Professional Documents
Culture Documents
طريقة َّ
:بقلم
الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني حفظه الله فضيلة َّ
[ عرف الكيفيَّة الَّتي يُعامل ُهالمهمة الَّتي يجب عليه معرفتُها أن يَ َ
َّ مرتبط بواجبات المحكوم تجاه حاكمه ،ومن األمور ٌ بحثي هنا
الشرعيَّ ُة في نصيحة الطريق ُة ّ َ
أسهم فيه ببيان موضوع َدقيق منه ،أال وهو َ ِ أحببت أن
ُ واسعا ،فإن َّني
ً اب
ُ َ الب هذا كان ا ولــــــم
َ ّ بها ،
السلطان
] .ذَوي ُّ
ذل البيعة له وطاعتُه في المعروف دخل تحتَه بَ ُ أيضا ،إذ ي َ ُ ً ألن البحث في ذلك يطول كل الن َّصيحة َ ّ ، المقصود من الن َّصيحة ّ َ ُ وليس
الصالح وغشه وتقديم الكلمة الن َّاصحة له سواء بتنبيهه على مواطن ّ َ ِّ الخروج عليه ُ وحب اجتماع الن َّاس تحت واليته وتر ُك ُّ والدعاء له ُّ
.في أعماله أو موطن اإلصالح ألغالطه
الواليات اإلسالميَّة اليو َم قد انحرفت عن كثير ِ أن أكثر فإن الن َّاس يكادون يُجمعون على َّ َّ مقصود هذه الكتابة ، ُ األخير هوُ الباب
ُ وهذا
الطرق المسلوكة إلصالح هذا اإلنحراف الشرعي ّ َ ُة ،لكن اختلفوا في ُّ مـــــما يحب أن تكون عليه الوالي ُة ّ َ َّ :
يوظفهم في عمليَّة ِّ ثم
أوال ً ّ َ ضدهم َّ َّ البد من توعية الن َّاس بذلك حتَّى يتح ّزَبوا معه َّ فمنهم َم ْن يقوم بالتّ َشهير بأخطاء ُرؤسائه ،ويرى أن ّ َه
يعزم عليها ثانيًا ِ ضد نظامهم حين َّ .الخروج عليهم واالنقالبات
تعا شهي َّ ًة وم ً صيب منهم ُرتبًا عليّ َ ًة ُ الصادق لهم والكاذب كي ي ُ َ حرص على االقتراب من ُرؤسائه ويستشفع لذلك بالمدح ّ َ ومنهم َمن ي َ ُ
آيسا ِمن استجابتهم ً ، صحهم ُ ن ل يأبه
ُ ال ن مَ ومنهم .
صحت أو لم َّ كل مثليةٍ لهم ضدهم ،يُفتش عن ّ ِ َّ عدوهم ،دائبًا على التّ َح ّزُب ومنهم َمن ترك ُمساكنتهم في بالدهم ،آويًا إلى بالد ِ ّ
الساكن في لشدة الحقد ّ َ َّ يتردد
َّ ولي أمره لم ٍّ الكافر لخيانة ُ العدو
ُّ حرصا على تشويه ُسمعتهم ،ولو ً صح ليَنشرها في وسائل اإلعالم تَ ّ َ
.قلبه عليهم
الستر بالفضيحة ،والله المستعان سب الحكَّام مقا َم الن َّصيحة ،واستعاض ُة ّ َ ِّ .وقد كان من منكرات أكثر المذكورين إقام ُة
دليل ٍ خير
ُ هو المأل أمام ونقدها ولة الد
َ ّ َرات ث ع ع ُ ّ بتـتب ً ال مث الجمعة خطيب أن قيام ولقد انتشر في هذا العصر بين أكثر المسلمين ّ َ
قاسمها ُ ُ وي ته أمَ ّ أحزان
َ يعيش ذي َ ّ ل ا الواقعي
ُ ّ الخطيب
ُ َه ّ ن وأ ، َغيير ّ ت ال ُ
آمال عليه د ق
َ ع المجاهد الَّذي تُ ُ جاع
الش ُ الخطيب ُّ ُ على أن ّ َه
كثير
ٍ رسخ في أذهان َ ضد الحكَّام !!! كما َّ وضابطه أن يكون ُ الحق !! َّ يقول ُ إمام
ٍ مومها ؟ فيُقال :حضرت اليوم الجمعة عند ُه َ
دليل
ٍ خير
ُ وحج ونحوها هو ِّ الجمعة بالتّ َركيز على تَعليم الن َّاس دينهم من توحيد وطهارة وصالة وزكاة وصوم ُ خطيب
ِ أن قيام منهم َّ
الخطيب العاج َز عن التّ َغيير ،وإذا اجتهد في ربط الن َّاس َ عد عندهم ِب عن فقه الواقع ،ألن َّه يُ ُّ الخطيب المغ ّف َل بل المغي ّ ُ ُ على أن َّه
أما َّ !! السماء فوق أو األرض تحت عيش ّ َ ُ ي َه ن إ : قالوا َة ّ ن الج إلى قهم وشو
َّ القبر عذاب ومن القيامة يوم من فهم فخو
َّ اآلخر باليوم
الكتب األصول ِ هو ُم َد ّ َو ٌن في َ كما سلم الـم
ُ لطان الس ُّ قوقِ حُ بيانَ ذلك على الخطيب ُ هذا زاد لو ا م َّ وأ ؟؟ غائب
ٌ عنه فهو بينهما ما
ليل عندهم ُ َ ٍ د أكبر ذلك بل !! انتحر واغيت الط َ ّ أعتاب على ها ُ وصاحب ، تذر وال بقى ُ ت ال تي َ ّ ل ا ة
ُ الخطيئ فهي رين ِ
والمتأخ
ّ مين ِ
للمتقد
ّ
حكايات في ٌ نسج حوله بعد ذلك ُمباشر ًة نون حتّ َى تُ ُ الظ ُ ساء به ّ َ الطواغيت ،وتُ ُ ومجا ِد ٌل عن ّ َ لطان ُ ب ُس ٍ عوب وذن َ ٌ مخد ٌر ُش ٍ ِّ على أن َّه
والخنوع للجبابرة وخدمة الفراعنة ُ للطواغيت والحكَّام القراصنة ، !! ...المواالة َّ
يسمى اليَو َم بِفقه ( الحركة اإلسالميَّة ) َّ .هذا هو ما
َاظ الصحف الح ّف ُ البارع إال َّ ذاك الفالي ألخبار ُّ ُ حاضر
ُ والـم
ُ الخطيب الن َّاجح ُ زمن ال يُعرف عندها ٌ مر على الحركة اإلسالميَّة وقد َّ
طب الك َْشكيَّة ُ الخُ عوية الد
َ ّ احة السَّ على َى ل واستو ، دعوته هود
َ ُ َ ج هلم َ ت واس ، طبه خُ وقت َ ذلك أكل
َ َى ّ ت ح ، ؤساء والر
ُّ الملوك لتحـــــركات ُّ
وغرهم في ذلك َّ بعضا
ً الرؤساء ،حتَّى قلَّد فيها بعضهم أنكر من أخطاء ُّ َ ها ُ أصحاب يرى يكاد ال تى َ ّ ل وا ، األمراء على عوب ُ
للش ّ المحرش ُة ِّ
المسجد من بيت ِعباد ٍة وتربـــية وهداية وسكينةٍ إلى بيت ُ وتحول
َّ لم بعض الوالة عليهم تار ًة أخرى ، ُ ِ
وح ة
ً تار لهم الجماهير تصفيق ُ
أقل َّ أكثر طلبًا ،وإن كانت َ مساجدها َ وبتأثير من هذه األجواء المهيِّجة ترى ٍ بعض ، ٍ بعضهم على ِ وتشويش وتحريض للمسلمين ٍ إثار ٍة
الشبيـبة يريد أن يَستجلب من َّ ُ السياسيَّة سوى أن َّه ب له في اإلثارة ِ ّ سلك هذا المسلك وال َأر َ أعرف منهم َمن ي َ ُ ُ تربي ًة وأدبًا ،بل
واإلخالص فيه َ الحق ّ ِ على بات َ ّ ث ال الله رزقنا ، ها زبدَ قيادتها من ويستجلب
ُ ، ها د و
ُ َّ ائرة َ ّ ث ال .
ع من أنواع الجهاد لألمة في األحوال العصيبة هو نو ٌ َّ أن االجتهاد في الن ُّصح .وال ريب َّ
َبي صلى الله أن الن ّ ّ َ اري َّ الد ِ ّ السلطان الَّذي حكَّمه الله في ِرقابنا ،روى مسلم ( )55عن تَــــميم َّ ومـــمن ُأمرنا بإسداء الن ُّصح له ُّ َّ
ام ِتهم " وروى ابن ع َّ ين َو َ سلم َ الـــم ِ ُ ة ِ ئم
َ َأل و
َ ِ
ه ِ ل و س ر ِ ل و
َ ابهِ َ ت ِ
ك ل و
َ لله " : قال
َ ؟ لــمن : ُلنا ق ، َصيحة ّ ن ال ين ِ
الد
ّ " : قال وسلم عليه
ّ َ ُ
الخطاب " :أال َّ َأخاف في الله لومة َّ لعمر بن رجل ُ ٌ السائب بن يزيد قال :قال البر في التّ َمهيد ( " : )21/285عن ّ َ ِّ عبد
ومن كان ِخل ًْوا الئم َ ، ٍ يخ ْف في الله لومة أما َمن ول ََي من أمر المسلمين شيًئا فال َ خير لي أم ُأقْبَ ُل على أمرى ؟ فقال َ ّ : ٌ الئم
" .فليُقبل على نفسه ولينصح ألميره
فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم ُّ ألئمة المسلمين ، َّ وأما الن َّصيح ُة الصالة (َّ " : )2/693 قال ابن نَصر المروزي في تعظيم قدر ّ َ
الخروج عليهم ، ُ والبغض لمن رأى ُ األمة عليهم ،والتّ َديُّ ُن بطاعتهم في طاعة الله ، َّ األمة كلَّهم ،وكراهية افتراق َّ وحب اجتماع ُّ
ابن رجب في جامع العلوم والحكم ( )1/80والن َّووي في شرحه ُمسلم ()2/38 ُ وحب إعزازهم في طاعة الله " ،ووافقه عليه ُّ
حجر في الفتح ( )1/138وغيرهم َ الخطابي وابن َّ .وحكاه عن
الرسول صلى الله عليه فإن َّ َّ للسالطين تختلف عن غيرهم ، أن طريقة الن ُّصح َّ السابق يُفهم ّ َ الداري رضي الله عنه ّ َ ومن حديث تـميم ّ َ
تقول : ُ لماء هنا ُ ُ الع يذكرها تي َ ّ ل ا ة
ُ والقاعد ، تهم وعام
َّ المسلمين ة أئم
َّ بين فعطف الـمستح ّق َة للن ُّصح ، ُ فصل عند ذكر األصناف وسلم ّ َ
عامة الن َّاس لم يجمعها َّ تختلف عن طريقة نُصح ُ لـما كانت طريق ُة نُصح األمراء ، الـمغايرة أي َ ّ : ُ يفيد
ُ الشيء الشيء على َّ إن عطف َّ َّ
:صلى الله عليه وسلم في كلمةٍ واحدة ،وهاك بيانَه
مقدمة رسالة ابن أبي َزيد القيرواني ِّ الداني شرح حمد العبَّاد في كتابِه الماتع " قطف الجنى َّ َ الـمحسن بن ُ عبد
ُ الشيخ شيخنا ّ َ ُ قال
وهارون : َ لموسى َوجلَ ّ ز
ّ ع الله قول لذلك ُ
ويدل
ّ ، ولين وبرفق ا سر
ًّ تكون وغيرهم األمور لوالة َصيحة ّ ن ال إن َ َّ ّ ثم " : ) 173 ص ( "
خ َشى " [ سورة طه ] ،وعن عائشة رضي الله عنها عن ع ْو َن إن ّ َه َط َغى َ ،فقُوال َ ل َُه قَوال ً لَّينًا لَّعل ّ َ ُه يَتَذك ّ َ ُر َأ ْو ي َ ْ ْ َر ِ
ف َى ل إ ا ب
ََ ْه ذ ا "
كون في شي ٍء إال ّ َ زانَه ،وال َ يُن ْ َز ُع ِمن شي ٍء إال َّ َشانَه " ()1 فق ال َ ي َ ُ الر َ إن ِ ّ َبي صلى الله عليه وسلم قال َّ " : الن ّ ِ ّ
قيل ُألسام َة :أال َ قال : واللفظ لمسلم – عن أبي وائل َشقيق بن َسلمة َ ُ وفي صحيح البخاري ( )3267ومسلم (، )2989
أفتح َ دون أن َ سمعكم ؟ والله ؟ لقَد كلَّمتُه فيما بَينـــي وبينَه َما رون أ ِن ّي ال َ ُأكلِ ّ ُمه إال ّ َ ُأ ُ فقال " :أتُ ْ َ ثمان فتُكلِ ّ َمه ؟ ع َ دخل على ُ تَ ُ
حه " الحديث َ َ ت ف ن م ل َ أو
َ َّ كون َأ أن أحبُّ ً َال ا أمر .
َ
الس ِ ّر أش ْرتم إليه ،لكن على سبيل المصلحة واألدب في ِ ّ حجر في الفتح ( " : )13/51أي :كل َّ ْمتُه فيما َ َ ابن
ُ الحافظُ قال
ـــثير فتن ًة أو نحوها ُ ُ ي ما كالمي في يكون أن بغير " .
عال َني َ ًة ،ول َ ِكن لطان بَأ ْم ِر فال َ يُبْ ِد له َ الس َ نصح ُّ راد َأن ي َ َ وعن عياض بن غنيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال َ " :من َأ َ
كان قد ّ َدى الَّذي عل َيه ل َه " ()2 َأ َبل منه فذا َك ،وإال ّ َ َ لِيَْأ ُخذْه بيَده فيَخل ُو به ،فإن ق َ
يحب أن يُنصح ُّ نقص
ٌ أي إنسان إذا كان عنده أن ِ ّ ينفع ،ومن المعل ُوم ّ َ ُ يضر وال ُّ الرفق واللِ ّين وكان عالني ًة فإن ّ َه ُصح من ِ ّ وإذا خال الن ّ ُ
يحب أن يعاملوه به ،ففي صحيح مسلم ( )1844في ُّ سرا ،فعليه أن يُعامل الن َّاس بمثل ما ًّ ولين ،وأن يكون ذلك ٍ برفق
ٍ
زح َز َح ب أن يُ ْ فمن َأ َح َّ قال َ " : َبي صلى الله عليه وسلم َ أن الن ّ ّ َ عمرو بن العاص رضي الله عنهما َّ حديث طويل عن عبد الله بن َ
حب أن يُؤتَى إل َيه " ا.هــــــــ كالمه أت ِإ لى الن َّاس الَّذي يُ ُّ ؤمن بالله واليوم اآلخر َ ،ول ْي َ ِ دخ َل الجن َّ َة َفلْتَأته َمنيَّتُه وهو يُ ُ عن الن ّ َِار وي ُ َ
.حفظه الله
الــمطاع خطأه بين المأل ، ُ ترد على ُّ ومن دقيق الفطنة أن ّ َك ال الحكميَّة (صِ " : )58 ُ الطرق قول ابن القيِّم رحمه الله في ُّ ُ ويؤيِّده
غيرهُ ثان ،ولكن تلَّطف في إعالمه به حيث ال يشعر به " فتَحمله ُرتبتُه على نُصرة الخطأ ،وذلك خطأ ٍ
حمد العبَّاد ] حفظه الله َ الـمحسن بن ُ عبد
الشيخ [ ُ السلف تؤيِّد ما ذكره َّ آثار عن ّ َ ُ :وهناك
الدنيا في األمر بالمعروف والن َّهي عن - منصور في سننه ( )846وابن أبي شيبة في مصن َّفه ( )37307وابن ُّ ُ ما رواه سعيد بن
قلت ُ : قال جبير ابن سعيد عن حسن
ٍ بإسناد ) 7592 ( اإليمان ب ع ُ َ ش في والبيهقي
ُّ ) 1230 ( المعجم في المقرئ المنكر وابن
البد
َّ السلطان ،فإن كنت ُّ عنف ُ ت فال يقتلك أن خفت َ إن " : فقال ؟ نكر الـم
ُ عن وأنهي بالمعروف أميري آمر
ُ : اس َ البن عبّ
إمامك َ تعبْ وال " : رواية وفي ، " وبينه بينك ففيما ً ال فاع "
واختلفت إلى - ُ خرجت إلى مكَّة ُ تحريق البيت ُ لــما بلغني َّ البخاري في التَّاريخ الكبير ( )2352عن أبي جمر َة قال " : ُّ وروى
للشيطان " ،هذا مع ما فقال " :ال تكن عونًا َّ َ اج عند ابن عبَّاس ، الحج ََّ فسببت ُ ابن عبَّاس حتّ َى عرفني واستأنس بي ،
نجنيق فأصاب الكعبة واحترقت بالــم َ
َ ابن ال ّزُبير َ الحجاج حين رمى َّ .حصل من
األلباني في ظالل الجنة ( – )905عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه - ُّ وحسنَه
َّ ومنها ما رواه أحمد ()19415
قبل منك وإال َّ فدعه َ تعلم ،فإن بما فأخبره بيته في ه ِ
ت سمع منك فْأ َ ُ ي لطان ُ الس ُّ كان َ إن " : قال " ....
ُ
سب - ِّ األكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن ُ كان " : قال عنه الله ومنها عن أنَس بن مالك رضي
إسناده في ظالل الجن َّة في تخريج السن َّة البن أبي عاصم ، َ األلباني
ُّ وجودَّ البر في التّ َمهيد (، )21/287 ِّ اُألمراء " رواه ابن عبد
ابن حبَّان في الثّقات ( ، )5/314وأبو نعيم في تاريخ أصبهان ( ، )421والبيهقي في ِ ُ فقد رواه تحت رقم ( ، )1015وكذا
وزادوا في روايتهم عنه رضي الله عنه أن ّ َه قال : ُ السنن الواردة في الفتن (، )141 الداني في ُّ عمرو ّ َ الشعب ( ، )7507وأبو َ ُّ
َريب " وفي روايةٍ " :وال تغ ُُّشوهم ٌ ق األمر فإن َ ّ ، واصبروا الله َقوا ّ ت وا ، وهم عيب
َ ُ ت َ وال كم مراء ُأ وا سب
َ ُّ ت ال أن .... " " .
َ
لــمن َ األمة
ُ الصحابة رضي الله عنهم وحسبُك بهم ؟ فعالم التّ َرفع عن هدي سادات هذه الحكم إلى أكابر ّ َ ُ أنس هذا وقد نسب ٌ
العمل بهديهم ،كما قال رسول الله ُ صدقه الصالحين إن لم يُ ِّ السلف ّ َ يتشرف باالنتساب إليهم ؟ ومعلو ٌم أن ّ َه ليس ينفع االنتساب ألى ّ َ َّ
به ن َ َسبُ ُه " ()3 ع َمل ُُه ل َْم يُ ْس ِر ْع ِ به َ صلى الله عليه وسلم َ " :م ْن بَ َّطَأ ِ
غضهم - فإن لعنهم الحالقُة وبُ َ َّ ولعن الوالة ، َ الدرداء رضي الله عنه قال " :إيَّاكم أيضا ( )1016عن أبي ّ َ ً وروى ابن أبي عاصم
فإن الله إذا رأى ذلك منهم َّ نحب ؟ قال " :اصبروا ، ُّ نصنع إذا رأينا منهم ما ال ُ الدرداء ؟ فكيف العاقر ُة " ،قيل يا أبا ّ َ
" حبسهم عنكم الموت
سرا ؟؟ فهنالك تهلكون " (- )4 ًّ وعنه قال " :كيف أنتُم إذا لعنتكم ُأمراُؤكم عالني ًة ولعنتُموهم
رجل من األنصار في - ٌ عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قال " :جاءني َ أن السن َّة ( )546بسند صحيح ّ َ وروى الخالَّل في ُّ َ
ثقل ولم يكن ٌ كالما طويال ً وهو امرٌؤ في لسانه ً م َ ّ ل فتك ، عثمان على أعيب َ بأن كالمه في ني يأمر
ُ هو فإذا ، خالفة عثمان فكلَّمني
ثمَ عثمان ،وإن ّ َا والله ! ثمَ عمر ّ بكر ّ ٍ قلت " :إن ّ َا كن َّا نقول ورسول الله بعده أبو ُ فلما قضى كالمه ، َّ يقضي كالمه في َسريح ،
المال ،فإن أعطاك ُموه رضيتم ،وإن أعطاه أولي ُ حق والجاء من الكبائر شيًئا ،ولكن هو هذا نفسا بغير ٍّ ً عثمان قتل َ نعلم
ُ -ما
بأربع من ٍ عيناه ت ففاض
َ " : قال ، " قتلوه َ ّ إال ا أميــــر
ً لهم كون يتـــــر
ُ ال وم والر ُّ كفارس تكونوا أن تريدون َما ّ ن إ ، م ُ ت سخط قرابته
ريد ذلك ُ ُ ن ال هم
َّ َ ّ ل ال : قال ثم
َّ ، مع الد
َ ّ " .
الصمت ( )235أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد ( )827أبو نعيم ( )5/41عن زائد َة بن - الدنيا في ّ َ وروى ابن أبي ُّ
قلت فأقع فيمن يتناول أبا ُ أقع في األمراء ؟ قال " :ال ! ُ الـــمعتمر " :اليوم الَّذي أصوم فيه ُ بن ور لمنص
ُ قلت ُ قال : قُدام َة َ
بكر وعمر ؟ قال :نعم ٍ " !
غالب الواقعين َ أنوتفسيره َّ ُ الدين ، مر أن ّ َه ليس من ِ ّ عن على األمراء فقد َّ الط ُ وأما ّ َ دين َ ّ ، ٌ الصحابة يسب ّ َ ُّ الطعن على َمن ألن ّ َ وذلك َّ
الدين ، الغضب من أجل ِّ ُ هم ظاهر
ُ ذين َ ّ لا الخوارج َى ّ ت ح ابق الس
َّ عمر ابن أثر في كما ، نيا الد
ُّ عليه باعثهم َ
فإن ّ امهم َ ّ ك ح أعراض في
بالطعن فإن ّ َه من قبيل َّ عنهما الله رضي وعمر بكر أبا افضة الر
َّ تناول ُ ا وأم
َّ ، هوات الش
َ ّ على بر الص َ ّ عدم قبيل من هذا فيكون
ُ
السلف ،والحركيُّون عكسوا هذا من أصله ،نسأل مأثور عن َّ ٌ الشهوات كما هو أشد من فتنة ّ َ ُّ الشبهات أن فتنة ُّ الشبهات ،ومعلو ٌم ّ َ ُّ
جميعا
ً والشهوات َّ الشبهات شر ُّ َّ .الله أن يقيَنا
يسب - ُّ رجال ً ابن سيرين ُ ُ والبيهقي في شعب اإليمان ( )6681عن ُسهيل القُ َطعي قال :سمع ُّ وروى أبو نعيم ()2/271
قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله ذنب عملتَه ُّ ٍ َيت اآلخر َة كان أصغر جل ! إن ّ َك لو واف َ الر ُ الحجاج ،فقال َ " :م ْه أيُّها ّ َ َّ
ممن ظلمه ،فال للحجاج ّ َ َّ الحجاج لمن َظل َمه شيًئا فشيًئا أخذ َّ دل ،إن أخذ من ع ٌ َوجل حكمٌ َ أن الله ع ّز ّ َ اج " ( ،)5واعلم ّ َ الحج ُ
َّ
بسب أح ٍد ٍّ تشعلن نفسك َّ " .
أن جرت العادة َّ َ ممن يسبُّه أضعافًا ُمضاعف ًة ،ألن ّ َه الحجاج لو ُأخذ من حسناته لمن ظلمه فيسترجعها َّ َّ أنوهذا على معنى ّ َ َ
عمر بن عبد العزيز رحمه الله من كتاب " أنساب حه ما رواه البالذري في تَرجمة ُ وض ُ جدا ،وي ُ ِ ّ ًّ كثير
ٌ المتك ِل ّمين في الحكَّام
الخطاب عامله على الكوفة ، َّ الرحمن ابن زيد بن قال " :كتب عمر إلى عبد الحميد ابن عبد َّ السائب الك َلبي َ األشراف " عن ّ َ
ظالــما بسبب ً ظلوم الـــم
َ يصبح : أي امظلوم
ً الم ّ ُ والظ
َ ا ظالـــم
ً ُوم ل المظ فيكون ، الم الظ
َ ّ على يدعو المظلوم أن َ ّ بلغني أما بعد ،فقد َّ
حده في االنتصار ،كما روى ابن المبارك في ال ّزُهد ( )681وعنه أبو نعيم في الحلية ( )5/277باسنا ٍد حسن عن رياح َّ تجاوزه
مر :مهال ً يا ريَاح ؟ إن ّ َه ع ُ ووقعت فيه ،قال ُ ُ الحجاج فشتمتُه َّ مر بن عبد العزيز ،فذكر ع َ قاعدا عند ُ ً كنت ُ عبيدة قال " : بن َ
الفصل عليه " ،وبمثل ُ للظالم َّ الظالم وينتقصه حتّ َى يستوفى حقّ َه ويكون يشتم ّ َ ُ يزال الــمظلو ُم ُ يظلم بالــمظلمة فال ُ الرجل أن َّ بلغني َّ
َاس يجودون بحسناتهم على ملوكهم المبغضين لديهم وهم ال يشعرون ،ولذلك روى معمر في جامعه كما في ذيل مصن َّف ُّ
يظل الن ّ ُ هذا
رجل عند عمر بن عبد العزيز ،فقال عمر :أظلمك ٌ الحجاج بن يوسف َّ سب َّ " : قال قتادة عن ) 11/180 ( زاق الر
َّ عبد
مظلمتك حتّ َى تقد َم عليها يوم القيامة وهي وافرةٌ ؟؟ َ تركت َ " .بشي ٍء ؟ قال نعم ؟ ظلمني بكذا وكذا ،قال عمر :فهال ّ َ
الشعر - أقول :حالقة َّ ُ سب اإلمام الحالق ُة ،ال ُّ جلز قال " : صحيح عن أبي ِم ْ ٍ روى ابن زنجوية في األموال ( )1/78بإسنا ٍد
الدين " .ول َكن حالقة ِ ّ
عن - والط َ َّ يقص في زمان عبد الملك " :إيَّاك ُم ُّ يقول هو ُ الخ ْوالني أن ّ َه كان َ أيضا ( )1/80بإسنا ٍد صحيح عن أبي إدريس ً وفيه
وشرار األشرار ُ انين ُهم الخائبون الط َّع َ إن ّ َ الشعر ،أال ّ َ الدين ليس حالق َة ّ َ الطعن عليهم هي الحالقة ،حالقة ِ ّ فإن َّ َّ األئمة ، َّ " على
البر في التَّمهيد ( ) 21/287وفي االستذكار ( - ِّ السنن الواردة في الفتن ( )146وابن عبد الداني في ُّ وأخرج أبو عمرو ّ َ
أميرهم إال َّ حرموا خيره َ م
ٌ قو سبَّ ما " : قال َه ّ ن أ الله رحمه بيعي الس َّ إسحاق أبي عن ) 8/579 " .
السبَّابون للحكَّام أن ّ َهم وصلوا بالن َّاس إلى التّ َوعية توهم الماحضرون ّ َ َّ كل زمان ؟ وكلَّما أصدق هذا الكالم على واقع البلدان في ّ ِ َ ما
تعاظما ،والله المستعان ً ة ُ والفتن ا تفاقم
ً األمر
ُ ازداد ول الد
ُ ّ ألحوال الواقعي َشريح ّ ت وال المطوية ة َ ّ ياسي السّ ِ .
سمعت ُسفيان أي - : ُ الرحمن بن مهدي قال " :ما وروى ابن حاتم في الجرح والتّ َعديل ( )1/97بسن ٍد صحيح عن عبد َّ
شدته عليهم َّ قط في السلطان ُّ أحدا من ُّ ً يسب ُّ " الثّ َ ِ ّ
وري
ون في سيرته من المصدر المذكور آنفًا ،وكذلك لم يكن يجامل ُهم إذا مد ٌ شديدا عليهم ،ألن ّ َه لم يكن يقبل جوائ َزهم كما هو ّ َ ً وكان
الش ِ ّر الخير وسالمتهم من ّ َ َ إصابتهم في ا ًّ وحب ا إخالص
ً ا نصح
ً فيهم بما يخبرهم بل ، أيديهم بين مثل
بالصالح ، َّ للسلطان يعني ُّ ألدعو
ُ يقول " :إ ِن ّي ُ سمعت ُسفيان ُ الرحمن بن مهدي قال : بالسند نفسه عن عبد َّ َّ أيضا ً كما روى
" .ولكن ال أستطيع أن أذكر إال َّ ما فيهم
نقائصهم كما هي حتَّى يتجن َّبوها ،ال تش ِفّيًا كما يفعل َ يغرهم بالمدح الكاذب ،بل يُبين لهم ُّ أي :إن ّ َه إذا مثل بين أيديهم ال
وكثيرا
ً أحبن الن َّاس عند لقائهم ُ ب عليهم أن ّ َهم المجر َ َّ َّ
فإن السالطين بإحصاء أخطائهم ونشرها على منابرهم ، المبتلون بمطاردة أحوال ّ َ
تردد ُّ فيحصل ذلك منهم بدون أدنى ُ ليستدر منهم الثَّناء عليه ، َّ الدنيا وأنواع اإلكرام كي يمتحنهم بشي ٍء من ُّ السلطان ال َّذ ِ ّ أن ُّ ما يحصل ّ َ
.
للطعن بها على الحكَّام هم من هذا السياسيَّة المعاصرة ّ َ إن كثير الثَّرثاريـــن بالمسائل ِ ّ فكيف بمن ال ينصح إال ّ َ من وراء ُج ُد ٍر ؟! َّ
َاس ُ ّ ن ال عرف وقد ، عينهم على وصناعتهم تذويــبهم في ذكر ي
ً ُ ا تعب يجدون ال ِــين ّ العلماني فإن أهل المكر من َّ الطراز الجبان ،ولذلك ِّ
العامة وتسميع َّ راتب أو تمكينهم من ذيُوع صيتهم عند ٍ لمجرد رفع مرتبةٍ أو زيادة َّ كثيـــرا منهم قد غيَّر سياستَه في معاملة أميره ً
همتُه وتنكسر َّ ُ تبرد حميَّته ، ُ !! حالهم في وسائل اإلعالم ،فهنالك
السبيل ،ومن كان غير ذلك فل ْيَتَعلَّم يتنحى عن هذه َّ َّ َلون والتّ َقيَّة أن سريع التّ ُّ َ الشخصيَّة ، ضعيف ّ َ َ قليل الثَّبات َ فالن َّصيحة لمن كان
َأسي حسن التّ ِّ اإلصالحي وليُ ِ َّ َبويّ َّ ن ال الهدي
َ .
الطريق َة الن َّبوي َّ َة الحكيم َة في التّ َعامل مع والتهم دون أن الصالح قد تناقلوا هذه ّ َ جمع من َأهل العلم من سلفنا ّ َ ٌ أن هؤالء والخالص ُة َّ :
صائما عن أعراض الوالة ،بل ً المرء
ُ يكون أن وهو ، ادق ُ الصَ ّ ُصح
ُ ّ ن وال ة ُ َ ق
ّ الح ةُ جاع الش
َ ّ هي وهذه ، منها ا حرج
ً أنفسهم يجدوا في ُ
الصامت رضي الله عنه " :بايعنا عبادة بن ّ َ ضع ْف عنها ،كما قال ُ وقت نصيحة لهم لم ي َ ُ ُ هر الغيب ،فإذَا حان بظ ِ داعيًا لهم َ
والمكره ،وعلى أثَر ٍة علينا ،وعلى أن ال ننازع َ والطاعة في العسر واليسر والمنشط َّ السمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على َّ
بالحق أينما كن َّا ال نخاف في الله لومة الئم " ()6 ِّ األمر أهل َه ،وعلى أن نقول
ومن كان في انتقادهم على مرت َ ، ضعف عن التزام األسلوب الحكيم الَّذي دلَّت عليه اآلثار الَّتي َّ الحق لم يَ ُ ِّ وإذا قوي على قول
غالب ُ هو كما ، واألمراء الملوك من ينتقد
ُ ن بمَ قاء ّ ِ ل ال عند نعامة إلى ل تحو
َّ بما ر َّ ، بالجماهير ستتر
ٌ وم
ُ عنهم د
ٌ بعي أسدا ،ألن ّ َه ً المنابر
بالسلف ؟! وأين الجهاد المزعو ُم ؟! بل هو عند ذوي أطبَّاء َّ االقتداء فأين فلسفةٍ بنوع ة
َ ابق الس
َّ اآلثار خالفون ُ ي ذين َ ّ ل ا هؤالء حال ِ
ورياء
ً قاتل حميَّ ًة ! اآلثام الباطنة بمنزلة من ي ُ ُ
وعض عليها بالن َّواجذ ،يجعل الله َّ عمل األجلَّة ،فتّ َمسك بها ُ الشرعيَّة الَّتي دلَّت عليها األدلَّة وجرى عليها الطريقة َّ إذن ،هذه هي ّ َ
أجرك ،وال يحملن َّك كثر ُة انحراف من ترى على َ لك عظم ُ وي لمجتمعك واإلصالح
َ الهداي َة لسلطانك الطريقة الن َّبويَّة ِ في نصحك بهذه ّ َ
طر َق الشاطبي في االعتصام ( )1/83عن ال ُف َضيل بن عياض أن َّه قال " :اتّ َبع ُ ُّ والمتعجلين ،كما نقل ِّ المتهورين ِّ سلوك طرائق
تغتر بكثرة الهالكين َّ وال اللة الضَ ّ رق َ وط ُ اك َّ وإي ، الكين الس
َّ ةُ َ ّ ل ق ك يضر
ُّ وال ى الهد
َ "
الك همَ َم َ السالطين بحكمته وعدله ،كما قال سبحانه وتعالى " :ق ُْل الل َّ ّ أن الله هو الَّذي يو ِل ّي على الن َّاس َمن شاء من ّ َ والحقيقة َّ
ير " ٌ ِ
د قَ ء
ٍ ي شَ ُل
ِ ّ ك َى ل ع َ َك َ ّ ن إ ر
ُ ْ ي الخَ َ
ك د ِ بي
ُ َ اءش َ َ ت ن م َ ل ُ ّ ذ ِ ُ ت و اء
ُ ش َ ت
َ ن مَ ز
ُ ّ ع ُ ت و اء
ُ ش
َ َ ت ن ممَ ّ ْك
َ ل الـم
ُ ع ُ نز
ِ َ ت و
َ اء
ُ ش
َ َ ت ن م َ ْك
َ ل الـم
ُ ي ِ
ت ؤ ُ ت الـمل َْك ُ
[ آل عمران] 26:
ون " [ المين بَ ْع ًضا ب َِما ك َانُوا يَك ِْسبُ َ َ وفسادا ،كما قال سبحانه وتعالى َ " :وك َ َذلِ َك ن ُ َولِى بَ ْع َض ّ َ
الظ ً صالحا
ً وذلك بحسب أحوال الن َّاس
قديما وحديثًا ً دها َ ّ ك وأ ، قديم زمنٍ منذ الحكماء ة ُ كلم عليها اجتمعت تي َ ّ ل ا القاعدة عليهم ى َ ّ ل و صالحين كانوا األنعام ، ]129:فإن
أسهبت في بيان ذلك بأدلَّته الكثيرة في رسالة بعنوان القاعدة ُ وقد " عليهم ى َ ّ ل يو تكونوا كما " : قولهم الفقهاء ،أال وهي ُ
يدأب طالبو اإلصالح َ أن الله أمر في عن الط
َ ّ فمن األساس هذا على ام َ ّ ك الح ي ّ ِ ل يو الله كان فإذا ، شاء من المذكورة فليرجع إليها
األو ُل في َّ ِب بعد وال من يل ُون ،تلك األنفس الَّتي هي المتسبّ ُ ُ ولـــــما يُصلحوا أنفسهم َّ السالطين وير ِك ّزوا عليه عملهم الطعن على ّ َ على َّ
ثمَ بالتَّغيير من جهتها ليُغير الله أحوال ّ عن والطَ ّ ُهمة ّ ت بال أنفسهم إلى يرجعون قين َ ف
ّ المو َ
فإن
ّ ولذلك ، صالحين غير سالطين وجود
وم َحتّ َى يُ َغيْ ُروا َما بِأنفُ ِس ُه ْم ير َما ِبقَ ٍ الله ال َ ي ُ َغ ُ َ تسليما لحكم الله تعالى الَّذي قال َّ " :
إن ً استسالما للواقع ولكن ً حكَّامهم ،ليس
بن حبيب في ال " [ الرعد ، ] 11:ولذلك روى عبد الملك ُ وءا َفال َ َم َر ّ َد ل َُه َو َما ل َُهم ْمن ُدو ِن ِه ِمن َو ٍ وم ُس ً الله ِب َق ٍ ُ اد
َوِإ ذَا َأر َ
عزل قط قال ُ : البصري ثالثين سن ًة ،فما سمعتُه ُّ َ الحسن
َ صحبتُ عبيد قال " : كتاب أدب ال ِن ّساء (ص )187عن يونس بن ُ
الموت جاءكم ؟
ُ حر ،وما كان ذكره إال َّ : ٌّ اشتد
َّ سعر ،وال ٌ رخص َ سعر وال
ٌ ولي ،وال غالٌّ أمير والٌ " ...
بسب الحكَّام كما
ِّ السلف كانوا يكرهون االشتغال سبب كون ّ َ َ القارىء
ُ فهم
تماما ،وعلى هذا األساس ي َ ُ ً هذا عكس ما عليه الحركيُّون
مر ،والله المستعان َّ !
:الحواشي
رواه مسلم ((1) : )2594
األلباني في تخريجه (2) : ُّ رواه أحمد ( ،)15333والحاكم ( ، )3/290وابن أبي عاصم في السن َّة ( ، )1098 ،1096قال
صحيح بمجموع ُطرقه ٌ فالحديث
ُ " (" : )2/523
رواه مسلم ((3) : )2699
الر ّزَاق ((4) : )11/344 .رواه معمر في جامعه بذيل مصن َّف عبد َّ
كل ذنب عمل َه (5) : عظم َّ جاء يو َم القيامة استَ َ َ اإلنسان إذَاَ َّ
فإن جاج ، الح َّ
َ شتغل بذُنوبه بدال ً من االشتغال بذُنوب َ ريد منه أن ي َ
يُ ُ
لـمحاسبة أمراِئه
ُ نطلق َ وي ه ِ
فس َ ن ِ
حاسبة م
ُ عن بها ه ق
ُ ُ ّ ل تع ِ
يه عمِ ُ ي إذ نيا الد
ُ ّ في ه ِ ل كحا ال ، شأنه َ ّ إال ه هم
ُ ُ ّ ي َ ال إذ ، ُر
غ ص ا م
َ ْ َ َ َه م .
رواه البخاري ( )7200ومسلم ((6) : )1709
المصدر :العدد الثَّامن والعشرون لمجلتنا الغراء " :اإلصالح " -الجزائر