالجية‪.‬‬
‫طرق افتتاح‪ 1‬المقابلة اإلرشادية ‪Methods Of‬‬
‫‪Counseling interview‬‬

‫أوالـ طريقة بناء األلفة ‪Methods of Rapport Building:‬‬


‫تتميز‪ 1‬طريقة بناء األلفة بين المرشد والمسترشد بغرس الثقة في نفس‬
‫المسترشد‪ 1‬حول عمليات اإلرشاد والعالج النفسي بصورة عامة‪ ,‬وبتكوين االتجاه‬
‫الصحيح خول المرشد النفسي بصفة خاصة‪ ,‬ما ينتج عنه عالقة انسانية مهنية‬
‫بينهما تتصف‪ 1‬بالدفء والتعاطف في إطار المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية التي‬
‫ينتظم فيها الطرفان ‪ .‬وعرف برج (‪ )Berg, 1954‬األلفة على أنها المحصلة‬
‫النهائية للعالقة الطيبة بين طرفي المقابلة نتيجة لما يجب أن يكون عليه جوها‬
‫المهني من تسامح‪ ,‬وانسجام‪ ,‬واهتمام متبادل بينهما‪ .‬وعرف كل من ساندبرج‪,‬‬
‫تيلر‪ ,‬وتابلين (‪ )Sundberg Tyler, & Taplin, 1973‬األلفة (‪) Rapport‬‬
‫على أنها هدف متبادل خالل عالقة مريحة‪ 1‬في جو مهني يسعى لتحقيق هذا الهدف‬
‫في إطار المقابلة ‪ .‬ويرى بتروفسا وآخرون (‪)pietrofesa & Others, 1978‬‬
‫أن األلفة عبارة عن مصطلح استخدم في تغطية كل األبعاد المتعلقة بالعالقة‬
‫اإلرشادية بين المرشد والمسترشد‪ 1,‬والتي تتضمن على سبيل المثال وليس على‬
‫سبيل الحصر كل من الدفء واإلخالص واالحترام والثقة ‪ ,‬و السرية المتبادلة‬
‫بينهما‪ .‬وإ ن كان خروج المرشد النفسي من حجرته الستقبال المسترشد‪ 1‬بنفسه في‬
‫مكان االنتظار عند مقابلته للمرة األولى في المقابلة االبتدائية‪ 1‬دليال على البدء‬
‫اإليجابي من جانبه في غرس بذور األلفة بينه‪ 1‬وبين مسترشده ‪ ,‬غال أنه ال يخرج‬
‫في المقابلة الثانية‪ 1‬والتالية للمقابلة األولى الستقباله ‪ ,‬بل ينتظره في غرفة اإلرشاد‬
‫حيث يحضر من تلقاء نفسه طارقا بابها ‪ ,‬ساعيا لالنتظام في تلك المقابلة ‪ ,‬وفيما‬
‫يليها من مقابالت ‪ .‬وال يدل هذا على إهمال موجه من جانب المسترشد‪ 1‬إنما يدل‬
‫على البدء في عمليات التشخيص التي يجب أال يتأخر في ممارستها طالما حققت‬
‫المقابلة االبتدائية أهدافها‪ .‬عن سعي المسترشد إلى غرفة المرشد وطرق بابها‬
‫يدعم في نفسه مفهوم تحمله المسؤولية في المساهمة اإليجابية‪ 1‬من جانبه في‬
‫عمليات اإلرشاد والعالج النفسي ‪ ,‬مما يقصر في مدتها ويسرع في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وبالرغم أن المقابلة االبتدائية‪ 1‬قد تمت وانتهت على أساس من األلفة التي حرص‬
‫المرشد النفسي على غرسها منذ اللحظة األولى لمقابلته مع المسترشد ‪ ,‬مما جعله‬
‫ينتق به الى المقابالت التالية ‪ ,‬إال أنه من الضروري تجديد هذه األلفة وتدعيمها‬
‫في افتتاح كل مقابلة تشخيصية‪ 1‬أو عالجية حتى يتمكن المرشد من التحرك‬
‫بالمسترشد‪ 1‬خالل مراحلها الثالث بصورة إيجابية وفعالة ‪ .‬وتعتبر األلفة بمثابة‬
‫الضوء األخضر إلشارات المرور الذي يسمح للمرشد النفسي أن يتحرك بمسترشده‬
‫من عبور منطقة االفتتاح الى مرحلتي البناء واإلقفال في كل مقابلة ‪ .‬وكلما تراكمت‬
‫األلفة وازدادت ‪ ,‬وكلما دعمت وقويت ‪ ,‬عبر المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية‬
‫المتتالية ‪ ,‬كلما اقترب المرشد من تحقيق أهداف استراتيجياته‪ 1‬اإلرشادية ‪ ,‬وكلما‬
‫اقترب المسترشد‪ 1‬من عبور أزماته النفسية ‪.‬‬
‫وبناء عليه يمكن القول بأن األلفة التي يغرس بذوره المرشد النفسي في‬
‫المقابلة االبتدائية ويرويها ويرعاها وينميها خالل المقابالت التالية لها ‪ ,‬كفيلة بأن‬
‫تزيل حالة التوتر النفسي التي قد يكون عليها المسترشد عند البدء في ا لعملية‬
‫اإلرشادية والتي قد تستمر‪ 1‬معه عبر مقابالته االبتدائية المتتالية ‪ .‬أن القلق الذي‬
‫يعتري المسترشد‪ 1‬والمخاوف التي تنتابه‪ 1‬بسب ما يفكر فيه حول ما سوف عالقته‬
‫مع المرشد النفسي ‪ ,‬حول ما قد ينتظره في كل مقابلة ينتظم فيها ‪ ,‬حول ما سوف‬
‫تصل إليه حالته ‪ ,‬وحول رؤية‪ 1‬اآلخرين له ولسمعته الشخصية والمهنية‪ , 1‬في‬
‫حاجة ماسة لأللفة القوية التي تسهم في إزالتها من نفس المسترشد‪ 1‬التي تعده‬
‫للمساهمة الفعالة اإليجابية في العمليات اإلرشادي والعالجية ‪.‬‬

‫ويؤكد روجرز ((‪ Rogers, 1961‬على االعتبار اإليجابي غير المشروط (‬


‫‪ ) Unconditional Positive Regard‬للعميل (المسترشد)حيث‪ 1‬يجب تقبله‪.‬‬
‫والتعامل معه بدفء بال شروط وبدون تضمين لمعنى (أنا أميل لك إذا كنت كذا‬
‫وهكذا‪000‬أو‪000‬انت شيء في هذه األمور ‪ ,‬ولكنك جيد في تلك)‪ .‬عن األلفة التي‬
‫يجب أن تكون بين المرشد النفسي والعميل (المسترشد)‪ 1‬يجب أن تكفل حقوق‬
‫األخير في تقبله ورعايته ومساعدته كما هو بال لوم وبدون تأنيب (‪accept him‬‬
‫‪ )as he is‬ويؤكد كل من ايفي (‪ , )Ivey,1971‬كاركوف (‪,)CarKuff, 1973‬‬
‫وبرامر(‪ )Brammer,1973‬على التعبيرات العضوية اإليجابية‪ 1‬من جانب المرشد‬
‫النفسي في غرس األلفة بينه‪ 1‬وبين المسترشد ممثله في االتصال البصري بينهما (‬
‫‪ )eye contact‬واالبتسامة الصادقة الدافئة (‪ .true warm ( smile‬ويرى‬
‫كريفونوس وناب (‪ )Krivonos & knapp, 1975‬أن األلفة يجب ان تبدأ‬
‫باألسلوب النمطي المتعارف عليه في المجال اإلرشادي الممثل بالتحية المعتادة مثل‬
‫(صباح الخير يا بوب ـ‪ )Good morning Bob‬مصحوبة‪ 1‬بالتعبيرات غير‬
‫اللفظية مثل المصافحة باليد ‪ ,‬االتصال البصري ‪ ,‬االبتسامة الدافئة ‪ ,‬اإلماءة‬
‫بالرأس ‪ ,‬والصوت الصدوق ‪.‬‬

‫ويمكن للمرشد النفسي أن يغرس األلفة بينه وبين المسترشد‪ 1‬بعد تبادل التحية‬
‫المعتادة في بداية أمثل‪:‬ء بين شخصين‪ ,‬بالتعبير‪ 1‬اللفظي المتميز بالبعد عن الجو‬
‫المهني للمقابلة اإلرشادية‪ ,‬والسيما إذا الحظ نوعا من التوتر النفسي ينتابه‪ 1‬في‬
‫بداية المقابلة‪.‬ان بعض العبارات اللفظية المستفسرة عن حالته الشخصية مثل ‪:‬‬
‫(كيف حالك؟‪000‬كيف تسير األمور معك؟‪000‬هل كل شيء على ما يرام ؟ هل‬
‫هناك أخبار جديدة عن األسرة ؟ ) وبعض العبارات الشخصية المستفسرة عن‬
‫األحداث الخارجية البعيدة عن محتوى المقابلة اإلرشادية مثل‪( :‬ما رأيك في حالة‬
‫الطقس اليوم ؟‪ 000‬هل شاهدت مباراة األمس في التلوموضوعا‪ 0.‬هل تتابع‬
‫المسلسل اليومي بعد نشرة األخبار المصورة ؟‪000‬هل كان الطريق مزدحما أثناء‬
‫حضورك الى هنا ؟) كفيلة بأن تدعم وجود األلفة بين المرشد والمسترشد‪ 1‬والسيما‬
‫أذا ما كانت مصحوبة‪ 1‬ببشاشة الوجه وحسن االستقبال المتميز بالرعاية والعناية‬
‫واالهتمام بالمسترشد شكال وموضوعا‪.‬ومما نؤكد عليه ‪ ,‬عدم االسترسال في‬
‫غرس األلفة وبناؤها طوال مرحلة االفتتاح وما يتعداها من فترة زمنية‪, 1‬حيث ينسى‬
‫المرشد نفسه بالكالم الطيب والحديث الممتع ذي الشجون مع المسترشد دون أن‬
‫ينتقل به الى مرحلة البناء ثم مرحلة اإلقفال ‪.‬لذلك فعليه أن يعي تماما أهمية‬
‫الفترات الزمنية المقترحة في استثمار كل مرحلة من مراحل المقابلة اإلرشادية‬
‫ومن ثم ‪ ,‬يجب أال تتجاوز فترة زمنية على حساب أخرى‪ ،‬ويجب أال يطغى مضمون‬
‫مرحلة على مضمون المرحلة األخرى قد اإلمكان‪.‬‬

‫ولن يتم غرس األلفة بين المرشد والمسترشد‪ 1،‬ولن تنمو‪ 1‬ولن تزدهر إذا كانت‬
‫ممارسة االفتتاح رديئة‪ 1‬وسيئة‪ 1‬مما يترك في نفس المسترشد أثار سلبية تجاه‬
‫المقابلة اإلرشادية فتثنيه‪ 1‬عن عزمه االستمرار واالنتظام في المقابالت التشخيصية‬
‫والعالجية‪ .‬وغنى عن القول‪ ،‬أن الممارسة الجيدة لالفتتاح عليها المعول األول في‬
‫غرس هذه األلفة‪ ،‬ومن ثم رعايتها وتنميتها في كل مرة تفتتح‪ 1‬فيها المقابلة‬
‫اإلرشادية‪ .‬وسوف نستعرض فيما يلي عددا من النماذج الرديئة وأخرى من‬
‫النماذج الجيدة الفتتاح المقابالت التشخيصية والعالجية‪ .‬ونذكرها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫ممارسات رديئة‪:‬‬
‫‪" ‬أرى أنك عابس اليوم !!"‬
‫‪" ‬أالحظ عليك عالمات من التذمر والضيق !!"‪.‬‬
‫‪ ‬لماذا كل هذا الحزن الذي يعلو وجهك؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬لماذا تحمل هموم الدنيا كلها فوق رأسك؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬يجب عليك أال تبدو بهذه الحالة المؤسفة!!"‪.‬‬
‫‪" ‬ال تنظر الى الدنيا من خالل منظار أسود!!"‪.‬‬
‫‪" ‬أرى أنك مرتبك أكثر من الالزم‪ ،‬لماذا أنت مرتبك هكذا؟!"‪.‬‬
‫‪ ‬لماذا ال تتكلم؟! ليس هناك ما يقلقك البتة!! تفضل تكلم أنا مصغي أليك!!"‪.‬‬
‫‪" ‬الجميل فيك أنك تفعل كذا وكذا‪ ،...‬والذي ال يعجبني فيك هو أن كذا وكذا‪...‬‬
‫!!"‪.‬‬
‫إن هذه النماذج من الممارسات الرديئة الفتتاح المقابلة اإلرشادية كفيلة بنزع‬
‫األلفة بين المرشد والمسترشد‪ 1‬ال غرسها‪ ،‬وكفيلة بجفاف حصادها ال نموها‬
‫وازدهارها‪ .‬وقد تسبب هذه النماذج الرديئة في تحويل المسترشد‪ 1‬الى شخص‬
‫سلبي ومقاوم ومدافع ومنكر ومنسحب وغير مقبل بالمرة على العملية‬
‫اإلرشادية ‪ ،‬وغير راغب بالمرة في االنتظام فيها وفي حضور مقبالتها ‪ .‬ال يجو‬
‫للمرشد النفسي أن يبدي مالحظاته على المسترشد‪ 1‬مباشرة في بداية المقابلة‬
‫معه‪ ،‬مما قد يحجر على فكره أو يعقل لسانه‪ ،‬فيصدم فيه وفي مساعدته له‪ .‬وال‬
‫يجوز للمرشد النفسي أن يلوم المسترشد‪ 1‬أو يؤنبه‪ 1‬على حالته التي هو عليها‬
‫ولو كان اللوم والتأنيب في صورة استفسار مهذب ‪ ،‬مما قد يضعف ثقته بنفسه‬
‫‪ ،‬وعلى إيمانه بقدرته‪ 1‬على أن يكون كما يريد ان يكون ‪.‬‬

‫ويجوز للمرشد النفسي أن يدفع المسترشد دفعا للتحدث والكالم وهو غير مستعد‬
‫لذلك‪ ،‬وكأنه يحمل سوطا في يده يلهب به أفكاره فتتزاحم على لسانه مبعثرة بال‬
‫ترتيب وبال هدف‪ ،‬مما قد يتسبب‪ 1‬في قطع الخيوط التي تنسج الصورة الكاملة عن‬
‫حالته وال يجوز للمرشد النفسي أن يصدر أحكامه على المسترشد من وجهة نظره‬
‫الشخصية حول ما يعجبه فيه وما ال يعجبه‪ ،‬ألن مهمته األساسية هي مساعدة‬
‫المسترشد‪ 1‬على أن يرى نفسه بنفسه وأن يقوم نفسه بنفسه من خالل تنمية‪1‬‬
‫استبصار الداخلي لحالته التي يعاني منها‪ .‬وما نؤكد عليه اآلن‪ ،‬وما سوف نشير‪1‬‬
‫إليه بالتفصيل‪ 1‬في فنيات التساؤل في فصل قادم أن شاء اهلل هو تجنب استخدام‬
‫األسئلة التي تبدأ يكلمه "لماذا؟" بقدر اإلمكان ألنها تتضمن معنى التحقيق مع‬
‫المسترشد‪ 1‬ومحاكمته‪ 1،‬وبفضل استبدالها بكلمة "كلمة؟" حيث أنها تتيح له الفرصة‬
‫للتعبير عما يكنه في نفسه من مشاعر وأحاسيس بطريقته‪ 1‬الخاصة وبكلماته‬
‫المختارة‪.‬‬

‫ممارسات جيدة‪:‬‬
‫‪" ‬كييف حالك اليوم؟‪ ...‬أرجو أن تكون على ما يرام"‪.‬‬
‫‪" ‬كيف تسير األمور معك؟‪ ...‬أرجو أن تكون في طريقها كما ترغب وتريد أن‬
‫شاء اهلل!!"‪.‬‬
‫‪" ‬هل كل شئ على ما يرام‪ ..‬أرجو أال يكون هناك ما يعكر صفو مزاجك اليوم‬
‫أن شاء اهلل!!"‪.‬‬
‫‪" ‬هل هناك نفر من الناس ال يعبأون بما مضى‪ 1،‬وال يفكرون فيما هو آت‪،‬‬
‫منهم يعيشون يومهم بحلوة ومره‪ .‬وهناك من يؤمن بقول على أبن أبي‬
‫طالب كرم اهلل وجهه "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا‪ ،‬وأعمل ألخرتك كأنك‬
‫تموت غداً "‪ ...‬كيف ترى نفسك بين هؤالء ؟!"‪.‬‬
‫‪ ‬بعض الناس يرى الدنيا على أنها عروس حسناء‪ ،‬والبعض اآلخر يلعنها!!‪..‬‬
‫وترى كيف تراها أنت؟"‪.‬‬
‫‪" ‬أحيانا نجد أنفسنا مرتبكين عندما نكون في موضع ما‪ ،‬وما نلبث حتى‬
‫نكتشف أننا مخطئين!! أليس كذلك؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬أن مشكلة المواصالت أصبحت غير محتمله!! أال يوجد حل لها؟!"‪.‬‬
‫‪ " ‬لقد تزايد عدد السكان بصورة مذهلة !! ترى ما هو الحل لمواجهة هذه‬
‫الزيادة المطردة؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬لقد سمعت قوال بمعنى‪( 1‬أنا الخير والشر معا ألني إنسان!)‪...‬هل تظن فعال‬
‫أن فينا نزعات من الخير‪ ،‬ونزعات من الشر ألننا بشر؟!"‪.‬‬

‫أن هذه النماذج من الممارسات الجيدة الفتتاح المقابلة اإلرشادية كفيلة بأن‬
‫تغرس األلفة بين المرشد والمسترشد‪ ،‬وكفيلة بان تنميها وتزهرها‪ ،‬مما يمكن‬
‫للطرفين أن يجنيا ثمارها‪ .‬وتتسبب هذه النماذج الجيدة الفتتاح المقابلة‬
‫اإلرشادية كفيلة بأن تغرس األلفة بين المرشد والمسترشد ‪ ،‬وكفيلة بأن تنميها‬
‫وتزهرها‪ ،‬مما يمكن للطرفين أن يجنيا ثمارها‪ .‬وتتسبب هذه النماذج الجيدة في‬
‫تشجيع المسترشد‪ 1‬على االنطالق في الكالم‪ ،‬وعلى التحدث بحرية‪ 1،‬مما يجعله‬
‫منفتحا على نفسه بصراحة وموضوعية‪ 1،‬ومقبال بحماس ورغبة على العملية‬
‫اإلرشادية‪ .‬عندما يبدأ المرشد بسؤال المسترشد عن حاله وأحواله متمنيا له‬
‫التوفيق‪ ،‬وراجيا أال يكون هناك ما يعكر صفو حباته‪ ،‬وراجيا أن كل سيء يسير‬
‫على هواه وفق ما يتمناه‪ ،‬يجد المسترشد‪ 1‬الفرصة سانحة له لالنطالق فيما يريد‬
‫ان يتحدث عنه ويخبر به دون قيد على فكرة وال عقل للسانه‪.‬عندئذ يشعر‬
‫المسترشد‪ 1‬باحترام المرشد له ولرأيه وقوله‪ ،‬ماما ينعكس على احترامه لنفسه‪،‬‬
‫وعندما يضرب المرشد النفسي أمثلة على نفر من الناس‪ ،‬موضحا صفات‬
‫مميزة لحاالتهم‪ ،‬وظاهرة على سلوكهم‪ ،‬التي تطبق صورة المسترشد‪ 1‬مؤقتا‬
‫على حالته‪ ،‬وكأن آالمه قد خفت حدتها بعقار مسكن موضعي وقتي‪ .‬عندئذ‬
‫تزداد ثقته في نفسه‪ ،‬ويزداد إيمانه بقدرته على أن يكون كما يريد أن يكون‪.‬‬
‫وعندما يتحدث المرشد النفسي في أمور بعيدة عما جاء من أجله المسترشد مثل‬
‫أمور المواصالت أو زيادة عدد السكان‪ ،‬فإنه سوف يحس ويشعر بمدى تشجيع‬
‫المرشد له‪ ،‬ومدى صبره واتساع صدره‪ .‬وبالتالي سيعي المسترشد تماما بأن‬
‫تلك العبارات عبن المواصالت والسكان ليست هي بيت القصيد‪ ،‬وليست هي‬
‫التي جاء من أجلها أو حضر‪ .‬سوف يحدث المسترشد‪ 1‬نفسه ويحاور فكره‪( :‬أنا‬
‫هنا من أجل التحدث عن حالتي‪ ،‬وليس من أجل التحدث عن االزدحام وعد‬
‫السكان)‪( ،‬أظن أن المرشد النفسي يمهد لي الجو حتى أبادر بالحديث)‪ ،‬و(أعتقد‬
‫أن الوقت قد حان اآلن للبدء في الكالم)‪.‬‬

‫ثانيا_ طريقة الوعي الفكري‪Methods of Cognitive Orientation:‬‬


‫قد تداخل هذه الطريقة مع الطريقة األولى (بناء األلفة) بحيث ال يمكن فصلهما‬
‫عن بعضهما عند افتتاح المقابلة اإلرشادية‪ ،‬والسيما إذا كانت األلفة موجودة‬
‫أصال بين المرشد ولنسترشد‪ .‬ومن ثم‪ ،‬ال يحتاج المرشد النفسي أية فترة زمنية‬
‫مستقلة لبنائها‪،‬ولكنه يعمل على تنميتها وتدعيمها‪ .‬وقد يرى المرشد النفسي‬
‫أنه ال يمكن البدء في هذه الطريق إال بعد أن تستوفي طريقة بناء األلفة حقها‬
‫وبعد أن تستنفد‪ 1‬الفترة الزمنية المخصصة لها‪ ،‬حتى يطبق الطريق الثانية‪1‬‬
‫متين يمكنه من تحقيق أهدافه‪ .‬وعلى أية‬ ‫( الوعي الفكري )‪ ،‬على أساس‬
‫حال‪ ،‬ال يمكن لطريقة الوعي الفكري أن تطبق إال بعد التأكد من تنفيذ طريقة‬
‫بناء األلفة بنجاح تام‪ .‬ومن ثم ال يمكن لطرية الثانية‪ 1‬أن تقام إال على أساس‬
‫مدعم بإتمام الطريقة األولى‪ ،‬وذلك حتى يكون المسترشد مستعدا نفسيا‬
‫للمساهمة فيه ولممارسة دوره اإليجابي في تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وتتميز‪ 1‬هذه الطريقة بالتعبير اللفظي (‪ )verbal expression‬عن مضمونها‪،‬‬


‫حيث أنها تختص بالتوضيح‪ 1‬والتفسير‪ ،‬وأحيانا بالشرح والتحليل للهدف الرئيسي‬
‫من المقابلة اإلرشادية‪ ،‬وما يتفرع عنه من أهداف‪ .‬قد يكون لكل مقابلة إرشادية‪،‬‬
‫تشخيصية‪ 1‬كانت أم عالجية ‪ ،‬هدف خاص مستقل‪ 1‬بها يختلف عن الهدف الخاص‬
‫بمقابلة إرشادية أخرى‪ .‬قد يكون الهدف من مقابلة ما متعلقا بالبدء في تجميع‬
‫المعلومات حول المسترشد‪ 1،‬وقد يكون الهدف من مقابلة أخرى متعلقا باستكمال‬
‫المعلومات غير المتوفرة في المقابالت السابقة‪ ،‬وقد يكون الهدف من مقابلة ثالثة‬
‫متعلقا باالتفاق على إجراء اختبار نفسي للمسترشد‪ ،‬وقد يكون الهدف من المقابلة‬
‫التالية لها متعلقا بتطبيق االختبار النفسي المتفق عليه في المقابلة السابقة‪ ،‬وقد‬
‫يكون الهدف من المقابلة المقبلة متعلقا بتفسير نتائج االختبار النفسي المطبق في‬
‫المقابلة الحالية ‪ .‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫وتتضمن طريقة الوعي الفكري تبصير‪ 1‬المسترشد‪ 1‬بحالته التي يعاني منها‪ ،‬والتي‬
‫جاء من أجل المساعدة في تصحيحها وتركيز انتباهه على صعوبات التكيف التي‬
‫واجهته في بيئته‪ ،‬والتي تسببت‪ 1‬في أزماته النفسية‪ .‬ويتم ذلك من خالل تلخيص‬
‫حالته وما تم التوصل إليه بشأنها في بداية االفتتاح لكل مقابلة تشخيصية‪ 1‬أو‬
‫عالجية‪ .‬وتفيد هذه الخطوة عندما يكون المسترشد غير مدرك ألبعاد األزمات‬
‫النفسية التي يعاني منها‪ ،‬وغير متيقظ لتلك الصعوبات التي عرقلت تكيفه مع بيئته‪1‬‬
‫التي تسببت في إحداث تلك األزمات‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يصبح‪ 1‬مدركا باستمرار‪ 1،‬ومتيقظا‬
‫دائما لطبيعة حالته بأبعادها المختلفة حتى يتمكن من المساهمة اإليجابية‪ 1‬الفعالة في‬
‫تصحيحها وعبور أزماتها‪ .‬ومما يدعم هذه الخطوة‪ ،‬اإلفصاح بأمانة وموضوعية‬
‫عن كيفية التوصل الى‪ ،‬والتحقق من طبيعة الصعوبات التي واجهت المسترشد‪1‬‬
‫وعرقلت تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬والتي أدت الى معاناته من أزماته‬
‫النفسية التي حلت به بسببها‪ .‬وفي سبيل ذلك‪ ،‬يوضح‪ 1‬المرشد النفسي المصادر‬
‫التي استند عليها في تجميع المعلومات حولها واألسس التي بنا عليها تشخيصه‪1‬‬
‫لها‪ ،‬والوسائل التي يمكن أن تستخدم في تنفيذ استراتيجياته اإلرشادي بخصوصها‪ٍ.‬‬

‫وبعد تفسير وتوضيح األهداف في المقابلة اإلرشادية‪ ،‬الرئيسية منها‬


‫والفرعية وبعد تلخيص حالة المسترشد‪ 1‬وتبصيره‪ 1‬بها‪ ،‬وتركيز انتباهه على‬
‫مضمونها ‪ ،‬تأتي الخطوة الثالثة من خطوات الوعي الفكري ممثلة في تشجيع‬
‫المسترشد‪ 1‬على المساعدة في توضيح‪ 1‬بعض األمور المتعلقة به وبحالته ‪ ،‬أو‬
‫االسترسال في الحديث عما جاء بخصوصه‪ 1،‬أو اإلفصاح عما يكنه في نفسه ويكتبه‬
‫في الالشعور عنده‪ .‬ويمكن للمرشد النفسي أن يدخل مباشرة في الموضوع دون‬
‫مواراة وبال مداراة‪ ،‬بأن يطلب من المسترشد ما يريده منه‪ 1‬على وجه التحديد‪ ،‬أو‬
‫يستفسر منه‪ 1‬عما يكون غامضا عليه أو عير متوفر لديه أو يحثه على االستمرار‪1‬‬
‫فيما بدأه من حديث واستكمال ما توقف في المقابلة السابقة‪ ،‬أو يدفعه للتنفيس‬
‫االنفعالي (‪ )emolional catharsis‬ليظهر المكبوت في نفسه‪ .‬ويفضل استخدام‬
‫كلمة(المساعدة) في العبارات اللفظية التي يستخدمها المرشد النفسي عند تنفيذ‬
‫طريقة الوعي الفكري‪ ،‬تدعيما للدور اإليجابي الذي يجب أن يقوم به المسترشد في‬
‫سبيل تصحيح‪ 1‬حالته وعبور أزماته النفسية‪ .‬ولعل بعض النماذج من الممارسات‬
‫الرديئة واألخرى الجيدة في تطبيق طريقة الوعي الفكري‪ ،‬والتي نوردها فيما يلي‪،‬‬
‫توضح ما قصدنا إليه خالل هذا العرض‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫ممارسات رديئة‪:‬‬
‫‪ " ‬إن الهدف من هذه المقابلة هو مناقشة عدد من االختبارات النفسية حتى‬
‫نختار أفضلها لتطبيقه في المقابلة القادمة"‪.‬‬
‫‪ " ‬لقد قابلت والديك وأخبروني عن كل شيء بخصوص حالتك وأعتقد أنك‬
‫محتاج لتفسير وجهة نظرهما حولها"‪.‬‬
‫‪ " ‬إن الحالة التي تشكو منها واضحة جدا‪ .‬إن الفروق الثقافية بينك وبين‬
‫زوجتك هي التي أدت الى هذه الحالة"‪.‬‬
‫‪ " ‬أين انتهينا في المقابلة السابقة؟ هل هناك جديد تحب أن تضيفه‪ 1‬في هذه‬
‫المقابلة؟"‪.‬‬
‫‪" ‬سوف نستكمل‪ 1‬في هذه التي كنا نتناقش فيه في المقابالت السابقة‪..‬‬
‫تفضل تكلم!!"‪.‬‬
‫إن الممارسات الرديئة الفتتاح المقابلة اإلرشادية‪ ،‬تشخيصية‪ 1‬أو عالجية‪،‬‬
‫تحمل في طياتها عدم االرتياح للمسترشد‪ ،‬لكونها جافة في تعبيراته اللفظية‬
‫من ناحية‪ ،‬وألنها توحي بمعنى الوصاية على المسترشد‪ 1‬من ناحية أخرى‪ ،‬لما‬
‫تنطوي عليه من إيحاء بالجبر واإللزام من جانب الشخصية على المسترشد‪1.‬‬
‫وقد تتسبب هذه الممارسات الرديئة ومثيالتها في تحويل المسترشد‪ 1‬من الى‬
‫شخص عدواني(‪ )aggressive person‬يهاجم المرشد النفسي بدال من أن‬
‫يتعاون معه‪ ،‬وذلك عندما يحس ويشعر بقلة قيمته وضعف قدره في رؤية‪1‬‬
‫المسترشد‪ 1،‬وعندما يحس ويشعر بأنه إنسان مسير‪ 1‬وفق مشيئة‪ 1‬المرشد‬
‫ورغبته‪ ،‬وأنه ليس مخيرا وفق إرادته‪ ،‬وعندما يحس ويشعر بأنه مدفوع الى‬
‫ومسحوب في طريق المرشد‪ ،‬وأنه ليس متخيرا لطريقه الذي يهواه ويتمنى‬
‫أن يطلق فيه خطاه‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬يفضل أال تذكر كلمة (هدف) صراحة على‬
‫لسان المرشد عند تطبيقه للوعي الفكري أثناء افتتاح المقابلة اإلرشادية‪ ،‬بل‬
‫يفضل أن تبقى في ذهنه وهو يفسر مضمونها ومحتواها للمسترشد دون‬
‫ذكرها‪ .‬ويخشى أن يذكرها‪ ،‬أن يفاجأ المرشد بالمسترشد يرد عليه محتدا‬
‫بقوله ‪:‬‬
‫‪ " ‬إن الهدف من المقابلة هي مساعدتي على عبور أزماتي‪ ،‬وليس‬
‫مناقشة اختبارات نفسية"‪.‬‬
‫‪ " ‬مالي أنا وهذه االختبارات!! إنك أنت المسئول وحدك عن اختيار‬
‫األفضل منها ما يتالءم مع حالتي!!"‪.‬‬
‫‪ " ‬لماذا تحملني أنا مسئولية اختيار اختبار نفسي لي؟وإ ذا فشل هذا‬
‫االختبار‪ ،‬من يكون المسئول في هذه الحالة؟"‪.‬‬
‫‪ " ‬مالذا ال تختار أنت بنفسك هذا االختبار؟ لماذا تتهرب من المسئولية‬
‫وتلقي بها علي"‪.‬‬
‫‪ " ‬إنك تريد أن تضيع‪ 1‬وقتي هباء في مناقشة ما ليس لي به علم !! لما‬
‫ال توفر وقتي وتختار أنت األنسب لي من هذه االختبارات النفسية ؟"‪.‬‬
‫ويفضل أال يفاجأ المسترشد بمصدر‪ 1‬واحد فقط للمعلومات التي حصل‬
‫عليها المرشد حوله‪ ،‬بل يجب أن يطرح أمامه عدد من المصادر المتباينة‬
‫التي جمع منها كافة المعلومات المتعلقة بحالته‪ .‬كما أنه ال يجوز للمرشد‬
‫أن يستخدم عبارة( كل شيء) في تعبيراته‪ 1‬اللفظية ألنه ال يدري حقيقة إذا‬
‫كان ما تحصل عليه من معلومات يمثل‪ 1‬كل شيء عن الحالة التي يدرسها‬
‫أو بعضا منها‪ ،‬كم ال يجوز أن تحمل عبارتهم اللفظية اإليحاء بضرورة أن‬
‫يستمع المسترشد إلى وجهة نظر اآلخرين حول حالته وكأنه مجبر على‬
‫ذلك وقد يفاجأ بالمسترشد‪ 1‬يرد عليه ساخرا بقوله‪:‬‬
‫‪" ‬هل والدي هما المصدر الوحيد الذي أمكنك االستفسار منهما عن‬
‫حالتي؟ فهم على علم تام بها!!"‪.‬‬
‫‪" ‬ما الذي يدريك أن والدي قد أخبرك عن كل شيء بخصوص‬
‫حالتي؟‪ ...‬ما الذي جعلك واثقاً من هذا؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬أنا لست في حاجة لتفسير وجهه نظر والداي حول حالتي!! شكراً‬
‫جزيلي! أنا أعرف وجهه نظرهما جيداً‪ ،‬وال أريد أن أسمع المزيد‬
‫عنها!!"‪.‬‬
‫يفضل أال يفاجأ المسترشد بوجهه نظر المرشد النفسي حول حالته‪ ،‬وأال يصدر‬
‫المرشد حكماً عليها‪ ،‬بل يجب عليه أن يساعد المسترشد على أن يكتشفها بنفسه‪،‬‬
‫وأن يصوغها بعبارته هو وفقاً إحساسه بها‪ ،‬وليس بعبارات المرشد وال من وجهة‬
‫نظره‪.‬وقد يفاجأ المرشد بالمسترشد‪ 1‬يرد عليه طاعنا بقوله‪:‬‬
‫‪" ‬ال!! عفواً‪ ،‬ال أظن أن الفروق الثقافية بيني وبين زوجتي قد تسببت‪ 1‬في هذه‬
‫األزمات النفسية التي أعاني منها‪ .‬هناك زيجات متعددة تتصف‪ 1‬بمثل ما‬
‫يتصف به زواجي وال يشكو أي طرف فيها من مثل هذه األزمات!! أري أنك‬
‫مخطئ في تشخيصك لحالتي!!"‪.‬‬
‫يفضل أال يسأل المسترشد‪ 1‬عما انتهى إليه الطرفان من مناقشات في مقابلة سابقة‪.‬‬
‫وال يجوز أن يحصر المرشد المسترشد‪ 1‬في نطاق ضيق من التفكير يدفعه إلى‬
‫التحدث عن الجديد فقط في موضوعه دون التعرض مرة أخرى إلى ما أدلى به من‬
‫معلومات فيما سبق‪ .‬كم ال يجوز للمرشد أن يدفع المسترشد إلى استكمال الحديث‪،‬‬
‫فقد ال يكون مستعداً له‪ ،‬بل قد يحتاج إلى وقفة ولو قصيرة عما سبق أن أدلى به‬
‫من معلومات‪ .‬وفي النهاية نحذر من صيغة األمر عندما نطلب من المسترشد أن‬
‫يتكلم‪ .‬وقد يفاجئ المرشد برد المسترشد عليه مستنكراً بقوله‪:‬‬
‫‪" ‬أنا ال أدري في الحقيقة أين انتهينا في المقابلة السابقة‪ ،‬فقد تحدثنا في أمور‬
‫كثيرة ومتشعبة‪ ،‬ولم تذكر النقطة التي توقفنا عندها‪ .‬أال تدري أنت أين‬
‫انتهينا؟!!"‪.‬‬
‫‪ ‬طال يمكني‪ 1‬أن أتحدث في أي أمر جديد اآلن‪ .‬إنني أشعر بأن النقاط التي‬
‫سبق أن عرضتها في المقابالت السابقة لم تستوف حقها!! إنني أرى أن‬
‫هناك أمورا لم تحسم بعد!!"‪.‬‬
‫‪" ‬كيف يمكنني أن أستكمل ما كنا نتناقش فيه وأنا غير مرتاح لما ناقشناه‪،‬‬
‫وغير مستعد لما يمكن أن نناقشه؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬أنا ال أريد أن أتكلم؟! لم ال تتكلم أنت؟!‪ ..‬لقد تكلمت كثيرا في المقابالت‬
‫تهدى من روعي!!"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫السابقة ولم أسمع منك كلمة واحدة تشفي غليلي‪ ،‬أو‬

‫ممارسات جيدة‪:‬‬
‫‪ " ‬لعلنا نحصل على معلومات محددة ودقيقة بخصوص حالتك إذا أجرينا‬
‫اختبارا نفسيا محدد‪ ،‬مما يوضح‪ 1‬لنا األمور ويكشفها على أسس علمية‬
‫ومنطقية‪.‬سوف أعرض عليك عددا من هذه االختبارات النفسية المتعلقة‬
‫بحالتك خالل هذه المقابلة ثم أفسر لك محتواها‪ ،‬والهدف من إجرائها وأهمية‬
‫النتائج المتحصل عليها‪ ،‬حتى أوضح لك الصورة تماما بشأن كل منها‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬يمكننا أن نتشاور معا حولها فيما يتعلق باختيار األفضل لك‬
‫واألنسب لحالتك‪ .‬هل لك وجهة نظر معينة‪ 1‬بخصوص ذلك؟"‪.‬‬
‫‪" ‬لقد تجمع لدي كمية ال بأس بها من المعلومات حول حالتك‪ ،‬حصلت عليها‬
‫من والديك‪ ،‬إخوتك‪ ،‬عدد من أقاربك‪ ،‬عدد من زمالئك ورؤسائك في العمل‪،‬‬
‫عدد من جيرانك وأصدقائك‪ ،‬عدد من مدرسيك ومديري‪ 1‬المدارس التي كنت‬
‫ملتحقا بها أثناء حياتك الدراسية‪ .‬إذا كنت ال تمانع في أن أعرض عليك هذه‬
‫المعلومات لنتناقش معا حول ما جاء فيها فيكون أفضل لك ولي من أجل‬
‫التوصل إلى حل لألزمات والصعوبات التي تعاني منها"‪.‬‬
‫‪ " ‬بناء على ما تم مناقشته‪ 1‬حتى اآلن‪ ،‬ماذا تظن في رأيك األسباب والعوامل‬
‫المختلفة التي أدت بك الى هذه الحالة التي تعاني منها اآلن"‪.‬‬
‫‪ " ‬هل ترى أن هناك عالقة بين أزماتك النفسية التي تعاني منها وبين الفروق‬
‫الثقافية التي بينك وبين زوجتك"‪.‬‬
‫‪ " ‬هل تذكر أين توقفنا في حديثنا في المقابلة الماضية؟ لقد توقفنا عندما‬
‫ذكرت لي كذا وكذا ‪...‬أو‪ ...‬عندما اتفقنا على كذا وكذا‪ ...‬هل ترى أن هناك‬
‫ضرورة السترجاع ما ناقشناه من معلومات‪ ،‬ولو بصورة عاجلة فبل أن نبدأ‬
‫باستعراض ما يمكن أن نحصل عليه من معلومات جديدة؟"‪.‬‬
‫‪ " ‬هل أنت مطمئن تماما لما تم مناقشته في المقابالت السابقة؟ هل هناك أمر‬
‫من األمور التي ناقشناها تشعر بأنك غير مقتنع به وغير مرتاح إليه؟ هل‬
‫أنت مستعد اآلن لنستعرض معا أي معلومات جديدة تحب أن تخبرني بها؟"‪.‬‬
‫‪ " ‬أرجو أال تتردد في أن تخبرني‪ 1‬بأي شيء تريد أن تخبرني به هنا من أجل‬
‫مساعدتك لعبور أزماتك‪ .‬لذلك ستجدني إنشاء هلل منصتا وصاغيا لك‪ .‬وإ ذا‬
‫أردت أن تستفسر عن أي شيء‪ ،‬أرجو أال تتردد في ذلك فسوف أجيبك‬
‫إنشاء اهلل عما أستطيعه وأقدر عليه‪ ،‬وسوف أعتذر عما ال أجد اإلجابة عنه‪.‬‬
‫واآلن أنا منصت تماما غليك"‪.‬‬
‫يتضح من الممارسات الجيدة المذكورة مدى إشعار المسترشد بقيمته وقدره‪،‬‬
‫ومدى احترامه وتقبله‪ ،‬ومدى الحرية التي منحت له يقرر بمشيئته‪ 1‬ما يريد أن‬
‫يقرره‪ .‬إن المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يتعرض بطريق غير مباشر الى‬
‫الهدف من المقابلة مع المسترشد‪ ،‬فال يذكر صراحة كلمة (الهدف) ولكنه يتضمنه‬
‫في عرض المسلسل البسيط في بداية تنفيذ طريقة الوعي الفكري عند افتتاح‬
‫المقابلة اإلرشادية‪ .‬وبتسلسل‪ 1‬منطقي يستطيع المرشد النفسي أن يحث المسترشد‪1‬‬
‫على وضع الهدف من المقابلة بنفسه‪ ،‬أو على األقل الموافقة عليه عندما يتعرض‬
‫له بطريقة ضمنية‪ 1‬في سرد تفسيري‪ 1‬حول ما سوف يتم عمله في المقابلة اإلرشادية‬
‫عند افتتاحها وبعد االنتهاء من بناء األلفة بين الطرفين‪ .‬ويتميز المرشد النفسي‬
‫الخبير في ممارساته المهنية بعرض المعلومات المختلفة المتجمعة لديه حول‬
‫المسترشد‪ 1‬بطريقة لبقة ومقنعة مشيرا بوضوح‪ 1‬الى مصادرها المتباينة‪ .‬كما أنه ال‬
‫يفرض على المسترشد‪ 1‬عرضها وال يجبره على االستماع الى محتوياتها‪ ،‬ولكنه‬
‫يستمليه‪ 1‬بمهارة ولباقة حتى يسمح بعرض ما تجمع لديه من معلومات حوله‪،‬‬
‫ومناقشتها معه للتوصل الى سبل إيجابية في اتخاذ القرارات بشأنه‪ .‬وال يقع‬
‫المرشد النفسي المتمكن من عمله في منزلق إصدار األحكام‪ ،‬وال في منحدر آرائه‬
‫الشخصية حول خالة المسترشد‪ ،‬ألن هذا ليس من شأنه وال من اختصاصه ذلك ‪،‬‬
‫فهو يحرص كل الحرص على أن يساعده في التعرف على حالته واكتشافها بنفسه‬
‫وأن يحكي عنها ما يشعر به وما يحسه بشأنها‪ .‬والمرشد النفسي الجيد‪ ،‬بصورة‬
‫عامة يحاول أن ينعش ذاكرة المسترشد بطريق غير مباشر حول ما سبق مناقشته‬
‫في المقابالت السابقة عموما وفي المقابلة األخيرة على وجه الخصوص حتى‬
‫يؤهله ويعده الستكمال ما بدأ فيه من حديث على أساس منطقي ومتسلسل‪ 1،‬وغير‬
‫مشتت لألحداث واألطراف‪ .‬ويتم ذلك بواسطة تلخيص سريع لما دار بينهما في‬
‫الماضي مع التركيز على النقطة التي توقف عندها االثنان في المناقشة السابقة‬
‫على المقابلة الحالية‪ .‬وال يحاول المرشد النفسي استرجاع أي معلومة سبق‬
‫مناقشتها إال بناء على اقتناع كامل من المسترشد بذلك أو إذا كان هناك هدف محدد‬
‫يستدعي ذلك‪ .‬من ثم‪ ،‬فال يدفعه المرشد الى استكمال حديث لم يكن مرتاح فيه‪ ،‬وال‬
‫البدء في نقطة جديدة لم يكن مستعدا لها ‪ .‬وأخيرا إن تشجيع المسترشد على الكالم‬
‫واإلسترسال في الحديث أمر البد منه‪ ،‬ولكنه لن يتسنى ذلك إذا شعر بأنه يتلقى‬
‫أوامر من المرشد بالبدء في الحديث‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬إن المرشد النفسي الجيد يشجع‬
‫مسترشده على الكالم واالسترسال فيه‪ ،‬موضحا دوره اإليجابي في اإلنصات إليه‪،‬‬
‫وأنه سوف يرد عليه إذا استفسر منه عن أي شيء يريده‪.‬‬

‫ويتدرج المرشد النفسي من مرحلة االفتتاح الى مرحلة البناء بعد أن‬
‫يطمئن تماما الى أن طريقتي بناء األلفة والوعي الفكري قد تم تنفيذهما‬
‫على الوجه األكمل‪ ،‬وبعد أن يكون المسترشد مؤهال ومعدا لدخول في‬
‫المرحلة الثانية‪ 1‬بحماس وتقبل‪ .‬وقد سبق اإلشارة الى أنه ال توجد حدود‬
‫فاصلة بين مرحلة وأخرى من مراحل المقابلة اإلرشادية سواء أكانت‬
‫مقابلة ابتدائية‪ ،‬أم مقابلة تشخيصية‪ 1،‬أم مقابلة عالجية‪ .‬غير أننا نؤكد‬
‫على أال ينتقل المرشد النفسي من مرحلة الى أخرى إال بعد أن تستوفي‪1‬‬
‫المرحلة حقها وتحقق غايتها‪ ،‬مع مراعاة أال تطغي الفترة الزمنية‪1‬‬
‫المخصصة لمرحلة على الفترة الزمنية المخصصة لمرحلة أخرى‪ ،‬وهناك‬
‫اتفاق ضمني‪ 1‬بين الممارسين لمهنة اإلرشاد النفسي أن تكون الفترة‬
‫الزمنية‪ 1‬المستغرقة في مرحلة االفتتاح في حدود عشر دقائق‪ ،‬والفترة‬
‫الزمنية‪ 1‬المستغرق في مرحلة البناء في حدود ثالثين دقيقة‪ ،‬بينما الفترة‬
‫الزمنية‪ 1‬المستغرقة في مرحلة اإلقفال ال تتجاوز الخمس دقائق‪ ،‬مع‬
‫المرونة‪ 1‬في تداخل دقائق معدودة لمرحلة مع مرحلة أخرى‪.‬‬
‫مرحلة البناء‬
‫‪STAGE OF STRUCTURE‬‬

‫يطلق على هذه المرحلة مسمى مرحلة االرتياد أو االكتشاف(‪stage of‬‬


‫‪ ،(exploration‬مسمى‪ 1‬مرحلة اإلنماء أو االرتقاء (‪stage of‬‬
‫‪ ،)development‬أو جسم المقابلة(‪.)body of the interview‬‬
‫ويفضل تسميتها بمرحلة البناء ‪ stage of structure‬حيث يحاول‬
‫المرشد النفسي فيها مساعدة المسترشد على إزالة الصعوبات التي‬
‫تواجهه في بيئته‪ ،‬عبور أزماته التي تنتابه‪ 1،‬إعادة بناء شخصيته‪ 1،‬وتعديل‬
‫سلوكه نحو األفضل‪ ،‬حتى يصبح فردا جديدا على نفسه المعتلة‪ ،‬وفردا‬
‫سويا في المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وفردا متوافقا مع الظروف المحيطة‬
‫له‪.‬‬

‫تبدأ مرحلة البناء غالبا بمناقشة حالة المسترشد بالتفصيل من جميع‬


‫جوانبها‪ ،‬ومن خالل تفرعاتها المختلفة‪ ،‬للتوصل الى معرفة األسباب‬
‫الحقيقية والدوافع الخفية التي أدت إليها حتى يكون الشخص سليما‪،‬‬
‫وبالتالي يكون العالج مؤثرا وفعال‪ .‬وبالرغم أن مرحلة االفتتاح تتعرض‬
‫لالستفسار عن األسباب والدوافع إال أن المرشد النفسي يكون على يقين‬
‫تام بصعوبة‪ 1‬اكتشافها خالل دقائق معدودة في مرحلة االفتتاح أو عبر‬
‫مقابالت قليلة مع المسترشد‪،‬ولكن المرشد النفسي ال يتجاهل االستفسار‬
‫عنها دوما في مرحلة االفتتاح لكل مقابلة إرشادية حتى ينعش ذاكرة‬
‫المسترشد‪ 1‬باستمرار فيما يتعلق بحالته ويلفت نظره ويبصره دائما‬
‫بمتضمناتها‪ ،‬ويشركه بإيجابية في البحث والتقصي عن العوامل التي‬
‫تسببت في إحداثها‪ .‬وقد يتحدد الشكل العام للحالة في المقابلة االبتدائية‬
‫بصورة مبدئية‪ 1،‬وقد تتضح مالمحها رويدا رويدا في مرحلة االفتتاح لكل‬
‫مقابلة‪ ،‬ولكن الهدف األساسي والرئيسي من مرحلة البناء هو تحديد‬
‫المالمح بصورة قاطعة‪ ،‬واكتمال عناصرها بشكل محدد على أسس‬
‫منطقية‪ ،‬مما يدعم تشخيصها النهائي فيكون صحيحا وسليما‪ .‬ومن ثم‬
‫يمكن عالجها على أساس متين مدروس ال يقبل الشك‪ .‬وبالرغم أن‬
‫التشخيص والعالج يعتبران وجهين لعملة واحدة‪ ،‬إال أنه من الصعب‬
‫الفصل بينهما في المقابلة اإلرشادية الواحدة‪ .‬فقد يستخدم المرشد النفسي‬
‫استيرتيجياته اإلرشادية في تشخيص حالة ما‪ ،‬وفي نفس الوقت قد‬
‫تستهدف هده اإلستراتيجيات عالج جانب منها‪ ،‬أو عدة وانب على حد‬
‫سواء ‪.‬‬

‫ولما كانت مرحلة البناء تستغرق أكبر فترة زمنية ن الزمن الكلي للمقابلة‬
‫اإلرشادية‪ ،‬ولما كانت تتطلب مجهودات كبيرة وعناية مركزة من المرشد النفسي‬
‫باعتبارها جسم المقابلة‪ ،‬ولما كانت تتطلب مهارات فائقة وفنيات متباينة‪ 1‬حتى‬
‫تكتشف حالة المسترشد‪ 1‬وتنمي‪ 1‬لصالحه‪ ،‬لذلك فإن مقومات نجاحها وعوامل تحقيق‬
‫أهدافها تتوقف الى حد كبير على خبرة المرشد النفسي وكفاءته في ممارسة‪1‬‬
‫الميدانية‪ 1‬باإلضافة الى تأهيله العلمي العالي وإ عداده المهني الراقي‪ ،‬مما يمكنه‪ 1‬من‬
‫وضع إستراتيجياته‪ 1‬اإلرشادية على أسس سليمة وصحيحة‪ ،‬وتنفيذها بعناية ودقة‪،‬‬
‫وتحقيق أهدافها في أقصر وقت ممكن‪ .‬وللمرشد النفسي مطلق الحرية في التخطيط‬
‫لهذه اإلستراتيجيات بناء على ما اكتسبه‪ 1‬من خبرات سابقة في معالجته للحاالت‬
‫التي مرت عليه منذ أن وضع نفسه في مجال الممارسة الميدانية لمهنة اإلرشاد‬
‫النفسي‪ .‬وبالرغم أن لكل حالة ظروفها ومالبساتها‪ ،‬ولكل مقابلة أهدافها‬
‫وإ ستراتيجياتها‪ ،‬إال أن المرشد النفسي المتمرس في عمله والحاذق في مهنته‪1‬‬
‫يمكنه االستفادة منها جميعا في تحديد اإلطار العام الذي يمكن أن يتحرك خالله عند‬
‫التعامل مع كل مسترشد جديد يعرض نفسه عليه‪.‬‬
‫وقد يمارس المرشد النفسي مهنته على وتيرة واحدة ال يغيرها‪ ،‬وبناء على‬
‫نمط معين ال يحيد عنه في تعامله مع كافة المسترشدين الذين يترددون عليه‪.‬وقد‬
‫يغير المرشد النفسي من طرقه وأساليب المهنية حسب الحالة التي يتعامل معها‪،‬‬
‫وحسب المسترشد‪ 1‬الذي يعالجه‪ ،‬فلكل طريقة خاصة في العالج وأسلوب متميز في‬
‫التعامل‪ .‬وقد يتبع المرشد النفسي مدرسة‪ 1‬معينة من مدارس اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي يمارس خبراته المهنية وفق فلسفتها ونظرياتها‪ ،‬فنجد المرشد النفسي‬
‫اإلنساني (‪ ) humanistic counselor‬والمرشد النفسي السلوكي (‬
‫‪ ) behavioristic counselor‬والمرشد النفسي االنفعالي العقالني (‪rational‬‬
‫‪ ،...) emotive counselor‬وهكذا دواليك‪ .‬وقد يختار المرشد النفسي وينتقي‬
‫ما يعجبه ويرتاح إليه‪ ،‬وما يؤمن به ويعتمد عليه من فلسفة ونظرية‪ ،‬من طريقة‬
‫وأسلوب‪ ،‬من مدارس اإلرشاد والعالج النفسي المختلفة لتشكل مالمح استيرتيجياته‬
‫التي يضعها عند معالجته للحاالت التي يتعامل معها‪ ،‬وهذا ما يسمى‪ 1‬بالمرشد‬
‫النفسي الخياري أو االنتقائي (‪ . )eclectic counselor‬وبالرغم أن هناك‬
‫انتقادات على الممارية الخيارية ( االنتقائية ) في اإلرشاد والعالج النفسي إال أن‬
‫نفرا كثيرا من المرشدين والمعالجين النفسيين ما زالوا يمارسون مهنتهم وفقا لهذه‬
‫الفلسفة االنتقائية‪ ( .‬للمزيد من المعلومات حول هذا الخصوص‪ ،‬راجع كتاب أسس‬
‫علم النفس اإلرشادي المؤلف )‪.‬‬
‫وبالرغم من أن كل مرشد نفسي يضع استيرتيجياته‪ 1‬اإلرشادية‪ ،‬وينفذها وفق‬
‫فلسفته التي يعتنقها‪ ،‬ونظرياته التي يؤمن بها‪ ،‬مما ينعكس على فنياته التي‬
‫يستخدمها أثناء ممارسته‪ 1‬المهنية‪ 1‬مع الحاالت التي يعالجها‪ ،‬إال أن الخطوط‬
‫العريضة لبناء القابلة اإلرشادية تكاد تكون واحدة في أطار الممارسة العامة لمهنة‬
‫اإلرشاد النفسي‪ .‬وسنتعرض فيما يلي لتلك الخطوط العريضة‪ 1‬التي يتبعها معظم‬
‫المرشدين النفسيين في مقابالتهم اإلرشادية‪.‬‬
‫الخطوط العريضة لبناء المقابلة اإلرشادية‪:‬‬
‫أوال ـ اكتشاف النفس‪self_exploration :‬‬
‫تبدأ مرحلة البناء ألية مقابلة إرشادية‪ ،‬تشخيصية كانت أو عالجية‪ ،‬بمساعدة‬
‫المسترشد‪ 1‬على أن يرتاد نفسه ويكتشفها‪ ،‬وذلك بتشجيعه على مناقشة أموره كلها‬
‫بال خوف وال تردد‪ ،‬بال خجل وال مداراة حتى ينفتح على نفسه فيحس بمشاعره‬
‫الدفينة وأفكاره المكبوتة المتعلقة بذاته‪ .‬ومن ثم يمكن للمسترشد أن بعي ويدرك‬
‫االرتباطات القوية بين مفهومه لذاته وبين االتجاهات المختلفة والمؤثرة عليها‪،‬‬
‫وبالتالي ما يمكن أن تعكسه من آثار تشكل سلوكه بوجه عام‪ .‬لذلك يطلق البعض‬
‫على هذه المرحلة مسمى‪ 1‬مرحلة االكتشاف أو مرحلة االرتياد (‪stage of‬‬
‫‪ .) exploration‬ويرى هانسن ستيفك‪ ،‬ووارنر (( ‪Warner, 1977‬‬
‫‪ & Hansen stevic‬أن المسترشد غالبا في بداية هذه المرحلة يرى صعوبات‬
‫تكيفه وأزماته بصورة منفصلة عن ذاته‪ ،‬وخارجة عن كيانه‪ ،‬وأنه ال دخل له فيها‬
‫إال بقدر ضئيل من المسئولية بتقبلها على مضض وبشيء‪ 1‬من اإلنكار‪.‬‬

‫وبناء عليه‪ ،‬تقع على المرشد النفسي مسئولية‪ 1‬كبيرة في مساعدة المسترشد‪1‬‬
‫على أن يرى نفسه بوضوح‪ ،‬وأن ينفتح عليها بإيجابية‪ ،‬وأن يكتشف المكبوت فيها‬
‫بأمانة وموضوعية‪ .‬ويحمل دينكماير‪ ،‬بيو‪ ،‬دينكماير االبن (‪Dinkmeyer, Bew‬‬
‫‪ )& Dinkmeyer, Jr. 1979‬المرشد النفسي المسئولية في تشجيع المسترشد‬
‫وتدعيمه حتى يتغلب على مظاهر القلق الذي قد ينتابه‪ 1‬في بداية هذه المرحلة‪ .‬لذلك‬
‫يضع المرشد النفسي الجيد‪ ،‬والكفء في عمله اسيراتيجياته‪ 1‬اإلرشادية‪ ،‬وينفذها‬
‫وفق نقاط محددة يستنير بها وبسير‪ 1‬على هداها‪ ،‬نذكرها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ )1‬مساعدة المسترشد على التحدث بطالقة وحرية حول صعوباته وأزماته‪.‬‬


‫‪ )2‬مساعدة المسترشد على ممارسة التداعي الحر لكلماته والتنفيس‬
‫االنفعالي لمشاعره‪.‬‬
‫‪ )3‬مساعدة المسترشد على طلب المزيد من الفهم حول حالته حتى يعي‬
‫أبعادها‪.‬‬
‫‪ )4‬مساعدة المسترشد على التعبير عن أفكاره ومشاعره كما يحس بها هو‪.‬‬
‫‪ )5‬مساعدة المسترشد على اختبار أفكاره ومشاعره بطريق محددة وبنائية‪1.‬‬
‫‪ )6‬مساعدة المسترشد على أن يرى األمور كما يراها اآلخرون ال كما يراها‬
‫هو‪.‬‬
‫‪ )7‬مساعدة المسترشد على أن ينفتح‪ 1‬على نفسه ويكتشف‪ 1‬أبعادها‪.‬‬

‫وحتى يتم تنفيذ هذه النقاط المذكورة‪ ،‬على المرشد النفسي أن ينمي‪ 1‬اتصاله‬
‫بالمسترشد‪ 1‬جيدا‪ ،‬وإ قناعه بإمكانية‪ 1‬التغيير الى األفضل واردة‪ ،‬ولكنه لن يتم إال‬
‫بمساهمته‪ 1‬اإليجابية في تحمل المسئولية نحو إحداث هذا التغير‪ .‬ومن ثم يجب على‬
‫المسترشد‪ 1‬أن يظهر مشاعره نحو صعوبات تكيفه بصراحة‪ ،‬ويحددها بوضوح حتى‬
‫يتمكن من التغلب عليها‪ .‬وفيما يلي عدد من النماذج التي يمكن أن بها المرشد في‬
‫مساعدة المسترشد على ارتياد نفيه واكتشافها‪ ،‬وفقا للنقاط المحددة سابقة الذكر‪،‬‬
‫وحسب تسلسلها الرقمي‪.‬‬
‫‪ " ‬أرجو أال تتردد في أن تخبرني‪ 1‬بأي شيء يتعلق بالصعوبات التي‬
‫تواجهك‪ ،‬أو األزمات التي تنتابك"‪.‬‬
‫‪ " ‬أرجو أن تترك نفسك على سجيتها‪ ،‬وأن تترك كل ما يتردد في فكرك‬
‫لينساب بين شفتيك دون أن تحسبه"‪.‬‬
‫‪ " ‬يسعدني أن أقدم لك أي تفسير أو توضيح حول ما قدمته أنت من‬
‫معلومات تتعلق بحالتك"‪.‬‬
‫‪ " ‬كيف رأيت نفسك وأنت في ذلك المأزق الذي تخبرني‪ 1‬عنه اآلن؟ ليتك‬
‫تخبرني عما شعرت به وأحسسته‪ 1‬عندما وجدت نفسك فيه"‪.‬‬
‫‪ " ‬أرجو أن تعيد علي ما أخبرتني به اآلن‪ ،‬مرتبا األحداث التي ذكرتها‬
‫حسب درجة تأثرك بها‪ ،‬ورد فعلك عليها"‪.‬‬
‫‪ " ‬ذكرت لي أنك أنفقت كل ما تملكه على مائدة القمار ليلة أمس‪ .‬كيف‬
‫تشعر اآلن وأنت ال تملك ثمن الدواء البنتك المريضة؟"‪.‬‬
‫‪ " ‬هل تعتقد أن زوجتك راضية عن إهمالك لها‪ ،‬وعدم مساعدتها في‬
‫تصريف‪ 1‬شؤون المنزل؟ كيف يكون شعورك نحوها إذا أهملتك هي‬
‫بدورها ولم تساعدك في أي عمل تطلبه منها؟"‪.‬‬

‫ثانيا_ تواصل النفس‪Communication of self:‬‬


‫بعد أن يتأكد المرشد النفسي من أن المسترشد‪ 1‬قد انفتح على نفسه تماما‪ ،‬وأنه‬
‫اكتشف المكنون فيها‪ ،‬يحاول مساعدته على أن يتواصل‪ 1‬مع نفسه‪ .‬وبمكن التأكد‬
‫من تحقيق هذا التواصل من خالل الكيفية التي يتحدث بها المسترشد‪ 1‬عن ذاته‬
‫وكيانه‪ .‬في بداية هذه المرحلة‪ ،‬ال يرغب المسترشد غالبا في أن يتحدث عن نفسه‬
‫أبدا‪ ،‬وإ ذا تحدث فإنه يفصل نفسه تماما عن األحداث التي وقعت له وكان طرفا‬
‫فيها‪ .‬وفي منتصف‪ 1‬هذه المرحلة‪ ،‬يرى المسترشد‪ 1‬صعوبة نوعا ما في ربط نفسه‬
‫بتلك األحداث‪ ،‬وأنه غير مقتنع باتصاله بها‪ .‬وفي نهاية هذه المرحلة يتحدث المش‬
‫ترشد عن نفسه وكأنه وجدها وملكها وال يريد أن يفقدها‪.‬‬
‫وال يستطيع المسترشد أن يحقق التواصل مع نفسه فبل أن يتواصل‪ 1‬معه المرشد‬
‫النفسي أوال‪ .‬وأكد روجرز (‪ )Rogers, 1961‬على أن الوظيفة األساسية لإلرشاد‬
‫والعالج النفسي هي مساعدة الفرد على اكتساب التواصل الجيد مع نفسه خالل‬
‫عالقة إنسانية بينه‪ 1‬وبين المرشد والمعالج النفسي تتميز بالتواصل الحر والفعال‬
‫بيتهما‪ .‬وقد أضاف روجرز( ‪ )Rogers, 1961‬بأنه إذا تمكن المسترشد‪ 1‬من‬
‫اكتساب هذا التواصل مع ذاته‪ ،‬تمكن بعد ذلك من ممارسة التواصل ( االتصال )‬
‫الجيد والمؤثر مع اآلخرين‪ .‬وأكد أيضا تراكس كاركوف & ‪Traux‬‬
‫‪ ) Carkhuff‬على أن هناك عالقة إيجابية بين التواصل الفعال واألوضاع‬
‫العالجية بصورة عامة‪ ،‬وأن التواصل الدافئ بين المرشد والمسترشد‪ 1‬يؤثر على‬
‫سرعة العالج وامتثال المسترشد للشفاء‪.‬‬
‫وتناول الكثير من المشتغلين باإلرشاد والعالج النفسي مفهوم التواصل‬
‫بوجهات نظر مختلفة‪ ،‬غير أنها ال تخرج كلها في مضمونها عن أنه يتضمن‪ 1‬شقين‬
‫أساسين ال ثالث لهما‪ :‬التواصل اللفظي (‪) verbal communication‬‬
‫والتواصل غير اللفظي(‪ .)verbal communication non‬وركز سوليفان ((‬
‫‪ Sullivan, 1953‬على أن التواصل بشقيه‪ 1‬اللفظي وغير اللفظي يدعم سلوك‬
‫الفرد المبني‪ 1‬على التفاعل الشخصي بينه‪ 1‬وبين اآلخرين‪ .‬واقترح شري ((‬
‫‪ Cheery, 1966‬أن التواصل ممكن أن يقيس الميل الشخصي للفرد في المشاركة‬
‫اإليجابية لمشاعر وأحاسيس شخص آخر‪ .‬ويرى ويبلين (‪ )Webling, 1968‬أن‬
‫التواصل عبارة عن حجر األساس للحياة اإلنسانية حيث أنه يشكل شخصية‪ 1‬الفرد‬
‫والتي يمكن أن توصف‪ 1‬من خالل طريقته في التواصل مع الناس وما يتركه من‬
‫انطباع مؤثر‪ 1‬على سلوكهم‪.‬‬

‫ويمكن للمرشد النفسي أن يحقق التواصل اللفظي مع المسترشد‪ 1‬خالل‬


‫التعبيرات اللغوية التي يتضمنها عدد من الفنيات الممارسة في المقابلة اإلرشادية‪،‬‬
‫والتي تدل على التعاطف معه‪ ،‬واإلنصات إليه‪ ،‬والفهم اإليجابي لحالته مما يدعم‬
‫ثقته في المرشد النفسي وفي مقدرته‪ 1‬على مساعدته في فهم ذاته واكتشاف نفسه‪،‬‬
‫واالنفتاح عليها‪ .‬ومن الفنيات التي تدعم التواصل الجيد (‪good‬‬
‫‪ ) communication‬بين المرشد والمسترشد والتي يمارسها المسترشد‪ 1‬بصورة‬
‫أساسية في مرحلة البناء‪ :‬فنية الصمت اإليجابي‪ ،‬فنية اإلنصات الجيد‪ ،‬فنية‬
‫اإليضاح‪ ،‬فنية االنعكاس‪ ،‬فنية المواجهة‪ ،‬فنية التفسير‪ ،‬فنية التلخيص‪...،‬وخالفها‪،‬‬
‫وهذا ما سوف نتناوله ان شاء اهلل بالتفصيل‪ 1‬في الباب القادم تحت مسمى فنيات‬
‫المقابلة اإلرشادية‪.‬‬

‫أما التواصل غير اللفظي‪ ،‬فيمكن للمرشد النفسي أن يحققه خالل ابتسامة‬
‫دافئة‪ ،‬إيماءة بالرأس‪ ،‬اتصال بصري‪ 1،‬انحناء الجسم في اتجاه المسترشد‪ 1،‬قرب‬
‫المسافة بينهما‪...‬وما شابه ذلك‪ .‬ويرى عدد من الكتاب والمؤلفين أن التواصل‬
‫( االتصال) غير اللفظي يتضمن‪ 1‬كل شيء ما عدا الكلمات التي يمكن أن تتبادل على‬
‫األلسنة بين األفراد (جالدستين‪ ) Gladstein, 978‬ويرى مهرابيان (‬
‫‪ ) Mehrabian, 1972‬أن التواصل غير اللفظي يتضمن‪ 1‬كل الحركات التي تصدر‬
‫عن أعضاء الجسم مثل العين‪ ،‬الرأس‪ ،‬الكتف‪ ،‬اليد‪ ،‬الرجل‪ ،‬القدم‪ ،‬دون أن‬
‫يصاحبها تعبير لفظي‪.‬‬

‫ويقع على المرشد النفسي الجيد‪ ،‬والكفء في عمله مسئولية‪ 1‬كبرى في‬
‫تحقيق التواصل المؤثر الفعال مع المسترشد‪ 1‬حتى ينتقل‪ 1‬آثاره الى مفهوم المسترشد‬
‫عن ذاته فيتواصل مع نفسه بالكيفية التي تكفل له التنمية‪ 1‬الكاملة لشخصيته‪1‬‬
‫والتعديل الكامل لسلوكه‪ .‬إن اختيار الكلمات المالئمة‪ 1‬لوضع المسترشد‪ 1‬وظروفه‪،‬‬
‫والتي يستعملها المرشد النفسي في التواصل اللفظي معه‪ ،‬يعتبر أمراً هاماً جداً في‬
‫تدعيمه لذلك‪ ،‬عليه أل يختار الكلمات التي قد تنبذ من المسترشد‪ ،‬أو التي قد تؤثر‬
‫عليه تأثيراً نفسياً وسلوكياً سيئاً وإ ذا أخطا الرشد النفسي العبير في تواصله اللفظي‬
‫مع مسترشدة‪ ،‬فيفضل إال يعتذر عن الكلمات التي ال تصادف قبوالً منه‪ ،‬وأال يسهب‬
‫في شرح مدافع أو شخص مهاجم‪ ،‬إنما يفضل أن يمر عليها وكأنها لم تكن‪ ،‬ويعيد‬
‫صياغتها بما يتالءم مع المسترشد‪ 1‬وحالته وفيما يلي نماذج للتواصل الردئ‬
‫والتواصل الجيد فيما يتعلق باختيار الكلمات المناسبة‪.‬‬

‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪ " ‬أرى أنك خائف من الفشل في إنجاز هذا العمل الذي وكل إليك!!‪.‬‬

‫استجابات المسترشد‪:‬‬
‫(مدافع)‬ ‫‪" ‬أنا لست خائفاً من شئ!!‪.‬‬
‫(مهاجم)‬ ‫‪" ‬من قال لك إنني خائف؟!‪.‬‬
‫(مدافع)‬ ‫‪" ‬أنا لم أفشل في أي عملا قمت به"‬
‫(مهاجم)‬ ‫‪" ‬لماذا تحكم على بالفشل؟!‪.‬‬
‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬أنا آسف!! لم أقص بكلمة الخوف معنى الضعف‪ ،‬وال أقصد بكلمة الفشل‬
‫معنى العجز‪ ،‬إنما أردت فقط أن أستوضح‪ 1‬منك األمر حول شعورك نحو‬
‫هذا العمل"‪.‬‬

‫استجابات المسترشد‪:‬‬
‫‪" ‬أن مجرد ذكر كلمة خوف أو كلمة فشل يجعلني أشعر بإحباط فال يمكنني‬
‫أن أمارس أي عمل يوكل إلى!!"‪( ...‬مدافع)‬
‫‪" ‬أرجو أن تنفي كلماتك حتى تكون واضحة المعنى ومفهومه القصد أن‬
‫تلك الكلمات الخوف أو الفشل تزيد حالتي سواء!!"‪( ...‬مهاجم)‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪" ‬هل تظن أنك ال تستطيع‪ 1‬إنجاز هذا العمل الذي وكل إليك بنجاح‬
‫ملحوظ!"‪.‬‬
‫يجب أن يركز المرشد النفسي في تواصله اللفظي مع المسترشد على‬
‫شخصيته‪ 1‬هو‪،‬وعلى حالته التي يعاني منها‪ ،‬فال يتطرف عنها بإقحام أمثله‬
‫لحاالت أخري مشابهة‪ 1‬لحالة المسترشد‪ ،‬وال يتطرف بفرض أمثلة لتجارية‪1‬‬
‫الشخصية على وضع مسترشدة‪ ،‬وال يقفز من موضوع في حالة المسترشد‬
‫إلى موضع آخر دون أن يستوفي الموضع األول حقه‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فعلى‬
‫المرشد النفسي أن يتجنب التذبذب والتخبط بين حالة وأخرى‪ ،‬وأن يتحاشى‬
‫التردد والترنح بين تجاربه‪ 1‬الشخصية وخبرات المسترشد الذي يتعامل معه‪،‬‬
‫وأن يحرص على أال يضل طريقة بين موضع وآخر في حالة المسترشد‬
‫الذي يتواصل معه‪ .‬فإذا راعى المرشد النفسي هذه االعتبارات يكون قد‬
‫خطى خطوات ثانية وناجحة في طريق التواصل الجيد مع المسترشد وقد‬
‫يفيد ضرب األمثلة لحاالت أخرى مشابهة‪ ،‬أو عرض خبرات شخصية‪1‬‬
‫للمرشد على المسترشد‪ ،‬أو التنقل من موضع إلى آخر في الحالة التي‬
‫تعالج‪ ،‬ولكن ال ننصح‪ 1‬بها في المستويات المبكرة من هذه المرحلة حيث‬
‫يفضل ممارستها بعد أن يتحقق تواصل الجيد بين المرشد والمسترشد‪ ،‬وبعد‬
‫أن يستطيع‪ 1‬المسترشد‪ 1‬أن يتواصل‪ 1‬مع نفسه‪ ،‬كما أننا نؤكد على عدم اإلفراط‬
‫في ممارستها والتركيز عليها متجاهلين ومهملين الحالة األصلية وصاحبها‬
‫وأطرافها‪ .‬وفيما يلي عرض للتواصل الردئ والتواصل الجيد فيما يتعلق‬
‫بهذه االعتبارات‪:‬‬
‫‪" ‬أنني أتعامل اآلن مع حالة مشابهة لحالتك‪ ،‬وقد تم تنفيذ كذا وكذا‬
‫بخصوصها!!"‪.‬‬
‫‪" ‬لقد مر على حاالت متشابهة مع حالتك‪ ،‬ولم تكن مستعصية‪ 1‬أبداً فقد‬
‫تمكنت من عبور أزماتها!!"‬
‫‪.‬‬

‫استجابات المرشد‪:‬‬
‫‪" ‬أظن أن اهتمامات المرشد النفسي بالحالة األخرى تفوق اهتماماته‬
‫بحالتي‪ .‬لذلك فهو يضرب بها المثل نتيجة لما أواله لها من عناية أكثر‬
‫من عنايته‪ 1‬لي!!"‪.‬‬
‫‪ " ‬أرى أن هذا المرشد يستعرض عضالته علي‪ ،‬واهلل وحده يعلم إن كان‬
‫صادقا أو مخادعا"‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪ " ‬دعنا نركز معا على األحداث األساسية التي مرت علينا أثناء مناقشتنا‬
‫لحالتك حتى نحاول ربطها مع بعض مما قد يفيد إضافة سيء جديد‬
‫نستفيد منه"‪.‬‬
‫‪ " ‬أرجو أال تيأس من رحمة اهلل‪ ،‬فهو وحده قادر على أن يزيل‪ 1‬ما يصيبنا‬
‫من أزمات‪ ،‬ولكن علينا أن نأخذ باألسباب‪ ،‬وال ننسى‪ 1‬قول اهلل تعالى‪ :‬إن‬
‫اهلل ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‪ .‬صدق اهلل العظيم"‪.‬‬
‫تواصل رديء‪:‬‬
‫‪" ‬إذا كنت أنا مكانك‪ ،‬لكنت فعلت كذا وكذا "‪.‬‬
‫‪" ‬عندما صادفتني نفس الصعوبات التي تصادفك اآلن‪ ،‬أمكنني مواجهتها‬
‫بكذا وكذا "‪.‬‬
‫‪" ‬من خبراتي السابقة في هذا الموضوع‪ ،‬أي أنك البد أن تفعل كذا‬
‫وكذا"‪.‬‬

‫استجابات المسترشد‪:‬‬
‫‪" ‬ولكنك لست مكاني!! وإ ذا كنت مكاني فإنني واثق أنك لن تستطيع‪ 1‬أن‬
‫تفعل ما تقول"‪.‬‬
‫‪" ‬لعل ظروفك غير ظروف‪ ،‬لذلك أمكنك مواجهه صعوباتك‪ ،‬ولكني لم‬
‫أتمكن أنا من موجهتها بالرغم أنها متشابهة!!"‪.‬‬
‫‪" ‬أن خبراتك السابقة كانت مع نفسك ولم تكن معي أنا‪ ،‬كيف يمكن‬
‫االستفادة منها وأنا غير واثق إن كنت تمر بنفس األزمات التي تمر بها‬
‫اآلن أم ال!!"‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪" ‬أنك أنت أدرى بظروفك وأحوالك‪ ،‬لذلك سوف نبحث معا عن عدد من‬
‫البدائل والخيرات حتى نتناقش حولها لتقرر أنت بنفسك أنسبها لك‬
‫وأفضلها لحالتك"‪.‬‬

‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬لنترك اآلن ما أخبرتني به عن طالقك من زوجتك‪ ،‬ولنتحدث قليالً عن‬
‫عالقاتك المهنية مع زمالئك في العمل"‪.‬‬
‫‪" ‬ترى أن الخيانة الزوجية شيء فظيع‪ ،‬فما رأيك في الخيانة العظمى‬
‫للوطن "‪.‬‬

‫استجابات المسترشد‪:‬‬
‫‪" ‬كيف أترك الحديث عن طالقي من زوجتي؟! إن هذا اآلمر هو الجوهر‬
‫األساسي في أزماتي‪ .‬لماذا يسألني عن عالقاتي مع زمالئي في العمل؟ ما‬
‫عالقة هذا بذاك؟!!"‪.‬‬
‫‪" ‬سبحان اهلل !! مالي أنا والخيانة العظمى للوطن! أنا إنسان بسيط ليس لي‬
‫هم في الدنيا إال شكوكي في سلوك زوجتي!! إن نار الشك في إخالص‬
‫زوجتي لي تحرقني!! هل هذا وقت الكالم عن الوطن والخيانة العظمى؟!"‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪" ‬ليتك تخبرني‪ 1‬أكثر مما أخبرتني‪ 1‬به عن عالقتك بزوجتك من حيث التفاهم‬
‫والميول‪ ،‬واالهتمامات والتعاون في المنزل‪ ...‬وما شابه ذلك‪ ،‬والسيما في‬
‫الفترة في الفترة األخيرة عن الطالق"‪.‬‬
‫‪" ‬أن األديان جميعاً تستنكر‪ 1‬وتحرم الخيانة الزوجية‪ ،‬ولكن الدين اإلسالمي‬
‫الحنيف يستنكر أيضاً بعض الظن‪ ،‬ويحرم قذف المحصنات إال بعد بينه‬
‫وشهادة شهود حتى ال نصيبهن بجهالة‪ .‬لذلك دعنا نناقش معا هذه‬
‫الشكوك التي تساورك حول سلوك زوجتك‪ ،‬لعلنا نصل إلى منطق مقبول‬
‫يبرئها منها ويهدئ من روعك"‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتقديم المعلومات للمسترشد‪ ،‬وتفسيرها وتحليلها‪ ،‬يجب أن تعطي له‬
‫جرعات قليل‪ ،‬وبأسلوب متتابع مسلسل وسلس‪ ،‬بحيث تكون غير معقدة وال مبهمة‬
‫حتى ال يضطرب تفكيره‪..........................‬‬
‫اكتشاف حالته ومتابعتها‪ .‬هذا النمط من التواصل يتيح‪ 1‬الفرصة للمسترشد أن‬
‫يتلقى المزيد من المعلومات‪ ،‬ويتيح الفرصة للمرشد أن يتأكد من فهمه لها‬
‫واستيعابها‪ ،‬ومدى إمكانية تقبله لغيرها‪ .‬وننصح‪ 1‬المرشد النفسي أن يبتعد بقدر‬
‫اإلمكان عن اإلسهاب في شرح أية معلومة كانت‪ ,‬وأال يتشعب في تفسيرها‬
‫وتحليلها والخوض في جزئياتها مهما كانت نوعها حتى ال يضيع المسترشد في‬
‫زحام المعطيات بال مبرر‪ .‬فمثال إذا كانت المعلومات المعطاة للمسترشد تتعلق‬
‫بتفسير‪ 1‬اختبار نفسي‪ ،‬فإن التواصل الجيد معه لتوصيل هذه المعلومات إليه يكمن‬
‫في المضمون والجوهر وال يتطلب التعرض للشكل وال المظهر‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يفضل أن‬
‫تشرح له النتائج العامة التي حصل عليها من االختبار النفسي‪ ،‬وتفسر له العوامل‬
‫التي تشير إليها دون التطرق الى إحصاءاتها ودرجاتها الخام ونسبها المئوية‪1.‬‬
‫ويمكن توضيح ما قصدنا إليه بعرض النماذج التالية للتواصل الرديء والتواصل‬
‫الجيد فيما يتعلق بهذا الخصوص على النحو التالي‪:‬‬

‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬أن الضعف الجنسي عند الرجل يشمل عدة مظاهر‪ ،‬منها‪ ،‬القذف السريع‪،‬‬
‫عدم انتصاب العضو نهائيا‪ ،‬وارتخاء العضو الذكري قبل الجماع مباشرة أو‬
‫أثناءه‪ ،‬وفيما يتعلق بالقذف فإن أعراضه كذا وكذا‪ .‬وتكون أسبابه كذا‬
‫وكذا‪ ،....‬أما عدم انتصابا العضو الذوعن ارتخاءفان األعراض المصاحبة‬
‫له تشمل كذا وكذا‪ ،..‬وقد تكون دوافعه كذا وكذا وعن ارتخاء العضو‬
‫الذكري قبل الجماع مباشرة أو أثناءه فقد يكون ناتجا عن كذا وكذا‪."...‬‬
‫‪ ‬هذا النموذج من التواصل يعتبر رديئا جدا ألنه يحول المرشد النفسي من‬
‫وظيفته العالجية إلى وظيفة محاضر يلقي محاضرة عن الضعف الجنسي‬
‫عند الرجل‪ ،‬ومظاهره وأسبابه ودوافعه‪ .‬وقد يستغرق المرشد النفسي‬
‫الفترة الزمنية المخصصة للمقابلة اإلرشادية في إلقاء هذه المحاضرة على‬
‫فرض أنه يقد معلومات يعتقد أنها مفيدة للمسترشد‪ ،‬بينما هي في حقيقة‬
‫األمر مملة‪ ،‬وقد تتسبب في ازدياد حالة المسترشد‪ 1‬فهمها كلها واستيعاب‬
‫محتوياتها‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪" ‬لقد ذكرت لي أنك تشك في قدرتك على المباشرة الجنسية بالطريقة‬
‫الشرعية مع زوجتك ما الذي جعلك تظن هذا؟!!"‪.‬‬
‫‪" ‬هل لك أن تصارحني وتحدثني‪ 1‬عن مظاهر الضعف الجنسي الذي تظن أنك‬
‫مصاب به ؟!"‪.‬‬
‫‪" ‬القذف السريع ظاهرة جنسية‪ 1‬يعاني منها عدد غير قليل من الرجال‪ ،‬تختلف‬
‫ظروف كل منهم عن ظروف اآلخر إذا تناقشنا حول ظروفك قد نصل إلى‬
‫األسباب والدوافع التي أدت إليه"‪.‬‬
‫‪ ‬ليتك تخبرني أكثر عن كل الظروف التي تحيط بك أثناء مباشرتك للجماع مع‬
‫زوجتك‬

‫خطوة بخطوة مثل‪:‬‬


‫‪ ‬الفترة الزمنية بين كل مباشرة وأخرى‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية الشروع في المباشرة‪ ،‬تلقائيا أم معد لها‪.‬‬
‫‪ ‬مدى استعدادك النفسي والعضوي لها‪.‬‬
‫‪ ‬مدى استعداد زوجتك النفسي والعضوي لها‪.‬‬
‫‪ ‬نوعية التفكير الذي يشغلك عن المباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف البيئية‪ 1‬المحيطة بك في المنزل‪.‬‬
‫‪ ‬رد فعل زوجتك عندما ال تتم المباشرة بالصورة المرضية‪ 1‬لها و لك‪.‬‬
‫‪ ‬تصوراتك حول األسباب والدوافع التي أدت إلى عم إتمام المباشرة بالصورة‬
‫المرضية‪ 1‬لكما‪.‬‬
‫‪ ‬يتضح من مناقشتنا أن األسباب والدوافع التي أدت إلى حدوث القذف السريع‬
‫تتمثل‪ 1‬في كذا وكذا‪.‬‬
‫يتضح من هذا التسلسل في عرض التواصل حول تقويم المعلومات عن‬
‫الضعف الجنسي عند الرجل‪ ،‬مدى الجودة التي يتصف‪ 1‬بها‪ .‬لقد استطاع‬
‫المرشد النفسي أن يشرك معه المسترشد في صياغة هذه المعلومات منذ‬
‫اللحظة األولى التي اشتكي فيها من ضعفه الجنسي‪ ،‬فلم يتحول الى محاضر‬
‫مرسل للمعلومات ولم يتحول المسترشد‪ 1‬إلى مستمع‪ 1‬مستقبل لها‪ .‬وقد‬
‫استطاع االثنان خطوة بخطوة أن يتوصال إلى الحقائق الممكنة حول القذف‬
‫السريع عند الرجل وأسبابه ودوافعه في صورة معلومات قدمت للمسترشد‬
‫جرعة عند الرجل مستنبطة ومستنتجة‪ 1‬من خالل مناقشاتهما معا‪ ،‬مركزين‬
‫على هذا المظهر فقط من مظاهر الضعف الجنسي عند الرجل دون التعرض‬
‫إلى تفصيالت ال حاجة لها حول المظاهر األخرى‪.‬‬

‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬لقد حصلت على ‪ 55‬درجة في القدرة اللغوية في االختبار النفسي‬
‫الذي أجرى لك‪ ،‬وهذا يعني أن قدراتك اللغوية في مستوى عام لقدرة‬
‫‪ 55‬فرد في كل مجموعة تتكون من ‪ 100‬فرد تم مقارنتك بها‪ .‬أما‬
‫الدرجة التي حصلت عليها في القدرة العددية فهي ‪ 10‬درجات فقط‪،‬‬
‫وهذا يعنى أن ‪ 10‬فرداً في كل مجموعة تقارب نفسك بها تكون‬
‫قدرتهم العدية أفضل من"‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫‪" ‬يتضح من نتائج االختبار النفسي الذي أجرى عليك أن قدرتك اللغوية‬
‫متوسطة وقدرتك العددية أقل بكثير من المتوسط"‪.‬‬
‫يتضح من النموذجين سألفي الذكر بأن المسترشد قد يتشتت ذهنه عندما يعرض‬
‫عليه المرشد النفسي نتائج االختبار الذي أجراه له بتفصيالت اإلحصائية والرقمية‬
‫مما قد يصعب عليه فهم قدراته المراد قياسها وننصح المرشد النفسي أال يتطرق‬
‫لهذه التفصيالت إال إذا طلب منه المسترشد ذلك وبناء على طلبه‪ .‬وفي هذه الحالة‬
‫فإن النموذج األول الذي يتصف‪ 1‬بالرداءة في التواصل قد يصادف قبوال عند‬
‫المسترشد‪ 1‬إذا كان فرداً ذا مستوى‪ 1‬ثقافي معين وعلى مستوى‪ 1‬من الوعي واإلدراك‬
‫يؤهله إلى أن يفهم ذلك‪ .‬أما النموذج الثاني الذي يمثل‪ 1‬التواصل الجيد فإنه يتميز‪1‬‬
‫بالكفاءة في تواصل ما يحتاجه المسترشد‪ 1‬من معلومات حول قدراته اللغوية‬
‫والعدية في كلمات معدودة مركزة‪.‬‬

‫بالرغم من انتظام المسترشد في مقابالته اإلرشادية مع المرشد النفسي لعدد‬


‫من المرات‪ ،‬إال أنه غالباً ما يكون حذراً في عرض حالته بتفصيالتها الدقيقة نظراً‬
‫لضعف ثقته في مستوى العالقة التي تربطه به‪ ،‬وفي مدى ما يمكن أن يفي به من‬
‫عهود قطعها المرشد على نفسه فيما يتعلق بالسرية التامة حول كل ما يدلي به‬
‫المسترشد‪ 1‬من المعلومات‪ .‬لذلك فإن المسترشد‪ 1‬يحول دورياً أن يختبر المرشد‬
‫بمعلومات عامة وسطحية قد ال تمت بصله الحالة التي يشكو منها حتى يطمئن‬
‫ويرتاح إليه‪ ،‬ثم بعد ذلك ينفتح عليه فيحكي له ما يكتبه‪ 1‬ويخبئه‪ .‬وقد يفلت لسان‬
‫المسترشد‪ 1‬بعبارات ذات دالله معينة تكون محرجة له وال يريد أن يذكرها حتى‬
‫يستعد للتعرض لها‪ .‬وبناءاً عليه‪ ،‬فإن التواصل الذي يجب أن يمارسه‪ 1‬المرشد‬
‫النفسي يحتم عليه أال يضع المسترشد‪ 1‬في حصار استفساري عن أمور قد تكون‬
‫محرجة له ولو كانت تبدو عادية بالنسبة‪ 1‬للمرشد نفسه‪ ،‬فال يحاول أن يطارده‬
‫بأسئلته المتطلعة ‪.....................‬‬

‫وأبدي تهربه‪ 1‬من اإلجابة عنها وال تنصح المرشد النفسي أن يدفع المسترشد‪ 1‬إلى‬
‫الخضوع في حديث عن تلك األمور المحرجة له ألنه سوف يتحول إلى شخص‬
‫مقاوم‪ ،‬أو شخص مدافع‪ ،‬أو شخص مهاجم‪.‬كما أن العالج قد يطول بسبب التعجل‬
‫في الحصول على المعلومات المتعلقة بتلك األمور المحرجة‪ .‬وليكن معلوماً لدى‬
‫المرشد بأن المسترشد بنفسه‪ 1‬وتلقائياً سوف يتعرض للحديث عنها في حينها وفي‬
‫وقتها المناسب عندما يكون مستعداً لطرقها بعد أن يثق في مرشده النفسي ثقة‬
‫كاملة وإ ذا شعر المسترشد بمحاولة دفعه للحديث عما ال يريد أن يتطرق إليه‪ ،‬فإنه‬
‫سيحاول الهرب باستمرار وقد ال يعود إليه مطلق‪ .‬وفيما يلي نموذجان من التواصل‬
‫الردئ والتواصل الجيد توضيحا لما ذكر‪.‬‬

‫تواصل ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬دعنا نعود اآلن إلى ما ذكرته عن زوجة أبيك‪ ،‬أنك تظن أنها تستميله‪1‬‬
‫وتحرضه ضدك بوسائلها الخاصة‪ .‬ماذا تعني بعبارة‪ :‬وسائلها الخاصة؟"‪.‬‬
‫‪" ‬لماذا تعتقد بأن زوجة أبيك تستميله‪ 1‬وتحرضه ضدك بأساليب إغرائية؟"‪.‬‬

‫تواصل جيد‪:‬‬
‫"لقد ذكرت شيئا عن زوجة أبيك‪ ،‬وعالقتها باستمالته وتحريضه ضدك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن كنت ال تمانع‪ ،‬أرجو أن تزيدني إيضاحاً حول ما تقصده"‪.‬‬
‫يتضح من النموذج الردئ للتواصل أن المرشد النفسي يدفع المسترشد‪ 1‬دفعاً‬
‫للتحدث عن أمر قد فلت وتسرب على لسانه ‪ ،‬محاصراً له باستفسار عن الوسائل‬
‫الخاصة التي تتبعها زوجة أبيه الستمالته إليه وتحريضه ضده‪.‬‬

‫ويتضح‪ 1‬من النموذج الجيد للتواصل أن المرشد النفسي يترك الحرية للمسترشد‬
‫في التطرق بالحديث إلى ذلك األمر‪ ،‬مستذنا بعبارة (إن كنت ال تمانع)‪.‬كما أنه قد‬
‫تجنب تماماً التعرض إلى ما شعر بأنه قد يكون مخجالً له‪ ،‬فلم يذكر أية كلمة عن‬
‫(الوسائل الخاصة لزوجة أبيه)‪.‬‬

‫بالرغم أن المؤشرات العضوية‪ 1‬غير اللفظية مثل تركيز البصر على المسترشد‪،‬‬
‫االبتسامة‪ 1‬الدافئة له‪،‬اإليماءة بالرأس‪ ،‬اإلشارة باأليدي والجسم‪ ،‬التقرب منه‪ 1‬في‬
‫الجلوس‪ ،‬الميل نحوه وفي اتجاهه تمثل كلها وغيرها التواصل غير اللفظي بين‬
‫المرشد والمسترشد‪ 1،‬إال أننا ننصح‪ 1‬بعدم المغاالة في هذه المؤثرات والسيما إذا كان‬
‫طرفي المقابلة اإلرشادية‪ ،‬المرشد والمسترشد‪ 1،‬من جنسين مختلفين (ذكر وأنثى)‪،‬‬
‫أو من فئتين عمريتين متباعدتين (كبير‪ 1‬في السن وصغير في السن) ولو أنه مفهوم‬
‫ضمناً عدم الخلوة بين رجل وامرأة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأنه محرم خلو امرأة مع‬
‫رجل بدون محرم لها في مكان ما‪ ،‬إال أننا نؤكد على أن يكون المرشد النفسي من‬
‫نفس جنس المسترشد بحيث يكون طرفا المقابلة اإلرشادية من جنس واحد‪ ،‬إما‬
‫رجلين أو امرأتين وذلك الن المقابلة ستتم بينهما في غرفة يشترط في بابها أن‬
‫يكون مغلقاً باستمرار‪ 1‬طوال فترة انعقادها‪ ،‬وهذا ما يخالف الشريعة اإلسالمية التي‬
‫تصون العرض والسمعة لكل مسلم ومسلمة إذا كان الطرفان من جنسين مختلفين‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإننا نفضل أن يكون طرفا المقابلة اإلرشادية متقاربين في‬
‫السن نوعاً ما أو أن البعد العمري بينهما ال يشكل عائقاً في التواصل الجيد بينهم‪.‬‬
‫فقد يصعب على المرشد النفسي الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً أن يفهم طفالً في‬
‫السابعة من عمره‪ ،‬ولكن من السهل على المرشد النفسي الذي يحتل العقد الوسطى‬
‫من العمر (‪ )middle age‬أن يفهم مسترشديه‪ 1‬الذين يصغروه والذين يكبروه‬
‫عمراً‪ .‬وليس معنا هذا أن نحكم على المرشدين النفسيين الراشدين بالتقاعد‬
‫المبكر‪ ،‬وعلى المرشدين النفسيين المسنين بالفناء والنهاية‪ ،‬ولكن ما قصد إليه أن‬
‫كل فئة عمرية توفر القدرة على الفهم المتبادل بين أعضائها بدرجة أكبر من‬
‫توفيرها لفئة عمرية أخرى متباعدة عنها كثيراً‪ ،‬نظراً لتالشي فجوة األجيال بينهما‬
‫(‪.)generation gap‬‬
‫وفي ختام هذا المبحث‪ ،‬يجدر بنا أن نشير‪ 1‬إلى ما ذكره جوردون‬
‫(‪ )Gordon, 1972‬من وصف‬
‫لعدد من البنود‪ ،‬يرى أنها تحطم التواصل بين المرشد والمسترشد‪ 1‬إذا تضمنتها أيه‬
‫مقابلة إرشادية‪ ،‬ونذكر عدد من هذه البنود فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬التوبيخ‪ 1،‬التحذير‪ ،‬التهديد‪.‬‬ ‫‪ .1‬األمر‪ ،‬النهي‪ ،‬القيادة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الوعد والنصح‪.‬‬ ‫‪ .3‬التحكم واإللزام‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلغراء‪ ،‬المجادلة‪ ،‬المحاضرة‪ .6 .‬النقد والحكم‪.‬‬
‫‪ .8‬الخجل ورفع الكلفة‪.‬‬ ‫‪ .7‬االقتراح وإ ثبات الوجود‪.‬‬
‫‪ .10‬االنسحاب والتخريب‪.‬‬ ‫‪ .9‬المواساة وندب الحظ‪.‬‬
‫ثم أضاف جوردون (‪ )Gordon, 1972‬إلى أن اإلنصات االيجابي من المرشد‬
‫للمسترشد يعتبر دعامة للتواصل الجيد بينهم ألنه يساعد المسترشد على اختبار‬
‫مشاعره والتعامل معها بانفتاح أكثر‪ .‬ومن ناحية أخرى يقترح‪ 1‬هاكني وكورمبير‪( 1‬‬
‫‪ )Hackney, Cormier, 1979‬عدد من المؤشرات التي يجب أن يراعيها‬
‫المرشد النفسي الذي ينشد التواصل الجيد مع المسترشد‪ ،‬نذكر بعضا منها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫(‪ )1‬طالقة الوجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬اتصال بصري جيد‪.‬‬
‫(‪ )3‬صوت دافئ ذو نغمة ثابتة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابتسامة دافئة في مناسبتها‪.‬‬
‫(‪ )5‬إشارات باليد في الوقت المناسب‪.‬‬
‫(‪ )6‬نسبة مناسبة‪ 1‬من الحديث ( عدم التحدث كثيرا)‪.‬‬
‫(‪ )7‬استجابة ألول مثير‪ 1‬يدل على رغبة المسترشد في التواصل‪.‬‬
‫(‪ )8‬تواصل لفظي مركز على المسترشد وصعوباته الحالية التي يعرضها‪.‬‬
‫(‪ )9‬تدعيم مناسب لفظي وغير لفظي الستجابات المسترشد للتواصل‪.‬‬

‫وتصل هذه الفترة ( فترة تواصل النفس) الى نهايتها عندما يتغير اتجاه‬
‫المسترشد‪ 1‬عن سلبية مطلقة الى فهم واع وإ دراك كامل للنفس‪ .‬وتبدو مالمحها‬
‫واضحة عندما يبدأ المسترشد‪ 1‬في تقديم مشاعره وانفعاالته‪ ،‬وتقويم انعكاسه على‬
‫سلوكياته‪ .‬وعندما يبدأ المسترشد بربط األحداث التي وقعت له ومرت عليه في‬
‫حياته‪ ،‬بذاته‪ ،‬وعندما ال يراها خارجة عن كيانه‪ ،‬فإنه في هذه الحالة يشعر وكأنه‬
‫وجد نفسه فملكها‪ ،‬ويصبح‪ 1‬مسيطرا على انفعاالته واتجاهاته وسلوكياته‪ .‬ثم بعد‬
‫ذلك يتحدث عن نفسه بطالقة دون خوف وال حذر‪ ،‬دون تردد وال خجل‪ ،‬مقوما‬
‫لسلبياتها قبل إيجابياتها‪ ،‬متفهما ألخطائها فبل سالمتها‪ .‬وينشط المرشد النفسي‬
‫في نهاية هذه الفترة مشجعا ومدعما للحالة الجيدة التي وصل إليها المسترشد‪1،‬‬
‫آخذا في الحسبان صعوبتها على كل منهما‪ ،‬فهي فترة صعبة على المسترشد‪ 1‬ألنها‬
‫تتضمن القيد التدريجي التجاهاته ومشاعره‪ ،‬والتعديل الشامل لسلوكه‪ .‬وهي فترة‬
‫حرجة للمرشد ألنها تتطلب منه الحذر والعناية في ممارسة‪ 1‬فنيات التواصل مع‬
‫المسترشد‪ 1‬والسيما فنياته المواجهة ((‪Confrontation Techniques‬‬
‫ويقترح إيدي‪ ،‬التركس‪ ،‬وبيتس ((‪ Eddy.Altekruse, & Pitts, 1981‬أن‬
‫تركز المواجهة (‪ )Confrontation‬على بعض المظاهر السلوكية التي تبدو‬
‫على المسترشد مثل‪ :‬حديث النفس المخادع‪ ،‬التفكير في الماضي والمستقبل‪1،‬‬
‫والحيل الدفاعية غير السوية‪ ،‬وإ نه يجب أن يواجه المسترشد بضرورة‪ 1‬الحديث‬
‫الصادق مع النفس‪ ،‬والتفكير في اآلن وهنا‪ ،‬والعيش في الواقع‪ .‬وسوف نستعرض‬
‫فنيات المقابلة اإلرشادية بصورة شاملة بما فيها فنيات المواجهة في الباب القادم‬
‫إنشاء اهلل‪.‬‬

‫ثالثا_ تطابق النفس ‪congruence of self:‬‬


‫بعد التدرج بالمسترشد‪ 1‬من فترة االنفتاح على النفس واكتشافها الى فترة‬
‫التواصل معها‪ ،‬يحاول المرشد النفسي أن يصل الى المرحلة النهائية من مرحلة‬
‫البناء والتي تسمى‪ 1‬تطابق النفس( (‪ .congruence of self‬ويشير‪ 1‬ميدور‬
‫وروجرز (‪ )Meador & Rogers, 1979‬الى أن مصطلح تطابق النفس يدل‬
‫على ما يمكن أن يكون عليه الفرد طبقا لما يشعر به في داخله‪ ،‬بمعنى‪ 1‬وعيه الكامل‬
‫بخبرته ومشاعره الداخلية وترجمتها كما هي الى سلوك خارجي يمارسه‬
‫ويستخدم ميدور وروجرز(‪ )Meador & Rogers, 1979‬مصطلحي (خلع‬
‫القناع ‪( ، )taking off the mask‬وهدم الجدار ‪tearing dowen the wall‬‬
‫) للداللة على معنى تطابق النفس في آلية العالج النفسي (‪mechanism of‬‬
‫‪( .)psychotherapy‬راجع في هذا الخصوص كتاب أسس علم النفس اإلرشادي‬
‫للمؤلف)‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬تتميز هذه الفترة من مرحلة البناء بوعي المسترشد‪ 1‬الحقيقي‬
‫وإ دراكه الكامل بكل من مشاعره الداخلية‪ ،‬وعالمة الخارجي ومحاولة مطابقتهما‬
‫على بعضهما‪ .‬ويتميز‪ 1‬المسترشد‪ 1‬بأنه يكون أكثر تفهما للصعوبات التي واجهته‪،‬‬
‫واألزمات النفسية التي تسبب فيها‪ ،‬ومشاعره الدفينة حولها‪ ،‬واتجاهاته نحوها‬
‫وسلوكياته التي عكستها‪ ،‬مما يزيد من قوة استبصاره الداخلي (‪his inner‬‬
‫‪ )insight‬وبالتالي إعادة بناء شخصية‪ 1‬وتعديل سلوكه ويحقق تطابق النفس معنى‬
‫التحدي للنفس‪ ،‬بأن يتقبل‪ 1‬المسترشد‪ 1‬كل جديد في سلوكه ويمارسه برضاء تام دون‬
‫خوف وال تردد ولن يحرز هذا التحدي أي نجاح‪ ،‬ما لم يكن المسترشد‪ 1‬مستعدا‬
‫للتغيير‪ ،‬وملتزماً بمواجهه السلوك الجيد وممارسته‪ .‬وعلى المرشد النفسي الجيد‪،‬‬
‫والكفء في عمله أن يكون متيقظاً وواعياً أليه اختالفات تظهر بين سلوك‬
‫المسترشد‪ 1‬القديم وسلوكه الجديد‪ ،‬حتى يتمكن من وضع إستراتيجية‪ 1‬وقائية تسهم‬
‫في المحافظة على تطابق االستبصار الداخلي للمسترشد مع سلوكه الخارجي‪.‬‬

‫ولن يستطيع‪ 1‬المرشد النفسي مساعد المسترشد النفسي مساعد المسترشد‪ 1‬على‬
‫تحقيق تطابق النفس أن لم يكن هو شخصيا متمتعاً بالتطابق النفسي أوال‪ .‬ويوصف‬
‫روجرز (‪ )Rogers, 1976‬تطابق النفس بالنسبة للمرشد النفسي بأنه يكون قادراً‬
‫على معايشة وممارسة‪ 1‬ما يشعر به في داخلة وما يدركه في أعماق‪ ،‬معايشة‪1‬‬
‫واقعية وممارسة فعلية أثناء عالقته مع المسترشد‪ 1‬في المقابلة اإلرشادية بمعنى أن‬
‫يكون سلوك المرشد مع المسترشد‪ 1‬مطابقا لما يشعر به ويحسه وفقا لنظام القيم‬
‫الذي يؤمن به‪ ،‬فال يساعد المسترشد على اختيار وممارسة سلوك جديد هو‬
‫شخصيا (المرشد) غير مقتنع به في أعماق نفسه وغير راض عنه‪ .‬وبناء عليه‬
‫فان تطابق النفس سواء أكان ذلك بالنسبة‪ 1‬للمرشد أو المسترشد‪ 1‬يعني الصدق في‬
‫القول والعمل‪ ،‬يعني ترجمة األحاسيس والمشاعر الى سلوك ممارس‪ ،‬يعني خروج‬
‫ما في القلب لينساب على اللسان‪ ،‬مما جعل اإلنسان صادقاً مع نفسه‪ ،‬ال يفعل ما‬
‫يخجل منه وال منه‪ 1‬وال يخجل مما يفعله أن سليما‪.‬‬

‫ويرى روجرز (‪ )Rogers, 1976‬أن المرشد النفسي الجيد‪ ،‬والكفء في عمله‬


‫يمكن أن يحقق تطابق النفس بالنسبة‪ 1‬للمسترشد بواسطة تحريكه من اإلطار‬
‫المرجعي الخارجي (‪ )external frame of reference‬الى اإلطار المرجعي‬
‫الداخلي (‪ ،)internal frame of reference‬مما ينتج عنه تطابق إطارية‬
‫الخارجي والداخلي‪ .‬ووصف روجرز (‪ )Rogers, 1976‬اإلطار المرجعي‬
‫الخارجي للمسترشد على أنه السلوك العام الذي يمارسه‪ 1‬في حياته اليومية‪ ،‬أما‬
‫اإلطار المرجعي الداخلي‪ ،‬فقد وصفه على أنه نظام القيم والمثل والمعتقدات التي‬
‫يؤمن بها في قراره نفسه‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يرى أيضا أنا النفس اإلنسانية‪1‬‬
‫تتكون من شقين أساسيين هم النفس المثالية (‪ )Ideal self‬والتي تمثل القيم‬
‫الخلقية عند الفرد‪ ،‬مما تقابل في معناها اإلطار الرجعي الداخلي له‪ ،‬أم الشق الثاني‬
‫من النفس فقد وصفه بأنه يمثل النفس الواقعية (‪ )real self‬والتي تظهر بوضوح‪1‬‬
‫على ما يمارسه‪ 1‬الفرد من سلوكيات يوميه في حياته العادية‪ ،‬مما تتقابل في معناه‬
‫اإلطار المرجعي الخارجي له‪ ،‬وأضاف روجرز (‪ )Rogers‬بأن المرشد النفسي‬
‫المتمرس في عمله والخبير في مهنته‪ ،‬عليه أن يجعل النفس الواقعية (‪)real self‬‬
‫تطابق النفس المثالية (‪ )Ideal self‬عند المسترشد‪ ،‬حتى يتحقق في النهاية‬
‫الهدف المنشود من تطابق النفس ((‪ ،congruence of self‬أال وهو تنمية‬
‫شخصية المسترشد وتعديل سلوكه نحو األفضل‪ .‬ويقول اهلل تعالى في كتابه العزيز‬
‫وهو أصدق القائلين في سورة الشمس‪ ،‬اآليات من (‪ )10-7‬عن النفس المثالية‬
‫والنفس الواقعية‪" :‬ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها‪،‬‬
‫وقد خاب من دساها" صدق اهلل العظيم‪ .‬وهذه اآليات البينات غنية عن الشرح‬
‫والتفسير حيث أنها تفسر نفسها بنفسها‪ ،‬وتدل كلماتها على معناها‪ .‬ويتضح‪ 1‬من‬
‫هذه اآليات الكريمات معنى تطابق النفس الذي يجب أن يكون عليه كل مسلم مؤمن‬
‫ينشد الدار اآلخرة فيحقق له اهلل تعالى السعادة والراحة في الدارين‪ .‬وفيما يلي عدد‬
‫من النماذج التي تدل على الممارسات الرديئة الممارسات الجيدة التي تساعد على‬
‫تحريك المسترشد من إطاره المرجعي الداخلي حتى تتطابق نفسه الواقعية مع نفسه‬
‫المثالية‪.‬‬

‫المسترشد‪1:‬‬

‫"لقد شربت كأسا من الخمر وأنا أعلم أنه حرام لذلك فإن ضميري‪1‬‬ ‫‪‬‬
‫يؤنبني"‪1.‬‬

‫ممارسات رديئة‪:‬‬

‫"هل يوجد أحد من أقاربك يشرب الخمر؟"‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫"طالما أن ضميرك يؤنبك على شرب الخمر‪ ،‬أرجو أال تعود إلى ذلك‬ ‫‪‬‬
‫ثانية!!"‪.‬‬

‫يدل النموذج األول من الممارسة الرديئة على أن المرشد النفسي لم يكن‬


‫على المستوى المهني المطلوب‪ ،‬وال يماس مهاراته وفنياته اإلرشادية كما‬
‫يجب‪ ،‬ألنه قفز فجأة من حالة تخص المسترشد إلى حالة خاصة بأقاربه دون‬
‫ان يمهد لذلك بعدد من التساؤالت االنسيابية‪ 1‬المتدرجة التي تشجع‬
‫المسترشد‪ 1‬على الحديث عن العالقة بين شربه‪ 1‬الخمر وبين أقاربه‪ ،‬إن كان‬
‫هناك ثمة‪ 1‬عالقة‪ .‬ويمكن صياغة هذه األسئلة االنسيابية‪ 1‬المتدرجة على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪‬هل شربت الخمر قبل هذه المرة؟‬

‫(لتأكيد االستجابة)‬ ‫‪‬هل تعتبر هذه أول مرة تشرب فيها الخمر؟‬

‫‪‬أين شربت هذا الكأس من الخمر؟‬

‫‪‬متى‪ 1‬شربت هذا الكأس من الخمر؟‬

‫‪‬هل كان برفقتك أحد عندما شربته؟‬

‫(لتأكيد االستجابة)‬ ‫‪‬من كان برفقتك عندما شربت هذا الكأس؟‬

‫(تمهيد للهدف)‬ ‫‪‬هل يعلم أحد من أهل منزلك بشربك للخمر؟‬

‫(التقريب الهدف)‬ ‫‪‬هل أطلعت احد من أقاربك على هذا؟‬

‫(الوصول للهدف)‬ ‫‪‬هل يوجد منهم من يشرب الخمر؟‬

‫أما النموذج الثاني من الممارسة الرديئة فإنه يتضمن معنى النصح والوعظ‪،‬‬
‫ومعنى التأنيب والتحذير فينفس الوقت وهذا ما ننصح أن نبتعد عنه بقدر‬
‫اإلمكان في ممارستنا اإلرشادية لمستر شدينا‪ ،‬ألننا كمرشدين نفسيين ال‬
‫نصنف أنفسنا ضمن فئة الوعاظ وال فئة الناصحين‪ ،‬أنما مهمتنا األصلية‬
‫تنحصر في مساعدة المستضعفين من المرضى النفسيين على تحقيق‬
‫االتزان النفسي والثبات االنفعالي لكل منهما‪ .‬كما أننا ال نملك الحق في‬
‫تأنيب البشر وال تحذيرهم‪ ،‬فمن نحن حتى نعطي ألنفسنا ما ليس لنا به من‬
‫سلطان‪ ،‬ونحن نتلو قول اهلل تعال في سورة الغاشية‪ ،‬اآليات (‪:)26-21‬‬
‫"فذكر إنما أنت مذكر‪ ،‬لست عليهم بمسيطر‪ 1،‬إال من تولى وكفر‪ ،‬فيعذبه اهلل‬
‫العذاب األكبر إن إلينا إيابهم‪ ،‬ثم ان علينا حسابهم"‪ ،‬ونحن نرى أنفسنا في‬
‫قول السيد المسيح‪ 1‬عليه السالم‪" :‬من كان منكم بال خطيئة‪ 1‬فليرجعها" وهو‬
‫يقصد السيدة مريم المجدلية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإذا أردنا أن نساعد مشترشدينا‬
‫ونأمرهم بالمعروف فليكن بقول لين وإ ذا أردا أن ننهيهم عن المنكر فليكن‬
‫أيضا بقول لين ولنتذكر قول اهلل تعالى في هذا الخصوص‪( :‬ادع إلى سبيل‪1‬‬
‫ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق اهلل العظيم‬
‫(النحل‪ )125 ،‬وقوله تعالى‪" :‬فقل لهم قوال ميسورا" صدق اهلل العظيم‬
‫(اإلسراء‪ )28 ،‬وقوله عز وجل "فقوال قوال ليننا لعله يتذكر أو يخشى"‬
‫صدق اهلل العظيم (طه ‪ .)44،‬وليكن القرآن الكريم والسنة المعطرة نورا‬
‫لربيع قلوبنا ونورا لممارستنا العملية لإلرشاد النفسي في إطار الشريعة‬
‫اإلسالمية السمحاء‪.‬‬

‫وال يمثل هذان النموذجان من الممارسة الرديئة أيه خطوه إيجابية من‬
‫المرشد النفسي نحو تحريك المسترشد‪ 1‬من إطاره المرجعي الخارجي إلى‬
‫إطاره المرجعي الداخلي حتى تتطابق نفسه الواقعية مع نفسه المثالية‪،‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن هذين النموذجين من الممارسة الرديئة ضرب من تضييع‬
‫الوقت لكل من المرشد والمسترشد على حد سواء ألنهم ال يحققان أي هدف‪،‬‬
‫غير الكالم من أجل الكالم‪ ،‬فيصبحان هباء في الهواء‪.‬‬

‫ممارسة جيدة‪:‬‬
‫‪" ‬لقد ذكرت لي أن ضميرك يؤنبك بعد أن شربت الخمر‪ ،‬هل لك أن‬
‫(اكتشاف النفس)‬ ‫تفسر لي كيف كان هذا؟"‪.‬‬

‫‪" ‬هل تشعر أن تأنيب ضميرك لسبب شربك للخمر‪ ،‬يدل على اعتقادك‬
‫(اكتشاف‬ ‫بأن هذا الفعل حرام‪ ،‬ومخالف للشريعة اإلسالمية"‪.‬‬
‫النفس)‬

‫‪" ‬إذا سمحت لك الظروف بأن تشرب الخمر مرة ثانية ولم يرك أحد‪،‬‬
‫كيف تتصرف؟"‪.‬‬
‫(تواصل النفس)‬

‫‪" ‬إذا ضغط عليك جماعة الرفاق في أن تشاركهم تناول الخمر ولو‬
‫برشفه واحده‪ ،‬كيف يكون موقفك منهم ومن نفسك؟"‪.‬‬
‫(تواصل النفس)‬

‫‪" ‬هل أنت على استعداد للتوبة إلى اهلل‪ ،‬وأن تكون صادقا معه عز وجل‬
‫ومع نفسك‪ ،‬بأن تعده سبحانه بأال تشرب الخمر مرة أخرى؟"‪.‬‬
‫(تطابق النفس)‬

‫‪" ‬قال اهلل تعالى سورة الحجر‪ ،‬اآلية (‪( )49‬نبئ عبادي أني أنا الغفور‬
‫الرحيم) صدق اهلل العظيم‪ .‬وهناك كثير من آيات اهلل البينات التي‬
‫تؤكد على رحمة اهلل وغفرانه بعبادة التائبين هل تحب أن نتناقش‬
‫حول معاني هذه اآليات الكريمات عسى اهلل أن يتقبل‪ 1‬توبتنا خالصة‬
‫(تطابق النفس)‬ ‫لوجهه الكريم؟"‪.‬‬

‫‪" ‬يقول اهلل تعالى في حديث قدسي‪( :‬أنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬إن كان‬
‫ظنه خيرا فهو خير‪ ،‬وإ ن كان ظنه شرا فهو شر)‪ ...‬واآلن ماذا ترى‬
‫في أمر توبتك إلى اهلل سبحانه وتعالى)‬
‫(تطابق النفس)‬
‫يتضح من هذه الممارسات الجيدة مدى الكفاءة التي يتمتع بها المرشد النفسي‬
‫عندما تدرج بالمسترشد‪ 1‬من فترة اكتشاف النفس الى فترة التواصل معها‪ ،‬ثم انتهى‬
‫به الى فترة تطابقها‪ .‬فقد استطاع المرشد أن يشجع المسترشد أن ينفتح على نفسه‬
‫ويكتشفها عندما طلب منه‪ 1‬ان يشرح‪ 1‬له كيف كان يؤنبه ضميره‪ 1‬بسبب شربه‬
‫للخمر‪ ،‬وعندما جعله أكثر وعيا بأن تأنيب الضمير يعتبر ظاهرة صحيحة تدل على‬
‫الشدة في تحريم الخمر‪ ،‬وتدل على أن شربه‪ 1‬يعتبر مخالفا لتعاليم الدين اإلسالمي‬
‫الحنيف‪ .‬ثم بعد ذلك‪ ،‬تدرج به المرشد النفسي الى فترة التواصل مع النفس حيث‬
‫حاول اختبار مشاعره حول إمكانية مواجهة نفسه إذا وضع في ظروف مشابهة‪1‬‬
‫للظروف األولى التي دفعته لشرب الخمر‪.‬وبعد ذلك‪ .‬انتقل المرشد النفسي‬
‫بالمسترشد‪ 1‬الى مرحلة تطابق النفس عندما واجهه بالتوبة كمصدر المتحدي‬
‫الختبار مشاعره نحو تقبله هذا التحدي‪ ،‬واختبار قدراته على تقبل التغيير في‬
‫سلوكه‪ ،‬متحركا به من الواقع الذي يعيش فيه بسلوك غير سوي مسببا له‬
‫االضطراب النفسي في صورة تأنيب الضمير الى نظام القيم الذي يؤمن به‪ ،‬والذي‬
‫يريد أن يعدل سلوكه على هداه‪ .‬وعندما آمن المسترشد في النهاية عن اقتناع‬
‫ويقين بأنه يمكن أن يصبح فردا آخرا غير الذي كان‪ ،‬وأن يتميز سلوكه الجديد بما‬
‫يرضي اهلل بعد توبته النصوحة إليه‪ ،‬وبما يرضي‪ 1‬ضميره (النفس المثالية)‪ ،‬فإنه‬
‫بذلك يكون قد حقق تطابق النفس الواقعية مع النفس المثالية‪.‬‬

‫مرحلة اإلقفال‬

‫‪STAGE OF CLOSING‬‬
‫تسمى مرحلة اإلقفال (‪ )stage of closing‬أحيانا بمرحلة النهاية (‪stage of‬‬
‫‪ )termination‬أو المرحلة األخيرة(‪ )last stage‬ويمكن أن يصل الطرفان‬
‫المرشد والمسترشد‪ 1،‬الى قرار مشترك بإنهاء المقابلة اإلرشادية دون االلتزام‬
‫بالمرور على مراحلها التلقائية سالفة الذكر‪ ،‬مرحلة االفتتاح‪ ،‬ومرحلة البناء‪،‬أو قبل‬
‫أن تستوفي‪ 1‬كل مرحلة حقها المهني‪ ،‬إذا وجدا ال ضرورة الستكمال المقابلة‪ ،‬وال‬
‫ضرورة االستمرار‪ 1‬فيها‪ .‬وقد تنتهي المقابلة بناء على رغبة أحد الطرفين وإ صراره‬
‫على ذلك نتيجة‪ 1‬لطبيعة الظروف المحيطة بحالة المسترشد‪ 1.‬وقد تنتهي العالقة‬
‫اإلرشادية عند نهاية المقابلة االبتدائية‪ 1‬وال تكرر بعدها في صورة مقابالت‬
‫تشخيصية‪ 1‬أو مقابالت عالجية‪ ،‬وقد تنتهي‪ 1‬العالقة اإلرشادية وتتوقف خالل الفترة‬
‫الزمنية‪ 1‬التي تتم فيها المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية‪ ،‬وبعد أن يكون المسترشد‬
‫انتظم فيها لعدد من المرات‪ .‬ولكل مقابلة ظروفها الخاصة بها وبإقفالها‪ ،‬ولكل حالة‬
‫ظروفها الخاصة بها والخاصة بتوقف المقابالت اإلرشادية التي تناولتها‪ .‬وعموما‪،‬‬
‫يقع على المرشد النفسي العبء األكبر في تحديد الوقت المناسب إلقفال المقابلة في‬
‫صورتها العادية أو في صورتها االستثنائية‪ 1،‬وفي تحديد الفترة الزمنية التي تتوقف‬
‫بعدها العالقة اإلرشادية في األحوال العادية أو في األوضاع االستثنائية‪ 1‬وبالرغم من‬
‫تنوع الدوافع واختالف األسباب التي تؤدي الى إقفال المقابلة‪ ،‬أو التوقف في‬
‫استمرار العالقة اإلرشادية والعالجية‪ ،‬وإ نهائها بشكل مفاجئ وبصورة‪ 1‬استثنائية‪1،‬‬
‫إال أنه من الممكن تحديد عدد منها تم التعارف عليها في مجال اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي‪ ،‬على سبيل‪ 1‬المثال وليس على سبيل الحصر نسردها من وجهة نظر كل من‬
‫المرشد والمسترشد‪ 1‬على النحو التالي‪:‬‬

‫وجهة نظر المسترشد‪:‬‬

‫‪ ‬عدم استعداد المسترشد لتلقي المساعدة من المرشد‪.‬‬

‫‪ ‬عدم اقتناع المسترشد بالعالج واإلرشاد النفسي من أصله‪.‬‬

‫‪ ‬عدم ثقة المسترشد‪ 1‬في المرشد النفسي الذي يعالجه‪.‬‬

‫‪ ‬طول الفترة الزمنية التي استغرقتها المقابالت اإلرشادية‪.‬‬

‫‪ ‬يأس المسترشد‪ 1‬من حالته ومن أمله في الشفاء‪.‬‬

‫‪ ‬شعور المسترشد بأنه في مكان غير ناسب لحالته‪.‬‬


‫‪ ‬سوء المعاملة التي يتلقاها المسترشد‪ 1‬من العملين في مركز‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬‬

‫وجهة نظر المرشد النفسي‪:‬‬

‫عدم استعداد المسترشد لالنتظام في اإلرشاد والعالج النفسي‬ ‫‪‬‬

‫(الشعور بااللتزام)‪.‬‬

‫عدم جدية المسترشد في االنتظام في المقابالت اإلرشادية‬ ‫‪‬‬

‫(كثرة التغيب)‪.‬‬

‫عدم ميل المرشد للمسترشد وعدم محبته‪( .‬ميل شخصي)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(ميل موضوعي)‪.‬‬ ‫‪ ‬عدم ميل‪11‬ا المرشد لحالة المسترشد‪1‬‬

‫انقطاع المسترشد‪ 1‬نهائيا عن الحضور للمركز (أسباب متفرقة)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬عدم اختصاص المرشد في حالة المسترشد(إحالة للمختصين)‬

‫وعندما نتناول موضوع اإلقفال للمقابلة‪ ،‬فإننا نتعرض الى خصائص مرحلة اإلقفال‬
‫في األحوال العادية التي تتم فيها لكل مقابلة إرشادية سواء أكانت ابتدائية أم‬
‫تشخيصية‪ 1،‬أم عالجية‪ ،‬وبعد أن تكون المقابلة قد مرت تلقائيا بمرحلتيها السابقتين‪،‬‬
‫مرحلة االفتتاح ومرحلة البناء‪ ،‬حيث أن مرحلة اإلقفال ألية مقابلة إرشادية تعتبر‬
‫المرحلة الختامية لها‪ ،‬والتي ال تنتهي المقابلة إال بها‪.‬‬

‫وقد يقع المرشد النفسي المبتدئ أو حديث التخرج غالبا في حيرة من أمره فيما‬
‫يتعلق بمرحلة اإلقفال في المقابلة اإلرشادية‪ ،‬حيث قد يفلت منه‪ 1‬الزمام وتطغى‬
‫مرحلة البناء عليها‪ ،‬وتصل المقابلة الى وقت االنتهاء منها وهو لم يكن مستعدا‬
‫إلقفالها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يقف المرشد النفسي المبتدئ (‪)the beginning counselor‬‬
‫مكتوف األيدي ال يدري كيف يتدبر األمر‪ ،‬والسيما إذا كان المسترشد‪ 1‬نفسه لم يكن‬
‫مستعدا إلقفال المقابلة ألنه لم ينته‪ 1‬من حديثه‪ 1‬البنائي بعد‪ .‬ويتذكر المؤلف في هذا‬
‫الصدد ما حدث له أثناء فترة تدريبه كمرشد نفسي على اإلرشادية مع إحدى‬
‫زميالته كمسترشدة تحت إشراف البروفسيرة األمريكية‪ 1‬هيلين كين (‪Helen‬‬
‫‪ )Keen‬في مرحلة الماجستير في جامعة ديترويت‪ 1‬األمريكية‪ 1،‬حيث كان منهمكا‬
‫جدا بما عرضته عليه زميلته من صعوبات واجهتها في توافقها األسرى مع‬
‫زوجها‪ ،‬فنسى نفسه وسرح بحديثة معها في مرحلة البناء حتى قارب وقت المقابلة‬
‫على االنتهاء وهو لم يكن مستعدا إلقفال المقابلة‪ ،‬فذكرته زميلته مشيرة‪ 1‬إلى‬
‫الساعة التي بمعصمها قائلة‪( :‬ماهر! الوقت انتهى !!_‪time is ) ,Maher‬‬
‫‪ . up‬وانتهت المقابلة دون أن يقفلها باألساليب الفنية التي يجب أن يتبعها في‬
‫مرحلة اإلقفال‪ .‬وهو كان يتدرب كمسترشد‪ 1،‬حيث نسيت نفسها فسرحت بالحديث‬
‫حتى نهاية المقابلة‪ ،‬وذكرها المؤلف بنفس العبارة التي ذكر بها سابقا بقوله‪( :‬ألن!‬
‫الوقت انتهى ‪.) Ellen time is up‬وتكر هذا الحديث أكثر من مرة في أكثر من‬
‫مقابلة مع اثنين من ثالث مرشدات نفسيات‪ .‬كن يتدربن على المقابلة اإلرشادية‬
‫تحت إشراف المؤلف في جامعة ميشيجان األمريكية‪ 1‬عام ‪1981‬م حيث نسيت كل‬
‫منهما نفسها وسرحت بحديثها مع المسترشدين‪ 1‬الذين كلفتا بالتعامل معهم‪ ،‬وانتهت‬
‫كل منهما المقابلة دون أن تقفلها بالطرق الفنية‪ 1‬المعتادة‪ .‬وقد لفت المؤلف نظرهما‬
‫إلى ذلك خالل التغذية الرجعية (‪ )Feedback‬التي كان يمارسها معهن بعد كل‬
‫مقابلة مستخدما التسجيالت السمعية والمرئية‪ 1‬المسجل عليها وقائع المقابالت التي‬
‫تمت بينهن وبين المسترشدين المكلفات بمعالجتهم‪ ،‬حتى أصبحن جميعا يتمتعن‬
‫بكفاءة عالية في ممارسة مهارة إقفال المقابلة على أحسن وجه والحمد هلل ‪.‬‬

‫وبناء علية‪ ،‬فنحن ننصح المرشدين النفسيين المبتدئين‪ ،‬أو حديثي التخرج بأن‬
‫يكونوا على وعي تام بهذه الزلة التي قد ينحدرون إليها دون أن يشعروا‪ .‬وليكن‬
‫معلوما لديهم بأن أنسب فترات زمنية‪ 1‬يمكن استغاللها في كل مرحلة من مراحل‬
‫المقابلة اإلرشادية‪ ،‬تكون بواقع عشر دقائق لمرحلة االفتتاح‪ ،‬وثالثون دقيقة‬
‫لمرحلة البناء‪ ،‬وخمس دقائق لمرحلة اإلقفال‪ .‬لذلك على المرشد النفسي أن يكون‬
‫يقظا باستمرار‪ 1‬لعامل الوقت في المقابلة اإلرشادية‪ ،‬فال ينخدع فيه فيفلت من‬
‫الزمام ومن ثم‪ ،‬فعليه أن ينظر إلى ساعته خلسة دون أن يالحظه المسترشد حتى‬
‫يكون على بينة‪ 1‬من أمره في كل مرحلة من مراحل المقابلة التي يمارس مهاراته‬
‫وفنياته فيها‪ ،‬فال يطغى وقت مرحلة على األخرى‪ ،‬مما يجعل المسترشد‪ 1‬مدفوعا‬
‫خاللها دون تمهيد أو استعداد لها‪ .‬ومع أننا نعيد ونؤكد على أنه ليس هناك حدود‬
‫فاصلة وواضحة بين كل مرحلة وأخرى محققا أهداف كل منها بما يعود بالنفع‬
‫والفائدة عليه ممثلة في إزالة األزمات النفسية التي ألمت به والتغلب على‬
‫الصعوبات التي واجهته مما يسهم في تنمية‪ 1‬شخصية وتعديل سلوكه‪ ،‬وهذا هو‬
‫الهدف العام الرئيسي من اإلرشادية والعالج النفسي ككل‪.‬‬

‫ويجب على المرشد النفسي أن يراعي عدة اعتبارات هامة عند إقفال المقابلة‬
‫اإلرشادية‪ ،‬أهمها‪ :‬أال يترك المسترشد‪ 1‬يخرج من عنده وهو يحمل في نفسه أي أثر‬
‫سيء‪ ،‬وأية خبرة مؤلمة للعالقة اإلرشادية بينهما‪ ،‬بل يجب عليه أن يبذل قصارى‬
‫جهده ليرضيه‪ 1‬ويطيب خاطره ويغرس األمل فيه ويشعره بأنه استفاد فعال من‬
‫المقابلة التي حضرها‪ ،‬وأنه حقق فائدة منها مهما كان حجم هذه الفائدة أو كميتها‬
‫أو نوعها‪ .‬كما أن المرشد النفسي يعمل على تشجيع المسترشد للمشاركة معه في‬
‫وضع الخطط المستقبلية‪ 1‬فيما يتعلق بحالته حتى يشعر بأهميته‪ ،‬وأهمية مساهمته‪1‬‬
‫في استراتيجيات اإلرشاد والعالج النفسي الذي سيتم معالجته على أساسها ويجب‬
‫على المرشد النفسي أن يمهد لمرحلة اإلقفال بحيث يجعل المسترشد مستعدا لها‪،‬‬
‫وأن يكون كل منهما على وعى تام بأنهما يتواصالن لفظيا وغير لفظي بما يتالءم‬
‫مع خصائص هذه المرحلة‪ ،‬مما يحتم عليهما عدم بحث أية معلومة جديدة‪ ،‬وعدم‬
‫مناقشة أي موضوع جديد يحاول المسترشد‪ 1‬أن يتطرق إليه أو يطرحه‪ .‬وإ ذا أصر‬
‫المسترشد‪ 1‬على ذلك‪ .‬فعلى المرشد النفسي أن يعده بمناقشته وبحثه في مقابلة‬
‫مستقلة في المستقبل‪ 1‬القريب يحدد موعدها بناء على أتفاق سابق بينهما قبل‬
‫مغادرة المسترشد غرفة اإلرشاد النفسي‪.‬‬
‫وقد يلجأ المسترشد‪ 1‬في أخر لحظة قرب اإلقفال إلى قذف معلومة جديدة بطريقة‬
‫سريعة‪ ،‬مما يحرج موقف المرشد النفسي عن كيفية التعامل معها‪ .‬ولكن المرشد‬
‫النفسي الجيد والكفء في عمله يستطيع‪ 1‬أن يدرك الهدف من قذف هذه المعلومة‬
‫بهذه الكيفية من السرعة عندما قارب وقت المقابلة على االنتهاء‪ ،‬وعندما استعد‬
‫الطرفان‪ ،‬المرشد والمسترشد‪ 1،‬لمصافحة الوداع ربما كان المسترشد‪ 1‬يشعر بأن هذه‬
‫المعلومات تمثل حمال ثقيال على كتفيه وال يريد أن يدخل في مناقشات تفصيلية‬
‫حولها لذلك ألقى بها وهو في طريقة مغادرا غرفة اإلرشاد النفسي‪ ،‬حيث كان‬
‫مترددا طول فترة المقابلة في أن يلقيها أو يبقيها‪ .‬ربما ألنه يخشى أن ينساها‬
‫وينسى‪ 1‬طرحها في المقابلة المقبلة‪ .‬لذلك ألقاها على المرشد النفسي ليحمله‬
‫المسئولية‪ 1‬في فتح باب المناقشة حولها مستقبال ربما ألنه يريد أن يمكث مع‬
‫المرشد أطول وقت ممكن مستمتعا بالحديث معه لما يشعر به من ارتياح في مقابلته‬
‫وعلى أية حال فإن المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يجب أن يكون مرنا في‬
‫تعامله مع مسترشديه‪ 1،‬فال يتجمد عند وقت االنتهاء من المقابلة ويرفض االستماع‬
‫إلى كل جديد في آخر لحظة من المقابلة‪ ،‬ولكنه يجب أن يستمع‪ 1‬جيدا لما يطرح‬
‫عليه‪ ،‬ومحاوال تأجيل الدخول في تفصيالته‪ 1‬إلى مقابالت أخرى مقبلة بأسلوب‬
‫مهذب يبعث على االرتياح والثقة‪ ،‬مما يترك أثرا طيبا في نفس المسترشد يحثه‬
‫على الحضور للمقابلة مرة أخرى‪ ،‬وسوف نستعرض فيما يلي عددا من النماذج‬
‫التي تدل على اإلقفال الردئ‪ ،‬واإلقفال الجيد للمقابلة اإلرشادية‪ ،‬نوردها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫إقفال رديء‪:‬‬
‫‪" ‬ماذا أفعل لك؟ لقد أنقضي الوقت كله وأنا أحاول أن استخلص منك معلومة‬
‫واحده تفيدني‪ 1‬في مساعدتك ولكن بال جدوى األمر كله متروك بين يديك أنت‬
‫وليس بين يدي أنا"‪.‬‬
‫‪" ‬أنت السبب فيما نحن فه اآلن كلما أحاول أن أعبر بك طريق ما تسده أنت‬
‫في وجهي‪ .‬لذلك فنحن دائما نسير في طريق مسدود"‪.‬‬
‫‪" ‬إذا استمر الحال على هذا المنوال‪ ،‬أعتقد أنه ال أمل البتة في معالجتك‪ ،‬بل‬
‫قد تزداد سوءا"‪.‬‬
‫يتضح من هذا اإلقفال الردئ ان المرشد النفسي متحامل بشده على المسترشد‪،‬‬
‫ملقيا باللوم علية في تعثر المعالجة اإلرشادية وترديها في طريق مسدود‪ .‬كما أنه‬
‫يحمله وحده المسئولية‪ 1‬فيما وصلت إليه المقابالت اإلرشادية من حالة محلك سر!!‪.‬‬
‫وبهذا المفهوم المعكوس‪ ،‬يجنب المرشد النفسي نفسه تحمل آية مسئولية تجاه‬
‫المسترشد‪ 1‬الذي يعتبر شريكة فيما بحكم العالقة اإلرشادية التي تربطهما‪ ،‬وتجاه‬
‫حالته التي تجمدت أمامه وهو يجلس على مقعد المتفرج عليها‪ .‬عالوة على هذا‪،‬‬
‫فإن المرشد النفسي يهدد المسترشد بإنهاء العالقة اإلرشادية التي بينهما‪ ،‬مؤكدا‬
‫على يأسه من حالته‪ ،‬وفقدان األمل في أي تقدم بها نحو األفضل‪ .‬وهذه النماذج‬
‫الرديئة لإلقفال ومثيالتها تترك انطباعا سيئا في نفس المسترشد‪ ،‬وتترك جرحا‬
‫مؤثرا في شخصية‪ ،‬مما يصعب بعد ذلك إزالة هذا االنطباع السىء‪ ،‬أو التئام هذا‬
‫الجرح المؤثر‪ .‬األمر الذي يجعل المسترشد‪ 1‬يخرج من عند المرشد وهو مصر في‬
‫قراره نفسه أال يعود إليه مرة أخرى مهما بلغت األسباب ومهما كانت الحاجة إليه‪،‬‬
‫العنا اليوم الذي قابلة فيه‪ ،‬فاقدا الثقة في العملية اإلرشادية والعالجية من أصلها‪.‬‬

‫إقفال جيد‪:‬‬
‫‪: ‬قال تعال في سورة الرعد‪ ،‬اآلية (‪( :)11‬إن اهلل ال يغير ما بقوم حتى‬
‫يغيروا ما بأنفسهم)‪ .‬هذا يعنى أن مسئولية‪ 1‬عبور أزماتك تقع على عاتقنا‬
‫نحن االثنين‪ ،‬ولكنها على عاتقك أنت بدرجة أكبر مما تقع على عاتقي أنا‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬أرجو أن تفكر جيدا في هذا األمر وأن تحاول أن تساعدني في المقابلة‬
‫القادمة أن شاء اهلل بأن تخبرني‪ 1‬بكل ما يتعلق بحالتك حتى أتمكن أنا بدوري‬
‫من مساعدتك على مواجهة صعوباتك وعبور أزماتك بإذن اهلل"‪.‬‬
‫‪ " ‬ال تعتقد أننا لم نحرز أي تقدم حتى اآلن بخصوص حالتك؟ ليتنا نعيد النظر‬
‫مرة أخرى في مناقشاتنا السابقة حتى نرى األسباب التي أدت إلى هذا‬
‫الجمود لحالتك ومن ثم نعمل على تالفيها مستقبال مما يمكننا من التحرك بها‬
‫نحو عبور أزماتها‪ .‬سوف أتركك فيما عرضته عليك اآلن‪ ،‬على أ‪ ،‬نبدأ في‬
‫إعادة النظر في موقفنا اإلرشادي الكلي في المقابلة أن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬ال تيأس يا أخي من رحمة اهلل‪ .‬أن األمل كبير في اهلل سبحانه وتعالى بأن‬
‫ينعم علينا بالشفاء‪ ،‬وأن يساعدنا على عبور أزماتك التي تعاني منها‪.‬‬
‫ولنتذكر قول رسولنا الكريم صلى اهلل عليه وسلم فيما رواه مسلم حول هذا‬
‫الخصوص (عجبا ألمر المؤمن‪ ،‬أن أمرة كله خير وليس ذلك ألحد إال‬
‫للمؤمن‪ ،‬أن أصابه سراء شكر فكان خيرا له‪ ،‬وإ ن أصابه ضراء صبر فكان‬
‫خيرا له)‪ .‬نسأل اهلل يا أخي أن نكون من الصابرين إن شاء اهلل‪ ،‬في المقابلة‬
‫القادمة سوف نستكمل‪ 1‬ما كنا نتحدث فيه اآلن‪ .‬أراك على خير بإذن اهلل"‪.‬‬
‫ويتضح‪ 1‬من هذا اإلقفال الجيد مدى تحمل المرشد النفسي المسئولية‪ 1‬مع‬
‫المسترشد‪ 1‬ومشاركته أعباءها‪ ،‬فلم يلق باللوم على المسترشد‪ 1،‬ولم يهدده ولم‬
‫يحمله المسئولية وحده‪ .‬وكان هذا واضحا من أسلوبه الذي تميز‪ 1‬بصيغة الجمع‬
‫في كالمه مثل‪( :‬عاتقنا نحن االثنين)‪( ،‬إننا لم نحرز) ‪ ،‬و (ينعم اهلل علينا‬
‫بالشفاء) ولم يكن المرشد النفسي متحامال على المسترشد‪ ،‬بل كان يجادله‬
‫بالتي هي أحسن‪،‬مبينا له أهمية‪ 1‬مساعدته ومساهمته‪ 1‬اإليجابية في التغلب على‬
‫صعوباته بنفسه‪ ،‬مشجعا له القيام بدور فعال في إعادة النظر حول حالته‪ ،‬لعله‬
‫يدلي بأية معلومة جديدة تفيد في تطورها وتقدمها‪ ،‬غارسا فيه األمل وفي نفسه‬
‫الثقة‪ ،‬بأن اهلل عز وجل ال ينسى‪ 1‬عبادة المؤمنين المخلصين‪ ،‬فسبحانه وتعالى‬
‫دائما يأخذ بناصيتهم وينجيهم ويفرج كربهم مهما كان نوع هذا الكرب ألم يقل‬
‫عز من قائل في سورة األنبياء اآلية (‪" :)88‬ونجيناه من الغم وكذلك ننجي‬
‫المؤمنين" صدق اهلل العظيم‪ .‬هذه النماذج الجيدة لإلقفال ومثيالتها نترك في‬
‫نفس المسترشد أطيب األثر وأعمقه مما يسهم في التئام الجراح التي يحس بها‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬يخرج المسترشد‪ 1‬من عند المرشد وهو متلهف للعودة إليه مرة أخرى‪.‬‬
‫منتظرا موعد المقابلة التالية ليسارع إليها‪ ،‬حيث أنه قد أصبح مؤمنا بأن األمل‬
‫في اهلل وحده عز وجل وأن شفاءه بين يديه سبحانه وتعالى‪ ،‬وما المرشد‬
‫النفسي إال سبب من األسباب التي يخصصها اهلل عز وعال لتنفيذ قضائه في‬
‫األرض بأذنه وأمره‪ .‬ولعل هذا الشعور في حد ذاته‪ ،‬عندما يحسه المسترشد‪1،‬‬
‫يعتبر كسبا كبيرا للعالقة اإلرشادية العالجية بين المرشد والمسترشد‪1.‬‬

‫إقفال ردئ‪:‬‬
‫‪" ‬يجب أن أعد نفسي للمسترشد الذي بعدك‪ ،‬لذلك أرجو أن تنتهي اآلن مما‬
‫نتحدث فيه‪ .‬سوف أراك األسبوع القادم"‪.‬‬
‫‪" ‬أنا أسف لقد انتهي الوقت اآلن‪ ،‬وال يمكنني‪ 1‬أن أستمع إلى أية كلمة جديدة‬
‫حول هذا الموضوع‪ ،‬فلنؤجل الكالم فيه إلى المقابلة القادمة"‪.‬‬
‫‪" ‬أال ترى أنك تجاوزت الوقت المحدد لك في هذه المقابلة؟ أرجو المعذرة! أن‬
‫أية دقيقة سوف أقضيها معك اآلن ستكون على حساب غيرك"‪.‬‬
‫ويتضح‪ 1‬من هذه النماذج الرديئة لإلقفال أن المرشد النفسي لم يمهد لمرحلة‬
‫اإلقفال نهائيا‪ ،‬حيث فاجأ المسترشد‪ 1‬بأنه يجب عليه أن يتركه فورا حتى بعد‬
‫نفسه الستقبال غيره‪ ،‬أو أنه ليس على استعداد لالستماع إلى أية كلمة إضافية‬
‫منه‪ ،‬بل تجاوز المرشد النفسي حد اللياقة المهنية عندما وبخ المسترشد‬
‫باالستنكار االستفهامي الذي وجهه إليه حتى يشعره بأنه تجاوز الوقت‬
‫المخصص له في المقابلة‪ .‬بل تعدى المرشد ذلك إلى حد تحميله وزر وذنب ال‬
‫دخل له فيه‪ ،‬عندما أخيره أنه سوف يستقطع من وقت غيرة لصالحة هو‪ .‬وقد‬
‫تسبب هذه النماذج الرديئة من اإلقفال في حدوث اضطرابات في تفكير‬
‫المسترشد‪ 1،‬ألنه توقف فجأة عما كان يتحدث فيه دون أن يكون مستعدا لذلك‬
‫نفسيا‪ .‬مما يترك في نفسه خبرة غير سارة وأثرا غير جيد‪ .‬وقد ينتج عن هذا‬
‫القطع المفاجئ الشعور بالذنب أو الشعور باإلحباط في بعض األحيان مما قد‬
‫يغير من نظرة المسترشد إلى اإلرشاد والعالج النفسي بصورة عامة‪ ،‬وإ لى‬
‫المرشد النفسي بصفة خاصة‪.‬‬

‫إقفال جيد‪:‬‬
‫‪" ‬أعتقد أنه تبقى من وقتنا لهذه المقابلة عدد محدود من الدقائق‪ .‬إذا كان‬
‫لديك أية معلومة جديدة تحب أن تطرحها على في المقابلة القادمة إن‬
‫شاء اهلل‪ ،‬يمكنك أن تعطيني فكرة سريعة عنها اآلن"‪.‬‬
‫‪" ‬لقد قارب وقت المقابلة على االنتهاء‪ .‬إذا كان هناك أي شئ جديد تحب‬
‫أن تضيفه‪ 1،‬فال مانع من أخذ فكرة سريعة عنه اآلن‪ ،‬ثم نستكمل‪ 1‬حديثنا‬
‫فيه في المقابلة القادمة إن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬إن جدولي اليوم مشحون بالمقابالت‪ ،‬والسيما تلك التي تنتظرني بعد‬
‫هذه المقابلة‪ .‬ولكن ال بأس‪ ،‬أمامنا متسع من الوقت يمكننا خالله أن‬
‫نضع النقاط على الحروف بصورة عاجلة"‪.‬‬
‫يتضح من هذا اإلقفال الجيد مدى اللياقة المهنية التي يتمتع‪ 1‬بها المرشد‬
‫النفسي‪ ،‬حيث أنه حرص على أال يجرح المسترشد‪ ،‬وأال يقطع تفكيره‪ ،‬وأال يتسبب‬
‫في توقفه عن الكالم بصورة مفاجئة‪ .‬لقد مهد المرشد النفسي لمرحلة اإلقفال‬
‫بإشارة مهذبة موجها بها نظر المسترشد‪ 1‬إلى أن المقابلة على مشارف االنتهاء‪،‬‬
‫وأن هناك دقائق معدودة تقفل بعدها المقابلة‪ ،‬حتى يستعد لها وينهى ما تبقي من‬
‫حديثه‪ 1‬خاللها‪ .‬وبالرغم أنه مرفوض تماما مناقشة أية معلومة جديدة في مرحلة‬
‫اإلقفال‪ ،‬إال أن المرشد النفسي‪ ،‬من طابع الذوق المهني‪ ،‬شجع المسترشد‪ 1‬على أن‬
‫يلقي الضوء حول أية معلومة جديدة‬
‫يريد ان يطرحها‪ ،‬ولكن بصورة عاجلة على ان تناقش تفصيالتها في مقابلة‬
‫مقبلة ‪ .‬ان مجرد إبداء الرغبة من المرشد في االستماع الى المسترشد‪ 1‬لعرض أي‬
‫جديد حول حالته ولو بصورة عاجلة‪ ،‬كفيل بان يجعله يستجيب له ولذوقه المهني‬
‫استجابة ايجابية فقد يخجل المسترشد من عرض أي جديد‪ ،‬فيؤجل الكالم عنه‬
‫برمته‪ 1‬إلى مقابلة أخرى‪ .‬وقد يسرده في نطاق محددة مختصرة‪ ،‬مقتنعا بأنه من‬
‫األفضل مناقشته جملة وتفصيال في مقابلة مستقلة‪.‬واستطاع المرشد النفسي بلياقة‬
‫أن يوجهه نظر المسترشد‪ 1‬إلى أنه مرتبط بمواعيد أخرى في مقابالت تالية على‬
‫مقابلته معه‪ ،‬ولكنه لم يفقده األمل في أن يستكمل‪ 1‬حديثة‪ 1‬معه على أال يسهب فيه‪،‬‬
‫مراعاة لشعور غيره من المسترشدين المنتظرين والالحقين علية‪ .‬وكان ذلك‬
‫بطريقة غير مباشرة وبأسلوب مهذب بعيدا عن جرح أي شعور أو تحميال ألي ذنب‬
‫وال وزر‪.‬‬

‫أنماط اإلقفال ‪:Type of Closing‬‬


‫تتميز‪ 1‬مرحلة اإلقفال بتعدد األنماط‪ ،‬بحيث يختلف كل نمط عن اآلخر بناء‬
‫على نوع المقابلة‪ ،‬نتيجة لحالة المسترشد‪ 1،‬ووفقا إلستراتيجية المرشد‪.‬‬
‫ومهما اختلفت األسباب التي تتوقف عليها في مجال اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫أوال_ نمط اإلقفال العادي ‪:Type of Normal Closing‬‬


‫تستدعي األحوال العادية في المقابلة اإلرشادية إلى أن يختتمها‬
‫المرشد النفسي ويقفلها بعبارات ودية وبأسلوب مجامل ال يحمل أي معني‬
‫للتجريح‪ ،‬حيث ينهي‪ 1‬حديثة‪ 1‬مع المسترشد بكلمات طيبة ورقيقة تفيد‬
‫بصراحة‪ ،‬وتدل بوضوح‪ 1‬على أن موعد إقفال المقابلة قد حان‪ .‬وال ننصح‪1‬‬
‫المرشد النفسي بأن يحفظ عبارات معينة‪ ،‬وال صيغة ثانية مثل (األكالشيه)‬
‫أو مثل العالقة المسجلة لكي يستخدمها مع كل مسترشد في كل مقابلة حتى‬
‫يختتمها ويقفلها بها‪ .‬ولكننا نستعرض عددا من النماذج التي تدل على هذا‬
‫النمط العادي لإلقفال على سبيل‪ 1‬المثال ليسترشد به المرشد‪ ،‬وليس ليحفظه‬
‫ويعيده ويكرره في كل مرة يقابل فيها مسترشد‪ ،‬سوف نوردها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪" ‬لقد سعدت جدا بحديثك اليوم‪ ،‬وأرجو أن أراك على خير في المقابلة القادمة‬
‫إن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬أرجو أال تتردد في أن تتصل‪ 1‬بي إذا شعرت بحاجة ماسة تستدعي ذلك‪.‬‬
‫ستجدي أن شاء اهلل في خدمتك"‪.‬‬
‫‪" ‬أرجو أال تنسى موعدنا في المقابلة القادمة‪ .‬هناك أمور كثيرة أريد أن‬
‫أتطرق إليها حتى نتباحث فيها معا أن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬إذا لم تسمح لك الظروف بالحضور في المرة القادمة‪ ،‬أرجو التكرم بتبليغ‬
‫السكرتير عن هذا االعتذار حتى نلغي الموعد‪ ،‬ونحدد موعدا آخر يكون‬
‫مالئما لنا نحن االثنين"‪.‬‬
‫‪" ‬جزاك اهلل خيرا على حضورك إلينا في هذا المركز‪ .‬نحن دائما في خدمتك‬
‫لمساعدتك في أي أمر تحتاجنا فيه‪ ،‬بإذن اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬أعتقد أ‪ ،‬مقابلتنا كانت مثمرة اليوم لكل منا‪ .‬أرجو أن تحدد موعدا للمقابلة‬
‫القادمة مع السكرتير وستجدني‪ 1‬في انتظارك أن شاء اهلل الستكمال ما كنا‬
‫نتحدث فيه اليوم‪ .‬وشكرا على تعاونك معنا"‪.‬‬
‫ثانيا_ نمط اإلقفال غير المنتهي‬
‫‪Of Unfinished Business Type‬‬
‫‪:of Closing‬‬
‫استخدم سيمكين (‪ ) Simkin, 1976‬هذا المصطلح‪ ،‬العمل غير المهني‬
‫‪ Unfinished Business‬ليدل على المعلومة التي طرحت في مرحلة البناء‬
‫قبل مرحلة اإلقفال بفترة زمنية‪ 1‬وجيزة‪ ،‬ولم تستكمل المناقشة حولها بسبب‬
‫ضيق الوقت‪ ،‬وبسبب االنتهاء من مرحلة البناء والدخول في مرحلة اإلقفال‬
‫استعدادا إلنهاء المقابلة‪ ،‬مما يستلزم األمر اإلشارة إلى استكمال المناقشة‬
‫حولها في مقابلة مقبلة‪ .‬وفيما يلي عدد من النماذج لهذا النمط من اإلقفال‪:‬‬
‫‪" ‬بما أن وقت المقابلة قارب على االنتهاء‪ ،‬أرى أنه من األفضل لنا أن‬
‫نؤجل الكالم حول هذه النقطة التي بدأنا فيها إلى المقابلة القادمة إن شاء‬
‫اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬هذه المعلومة تحتاج إلى مناقشة عميقة‪ ،‬وأظن أن وقتنا لن يسمح‪ 1‬لنا‬
‫بذلك ألنه على وشك االنتهاء‪،‬ما رائك في مقابلة أخرى في األسبوع‬
‫القادم‪ ،‬الساعة‪..‬؟"‪.‬‬
‫‪ ‬أرجو أال تنسى‪ 1‬موعدنا في المقابلة القادمة‪ .‬هناك أمور كثيرة لم نغطها‬
‫بعد في هذه المقابلة‪ ،‬ونريد أن نستكمل‪ 1‬الحديث حولها في المرة القادمة‬
‫إن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬هل ترى أن هذه المعلومة التي نناقشها اآلن قد استوفت حقها؟ إن كان‬
‫هناك جديد حولها‪ ،‬فإنني أفضل أن نستكمل‪ 1‬الحديث عنها في المقابلة‬
‫القادمة إن شاء اهلل"‪.‬‬
‫‪" ‬سوف نبدأ في المقابلة القادمة إن شاء اهلل من حيث انتهينا اليوم حتى‬
‫نستكمل مناقشتنا التي لم تنته‪ 1‬بعد بسبب ضيق الوقت‪ .‬أراك على خير‬
‫األسبوع القادم"‪.‬‬

‫ثالثا_ نمط اإلقفال التركيزي ‪:Type of Concentrated Closing‬‬


‫يستخدم هذا النمط من اإلقفال للتركيز على معلومة هامه طرحت في‬
‫المقابلة بهدف تعميق مفهومها في ذهن المرشد والمسترشد على حد سواء‪.‬‬
‫فقد يستهدف‪ 1‬إقفال المقابلة التركيز على مدى فهم كل من المرشد‬
‫والمسترشد‪ 1‬لآلخر قبل االنتهاء منها‪ .‬وقد يستهدف‪ 1‬إقفال المقابلة التركيز‬
‫على المطالب المكلف بإنجازها كل من المرشد والمسترشد لتذكيرهما بما‬
‫يجب عمله استعدادا للمقابلة التالية‪ .‬وقد يستهدف إقفال المقابلة التركيز‬
‫على أمر معين يشغل تفكير المسترشد‪ 1،‬فيطمئنه المرشد بأنه لن ينساه‪ ،‬وإ نه‬
‫سوف يرعاه‪ .‬وفيما يلي عدد من النماذج التي تدل على هذا النمط من‬
‫اإلقفال‪.‬‬
‫‪" ‬سوف أسرد بصورة مختصرة ما فهمته من مناقشتنا اليوم‪ ،‬وإ ذا‬
‫وجدت أي اختالف بين سردي له‪ ،‬وبين ما كنت تقصده وتعنيه‪،‬‬
‫فأرجو أن توضحه لي"‪.‬‬
‫‪" ‬ليتك تسرد لي بصورة مختصرة أهم النقاط التي تناولناها في هذه‬
‫المقابلة‪ ،‬موضحا وجهتي نظرنا حولها"‪.‬‬
‫‪" ‬لقد اتفقنا أذن أن أتولى أنا االتصال بالمستشفى لالستفسار عن‬
‫إمكانية إحالتك إليها لفحصك عضويا"‪.‬‬
‫‪" ‬أطمئن جيدا من هذه الناحية‪ ،‬سوف أتصل برئيسك في العمل‬
‫واستفسر منه عن األسباب التي دعت إلى نقلك من القسم الذي ترتاح‬
‫للعمل فيه إلى قسم آخر"‪.‬‬
‫ويجب على المرشد النفسي عندما يدخل مرحلة اإلقفال أن يكون مستعدا لها‪ ،‬وأن‬
‫يكون ممهدا لخصائصها‪ ،‬حيث يبدأ بصورة غير مباشرة في تلخيص ما تم‬
‫استعراضه في المقابلة اإلرشادية منذ بدايتها وحتى نهايتها بصورة سريعة‬
‫ومركزه‪ .‬ثم يختتم هذه المرحلة بعبارات اإلقفال التي سبق سرد نماذج منها‪ ،‬وفقاً‬
‫للنمط الذي تمثله على أن تكون قصيرة ووافيه‪ .‬ثم يودع المرشد المسترشد‬
‫بابتسامه دافئة منعكسة على وجه بشوش مصحوبة‪ 1‬بمصافحة األيدي‪ ،‬مرافقا له‬
‫حتى باب غرفة اإلرشاد النفسي‪ ،‬فاتحاً إياه ومنتظرا بجواره حتى يختفي المسترشد‬
‫عن نظره نهائيا‪ .‬إن هذه العبارات الجيدة التي تقفل بها المقابلة هي آخر ما يسمعه‬
‫المسترشد‪ 1‬من المرشد‪ ،‬وأن هذه االبتسامة‪ 1‬الدافئة هي آخر ما يراه على وجهه عند‬
‫وداعه‪ ،‬مما يترك في نفس المسترشد‪ 1‬أطيب األثر وأعمقه‪ ،‬كله أمل وثقة في أن اهلل‬
‫سبحانه وتعالى سوف يساعده على يديه ومواجهة صعوباته والتغلب عليها وعبور‬
‫أزماته وإ زالتها‪.‬‬
‫ونريد أن نؤكد على المرشد النفسي ونحذره من استخدام نهايتا وهميه‪ 1‬وأنماط‬
‫لإلقفال مصطنعه ألنها سوف تنسف‪ 1‬المقابلة اإلرشادية من أساسة‪ ،‬إذا اكتشفها‬
‫المسترشد‪ 1‬أو أحس بها‪ .‬كما نحذره من سوء الظن به‪ .‬أو رميه‪ 1‬بالغباء أو الغفلة‪،‬‬
‫فليكن معلوما لديه أن المسترشد‪ 1‬على وعى كامل بكل ما يدور حوله والسيما إذا‬
‫كان طرفا فيه‪ .‬لذلك‪ ،‬فنحن ننصح المرشد النفسي أن يكون صادقا مع نفسه‪ ،‬أمينا‬
‫على مهنته‪ ،‬مراعيا هلل في عمله‪ ،‬فيتواصل مع المسترشد في مرحلة اإلقفال جيدا‪،‬‬
‫وينهي المقابلة بمهارات اإلقفال المترقبة منه‪ 1‬كممارس مهني له كفاءته التي تميزه‪1‬‬
‫عن غيره‪ .‬وليكن اتصاله اللفظي معه على خير وجه‪ ,‬معبرا عنه بالعبارات التي‬
‫تتسم بالدفء والتشجيع واألمل وفقا لما سبق سرده من النماذج الواردة في أنماط‬
‫اإلقفال الثالثة‪ .‬كما يجب على المرشد النفسي أن يتواصل‪ 1‬مع المسترشد تواصال‬
‫غير لفظي على أحسن ما يكون هذا التواصل‪ ،‬فال يصطنع االبتسامة‪ 1‬وال يرسمها‬
‫ببرود على شفتيه‪ 1،‬وال يتكاسل في النهوض من مكانه عند وداعه‪ ،‬وال يتراخى في‬
‫مد يديه عند مصافحته‪ ،‬وال يتأخر في خطواته عند مرافقته‪ ،‬وال يتوانى‪ 1‬في فتح‬
‫الباب له‪ ،‬وال يغلقه مباشرة خلفه بعد الخروج من عنده‪ ،‬مما يشجعه على العودة‬
‫مرة أخرى لديه‪.‬‬

‫الخــــالصة‬
‫يشترك كل من اإلرشاد النفسي والعالج النفسي في مقابالت أساسية تلى‬
‫المقابالت االبتدائية‪ ، 1‬وباإلضافة إليها ‪.‬تتصف‪ 1‬هذه المقابالت بكونها مقابالت‬
‫تشخيصية‪ 1‬وعالجية ‪ ،‬وال يختلف هذان النوعان من المقابالت في خصائصهما أو‬
‫مهارتهما أو فنياتهما ‪ ،‬ولكنهما يخافان في الهدف االساسى لكل منهما ويركز‬
‫الهدف االساسى للمقابلة الشخصية على التأكد من حالة المستر التي تم التعرف‬
‫عليا بصفة مبدئية‪ 1‬في المقابلة االبتدائية حتى يكون التشخيص سليما وصحيحا‪،‬‬
‫بينما يركز الهدف االساسى للمقابلة العالجية على تنفيذ االستراتيجيات اإلرشادية‬
‫المعالجة التي رسمها المرشد النفسي بناء على تشخيصه‪ 1‬لحالة مسترشدة سواء‬
‫أكنت على أسس وقائية ‪ ،‬أم إنمائية ‪ ،‬أم عالجية حتى يتغلب على ازماتة النفسية ‪.‬‬
‫وينتظم المرضى النفسيون في عدد المقابالت التشخيصية والمقابالت العالج حسب‬
‫حالة كل منهم حتى يصل في النهاية آلة حالة االتزان النفسي التي ينشدونها‬
‫جميعا ‪.‬‬

‫وتركز المقابالت التشخيصية والعالجية على تدعيم المحتوى البنائي لكل‬


‫مقابلة من مقابالتها من اجل تحقيق األهداف التي وضعت وحددت في المقابلة‬
‫االبتدائية‪ . 1‬ويتم هذا التدعيم بناء على المساهمة الفعالة من المسترشد نفسه‪،‬‬
‫وذالك بتقديم بفسحة بالشكل الذي يحسه ويشعر به في اللحظة التي ينتظم فيها مع‬
‫المرشد النفسي في أية مقابلة إرشادية حيث ان انفتاحه على نفسه وعلى خبراته‬
‫السارة المؤله طوال فترة حياته يمكنه‪ 1‬من التعبير عن مشكالته في إطار طموحاته‬
‫ومخاوفه المتداخلة مع نظام قيمة ومثله في المجتمع الذي يعيش فيه ‪ .‬ومن ثم‬
‫‪،‬يمكن للمرشد النفسي ان يشخص الحالة بدقة وموضوعية‪ 1‬ن وان يضع‬
‫استراتيجياته اإلرشادية المعالجة التي تحقق تنمية شخصية‪ 1‬المسترشد‪ 1‬وتعديل‬
‫وسلوكه‪.‬‬

‫وال تختلف انى من المقابالت التشخيصية أو المقابالت العالجية عن المقابلة‬


‫االبتدائية‪ 1‬في كونها تتكون من ثالث مراحل أساسية هي مرحلة الفتاح‪ ،‬ولمرحلة‬
‫البناء‪ ،‬ومرحلة اإلقفال بينما تختلف المقابالت التشخيصية‪ 1‬والعالجية عن المقابلة‬
‫االبتدائية‪ 1‬في األهداف والمحتوى وتجدر اإلشارة الى أنة ليوجد انفصال فعلى بين‬
‫هذه المراحل الثالث ولكن المرشد النفسي يراعى هذا التكوين في دهنه فقط حتى‬
‫ينظم عملة ويرتب فكرة بما يساعده على التحرك بالمقابالت اإلرشادية من بناء‬
‫عالقة إنسانية مهنية دافئة مع المسترشد‪ ، 1‬الى إنعاش ذاكرة كل منهما حول ما دار‬
‫في المقابالت السابقة‪ ،‬والى االستعداد الستكمال مابدء في تنفيذه من استراتيجيات‬
‫فيها‪ ،‬الى استخدام المهارات والفنيات الالزمة لتنفيذ هذه االستراتيجيات على أكمل‬
‫وجه‪ ،‬الى تلخيص محتوى المقابلة وما تم خاللها‪ ،‬الى اتخاذ التوصيات الالزمة‬
‫بشأنها‪ ،‬ثم في النهاية إقفالها‪.‬‬

‫تعتبر مرحلة االفتتاح نقطة البداية التي يبدأ التي بيدا عندها المرشد النفسي‬
‫أية مقابلة إرشادية‪ ،‬تشخيصية‪ 1‬كانت أم عالجية ‪ ،‬حيث يتقرر خاللها ما يحتمل‬
‫طرحة للمناقشة حول حالة المسترشد‪ . 1‬وتبدى هذه المرحلة عادة بمبادرة المرشد‬
‫النفسي في المناقشة ‪ ،‬استكماال لم دار بينهما وبين المسترشد‪ 1‬في المقابالت‬
‫السابقة لذالك ‪ ،‬فان المرشد النفسي يتحمل المسؤولية كاملة في البدء بافتتاحها‬
‫بالممارسة‪ 1‬الجيدة التي تدعم العالقة بيناهما‪ ،‬والتي تحرك المقابلة بانسياب منطقي‬
‫للمر حلتين المتتاليتين‪ ،‬البناء واإلقفال وتحدد خصائص مرحلة االفتتاح بطريقتين‬
‫أساسيتين ويتبعهما المرشد النفسي هما‪ .‬طريقة بناء األلفة بينة وبين المسترشد‪1،‬‬
‫وطريقة الوعي الفكري الذي ينميه عند المسترشد‪ ،‬مما يمكن المرشد من ممارسة‬
‫مهنة اإلرشاد النفسي بصورة جيدة وفعالة‪.‬‬

‫تتميز‪ 1‬طريقة بناء األلفة بين المرشد والمسترشد بغرس الثقة في نفس‬
‫المسترشد‪ 1‬حول طبيعة إلرشاد والعالج النفسي بصورة عامة وحول إمكانيات‬
‫المرشد النفسي المهني بصفة خاصة مما ينتج عنهما عالقة إنسانية مهنية‪ 1‬تتسم‬
‫بالدفء والتعاطف ضمن إطار العام للمقابالت التشخيصية والعالجية التي ينتظم‬
‫فيها الطرفان ‪ .‬وبالرغم ان بناء األلفة قد بدا فيها المقابلة االبتدائية إال أنة يستلزم‬
‫تجديدها وكل مقابلة تالية لها ‪,‬حيث أنة كلما لتراكمت هذه األلفة وازدادت ‪ .‬وكلما‬
‫دعمت وقويت خالل المقابالت التشخيص والعالجية المتتالية‪ ،‬وكلما اقترب المرشد‬
‫النفسي من تحقيق أهداف استرانيجياتة اإلرشادية المعالجة وكلما اقترب المسترشد‪1‬‬
‫من عبور ازكاتة النفسية ألتر يعانى منها وبالتالي ما األلفة التي تغرس بذورها‬
‫المرشد النفسي في المقابلة االبتدائية ثم رواها ورعاها في المقابالت التالية لها‪،‬‬
‫كفيلة بان تزيل‪ 1‬حالة التوتر النفسي التي يكون عليها المسترشد عند البدء في‬
‫العملية اإلرشادية ن والتي قد تستمر‪ 1‬معه مقابالت األولية المتتالية‪.‬‬

‫وفد تتداخل طريقة بناء األلفة مع الطريقة الثانية ن والوعي الفكري بحيث‬
‫يصعب فصلهما عن بعضهما عند افتتاح المقابل اإلرشادية وال صيما إذ كانت األلفة‬
‫موجودة فعال بين المرشد والمسترشد ‪ ،‬مما يجعل الرشد ال يحتاج الى أية فترة‬
‫زمنية‪ 1‬كمستقلة لبنائها ‪ ،‬ولكنة عمل على تنميتها وتدعيمها خالل فترة تطبيق‬
‫الوعي الفكري وغرسه عند المسترشد ‪ .‬وعلى أية حال لئيمكن للطريقة الثانية‬
‫الوعي الفكري ‪ ،‬ان ترى النور األبعد ان يتأكد المرشد النفسي من نجاح تطبيق‬
‫الطريقة األولى ‪ ،‬بناء األلفة ‪ ،‬بصورة فعالة ومؤثرة‪. 1‬‬

‫وتتميز‪ 1‬طريقة الوعي الفكري بالتعبير اللفظي عن مضمونها فيما بتعلق بالتوضيح‬
‫والتفسير ‪،‬‬
‫وأحيانا بالشرح والتحليل للهدف الرئيسي‪ 1‬من المقابلة اإلرشادية‪ ،‬مما يتفرع عنة‬
‫من أهداف تبصير المسترشد بحالته التي يعاني منها وتركز انتباهه على الصعوبات‬
‫التي واجهته عند‬
‫تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها ‪،‬والتي تسبب غصة ازماتة النفسية وتختتم هذه‬
‫الطريقة ‪،‬بعد توضيح‪ 1‬األهداف من المقابلة اإلرشادية وتفسيرها وبعد تبصير‬
‫المسترشد‪ 1‬بحالته ‪ ،‬بتشجيعه على المساعدة في توضيح بعض األمور المتعلقة به‪،‬‬
‫واالسترسال في الحديث عما جاء بخصوصه‪ 1،‬واالنفتاح عما يكنه في نفسه ويكتبه‬
‫في الالشعور عنده‪.‬‬

‫ويتدرج المرشد النفسي من مرحلة االفتتاح الى مرحلة البناء بعد ان يطمئن‬
‫تماما الى إتمام طريقتي بناء األلفة والوعي الفكري بالكيفية المرجوة منها‪ ،‬وبعد‬
‫ان يكون المسترشد مستعدا للدخول في المرحلة البنائية بحماس وتقبل ‪ .‬وتبدى‬
‫مرحلة البناء عادة بمناقشة حالة المسترشد بالتفصيل من جميع جوانبها لمعرفة‬
‫الدوافع واألسباب التي أدت إليها حتى يمكن تشخيصها و عالجها على أسس‬
‫علمية سليمة‪ .‬وبالرغم ان الشكل العام لحالة المسترشد‪ 1‬يتحدد بصورة مبدئية في‬
‫المقابلة االبتدائية ‪،‬ويتضح مالكها ريدا رويدا في مرحلة االفتتاح لكل مقابلة ‪ ،‬إال‬
‫ان الهدف االساسى لمرحلة البناء هو تحديد هذه المالمح بصورة قاطعة مما يدعم‬
‫تشخيصها النهائي ويحدد عالجها على أساس مدروس ال يقبل الشك‪ .‬ويتوقف‬
‫نجاح هذه المرحلة على خبرة المرشدة النفسي وكفائتة في ممارسته المهنية‪،‬‬
‫ووفقا لفلسفته اإلرشادية‬
‫وما يتضمنها من نظريات ومدارس تحدد وتشكل منهجه االرشادى المعالج للحاالت‬
‫التى يتعامل معها ‪ .‬وعموما ال يخرج معظم المرشدين النفسين في مقابالتهم‬
‫اإلرشادية عن إتباع خطوط عريضة في ممارساتهم لبناء المقابلة التشخيصية‪1‬‬
‫والعالجية ‪ .‬وتمثل هذه الخطوط العريضة‪ 1‬اكتشاف النفس تواصل وتطابق النفس‬
‫ويحاول المرشد النفسي ان يساعد المسترشد‪ 1‬على ان يرتاد نفسه ويكتشفها في‬
‫بداية مرحلة البناء والية مقابلة إرشادية وذالك بتشجيعه‪ 1‬على مناقشة امورة كلها‬
‫بال خزف وال تردد وبال خجل وال مداراة حتى ينفتح‪ 1‬على نفسه فيعي ويدرك‬
‫االرتباطات القوية بين مفهومة ولذاته وبين االتجاهات المختلفة المؤثرة عليها مما‬
‫تعكسه من اثأر تشكيل سلوكه العام‪ .‬ولن يتحقق هذا إال بمساهمة المسترشد‬
‫االيجابية في تحمل المسؤولية نحو إحداث التغير في سلوكه وذالك خالل االتصال‬
‫(التواصل )الجيد بين المرشد والمسترشد مما يسهم في إمكانية أقناعة بقدراته على‬
‫إحداث التغير إذا رغب فيه‪.‬‬

‫ويحاول المرشد النفسي ان يساعد المسترشد‪ 1‬بعد ذالك على ان يتواصل‪ 1‬مع‬
‫نفسه فيتحدث عنها وكأنة ملكها وليس على اعتبار أنها تمكمثل‪ 1‬جزاء منفصال عن‬
‫كيانه وعن ذاته ولن يستطيع المسترشد ان يتواصل مع نفسه قبل ان يتواصل مع‬
‫المرشد النفس أوال واجمع المشتغلون في مجال علم النفس االرشادى والعيار بان‬
‫التواصل يتكون من شقين أساسين هما‬
‫التواصل اللفظي والتواصل الغير اللفظي ‪ .‬ويمكن ان يتحقق التواصل اللفظي بين‬
‫المرشد المسترشد‪ 1‬خالل التعبيرات اللغوية ألتر يتضمنها واألنصاب اإليضاح‬
‫واالنعكاس والمواجه والتفسير والتلخيص إما التواصل غير اللفظي فيمكن ان‬
‫يتحقق خالل االبتسامة‪ 1‬واالماءة بالرأس البصري وانحناء جسم المرشد في اتجاه‬
‫المسترشد‪ 1‬وقر المسافة بينهم‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى عدم المغاالة في االتصال الفظي وغير اللفظي وال صيما‬
‫إذا كان طرفا المقابلة اإلرشادية من جبس مختلفين أو من فئتين عمريتين‬
‫متباعدتين ‪ .‬ولو إننا نفضل ونؤكد على ان يكون الطرفان في نفس الجنس طبقا‬
‫للشرعية اإلسالمية الحنيفة‪ ،‬وكذالك يفضل ان يكون لتقاربين في السن حتى‬
‫يستطيع كل منهما ان يفهم األخر نظرا لعدم وجود فجوة االجياال بينهما‪ .‬وتصل‪1‬‬
‫هذه الفترة‪ 0‬فترة تواصل النفس) الى نهايتها عندما يتغير اتجاه المسترشد كلية‬
‫من سلبية مطلقة الى فهم وإ دراك كامل للنفس‪.‬‬

‫ويحاول المرشد النفسي ان يصل بالمسترشد بعد ذالك الى الفترة النهائية‬
‫من مرحلة البناء التى تسمى تطابق النفس ‪ .‬وتتميز‪ 1‬هذه الفترة بوعي المسترشد‬
‫وادراكة بمشاعره الداخلية وعالمة الخارجي ومحاولة تطبيقهما على بعضهما‪.‬‬
‫ويتضمن تطابق النفس معنى التحدي للنفسي‪ ،‬ويتقبل‪ 1‬المسترشد‪ 1‬كل جديد في‬
‫سلوكه برضاء تام دون تردد وال خوف ولن يتحقق هذا ما لم يكن المسترشد‪1‬‬
‫مستعدا للتغير وملتزما بسلوكه الجديد وبممارسته‪ 1‬ولن يستطيع‪ 1‬المرشد النفسي ان‬
‫يساعد المسترشد على تحقيق هذا التطابق ان لم يكن هو شخص متمتعا به أوال‬
‫‪.‬ويعنى ما يقوله‪ ،‬ال انفصال وال انفصام بين القول والعمل‪.‬وعرف روجرز تطابق‬
‫النفس بمعنى‪ 1‬تحريك المسترشد من اإلطار المرجعي الخارجي الذي يمثل سلوكه‬
‫الى االطارالداخلى الذي يمثل قيمة حتى يتطابق اإلطاران ثم وصف روجرز اإلطار‬
‫المرجى الخارجي بأنة يمثل النفس الواقعية للفرد واإلطار المرجعي الداخلي بأنة‬
‫يمثل النفس المثالية للفرد وحث المرشد النفسي الجيد والكفء في عملة على ان‬
‫يساعد المسترشد حتى تنطبق نفسةالواقعية على نفسه المثالية ليحقق تطابق‬
‫النفس فيصبح‪ 1‬الفرد بعد ذاك سليم ومعافى‪.‬‬

‫وتأتى لمرحلة اإلقفال عند نهاية المقابلة اإلرشادية وختامها وقد تقفل‬
‫المقابلة وتنتهي بناء على قرار شترك من المرشد والمسترشد‪ 1‬دون االلتزام‬
‫بالموروث على مراحلها التلقائية‪ ،‬مرحلة االفتتاح ومرحلة األبناء‪ ،‬أو قبل ان‬
‫تستوفى كل مرحلة منها حقها المهني‪ ،‬إذا وجدا ان ال ضرورة الستكمال المقابلة‬
‫وال ضرورة لالستمرار فيها‪ .‬ويكون هذا اإلقفال المفاجئ للظروف المحيطة بحالة‬
‫المسترشد‪ 1‬بصفة عاملة‪ ،‬أو نتيجة‪ 1‬أرغبة احد الطرفين‪ ،‬الرشد أو المسترشد‬
‫وإ صراره على ذالك لعوامل شخصية أو مهنية ‪ .‬وقدتنتهى‪ 1‬العالقة اإلرشادية بين‬
‫المرشد والمسترشد‪ 1‬عقب المقابلة االبتدائية‪ 1‬مباشرة أو بعد االنتظام غي عدد‬
‫المقابالت التشخيصية والعالجية ‪ .‬وعموما لكل مقابلة ظروفها الخاصة وبتوقف‬
‫المقابالت االرشادية التى تناولتها‪.‬‬

‫ويقع المرشد النفسي المبتدئ في حيرة عندما يدخل في مرحلة اإلقفال أو‬
‫يقترب منها‪ ،‬حيث قد يفلت منه الزمام وتغطى مرحلة البناء عليها ‪ ،‬وينتهي‪ 1‬الوقت‬
‫المخصص للمقابلة دون ان يكون مستعدا إلقفالها متنتها المقابلة دون ان تقفل وفقا‬
‫لألنماط الفنية المتعارف عليها في مرحلة اإلقفال‪ .‬لذالك على المرشد النفسي حديث‬
‫التخرج ان يكون على تام بالفترات الزمنية‪ 1‬المقترح تخصيصها لكل مرحلة من‬
‫المراحل بحيث ال تغطى فترة زمنية‪ 1‬لمرحلة الفترة الزمنية المخصصة للمرحلة‬
‫األخرى‪ .‬وهذا مع العلم أنة ليس هناك حدود فاصلة بين كل مرحلة وأخرى وإ نما‬
‫هذه الفواصل المصطنعة تكون في ذهن المرشد النفسي الجيد حتى يتمكن من‬
‫التحرك بالمسترشد‪ 1‬من مرحلة الى أخرى محققا أهداف كل منها بما يعود بالفائدة‬
‫على المسترشد من تنمية لشخصيته‪ 1‬وتعديل سلوكه‪.‬‬

‫ويجب على المرشد النفسي ان يبذل قصارى جهده ليرضى المسترشد‪1‬‬


‫ويغرس األمل في نفسه ويشعره بأنة فعال استفاد من المقابلة التى حضرها وأنة‬
‫حقق فائدة منها مهما كان نوعها أو حجمها حتى يجعله يخرج من عنده دون ان‬
‫يحمل في نفسه انى اثر سيء من المقابلة ‪،‬وال أية خبرة مؤلمة للعالقة‬
‫االرشاديةبينة‪ 1‬وبين المرشد النفسي ‪.‬وكما يعمل المرشد على مساعدة المسترشد‪1‬‬
‫وتشجيعه على المساهمة في وضع الخطط المستقبلية‪ 1‬للعملية اإلرشادية المعالجة‬
‫حتى يشعر بمسؤليتة‪ 1‬نحو نفسه ‪ ،‬ويشعر بدورة الفعال نحو االمتثال للشفاء ‪ .‬كما‬
‫يعمل المرشد النفسي على التمهيد لمرحلة اإلقفال بحيث يجعل المسترشد‪ 1‬مستعدا‬
‫لها مما يحتم علية عدم طرح أية معلومة جديدة يرغب في بحثها أو مناقشتها ‪ .‬كما‬
‫وعلى المرشد النفسي الجيد الكفء في عمله ان يلتزم باألنماط الثالثة المتعارف‬
‫عليها في مرحلة اإلقفال وهى‪ :‬نمط اإلقفال العادي المتميز‪ 1‬بالعبارات الودية‬
‫واألسلوب المجامل الذي ال يحمل انى معنى للتجريح‪ ، 1‬ونمط اإلقفال للعمل غير‬
‫المنتهى‪ 1‬المتميز‪ 1‬بتأجيل المناقشة حول معلومة في مرحلة البناء قبل الدخول الى‬
‫مرحلة اإلقفال بفترة قصيرة ‪ ،‬ولم تستكمل‪ 1‬المناقشة حولها ‪،‬ونمط اإلقفال التركيزي‬
‫المتميز‪ 1‬بالترقيد على معلومة هامة طرحت في المقابلة بهدف تعميق مفهومها‬
‫في ذهن كل من المرشد المسترشد قبل االنتهاء من المقابلة‪.‬‬

‫تمارين للمناقشة‬

‫أوال‪" :‬ال تختلف المقابلة التشخيصية عن المقابلة العالجية في خصائصها أو‬


‫مهاراتها أو فنياتها ولكنهما يختلفان في الهدف االساسى لكل منهما"‪.‬‬
‫‪ ‬ناقش هذه العبارة بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫ثانيا‪" :‬تتميز طريقة بناء األلفة بين المرشد والمسترشد‪ 1‬بغرس الثقة في العملية‬
‫االرشادية بصورة عامة وتكوين االتجاه الصحيح حول المرشد النفسي بصفة‬
‫خاصة"‪.‬‬
‫‪ ‬عرف األلفة كيف تستخدم طريقة بنائها في تدعيم العالقة االرشاديةبين‬
‫أللمرشد والمسترشد ‪.‬‬
‫ثالثا‪" :‬اذكر خمسة أمثلة على المماءسات الرديئة لبناء األلفة بين‬
‫المرشد والمسترشد‪ 1‬وخمسة أمثلة أخرى تدل على الممارسات الجيدة لبنائها مع‬
‫التعليق على كل من النوعين الممارسين"‪.‬‬
‫رابعا‪" :‬تعتبر طريقة الوعي الفكري إحدى طريقتين أساسيتين‪ ،‬تستخدمان في‬
‫تحديد خصائص مرحلة االفتتاح"‪.‬‬
‫‪ ‬اشرح طريقة الوعي الفكري‪ ،‬موضحا خطواتها الثالث التي تتضمنها‪ ،‬مع‬
‫ذكر مثال واحد فقط يدل على الممارسة الرديئة في تطبيقها‪ ،‬ومثال أخر يدل‬
‫على الممارسة الجيدة في تطبيقها في كل خطوة من خطواتها الثالث‪.‬‬
‫خامسا‪" :‬تتكون مرحلة البناء في أيه مقابلة إرشادية من خطوط عريضة تكاد‬
‫تكون واحده في إطار الممارسة العامة لمهنة اإلرشاد النفسي"‪.‬‬
‫‪ ‬اكتب مذكرات مختصرة عن كل من هذه الخطوط العريضة‪ 1،‬موضحا أهم ما‬
‫تتميز‪ 1‬به كل منها‪.‬‬
‫سادسا‪" :‬تقع على المرشد النفسي مسئولية كبيرة في مساعده المسترشد على‬
‫أن يرتاد نفسه ويكتشفها"‪.‬‬
‫‪ ‬وضح هذه العبارة في ضوء النقاط المحددة التي يستنير به المرشد النفسي‬
‫في تحمله لهذه المسئولية‪ 1،‬مع ذكر ثالثة أمثلة تدل على ثالث من هذه‬
‫النقاط‪.‬‬
‫سابعا‪" :‬ال يخرج مفهوم التواصل في محتواه عن كونه يتضمن شقين أساسيين‪،‬‬
‫ال ثالث لهما"‪.‬‬
‫‪ ‬بين هذين الشقين لمفهوم التواصل‪ ،‬مركزا على الفروق األساسية بينهما مع‬
‫ضرب أمثلة توضيحية‪ 1‬لكل منهما‬
‫ثامنا‪" :‬ينصح المؤلف بعدم المغاالة في التواصل اللفظي والتواصل الغير لفظي‬
‫إذا كان طرفا المقابلة المرشد والمسترشد‪ 1،‬من جنسيين مختلفين أو من فئتين‬
‫عمريتين متباعدتين"‪.‬‬
‫‪ ‬استعرض وجهه نظرك حول هذه النصيحة مدعما رائك بأسس منطقية‪.‬‬
‫تاسعا‪" :‬أذكر سبع مؤشرات يمكن أن تحطم التواصل بين المرشد والمسترشد‪1‬‬
‫وسبعه مؤشرات أخرى يمكن في بنائه"‪.‬‬
‫عاشرا‪" :‬استخدما كارل روجرز مصطلحي اإلطار المرجعي الخارجي واإلطار‬
‫المرجعي الداخلي كما استخدما مصطلحي النفس المثالية والنفس الواقعية ليدل‬
‫على تطابق النفس"‪.‬‬
‫‪ ‬تناول كل من هذه المصطلحات بالتفسير‪ ،‬مبينا عالقتها بمفهوم تطابق‬
‫النفس‪.‬‬
‫حادي عشر‪" :‬قدم نموذجين‪ ،‬يمثل أحدهما الممارسة الرديئة ويمثل‪ 1‬األخر‬
‫الممارسة الجيدة لتحقيق تطابق النفس‪ .‬مع التعليق على كل نموذج قدمته""‪.‬‬
‫ثاني عشر‪" :‬استعرض وجهتي نظر كل من المرشد والمسترشد‪ 1‬حول األسباب‬
‫والدوافع التي تؤدي إلى إقفال المقابلة‪ ،‬أو إنهاء المقابلة اإلرشادية بشكل‬
‫مفاجئ وبصورة استثنائية"‪.‬‬
‫ثالث عشر‪" :‬اشرح الصعوبات التي توجهه المرشد النفسي المبتدئ‪ ،‬أو حديث‬
‫التخرج عندما ينتقل إلى مرحلة اإلقفال‪ ،‬مع ذكر أمثلة توضيحية تؤكد شرحك‪،‬‬
‫ومبيننا كيفيه التغلب على هذه الصعوبات"‪.‬‬
‫رابع عشر‪" :‬ما االعتبارات الهامة التي يجب أن يراعيه المرشد النفسي عند‬
‫إقفال المقابلة اإلرشادية؟"‪.‬‬
‫‪ ‬اذكر مثاال واحدا لكل من اإلقفال الردئ واإلقفال جيد مع التدعيم بالتعليق‬
‫على كل منهما‪.‬‬
‫خامس عشر‪" :‬يمكن إنهاء المقابلة اإلرشادية بثالث أنماط لإلقفال‪ ،‬متعارف‬
‫عليه في مجال اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬‬
‫‪ ‬تكلم عن الفروق المميزة لكل من هذه األنماط الثالثة بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫سادس عشر‪" :‬استعرض ثالثة نماذج توضحيه لكل نمط من أنماط اإلقفال‬
‫الثالثة‪ ،‬مع التفسير المختصر لكل من هذه النماذج‪.‬‬
‫سابع عشر‪" :‬حذر المؤلف من استخدام نهايات وهمية‪ ،‬وأنماط مصطنعة إلقفال‬
‫المقابلة اإلرشادية"‪.‬‬
‫‪ ‬بين الحكمة من هذا التحذير‪.‬‬
‫‪ ‬بين المقصود بالنهايات الوهمية واإلقفال المصطنع للمقابلة اإلرشادية‪ ،‬مع‬
‫ضرب األمثلة الدالة على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬بين وجهه نظرك حول الكيفية التي يجب أن تتميز به نهاية المقابلة‬
‫اإلرشادية‪ ،‬والكيفية التي يجب أن يتم به إقفالها‬
‫الموضوع‪ :‬مهارات المقابلة في اإلرشاد النفسي‬
‫التاريخ‪:‬‬ ‫المدرب‪ :‬اشرف أبو عنزة‬
‫عدد الساعات‪ 10 :‬ساعات‬ ‫عدد اللقاءات‪2 :‬‬
‫األدوات‬ ‫األسلوب‬ ‫الوقت‬ ‫النشاط‬
‫فنيات الفعل‬
‫أقالم‬ ‫نقاش ‪ +‬لعب‬
‫(‪( )1‬األسئلة)‬
‫فنيات الفعل‬
‫لوح قالب‬ ‫أدوار‬
‫(‪ )2‬المواجهة‪1‬‬
‫أوراق‬ ‫أدوار‬ ‫فنيات رد الفعل‬
‫أقالم‬ ‫أدوار‬ ‫فنيات المسؤولية‬
‫القواعد األساسية في مهارات‬
‫لوح قالب‬ ‫أدوار‬
‫اإلرشاد‬

‫تعتبر فنيات الفعل (‪ )action techniques‬العصب المحرك للمقابلة في اإلرشاد‬


‫والعالج النفسي حيث أنها تمثل الجانب النشط فيها الذي يشجع طرفيها المرشد‬
‫والمسترشد‪ B‬على الكالم ‪ ,‬وتبادل الحديث‪ ,‬والمشاركة في المناقشة‪.‬‬
‫وتسهم فنيات الفعل في تعميق العالقة المهنية بين المرشد والمسترشد ألنها توفر‬
‫الوسائل الفعالة التي يمكن أن يختبر بها المرشد النفسي كفاءاته المهنية ومدى‬
‫تطورها ‪ ,‬انفعال المسترشد ومدى استجابته لها ‪ ,‬تأثيرها على حالته ومدى‬
‫تقدمها ‪ ,‬وتأثيرها على شخصيته ومدى تنميتها ‪ .‬وسوف نتناول‪ B‬عدد من هذه‬
‫الفنيات على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر في هذا الفصل والفصل القادم‬
‫إن شاء هللا ‪.‬‬

‫فنية التساؤل‬
‫‪QUESTIONING TECHNIQUE‬‬
‫يعتبر التساؤل االداه األساسية التي ال يستطيع المرشد النفسي أن يستغني عنها‬
‫نهائيا ‪ ,‬على اعتبار أنها الوسيلة الفعالة والمؤثرة في افتتاح المقابلة وبنائها‬
‫وإقفالها ‪ ,‬في تشخيص الحالة وعالجها وتقويمها ‪ ,‬وفي مساعدة المسترشد‪ B‬على‬
‫فهم نفسه وعبور أزماتها ‪ ,‬والتي بدونها يشعر المرشد النفسي أنة بال أجنحة يحلق‬
‫بها في جو المقابلة اإلرشادية ‪ ,‬وبال زورق يطفو به على سطحها ‪ ,‬وال غنى عن‬
‫التساؤل في أي مقابله مهما كانت ‪ ,‬وفي أي مجال تكون ‪ .‬فطالما أن هناك مقابلة‬
‫بين شخصين ‪ ,‬فال بد أ‪ ،‬يكون هناك حديث بينهما ‪ ,‬ولن يخلو هذا الحديث من سؤال‬
‫موجة ألحدهما ‪ ,‬واستجابة صادرة له عن األخر‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ,‬فان فنية التساؤل (‪ )questioning technique‬تعتبر الجرعة‬
‫المنشطة للمقابلة في اإلرشاد والعالج النفسي لما تحدثه من فعل وحركة ‪.‬‬
‫ونعتبر فنية التساؤل الوسيلة األساسية الرتياد المجهول واكتشاف الغامض فيها‬
‫يتعلق بحالة المسترشد من جميع جوانبها ‪ .‬وتفيد فنية التساؤل في الحصول على‬
‫كافة المعلومات الالزمة عن حالة المسترشد ‪ ,‬في تشجيعه على التعبير عن نفسه‬
‫بحرية وطالقة ‪ ,‬في مساعدته على اختيار مشاعره وأفكاره ‪ ,‬في األخذ بيديه ال بداء‬
‫راية وتقديم مقترحاته ‪ ,‬كما أنها تفيد المرشد النفسي في تحديد أسس تشخيصه‬
‫وعالجه ‪ ,‬في وضع استراتيجياته‪ , B‬وفي تحقيق أهدافه ‪.‬‬
‫ويعتبر التساؤل الجيد نموذجا حسنا لتنمية‪ B‬التواصل بين المرشد النفسي‬
‫الفصل الثاني عشر‬

‫فنيات المواجهة‬
‫تعتبر فنية المواجهة وسيلة فعالة يستخدمها المرشد النفسي عندما يريد ان‬
‫يضع المسترشد امام ما يخفيه من افكار او افعال محاوال تجنبها وتحاشيها دون‬
‫ان يجرح موقفه فيتعذر عليه الهروب منها وتسهم فنية المواجهة في مساعدة‬
‫الكسترشد على تحمل مسؤولياته‪ B‬نحو تخطي صعوبات تكيفهوعبور ازماته‬
‫بواسطة كشف التناقضات التي تكمن في سلوكياتهوالعمل على ازالتها ويفضل‬
‫استخدم هذه التقنية في المرحلة الوسيطية‪ B‬من مراحل المقابلة االرشادية والتي‬
‫سبق االشارة اليه في فصل سابق تحت مسمى مرحلة البناء عندما تدعم الثقة‬
‫ويتبلور‪ B‬التقبل بين طرفي المقابلة ‪ ,‬المرشد والمسترشد حيث يشعر االخير‬
‫بأهمية استخدامها من حيث تنشيطه‪ B‬وتحريكه الداء فعل اايجابي يسهم في‬
‫تحقيق األهداف العامة والخاصة للمقابلة واالرشاد وبشرط اال تسبب في جرح‬
‫مشاعره مما يجعله يعتقد بانها موجهة للنيل من شخصيته ‪.‬‬

‫تعاريف المواجهة ‪-:‬‬


‫يمكن تعريف المواجهة بأنها فنية تستخدم في كشف التناقضات بين ما‬
‫يقوله الفرد وما يفعله مما يجعله أكثر قدرة على رؤية‪ B‬نفسه وسلوكه مثلما‬
‫يراها اآلخرين ال كما يراها هو وذلك بكسر الحواجز التي تفصل بين ما يقوله‬
‫وما يفعله وبتحطيم الحيل الدفاعية التي تباعد بينهما ومنم تم يرى الفرد نفسه‬
‫كما هي على حقيقتها دون زيف وبال إنكار ويدرك سلوكه كما هو في واقعه بما‬
‫يتفق مع وجهة نظر اآلخرين حوله دون مجاملة أو زيف وقد أشار إليها في هذا‬
‫المعنى كاركوف بقوله ‪ :‬اخبر عنها كما هي ‪.‬‬
‫وعرف كاركوف وبرنسون المواجهة بأنها قد تتدرج من التحدي الخفيف إلي‬
‫االصطدام المباشر بين المرشد والمسترشد وأضاف ان المواجهة تخلق نوعا‬
‫من التحدي للمسترشد من اجل حشد إمكاناته الشخصية‪ B‬التخاذ خطوة ايجابية‬
‫في القيام بفعل بناء نحو االعتراف العميق بذاته ‪ .‬وعندما يصل األمر إلى حد‬
‫االصطدام فأن ذلك يعتبر‪ B‬دليال على نمو شخصية المسترشد‪ B‬وتطورها ‪ .‬ومن ثم‬
‫فان المواجهة تعتبر العربة التي تنقل الوعي باالستبصارات الداخلية الى فعل‬
‫واقعي ‪.‬‬
‫عرف اوكن ان المواجهة بانها تتضمن تغذية رجعية فورية وافية من المرشد‬
‫النفسي حول ما يظنه ويفكر فيه بخصوص سلوكيات المسترشد المقاومة التي‬
‫تبدو في المتناقضات الواضحة بين اقوله وافعاله والتي تتسرب‪ B‬عفويا مما‬
‫يحاول تجنبه واخفاءه وصف ايجان المواجهة بأنها دعوة صريحة من المرشد‬
‫النفسي للمسترشد‪ B‬حتى يفحص ويختبر‪ B‬سلوكه وعواقبه بعناية اكثر واضاف ان‬
‫المرشد النفسي يمكن ان يكون نموذجا جيدا في تجسيد اهمية المواجهة‬
‫وضروريتها اذا طبقها على نفسه اوال في رؤية المسترشد وعلى مسمع منه ‪.‬‬
‫وعرف بيتروفسا واخرون المواجهة بانها ارتباط نشط بين التعاطف والتفسير‬
‫والفورية مما يساعد المسترشدين‪ B‬على بلورة وتجسيد التناقضات التي تبدو في‬
‫تعبيراتهم وسلوكياتهم حتي يتمكنوا‪ B‬من تحقيق التوافق السليم في حياتتهم بناء‬
‫على تخفيف حدة الصراعات واالضطرابات التي تنتباهم وبناء على ازالة التوتر‬
‫والقلق التي يعانون منها ‪.‬‬

‫تصنيفات المواجهة ‪-:‬‬


‫صنف كرومبولتز‪ B‬وثورنس المواجهة من حيث حدوثها الى تصنفين‬

‫أساسين هما ‪:‬‬


‫‪ -1‬تحدث المواجهة عندما ال يعي المسترشد بان سلوكه غير مالئم وعندما يعتقد‬
‫بان مشكالته قد حدثت نتيجة لعوامل خارجة عن إرادته‬
‫‪ -2‬تحدث المواجهة عندما ال يسمح‪ B‬المسترشد‪ B‬لنفسه باإلدراك الحقيقي لعواقب‬
‫سلوكه ‪ .‬ولعل األمثلة التوضيحية التالية تدل على هذين التصنيفيي‪B‬ن ‪:‬‬
‫التصنيف‪ B‬األول ‪:‬‬

‫‪ -‬المرشد ‪ :‬تقول انك سرقت هذا المبلغ ألنك محتاج إليه بينما تتهم األغنياء‬
‫بالسرقة وتلومهم على ما وصلوا اليه من مستوى‪ B‬مادي كبير ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬تلوم الفتاة التي أغصبتها ألنها كانت السبب في إغرائك على‬
‫اغتصابها وال تلوم نفسك على مقاومة أغرائها ‪ ,‬وكتن العصفور يكون على‬
‫خطأ يحلق في الهواء فوق الصياد ‪ ,‬بينما يكون الصياد على صواب عندما‬
‫يوقع به ويصطاده ‪.‬‬
‫التصنيف‪ B‬الثاني ‪:‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬ترى انه ال لوم عليك عندما زنيت بتلك المرأة ألنك رجل بينما ال‬
‫يفرق اإلسالم بين الزاني والزانية في إقامة الحد على كل منهما ‪.‬‬
‫وصنف كاركوف المواجهة الى ثالث تصنيفات عريضة هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مواجهة التناقضات بين تعبيرات المرشد النفسي فيما يرغب‬
‫ان يكون وفيما يمارسه من خبرات بمعنى مواجهة المناقضات‬
‫بين نفس المرشد المثالية ونفسو الواقعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬مواجهة التناقضات بين تعبيرات المسترشد فينا يدركه عن‬
‫نفسه وفيما يالحظ ع سلوكه ‪ ,‬بمعى مواجهة التناقضات بين‬
‫استصار المسترشد الداخلي وفعله الواقعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬مواجهة التناقضات بين ما يراه المرشد النفسي عن‬
‫مسترشده وما يراه المسترشد عن نفسه بمعنى مواجهة‬
‫التناقضات بين الحقية التي يعيها المرشد عن المسترشد وبين‬
‫الوهم الذي يعيش فيه االخير وفيما يلي ثالثة امثلة نسردها‬
‫لتوضيح تقسيمات كارنوف بالترتيب على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬انني اسعى جاهدا لكسب ثقة هذا المسترشد بينما تتباعد المسافة‬
‫بيني وبينه في كل مقابلة ‪.‬‬
‫‪ -‬المسترشد‪ : B‬اشعر انني صادق في مشاعري نحو زوجتي لما اكنه لها من‬
‫حب واحترام بينما اسئي معاملتها كل يوم ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬تقول انك لست في حتجة الى مساعدة من احد على حل مشكالتك‬
‫بينما ال تتردد في ان تخبر أي فرد تقابله عما تعاني منه‪ B‬وكأنك تستجير‪ B‬به‬
‫لينقذك منها ‪.‬‬
‫صنف اوكن المواجهة الى تصنيفين اساسين حيث يركز احداهما على الشعور‬
‫الحقيقي تادفين في نفس المسترشد بينما يركز التصنيف‪ B‬الثاني على اظهار‬
‫التناقضات في اقوله وافعاله ‪ .‬ولعل االمثلة التوضحية‪ B‬التي نسردها على النحو‬
‫التالي تدل على ما قصدته اوكن ‪.‬‬

‫التصنيف االول ‪:‬‬

‫المرشد ‪ :‬أرى انك تحاول التهرب من االجابة على سؤالي هذا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرشد ‪ :‬اظن انك تحاول ان تخفي امرا ما ال تريد ان تخبرني‪ B‬عنه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرشد ‪ :‬اشعر انك ال تريد ان تتطرق بالحديث عن زوجة ابيك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تامرشد ‪ :‬كالمك يدل على عدم اقتناعك بالمقابالت االرشادية هذه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرشد ‪ :‬يبدو لي انك تستعذب لوم نفسك وتتأنيبها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التصنيف الثاني ‪:‬‬


‫المرشد ‪:‬أري الحزن في عنيك بالرغم من وجود ابتسامة على شفاتيك ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تقول انك تحب زوجتك كثيرا بينما تعاملها بقسوة وغلظة ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تمتدح زوجتك االنها احن على ابنتك منك ‪ ,‬بينما تحاول تنتزعها منها‬
‫بامر من المحكمة ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬ذكرت لي انك ضاعفت جهدك في الدراسة بينما تدل تقاريريك‬
‫المدورسية‪ B‬على رسوبك هذا العام ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تغيبت كثيرا على العمل بسبب‪ B‬حالتك الصحية ‪ ,‬بينما تدل التقارير‬
‫الطبية على سالمتك وخلوك من االمراض ‪ .‬وصنف ميتشل وبرنسون (‪)1978‬‬
‫المواجهة الى خمسة تصنيفات هي ‪ )1( :‬مواجهة الخبرة حيث تتضمن استجابة‬
‫المرشد النفسي الى تناقض بين ما يقوله المسترشد‪ B‬عن نفسه وما يراه هو عنه‬
‫نتيجة لخبراته في اللوك االنساني ‪ )2( ,‬المواجهة التعليمية حيث تتضمن‪B‬‬
‫استجابة المرشد النفسي الى نقص في معلومات المسترشد حول موضوع‬
‫المناقشة او عدم فهمه له ‪ )3( ,‬مواجهة القوة وتتضمن التركيز على قدرات‬
‫المسترشد‪ B‬البنائية ‪ )4( ,‬مواجهة الضعف حيث تحدث عندما يركز المرشد‬
‫النفسي على نقاط الضعف في شخصية المسترشد وفي سلوكه ‪ ) 5( ,‬مواجهة‬
‫التشجيع وتتضمن تشحيع المسترشد على التصرف في شئؤن حياته بستقاللية‬
‫وباسلوب بنائي وايجابي ولعل االمثلة التي نوردها بالترتيب‪ B‬على النحو التالي‬
‫نوضح هذه التصنيفات ‪:‬‬

‫التصنيف االول ‪:‬‬

‫المرشد ‪ :‬ترى ان التدخين غير مبصحتك ‪ ,‬بينما ال تستطيع ان تفوز في‬ ‫‪-‬‬
‫سباق العدو هذا العام كما اعتدت في كل عام ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تقول انك اقلعت على التدخين ‪ ,‬بينما وجد مدير المدرسة علبة‬ ‫‪-‬‬
‫سجائر في يدك اثناء الفسحة االولى اليوم ‪ .‬كيف تفسر ذلك ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬ما زالت تخبرني‪ B‬عن معانانتك من الشعور بالوحدة بينما تذكر االن‬ ‫‪-‬‬
‫انك كنت برفقة جماعة من االصدقاء ليلة امس ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬يبدو الحزن في عينك وفي نبرات صوتك بالرغم من قولك انك‬ ‫‪-‬‬
‫ارتحت من المشكالت التي كانت بينك وبين زوجتك بعد انفصالك عنها في‬
‫االسبوع الماضي ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬ارى ابتسامة على وجهك بالرغم من قولك االن انك حزنت كثيرا‬ ‫‪-‬‬
‫عندما تركت ابنك زوجتك المنزل لتعيش في السكن الجامعي ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تريد ان تنقل االن الى عمل جديد بينما تنظر ترقية وعالوة‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماعية في عملك الحالي ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تظن ان ادمانك على المخدرات يزيد من قدرتك وطاقتك الجنسية‪B‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفي نفس الوقت تستكي من زوجتك النها تتهرب منك كلما طلبتها للجماع‬
‫الشرعي ‪.‬‬
‫التصنيف الثاني ‪:‬‬

‫المرشد ‪ :‬ارى انك تحتاج الى تفسير اكثر حول هذا االمر مرة اخرى النه يبدو‬
‫لي انك لم تفهمه‪ B‬جيدا في المرة السابقة ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬تريد ان تلتحق في كلية الهندسة بعد حصولك على الثانوية العامة في‬
‫هذا العام بيمنا لم تعد نفسك لهذا االلتحاق من حيث جمع المعلومات الالزمة‬
‫حوله اظن انه من االفضل ان تسعى لتوفير هذه المعلومات منذاالن ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬ارى انه تنقصك الخبرة الالزمة لاللتحاق بهذا العمل ‪ .‬لذلك من‬
‫االفضل ان تعد نفسك بالتمرين‪ B‬والتدريب على ممارسته قبل االلتحاق به ‪ .‬دعنا‬
‫نرى كيف يتم ذلك ؟‬
‫‪ -‬المرشد أظن انك في حاجة الى مزيد من المعلمومات حول العالقة الجنسية‬
‫الشرعية بين الزوجين وال سيما انك مقبل االن على عقد النكاح في الشهر‬
‫القادم ان شاء هللا ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اعتقد انه من االفضل ان نتناقش حول كيفية التعامل مع ابنك الذي‬
‫في سن المراهقة بدال من الشكوى المستمرة والدائمة من سلوكياته ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬ما رايك في ان نرى حكم االسالم في تعليم الفتاة قبل ان تحكم على‬
‫ابنتك بالجلوس في المنزل وحرمانها منالتعليم ؟‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬افضل اال نسبق االحداث ‪ .‬لذا ارى انه يجب عليك ان تعرض نفسك‬
‫على طبيب امراض الباطنية لتحديد ما اذا كانت علتك عضوية ام نفسية ‪.‬‬

‫التصنيف الثالث ‪:‬‬


‫المرشد ‪ :‬ارى انك غير متأكد من فورك في هذا السباق بينما قدراتك‬ ‫‪-‬‬
‫الرياضية تدل على امكانية فوزك ان شاء هللا الم تحصل على الميدالية‬
‫الذهبية لمثل السباق في العام الماضي ؟‬
‫المرشد ‪ :‬ارى انك تشك في نجاحك بتفوق في الثانوية‪ B‬العامة لهذا العام‬ ‫‪-‬‬
‫بالرغم من تفوقك المستمر‪ B‬والدائم عبر سنوات الدراسة السابقة ‪.‬‬
‫المر شد ‪ :‬يبدو انك تخشى عدم االنجاب بالرغم من تاكيد الفحص الطبي‬ ‫‪-‬‬
‫بعدم وجود موانع لذلك باذن هللا ‪.‬‬
‫المرشد اظن انك تخشى العودة الى االدمان على الخمور مرة اخرى بالرغم‬ ‫‪-‬‬
‫من اقالعك عنها منذ ستة شهور ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬اعتقد انه ليس هناك أي سبب يجعلك ترفض العمل وال سيما انه‬ ‫‪-‬‬
‫يتميز‪ B‬بايجابيات تتالئم مع قدراتك التي دلت عليها نتائج اختباراتك النفسية ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬اشعر انه ال يوجد أي مبرر‪ B‬يجعلك تتردد في خطبة زميلتك بالعمل‬ ‫‪-‬‬
‫وخصوصا انك تتمتع‪ B‬بامكانيات تؤهلك لهذا الزواج بناء على ما استخلصناه‬
‫من المقابالت االرشادية السابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬لقد تصديت لالزمة التي مررت نها في العام الماضي وعبرتها‬
‫بسالم والحمد هلل اظن انك قادر على مواجهة هذه الالزمة النفسية التي‬
‫تعاني منها االن وسوف تتختطها بسالم ان شاء هللا ‪.‬‬

‫التصنيف الرابع ‪:‬‬


‫المرشد ‪ :‬ارى انك متشائم اكثر من الالزم وانك ترى الدنيا بمنظار اسود مما‬ ‫‪-‬‬
‫يجعلك ال تثق في أي فرد كان حتى لو كان اقرب الناس اليك ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬اظن انك تسعى لترك عملك بالشركة النك غير قادر على مواجهة‬ ‫‪-‬‬
‫زميلتك بها التي رفضتك عندما طلبت يداها للزواج ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬ارى انك عدت مرة اخرى الى االدمان على المخدرات بالرغم مما‬ ‫‪-‬‬
‫تسبب فيه من وضعك في السجن لعدد من السنيين وعالوة على ذلك ما‬
‫اصابك من تدهور في حالتك الصحية بشكل عام ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬يبدو انك غير قادر على الكف عن لعب القمار بالرغم من االزمات‬ ‫‪-‬‬
‫المادية الحادة التي تعاني منها اسرتك بسببه‪. B‬‬
‫المرشد ‪ :‬ارى ان مفاهميك غير صحيحة حول واجبات زوجتك نحوك فهي‬ ‫‪-‬‬
‫ليست جارية وال امة انما هي لباس لك كما انت لباس لها ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬اعتقد ان الشكوك التي تساورك خول اخالص زوجتك لك ليست‬ ‫‪-‬‬
‫لها اساس من الصحة النه ال يوجد أي دليل يؤكدها ‪.‬‬
‫الرشد ‪ :‬ارى انك دائما تلقي باللوم على والديك النهما لم يهتما بتعليمك في‬ ‫‪-‬‬
‫الصغر ‪ ,‬بينما ال ارى أي مانع يعوقك عن البدء فيه االن ‪.‬‬

‫التصنيف الخامس ‪:‬‬


‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اظن انه اذا بحثت عن عمل اضافي بعض الوقت يمكنك ان تساعد‬
‫اسرتك على مواجهة متطلبات المعيشة المرتفعة التي تشكو منها ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬ارى انه العيب في عرض نفسك على طبيب لفحص قدرتك على‬
‫االنجاب وال خجل في ذلك طالما انه ال يوجد أي مانع لالنجاب عند زوجتك ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اذا عزمت فتوكل على هللا ‪ .‬بما انك مقتنع بخطيبتك وهي مقتنعة‬
‫بك ‪ ,‬وبما ان اسرتيكما متفقتان على كل شئ ‪ ,‬فليس هناك أي مبرر للتاخير في عقد‬
‫القران ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬من االفضل ان تطرق كل باب تجده مناسبا لمؤهالتك وقدراتك‬
‫وامكاناتك ‪ ,‬فال تكتفي بالتقدم الى جهة واحدة فقط ‪ .‬وسوف يختار هللا سبحانه‬
‫وتعالى االفضل لك ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬يجب ان يكون عندك ارادة قوية للكف عن ممارسة العادة السرية ‪.‬‬
‫ان خطورة االدمان عليها تكمن في تفضيلها واستعذابها على الممارسة الجنسية‪B‬‬
‫الشرعية مع الزوجة ‪ .‬واظ انك ال تريد ان تضحي بمتعة‪ B‬حقيقية دائمة وتستبدلها‬
‫بلذة وهمية‪ B‬زائلة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اذا كنت تحب االنتظام في السلك العسكري لخمة وطنك ‪ .‬من االفضل‬
‫ان تلتحق به على مستوى علمي عال بان تكون مثال مهندسا بالجيش ‪ ,‬او ممثال‬
‫للعدالة في الشركة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اا ال لحبذ ان تترك وطنك ااعمل بالخارج من اجل المادة اذا بذات‬
‫جهدا اكثر في عملك الحالي هنا ‪ ,‬واذا نظمت وقتك واستثمرته‪ B‬لزيادة دخلك بالطرق‬
‫المشروعة ‪ ,‬فانه يمكنك ان تحقق ما تصبو اليه دون التخلي عن خدمة وطنك ‪.‬‬

‫اهمية المواجهة‬
‫يستدل على المعنى الولى لمفهوم المواجهة على مدى اهميتها في كونها وسيلة‬
‫فنية فعالة ومؤثرة يستخدمها المرشد النفسي من اجل مساعدة المسترشد على‬
‫كسر أي جدار قد يحول دون وصوله الى اعماق نفسه الستبصار ما بداخلها‬
‫وترجمته‪ B‬الى واقع عملي ينعكس على سلوكه بما يجعله مطابقا الفكاره ومشاعره‬
‫واقواله فيكون واضخا في رؤيته‪ B‬مثلما يكون واضحا في رؤية االخرين ‪ .‬عندما‬
‫يتواجه المسترشد مع نفسه في محاولة لكسر ذلك الجدار الذي يحجب الحقيقة‬
‫ويطمس معالمها ‪ ,‬واذي يزيف الواقع ويمزجه بالوهم فانه يكون قد وصل الى‬
‫وعي كامل بما يمكن ان يدركه من مختلف الطرق التي تمكنه‪ B‬من ترجمة مرئياته‪B‬‬
‫الداخلية الى سلوكيات واقعية وفقا لنظام القيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه‪,‬‬
‫فيرى نفسه كما يراها االخرون ‪ ,‬ليس منعزال عنهم في برج عاجي ‪ ,‬وال مداسا‬
‫باقدامهم في قاع وحلي ‪.‬‬

‫وتسهم فنية المواجهة بدرجة كبيرة في تحقيق الهدف الرئيسي‪ B‬للفترة النهائية من‬
‫فترات مرحلة البناء الثالثة للمقابالت االرشادية ‪ ,‬والتشخيصية‪ B‬والعالجية ‪ ,‬والتي‬
‫تسمى بتطابق النفس كما سبق االشارة اليها في الفصل العاشر من هذا المؤلف ‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ,‬تعتبر المواجهة فنية بنائية لما تحققه من امن فوري للمسترشد وبناء‬
‫طلب لجوانب شخصيته عندما يدرك مدى االلم الذي الذي سببه‪ B‬لنفسه بسبب رؤيته‬
‫غير الواقعية لها وانعكاس هذه الرؤية على سلوكياته المنعزلة عنها وعندما يدرك‬
‫مدى اتساع الهوة السحيقة بين ما يكون عليه الناس من وضع عام متصل بالواقع‬
‫وبين ما يكون هو عليه من وضع خاص يتصف بانكاره ومن تم يعيد المسترشد‬
‫حسلبابته مع نفسه‪ B‬ليصحح رؤيته‪ B‬لها محاوال مطابقة سلوكياته مع مرئياته‪B‬‬
‫الداخلية ومحاوال تضييق الفخوة بينه‪ B‬وبين االخرين مما يكسبه ثقته في نفسه‪B‬‬
‫واحترامه‪ B‬لها ويكسبه ثقة الناس واحترامهم له ‪.‬‬
‫وتخلق فنية المواجهة اسلوبا للتحدي بين المرشد والمسترشد من جهة وبين‬
‫المسترشد من جهة اخرى ‪ .‬فعندما يصر المرشد النفسي على مواجهة المسترشد‬
‫بالمتنتاقضات التي تبدو بين اقوله وافعاله فأنه بذلك يتحداه حتى يرده من عالم‬
‫الخيال الى عالم الواقع حتى يخرجه من الوهم الى الحقيقة حتى ينقله من اطاره‬
‫المرجعي الخارجي الى اطاره المرجعي الداخلي وحتى تتطابق نفسه الواقعية مع‬
‫نفسه المثالية فيصبح شخصا سويا وعندما يتقبل‪ B‬المسترشد‪ B‬ممارسة سلوكه الجيد‬
‫بعد ان يعي ويدري استبصاره الداخلي لنفسه مانه بذلك يتحدى نفسه حتى يحافظ‬
‫على كل جديد في سلوكه وحتى يدوام عليه ويستمر‪ B‬ملقيا خلف ظره كل قديم فيه‬
‫دون النظر اليه وبال عودة فيصبح بذلك شخصا سويا ‪.‬‬

‫مستويات المواجهة‬
‫يجب اال تستخدم فنية المواجهة اال في مرحاة البناء للمقابالت االرشادية تشخصية‬
‫كانت ام عالحية على ان تكون في الفترة النهائية منها حتى تكون االلفة بين‬
‫المرشد والمسترشد‪ B‬قد بنيت وحتى يكون التواصل بينهما قد دعم مما يجعل العالقة‬
‫االنسانية‪ B‬المهنية‪ B‬بين االثنين على مستوى‪ B‬وثيق يسمح بتقبل‪ B‬كل منهما لالخر دون‬
‫حسابات تتسبب‪ B‬في تحويل المسترشد الى فرد مهاجم ‪ ,‬فرد مدافع ‪ ,‬فرد مقوم ‪ ,‬فرد‬
‫منسحب على احسن تقدير ‪ .‬ومن تم فان المرشد النفسي الجبد والكف في عمله‬
‫يتدرج بالمواجهة تدرجا بالمواجهة تدرجا منطقيا على مستويات تصاعدية‬
‫ارتقلئية بحيث ال يشعر بها المسترشد‪ B‬وحتى ال يكون المواجهة مفأجاة له فتفقد‬
‫الغرض من استخدامها او قد تحقق عكس ما هو متوقع منها وذلك الن عنصر‬
‫المواجهة غير ملوب وغير مستحب اال في حاالت معينة تتطلبها الضرورة‬
‫القصوى مثلال االدمان على الخمور والمخدرات والقمار والعادة السرية‬
‫والممارسة الجنسية‪ B‬غير المشروعة ‪.‬‬
‫وبناء عليه اجريت الدراسات والبحوث حول المستويات المثلى للمواجهة التي‬
‫يمكن ان ينتقل خلبالها المرشد النفسي متدرجا بمسترشده من مستوى‪ B‬ارقي فيها‬
‫مبدئيا مما يكاد يوصف بكونه مستوى لالسترخاء ومنتبها الى ما قد يوصف بانه‬
‫مستوى‪ B‬التحدي ولعل الدراسات والنحوث التي اجراها رواد علم النفس االكلنيكي‬
‫على اختالف مدراسهم الننفسية‪ B‬التي ساهمت في تحديد خصائص هذه المستويات‬
‫ختى وا اختلفوا في تعدهدها ومسمياتها ‪ .‬ونذكر من هؤالء الرواد االرشاديين‬
‫واالكلينكيين ‪ :‬اندرسون ‪ ,‬دودز ‪ ,‬وكاركوف ‪ ,‬برنسون ‪ ,‬وميشل‪ B‬ويسرد المؤلف‬
‫فيما يلي من هذه المستويات بناء على تلك الدراسات المذكورة بشئ من التصرف‬
‫يذكرها على النحو التالي ‪:‬‬
‫المستوى االول ‪:‬‬
‫يتميز‪ B‬هذا المستوى بان المرشد النفسي يتميز بالسلبية التامة في تعامله مع كل‬
‫المتناقضات التي تبدو بين اقوال المسترشد‪ B‬وافعاله والتي تبرز‪ B‬واضحة في كالمه‬
‫وسلوكه بحيث يتظاهر بتجاهلها تماما وال يعرها أي اهتمام على ان يعود اليها فيما‬
‫بعد ‪ .‬ومن ت يطمئن اليه المسترشد فيسترسل‪ B‬في عرضها تلقائيا وعفويا دون‬
‫تحفظ عليها بال خوف وبال تردد وبدون خجل وبال استحياء مما يسهل االمر على‬
‫المرشد ان ينفذ ليستكشف ما يخفيه في قرارة نفسه ومقارنته‪ B‬بما يبدو على افعاله‬
‫الظاهرة وسلوكياته الحاضرة ‪.‬‬
‫المستوى الثاني ‪:‬‬
‫يتميز هذا المستوى بان المرشد النفسي يتصف‪ B‬بالسلبية بدرجة كبيرة في تعامله‬
‫مع اغلب اغلب التناقضات التي تبدو بين اقول المسترشد وافعة بحيث يتظاهر‬
‫بتجاهلها فال يعيرها أي اهتمام على‬
‫‪417‬‬

‫تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‪B‬‬
‫احاول ان اوثق روابط الصلة بك ‪ ,‬تحاول انت ان تقطعها ‪ .‬انت بذلك تضر نفسك وال‬
‫تضرني‪ B‬انا ‪ .‬في الحقيقة انا متعجب من امرك ‪ .‬انت ال تريد ان تتعامل معي من اجل‬
‫مساعدتك ‪ .‬فلتتذكر قول هللا تعالي في سورة الرعد االية ( ‪ (( : ) 11‬ان هللا ال يغير‬
‫ما قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )) ‪ .‬صدق هللا العظيم ‪.‬‬
‫اعتبارات هامة حول المواجهة‬
‫تتضمن المواجهة عادة معاني االحراج ‪ ,‬والتحدي ‪ ,‬والوم والتأنيب والتويخ‪B‬‬
‫والتجريح ‪ ,‬مما يظهر الشعور بالغضب عند المسترشد فيضطرب التواصل بينه‬
‫وبين المرشد ‪ ,‬االمر الذي يؤدي الي نسف العالقة االنسانية بينهما من اساسها ‪,‬‬
‫والي هدم امقابلة االرشادية وردها الي بدايتها ان لم تتسبب‪ B‬في فنائها نهائيا ‪ .‬ومن‬
‫ثم يجب ان تتميز امواجهه فعل تاكيدي وليس بسلوك عدواني وحتي يتحقق ذلك‬
‫فان المرشد النفسي مطالب بان يتجنب االعالن عن نفسه وان يتحاشي استعراض‬
‫عضالته المهنية امام المسترشد فال يبدو امامه وكانه عالم ببواطن االمور وبانه‬
‫المكتشف الوحيد اسرار االنسانيه‪ B‬بل يجب عليه ان يخفي مشاعره واحاسيسه نحو‬
‫المسترشد‪B‬‬
‫فيما توصل اليه من تعرف علي التناقضات التي تكمن في اقواله وافعاله ‪ .‬لذلك‬
‫يجب علي المرشد ان يسارع الي مساعدة المسترشد باقصي درجة ممكنه من‬
‫الصبر واالخالص وارقي درجة ممكنه‪ B‬من الخبرة والمران حتي يدرك بنفسه‪ B‬هذه‬
‫التناقضات التي تختبئ خلف كلماته والتي تتواري في ثنايا افعاله فيحس بها ويعلن‬
‫بنفسه عنها وبناء عليه فان التزم المرشد بمساعدة امسترشد علي هذا النحو يعتبر‬
‫جزءا ال يتجزء من االستراتيجية‪ B‬االرشادية ووسيلة فعالة من الوسائل العالجية‬
‫التي تسهم الي حد كبير في تحقيق االهداف العامة والخاصة من المقابالت‬
‫االرشادية سواء اكنت تشخيصية ام عالجية ‪.‬‬
‫ويجدر بنا ونحن في ختام هذا الفصل ان نشير‪ B‬الي اعتبارات هامة يجب علي كل‬
‫مرشد نفسي ان ياخذها في الحسبان عندما يستخدم المواجهة حتي تحقق الهدف‬
‫منها وحتي ال يتسبب في نتائج‪ B‬عكسية نحن في غني عنها ‪.‬‬
‫هذه االعتبارات نوردها علي النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬يجب علي المرشد النفسي ان يكون نموذجا حسنا اما المسترشد فيواخهة‬
‫نفسه بنفسه اوال باول بحيث يكون حريصا في اال تبدر من اية تناقضات‬
‫تتارجح بين اقواله وافعاله ‪ .‬ومن ثم يجب عليه ان يحافظ باستمرار‪ B‬علي‬
‫تطابق اطاره المرجعي الخارجي مع اطاره المرجعي الداخلي واال يكون هناك‬
‫واال يكون هناك أي انفصال بين نفسه الواقعية ونفسه‪ B‬المثالية ‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب علي المرشد النفسي اال يستخدم فنيه المواجهة اال بعد ان تبني العالقة‬
‫االنسانية‪ B‬المهنية‪ B‬بينه وبين المسترشد في اطار من االلفة القوية والتي ال‬
‫يمكن الوصول اليها اال بعد االنتقال من مرحلة االفتتاح للمقابلة االرشادية ‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل تدرجه عبر الفترات الثلثة لمرحلة البناء االنتقال حتي‬
‫يستقر في الفترة النهائية منها محققا الهدافها باستخدام فنية المواجهة فيها‬
‫علي اوسع نطاق من االستخدام ‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب علي المرشد النفسي ان يوفر الجو المالئم الستخدام فنية المواجهة‬
‫والذي يتميز باتعاطف الوجداني مع حالة المسترشد الذي يعاني منها علي‬
‫ان يحافظ باستمرار علي هذا الجو الذي يمكن بواسطته ان يستاثر بقلب‬
‫المسترشد‪ B‬وان يحوز علي مشاعره واحاسيسه فيلين له قلبه وينفتح‪ B‬عله‬
‫متقبال لكل ما يقوله ولكل ما يبديه من مالحظات او تلميحات حول تناقضه ‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب على المرشد النفسي ان يكون حذرا في استخدام فنية المواجهة ‪ .‬لذلك‬
‫عليه ان يجس نبض المسترشد‪ B‬فيما يتعلق باستخدامها للتحقق من رد فعلها‬
‫عليه ‪ ,‬ومن اثارها المنعكسة على سلوكه ‪ .‬ويفضل استخدامها بطريقة‬
‫تجريبية‪ B‬غير مباشرة تتميز‪ B‬بالتلميح وال تتصف‪ B‬بالتجريح‪ B‬حتي يتمكن‬
‫المرشد النفسي من مراجعة حساباته حول الكيفية السليمة في استخدامها‬
‫من اجل تحقيق الهدف منها ‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب علي المرشد النفسي ان يزيل أي حساسيات بينه وبين المسترشد‪ B‬قبل‬
‫استخدام فنية المواجهة حيث يقع عليه العبء االكبر في تقنية الجو بينهما‬
‫متأكد من خلوه من أي اضطرابات قد تؤثر علي المسترشد فتنعكس علي‬
‫سلوكه برد فعل مضاد يتمثل‪ B‬في الهجوم ‪ ,‬المقاومة ‪ ,‬الدفاع ‪ ,‬او‬
‫االنسحاب ‪ .‬لذلك فعلية باستمرار‪ B‬ان يعمل علي ازالة أي اضطراب نفسي‬
‫يالحظة علي المسترشد في كل خطوة يخطوها في استخدام فنية المواجهة‬
‫حتي تؤتي‪ B‬ثمارها ‪.‬‬
‫‪ .6‬يجب علي المرشد النفسي ان يتدرج بالمسترشد عبر المستويات الخمسة‬
‫سالفة الذكر فال يفاجئة بالمواجهة دون تمهيد لها ‪ .‬لذلك عليه ان ينتقل من‬
‫مستوي ادني الي مستوي‪ B‬اعلي من مستويات المواجهة بلين ورفق ممهدا‬
‫لكل مستوي‪ , B‬دون ان يلحظ المسترشد‪ B‬ذلك ودون ان يشعر به ‪.‬‬
‫‪ .7‬يجب على المرشد النفسي ان يستخدم المواجهة بصفة مستمرة وبصورة‬
‫مستمرة دائمة كلما الحظ اية تناقضات في سلوك المسترشد الللفظي وغير‬
‫اللفظي ‪ .‬فال يترك أي تناقض مهما كان صغيرا او تافها دون ان يساعد‬
‫المسترشد‪ B‬على اكتشافه اوالعمل على تالفيه بالصورة االيجابية الستخدام‬
‫هذه الفنية ‪ .‬ومن ثم فال يترك أي فرصة تحتاج الى مواجهة لتضيع سدى بل‬
‫يجب ان يسثمرها في تنمية‪ B‬شخصية المسترشد‪ B‬وتعديل سلوكه ‪.‬‬
‫‪ .8‬يجب على المرشد النفسي ا ينتهج المنهج الموضوعي في استحدام فنية‬
‫المواجهة سواء اكانت لفظية او غير لفظية بحيث تكون منزهة‪ B‬عن الهوى‬
‫الشخصي وبعيدة عن التطرف وخالية من أي تحيز فليس هناك مجاملة وال‬
‫تحامل في االرشاد والعالج النفسي الن صحة المسترشد النفسي اغلى‬
‫بكثيرمن اية مهاترات تتصف بالنزعات الشخصية او الودية ‪.‬‬
‫‪ .9‬يجب على المرشد النفسي أال يستخدم فنية المواجهة دون مبرر‬
‫الستخدامها ‪ .‬بل يجب علية أن يتوخى الدقة في استخدامها كلما دعت‬
‫الحاجة إليها ‪ ,‬وكلما كانت الضرورة تلح في ذلك الن اإلفراط في استخدامها‬
‫يفقدها أهميتها فال تحقق أهدافها ‪ ,‬بل قد تتسبب‪ B‬في هدم كل ما بناة المرشد‬
‫النفسي على مدى المقابالت اإلرشادية المتتابعة عبر الفترة الزمنية‪ B‬الطويلة‬
‫‪.‬‬
‫يجب على المرشد النفسي ان يستخدم المواجهة اللفظية بكلمات‬ ‫‪.10‬‬
‫رقيقه دون أي انفعال وبال غضب ‪ .‬كما يجب علية أن يستخدم المواجهة‬
‫غير اللفظية بتركيز‪ B‬نظرة على وجهة المسترشد وكأنه موجة إلية رسالة‬
‫بصرية‪ B‬توحي إليه بأن يعيد حساباته مع نفسه الكتشاف التناقضات فيها‬
‫ويخبر عنها بدال أن يتولى المرشد النفسي هذه المهمة ‪.‬‬
‫يجب على المرشد النفسي أن يساعد المسترشد على تعلم كيفية تقبل‬ ‫‪.11‬‬
‫المواجهة وكيفية‪ B‬االستجابة لها ‪ ,‬وتشجيعه على ممارستها بموضوعية‪B‬‬
‫بدون حساسية‪ B‬الن االعتراف بالحق فضيلة ‪ ,‬والن النقد الذاتي يعتبر من‬
‫األسس الهامة التي تبني‪ B‬شخصية اإلنسان ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يتمكن المسترشد من‬
‫تحدي نفسه وقهرها والتخلص من سلبياتها ‪ ,‬فينقيها وينميها ‪ .‬وبالتالي‬
‫يتحقق التطور الكلي لشخصيته‪ B‬من جميع جوانبها ‪.‬‬
‫يجب على المرشد النفسي ان يكون مقتنعا تماما بأهمية‪ B‬فنية‬ ‫‪.12‬‬
‫المواجهة ‪ ,‬وأن يكون الهدف األساسي والرئيسي منها هو ترجمة الرؤية‬
‫الداخلية للمسترشد الي فعل ممارس ‪ ,‬بمعنى أن يعكس سلوكه الخارجي‬
‫استبصاره الداخلي دون تطرف وبال انحراف ‪ ,‬مما يدل على تطابق نفسية‬
‫المثالية والواقعية بال انفصام ‪.‬‬
‫الخالصة‬
‫تعتبر فنية المواجهة وسيلة فعالة يستخدمها المرشد النفسي في كشف التناقضات‬
‫بين ما يقوله المسترشد وما يفعله مما يجعله أكثر استبصارا لما بداخلة فيعكسه‬
‫على سلوكه الخارجي ‪ .‬وقد عرف كاركوف وبرنسون المواجهة بأنها تخلق نوعا‬
‫من التحدي للمسترشد مما يجعله يعترف بذاته فينقل اإلدراك الداخلي الي الفعل‬
‫الخارجي ‪ .‬وعرفت أوكن المواجهة بأنها تغذية رجعية فورية حول ما يظنه‬
‫المرشد النفسي حول سلوكيات المسترشد المقاومة التي تظهر تناقضاته الواضحة‬
‫بين ما يقوله وما يفعله ‪ .‬ووصف ايجان المواجهة بأنها دعوة من المرشد الي‬
‫المسترشد‪ B‬ليختبر سلوكه وعواقبه بدرجة أكثر من الجدية ‪ .‬وعرف بيتروفسا‬
‫وآخرون المواجهة بأنها ارتباط نشط بين التعاطف والتفسير والفورية مما يساعد‬
‫المسترشدين‪ B‬على تجسيد التناقضات التي تكمن في تعبيراتهم وسلوكياتهم حتى‬
‫يتمكنوا من تحقيق التوافق السوي في حياتهم ‪.‬‬
‫تعددت التصنيفات التي تناولت المواجهة وفقا لوجهات النظر التي سجلها الكتاب‬
‫والمؤلفين في كتاباتهم ومؤلفاتهم حيث صنفها كل منهم تصنيفا مخالفا لألخر ‪ .‬ولقد‬
‫صنف كرومبولتز وثور سن المواجهة من حيث حدوثها الي تصنيفين‪ B‬رئيسيين هما‬
‫‪ )1( :‬تحدث المواجهة عندما ال يدرك المسترشد‪ B‬بان سلوكه غير مناسب ‪ ,‬وعندما‬
‫يعتقد بأن مشكالته كانت نتيجة لعوامل ر دخل له فيها ‪ )2( ,‬تحدث المواجهة عندما‬
‫يتجاهل المسترشد اإلدراك الحقيقي لعواقب سلوكه ‪ .‬وصنف كاركوف المواجهة الي‬
‫ثالثة تصنيفات عريضة‪ B‬هي ‪)1( :‬مواجهة التناقضات بين ما يرغب أن يكونه‪B‬‬
‫المرشد النفسي وبين ما يمارسه‪ B‬فعال ‪ )2( ,‬مواجهة التناقضات بين ما يدركه‬
‫المسترشد‪ B‬عن نفسه وما يالحظ عن سلوكه ‪ )3( ,‬مواجهة التناقضات بين ما يراه‬
‫المرشد عن المسترشد‪ B‬وما يراه المسترشد‪ B‬عن نفسه وصنفت أوكن المواجهة الي‬
‫تصنيفين أساسيين حيث يركز أحدهما على ما يكبته المسترشد في نفسه ‪ ,‬ويركز‬
‫االخر على إظهار التناقضات بين أقوالة وأفعاله ‪ .‬وأخيرا صنف ميتشل وبرنسون‬
‫المواجهة الي خمسة تصنيفات هي ‪ )1( :‬مواجهة الخبرة ‪ )2( ,‬المواجهة التعليمية‪B‬‬
‫‪ )3( ,‬مواجهة القوة ‪)4( ,‬مواجهة الضعف ‪ )5( ,‬مواجهة التشجيع ‪.‬‬
‫وتتمثل‪ B‬أهمية‪ B‬المواجهة في كسر أي جدار قد يحول دون وصول المسترشد الي‬
‫أعماق نفسه لرؤية ما بداخلها ونقلة الي سلوكه الواقعي مما يجعله مطابقا‬
‫ألفكاره ومشاعره وأقواله فيكون واضحا في نظرة مثلما يكون واضحا في نظر‬
‫اآلخرين ‪ .‬وبذلك تتصف المواجهة بكونها فنية بنائية‪ B‬لما تحققه من أمن للمسترشد‬
‫‪ ,‬وتدعيم لجوانب شخصيته ‪ ,‬فيصبح شخصا سويا ‪ .‬ومن ثم يستطيع المسترشد أن‬
‫يتقبل التحدي الذي يفرضه عليه ممارسة سلوكه الجديد بعد التعديل من أجل‬
‫المحافظة علية من التطرف واالنحراف ‪ ,‬ومن أجل منعه من الردة والنكوص فيؤكد‬
‫بذلك ذاته الجديدة عن يقين بأنه فرد جديد ذو شخصية‪ B‬متطورة ‪.‬‬
‫ويفضل وينصح‪ B‬بأن تستخدم فنية المواجهة في الفترة النهائية‪ B‬من الفترات الثالثة‬
‫لمرحلة البناء في المقابالت االرشاديه سواء أكانت تشخيصية‪ B‬أم عالجية بعد أن يتم‬
‫بناء األلفة بين المرشد والمسترشد‪ , B‬وبعد أن تصبح‪ B‬العالقة االنسانيه المهنية التي‬
‫تربطهما على مستوى‪ B‬وثيق ومتماسك حتى يتقبل كل منهما االخر دون حساسيات‬
‫قد ينعكس أثارها على تحويل المسترشد الي شخص مهاجم ‪ ,‬شخص مدافع ‪,‬‬
‫شخص مقاوم ‪ ,‬أو شخص منسحب ‪ .‬وبناء عليه ‪ ,‬فان المرشد النفسي الجيد ‪,‬‬
‫والكفء في عمله يتدرج بالمسترشد تدرجا منطقيا عبر مستويات ارتقائية‬
‫للمواجهة ‪ ,‬وال يفاجئه بها دون أن يمهد لها ‪ .‬ويستخلص من الدراسات والبحوث‬
‫التي أجريت حول تحديد المستويات المثلى للمواجهة بأنها يمكن أن تحدد بخمسة‪B‬‬
‫مستويات تصاعدية ارتقائية‪ B‬من مستوى أدنى الي مستوى‪ B‬أعلى ‪.‬‬
‫يتميز‪ B‬المستوى األولى للمواجهة بأن المرشد النفسي يتصف‪ B‬بالسلبية التامة في‬
‫تعامله مع كل التناقضات التي تبدو بين أقوال المسترشد وأفعاله ‪ .‬يتميز‪ B‬المستوى‪B‬‬
‫الثاني بأن المرشد النفسي يتصف‪ B‬بالسلبية بدرجة كبيرة في تعامله مع أغلب‬
‫التناقضات التي تبدو بين أقوال المسترشد وأفعاله ‪ .‬يتميز‪ B‬المستوى الرابع بأن‬
‫المرشد النفسي يتصف بااليجابية المطلقة في تعامله مع كل التناقضات التي تبدو‬
‫بين أقوال المسترشد وأفعاله ‪ .‬وأخيرا ‪ ,‬يتميز‪ B‬المستوى‪ B‬الخامس للمواجهة بأن‬
‫المرشد النفسي يتصف بالتحدي في تعامله مع أية تناقضات تظهر في أقوال‬
‫المسترشد‪ B‬وأفعاله مهما كانت بساطتها دون أن يواجهها بتحدي سافر وصريح قد‬
‫يصل الي حد التصادم ‪.‬‬
‫واختتم هذا الفصل بعدد من االعتبارات الهامة التي يجب أن تؤخذ في الحسبان‬
‫عندما يستخدم المرشد النفسي فنية المواجهة حتى تحقق أهدافها وتؤتي‪ B‬ثماره بال‬
‫آثار جانبية قد تنعكس في رد فعل مضاد علي سلوك المسترشد نحوه مما يتسبب‬
‫عنه نسف المقابالت اإلرشادية من أصلها وينصح بأن تتميز‪ B‬المواجهة بفعل‬
‫تأكدي وليس بسلوك عدواني حيث يمكن أن يتحقق ذلك عندما يتجنب المرشد‬
‫النفسي اإلعالن عن نفسه واستعراض عضالته أمام المسترشد فال يشعره بأنه عالم‬
‫بخفايا‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫فنيات رد الفعل‬

‫‪ ‬فنية الصمت‬

‫‪ ‬فنية االنصات ‪.‬‬


‫‪ ‬فنية اعادة العبارات ‪.‬‬

‫‪ ‬فنية االنعكاس ‪.‬‬

‫‪ ‬فنية االيضاح‪. B‬‬

‫‪ ‬الخالصة ‪.‬‬

‫تتميز‪ B‬فنية رد الفعل بكونها فنيات استجابية بطبيعتها حيث انها تؤكد علي‬
‫مدي اهتمام المرشد بالمسترشد في كل ما يقول وكل ما يفعله خالل المقاالت‬
‫االرشادية سواء اكانت ابتدائية‪ B‬ام تشخيصية ام عالجية ‪ .‬لذلك فهي تساعد‬
‫المرشد النفسي علي ان يكون مستقبال جيدا النفعاالت المسترشد وتعبيراته‪B‬‬
‫اللفظية كما انها تسهل مهممته‪ B‬في التدرج بالمقابلة االرشادية عبر مراحلها‬
‫الثالثة متخطيا اية صعوبات تعترضه ومزيال بها من طريقة اية عراقيل قد تحول‬
‫دون الوصول الي اقفالها وتحقيق اهدافها ‪.‬وسوف نستعرض في هذا الفصل‬
‫خمس فنيات تتميز‪ B‬بكونها استجابية بطبيعتها ‪.‬مما مما جعلها تنتمي الي فنيات‬
‫رد الفعل ‪.‬‬
‫فنية الصمت ‪-:‬‬
‫دأب كثير من الكتاب والمؤلفين علي تناول فنية الصمت والتفسير‪ B‬والتحليل مع‬
‫فنية اإلنصات بالتبادل ‪ ،‬وتعريفهما بتعريف‪ B‬مشترك علي فرض أنهما مترادفتان‬
‫لمفهوم واحد ‪ .‬غير أننا نفصل بينهما في هذا الكتاب نظرا الختالفهما في الهدف‬
‫والمضمون ‪.‬فقد يصمت المرشد عندما يتكلم المسترشد ولكنه ال ينصت إليه ألنه قد‬
‫يكون شارد الذهن عما يقول ‪ .‬وقد ينصت المرشد للمسترشد عندما يتكلم ولكنه ال‬
‫يصمت ألنه قد ينشغل عنه بسلوك حركي يخرجه من صمته‪ B‬وستتضح الفروق‬
‫الجوهرية بين الصمت و اإلنصات عندما نتناول كل منهما بالتفصيل‪ B‬علي السطور‬
‫القادمة إن شاء هللا ‪.‬‬
‫يصعب علي المرشد النفسي المتخرج حديثا و المبتدئ في مهنته‪ B‬أن يستخدم هذه‬
‫الفنية بالكفاءة المرجوة ألنه ال يطيق صبرا علي الصمت إذا كف المسترشد عن‬
‫حديثه‪ B‬وتوقف عن كالمه ليسترد أنفاسه ويعيد ترتيب‪ B‬أفكاره ‪.‬وذلك لظن المرشد‬
‫الخاطئ بأن الصمت مضيعه للوقت وان المسترشد حضر إليه ليستفيد منه‪ B‬فيأخذ ما‬
‫عنده ‪.‬ومن ثم نجد حديث المرشد يغلب علي المقابلة اإلرشادية في اغلب األحيان‬
‫عن ظن منه‪ B‬يعبر به الفجوة التي أحدثها الصمت بينه‪ B‬وبين المسترشد ‪ .‬وقد ينتج‪B‬‬
‫عن ذلك تخبط في حديث المسترشد وتضارب في أقواله مما بجعل المسترشد في‬
‫حيرة من أمره متسائال عمت إذا كان عليه أن يتكلم ويعرض ما عنده بينما يصمت‬
‫المرشد أو يصمت هو ليستعرض المرشد ما تعلمه وما اعد به ليساعده ‪.‬‬

‫أنماط الصمت ‪:‬‬

‫يجب علي المرشد النفسي أم بفرق بين األنماط المختلفة للصمت حتى يدرك كيفية‬
‫التعامل مع أي منها أو كيفية استخدامها في المواقف المتباينة‪ B‬بدرجة عالية من‬
‫الكفاءة مما يحقق الهدف منها ‪.‬اقترح مايرز ومايرز عدد من األنماط المختلفة‬
‫للصمت نسرد بعضا منها علي النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬قد يدل الصمت علي الكره حيث يعكس ما يخفيه المسترشد من غضب وعدم‬
‫الرغبة في حضور المقابالت اإلرشادية ‪.‬‬
‫‪ .2‬قد يدل الصمت علي الحيرة حيث يعكس عجز المسترشد‪ B‬عما يريد أن يقوله‬
‫أو يخبر عنه الفتقاره إليه ‪.‬‬
‫‪ .3‬قد يدل الصمت علي الجهل حيث يعكس عدم فهم المسترشد‪ B‬ألسئلة المرشد‬
‫وبالتالي لم يتمكن من اإلجابة عنها واالستجابة له ‪.‬‬
‫‪ .4‬قد يدل الصمت علي تشبع الحديث حيث يعكس رفض المسترشد االستمرار‪B‬‬
‫في نفس الحديث العتقاده بأنه استوفي حقه أو هروبا من االسترسال فيه ‪.‬‬
‫‪ .5‬قد يدل الصمت علي الحزن حيث يعكس حزن المسترشد علي عزيز فقده‬
‫عندما يتطرق بالحديث عنه وعن ذكراه ‪.‬‬
‫‪ .6‬قد يدل الصمت علي التحدي حيث يعكس تشكك المسترشد غير اللفظي في‬
‫مقدرة المرشد علي مساعدته في عبور أزماته ‪.‬‬
‫ويري المؤلف أن هناك ثالثة أنماط أساسية من الصمت يمكن التمييز بينها‬
‫بسهولة وفقا لمصدره ‪ .‬فهناك صمت يفرض نفسه علي كل من المرشد‬
‫والمسترشد‪ B‬علي حد سواء حيث انه يعتبر‪ B‬ضروري وال مفر منه‪ B‬ألي منهما ‪.‬‬
‫وهناك صمت من جانب المرشد النفسي يصدر عنه ليحقق أهدافا هامة تسهم‬
‫في تنفيذ خطته اإلرشادية والعالجية ‪ ،‬أما الصمت الثالث فيصدر عن المسترشد‬
‫العتبارات خاصة ‪ .‬وفيما يلي سرد تفصيلي لكل نمط‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬صمت المرشد والمسترشد ‪:‬‬

‫قد يفرض الصمت نفسه علي كل من المرشد والمسترشد علي حد سواء دون‬
‫تدخل أي منهما ودون أن يصدر عن أي منهما ‪ .‬فقد يحدث أن يبدأ االثنان‬
‫المرشد والمسترشد‪ B‬بالحديث معا عفويا في نفس اللحظة مما يحرج موقف كل‬
‫منهما ‪ ،‬فيعتذر كل لآلخر ويقدمه علي نفسه ليبدأ الحديث ‪ .‬وغالبا ما يسمح‬
‫للمسترشد بالكالم أوال احتراما وتقبال له ورغبة في استخالص المزيد من‬
‫المعلومات منه ‪.‬هذا األمر يتطلب وقفه قصيرة متميزة بالصمت من الطرفين ‪،‬‬
‫المرشد والمسترشد‪ B‬تمهيدا للمتكلم حتى يبدأ حديثه وتمهيدا لألخر حتى يستمع‪B‬‬
‫إليه ‪ .‬وقد يتم ذلك علي النحو التالي ‪:‬‬
‫المرشد والمسترشد‪ B‬يبدأن الحديث معا عفويا في نفس اللحظة ‪:‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ : B‬كنت أريد أن أقول ذلك ‪...‬‬
‫‪ ‬المرشد ‪ :‬ما رائك أن تخبرني‪ B‬عن ‪.....‬؟‬
‫‪ ‬المسترشد‪ : B‬عفوا ‪...‬تفضل تقدم بسؤالك ‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد ‪ :‬ال شكرا ‪ ..‬تفضل أنت ‪ ،‬أنا أريد أن اسمع منك ما تريد أن تقوله‬
‫لي أوال ‪.‬‬
‫(( وقفة قصيرة تمهيدية للطرفين ))‬
‫المسترشد‪ : B‬كنت أريد أن أقول لك ‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫ويفرض الصمت نفسه‪ B‬علي كل من المرشد والمسترشد‪ B‬بصورة تلقائية‬


‫أثناء حديث كل منهما السترداد أنفاسه أثناء الكالم‪ ،‬فال يعقل أن يستمر‪B‬‬
‫الفرد في حديث متواصل دون أن يعطي لنفسه فرصة قصيرة يسترد‪ B‬خاللها‬
‫أنفاسه ثم يعود ويستكمل‪ B‬كالمه ‪ .‬ويجد المرشد والمسترشد أنفسهما في‬
‫حاجة لوقفه قصيرة يصمتان فيها أثناء كالمهما من اجل ترتيب أفكارهما أو‬
‫التفكير فيما يبدأ كل منهما حديثه‪ B‬به ‪ .‬ويجب أن يتم ذلك دون مقاطعة من‬
‫أيهما لآلخر خالل فترة صمته هذه مهما كانت تبدو ألي منهما وكأنهما فترة‬
‫طويلة بناء علي تخمينه‪ ، B‬ولكن الخبرة في الممارسة الميدانية تكسب‬
‫المرشد النفسي الدقة في تقدير الواحدة بأي حال من األحوال سواء أكان‬
‫الصمت من جانبه أم من جانب المسترشد ‪ .‬فان كان الصمت من جانبه فعليه‬
‫أن يدرك الوقت المستنفذ فيه فيبادر بالكالم قبل أن يستغرق الدقيقة‬
‫الواحدة ‪ .‬وان كان الصمت من جانب المسترشد‪ B‬فعليه أن يحثه علي‬
‫االسترسال في الحديث بطريق غير مباشر دون أن يشعر بأنه مدفوع دفعا‬
‫ويكون ذلك علي النحو التالي ‪:‬‬
‫ممارسة جيدة ‪:‬‬

‫‪ ‬المرشد النفسي ‪ :‬أري انك مستغرق في التفكير ‪.‬‬


‫‪ :‬ليتك تشركني معك في التفكير‬
‫‪ :‬ما رأيك إذا فكرنا معا بصوت مسموع ؟‬

‫ممارسة رديئة ‪:‬‬

‫‪ ‬المرشد النفسي ‪ :‬لماذا تصمت كثيرا هكذا ؟‬


‫‪ :‬لقد استنفدت وقتا كثيرا في الصمت ‪.‬‬
‫‪ :‬الم تجد ما تقوله بعد ؟‬
‫مما ال شك فيه أن السمات الخاصة التي تتصف‪ B‬بها شخصية الفرد تنعكس علي‬
‫سلوكه بشكل عام ‪.‬‬
‫فهناك نفر من الناس يوصفون بأنهم قليلون الكالم يطلق عليهم ناس ذو كلمات‬
‫قليلة ‪ .‬ومن ثم إذا كان المرشد والمسترشد ينتميان إلي هؤالء النفر في صمتهما‬
‫سيغلب علي سلوكهما في أي مكان يوجد أي منهما فيه بين مجموعة من الناس ‪.‬‬
‫وبالتالي لن يستطيع‪ B‬أيهما أن يتخل عن صمته‪ B‬وال سيما إذا كان طرفا في المقابلة‬
‫اإلرشادية داخل غرفة اإلرشاد النفسي ‪.‬‬
‫ولن تحقق المقابلة اإلرشادية أهدافها ولن تخطوا خطوة واحدة إلي األمام إذا التزم‬
‫الطرفان بالصمت دون أن يتطوع احدهما لكسر جداره الذي يحول دون تواصلهما‬
‫لتنفيذ اإلستراتيجية‪ B‬اإلرشادية وفق بنودها المرسومة‪ . B‬ويذكر المؤلف أن عندما‬
‫كان يالحظ احدي المرشدات النفسيات األمريكيات الالتي كن يتدربن تحت إشرافه‬
‫وهن علي مستوي الماجستير‪ B‬في جامعة ميشيغان ‪ ،‬من غرفة المالحظة أنها كانت‬
‫تتصف بالقلة من الكالم وساق لها الحظ مسترشدة كانت تتصف‪ B‬بالقلة في الكالم‬
‫مثلها ‪ .‬وصمت االثنان صمتا طويال ممال بعد عشر دقائق من االفتتاح المقابلة مما‬
‫دفع المؤلف إلي تسجيل المقابلة اإلرشادية تسجيال مرئيا ( فيديو ) لتري نفسها‬
‫علي حقيقتها لتتعرف علي ايجابياتها وسلبياتها بنفسها من خالل ممارسته للتغذية‬
‫الرجعية معها بعد االنتهاء من المقابلة ‪.‬‬
‫وبناء عليه يقع علي المرشد النفسي العبء األكبر في كسر جدار الصمت بينه وبين‬
‫مسترشدة والذي بني من لبنات صنعتها الطبيعية البشرية لكل منهما ‪ .‬ويجب علي‬
‫المرشد النفسي أن يدرك مهمته األساسية‪ B‬في نسج خيوط التواصل الجيد بينه‪ B‬وبين‬
‫المسترشد‪ B‬وذلك بتشجيعه علي الكالم وحثه علي الكالم ‪ ,‬مستخدما فنية التساؤل‬
‫وفقا لممارستها الجيدة في أوضاعها المتباينة‪ B‬وننصح‪ B‬المرشد النفسي وال سيما‬
‫المتخرج حديثا ‪ ,‬باال يستسلم لخصائص شخصيته‪ B‬المتميزة‪ B‬بالصمت والقلة في‬
‫الكالم فيجعلها تغلب علي سلوكه العام مع مسترشدة داخل غرفة اإلرشاد بل عليه‬
‫أن يخرج عن البشرية‪ B‬وان يبدأ هو بالحديث ‪ ,‬ويديره هو بلباقة ‪ ,‬ويوجهه نحو‬
‫الهدف المنشود دون أن ينتبه المسترشد إلي ذلك ‪ .‬ولعل بعض الممارسات التالية‬
‫تفيد في ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد النفسي‬
‫‪ :‬أحيانا يصعب علي اإلنسان أن يغبر عن مشاعره‬
‫بالكلمات ‪.‬‬
‫‪ :‬أتحب أن أساعدك في ذلك ؟‬
‫‪ :‬أري انه إذا التزم كل منا الصمت ‪ ,‬فإننا لن نحقق شيئا‬
‫يذكر‪ .‬واعتقد انك طلبت مقابلتي لتقول لي شيئا ما ‪ .‬ارجوا أال تتردد في أن‬
‫تخبرني بما يدور في فكرك ‪ .‬ستجدني إن شاء هللا مصغيا لك‪.‬‬
‫‪:‬أحيانا يشعر اإلنسان انه محتاج إلي شخص ما ليفضي له‬
‫كاهله حمال ثقيال ‪.‬‬ ‫بكل ما يقلقه حتى ينفض عن‬

‫‪ :‬أرجو أال تثقل عليك اإلجابة عن سؤالي الذي وجهته إليك‬


‫أالن‬

‫ثانيا ‪ :‬صمت المرشد النفسي ‪:‬‬


‫يجب علي المرشد الجيد والكفء في عمله أن يدرك متى وكيف يستخدم فنية‬
‫الصمت حتى يستثمر‪ B‬خصائصها العالجية في تحقيق أهداف المقابالت اإلرشادية‬
‫‪ .‬وقد أشار برامر وشو ستروم إلي قيمة الصمت المستثمرة في تحقيق األهداف‬
‫اإلرشادية حيث عدد أهميته‪ B‬في نقاط محددة هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الصمت يجعل المسترشد يتكلم ‪.‬‬
‫‪ .2‬الصمت يسمح للمسترشد بالتفكير وتحقيق االستبصار الداخلي لنفسه‬
‫‪ .3‬الصمت يبطئ سرعة جريان المقابلة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الصمت يحترم خصائص المسترشدين االنطوائيين‪.‬‬

‫ويجب علي المرشد النفسي أن يلتزم الصمت عندما يتحدث المسترشد ‪ ,‬وال يقاطعه‬
‫أثناء حديثه‪ B‬حتى ال يخرجه عن إطار تفكيره ‪ .‬ويجب عليه أيضا أن يحترم صمت‬
‫المسترشد‪ , B‬فيصمت إذا صمت ‪ ,‬وان يكون صبورا علي صمته‪ B‬وأال يبدو عليه أية‬
‫عالمة للضيق والتبرم نتيجة لذلك وال يبادر بدفعة علي الكالم قبل أن يكون مستعدا‬
‫له ‪ ,‬وقبل أن يرتب أفكاره ويمهد لعرضها عليه ‪ .‬وإذا طالت فترة الصمت من جانب‬
‫المسترشد‪ B‬بناء علي تقدير المرشد لكمية الوقت المستنفذ فيه ‪ ,‬فيمكنه أن يتدخل‬
‫لتحريك المسترشد برقة نحو استكمال ما أدلي به من معلومات دون أن يتسبب‪ B‬في‬
‫إحراجه ‪.‬‬
‫ويري روجرز أن الصمت الطويل من جانب المرشد النفسي وال سيما في المقابلة‬
‫اإلرشادية االبتدائية قد يحرج موقف المسترشد بدال من مساعدته علي ترتيب‬
‫أفكاره واسترداد أنفاسه ‪ .‬وأضاف أن المسترشد غالبا يصل إلي حافة الصمت إذا‬
‫انتهي من موضوع كان يستعرضه مع المرشد النفسي انتظارا ال ستفسار جديد منه‬
‫حتى يستكمل عرض حالته عليه ‪ .‬فإذا صمت المرشد النفسي عندما يصمت‬
‫المسترشد‪ B‬في هذه الحالة شاردا عنه وغير مدرك بأنه انتهي من موضوع وينتظر‬
‫البدء في موضوع أخر ‪ ,‬فان العبء األكبر يقع علي المسترشد‪ B‬في البحث عما يبدأ‬
‫به الحديث مرة أخري مما يحرج موقفه ويجعله يتخبط في كالمه بإدالء معلومات‬
‫متناثرة غير مترابطة‪ B‬وغير ذات فائدة ‪ ,‬وكأنه يستجير‪ B‬به ويناشده بان يأخذ بيده‬
‫ليضعه علي بداية الموضوع الجديد يريد أن يستفسر عنه ويريده أن يسترسل‪B‬‬
‫بالحديث فيه ‪ .‬ويجب علي المرشد النفسي أن يكون واعيا ومتيقظا لما يدور في‬
‫مقابلته اإلرشادية ‪ ,‬فعندما يدرك ان المسترشد يبذل جهدا لملء المساحة الفارغة‬
‫بين ما انتهي إليه من كالم في موضوع سابق وبين تجمده هو عند نهايته دون أن‬
‫يتحرك بالمقابلة في اتجاه تحقيق أهدافها ‪ ,‬مستخدما فنية التساؤل في ذلك ‪ ,‬عليه‬
‫أن يسارع وان يلتقط المبادرة ليدير مقابلته اإلرشادية وفق اإلستراتيجية‪B‬‬
‫المرسومة‪B.‬‬
‫ويؤكد بنجامين علي المثل السائد بمعني‪ B‬إذا كان الكالم من فضه ‪ ,‬فان السكوت من‬
‫ذهب ‪ ,‬موضحا قيمته الغالية في تعبيره االيجابي ‪ .‬ويضيف‪ B‬أن صمت المرشد‬
‫النفسي يعتبر تعبيرا نشطا عما يحس به من مشاعر دافئة نحو المسترشد‪ , B‬وكأنه‬
‫كان يقول له ‪ ( :‬أنا هنا موجود معك ‪ ,‬منتظر منك أن تتكلم وتعبر عن نفسك بحرية‬
‫دون تدخل مني )‪.‬‬
‫ويري المؤلف أن صمت المرشد النفسي ال يقل أهمية‪ B‬عن تواصله اللفظي عبر‬
‫الكلمات الدافئة مع المسترشد ‪ ,‬وال يختلف كثيرا عن التواصل غير اللفظي عبر‬
‫االتصال البصري معه في تحقيق الهدف الرئيسي‪ B‬من المقابلة اإلرشادية علي أال‬
‫يفرط فيه فال يستخدمه‪ B‬بال غرض وال بدليل بال مبرر ‪ .‬كما أن الصمت يعتبر وسيلة‬
‫هامه وايجابية يستخدمها المرشد النفسي بفنية بمرحلة اإلقفال عندما يريد أن ينهي‬
‫المقابلة اإلرشادية ‪ .‬وبطريقة‪ B‬لبقة وذكيه عندما ينتقل‪ B‬المرشد بالمسترشد‪ B‬من‬
‫مرحلة البناء إلي مرحلة اإلقفال يتوقف المرشد عن استخدام فنية التساؤل ويبدأ‬
‫باستخدام فنية الصمت مباشرة ‪ .‬أن توقف المرشد النفسي عن الكالم في النهاية‬
‫مرحلة البناء وتوقفه عن طرح أسئلة جديدة علي المسترشد ‪ ,‬ودخوله في فترة‬
‫صمت مستقرا فيها بوقفة قصيرة يعتبر تعبيرا صريحا علي انه ليس هناك ما يقال‬
‫بعد ذلك وأنة يجب علي الطرفين المرشد والمسترشد‪ B‬أن يستعدا إلنهاء المقابلة‬
‫وإقفالها دون أن يكون هناك أي إحراج ألي منهما ‪ ,‬وال سيما عندما يبادر المرشد‬
‫بكسر هذا الصمت بعبارات اإلقفال التي سبق اإلشارة إليها ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬صمت المسترشد ‪:‬‬

‫بالرغم أن الصمت يعتبر فنية هامة من فنيات التي يجب علي المرشد النفسي‬
‫أن يستخدمها بذكاء ولباقة حتى تحقق الهدف منها ‪ ,‬أال إن المسترشد يلوذ في كثير‬
‫من األحيان بالصمت خالل المقابالت اإلرشادية مع المرشد النفسي ‪ .‬ولعل من أهم‬
‫األسباب التي تدفع المسترشد إلي االلتزام بالصمت شعوره بالخجل مما هو مطالب‬
‫بالتحدث عنه واالسترسال في عرضه أمام المرشد ‪.‬وقد يجد المسترشد‪ B‬حرجا في‬
‫الكالم عن بعض األحداث التي وقعت له في حياته أو عن بعض األشخاص الذين‬
‫لهم بصمات واضحة عليها وال سيما فيما يتعلق باألمور الجنسية التي تتسم‬
‫بالحساسية في طبيعتها ‪.‬وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي ان يكون حساسا‬
‫لمثل هذه األمور ‪ ,‬فال يطرح عيه أسئلته عنها بطريقة مباشرة حتى ال يحرجه يدفعه‬
‫للصمت والكف عن الكالم فيها ‪ .‬وعليه أن يدرك األسباب الحقيقية والخفية خلف‬
‫صمت المسترشد وعدم اإلدالء بأي معلومات عما طرحه من أسئلة حولها ‪ .‬ومن ثم‬
‫يبلور المرشد النفسي أسئلته بحيث تمس الموضوع المراد االستعالم عنه عن‬
‫طريق بعيد ال يسبب ادني إحراج للمسترشد مما يشجعه علي االستجابة له واإلجابة‬
‫عنها دون خجل وبال صمت ‪.‬‬

‫وقد يصاب المسترشد‪ B‬باضطراب ما عندما يواجهه المرشد النفسي بسؤال معين‬
‫فيعقل لسانه عن الحركة ويعرقل انسياب الكلمات عليه مما يجعله يسكت عن الكالم‬
‫ويلوذ بالصمت ‪ .‬ويشعر المسترشد‪ B‬بالتوتر واالضطراب عندما ال يجد من الكلمات‬
‫ما يعبر عن نفسه لمفاجئته بسؤال لم يكن يتوقعه ولم يكن يتوقع منه اإلجابة عنه‬
‫فيلوذ عندئذ بالصمت ‪ .‬وقد يصاب المسترشد أيضا بالتوتر واالضطراب عندما‬
‫ينشغل بالتفكير بالخطوة التالية التي سيخطوها المرشد النفسي في المقابلة‬
‫اإلرشادية أو فيما سيطرحه من أسئلة الحقة للسؤال الحالي الذي بذل جهدا كبيرا‬
‫في التخلص من اإلجابة عنه وكأنه يلقي بحمل ثقيل عن كاهله الذي أرهقه ‪ ,‬فيلوذ‬
‫بالصمت مريحا به نفسه مما أثقلها ‪ .‬وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي أن‬
‫يتدارك الموقف عندما يشعر بان صمت المسترشد كان استجابة الضطراب وتوتر‪B‬‬
‫جمد الكلمات بين شفتيه‪ B,‬سواء كان هذا االضطراب والتوتر ناتجا عن سؤال غير‬
‫متوقع أو عن تفكير فيما سيكون من خطوة تالية أو استفسار الحق ‪ .‬ومن ثم فانه‬
‫يلجا إلي استخدام فنية إعادة صياغة العبارات ‪ ,‬فنية اإليضاح إلزالة حالة التوتر‬
‫واالضطراب من نفس المسترشد مما يطلق سراح الكلمات من عقلها فتنطلق‬
‫محطمه جدار الصمت ‪.‬‬
‫و قد يدل الصمت على عدم فهم المسترشد لتساؤالت المرشد واستفساراته عن‬
‫أمرها ‘ فيعجز عن اإلجابة عنها الفتقاره إليها ‘ وبالتالي يلوذ بالصمت ‘ متحرجا‬
‫من طلب اإليضاح من المرشد حول ما يستفسر‪ B‬عنة ويسال ‪ .‬وقد يكون الصمت‬
‫نتيجة لعدم انتباه المسترشد لكالم المرشد‘ وعدم استماعه الستفساراته جيدا‬
‫وبصورة واضحة ‪ .‬وبالتالي لم يجد من الكلمات ما يرد به عما يفتقده فيلتزم‬
‫الصمت وبناء عليه يجب علي المرشد النفسي أن يدرك ما دفع المسترشد إلي‬
‫االلتزام بالصمت حتى يتأكد انه ناتج عن عدم فهم لما تفوه به أو شرود ذهنه وعدم‬
‫االستماع لم يقوله ومن ثم يمكن للمرشد النفسي أن يحطم جدار الصمت بان يعيد‬
‫صياغة عباراته بكلمات مختلفة أو إيضاحها للمسترشد حتى يتأكد من فهمه لها أو‬
‫يعيدها كما هي دون تعديل فيها ولكن بصوت مسموع حتى يتأكد من استقبالها من‬
‫قبل المسترشد واستماعها جيدا ‪.‬‬

‫لعل أصعب أنماط الصمت التي يواجهها المرشد النفسي ويتعال معها بحذر ولباقة‬
‫ذلك الصمت الذي يلوذ به المسترشد معبرا به عن الرفض والمقاومة للمقابالت‬
‫اإلرشادية بصورة عامة للمرشد النفسي بصفة خاصة أو الستفسارات وتساؤالت‬
‫معينة طرحت علية وذلك الن المرشد النفسي يشعر بان هذا النمط من الصمت‬
‫موجه إليه شخصيا بما يمس كرامته المهنية‪ B‬وبناء عليه يجب على المرشد النفسي‬
‫أن يبذل قصارى جهده الكتشاف األسباب الحقيقية خلف هذا الصمت وان يسعى بكل‬
‫جهد إلزالتها حتى يعود بالمسترشد‪ B‬إلى جو من التقبل والثقة والتعاطف الوجداني‬
‫ومن ثم على المرشد النفسي أال يأخذ األمور بحساسية مرهفة وأال يشعر بأنة‬
‫المقصود بذاته من هذا الصمت الدال على الرفض والمقاومة وان المسترشد في‬
‫حالة ال تستدعي العتاب وال اللوم ألنه في اشد الحاجة للمساعدة ولمن يأخذ بيده‬
‫ولعل بعض العبارات التالية يمكن أن تزيل الحساسيات بين المرشد والمسترشد‬
‫وتضيق الثغرة بينهما حتى يتالشى الصمت نهائيا فيقبل المسترشد على المرشد‬
‫منفتحا باإلدالء عما يستفسر‪ B‬عنه منه‪0 B‬‬
‫‪ ‬المرشد النفسي ‪ :‬أظن انك تشاركني الرأي في إننا ‪ ،‬أنا وأنت ‪ ،‬غير‬
‫مرتاحين لهذا الصمت المطبق الذي تلوذ به أالن‬
‫‪ :‬إذا كان هناك ما يجعلك ترفض المقابلة أو تقاوم وجودي معك أو تعترض‬
‫على ما طرحته عليك من أسئلة ليتك تخبرني‪ B‬به حتى نتناقش فيه معا ‪0‬‬
‫‪ :‬بال شك أنا احترم صمتك هذا ولكن إذا كان هناك ما يمكن أن نناقشه معا‬
‫لنخرج من هذا الصمت فأرجو أال تتردد في أن تخبرني عنه ‪0‬‬

‫فنية اإلنصات‬
‫‪Technique of listening‬‬

‫تعتبر فنية اإلنصات قرينة لفنية‪ B‬الصمت والتوأم المالزم لها في اغلب األحيان على‬
‫الرغم من أنها تختلف عنها في الهدف والمضمون وتعتبرها باربرا ( ‪Barbara‬‬
‫‪)1958‬اإلدارة الرئيسية‪ B‬والضرورية‪ B‬التي يستخدمها المرشد لفهم المسترشد‪ B‬وعلى‬
‫الرغم مما قاله كثير من الكتاب والمؤلفين بأنها تستخدم أليا من قبل كثير من‬
‫المرشدين النفسيين بال حس مرهف غير أن ايكمان ( ‪ )ekman 1964‬أشار إلى‬
‫أهميتها مؤكدا استخدامها بإحساس مرهف من المرشدين النفسيين الن إنصاتهم‬
‫لمستر شديهم يكون بأعينهم وبعقولهم وبقلوبهم وحتى بجلودهم وان كان‬
‫استماعهم إليهم بأذانهم يبدو أليا في مظهره ‪.‬‬

‫أهمية اإلنصات ‪:‬‬


‫اجمع جمهور الكتاب والمؤلفين بصورة عامة ‪ ,‬وكافة الممارسين لمهنه اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي بصفة خاصة علي أهمية استخدام فنية اإلنصات في تحقيق عدد‬
‫من الفوائد الهامة التي ال غني عنها في بناء المقابالت اإلرشادية وتطويرها من‬
‫اجل تنمية شخصية‪ B‬المسترشد‪ B‬وتعديل سلوكه نحو األفضل ‪ .‬واتفق الجميع بال‬
‫استثناء علي أن أهميتها األولي تكمن في كونها وسيلة فاعلة في تحقيق الفهم‬
‫المتبادل بين كل من المرشد والمسترشد علي حد سواء ويؤكد تروتزر علي أهميه‬
‫فنية اإلنصات إذا استخدمها المرشد النفسي بايجابية مطلقة لفهم المسترشد وفهم‬
‫مشكالته مما يدعم اتصاالته معه ‪.‬‬

‫مما ال ريب فيه ‪ ,‬عندما يستخدم المرشد النفسي فنية اإلنصات بصورة جيدة‬
‫وبكفاءة علية فانه بذلك يحقق معني الفهم التعاطفي للمسترشد والفهم العميق لكل‬
‫ما يقوله وما يتفوه به وذلك من خالل ما يرد إليه وما استمعه منه في صورة كلمات‬
‫تعكس فهمه له واحساسة بة ‘ مما يوفر الشعور باالرتياح لدية فيقبل على المرشد‬
‫النفسي بلنفتاح بال حدود ‘ ويقبل على المقابالت االرشادية بانتظام بال تخلف ‪0‬‬
‫ويتبلور الفهم التعاطفي خالل مظاهر التقبل واالحترام والرعاية التي يتضمنها‬
‫مفهوم االنصات الجيد والتي يحس بها المسترشد عندما يستخدم فنية االنصات‬
‫بالصور االيجابية المطلوبة منها‪0‬‬
‫عندما يستخدم المرشد النفسي فنية االنصات بالكفاءة المرجوة منها فانة بذلك‬
‫يحقق الشعور بالرضا والسعادة لدى المسترشد النه يحس ويشعر بمدى تقبله من‬
‫المرشد وتقبل ما يرويه ويحكي عنه ومدى احترامه لشخصه واحترام ما يعرضه‬
‫عليه ‪ ،‬وما يفكر فيه ‪ ،‬ومدى رعايته لحالته ‪ ،‬ورعاية ما يبديه‪ B‬ويحس به ان تحقق‬
‫معنى التقبل (‪ )acceptance‬للمسترشد‪ B‬جعله يشعر بانه مرغوب فيه ‪ ،‬وانه غير‬
‫مهمل وال مرفوض من قبل المرشد النفسي وان كالمه وحديثه‪ B‬معه بما يقابل به من‬
‫حسن اصغاء منه له اهمية خاصة اليغفلها المرشد ولم يتجاهلها‪ ،‬مما يجعله ينفتح‬
‫على نفسه فيدلي بما يخفيه بال تحفظ ان تحقيق معنى االحترام ( ‪)respect‬‬
‫للمسترشد بما يوفره االنصات الجيد له من فرصة مفتوحة يجعلة يعبر عن نفسه‬
‫وعما يحس به ويراه بحريه تامة دون مقاطعة وبال تدخل فيما يرويه ومن ثم‬
‫يشعره بكيانه االنساني يشعره بمدى اهمية وجودة في المقابالت الرشادية فيدعم‬
‫ذاته ويؤكد هويته‪ B‬ان تحقيق معنى الرعاية ( ‪ )caring‬للمسترشد‪ B‬بما يوفره‬
‫االنصات الجيد من اهتمام بحالته يجعله يثق في اخالص المرشد النفسي وقدرته‬
‫على مساعدته في تخطي صعوبات تكيفه وعبور ازماته النفسية التي يعاني منها‬
‫وبناء عليه فان مظاهر التقبل واالحترام والرعاية التي تضمنها فنية االنصات اذا‬
‫استخدمت بصورتها االيجابية تحقق معنى الفهم التعاطفي للمسترشد ‪0‬‬

‫ويؤكد شرتزروستون ( ‪ )shertzer & stone 1974‬على اهمية‪ B‬االنصات‬


‫في انه يسهل سبل الفهم العميق اكل ما يبديه‪ B‬المسترشد‪ B‬من معاني وخبرات يمتلكها‬
‫‪ ،‬مما يجعل المرشد النفسي يحس بها ويدركها ‪ ،‬كما لو كان هو المسترشد نفسه‬
‫ومن جهة اخرى عندما يستخدم المرشد النفسي فنية االنصات فكانه يقول‬
‫للمسترشد بانه مهتم به وبما يريد ان يعبر عنه وانه مرهف لكل ما يخبر به ‪0‬‬
‫ويشير ستيورات‪ B‬وكاش االصغر (‪ )stewart & cashjr 1974‬الى اهمية‬
‫استخدام فنية االنصات في تحقيق التغذية الرجعية الجيدة ‪ ،‬وذلك برد ما يقوله‬
‫المسترشد‪ B‬بعبارات من المرشد ‪ ،‬مما يؤكد مدى فهمة له وتواصلة معه واضافا ان‬
‫االستخدام الردىء لفنية االنصات يثبط الدوافع عند المسترشد فال يتفاعل معه‬
‫المرشد وال يقبل عليه مما ينتج‪ B‬عنه نقصا في المعلومات المتحصل عليها منه ‪0‬‬
‫ويشبه‪ B‬بيتروفسا واخرون (‪ ) pietrofesa & others 1978‬االنصات الجيد‬
‫بحجر االساس الذي يبني‪ B‬عليه كل االدوار العليا لالستجابات المساعدة للمسترشد‪0 B‬‬
‫ويؤكد بريستلي‪ B‬وما كجوير ( ‪ )priestley & mcguirs 1983‬على ان االنصات‬
‫اليعتبر فنية سلبية ولكنها فنية ايجابية نشطة تتضمن سلوكيات مرئية موجهة‬
‫مباشرة الى الفرد المتكلم ومشجعة له على استمرار في حديثه‪ B‬واذا فشل المرشد‬
‫النفسي في استخدامها بطريقة رديئة فان تاثيرها على المسترشد سيكون سيئا النه‬
‫سيتوقف عن الكالم ولن يسترسل‪ B‬فيه ‪0‬‬

‫أهداف اإلنصات الجيد ‪:goals of good listening‬‬

‫لما كانت األهمية األولى الستخدام فنية اإلنصات تكمن في تحقيق الفهم العميق لما‬
‫يقوله المسترشد ‘ولما يخفيه بين عبارته وخلف كلماته ‘ فان اإلنصات الجيد‬
‫الممزوج‪ B‬بالفهم العميق يجب تحقيق أهدافا هامة نذكر بعضها على سبيل المثال ‘‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬فهم كل ما يفكر فيه المسترشد‪ B‬وما يشير به نحو نفسه والتعرف على طرق‬
‫تفكيرة وكيفية استبصاره الداخلي لذاته ‪0‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فهم كل ما يفكر فيه المسترشد وما يشعر بة نحو اآلخرين والسيما هؤالء‬
‫الذين لهم بصمات واضحة على حياته ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فهم رؤية المسترشد لحالته وهى أحساسة بها وكيفية مشاعره نحوها‬
‫وطريقة مناقشته لعناصرها وبنودها ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬فهم رؤية المسترشد المستقبلية حول نفسه ونظرته‪ B‬المستقبلية‪ B‬حول حياته‬
‫ومدى توقعاته وطموحاته المترقبة من المقابالت اإلرشادية ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬فهم كيفية ممارسة المسترشد للحيل الدفاعية (‪defense‬‬


‫‪ ) mechanisms‬في ظل نظام القيم الذي يؤمن به وفي إطار فلسفته في الحياة ‪0‬‬

‫صعوبات في استخدام فنية اإلنصات‬


‫‪in using the listening technique difficulties‬‬

‫يعتبر استخدام فنية اإلنصات بالنسبة للمرشد النفسي والسيما حديث التخرج‬
‫المبتدى في ممارسة‪ B‬مهنة اإلرشاد والعالج النفسي ألنها تتطلب كفاءة مهنة‪ B‬عالية‬
‫حتى يتم استخدامها بالجودة المرجوة منها‪.‬‬
‫يتطلب اإلنصات الجيد من المرشد النفسي ان يخلي ذهنه تماما مما يشغله عن‬
‫المسترشد‪، B‬‬
‫ومما يجعله شادا عما يقوله ويتحدث به لكي يكون حاضر الذهن باستمرار‪ B‬وحاضر‬
‫البديهه علي الفور الستقبال كل ما يرسله المسترشد من معلومات خالل المقابلة‬
‫االرشادية ‪ .‬ومن ثم فان المرشد النفسي مطالب بان ينسي نفسه تماما وان يلقي‬
‫خلف ظهره بمشاعره واحاسيسه حول نفسه وما يساوره من افكار تتعلق بها وان‬
‫يتجاهل كل ما ينتابه من مخاوف ومظاهر للخوف والقلق والغضب التي ال يخلو‬
‫منها أي فرد كان في أي لحظه من لحظات عمره لكي يصب كل انتباهه علي‬
‫المسترشد‪ B‬ويوجه كل مشاعره واحاسيسه‪ B‬نحوه ‪ .‬وهذا بالطبع يصعب تحقيقه في‬
‫الحياة اليوميه العامة للبشر اجمعين بما فيهم المرشدين النفسيين ‪ ,‬وال سيما هؤالء‬
‫المتدبين الجدد في مهنتهم االرشادية الذين غالبا ما يمارسونها تحت مالحظة دقيقة‬
‫من مشرفيهم المدربين واساتذتهم التربوين من غرفة المالحظة مما يجعلهم في‬
‫قلق مستمر‪ B‬فينشغون عن االنصات بالتفكير في االختيار الجديد لالستجابات اللفظية‬
‫المسموعة التي يمكن ان يردوا بها علي المسترشدين خالل مقابلتهم اارشادية في‬
‫غرفة االرشاد النفسي ‪.‬‬
‫يتطب االنصات الجيد الحساسية المرهفة طريق التي يصوغ بها المسترشد‬
‫عباراته ‪ ,‬ولنغمة التي ينطق بها كلماته ‪ ,‬ولالنفعاالت التي تصاحب تعبيراته ‪ .‬ومن‬
‫ثم فان المرشد النفسي مطالب بان يكون مرهف الحس كل ما يقوله المسترشد ولكل‬
‫ما يصاحب كالمه من انفعاالت منعكسه علي وجهه او علي بعض اعضاء جسمه ‪.‬‬
‫ان الفهم الواضح للطريقة التي يصوغ بها المسترشد عباراته ‪ ,‬يمكن ان يستد ل‬
‫منه علي نوع التفكير الذي يتصف به لتحديد ما اذا كان عميقا او سطحيا ما اذا كان‬
‫مرتبا او مبعثرا ما اذا كان مصيبا او مخطئ ‪ .‬ان الفهم الواضح للنغمه التي ينطق‬
‫بها المسترشد‪ B‬كلماته يستدل منه علي مدي تاثيرها عليه لتحديد ما اذا كانت هامه‬
‫له ذا انطباع خاص منعكس عليه ام انها ال تمثل شيئا يذكر في حياته ‪ .‬ان الفهم‬
‫الواضح لالنفعاالت التي تصاحب تعيراته يستدل منه‪ B‬علي مدي احساسه بمشكالته‪B‬‬
‫ومشاعره نحوها لتحديد ما اذا كان متاثرا بها ومنفعال لها ام انها ال تمثل‪ B‬خطوره‬
‫علي سلوكياته ‪ .‬وهذا ما قد يصعب تحقيقه بالكفاءة المرجوه في االحوال العادية مع‬
‫المرشدين النفسيين المفتقرين الي الخبرة الطويلة في الممارسه المهنيه الجيدة ‪.‬‬
‫ويتطلب االنصات الجيد المتميز‪ B‬بالعمق الشديد من المرشد النفسي ان يكون متسع‬
‫االفق وقادرا علي التنبؤ ‪،‬حيثان اتساع االق و القدرة عي التنبؤ‪ B‬من جانب المرشد‬
‫النفسي يسهم الي حد كبير في استخدام فنية اإلنصات‬
‫بالكفاءة الموجودة ‪ ،‬و من ثم ‪،‬فان المرشد النفسي مطالب بان يكون متميزا‬
‫باتساع األفق حتى يمكنه ربط اإلحداث التي يدلي بها المسترشد مع بعضها لنسج‬
‫خلفية عريضة حول حالته‪ ،‬متضمنة كل كبيرة و صغيرة فيها‪ ،‬و حتى يكون ملما‬
‫بتفصيالتها و جزيئاتها ‪ ،‬ما ظهر منها و ما بطن ‪ ،‬كما انه مطالب أيضا بان يكون‬
‫متميزا بالقدرة علي التنبؤ بما يمكن ان ان يقوله المسترشد‪ B‬النفسي له بل ان يتفوه‬
‫به ‪ ،‬و بما يحاول لن يخفيه خلف كلماته و بين عباراته ‪ ،‬و بما يعجز عن اإلفصاح‬
‫عنه النطوائه أو خجله ‪ ،‬و بالتالي يستجيب‪ B‬المرشد النفسي له‪ ،‬و بما يقوله ‪ ،‬و لما‬
‫يستشفه‪ B‬من ثنايا حديثه‪ B‬علي حد سواء ‪ ،‬مما يجعله ينفذه مما عجز عن لتعبير عن‬
‫نفسه بالكلمات و العبارات ‪،‬هذا األمر ليس سهال كما يظنه البعض ‪ ،‬و لكن صعوبته‪B‬‬
‫تكمن في ضرورة تمتع المرشد النفسي له بحاسة سادسة ‪ ،‬و أذن ثالثة حتى‬
‫يستطيع أن ينتشل ما قد يغرق في نفس المرشد ن و حتى ينقذ ما تتقاذفه أمواج‬
‫العبارات و تالطم الكلمات من مشاعر و أحاسيس و أفكار تتصارع في أعماقه‬
‫لتري النور علي لسانه ‪.‬‬
‫و يشير باركر (‪ )Barker,1971‬إلي عدد من الصعوبات التي قد تواجه المرشد‬
‫النفسي عندما يستخدم فنية اإلنصات بشكل جيد‪ ،‬مما قد يضعف استخدامها و‬
‫يفقدها أهدافها‪،‬و تواجه المرشد أول صعوبات في استخدامه لفنية اإلنصات عندما‬
‫يتخلي عن استعداده العقلي و العضوي الذي يدعمها و يقويها‪،‬حيث ال يوجد شئ‬
‫اسؤا و ال أضل سبيال من جلوس المسترشد‪ B‬أمام المرشد الذي يفتح له قلبه و‬
‫يخبره بكل ما يحس به و يشعر ‪ ،‬ثم بعد ذلك يكتشف انه يناقشه في موضوع أخر‬
‫مغاير لما جاء من اجله‪ ،‬أو أنه مصم إلذنيه فلم يستمع إلي حرف واحد مما قاله ‪ ،‬و‬
‫يؤكد باركر علي صعوبة أخرى تتمثل في مدي قدرة المرشد النفسي علي احترام‬
‫لغة المسترشد و لهجته إذا كانت متميزة بلكنة ريبة‪ B‬أو ير مفهومة‪B.‬‬
‫و يحذر باركر المرشد النفسي من إبداء أيه سخرية من حديث المسترشد مؤكدا‬
‫علي احترامه له مهما كانت لغته أو لهجته فيجب عليه ان ينصت إليه بعناية‬
‫ورعاية بال لمز وال همز ‪ .‬ومن ثم يجب علي المرشد النفسي أن يكون صبورا‬
‫ومتسامحا ليستقبل ما يدلي به المسترشد بإنصات مرهف حتى يفهم كل ما يتناقل‬
‫علي لسانه من كلمات شقت طريقها إليه بصعوبة وحتى ينقذه المرشد النفسي من‬
‫الجهد الشاق الذي يعانيه‪ B‬في إخراج هذه الكلمات من فمه يجب عليه أن يركز علي‬
‫النقاط الهامة في الحديث فقط دون التطرق إلي تفرعاته وتفصيالته‪. B‬‬

‫مراحل اإلنصات ‪:‬‬


‫يوجد ثالث مراحل أساسية لإلنصات تتمثل‪ B‬في اإلنصات العاطفي ‪ ,‬و االنصات‬
‫النشط ‪،‬و االنصات االنتقادي‪،‬حيث يتميز كل نوع خاص من التركيز الذي يفيد‬
‫المرشد النفسي و يساعده في ادارة المنقشة‪ B‬و تقلي المعلومات خالل المقابلة‬
‫االرشادية ‪ .‬و يمكن عرض المراحل الثالث علي النحو التالي ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬االنصات العاطفي ‪: Empathic Listening‬‬
‫ان أول مرحلة لالنصات يجب ان يسلكها المرشد النفسي هي مرحلة االنصات‬
‫التعاطفي هع المسترشد مما يدعم التواصل الجيد معه ‪،‬و يعمق الثقة في نفسه‪ B‬حول‬
‫ما يقدمه له‪،‬و هذا مما يدفع المرشد النفسي الي ان يذهب مع المسترشد الي حيثما‬
‫يريد ان ياحذه حتي يدرك انه متفاهم معه و مع كل ما يبدر منه من كلمات ‪ ،‬و ما‬
‫يدلي به من معلومات ‪،‬لذلك يعتبر االنصات التعاطفي استجابة كاملة من قبل المرشد‬
‫لكل ما يعرضه المسترشد تما يتضمنه‪ B‬من معاني التعاطف الوجداني‪ ،‬التاكيد الذاتي‪،‬‬
‫و االرتياح النفسي‪ ،‬و ال سيما في حالة شكواه من االزمات النفسية االنفعالية التي‬
‫تتعلق بالنيل من ذاته علي وجه الخصوص مثل ما قد يتعرض له من تحقير او من‬
‫تجريح او دنو من شانه او االستهانة‪ B‬بقدره‪،‬و لعل بعض االستجابات اللفظية التي‬
‫نعرضها فيما يلي تدعم مفهوم االنصات التعاطفي اذا اتبعته مباشرة علي النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫(‪ )1‬المسترشد في حالة غضب و انكار‪:‬‬
‫‪ ‬انا لست سيئا لهذا الحد المشين‬
‫‪ ‬من قال انني غير كفء في عملي‬
‫‪ ‬انني افضل من غيري بكثير‬
‫المرشد النفسي بعد االنصات العاطفي‪:‬‬
‫ليس من حق أي احد ان يحكم عليك بانك سئ او جيد‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاءة في العمل امر تحدده اوامر كثيرة منها الجودة في االنتاج‪،‬المواظبة‬ ‫‪-‬‬
‫في الحضور‪،‬التعاون مع الزمالء و الرؤساء‪ .... ،‬وغيرها‪.‬‬
‫ليس من المعقول ان نري انفسنا افضل من غيرنا قبل ان نتعرف علي‬ ‫‪-‬‬
‫حسناتها و ندعمها و نري سيئاتنا فنتالفاها‪.‬‬
‫‪ -‬المسترشد في حالة ياس‪:‬‬
‫* لقد ارتكبت كثيرا من الذنوب‪،‬ز نويت ان اتوب‪ ،‬اخشي اال يقبل هللا تويتي‬

‫‪ ‬انا دائما مصاب بالكوارث‪ ،‬ال ادري لماذا يختارني القدر من بين الناس‬
‫جميعا ليصب فوق راسي كوارثه‪.‬‬

‫المرشد النفسي بعد االنصات العاظفي ‪:‬‬


‫_ قال تعالي في سورة الزمر‪ ،‬االية (‪ ( :)53‬قل يا عبادي الذين اسرفوا علي‬
‫انفسهم ال تقنطوا من رخمة هللا )‬
‫_ فد تكون االصابة بالكوارث تكقيرا عن الذنوب \‪ ،‬و قد تكون امتحانا من هللا‬
‫سبحانه و تعالي يختبر بها القلوب‪ .‬و في كلتا الحالتين تجد امر المؤمن كله خير اذا‬
‫شكر و اذا صبر و لعل قول الحق عز و جل في سورة العنكبوت االيات (‪)2.3‬يخفف‬
‫عنك ما تقاسيه‪ B(:‬احسب الناس ان يتركوا ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم ال يفتنون‪،‬‬
‫و لقد الذين من قبلهم فليعلمن هللا الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين)‬

‫‪ -3‬المسترشد في حالة استجداء االستعطاف‪:‬‬


‫* انا اعرف نفسي‪ ،‬انا قليل الحيلة‪ ،‬يقول عني الناس انني ال اصد و ال ارد‪ ،‬ما‬
‫فعلت شيئا قط في حياتي‪.‬‬
‫* ان ساوكي دائما ال يعجب الناس ‪ ،‬يتهموني‪ B‬دائما بالفشل‪ ،‬اسمعهم يقولون عني‬
‫انه ال ينفع يرجي منه‪.‬‬
‫المرشد النفسي بعد االنصات التعاطفي‪:‬‬
‫‪ ‬لعل قول هللا تعالي في سورة البقرة يجعلنا نري انفسنا علي حقيقتها ( ال‬
‫يكلف هللا نفسا اال وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا ال تؤاجذنا‬
‫ان نسينا او اخطانا ربنا ال تحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا‬
‫ربنا و ال تحملنا ما ال طاقة لنا به )‬
‫‪ ‬دعنا نري معا بعض من هذا السلوك الذي ال يعجب الناس‪ ،‬و دعنا نتناقش‬
‫معا حول ما يتهمونك بانك قشلت قيه حتي نقف علي الحقبقة الن كالم الناس‬
‫ليس امرا مسلما به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلنصات النشط‪:‬‬


‫يجب علي المرشد النفسي الجيد ن ز الكفء في عمله ان يتدزج بالمسترشد من‬
‫مرحلة االتصات التعاطفي بعد تدعيم التواصل الجيد بينهما الي مرحلة االنصات‬
‫النشط التي تتميز بكونها استجابة تلقتئية‪ B‬متضمنة التغذية الراجعية الفورية‪ B‬لسلوك‬
‫المسترشد‪ B‬اللفظي و غير اللفظي كرد فعل طبيعي لكل ما يقوله و يفعله خالل‬
‫المقابلة االرشادية‪.‬و بناء عليه يبدي المرشد النفسي خالل االنصات النشط اهتمامه‪B‬‬
‫بالمسترشد‪ B،‬فهمه حالته‪،‬و ما يمكن ان يرد به عليه بوضوح استجابة لما يبدر منه‬
‫من قول و فعل حتي ينشطه و يشجعه لالسترسال في الحديث دون تردد‪.‬و لعل‬
‫بعض االسئلة التي نوردها فبما يلي توضح‪ B‬مفهوم االتصات النشط اذا أعقبته‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬في حالة تنشيط المسترشد علي الكالم‪:‬‬


‫‪ ‬المرشد النفسي‪ :‬حسنا جدا‪ ،‬انا أتابع كالمك باهتمام‪ ،‬تفضل استمر فيما تريد‬
‫ان تقوله لي‪.‬‬
‫بالشك انا افهم ما تقوله جيدا‪ .‬ال تتردد في ان تخبرني بكل ما تريد‪.‬‬
‫يبدو لي أنك متردد في االسترسال في حديثك‪ .‬يسعدني أن أسمع منك كل شيء‬
‫عنك‪.‬‬

‫(‪)2‬في حالة تنشيط المسترشد للتعبير عن مشاعره‪:‬‬


‫* المرشد النفسي‪ :‬كيف كان شعورك عندما حدث لك ذلك في أول مرة ؟‬
‫ليتك تخبرني عن مشاعرك عندما علمت أن زوجتك حامل‪،‬‬
‫ماذا كان شعورك عندما وضعت لك زوجتك بنتا؟‬

‫ثالثا‪-‬االنصات االنتقادي ‪:Crtical Listening‬‬


‫يمكن للمرشد النفسي أن يصل الي المرحلة الثالثة لالنصات و هي االنصات‬
‫االنتقادي بعد عبوره المرحلتين السابقتين مترجا من مرحلة االنصات التعاطفي‬
‫الي مرحلة االنصات النشط‪ ،‬اذا دعت الضرورة الي ذلك‪ ،‬و يمكنه‪ B‬االستغناء عن‬
‫الوصول اليها ان لم يكن هناك ضروورة لها‪ .‬و تتصف‪ B‬هذه المرحلة بكونها‬
‫سلبية بطبيعتها النها تعتبر مضيعة للوقت و للمجهود حيث يستنفدان في‬
‫محاولة التوصل الي فهم ما قد يكون غامضا في حديث المسترشد‪ ،‬أو ما قد‬
‫يكون غير واضح في حالته حتي يمكن للمرشد النفسي أن يتابع ادارته للمناقشة‬
‫في المقابلة علي أسس من الفهم الواضح لكل كبيرة و صغيرة تتعلق‬
‫بالمسترشد‪ B.‬و هناك بعض الحاالت التي يمكن أن يستخدم غيها المرشد النفسي‬
‫مرحلة االنصات االنتقادي نوردها علي النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )1‬حالة التفصيالت المملة‪:‬‬


‫يجد المرشد النفسي في حالة انصات تام لما يتحدث عنه المسترشد‪ B‬النفسي‬
‫بتفصيالت طويلة مملة قد ال تمت بصلة لحالته التي يعاني منها و التي جاء من أجل‬
‫مساعدته في حل مشكالتها‪ .‬و يبدو علي المسترشد‪ B‬أنه يتحدث من أجل الكالم فقط‬
‫ليس اال‪ ،‬دون أي اعتبار لوقت المقابلة الثمين الذي يستنفذ‪ B‬فيما ال ينفع و ال يفيد‪ .‬و‬
‫يحاول المسترشد‪ B‬أن يسحب نعه المرشد من موضوع الي موضوع اخر‪ ،‬و من‬
‫جزئية الي اخري‪ ،‬متخبطا في كالمه‪ ،‬غيرمرتب الفكاره‪ ،‬وال مباليا بمشلعر غيره‪،‬‬
‫وكان من حقه المطلق أن يتكلم دون أن يتوقف ومن واجب المرشد‪،‬بل وفرضا عليه‬
‫أن ينصت دون أن يعترض او يتذمر‪ .‬عندما يصل الحال الي هذا المنوال‪ ،‬يجب علي‬
‫المرشد النفسي أن يستخدم الصمت االنتقادي حيث يوقف المسترشد‪ B‬عن الكالم و‬
‫يمنعه من االسترسال فيه‪ ،‬محاوال ان يلقت نظره الي خروجه عن الحديث ورده مرة‬
‫اخري الي صلب الموضوع‪ .‬ولعل االستجابات اللفظية االتية‪ B‬توضح ما نقصد اليه‬
‫اذا بدرت عن المرشد النفسي عقب االنصات االنتقادي مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد النفسي‪ :‬لقد بدات حديثك عن العالقة التي تدهورت بينك و بين‬
‫زوجتك بسبب سوء أحوالكما المادية‪ ،‬ثم انتقلت بالحديث الي استحسانك‬
‫لمبارة كأس العالم في كرة القدم التي تعرض االن علي شاشة التلفاز‪ .‬ارجو‬
‫ان تركز معي حتي نحدد من اين نبدأ؟‬

‫أري أنك سردت لي أحداثا كثيرة متناثرة حول حمل زوجتك‪،‬و رسوب ابن أختك‬
‫في الثانوية العامة‪ ،‬خالفاتك مع رئيسك المباشر في العمل‪ ،‬ارتفاع مستوي‪B‬‬
‫المعيشة‪ ،‬خروج النادي المفضل لك من دوري كرة القدم هذا العام‪ .‬اظن أنه من‬
‫االفضل لنا أن نركز حديثنا حول ما تعاني منه فعال من صعوبات أدت بك الي‬
‫الحضور هنا‪.‬‬

‫(‪ )2‬حالة ازدياد معدل السرعة في الحديث‪:‬‬


‫عندما يتحدث الفرد العادي بسرعة في حدود المعدل المتعارف عليه فسيولوجيا‬
‫وهو ‪ 200‬كلمة في الدقيقة‪ ،‬أو أقل منه‪ B،‬فانه يمكن الي مستمع اليه ان يستمع‬
‫بالنصات الحيد له وان يستوعب كل ما يقوله فيفهم كالمه ويرد عليه دون‬
‫صعوبة وبال مشقة‪ .‬عندما تخرج الكلنات من فم المتجدث بسرعة معتدلة‪،‬‬
‫فتكون واضحة ومفهومة ويمكن الي فرد منصت لها أن يستوعبها و‬
‫يفهمها‪.‬ولكن يوجد فئة من الناس يتحدثون بسرعة فائقة بدرجة اكبر من‬
‫المعدل المذكور مما يفقد المستمع‪ B‬اليهم التركيز في االنصات واالستيعاب لكل ما‬
‫يقولونه‪،‬وبالتالي ال بفهم كالمهم واليدرك ما يقصدون اليه‪ ،‬واذا صادف المرشد‬
‫النفسي مسترشدا ينتمي لهذه لبفءة من الناس‪،‬و اذا شعر انه لم يتابعه في‬
‫حديثه‪،‬و‪ B‬انه لم يفهن كالمه بعد انصات مجهد البه‪ ،‬فال يخجل في أن يوقفه‬
‫مستدركا موقفه بأن يهديء من السرعة في كالمه و ان يتحدث بمعدل مما‬
‫يتحدث به حتي يمكن له استيعاب ما يرويه‪ B‬وما يحكي عنه‪ .‬ولعل بعض‬
‫االستجابات اللفظية التي نوردها فيما يلي تفيد اذا استخدمها المرشد النفسي‬
‫عقب االنصات االنتقادي مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد النفسي‪ :‬عفوا !! أنا لم أتمكن من متابعة كلماتك المتفقة المتالحقة‪،‬‬
‫ليتك تعيدها علي مرة اخري‪ ،‬ولتكن بسرعة اقل من ذي قبل‪.‬‬
‫علي مهلك! لما هذه العجلة في الحديث؟! ليس هناك ما يدفعنا الي أن نلقي بما‬
‫لدينا كاه دفعة واحدة في أقل من دقيقة‪.‬‬
‫اشعر و كأنك تحمل عبئا ثقيال علي كاهلك تريد أن تدفعه عنك بأقصي سرعة‬
‫ممكنة‪ .‬ما رأيك اذا رويت لي ما تعانيه مرة اخري متمهال في الكالم‪.‬‬

‫(‪ )3‬حالة التجمد في السلوك‪:‬‬


‫ان كثيرا من المسترشدين غالبا يكونون ذوى عقلية متحجرة و تفكير متجمد‪،‬‬
‫مما يجعل سلوكهم غير مرن‪ ،‬فيتخذون مواقف عدائية‪ B‬لكل ما هو مخالف لهم‬
‫في الفكر‪ ،‬أو متناقض معهم في الرأي‪ .‬لذلك كان من واجبات المرشد النفسي‬
‫االولي‪ ،‬مساعدة المسترشد‪ B‬علي تغيير اتجاهاته غير الصحيحة و استبدالها‬
‫باتجاهات أخري سلمية‪ B‬نخو نفسه و نحو االخرين حتي يري العالم المحيط به‬
‫برؤية جديدة صادقة‪،‬و يري نفسه فيه برؤية متطورة واضحة‪ ،‬معتمدا في ذلك‬
‫علي تنقية‪ B‬أفكاره مما يشوبها من الالمعقول و غير منطقي‪ .‬وبناء عليه يمكن‬
‫للمسترشد أن يفكر بعقلية متحررة ‪ ،‬فيري االمور علي حقيقتها بموضوعية‪B‬‬
‫مجردة‪ ،‬فيقبل منها ما يدخل ضمن النظام القيم الذي يؤمن به و يرفض منها مع‬
‫ما يتعارض مع مبادئه‪ .‬وعندما يشعر المرشد النفسي أن مسترشده مستمرا في‬
‫سرد ما يرويه‪ B‬بتجمد ملحوظ‪ ،‬عليه أن يتدارك الموقف بصمت انتقادي يعقبه‬
‫استجابات لفظية كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المرشد النقسي‪ :‬اعتقد انه ليس من المعقول‪،‬و من المنطق ان تري نفسك‬


‫انت وحدك علي حق‪ ،‬وكل هؤالء البشر علي باطل‪.‬‬
‫‪ :‬أري أنك تريد ان تخاصم العالم كله و تنعزل عنه النك تري سلوك الناس‬
‫مخالف لما تسلكه انت‪.‬‬
‫‪ :‬ال أظن أن بمقدرة أي فرد كان ان يعيش بمعزل عن االخرين‪ ،‬و ان يناصبهم‬
‫العداء لمجرد انه اختلف معهم في الراي‪.‬‬

‫‪: Practicing the Good Listening‬‬ ‫التدريب علي االنصات الجيد‬


‫يجب علي كل مرشد نفسي‪ ،‬و ال سيما الحديث في تخرجه‪ ،‬المبتديءفي عمله‬
‫ان يتدرب علي كيفية استخدام فنية االنصات بصورة جيدة لكي تحقق أهدافها‬
‫بالكفاءة المرجوة منها‪ .‬و لعل افضل طريفة يقترخها للتدريب المثمر الفعال‬
‫يمكن ان تكون خالل التغذية الرجعية الذاتية التي يتبعها المرشد النقسي بعد‬
‫االنتهاء من المقابلة االرشادية و السنماع الي تسجيلها سواء كان ذلك بوساطة‬
‫شرائط التسجيل السمعي او شرائط التسجيل المرئي‪ .‬عندما يستمع‪ B‬النفسي في‬
‫كل مرة الي صوت المسترشد المسجل‪ ،‬يجب عليه ان يبطل المسجل مباشرة‪،‬و‬
‫ان يعيد كتابة ما استمع‬
‫اليه‪ .‬من التسجيل الصوتي للمسترشد باسلوبه و عباراته وكلماته هو‪ ،‬وان‬
‫يكتب أيضا ما يحسه و ما يتلمسه‪ B‬من مشاعر دفيئة‪ B‬عبر عنها المسترشد بين‬
‫عباراته وخلف كلماته كما أظهرتها نبرات صوته‪،‬و نغمة الحديث‪،‬وتغيير‪B‬‬
‫انفعاالنه‪.‬‬
‫وبمكن للمرشد التفسي ان يكف عن ممارسة التغذية الراجعة الذالتية للتدريب‬
‫علي استخدام فنية االنصات‪ ،‬عندما يتأكد انه أصبح كفئا لها‪،‬وانه بمقدوره ان‬
‫يستخدمها بالكفاءة المرتقبة‪ B‬منه‪ .‬ولكننا ننصح‪ B‬بان يتبع هذا التدريب يدريبا اخر‬
‫حيا يمارسه‪ B‬المرشد مع المسترشد خالل المقابلة االرشادية حتي يدعم به‬
‫تدريبه‪ B‬االول‪ .‬ويتضمن التدريب الثاني ام يعيد المرشد النفسي صياغة العبارات‬
‫التي يتفوه بها المسترشد بكلمات مغايرة لكلماته ولكنها تحمل نفس المعني‪.‬و‬
‫هذا يدخل ضمن الفنية التالية (فنية اعادة العبارات) التي سيأتي شرحها‬
‫بالتفصيل‪ B‬مع ضرب أمثلة عليها عبر الصفحات القليلة القادمة ان شاء هللا‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫قواعد االنصات الجيد ‪Rules for Good Listening‬‬


‫يمكن للمرشد النفسي ان يستخدم فنية االنصات بالكفاءة المطلوبة اذا راعي‬
‫عددا من القواعد الهامة التي تسهم الي حد كبير قي جودة استخدامها ما يجعلها‬
‫تحقق االهداف المرجوة منها‪ .‬و فيما يلي سردا تفصيلها لعدد منها علي سبيل‬
‫المثال‪ ،‬نورده علي النحو التالي‪:‬‬

‫اوال‪:‬االنصات الي النقاط الهامة حول الذات‪:‬‬


‫قد يكون المسترشد ثرثارا بطبيعته‪،‬وقد يكون أكثر انفتاحا علي المرشد متقبال‬
‫له‪ ،‬مما يجعله يدلي بمعلومات كثيرة حول حالته معتقدا بانها تفيده‪،‬و انها تسهم‬
‫في تطوالها‪ ،‬غير امه ال شعوريا قد يخفي الكثير و الهام منها في ثناياها‪ ،‬فال‬
‫يخبر عنها مباشرة و ال يأتي ذكرها صراحة في حديثه‪.‬‬
‫لذلك فان سرعة البديهة التي يجب ان يتميز بها المرشد النفسي و حضورها‬
‫عنده تمكنه‪ B‬من ممارسة اإلنصات النشط الذي يشجع به المسترشد علي‬
‫االسترسال في كالمه دون ان يخفي شيئا منه‪ B،‬فيستمع اله و ينصت الي ما‬
‫يقوله صراحة‪,‬ومن ناحية اخري يحاول المرشد النفسي ان يعي و يدرك المعاني‬
‫الخفية المختبئة بين العبارات التي يتفوه بها باحساسه المرهف لنغمة صوته‬
‫ونبرته‪ B،‬والنفعاالته المصاحبة لكلماته التي تنساب تلقائيا علي لسانه‪ ،‬إن تركيز‬
‫المرشد النفسي علي مشاعر المسترشد ومضمون كالمه يفيده في الحصول‬
‫علي المعلومات الهامة و الصحيحة حول خبراته السابقة وحول سلوكه المعبر‬
‫عن مشاعره الدفينة‪.‬وليكن نصب عينيه‪،‬وال يغيب عن ذهنه ما يريد ان ينصت‬
‫اليه ليلتقط منه‪ B‬ما يسهم في تنفيذ إستراتجيتها اإلرشادية من اجل تطوير‬
‫شخصية المسترشد و تعديل سلوكه ان اإلنصات الجيد للنقاط الهامة التي‬
‫يلتقطها المرشد حول ذات المسترشد‪ B‬تفيده في وضع اللبنات األساسية في بنيان‬
‫المساعدة التي يعي بكل جهد ان يقدمها له حتي يعبر ازماته التي يعاني منها‪.‬‬
‫ولعل الحوار التالي بين مرشد ومسترشد يدل علي ما قصدنا اليه من كشف ما‬
‫هو مستور‪ B‬من معلومات بدرجة اكبر من التركيز علي ما هو ظاهر منها فعال‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ B:‬ال ادرى في الحقيقة لماذا أسارع امام والدي ألداء فريضة‪B‬‬
‫الصالة أنني أشعر بأنه راض علي كلما فعلت ذلك‪ .‬هل تدري أنني كنت اؤدي‬
‫حركاتها دون أي احساس بها؟! ولعلني أذكرها االن صراحة أمامك‪ ،‬بانني‬
‫في أغلب االحيان كنت أؤديها بال وضوء‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد‪ :‬ان لم تؤد فريضة الصالة أمام والدك‪ ،‬هل كان يسأل عن ذلك؟‬
‫‪ ‬المسترشد‪ B:‬نعم‪ ،‬كان يسأل والدتي أحيانا‪ ،‬وكان يسألني انا شخصيا كلما‬
‫حضر الي المنزل من عمله‪ .‬كنت اكذب عليه بأنني أديتها ‪،‬و لكن والدتي‬
‫كانت تخبره بالحقيقة‪ ،‬فيسارع الي ضربي‪ B،‬ويضاعفه لي علي كذبي‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد‪ :‬أري انك تؤدي حركات الصالة بدون احساس بها‪،‬و بال وضوء‪،‬‬
‫ارضاء لوالدك فقط‪ ،‬و خوفا من عقابه لك اذا لم تؤديها‪ .‬ومن ثم أصبحت‬
‫الصالة بالنسبة‪ B‬لك مجرد عادة تمارسها لتكف األذى عن نفسك و لتكسب بها‬
‫رضاء والدك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االنصات الي النقاط المتكررة في حديث المسترشد‪:‬‬


‫عندما يشعر المسترشد بان هناك شيئا هاما في حياته يريد ان يخبر عنه المرشد‬
‫فانه يلف و يدور حوله‪،‬و ان يدلي بالمعلومات التي قد تمسه عن بعد‪ ،‬دون ان‬
‫يقترب منه‪ ،‬ثم يعيد ما أدلي به من معلومات‪ ،‬ال شعوريا أو عن قصد‪ ،‬مرارا و‬
‫تكرارا لما يحسه في قرارة نفسه بأهميته‪ B،‬و بر غبته في لفت نظر المرشد اليه‪ .‬و‬
‫يحاول المسترشد‪ B‬عرضه في كل مرة بطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة‪ ،‬و كأنه‬
‫يستجير بمن يمنح له الفرصة‪ B‬ليخبر عنه بصراحة‪ .‬و من ثم يجب علي المرشد‬
‫النفسي ان يكون متيقظ لمثل هذه االمور‪ ،‬و اال يجعل المسترشد يفلت منه بان ينتقل‪B‬‬
‫الي نقطة أخرى قبل ان يستوفي‪ B‬النقطة الهامة حقها‪ ،‬التي اشار اليها المسترشد‬
‫بتكرارها‪ ،‬مما يدعم‬
‫بناء المقابلة االرشادية في سبيل تنمية شخصية‪ B‬المسترشد و تعديل سلوكه‪ .‬ولعل‬
‫الحوار التالي يوضح ما قصدنا اله في هذه القاعدة‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ B:‬لقد استمعت أمس الي قاريء يتلو ما يتيسر‪ B‬من سورة الزمر‪،‬‬
‫فوجدت ان كلمة (الغفران) بتصريفاتها اللغوية ذكرت االية ‪ ( :53‬قل يا‬
‫عبادي الذين أسرفوا من علي أنفسهم ال تقنطوا من رحمة هللا ان هللا يغفر‬
‫الذنوب جميعاانه هو الغفور الرحيم )‬
‫‪ ‬المرشد‪ :‬نعم‪...‬ان هللا غفور رحيم ‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪:‬منذ يومين كنت اتصفح المعجم المفهرس اللفاظ القران الكريم‪،‬‬
‫فوجدت ان أ كلمة( الغفران) بتصريفاتها اللغوية المختلفة ذكرت و تكررت‬
‫في أكثر من مائتي أية كريمة‪B.‬‬
‫المرشد ‪ :‬أكنت تبحث عن اية معينة في هذا المعجم؟‬ ‫‪‬‬
‫المسترشد‪ B:‬ال ! ليس بالضبط!! لم أكن أبحث عن أية بعينها‪ ،‬و لكني و جدت‬ ‫‪‬‬
‫نفسي تواقا لمعرفة عدد المرات التي تكررت فيها ألفاظ‬
‫الغفران‪،‬التوبة‪،‬الرحمة‪ B،‬وما شابهها في ايات البينات‪.‬‬
‫المرشد‪ :‬أري أنك تريد ان تتاكد من شيء ما يساورك شك فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسترشد‪ B:‬اذا أذنب شخص ما ‪،‬و ارتكب كثيرا من المعاصي‪ ،‬هل سيغفر هللا‬ ‫‪‬‬
‫له الذنوب كلها؟‬
‫المرشد‪:‬ماذا كان شعورك عندما قرأت االيات الكريمات الكثيرة‪ ،‬والتي تحمل‬ ‫‪‬‬
‫معاني الصفح و الغفران و التوبة؟‬
‫المسترشد‪ B:‬كنت أبكي عندما أتلوها‪ ،‬ولكني أخشي أن تكون ذنوبي كثيرة‬ ‫‪‬‬
‫واال يغفرها هللا لي ‪.‬‬

‫‪ ‬المرشد‪ :‬أشعر أنك عزمت علي التوبة‪،‬و لكنك تريد من يساعدك علي ان‬
‫تخاص فيها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االنصات خالل فترة كافية من الزمن ‪:‬‬


‫يجب على المرشد النفسي اال يتعجل االستجابة الى قول المرشد ‪ ,‬وال يتعجل‬
‫االجابة عن استفساراته ‪ ,‬فيجب ان تكون هناك وقفة قصيرة خالل فترى زمنية‪ B‬ال‬
‫تتعدى ثالثين ثانية حسب راى كاركوف وبيرس‪ B‬بين نهاية حديث احدهما وبداية‬
‫حديث االخر حتى تمهد للمتكلم ا يبدا حديثه وتمهد للمستع له ان ينصت بعناية لما‬
‫يقوله ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يجب على المرشد النفسي ان ينتظر قليال ‪ ,‬ويتوقف لمدة ثالثين‬
‫ثانية قبل ا يرد على المسترشد ويستجيب لقوله ختى يتمكن من صياغة رده بطريقة‪B‬‬
‫اكثر فاعلية واعمق اثرا ‪ ,‬وبناء عليه ‪ ,‬فان االنصات خالل هذه الوقفة القصيرة‬
‫يمكن المسترشد‪ B‬من االتباه الى كالم المرشد قبل واثناء تفوهه به ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬االنصات بايجابية لفظية ‪:‬‬


‫ان الصمت المطبق المصاحب لالنصات التام قد يوحي للمسترشد بان المرشد يشرد‬
‫عنه بذهنه ‪ ,‬وانه غير منصت له ‪ ,‬وانه غير مبال لما يعرضه عليه ‪ ,‬مما يجعله‬
‫يظن بان المرشد غير مهتم به ‪ ,‬وانه ليس له رغبة في االستمرار‪ B‬معه ‪ ,‬واه ال يريد‬
‫ان يرعى حالته ‪ .‬لذلك يجب على المرشد النفسي ان يستخدم فنية االصات بايجابية‬
‫لفظية تؤكد للمسترشد عكس ما قد يظنه ويفكر فيه ‪ ,‬حتى يعتقد بان المرشد مهتم‬
‫به ‪ ,‬وانه يرغب في االستمرار معه ‪ ,‬وانه يريد ان يساعده ويرعى حالته ‪ .‬ويتمثل‪B‬‬
‫االنصات اللفظي االيجابي في تلميحات واشارات صوتية يعبر المرشد عن انصاته‬
‫االيجابي للمسترشد مثل الهمهمة ( هوم‪ -‬هوم‪ -‬ها ‪ -‬ها ‪ ,-‬آه – هاه – اوه – هو‪. . .‬‬
‫وما شابهها ) او بوساطة بعض الكلمات القصيرة ‪ ,‬والعبارات المختصرة التي تؤكد‬
‫استمرارية‪ B‬انتباه المرشد للمسترشد وتواصله معه مثل ( حسنا ‪ ,‬عظيم ‪ ,‬ممتاز ‪,‬‬
‫مدهش ‪ ,‬رائع ‪ ,‬ياللخجل ‪ ,‬يالالسف ‪ ,‬انا احس بك ‪ ,‬انا افهم ما تقول ‪ ,‬انا ارى ما‬
‫تقصده ‪ ... ,‬وما شابهها ) ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬االنصات بايجابية غير لفظية ‪:‬‬


‫يمكن للمسترشد النفسي ان يستخدم االيجابية‪ B‬غير اللفظية لتصاحب انصاته الجيد‬
‫للمسترشد حتى يشعره بانه لم يشرد عنه ولم يسرح‪ . B‬ان اهمية‪ B‬االنصات االيجابي‬
‫غير اللفظي ال تقل عن اهمية االنصات االيجابي غير اللفظي في تحقيق االهداف‬
‫المرجوة الى منهما ‪ .‬ويتمثل االنصات االيجابي غير اللفظي في ‪ )1( :‬التصال‬
‫البصري المركز بين المرشد والمسترشد بحيث يركز المرشد نظره على المسترشد‬
‫اثناء تبادل الحديث بينهما ‪ ,‬وذلك لفترة زمنية ليست بالقصيرة التي تجعل‬
‫المسترشد‪ B‬يشعر بعدم اهتمام المرشد به ‪ ,‬وليست بالويلة التي تجعل المسترشد‬
‫يشعر بخملقة المرشد فيه ‪ ,‬لذلك يجب ان يكون التركيز البصري من المرشد على‬
‫المسترشد‪ B‬عندما يتكلم اليه او عندما يستمع له ‪ )2( .‬االبتسامة‪ B‬الدافئة الطبيعية‬
‫التي يجب اال تكون مصطنعة وال مرسومة على شفتي المرشد مما يجعلها فاترة‬
‫وباهتة فيبدو كيوم تتدلل فيه الشمس في اواخر شهر ديسمبر‪ , B‬والتي يجب اال‬
‫تكون مستقرة على شفتيه لفترة طويلة فيبدو كاالبله ‪ ,‬ولكنها يجب ان تكون طبيعية‬
‫ودافئة لفترة تكفي ليعبر بها المرشد عن مشاعره حو المسترشد ‪ ,‬وليدل بها على‬
‫مدى اهتمامه به وانصاته اليه ‪,‬و (‪ )3‬حركة اعضاء الجسم التي يبديها المرشد‬
‫النفسي كدليل ملموس عل اهتمامه‪ B‬بالمسترشد‪ B‬وانصاته‪ B‬اليه مثل اماءة الراس‬
‫بااليجاب او بالنفي ‪ ,‬اشارة اليد باالستفسار او االستمرار ‪ ,‬او ميل الجسم نحو‬
‫المسترشد‪ B‬ايحاء باالهتمام والرغبة فيما يدلي به من معلومات ‪ ...‬وما شابهها على‬
‫اال تزداد حركة أي عضو من اعضاء الجسم لدرجة يشعر معها المسترشد بانها‬
‫مصطنعة ‪ ,‬او لدرجة تبدو وكانها ناتجة عن انفالت في زنبرك عضو الجسم‬
‫المتحرك ‪.‬‬

‫مما تجذر االشارة اليه ‪ ,‬ان جميع الفنيات االخرى التي تندرج تحت هذا الفعل‬
‫( فنيات رد الفعل ) تعتبر فنيات فرعية من فنيات االنصات ‪ ,‬النه بناء على االنصات‬
‫الجيد ‪ ,‬يمكن للمرشد النفسي ان يستخدم فنيات اعادة العبارات ‪ ,‬االنعكاس ‪,‬‬
‫االيضاح ‪ ,‬ثم التلخيص ‪ .‬واذا عجز المرشد النفسي عن ‪ ,‬او اذا فشل في استخدام‬
‫فنية االنصات بصورة جيدة فانه بالضروري سيعجز عن ‪ ,‬وسيفشل في استخدام‬
‫باقي الفنيات االخرى بالكفاءة المرجوة منها ‪ .‬وبناء عليه ‪ ,‬يجب على المرشد‬
‫النفسي ان يكرس جهده ‪ ,‬ويركز ذهنه على كل ما يقوله المسترشد وما يبدر منه‬
‫خالل انصات مرهف حتى يتمكن من استخدام بقية الفنيات بالجودة المطلوبة ‪.‬‬

‫فنية اعادة العبارات‬


‫ليس من المعقول ان يحضر المسترشد الى المرشد ليعرض عليه حالته فيبادره‬
‫المرشد بما ليس به علم عنه وال عن حالته ‪ .‬اذلك يبدا المرشد النفسي باستخدام‬
‫فنية الصمت حتى يدلى المسترشد‪ B‬بما لديه من معلومات عنه وعن حالته ‪ ,‬ثم‬
‫يستخدم بعد ذلك فنية االنصات مما يدل على مدى اهتمامه‪ B‬به واستيعابه لما يقوله ‪,‬‬
‫واخيرا ياتي دوره في الكالم ‪ ,‬فيبدا باستخدام فنية اعادة العبارات حيث يستعمل‪B‬‬
‫كلمات فعلية وعبارات مكتملة يستجيب بها في تواصله مع المسترشد بال همهمة‬
‫وبدون كلمات مختصرة ‪ ,‬النها غالبا ما تكون اعادة لنفس عبارات المسترشد‬
‫وترديدا لكلماته ان لم تكن اعادة لمحتواها ومعناها ‪.‬‬

‫تتميز‪ B‬فنية اعادة العبارات بتكرارالمضمون االساسي لتواصل المسترشد‪ B‬اللفظي مع‬
‫المرشد النفسي ‪ ,‬متضمنة المعنى الكلي لعباراته ان لم تكن متضمنة‪ B‬نفس الكلمات‬
‫التي احتوتها تلك العبارات ‪ .‬وبالغم من امكانية استخدام فنية اعادة العبارات باكثر‬
‫من طريقة ‪ ,‬اال ان اهمها جميعا تلك التي تتميز بتكرار عبارات المسترشد كما هي ‪,‬‬
‫وترديد كلماتها بد تغير الي حرف فيها ‪ ,‬مما يجعلها مثل الصدى الذي يعكس ما‬
‫يقوله وما يبدر منه فيسمع باذنيه ما ينساب عللى لسانه ‪ ,‬وما يتسرب‪ B‬من بين‬
‫شفتيه حتى يتشجع على االستمرار‪ B‬في الكالم ‪ ,‬واالسترسال فيما يدلي به من‬
‫معلومات ‪ ,‬واختبار ما يصلح منه فيدعمه ‪ ,‬وما ال يصلح فيتحشاه ‪ .‬االمر الذي‬
‫يجعله ينظر الى نفسه برؤية‪ B‬ثاقبة اكثر عمقا في محاولة ايجابية لمراجعة ما يقوله‬
‫وما يخبر عنه ‪ .‬كما ان استخدام فنية اعادة العبارات تعتبر تدعيما عمليا وتطبيقا‬
‫ناجحا الستخدام فنية االنصات حيث انها تؤكد للمسترشد مدى اهتمام المرشد به‬
‫وبما يفرضه‪ B‬عليه عندما يردد كلملته التي سردها ويكرر عباراته التي ذكرها دون‬
‫زيف وبال تحريف ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬ينصح‪ B‬باستخدام هذه الفنية بطريقتها هذه في بداية‬
‫المراحل االولى لتدعيم التواصل بين المرشد والمسترشد‪ , B‬حيث تفقد اهميتها كلما‬
‫ازدادت المناقشة عمقا بينهما ‪.‬‬

‫طرق ااستخدام فنية اعادة العبارات ‪:‬‬


‫اوال – اعادة عبارات المسترشد بدون تغير ‪:‬‬
‫تعتبر هذه الطريقة االساس الول في استخدام فنية اعادة العبارات التي بواسطتها‬
‫يمكن للمرشد النفسي ان يساعد المسترشد‪ B‬في ان يسمع حديثه كما هو بدون ادنى‬
‫تغير فيه ‪ ,‬وكانه صدى واضح لما يقوله ‪ ,‬منعكسا على لسان المرشد من خالل‬
‫تكراره لعباراته وترديده لكلماته ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يمكن للمسترشد ان يعيد حساباته مع‬
‫فسه ‪ ,‬وان يراها برؤية اكثر عمقا ‪ ,‬فيعدل ويبدل من افكاره ‪ ,‬ويختار وينتقي م‬
‫كلماته ما يشعر بانها يمكن ان يعبر بها عن مشاعره بصدق وامانة ‪ .‬وتتميز‪ B‬هذه‬
‫الطريقة بان يكرر المرشد النفسي العبارات التي ذكرها المسترشد غير مبدل‬
‫لكلماتها ‪ ,‬فيعيدها كما هي بالنص والحرف ‪ .‬ولعل االمثلة التالية توضح ما قصدنا‬
‫اليه ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من الدرجات‬
‫في االمتحان الثانوية‪ B‬العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من الدرجات‬
‫في امتحان الثانوية‪ B‬العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬المسترشد‪ : B‬انا يئست من حياتي كلها ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬انا يئست م حياتي كلها ‪.‬‬
‫‪ -‬المسترشد‪ : B‬اظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬المرشد ‪ :‬اظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اعادة عبارات المسترشد مع تغيير ضمير المتكلم ‪:‬‬


‫يرى البعض ان هذه الطريقة اكثر تاثيرا من الطريقة الطريقة االولى السابقة‬
‫حيث انها تلفت نظر المسترشد‪ B‬بان هذا الكالم المعاد والمتكرر كالمه هو وليس‬
‫كالم المرشد النفسي ‪ ,‬مؤدا على تحمله المسئولية كاملة فيما يقوله ‪ ,‬وفيما يدلي به‬
‫من معلومات عن نفسه وحول حالته ‪ ,‬مما ينشط افكاره ‪ ,‬ويدعم خطواته بايجابية‬
‫في المشاركة الفعالة في تنفيذ االستراتيجية االرشادية ‪ .‬وتتميز‪ B‬هذه الطريقة بان‬
‫يكرر المرشد النفسي عبارات المسترشد‪ , B‬مرددا لكلماته كما هي دون أي تغير فيها‬
‫ما عدا الضمير فقط حيث يغير ضمير المتكلم الى ضمير المخاطب مع االحتفاظ‬
‫بباقي الكلمات في العبارة المعادة والمتكررة كما هي دون ان يمسها أي تعديل ‪.‬‬
‫وفيما يلي عدد من االمثلة التوضيحية‪ B‬التي تدل على هذا المعنى المقصود ‪.‬‬

‫المرشد ‪ :‬انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من‬ ‫‪-‬‬
‫الدرجات في االمتحان الثانوية العامة ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬انا شعرت بخيبة امل عندما حصلت على مجموع قليل من الدرجات‬ ‫‪-‬‬
‫في امتحان الثانوية‪ B‬العامة ‪.‬‬
‫المسترشد‪ : B‬انا يئست من حياتي كلها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرشد ‪ :‬انا يئست م حياتي كلها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسترشد‪ : B‬اظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرشد ‪ :‬اظن اني احبها لدرجة تجعلني ال استطيع ان استغنى عنها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪ -‬اعادة االجزاء الهامة من عبارات المسترشد‪: B‬‬
‫قد يرى المرشد النفسي انه ال ضرورة العادة عبارات المسترشد كلها كما هي ‪ ,‬وال‬
‫ضرورة العادتها مع تغيير ضمير‪ B‬المتكلم فيها ‪ ,‬وال سيما بعد ان يدعم التواصل‬
‫الجيد بينهما ‪ ,‬وتصل المقابلة االرشادية الى نهاية مرحلة البناء فيها ‪ ,‬ومن ثم ‪,‬‬
‫كان المرشد النفسي يركز على اهم ما تتضمنه‪ B‬عبارات المسترشد فيعيدها على‬
‫مسمع منه ‪ ,‬مؤكدا على ما يريد ان يلفت نظره اليه ‪ ,‬وما يريد ان يستثمره لصالح‬
‫المسترشد‪ B‬في تمية شخصيته وتعديل سلوكه نحو االفضل ‪ .‬وتتميز هذه الطريقة بان‬
‫يتجاهل المرشد النفسي اغلب كلمات المسترشد‪ B‬التي تتضمنها عباراته ‪ ,‬مع التركيز‬
‫فقط على اجزاء منها ‪ ,‬مؤكدا على اهمية ما تضمنتها م معاني ‪ .‬وسنسرد فيما يلي‬
‫عددا من االمثلة التي توضح هذا المعنى ‪.‬‬

‫المسترشد‪ : B‬لقد استدعت زوجتي والدها ووالدتها بسبب الشجار الذي حدث‬ ‫‪-‬‬
‫بيننا ‪ ,‬وعندما طلبت الطالق في حضورهما ‪ ,‬نهرها والدها ‪ ,‬رفضا طلبها‬
‫للطالق ‪ ,‬اصرا على الصلح بيننا ‪.‬‬

‫المرشد ‪ :‬رفض والداها طلبها للطالق ‪ ,‬واصرا على الصلح بينكما ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫المسترشد‪ : B‬لقد عرضت نفسي على اكثر من طبيب متخصص ‪ ,‬وكات‬ ‫‪-‬‬
‫تقاريرهم الطبية كلها تفيد انني معاف تماما من أي سبب عضوي يجعلني‬
‫عاجزا عن ممارسة واجباتي الجنسية‪ B‬الشرعية مع زوجتي ‪ .‬ونصحني‪B‬‬
‫جميعهم بان اعراض حالتي على مرشد نفسي ‪,‬لعله يساعدنس في التغلب‬
‫على هذا العجز الذي ال اعرف سببا مباشرا له ‪.‬‬

‫المرشد ‪ :‬نصحك االطباء جميعهم بان تعرض حالتك على مرشد نفسي‬ ‫‪-‬‬
‫ليساعدك في التغلب على عجزك الجنسي الذي ال تعرف سببا له ‪.‬‬

‫رابعا – اعادة عبارات المسترشد على شكل تلخيص مركز ‪:‬‬


‫قد يرى المرشد النفسي انه ليس‬
‫‪ 454‬المسترشد‪ B‬وما يفعله ‪ ,‬مؤكدا بها مدى فهمة له‪ ,‬ومدى اخساسه بمشاعره‬
‫‪ ,‬مما يجعله يرد إلية ما فهمة منه وعنه من خالل اطارة المرجعي الداخلي للمرشد ‪,‬‬
‫وال رؤيته الشخصية لألمور ‪ ,‬ومن ثم ‪,‬يشير‪ B‬استخدام فنية االنعكاس إلى مدى فهم‬
‫المرشد للمسترشد ‪ ,‬ومدى أحساسة بمشاعره الداخلية التي يحاول أن يخفيها دون‬
‫أن يظهرها ‪ ,‬حيث يمكنه‪ B‬أن يعكس هذه المشاعر بصراحة ووضوح‪ , B‬وبرؤية‬
‫صادقة سواء أكانت ظاهرة في انفعاالت المسترشد أم مخبئة‪ B‬خلف ابتسامته‪B‬‬
‫وكلماته ‪.‬‬

‫صعوبات في استخدام فنية االنعكاس ‪:‬‬


‫‪Difficulties in Using Reflection Technique :‬‬
‫يواجه استخدام فنية االنعكاس صعوبات مركبه تجعلها أكثر تعقيدا من الفنيات‬
‫األخرى حيث أنها تتضمن‪ B‬االستجابة المنعكسة لتواصل المسترشد اللفظي وغير‬
‫اللفظي مع المرشد النفسي بما يمكن أن يعبر عنة بالجوهر المدفون في كيان‬
‫المسترشد‪ B‬ووجوده ‪ .‬كما أنها تتضمن معنى التهديد ألمن المسترشد‪ B‬وسالمته إذا‬
‫استخدمت في وقت ال يتناسب مع استعداد المسترشد لتقبلها ‪ ,‬أو عندما يكون غير‬
‫مهيأ لها ‪ ,‬حيث قد يتسبب‪ B‬استخدامها بسرعة غير ممهد لها ‪ ,‬أو بعمق أكثر مما‬
‫تستحقه في وضع العراقيل بين تواصل المسترشد مع المرشد بدال من إزالتها ‪ ,‬وفي‬
‫بعد المسافة بينهما بدال من تقريبها ‪.‬‬
‫ويتطلب استخدام فنية االنعكاس من المرشد النفسي إنصات حاد ‪ ,‬وتعاطف وجداني‬
‫عميق مع المسترشد مما يجعله أكثر فهما له ولما يتفوه به ‪ ,‬ولما يحاول أن‬
‫يخفيه ‪ .‬كما يتطلب منه‪ B‬التعرف على مشاعر المسترشد الدفينة والتأكد من اتجاهاته‬
‫السليمة منها وغير السليمة حتى يمكن أن يعكس بأمانة فهمه لها ‪ ,‬وبصدق‬
‫إحساسه بها‬
‫في صياغة منه معبرة عما يشعر به المسترشد وعما يحسه من خالل اطارة‬
‫المرجعي الداخلي ‪ .‬وبذلك يكون المرشد قد ساعده في انتشال ما في أعماق نفسه‬
‫ليطفو به على سطحها ‪.‬‬
‫ويتطلب استخدام فنية االنعكاس عدم التخمين وال االفتراض من جانب المرشد حول‬
‫ما يشعر به المسترشد ‪ ,‬وحول ما يخفيه في اطارة المرجعي الداخلي ‪ ,‬ولكنة‬
‫مطالب بأن يعكس بأمانة ما يمكن استخالصه من عناصر أساسيه في حديث‬
‫المرشد ‪ ,‬وما يمكن كشفه من مشاعر خفيفة صادقة كامنة في أعماق نفسه ‪ ,‬وهذا‬
‫مما يصعب تحقيقه ألنه يتطلب سرعة بديهة من المرشد وحضورها ‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫قوة ذاكرة يتميز‪ B‬بها وبطول مدتها ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يفضل استخدام هذه الفنية في‬
‫مرحلة البناء عند منتصفها ‪.‬‬

‫أهداف فنية االنعكاس‬


‫‪Goals of Reflection Technique‬‬
‫تهدف فنية االنعكاس بالدرجة األولى إلى المحافظة على أفكار المسترشد‪ B‬المتدفقة ‪,‬‬
‫وتنقيتها مما يشوبها ‪ ,‬ومساعدته على ترجمتها إلى سلوك سوى يرتضيه وترتاح‬
‫له نفسه ‪ ,‬وفقا لنظام القيم الذي يؤمن به في ظل أخالقيات المجتمع الذي يعيش فيه‬
‫‪ .‬وتهدف فنية االنعكاس أيضا إلى مساعدة المسترشد على رؤية نفسه بنظرة ثاقبة‬
‫إلى أعماقه حتى يتعرف على مشاعره الدفينة وأحاسيسه العميقة واتجاهاته‬
‫المضطربة‪ B‬المتأرجحة بين ما هو صحيح وما هو خطأ ‪ ,‬وكأنه يقف أمام مرآة‬
‫سحرية تريه الظاهر من جوانب شخصية ‪ ,‬وتكشف له عن المختبئ فيها ‪ .‬ومن ثم ‪,‬‬
‫يمكن تحديد ايجابيات ساوكه فيدعمها ‪ ,‬وتحديد سلبياته فيتجنبها ‪ .‬وبناء عليه ‪,‬‬
‫يمكن القول بان فنية االنعكاس تخاطب مشاعر المسترشد‪ B‬واحاسيسه ‪ ,‬مما يجعله‬
‫يشعر بمدى اهميته‪ B‬عند المرشد النفسي ومدى اهتمامه بحالته ورعايته لها ‪ .‬وذلك‬
‫الن فنية االنعكاس تتضمن االنصات الحاد المرهف للمسترشد ‪ ,‬وتتضمن ايضا‬
‫الفهم العميق له ولصعوبات تكيفه والزماته النفسية‪ B‬التي يعاني منها ويريد التغلب‬
‫عليها وقهرها ‪ .‬وعلى الرغم انه يبدو بان فنية االنعكاس تتشابه الى حد ما مع فنية‬
‫اعادة العبارات التي سبق التعرض لها في مبحث سابق من هذا الفصل ‪ ,‬اال انه‬
‫توجد فروق جوهرية اساسية حاسمة بينهما تجعلهما مختلفان تماما في المضمون‬
‫واالهداف ‪ .‬وسنستعرض‪ B‬هذه الفروق في المبحث القادم في السطور القليلة التالية‬
‫ان شاء هللا ‪.‬‬

‫الفروق االساسية بين فنيتي اعادة العبارات واالنعكاس ‪:‬‬


‫ومما هو جذير بالذكر انه يجب ان يكون واضحا في ذهن القارئ ‪ ,‬وماثال امام‬
‫عينيه الفروق الجوهرية االساسية بين فنية اعادة العبارات وبين فنية االنعكاس في‬
‫االهداف وفي المضمون ‪ .‬بينما تتضمن فنية اعادة العبارات تكرار ما يقوله‬
‫المسترشد‪ B‬واعادته باية طريقة كانت من الطرق التي سبق ذكرها في مواضعها من‬
‫هذا الفصل ‪ ,‬تتضمن فنية االنعكاس رد ما يقوله المسترشد‪ B‬وما يشعر به اليه‬
‫بصياغة من المرشد النفسي قد تختلف عن صياغة المسترشد او تتشابه معها ‪,‬‬
‫انعكاسا لمشاعره وردا الحاسيسه‪ . B‬ومن ثم ‪ ,‬فان فنية اعادة العبارات تخاطب ما‬
‫يتعلق بالجانب العقلي المعرفي للمسترشد ‪ ,‬بيما تخاطب فنية االنعكاس ما يتعلق‬
‫بالجانب العاطفي ‪.‬‬

‫وتركز فنية اعادة العبارات بدرجة كبيرة على ما يقوله المسترشد ‪ ,‬وما ينساب على‬
‫لسانه من عبارات ‪ ,‬وما يتسرب‪ B‬بين شفتيه‪ B‬من كلمات ‪ .‬وتركز ايضا على ما يبديه‪B‬‬
‫المسترشد‪ B‬من انفعاالت وحركات تصدر عن اى عضو من اعضاء جسمه اثناء‬
‫االدالء بحديثه‪ . B‬بمعنى ان تركيز فنية اعادة العبارات يكون منصبا بدرجة كبيرة‬
‫على الظاهر من قول المسترشد ومن فعله ‪ ,‬وهذا قد يكون مخالفا لما يخفيه من‬
‫مشاعر واحاسيس ‪ ,‬اى يكون التركيز على اطار المسترشد المرجعي الخارجي ‪.‬‬
‫ومن ناحية اخرى ‪ ,‬تركز فنية االنعكاس بدرجة كبيرة على االطار المرجعي الداخلي‬
‫للمسترشد حيث ينصب اهتمام المرشد على ما يشعر به المسترشد‪ B‬وما يحسه في‬
‫اعماق نفسه ‪ ,‬مخاطبا المختبئ بين العبارات وخلف الكلمات التي يتضمنها حديثه ‪,‬‬
‫اكثر مما يخاطب تلك العبارات والكلمات نفسها ‪.‬‬

‫وبينما تعبر فنية اعادة العبارات عما يقوله المسترشد ‪ ,‬تعبر فنية االنعكاس عما‬
‫يشعر به ‪ .‬لذلك يمكن وصف فنية اعادة العبارات بكونها الصدى الحقيقي لحالة‬
‫المسترشد ‪ ,‬ووصف فنية االنعكاس بكونها المراة الصادقة لها ‪ ,‬وحتى تتضح‬
‫الرؤية امام القارئ حول مفهوم فنية االنعكاس كمراة صادقة لحالة المسترشد‬
‫عاكسة لمشاعره واحاسيسه سواء عبر عنها لفظيا او غير لفظي ‪ ,‬وسنسرد هذين‬
‫المثالين على سبيل التوضيح‪ B‬ليس اال ‪.‬‬

‫المثال اللفظي ‪:‬‬


‫*المسترشد‪ : B‬ان مشكلتي الكبرى هي انني عندما اكون بين مجموعة من الرجاال‬
‫اجد لساني اليستطيع حراكا وكانه شل تماما او عقل من اساسه ‪ ,‬فال اجد ما اقوله‬
‫لهم ‪ ,‬وال استطيع التجاوب معهم في الحديث ‪ ,‬بينما اجده طليقا وفصيحا اذا كنت‬
‫بين مجموعة من النساء ‪ ,‬مستظرفا ومستخفا لدمي امامهن ‪ .‬لقد الحظت زوجتي‬
‫هذا على مما حعلها تقول لي ذات مرة ‪ " :‬انت تتميز بخفة الدم دائما عندما تكون‬
‫بين جماعة من النساء ‪ ,‬بينما تتصف‪ B‬بثقله عندما يختلف الوضع وتكون مع الرجال‬
‫"‪.‬‬

‫*المرشد ‪ :‬عندما تكون مع الرجال ‪ ,‬انت تشعر بانك ال تميل‪ B‬كثيرا الى احاديثهم‬
‫وبالتالي ال تجد شيئا بداخلك تريد ان تستجيب به لهم ‪ ,‬بينما عندما تكون بين‬
‫جماعة من النساء ‪ ,‬تشعر انك منجذب اليهن وبالتالي تريد ان تتجاذب معهن‬
‫اطراف الحديث ‪.‬‬

‫‪ ‬المسترشد‪ ( : B‬يجلس المسترشد على مقعده ‪ ,‬غارقا فيه ‪ ,‬متورد الوجنتين ‪,‬‬
‫غاضا من بصره ‪ ,‬خافضا لفراسه ‪ ,‬ومرتعش اليدين ) ‪.‬‬
‫* المرشد ‪ :‬من الطريقة التي تبدو عليها االن ‪ ,‬يخيل لي انك تشعر بالخجل‬
‫واالرتباك بسبب وجودك هنا معي في غرفة االرشاد ‪.‬‬

‫مستويات فنية االنعكاس ‪:‬‬


‫يمكن للمرشد النفسي ان يستخدم فنية االنعكاس عند مستويين اثنين فقط ال ثالث‬
‫لهما ‪ )1( :‬المستوى السطحي الظاهري ‪ )2( ,‬المستوى العميق المختفي ‪.‬‬
‫والمسترشد‪ B‬وحده هو الذي يحدد للمرشد المستوى الذي يمكن ان يستخدم عنده‬
‫فنية االنعكاس ‪ ,‬وذلك بناء على كالمه ‪ ,‬وما يظهره وما يخفيه من مشاعره ‪ .‬وفيما‬
‫يلي عرض للمستويين المذكورين مع ضرب امثلة توضيحية‪ B‬لكل منهما ‪.‬‬

‫اوال _ المستوى السطحي الظاهري ‪:‬‬


‫يتميز‪ B‬هذا المستوى بان المسترشد يعبر عن مشاعره بصراحة واضحة وبطريقة‪B‬‬
‫علنية مفتوحة ‪ ,‬دون لبس وبال غموض ‪ ,‬دون محاورة وبال مداورة ‪ ,‬وانه لم يخبئ‬
‫خلف كلماته ما يحسه وما يشعر به ‪ ,‬بل يفشيه‪ B‬لفظا وانفعاال ‪ .‬ولعل االمثلة التي‬
‫نسردها فيما يلي توضح‪ B‬هذا المعنى المقصود ‪.‬‬

‫المرشد ‪ :‬هذا شئ ال يطاق وال يحتمل ‪ .‬انت تستجوبني منذ ثالثين دقيقة‬ ‫‪‬‬
‫وكانني متهم في قضية ال مفر منها ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬انت تشعر بالضيق والتبرم النني استفسر منك عن بعض االمور‬ ‫‪‬‬
‫التي تتعلق بحالتك ‪.‬‬
‫المسترشد‪ : B‬انا ال ارى سببا واحدا يجعلهم يؤخرون ترقيتي في الوظيفة ‪ .‬انا‬ ‫‪‬‬
‫اتحدى ايا منهم ان كان يجرؤ على مواجهتي بسبب معقول ‪.‬‬
‫المرشد انت تشعر بالغضب الشديد بسبب‪ B‬تاخر ترقيتك في الوظيفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسترشد‪ : B‬ان زوجتي ال تجرؤ على التفوه بمثل ما قالته لي اليوم ‪ .‬انه‬ ‫‪‬‬
‫ليس كالمها ‪ ,‬بل هو كالم والدتها التي دائما تغذيها بما ال تجرؤ ان تتفوه به‬
‫النها تسعى دائما الى ما يدمر حياتنا الزوجية ‪.‬‬
‫المرشد ‪ :‬انت تعتقد بان والدة زوجتك هي التي اوحت اليها بدذا الكالم الذي‬ ‫‪‬‬
‫قالته لك اليوم ‪.‬‬

‫ثانيا _ المستوى العميق المختبئ ‪:‬‬


‫يتميز‪ B‬هذا المستوى بان المسترشد ال يعبر عن مشاعره واحاسيسه بصراحة ‪ ,‬وال‬
‫يفصح عنها بوضوح ‪ ,‬ولكنه يحاور بعباراته ويناور بكلماته التي يدور بها حولها‬
‫دو ا يمسها ‪ .‬وعند هذا المستوى يمكن للمرشد ا يعكس هذه االحاسيس والمشاعر‬
‫التي يخفيها المسترشد‪ B‬بين عباراته ‪ ,‬ويخبئها خلف كلماته عندما يحس بها‬
‫ويفهمها ليشعره بمدى فهمه العميق لحالته واحساسه المرهف لمشاعره ‪ .‬وبناء‬
‫عليه يمكن استثمار هذا الفهم العميق وهذا االحساس المرهف بما يتضمناه من‬
‫تقبل للمسترشد بال ادانة له في تدعيم العملية االرشادية ككل بصورة عامة ‪,‬‬
‫وتطوير المقابالت االرشادية ودفعها نحو تحقيق اهدافها بصفة خاصة ‪ .‬وفيما يلي‬
‫بعض االمثلة التي توضح هذا المعنى ‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ : B‬انني اتحمل المسئولية كاملة تجاه اسرتي بعد وفاة والدي رحمه‬
‫هللا ‪ .‬لقد ترك في رقبتي والدتي وثالث اخوات وخمسة من االخوة ولوال انني‬
‫اكبرهم سنا بحكم مصادفة الميالد لكان غيري متحمال لهذه المسئولية االن‬
‫‪ ‬المرشد ‪ :‬انت تشعر بضخامة المسئولية التي تركها لك والدك بعد وفاته ‪,‬‬
‫لذلك فأنت تتمنى انك لم تكن االكبر سنا حتى يتحملها غيرك عنك ‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ : B‬لقد مضى على ترددي عليك في مكتبك أكثر م ثالثة أسابيع ‪,‬‬
‫وحتى اآلن ال ادري اين مكاني ‪ ,‬ولم استطع أن أتلمس طريقي ‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد‪ :‬أنت تظن بأنك لم تشعر بأي تحسن في حالتك ‪ ,‬ولم تلحظ أي تطور‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ ‬المسترشد‪ : B‬أن والدي دائما يحاسبني ويؤنبني‪ B‬على كل كبيرة وصغيرة ‪,‬‬
‫ويلومني ويوبخني‪ B‬على اى خطا ارتكبه بالرغم انه غير مقصود ‪ ,‬بينما لم‬
‫يقل كلمة واحدة ألخي األصغر مني بعامين إذا أخطا ‪ ,‬بحجة أنني الكبير الذي‬
‫يجب أال يخطئ أبدا وانه الصغير الذي يغتفر له أخطاءه لصغر سنه ‪ .‬مع‬
‫العلم أن أخي الصغر هذا يتعمد الخطأ معي الستثارة غيظي فأعاقب أنا‬
‫ويفلت هو من العقاب ‪.‬‬
‫‪ ‬المرشد ‪ :‬انك تشعر بان والدك يفرق في المعاملة بينك وبين أخيك األصغر ‪,‬‬
‫فيحسن معاملته بينما يسئ إليك ‪.‬‬

‫مالحظات هامة ‪:‬‬


‫يجب على المرشد النفسي عند استخدام فنية االنعكاس أن يردد كلمات معينة‪ B‬في‬
‫بداية عباراته ردا على المسترشد مما يدل على انعكاس ما يحس به المسترشد وما‬
‫يستشعره في أعماقه من إطاره المرجعي الداخلي مسبقة‪ B‬بالتأكيد على ضمير‬
‫المخاطب مثل ‪ :‬أنت (تشعر) ‪ ,‬أنت ( تعتقد ) ‪ ,‬أنت ( تظن ) ‪ ,‬أنت (ترى) ‪.‬‬

‫فنية‪ B‬اإليضاح‬
‫تعتبر فنية اإليضاح بمثابة‪ B‬تغذية رجعية مباشرة من جانب المرشد للمسترشد‬
‫لتوضيح بعض النقاط التي قد تكون غامضة وغير مفهومة‪ B‬في المناقشة التي تدور‬
‫بينهما خالل المقابلة اإلرشادية حيث ال يمكن أن تستمر الناقشة دون أن يفهم‬
‫احدهما اآلخر ‪ .‬وحتى تستخدم فنية اإليضاح بالكفاءة المرجوة منها ‪ ,‬يجب على‬
‫المرشد النفسي أن يلفت نظر المسترشد ويجذب انتباهه إلى ما يريد ا يستوضحه‬
‫منه ‪ ,‬مركزا على توضيح‪ B‬المعاني المشتقة من تفاعله مع اآلخرين ومشاعره‬
‫نحوهم ‪ ,‬وال سيما تلك المعاني المشتقة من الصراعات التي يعاني منها ‪,‬‬
‫واالتجاهات التي يعتنقها ‪ ,‬والمقاومات التي يبديها ‪ .‬وحتى تحقق فنية اإليضاح‬
‫أهدافها ‪ ,‬يجب على المرشد النفسي أال يشوبها بما ليس فيها م تخمينات‬
‫وافتراضات ومزاعم حول ما يقوله المسترشد ‪ .‬وبناء عليه ‪ ,‬يجب على المرشد‬
‫النفسي أال يخجل وإال يتردد في أن يستفسر‪ B‬من المرشد عما ال يفهمه‪ B‬وعما قد‬
‫يكون غامضا عليه من حديثه إليه ‪.‬‬

‫أهداف فنية اإليضاح‪:‬‬

‫يهدف استخدام فنية اإليضاح بالدرجة األولى تدعيم االستجابة التلقائية من المرشد‬
‫إلى المسترشد إذا حدث توترا في التواصل بينهما عندما ال يفهم احدهما ما يقوله‬
‫األخر ‪ ,‬وعندما يعجز الطرفان عن فهم ما يدور في المناقشة بينهما ‪ .‬ومن ثم يطلب‬
‫إعادة ما يقال مرة أخرى ‪ ,‬أو يستوضح المعنى بأسلوب ميسر مبسط ‪ .‬هذا األمر‬
‫يتطلب مساعدة المسترشد على التعبير عن نفسه بما يقدمه له المرشد من تيسير‬
‫للمعنى وتبسيط للمفهوم من جهة ‪ .‬ومن جهة أخرى مساعدة المسترشد‪ B‬على‬
‫االسترسال في اإلدالء بمعلوماته واالنفتاح على نفسه‪ B‬في حديثه بما يقدمه له‬
‫المرشد من تشجيع على إعادة ما يقوله وتوضيحه‪ B‬وبناء عليه ‪ ,‬يحقق استخدام‬
‫فنية اإليضاح تحسين وتدعيم التواصل بين المرشد والمسترشد حتى يصل إلى‬
‫الجودة المرجوة ‪.‬‬

‫قواعد استخدام فنية اإليضاح ‪:‬‬

‫يجب على المرشد النفسي أن يراعي عدة قواعد عامة عند استخدامه فنية اإليضاح‬
‫حتى تحقق أهدافها المرجوة منها ‪ .‬وفيما يلي سرد تفصيلي لهذه القواعد الهامة‬
‫التي نرجو أن تؤخذ في الحسبان وال سيما من جانب المرشدين النفسيين المبتدئين‬
‫والمتخرجين حديثا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الكلمات البسيطة‪:‬‬


‫يجب على المرشد النفسي ان يبتعد كل البعد عن الكلمات الصعبة او التى يحتمل ان‬
‫يكون لها اكثر من معنىوذلك عندما يريد ان يوضح شيئا للمسترشد او يطلب منه‬
‫ايضاح شىء ما ولتكن الكلمات التى يستخدمها المرشد سهلة وبسيطة‪ B‬بحيث تكون‬
‫واضحة فى نطاقها صريحة فى معناهاوال تقبل اللبس فى مفهومها مما يجعلها‬
‫مفهومة تماما من جانب المسترشد‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التفسير الميسر‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسى ان ييتخدم ما تيسر من التفسير الى جزء من المناقشة‬
‫بينه وبين المسترشد كلما دعت الضرورة الى ذلك دون ان يكون مطوال وال ممال‬
‫وهذا بالطبع يتوقف على طبيعة المسترشد مستواه الفكرى درجة ثقافته مدى‬
‫ادراكه ووعيه امكانية‪ B‬استيعابه سرعة بديهته‪ B‬وحضورها وبناء عليه يجب على‬
‫المرشد اال يتسرع فى التفسير ان كان المسترشد يحتاج الى وقت لفهمه وال يبطىء‬
‫فيه اذا كان المسترشد قد استوعبه‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬التسامح واالحترام‪:‬‬

‫يجب على المرشد النفسى ان يستخدم فنية االيضاح فى اطار من التسامح مع كل ما‬
‫قد يقع فيه المسترشد من اخطاء فى التعبير عن نفسه تعبيرا لفظيا كان او غير‬
‫لفظي وفى اطار من االحترام لكل ما يقوله ويتفوه به ان كان مخطئا أو مصيبا لذلك‬
‫يجب عليه اال ينهر‪ B‬وال يزجره اذا تعذر خروج العبارات من فمه بالطالقة المرجوة‬
‫او اذا تعثر مرور الكلمات الى اذنى المسترشد بمقطعها الواضحة ومن ثم يجب على‬
‫المرشد النفسى ان يطلب االيضاح من المسترشد عما لم يفهمه منه او يقدم له‬
‫ابضاحا عما تعذر فهمه دون اى تعليق وبال اى لوم حتى ال يحرج موقف المسترشد‬
‫وال يجرح شعوره‪.‬‬

‫رابعا‪:‬الثقة بالنفس‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسى ان يكون متمتعا بالثقة فى نفسه فيما يتعلق بقدرته على‬
‫استخدام فنية االيضاح وفقا للقواعد المحددة الطارها العام وبما ال يتسبب فى اى‬
‫خلل قد يصيب استخدامها مما ينتج‪ B‬عنه اثار عكسية ضارة تؤثر‪ B‬على التواصل بينه‬
‫وبين المسترشد وبناء عليه قبل ان يبدأ المرشد النفسى فى استخدام فنية االيضاح‬
‫يجب ان يثق فى نفسه وفىمقدرته على استخدامها بالكيفية الرجوة منها وفى صالبة‬
‫العالقة بينه وبين المسترشد وفى مدى ايجابيتها وعدم تفككها تحت أقصى‬
‫الظروف‪.‬‬

‫اتجاهات فنية االيضاح‪:‬‬

‫تستخدم فنية االيضاح من قبل المرشد النفسى وفقا التجاهين اساسيين ال ثالث‬
‫لهنا‪:‬اتجاه ايضاحى للمرشد وسنتناول‪ B‬كل من هذين االتجاهين اليضاحيين بشىء‬
‫من التفصيل على النحو التالى‪:‬‬

‫أوال‪:‬االتجاه االيضاحى للمرشد‪:‬‬

‫ال يخلو االمر من احتياج المرشد النفسى الى ايضاح له فيما يتعلق بفهمه‪ B‬لحديث‬
‫المسترشد‪ B‬حيث يتعذر عليه احيانا متابعة وفهم ما يقوله بسبب اختالف فى اللغة او‬
‫فى اللهجة بينهما بسبب خجل المسترشد الشديد وانطوائه مما يجعل صوته‬
‫منخفضا وعباراته غير واضحة بسبب هروب المسترشد وانسحابه بهمهمة‬
‫مسموعة ولكنها غير مفهومة وبسبب‪ B‬تشتت افكار المسترشد وتناثر كلماته ومن ثم‬
‫فانه غير متوقع وال متلرقب من المرشد النفسى أن يفهم كل ما يقوله المسترشد‬
‫ولكنه مترقب منه ان يوقفه ليطلب منه ما قد يتعثر عليه فهمه من حديثه ولعل‬
‫بعض االمثلة التوضيحية التى نوردها على النحو التالى تدل على ما قصدنا اليه‪.‬‬

‫حـــــــالة(‪:)1‬‬
‫المسترشد‪:‬لقد غرر بى بعد ان وعدنى بالزواج ثم اخلف وعده وهرب‪.‬‬
‫المرشد‪:‬عفوا!!انا لم ألفهم قصدك من كلمتى غرر بى!‬
‫المسترشد‪:‬أقصد اننى سلمت له جسدى بعد ان صدقت وعده لى باننى ساكون‬
‫زوجة له ولكنه لم يحقق وعده بالزواج منى النه سافر الى بالده دون ان يترك لى‬
‫كلمة واحده‪.‬‬

‫حالـــــة(‪:)2‬‬
‫المسترشد‪:‬أنا غير راضى عن تصرفات والدى معى ‪.‬‬
‫المرشد‪:‬معذرة!!أنا غير متأكد من أنىى اتابع كالمك ليتك تعيد على ما قلته االن‬
‫بطريقة أكثر وضوحا‪.‬‬
‫المسترشد‪:‬أنا غير راض عن تصرفات والدى معى‪.‬‬

‫حالـــــة(‪:)3‬‬
‫المسترشد‪B:‬أنىى اتحمل مسئولية االسرة كلها‪.‬هى أسرة كبيرة جدا‪.‬وألنىى االبنة‪B‬‬
‫الكبرى فيها وألننى لم استكمل دراستى الكل يلقى على بمسئولياته ان بيتنا كبير‬
‫وأنا أعمل كل شىء فيه واذا تكلمت نهرنى الجميع باللوم والتوبيخ‪ B‬الننى الكبيرة‬
‫والتى لم افلح فى دراستى ولكنى فى الحقيقة‪....‬‬

‫المرشد‪:‬اذا سمحت لى!ليتنا نبدأمن االول رويدا رويدا حتى يتضح‪ B‬لى بعض االمور‬
‫التى أظن أننى لم افهمها جيدا ماذا تعنى ان اسرتك كبيرة؟عدد أفرادها؟هل يقيم‬
‫الجميع معك فى المنزل بصفة دائمة؟وما هى نوعية المسئولية‪ B‬التى تتحملينها؟وما‬
‫المقصود بان بيتكم كبيرة‪.‬‬
‫المرشد النفسى يحاول أن يحصل على ايضاح من المسترشد باعادة تنظيم افكارها‬
‫وترتيبها بوساطة تجزئتها الى معلومات قصيرة ومحددة وواضحة بناء على‬
‫استفساراته وتساؤالته التى تحدد استجابتها وأجوبتها‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االتجاه االيضاحى للمسترشد‪:‬‬


‫فى كثير من االحيان تحتاج المقابلة االرشادية الى دفعة قوية نحو استمراريتها‬
‫وعدم تعثرها وعرقلتها اذا وصل األمر بالمسترشد‪ B‬الى عدم فهم ما يقوله واذا تعذر‬
‫عليه ان يدرك ما يتفوه به عندما يشعر المسترشد‪ B‬بأنه يتخبط فى أقواله وانه ال يعى‬
‫ما يقول وأنه يلقى بعباراته جزافا بال معنى وبال هدف وأنه غير قادر على التعبير‬
‫عن نفسه بما يوضح‪ B‬أفكاره واتجاهاته بطريقة سهلة ميسرة فانه سيشعر بخيبة‪B‬‬
‫أمل فى العملية االرشادية ككل بقلة جيلته فى توصيل‪ B‬ما لديه لمرشده وال سيما اذا‬
‫لم يساعده فى تسهيل مهمته وايضاح ما يقصده دون مس لكرامته ولعل االمثلة‬
‫التالية توضح‪ B‬ما نريده‪.‬‬
‫حالـــــــــــة(‪:)1‬‬
‫المسترشد‪B:‬ال أدرى ماذا أفعل مع الناس؟مع أصدقائى‪.‬أنهم يسيئون‪ B‬لى عندما أحبهم‬
‫أجدهم يكرهوننى عندما اقترب منهم أجدهم يبتعدون عنى عندما أقدم لهم خيرا‬
‫اجدهم يردونه لى شرا هل المفروض أن أكون سيئا مثلهم حتى يمكننى التعامل‬
‫معهم!!هل انا على صواب ام هم!!لقد انقلب كل شىء فى عقلى االن أظن أننى‬
‫اعيش فى غابة من الوحوش البشرية‪ B‬المفترسة‪ B‬ومن السهل عليهم افتراسى ألننى‬
‫حمل وديع‪.‬‬
‫المرشد‪ :‬انت ترى ان الناس يقابلون االحسان منك باالساءة اليك‪.‬وأرى انك مندهش‬
‫كيف تتعامل مع تلك النوعية من البشرية؟!‬

‫حالـــــــــــة(‪:)2‬‬
‫المسترشد‪:‬انها انسة عظيمة جدا‪....‬قصدى أنها‪....‬أقصد أننى ‪....‬لقد وضعت لها‬
‫خطابا على مكتبها‪.....‬أننى أهتم بها كثيرا‪.....‬عندما مرضت سألت عنها‬
‫تليفونيا‪.....‬كنت فى منتهى السعادة عندما شفيت ورجعت الى العمل‪....‬انا قلت لها‬
‫ذلك‪....‬ال أحب أن أراها مرهقة ومجهدة بأعباء عملها فى المكتب‪,‬لذلك فاننى أتطوع‬
‫دائما لمساعدتها وتحمل األعباء عنها ال ادرى اذا كانت قرأت خطابى أم ال؟!‪....‬ترى‬
‫هل تفهم قصدى من كل هذا؟!أنا اريد أن أكلمها‪....‬ولكنى غير متأكد من شعورها‪.‬‬
‫المرشد‪:‬انت تريد أن تعبر عن مشاعرك نحو زميلتك هذه ولكنك غير قادر على ذلك‬
‫صراحة‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫تتميز‪ B‬فنيات رد الفعل بكونها فنيات استجابة بطبيعتها حيث أنها تؤكد على مدى‬
‫اهتمام المرشد بالمسترشد ومدى مساعدته له فى كل ما يقوله وفى كل ما يفعله‬
‫خالل المقابالت االرشادية التى ينتظم فيها معه وهى تشمل فنية الصمت فنية‬
‫ٍ‬
‫النصات فنية اعادة العبارات فنية االنعكاس وفنية االيضاح‪.‬‬
‫وبالرغم من ازدواجية مفهومى فنيتى الصمت والنصات لدى كثير من الكتاب‬
‫والمؤلفين اال ان هذا الفصل فرق بينهما فى الهدف والمضمون حينما تناول كل‬
‫منهما بالتفصيل والتحليل مع انه يصعب ذلك على المرشد النفسى المبتدىء فى‬
‫مهنته والمتخرج‪ B‬حديثا اال انه بالخبرة والمران سيتمكن من استخدام اى منهما‬
‫بالكفاءة المرجوة منهما‪.‬‬
‫وسرد المؤلف فى هذا الفصل عددا من انماط الصمت وفقا لما اقترحه مايرز‬
‫ومايرز على اعتبار أنه يدل على الكره من جانب المسترشد للمرشد حيرته حول ما‬
‫يقوله ويعبر عنه جهله بأسئلة المرشد ورفضه االستمرار‪ B‬فى الحديث وحزنه على‬
‫عزيز تعرض الى ذكراه وتحديه لمقدرة المرشد على مساعدته‪.‬وعرض المؤلف‬
‫ثالثة أنماط للصمت تناولها بالتفصيل وهى‪)1(:‬صمت المرشد والمسترشد‪ B‬نتيجة‬
‫لبدأهما الحديث معا فى نفس اللحظة استردادا النفاس أيهما أثناء الحديث أو لم‬
‫تتميز‪ B‬به شخصية اى منهما بكونها شخصية ذات كلمات قليلة (‪)2‬صمت المرشد‬
‫النفسى الذى يستخدمهبكفاءة مستثمرة فى تحقيق أهداف المقابلة االرشادية‪,‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬
‫فنيات التفاعل‬

‫‪ ‬فنية التفسير ‪.‬‬


‫‪ ‬فنية اإليحاء‪.‬‬
‫‪ ‬فنية التغذية الرجعية ‪.‬‬
‫‪ ‬الخالصة ‪.‬‬
‫فنيات التفاعل‬

‫فطرت الطبيعة البشرية على كونها تميل الى التفاعل مع غيرها حيث تستمد‪B‬‬
‫وجودها‪,‬وتحفظ استمرارها‪,‬وتدعم اتزانها من خالل عمليات التفاعل المستمرة مع‬
‫االخرين‪.‬وال يعقل ان يعيش فرد ما فى عزلة تامة منفردا بنفسه‪ B‬فى برج عاجى‬
‫بعيدا عن البشر دون ان يتصل بهم عن قرب وال عن بعد‪,‬ودون ان يتفاعل معهم‬
‫على اى مستوى‪.‬وقد حث الدين االسالمى الحنيف على تفاعل الفرد المسلم مع‬
‫االخرين واال يبتعد عنهم اال اذا كان منهم اهل سوء ومفسدة‪.‬وخلق هللا تعالى الناس‬
‫على فطرة التفاعل الخير بينهم‪ B‬بما يفيدهم ويقوى الروابط الخلقية السليمة التى‬
‫تدعم تواصلهم الجيد مع بعضهم‪.‬وقال هللا تعالى فى سورة الحجرات وهو أصدق‬
‫القائلين‪,‬االية(‪":)13‬يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا‬
‫وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند هللا اتقاكم ان هللا عليم خبير"صدق هللا العظيم ‪.‬وكان‬
‫كرما من هللا ومنة على الناس كافة وعلى المؤمنين خاصة اذ حدد سمات التفاعل‬
‫الجيد‪,‬التفاعل المثمر البناء بما يرضى هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم ويرضى‬
‫المؤمنين‪,‬حيث وصفها عزوجل فى نفس السورة الشريفة(الحجرات)فى االيات‬
‫البينات(‪)12,11,10‬ممهدا بها التاكيد السماوى على ضرورة واهمية التفاعل‬
‫االيجابى بين البشر‪":‬انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا هللا لعلكم‬
‫ترحمون‪,‬يا ايها الذين امنوا ال يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم وال‬
‫نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن وال تلمزوا انفسكم وال تنابزوا بااللقاب‬
‫بئس االسم الفسوق بعد االيمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون‪,‬يا ايها الذين‬
‫امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وال تجسسوا وال يغتب بعضكم‬
‫بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا ان هللا تواب‬
‫رحيم"صدق هللا العظيم‪.‬وحث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على اال يتباغض‬
‫الناسواال ينقطعوا عن بعضهم‪,‬وان يكون تفاعلهم مع بعضهم من اجل الخير وفى‬
‫اطار من المصالحة والمحبة‪.‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪":‬ال تباغضوا‪,‬وال‬
‫تحاسدوا‪,‬وال تدابروا‪,‬وال تقاطعوا‪,‬وكونواعباد هللا اخوانا‪,‬وال يحل لمسلم ان يهجر‬
‫أخاه فوق ثالث"متفق عليه‪.‬وعن ابى هريرة رضى هللا عنه ان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪":‬تفتح ابواب الجنة يوم االثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد ال‬
‫يشرك باهلل شيئا‪,‬اال رجال كانت بينه‪ B‬وبين اخيه شحناء‪,‬فيقال‪:‬انظروا هذينحتى‬
‫يصطلحا!"رواه مسلم‪.‬وسرد االمام ابو ذكريا يحى بن شرف النووى سمات التفاعل‬
‫الجيد بين الناس على انه يتميز‪ B‬باجتماعهم من اجل الخير‪,‬ومن اجل زيارة‬
‫المريض‪,‬ومن اجل حضور جنائز بعضهم البعض‪,‬ومن اجل مواساة المحتاجين‬
‫من‬ ‫منهم‪,‬ومن اجل ارشاد جاهلهم‪,‬وغير ذلك من اجل مصالحهم بما فيها‬
‫امر بمعروف ونهى عن المنكر‪.‬‬
‫وعلى الرغم ان مشاعر الفرد تكمن فى اعماق نفسه اال انها تنعكس على انفعاالته‬
‫الموجهة نحو االخرين‪,‬فان كانت مشاعره ايجابية‪ B‬فانه يقبل عليهم متفاعال معهم‬
‫بما يرضيهم وبما ترتاح له نفسه وتستقر‪.‬وان كانت مشاعره سلبية فانه يعرض‬
‫عنهم غير متفاعل معهم مما ينفرهم منه‪,‬ومما تضطرب له نفسه فتهتز‪.‬وقد تنعكس‬
‫مشاعره السلبية على شكل تفاعل عدوانى موجه نحوهم مما يعقد التواصل‬
‫بينهم‪,‬فيتسبب فى رد فعل مماثل مضادا التجاهه فى تفاعلهم معه‪.‬وتلعب البيئة دورا‬
‫كبيرا فى تكون هذه المشاعر‪,‬ايجابية كانت ام سلبيةحيث ترتد خبرات الفرد السارة‬
‫او الضارة على تفاعله مع الناس‪.‬ومن ثم‪,‬فان عمل المرشد النفسى االساسى فى‬
‫المقابالت التشخيصية والعالجية يركز على هذه الفطرة التىتعتبر خيرة بطبيعتها فى‬
‫شخصية المسترشد بما تنصف‪ B‬به من تفاعل ايجابيى يمارسه مع الناس ويبديه‬
‫نحوهم بصورة عامة ومع المرشد النفسى بصفه خاصة فيستثمرها بان يحررها من‬
‫كمونها فى اعماقه‪,‬وينقيها من سلبياتها وشوائبها التى وصمت تفاعالته‪,‬وذلك بما‬
‫يفيد فى تنمية‪ B‬شخصيته‪ B‬وتطويرها‪,‬وبما يفيد فى بلورة اتجاهاته وتصحيحها‪,‬وبما‬
‫يفيد تعدل سلوكياته وتدعيمها‪,‬حتى تسترد هذه الفطرة الخيرة فى النهاية سماتها‬
‫الطبيعية‪,‬وتعود الى تفاعلها االيجابيى مع الناس‪.‬‬

‫‪ .1‬وبناء عليه‪,‬فان المرشد النفسى يستخدم فنيات التفاعل لما تتميز به من‬
‫صفات تجعلها فنيات وسيطة تعمل على تسهيل وتيسير مهمته‪ B‬فى تحرير‬
‫الطبيعة الخيرة للتفاعل من معقلها وتنقيتها وبلورتها واطالقها مما يعدم‬
‫التواصل الجيد بينه‪ B‬وبين المسترشد بصفة خاصة‪,‬وبين المسترشد‪ B‬وبين‬
‫الناس بصورة عامة‪.‬لذلك‪,‬فاننا ننصح بعدم استخدام هذه الفنيات فى المقابلة‬
‫االبتدائية وال فى المقابلة االولية التى تليها مباشرة وال سيما اذا كان المرشد‬
‫النفسى غير متمرس فى عمله‪,‬ويفتقر الى الخبرة الجيدة فى ادارة المقابالت‬
‫االرشادية اذا كانت هناك عالقة انسانية‪ B‬مسبقة بين المرشد والمسترشد‪ B‬مما‬
‫يجعل تعاملهما مع بعضهما على مستوى‪ B‬من االستقرار المتبادل حيث يمكن‬
‫الى منهما ان ينفتح على نفسه فيدلى بما لديه من معلومات وهو مقتنع‪B‬‬
‫بتقبلها من االخر لتوفر الثقة الكبيرة والفهم العميق بينهما‪.‬ويتاثر التفاعل‬
‫بين المسترشد والمرشد بعدد من العوامل الهامة التى يجب ان تؤخذ فى‬
‫الحسبان خالل تعاملهما فى المقابلة االرشادية هى‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم الذات‪:‬‬

‫اذا كان المسترشد متاكد من قدرته على االستمرار‪ B‬فى المقابلة االرشادية‪,‬مدركا‬
‫لنفسه وابعادها‪,‬متفهما لذته وخصائصها‪,‬فان ذلك سيقلل من شعوره بالخوف‬
‫مما يدور بينه وبين المرشد وبالتالى سيكون أكثر انفتاحا على نفسه‪,‬وأكثر تقبال‬
‫الستفساراته مما يدعم تفاعلهما ويستثمر فى تنمية‪ B‬شخصية المسترشد‪B‬‬
‫وتطويرها‪.‬‬

‫‪-2‬مشاعر المسترشد‪:‬‬
‫عندما يشعر المسترشد باالرتياح فى التفاعل مع المرشد‪,‬وعندما يكتسب منه‬
‫خبرات ساره فى مقابلته االبتدائية‪,‬واالوليةلها‪,‬فانه سيحه ويقبل عليه دون اى‬
‫عائق يحول بين تجاذبهما الطراف الحديث‪,‬مما يجعله أكثر تفاعال معه واقباال‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪-3‬الدافعية‪:‬‬
‫يجب ان يشعر المسترشد‪ B‬بان شيئا ما بداخله يحركه ويدفعه الى حضور‬
‫المقابالت االرشادية واالنتظام فيها‪,‬وانه يميل بمحض ارادته الى االدالء بما‬
‫لديه من معلومات دون ان تكون مجبرا على ذلك‪.‬لذلك فان المرشد النفسى الجيد‬
‫يعرف كيف ومتى ومع من‪,‬من المسترشدين يمكنه ان ينشط الدافعية حتى يدعم‬
‫التفاعل‪.‬‬

‫تنشيط التفاعل‪:‬‬
‫يمكن للمرشد النفسى ان ينشط التفاعل بينه‪ B‬وبين المسترشد خالل المقابالت‬
‫اإلرشادية التى ينتظم فيها الطرفان اذا راعى عددا من االعتبارات الهامة التي‬
‫يستطيع بها أن يجذب انتباه المسترشد ويستحوذ على مشاعره ويحول اتجاهاته‬
‫نحوه بما يمكن أن يدعم التفاعل بينهما وهذه االعتبارات سنردها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أوال‪:‬يجب على المرشد النفسى ان يكون صادقا فيما يقوله امينا على ما يسمعه‬
‫مستقيما فيما يفعله وبشوشا ومهذبا فى تعامله مع المسترشد وأال يكون فظا غليظ‬
‫القلب معه حتى وأن قوبل منه بالفتور واالعراض بالمقاومة واالنسحاب او‬
‫بالهجوم والعدوان‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬يجب على المرشد النفسى أن يكون لبقا فى حديثه رقيقا فى صوته جذابا فى‬
‫عرض استفساراته وتساؤالته على المسترشد وأن يدعوه الى االجابة عنها‬
‫بالحكمة واالبتسامة‪ B‬وأن يشجعه على المناقشة معه باللين والقول الطيب حتى يقبل‬
‫عليه وينفتح على نفسه ويخبره بكل ما لديهز‬
‫ثالثا‪:‬يجب على المرشد النفسى ان يكون واعيا تماما بالخصائص الشخصية لكل‬
‫مسترشد يتعامل معه النها تختلف من فرد الى اخر حتى يمكن التعامل مع كل‬
‫شخص على أساسها مدركا ما يفرحه وما يغضبه ما يرتضيه وما يرفضه ما يثيره‪B‬‬
‫وما يمكن أن يهدئه‪.‬‬
‫رابعا‪:‬على المرشد النفسى أن يكون ملما الماما كامال بكيفية استخدام الفنيات‬
‫المختلفة التى تسهم الى حد كبير فى تنشيط التفاعل بينه‪ B‬وبين المسترشد وفى‬
‫تدعيمه لدرجة تدفعهما الى تحقيق التواصل الجيد بينهما مما يؤدى الى تنمية‬
‫شخصية المسترشد وتطويرها وتشمل هذه الفنيات على فنية التفسير فنية االيحاء‬
‫فنية الربط وفنية‪ B‬التدعيم وسوف نكتفى فى هذا الفصل بعرض فنية التفسير فنية‬
‫االيحاء والتغذية الرجعية‪.‬‬
‫فنية التفسير‬
‫يستخدم المرشد النفسى فنيةالتفسير فى المراحل االخيرة من العملية االرشادية‬
‫الكلية بعد أن يثق فيه المسترشد ثقة كبيرة تجعله يتقبل‪ B‬منه كل أفكاره ومرئياته‬
‫حول حالته وفيما يتعلق بسلوكياته وذلك من اطار المرشد المرجعى وليس من اطا‬
‫المسترشد‪ B‬المرجعى كما هو الحال فى فنية االنعكاس حيث يرد المرشد للمسترشد‬
‫كل ما يفهمه منه من خالل رؤيته هو لحالته وليس من خالل رؤية المسترشد لذاته‬
‫ويلعب المرشد النفسى دورا رئيسيا بهذه الفنية الثبات وجوده فى المقابلة‬
‫االرشادية حيث يدلى بمرئياته‪ B‬وبنظريته الثاقبة حول ما يشعر به نحو المسترشد‬
‫وفيما يتعلق بحالته وسلوكه وينقلب الوضع بهذه الفنية حيث يتحدث المرشد بينما‬
‫يصمت المسترشد‪ B‬وينصت ويرى لويس ضرورة التحفظ عند استخدام هذه الفنية‬
‫النها قد تجرف المرشد بعيدا عما هو متوقع منه‪ B‬لذلك وصفت هذه الفنية بانها‬
‫جدلية‪.‬‬

‫أهمية فنية التفسير‪:‬‬


‫يساعد استخدام فنية التفسير المسترشد على أن يدرك ويعى أى مفاهيم قد تكون‬
‫غامضة عليه أى مشاعر قد تكون غائرة فى اعماقه وأى سلوك قد ال يكون له‬
‫مبررا فى احداثه ويرى يالوم أهمية خاصة فى استخدام فنية التفسير حيث انها‬
‫تساعد المسترشد على ان يرى االسلوب الذى يستخدم به حيلة الدفاعية مثل‬
‫االسقاط أو النقل أو أنها تساعده فى التعرف على االعراض التى تدل على سلوكه‬
‫غير السوى ويرى افرسوالد ان استخدام فنية التفسير يبنى جزءا كبيرا من المرجع‬
‫الذاتى للمسترشد مما يؤثر‪ B‬على استجاباته الى المرشد بايجابية‪ B‬أكثر مما تؤثر فنية‬
‫اعادة العبارات وبناء عليه يمكن القول بان فنية التفسير يمكن أن تساعد المسترشد‬
‫على ان يفهم نفسه ويطور ادراكه لذاته وذلك لما تمده به من رؤية منعشة لدوافعه‬
‫وسلوكياته‪.‬‬
‫وتستخدم فنية التفسير كفنية‪ B‬أساسية فى تحليل التداعى الحر واالحالم والمقاومات‬
‫والطرح حيث أنها تعتبر الدعامة االساسية فى فنيات االتجاه النفسى التحليلى ويرى‬
‫موسك أن المعالج النفسى الذى ينتمى التجاه ادلر فى االرشاد والعالج النفسى يمكن‬
‫أن يظهر االستبصار الداخلى للمسترشد‪ B‬على السطح عند استخدام فنية التفسير‬
‫فانه يركز على الغرض من سلوك المسترشد‪ B‬أكثر مما يركز على المسببات له‬
‫ويركز على تحركاته أكثر مما يركز على خصائصها مما يجعله يرى نفسه‪ B‬برؤية‬
‫المرشد فيما يتعلق بطريقة تكيفه مع ظروف الحياة التى يعيشها ويحياها‪.‬‬

‫اعتبارات هامة‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسى ان يراعى عدة اعتبارات هامة عند استخدام فنية التفسير‬
‫حتى يمكن لها ان تؤتى ثمارها وحتى يمكن لها ان تحقق أهدافها بالكفاءة المرجوة‬
‫منها ويقع على المرشد النفسى العبء االكبر فى مساعدة المسترشد على تقبله‬
‫لهذه الفنية واستجابيه‪ B‬لها مما يدعم استخدامها ويحقق نجاحها وفيما يلى عدد من‬
‫هذه االعتبارات نسردها على النحو التالى‪:‬‬
‫أوال‪:‬التدرج‪/‬‬
‫لما كانت فنية التفسير تساعد الفرد على ان يتعلم كل ما يتعلق بحالته وأن يفهم كل‬
‫ما يتصل بذاته لذلك يجب أن تستخدم هذه الفنية على خطوات تمهيدية حتى تهيئ‬
‫المسترشد‪ B‬ألن يتقبل التفسير من المرشد حول ما قد يكون غامضا عليه تدريجيا‬
‫بحيث يبتدئ‪ B‬المرشد بتفسير المعلومات البسيطة القريبة نوعا ما الى الذهن متدرجا‬
‫بالمسترشد‪ B‬الى تفسير المعلومات العميقة البعيدة عنه ومن ثم فان كل خطوة من‬
‫خطوات التفسير تؤدى الى تفسير الخطوة التالية وكل معلومة مفسرة تسهم فى‬
‫تسهيل تفسير‪ B‬المعلومة األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التوقيت‪/‬‬
‫يتوقف التوقيت المناسب الستخدام فنية التفسير على مدى استعداد المسترشد‪B‬‬
‫لتقبلها النه سيرفضها ان فرضت عليه فى وقت لم يكن متهيئا الستقبالها لذلك يجب‬
‫أن يقدم التفسير المناسب للمسترشد عندما يريد أن يشبع به حاجة ملحة ومن ثم‬
‫يجب على المرشد النفسى ان يقدم التفسير الالزم ألية معلومة لم يستطع المسترشد‬
‫استيعابها ولم يستطع أن يتوصل‪ B‬الى معرفتها بنفسه مما يجعله فى حاجة ملحة الى‬
‫تفسيرها ليزيد من فهمه لذاته وبالتالى يجب أن ينسق توقيت التفسير مع مستوى‪B‬‬
‫الفهم الذاتى للمرشد الذى يدفعه لتقبله بارتياح وترحيب‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬الدقة‪/‬‬
‫يجب أن يكون التفسير الذى يقدمه المرشد للمسترشد حول أيه معلومة يحتلج الى‬
‫تفسيرها متميزا بالصدق والصحة والدقة فال يعقل ان يقدم المرشد النفسى تفسيرا‬
‫زائفا او مغاليا فيه كما ال يعقل ان يقدم تفسيرا ال أساس له من الصحة لذلك يجب‬
‫على المرشد النفسى أال يقدم تفسيرا حول اية معلومة من نسج خياله وأال يكون‬
‫مبنيا على أحالم اليقظة وأال يكون تفسيره موضوعيا منزها عن الهوى الشخصى‬
‫غير متطرف به وغير منحاز بحيث يكون تفسيره صحيحا ومضبوطا ودقيقا فى‬
‫مضمونه ومحتواه‪.‬‬

‫رابعا‪:‬التوصيل‪/‬‬
‫ان لم يصل التفسير الى المسترشد لسبب ما فلن يكون هناك نفعا يرجى منه حتى لو‬
‫تدرج به المرشد فى الوقت المناسب وبالدقة المطلوبة فقد يتميز تفسير‪ B‬المرشد‬
‫بالتدرج السليم وبالتوقيت المضبوط وبالدقة المتناهية ولكن المرشد قد يكون غير‬
‫قادر على أن يوصل هذا التفسير الى المسترشد وبالتالى لن يستفيد منه وكأنه‬
‫هشيم تذره الرياح قبل ان يجمعه ولعل رجال التربية‪ B‬وعلم النفس يدركون تماما أن‬
‫هناك نفرا من المدرسين يملكون من المعلومات ما يجعلهم يتفوقون بها على‬
‫غيرهم من زمالئهم ولكنهم عاجزون عن توصيل هذه المعلومات الى تالميذهم كما‬
‫أن هناك نفرا من المرشدين النفسين المؤهلين على أرقى المستويات ولكنهم‬
‫عاجزون على توصيل‪ B‬ما تعلموه من فنيات ومهارات الى المسترشدين‪B.‬‬
‫ويتوقف التوصيل‪ B‬الجيد للتفسير على اللغة واللهجة والنغمة التى يستخدمها‬
‫المرشد فى نقل تفسيره الى المسترشد حيث يتطلب منه لغة سليمة لهجة واضحة‬
‫ونغمة متغيرة متميزة‪ B‬حتى ال يشرد عنه المسترشد وحتى ال ينام منه ان حديث‬
‫المرشد الشيق بما يمتاز به من رقة فى الصوت وسالمة فى النطق وتلون فى النبرة‬
‫يجذب المسترشد الى االستماع اليه ويجعله أكثر اهتماما بتلقى كل ما يصله من‬
‫المرشد وبالتالى يكون توصيله‪ B‬جيدا محققا ألهدافه‪.‬‬

‫خامسا‪:‬االتفاق‪/‬‬
‫يجب على المرشد النفسى أن يكون حذرا عندما يستخدم فنية التفسير فعليه أن‬
‫ينقيها من أية شوائب ممثلة فى لوم وتوبيخ‪ B‬أو نقد وتجريح لذلك يقع على عاتقه‬
‫قبل أن يشرع فى استخدام هذه الفنية‪ B‬أن يعقد اتفاقا مع المسترشد‪ B‬متضمنا االهداف‬
‫االساسية للتفسير وموضحا له أنه ال يقصد به النيل من شخصيته‪ B‬وال المس‬
‫بكرامتهوأنه من االفضل للمسترشد أال يستجيب‪ B‬بأى نوع من االستجابات السلبية‬
‫الممثلة فى الهروب أو االنسحاب أو المقاومة أو الدفاع أو العدوان ألنه ليس محل‬
‫اتهام وال موضع نقد انما هو المستفيد األول واألخير من هذه الفنية بما يتلقاه من‬
‫معلومات مفسرة ميسرة حول حالته ومن ثم يجب على المسترشد أن يستجيب‬
‫ايجابيا للتفسير وأن يتخذ دورا فعاال فى الحوار والمناقشة الموضوعية‪ B‬حول حالته‬
‫سائال ومستوضحا ومستفسرا بال حساسيات قد تتسبب فى نتائج عكسية تؤثر على‬
‫تطور حالته ويستطيع المرشد النفسى عن طريق هذا االتفاق أن يأمن اى رد فعل‬
‫عكسى من المسترشد وأن يضمن الجو المالئم الذى يمكن أن يقدم فيه تفسير‪ B‬ألية‬
‫معلومة يحتاج المسترشد‪ B‬الى تفسيرها بال تحديات وال عراقيل‪.‬‬

‫الفروق األساسية بين فنيتى االنعكاس والتفسير‪:‬‬


‫تنتمى فنية االنعكاس الى فنيات رد الفعل ألنها فنية استجابية بطبيعتها يستجيب بها‬
‫المرشد الى المسترشد ويرى المسترشد نفسه خاللها النها تعكس ما يحاول اخفاءه‬
‫بين عباراته وخلف كلماته وذلك من اطاره المرجعى الداخلى دون أن يكون للمرشد‬
‫أية بصمات عليها ولما كانت فنية االنعكاس عندما كانوا يشربون البيرة ولكنك‬
‫ندمت على ذلك عندما سمعت خطبة الجمعة التى كانت تنهى عن شرب الخمور‬
‫وبيعها وتداولها والجلوس مع من يتناولها‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسى عند استخدام فنية التفسير ان يردد كلمات معينة‪ B‬فى بداية‬
‫كل عبارة يرد بها على المسترشد مما يدل على انه يفسر كالمه من وجهة نظر‬
‫المرشد ومن اطاره المرجعى مسبقة بالتاكد على ضمير المتكلم‬
‫مثل‪:‬أنا(أرى)‪,‬أنا(أفهم)‪,‬أنا(أظن)‪,‬أو‪:‬تبدو‪ B‬لى‪ ,‬يخيل لى‪.......,‬وهكذا‪.‬‬

‫فنية اإليحاء‬
‫يستخدم معظم المرشدين النفسيين فنية االيحاء بطريقة مكثفة للغاية مع أغلب‬
‫المسترشدين‪ B‬الذين يتعاملون معهم فى كثير من مقابالتهم االرشادية سواء عن قصد‬
‫أو بغير قصد حيث يستخدمها كل منهم بطريقة قد تختلف عن األخرى ولتحقيق‬
‫غاية قد تتباين عن غيرها وللحقيقة نذكر هنا أن بعضها منهم يستخدمها عن فهم‬
‫ودراية وبكفاءة عالية فى موضعها الصحيح بينما يستخدمها البعض االخر دون‬
‫علم بما هى وعن تقليد أعمى لآلخرين ان الحكمة من استخدمها تكمن فى الكيفية‬
‫التى يستخدم بها لتحقيق غاية محددة فى الوقت المناسب وليست فى الكثرة التى‬
‫تصف ممارستها دون أى غرض يذكر وال يمكن أن توصف فنية االيحاء بأنها‬
‫وسيلة أساسية وفعالة لتحريك المناقشة بينهما فى مسار سلس بال عائق يحول‬
‫دون الوصول الى غايتها مما ينشط التفاعل االيجابى المثمر البناء بين الطرفين‬
‫حتى تتحقق األهداف العامة والخاصة للمقابلة فى االرشاد والعالج النفسى‪.‬‬

‫تعريف اإليحاء‪:‬‬
‫لما كان المفهوم الرئيسى لعملية االرشاد النفسى يكمن فى مساعدة المسترشد على‬
‫فهم نفسه من خالل عالقة انسانية بينه وبين المرشد مما يستدعى ادارة مناقشة‬
‫مفتوحة وموجهة بينهما أثناء المقابلة االرشادية فان هذه المناقشة قد تصل فى‬
‫كثير من األحيان الى طريق مسدود فتصطدم به وتتهشم على مشارف نهايته‪ B‬ومن‬
‫ثم فان المرشد النفسى اليقظ والمتمرس فى عمله والمتمكن من فنياته يمكن أن‬
‫يدرك بسرعة ما قد تصل اليه المناقشة بينه وبين المسترشد من نهاية محتومة‪B‬‬
‫غير مطمئنة‪ B‬قد تردهما االثنان الى حيثما بدأ من جديد وبناء عليه فان المرشد‬
‫النفسى الكفء فى عمله يسارع الى انقاذ الموقف وتحويل مجرى المناقشة لتسير‬
‫فى طريقها بال عائق تصطدم به متفاعال مع المسترشد بارشاده الى المسار الجديد‬
‫الذى يجب أن يسلكه فى مناقشته وعرض حالته دون أن يشعر بأنه مدفوع اليه ولن‬
‫يتسنى ذلك اال باستخدام فنية اإليحاء‪.‬‬
‫ويعرف البعض فنية االيحاء بأنها امتداد لما يتحمله المرشد النفسى من مسئوليات‬
‫تجاه المقابلة االرشادية فيما يتعلق بالمحتوى والطريقة ويعرفها اخرون بأنها‬
‫امتداد لما يجب ان يكون عليه تفكير المرشد فى موضع متقدم عن تفكير المسترشد‬
‫أو فى موضع متأخر عنه على أال يظن البعض بأنها وسيلة للتسابق بين األفكار أو‬
‫أنها نسبة وتناسب بين كمية الحديث الصادر عن كل منهما ولما كان المرشد‬
‫النفسى بصورة عامة يحتل مركز الصدارة فى المقابلة االرشادية حيث يتحرك بها‬
‫من منطلق خبراته وممارسته‪ B‬المهنية‪ B‬فانه يتحمل المسئولية‪ B‬كاملة ولوحدة في‬
‫الحفاظ عليها من أي اصطدام مع عل مغلق أو فر متحجر او شعر متجمد او اى‬
‫راى متصلب قد تسبب في تحطيمها وانهيارها ألنه علي االقل يدرك ما هو صواب‬
‫وما هو خطأ فرق بين ما هو طيب وما هو خبيث وع ما يمكن أن يكون لصلح‬
‫المسرشد وما قد يصيبه‪ B‬من أذى ويري فريق ثالث أن فنية االيحء تعنى العمل‬
‫لمثمر لفريق متعاون متكون من المرشد ولمسترشد حيث يمثل‪ B‬المرشد مكز‬
‫االالسال الفكرى لما يبديه من مالحظات وتعيقات حول سلوك المسترشد‪ B‬ويمثل‬
‫المسترشد‪ B‬مركز المستقبل لل ما يرد اليه منه تمهيدا لتخاذ الخطوة التالية فى‬
‫المناقشة التى يفترض أن تكون مقبولة من الطرفين أثناء المقابلة ويؤكد فريق اخر‬
‫بأن فنية االيحاء تستخدم من حيز الحياة الشخصي للمرشد النفسي حيث أنه يسثمر‬
‫اطاره المجعي في االيحاء لما يجب أن يقوله المسترشد وما يجب أن يفعله وفي‬
‫االيحاء لما يتوقعه منه كرد فعل عن استفساراته وتساؤالته الموجهة اليه‬
‫والمطروحة عليه‪.‬‬

‫أهمية االيحاء‪:‬‬
‫لما كانت االهمية القصوي من العملية االرشادية تتمثل‪ B‬فى مساعدة االفراد علي‬
‫تخطي صعوبات تكيقهم وعبور أزماتهم بوساطة اشباع حاجاتهم غير المشبعة فان‬
‫اسخدام فنية االيحاء من قبل المرشد النفسى بالكيفية السليمة وفي الوقت المناسب‬
‫تسهم الى حد كبير في مساعدتهم علي االرتقاء بافكارهم وارتياد المجهول فى‬
‫أنفسهم بعمق وفهم مما يحقق الغاية الكبري من المقابالت االرشادية لذلك فان فنة‬
‫االيحاء تساعد المسترشد على توضيح‪ B‬رؤيته‪ B‬لنفسه وتنقيتها من شوائبها وازدياد‬
‫استبصاره الداخلى ألعماقها مما يساعده علي التفكير المنطقي العقلنى فيما يتعلق‬
‫بحالته ويعتبرها البعض بمثابة دعوة مفتوحة لمسترشد للتفكير بعمق وروية‪ B‬حول‬
‫صعوباته وأزماته دون اخباره بصراحة عن امكانيات عبورها وتخطيها لذلك فهي‬
‫من وجهة نظر المؤلف وسيلة هامة وفعالة لمساعدة المسترشد على تنظيم افكاره‬
‫وتكوين ارائه وصياغة عاراته التى تعبر عن حالته دون وضع الكلمات في‬
‫فمه‪.‬عندما يتعرف المرشد النفسى على االجابات الصحيحة عن االسئلة التي تستهل‪B‬‬
‫بكلمات استفهامية محددة بمتي‪ B‬وكيف يمكنه‪ B‬استخدام فنية االيحاء ومتي ال‬
‫يستخدمها علي االطالق فانه يدرك الكثير من فوائدها واهميتها وال سيما عندما‬
‫يستخدمها بذكاء استفهامي ولباقة لفظية في صورة تساؤالت واستفسارات مركز‬
‫علي جوهر الحالة بطريقة غير مباشرة وبالتالي فانه يتحرر من عبودية الفنيات‬
‫المحدودة التي ال تسهم وال تفيد اال في نطاق ضيق جدا والتي ال يستخدمها المرشد‬
‫النفسي المبتدئ والحديث في تخرجه‪.‬‬
‫ولما كان معظم المسترشدين قليلي الحيلة ومحدودي القدرة علي فهم أنفسهم وفهم‬
‫مجتمعهم الذى يحيط بهم فان احتياجاتهم للتعامل مع الواقع باساليب سوية تجعلهم‬
‫فى حاجة ملحة لتلقي أية مساعدة كانت من المرشد النفسي وللتعرف علي‬
‫مشاعرهم من أجل تحقيق االدراك األفضل الحترام ذواتهم ولكي تتحقق هذه الغاية‬
‫فان المرشد النفسي الجيد والكفء في عمله يستخدم هذه الفنية‪ B‬بلباقة تجعله فى‬
‫موضع الند للند مع المسترشد‪ B‬ينصت اليه بتقبل يناقشه بموضوعية‪ B‬يحترم اراءه‬
‫وأفكاره التي يطرحها يشرح‪ B‬ويفسر له ما قد يكون غامضا عليه وأخيرا يوحي‬
‫اليهبما يجب أن يقوله وما يجب أن يفعله ان وجده‬
΃ϧϤ
Ύ΍ρ ϹϳΤ Ύ˯
΍ϹϳΤ
Ύ΍ϟ
˯ ϤΒϜή: ΃ϭϻ:
ϭϳόϨ ϲϣϔϬϮ΍
ϡ Θ ϟΒϜϴ΍ή ϟϤή
΍ΣϞ
ϞϣϨΘ μϔϬ
ΎϭϳόϨ ϲϣϔϬϮϡ
ϴϬΎϣϦϣϘΎΑ ϼ ΕϣΒΎηήΓ
ϣδΘϐήϗΔϋΪΩ ΍ Μ ϛϴή
΍
ΎΫΝϋ Ϡ΍ ϲ ϹϳΤΎ΍ϟ˯ ϤΒϜή
ϧϮέΩϩϋ
Ϡ΍ϲ ϟϨΤϮ
΍ΘϟΎϟ ϲ:
΍ϻϓΘΘ ΎΡ: 1-
ϣ
Ύ΍ϟά ϱΗϔό
ϠϪΣϴ
Ύϝϫά΍
ϩ ϟ μόϮΑ
ΎΕ΍Ϋ
΍΃ϣϜϨϚ
΍ ϻΧΘϴ
Ύέˮ ΍ϟϤήηΪ
΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
ΎΫ΍ϳΪϭέ
΍ ϵϥ
ϓ ϲΫϫϨϚˮ
ϣϦ
΃ ϳϦΗήϳΪ
΃ ϥϧΒ΃
Ϊ ˮϴ
ϟΘϚΗΨΒήϧ ϲϋϦ
΃ ϱΟΪϳΪϣϨά
΃ ΧήϣϘΎ
Α
ϠΔϟΎ
Ϩˮ
ϋή ΍ϟΤ
ν ΎϟΔ: 2-
ϣ
Ύ΍ϟά ϱϳΒΪϭ
ϓ ϲϧψή ϙγΒΒ
Ύ
ϓ ϲϋΪ΍ ϡ Η
έϴ
ΎΣϚˮ ΍ϟϤήηΪ΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
Ύ΍ϟά ϱΗόΘϘΪΑ΄ϧϪϳδΒ ΐϟϚ
΍ ϟΤϴήϓΓ΃ϲ ϣή ϙˮ
ϣ
Ύ΍ϟΤ
ΎϟΔ΍Θ
ϟΗϲΎό ϧ ϲϣϨϬ
Ύˮ
ϴ
ϟΘϚΗΨΒήϧ΃
ϲ ΜήϋϦΣ
ϛ ΎΘϟ Ϛˮ
΍ϹϳΤ Ύ΍ ˯ ϻέΗϴΎΩ ϱ Λ
Ύϧϴ
Ύ:
ϲϔ
ϧ δϪϭ
΍ Θ ϛΎθ ϑϣϜϨϮϧϬ
Ύ
Ύ
γ σΔ΍ ΘγΒ Ύ μ έ΍
ϩ ϟΪ
΍ΧϠϲ
ϳΤ
Ύ΍˯ ϻέΗϴΎΩ ϱϧϮέΩϩϋϠϲ
΍ϟϨΤϮ
΍Θ ϟΎϟ ϲ:
ΗϘΪϳή
΍ϟά΍ Ε: 1-
ϣ
ΎΫ
΍Ηήϓ
ϱ ϲΘ
ϧΎ
΋ Ξ
΍ ϻΧΘΒ
Ύ΍Ε
έ ΍Θ
ϟ ΃ΟήϳΖϋ
ϲ ϠϴϚˮ ΍ϟϤήηΪ΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
ΎΫ
΍ΗθόήΣϮϝϣ
Ύ΃ χϬήΗϪϫά΍ ϩ ϟϨΘΎ΋Ξˮ
ϴ
ϛ ϒϳΒΪϭϟϚΗϔδϴήϫά΍ϩ ϟϨΘΎ΋Ξˮ
ϣ
ΎΫ΍ΗόΘϘΪΑ΄ϧϪ
΍ ϓϷ πϞϟϚˮ
΍ϻϓΘή
΍Ύ ο Ε: 2-
ϴ
ϛ ϒϳϤϜϦϔ
ϟ ήΩϣΎ
΃ ϥϳΘϐϠ ΐϋ
Ϡ ϲϫά΍
ϩ ϟ μόϮΑ Ύ Εˮ ΍ϟϤήηΪ
΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϣ
Ύ΍ϟά ϱΗϔό
ϠϪΣϴ
Ύϝϫά΍
ϩ ϟ μόϮΑΎΕ ΍Ϋ΍ ΃ϣϜϨϚ ΍ ϻΧΘΒ
Ύ έˮ
ϣΎΫ
΍γϴϜϮϥέΩϓόϠϚ ϓ ϲϣ΍Ϯ ΟϬΔϫά΍ ϩ Ϸϣί Δˮ
ϣ
Ύ΍ϟά ϱϳΠϠ
ό ϚΗόΘϘΪΑ΄ϧϪϻϳϮΟΪϣϦϳΤΒϚˮ
΍ϹϳΤ
Ύ΍ϟ
˯ ΘΎ
Ϝϣ
Ϡ ϲ: Λ
ΎΜ
ϟΎ:
ήΗϴΒϬ
Ύ
ϓ ϲ λϮέΓϣΘϜΎϣ
ϠΔ
Θ
γΒ Ύ
μ έϟά
΍ΗϪ
ΤϘϴϖϫά΍
ϩ ϟϐ
ΎϳΔϠ ϋ΍ϲ ϟϨΤϮ
΍ϟά ϱγϨϮέΩϓ
ϩϴϤ
ΎϠϳ ϲ :
΍ΘϟΎϜϣϞ: 1-
ϴϛ ϒϳϤϜϨϚΗϔδϴήΫϟϚΑϨϔ δϚˮ ΍ϟϤήηΪ
΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϜϨϚέΑ ςϣ
Ύϗ
ϠΘϪ
΍ ϵϥΑ
ΎϷϓΎ
Ϝ΍έ Θϟ ϲσήΣΘϬ Ύ
ϓ΍ ϲ ϟϤϘΎ
ΑϠΔ΍ϟδΎΑϘΔˮ
ϴ
ϟΘϚΗό ϴ
τϨ ϲϣΎ
όϧ ϲϣΘϜ
ΎϣϠΔϟϤ
ΎΗ τήΣϪ΍ ϵϥϣϦ΍ ϓ ϷΎ
Ϝ έˮ
ϴ
ϟΘϚΗόϴΪϋϠ ϲϣ
Ύϗ
ϠΘϪ΍ ϵϥΑ τήϳϘΔ ΃ ϭ ο΢.
΍ϟΒ΍ Ϊ΋Ϟ: 2-
ϫϮ
΃ ϧδ ΍ϟΤ
ΐ ϠϮϝϟΤΎΘϟϚ΍Θ ϟΗϲΎόϧ ϲϣϨϬ
ΎϣϦϭΟϬΔϧψή ϙˮ ΍ϟϤήηΪ
΍ϟϨϔ δ ϲ:
ϣΎ
΍ ϹϣϜΎϴϧΎ Ε
΍ϟϤΘΎΣΔ΍Θ ϟ ϲϳϤϜϦ
΃ ϥΗΘϐ
Ϡ ΑΐϬ
ΎϋϠ ϲ λόϮΑ
ΎΗϚˮ
ϥΗϔό
ϠϪΣϴΎϝϫά΍
ϩ Ϸϣ ί Δˮ
ή ϱϔ
ϟϨϴΔ
΍ ϹϳΤ
Ύ΍ϟ˯ ϤΒϜήΫϛήϧϤΎΫΝΗΘόϠϖΑΎϟϮ λϒ .
‫فنية التغذية الراجعة‬

‫يرى بعض الكتاب والمؤلفين أن فنية التغذية الراجعة يجب أن يخصص لها‬
‫مكانة مميزة‪ 1‬تتساوى مع ما احتلته مثيالتها من الفتيات المتباينة‪ 1‬التي تندرج تحت‬
‫فنيات التفاعل‪ .‬ويرى البعض أنه الحاجة لهذا التخصيص حيث أنها تستخدم ضمنا‬
‫في الممارسات التدريبية‪ 1‬والمهنية‪ 1‬بصورة تلقائية ومتداخلة مع بقية الفنيات‬
‫األخرى‪ .‬وعلى الرغم أننا سنتعرض لها بصورة متكررة في أكثر من موضع عند‬
‫تناولنا فنيات المسئولية‪ 1‬في الفصل القادم إن شاء اهلل إال أنه وجدنا من األهمية‬
‫بمكان أن نفرد لها مبحثا خاصا بها ضمن هذا الفصل متساوية‪ 1‬مع غيرها من فنيات‬
‫التفاعل األخرى لكي نلقى الضوء على كل ما يتعلق بها من مفهومها ‪ ،‬وأهميتها ‪،‬‬
‫استخداماتها ‪ ،‬أنماطها ‪،‬و التوصيات المتعلقة بها ‪ ،‬بصورة مستقلة قد تسهم وتفيد‬
‫في استيعاب ما سنتعرض له مستقبال حول فنيات المسئولية‪ 1‬بإذن اهلل‪.‬‬

‫مفهوم التغذية الرجعية‪:‬‬


‫يمكن صياغة تعريف مبسط يدل على مفهوم التغذية الرجعية على النحو المتعارف‬
‫عليه في مجال اإلرشاد والعالج النفسي الفردي والجماعي ‪ ،‬أو ضمن برامج‬
‫التدريب العملي التي تخطط وتنفذ لتأهيل و إعداد المرشدين النفسيين المتدربين في‬
‫مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي بالكليات التي ينتمون إليها ‪ .‬ولعل التعريف اآلتي‬
‫يدل على مفهوم التغذية الرجعية بطريقة مبسطة وميسرة‪ 1‬كما يتصوره‪ 1‬المؤلف من‬
‫خبراته المهنية‪1.‬‬
‫" تعتبر التغذية الرجعية بمثابة استجابة فورية تلقائية من فرد في موقع المسئولية‬
‫‪ ،‬أو موضع متميز‪ 1‬بالمعرفة والخبرة لفرد أخر يكون في حاجة مستطلعة لمعرفة رد‬
‫فعل ما يبديه‪ 1‬وما يخفيه من قول على اآلخرين ومعرفة انعكاسات سلوكياته اللفظية‬
‫وغير اللفظية في رؤيتهم ‪ ،‬على أن تكون هذه االستجابة بناءة وايجابية في أية‬
‫صورة كانت ‪ ،‬لفظية أو شفهية أو تحريرية مكتوبة‪ ، 1‬تستهدف التطور واالرتقاء‬
‫‪،‬ومتجنبة‪ 1‬النقد السلبي بأي شكل من أشكاله‪.‬‬
‫أهمية التغذية الرجعية ‪:‬‬
‫أجمع جمهور الكتاب والمؤلفين المهتمين باإلرشاد والعالج النفسي ومنهم ستيو‬
‫وكاوش األصغر‬
‫أنه ال يمكن ألي مقابلة أن تحرز تقدما ملحوظا نحو تحقيق أهدافها في أية فترة‬
‫زمنية‪ 1‬تعقد فيها ما لم تكن تدعم باستخدام فنية التغذية الرجعية ‪ .‬ويرى الكثير من‬
‫االساتذ مربي‪ 1‬المرشد النفسي ومنه المؤلف أن أهمية التغذية الرجعية تكمن في‬
‫كونها استجابة فورية تلقائية من المرشد النفسي للمسترشد في حالة اإلرشاد‬
‫النفسي الفردي ‪ ،‬ومن عضو في الجماعة العالجية ورائدها إلى بقية األعضاء فيها‬
‫في حالة اإلرشاد النفسي الجماعي ‪،‬و من مشرف‪ 1‬المرشد النفسي إلى المرشدين‬
‫النفسين المتدربين في حالة الممارسة التدريبية في المختبر اإلرشادي ‪ ،‬ومركزة‬
‫على إستراتيجية ( هنا – و – اآلن ) حول كل ما يقوله الفرد المستقبل لهذه التغذية‬
‫الرجعية ‪ ،‬وما يفعله مدعمة ومعززة ما قد يبديه من ايجابيات لفظية وغير لفظية‬
‫‪،‬و مطمئنة‪ 1‬ومزيلة ما قد يصدر عنه من سلبيات سلوكية ‪ .‬وهذا باإلضافة إلى‬
‫إشباع رغبته الملحة في معرفة رد فعل سلوكه على غيره وانعكاسه في رؤيته‪ 1‬وال‬
‫سيما في بداية االنتظام في المقابالت اإلرشادية ‪ ،‬فردية كانت أو جماعية‬
‫ويؤكد بريستلي وماكجوير على أهمية‪ 1‬استخدام فنية التغذية الرجعية في كونها‬
‫واحدة من أقوى اآلليات في تعلم السلوك الجيد ألعضاء أية جماعة عالجية في حالة‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي الجماعي ‪ .‬ويؤكد هاكني وكوميير‪ 1‬على أهمية استخدام‬
‫فنية التغذية الرجعية في مساعدة المسترشد‪ 1‬على التعرف على مشكالته والبدائل‬
‫المتاحة التي تسهم في حلها في حالة اإلرشاد الفردي ‪ ،‬كما أضافا أن استخدامها‬
‫البد منه في تدعيم الممارسة التدريبية للمرشدين النفسين المتدربين في المختبرات‬
‫اإلرشادية ‪ .‬ويرى تروتز‪ 1‬أن أهمية استخدام فنية التغذية تتمثل‪ 1‬في مساعدة األفراد‬
‫على االهتمام بتغير سلوكهم ‪ ،‬وذلك بإمدادهم بالمعلومات الالزمة التي تؤهلهم‬
‫للتأثير في واشنطن د‪.‬س عددا من الفوائد التي يمكن أن يجنيها الفرد من استخدام‬
‫فنية التغذية الرجعية هي ‪ )1( :‬المساعدة الفعالة ألي فرد يرغب في تعديل سلوكه‬
‫نحو األفضل ‪)2( ،‬زيادة اإلدراك الذاتي لنفسه ‪ )3( ،‬زيادة اإلدراك لآلخرين ‪)4( ،‬‬
‫تحديد هويته‪ 1‬وتأكيد ذاته ‪ )5( ،‬مراجعة سلوكياته وتقويمها ‪.‬‬

‫استخدامات التغذية الرجعية‪:‬‬


‫يتضح من السرد السريع حول أهمية‪ 1‬التغذية الرجعية في اإلرشاد والعالج النفسي‬
‫أنه يمكن استخدامها في ثالثة مجاالت أساسية ال رابع لهم تستخدم هذه الفنية‪ 1‬أكثر‬
‫ما يكون وبصفة أساسية دورية قد تكون يومية أو أسبوعية ‪ ،‬أو شهرية‪ 1‬في مجال‬
‫التدريب العملي إلعداد المرشدين النفسين المتدربين في مختبرات اإلرشاد والعالج‬
‫لنفسي بالكليات التي ينتمون إليها وذلك بهدف تنمية ممارستهم التدريبية‪ 1‬من أجل‬
‫تدعيم مزاولتهم المهنية بعد إتمام تدريباتهم العملية بنجاح ‪،‬و بعد االنتهاء من‬
‫دراستهم األكاديمية وتخرجهم من الكلية ‪ .‬وسيتعرض المؤلف الستخدام هذه الفنية‬
‫في هذا المجال التدريبي في الفصل القادمان شاء اهلل‪.‬‬
‫ويأتي استخدام فنية التغذية الرجعية في مجال اإلرشاد الجماعي في المقام الثاني‬
‫من األهمية‪ 1‬كفنية‪ 1‬أساسية ال يمكن االستغناء عنها في تنمية‪ 1‬التواصل اللفظي وغير‬
‫اللفظي ‪ ،‬وتنمية‪ 1‬التفاعل الشخصي واالجتماعي بين األعضاء في الجماعات‬
‫العالجية المتباينة‪ 1‬بتوجيه من روادها المتخصصين ‪ .‬ويرى كوري أن التغذية‬
‫الرجعية من األعضاء في الجماعة يمكن أن تساعد العضو زميلهم الذي يسعى‬
‫لتجريب طرق مختلفة من السلوك الذي يعجبه ‪ .‬وعندما يعبر األعضاء بأمانة‬
‫وموضوعية‪ ، 1‬وبعناية وايجابية‪ 1‬عما يحسوا به تجاه عضو ما زميل‪ 1‬لهم في‬
‫الجماعة ‪ ،‬فانه يمكنه أن يحكم على تأثير أقواله وأفعاله على اآلخرين دون تحيز‬
‫وبال انتقاد‪.‬‬
‫أن استخدام فنية التغذية الرجعية ممثلة في عملية التسليم والتسلم ‪ ،‬والعطاء‬
‫واألخذ من والى أعضاء الجماعة العالجية من جهة ومن والدها إلى أعضائها ومن‬
‫األعضاء إليه من جهة أخرى ‪ ،‬يعتبر من أهم الفنيات التي يجب أن تستخدم في‬
‫نهاية كل مقابلة جماعية ‪ .‬ومهما كان مدى المشاركة االيجابية لألعضاء ‪،‬‬
‫والمشاعر الوفية لهم لبعضهم خالل كل مقابلة جماعية إال أن الفرصة التي تمنح‪1‬‬
‫لهم لتلخيص ما دار خاللها في نهايتها تؤكد على أهمية استخدام فنية التغذية‬
‫الرجعية في حد ذاتها ‪ .‬ومما ال شك فيه أن التغذية الرجعية تسهم إلى كبير في‬
‫مساعدة األعضاء على التعبير عن أنفسهم بحرية‪ 1‬دون خوف وبال تردد إلبداء‬
‫وجهات نظرهم حول رؤيتهم ألنفسهم داخل الجماعة ‪ ،‬حول الصراعات الواضحة‬
‫فيها‪ ،‬حول الخطوات التالية والمحتمل اتخاذها ‪ ،‬حول التوقعات المحتمل حدوثها‬
‫نتيجة لخبراتهم فيها ‪ ،‬وحول أية مالحظات أخرى يمكن أن تعطى صورة واضحة‬
‫عما تعنى الجماعة بالنسبة لهم‪.‬‬
‫ويحتل استخدام التغذية الرجعية في اإلرشاد والعالج النفسي الفردي المركز الثالث‬
‫من حيث األهمية‪ 1‬حيث أنها تنحصر بين المرشد والمسترشد‪ 1‬فقط ‪ .‬فعندما يصمت‬
‫المرشد للمسترشد وينصت‪ 1‬إليه ‪ ،‬وعندما يفهم حالته وما يحيط بها من أحداث‬
‫وأسماء ‪ ،‬فإنه يرد إليه ما فهمه وكأنه يقول له‪ " :‬لقد تسلمت رسالتك وهذا هو‬
‫ردى عليها " مما يشجعه على االسترسال في الحديث ‪ ،‬واالستمرار‪ 1‬في عرض‬
‫مايرغب في تقديميه‪ ، 1‬منفتحا على نفسه ‪ ،‬ومقبال على مرشده ‪ .‬كما أن استخدام‬
‫فنية التغذية الرجعية من قبل المرشد في اإلرشاد والعالج النفسي الفردي يمنح‬
‫الفرصة للمسترشد لمراجعة ما جاء على لسانه في حديثه‪ ، 1‬فيقر بما يرغب فيه‬
‫ويعترف به وينكر ما ال يرغب فيه وينبذه ‪ ،‬مما قد يفتح طرقا جديدة من المناقشة‬
‫والحوار تؤدي إلى خيارات وبدائل جيدة تسهم في تخطي صعوباته وعبور أزماته‬
‫‪ .‬ويلجأ المرشد النفسي الفردي في مرحلة اإلقفال من المقابلة اإلرشادية حيث يمهد‬
‫بها إلقفالها ‪ ،‬وذلك بتهيئة المسترشد للدخول في هذه المرحلة دون أن يكون‬
‫مدفوعا إليها‪.‬‬

‫أنماط التغذية الرجعية‪:‬‬


‫ترتبط سمات األنماط المختلفة لفنية التغذية الرجعية باستخداماتها الثالثة حيث‬
‫يحدد كل استخدام منها النمط الذي يتالءم معه ويدعمه ‪ .‬ولما كان استخدام هذه‬
‫الفنية يكون أكثر شيوعا ويصفه‪ 1‬أساسية ودورية‪ 1‬في مجال التدريب العملي‬
‫للمرشدين النفسين المتدربين فإنهم يستخدمونها بأنماطها المتباينة‪ 1‬كلها من أجل‬
‫تدعيم ممارستهم التدريبية ‪ ،‬وبالتالي تدعيم مزاوالتهم المهنية بعد تخرجهم للعمل‬
‫الميداني ‪ .‬وتستخدم أنماط معينة منها تكاد تكون مشتركة‪ 1‬في كل من اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي الفردي والجماعي على حد سواء‪ .‬وفيما يلي سرد تفصيلي حول‬
‫كل نمط من األنماط المختلفة للتغذية الرجعية‪.‬‬

‫أوال – النمط اللفظي ‪:‬‬


‫يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة أساسية في المجاالت الثالثة التي‬
‫تستخدم فيها هذه الفنية بال استثناء لما تتميز‪ 1‬به من استجابة فورية ورد فعل سريع‬
‫لكل مايقوله وما يفعله المرشد النفسي المتدرب في مجال التدريب العملي ‪ ،‬وعضو‬
‫الجماعة العالجية في مجال اإلرشاد والعالج النفسي الجماعي ‪ ،‬أو المسترشد في‬
‫مجال اإلرشاد والعالج النفسي الفردي‪ .‬ويستقبل أي منهم التغذية الرجعية سواء‬
‫أكانت من المشرف اإلرشادي ‪ ،‬رائد الجماعة ‪ ،‬أو المرشد النفسي الممارس ‪،‬‬
‫بصورة فورية لتعزيز ما يقوله وما يفعله أن كان مرغوبا فيه أو يطفئ بها ما يبدر‬
‫عنه ويزيله إن كان غير مرغوب فيه ‪ ،‬وتعتبر‪ 1‬العبارات اللفظية األداة األساسية في‬
‫استخدام هذا النمط من التغذية الرجعية‪.‬‬
‫ويستخدم مشرف‪ 1‬المرشد النفسي المتدرب هذا النمط من التغذية الرجعية في‬
‫اجتماع مغلق يحضره المرشدون النفسيون المتدربون الذين تحت إشرافه بناء على‬
‫مالحظتهم من قبله ومن قبل زمالئهم المتدربين مثلهم وذلك بعد االنتهاء من‬
‫المقابالت اإلرشادية اليومية المكلفون بها لتحديد مواطن القوة فيها وتدعيمها ‪،‬‬
‫وتحديد نقاط الضعف فيها والعمل على تالفيها ‪ .‬ويستخدم كل من رائد الجماعة‬
‫وأعضائها ‪ ،‬والمرشد النفسي الفردي هذا النمط من التغذية الرجعية داخل المقابلة‬
‫اإلرشادية الجماعية والفردية على حد سواء ردا على ما يبديه‪ 1‬عضو الجماعة ‪ ،‬أو‬
‫المسترشد‪ 1‬الفردي من قول وعمل أوال بأول دون تأجيل لما بعد المقابلة وال للمقابلة‬
‫التالية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬النمط الكتابي ‪:‬‬
‫يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة أساسية في مجال التدريب العملي‬
‫للمرشدين النفسيين المتدربين في مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي بالكليات‬
‫التابعين لها حيث يقدم كل من األستاذ مربي‪ 1‬المرشد النفسي ومشرف المرشد‬
‫النفسي المتدرب تغذيتها الرجعية للمرشدين النفسيين المتدربين في صياغة مكتوبة‪1‬‬
‫على استمارة خاصة معدة لذلك بها بنود محددة ‪ ،‬موضح فيها مواطن القوة ونقاط‬
‫الضعف في مقابالتهم اإلرشادية مع المسترشدين المختلفين الذين قابلوهم خالل‬
‫تدريبهم اليومي عند االنتهاء من كل مقابالتهم اليومية وسيتعرض‪ 1‬الفصل األخير‬
‫من هذا الكتاب إلى هذا المبحث بالتفصيل إن شاء اهلل ‪.‬‬
‫ويستخدم المرشدون النفسيون المتدربون أيضا هذا النمط من التغذية الرجعية‬
‫بأنفسهم ألنفسهم في صورة تقويم ذاتي لممارستهم التدريبية ‪ ،‬حيث يعمد كل منهم‬
‫إلى تسجيل كل ما حدث له ‪ ،‬وما صادفه ‪ ،‬وما قدمه ‪ ،‬وما استقبله خالل كل مقابلة‬
‫إرشادية مع كل المسترشد‪ 1‬على حدة منذ أن طرق بأيه إلى أن روعه في نهايتها ‪،‬‬
‫ومتذكرا بقدر اإلمكان أهم النقاط التي تدعم ممارسته التدريبية‪ 1‬في كل مقابلة‬
‫إرشادية مع كل مسترشد قابله كوسيلة يرد بها على نفسه ويجيب بها ايجابياته‬
‫وسلبياته في كل مقابلة له‪ .‬ويتضح هذا المقياس في النموذج المعروض في نهاية‬
‫هذا الفصل‪.‬‬
‫ويطلب من المسترشدين‪ 1‬في كثير من األحيان أن يقدموا تغذية رجعية في صياغة‬
‫كتابية‪ 1‬حول المقابالت اإلرشادية التي انتظموا فيها كوسيلة تقويمية لها للتعرف‬
‫على ايجابياتها وتدعيمها‪ ،‬والوقوف على سلبياتها والعمل على تالفيها في‬
‫المستقبل‪. 1‬‬
‫ثالثا – النمط السمعي ‪:‬‬

‫يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة أساسية في مجال التدريب العملي‬
‫للمرشدين النفسين المتدربين ‪ ،‬ويستخدم بدرجة أقل نوعا ما في مجالي اإلرشاد‬
‫والفردي واإلرشاد النفسي الجماعي ‪ .‬ويستخدم الشرف اإلرشاد النمط السمعي‬
‫للتغذية الرجعية بصفة دائمة مع المرشدين النفسيين المتدربين الذين يشرف على‬
‫ممارستهم التدريبية ‪ ،‬كما يستخدم أيضا من قبل األستاذ مربي‪ 1‬المرشد النفسي إذا‬
‫دعت الضرورة لذلك ويكون استخدام هذا النمط السمعي من قبل الشرف اإلرشادية‬
‫في اجتماع مغلق مع المرشدين النفسيين المتدربين الذين ضمن مجموعته التي‬
‫يشرف على تدريبها بناء على االستماع إلى تسجيالتهم السمعية لمقابالتهم‬
‫اإلرشادية مع مستر شديهم بعد االنتهاء منها كلها عند نهاية التدريب اليومي لهم‪.‬‬
‫يقدم كل مرشد نفسي متدرب إلى مشرفه اإلرشادي شريط تسجيل سمعي ألية‬
‫مقابلة يختارها هو بمحض إرادته يعتقد بأنها أفضلها جميعا خالل تدريبه‪ 1‬اليومي ‪.‬‬
‫ويستمع‪ 1‬المشرف اإلرشادي إليه يرفقه زمالئه المتدربين وفي استمعوا إليه في‬
‫مقابلة زميلهم مع مسترشدة ‪ .‬ويمكن أن يعاد تشغيل بعض أجزاء من الشريط أكثر‬
‫من مرة إذا كانت محل نقاش وحوار واستفسار ودراسة من أجل تدعيم ممارسته‬
‫التدريبية على أكمل وجه‪.‬‬
‫ويمكن اإلشارة بصورة عاجلة إلى أهمية استخدام فنية التغذية الرجعية وفقا للنمط‬
‫السمعي في نقاط محددة على سبيل‪ 1‬المثال وليس على سبيل الحصر في تقديم تدعيم‬
‫ايجابي لسلوك المرشد النفسي المتدرب الجيد ‪،‬تحليل األسباب التي دعت المسترشد‬
‫إلى ممارسة‪ 1‬سلوك معين لفظي وغير لفظي في المقابلة إعادة صياغة استجابات‬
‫المرشد النفسي المتدرب للمسترشد فور االستماع إليه إن كانت غير صالحة ‪،‬‬
‫التقاط بعض الخيوط ما يخفيه المسترشد من معاني خلف كلماته ومن مشاعر خلف‬
‫كلماته ومن مشاعر خلف عباراته الحصول على المقارنات المفيدة بين الممارسات‬
‫التدريبية المختلفة للمرشدين النفسيين المتدربين وأخيرا تعتبر فنية التغذية‬
‫الرجعية بمثابة‪ 1‬الجسر الذي يعبر عليه كل مرشد نفسي متدرب من مرحلة القصور‬
‫المعرفي الذي يتصف‪ 1‬به في بدء ممارساته‪ 1‬التدريبية إلى مستوى الخبرة المهنية‪1‬‬
‫التي بها مشرفه اإلرشادي‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة التي توضح‪ 1‬أهمية‪ 1‬استخدام النمط السمعي من التغذية‬
‫الرجعية عند االستماع إلى شريط تسجيل يدار في اجتماع يحضره المشرف‬
‫اإلرشادي وكل المرشدين النفسيين المتدربين الذين يمارسون تدريباتهم تحت‬
‫إشرافه ‪.‬‬
‫المسترشدة‪ :‬لقد اضطرتني‪ 1‬الظروف أن أخرج للعمل بعد وفاة زوجي لكي أستطيع‬
‫أن أعول نفسي وأعول أوالدي إذا كان هذا التصرف سيرضي الناس أم أنهم سينتقد‬
‫ونى لخروجي من المنزل كل يوم‪.‬‬
‫المرشد النفسي‪ :‬العمل ليس عيبا ‪ ،‬ولكنه شرف وواجب‪.‬‬
‫المشرف اإلرشادي ‪:‬كان يجب عليك أن تؤكد على اإلشارة التي لمحت بها‬
‫المسترشدة فيما يتعلق بالناس ألنها تعمل حسابا لهم ‪ ،‬وتقلق بسبب ما قد بظنونه‬
‫بها لخروجها اليومي من المنزل ‪ .‬يبدو أن االهتمام بكالم الناس واالهتمام برأيهم‬
‫في سلوكها يشكل إحدى الصعوبات التي تواجهها في حياتها ‪ ،‬لذلك يجب عليك في‬
‫المقابلة القادمة إن شاء اهلل أن تركز على هذه النقطة حتى تصحح اتجاهاتها نحو‬
‫رؤيتهم لها‪.‬‬
‫المسترشدة ‪ :‬الناس ليس لهم إال الظاهر فقط ‪ ،‬أنا أخشى أن يلزمنني النى أعمل‬
‫بائعة في محل المالبس الجاهزة يملكه رجل أرمل توفيت زوجته حديثا‪.‬‬
‫المرشد النفسي‪ :‬هل تحصلين على دخل معقول من عملك هذا يسد حاجتك المادية‬
‫وأوالدك‪.‬‬
‫المشرف اإلرشادي‪ :‬استجابتك هذه جاءت متأخرة ‪ ،‬كان يجب أن تبادر بها بمجرد‬
‫أن أخبرتك المسترشدة بأنها عملت إلعالة نفسها وأوالدها ‪.‬‬
‫كما أنك لم تستجب استجابة فورية لما أشارت إليه من لوم الناس لها ‪،‬ومن تلميحها‬
‫حول صاحب المحل األول ‪ .‬من المفروض أال تترك أشارات وتلميحات‬
‫المسترشدين‪ 1‬والمسترشدات معلقة دون االستجابة إليها فورا وبسرعة ‪ ،‬كما أن‬
‫تكون استجابتك في وقتها دون تبكير وبال إبطاء‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬النمط المرئي ‪:‬‬
‫يستخدم هذا النمط من التغذية الرجعية بصورة تكاد تكون متساوية في المجاالت‬
‫الثالث التي تستخدم فيها هذه الفنية حيث تسجل المقابلة اإلرشادية تسجيال مرئيا‬
‫سواء أكانت فردية أم جماعية أم في مجال الممارسة التدريبية ولكن التركيز على‬
‫استخدامها ال يكون بصورة أساسية كما هو الحال في النمط اللفظي أو النمط‬
‫السمعي اللذين يعتبران بمثابة العمود الفقري في المجاالت الثالث ‪ .‬يستخدم‬
‫التسجيل المرئي بقلة كلما دعت الضرورة إليه‪ ،‬ووفقا لبعض الحاالت التي تتطلبه‪.‬‬
‫وبالتالي فان التغذية الرجعية المرئية‪ 1‬تكون قليلة بالتبعية ‪ .‬ويستفاد من استخدام‬
‫النمط المرئي في أنه يقدم تغذية رجعية للسلوك اللفظي وغير اللفظي لطرفي‬
‫المقابلة أو ألعضاء الجماعة المشتركين فيها حيث يرى كل منهم نفسه بالصوت‬
‫والصورة على طبيعتها خاللها‪ .‬ويمكن للنمط المرئي أن يدعم كل من النمط اللفظي‬
‫والنمط الكتابي في التغذية الرجعية ( كيف؟)‪.‬‬
‫ويمكن للمرشد النفسي أنه يعيد عرض المقابلة المسجلة مرئيا على مسترشدة في‬
‫حالة اإلرشاد النفسي الفردي نظره حول بعض السلوكيات المعينة التي صدرت عنه‬
‫خالل المقابلة عنه خالل المقابلة اللفظية وغير اللفظية ‪ ،‬بغرض تدعيمها فيه إن‬
‫كانت ايجابية ‪،‬و تخليصه‪ 1‬منها إن كانت سلبية ‪ .‬ويمكن لرائد الجماعة أن يعيد‬
‫عرض المقابلة المسجلة مرئيا على أعضاء جماعته لمناقشة بعض األمور التي‬
‫دارت خاللها كوسيلة عالجية تسهم في تنمية‪ 1‬التفاعل الشخصي واالجتماعي بينهم‬
‫‪ .‬ويمكن للمشرف اإلرشادي أن يعيد عرض المقابلة المسجلة مرئيا على‬
‫المرشدين النفسيين المتدربين الذين يشرف عليهم كوسيلة تعليمية‪ 1‬تربوية‪ 1‬تدعم‬
‫ممارستهم التدريبية بوساطة التركيز على االيجابيات والسلبيات التي بدرت عن كل‬
‫منهم خالل مقابلته مع مسترشديه لكي يطور نفسه من الناحية المهنية‪1.‬‬
‫ولعل من أهم الفوائد التي يمكن جنيها من استخدام فنية التغذية الرجعية المرئية‬
‫هو إمكانية تثبيت‪ 1‬عرض الشريط المسجل مرئيا على موقف معين في المقابلة‬
‫اإلرشادية سواء أكانت فردية أم جماعية – أو في مجال الممارسة التدريبية ‪،‬‬
‫وإ مكانية إعادة عرض هذا الموقف أكثر من مرة لدراسته ومناقشة ما ظهر فيه‪.‬‬
‫ومن المشاهدات التي يمكن التركيز عليها عن تثبيت العرض وإ عادته لمواقف ما‬
‫في المقابلة اإلرشادية‪ -1:‬االختالفات في التعبيرات االنفعالية أثناء التحدث‬
‫واإلنصات ‪ -2‬اتجاه االتصال البصري ومدة استمرار يته ‪ -3‬الفترة الزمنية‬
‫المستغرقة في االبتسامات والنظرات الجادة ‪ -4 ،‬تنوع االنفعاالت عبر المراحل‬
‫المختلفة للمقابلة ومالءمة كل انفعال لمعنى العبارات والكلمات المتداولة ‪ -5‬تغير‬
‫نبرات الصوت ومالءمتها لألحداث المطروحة ‪ -6‬المساحة المحصورة بين أطراف‬
‫المقابلة وحركات أعضاء الجسم لكل منهم واالستجابة لها ‪.‬‬

‫التوصيات الالزمة عند استخدام فنية التغذية الرجعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫أوال‪ :‬يجب أن تتصف التغذية الرجعية بكونها وفية بدرجة أكبر من كونها‬
‫تقويمية‪ ، 1‬مما يسمح‪ 1‬للفرد ممارسة تواصله الجيد مع اآلخرين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجب أن تتصف‪ 1‬التغذية الرجعية بكونها محددة بدرجة أكبر من كونها‬
‫عامة ‪ ،‬مما يسمح‪ 1‬للفرد بأن يدرك سلوكياته خالل موقف معين بذاته أثناء‬
‫المقابلة بهدف تعديلها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬يجب أن تشبع التغذية الرجعية حاجات األطراف المعنية في المقابلة‬
‫اإلرشادية بدرجة أكبر من كونها تشبع فقط حاجات المستخدم لها ألنها يجب أن‬
‫تكون موجهة بالدرجة األولى لفائدة الفرد المعطاة له‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬يجب أن تكون التغذية الرجعية موجهة لتعديل سلوك الفرد وفق‬
‫إمكانياته وقدراته واستعداداته ‪ ،‬وال تكون موجهة لما يصعب عليه تحقيقه‪،‬‬
‫وبمعنى أن تكون واقعية التحقيق وليست مستحيلة التنفيذ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬يجب أن توجه التغذية الرجعية في الوقت المناسب ‪ ،‬ويكون أفضله‬
‫عند حدوث واقعة معينة يراد تغيرها فيشار إليها في وقتها ‪ ،‬أو سلوك ما يراد‬
‫تعديله فيشار إليه في حينه ‪ ،‬ويكون ذلك في نفس اليوم الذي تمت فيه المقابلة‬
‫‪ ،‬أو قبل البدء في المقابلة التالية لها مباشرة ‪.‬‬

‫فنيات المسئولية في المقابلة اإلرشادية‬


‫تعتبر فنيات المسئولية‪ 1‬جزءا مكمال لما تقدم من فنيات المقابلة في اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي ‪ ،‬بل يجب أن تتقدمها جمعيا لما لها من أهمية‪ 1‬خاصة في‬
‫متابعة وتقويم الممارسات المهنية في المقابالت اإلرشادية مند الشروع فيها‬
‫وحتى أخر بعض الكتاب والمؤلفين المسئولية بأنها نظام تقويم للعملية‬
‫والتربوية ‪ ,‬ويصفها بعض أخر بأنها عملية تطورية الزمة لتنمية‪ 1‬الطرق‬
‫واألساليب المستخدمة في تطبيقات علم النفس المتباينة‪ ,‬ويري فريق ثالث‬
‫بأنها فنيات مستخدمة في اإلرشاد والعالج النفسي تساعد المرشد علي تقويم‬
‫مقابالته مع مسترشديه من جميع جوانبها وتطويرها ألحسن بما يحقق أفضل‬
‫النتائج لهم ‪.‬‬

‫وتطالب فنيات المسئولية المرشد النفسي بان يقدم كشف حساب عما أنجزه في‬
‫مقابالته اإلرشادية مع كل مسترشد تعامل معه مند بداية المقابلة األولي وحتى‬
‫نهاية المقابلة األخيرة حيث انه باستخدامها يضع نفسه تحت األضواء الكاشفة‬
‫‪ ,‬وفي بؤرة الروية الواضحة ‪ ,‬وفي موضع المسائلة اإللزامية ممن منحوه‬
‫ثقتهم لمزاولة مهنته وممارسة‪ 1‬دورة في مجال اإلرشاد والعالج النفسي حول‬
‫النتائج المترقبة منه‪ 1‬كفائدة مستردة من المهام المنوطة إليه ‪.‬‬

‫ويمكن تعريف المسئولية علي أنها فنيات تستخدم لتحليل وتحديد األداء المهني‬
‫علي مختلف مستوياته‪ 1‬للمرشدين النفسيين وللمشرفين علي تدريبهم ولالساتده‬
‫التربويين الدين يقومون بتأهيلهم العلمي وإ عدادهم المهني للتأكد من تحقيق‬
‫األهداف المرسومة لهم بالكفاءة المرجوة منهم ‪ ,‬وللتأكد من النتائج المترقبة‬
‫من ممارساتهم المهنية في مقابالتهم اإلرشادية بما يحقق التنمية‪ 1‬الشخصية‬
‫للمسترشدين والتطور االيجابي لسلوكياتهم ‪ .‬ويعرف ليسنجر المسئولية‪ 1‬بأنها‬
‫مسائلة لشخص ما عن انجاز عمل معين لتأكد من النتائج المترقبة‪ 1‬من انجازه‬
‫وأدائه لهدا العمل ‪.‬‬
‫تعبر فنيات المسئولية‪ 1‬في اإلرشاد والعالج النفسي من األسس الهامة والوسائل‬
‫الفعالة التي يمكن االعتماد عليها في التأكد من تحقيق النتائج في التأكد من‬
‫تحقيق أهداف البرامج التدريبية‪ 1‬بالكفاءة المرجوة للممارسات المهنية التي يتم‬
‫تنفيذها في مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي بالكليات التي تؤهل وتعد‬
‫المرشدين النفسيين المتدربين تحت إشراف مباشر من المشرفين اإلرشاديين‬
‫الدين يشرفون عليهم وعلي ممارساتهم التدريبية العلمية في ظل إستراتيجية‪1‬‬
‫تعليمية تدريبية يخططها لهم جميعا ‪ ,‬ويشرف علي تنفيذها ويتابعها إستاد‬
‫تربوي متخصص من حملة دكتوراه الفلسفة في المجال اإلرشاد والعالج النفسي‬
‫‪.‬‬
‫وتشتمل فنيات المسئولية في العملية اإلرشادية العالجية على‬
‫عدد من التضمينات‪ 1‬وهي‬
‫‪ -1‬تحديد األهداف العامة والخاصة لها ولمقابالتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬التخطيط السليم لبرامج الممارسات المهنية سواء أكانت تدريبية أم ميدانية‬
‫التي يمكن أن تحقق تلك األهداف على أعلى مستوى من الكفاءة األدائية‪. 1‬‬
‫‪ -3‬تقويم هذه الممارسات للتأكد من مدى تحقيق األهداف بالكفاءة المترقبة‪1‬‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ -4‬التحقق من النتائج النهائية للعملية اإلرشادية العالجية بما يفيد في تنمية‬
‫شخصية المسترشدين وتعديل سلوكهم كعائد استثماري منها ومن‬
‫الممارسات المهنية للعاملين بها سواء أكانت تدريبية في المختبرات أم‬
‫ميدانية في الواقع العملي‪.‬‬
‫ويتطلب استخدام فنيات المسئولية من المرشدين النفسيين الممارسين منهم أو‬
‫المتدربين تسجيل أنشطتهم اإلرشادية العالجية التي يزاولونها أوال بأول ‪،‬‬
‫ويوما بيوم‪ ،‬تجميع المعلومات الالزمة حول أثارها المنعكسة على المستفيدين‬
‫منها ‪ ،‬ثم طرح هذه المعلومات الالزمة حول آثارها المنعكسة على المستفيدين‬
‫منها ‪ ،‬ثم طرح هذه المعلومات مجتمعة على الجماهير لتعريفهم بمدى أهمية‬
‫أعمالهم ومدى االستفادة القصوى منها لصالحهم والسيما المحتاجين منهم‬
‫لخدماتهم اإلرشادية والعالجية على وجه الخصوص‪ .‬ولن يكون يسيرا على‬
‫المرشدين النفسيين وال على من يشرف عليهم وعلى أعمالهم استخدام هذه‬
‫الفنيات بما يحقق أهدافها بالجودة المطلوبة ألنها تتطلب وقتا طويال وجهدا‬
‫كبيرا قد يشلهم عن مهامهم األصلية ‪ .‬ويقترح ستفلبيم نموذجا لممارسة فنيات‬
‫التساؤل يتمثل‪ 1‬في تحديد األهداف القريبة لكل نشاط يقوم به أي متصل بالعملية‬
‫اإلرشادية تقويم كل نشاط يمارس من أجل تحقيق هذه األهداف للتأكد من مدى‬
‫الكفاءة في تحقيقها ‪.‬‬
‫وحتى يمكن استخدام فنيات المسئولية المطلوب منها ‪ .‬يجب على‬
‫المرشد النفسي أن يراعي عدة اعتبارات هامة ‪:‬‬
‫تحديد األهداف التي يمكن قياسها ومالحظتها بسهولة لكل مقابلةارشادية‬ ‫‪-‬‬
‫يجريها مع المسترشدين‪ 1‬مما يسهل متابعتها وتقويمها دون تميز‪ 1‬وبال‬
‫تطرف التقويم المستمر لكل خطوة من خطواته التنفيذية لإلستراتيجية‬
‫اإلرشادية التي يتبعها مع المسترشد لتحديد نقاط القوة فيدعمها ‪ ،‬وتحديد‬
‫نقاط الضعف فيتالفاها ‪ .‬ادراة حوار مفتوح ومناقشة علنية وممارسة‬
‫للتغذية الرجعية حول كل ما أنجز من أعماله خالل المقابالت اإلرشادية مع‬
‫رؤسائه والمشرفين عليه ومع مساعديه والمشرف عليهم للوصول إلى‬
‫أفضل السبل للتدعيم المهني لكل منهم‪.‬‬
‫ويقترح كرومبولتز‪ 1‬وثروسون عددا من االعتبارات الهامة التي يجب أن تأخذ‬
‫في الحسبان عند استخدام فنيات المسئولية حتى تحقق أهدافها هي ‪)1( :‬‬
‫اعتماد األهداف العامة للعملية اإلرشادية من األطراف المعنية‪ )2( . ،‬تقويم‬
‫األداء المهني للمرشد النفسي بناء على مالحظة التغيرات في سلوك‬
‫المسترشدين‪ )3( ، 1‬تطوير التأثير المهني للمرشد النفسي ‪،‬وتطوير نفسه بدال‬
‫من توجيه اللوم والتوبيخ لألداء غير الجيد ‪ )4(،‬إشراك كل األطراف المعنية‬
‫بالعملية اإلرشادية في استخدام فنيات المسئولية‪ )5( ، 1‬مرونة فنيات المسئولية‬
‫بحيث يمكن استخدامها بما يتالءم مع ظروف كل مرشد نفسي‪.‬‬

‫مناقشات جدلية حول فنيات المسئولية‬


‫تتعرض فنيات المسئولية‪ 1‬الى مناقشات جدلية بين السلبية وااليجابية التي يمكن‬
‫تحقيقها من استخداماتها المختلفة‪ .‬ويدعى أصحاب الرؤية السلبية‪ 1‬لفنيات‬
‫المسئولية‪ 1‬بأنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬نظام إحصائي يعتمد على أرقام النتائج المتحصل عليها من عمليات التقويم‬
‫ومن التغذية الرجعية المستخدمة‪ 1‬بما ال يفيد المسترشدين‪. 1‬‬
‫‪ -2‬أسلوب النقد واللوم والتأنيب يعاني منه‪ 1‬المرشدون النفسيون فير األكفاء في‬
‫ممارساتهم المهنية‪. 1‬‬
‫‪ -3‬استفاد لوقت المرشد النفسي ولجهده في إعداد االستبيانات الخاصة‬
‫بالتقويم وفي عقد المقابالت مع المهتمين باإلرشاد النفسي من أجل‬
‫الحصول منهم على المعلومات الممكنة حول النتائج المتوقعة منه‪.‬‬
‫‪ -4‬تقييد لحرية المرشدين النفسيين في ممارسة‪ 1‬أعبائهم المهنية ألنها تعتبر‬
‫كالسيف المسلط على رقابهم‪.‬‬
‫ويرى أصحاب النظرة االيجابية لفنيات المسئولية‪ 1‬أنها ‪ )1( :‬تفيد المسترشدين‬
‫في معرفة أفضل الخدمات التي يمكن أن يقدمها لهم المرشدون النفسيون ‪)2(،‬‬
‫تمنح الفرصة للمرشد النفسي أن يتحقق من عمله إن كان ناجحا أم فاشال ‪)3(،‬‬
‫تمنح الفرصة للمرشد النفسي أن يختار وينتقي‪ 1‬أفضل الطرق واألساليب‬
‫اإلرشادية التي تعطيه أفضل النتائج‪ )4( ،‬تمنح‪ 1‬الفرصة للمرشد النفسي أن‬
‫يتعرف على الحاجات األساسية للمسترشدين حتى يقدم لهم أفضل السبل‬
‫إلشباعها ‪ )5( ،‬تساعد على تدعيم عملية اإلرشاد والعالج النفسي باعتراف‬
‫األفراد بها لما يلتمسون من فوائد محنية‪ 1‬منها‪.‬‬
‫ويرى بيكر أن فنيات المسئولية تحقق عددا من الفوائد الهامة هي‪)1( :‬‬
‫اكتساب مهارات جديدة في ممارسة مهنة‪ 1‬اإلرشاد النفسي(‪ )2‬تحسين وتطوير‬
‫الخدمة اإلرشادية‪ )3( ،‬الحصول على نتائج ايجابية من العملية اإلرشادية‪)4( ،‬‬
‫مكافأة المرشدين النفسيين األكفاء في أعمالهم‪.‬‬
‫ويحدد كرومبولتز فوائد اختيار الطرق واألساليب المناسبة في اإلرشاد لنفسي‬
‫على أسس نجاحها‪ )2( ،‬تحديد المسترشدين الذين لم تشبع حاجاتهم اإلرشادية‬
‫‪ )3( ،‬اعتراف جماهيري باإلرشاد النفسي ‪ )5(،‬بناء عالقات اجتماعية‬
‫وإ نسانية ومهنية صحية بين المرشد النفسي والجهات المعنية بالعملية‬
‫اإلرشادية‪.‬‬

‫أنماط فنيات المسئولية‬

‫تتضمن فنيات المسئولية بصفة أساسية نمطين هامين يمكن اعتبارهما بمثابة‪1‬‬
‫شقين مكملين لبعضهما وال انفصام بينهما بحيث يدعمان بعضهما البعض من‬
‫اجل تحقيق الهدف األساسي من استخدمهما ‪ .‬ويمكن عرض النمط األول ممثال‬
‫بفنية الممارسة التدريبية التي يقوم بها المرشدون النفسيون المتدربون تحت‬
‫أشراف مشرف أرشادي بناء علي خطة تعليمية‪ 1‬تدريبية‪ 1‬مرسومة‪ 1‬من قبل إستاد‬
‫تربوي من حملة دكتوراه الفلسفة في مجال اإلرشاد والعالج النفسي بحيث‬
‫يكون مسئوال مسئولية مطلقة عن تأهيلهم العلمي وإ عدادهم المهني ‪ ,‬وتتطلب‬
‫هده الفنية‪ 1‬التعرض إلي مسئوليات كل من األستاذ التربوي ‪ ,‬المشرف‬
‫اإلرشادي‪ ,‬المرشد النفسي المتدرب ‪ ,‬مع التركيز علي التوصيات الالزمة لكل‬
‫منهما من يدعم مساهمتهم في فنية الممارسة التدريبية ‪ .‬ويتمثل النمط الثاني‬
‫من فنيات المسئولية‪ 1‬في فنية التقويم لألنشطة المتباينة‪ 1‬التي يزاولها كل من‬
‫األستاذ التربوي‪ ,‬المشرف اإلرشادي ‪ ,‬المرشد النفسي المتدرب بما يحقق‬
‫األهداف المتعلقة بها للتأكد من مدي الكفاءة في تحقيقها ‪ .‬وهدا ما سنتناوله إن‬
‫شاء اهلل علي الصفحات القليلة القادمة كخاتمة لكل ما يتعلق بالمقابلة في‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي علي نحو ما ذكر مند أول كلمة في الفصل األول وحتى‬
‫آخر كلمة ستذكر في هدا الفصل الخامس عشـــر‪.‬‬

‫ومما هو جدير بالذكر ‪ ,‬إن هذين النمطين من فنيات المسئولية‪ 1‬يستخدمان أكثر‬
‫ما يكون بصفة أساسية في مختبرات اإلرشاد والعالج النفسي التابعة للكليات‬
‫التي تؤهل وتعد المرشدين النفسيين المتدربين تحت إشراف وتوجيه األساتذة‬
‫التربويين المتخصصين في والمختصين بتدريب وإ عداد المرشدين النفسيين‬
‫المتدربين ومشرفيهم المرشدين ‪ .‬وتستهدف‪ 1‬هاتين الفنيتين مساعدة المرشدين‬
‫النفسيين المدربين ومشرفيهم اإلرشاديين علي تفهم مسئوليتهم الميدانية‬
‫وممارسة ادوراهم في حياتهم العملية الكفاءة المرجوة من مزولتهم المهنية ‪.‬‬
‫ويمكن أيضا استخدام هاتين الفنيتين بصفة دورية في مراكز اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي ‪ ,‬المستشفيات والعيادات النفسية ‪ ,‬والمؤسسات التربوية واالجتماعية‬
‫والمهنية‪ 1‬ودلك بهدف التنمية‪ 1‬الشاملة في جوانب الكلية لممارسة الميدانية ‪.‬‬
‫ويكمن القول انه قليال ما تستخدم هاتين الفنيتين لخبرات الممارسات الخاصة‬
‫لمهنة اإلرشاد العالج النفسي ‪.‬‬
‫وإ ذا فكر استخدامهما في مجال الممارسة الخصوصية ‪ ,‬فان ذالك يكون بهدف‬
‫التنمية الذاتية لشخصية الممارسين المهنية ‪.‬‬

‫فنية الممارسة التدريبية‬

‫يوفر استخدام فنية الممارسة التدريبية‪ 1‬سلسلة من الخبرات المتتابعة في مجال‬


‫اإلرشاد والعالج النفسي للمرشدين النفسيين المتدربين تحت إشراف فني من‬
‫المشرف اإلرشادي ‪ ,‬ومن األستاذ التربوي الذي يطلق عليه مربي‪ 1‬المرشد النفسي‬
‫والدي يتولي اإلشراف الكامل علي تأهيلهم العلمي وإ عدادهم المهني في المختبر‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي بالكلية التابعين لها وهدا يتطلب من المرشدين النفسيين‬
‫المتدربين خبرة مسبقة ودراسة تمهيدية‪ 1‬في السلوك اإلنساني ‪ ,‬وسيكولوجية‬
‫النمو ‪ ,‬أسست التوجيه واإلرشاد النفسي‪ ,‬المعلومات التربوية‪ 1‬والمهنية‪, 1‬‬
‫المقاييس واالختبارات النفسية ‪ ,‬وكل ما يتعلق بدراسة الفرد ‪.‬‬
‫وتحقق هذه الفنية التي يستخدمها في الدرجة األولي األستاذ المربي لمرشد النفسي‬
‫الخبرة العلمية الرئيسية للمرشدين النفسيين المتدربين المنتظمين في برامج تربية‪1‬‬
‫المرشد النفسي ‪ .‬ويتضمن استخدام هذه الفنية المرشدين مختلف مستوياتهم‬
‫الثقافية وعلى مختلف مراحلهم العمرية ‪,‬وعلى مختلف حاالتهم النفسية التي‬
‫يعانون منها ‪ )2( ,‬مالحظة مقابالت اإلرشادية وتقديم التغذية الرجعية المتعلقة بها‬
‫‪ )3( ,‬ممارسات المهارات التسجيلية المختلفة الالزمة لها ‪ )4( ,‬استخدام فنيات‬
‫المقابلة المختلفة وتدعيمها ‪ )5( ,‬استثمار المعلومات اإلرشادية من شخصية‬
‫اجتماعية وتربوية ومهنية لصالح المسترشدين‪. 1‬‬

‫وحتى يمكن استخدام هذه الفنية بالكفاءة المرجوة يجب علي األستاذ مربي‪ 1‬المرشد‬
‫النفسي إن ياخد في اعتباره ما يمكن إن ينجزه المرشدون النفسيون المتدربون‬
‫الذين يشرف علي تأهيلهم وإ عدادهم في األنشطة اآلتية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬طرق وأساليب اإلرشاد والعالج النفسي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مهارات التسجيل بأنواعها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فنيات المقابلة المتباينة ‪.‬‬
‫(‪ )4‬اإللمام الكامل بالمصادر البيئية‪ 1‬المتاحة في المجال التربوي والمهني ‪.‬كما‬
‫يجب عليه أن يطلب منهم توفير ما يأتي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ثالثة شرائط للتسجيل السمعي بحيث يكون مدة كل شريط تسعين دقيقة ‪,‬‬
‫ويمكن أن يسجل علي كل جانب ما ال يزيد عن خمسة وأربعون دقيقة فقط ‪.‬‬
‫(لماذا ؟)‪ ,‬وذالك لتسجيل أفضل المقابالت اإلرشادية التي أتموها في بنجاح‬
‫من وجهة نظرهم علي أال تقل عن ثالث مقابالت وال تزيد عن ست مقابالت‬
‫‪,‬‬
‫(‪ )2‬شريط واحد للتسجيل مرئي‪ ( 1‬فيديو ) بحيث يكون مدته مائة وعشرين‬
‫دقيقة ‪ ,‬وذالك لتسجيل أفضل المقابالت اإلرشادية التي أجروها بنجاح من‬
‫وجهة نظرهم علي إال تقل من مقابلة واحدة وال تزيد عن ثالثة ‪,‬‬
‫(‪ )3‬ملف (كالسير ) ذو ثالثة ثقوب لحفظ االرواق والمستندات والنشرات‬
‫والتعليمات المعطاة لهم من قبل مشرفهم اإلرشادي وأستاذهم التربوي ‪ ,‬كل‬
‫حسب تصنيفاتها المختلفة ‪.‬‬
‫وعندما نتناول هذه الفنية‪ 1‬بشئ من التفصيل يجب علينا أن نتعرض إلي المسئوليات‬
‫التي يتحملها كل من األستاذ مربي‪ 1‬المرشد النفسي ‪ ,‬المشرف اإلرشادي ‪,‬‬
‫والمرشدين النفسيين المتدربين أنفسهم ‪ .‬كما يجب علينا أن نتعرض إلي التوصيات‬
‫الالزمة التي يجب أن يراعيها كل منهم عند استخدم لفنية الممارسة التدريبية‪ 1‬حتي‬
‫تنجز بالكفاءة المرجوة ‪ .‬ومن ثم ‪ ,‬يتمكن المرشد النفسي المتدرب أن يزاول‬
‫مهنته‪ 1‬في اإلرشاد والعالج النفسي بالجودة المترقبة منه‪ 1‬على نطاق الممارسة‬
‫الميدانية‪ 1‬بعد نجاحه في برامج التدريب المعدة له وبعد تخرجه منها ‪.‬‬

‫مسئوليات مربي المرشد النفسي‬

‫يجب علي األستاذ مربي المرشد النفسي أن يدرك تماما مسئولياته‪ 1‬نحو تأهيل‬
‫وإ عداد علي المشرفين اإلرشاديين المشرفين عليهم حتى يمكن أن يستخدم فنية‬
‫الممارسة التدريبية‪ 1‬التي يستفاد منها اإلرشاد والعالج النفسي بالكلية التي يدرس‬
‫فيها بالكفاءة المرجوة منها ‪ .‬وبناء علي استخدامهم الجيد لهذه الفنية ‪ ,‬سينتقل‪1‬‬
‫أثارها إلي استخدام طالبه لها بالتبعية التعليمية‪ 1‬ألنه سيكون بمثابة‪ 1‬نموذج حـسن‬
‫ومثل جيــد في مزاولته لمهنة اإلرشاد والعالج النفسي التي تتم خالل مقابالته‬
‫اإلرشادية مع مستر شديه ‪ .‬وحتى يستخدم األستاذ مربي المرشد النفسي هذه‬
‫الفنية علي الوجه األمثل ‪ ,‬عليه أن يتحمل عددا من المسئوليات الهامة سنسردها‬
‫علي النحو التالي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تنظيم وإ دارة المقابالت اإلرشادية االبتدائية‪ 1‬التدريبية كنموذج تدريبي‪ 1‬أمام‬
‫طالبه المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ,‬والمشرفين اإلرشاديين المشرفين عليهم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تخصيص عدد من المرشدين النفسيين المتدربين لكل مشرف‪ 1‬ارشادى‬
‫‪,‬وتكليفه باألشراف على تدربيهم على تنظيم و إدارة المقابالت اإلرشادية‪ ,‬وفقا‬
‫للتعليمات والمهارات والفنيات التي رسمها لهم ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مساعدة المشرف االرشادى في حل اى مشكالت تواجهه في عمله االشرافى‬
‫على المرشدين النفسيين المتدربين مما يدعم إشرافه عليهم ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مالحظة المرشدين النفسيين المتدربين من غرف المالحظة دوريا أثناء‬
‫مقابالتهم اإلرشادية مع مستر شديهم للتأكد من سالمة ممارساتهم التدريبي‪1‬ة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مراجعة بعض المهارات التسجيلية التي يقوم المرشدون النفسيون‬
‫المتدربون سواء كانت تسجيالت سمعية‪ , 1‬أو تسجيالت مرئية‪ 1‬للتأكد من كفاءتهم‬
‫التسجيلية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تقديم التغذية الرجعية لكل من المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ,‬والمشرفين‬
‫اإلرشاديين عليهم فيما يتعلق بممارستهم التدريبية لتنمية‪ 1‬قدراتهم علي ممارستهم‬
‫اإلرشادية ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬مراجعة تقويم المرشدين النفسيين المتدربين للمشرفين اإلرشاديين‬


‫المشرفين عليهم بهدف رفع كفاءة الخبرة التدريبية لألطراف المعنية ‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬تشجيع المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ,‬ومشرفيهم اإلرشاديين علي تقديم‬
‫تغذية رجعية فيما يتعلق بمسئوليات األستاذ مربى المرشد النفسي كوسيلة لنقد‬
‫البناء لتحسين أدائه وكفاءته التعليمية‪ 1‬والتدريبية واإلشرافية ‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬تقويم المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ,‬والمشرفين اإلرشاديين بناء علي‬
‫ممارستهم التدريبي‪1‬ة المعملية متضمنة‪ 1‬مهاراتهم التسجيلية وفنياتهم اإلرشادية ‪.‬‬
‫عاشراً‪ :‬تقديم خطابات التوصية الالزمة للمرشدين النفسيين المتدربين ‪,‬‬
‫ومشرفيهم اإلرشاديين عند التحاقهم بمؤسسات تعليمية‪ 1‬أخرى ‪ ,‬أو بمؤسسات‬
‫مهنية‪ 1‬لبدء حياتهم الميدانية‪ 1‬فيها ‪.‬‬
‫مسئوليات المشرف اإلرشادي‬
‫بعد أن يتولي مربو‪ 1‬المرشد النفسي إدارة المقابالت اإلرشادية االبتدائية‪ 1‬التدريبية‬
‫كنموذج تعليمي‪ 1‬وتدريبي‪ 1‬لكل من المرشدين النفسيين المتدربين ‪,‬والمشرفين‬
‫اإلرشاديين ‪ ,‬يكلف األستاذ مربي المرشد النفسي كل مشرف‪ 1‬إرشادي والذي يطلق‬
‫عليه مشرف المرشد النفسي باإلشراف علي تدريب المرشدين النفسيين المتدربين‬
‫بحيث أال يزيد عددهم سبعة كل مشرف إرشادي حتى يتمكن من القيام بواجباته‬
‫وتحمل مسئولياته نحو تدريبهم علي مستوي‪ 1‬الئق من اإلشراف ‪ .‬ويجب علي‬
‫مشرف اإلرشاد النفسي أن يتحمل عدداً من المسئوليات الهامة التي يمكن أن تسهم‬
‫إلي حد كبير في استخدام فنية الممارسة التدريبي‪1‬ة علي الوجه األمثل ‪ .‬والتي‬
‫سنسردها فيما يلي علي النحو التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مساعدة مربي المرشد النفسي في تنظيم وإ دارة المقابالت اإلرشادية االبتدائية‬
‫التدريبي‪1‬ة في بداية الفصل الدراسي ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬توزيع المسترشدين الجدد الذين يزورون المركز اإلرشادي ألول مرة علي‬
‫المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ,‬وتكليفهم بأعباء مسئولياتهم اإلرشادية نحوهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مالحظة المقابالت اإلرشادية الذين يجريها المرشدون النفسيون المتدربون‬
‫مع المسترشدين من غرفة المالحظة أثناء انعقادها في غرف اإلرشاد النفسي ‪,‬‬
‫ومدهم بالتغذية الرجعية المناسبة بما يفيد تطورهم التدريبي وتنمية‪ 1‬شخصياتهم‬
‫المهنية‪. 1‬‬
‫رابعاً‪ :‬مراجعة المسودات لكل األعمال التسجيلية الكتابية التي يقوم بها المرشدون‬
‫النفسيون المتدربون سواء كانت تتعلق بالتسجيل الكتابي للمقابالت ‪ ,‬أم التقارير‬
‫النفسية الختامية ‪ ,‬ذلك قبل عرضها علي المربي المرشد النفسي بهدف تصحيحها‬
‫واعتمادها بصورة مبدئية‪. 1‬‬
‫خامسا‪ :‬عقد جلسات جماعية مع المرشدين النفسيين المتدربين دوريا لتقديم‬
‫التغذية الرجعية تتعلق في أعمالهم الكلية لتطويرهم ولتنمية‪ 1‬ممارساتهم التدريبية‪1‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬مساعدة المرشدين النفسيين علي حل أية مشكالت تواجههم تتعلق‬
‫بممارستهم التدريبية‪ 1‬واإلجابة عن استفساراتهم التعليمية والمهنية ‪,‬واالستعانة‬
‫بمربي‪ 1‬المرشد النفسي لمساعدته فيما تعذر عليه من مساعدتهم ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تنظيم وإ دارة بعض التدريبات التي تدعم ممارساتهم التدريبية‪ 1‬مثل لعب‬
‫األدوار التي يتبادلون بها ادوار المرشد والمسترشد‪ 1‬بالتناوب‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬تقديم التقويم الخاص لممارسة التدريبية لمرشدين النفسيين المتدربين لهم‬
‫شخصيا ولألستاذ المربي المشرف العام عليهم مدعما بالمالحظات والتوصيات‬
‫والمقترحات التي يمكن أن ترفع من كفاءتهم التدريبية وذالك خالل منتصف‪ 1‬الفصل‬
‫الدراسي ‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬تقديم المقترحات المتعلقة بالتقدير النهائي لكل مرشد نفسي متدرب ‪ ,‬مبنية‬
‫علي انجازه الكتابي ‪,‬وممارسته التدريبية‪ 1‬علي اختالف جوانبها ‪ ,‬باإلضافة إلي‬
‫خصائصه‪ 1‬الشخصية التي تدعم عمله كمرشد نفسي بحيث تحفظ هذه المقترحات في‬
‫ملف خاص لكل مرشد متدرب علي حدة يقدم لألستاذ المربي المشرف العام علـــيهم‬
‫‪.‬‬

‫مسئوليات المرشد النفسي المتدرب‬


‫إن استخدام فنية الممارسة التدريبية‪ 1‬موجهة بالدرجة األولى من جانب األستاذ‬
‫المربي المسئول عن تأهيل وتدريب المرشدين النفسيين المتدربين إلى كل منهم‬
‫شخصيا من أجل تطوير ممارساتهم التدريبية‪ 1‬وتنمية شخصياتهم المهنية‪ 1‬بما يحقق‬
‫لهم الجودة في العمل والكفاءة في األداء عندما يحتل كل منهم مكانه الطبيعي في‬
‫ميدان عمله بعد االنتهاء من التدريب والتخرج‪.‬‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬فانه أيا من المرشدين النفسيين المتدربين مطالب أثناء فترة تدريبه‬
‫بتحمل عدد من المرشدين النفسيين المتدربين مطالب أثناء فترة تدريبه‪ 1‬بتحمل عدد‬
‫من المسئوليات التي تسهم إلى حد كبير في تدعيم ممارساته‪ 1‬التدريبية على الوجه‬
‫األمثل ‪ ،‬نوردها كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يجب على كل مرشد نفسي متدرب أن يستكمل‪ 1‬أعماله الكتابية المطلوبة من‬
‫والمكلف بها والمتعلقة بدراسة الحالة والتقارير النفسية الختامية والتفسير الفني‬
‫لالختبارات النفسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجب على كل مرشد نفسي متدرب أن يحتفظ بملف (كالسير) ذو ثالث ثقوب‬
‫بحيث يحتوي على كل المواد المعلومات التي تتناولها فنية الممارسة التدريبية‬
‫بأسلوب منظم على أن تحفظ هذه المواد والمعلومات في تصنيفات على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫(‪ )1‬تصنيف‪ 1‬خاص بكل النشرات والمعلومات والبيانات المتعلقة بكيفية كتابة‬
‫التقارير النفسية المختلفة‪ ،‬أعمال اإلحالة ‪ ،‬ودراسة الحالة المختصة‬
‫بالمسترشدين أنفسهم‬
‫(‪ )2‬تصنيف‪ 1‬خاص بكل النشرات والمعلومات المتعلقة بعملية اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي مثل نماذج الحوار والمناقشة بين المرشد والمسترشد‪ 1‬وفقا للفنيات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫(‪ )3‬تصنيف‪ 1‬خاص بكل النشرات والمعلومات التي تتعلق بالمصادر البيئية‬
‫المتباينة‪ 1‬من حيث الفرص التربوية‪ 1‬والمهنية‪ 1‬المتاحة في البيئة التي يوجد‬
‫فيها المسترشدين‪ ، 1‬وذلك وفقا للتدريبات التي يكلفون بها من مربى المرشد‬
‫النفسي أو من المشرف اإلرشادي‪.‬‬
‫(‪ )4‬تصنيف‪ 1‬خاص بكل النشرات والمعلومات التي تتعلق بالمقاييس واالختبارات‬
‫النفسية المتوفرة لديهم في المختبر اإلرشادي ‪.‬‬
‫(‪ )5‬تصنيف‪ 1‬خاص بكل النشرات والمعلومات والبيانات والخطابات والتوصيات‬
‫المتفرعة والتي ال تندرج تحت أي تصنيف سابق والتي تسلم لهم من قبل‬
‫األستاذ مربي‪ 1‬المرشد النفسي أو قبل المشرف اإلرشادي ‪.‬‬
‫" يسلم هذا الملف إلى األستاذ مربي‪ 1‬المرشد بعد أن يطلع عليه المشرف‬
‫اإلرشادي ويعتمد صحة تصنيفاته‪ 1‬واستكمال مواده‪ ،‬وذلك قبل نهاية الفصل‬
‫الدراسي بأسبوعين العتماد صحته النهائية على أن يعاد للمرشد النفسي‬
‫المتدرب في آخر محاضرة له في الفصل الدراسي ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يكتب نموذجا لحوار ومناقشة‬
‫دارت بينه‪ 1‬وبين المرشد أي مسترشد تعامل معه متناوال الفنيات لتي استخدمها‬
‫مثل التساؤل ‪ ،‬إعادة العبارات ‪ ،‬المواجهة ‪ ... ،‬وخالفها في المقابالت‬
‫اإلرشادية ‪ ،‬على أال تغطي أكثر من خمس عشرة دقيقة من المقابلة ‪،‬وعرضها‬
‫على المشرف اإلرشادي إلبداء مالحظاته عليها مرة أخرى إليه لحفظها في‬
‫تصنيفها الخاص بها في ملفه ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يقدم لألستاذ المربي أفضل شريط‬
‫تسجيل سمعي ألية مقابلة إرشادية عقدها مع أي مسترشد يرى بأنه أجاد في‬
‫أدارتها وفي استخدم مهارات وفنيات ‪ ،‬وذلك قبل نهاية الفصل الدراسي على أن‬
‫يعاد إليه في أخر محاضرة له‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يقدم لألستاذ المربي أفضل‬
‫شريط تسجيل مرئي ( فيديو) ألية مقابلة إرشادية عقدها مع أ مسترشد يعتقد‬
‫بأنه أدارها بكفاءة عالية وبأنه استخدم ما تعلمه من مهارات وفنيات في‬
‫إداراتها بالجودة المطلوبة وذلك قبل نهاية الفصل الدراسي‪ ،‬على أن يعاد إليه‬
‫في أخر محاضرة له‪.‬‬

‫اعتبارات هامة لألطراف المعنية في الممارسة التدريبية‬


‫ال يمكن لألستاذ مربي المرشد النفسي أن يستخدم فنية الممارسة التدريبية‬
‫بالكفاءة المرجوة ‪ ،‬واليمكن ألي من األطراف المعنية األخرى سواء كان‬
‫المشرف اإلرشادي أو المرشد النفسي المتدرب أن يستثمر‪ 1‬هذه الفنية‪ 1‬في تنمية‪1‬‬
‫التدريب على اإلشراف اإلرشادي ‪ ،‬أو على اإلرشاد النفسي بالدرجة المطلوبة ‪،‬‬
‫وبالتالي ال يمكن لهذه الفنية أن تحقق أهدافها فيما يتعلق بالعملية اإلرشادية‬
‫العالجية وفيما يتعلق بالمتصلين بها‪ ،‬مالم يتوفر االهتمام بعدة اعتبارات هامة‬
‫تتعلق بإدارة المقابالت اإلرشادية يجب أن تؤخذ في الحسبان لكل طرف متصل‪1‬‬
‫بها سواء أكانت هذه االعتبارات تتعلق بالنواحي الفنية التدريبية‪ ، 1‬أم تتعلق‬
‫بسلوك المرشد النفسي المتدرب مع المسترشدين المنتظمين فيها‪.‬‬
‫اعتبارات عامة تتعلق بالنواحي الفنية التدريبية ‪:‬‬
‫يجب على كل فرد متصل‪ 1‬بالممارسة‪ 1‬التدريبية أن يستثمرها وفقا لموقعه من‬
‫استخدامها ‪ ،‬وذلك بمراعاة عدة اعتبارات هامة تتعلق بممارسة‪ 1‬المرشد النفسي‬
‫التدريبية ‪ ،‬وفقا لما تعلمه من طرق وأساليب ‪ ،‬وما تدرب عليه من مهارات‬
‫وفنيات في إدارة المقابلة اإلرشادية ‪ .‬ويمكن التأكد من وجود هذه االعتبارات ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬بناء األلفة بين المرشد النفسي والمسترشد ‪ ،‬مدى تقبل المرشد‬
‫للمسترش‪1‬د ‪ ،‬مدى تقبل المسترشد للمرشد ومدى التقدم الذي طرأ على حالة‬
‫المسترشد‪1.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬استخدام فنية التساؤل على أسس سليمة وعدم قذفه بأسئلة‬
‫واستفساراته في وجه المسترشد بتتابع سريع ومتالحق بمناسبة‪ 1‬وبالمنا سبة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬استخدم فنيات رد الفعل كل في موضعها المناسب دون تداخل بين فنية‬
‫وأخرى ‪ ،‬ودون التردي بين فنية وثانية‪ 1‬بال هدف وبال معنى مع التركز على‬
‫الصمت واإلنصات الجيدين وعدم مقاطعة المسترشد‪ 1‬بأي حال من األحوال مع‬
‫المرونة‪ 1‬في رده إلى موضوع المناقشة إذا خرج عن حدودها وإ مكانية التقاط‬
‫الحديث منه في الوقفات الطبيعية القصيرة بين جملة تقوه بها وجملة يستعد‬
‫لها‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬توضيح‪ 1‬أهمية‪ 1‬المقابالت اإلرشادية ومدى الفوائد التي يمكن أن تجني‬
‫من حضور المسترشد إليها وانتظامه فيها ‪ ،‬والتأكد من مدى إقباله عليها‬
‫واقتناعه بها ‪ ،‬والى أي مدى يمكن أن يستمر‪ 1‬ويواظب على حضورها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الوصول إلى مرحلة البناء في المقابلة اإلرشادية بالتدرج السليم من‬
‫مرحلة االفتتاح على أن تكون المبادرة من المرشد النفسي المتدرب لبلوغها‬
‫دون أن يشعر المسترشد بدفعه إليها ‪ ،‬مما يدعم أركانها ويحقق أهدافها ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ممارسة االتصال البصري بين المرشد النفسي المتدرب والمسترشد في‬
‫األحوال التي تستدعي ذلك دون المغاالة وبال قصور ‪ ،‬وعدم انشغال المرشد‬
‫المتدرب عن المسترشد‪ 1‬بأي شئ آخر غير متابعته‪ 1‬بعقله وبصره‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬مالحظة سلوك المسترشد غير اللفظي من انفعاالت تبدو على وجهه ‪،‬‬
‫أو على حركات جسمه بصورة عامة وعلى اليدين بصفة خاصة أثناء ذكر‬
‫أسماء أو أحداث معينة ‪ ،‬ومدى استجابة المرشد المتدرب لها‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬التدرج بالمسترشد من مرحلة البناء من مرحلة اإلقفال في الخمس‬
‫دقائق األخيرة من المقابلة اإلرشادية على أن تشتمل على األساليب الفنية‬
‫لألقفال وأهمها تلخيص مادار من مناقشة في المقابلة ‪،‬وتحديد موعد للمقابلة‬
‫التالية ‪ ،‬مع توديع المسترشد‪ 1‬بمثل ما استبقل به حفاوة وترحاب معبر عنها‬
‫بابتسامة دافئة ‪.‬‬
‫اعتبارات عامة تتعلق بسلوك المرشد النفسي المتدرب ‪:‬‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال فصل السلوك الشخصي للمرشد النفسي مع مستر‬
‫شديه في المقابالت اإلرشادية عما تعلمه من طرق وأساليب ‪ ،‬ما تدرب عليه من‬
‫مهارات وفنيات في إدارتها الن سلوكه الشخصي ينعكس بطريقه أو بأخرى‬
‫على ممارساته‪ 1‬التدريبية في إدارة المقابالت اإلرشادية بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التعاطف الوجداني مع المسترشد‪ ، 1‬ومدى فهمه لحالته ‪،‬ومدى تقبله‬
‫لسلوكه اللفظي وغير اللفظي دون إدانته‪ 1‬على ما ال يعجبه منه بأية عبارة تحمل‬
‫معنى اللوم وال التوبيخ ‪ ،‬مع توفير االحترام الكامل ولما يقوله‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الثقة في النفس بما يوحي للمسترشد بمدى اهتمامه‪ 1‬به ‪ ،‬ومدى قدرته‬
‫على مساعدته في تخطى أزماته مما يدعم ثقة المسترشد‪ 1‬فيه ‪ ،‬وإ قباله وانفتاحه‬
‫عليه دون ريبة‪ 1‬وبال شك دون خوف وبال تردد ال حساسه بإنسانية‪ 1‬المرشد‬
‫المتدرب وإ خالصه في عمله وصراحته في تعامله معه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حساسية‪ 1‬المرشد المتدرب المرهفة لكل ما يعبر عنه المسترش‪1‬د ‪ ،‬ولكل ما‬
‫يخفيه لفظيا كان أو غير لفظي أثناء المناقشة في المقابلة مما يجعله قادرا على‬
‫أن يستشف المحتوى الذي يتضمنه‪ 1‬في إطاراه المرجعي الداخلي ‪ ،‬وما يتسرب‪1‬‬
‫بين شفتيه‪ 1‬مختبئا خلف كلماته وفي ثنايا عباراته‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الموضوعية في التعامل مع حالة المسترشد‪ 1‬دون أن يقحم خصائصه‪1‬‬
‫الشخصية عليها من آراء وأفكار متعصبة‪ 1‬ومتحيزة ‪ ،‬مما يحرر المسترشد من‬
‫قيود مستوردة من الفكر فيعبر عن نفسه ويخبر عن حالته بمشاعره وأفكاره‬
‫الخاصة بتحرر من وصايا الغير عليها‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬المرونة في استخدام استراتيجياته‪ 1‬اإلرشادية والعالجية مع المسترشد‪1‬‬
‫بما ال يجعله متجمدا عند أسلوب معين ‪ ،‬وال متحجرا عند طريقة بذاتها ال يحيد‬
‫عنها بالرغم من فشلها وعدم جدواها في تحريك المقابلة ودفعها نحو تحقيق‬
‫أهدافها ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬أسلوب الحياة الشخصي الذي يتمتع‪ 1‬به المرشد النفسي المتدرب‬
‫بصورة عامة في تعامله مع كافة البشر ‪ ،‬وبصفة خاصة مع المسترشدين‪ ، 1‬فيما‬
‫يتعلق بمفهوم الذات متضمنا الذكاء العام واإلبداع وحب المنافسة الشريفة ‪،‬‬
‫ومتميزا‪ 1‬باالستقاللية في العمل والجدية والديمقراطية في إدارته‪ 1‬لمناقشاته‬
‫ومتصفا برقة الصوت في حديثه‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬نظام القيم الذي يرمن به المرشد النفسي المتدرب فيما يتعلق باإلخالص‬
‫واألمانة في القول والعمل ‪ ،‬التسامح وخفة الروح في العالقات االجتماعية ‪،‬‬
‫الصبر وكظم الغيظ واحتمال ما ال يطيقه الفرد العادي من ضغط اآلخرين في‬
‫تعاملهم وتفاعالتهم االجتماعية‬

‫توصيات هامة في استخدام فنية الممارسة التدريبية‬


‫لعل أهم ما يمكن أن يختتم به المبحث الخاص بفنية الممارسة التدريبية هو أن‬
‫يشير إلى ثالث مجموعات من التوصيات التي يمكن أن تدعم استخدامها بما‬
‫يفيد في تحقيق أهدافها ‪.‬‬
‫توصيات موجهة إلى مشرف المرشد النفسي المتدرب ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يجب على مشرف المرشد النفسي المتدرب أن يحتفظ لديه بملف خاص‬
‫يحتوي على المستندات واألوراق والنشرات المتبادلة بينه وبين أستاذ مربي‬
‫المرشد النفسي من جهة ‪ ،‬بينه‪ 1‬وبين المرشدين النفسيين المتدربين الذين‬
‫يشرف على تدريبهم من جهة أخرى خالل الفصل الدراسي الواحد ‪ ،‬كذلك‬
‫يحتوي على كل مالحظاته واقتراحاته فيما يتعلق بالممارسة التدريبية‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجب على المشرف اإلرشادي أن يحتفظ لديه بشريط تسجيل واحد ذي‬
‫تسعين دقيقة على أن يسجل على كل جانب منه‪ 1‬اجتماعا له مع مرشديه‪1‬‬
‫النفسيين المتدربين بحيث ال تزيد مدة كل اجتماع عن خمس وأربعين دقيقة‬
‫بحيث يتضح‪ 1‬منه كيفية إدارته‪ 1‬للتغذية الرجعية الموجهة لهم فيما يتعلق‬
‫بمقابالتهم اإلرشادية لتنمية شخصياتهم المهنية‪ . 1‬ويجب عليه أن يسلم هذا‬
‫الشريط ال أستاذه المربى لالستماع إليه وإ بداء مالحظاته عليه وإ عادته له بعد‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يجب على المشرف اإلرشادي أن يحضر إلى مختبر‪ 1‬اإلرشاد والعالج‬
‫النفسي قبل موعد بدء المقابالت اإلرشادية بنصف‪ 1‬ساعة على األقل للـتأكد من‬
‫حضور المرشدين النفسيين المتدربين ‪ ،‬والمسترشدين الذين سيتعاملون معهم‬
‫‪ ،‬وذلك لتخصيص غرف اإلرشاد النفسي التي ستتم فيها المقابالت اإلرشادية‬
‫لكل منهم ‪ ،‬وللرد على أي استفسار موجه إلى كل من طرفي المقابلة‬
‫رابعا‪ :‬يجب االجتماع مع المشرفين اإلرشاديين اآلخرين عند بداية كل يوم تتم‬
‫فيه الممارسة التدريبية لالتفاق على توزيع مرشديهم النفسيين المتدربين على‬
‫غرف اإلرشاد النفسي بعد تكليف كل منهم بإرشاد عدد من المسترشدين‪ 1‬بما ال‬
‫يزيد عن ثالثة في اليوم الواحد سواء أكانوا من الجدد أو من المترددين على‬
‫المختبر اإلرشادي‪ .‬ويجب توضيح‪ 1‬ذلك على سبورة معلقة في غرفة اجتماع‬
‫المرشدين النفسيين المتدربين على النحو التالي ‪ ( :‬اسم المرشد‪ -‬اسم‬
‫المسترشد‪ -‬موعد بدء المقابلة‪ -‬موعد انتهاء المقابلة )‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يـتأكد من التزام كل مرشد نفسي‬
‫متدرب في مجموعته التي تحث إشرافه بالمقابلة مع عدد المسترشدين المكلف‬
‫بمقابالتهم في الغرف اإلرشادية المخصصة لهم وفي المواعيد المحددة لبدء‬
‫ممارستهم التدريبية ‪( .‬لماذا؟) ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يكلف كل مرشد نفسي متدرب في‬
‫مجموعته التي يشرف على تدريبها بأن يالحظ عددا من زمالئه اآلخرين من‬
‫غرف المالحظة بما ال يقل عن ثالث مرات خالل الفصل الدراسي الواحد ‪ ،‬وذلك‬
‫أثناء مقابالتهم اإلرشادية مع مستر شديهم في غرف اإلرشاد بعد التأكد من‬
‫موافقتهم على مالحظة مقابالتهم وبشرط أن يكون ذلك خالل وقت فراغه عندما‬
‫ال يكون مكلفا بإرشاد أي من المسترشدين‪1.‬‬
‫سابعا ‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يسجل على السبورة التي في غرفة‬
‫اجتماع المرشدين النفسيين المتدربين أسماء المالحظين الذين يالحظون‬
‫المقابالت اإلرشادية المفتوحة وأرقام الغرف التي ستتم فيها ومواعيدها‬
‫وأسماء المرشدين النفسيين المتدربين ومسترشد‪ 1‬يهم على النحو التالي ‪:‬‬
‫( اسم المالحظ – اسم المرشد النفسي المتدرب – اسم المسترشد‪– 1‬رقم غرفة‬
‫اإلرشاد النفسي – موعد بدء المقابلة – موعد االنتهاء منها )‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يتأكد من التوصيالت الصوتية‪ 1‬بين‬
‫غرف اإلرشاد وغرف المالحظة المالحقة بها والتي تقع تحت إشرافه لكي ال‬
‫يكون بها أي خلل وال أي عطل حتى يسهل إلى كل ما يدور من حوار ومناقشة‬
‫بين المرشدين المتدربين ومستر شديهم بحيث يكون الصوت واضحا بما يكفي‬
‫استماعه خارجها ‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬يجب على المشرف اإلرشادي أن يتسلم بما ال يقل عن ثالث استمارات‬
‫للمالحظة من كل مرشد نفسي متدرب ضمن مجموعته مدون في كل منها‬
‫تغذيتهم الرجعية لكل مقابلة إرشادية الحظوها حتى يناقشها معهم ‪ ،‬ويصحح ما‬
‫بها من أخطاء ويدعم ما بها من ايجابيات ‪ ،‬ويستعين بها في تقويم مقابالت‬
‫زمالئهم الذين الحظوهم ‪ ،‬وبشرط أن تدون التغذية الرجعية لكل مالحظة وفقا‬
‫للبنود المحددة في االستمارة المعدة لذلك‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬يجب على المشرف اإلرشادي أن ينبه على المرشدين النفسيين‬
‫المتدربين ضمن مجموعته باال يعطي أي منهم موعدا واحدا ألكثر من مسترشد‬
‫في نفس الوقت على أن تكون مقابالته لكل منها دورية مرة في كل أسبوعين ‪،‬‬
‫أو مرة كل أسبوع إذا لزم األمر ‪ .‬كما يجب عليه أن ينبه عليهم بأن يراجع كل‬
‫منهم صندوق بريده في غرفة اجتماعاتهم الستالم ما قد يوجد فيه من نشرات‬
‫أو تعليمات أو توصيات متروكة لهم منه من أستاذهم المربى ‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬يجب على المشرف اإلرشادي أن يكلف كل مرشد نفسي متدرب‬
‫في مجموعته بأن يسجل على األقل مقابلة واحدة فقط تسجيال مرئيا (فيديو) مع‬
‫التأكيد على تسجيل كل مقابالته مع كل مستر‪ 1‬شديه تسجيال سمعيا بال استثناء‬
‫ما لم يعترض أي منهم على تسجيل مقابالته‪ .‬ويجب أن يبلغ األخصائي الفني‬
‫في تشغيل وتسجيل أجهزة التسجيل المرئي بموعد المقابلة المراد تسجيلها بمدة‬
‫كافية قبلها ‪ ،‬كما يجب عليه أن يطلب منه إعادة تشغيل ما سجله عند الرغبة‬
‫في مناقشة محتوى المقابلة المسجلة مع أفراد المجموعة ‪.‬‬
‫ثاني عشر ‪ :‬يجب على مشرف‪ 1‬اإلرشاد مراجعة أستاذه المربي في منتصف‬
‫الفصل الدراسي للتشاور معه حول مدى تقدم المرشدين النفسيين المتدربين‬
‫الذين تحت إشرافه‪ ،‬ومراجعته مرة أخرى في نهاية الفصل الدراسي للتشاور‬
‫معه حول التقويم النهائي وحول التقدير المقترح لكل منهم وذلك بعد التأكد من‬
‫استكمال أعمالهم التحريرية بأنواعها وممارساتهم التدريبية بأساليبها وطرقها‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يتأكد من مواظبته على عقد‬
‫اجتماع دوري مع أفراد مجموعته التي يشرف‪ 1‬عليها في نهاية كل يوم تتم فيه‬
‫الممارسة التدريبية بد االنتهاء من مقابالتهم وذلك لالستماع إلى بعض‬
‫التسجيالت السمعية المقدمة من بعضهم لمناقشتها علنا أمامهم وفي حضورهم‬
‫والتشاور بخصوهها من أجل تحديد نقاط الضعف فيها لتالفيها ‪ ،‬ومواطن القوة‬
‫فيها لتدعيمها ‪ ،‬على أن يقدم أفضلها لألستاذ مربي المرشد النفسي ( لماذا؟ )‪.‬‬
‫رابع عشر‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي أن يتأكد بأنه كلف كل مرشد نفسي‬
‫في مجموعته بالتساوي مع غيره بالتعامل مع ما ال يقل عن خمسة مسترشدين‬
‫على مدار الفصل الدراسي الواحد ‪ ،‬وبحيث ال يقل عدد المقابالت التي أجراها‬
‫عن خمس عشرة مقابلة‪.‬‬

‫خامس عشر‪ :‬يجب على كل مشرف إرشادي التأكد من صحة تفسير‪ 1‬االختبارات‬
‫النفسية التي أعطيت للمسترشدين بوساطة مرشديهم النفسيين المتدربين الذين‬
‫في مجموعته وذلك قبل عرضها عليهم ومناقشتهم في نتائجها مع اإلشارة إلى‬
‫ضرورة مساعدته ألي منهم في تفسيرها وتحليل نتائجها إذا لزم األمر ‪.‬‬

‫توصيات موجهة للمرشد النفسي المتدرب ‪:‬‬


‫أوال – احترام قيمة الوقت ‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يحترم قيمة الوقت المستثمر‪ 1‬في المقابلة‬
‫اإلرشادية ‪ ،‬وعلية أن يشجع مستر‪ 1‬شديه ويعودهم على االلتزام به واحترامه‬
‫بحيث يلتزم الطرفان ببدء المقابلة وافتتاحها في موعدها المحدد دون التبكير‬
‫فيه وبال تأخر عنه ألي سبب من األسباب ‪ .‬ويجب عليه أال يلغي موعد سبق‬
‫تحديده للمسترشد آال في الضرورة القصوى التي تكون خارجة عن إرادته‬
‫ونتيجة للظروف الطارئة ‪ .‬كما يجب أال يدع المسترشد ينتظره في مكان‬
‫االنتظار أكثر من خمس دقائق ‪ .‬ويفضل ويستحسن متابعة المسترشد تغيبه‪1‬‬
‫تليفونيا أو بالكتابة إليه ‪ ،‬مما يدعم الثقة المتبادلة بينهما وينمى‪ 1‬سبل التواصل‬
‫الجيد ‪ .‬وأخيرا عليه أال ينسى فيصل إلى نهاية المقابلة ويتعدى وقتها المحدد‬
‫لها دون أقفالها بأساليبها المتفق عليها كما سبق ذكره في فصل سابق‪.‬‬
‫ثانيا – احترام النفس ‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يكون محترما لنفسه مدركا لذاته‪ ،‬واثقا‬
‫من قدراته على مزاولة مهنته ‪ ،‬منظما ألفكاره ومحددا الستراتيجياته التي‬
‫سيتعامل مع مستر‪ 1‬شديه على أساسها‪ .‬ومن ثم عليه أن يبدأ كل مقابلة مع أي‬
‫منهم ببساطة متناهية‪ ، 1‬متعرفا على األسباب التي دعت إلى حضوره إليها ‪.‬‬
‫ويجب عليه أن يكون مدركا لبعض اإلجابات عن تساؤالت ال مفر من اإلجابة‬
‫عنها مثل ‪ :‬ماذا في ذهن المسترشد‪ 1‬؟‬

‫ما الذي يرغب في التحدث عنه؟! من أين يريد أن يبدأ كالمه ؟! ومن جهة‬
‫أخري يجب إن يكون واضحا في دهنه بعض اإلجابات عن تساؤالت تخصه هو‬
‫مثل ماذا سأفعل له كيف أتصرف معه كيف يمكني‪ 1‬فهمه أخيرا يجب علي المرشد‬
‫النفسي المتدرب أن يكون أمينا في تعامله مع المسترشد فال يتصاهر بفهم ما‬
‫يقوله بينما هو يجهله تماما وال يتظاهر بتقبله بينما هو ينبذها نهائيا‬

‫ثالثاً‪ -‬احترام مسئولياته وواجباته ‪:‬‬


‫يجب علي المرشد النفسي المتدرب أن يحترم مسئولياته‪ 1‬ويؤدي واجباته التي‬
‫كلف بها علي اختالفها من قبل أستاذه المربي المشرف اإلرشادي فيما يتعلق‬
‫في الممارسة التدريبية‪ 1‬سواء أكان ذلك يتعلق في بالتزام بعدد المسترشدين‪1‬‬
‫الدين تعامل معه خالل الفصل الدراسي أم عدد المقابالت التي يجب ينجزها فيه‬
‫وااللتزام في بعدد مرات المالحظة التي يجب أن ينجزها في االلتزام بعدد مرات‬
‫المالحظة التي يجب أن يتمها وااللتزام بعدد التسجيالت السمعية والمرئية‪ 1‬والتي‬
‫يجب استيفائها كما يجب علية االلتزام الستكمال أعماله التحريرية من تقارير‬
‫ودراسة الحالة وخالفها وأخيرا يجب عليه االلتزام باستخدام المهارات المختلفة‬
‫للمقابلة وفنياته المتباينة‪ 1‬عند تعامله مع المسترشدين مع االهتمام بخصائصها‬
‫سواء أكانت مقابلة ابتدائية أم مقابالت تشخصيه‪ 1‬وعالجية ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬ضمان السرية التامة ‪:‬‬
‫منذ ارتضه الفرد لنفسه القيام بعملية اإلرشاد النفسي على أي مستوى‪ 1‬من‬
‫المستويات الفعلية أن يتحلى بصفة األمانة المهنية‪ 1‬التي تتسم بالسرية‪ 1‬التامة‬
‫والمكفولة في كل مرحلة من مراحل تعامله مع مستر شديه منذ بداية المقابلة‬
‫األولى وحتى نهاية المقابلة األخيرة وما يتتبعها الفترة الزمنية مهما طالت وال‬
‫يجوز إفشاء أي سر من أسرار المسترشدين أو الكشف عن أي أية خاصية من‬
‫خصائص أو االطالع الغير على معلومة من المعلومات والبيانات المتعلقة بهم‬
‫إال بغرض مهني ‪ ،‬وبناء على موافقة كتابية‪ 1‬موقعه منهم عليها ‪.‬‬
‫ومبدأ السرية التامة يجب أن يكون مفهوما ضمنا ومعلوما مسبقا لدى‬
‫المسترشدين‪ 1‬مما يجعلهم مرتاحين ومطمئنين له وواثقين فيه ومتأكدين منه‪1‬‬
‫حتى يمكنهم من التحدث معهم بال حرج وبدون خوف وأكد بيتر‪ 1‬وسفن وآخرون‬
‫أنه ال يجوز اعتبار عملية اإلرشاد وما تحتويه من معلومات وبيانات عن‬
‫المسترشدين‪ 1‬موضوعا اجتماعيا عاما يتناوله األصدقاء والزمالء في األماكن‬
‫العامة خارج نطاق المهنة كما ال يجوز استخدام هذه المعلومات كوسيلة لتدعيم‬
‫مركز المرشد النفسي في المجتمع أو الكتسابه برستج‪ 1‬معين وبناء علية يجب‬
‫على المرشد النفسي المتدرب أال يعيد مستر‪ 1‬شديه السرية التامة ما لم يكون‬
‫قادرا على توفيرها والوفاء بعهده لهم ولعلى المثال الذي سنورده على النحو‬
‫التالي يدل على مدى التزام المرشد النفسي في كل كلمة يتفوه بها حرصا منه‪1‬‬
‫على التمسك بالسرية في موضوعه الصحيح ‪.‬‬
‫المسترشد‪ : 1‬إذا أخبرتك فيما حدث ‪...‬هل تعدني أال تخبر والدي بما سأقوله لك‬
‫اآلن ؟‬
‫المرشد‪ :‬ال استطيع أن أعدك بشئ دون معرفة مسبقة عما تريد أن تخبرني‪ 1‬به‬
‫ولكن أعدك إال أبوح به ألحد إال بعد أن نتناقش األمر معا حتى نصل ألفضل‬
‫أسلوب يمكنه‪ 1‬عرضه به دون أن يسبب لك أي إحراج ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬حضر مناقشة المسترشد خارج غرفة اإلرشاد النفسي‪:‬‬
‫يجب على المرشد النفسي عندما يودع مسترشدة خارج نطاق غرفة اإلرشاد‬
‫النفسي وهو في طريقة للخارج إال يستمر‪ 1‬في المناقشة حول حالته التي زاره‬
‫من أجلها فبعد االنتهاء من المقابلة اإلرشادية داخل غرفة اإلرشاد النفسي يمنع‬
‫منعا باتا العودة لفتحها أو العودة عما ما دار الحديث عنها أو اإلبداء أي‬
‫مالحظات عليها أو عرض أي وجهة نظر تخصها أو إعادة استفسار معين‬
‫موجه من المرشد للمسترشد أثناء توديعه خارج جدران غرفة المرشد النفسي‬
‫وليكن نصب أعين المرشد النفسي المتدرب هذا الحضر ممثال في العبارة التالية‬
‫‪ ".‬كن حريصا في عدم مناقشة المسترشد‪ 1‬أمام جمهرة من الناس ألنك لم تكن‬
‫متأكدا مما قد يكون قريا منك " ‪..‬‬
‫سادسا ‪ :‬حضرت تكليف السكرتير المهني بمهمة‪ 1‬تخص المسترشد‪ 1‬عما على‬
‫نسمع من اآلخرين ‪:‬‬
‫قد يلجأ بعض المرشدين النفسيين وال سيما المتدربين منهم إلى تكليف‬
‫السكرتير المهني بمهمة‪ 1‬تخص مسترشد ما ممليا عليه بعض البيانات‬
‫والمعلومات المتعلقة به بقصد كتابتها على االله الكاتبة أو قد يطلب منه‪ 1‬بعض‬
‫المعلومات التي قد تخصه ويكون هذا التكيف عل مسمع من بعض المسترشدين‪1‬‬
‫اآلخرين المنتظرين في مكان االنتظار أو على مسمع من مرافقيهم أن وجدوا‬
‫هذا العمل قد ينسف‪ 1‬العملية اإلرشادية من أساسها مما أتسم به من إفشاء سر‬
‫هذا المسترشد أمام اآلخرين وبالتالي قد يفقد المسترشد ومن استمع إلى سره‬
‫الثقة في اإلرشاد والعالج النفسي مما يتسبب في هدمها والقضاء عليها ‪.‬‬
‫ومن تم يحضر على المرشد النفسي وال سيما ذلك الذي يخطوا الخطوة األولى‬
‫على طريقة المهني أن يسلك هذا األسلوب الذي يعتبر أحد المراسم في جنازة‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي بال مشيعين ‪ .‬وتجذب اإلشارة هنا إلى انه من الممكن‬
‫استخدام التلفون في غرفة اإلرشاد النفسي كوسيلة بتكليف السكرتير المهني‬
‫مما يرغب فيه المرشد النفسي على أن يدونه السكرتير‪ 1‬دون ترديد مما يسمعه‬
‫منه بصوت مسموع من اآلخرين أو يمكنه تكليفه مما يريد وجهة لوجه في‬
‫حالة خلو المكان من المراجعين والمترددين على المختبر اإلرشادي أو مركز‬
‫اإلرشاد والعالج النفسي ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬حضر مناقشة األسرة في ما يخص المسترشد ‪:‬‬
‫قد يجد أحد المرشدين النفسيين والسيما حديثي‪ 1‬التخرج أو المتدربين لذى‬
‫خاصة في استعراض ما دار بينه وبين مستر شديه في غرفة اإلرشاد النفسي‬
‫أمام أهل بيته‪ 1‬وزوجته وأوالده ومن يقوم بخدمتهم في المنازل وعلى مائدة‬
‫الطعام أثناء العشاء أو أما التلفاز في سهرة غير مرغوب مشاهدتها لتفاهتها‬
‫استنفادا للوقت أو اكتسابا إلعجابهم وجنيا لمديحهم واستحسانهم وقد يأخذ أخر‬
‫ملفات مستر‪ 1‬شديه معه إلى المنزل ليراجع محتوياتها على مرآه ومسمع‪ 1‬من‬
‫أفراد أسرته إن لم يلق بها متعمدا أمامهم على إحدى المناضد في غرفة‬
‫المعيشة وكأنه يقول لهم انظروا "ما جلبت لكم من قصص مسليه تتغلبون بها‬
‫على الملل المنبثق‪ 1‬من عن برامج التلفاز الليلية!!" وقد يلجأ ثالث الستصحاب‬
‫شرائط التسجيل السمعية والمرئية‪ 1‬معه الستماع إليها ومشاهدتها في جو عائلي‬
‫في المنزل توفيرا لما قد ينفقه من نقود في سهرة خارجية وغني عن القول أن‬
‫أي تصرف مما سبق يدل على طفولية السلوك الذي يسلكه المرشد النفسي‬
‫وصبيانية‪ 1‬الهدف منه‪ 1‬مما يؤكد على عدم أهليته لتحمل المسئولية وخيانته‬
‫لألمانة المهنية‪. 1‬‬
‫ثامنا ‪ -‬حضر كشف حالة مسترشد ما كتموج إرشادي‬
‫لمسترشدين آخرين ‪:‬‬
‫قد يلجأ بعض المرشدين النفسيين اآلخرين وال سيما الجدد منهم أو المتدربين‬
‫إال كشف حالة تخص مسترشد ما وشرحها وعرضها وتفاصيل أحداثها مع ذكر‬
‫ما احتوته‪ 1‬من أسماء أشخاص لعبه دورا فيها وذلك أمام مسترشدين آخرين‬
‫بغرض تقديم نموذج إرشادي قد يسهم في تطوير حالته هذا األسلوب مرفوض‬
‫تماما وال نقرأ ألي حالة من األحوال فال يجوز ألي مرشد نفسي أن يكشف حالة‬
‫مسترشد ما وتقديمها لآلخرين على فرض أنها نموذج إرشادي قد يسهم غي‬
‫تدعيم إستراتيجية‪ 1‬ارشاية لهم إن دعا إليه بندورا من استخدام أسلوب النماذج‬
‫في عملية اإلرشاد النفسي يختلف تماما عن كشف إسرار المسترشدين إن دعوة‬
‫بندورا كانت عامة تحث على استخدام نماذج عامة وشائعة معروفة مسبقا لذى‬
‫الجماهير وال تمس فردا معينا بذاته وال تكشف أدق تفاصيل حياته ‪ .‬إن تقديم‬
‫هلين كيلر العمياء الخرساء الصماء كنموذج للنور لألمل وللتغلب على اليأس‬
‫يعتبر أسلوبا إرشاديا مقبوال ولكن التعرض لحياته الخاصة جملة وتفصيال ‪ ،‬هذا‬
‫ما يحضر اللجوء إليه‬
‫تاسعا‪ -‬حضر انقطاع المقابلة اإلرشادية أثناء انعقادها‪:‬‬
‫لعل أهم ما يجب أن يؤخذ في الحسبان هو استمرارية انعقاد المقابلة اإلرشادية‬
‫في هدوء ودون انقطاع ‪ ،‬فال يجوز إزعاج المرشد النفسي والمسترشد أثناء‬
‫انعقاد المقابلة بينهم ألي سبب من األسباب وبأي وسيلة كانت لذلك يلجأ‬
‫المرشدين النفسيين بتعليق الفته على باب غرفة اإلرشاد النفسي تحث على عدم‬
‫اإلزعاج مثل" لطفا ‪..‬الرجاء عدم اإلزعاج " أو " الرجاء الهدوء‪ ...‬المقابلة‬
‫منعقدة " أو المرشد مشغول‪ .....‬الرجاء عدم مقاطعتهما ‪.‬‬
‫ويضع بعض المرشدين النفسيين مصباحا فوق باب غرفة اإلرشاد يضئ‬
‫بالضوء األحمر أثناء انعقاد المقابلة حتى بلفت النظر لمن يردي طرق الباب‬
‫وهو مقفل بأال يزعجه هو ومن معه داخل غرفة اإلرشاد ‪.‬‬
‫ويجب على السكرتير المهني مراعاة ذلك بدقة وبكل حرص حيث من واجبه‬
‫المهني توفير الهدوء التامة الذي يجب أن يعم المكان وأن يمنع‪ 1‬كل ما يمكن أن‬
‫يتسبب في خلخلة المقابلة اإلرشادية أو انقطاعها أثناء انعقادها ولعله ما كتبه‬
‫بنجا مين في هذا المعنى يدعم ما قصدنا إليه حيث أشار إلى أن المكلمات‬
‫التلفونية والطرق على الباب ‪ ،‬األشخاص الذين يردون مجرد كلمة واحدة من‬
‫المرشد النفسي ‪ ،‬السكرتير الذي يلح في توقيع من المرشد على بعض من‬
‫المستندات المستعجلة التي يحملها في يده ‪ ،‬كل ذلك ومثيله‪ 1‬قد يحطم وينسف‬
‫في ثوان ما حاول المرشد النفسي ومستر‪ 1‬شده جاهدين في بناءه خالل فترة‬
‫معينة ليست بالقصيرة ‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬إزالة كل ما يتعلق بغرفة اإلرشاد النفسي قبل دخول المسترشد‪ 1‬إليها ‪:‬‬
‫ان المرشد الذي يزور المرشد وال سيما ألول مرة ‪ ،‬غالبا ما يكون محبا‬
‫لالستطالع ذو رؤية فاحصة ‪ ،‬ونظرات مستطلعه حذرة ‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإنه يحاول‬
‫مسح المكان بنظرة كاشفة ثاقبة لمدة دقائق معدودات في بداية دخوله إلى غرفة‬
‫اإلرشاد النفسي‪ .‬وقد يختلس النظر الى أشياء لم يالحظها المرشد النفسي ‪،‬‬
‫ولن يعيرها اهتماما ألنه اعتاد على رؤيتها ولكنه قد تثير‪ 1‬االشمئزاز‪ 1‬والنقد من‬
‫جانب المسترشد ‪ .‬وبناء عليه ‪ ،‬يجب على المرشد النفسي أن يزيل ويخفي كل‬
‫ما ال يتعلق بالبيئة‪ 1‬المهنية‪ 1‬وكل ما ال يخدم حالة المسترشد وذلك قبل دخوله إلى‬
‫غرفة اإلرشاد النفسي حتى ال تقع عيناه عليها فيفقد احترامه للمكان وتهتز ثقته‬
‫في العملية اإلرشادية من أساسها ‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك ‪ :‬خطابات خاصة للمرشد جرائد ومجالت محظورة ‪،‬‬
‫مالبس مبعثرة في غير موضعها على المشجاب ‪ ،‬بقايا لغذاء أو عشاء تناوله‬
‫للمرشد في الغرفة ومنفضة سجائر مكدسة بأعقابها ‪ .‬وأخطر من ذلك كله ‪:‬‬
‫ملفات مسترشدين اخرين مفتوحة علي الكتاب أو علي احدي المناضد ‪,‬‬
‫ومستندات وأوراق رسمية‪ 1‬تخص بعض الهيئات المهنية ‪ ,‬أو شرائط سمعية‪1‬‬
‫ومرئية‪ 1‬لحاالت أخري يعاد تشغيلها أثناء دخول المسترشد‪ 1‬إلي غرفة اإلرشاد‬
‫النفسي ‪.‬‬

‫حادي عشـر‪ -‬الدقة في ارتداء المالبس المناسبة أثناء المقابلة‬


‫اإلرشادية ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن المالبس المناسبة التي يرتديها المرشد النفسي تعتبر ضرورة‬
‫منحة في بناء المقابلة اإلرشادية ‪ .‬البساطة مع الذوق في تناسق األلوان في‬
‫اإلطار المألوف للمالبس العادية هو ما نقصد إليه‪ .‬فال ينتظر من المرشد‬
‫النفسي الذي وصل إلي درجة من العلم والخبرة تؤهله لتقدير ما يحيط به من‬
‫ظروف إن يرتدي حلة سهرة يستدعي اتدراءها حفل موسيقي‪ 1‬راقص ‪ ,‬أو‬
‫(شورت) رياضي يبحث عن مكانه في ملعب لتنس أو في حلبة للمصارعة ‪ ,‬أو‬
‫زى يوحي بأنه من المخلفات العسكرية للحرب العالمية ‪ .‬كما إن األلوان التي‬
‫توصف بأنها سمك – لبن –تمر هندي ‪ .‬تعتبر مصدرا لالشمئزاز‪ 1‬واالستنكار‬
‫وقلة االحترام ‪.‬‬
‫وغنى عن القول ‪ ،‬إن ما يجب أن توصف به مالبس المرشد النفسي إذا كان من‬
‫الجنس األخر هو االحتشام العام ‪ .‬فال ينتظر من الزميلة التي تقوم بعملية‬
‫اإلرشاد النفسي في المقابلة التي تقدم عينات مجانية‪ 1‬من مفاتنها للمسترشدين‬
‫الذين اعتادوا على زيارتها وال سيما الرجال منهم ‪ .‬إن مساعدة المسترشدين‬
‫على فهم أنفسهم وحل مشكالتهم هو الهدف األساسي من عملية اإلرشاد‬
‫والعالج النفسي ‪ ،‬وليس جذب الزبائن والسيما الرجال وزيادة عقدهم النفسية‬
‫هو ما نعمد إليه ‪ .‬وفي هذا المقام يذكر كاتب هذه السطور ما سلكته الدكتور‬
‫بوال كوندال األستاذة المربية‪ 1‬التي كانت تشرف‪ 1‬على تدريب وإ عداد المرشدين‬
‫النفسيين المتدربين في المختبر اإلرشادي بجامعة ميشيغان األمريكية عندما‬
‫منعت إحدى المرشدات النفسيات المتدربات من مقابلة أحد مستر‪ 1‬شديها ألنها‬
‫كانت ترتدي شورطا رياضيا ‪ ،‬قائلة لها " نحن هنا في مكان لإلرشاد والعالج‬
‫النفسي ولسنا في ملعب للتنس ‪ .‬نحن هنا لنساعد مسترشد ينا على حل‬
‫مشكالتهم ال لنثير الرغبة الجنسية‪ 1‬في نفوسهم " ثم نبهت المشرفين‬
‫اإلرشاديين ومن بينهم المؤلف بأال يسمح‪ 1‬ألي مرشد نفسي متدرب ‪ ،‬أو هي‬
‫مرتدية‪ 1‬مالبس غير الئقة للمهنة اإلرشادية ‪ .‬ووجهت كوندال تحذيرا لطالبها‬
‫وطالباتها بما معناه " احذروا أن تقابلوا المسترشدين بمالبس غير مناسبة‬
‫وغير الئقة‪ .‬إن غرفة اإلرشاد النفسي مكان له قدسيته ‪ ،‬فهي ليست ناديا‬
‫رياضيا وال ملهى ليلى للرقص" ‪.‬‬

‫ثاني عشر – الحرص في تقديم النفس بالصورة الالئقة‪:‬‬


‫منذ اللحظة األولى في المقابلة االبتدائية‪ ، 1‬يجب على المرشد النفسي وال سيما‬
‫المتدرب أن يقدم نفسه لمسترشديه بالكيفية‪ 1‬التي يجب أن يتعامل بها معه ‪،‬‬
‫وباألسلوب الذي يرتضيه له‪ .‬فقد يحب المرشد النفسي أن يقدم نفسه للمسترشد‬
‫على أنه الدكتور (س) إذا كان من حملة الدكتوراه في اإلرشاد والعالج النفسي‬
‫‪ ،‬لذلك فعليه أن يحرص على هذا منذ أول مقابلة وحتى نهاية آخر مقابلة وما‬
‫يتبعها من فترة زمنية‪ 1‬مهما طالت ‪ .‬فال يسمح لمسترشديه أن ينادونه بلقب غير‬
‫لقب دكتور تحت أي ظرف من الظروف ‪ .‬وإ ذا حدث عفوا من احدهم بأن ناداه‬
‫بغير لقب الدكتور ‪ ،‬فعليه أن يبادر ويصحح له أسلوب التعامل معه بقوله ‪":‬‬
‫تقصد يا د دكتور س ‪ ...‬أليس كذلك ؟ " ‪ .‬وإ ذا قدم المرشد النفسي إلى‬
‫مسترشدة على أنه األستاذ (ص) ‪ ،‬فيجب أن يظل على هذا حتى آخر لحظة في‬
‫عالقته مع مستر‪ 1‬شديه ‪ ،‬كما يجب عليه أيضا أن يصحح أحدهم وإ ذا ناداه‬
‫بمسمى‪ 1‬آخر مخالف لما ناداه به من قبل وال يجوز للمرشد النفسي أن يسمح‪1‬‬
‫لبعض المرشدين بالتعامل معه على مستوى المناداة بلقب دكتور أو لقب أستاذ‬
‫‪ ،‬بينما يتساهل مع البعض اآلخر منهم بالتعامل معه على مستوى‪ 1‬المناداة‬
‫باسمه مجردا ن رفعا للكلفة بينه وبينهم‪ ، 1‬بل يجب على المرشد النفسي أن‬
‫يحدد تعامله مع الجميع على حد سواء وفقا للعالقة المهنية التي تربطهم‬
‫يبعضهم ‪.‬‬
‫وال ينتظر من المرشد النفسي أن يقبل إن يناديه أحد مستر‪ 1‬شديه باسم ( يا أبو‬
‫علي) إذا كان اسمه حسن ‪ ،‬أو (يا أبو جاسم) إذا كان اسمه محمد ‪ ،‬أو ( يا أبو‬
‫خليل ) إذا كان اسمه إبراهيم مثال‪ .‬ويجب على المسترشدين‪ 1‬أن يكونوا على‬
‫علم ووعي دائما بأنهم جاءوا من أجل الحصول على مساعدة من المرشد‬
‫النفسي الذي يجب أن يظل في المكانة التي تجعله يحافظ على هذا الوضع‬
‫باستمرار تحت لقب دكتور أو أستاذ الن إلغاء اللقب توحي بالصداقة والعالقة‬
‫الشخصية بين المرشد والمسترشد‪ 1‬ورفع الكلفة بينهم هذا ما نحذر منه‪ 1‬ألنه من‬
‫عوامل هدم العملية اإلرشادية " لماذا ؟" ‪ .‬واعترضت كوندال على إحدى‬
‫المرشدات النفسيات المتدربات في المختبر اإلرشادي في جامعة ميشيغان‬
‫األمريكية‪ 1‬عندما قبلت من مسترشدية‪ 1‬أن تناديها باسمها المجرد " جولين" ألنه‬
‫صديقة شخصية لها ‪ ،‬ووجهت كوندال تحذيرا لطالبها وطالباتها ومشرفيهم‬
‫اإلرشادين بما فيهم المؤلف بقولها" انسوا تماما عالقاتكم الشخصية مع‬
‫مسترشديكم حتى لو كانوا أباكم وأمهاتكم ‪ ،‬فأنتم شخصيات مستقلة تماما في‬
‫غرفة اإلرشاد النفسي ‪ ،‬بينكم وهم مسترشديكم خط واضح مع أنه رفيع يفصلكم‬
‫عن بعضكم ‪ :‬أنتم مرشدون وهم مسترشدون‪ ،‬ال مجال للقرابة وال للصداقة وال‬
‫للمجاملة في العملية اإلرشادية نهائيا ‪.‬‬

‫توصيات تتعلق بالمقابلة اإلرشادية االبتدائية ‪:‬‬


‫تتضمن هذه التوصيات مجموعتين ‪ ،‬أحداهم إجرائية واألخرى فنية موجة‬
‫بالدرجة األولى وبصفة أساسية للمرشدين النفسيين المتدربين حيث أنها تتعلق‬
‫بصورة مباشرة بالمقابلة اإلرشادية االبتدائية‪ 1‬والتي يجريها كال منهم ألول مرة‬
‫مع المسترشدين الجدد ‪ ،‬وذلك لما له من أهمية في تدعيم ممارستهم التدريبية‪1‬‬
‫في المختبر اإلرشادي ‪ ،‬وتدعيم ممارستهم المهنية‪ 1‬بعد تخرجهم من الجامعة‬
‫وعند بدء حياتهم المهنية ‪.‬‬
‫كما أنها تسهم في تدعيم المقابلة التالية لها ‪.‬‬
‫وسنتعرض لهذه التوصيات على النحو التالي ‪:‬‬
‫التوصيات الفنية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يراجع السبورة التي في غرفة‬
‫اجتماعات المرشدين النفسيين المتدربين في بداية كل يوم يمارس فيه تدريباته‪1‬‬
‫اإلرشادية للتعرف على أسماء المسترشدين الجدد المكلف بمقابلتهم ‪،‬للتأكد من‬
‫أرقام غرفة اإلرشاد النفسي التي سوف يقابلهم فيها ومواعيد مقابالتهم ‪ ،‬وذلك‬
‫قبل البدء في االنتظام في أي مقابلة إرشادية‬
‫ثانيا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يـتأكد من عدم وجود أي خلل قد‬
‫يصيب البيئة‪ 1‬المهنية‪ 1‬في غرفتي اإلرشاد والمالحظة من حيث ترتيب‪ 1‬المقاعد‬
‫بالطريقة المتفق عليها مهنيا على أن يكون مقعدا المرشد والمسترشد‬
‫موضوعين على ضلعي زاوية قائمة داخل غرفة اإلرشاد النفسي‪ ،‬من حيث‬
‫سالمة تشغيل جهاز التسجيل ‪ ،‬من وضع شريط فارغ فيه ‪ ،‬ومن حيث سالمة‬
‫التوصيالت الصوتية‪ 1‬والسمعية من غرفة اإلرشاد إلى غرفة المالحظة ‪ ،‬ومن‬
‫حيث خلو غرفة المالحظة من أي دخيل عليها إال من له الحق والصالحية في‬
‫المالحظة فقط ‪ ،‬وذلك قبل اصطحاب المسترشد‪ 1‬معه إلى غرفة اإلرشاد في كل‬
‫مرة يقابل فيها المسترشد‪ 1‬سواء أكان مستجدا أو مترددا ‪ ،‬وحتى في المقابالت‬
‫التالية على المقابلة االبتدائية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يستعد لمقابلة المسترشد‪، 1‬‬
‫متصفحا اإلقرارات الخاصة به وبحالته ‪ ،‬وللـتأكد من توقعاته عليها وال سيما‬
‫إقرار الموافقة على تسجيل مقابالته ومالحظتها ‪ ،‬وإ قرار االطالع على ملفه‬
‫ونتائج اختباراته النفسية كما ورد فيه نماذج " ‪1‬مس " ‪2" ،‬مس" ‪3" ،‬مس" ‪،‬‬
‫التي سبق عرضها في فصل سابق ‪ .‬ويتم ذلك أثناء انتظاره في غرفة‬
‫االجتماعات حتى يخبره السكرتير‪ 1‬المهني بحضور المسترشد المنتظر مقابلته ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب الذهاب فورا إلى مكان االنتظار حيث‬
‫ينتظر المسترشد ليقدم له نفسه بالطريقة التي يرتضيها أو المتعارف عليها في‬
‫مجال اإلرشاد والعالج النفسي والسيما إذا كان المسترشد‪ 1‬مستجدا ويقابله ألول‬
‫مرة ‪ .‬ثم يصطحبه معه متقدما عنه في خطواته إلى غرفة اإلرشاد النفسي‬
‫المخصصة له لمقابلته فيها ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬يجب علي المرشد النفسي المتدرب ‪ ,‬قبل البدء في افتتاح المقابلة‬
‫اإلرشادية االبتدائية ‪ ,‬إن يشير‪ 1‬إلي إمكانية تسجيلها أو مالحظتها ومدي أهمية‪ 1‬ذلك‬
‫بالنسبة‪ 1‬للطرفين المرشد والمسترشد‪ 1‬علي حد سواء ‪ ,‬وان يشير إلي اإلقرارات‬
‫التي وقعها المسترشد في هذا الخصوص ‪ ,‬ثم يستأذنه‪ 1‬بعد ذلك في بدء تشغيل‬
‫جهاز التسجيل ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب بعد أن يتم التفاهم مع المسترشد‪ 1‬فيما‬
‫يتعلق بإجراءات التسجيل أو المالحظة ‪ ,‬أن يبدأ في افتتاح مقابلة اإلرشادية معه ‪,‬‬
‫وفقا لما سبق شرحه في الفصل الخاص بالمقابلة االبتدائية ‪ ,‬والفصل الخاص‬
‫بالمقابالت التشخيصي‪1‬ة والعالجية على أن يستبعد كلمة ‪...‬مشكلة ‪ ...‬في بدء‬
‫حديثة‪ 1‬معه ‪ ,‬وعلى أن بتدرج‪ 1‬به خاللها عبر مراحلها الثالثة < مرحلة االفتتاح –‬
‫مرحلة البناء – مرحلة اإلقفال> وفقا لخصائص كل مرحلة كما سيق ذكرها ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب ‪ ,‬عند االنتهاء من المقابلة اإلرشادية‬
‫االبتدائية‪ 1‬أو عند االنتهاء من مقابلة تالية لها ‪ ,‬أن يحدد موعد للمقابلة القادمة‬
‫وذلك وفقا لظروف الطرفين المرشد المسترشد ‪ ,‬وأن يوصي‪ 1‬المسترشد‪ 1‬بأن‬
‫يتوجه بعد خروجه من عنده إلى السكرتير‪ 1‬المهني حتى يخبره عن الموعد القادم‬
‫للمقابلة لتسجيله في سجل المواعيد حتى ال تتضارب مواعيد أكثر من مسترشد في‬
‫وقت واحد ‪.‬‬

‫التوصيات اإلجرائية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يعرف من المسترشد‪ 1‬كيف حضر‬
‫للمختبر اإلرشادي ؟ ومن الذي أخبره عنه ؟ وهل حضر من تلقاء نفسه أو حول‬
‫من جهة أخرى ؟ وهل كان منتفعا به عندما علم عنه ألول مرة؟ وهل هو مقتنعا به‬
‫عندما علم عنه ألول مرة؟ وهل هو منتفع بمدى الفائدة التي سيجنيها من حضوره‬
‫إليه ؟ ‪ .‬يجب أن تكون اإلجابات عن هذه التساؤالت واضحة تماما أمام المرشد‬
‫النفسي المتدرب قبل البدء في افتتاح المناقشة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يتأكد من الغرض األساسي الذي دفع‬
‫المسترشد‪ 1‬إلى الحضور إلى المختبر اإلرشادي لالنتظام في المقابالت اإلرشادية‬
‫التي تتم فيه كما يجب التأكد من نوع الحالة التي يعاني منها مع التأكيد من نوع‬
‫الحالة التي بعاني منها مع التأكيد علة كلمة < مشكلة> في بدء الحديث معه ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يستكمل المعلومات التي يشعر بأنها‬
‫غير مكتملة في اإلقرارات واالستثمارات التي مألها المسترشد عند السكرتير‪1‬‬
‫المهني في مكان االنتظار قبل البدء في افتتاح المقابلة ‪ ،‬وذلك حتى تكتمل الصورة‬
‫أمامه ويتعرف على أبعاد حالته وما يكتنفها من صعوبات وما تمر به من أزمات‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي أال يقترح‪ 1‬إجراء اى اختبار نفسي للمسترشد إال‬
‫إذا كان هناك ضرورة لذلك ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬يجب على المرشد النفسي المتدرب أن يمارس كل المهارات التي تعلمها ‪،‬‬
‫وأن يستخدم كل الفنيات التي تدرب عليها ‪ ,‬وأن يراعي كل المراحل التي يجب أن‬
‫تمر بها المقابلة اإلرشادية سواء كانت ابتدائية‪ 1‬أو تشخيصية‪ 1‬وعالجية مع التركيز‬
‫إقفال كل منها بتلخيص مادار فيها ‪ ,‬ومع مراعاة عامل الوقت المحدد ‪.‬‬

You might also like