Professional Documents
Culture Documents
لصاص فصل 2
لصاص فصل 2
تمهيد:
تزايد االهتمام بالنفقات العامة مع التطور الذي عرفته الدولة من حيث وإسهامها في االنشطة
المختلفة للمجتمع ،وتنوع مجاالت تدخلها بقصد إشباع مختلف حاجيات أفراد المجتمع .فهي تعد إحدى
1
المبحث األول :ماهية النفقات العامة
لعل من الضروري اإلشارة إلى أن اإلنفاق العام يظهر دور الدولة في النشاط االقتصادي وتطور هذا
الدور ،فمع تطور دور الدولة من الدولة الحارسة إلى الدولة المتدخلة تطور اإلنفاق العام ،وازداد حجمه
من التعاريف السابقة يمكن تحديد ثالثة أركان للنفقة العامة يلزم توافرها وهي:
الشكل النقدي للنفقة العامة :تتم في صورة تدفقات نقدية ويترتب على ذلك استبعاد جميع الوسائل
غير النقدية كالوسائل العينية أو تقديم مزايا معنوية من أجل الحصول على ما تحتاجه من خدمات
عامة تقدمها للمجتمع .ولهذا األسلوب عدة مزايا وخاصة المعامالت الحكومية أهمها:
• تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع في تقويم جهودهم وتقدير مرتباتهم وأجورهم؛
• تحقيق العدالة في توزيع األعباء المالية بين أفراد المجتمع لتغطية النفقات العامة؛
• عدم وجود صعوبات إدارية في تحقيق هذا األسلوب باإلضافة إلى سهولة مراقبته.
2
صدور النفقات العامة عن جهة أو شخص عام أو عن وظيفة عامة :لقد أعتمد الفكر المالي
• المعيار القانوني :يعتبر المعيار أن النفقات العامة بأنها تلك التي تقوم بها األشخاص المعنوية
العامة (الدولة ،الهيئات العامة المحلية ،المؤسسات العامة) التي تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة
• المعيار الوظيفي :يعتمد على طبيعة الوظيفة التي تصدر عنها النفقة العامة ال على الطبيعة
القانونية لمن يقوم بها .فالدولة اآلن تمارس نشاطات مماثلة لتلك التي يقوم بها األفراد ،وعلى ذلك
فليست كل النفقات التي تقوم بها الهيئات العامة تعتبر نفقات عامة ،وعلى العكس من ذلك تعتبر
نفقات عامة التي يقوم بها األشخاص الخاصة التي فوضتها الدولة في استخدام بعض سلطاتها
اآلمرة.
هدف النفقة العامة هو إشباع حاجة عامة :أي تحقق الصالح العام للمجتمع ،حيث يستفيد أفراد
المجتمع بصفة عامة من تلك الخدمة التي تقدمها الحكومة ،وذلك ألن األموال التي تغطي هذه
-1قاعدة المنفعة :يهدف اإلنفاق الحكومي إلى تحقيق أقصى منفعة ممكنة وذلك من أجل إشباع
-2قاعدة االقتصاد :االبتعاد عن التبذير واالسراف والذي يؤدي إلى ضياع أموال عامة كان من
3
-3قاعدة الترخيص :ويعني ذلك أن أي مبلغ من األموال ال يصرف إالّ إذا سبقت ذلك موافقة الجهة
إن دور الدولة يحدد حجم النفقات العامة ألن القيام بوظائف الدولة هو الذي يستلزم هذه النفقات.
_1الفكر التقليدي الدولة في ظل النظرية التقليدية كانت تقدس مبدأ توازن الموازنة ،وال تسمح
بتحصيل إيـرادات أو بتكليف األفراد بأعباء مالية إال في حدود ما يلزمها من نفقات لسير المرافق العامة،
ولـذلك لم يتعـرض التقليديون لبحث التحليل االقتصادي للنفقة ،والدور الذي يمكن أن تلعبه في الحياة
االقتصادية واالجتماعيـة لألفراد ،أو في تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي ،وكان هذا طبيعياً حسب
المنطق التقليدي الذي كـان يعتبر نفقات الدولة مجرد نفقات لالستهالك العام الذي كانت تقوم به الدولة
وهي بصدد تحقيـق دورهـا الضيق في حياة األفراد (الدولة الحارسة) ،وعليه فقد كان اإلنفاق العام يتسم
_2الفكر الحديث :مع التطور في العصر الحديث لم تعد الدولة مجرد دولة حارسة كما كانت ،وإنما
أخذت تتدخل بشكل متزايد في النشاط االقتصادي القومي وفي الحياة االجتماعية ،فزادت أهمية اإلنفاق
العام لمواجهة أوجه التدخل المتعددة التي صار لزاما على الدولة إشباع حاجات األفراد ،كما أصبحت
النفقات العامة أداة فعالة في التأثير على الهيكل االقتصادي واالجتماعي وتحقيق التوازن المطلوب بين
األفراد ،ولقد أدت هـذه التطـورات إلى خروج الموازنة العامة للدولة على منطق التوازن الحسابي (توازن
4
المطلب الثاني :تقسيم النفقات العامة
ـ معيار الدورية:
إذا كانت النفقة تتم بانتظام ،أي تتكرر كل فترة تعد هذه النفقة عادية ،وإن كانت ال تتم بانتظام تكون
أساس التفرقة في هذا المعيار هو اآلثار المباشرة للنفقة العامة ،فتعد النفقات عادية عندما تستوعب
خالل السنة المالية التي صرفت فيها ،وتعد غير عادية عندما تتعدى آثارها المباشرة السنة المالية
أساس التفرقة في هذا المعيار هو أن النفقات العادية هي التي التولد دخالً ،أما النفقات غير العادية
فالنفقات العادية وفق هذا المعيار هي التي ال تسهم في تكوين رؤوس األموال العينية ويطلق عليها
اسم النفقات الجارية ،كالرواتب واألجور أو قيمة استهالك الكهرباء والهاتف ،أما النفقات غير العادية
فهي التي تسهم في تكوين رؤوس األموال العينية ويطلق عليها اسم النفقات االستثمارية ،كنفقات بناء
5
-1النفقات العادية والنفقات غير العادية:
النفقات العادية يطلق عليها بالنفقات الجارية يتكرر تحقيقها خالل فترات دورية منتظمة،
وغالبا ما تكون سنوية ،ويتم تمويلها من إيرادات الدولة العادية ،والتي تتمثل أساسا
النفقات غير العادية والتي يطلق عليها بالنفقات غير الجارية ،والتي تتمثل بالنفقات
االستثنائية ،أ ال يتكرر تحققها خالل فترات دورية منتظمة ،والتي يتم تمويلها اعتمادا على
النفقات المركزية :هي التي تهم المجتمع بجميع قطاعاته وأفراده وتقوم بها السلطات
الحكومية المركزية ،كالو ازرات وأقسامها ،وخاصة المتعلقة بالخدمات العامة والمرافق العامة،
كنفقات األمن الداخلي والخارجي والعدالة والصحة والتربية والتعليم والتمثيل الدبلوماسي،
ومن ثم يتحمل عبء هذه النفقات جميع رعايا الدولة بما يدفعونه من ضرائب.
النفقات الالمركزية :هي التي تهتم بنفقات الوحدات اإلدارية الالمركزية المحلية في
نفقات جارية :وهي التي تصرف في وجوه يستلزمها سير اإلدارة الحكومية واستمرارها ،وغايتها
الحصول على سلع وخدمات ضرورية لتسيير المصالح العامة ،كالنفقات التي تصرف للرواتب
نفقات استثمارية :وهي التي تستهدف تحقيق زيادة في الموجودات الثابتة للمجتمع ،كالنفقات التي
6
النفقات التحويلية :تقسم النفقات التحويلية إلى ثالثة أقسام هي:
النفقات التحويلية االقتصادية :وهي النفقات التي تدفعها الدولة على شكل إعانات بهدف تخفيض
أثمان السلع الضرورية ،كالنفقات التي تمول دعم الخبز أو المشتقات النفطية.
النفقات التحويلية االجتماعية :وهي النفقات التي تدفعها الدولة لبعض الفئات االجتماعية أو األفراد
بهدف تحقيق التوازن االجتماعي وتخفيض حدة الفوارق بين الطبقات االجتماعية ،كالنفقات الصحية
أو التعليمية.
النفقات التحويلية المالية :وهي النفقات التي تدفعها الدولة لسداد أقساط الدين العام وفوائده.
النفقات اإلدارية :وهي النفقات المتعلقة بسير المرافق العامة والالزمة لقيام الدولة بوظائفها وتشمل
النفقات االجتماعية :وهي النفقات المتعلقة باألهداف االجتماعية للدولة والتي تتمثل في الحاجات
العامة التي تؤدي إلى التنمية االجتماعية لألفراد ،وذلك من أجل تحقيق قدر من الثقافة والتعليم
النفقات االقتصادية :وهي النفقات التي تتعلق بقيام الدولة باإلنتاج وتقديم الخدمات تحقيقاً ألهداف
اقتصادية ،كاالستثمارات التي تهدف إل تزويد االقتصاد القومي بالخدمات األساسية ،كالنقل
7
المطلب األول :االثر المضاعف
هو العملية الناجمة عن زيادة أولية في أحد المتغيرات االقتصادية الكلية التي تقود في نهاية المدة إلى
زيادة أكبر لذات المتغير؛ ولهذا يطلق على هذه العملية أثر المضاعف فيقال مضاعف االستثمار أو
مضاعف التجارة الخارجية ،إلخ.
يتأثر المضاعف بمقدار الميل الحدي لالستهالك ،فكلما زاد هذا المقدار تعاظم أثر المضاعف.
وتستطيع الدولة م ن خالل التغير في الضرائب المباشرة أن تؤثر في حجم المضاعف ،فعلى سبيل
المثال يزيد خفض ضريبة الدخل من مقدار الدخل اإلضافي الممكن إنفاقه على شراء سلع وخدمات
إضافية.
أثر المضاعف يعني أن الزيادة األولية في اإلنفاق العام تؤدي إلى زيادة تراكمية في الدخل القومي
ويتوقف حجم المضاعف على الميل الحدي لالستهالك بحيث يزداد المضاعف كلما ازداد الميل الحدي
لالستهالك أو انخفض الميل الحدي لالدخار ،والعكس صحيح .
ينطوي علي أن أي تغيير ،بالزيادة أو النقصان ،في الدخل (أو االستهالك أو المعجل
ّ مبدأ
المبيعات) يؤدى إلي تغير مضاعف في الطلب على االستثمار ،ذلك ألن زيادة إنتاج سلع االستهالك
تتطلب زيادة مناظرة في إنتاج سلع االستثمار ،ولذلك يسمى البعض هذا المبدأ ب"مبدأ الطلب
االستثماري".
ِّ
المعجل بأنه "تلك العملية التي بموجبها تؤدى التغيرات في وعلي ذلك فإنه يمكن تعريف مبدأ
ّ
الطلب علي السلع االستهالكية إلي تغيرات بنسبة أكبر فى الطلب علي المعدات الرأسمالية المستخدمة
ِّ
المعجل هو عامل ينزع إلي زيادة حدة فترات الرخاء أو فترات الكساد في االقتصاد
في إنتاجها" .و ّ
القومي.
8
المبحث الرابع :نمو النفقة العامة
تعود ظاهرة نمو النفقة العامة إلى أسباب عديدة تظهر في مجموعتين ،أسباب حقيقية وأخرى
ظاهرية.
هي تلك األسباب التي تؤدي إلى زيادة الخدمات العامة من ناحية الكم أو الكيف ،ونستعرض هذه
األسباب:
9
المطلب الثاني :األسباب الظاهرية لزيادة اإلنفاق العام
هي تلك األسباب التي تؤدي إلى تضخم في الرقم الحسابي للنفقات العامة دون أن يقابلها زيادة في التكلفة
الحقيقية أي في كمية السلع والخدمات المستخدمة إلشباع حاجات عامة ،أو حتى في تحسين مستوى
الخدمة المقدمة العامة ،وهي األسباب:
10