You are on page 1of 34

‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫القطاع السمعي البصري‬

‫الخاص في الجزائر‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‪.‬‬

‫تمهيد ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطور قطاع السمعي البصري في الجزائر ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلذاعة الوطنية و التلفزيون الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قطاع السمعي البصري من خالل القوانين اإلعالمية الجزائرية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القانون العضوي لإلعالم ‪.05-12‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قانون النشاط السمعي البصري ‪.04-14‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬قراءة تقيمية لواقع قطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مكاسب و تحديات قطاع اإلعالم في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬واقع قطاع السمعي البصري في الجزائر حسب المختصين ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إشكالية اآلداء في القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫إنتشرت على مدار السنوات السبع السنوات األخيرة أكثر من خمسين قناة تلفزيونية محلية‬
‫تابع ة للقط اع الخ اص ‪ ،‬ك رد فع ل ط بيعي على تحري ر القط اع الس معي ال ذي احتك ر‬
‫السنوات‪.‬‬

‫و لقد واجهت تلك القنوات منذ نشأتها و إلى غاية اليوم حمالت من اإلنتقادات من طرف‬
‫المختص ين ‪ ،‬نظ را للعدي د من النق ائص ال تي تش وب المض امين ال تي تبنته ا على مس تويي‬
‫المحتوى اإلعالمي و التقديم و ألداء ‪ ،‬و لقد تعدت اإلنتقادات إلى الجماهير على حد س واء‬
‫‪ ،‬التي لطالما ترقبت قضاياها على تلك الشاشات بصورة و بطرق إبداعية ‪ ،‬و لكن كانت‬
‫هذه المحتويات ضئيلة مخيبة لتطلعات الجماهير الجزائرية ‪ ،‬فإن ذلك لم يأت من العدم بل‬
‫إن م رده إلى الكث ير من المش اكل و العراقي ل ال تي اعترض تها من ذ أول وهل ة في ع دة‬
‫جوانب منها القانونية و المالية و حتى المهنية ‪ ،‬و ألجل الوقوف على ذلك ‪ ،‬و تحديد أهم‬
‫المش اكل و العراقي ل ال تي واجهت القن وات التلفزيوني ة المحلي ة الخاص ة ‪ ،‬و ح الت دون‬
‫زيادتها وحدت من قدرتها على منافسة القنوات العربية و العالمية التي لطالما استحوذت‬
‫على المشاهد الجزائري‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطور القطاع السمعي البصري في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلذاعة الوطنية و التلفزيون الجزائري‪.‬‬

‫اإلذاعة الوطنية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ظه رت اإلذاع ة في الجزائ ر في أواخ ر العش رينات من الق رن الماض ي و ك انت تابع ة‬
‫للحكوم ة الفرنس ية ‪ ،‬ظلت الهيمن ة اإلس تعمارية على اإلذاع ة و التلفزي ون مس تمرة و‬
‫متواص لة الس يما بع د مفاوض ات إيفي ان ‪ ،‬غ ير أن ه بع د اإلس تقالل ص در مرس وم في ‪11‬‬
‫نوفم بر ‪ 1967‬؛ يعرب ر اإلذاع ة الوطني ة و التلفزيوني ة مؤسس ة ذات ط ابع ص ناعي و‬
‫تج اري ‪ ،‬و تتم يز بالشخص ية المعنوي ة و إس تقاللية ‪ ،‬و تحتك ر بث ال برامج اإلذاعي ة و‬
‫التلفزي ة ‪ ،‬و بقيت اإلذاع ة الجزائري ة إلى غاي ة ‪ 1968‬مرتبط ة مالي ا و إداري ا ب التلفزيون‬
‫إلى أن ص در مرس وم رقم ‪ 146-86‬الم ؤرخ في ‪ 1‬جويلي ة ‪ ، 1986‬ال ذي قض ى بفص ل‬
‫كلي ا كمؤسس ة مس تقلة ‪ ،‬وه ذا ماي دخل ض من برن امج‬
‫اإلذاع ة الوطني ة عن هيئ ة التلفزي ون ّ‬
‫إعادة هيكلة اإلذاعة و التلفزيون‪. 1‬‬

‫التلفزيون الجزائري ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫بدأ البث التلفزيوني في الجزائر في ‪ 24‬نوفمبر ‪ ، 1956‬بعد اإلستقالل عرفت التلفزة عدة‬
‫مراح ل فالبداي ة مؤسس ة اإلذاع ة و التلف زة الفرنس ة ثم انتقلت إلى مؤسس ة للبث اإلذاعي و‬
‫التلف زي ثم إلى مؤسس ة اإلذاع ة و التلفزي ون ‪ ،‬ثم أخ يرا إلى المؤسس ة للتلفزي ون ‪ ،‬و بع د‬
‫إعادة الهيكلة و حسب مرسوم ‪ 146-86‬فإن المؤسسة العمومية للتلفزيون هي ذات طابع‬
‫صناعي و تجاري ‪ ،‬بعدها عرفت المؤسسة الوطنية للتلفزيون هي ذات طابع صناعي و‬
‫تج اري ‪ ،‬بع دها ع رفت المؤسس ة الوطني ة للتلف زة أولى تحوالته ا من ذ س نة ‪ 1986‬كم ا‬
‫واكبت التحوالت السياسية التي عرفتها ابالد لكن أهمتحول كان في ‪1991‬الذي نص على‬

‫حياة ابراهيمي ‪ ،‬كريم بلقاسم ‪ ،‬التنظيم السمعي البصري في الجزائر –دراسة تحليلية لقانون السمعي البصري ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫اإلتصال و الصحافة –العدد ‪ ، 2020، 11:‬جامعة الدجزائر –كلية اإلعالم و اإلتصال ‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫أنه ا مؤسس ة ذات ط ابع ص ناعي و تج اري ‪ ،‬تعم ل على تحقي ق الخدم ة العمومي ة في ظ ل‬
‫طرح شفاف و متنوع األفكار مع احترام توجيهات المجلس األعلى و البيانات القادمة من‬
‫وزارة اإلتصال و الثقافة ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر‬

‫لقد ظل نظام الحزب نظام الحزب هو الحاكم في الجزائر منذ اإلستقالل و إلى غاية اندالع‬
‫أحداث أكتوبر ‪ ، 1988‬حيث عجلت تلك األحداث بصدور دستور جديد عام ‪ 1989‬الذي‬
‫مهد لدخول الجزائر مرحلة جديدة من التحواللديموقراطي في جميع المجاالت؛ و أبرزها‬
‫المجال اإلعالمي ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 40‬من الدستور على التعددية الحزبية و حرية إنشاء‬
‫الجمعيات ذات الطابع السياسي ‪ ،‬فظهرت العشرات و خاصة بعد صدور قانون اإلعالم (‬
‫‪ )07-90‬الذي أكد على حرية إنشاء العناوين الصحفية المستقلة‪. 2‬‬

‫و قد عرفت الجزائر ثورة حقيقية في ميدان السمعي البصري خاصة بعد أحداث الربيع‬
‫العربي نهاية ‪2011‬؛ حيث ظهرت أولى المحاوالت إلطالق قنوات تلفزيونية خاصة رغم‬
‫العراقيل القانونية و غياب موفقة و رؤية واضحة من السلطة‪.‬‬

‫غير أن نقطة التحول كان خطاب رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة " في ‪ 15‬أفريل‬
‫‪ ، 2011‬الذي كان أول إعالن مباشر عن فتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص في‬
‫الجزائر ‪ ،‬و تجسد ذلك فعال بصدور قانون اإلعالم رقم (‪ )05-12‬في ‪ 12‬جانفي ‪2012‬‬
‫حيث تم طي صفحة مرحلة طويلة من اإلحتكار اإلعالمية في الجزائر‪.‬‬

‫فدخلت بذلك الجزائر بحزمة من اإلصالحات السياسية المعلنة للمرحلة الجديدة في إرساء‬
‫مس ارها ال ديموقراطي ‪ ،‬فس خرت لقط اع اإلعالم و اإلتص ال ‪ ،‬اإلمكان ات الالزم ة لتمكين ه‬
‫من استيعاب و توظيف اإلنفجار المعلوماتي التكنولوجي الناجم عن الثورة التقنية ‪ ،‬و ذلك‬
‫من أج ل ت أطير الممارس ة المهني ة و اإلعالمي ة للص حفيين و قط اع اإلعالم في الجزائ ر ‪،‬‬
‫األم ر ال ذي تطلب وض ع إط ار ق انوني و المتمث ل في المش روع العض وي لق انون اإلعالم‬

‫حياة ابراهيمي ‪ ،‬كريم بلقاسم ‪،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪.168‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد شطاح ‪ ،‬اإلعالم التلفزيوني –نشرة األخبار –المحتوى و الجمهور ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪،‬الجزائر ‪، 2009،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫الجدي د الص ادر في ج انفي ‪ ، 2012‬و ال ذي يع د بمثاب ة ش هادة ميالد القن وات اإلذاعي ة و‬
‫التلفزيوني ة الخاص ة ‪1‬حيث ع رفت الجزائ ر خالل الس نوات األخ يرة إنفتاح ا واح دا في‬
‫الفض اء الس معي البص ري ‪ ،‬فظه رت بص ورة متس ارعة مجموع ة كب يرة من القن وات‬
‫الفض ائية الجزائري ة الخاص ة ‪ ،‬في الس احة اإلعالمي ة الجزائري ة تتن وع بين عام ة و‬
‫متخصصة و تتضمن مضامين متنوعة (إخبارية ‪ ،‬فنية ‪ ،‬إجتماعية‪ ،‬سياسية ‪ ،‬إقتصادية‪،‬‬
‫تربوية و غيرها) تتعلق بكل ما هو محلي بالدرجة األولى ‪ ،‬أما من الناحية القانونية فهي‬
‫قن وات أجنبي ة معتم دة خ ارج الجزائ ر و تعم ل بن اءا على اعتم اد وزارة اإلتص ال‬
‫الجزائرية ‪ ،‬إذ أن مجمل هذه القنوات تبث من األردن ‪ ،‬فرنسا ‪ ،‬البحرين ‪ ،‬لندن ‪ ،‬و هذا‬
‫راجع لعدم تحرير السلطة لمجال البث التلفزيوني و احتكاره‪.‬‬

‫و مع هذه االنطالقة توالت أصواتالكثير من المتابعين ‪ ،‬حيث رحبوا بهذه الخطوة اإليجابية‬
‫و أشاروا ضرورة تثمينها كونها ستؤسس لمرحلة جديدة في المشهد اإلعالمي و ستتجاوز‬
‫هيمنة المؤسسة العمومية التي احتكرت القطاع ألكثر من خمسين سنة ‪ ،‬فظهور القنوات‬
‫الخاصة ساهم في االهتمام من خالل البرامج التي تقدها سواء السياسية منها أو الثقافية أو‬
‫الترفيهي ة ‪ ،‬لمعالج ة بعض اإلش كاالت و القض ايا الراهن ة ‪ ،‬و خ دش الطابوه ات المس كوت‬
‫عنها‪.‬‬

‫حيث أضحت تتيح للمشاهد فرصة سماع األخبار و المعلومات بأسرع وقت ممكن ‪ ،‬و هذا‬
‫بهدف توعيته لما يدور حوله من أحداث و مواقف‪. 2‬‬

‫رفيق بشري ‪ ،‬اإلعالم الجزائري عام ‪ -2012‬أفق نحو اإلنفتاح و التعدد ‪ 1 ،‬جانفي ‪www.radio ، 2013‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.batma.com‬‬
‫نعيمي مليكة ‪ ،‬بوحزال نوال ‪ ،‬القنوات الفضائية ‪ ،‬الخاصة و دورها في تشكيل الفضاء العمومي ‪ ،‬مجلة الدراسات و‬ ‫‪2‬‬

‫البحوث اإلجتماعية ‪ ،‬جامعة الوادي ‪ ،‬العدد السادس ‪ ،‬أفريل ‪ ، 2017‬ص ‪.77-76‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القنوات التلفزيونية الخاصة المعتمدة في الجزائر ‪:‬‬

‫بمج رد إق رار الس لطة نيته ا في فتح المج ال الس معي البص ري أم ام القط اع الخ اص بش كل‬
‫فعلي ‪ ،‬ظهرت العديد من القنوات التي بدأت تنشط في ا القطاع ‪ ،‬فغياب اإلطار القانوني‬
‫للنش اط الس معي البص ري الخ اص بالف اعلين في مج ال اإلعالم دف ع إلى تأس يس قن وات‬
‫تس تخرج رخص ا إعالمي ة من الخ ارج م ع بداي ة الق رن الـ‪ ،21‬و تبث برامجه ا باعتباره ا‬
‫قن وات أجنبي ة ‪ ،‬ظلت تعم ل كمؤسس ات إعالمي ة أجني ة ‪ ،‬فنش أت عش رات القن وات ال تي ال‬
‫تخضع للقانون الجزائري موجهة للجمهور الجزائري تابعة لمستثمرين خواص جزائريين‬
‫أو غير جزائريين منها من استطاعت االستمرار و منها من استطاعت االستمرار و منها‬
‫من توقفت ألسباب عديدة ‪.‬‬

‫فقد كانت البداية مع قناة " ‪ " BERBER TV‬بربر تيفي" و هي قناة تبث باللغتين‬ ‫‪‬‬
‫العربي ة و الفرنس ية و األمازيغي ة ع بر الس اتل ‪ ،‬تأسس ت ع ام ‪ 2000‬بفرنس ا ‪ ،‬و‬
‫تستهدف جزءا من الجمهور الجزائري الناطق باللغة األمازيغية ‪.‬‬
‫ثم ظه رت "قن اة الخليف ة " لمالكه ا عب د الم ؤمن خليف ة ال ذي أطل ق بث القن اة من‬ ‫‪‬‬
‫ب اريس س نة ‪ 2002‬و تم اعتم اد مكتب له ا في الجزائ ر بع د ذلك لكنه ا أغلقت بع د‬
‫الفضائح التي لحقت بمالكها ‪ ، 1‬بسبب اتهامه من قبل السلطات الجزائرية بالفساد‬
‫و مالحقته أمام الشرطة األنتربول الدولي ثم أعيد إطالقها بإسم "قناة الخليفة لألنباء‬
‫" مقرها بلندن قبل اإلنتخابات الرئاسية شهر أفريل ‪ 2004‬و استمر بثها ‪ 3‬أشهر‬
‫فقط‪.‬‬
‫ثم ظه رت قن اة"‪ " Beur FM‬ع ام ‪2004‬تزامن ا م ع االنتخاب ات الرئاس ية تبث‬ ‫‪‬‬
‫ب اللغتين العربي ة و الفرنس ية و األمازيغي ة ع بر الس اتل من ب اريس و تس تهدف‬
‫الجمه ور الجزائ ري الن اطق باألمازيغي ة ‪ ،‬في محاول ة إلخ تراق مج ال الس معي‬
‫البصري في الجزائر لكنها أغلقت بعد ذلك لمشاكل مالية ‪.2‬‬
‫موقع ويكيبديا ‪ http //www.wikipedia.org/wiki:‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 06/06/2020‬على الساعة ‪18:02‬‬ ‫‪1‬‬

‫رمضان بلعمري ‪ ،‬القطاع السمعي البصري في الجزائر –إشكالية اإلنفتاح ‪ ،‬موقع ويكيبديا ‪http:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ //www.wikipedia.org/wiki‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 06/06/2020‬على الساعة ‪. 18:02‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫قناة العصر "‪ "Alaser TV‬تابغة لمنظمة رشاد المعارضة و هذه المنظمة أطلقت‬ ‫‪‬‬
‫هي األخ رى تحت إس م رش اد تيفي ‪ ، Rached TV‬لكن إدارة القم ر الص ناعي‬
‫قطعت بثها في وقت الحق‪.‬‬
‫راديو كلمة الجزائر "‪ : "Radio kelma Algerie‬و هي قناة إذاعية خاصة تبث‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫عبر النت و عبر قمر "أوتل سات " الفرنسي‪.‬‬
‫بع د ق انون اإلعالم ع ام ‪ 2012‬ال ذي قض ى بفتح القط اع أم ام المش تركين الخ واص ظ ل‬
‫غي اب المؤسس ات إعالمي ة متخصص ة ذات تج ارب س ابقة ب دأت أولى المح اوالت في‬
‫الس معي البص ري إنطالق ا من مالكي الص حف المطبوع ة و ك انت أول التجارب الجري دة "‬
‫النه ار الجدي د " ال تي أطلقت قناته ا " النه ار تيفي " في بداي ة ‪ 2012‬لتتبعه ا ص حف أخ رى‬
‫كالشروق و البالد و األجواء ‪ ،‬و وقت الجزائر " دزاير تيفي" و الخبر "‪ "KBC‬و المستقبل‬
‫‪ ،‬و ظهرت قنوات أخرى ‪:‬‬

‫" الهق ار ‪ ،‬األطلس ‪ ،‬نومي ديا ‪ ،‬الس الم ‪ ،‬المق ام ‪ ،‬بي ير تيفي ‪ ،‬ال وطن ‪ ،‬س ميرة تيفي ‪،‬‬
‫اله داف‪ ،‬بن ة" و غيره ا ‪ ،‬و الكث ير منه ا توق ف عن النش اط بس بب ع دد من العراقي ل سواء‬
‫المالي ة أو ق رارات اإلغالق ‪ ،‬و منه ا من الي زال ينش ط رغم مخالفت ه للكث ير من الم واد‬
‫القانونية التي احتواها القانون ‪ ، 02-14‬و قد اعتبر " ميلود شرفي " رئيس سلطة السمعي‬
‫البصري األسبق { القنوات التلفزيونية الحالية قنوات أجنبية ؛ كونها تحتكم لقوانين أجنبية‬
‫خ ارج ال وطن}‪ ،‬و ق د ج اء الق انون الجزائ ري منك را أن القن وات الجزائري ة المعتم دة في‬
‫الجزائر التي منحت لها رخص العمل هي ‪:‬‬

‫"النهار ‪ ،‬الشروق ‪ ،‬الهقار ‪ ،‬دزاير تيفي و الجزائرية "‪.2‬‬

‫رمضان بلعمري ‪ ،‬القطاع السمعي البصري في الجزائر – إشكالية اإلنفتاح ماجستير ن كلية العلوم السياسية و اإلعالم‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬جامعة الجزائر ‪، 2012 ، 3‬ص‪.35‬‬


‫‪12‬‬
‫زهيدة يسعد ‪ ،‬اإلعالم التلفزيوني المحلي في الجزائر و عراقيل اإلنتاج و األداء " –دراسة إستكشافية تمت للمشاركة‬
‫في أشغال المؤتمر الدولي حول اإلعالم المحلي في الجزائر ‪ ،‬قسم اإلعالم و اإلتصال ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪،‬‬
‫ورقلة ‪ ،20151 ،‬ص‪.06‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫و ق د تتج اوز ع دد القن وات التلفزيوني ة الخاص ة في الجزائ ر ‪ 50‬قن اة ‪ ،‬تتف رع بين‬
‫المتخصصة و الشمولية إال أننا سنكز على القنوات الـ ‪ 05‬التي منحت لها السلطة اإلعتماد‬
‫‪:‬‬

‫قناة النهار ‪:TV‬‬ ‫‪-1‬‬


‫هي قناة جزائرية مسستقلة تابعة لمؤسسة األثير اإلعالمية و هي إمتداد لجريدة النهار‬
‫الجدي د إنطلقت في البث التجري بي ي وم ‪ 06‬م ارس ‪ ، 2012‬من مقره ا الرئيس ي‬
‫بالعاص مة األردني ة ‪-‬عم ان ‪ ،‬كم ا أن ل ديها مكتب معتم د ب الجزائر العاص مة ‪ ،‬تهتم‬
‫بالش أن اإلخب اري السياس ي في الجزائ ر ‪ ،‬و تع د برامجه ا مزيج ا من األخب ار و‬
‫الرياضة و أخبار اإلقتصاد في الجزائر ‪ ،‬و حسب تقرير إتحاد إذاعات الدول العربية‬
‫الصادر عن جامعة الدول العربية لعام ‪ 2016‬فقناة "النهار" من القنوات المتخصصة‬
‫اإلخبارية‪.1‬‬
‫قناة الشروق‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 2000‬م ع‬ ‫إنطلقت مؤسس ة الش روق في البداي ة كجري دة يومي ة ‪ ،2‬في بداي ة س نة‬
‫اإلنفت اح السياس ي س نة ‪ ، 1989‬حيث ص ارت تحت ل المرتب ة األولى وطني ا و تاريخي ا‬
‫بحلولسنة ‪ ، 2007‬و ظلت في تطور مستمر إلى أن تجاوزت المليون نسخة يوميا‬
‫و هو غير مسبوق على المستوى الوطني‪.‬‬
‫بعد ذلك بإطالق قانتين هما‪ " :‬الشروق نيوز " و " الشروق ‪ "TV‬و " الشروق بنة "‪.‬‬
‫حيث إنطلق البث التجريبي للقناتين مع عيد الثورة و ذكرى تأسيس جريدة الشروق‬
‫الي ومي ‪ ،‬حيث اتخ ذت العاص مة األردني ة "عم ان" مق را له ا ‪ ،‬و له ا مكتب معتم د في‬
‫الجزائر و تبث قناة "الشروق نيوز"على {النايل سات و عرب سات و الهوت برد}‬

‫‪ 1‬النقرير السنوي إلتحاد إذاعات الدول العربية ‪ :‬اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية ‪ ،‬جامعة الدول‬
‫العربية‬
‫‪ ،2016‬ص‪.108‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.echourouk.com -06/06/2020-18:30.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫حيث أطلق البث التجريبي على الساعة صفر في ‪ 1‬نوفمبر ‪ ، 2011‬و على القمر‬
‫اإلصطناعي نايل سات ‪ ،‬و جاءت هذه اإلنطالقة في ذكرى ‪ 57‬إلندالع الثورة التحريرية‬
‫و الذكرى ‪ 11‬لتأسيس يومية الشروق ‪ ،‬فيما بدأ بثها الرسمي في ‪.2014‬‬

‫تمتل ك القن اة مجموع ة من المك اتب على المس توى الوط ني و مك اتب عالمي ة أخ رى ؛‬
‫اختصاصها إخباري تحت شعار " كن أول من يعلم "‪،‬وهي قناة جزائرية مستقلة ‪ ، 1‬تقدم‬
‫البرامج اإلخبارية و السياسية وأيضا ترصد األخبار الرياضية و البرامج الثقافية ‪.‬‬

‫قناة الهقار‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫هي شبكة مستقلة تم افتتاح بثها التجريبي في شهر ماي ‪ ، 2012‬بعنوان الهقار ‪TV‬‬
‫تتخ ذ من العاض مة البريطاني ة لن دن مق ّرا له ا و هي مملوك ة لرج ل أعم ال جزائ ري‬
‫"حس ان ب ومعراف" ص احب ش ركة مش روبات "فالش" و ش ركة محم ود ميل ودي‪،‬‬
‫ص احب "دار ال وعي للنش ر" ‪ ،‬و هي من نوعي ة القن وات العام ة الناطق ة باللغ ة‬
‫العربية ‪2،‬توقفت القناة عن البث في صيف ‪ ، 2015‬ثم عادت بعدها للبث‪.‬‬
‫قناة دزاير تيفي ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هي قناة جزائرية مستقلة إنطلق بثه ا على الساتل في ‪ 8‬ماي ‪ ، 2013‬بعد أن كانت‬
‫تُبث عبر الويب مجموعة من البرامج الرياضية ومباريات الدوري الجزائري ‪ ،‬يوجد‬
‫مق ر القن ا في الجزائ ر العاص مة ‪ ،‬و يوج د المكتب الرئيس ي للقن اة بلمرادي ة ب الجزائر‬
‫العاصمة إلى جانب مكاتب أخرى ‪ ،‬يمتلكها رجل أعمال جزائري "علي حداد" ‪ ،‬و‬
‫تمل ك القن اة إمكان ات مادي ة و بش ريةهائلة س محت له ا بمنافس ة مختل ف المؤسس ات‬
‫اإلعالمية ‪.3‬‬
‫قناة الجزائرية وان ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قناة تلفزيون جزائرية خاصة تم إطالقها على القمر الصناعي "أتالنتيك يرد ‪ ،"7‬إنطلق‬
‫بثه ا إبت داءا من ي وم ‪ 05‬جويلي ة ‪ 2012‬تحت إس م "الجزائري ة تيفي" ‪ ،‬ثم تح ولت إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪WWW.Jalasatdz.com -06/06/2020 -18:32‬‬
‫‪2‬الهقار تيفي ‪ ،www.wikipedia.com‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 06/06/2020‬على الساعة ‪.20:22‬‬
‫‪ 33‬بعد اإلندماج إشارة تردد قناة دزاير ‪ ، elwatan140.com/07‬تم اإلطالع عليه في ‪ 06/06/2020‬على الساعة‬
‫‪.20.30‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫تسمية "الجزائرية وان" بدءا من ‪ 17‬ماي ‪ ، 2017‬يوجد مقرها في الجزائر العاصمة‬


‫"سيدي يحي" ‪ ،‬بالنسبة للبث من فرنسا ‪،‬يمتلكها "قاسم يوسف" ‪ ،‬و هي قناة شمولية تهتم‬
‫بقضايا المجتمع كافة بباقة من البرامج السياسية ‪ ،‬اإلقتصادية ‪ ،‬الثقافية ‪ ،‬اإلجتماعية و‬
‫الفنية ‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قطاع السمعي البصري من خالل القوانين اإلعالمية‬


‫الجزائرية‪.‬‬

‫إن اإلنتقال من إعالم استعماري إلى إعالم وطني ليس باألمر الهين ‪ ،‬حاصة مع نقص‬
‫الكفاءة الالزمة إلنتاج مضامين إعالمية في مستوى تطلعات الجماهير العريضة التي‬
‫غيبت عنها الحقيقة ألكثر قدر من الزمن ‘ إضافة إلى تحديات التنمية الشاملة التي تواجه‬
‫الدولة الجزائرية حديثة اإلستقالل‪ ،‬فكان لزانا على القائمين في هذا القطاع أن يعيدوا‬
‫النظر في مختلف التشريعات‪ ،‬و النصوص اإلعالمية التي كانت تسير قطاع السمعي‬
‫البصري ‪ ،‬و التي كشفت بصراحة غداة اإلستقالل عن تناقضها مع طبيعة المرحلة ‪ ،‬و‬
‫مع تطلعات المجتمع الجزائري و الدولة الجديدة ‪.2‬‬

‫و لقد أدت المشاكل الكبيرة التي عرفها قطاع السمعي البصري في الجزائر ‪ ،‬إلى ظهور‬
‫العديد من مشاريع القانونية ‪،‬و بعض المراسيم و القرارات و المراسيم التنفيذية تطرقت‬
‫لوسائل اإلعالم ‪ ،‬و ظهر أول قانون خاص باإلعالم ‪ :‬لقانون رقم ‪ 01-82‬في فيفري‬
‫‪ 1982‬و فيه اتم التظرق إلى إعالم السمعي البصري ألول مرة ‪ ،‬مرورا بالقانون لرقم‬
‫‪ 07-90‬وصوال للقانون العضوي رقم ‪.05-12‬‬

‫تردد قناة الجزائرية وان ‪، elsafa-nwes.com:‬تم اإلطالع عليه في ‪ 2020-06-06‬على الساعة ‪.20:40‬‬ ‫‪1‬‬

‫ربيعة قداح ‪،‬نور الهدى غراق‪ ،‬دور القناة الجزائرية الخاصة في تقديم الخدمة العمومية حسب رأي أساتذة اإلعالم و‬ ‫‪2‬‬

‫اإلتصال ‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪ ،‬مذكرة مكملة انيل شهادة الماستر ‪،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلجتماعية و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬تخصصسمعس بصري ‪ ،2015،‬ص‪.69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون العضوي لإلعالم رقم ‪05-12‬‬

‫تزامن ظهور هذا القانون تزامنا مع أسمته السلطة السياسية "إصالحات شاملة"‪ ،‬شكلت لها‬
‫ورشات عمل و رسمت لها برامج و مخططات ‪ ،‬حيث بادر النظام السياسي الحاكم إلثبات‬
‫حس ن الني ة في مباش رة ه ذه اإلص الحات ‪ ،‬من خالل إنه اء حال ة الط وارئ في ‪، 2011‬‬
‫وكذا مباشرة جلسات اإلستماع لمختلف الفاعلين السياسيين و كافة فعاليات المجتمع المدني‬
‫‪ ،‬ومن بين أهم القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية ‪ :‬إلغاء عقوبة سجن الصفي ن زوال‬
‫عند رغبة األسرة اإلعالمية ؛لتكون هذه الخطوة شبه إعالن غير رسمي لعقد تحالف غير‬
‫معلن عن ه بين اإلعالم و الس لطة ‪ ،‬ترجم ه إعالمي ا ص دور ق انون إعالم جدي د في ‪12‬‬
‫جانفي ‪.12012‬‬

‫ض م ه ذا الق انون إث ني عش ر (‪ )12‬باب ا يتعل ق بتنظيم الممارس ة ‪ ،‬جس د في مادت ه الثاني ة‬


‫ممارسة اإلعالم من خالل احترام الدستور و القوانين الجمهورية و رموز السيادة الوطنية‬
‫‪ ،‬كم ا تط رق إلى ض رورة اإلل تزام بمب دأ الخدم ة العمومي ة و الط ابع التع ددي لألفك ار و‬
‫األراء ‪.‬‬

‫حيث أك د المش رع من خالل الم ادة ‪ 61‬من الق انون العض وي الص ادر في ‪ 2012‬على ‪:‬‬
‫"تض من أنش طة اإلعالم على وج ه الخص وص عن طري ق وس ائل اإلعالم التابع ة للقط اع‬
‫العم ومي ‪ ،‬وس ائل اإلعالم ال تي تنش ئها هيئ ات عمومي ة ‪ ،‬وس ائل اإلعالم ال تي يملكه ا أو‬
‫ينش ئها أش خاص معنوي ون يخض عون للق انون الجزائ ري ‪ ،‬و يمل ك رأس مالها أش خاص‬
‫طبيعيون يتمتعون بالجنسية الجزائرية"‬

‫ربيعة قراح ‪،‬نور الهدى غراق ‪،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫هذه المادة تشير إلى اإلنفتاح اإلعالمي من خالل تحدديها لألطراف الذين يحق لهم امتالك‬
‫وس ائل إعالمي ة ‪،‬إلى أنه ا في نفس ال وقت تؤك د على مص ادة ح ق الش خص الط بيعي في‬
‫ملكية وسائل اإلعالم السمعية ‪،‬البصرية ‪ ،‬و يالحظ أيضا أن المشرع الجزائري لم يذكر‬
‫كلمة "خاص" عندما تحدث عن ملكية وسائل اإلعالم و هذا ما يعكس أن السلطة مازالت‬
‫متحفظة فيما يخص إنفتاح قطاع اإلعالم السمعي البصري ‪ ،‬خصص المشرع الجزائري‬
‫الباب الرابع من هذا القانون للنشاط السمعي البصري‪ ،‬حيث ينقسم هذا الباب إلى فصلين ‪:‬‬

‫الفص ل األول ‪ :‬و في الم ادة ‪ 58‬مفه وم نش اط الس معي البص ري‪":‬يقص د بالنش اط‬ ‫‪‬‬
‫الس معي البص ري في مفه وم ه ذا الق انون العض وي ؛ك ل مايوض ع تحت تص رف‬
‫الجمه ور أو فئ ة من ه عن طري ق اإلتص ال الالس لكي ‪ ،‬أو إش ارات أو أش كال‬
‫مرسومة أو رموز أو رسائل مختلفة ال يكون لها طابع المراسلة‪" .‬‬
‫أما المادة ‪ 59‬تمحورت حول ‪":‬النشاط السمعي البصري ذات خدمة عمومية تحدد‬
‫كيفي ات الخدم ة العمومي ة عن طري ق التنظيم "‪ ،‬أم ا الم ادة ‪ 60‬فش رحت خدم ة‬
‫اإلتصال السمعي البصري أنها موجهة للجمهور عن طريق الصوت و الص ورة و‬
‫بشكل منتظم كما تحدث ألول مرة عن فتح قطاع السمعي البصري أم ام اإلس تثمار‬
‫الخاص‪.‬‬
‫األم ر المهم حس ب المختص ون ه و م ا ورد في الم ادة ‪ 63‬من تعقي دات مس ار‬ ‫‪‬‬
‫الترخيص إلنشاء قنوات خاصة ‪ ،‬حيث يستوجب القانون حسب هذه المادة إنشاء‬
‫ك ل خدم ة إلتص ال الس معي البص ري ع بر خ ط اإلرس ال اإلذاعي المس موع أو‬
‫التلفزي‪ .‬و كذا استخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية إلى ترخيص يمنح بمرسوم‬
‫و بعد الحصول على هذا الترخيص يجب إبرام اتفاقية بين سلطة ضبط اإلتصال‬
‫السمعي البصري و المستفيد من الترخيص ‪.‬‬
‫كم ا تم التح دث في الم ادة ‪ 64‬عن إنش اء س لطة بض بط الس معي البص ري ‪ ،‬و هي‬ ‫‪‬‬
‫سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي ‪ ،‬تحدد مهامها بموجب‬
‫القانون السمعي البصري ‪.‬‬

‫لكن بالمقابل يرى العديد من الصحفيين و نشطاء من المجتمع المدني أن قانون اإلعالم‬
‫الجزائري الجديد ال يرتقي إلى مستوى ما وعد به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫إصالحات و عكس ما روجت له الحكومة الجزائرية بوصفه خطوة كبيرة للنهوض بحرية‬
‫الصحافة في البالد ‪ ،‬كما أنه ال يفي بالمعايير الدولية لحرية التعبير و أنه ال يزال يقيد‬
‫الحريات الصحفية‪.‬‬

‫فالقانون يحتوي على ‪ 32‬مادة على األقل يمكن استخدامها لتقييد حرية التعبير ‪ ،‬و تتسم‬
‫عدة مواد بغموض و تفرض قيودا غير ضرورية على إمكانية الوصول إلى المعلومات‬
‫إضافة إلى غرامات باهضة ضد من ينتهك القانون ‪ ،‬و يتيح القانون فرض غرامات على‬
‫الصحفيين تصل إلى ‪ 500.000‬دينار جزائري‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قانون النشاط السمعي البصري ‪04-14‬‬

‫بع د مناقش ة مش روع الس معي البص ري و ال تي دامت قراب ة ثالث ة أش هر تم المص ادقة على‬
‫ق انون الس معي البص ري بت اريخ ‪ 29‬ج انفي ‪ ، 2014‬من قب ل مجلس األم ة بع دما تمت‬
‫المص ادقة علي ه من قب ل المجلس الش عبي الوط ني بت اريخ ‪ 19‬ج انفي ‪ 2014‬و باألغلبي ة‬
‫الساحقة بعد إضافة بعض التعديالت عليه ليكون هذا القانون بداية انطالق فعلية إلطالق‬
‫قنوات إذاعية و تلفزيونية جزائرية تنشط بطرق قانونية لخدمة الجمهور الجزائري تكريسا‬
‫لمبدأ حق المواطن في اإلعالم ‪.‬‬

‫يحت وي ق انون ‪ 04-14‬ال ذي يمث ل اإلط ار التش ريعي المس ير لنش اط الس معي البص ري في‬
‫الجزائ ر على ‪ 113‬م ادة ‪ ،‬مقس مة على ‪ 7‬أب واب باإلض افة إلى الديباج ة ‪ ،‬وض ع ه ذا‬
‫الق انون في خض م اإلص الحات ال تي أطلقه ا رئيس الجمهوري ة س نة‪ ، 2011‬و ال تي تس عى‬
‫من خاللها لتكريس قيم الحرية و التعددية و اإلنفتاح‪.2‬‬

‫د‪.‬سعاد سراي ‪ ،‬المشهد السمعي البصري في الجزائر ‪-‬الواقع و التحديات ‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪1‬‬

‫خيضر ‪،‬بسكرة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 19‬العدد ‪،2019 ، 02‬ص‪.498-497‬‬


‫كلمة السيد ميلود شرفي ‪ ،‬رئيس سلطة الضبط السمعي البصري ‪،‬جامعة الجزائر ‪،3‬في ‪ 3‬أفريل ‪ ، 2015‬على‬ ‫‪2‬‬

‫الساعة ‪.10.00‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫و ه و يهتم باألحك ام العام ة للموض وع و مج ال التط بيق و التع اريف و خ دمات اإلتص ال‬
‫السمعي البصري التابعة للقطاع العمومي و المرخصة ‪ ،‬و كذا مهام و صالحيات سلطة‬
‫ضبط السمعي البصري‪.3‬‬

‫تض من الب اب األول من نص الق انون على األحك ام العام ة و نص ت الم ادة ‪ 02‬على أن‬
‫الهيئات و المؤسسات التابعة للقطاع العمومي و الشركات و المؤسسات الخاضعة للقانون‬
‫الجزائري بمعايير حددت في دفتر الشروط ‪ ،‬كما خصص الفصل الثاني من الباب األول‬
‫إلس تعراض التعري ف الق انوني لمجموع ة من المص طلحات ‪ ،‬ففي الم ادة ‪ 7‬اعت بر أنه ا ك ل‬
‫الخدمات اإلذاعية و التلفزيونية التي تقدم للجمهور ‪ ،‬وهذا باختالف طرق البث كما وضح‬
‫مفهوم العمل السمعي البصري و هذا لتفادي الخلل الذي لطالما كان موجود بين مختلف‬
‫اإلنتاج ات ‪ ،‬و هي ك ل األعم ال الس ينماتوغرافية و الجرائ د و الحص ص اإلعالمي ة و‬
‫األلعاب و المنوعات و البرامج الرياضية المعادة‪.2‬‬

‫ج اء في الم ادة ‪ :10‬أن القط اع العم ومي و في إط ار الخدم ة العمومي ة ه و مط الب بإع داد‬
‫برامج موجهة لكافة األفراد مما يحقق مبدأ أحقيته في اإلعالم و التربية و الثقافة‪.‬‬

‫غ ير أن المش رع الجزائ ري لم يح دد بالتفص يل الجه ات المكلف ة به ذه الخدم ة ‪ ،‬ه ل القط اع‬


‫العام فقط أم القطاع الخاص هو اآلخر معني بهذه الخدمة ؟‬

‫تعريف القن وات العام ة و الموض وعاتية ‪ :‬فالعام ة حس ب نص الق انون هي "ب رامج‬ ‫‪‬‬
‫تلفزيوني ة أو س معية موجه ة إلى الجمه ور الواس ع و تحت وي على حص ص متنوع ة‬
‫في مج االت اإلعالم و الثفاف ة و التربي ة و الترفي ه "‪ ،‬أم ا الموض وعاتية فهي " ال تي‬
‫تبث ب رامج ح ول الموض وع أو ع دة مواض يع ‪ ،‬فهن اك مص طلح ع دة مواض يع ق د‬
‫يشكل ثغرة قانونية يستغلها مالك الفقنوات الملزمة بالموضوعية و إدراج برامج و‬
‫مواضيع أخرى تقارب القنوات العامة "‪ .‬و لقد أثار هذا التعريف الكثير من الجدل‬
‫حيث أعي دت ص ياغتها لتح دد ه ذه القن وات ك برامج التلفزيوني ة أو س معية تتمح ور‬

‫د‪.‬كوبيبي حفصة ‪ ،‬تطور قطاع السمعي البصري في الجزائر ‪ ، 2014-1962‬نظرة تاريخية قانونية ‪،‬جامعة عبد‬ ‫‪3‬‬

‫الحميد بن باديس ‪ ،‬مستغانم ‪،‬ص‪.50‬‬


‫‪2‬حياة براهيمي ‪ ،‬كريم بلقاسم ‪،‬مرجع سابق ذكره ‪،‬ص‪.170‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫ح ول موض وع أو ع دة مواض يع ‪ ،‬كم ا يق وم ه ذا الق انون بتحدي د القواع د المتعلق ة‬


‫بممارسة النشاط السمعي البصري و تنظيمه ‪ ،‬باإلضافة إلى مهام و صالحيات و‬
‫تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري ‪ ،‬هذه السلطة التي تستند إلى الوزير المكلف‬
‫باإلتصال في انتظار تنصيب ‪ ،‬و قد نصب " ميلود شرفي" رئيس هذه السلطة من‬
‫قبل رئيس الجمهورية ‪.1‬‬
‫ه ذا و ج اءت الم ادة ‪ 11‬لتوض ح المب ادئ الديموقراطي ة ال تي يجب أن تح ترم في‬
‫إطار الخدمة العمومية ‪ ،‬و التي تتلخص في ضرورة تشجيع الحوار الديمقراطي و‬
‫اإلب داع الفك ري و الف ني ‪ ،‬و ش دد الق انون على ض رورة إدراج حق وق ذوي‬
‫اإلحتياج ات الخاص ة في اإلعالم‪ ،‬كم ا تط رق الق انون لإلي داع الق انوني و األرش فة‬
‫السمعية البصرية لكل منتوج سمعي بصري يبث للجمهور و العقوبات اإلدارية و‬
‫الختام بسرد األحكام الجزائية المتعلقة بمخالفة نصوص القانون‪.‬‬
‫و تطرقت المادة ‪ 47‬لدفتر الشروط الذي يصدر بمرسوم سواء وزاري أو رئاسي‬
‫و تفص ل الم ادة أن ه ذا الق انون تح دث مجم وع من الض وابط ال واجب احترامه ا‬
‫أبرزه ا ‪" :‬األمن الوط ني‪ ،‬الوح دة الوطني ة و المرجعي ة الدينية "‪ ،‬و م ا يمكن‬
‫مالحظت ه من المادة أمن ه ذه الشروط جاءت في ش كل عام غير موضحبدقة فمثال‬
‫ماذا نقصد باحترام المصالح الديبلوماسية للبالد؟ ‪ ،‬و هذا ما يعتبر ثغرات قانونية‬
‫أو جدها المشرع الجزائري من أجل تقييد العمل اإلعالم في الجزائر‪.2‬‬
‫كما القانون العديد التي تكرس لهيمنة النظام على النشاط السمعي البصري و يبرز‬ ‫‪‬‬
‫ذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫منح تراخيص إلنشاء قنوات متخصصة و منع القنوات العامة ؛ فالمادة ‪17‬‬ ‫‪‬‬
‫تنص على إنشاء قنوات موضوعاتية و متخصصة فقط‪.‬‬
‫بعض المف اهيم فضفاض ة ‪ ،‬و منه ا ض رورة أن ت راعي المؤسس ات‬ ‫‪‬‬
‫اإلعالمي ة في عمله ا مقوم ات ومب ادئ المجتم ع و النظ ام الع ام و اآلداب‬
‫العامة ‪ ،‬دون أن يكون هناكتعريف حقيقي لهذه األمور (المادة ‪.)48‬‬

‫‪1‬د‪.‬كويببي حفصة ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬ص‪.50‬‬


‫حياة براهيمي‪ ،‬كريم بلقاسم ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪.172‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫الق انون ال يس مح أن يمتل ك ش خص أك ثر من ‪ %40‬من رأس مال الش ركة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مايجعل رجال األعمال يحجمون عن اإلستثمار في مجال اإلعالم‪.1‬‬
‫ال يس مح له ذه القن وات ب إدراج ب رامج إخباري ة إال وف ق حجم يح دد في‬ ‫‪‬‬
‫رخص ة اإلس تغالل ‪ ،‬و ه و م ايعتبر تقيي دا لحري ة التعب ير يتن افى م ع‬
‫اإلنفتاح(المادة‪)18‬‬
‫يل زم أي ش خص يري د فتح تلفزيوني ة أو إذاع ة الحص ول على رخص ة بع د‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على مرسوم تصدره السلطة السياسية (المادة ‪.)20‬‬
‫ينص الق انون على أن يك ون ك ل أعض اء س لطة ض بط الس معي البص ري‬ ‫‪‬‬
‫معنيين ‪ ،‬و ليس منهم منتخبون من أهل المهنة مثلما هو الشأن بالنسبة إلى‬
‫نص ف أعض اء س لطة ض بط الص حافة المكتوب ة ‪ ،‬وال تي يك ون نص ف‬
‫أعض ائها منتخ بين من قب ل الص حفيين ‪ ،‬مثلم ا ينص علي ه الق انون اإلعالم‬
‫‪2‬‬
‫(المادة ‪)57‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري‬

‫إن تجربة الضبط في قطاع اإلعالم في الجزائر ليست وليدة الق انون العض وي لإلعالم رقم‬
‫‪ 05-12‬الم ؤرخ ‪ 12‬ين اير ‪ ،32012‬فق د س بق و أن اختص بالض بط اإلعالمي المجلس‬
‫األعلى لإلعالم ال ذي عرفت ه الم ادة ‪ 59‬من ق انون اإلعالم رقم ‪ 07-90‬الم ؤرخ في ‪03‬‬
‫أفري ل ‪ 1990‬ب القول "يح دث مجلس أعلى و ه و س لطة إداري ة مس تقلة ض ابطة تتمت ع‬
‫بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي تتمثل مهمته ا في السهر على احترام أحكام هذا‬
‫القانون ‪.‬‬

‫لكن الجدي د ال ذي يع د مكس با لإلعالم الجزائ ري في مج ال الض بط تحدي دا ‪ :‬تخص يص‬


‫المش رع الجزائ ري س لطة ض بط مس تقلة لإلعالم المكت وب (الم واد ‪ )57-40‬و س الطة‬
‫الضبط أخرى مستقلة لإلعالم المسموع و المرئي(المواد ‪.)72-64‬‬

‫د‪.‬سعاد سراي ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪.498‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬د‪.‬سعاد سراي ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص‪..499‬‬


‫القانون العضوي رقم‪ 05-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬المتعلق باإلعالم ‪،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 2‬لسنة ‪.2012‬‬ ‫‪3‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫و قد صدر بشأن هذه األخيرة قد صدر قانون خاص بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬تحت رقم‬
‫‪ 04-14‬مؤرخ في ‪ 24‬فبراير ‪ ،12014‬الذي نظم اختصاصها و تشكيلتها و سيرها ‪.‬‬

‫و بخالف ع دد كب ير من الس لطة اإلداري ة المس تقلة ‪،‬حس م المش رع الجزائ ري طبيعته ا‬
‫القانونية بكونها سلطة مستقلة ممتعة بالشخصية القانونية من خالل المادة ‪ 64‬من هذا‬
‫القانون التي جاء فيها "تؤسس سلطة ضبط السمعي البصري ‪ ،‬و هي سلطة مستقلة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي" ‪،‬كما أكد المشرع على ذلك من خالل المادة ‪58‬‬
‫من الق انون رقم ‪ 04-14‬المتعل ق بالنش اط العلمي ال تي ج اء فيه ا "تم ارس س لطة ض بط‬
‫السمعي البصري مهامها باستقاللية تامة" ‪ ،‬أما مهام و صالحيات هذه السلطة فقد أحالها‬
‫الق انون رقم ‪ 05-12‬المتعل ق ب اإلعالم إلى الق انون المتعل ق بالنش اط الس معي البص ري‬
‫المذكور أعاله ‪ ،‬و الذي لم يصدر إال بعد أكثر من سنتين من صدور هذا األخير‪.‬‬

‫أما بخصوص أهم المفاهيم المتعلقة بمجال السمعي البصري فقد حددها القانون رقم ‪-12‬‬
‫تحت‬ ‫مايوضع‬ ‫‪ 05‬حيث حدد المقصود بالنشاط السمعي البصري بأنه ‪.......":‬كل‬
‫تصرف الجمهور أو فئة منه عن طريق اإلتصال الالسلكي أو بث إشارات أو عالمات أو‬
‫أش كال مرس ومة أو ص ور أو أص وات أو رس ائل مختف ة ال يك ون له ا ط ابع المراس لة‬
‫‪2‬‬
‫الخاصة"‪.‬‬

‫كما حرص المشرع من خالل هذا القانون على تحديد مهمة النشاط السمعي البصري ‪ ،‬و‬
‫الذي جعلها متمثلة في الخدمة العمومية التي تحدد عن طريق التنظيم (الذي لم يصدر بعد‬
‫مرور قرابة خمس سنوات على صدور هذا القانون)‪.‬‬

‫أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫توض ح الم ادة ‪ 57‬من الق انون أن س لطة ض بط الس معي البص ري تتش كل من ‪ 9‬أعض اء‬
‫يعينون بمرسوم رئاسي على النحو التالي ‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 04-14‬المؤرخ في ‪ 24‬فبراير ‪ 2014‬المتعلق بالنشاط السمعي البصري ‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪،16‬‬ ‫‪1‬‬

‫لسنة‪.2014‬‬
‫د‪.‬جهيدة سحوت‪ ،‬عن فتح قطاع اإلعالم السمعي البصري في الجزائر أمام المنافسة الحرة‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن‬ ‫‪2‬‬

‫يحي‪-‬جيجل –الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية ‪،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪،1‬ص‪ ،168‬أفريل ‪.2013‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫خمسة (‪ )5‬أعضاء من بينهم الرئيس يختارهم رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫عضوين (‪ )2‬غبر برلمانيين يختارهما رئيس مجلس األمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عضوين (‪ )2‬يقترحهما رئيس المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتمارس سلطة ضبط السمعي البصري وفقا للمادة (‪ )58‬مهامها بإستقاللية تامة يتم اختيار‬
‫أعضائها بناء على كفاءتهم و خبرتهم و اهتمامهم بالنشاط السمعي البصري حسب المادة(‬
‫‪.1)59‬‬

‫و يعين ون لم دة س تة (‪ )6‬س نوات قابل ة للتجدي د م رة واح دة ‪ ،‬علم ا ب أن العض وية في ه ذه‬
‫الهيئ ة تتن افى م ع ك ل عه دة انتخابي ة و ك ل وظيف ة عمومي ة ‪ ،‬وك ل نش اط مه ني ‪ ،‬أو ك ل‬
‫انتماء لهيئة قيادة لحزب سياسي‪ ،‬و يمنع على كل عضو فيها ممارسة أي نشاط له عالقة‬
‫بالسمعي البصري خالل التاليتين لنهاية عهدته ‪.2‬‬

‫ج دير بال ذكر أن تش كيلة ه ذه الس لطة أث ارت ج دال واس عا أثن اء مناقش ة ه ذا الق انون فعلى‬
‫الرغم من عدم التشكيك في كفاءة االختيار بالنسبة إلى األشخاص المعنيين‪ ،‬فقد رأى بعض‬
‫الن واب بض روة إش راك ص حفي القط اع الس معي البص ري من خالل تمكينهم من انتخ اب‬
‫ممثليهم في س لطة ض بط الس معي البص ري‪ ،‬مثلم ا ه و الش أن بالنس بة إلى س لطة ض بط‬
‫الصحافة المكتوبة التي ينص القانون العضوي المتعلق باإلعدام على أن نصف أعضائها‬
‫يكون ون منتخ بين من بين الص حفيين المح ترفين (‪ 7‬أعض اء من ‪ 14‬عض وا) ‪ ،‬و إذا م ا‬
‫اقتص ر األم ر بالنس بة إلى س لطة ض بط الس معي البص ري على األعض اء المعن يين على‬
‫عكس س لطة ض بط الص حافة المكتوب ة س وف يص بح مش كال في اس تقالليتها‪ ،‬و يخ ل‬
‫بمصداقيتها ن و يطعن في أحكامهاخاصة عندما يتعلق األمر بتسوية النزاعات التي تنشب‬
‫بين األش خاص المعن ويين ال ذين يس تغلون س لطة الس معي البص ري س واء فيم ا بينهم أو م ع‬
‫المستخدمين ‪.‬‬

‫المادتان ‪ 58‬و ‪ 59‬من القانون العضوي رقم ‪ ، 04-14‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬حسيبة بالعالم‪ ،‬نورية بوسنة ‪ ،‬واقع اإلعالم السمعي البصري في الجزائر بين النصوص التطبيقية و الممارسة العلمية ‪،‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية ‪ ،‬قاصدي مرباح ‪ ،‬قسم علوم اإلعالم و‬
‫اإلتصال ‪ ،‬تخصص إذاعة و تلفزيون ‪،2017-2016،‬ص‪.31‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫و لكي تك ون أحك ام الق انون المتعل ق بالنش اط الس معي البص ري تنطب ق م ع أحك ام الق انون‬
‫للنشاط السمعي البصري ‪ ،‬كان من األجدر أن تتشكل ساطة ضبط السمعي البصري هي‬
‫األخ رى من أربع ة عش ر عض وا يعين ون بمرس وم رئاس ي بحيث يعين رئيس الجمهوري ة‬
‫منهم ثالثة أعضاء من بينهم رئيس سلطة الضبط‪ ،‬و يقترح كل من رئيس مجلس األمة و‬
‫رئيس المجلس الش عبي الوط ني ‪ ،‬عض وين غ ير برلم انيين؛ (أي إثن ان لك ا منهم ا)‪ ،‬ـأما‬
‫األعضاء السبعة اآلخرون فإنهم ينتخبون باألغلبية المطلقة من بين الصحفيين المحترفين‬
‫الذين يثبتون خمس عشرة سنة على األقل من الخبرة في مجال نشاط السمعي البصري‪.1‬‬

‫أخ يرا تج در اإلش ارة أن ه ذه الس لطة س يرت لم دة قاربت الس نتين ب رئيس الس لطة فق ط من‬
‫دون أن يس تكمل تع يين و تنص يب أعض ائها ‪ ،‬و ال إص دار النص وص التنظيمي ة العدي دة‬
‫المنصوص عليها في كل ممن القانون ‪ 05-12‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬و القانون رقم ‪04-14‬‬
‫المتعلق بالنشاط السمعي البصري ‪ ،‬و خاصة و أن ‪ 45‬قناة (عمومية و متخصصة ) تبث‬
‫برامجه ا ب الجزائر من بينه ا ‪ 5‬قن وات فق ط تعم ل بطريق ة و مرخص ة أم ا البقي ة فتبث ع بر‬
‫منص ات خارجي ة و الب د من تقنينه ا لوض عها تحت طائل ة الق انون الجزائ ري حس ب رئيس‬
‫هذه السلطة ‪ ،‬علما أن الرئيس نصب بتاريخ ‪ 2‬سبتمبر ‪.2014‬‬

‫و بذلك قد تكون السلطة الوحيدة في الجزائر التي ُسيرت من طرف شخص الرئيس فقط ‪،‬‬
‫و حتى بعد تعيين رئيس جديد لللهيئة (السيد زواوي حمادي) بع د تع يين أول رئيس للهيءة‬
‫(المرح وم ميل ود ش رفي) عض وا في مجلس األم ة في ش هر ج انفي ‪ ، 2015‬لم يس تكمل‬
‫تع يين ب اقي األعض اء إال بت اريخ ‪ 20‬ج وان ‪ ،2016‬م ع وج ود فق ط أمين ع ام و مص الح‬
‫تقنية و إدراية ‪ ،‬لكن بعد ايتكمال تعيين أعضاء هذه السلطة‪ ،‬ينتظر منها الكثير‪ ،‬خاصة‬
‫مع توفرها على عدة كفاءات في مجال اإلعالم و التلفزيون (أساتذة القانون‪ ،‬وزير العدل‬
‫السابق‪ ،‬مؤرخ)‪.‬‬

‫مهام و اختصاصات سلطة ضبط السمعي البصري ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪.‬جهيدة سحوت‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص‪.1712‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫بداي ة الب د من اإلش ارة أن نش اط الس معي البص ري‪ ،‬وفق ا ألحك ام الم ادة ‪ 5‬من رقم الق انون‬
‫‪ 04- 14‬المؤرخ في ‪ 24‬فبراير ‪ 2014‬تقتصر ممارسته على الجزائريين دون سواهم ‪،‬‬
‫كما ورد في المادة ‪ 61‬من القانون نص مشابه‪. 1‬‬

‫و ق د ح دد المش رع مه ام و اختصاص ات س لطة ض بط الس معي البص ري من خالل الفص ل‬


‫األول من الب اب الث الث من الق انون رقم ‪ 04-14‬الم ؤرخ في ‪ 24‬ف براير ‪ ،2014‬و أهم‬
‫ه ذه اإلختصاص ات ال تي نص ت عليه ا الم ادة ‪ 54‬من ه ذا الق انون‪ ،‬فهي مكلف ة وف ق لنص‬
‫هذه المادة‪:‬‬

‫السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في‬ ‫‪‬‬
‫هذا القانون و التشريع و التنظيم ساريي المفعول‪.‬‬
‫السهر على عدم تحيز تاألشخاص المعنوية التي تستغل خدمات اإلتصال السمعي‬ ‫‪‬‬
‫البصري التابعة للقطاع العام‪.‬‬
‫ضمان الموضوعية و الشفافية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين و الثقافة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السهر على احترام الكرامة اإلنسانية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السهر على حماية الطفل و المراهق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الس هر على أال ي ؤدي البث الحص ري لألح داث الوطني ة ذات األهمي ة القص وى‬ ‫‪‬‬
‫المح دد عن طرب ق التنظيم إلى حرم ان ج زء معت بر من الجمه ور من إش كالية‬
‫متابعتها على المباشر أو غير المباشر عن طريق خدمة تلفزيونية مجانية‪.2‬‬

‫و عند أداء مهامها تتمتع هذه السلطة بصالحيات في مجال الضبط و المراقبة و اإلستشارة‬
‫و تسوية النزاعات حددها القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري في مادته ‪:55‬‬

‫في مجال الضبط‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫*إن السلطة مكلفة بدراسة طلبات إنشاء خدمات اإلتصال السمعي البصري و تبث‬
‫فيها ‪.‬‬

‫د‪.‬جهيد سحوت ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬ص‪.1714‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون اإلعالم السمعي البصري ‪ ، 04-14‬مرجع سابق ‪ ،‬المادة ‪، 54‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫*تخص يص ال ترددات الموض وعة تحت تص رفها من ط رف الهيئ ات العمومي ة‬


‫المكلفة بالبث اإلذاعي و التلفزي من أجل إنشاء خدمات اإلتصال السمعي البصري‬
‫األرضي في إطار اإلجراءات المحددة في هذا القانون‪.‬‬
‫*عالوة على ذل ك فإنه ا تق وم بتحدي د القواع د المتعلق ة ببث البيان ات ذات المنفع ة‬
‫العامة الصادرة عن السلطات العمومية ‪ ،‬كما تعد و تصادق على نظامها الداخلي‪.1‬‬

‫‪ -2‬في مجال المراقبة‪:‬‬

‫*تس هر س لطة ض بط الس معي البص ري على اح ترام مطابق ة أي برن امج س معي بص ري‬
‫كيفما كانت وسيلة بثه للقوانين و التنظيمالت السارية المفعول و ضمان احترام الحصص‬
‫المخصص ة لإلنت اج الس معي البص ري الوطني ة المناس بة على مض مون و كيفي ات برمج ة‬
‫الحصص اإلشهارية‪.‬‬

‫*تسهر عى احترام المبادئ و القواعد المطبقة على النشاط السمعي البصؤي و كذا تطبيق‬
‫دفاتر الشروط‪..‬‬

‫*تطلب عن د الض رورة من ناش ري و م ؤرخي خ دمات اإلتص ال الس معي البص ري أي ة‬
‫معلومة مفيدة ألداء مهامها ‪.2‬‬

‫‪ -3‬في المجال اإلستشاري‪:‬‬

‫*إبداء رأيها في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري و في كل مشروع‬


‫نص تشريعي أو تنظيمي يتعلق بالنشاط السمعي البصري‪.‬‬

‫*تقديم توصيات من أجل ترقية المنافسة في مجال األنشطة السمعية البصرية‪.‬‬

‫*تتعاون مع السلطات أو الهيئات الوطنية أو األجنبية ‪ ،‬التي تنشط في نفس المجال ‪.‬‬

‫*تب دي رأيه ا بطلب من أي ة جه ة قض ائية ‪ ،‬في ك ل ن زاع يتعل ق بممارس ة النش اط الس معي‬
‫البصري‪.‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬المادة ‪ ، 55‬ص‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫‪ -4‬في مجال تسوية النزاعات ‪:‬‬

‫*يتعين على س لطة ض بط السس معي البص ري النحكيم في المنازع ات بين األش خاص‬
‫المعن ويين ال ذين يس تغلون خدم ة اتص ال الس معي البص ري ‪ ،‬س واء فيم ات بينهم أو‬
‫معالمستعملين ‪.‬‬

‫*التحقق في الشكاوى الصادرة عن األحزاب السياسية و التنظيمات النقابية أو الجمعيات ‪،‬‬


‫وكل شخص معنوي يستغل خدمة لإلتصال السمعي البصري‪. 1‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬قراءة تقييمية لواقع قطاع السمعي البصري الخاص في‬
‫الجزائر‬

‫المطلب األول ‪ :‬مكاسب و تحديات قطاع اإلعالم في الجزائر‬

‫ش هد قط اع اإلعالم في الجزائ ر من ذ اإلس تقالل إلى يومن ا ه ذا منح ا تص اعديا بالنس بة‬
‫لتكريس حرية اإلعالم‪ ،‬عرف خالله عدة مكاسب‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫خروج وسائل اإلعالم من غطاء الحزب الواحد ؛ إذ أنه مع صدور دستور ‪1996‬‬ ‫‪‬‬
‫تم اإلستغناء عن نظام الحزب الواحد و استبداله بالتعددية الحزبية و السياسية التي‬
‫انعكس ت على التعددي ة اإلعالمي ة‪ ،‬و لم يع د الص حافي ملزم ا بال دفاع على مب ادئ‬
‫الثورة اإلشتراكية و الحزب الواحد‪.‬‬
‫فتح الص حافة المكتوب ة أم ام الخ واص و الجمعي ات ذات الط ابع السياس ي؛ إن أهم‬ ‫‪‬‬
‫إنعاكاسات التعددية الحزبية و السياسية على مجال اإلعالم في الجزائر هو ظهور‬
‫صحافة حزبية و صحافة خاصة ‪ ،‬إذ لم تعد الدولة تحتكر الصحافة المكتوبة ‪.‬‬
‫إنش اء المجلس األعلى لإلعالم ؛ ال ذي يع د س لطة إدراي ة غ ير تابع ة ألي هيئ ة‬ ‫‪‬‬
‫أوكلت له ا مه ام تنظيم و ض بط النش اط اإلعالمي في الجزائ ر ‪ ،‬و لكن لم يعم ر‬
‫طويال إذ أن نشاطه دامك ثالثة سنوات و حل في أكتوبر ‪.1993‬‬
‫فتح اإلعالم الس معي البص ري أم ام المؤسس ات أو الش كات ال تي تخض ع للق انون‬ ‫‪‬‬
‫الجزائ ري؛ فلم يع د حك را على الدول ة ب ل بإمك ان الخ واص الجزائ ريين امتالك ه ‪،‬و‬

‫‪1‬نفس المرجع السابق ‪،‬ص‪.15‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫يعتبر هذا التغيير أهم مكسب عرفه قطاع اإلعالم في الجزائر منذ اإلستقالل‪ ،‬و لو‬
‫أنه جاء متأخرا بالمقارنة مع دول الجوار ‪.‬‬
‫إنش اء س لطة ض بط الص حافة المكتوب ة و س لطة ض بط الس معي البص ري؛ الل تين‬ ‫‪‬‬
‫تس هران على توف ير إعالم موض وعي نزي ه و ش فاف في إط ار اح ترام الق وانين و‬
‫التنظيمات السارية المفعول‬
‫إنش اء المجلس األعلى آلداب و أخالقي ات مهن ة الص حافة؛ ال ذي يع د س ياق ش رف‬ ‫‪‬‬
‫مهن ة الص حافة و يص ادق علي ه‪ ،‬و يع رض ك ل خ رق لقواع د و أخالقي ات المهن ة‬
‫أص ححابه إلى عقوب ات ي أمر به ا المجلس‪ ،‬مم ا يس اهم في تك ريس النزاه ة و‬
‫الموضوعية و اإلحترافية‬
‫إلغاء تجريم الصحفي ؛ الذي يعد من أهم المكاسب التي دافع عنها الصحافيين ‪ ،‬و‬ ‫‪‬‬
‫هذا ما يجسد فعال في القانون العضوي رقم ‪ 05-12‬بعد التعجيل األخير للدستور‬
‫‪ ، 2016‬إذ أن المخالفات المرتكبة في إطار النشاط ‪ ،‬إذ أن المخالفات المرتكبة في‬
‫إطار النشاط اإلعالمي لم يعد يعاقب أصحابها بالحبس ‪ ،‬ولكن بالغرامات فقط‪.1‬‬

‫رغم هذه المكاسب التي عرفها قطاع اإلعالم في الجزائر إال أن هناك تحديات مازالت‬
‫تواجهه أهمها‪:‬‬

‫صدور النصوص التنظيمية ‪ ،‬المؤطرة في مج ال الس معي و البص ري ؛ إذ أحالن ا‬ ‫‪‬‬


‫الق انون العض وي ‪ 05-12‬إلى الق انون ‪ ، 04-14‬و ه و ب دروه أحالن ا إلى‬
‫النصوص التنظيمية التي أصدجرت مؤخرا فقط في أوت ‪. 2016‬‬
‫عدم إحترافية بعض وسائل اإلعالم السمعية البصرية الخاص ة ؛ و ع د التزوامه ا‬ ‫‪‬‬
‫في كثير من الحاالت بآداب و أخالقيات المهنة اإلعالمية ‪ ،‬خاصة في ظل تأخر‬
‫تنص يب س لطة الس معي‪ ،‬البص ري و ع دم تنص يب المجلس األعلى آلداب و‬
‫أخالقي ات المهن ة الص حافية مم ا ينعكس س لبا على الوس ائل اإلعالمي ة ‪ ،‬م ا يع اب‬
‫على سلطة ضبط الصمعي البصري هو أنم كل أعضائها معينون بموجب مرس وم‬

‫ياسين ربح ‪ ،‬النشاط اإلعالمي في الجزائر –من األحادية إغلى تحرير القطاع السمعي البصري ‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫اإلنسانية و اإلجتماعية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة –الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ، 29‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.270‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫رئاسي من طرف رئيس الجمهورية كما أنه ليس هناك قيد قانوني يلزم الرئيس‬
‫بتع يين ص حافيين مح ترمين و ه ذا على خالف س لطة ض بط الص حافة المكتوب ة‬
‫التي تنص أعاضئها المنتخبون من طرف الصحافيين المحترفين ‪ ،‬مما يؤثر على‬
‫استقالليتها ‪ ،‬كماال يمكن الستعمالها كوسيلة ضد االقوات الغير المرغوب فيها‪.‬‬
‫ت دخل الس طة التنفيذي ة في منح الرخص ة ؛ إذ أن ه ص حيح أن س لطة الس معي‬ ‫‪‬‬
‫البص ري هي ال تي ت درس ملف ات الترش ح و لكن الكلم ة األخ يرة تع ود للس لطة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬إذ أنها هي التي تمنح الرخصة بموجب مرسوم رئاسي ‪.‬‬
‫ع دم تنص يب س لطة الص حافة المكتوب ة و المجلس األعلى آلداب و أخالقي ات‬ ‫‪‬‬
‫المهنة لحد اآلن؛ مما ترك فراغا في تنظيم النشاط اإلعالمي في الجزائر‪.1‬‬

‫بالرغم من المكاسب التي عرفها قطاع اإلعالم في الجزائر ‪،‬فإنه يواجه حاليا تحدي كبير‬
‫خاصة في المجال السمعي البصري باإلضافة إلى عدم بيروقراطية سلطة ضبط السمعي‬
‫البص ري ال تي تمت از أن ك ل أعض ائها معين ون ‪ ،‬ف إن الس لطة التنفيذي ة تت دخل في منح‬
‫ال رخص ألنه ا ص اخبة الكلم ة األخ يرة في ذل ك كم ا يالح ظ ع دم إحترافي ة بعض العن اوين‬
‫الخاصة ‪ ،‬األمر الذي يشوه الرسالة اإلعالمي‪ ،‬خاصة في ظل التأثير الكبير الذي تتركه‬
‫وسائل اإلعالم الثقيلة هاته‪.‬‬

‫المطلب ‪ : 2‬واقع قطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر حسب المختصين‬

‫إن تجربة اإلنتاح على القطاع السمعي البصري بعد تجربة فنية لم ترقى بعد إلى مرحلة‬
‫النضج إال أنه من الطبيعي أن يشهدالقطاع في بدايته الحالية من الغموض و الضبابية لكي‬
‫ال يب دو و أن األم ور تغ يرت كث يرا لح د اآلن على أرض الواق ع رغم م رور أك ثر من‬
‫خمسون سنوات على نشاط عدد كبير من القنوات القضائية الخاتمة التي بالرغم من تعدد‬
‫تها إلى أن محتواها اإلعالمي مستنسخا وموجها ال يرقى إلى حجم ما تعرفه الجزائر من‬
‫درتك سياسي و إصالحي و ثقافي كبير ‪.‬‬

‫أجم ع المختص ون و مه نيون في قط اع اإلعالم أن القط اع الس معي البص ري في الجزائ ر‬


‫يع اني من فوض ى عارم ة الس يما و أن العدي د من القن وات الخاص ة ال تس تجيب لش روط‬

‫ياسين ربوح ‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.271‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫المص داقية و اإلحترافي ة إلى ج انب المنافس ة الغ ير نزيه ة ال تي تش هدها الس احة اإلعالمي ة‬
‫الجزائرية ‪.‬و حسب رأي الرئيس السابق لسلطة ضبط السمعي البصري (ميلود شرفي )‬
‫فإن قطاع السمعي البصري يعرف فوضى حقيقية في التسيير ‪ ،‬مشيرا أنه من أصل ‪40‬‬
‫قن اة تلفزيوني ة خاص ة ال تي تبث برامجه ا في الجزائ ر خمس ة فق ط ح ائزة على اإلعتم اد ‪،‬‬
‫بالتجاوزات المتكررة معتبرا إياها بمثابة أخطاء مبتدئين‪. 1‬‬

‫اما االستاذ لعبيد زعالني " أستاذ بكلية االعالم و االتصال " أكد أن السلطة الضبط " لم‬
‫‪2‬‬
‫تمارس مهاما على أكمل شكل فبدل أن تتخذ القرارت الصارمة إكتفت بتوجيه تحذيرات "‬

‫من جه ة أخ رى يب دو أن الس لطات العمومي ة ال ت زال ال تمل ك إدارة حقيق ة في فتح ه ذا‬
‫القطاع أمام المنافسة الحرة و إبقائه في خانة االحتكار و النتيجة لذلك أنها ّأنشأت حوالي‬
‫‪ 40‬قناة تلفزيونية خاصة تحمها القوانين االجنبية بما فيها القنوات الخمس التي تحصلت‬
‫على رخصة للنشاط ‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن السلطات ال تقم لحد االن بأي خطوة جادة من‬
‫أج ل مواءم ة ه ذه القن وات الوطني ة ‪ ،‬و خاص ة ب التحقيق من ص رامة دف تر االعب اء ال تي‬
‫وض عته وزارة االتص ال‪ (،‬جمدت ه فيم ا بع د)‪ ،‬ال ذي إعت بر إج راء تعج يزي أك ثر من تعب ير‬
‫عن تعيين القطاع ‪.‬‬

‫من جهته ا إعت برت األس تاذ ة وهيب ة بلح اج " أس تاذة بالمدرس ة العلي ا للص حافة و العلوم و‬
‫االتص ال " أن القن وات التلفزيوني ة تبحث عن ج انب االث ارة على حس اب العم ل االعالمي‬
‫إس تجابة للخدم ة العمومي ة ‪ ،‬و تأس فت لرؤي ة ه ذه القن وات تش د على الحياة الخاص ة للن اس‬
‫ب دل تق ديم معلوم ات نوعي ة للمواط نين كم ا انه ا تق وم بتوظي ف متخرج ون ج دد يفتق دون‬
‫للتك وين‪ ‬و االحترافي ة مقاب ل اج ور زهي دة و من اج ل وض ع ح د له ذا الوض ع إعت برت‬
‫المختصة انه يجب إعداد دفتر شروط واضح بين سلطة الضبط و مسؤولي هذه القنوات‬
‫كي يس تجيب القط اع مهمت ه النبيل ة و يس تجيب لحاجي ات الم واطن للحص ول على أخب ار‬
‫موثوقة و نافعة في حياته اليومية ‪.3‬‬

‫‪1‬الصحافة في الجزتئر ‪ ،‬رهانات و تحديات جديدة ‪ ،/ sawtalahrar.net‬تم اإلطالع عليه في ‪ 05/08/2020‬على‬


‫الساعة ‪.13:58‬‬
‫مرجع سابق الذكر‬ ‫‪2‬‬

‫مرجع سابق الذكر‬ ‫‪3‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫و يرى اإلعالمي محمد يزيد ‪ ":‬أن تجربة اإلعالم الخاص السمعي البصري ال تزال فتية‬
‫و بحاج ة الى تط وير ‪ ،‬س واء تعل ق االم ر بالج انب التق ني و جمالي ات الص ورة ‪ ،‬أو من‬
‫ناحية الكفاءات و الطرقات المعتمدة في مجال الصحافة و التقديم و كان بإمكان االعتماد‬
‫على خ برة اإلذاع ة و التلفزي ون الرس مية في ت أطير الش باب الملتحقين في ه ذا الفض اء‬
‫السمعي البصري الذي يقترب أكتر بأسلوب الصحافة المكتوبة فيما يخص المواد المقدمة‬
‫و لالس ف ان بعض القن وات الخاص ة تعم ل على إث ارة قض ايا دون مس توى على غي اب‬
‫إعتماد على مصادر و مراجع ثابتة مما يثير تساؤالت حول جدية هذه القنوات ‪.‬‬

‫فق د إنطلقت ه ذه القن وات و توس عت في س احة البحث من دون ميزاني ات مناس بة لش راء‬
‫االجه زة او إنت اج ال برامج و ق دد أدى ه ذا الوض ع إلى ض عف المس توى م ا تقدم ه ه ذه‬
‫القن وات من حيث الش كل و المض مون و على ه ذه القن وات أن تعم ل بالح د األدنى من ه‬
‫المطلوب ‪ ،‬بحيث توازن ما تنفقه من صرف رخيص على البرامج و االغاني و الترفيه و‬
‫مع ما تقدمه على برامج الفكر و الثقافة و االبداع لما تتصف برامج الفضائيات بالبراءة‬
‫تعكس االعداد الضعيف لهذة البرامج ‪.1‬‬

‫و تفتق د معظم الفض ائيات الخاص ة إلى المهن ة و اللغ ة اإلعالمي ة المتم يزة و الخط اب‬
‫االعالمي المس ؤول ‪ ،‬و ال ت رتقي برامجه ا إلى المس توى م ا يق دم فب الفض ائيات العربي ة‬
‫أخ رى‪ ،‬و لم تق ارب هم وم الن اس و مش اكلهم الحقيق ة ‪ ،‬وعلى ال رغم من الميزاني ات‬
‫الض خمة لبعض ه ذه القن وات ‪ ،‬إال أنه ا ال تنف ق إال القلي ل على االنت اج ‪ ،‬ويش كو أص حابها‬
‫من تدني االجور ‪.‬‬

‫وربما يكون الحدث البارز الذي يكشف المستور عن هذه القنوات هو مسيرات االسابيع‬
‫االولى للحراك الشعبي في فيفري ‪ 2013‬حيث غابت تماما في بداية الحراك عن التغطية‬
‫االعالمي ة للمس يرات الش عبية الض خمة و الس لمية ليكش ف المش اهد دقيق ة المهني ة و‬
‫االستقاللية و الحيادية التي ترفقها هذه القنوات كشف في كل نشراتها االخبارية و تبين في‬
‫ذل ك م دى خض وعنا و تبعيتن ا ألص حاب الق رار من السياس يين و المس ؤولين و اص حاب‬

‫سعيد مراح ‪ ،‬محمد قارش ‪ ،‬الفضائيات الجزائرية الخصة بتبييض الواقع و التحديات ‪ ،‬مجلة حقيقية العدد ‪ ،39‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫باتنة ‪ ،16/02/2017 ،‬ص ‪.356‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫بالم ال ن أخوفه ا من عقوب ات االش رار و المض ايقات ال تي ق د تلحقه ا ‪ ،‬غ ير أنه ا تح ررت‬
‫فيم ا بع د كم ا ح رر الح راك الش عبي الجمي ع فأص بحت تغطي المس يرات و تفتح حلق ات‬
‫النقاش و نتنقد المسؤولين و تستضيف كل ما له عالقة بالمسيرات الشعبية السلمية ‪.1‬‬

‫برؤي ة ق ال انه ا إعالمي ة و مهني ة من الدرج ة االولى إعت بر أس تاذ االعالم و االتص ال‬
‫بجامع ة مس تغانم "ال دكتور الع ربي بوعمام ة"‪:‬أن االنزالق ات الخط يرة ال تي ش هدتها بعض‬
‫القن وات الخاص ة خالل ش هر رمض ان المنقض ي تقتض ي مراجع ة ش املة لمنظوم ة العم ل‬
‫االعالمي في قطاع السمعي البصري و االرتكاز على القيم المهنية و االخالقية التي تؤطر‬
‫النش اط المه ني في ه ذا القط اع الحس اس ‪ ،‬مش يرا إلى غي اب مع ايير في رس م الخريط ة‬
‫البرامجي ة و إع داد تش كيل من ال برامج الهادف ة ال تي تالمس مي والت الجمه ور إزاء وس ائل‬
‫االعالم ‪ ،‬هدا ما ادى الباحث االكادمية بجامعة مستغانم بوعمامة العربي في ح وار رخص‬
‫به‪.‬‬

‫"الوسط الجزائرية "الى ضروررة االهتمام بالتكوين االعالمي في مجال البرمجة االذاعية‬
‫و التلفزيونية التي يجب ان تتماشى مع الحركية الثقافية و الفنية و السقف المتاح للحركية‬
‫االبداعية التي ترتكز على المنتج االعالمي يوجه لجمهور غير معروف لدى القائم بعملية‬
‫االعالمية و في االشارة الى مضمون االعالمي التي تعرضه عدد من القنوات التلفزيونية‬
‫في ش هر رمض ان الفض يل ال تي تعت بر الب احث في عل وم االعالم و االتص ال ان الط رح‬
‫العش وائي للقض ايا المعالج ة في من ابر االعالم و ع دم االعتم اد على الدراس ات الجمه ور و‬
‫إفتقار الساحة للمؤسسات سير اآلراء قد تجعل من برامج االنتاجية على ضخامتها في فلك‬
‫و ما يريده الجمهور في فلك اخر ‪.‬‬

‫لكن في مقاب ل ذل ك هن اك بعض الدراس ات و اآلراء ال تي خلص ت االداء االيج ابي له ذه‬
‫الفض ائيات و ثمت تجرب ة مث ل ه ذه القن وات و اآلراء ال تي خلص ت لآلداء اإليج ابي له ذه‬

‫يعقوب مليزي ‪ ،‬بيران بن شاعة ‪ ،،‬القنوات االخبارية الجزائرية بين الحرية االعالمية و االلتزام باخالقيات المهنة‬ ‫‪1‬‬

‫االعالمية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 6‬العدد ‪ ،3‬ديسمبر ‪ ،2015‬جامعة عمار سليعي ‪ ،‬االغواط ‪ ،‬ص‪825‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫الفض ائيات و ثمنت تجرب ة مث ل ه ذه القن وات و ض رورة إعطائه ا فرص ة إلثب ات‬
‫إحترافيته ا ‪ ،‬مث ل ذل ك م ا توص لت إلي ه الباحث ة أس ماء زه يري في دراس تا لبرن امج " هن ا‬
‫الجزائ ر" بقن اة الش روق االخباري ة ‪ ،‬حيث خلص ت إلى ان القن اة ك انت مل تزة الى ح د بعي د‬
‫بالمعايير المهنية االخالقية كااللتزامات بالموضوعية و الحياد و االحترافية خالل معالجتها‬
‫لمختلف االحداث أثناء فترة الدراسة ‪.‬‬

‫و في السياق نفسه نجد االعالمي أحمد حفصي " رئيس تحرير بقناة النهار تي في " يعتبر‬
‫ان ميالد القن وات التلفزيوني ة الخاص ة اعطى وجه ا جدي دا لإلعالم في الجزائ ر أو أح دثت‬
‫نقل ه نوعي ة ‪ ،‬مض يفا أن ه رغم حداث ة تجرب ة القن وات الخاص ة ‪ ،‬فإنه ا إس تطاعت رغم‬
‫الف ائض ان تجلب المش اهدين و تش هدهم إياه ا ‪ ،‬و منه ا قناة النه ار تي في ال تي إس تطاعت‬
‫بق ول المتح دث و في ض رف قص ير أن تجلب فئ ات واس عة من المش اهدين و نحن في‬
‫الطريق الصحيح " خاصة من ناحية اآللية في معالجة األخبار و خدمة المشاهد ‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إشكالية األداء في القنوات التلفزيونية الخاصة‬


‫وفي دراستها عن اإلعالم التلفزيوني المحلي في الجزائر وعراقيل اإلنتاج واألداء ‪ ،‬فقد توصلت‬
‫الباحثة الدكتورة زهيدة يسعد من خالل دراسة ميدانية أجرتها على عينة من الصحفيين العاملين‬
‫بالقنوات الخاصة الجزائرية أن القنوات الخاصة تسبح في بحر من المشاكل نظرا للعديد من النقائص‬
‫التي تشوب المضامين التي تنتجها على مستويي المحتوى اإلعالمي و التقديم و األداء ‪.‬‬

‫فمن خالل هذه الدراسة قامت الدكتورة يسعد بتسليط الضوء على التجربة اإلعالمية من خالل تحديدها‬
‫ألهم المشاكل و العراقيل التي واجهت هذه القنوات ‪ ،‬وحالت دون ريادتها و حدت من قدرتها على‬
‫منافسة القنوات العربية و العالمية التي لطالما استحوذت على المشاهد الجزائري ‪.‬‬

‫المستوى الهزيل في الطرح و األداء ‪:‬‬

‫لم يح دث فتح مجال الس معي البص ري في أم ام الخ واص إنقالب ا فعلي ا على المس توى ال ذي‬
‫كان يشير اإلنتقادات في المؤسسات العمومية ز لم يحقق تلك القفزة النوعية المرتقبة على‬
‫مستوى تكريس المفاهيم الجديدة حول حرية التعبير و االحترافية في الممارسة االعالمية‬
‫حيث أن س نوات من التجرب ة الميداني ة كش ف زي ف الكث ير من الص ور النمطي ة ‪ ،‬ح ول‬

‫يعقوب مليزي ‪ ،‬بيران بن شاعة‪ ،‬مرجع السابق ذكر ‪ ،‬ص‪.824‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫إرتب اط مفه وم حري ة التعب ير و االس تقاللية على رأس الم ال الخ اص ‪ ،‬ب ل ب دا واض حا أن‬
‫المشهد اإلعالم العمومية يتكرر لكن بمال المستثمرين الخواص‪ ،‬الذين يتسابقون إلرضاء‬
‫الس لطة على ه ذه الشاش ة ‪ ،‬فلم تق دم نموذج ا ب ديال و لم تؤس س لص ناعة إعالمي ة تتمت ع‬
‫ب الجودة ‪ ،‬أو خدم ة مهني ة تمث ل قيم ة مض افة و ه ذا رأي المختص ين أم ا الص حافيون‬
‫المبحوث ون فق د أك د أغلبهم أنن ا في القن وات الخاص ة ال زلن ا بعي دين عن االحترافي ة س واء‬
‫ففي ط رح و معالج ة المض امين أو في تق ديمها للمش اهد الجزائ ري دون نفي أو إنك ار‬
‫الكث ير من الكف اءات المتواج دة في العدي د من القن وات في الط رح و االداء ‪ 1‬و ق د ررج ع‬
‫المبحوثين أسباب ذلك إلى ما يلي‪:‬‬

‫بالنسبة لمسؤولي االقسام ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ص عوبة الحص ول على المعلوم ة في ظ ل البيروقراطي ة ال تي تظ ل تم ارس‬ ‫‪‬‬
‫االدارات‪.‬‬
‫إقتط اب الع املين ال ذين لم يتلق وا تكوين ا س معيا بص ريا و دراس ات في تخصص ات‬ ‫‪‬‬
‫علوم اإلعالم و االتصال ‪.‬‬
‫ضعف التكوين و التأطير في المدارس و المعاهد الصحافية عبر الوطن التي تفتقر‬ ‫‪‬‬
‫إلى أسس تكوين الطلب في المجال نضريا و تطبقيا و بالتتالي يواجهون الكثير من‬
‫الصعاب في العمل الميداني عند االلتحاق بهذه المؤسسات و يمكن تصنيفها حسب‬
‫المبحوثين ‪.‬‬
‫العجز الواضح في فهم المواضيع المختلفة و فهم الزوايا األنسب‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم اإللمام بالخلفيات و األبعاد المتعلقة باألحداث ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قلة الوعي بالقضايا التي تهتم بالرأي العام‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ضعف اللغة و هزالة االسلوب ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تداخل الصالحيات بين مختلف االقسام و الميادين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاكل الداخلية في المؤسسات و الصراعات ببين المسؤولين و الصحفيين التي‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫تبدأ بخالفات مهنية تمتد إلى الشخصية منها‪.‬‬

‫‪1‬زهيدة يسعد ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬نص ‪11‬‬


‫‪2‬زهيدة يسعد ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬نص‪12‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫بالنسبة للصحافيين‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫غياب المعايير الموضوعية و المهنية في إنتقاء الصحفيين العاملين في‬ ‫‪‬‬
‫المجال وال حتى المسؤولين على مستوى على مختلف االقسام في‬
‫المؤسسات الخاصة ‪.‬‬
‫تغليب المصالح الخاصة ألصحاب المؤسسات و الكبار االمسؤولين فيها‬ ‫‪‬‬
‫على الخدمة العمومية للمشاهد من خالل نوع القضايا المطروحة و حتى‬
‫في حجم و شكل المعالجة الصحفية ‪.‬‬
‫غياب اإلستراتجية داخل المؤسسة و االهداف الواضحة من وراء‬ ‫‪‬‬
‫نشاطها ‪.‬‬
‫عدم مراعاة و إحترام سيوالت و إهتمامات و ال قدرات الطاقم الصحفي‬ ‫‪‬‬
‫العامل عند توجيهه لمختلف القضايا‬
‫غياب التأطير و التكوين داخل المؤسسات من طرق اصحاب الخبرة بل‬ ‫‪‬‬
‫أبعد من ذلك فيكون العمل في الغالب شبه فردي من قبل صحفيين‬
‫مبتدئين‪.‬‬

‫و لق د أغلب المبح وثين أن الض غوطات المهني ة ال تي يواجهونه ا في مؤسس اتهم تجعلهم‬
‫يفكرون على الدوام في ترك المؤسسة ‪،‬واالنتقال من قلة إلى أخرى أوتغيير مجال العمل ‪،‬‬
‫و ه ذا م ا يفس ر حال ة اإلس تقرار في الكث ير من القن وات الجزائري ة الخاص ة ‪ ،‬و ق د أك د‬
‫المبحوثين أن إحساسهم بأن المؤسسة قد تستغني عنهم في أي لحظة و عدم وجود قانون‬
‫يحميهم عن د اللج وء للقض اء ‪ ،‬إض افة إلى المش اكل الداخلي ة م ع مش اكل الداخلي ة م ع‬
‫مسؤوليتهم ‪ ،‬تؤثر بشكل سللبي على أدائهم‪.‬‬

‫غياب إستراتجية صناعة المحتويات اإلعالمية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن المتتبع ألغلب البرامج التي تبقى القنوات التلفزيونية الخاصة نجد انهه يغلب عليها‬
‫ط ابع ال ترقيع لملئ س اعات البث ‪ ،‬و ه ذا الوض ع إمت د من مرحل ة م ا قب ل االنفت اح و هو‬
‫اليهم حيث يسيطر على المشهد السمعي البصري و ذلك يرجع لغياب هياكل حقيق االنتاج‬
‫السمعي البصري من جهة و كذا للجوء الكثير من مؤسسات االنتاج الى محاكاة البرامج‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫العربي ة و االجنبي ة‪ ،‬ب ل و إس تئنافها دون البحث في الحاج ات و رغب ات المش اهد‬
‫الجزائري ‪ ،‬التي تنبع أساسا من ثقافته و ميوالته وإ هتماماته ‪.1‬‬

‫و يؤكد أغلب الصحفيين المبحوثين أن مؤسساتهم ال تملك أستديوهات متنوعة لتصوير‬


‫مختل ف ال برامج و التلفزيوني ة ومختل ف الحص ص ‪ ،‬وغالب ا م ا يلج أ بعض ها الى اس تعمال‬
‫استديو واحد فقطط للتصوير و تقديم كافة المواد البرامجية مستعنين باستديوهات إفتراضية‬
‫‪ ،‬االم ر ال ذي ينعكس بش كل مباش ر على وج ود الص ورة و ك ذا مس توى االداء إض افة إلى‬
‫الضغط النفسي الذي بخلقه هذا االمر على الطاقم الصحفي و ينعكس سلبا عللى أدائه‬

‫إستمرارية حالة الفوضى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يؤكد الصحفيون المستجوبون في هذه الدراسة أن الفوضى تطبع يوميات عملهم ‪،‬‬
‫و كثيرا ما يخضع بالمفاجأة ‪ ،‬حيث يكلفهم المسؤولون بعدة أعمال في وقت واح د ‪،‬‬
‫أو بمجموع ة من االعم ال المتباين ة في ف ترات متقارب ة ‪ ،‬دون أن يخض ع ذل ك‬
‫مض بوطة مس طرة مس بقا حب توجه ات المؤسس ة و أجن دة االح داث المتوقع ة ‪،‬كم ا‬
‫تق وم ب ه القن وات التلفزيوني ة العالم ة ‪ ،‬كم ا يؤك د المبحوث ون أ‪ ،‬حال ة الفوض ى ه ذه‬
‫سادت تلك المؤسسات في بدايات نشاطها و الوقت كان وقتها مبررا ‪ ،‬لكنه إستمر‬
‫معها ‪ 5‬سنوات من العمل و هذا يطرح أسئلة كثيرة حول الكفاءة و مهنية مسيرتها‬
‫في الجال حسنهم ‪.2‬‬

‫زهيدة يسعد ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬نص‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫زهيدة يسعد ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬نص ‪13‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫وفي األخير يمكننا القول بان تجربة االنفتاح على القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر تعد‬
‫تجربة فتية لم ترقى بعد إلى مرحلة النضج فبالرغم من مرور أكثر من ‪ 5‬سنوات على ظهور القنوات‬
‫الفضائية الخاصة و نشاط عدد كبير منها إال أنها الزالت تعرف نقائص و سلبيات رغم ذلك ال يمكننا‬
‫تجاهل القفزة النوعية التي أحدثها هذا االنفتاح اإلعالمي حيث شكل انعطافا حاسما في مسير اإلعالم‬
‫الجزائري و احدث نقلة نوعية على مستوى المعالجة اإلعالمية للكثير من القضايا فقد فتحت المجال‬
‫للرأي األخر الذي يختلف عن رأي القطاع العمومي واستطاعت نقل صوت وانشغاالت و معانات‬
‫المواطنين في الجزائر العميقة وتسمع المسئولين شكاوي المهمشين من المواطنين البسطاء بالنظر‬
‫‪ .‬للظروف القانونية الغامضة و المالية الصعبة التي تعمل فيها تلك المؤسسات الخاصة‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطاع السمعي البصري الخاص في الجزائر‬

You might also like