You are on page 1of 4

‫السلف الحكماء في الن ُّصح للسالطين واألمراء‬

‫طريقة َّ‬
‫‪ :‬بقلم‬
‫الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني حفظه الله‬ ‫فضيلة َّ‬

‫– المدينة الن َّبوية ‪-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫[‬ ‫عرف الكيفيَّة الَّتي يُعامل ُه‬‫المهمة الَّتي يجب عليه معرفتُها أن يَ َ‬
‫َّ‬ ‫مرتبط بواجبات المحكوم تجاه حاكمه ‪ ،‬ومن األمور‬ ‫ٌ‬ ‫بحثي هنا‬
‫الشرعيَّ ُة في نصيحة‬ ‫الطريق ُة ّ َ‬
‫أسهم فيه ببيان موضوع َدقيق منه ‪ ،‬أال وهو َ‬ ‫ِ‬ ‫أحببت أن‬
‫ُ‬ ‫واسعا ‪ ،‬فإن َّني‬
‫ً‬ ‫اب‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الب‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫ا‬ ‫ولــــــم‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بها ‪،‬‬
‫السلطان‬
‫]‪ .‬ذَوي ُّ‬

‫ذل البيعة له وطاعتُه في المعروف‬ ‫دخل تحتَه بَ ُ‬ ‫أيضا ‪ ،‬إذ ي َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ألن البحث في ذلك يطول‬ ‫كل الن َّصيحة ‪َ ّ ،‬‬ ‫المقصود من الن َّصيحة ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫وليس‬
‫الصالح‬ ‫وغشه وتقديم الكلمة الن َّاصحة له سواء بتنبيهه على مواطن ّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫الخروج عليه‬ ‫ُ‬ ‫وحب اجتماع الن َّاس تحت واليته وتر ُك‬ ‫ُّ‬ ‫والدعاء له‬ ‫ُّ‬
‫‪ .‬في أعماله أو موطن اإلصالح ألغالطه‬
‫الواليات اإلسالميَّة اليو َم قد انحرفت عن كثير‬ ‫ِ‬ ‫أن أكثر‬ ‫فإن الن َّاس يكادون يُجمعون على َّ‬ ‫َّ‬ ‫مقصود هذه الكتابة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األخير هو‬‫ُ‬ ‫الباب‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫الطرق المسلوكة إلصالح هذا اإلنحراف‬ ‫الشرعي ّ َ ُة ‪ ،‬لكن اختلفوا في ُّ‬ ‫مـــــما يحب أن تكون عليه الوالي ُة ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫‪:‬‬
‫يوظفهم في عمليَّة‬ ‫ِّ‬ ‫ثم‬
‫أوال ً ّ َ‬ ‫ضدهم َّ‬ ‫َّ‬ ‫البد من توعية الن َّاس بذلك حتَّى يتح ّزَبوا معه‬ ‫َّ‬ ‫فمنهم َم ْن يقوم بالتّ َشهير بأخطاء ُرؤسائه ‪ ،‬ويرى أن ّ َه‬
‫يعزم عليها ثانيًا‬ ‫ِ‬ ‫ضد نظامهم حين‬ ‫َّ‬ ‫‪ .‬الخروج عليهم واالنقالبات‬
‫تعا شهي َّ ًة‬ ‫وم ً‬ ‫صيب منهم ُرتبًا عليّ َ ًة ُ‬ ‫الصادق لهم والكاذب كي ي ُ َ‬ ‫حرص على االقتراب من ُرؤسائه ويستشفع لذلك بالمدح ّ َ‬ ‫ومنهم َمن ي َ ُ‬
‫آيسا ِمن استجابتهم‬ ‫ً‬ ‫‪،‬‬ ‫صحهم‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫يأبه‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ومنهم‬ ‫‪.‬‬
‫صحت أو لم‬ ‫َّ‬ ‫كل مثليةٍ لهم‬ ‫ضدهم ‪ ،‬يُفتش عن ّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫عدوهم ‪ ،‬دائبًا على التّ َح ّزُب‬ ‫ومنهم َمن ترك ُمساكنتهم في بالدهم ‪ ،‬آويًا إلى بالد ِ ّ‬
‫الساكن في‬ ‫لشدة الحقد ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫يتردد‬
‫َّ‬ ‫ولي أمره لم‬ ‫ٍّ‬ ‫الكافر لخيانة‬ ‫ُ‬ ‫العدو‬
‫ُّ‬ ‫حرصا على تشويه ُسمعتهم ‪ ،‬ولو‬ ‫ً‬ ‫صح ليَنشرها في وسائل اإلعالم‬ ‫تَ ّ َ‬
‫‪ .‬قلبه عليهم‬
‫الستر بالفضيحة ‪ ،‬والله المستعان‬ ‫سب الحكَّام مقا َم الن َّصيحة ‪ ،‬واستعاض ُة ّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ .‬وقد كان من منكرات أكثر المذكورين إقام ُة‬
‫دليل‬ ‫ٍ‬ ‫خير‬
‫ُ‬ ‫هو‬ ‫المأل‬ ‫أمام‬ ‫ونقدها‬ ‫ولة‬ ‫الد‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َرات‬ ‫ث‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫بتـتب‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫مث‬ ‫الجمعة‬ ‫خطيب‬ ‫أن قيام‬ ‫ولقد انتشر في هذا العصر بين أكثر المسلمين ّ َ‬
‫قاسمها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وي‬ ‫ته‬ ‫أم‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أحزان‬
‫َ‬ ‫يعيش‬ ‫ذي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الواقعي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الخطيب‬
‫ُ‬ ‫َه‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬ ‫َغيير‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫آمال‬ ‫عليه‬ ‫د‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫المجاهد الَّذي تُ‬ ‫ُ‬ ‫جاع‬
‫الش ُ‬ ‫الخطيب ُّ‬ ‫ُ‬ ‫على أن ّ َه‬
‫كثير‬
‫ٍ‬ ‫رسخ في أذهان‬ ‫َ‬ ‫ضد الحكَّام !!! كما‬ ‫َّ‬ ‫وضابطه أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫الحق !!‬ ‫َّ‬ ‫يقول‬ ‫ُ‬ ‫إمام‬
‫ٍ‬ ‫مومها ؟ فيُقال ‪ :‬حضرت اليوم الجمعة عند‬ ‫ُه َ‬
‫دليل‬
‫ٍ‬ ‫خير‬
‫ُ‬ ‫وحج ونحوها هو‬ ‫ِّ‬ ‫الجمعة بالتّ َركيز على تَعليم الن َّاس دينهم من توحيد وطهارة وصالة وزكاة وصوم‬ ‫ُ‬ ‫خطيب‬
‫ِ‬ ‫أن قيام‬ ‫منهم َّ‬
‫الخطيب العاج َز عن التّ َغيير ‪ ،‬وإذا اجتهد في ربط الن َّاس‬ ‫َ‬ ‫عد عندهم‬ ‫ِب عن فقه الواقع ‪ ،‬ألن َّه يُ ُّ‬ ‫الخطيب المغ ّف َل بل المغي ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫على أن َّه‬
‫أما‬ ‫َّ‬ ‫!!‬ ‫السماء‬ ‫فوق‬ ‫أو‬ ‫األرض‬ ‫تحت‬ ‫عيش‬ ‫ّ َ ُ‬ ‫ي‬ ‫َه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫َة‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫الج‬ ‫إلى‬ ‫قهم‬ ‫وشو‬
‫َّ‬ ‫القبر‬ ‫عذاب‬ ‫ومن‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫من‬ ‫فهم‬ ‫فخو‬
‫َّ‬ ‫اآلخر‬ ‫باليوم‬
‫الكتب األصول‬ ‫ِ‬ ‫هو ُم َد ّ َو ٌن في‬ ‫َ‬ ‫كما‬ ‫سلم‬ ‫الـم‬
‫ُ‬ ‫لطان‬ ‫الس‬ ‫ُّ‬ ‫قوقِ‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫بيان‬‫َ‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الخطيب‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫زاد‬ ‫لو‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫وأ‬ ‫؟؟‬ ‫غائب‬
‫ٌ‬ ‫عنه‬ ‫فهو‬ ‫بينهما‬ ‫ما‬
‫ليل عندهم‬ ‫ُ َ ٍ‬ ‫د‬ ‫أكبر‬ ‫ذلك‬ ‫بل‬ ‫!!‬ ‫انتحر‬ ‫واغيت‬ ‫الط‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أعتاب‬ ‫على‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫وصاحب‬ ‫‪،‬‬ ‫تذر‬ ‫وال‬ ‫بقى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫تي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫الخطيئ‬ ‫فهي‬ ‫رين‬ ‫ِ‬
‫والمتأخ‬
‫ّ‬ ‫مين‬ ‫ِ‬
‫للمتقد‬
‫ّ‬
‫حكايات في‬ ‫ٌ‬ ‫نسج حوله بعد ذلك ُمباشر ًة‬ ‫نون حتّ َى تُ ُ‬ ‫الظ ُ‬ ‫ساء به ّ َ‬ ‫الطواغيت ‪ ،‬وتُ ُ‬ ‫ومجا ِد ٌل عن ّ َ‬ ‫لطان ُ‬ ‫ب ُس ٍ‬ ‫عوب وذن َ ٌ‬ ‫مخد ٌر ُش ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫على أن َّه‬
‫والخنوع للجبابرة وخدمة الفراعنة‬ ‫ُ‬ ‫للطواغيت والحكَّام القراصنة ‪،‬‬ ‫!!‪ ...‬المواالة َّ‬
‫يسمى اليَو َم بِفقه ( الحركة اإلسالميَّة )‬ ‫َّ‬ ‫‪ .‬هذا هو ما‬
‫َاظ‬ ‫الصحف الح ّف ُ‬ ‫البارع إال َّ ذاك الفالي ألخبار ُّ‬ ‫ُ‬ ‫حاضر‬
‫ُ‬ ‫والـم‬
‫ُ‬ ‫الخطيب الن َّاجح‬ ‫ُ‬ ‫زمن ال يُعرف عندها‬ ‫ٌ‬ ‫مر على الحركة اإلسالميَّة‬ ‫وقد َّ‬
‫طب الك َْشكيَّة‬ ‫ُ‬ ‫الخ‬‫ُ‬ ‫عوية‬ ‫الد‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫احة‬ ‫الس‬‫َّ‬ ‫على‬ ‫َى‬ ‫ل‬ ‫واستو‬ ‫‪،‬‬ ‫دعوته‬ ‫هود‬
‫َ ُ َ‬ ‫ج‬ ‫هلم‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫واس‬ ‫‪،‬‬ ‫طبه‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫وقت‬ ‫َ‬ ‫ذلك‬ ‫أكل‬
‫َ‬ ‫َى‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ؤساء‬ ‫والر‬
‫ُّ‬ ‫الملوك‬ ‫لتحـــــركات‬ ‫ُّ‬
‫وغرهم في ذلك‬ ‫َّ‬ ‫بعضا‬
‫ً‬ ‫الرؤساء ‪ ،‬حتَّى قلَّد فيها بعضهم‬ ‫أنكر من أخطاء ُّ‬ ‫َ‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫أصحاب‬ ‫يرى‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬ ‫تى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫األمراء‬ ‫على‬ ‫عوب‬ ‫ُ‬
‫للش‬ ‫ّ‬ ‫المحرش ُة‬ ‫ِّ‬
‫المسجد من بيت ِعباد ٍة وتربـــية وهداية وسكينةٍ إلى بيت‬ ‫ُ‬ ‫وتحول‬
‫َّ‬ ‫لم بعض الوالة عليهم تار ًة أخرى ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وح‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫تار‬ ‫لهم‬ ‫الجماهير‬ ‫تصفيق‬ ‫ُ‬
‫أقل‬ ‫َّ‬ ‫أكثر طلبًا ‪ ،‬وإن كانت‬ ‫َ‬ ‫مساجدها‬ ‫َ‬ ‫وبتأثير من هذه األجواء المهيِّجة ترى‬ ‫ٍ‬ ‫بعض ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعضهم على‬ ‫ِ‬ ‫وتشويش وتحريض للمسلمين‬ ‫ٍ‬ ‫إثار ٍة‬
‫الشبيـبة‬ ‫يريد أن يَستجلب من َّ‬ ‫ُ‬ ‫السياسيَّة سوى أن َّه‬ ‫ب له في اإلثارة ِ ّ‬ ‫سلك هذا المسلك وال َأر َ‬ ‫أعرف منهم َمن ي َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫تربي ًة وأدبًا ‪ ،‬بل‬
‫واإلخالص فيه‬ ‫َ‬ ‫الحق‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫على‬ ‫بات‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫رزقنا‬ ‫‪،‬‬ ‫ها‬ ‫زبد‬‫َ‬ ‫قيادتها‬ ‫من‬ ‫ويستجلب‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ها‬ ‫د‬ ‫و‬
‫ُ َّ‬ ‫ائرة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬
‫ع من أنواع الجهاد‬ ‫لألمة في األحوال العصيبة هو نو ٌ‬ ‫َّ‬ ‫أن االجتهاد في الن ُّصح‬ ‫‪ .‬وال ريب َّ‬
‫َبي صلى الله‬ ‫أن الن ّ ّ َ‬ ‫اري َّ‬ ‫الد ِ ّ‬ ‫السلطان الَّذي حكَّمه الله في ِرقابنا ‪ ،‬روى مسلم (‪ )55‬عن تَــــميم َّ‬ ‫ومـــمن ُأمرنا بإسداء الن ُّصح له ُّ‬ ‫َّ‬
‫ام ِتهم " وروى ابن‬ ‫ع َّ‬ ‫ين َو َ‬ ‫سلم َ‬ ‫الـــم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ئم‬
‫َ‬ ‫َأل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ابه‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫لله‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫لــمن‬ ‫‪:‬‬ ‫ُلنا‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫َصيحة‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫الد‬
‫ّ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬
‫ّ‬ ‫َ ُ‬
‫الخطاب ‪ " :‬أال َّ َأخاف في الله لومة‬ ‫َّ‬ ‫لعمر بن‬ ‫رجل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫السائب بن يزيد قال ‪ :‬قال‬ ‫البر في التّ َمهيد (‪ " : )21/285‬عن ّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫عبد‬
‫ومن كان ِخل ًْوا‬ ‫الئم ‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يخ ْف في الله لومة‬ ‫أما َمن ول ََي من أمر المسلمين شيًئا فال َ‬ ‫خير لي أم ُأقْبَ ُل على أمرى ؟ فقال ‪َ ّ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫الئم‬
‫‪ " .‬فليُقبل على نفسه ولينصح ألميره‬
‫فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم‬ ‫ُّ‬ ‫ألئمة المسلمين ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وأما الن َّصيح ُة‬ ‫الصالة (‪َّ " : )2/693‬‬ ‫قال ابن نَصر المروزي في تعظيم قدر ّ َ‬
‫الخروج عليهم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والبغض لمن رأى‬ ‫ُ‬ ‫األمة عليهم ‪ ،‬والتّ َديُّ ُن بطاعتهم في طاعة الله ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫األمة كلَّهم ‪ ،‬وكراهية افتراق‬ ‫َّ‬ ‫وحب اجتماع‬ ‫ُّ‬
‫ابن رجب في جامع العلوم والحكم (‪ )1/80‬والن َّووي في شرحه ُمسلم (‪)2/38‬‬ ‫ُ‬ ‫وحب إعزازهم في طاعة الله " ‪ ،‬ووافقه عليه‬ ‫ُّ‬
‫حجر في الفتح (‪ )1/138‬وغيرهم‬ ‫َ‬ ‫الخطابي وابن‬ ‫َّ‬ ‫‪.‬وحكاه عن‬
‫الرسول صلى الله عليه‬ ‫فإن َّ‬ ‫َّ‬ ‫للسالطين تختلف عن غيرهم ‪،‬‬ ‫أن طريقة الن ُّصح َّ‬ ‫السابق يُفهم ّ َ‬ ‫الداري رضي الله عنه ّ َ‬ ‫ومن حديث تـميم ّ َ‬
‫تقول ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫لماء هنا‬ ‫ُ ُ‬ ‫الع‬ ‫يذكرها‬ ‫تي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫والقاعد‬ ‫‪،‬‬ ‫تهم‬ ‫وعام‬
‫َّ‬ ‫المسلمين‬ ‫ة‬ ‫أئم‬
‫َّ‬ ‫بين‬ ‫فعطف‬ ‫الـمستح ّق َة للن ُّصح ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فصل عند ذكر األصناف‬ ‫وسلم ّ َ‬
‫عامة الن َّاس لم يجمعها‬ ‫َّ‬ ‫تختلف عن طريقة نُصح‬ ‫ُ‬ ‫لـما كانت طريق ُة نُصح األمراء ‪،‬‬ ‫الـمغايرة أي ‪َ ّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫يفيد‬
‫ُ‬ ‫الشيء‬ ‫الشيء على َّ‬ ‫إن عطف َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ :‬صلى الله عليه وسلم في كلمةٍ واحدة ‪ ،‬وهاك بيانَه‬
‫مقدمة رسالة ابن أبي َزيد القيرواني‬ ‫ِّ‬ ‫الداني شرح‬ ‫حمد العبَّاد في كتابِه الماتع " قطف الجنى َّ‬ ‫َ‬ ‫الـمحسن بن‬ ‫ُ‬ ‫عبد‬
‫ُ‬ ‫الشيخ‬ ‫شيخنا ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫وهارون ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫لموسى‬ ‫َوجل‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ز‬
‫ّ‬ ‫ع‬ ‫الله‬ ‫قول‬ ‫لذلك‬ ‫ُ‬
‫ويدل‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ولين‬ ‫وبرفق‬ ‫ا‬ ‫سر‬
‫ًّ‬ ‫تكون‬ ‫وغيرهم‬ ‫األمور‬ ‫لوالة‬ ‫َصيحة‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ثم‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫‪173‬‬ ‫ص‬ ‫(‬ ‫"‬
‫خ َشى " [ سورة طه ] ‪ ،‬وعن عائشة رضي الله عنها عن‬ ‫ع ْو َن إن ّ َه َط َغى ‪َ ،‬فقُوال َ ل َُه قَوال ً لَّينًا لَّعل ّ َ ُه يَتَذك ّ َ ُر َأ ْو ي َ ْ‬ ‫ْ َ‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ََ‬ ‫ْه‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫"‬
‫كون في شي ٍء إال ّ َ زانَه ‪ ،‬وال َ يُن ْ َز ُع ِمن شي ٍء إال َّ َشانَه " (‪)1‬‬ ‫فق ال َ ي َ ُ‬ ‫الر َ‬ ‫إن ِ ّ‬ ‫َبي صلى الله عليه وسلم قال ‪َّ " :‬‬ ‫الن ّ ِ ّ‬
‫قيل ُألسام َة ‪ :‬أال‬ ‫َ‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫واللفظ لمسلم – عن أبي وائل َشقيق بن َسلمة َ‬ ‫ُ‬ ‫وفي صحيح البخاري (‪ )3267‬ومسلم (‪، )2989‬‬
‫أفتح‬ ‫َ‬ ‫دون أن‬ ‫َ‬ ‫سمعكم ؟ والله ؟ لقَد كلَّمتُه فيما بَينـــي وبينَه َما‬ ‫رون أ ِن ّي ال َ ُأكلِ ّ ُمه إال ّ َ ُأ ُ‬ ‫فقال ‪ " :‬أتُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ثمان فتُكلِ ّ َمه ؟‬ ‫ع َ‬ ‫دخل على ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫حه " الحديث‬ ‫َ َ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫أو‬
‫َ َّ‬ ‫كون‬ ‫َأ‬ ‫أن‬ ‫أحب‬‫ُّ‬ ‫ً َ‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫أمر‬ ‫‪.‬‬
‫َ‬
‫الس ِ ّر‬ ‫أش ْرتم إليه ‪ ،‬لكن على سبيل المصلحة واألدب في ِ ّ‬ ‫حجر في الفتح (‪ " : )13/51‬أي ‪ :‬كل َّ ْمتُه فيما َ‬ ‫َ‬ ‫ابن‬
‫ُ‬ ‫الحافظ‬‫ُ‬ ‫قال‬
‫ـــثير فتن ًة أو نحوها‬ ‫ُ ُ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫كالمي‬ ‫في‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫بغير‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬
‫عال َني َ ًة ‪ ،‬ول َ ِكن‬ ‫لطان بَأ ْم ِر فال َ يُبْ ِد له َ‬ ‫الس َ‬ ‫نصح ُّ‬ ‫راد َأن ي َ َ‬ ‫وعن عياض بن غنيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪َ " :‬من َأ َ‬
‫كان قد ّ َدى الَّذي عل َيه ل َه " (‪)2‬‬ ‫َأ‬ ‫َبل منه فذا َك ‪ ،‬وإال ّ َ َ‬ ‫لِيَْأ ُخذْه بيَده فيَخل ُو به ‪ ،‬فإن ق َ‬
‫يحب أن يُنصح‬ ‫ُّ‬ ‫نقص‬
‫ٌ‬ ‫أي إنسان إذا كان عنده‬ ‫أن ِ ّ‬ ‫ينفع ‪ ،‬ومن المعل ُوم ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫يضر وال‬ ‫ُّ‬ ‫الرفق واللِ ّين وكان عالني ًة فإن ّ َه‬ ‫ُصح من ِ ّ‬ ‫وإذا خال الن ّ ُ‬
‫يحب أن يعاملوه به ‪ ،‬ففي صحيح مسلم (‪ )1844‬في‬ ‫ُّ‬ ‫سرا ‪ ،‬فعليه أن يُعامل الن َّاس بمثل ما‬ ‫ًّ‬ ‫ولين ‪ ،‬وأن يكون ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫برفق‬
‫ٍ‬
‫زح َز َح‬ ‫ب أن يُ ْ‬ ‫فمن َأ َح َّ‬ ‫قال ‪َ " :‬‬ ‫َبي صلى الله عليه وسلم َ‬ ‫أن الن ّ ّ َ‬ ‫عمرو بن العاص رضي الله عنهما َّ‬ ‫حديث طويل عن عبد الله بن َ‬
‫حب أن يُؤتَى إل َيه " ا‪.‬هــــــــ كالمه‬ ‫أت ِإ لى الن َّاس الَّذي يُ ُّ‬ ‫ؤمن بالله واليوم اآلخر ‪َ ،‬ول ْي َ ِ‬ ‫دخ َل الجن َّ َة َفلْتَأته َمنيَّتُه وهو يُ ُ‬ ‫عن الن ّ َِار وي ُ َ‬
‫‪ .‬حفظه الله‬
‫الــمطاع خطأه بين المأل ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ترد على‬ ‫ُّ‬ ‫ومن دقيق الفطنة أن ّ َك ال‬ ‫الحكميَّة (ص‪ِ " : )58‬‬ ‫ُ‬ ‫الطرق‬ ‫قول ابن القيِّم رحمه الله في ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ويؤيِّده‬
‫غيره‬‫ُ‬ ‫ثان ‪ ،‬ولكن تلَّطف في إعالمه به حيث ال يشعر به‬ ‫" فتَحمله ُرتبتُه على نُصرة الخطأ ‪ ،‬وذلك خطأ ٍ‬
‫حمد العبَّاد ] حفظه الله‬ ‫َ‬ ‫الـمحسن بن‬ ‫ُ‬ ‫عبد‬
‫الشيخ [ ُ‬ ‫السلف تؤيِّد ما ذكره َّ‬ ‫آثار عن ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ :‬وهناك‬
‫الدنيا في األمر بالمعروف والن َّهي عن ‪-‬‬ ‫منصور في سننه (‪ )846‬وابن أبي شيبة في مصن َّفه (‪ )37307‬وابن ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ما رواه سعيد بن‬
‫قلت‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫جبير‬ ‫ابن‬ ‫سعيد‬ ‫عن‬ ‫حسن‬
‫ٍ‬ ‫بإسناد‬ ‫)‬ ‫‪7592‬‬ ‫(‬ ‫اإليمان‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ُ َ‬ ‫ش‬ ‫في‬ ‫والبيهقي‬
‫ُّ‬ ‫)‬ ‫‪1230‬‬ ‫(‬ ‫المعجم‬ ‫في‬ ‫المقرئ‬ ‫المنكر وابن‬
‫البد‬
‫َّ‬ ‫السلطان ‪ ،‬فإن كنت‬ ‫ُّ‬ ‫عنف‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫فال‬ ‫يقتلك‬ ‫أن‬ ‫خفت‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫نكر‬ ‫الـم‬
‫ُ‬ ‫عن‬ ‫وأنهي‬ ‫بالمعروف‬ ‫أميري‬ ‫آمر‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫اس‬ ‫َ‬ ‫البن عبّ‬
‫إمامك‬ ‫َ‬ ‫تعب‬‫ْ‬ ‫وال‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫رواية‬ ‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫وبينه‬ ‫بينك‬ ‫ففيما‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫فاع‬ ‫"‬
‫واختلفت إلى ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫خرجت إلى مكَّة‬ ‫ُ‬ ‫تحريق البيت‬ ‫ُ‬ ‫لــما بلغني‬ ‫َّ‬ ‫البخاري في التَّاريخ الكبير (‪ )2352‬عن أبي جمر َة قال ‪" :‬‬ ‫ُّ‬ ‫وروى‬
‫للشيطان " ‪ ،‬هذا مع ما‬ ‫فقال ‪ " :‬ال تكن عونًا َّ‬ ‫َ‬ ‫اج عند ابن عبَّاس ‪،‬‬ ‫الحج َ‬‫َّ‬ ‫فسببت‬ ‫ُ‬ ‫ابن عبَّاس حتّ َى عرفني واستأنس بي ‪،‬‬
‫نجنيق فأصاب الكعبة واحترقت‬ ‫بالــم َ‬
‫َ‬ ‫ابن ال ّزُبير‬ ‫َ‬ ‫الحجاج حين رمى‬ ‫َّ‬ ‫‪ .‬حصل من‬
‫األلباني في ظالل الجنة (‪ – )905‬عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ‪-‬‬ ‫ُّ‬ ‫وحسنَه‬
‫َّ‬ ‫ومنها ما رواه أحمد (‪)19415‬‬
‫قبل منك وإال َّ فدعه‬ ‫َ‬ ‫تعلم ‪ ،‬فإن‬ ‫بما‬ ‫فأخبره‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫سمع منك فْأ‬ ‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫لطان‬ ‫ُ‬ ‫الس‬ ‫ُّ‬ ‫كان‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫" ‪....‬‬
‫ُ‬
‫سب ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫األكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن‬ ‫ُ‬ ‫كان‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ومنها عن أنَس بن مالك رضي‬
‫إسناده في ظالل الجن َّة في تخريج السن َّة البن أبي عاصم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األلباني‬
‫ُّ‬ ‫وجود‬‫َّ‬ ‫البر في التّ َمهيد (‪، )21/287‬‬ ‫ِّ‬ ‫اُألمراء " رواه ابن عبد‬
‫ابن حبَّان في الثّقات (‪ ، )5/314‬وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (‪ ، )421‬والبيهقي في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فقد رواه تحت رقم (‪ ، )1015‬وكذا‬
‫وزادوا في روايتهم عنه رضي الله عنه أن ّ َه قال ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫السنن الواردة في الفتن (‪، )141‬‬ ‫الداني في ُّ‬ ‫عمرو ّ َ‬ ‫الشعب (‪ ، )7507‬وأبو َ‬ ‫ُّ‬
‫َريب " وفي روايةٍ ‪ " :‬وال تغ ُُّشوهم‬ ‫ٌ‬ ‫ق‬ ‫األمر‬ ‫فإن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫واصبروا‬ ‫الله‬ ‫َقوا‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫وهم‬ ‫عيب‬
‫َ ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫وال‬ ‫كم‬ ‫مراء‬ ‫ُأ‬ ‫وا‬ ‫سب‬
‫َ ُّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫‪....‬‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬
‫َ‬
‫لــمن‬ ‫َ‬ ‫األمة‬
‫ُ‬ ‫الصحابة رضي الله عنهم وحسبُك بهم ؟ فعالم التّ َرفع عن هدي سادات هذه‬ ‫الحكم إلى أكابر ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫أنس هذا‬ ‫وقد نسب ٌ‬
‫العمل بهديهم ‪ ،‬كما قال رسول الله‬ ‫ُ‬ ‫صدقه‬ ‫الصالحين إن لم يُ ِّ‬ ‫السلف ّ َ‬ ‫يتشرف باالنتساب إليهم ؟ ومعلو ٌم أن ّ َه ليس ينفع االنتساب ألى ّ َ‬ ‫َّ‬
‫به ن َ َسبُ ُه " (‪)3‬‬ ‫ع َمل ُُه ل َْم يُ ْس ِر ْع ِ‬ ‫به َ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪َ " :‬م ْن بَ َّطَأ ِ‬
‫غضهم ‪-‬‬ ‫فإن لعنهم الحالقُة وبُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ولعن الوالة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الدرداء رضي الله عنه قال ‪ " :‬إيَّاكم‬ ‫أيضا (‪ )1016‬عن أبي ّ َ‬ ‫ً‬ ‫وروى ابن أبي عاصم‬
‫فإن الله إذا رأى ذلك منهم‬ ‫َّ‬ ‫نحب ؟ قال ‪ " :‬اصبروا ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫نصنع إذا رأينا منهم ما ال‬ ‫ُ‬ ‫الدرداء ؟ فكيف‬ ‫العاقر ُة " ‪ ،‬قيل يا أبا ّ َ‬
‫" حبسهم عنكم الموت‬
‫سرا ؟؟ فهنالك تهلكون " (‪- )4‬‬ ‫ًّ‬ ‫وعنه قال ‪ " :‬كيف أنتُم إذا لعنتكم ُأمراُؤكم عالني ًة ولعنتُموهم‬
‫رجل من األنصار في ‪-‬‬ ‫ٌ‬ ‫عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قال ‪ " :‬جاءني‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫السن َّة (‪ )546‬بسند صحيح ّ َ‬ ‫وروى الخالَّل في ُّ‬ ‫َ‬
‫ثقل ولم يكن‬ ‫ٌ‬ ‫كالما طويال ً وهو امرٌؤ في لسانه‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫فتك‬ ‫‪،‬‬ ‫عثمان‬ ‫على‬ ‫أعيب‬ ‫َ‬ ‫بأن‬ ‫كالمه‬ ‫في‬ ‫ني‬ ‫يأمر‬
‫ُ‬ ‫هو‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫خالفة عثمان فكلَّمني‬
‫ثمَ عثمان ‪ ،‬وإن ّ َا والله !‬ ‫ثمَ عمر ّ‬ ‫بكر ّ‬ ‫ٍ‬ ‫قلت ‪ " :‬إن ّ َا كن َّا نقول ورسول الله بعده أبو‬ ‫ُ‬ ‫فلما قضى كالمه ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يقضي كالمه في َسريح ‪،‬‬
‫المال ‪ ،‬فإن أعطاك ُموه رضيتم ‪ ،‬وإن أعطاه أولي‬ ‫ُ‬ ‫حق والجاء من الكبائر شيًئا ‪ ،‬ولكن هو هذا‬ ‫نفسا بغير ٍّ‬ ‫ً‬ ‫عثمان قتل‬ ‫َ‬ ‫نعلم‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ما‬
‫بأربع من‬ ‫ٍ‬ ‫عيناه‬ ‫ت‬ ‫ففاض‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫قتلوه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إال‬ ‫ا‬ ‫أميــــر‬
‫ً‬ ‫لهم‬ ‫كون‬ ‫يتـــــر‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫وم‬ ‫والر‬ ‫ُّ‬ ‫كفارس‬ ‫تكونوا‬ ‫أن‬ ‫تريدون‬ ‫َما‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫سخط‬ ‫قرابته‬
‫ريد ذلك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫هم‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬
‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫مع‬ ‫الد‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬
‫الصمت (‪ )235‬أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (‪ )827‬أبو نعيم (‪ )5/41‬عن زائد َة بن ‪-‬‬ ‫الدنيا في ّ َ‬ ‫وروى ابن أبي ُّ‬
‫قلت فأقع فيمن يتناول أبا‬ ‫ُ‬ ‫أقع في األمراء ؟ قال ‪ " :‬ال !‬ ‫ُ‬ ‫الـــمعتمر ‪ " :‬اليوم الَّذي أصوم فيه‬ ‫ُ‬ ‫بن‬ ‫ور‬ ‫لمنص‬
‫ُ‬ ‫قلت‬ ‫ُ‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫قُدام َة َ‬
‫بكر وعمر ؟ قال ‪ :‬نعم‬ ‫ٍ‬ ‫" !‬
‫غالب الواقعين‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫وتفسيره َّ‬ ‫ُ‬ ‫الدين ‪،‬‬ ‫مر أن ّ َه ليس من ِ ّ‬ ‫عن على األمراء فقد َّ‬ ‫الط ُ‬ ‫وأما ّ َ‬ ‫دين ‪َ ّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الصحابة‬ ‫يسب ّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الطعن على َمن‬ ‫ألن ّ َ‬ ‫وذلك َّ‬
‫الدين ‪،‬‬ ‫الغضب من أجل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫هم‬ ‫ظاهر‬
‫ُ‬ ‫ذين‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫الخوارج‬ ‫َى‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ابق‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬ ‫أثر‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫نيا‬ ‫الد‬
‫ُّ‬ ‫عليه‬ ‫باعثهم‬ ‫َ‬
‫فإن‬ ‫ّ‬ ‫امهم‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫أعراض‬ ‫في‬
‫بالطعن فإن ّ َه من قبيل‬ ‫َّ‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبا‬ ‫افضة‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫تناول‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫وأم‬
‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫هوات‬ ‫الش‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫على‬ ‫بر‬ ‫الص‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫فيكون‬
‫ُ‬
‫السلف ‪ ،‬والحركيُّون عكسوا هذا من أصله ‪ ،‬نسأل‬ ‫مأثور عن َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الشهوات كما هو‬ ‫أشد من فتنة ّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الشبهات‬ ‫أن فتنة ُّ‬ ‫الشبهات ‪ ،‬ومعلو ٌم ّ َ‬ ‫ُّ‬
‫جميعا‬
‫ً‬ ‫والشهوات‬ ‫َّ‬ ‫الشبهات‬ ‫شر ُّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ .‬الله أن يقيَنا‬
‫يسب ‪-‬‬ ‫ُّ‬ ‫رجال ً‬ ‫ابن سيرين ُ‬ ‫ُ‬ ‫والبيهقي في شعب اإليمان (‪ )6681‬عن ُسهيل القُ َطعي قال ‪ :‬سمع‬ ‫ُّ‬ ‫وروى أبو نعيم (‪)2/271‬‬
‫قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله‬ ‫ذنب عملتَه ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫َيت اآلخر َة كان أصغر‬ ‫جل ! إن ّ َك لو واف َ‬ ‫الر ُ‬ ‫الحجاج ‪ ،‬فقال ‪َ " :‬م ْه أيُّها ّ َ‬ ‫َّ‬
‫ممن ظلمه ‪ ،‬فال‬ ‫للحجاج ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫الحجاج لمن َظل َمه شيًئا فشيًئا أخذ‬ ‫َّ‬ ‫دل ‪ ،‬إن أخذ من‬ ‫ع ٌ‬ ‫َوجل حكمٌ َ‬ ‫أن الله ع ّز ّ َ‬ ‫اج " (‪ ،)5‬واعلم ّ َ‬ ‫الحج ُ‬
‫َّ‬
‫بسب أح ٍد‬ ‫ٍّ‬ ‫تشعلن نفسك‬ ‫َّ‬ ‫‪" .‬‬
‫أن‬ ‫جرت العادة َّ‬ ‫َ‬ ‫ممن يسبُّه أضعافًا ُمضاعف ًة ‪ ،‬ألن ّ َه‬ ‫الحجاج لو ُأخذ من حسناته لمن ظلمه فيسترجعها َّ‬ ‫َّ‬ ‫أن‬‫وهذا على معنى ّ َ‬ ‫َ‬
‫عمر بن عبد العزيز رحمه الله من كتاب " أنساب‬ ‫حه ما رواه البالذري في تَرجمة ُ‬ ‫وض ُ‬ ‫جدا ‪ ،‬وي ُ ِ ّ‬ ‫ًّ‬ ‫كثير‬
‫ٌ‬ ‫المتك ِل ّمين في الحكَّام‬
‫الخطاب عامله على الكوفة ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الرحمن ابن زيد بن‬ ‫قال ‪ " :‬كتب عمر إلى عبد الحميد ابن عبد َّ‬ ‫السائب الك َلبي َ‬ ‫األشراف " عن ّ َ‬
‫ظالــما بسبب‬ ‫ً‬ ‫ظلوم‬ ‫الـــم‬
‫َ‬ ‫يصبح‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫ا‬‫مظلوم‬
‫ً‬ ‫الم‬ ‫ّ ُ‬ ‫والظ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ظالـــم‬
‫ً‬ ‫ُوم‬ ‫ل‬ ‫المظ‬ ‫فيكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الم‬ ‫الظ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫على‬ ‫يدعو‬ ‫المظلوم‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫بلغني‬ ‫أما بعد ‪ ،‬فقد‬ ‫َّ‬
‫حده في االنتصار ‪ ،‬كما روى ابن المبارك في ال ّزُهد (‪ )681‬وعنه أبو نعيم في الحلية (‪ )5/277‬باسنا ٍد حسن عن رياح‬ ‫َّ‬ ‫تجاوزه‬
‫مر ‪ :‬مهال ً يا ريَاح ؟ إن ّ َه‬ ‫ع ُ‬ ‫ووقعت فيه ‪ ،‬قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحجاج فشتمتُه‬ ‫َّ‬ ‫مر بن عبد العزيز ‪ ،‬فذكر‬ ‫ع َ‬ ‫قاعدا عند ُ‬ ‫ً‬ ‫كنت‬ ‫ُ‬ ‫عبيدة قال ‪" :‬‬ ‫بن َ‬
‫الفصل عليه " ‪ ،‬وبمثل‬ ‫ُ‬ ‫للظالم‬ ‫َّ‬ ‫الظالم وينتقصه حتّ َى يستوفى حقّ َه ويكون‬ ‫يشتم ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫يزال الــمظلو ُم‬ ‫ُ‬ ‫يظلم بالــمظلمة فال‬ ‫ُ‬ ‫الرجل‬ ‫أن َّ‬ ‫بلغني َّ‬
‫َاس يجودون بحسناتهم على ملوكهم المبغضين لديهم وهم ال يشعرون ‪ ،‬ولذلك روى معمر في جامعه كما في ذيل مصن َّف‬ ‫ُّ‬
‫يظل الن ّ ُ‬ ‫هذا‬
‫رجل عند عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬أظلمك‬ ‫ٌ‬ ‫الحجاج بن يوسف‬ ‫َّ‬ ‫سب‬ ‫َّ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫قتادة‬ ‫عن‬ ‫)‬ ‫‪11/180‬‬ ‫(‬ ‫زاق‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫عبد‬
‫مظلمتك حتّ َى تقد َم عليها يوم القيامة وهي وافرةٌ ؟؟‬ ‫َ‬ ‫تركت‬ ‫َ‬ ‫‪ " .‬بشي ٍء ؟ قال نعم ؟ ظلمني بكذا وكذا ‪ ،‬قال عمر ‪ :‬فهال ّ َ‬
‫الشعر ‪-‬‬ ‫أقول ‪ :‬حالقة َّ‬ ‫ُ‬ ‫سب اإلمام الحالق ُة ‪ ،‬ال‬ ‫ُّ‬ ‫جلز قال ‪" :‬‬ ‫صحيح عن أبي ِم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫روى ابن زنجوية في األموال (‪ )1/78‬بإسنا ٍد‬
‫الدين‬ ‫‪ " .‬ول َكن حالقة ِ ّ‬
‫عن ‪-‬‬ ‫والط َ‬ ‫َّ‬ ‫يقص في زمان عبد الملك ‪ " :‬إيَّاك ُم‬ ‫ُّ‬ ‫يقول هو‬ ‫ُ‬ ‫الخ ْوالني أن ّ َه كان‬ ‫َ‬ ‫أيضا (‪ )1/80‬بإسنا ٍد صحيح عن أبي إدريس‬ ‫ً‬ ‫وفيه‬
‫وشرار األشرار‬ ‫ُ‬ ‫انين ُهم الخائبون‬ ‫الط َّع َ‬ ‫إن ّ َ‬ ‫الشعر ‪ ،‬أال ّ َ‬ ‫الدين ليس حالق َة ّ َ‬ ‫الطعن عليهم هي الحالقة ‪ ،‬حالقة ِ ّ‬ ‫فإن َّ‬ ‫َّ‬ ‫األئمة ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫" على‬
‫البر في التَّمهيد (‪ ) 21/287‬وفي االستذكار ( ‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫السنن الواردة في الفتن (‪ )146‬وابن عبد‬ ‫الداني في ُّ‬ ‫وأخرج أبو عمرو ّ َ‬
‫أميرهم إال َّ حرموا خيره‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫قو‬ ‫سب‬‫َّ‬ ‫ما‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫َه‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫بيعي‬ ‫الس‬ ‫َّ‬ ‫إسحاق‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫)‬ ‫‪8/579‬‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬
‫السبَّابون للحكَّام أن ّ َهم وصلوا بالن َّاس إلى التّ َوعية‬ ‫توهم الماحضرون ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫كل زمان ؟ وكلَّما‬ ‫أصدق هذا الكالم على واقع البلدان في ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫تعاظما ‪ ،‬والله المستعان‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫والفتن‬ ‫ا‬ ‫تفاقم‬
‫ً‬ ‫األمر‬
‫ُ‬ ‫ازداد‬ ‫ول‬ ‫الد‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ألحوال‬ ‫الواقعي‬ ‫َشريح‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫المطوية‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ياسي‬ ‫الس‬‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬
‫سمعت ُسفيان أي ‪- :‬‬ ‫ُ‬ ‫الرحمن بن مهدي قال ‪ " :‬ما‬ ‫وروى ابن حاتم في الجرح والتّ َعديل (‪ )1/97‬بسن ٍد صحيح عن عبد َّ‬
‫شدته عليهم‬ ‫َّ‬ ‫قط في‬ ‫السلطان ُّ‬ ‫أحدا من ُّ‬ ‫ً‬ ‫يسب‬ ‫ُّ‬ ‫" الثّ َ ِ ّ‬
‫وري‬
‫ون في سيرته من المصدر المذكور آنفًا ‪ ،‬وكذلك لم يكن يجامل ُهم إذا‬ ‫مد ٌ‬ ‫شديدا عليهم ‪ ،‬ألن ّ َه لم يكن يقبل جوائ َزهم كما هو ّ َ‬ ‫ً‬ ‫وكان‬
‫الش ِ ّر‬ ‫الخير وسالمتهم من ّ َ‬ ‫َ‬ ‫إصابتهم‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬ ‫وحب‬ ‫ا‬ ‫إخالص‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫نصح‬
‫ً‬ ‫فيهم‬ ‫بما‬ ‫يخبرهم‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫أيديهم‬ ‫بين‬ ‫مثل‬
‫بالصالح ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫للسلطان يعني‬ ‫ُّ‬ ‫ألدعو‬
‫ُ‬ ‫يقول ‪ " :‬إ ِن ّي‬ ‫ُ‬ ‫سمعت ُسفيان‬ ‫ُ‬ ‫الرحمن بن مهدي قال ‪:‬‬ ‫بالسند نفسه عن عبد َّ‬ ‫َّ‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫كما روى‬
‫‪ " .‬ولكن ال أستطيع أن أذكر إال َّ ما فيهم‬
‫نقائصهم كما هي حتَّى يتجن َّبوها ‪ ،‬ال تش ِفّيًا كما يفعل‬ ‫َ‬ ‫يغرهم بالمدح الكاذب ‪ ،‬بل يُبين لهم‬ ‫ُّ‬ ‫أي ‪ :‬إن ّ َه إذا مثل بين أيديهم ال‬
‫وكثيرا‬
‫ً‬ ‫أحبن الن َّاس عند لقائهم‬ ‫ُ‬ ‫ب عليهم أن ّ َهم‬ ‫المجر َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫السالطين بإحصاء أخطائهم ونشرها على منابرهم ‪،‬‬ ‫المبتلون بمطاردة أحوال ّ َ‬
‫تردد‬ ‫ُّ‬ ‫فيحصل ذلك منهم بدون أدنى‬ ‫ُ‬ ‫ليستدر منهم الثَّناء عليه ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الدنيا وأنواع اإلكرام‬ ‫كي يمتحنهم بشي ٍء من ُّ‬ ‫السلطان ال َّذ ِ ّ‬ ‫أن ُّ‬ ‫ما يحصل ّ َ‬
‫‪.‬‬
‫للطعن بها على الحكَّام هم من هذا‬ ‫السياسيَّة المعاصرة ّ َ‬ ‫إن كثير الثَّرثاريـــن بالمسائل ِ ّ‬ ‫فكيف بمن ال ينصح إال ّ َ من وراء ُج ُد ٍر ؟! َّ‬
‫َاس‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫عرف‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫عينهم‬ ‫على‬ ‫وصناعتهم‬ ‫تذويــبهم‬ ‫في‬ ‫ذكر‬ ‫ي‬
‫ً ُ‬ ‫ا‬ ‫تعب‬ ‫يجدون‬ ‫ال‬ ‫ِــين‬ ‫ّ‬ ‫العلماني‬ ‫فإن أهل المكر من‬ ‫َّ‬ ‫الطراز الجبان ‪ ،‬ولذلك‬ ‫ِّ‬
‫العامة وتسميع‬ ‫َّ‬ ‫راتب أو تمكينهم من ذيُوع صيتهم عند‬ ‫ٍ‬ ‫لمجرد رفع مرتبةٍ أو زيادة‬ ‫َّ‬ ‫كثيـــرا منهم قد غيَّر سياستَه في معاملة أميره‬ ‫ً‬
‫همتُه‬ ‫وتنكسر َّ‬ ‫ُ‬ ‫تبرد حميَّته ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫!! حالهم في وسائل اإلعالم ‪ ،‬فهنالك‬
‫السبيل ‪ ،‬ومن كان غير ذلك فل ْيَتَعلَّم‬ ‫يتنحى عن هذه َّ‬ ‫َّ‬ ‫َلون والتّ َقيَّة أن‬ ‫سريع التّ ُّ‬ ‫َ‬ ‫الشخصيَّة ‪،‬‬ ‫ضعيف ّ َ‬ ‫َ‬ ‫قليل الثَّبات‬ ‫َ‬ ‫فالن َّصيحة لمن كان‬
‫َأسي‬ ‫حسن التّ ِّ‬ ‫اإلصالحي وليُ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َبوي‬‫ّ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫الهدي‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬
‫الطريق َة الن َّبوي َّ َة الحكيم َة في التّ َعامل مع والتهم دون أن‬ ‫الصالح قد تناقلوا هذه ّ َ‬ ‫جمع من َأهل العلم من سلفنا ّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫أن هؤالء‬ ‫والخالص ُة ‪َّ :‬‬
‫صائما عن أعراض الوالة ‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫المرء‬
‫ُ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ادق‬ ‫ُ‬ ‫الص‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُصح‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ّ‬ ‫الح‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫جاع‬ ‫الش‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫هي‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫ا‬ ‫حرج‬
‫ً‬ ‫أنفسهم‬ ‫يجدوا في‬ ‫ُ‬
‫الصامت رضي الله عنه ‪ " :‬بايعنا‬ ‫عبادة بن ّ َ‬ ‫ضع ْف عنها ‪ ،‬كما قال ُ‬ ‫وقت نصيحة لهم لم ي َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫هر الغيب ‪ ،‬فإذَا حان‬ ‫بظ ِ‬ ‫داعيًا لهم َ‬
‫والمكره ‪ ،‬وعلى أثَر ٍة علينا ‪ ،‬وعلى أن ال ننازع‬ ‫َ‬ ‫والطاعة في العسر واليسر والمنشط‬ ‫َّ‬ ‫السمع‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على َّ‬
‫بالحق أينما كن َّا ال نخاف في الله لومة الئم " (‪)6‬‬ ‫ِّ‬ ‫األمر أهل َه ‪ ،‬وعلى أن نقول‬
‫ومن كان في انتقادهم على‬ ‫مرت ‪َ ،‬‬ ‫ضعف عن التزام األسلوب الحكيم الَّذي دلَّت عليه اآلثار الَّتي َّ‬ ‫الحق لم يَ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وإذا قوي على قول‬
‫غالب‬ ‫ُ‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫واألمراء‬ ‫الملوك‬ ‫من‬ ‫ينتقد‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫بم‬‫َ‬ ‫قاء‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫عند‬ ‫نعامة‬ ‫إلى‬ ‫ل‬ ‫تحو‬
‫َّ‬ ‫بما‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالجماهير‬ ‫ستتر‬
‫ٌ‬ ‫وم‬
‫ُ‬ ‫عنهم‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫بعي‬ ‫أسدا ‪ ،‬ألن ّ َه‬ ‫ً‬ ‫المنابر‬
‫بالسلف ؟! وأين الجهاد المزعو ُم ؟! بل هو عند ذوي أطبَّاء‬ ‫َّ‬ ‫االقتداء‬ ‫فأين‬ ‫فلسفةٍ‬ ‫بنوع‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ابق‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫اآلثار‬ ‫خالفون‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ذين‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫هؤالء‬ ‫حال‬ ‫ِ‬
‫ورياء‬
‫ً‬ ‫قاتل حميَّ ًة‬ ‫! اآلثام الباطنة بمنزلة من ي ُ ُ‬
‫وعض عليها بالن َّواجذ ‪ ،‬يجعل الله‬ ‫َّ‬ ‫عمل األجلَّة ‪ ،‬فتّ َمسك بها‬ ‫ُ‬ ‫الشرعيَّة الَّتي دلَّت عليها األدلَّة وجرى عليها‬ ‫الطريقة َّ‬ ‫إذن ‪ ،‬هذه هي ّ َ‬
‫أجرك ‪ ،‬وال يحملن َّك كثر ُة انحراف من ترى على‬ ‫َ‬ ‫لك‬ ‫عظم‬ ‫ُ‬ ‫وي‬ ‫لمجتمعك‬ ‫واإلصالح‬
‫َ‬ ‫الهداي َة لسلطانك‬ ‫الطريقة الن َّبويَّة ِ‬ ‫في نصحك بهذه ّ َ‬
‫طر َق‬ ‫الشاطبي في االعتصام (‪ )1/83‬عن ال ُف َضيل بن عياض أن َّه قال ‪ " :‬اتّ َبع ُ‬ ‫ُّ‬ ‫والمتعجلين ‪ ،‬كما نقل‬ ‫ِّ‬ ‫المتهورين‬ ‫ِّ‬ ‫سلوك طرائق‬
‫تغتر بكثرة الهالكين‬ ‫َّ‬ ‫وال‬ ‫اللة‬ ‫الض‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫رق‬ ‫َ‬ ‫وط‬ ‫ُ‬ ‫اك‬ ‫َّ‬ ‫وإي‬ ‫‪،‬‬ ‫الكين‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ك‬ ‫يضر‬
‫ُّ‬ ‫وال‬ ‫ى‬ ‫الهد‬
‫َ‬ ‫"‬
‫الك‬ ‫همَ َم َ‬ ‫السالطين بحكمته وعدله ‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى ‪ " :‬ق ُْل الل َّ ّ‬ ‫أن الله هو الَّذي يو ِل ّي على الن َّاس َمن شاء من ّ َ‬ ‫والحقيقة َّ‬
‫ير "‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ُل‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫َى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫َك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫الخ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫بي‬
‫ُ َ‬ ‫اء‬‫ش‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫اء‬
‫ُ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫اء‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫مم‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْك‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫الـم‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫نز‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اء‬
‫ُ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ْك‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫الـم‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ؤ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫الـمل َْك‬ ‫ُ‬
‫[ آل عمران‪] 26:‬‬
‫ون " [‬ ‫المين بَ ْع ًضا ب َِما ك َانُوا يَك ِْسبُ َ‬ ‫َ‬ ‫وفسادا ‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى ‪َ " :‬وك َ َذلِ َك ن ُ َولِى بَ ْع َض ّ َ‬
‫الظ‬ ‫ً‬ ‫صالحا‬
‫ً‬ ‫وذلك بحسب أحوال الن َّاس‬
‫قديما وحديثًا‬ ‫ً‬ ‫دها‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬ ‫قديم‬ ‫زمن‬‫ٍ‬ ‫منذ‬ ‫الحكماء‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫كلم‬ ‫عليها‬ ‫اجتمعت‬ ‫تي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫القاعدة‬ ‫عليهم‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫صالحين‬ ‫كانوا‬ ‫األنعام‪ ، ]129:‬فإن‬
‫أسهبت في بيان ذلك بأدلَّته الكثيرة في رسالة بعنوان القاعدة‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬ ‫"‬ ‫عليهم‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫يو‬ ‫تكونوا‬ ‫كما‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قولهم‬ ‫الفقهاء ‪ ،‬أال وهي‬ ‫ُ‬
‫يدأب طالبو اإلصالح‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫عن‬ ‫الط‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فمن‬ ‫األساس‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫ام‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫الح‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫يو‬ ‫الله‬ ‫كان‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫شاء‬ ‫من‬ ‫المذكورة فليرجع إليها‬
‫األو ُل في‬ ‫َّ‬ ‫ِب‬ ‫بعد وال من يل ُون‪ ،‬تلك األنفس الَّتي هي المتسبّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولـــــما يُصلحوا أنفسهم‬ ‫َّ‬ ‫السالطين وير ِك ّزوا عليه عملهم‬ ‫الطعن على ّ َ‬ ‫على َّ‬
‫ثمَ بالتَّغيير من جهتها ليُغير الله أحوال‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫والط‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُهمة‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫بال‬ ‫أنفسهم‬ ‫إلى‬ ‫يرجعون‬ ‫قين‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ّ‬ ‫المو‬ ‫َ‬
‫فإن‬
‫ّ‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫صالحين‬ ‫غير‬ ‫سالطين‬ ‫وجود‬
‫وم َحتّ َى يُ َغيْ ُروا َما بِأنفُ ِس ُه ْم‬ ‫ير َما ِبقَ ٍ‬ ‫الله ال َ ي ُ َغ ُ‬ ‫َ‬ ‫تسليما لحكم الله تعالى الَّذي قال ‪َّ " :‬‬
‫إن‬ ‫ً‬ ‫استسالما للواقع ولكن‬ ‫ً‬ ‫حكَّامهم ‪ ،‬ليس‬
‫بن حبيب في‬ ‫ال " [ الرعد ‪ ، ] 11:‬ولذلك روى عبد الملك ُ‬ ‫وءا َفال َ َم َر ّ َد ل َُه َو َما ل َُهم ْمن ُدو ِن ِه ِمن َو ٍ‬ ‫وم ُس ً‬ ‫الله ِب َق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫اد‬
‫َوِإ ذَا َأر َ‬
‫عزل‬ ‫قط قال ‪ُ :‬‬ ‫البصري ثالثين سن ًة ‪ ،‬فما سمعتُه ُّ‬ ‫َ‬ ‫الحسن‬
‫َ‬ ‫صحبت‬‫ُ‬ ‫عبيد قال ‪" :‬‬ ‫كتاب أدب ال ِن ّساء (ص‪ )187‬عن يونس بن ُ‬
‫الموت جاءكم ؟‬
‫ُ‬ ‫حر ‪ ،‬وما كان ذكره إال َّ ‪:‬‬ ‫ٌّ‬ ‫اشتد‬
‫َّ‬ ‫سعر ‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬ ‫رخص‬ ‫َ‬ ‫سعر وال‬
‫ٌ‬ ‫ولي ‪ ،‬وال غال‬‫ٌّ‬ ‫أمير وال‬‫ٌ‬ ‫" ‪...‬‬
‫بسب الحكَّام كما‬
‫ِّ‬ ‫السلف كانوا يكرهون االشتغال‬ ‫سبب كون ّ َ‬ ‫َ‬ ‫القارىء‬
‫ُ‬ ‫فهم‬
‫تماما ‪ ،‬وعلى هذا األساس ي َ ُ‬ ‫ً‬ ‫هذا عكس ما عليه الحركيُّون‬
‫مر ‪ ،‬والله المستعان‬ ‫َّ‬ ‫!‬
‫‪ :‬الحواشي‬
‫رواه مسلم (‪(1) : )2594‬‬
‫األلباني في تخريجه ‪(2) :‬‬ ‫ُّ‬ ‫رواه أحمد (‪ ،)15333‬والحاكم (‪ ، )3/290‬وابن أبي عاصم في السن َّة (‪ ، )1098 ،1096‬قال‬
‫صحيح بمجموع ُطرقه‬ ‫ٌ‬ ‫فالحديث‬
‫ُ‬ ‫" (‪" : )2/523‬‬
‫رواه مسلم (‪(3) : )2699‬‬
‫الر ّزَاق (‪(4) : )11/344‬‬ ‫‪ .‬رواه معمر في جامعه بذيل مصن َّف عبد َّ‬
‫كل ذنب عمل َه ‪(5) :‬‬ ‫عظم َّ‬ ‫جاء يو َم القيامة استَ َ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسان إذَا‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫جاج ‪،‬‬ ‫الح َّ‬
‫َ‬ ‫شتغل بذُنوبه بدال ً من االشتغال بذُنوب‬ ‫َ‬ ‫ريد منه أن ي َ‬
‫يُ ُ‬
‫لـمحاسبة أمراِئه‬
‫ُ‬ ‫نطلق‬ ‫َ‬ ‫وي‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫فس‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫حاسبة‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫عن‬ ‫بها‬ ‫ه‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫عم‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫إذ‬ ‫نيا‬ ‫الد‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫كحا‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫شأنه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إال‬ ‫ه‬ ‫هم‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُر‬
‫غ‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ ْ َ َ َ‬‫ه‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬
‫رواه البخاري (‪ )7200‬ومسلم (‪(6) : )1709‬‬

‫المصدر ‪ :‬العدد الثَّامن والعشرون لمجلتنا الغراء‪ " :‬اإلصالح " ‪ -‬الجزائر‬

You might also like