You are on page 1of 101

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة‪3‬‬


‫كلية علوم اإلعالم واالتصال والسمعي البصري‬
‫قسم السمعي البصري‬

‫مطبوعة محاضرات خاصة بمقياس‪:‬‬


‫تاريخ السمعي البصري بالجزائر‬
‫موجهة لطلبة ماستر‪ 1‬تخصص سمعي‪-‬بصري‬

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬منال قدواح‬

‫السنة الجامعية‪2018-2017 :‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫يعرف اإلعالم الجزائري اليوم ومعه قطاع السمعي البصري تحوالت كبيرة‪ ،‬سواء ما تعلق بطبيعة‬
‫النشاط اإلعالمي في الوسائل المسموعة والمرئية‪ ،‬أو ما تعلق بالهياكل وعدد القنوات وخصائصها‪ ،‬وقد‬
‫جاء هذا التحول كحتمية للتغيير الشامل الذي عرفته الجزائر عقب دستور فبراير‪ ، 1989‬وكذا إدراك‬
‫الدولة ألهمية الدور الذي قد تلعبه اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ومدى تأثيرها على الجماهير‪ ،‬وقصد الوقوف على‬
‫المسار التطوري لإلذاعة والتلفزيون في الج ازئر‪ ،‬نستعرض من خالل هذه المطبوعة لمحة تاريخية عن‬
‫مؤسستي اإلذاعة والتلفزيون الجزائري‪ ،‬ثم الهيكل التنظيمي لهما‪ ،‬مرو ار بظهور اإلذاعات المحلية باعتبارها‬
‫فضاء إعالمي للمجتمع المحلي‪ ،‬وكذا تجربة البث الفضائي بالنسبة للتلفزيون الجزائري‪ ،‬كما نعرج على‬
‫قطاع السمعي البصري في التشريع الجزائري مرو ار بسلطة ضبط قطاع السمعي البصري وأخي ار سنتعرف‬
‫على مهام مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزيوني بالجزائر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫محاضرة تمهيدية‪ :‬نشأة اإلذاعة والتلفزيون عبر العالم‪.‬‬
‫‪-1‬نشأة اإلذاعة‬
‫‪ -2‬نشأة التلفزيون‬

‫المحور األول‪ :‬اإلذاعة في الجزائر‬


‫المحاضرة ‪:1‬‬
‫‪-1‬تقديم المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪" EPRS " :‬‬
‫‪ -2‬التطور التاريخي للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪" EPRS " :‬‬
‫‪-1-2‬اإلذاعة الوطنية أثناء الفترة االستعمارية‪:‬‬
‫‪ -2-2‬اإلذاعة الجزائرية أثناء ثورة التحرير‪:‬‬
‫‪ -3-2‬اإلذاعة الجزائرية في فترة ما بعد االستقالل والى غاية اليوم‪:‬‬
‫‪-3‬اإلطـار القانـوني لـإلذاعة الجزائرية المسموعة‪:‬‬
‫المحاضرة ‪:2‬‬
‫‪ -4‬اإلطـار التنظـيمي لـ‪" EPRS:‬‬
‫‪ -1-4‬التنظيم الداخلي لإلذاعة‪.‬‬
‫‪ -2-4‬القنوات اإلذاعيــة‪.‬‬
‫‪ -3-4‬مهام المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪.‬‬
‫المحاضرة ‪:3‬‬

‫‪ -5‬اإلذاعات المحلية في الجزائر‪.‬‬


‫‪-1-5‬شبكة اإلذاعات الجهوية‪:‬‬
‫‪-2-5‬ميزة اإلذاعة الجهوية (المحلية) كوسيلة إعالمية جوارية‪:‬‬
‫‪-3-5‬مهام اإلذاعة الجهوية (المحلية)‪:‬‬
‫‪-4-5‬محتوى برامج اإلذاعة المحلية‪:‬‬
‫‪ -6‬نماذج عن إذاعات محلية‪.‬‬
‫‪-1-6‬إذاعة المسيلة الجهوية (نموذج)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2-6‬إذاعة قسنطينة الجهوية‪.‬‬
‫‪ -3-6‬إذاعة ميلة الجهوية‪.‬‬
‫‪ -4-6‬إذاعة جيجل الجهوية‪.‬‬
‫المحاضرة ‪:4‬‬
‫‪-7‬أسباب إنشاء اإلذاعات الجهوية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-8‬مسار الرقمنة‪:‬‬
‫‪ -9‬اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط‬
‫‪ -10‬األرشيف ومكتبة األغاني‪:‬‬
‫‪-11‬مركز التدريب اإلذاعي‪:‬‬
‫‪-12‬المركز الثقافي نادي عيسى مسعود‪.‬‬

‫المحور ‪ :2‬التلفزيون في الجزائر‪.‬‬


‫المحاضرة ‪:5‬‬
‫‪ -1‬لمحة عن تطور التلفزيون في الجزائر‬

‫المحاضرة ‪:6‬‬
‫‪ -2‬الهيكل التنظيمي للتلفزيون الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬تجربة البث الفضائي في الجزائر‬

‫المحاضرة ‪:7‬‬
‫‪-4‬مصداقية التلفزيون الجزائري بين الشكوك والواقع‪.‬‬
‫‪-1-4‬التلفزة الجزائرية وحالة الطوارئ‪.‬‬
‫‪-2-4‬التلفزيون الجزائري والخدمة العمومية‪.‬‬
‫‪-5‬القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -1-5‬ظهورها ونشأتها‪.‬‬
‫‪ 2-5‬أسباب ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 3-5‬قانون السمعي البصري ‪ 2014‬والقنوات الخاصة‪.‬‬
‫المحاضرة ‪:8‬‬
‫‪ 5-5‬نماذج عن قنوات تلفزيونية جزائرية خاصة‪.‬‬

‫المحاضرة‪: 9‬‬
‫‪-6‬التطور التاريخي التشريعي للقطاع السمعي البصري الجزائري‪:‬‬
‫‪-1-6‬المرحلة األولى‪.)1965-1962( :‬‬
‫‪ -2-6‬المرحلة الثانية‪.)1976-1965 ( :‬‬
‫‪ -3-6‬المرحلة الثالثة‪.)1990-1976 ( :‬‬
‫‪ -4-6‬المرحلة الرابعة‪)2003-1990 ( :‬‬
‫‪ -5-6‬المرحلة الخامسة (المرحلة االنتقالية)‪:‬‬

‫‪ ‬قطاع السمعي البصري في التشريع الجزائري‪:‬‬


‫‪ -1‬قانون الصحفي‪.1962‬‬
‫‪ -2‬قطاع السمعي البصري من خالل قانون ‪: 1982‬‬
‫‪ -3‬قطاع السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم ‪1990‬‬
‫‪4 -4‬ـ التعددية اإلعالمية في قطاع السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم الجديد‪:‬‬
‫‪ -5‬الرقمنة الكلية للتلفزيون‪:‬‬
‫‪ -6‬مشروع البوابة االلكترونية التلفزيونية‪.‬‬

‫المحاضرة‪:10‬‬
‫‪-7‬سلطة ضبط السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم الجزائري وصالحياتها‬
‫‪ -1-7‬تعريف سلطة الضبط وأهدافها‪.‬‬
‫‪ -2-7‬مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -3-7‬هيكلة سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -4-7‬مهام الضبط في قانون اإلعالم ‪.2012‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -5-7‬تأسيس سلطة الضبط السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم ‪ 2014‬وهيمنتها على‬
‫القطاع‪.‬‬
‫‪ -6-7‬قراءة في المشهد اإلعالمي فيما يخص قطاع السمعي البصري منذ ‪. 2012‬‬
‫‪ -7-7‬قانون النشاط السمعي البصري لسنة ‪. 2014‬‬
‫‪ -8-7‬حقائق عن جدوى سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -9-7‬قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري(دور المراقب أم المرافق)‬

‫المحور الثالث‪ :‬مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزيوني ‪.TDA‬‬


‫المحاضرة‪: 11‬‬
‫‪-1‬نشأة مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزيوني ‪.TDA‬‬
‫‪-2‬الخدمات التي تقدمها مؤسسة البث‪.‬‬
‫‪-1-2‬المركز الوطني للتنسيق التقني ‪.CNCT‬‬
‫‪-2-2‬مركز بوشاوي لالتصاالت الفضائية‪.‬‬
‫‪-3‬اآلفاق المستقبلية فيما يخص البث اإلذاعي والتلفزيوني بالجزائر‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪6‬‬
‫محاضرة تمهيدية‪ :‬نشأة اإلذاعة والتلفزيون عبر العالم‬
‫‪-1‬نشأة اإلذاعة‪ :‬يمكننا تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬تم اكتشاف البطاريات التي تخزن وتولد الكهرباء‪.‬‬
‫‪-‬بعدها قام العالم األمريكي "صمويل موريس" باختراع جهاز التلغراف السلكي‪.‬‬
‫‪-‬بعدها تم نقل أول رسالة تلغرافية من أربع كلمات عام‪ 1844‬بين مدينتي بالتيمور وواشنطن‪.‬‬
‫‪-‬تم نقل رسالة عبر الكابل البحري عام ‪.1866‬‬
‫‪-‬وبعدها قام العالم األلماني "هرتز" باكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية عام ‪.1888‬‬
‫‪-‬في حين قام العالم اإليطالي "ماركوني" ببناء جهاز إنتاج موجات الراديو عام ‪.1895‬‬
‫‪-‬نقل عام ‪ 1901‬أول رسالة السلكلية عبر المحيط وعرف جهازه باسم الراديو‪.‬‬
‫‪-‬وفي عام ‪ 1906‬قام "دي فورست" بإدخال الصوت البشري بالتلغراف الالسلكي‪.‬‬
‫‪-‬وفي عام ‪ 1920‬ظهرت َأول محطة إذاعية في موسكو تبعتها في العام الموالي أول محطة إذاعية‬
‫تجارية‪ ،‬ثم توالت محطات اإلرسال وتضاعف عددها حتى بلغ عام ‪ )578( 1925‬محطة وفاق عدد‬
‫أجهزة االستقبال ثالثة ماليين جهاز ليصل عام ‪ 1929‬عشرة ماليين جهاز استقبال‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد الحرب ع‪ 2‬عمت المحطات اإلذاعية العديد من بلدان العالم‪ ،‬ومن بينها العالم العربي‪.1‬‬
‫‪ -2‬نشأة التلفزيون‪:‬‬
‫يرجع الفضل في تطور التلفزيون إلى جهود مجموعة من العلماء‪ ،‬فهناك بعض االكتشافات الحيوية‬
‫التي ظهرت أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وأدت دو ار كبي ار في نقل الصورة وبداية هذه‬
‫االكتشافات هي مادة السيلينيوم عام ‪ 1817‬والتي اكتشفها العالم السويدي "بارون برز يوليوس" وفي عام‬
‫‪ 1884‬استطاع األلماني "بول نبكوف" أن ينقل الصورة بوساطة الالسلكي‪.‬‬
‫‪-‬في عام ‪ 1890‬بدأ فرنسيس جنكز إجراء تجاربه لما أطلق عليه فيما بعد (التلفزيون)‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد عدة سنوات من التجارب استطاع فرنسيس جنكز في عام ‪ 1925‬أن يتوصل إلى اختراع‬
‫التلفزيون‪.‬‬
‫‪ -‬وفي ‪ 7‬أبريل من عام ‪ 1927‬تم نقل أول صورة يصاحبها الصوت بين مدينتي واشنطن ونيويورك‪.‬‬
‫محطات تجريبية‪:‬‬

‫‪1‬فضيل دﻟﻴو‪ ،‬ﻤﻘدﻤﺔ فﻲ وﺴﺎﺌل اﻻﺘﺼﺎل اﻟﺠﻤﺎﻫﻴري‪ ،‬دﻴوان اﻟﻤطﺒوﻋﺎت اﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺠزاﺌر‪ 1998،‬ص‪.141‬‬

‫‪7‬‬
‫شهدت سنة ‪ 1929‬ظهور بعض المحطات التلفزيونية التجريبية التي كانت منتشرة في أنحاء متفرقة‬
‫من الواليات المتحدة‪.‬‬
‫‪-‬ومنذ نهاية العشرينات بدا أنه يمكن استخدام التلفزيون في األغراض التجارية ففي يوليو ‪1930‬‬
‫أقامت شبكة ‪ NBC‬محطة تلفزيوني تجريبية باسم‪ W2 BS‬في مدينة نيويورك بعدها بسنة أنشأت شبكة‬
‫‪.CBS‬‬
‫وفي عام ‪ 1932‬استطاعت محطة‪ W2 AB‬التابعة لشبكة ‪ CBS‬أن تنقل أول صوت إخباري في‬
‫التلفزيون حيث تابعت نتائج انتخابات الرئاسة األمريكية التي فاز بها "روزفلت" على "هربرت هوفر" ولكن‬
‫مثل هذه البرامج اإلخبارية كانت نا درة جدا‪ ،‬ففي أول الثالثينات لم يكن هناك وجود للبرامج اإلخبارية‬
‫المنتظمة وإنما كانت هناك تغطية إخبارية لبعض األحداث الجارية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1937‬استطاعت شركة التلغراف والتليفون األمريكية أن توصل مدينتي "فالديلفيا"‬
‫و"نيويورك" بكابل أرضي مما يسهل نقل برامج التلفزيون بين المدينتين وظل استخدام هذا الكابل محدودا‬
‫جدا حتى عام ‪.1940‬‬
‫وفي أبريل سنة‪ 1939‬استطاعت شبكة‪ NBC‬من خالل محطتها‪ W2 BS‬أن تنقل خطابا للرئيس‬
‫األمريكي روزفلت وكانت هذه بداية ظهور أول رئيس دولة في التلفزيون وفي أول يوليو ‪ 1941‬منحت‬
‫لجنة االتصاالت الفيدرالية تصريح البدء في استخدام التلفزيون التجاري وكانت أول محطة تلفزيونية‬
‫تحصل على هذا الترخيص هي محطة‪ W2 BS‬التي أصبح اسمها فيما بعد ‪ WNBC.TV‬وبعدها‬
‫حصلت محطة ‪ W2 AB‬على ترخيص االستخدام التجاري وأصبحت معروفة اآلن باسم ‪.WCBS.TV‬‬
‫التلفزيون التجاري‬

‫وفي نهاية عام ‪ 1942‬أصبح في الواليات المتحدة عشر محطات تلفزيونية تجارية وكان لكل محطة‬
‫برنامج يومي يستغرق ساعات قليلة على مدار األسبوع‪ ،‬ولم يكن لألخبار المنتظمة وجود تقريبا في‬
‫التلفزيون التجاري‪.‬‬
‫وبانتهاء الحرب العالمية الثانية عادت الحياة مرة أخرى إلى التلفزيون وأعيد فتح المحطات التي سبق‬
‫أن أغلقت أبوابها‪ ،‬كما زادت كل المحطات عدد ساعات إرسالها وبدأ تقديم الخدمة اإلخبارية‪.2‬‬

‫‪2‬زﻫير احدادن ‪ :‬مدخل ﻟﻌلوم اإلﻋالم واﻻتصﺎل‪ ،‬ديوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎمﻌيﺔ‪،‬اﻟمؤسسﺔ اﻟوطنيﺔ ﻟلكتﺎب‪،‬اﻟجزائر‪ ،1991 ،‬ص‪.120‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرة ‪1‬‬

‫المحور األول‪ :‬اإلذاعة في الجزائر‪.‬‬


‫المحاضرة‪:1‬‬
‫‪-1‬تقديم المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪" EPRS " :‬‬
‫اإلذاعة هي وسيلة لتحقيق االتصال بين أفراد المجتمع الواحد أو بين المجتمعات‪ ،‬و هي تضمن عملية‬
‫نقل الوعي الهادفة و المقصودة التي تتعلق بالحياة الشاملة ألفراد المجتمع‪ ،‬و كذلك تنشر المعلومات‬
‫وطنيا‪ ،‬قوميا و دوليا‪.‬‬
‫و يمكن استنتاج من الواقع أن اإلذاعة هي وسيلة اتصال مرتبطة بنوع النظرية الفكرية و التنظيم السياسي‬
‫السائدين في هذا البلد أو ذلك‪.‬‬

‫و عرف الوطن العربي اإلذاعة منذ العشرينات من هذا القرن الماضي‪ ،‬و لقد كان لها دور مؤثر ً‬
‫جدا في‬
‫تدعيم التواصل العربي على المستوى السياسي ‪ ،‬الثقافي و االجتماعي و منذ أن أنشأت اإلذاعات‬
‫خضعت سياسيا و ماليا للدولة ‪ ،‬فهي جهاز رسمي يقوم بعدة وظائف ‪ ،‬األخبار ‪ ،‬التثقيف و الترفيه‬

‫‪ -2‬التطور التاريخي للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪" EPRS " :‬‬


‫المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة ‪ ،‬هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري خاضعة‬
‫اصطالحا باإلذاعة الجزائرية‪ ،‬و هي تتمتع بالشخصية المعنوية من‬
‫ً‬ ‫لوصاية و ازرة االتصال‪ ،‬و تعرف‬
‫القانون العام و االستقالل المالي و استقاللية التسيير‪ ،‬و هي تمارس مهامها في إطار الخدمة العمومية‬
‫كونها إذاعة مسموعة وفقا لمقتضيات دفتر الشروط العام‪.‬‬
‫‪-1-2‬اإلذاعة الوطنية أثناء الفترة االستعمارية‪:‬‬

‫عرفت الجزائر اإلذاعة عام ‪1925‬م عندما قام أحد الفرنسيين بإنشاء محطة إرسال على الموجة‬
‫المتوسطة‪ ،‬لم تتعد قوتها ‪ 100‬كيلووات‪ ،‬ثم أقيمت محطتين لإلرسال في قسنطينة واحدة تذاع بالفرنسية‬
‫واألخرى بالعربية‪.‬‬

‫وعليه فاإلذاعة آنذاك كانت تحت سيطرة الحكومة الفرنسية‪ ،‬وكانت تابعة لها‪ ،‬حتى ‪1945‬م وفي هذا‬
‫الصدد يقول زهير إحدادن‪":‬أثناء هذه الفترة االستثنائية أصبح اإلشراف السياسي موزعا بين الحاكم العام‬
‫للجزائر وبين الحكومة الفرنسية‪ ،‬من جهة أخرى قدمت للحاكم العام امتيازات خاصة‪ ،‬إذ أصبح يترأس‬

‫‪9‬‬
‫مجلس أطلق عليه اسم اللجنة الجزائرية لإلذاعة‪ ،‬ويتكون هذا المجلس من ‪ 6‬أعضاء ‪ 3‬مسلمين و‪3‬‬
‫أوربيين و‪ 6‬ممثلين عن الموظفين والعمال التابعين لإلذاعة‪.‬‬

‫كانت اإلذاعة تبث برامجها باللغة الفرنسية مما أدى إلى ضعف اإلقبال عليها‪ ،‬فلم يكن يسمعها إال‬
‫الفرنسيين أو عدد قليل من الجزائريين الذين يتقنون اللغة الفرنسية ولكن بعد ذلك بدلت السلطات الفرنسية‬
‫ذلك بجهاز كبير لالتصال بالجزائريين األميين ‪ ،‬وكانت مهمته نقل األخبار والمعلومات الخاصة‬
‫بالنشاطات السياسية للحكومة الفرنسية في الجزائر فخصصت أستوديو مستقل إلنجاز برامج باللغة‬
‫العربية‪ ،‬ثم أنشأت قناة أخرى تبث باللهجة األمازيغية في كل من قسنطينة‪ ،‬وهران‪ ،‬بجاية‪ ،‬كما أدخلت‬
‫أجهزة وإصالحات تقنية على محطات اإلرسال ومحطات الربط بين عدة مدن جزائرية وأصبحت قوة‬
‫اإلرسال تصل إلى ‪ 322‬كيلووات سنة ‪ ،1957‬أما عدد المستمعين فقد بلغ حوالي ‪ 358000‬عام‬
‫‪3‬‬
‫‪1956‬م‪.‬‬

‫من أهداف اإلذاعة الجزائرية آنذاك‪ ،‬هو نشر الوعي بين صفوف الشعب الجزائري‪ ،‬وإخبارهم بأهم‬
‫األحداث والتطورات والمعارف والمعلومات العسكرية ‪ ،‬وتمثلت هذه الخطة في اإلعالم المضاد للحمالت‬
‫اإلعالمية التي كانت تنشؤها اإلذاعة الفرنسية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2-2‬اإلذاعة الجزائرية أثناء ثورة التحرير‪:‬‬

‫باندالع الثورة التحريرية عام ‪ 1954‬م‪ ،‬أصبحت حاجة الجزائريين إلى اإلذاعة أكثر من ذي قبل‬
‫وبحلول ‪ 1956‬عرفت الجزائر منعرجا حاسما إن كان بالنسبة لإلذاعة أو الثورة‪ ،‬حيث أصبحت تحت‬
‫سلطة مدير يتبع في نفس الوقت لسلطة المدير الجهوي الفرنسي بالجزائر‪ ،‬والحكومة العامة هذه األخيرة‬
‫التي تهتم أكثر بالجانب اإلخباري‪ ،‬وقد كانت نظرة الجزائريين لإلذاعة نظرة عدائية باعتبارها وسيلة دعائية‬
‫لنشر أفكار االستعمار‪ ،‬ولم يبدأ اإلقبال عليها إال بعد ظهور إذاعة الثورة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬االذاعة السرية‪:‬‬

‫شهدت اإلذاعة الجزائرية ميالدها في وهج الثورة التحريرية‪ ،‬و بالضبط في يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪1956‬‬
‫حين شرعت اإلذاعة السرية «صوت الجزائر الحرة المكافحة» في بث برامجها بجهاز إرسال محمول فوق‬

‫‪ 3‬زﻫير احدادن‪ ،‬ص‪.83‬‬


‫‪4‬محمد شلوش‪ :‬اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ اﻟنشأة واﻟمسﺎر‪ ،‬كتيب من منشورات اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.3-2‬‬

‫‪10‬‬
‫شاحنة من نوع ‪ GMC‬تم اقتناؤه من القاعدة األمريكية بالقنيطرة في المغرب‪ ،‬في طليعة من فكروا في‬
‫إنشاء إذاعة وطنية تقوم بهام التوعية والتنوير والتبليغ والتعريف بالقضية الجزائرية ومواجهة الدعاية‬
‫االستعمارية‪ ،‬الشهيد القائد العربي بن مهيدي ونائبه على رأس المنطقة الخامسة (وهران) المرحوم عبد‬
‫الحفيظ بوصوف المدعو سي مبروك الذي توّلى فيما بعد قيادة المنطقة الخامسة يسانده في ذلك المجاهد‬
‫الطالب العائد من القاهرة محمد بوخروبة (هواري بومدين) ‪.‬في بداية خريف عام ‪ 1956‬شرع سي مبروك‬
‫في اإلعداد العملي لتنفيذ مشروع اإلذاعة السرية‪ ،‬فأسند للمناضل اإلطار المقتدر مسعود زقار‪ ،‬مهمة‬
‫الحصول على أجهزة مناسبة لذلك‪ ،‬فقام بمهمة شراء أول جهاز اتصال متوسط المدى بعد االتفاق مع‬
‫ضابط أمريكي من القاعدة البحرية األمريكية بالقنيطرة‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬ليتم إرسال الجهاز المرفق بهوائي على‬
‫متن شاحنة من نوع ‪ GMC‬نحو منطقة الريف‪ ،‬إلى جهة جبلية في شمال المغرب‪ ،‬أين تم استقباله من‬
‫طرف بوصوف وبومدين معا‪ ،‬وهكذا بدأت المرحلة األولى لهذه اإلذاعة التي توّقفت في نهاية عام ‪1957‬‬
‫قبل أن تستأنف البث في صائفة ‪، 1959‬بأجهزة بسيطة وبإمكانيات محدودة‪ ،‬وانطلق صوتها مدويا من‬
‫على الشاحنة المتنقلة‪ ،‬عبر الحدود الجزائرية المغربية‪ ،‬باإلعالن واللحن المميز ‪ « :‬هنا صوت الجزائر‬
‫المكافحة‪ ،‬صوت جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني يخاطبكم من قلب الجزائر»‪.‬‬
‫وبانطالق هذا الصوت المدوي‪ ،‬أضافت الثورة الجزائرية مكسبا آخر بمثابة سالح استراتيجي هام‬
‫جاء ليدعم مسيرة الكفاح المسلح ضد االستعمار الفرنسي‪ ،‬وكان لهذا المكسب أثر عميق لدى عموم‬
‫الشعب الجزائري‪ ،‬وصدمة عنيفة لدى العدو ووسائله اإلعالمية‪ ،‬وكانت النواة األولى لهذه اإلذاعة التي‬
‫كانت تبث برامجها على الموجات القصيرة ‪ 25‬متر‪ 31 ،‬متر و ‪49‬متر‪ ،‬لمدة ساعتين كل يوم‪ ،‬باللغات‬
‫العربية والقبائلية والفرنسية‪ ،‬ابتداءا من الساعة الثامنة مساء مشكلة من المناضلين ‪ :‬عبد المجيد مزيان‬
‫عبد السالم بلعيد‪ ،‬مدني حواس‪ ،‬رشيد النجار‪ ،‬الهاشمي التيجاني‪ ،‬موسى صدار‪ ،‬عيسى قوار‪ ،‬لوصيف‬
‫بوغ اررة المدعو محمد القوردو‪ ،‬عبد القادر معاشو‪ ،‬بن عبد هللا حمود والشيخ رضا بن الشيخ الحسين‬
‫المدعو ميمون‪ ،‬وكان وراء هذا الطاقم أعضاء « لجنة النظام المدني » التي كانت تسهر على إعداد‬
‫التقارير والتحاليل السياسية لإلذاعة السرية‪ ،‬وكذا تحرير مقاالت لجريدة « المقاومة الجزائرية» التي كانت‬
‫تصدر في تطوان بالمغرب‪ ،‬ويتعلق األمر بالسادة ‪:‬حاج صالح‪ ،‬زهير إحدادن‪ ،‬عبد القادر بوسلهام‪،‬‬
‫يحيى رحال‪ ،‬عبد المجيد مزيان‪ ،‬عبد القادر معمري‪ ،‬الهاشمي التيجاني‪ ،‬الكروري‪ ،‬قادوش‪ ،‬حمادي‪ ،‬ثم‬
‫التحق بهؤالء إسماعيل حمداني‪ُ ،‬قريصات و زروق موساوي‪ ،‬في هذه األثناء‪ ،‬كان مناضلون جزائريون‬
‫الجزئر في العديد من اإلذاعات العربية‪ ،‬في تيطوان‪،‬‬
‫ا‬ ‫آخرون يصنعون الحدث أيضا‪ ،‬من خالل صوت‬

‫‪11‬‬
‫الرباط وطنجة بالمغرب وفي تونس‪ ،‬طرابلس و بنغازي في ليبيا‪ ،‬وفي صوت العرب بالقاهرة‪ ،‬وكان من‬
‫أبرز هؤالء المناضلين‪ ،‬اسم ظل يشكل الصوت الرمز المؤثر في وجدان الشعب الجزائري طيلة مسيرة‬
‫الكفاح المسلح‪ ،‬ويتعلق األمر بالمناضل واإلعالمي الكبير عيسى مسعودي الذي كان حينها في « صوت‬
‫الجزائر من تونس ‪».‬التحق عيسى مسعودي باإلذاعة السرية «صوت الجزائر الحرة المكافحة» عندما‬
‫استأنفت بث برامجها واستقرت في الناظور في صائفة عام ‪، 1959‬بمتابعة وحرص شخصي من وزير‬
‫األخبار في الحكومة ا لمؤقتة‪ ،‬السيد امحمد يزيد‪ ،‬ووزير التسليح واالتصاالت العامة‪ ،‬السيد عبد الحفيظ‬
‫بوصوف‪.‬‬
‫انطلقت اإلذاعة السرية من جديد‪ ،‬في ‪ 12‬جويلية ‪ ، 1959‬وهي تتمتع هذه المرة‪ ،‬بتجهيزات ومكاتب‬
‫واستوديو وجهاز إرسال قوي‪ ،‬قيل إنه كان شبيها بأجهزة اإلرسال المستعملة على ظهر البواخر الحربية‬
‫األمريكية‪ ،‬وكان اقتناؤه‪ ،‬كالعادة‪ ،‬من تدبير رشيد كا از وعين على رأس اإلذاعة السرية‪ ،‬هذه المرة المدير‬
‫هو المناضل محمد السوفي‪ ،‬الذي كان عسكري التكوين ولكنه كان بارعا في كتابة النصوص بالفرنسية‪،‬‬
‫أما فريق اإلذاعة فتوسع ليضم األسماء اآلتية ‪ :‬محمد السوفي‪ ،‬عيسى مسعودي‪ ،‬مدني حواس‪ ،‬محمد‬
‫بوزيدي‪ ،‬محمد بومديني‪ ،‬عبد العزيز شكيري‪ ،‬محمد السعودي‪ ،‬مصطفى التومي‪ ،‬خالد سافر‪ ،‬خالد‬
‫التيجيني‪ ،‬دحو ولد قابلية‪ ،‬عمر مرزوق‪ ،‬موالي خروبي‪ ،‬حمة ميسوم‪ ،‬عاشور قدور‪ ،‬طارق‪ ،‬عبد المجيد‬
‫حومة‪ ،‬محمد كسوري‪ ،‬محفوظ مغربي‪ ،‬عمار معمري‪ ،‬قدور ريان‪ ،‬عبد الرحمان لغواطي‪ ،‬محمد مكيرش‪،‬‬
‫السعيد غماري‪ ،‬يوسف مصطفى دالي‪ ،‬عبد هللا دردك‪ ،‬كمال بلحبيب‪ ،‬لوصيف بوغ اررة المدعو محمد‬
‫القوردو‪ ،‬علي جبار‪ ،‬علي نساخ المدعو فريد‪ ،‬كمال داودي و قدور أكتوف‪.5‬‬
‫من أهداف اإلذاعة في تلك الحقبة توجيه الرجال في معركة نضالية ضخمة‪ ،‬رفع معنويات‬
‫المناضلين‪ ،‬وزرع الثقة في نفوس أفراد الشعب وتزويده بطاقات معنوية جديدة‪.‬‬

‫وشهدت أوائل سنة‪ 1958‬انطالق خمس إذاعات بعد اذاعة تونس والمغرب وهي ‪:‬‬

‫‪-‬صوت الجزائر من إذاعة طرابلس بليبيا‪.‬‬

‫‪-‬صوت الجزائر من إذاعة بنغازي‪.‬‬

‫‪-‬صوت الجزائر من إذاعة دمشق‪.‬‬

‫‪ 5‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬صوت الجزائر من الكويت‪.‬‬

‫‪-‬صوت الجزائر من بغداد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من المغرب‪:‬‬
‫كان المغرب الشقيق من أولى البلدان العربية التي ساندت القضية الجزائرية‪ ،‬وفتحت قنواتها اإلذاعية‬
‫لصوت الجزائر من الرباط‪ ،‬طنجة و تطوان‪ ،‬في هذه األخيرة‪ ،‬كان صوت الجزائر‪ ،‬يسير من طرف الفقيد‬
‫علي مرحوم‪ ،‬بمساعدة زهير إحدادن الذي كان محر ار بجريدة المقاومة‪ ،‬إلى جانب علي عسول‪ ،‬وكان‬
‫لصوت الجزائر في تطوان ستثناءا ممي از عن باقي المحطات‪ ،‬وهو مشاركة عنصر نسوي يتمثل في‬
‫شخص السيدة فاطمة الزهراء سلطان « فاطمة الجزائرية « التي كانت تقوم بتحرير وتقديم كلمة جبهة‬
‫التحرير الوطني من صوت الجزائر في تطوان‪.‬‬
‫بعد االستقالل‪ ،‬اشتغلت السيدة فاطمة في القناة األولى في السبعينيات باسم « أم أسامة «‪ ،‬وكانت لها‬
‫عدة برامج‪ ،‬من بينها‪ « ،‬سجى الليل «‪ ،‬كما تعاونت مع إذاعة معسكر الجهوية‪ ،‬بنفس التسمية " أم أسامة‬
‫" قبل أن يتوفاها األجل‪ ،‬في شهر فيفري ‪.2014‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من تونس‪:‬‬
‫في ربيع عام ‪ ، 1957‬ازدانت إذاعة تونس‪ ،‬ببرنامج عنوانه ‪ « :‬هنا صوت الجزائر المكافحة الشقيقة «‬
‫ومدته ‪ 20‬دقيقة‪ ،‬يبث ثالث مرات في األسبوع‪ ،‬يحتوي هذا البرنامج الذي يفتتح بالنشيد الوطني « قسما‬
‫» لشاعر الثورة مفدي زكرياء‪ ،‬على أخبار عسكرية‪ ،‬ثم يتبع بتعليق سياسي‪ ،‬ويختتم كما بدأ‪ ،‬بنشيد‬
‫قسما‪ ،‬كان لهذا البرنامج‪ ،‬وقع كبير في نفوس الجزائريين بفضل الصوت المؤثر للمناضل عيسى‬
‫مسعودي وبفضل العمل المميز الذي كان يقوم به زمالء عيسى مسعودي‪ ،‬وهم ‪ :‬محمد بوزيدي‪ ،‬األمين‬
‫بشيشي‪ ،‬العربي سعدوني (بالقبائلية)‪ ،‬سيرج ميشال (بالفرنسية)‪ ،‬وكاتب النصوص والتعاليق السياسية عبد‬
‫هللا شريط‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من القاهرة‪:‬‬
‫تستحق القاهرة‪ ،‬تبوأ المكانة األولى في قائمة العواصم العربية المساندة للثورة الجزائرية‪ ،‬ألنها قامت قبل‬
‫غيرها بهذا الدور مع اندالع ثورة نوفمبر المجيد ة‪ ،‬إذ كانت إذاعة صوت العرب‪ ،‬أول من أذاع بيان أول‬
‫نوفمبر‪ ،‬فور صدوره‪ ،‬وكانت أول من رفع لواء جبهة التحرير الوطني‪ ،‬خارج الجزائر‪ ،‬مصطلح صوت‬

‫‪ 6‬مرجع سﺎبق‪،‬ص‪،‬ص ‪.5-4‬‬


‫‪7‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.7-6‬‬

‫‪13‬‬
‫الجزائر‪ ،‬لم يستعمل في إذاعة صوت العرب‪ ،‬بل كان البرنامج عبارة عن تعليق يومي‪ ،‬يبدأ بعبارة ‪":‬هنا‬
‫وفد جبهة التحرير الوطني يخاطبكم من لقاهرة"‪ ،‬ولم يتغير هذا التعبير‪ ،‬إال بعد تأسيس الحكومة المؤقتة‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬في سبتمبر من عام ‪ ، 1958‬فصار التعليق يبدأ بعبارة « هنا صوت الجمهورية‬
‫الجزائرية» كان الفريق المكلف بإنجاز هذا البرنامج يضم السادة ‪ :‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬رابح تركي‬
‫عمامرة‪ ،‬محمد قسوري‪ ،‬عبد القادر بن قاسي‪ ،‬عبد القادر نور‪ ،‬بمساهمة كل من علي مفتاحي‪ ،‬عبد‬
‫المالك بن حبيلس (سقراط) ومحمد حربي‪ .‬وفي عام ‪، 1956‬حل بالقاهرة‪ ،‬ثالثة مناضلين من جبهة‬
‫التح رير الوطني‪ ،‬قادمين من باريس‪ ،‬وهم السادة ‪ :‬محمد حاج حمو (عين بعد االستقالل أول وزير‬
‫لألخبار)‪ ،‬مبروك الحسين والمحامي ربعاني وألن هؤالء المناضلين كانوا يجيدون الفرنسية‪ ،‬فقد خصصت‬
‫لهم فترة ربع ساعة يوميا‪ ،‬على القناة الموجهة إلى أوروبا‪ ،‬في صوت العرب‪ ،‬تبدأ بعبارة « جزائري‬
‫يخاطب الفرنسيين‪ ،‬لنفكر معا ‪« Un Algérien parle au français, raisonnons ensemble ».‬‬
‫وكان المذيعون والمحررون المساهمون في هذا البرنامج‪ ،‬إلى جانب محمد حاج حمو‪ ،‬كل من ‪:‬عدو بن‬
‫قطاط‪ ،‬إبراهيم غافر‪ ،‬مبروك نافع وعبد الرحمان كيوان‪ ،‬وكان العديد من الطلبة الجزائريين‪ ،‬يتوجهون إلى‬
‫ركن المغرب العربي في صوت العرب‪ ،‬منذ سنة ‪ ، 1956‬للتعبير عن متطلبات الثورة الجزائرية‪ ،‬في تلك‬
‫المرحلة‪ ،‬ومن بينهم ‪ :‬الدكتور الراحل أبو القاسم سعد هللا (شيخ المؤرخين في الجزائر)‪ ،‬الشاعر صالح‬
‫خرفي وشاعر الثورة وصاحب إلياذة الجزائر الراحل مفدي زكرياء‪ ،‬وهناك أيضا أسماء المعة كانت لها‬
‫مساهمات نيرة‪ ،‬سواء في شكل تنشيط ندوات أو نشر كتب أو في تحرير مقاالت صحفية أو نظم قصائد‬
‫شعرية في القاهرة‪ ،‬حول الثورة الجزائرية‪ ،‬ومن أبرزهم ‪ :‬عبد الحميد مهري‪ ،‬العربي دماغ العتروس‪ ،‬مالك‬
‫بن نبي‪ ،‬األخضر اإلبراهيمي‪ ،‬يحيى بوعزيز‪ ،‬محمد حربي‪ ،‬حسن الصايم‪ ،‬مالك حداد‪ ،‬عبد هللا الركيبي و‬
‫منور مروش‪ ،‬باإلضافة إلى األسماء المذكورة أعاله ‪ :‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬صالح خرفي ومفدي زكرياء‪.‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من ليبيا‪:‬‬
‫إن تضامن ليبيا مع كفاح الشعب الجزائري من أجل التحرر‪ ،‬نادر المثال‪ ،‬ومصدره الملك إدريس‬
‫السنوسي وزوجته علياء السنوسي التي تبنت يتيمة جزائرية من األبوين‪ ،‬عاشت معهما في قمة العز‪ ،‬وفي‬
‫الفاتح نوفمبر ‪ 1958‬سمع " صوت الجزائر " ألول مرة على أمواج إذاعة طرابلس وكان يشرف عليه‬
‫وينشطه المناضل محمد الصالح الصديق بمساعدة المسؤول عن المكتب‪ ،‬الراحل بشير قاضي‪ ،‬إلى جانب‬
‫القائم بأعمال القنصلية‪ ،‬حسان يامي‪ ،‬ثم التحق بهم عبد الحفيظ أمقران وأحمد بودة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ومن جهتها‪ ،‬فتحت إذاعة بنغازي‪ ،‬في عام ‪، 1959‬أثيرها لصوت الجزائر‪ ،‬من أجل تعميم بث‬
‫األخبار التي تتحدث عن الثورة الجزائرية‪ ،‬وقد كان فريق صوت الجزائر من بنغازي يتكون من السادة ‪:‬‬
‫محمد األخضر عبد القادر السائحي في البداية قبل التحاقه بتونس‪ ،‬عبد الرحمان الشريف الموفد من‬
‫الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عبد الحق و المناضل الليبي عبد القادر غوقا‪.‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من دمشق‪:‬‬
‫بدأ بث صوت الجزائر المكافحة من دمشق‪ ،‬في عام ‪ ،1958‬مع قيام الوحدة بين مصر وسوريا‬
‫وتوقف إثر االنفصال بينهما أي بعد حوالي ثالث سنوات‪ ،‬كان وراء المبادرة السيد محمد مهري‪ ،‬األمين‬
‫العام لقسم االتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي تقدم برفقة رئيس مكتب جبهة التحرير الوطني‬
‫بدمشق‪ ،‬السيد بلقاسم خمار‪ ،‬يعاتب مسؤولي اإلذاعة السورية على عدم السماح لممثلي الثورة الجزائرية‬
‫بالتحدث عبر األثير عن القضية الجزائرية‪ ،‬فكان جوابهم أن ال أحد طلب منهم ذلك‪ ،‬حينها ذهب االثنان‬
‫(مهري وخمار) إلى رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية‪ ،‬الشيخ محمد الغسيري‪ ،‬وخرجا من مكتبه بطلب‬
‫رسمي تمت الموافقة عليه بسرعة‪ ،‬وبعد يومين دوى « صوت الجزائر » عبر إذاعة دمشق‪.‬‬
‫كان ينشط البرنامج في صوت الجزائر من دمشق‪ ،‬مجموعة من الطلبة الجزائريين الذين كانوا‬
‫يدرسون في الجامعات السورية‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من ‪ :‬محمد أبو القاسم خمار‪ ،‬محمد مهري‪ ،‬محمد‬
‫بوعروج‪ ،‬الهاشمي قدوري‪ ،‬منور الصم و أبو عبد هللا غالم هللا‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من بغداد‪:‬‬
‫انطلق « صوت الجزائر من بغداد» بعد سقوط النظام الملكي في العراق‪ ،‬في جويلية من عام ‪1958‬‬
‫وكان المناضل المرحوم أحمد بودة‪ ،‬رئيس البعثة الجزائرية بالعراق آنذاك‪ ،‬هو من طلب من السلطات‬
‫العراقية‪ ،‬فتح باب اإلذاعة للثورة الجزائرية‪ ،‬وهو الذي افتتحها بنفسه‪ ،‬واستمر يذيع إلى أن خلفه المناضل‬
‫حامد روابحية‪ ،‬الذي كان يتميز بمستواه المعرفي وسيطرته على لغة الضاد‪ ،‬يساعده في التنشيط‪ ،‬المجاهد‬
‫محمد الربعي‪ ،‬الذي كان معروفا في األوراس‪ ،‬باسم القائد يونس‪ ،‬وكان هو أيضا متمكنا من اللغة العربية‪،‬‬
‫إلى جانب عبد الحميد قرميط‪ ،‬صاحب الصوت اإلذاعي المميز‪.‬‬
‫‪ ‬صوت الجزائر من الكويت‪:‬‬
‫في العام نفسه (‪ )1958‬انطلق أيضا « صوت الجزائر» من الكويت‪ ،‬وقد كان موجها إلى دول‬
‫الخليج العربي‪ ،‬على الساعة الخامسة مساءا ولمدة ثالث ساعات في األسبوع‪ .‬كان يعد التعاليق‬

‫‪8‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪15‬‬
‫السياسية‪ ،‬المناضل عثمان سعدي‪ ،‬بمساعد المذيع الكويتي موسى الدجاني‪ ،‬وقد ساهم هذا البرنامج‪ ،‬في‬
‫إذكاء الحماس لدى األوساط الكويتية‪ ،‬لمد الثورة الجزائرية بالعون الالزم ماديا ومعنويا‪.‬‬
‫‪ -3-2‬اإلذاعة الجزائرية في فترة ما بعد االستقالل والى غاية اليوم‪:‬‬

‫بعد االستقالل مباشرة كانت تسمى "راديو الجزائر" تحت اإلدارة المؤقتة للراديو والتلفزيون الفرنسي‬
‫بعدها لم تلبث الدولة الجزائرية أن اتخذت التدابير الالزمة لتعطي اإلذاعة والتلفزة دفعا وتجعل منها بذلك‬
‫وسائل إعالم جماهيرية‪ ،‬وهي المطالبة بأن تكون أدوات نقل لسياسة جديدة في التربية والتكوين‪.‬‬

‫إلى غاية أكتوبر ‪ 1962‬احتلت القوات الجزائرية مباني اإلذاعة وانتهى األمر بتوقيع اتفاقية بين‬
‫الحكومتين الجزائرية والفرنسية في ‪ 23‬جانفي ‪ 1963‬والتي كانت تنص على التعاون في مجال الراديو‬
‫والتلفزيون‪.‬‬

‫وفي أوت ‪ 1963‬أصدر مرسوم ينظم "راديو وتلفزيون الج ازئر" حيث اعتبرها مؤسسة ذات طابع‬
‫تجاري وصناعي تتمتع بصالحية النشر الراديوغرافي المتلفزة‪.‬‬

‫وجاء مرسوم ‪ 2‬نوفمبر‪ 1967‬ليعطي تنظيما وهيكال جديدا لإلذاعة والتلفزة الجزائرية والهدف من ذلك‬
‫التغطية الشاملة للبالد ليال ونها ار بدون انقطاع‪.‬‬

‫وبعد االستقالل ورثت الجزائر شبكة للراديو تسمع في المدن الكبرى والمتوسطة‪ ،‬فقد بدأ اهتمام‬
‫السلطات بتوسيع شبكة الراديو بعد ‪ 1966‬فأنشأت في هذه السنة محطتان جديدتان لإلرسال األولى بعين‬
‫البيضاء قرب مدينة قسنطينة والثانية قرب وهران‪ ،‬بحيث أصبح الراديو يسمع من جميع مناطق البالد‬
‫وأنشأت سنة ‪ 1970‬محطة على الموجة القصيرة المجهزة بأجهزة اإلرسال قوتها من ‪ 5‬إلى ‪ 100‬ك‬
‫هرتز‪ ،‬زيادة على هذا أنشأت داران جامعتان للراديو والتلفزيون بقسنطينة ووهران‪ ،‬هذا إلى جانب انتشار‬
‫استعمال أجهزة االستقبال‪.‬‬

‫في سنة ‪ 1986‬انفصلت اإلذاعة عن التلفزة ضمن عملية إعادة الهيكلة للمؤسسة الوطنية‪ ،‬وإعادة‬
‫الهيكلة جاءت بالجديد عام ‪ 1987‬على المستوى اإلذاعي حيث أنها أصبحت تتمتع باالستقاللية المالية‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫بعدها مرت اإلذاعة بالعشرية السوداء وقدمت تضحيات كبيرة حيث طال عمالها الموت والتهديد‪،‬‬
‫بعدها تم إصدار المرسوم ‪ 108-91‬في ‪ 20‬أفريل ‪ 1991‬والذي تضمن تحويل المؤسسة الوطنية‬
‫لإلذاعة المسموعة إلى مؤسسة عمومية أي إعطائها الطابع العمومي‪ ،‬وكذلك إعادة النظر في تنظيم‬
‫المؤسسة ‪ ،‬حيث أخذت شكل مديريات ووحدات يديرها مدير عام معين بمرسوم رآسي والذي يجب أن‬
‫يراعي في اإلدارة تسيير نوعية البرامج وكميتها إلى جانب احترام المقاييس المهنية‪ ،‬والقواعد األخالقية‬
‫‪9‬‬
‫للمهنة وسيادة البالد ويساعده في ذلك مستشارون مكلفون بالتنسيق البرامجي والمراقبة واإلنتاج‪.‬‬

‫‪-3‬اإلطـار القانـوني لـإلذاعة الجزائرية المسموعة‪:‬‬

‫خضعت مؤسسة اإلذاعة و التلفزيون الجزائري " ‪ "RTA‬مباشرة بعد االستقالل للتسيير االشتراكي‬
‫متَّبعة سياسية ال مركزية البرامج و في إطار اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها الجزائر سنة ‪1986‬‬
‫تحولت اإلذاعة إلى مؤسسة مستقلة التسيير يحكمها القانون الخاص ‪ ،‬منبثقا عن اإلذاعـة و التلفزة‬
‫الجزائرية ‪ ،‬و طبقا للمرسوم رقم ‪ 186/86‬المتضمن إنشاء " مؤسسة اإلذاعة الوطنية"‬

‫أما في سنة ‪ ، 1991‬فقد تحولت مؤسسة اإلذاعة الوطنية إلى مؤسسة ذات طابع صناعـي و تجاري‬
‫تسمى المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة " تتمتع بالشخصية المعنوية من القانون العـام و باستقاللية‬
‫التـسيير و تخضع لقواعد القانون العام في عالقتها مع الدولة ‪ ،‬و تمارس المؤسسة مهمتها كإذاعة‬
‫مسموعة وفقا لمقتضيات دفتر الشروط العام ‪ ،‬كما تكون المؤسسة في نشاطها حسب الحالة محاسبة‬
‫عمومية و محاسبة تجارية و هذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،)3( 102-91‬و تتميز اإلذاعة‬
‫الجزائرية كهيئة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري ‪ EPIC‬بخصائص عديدة من الناحية القانونية‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪-‬إلى جانب نشاطات الخدمات العمومية المقدمة من طرف المؤسسة تقوم بنشاطات أخرى تهدف من‬
‫خاللها إلى تحقيق الربح ‪.‬‬

‫‪ -‬ال تعتمد اإلذاعة الجزائرية في تمويل نفقاتها على ميزانية الدولة و إنما تعتمد على اإليرادات المحققة‬
‫من نشاطاتها التجارية في تمويل نفقاتها‪.‬‬

‫‪ 9‬نور اﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬تخضع اإلذاعة الجزائرية لقانون مختلط بين العام و الخاص ‪ ،‬و هذا حسب طبيعة النشاط المعني‬
‫فهي تخضع للقانون العام في عالقاتها مع الدولة ‪ ،‬حيث يطبق قانون الصفحات العمومية عند إبرامها‬
‫لعقود مع األشخاص المعنوية العامة (*)‪ ،‬و بالتالي تكون لها محاسبة عمومية في هذا المجال‪ ،‬كذلك‬
‫بالنسبة للمنازعات في اإلطار العام حيث يطبق القانون اإلداري ‪ ،‬أما بالنسبة للقانون الخاص فاإلذاعة‬
‫الجزائرية تخضع له في عالقاتها مع األشخاص المعنوية أو األشخاص المادية ‪ ،‬حيث تكون لها محاسبة‬
‫تجارية و ليس عمومية في هذا اإلطار كما أن عالقات العمل بالمؤسسة تخضع لقانون العمل و ليس‬
‫لقانون الوظيف العمومي ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المحاضرة ‪:2‬‬
‫‪-4‬اإلطـار التنظـيمي لـ‪: " EPRS " 10‬‬
‫تعرف اإلذاعة المسموعة الجزائرية التنظيم الداخلي الذي نص عليه القرار الوزاري رقـم ‪)1( 98-60‬‬
‫الصادر عن و ازرة االتصال و المؤرخ في ‪ 26‬أفريل ‪ ، 1998‬و قد جاء هذا التنظيم الداخلي بمنهجية‬
‫جديدة في هيكلة المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة " ‪ ، " EPRS‬معتمدا على مبدأ التخصص‬
‫حسب طبيعة العمل ‪ ،‬فبعدما كانت القنوات اإلذاعية مستقلة عن بعضها البعض في مجال اإلنتاج ‪،‬‬
‫األخبار البث ‪ ،‬التسيير ‪ ، ...‬و لكل منها مدير على رأس المديرية ينظم شؤونها ‪ ،‬مديرية القناة‬
‫األولى ‪ ،‬مديرية القناة الثانية ‪ ، ...‬أصبحت اليوم توجد مديرية واحدة تتكفل باإلنتاج و مديرية واحدة‬
‫تتكفل باألخبار و مديرية أخرى للبث ‪ ...‬و لهذا أصبح مثال إعداد الجرائد اإلخبارية تحت وصاية‬
‫مدير األخبار لكن لكل قناة رئيس تحريرها و فريقها الصحفي الخاص‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لإلنتاج‬
‫الذي يشرف عليه مدير اإلنتاج‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -1-4‬التنظيم الداخلي لإلذاعة‬
‫يمكن تمييز ثالث وحدات أساسية يقوم عليها الهيكل التنظيمي لإلذاعة ‪ :‬المديرية العامة ‪ ،‬المديريات‬
‫التقنية و اإلدارية و المحطات الجهوية‬
‫حيث تشرف على تسيير المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة" ‪ "EPRS‬مديرية عامة على رأسها‬
‫مدير عام يعين بموجب مرسوم رئاسي ‪ ،‬ثم نجد األمانة العامة مكلفة تحت وصاية المدير العام‬
‫بتنسيق الشؤون اإلدارية و التقنية للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة "‪ ، "EPRS‬و تتبع المديرية‬
‫العامة مباشرة وحدات إدارية أخرى و هي‪:‬‬
‫‪-‬مركز استماع و استغالل البرامج‪.‬‬

‫‪-‬الوكالة اإلشهارية‪.‬‬
‫‪-‬الضبط العام‪.‬‬
‫‪-‬دائرة النظافة و األمن‪.‬‬
‫أما بقية المديريات و التي يبلغ عددها سبعة مديريات تتكفل بكل جوانب التسيير و تحقيق البث اإلذاعي‬
‫إداريا و تقنيا‪ ،‬األخبار‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬المالية‪...‬الخ‪.‬‬
‫إضافة للمديريات و المديرية العامة نجد المحطات الجهوية‪ ،‬و فيما يلي نتطرق بإيجاز لكل مديرية على‬
‫حدى‪:‬‬

‫‪ 10‬منتديﺎت فيض اﻟﻘلم اﻟتﻌليميﺔ‪ ،‬نشأة اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ وتطورﻫﺎ‪ ،‬مأخوذ بتﺎريخ‪ 2017-3-4‬ﻋبر اﻟرابط‪www.9alam.com:‬‬
‫‪11‬مجلﺔ اﻟشﺎشﺔ اﻟصغيرة اﻟذكرى ‪ 39‬ﻻسترجﺎع اإلذاﻋﺔ و اﻟتلفزيون‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 104‬من‪ 27‬أكتوبر إﻟى ‪ 02‬نوفمبر‪ 2001‬ص ‪11‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬مديرية األخبار ‪ :‬تتمثل مهمتها في إنتاج و توزيع كل البرامج اإلخبارية على المستوى المحلــي و‬
‫الجهوي و كذا بإعداد األخبار اليومية ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية اإلنتـاج ‪ :‬و هي مكلفة بإنتاج الحصص و البرامج اإلذاعية و التي تدعم بها شبكة البث‬
‫اإلذاعي لكل قناة ‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية البـث ‪ :‬و هي مكلفة بالسهر على تحقيق البث اإلذاعي لكل الشبكات اإلذاعية لمختلف القنوات‬
‫و المحطات المحلية ‪:‬‬
‫‪ -‬مديرية المصـالح التقنية ‪ :‬مكلفة بتسيير و استغالل و صيانة العتاد التقني الثابت و المتنقل ‪ ،‬الموجه‬
‫إلنتاج و توزيع البرامج اإلذاعية‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية إدارة الوسائـل ‪ :‬مكلفة بتسيير و تطوير الموارد البشرية و المالية و المادية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬مديرية الد ارسـات و التطوير ‪ :‬مكلفة بالقيام بالبحوث و إيجاد و تحقيق الظروف المؤدية لرفع مستوى‬
‫التنظيم و األداء للمؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬مديرية الشـراكة و التعاون الدولـي ‪ :‬مكلفة بتسيير و متابعة و تنسيق كل ما يتعلق باالتفاقيات التي‬
‫تبرمها المؤسسة‪.‬‬
‫و منه يمكن القول أن التنظيم الداخلي للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة وضع على أساس وظيفي‬
‫ألن أنشطة قنواتها الوطنية و الموضوعاتية تتم في نفس مقر اإلذاعة الوطنية من إنتـاج و بث ‪...‬الخ ‪،‬و‬
‫للمراقبة و ضمان التنسيق ما بين القنوات و الوظائف كان من األفضل توكيل كل مديرية بوظيفة معينة‬
‫لذلك فالتنظيم بالوظائف يتالءم مع طبيعة نشاط المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪.‬‬
‫و نجد أن التنظيم بالوظائف يالئمه هيكل تنظيمي رأسي و يتفرع حسب التخصص في الوظائف حتى‬
‫أسفل الهرم و هذا ما اتبعته المؤسسة العمومية في هيكلها التنظيمي و الذي يظهر في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪-2-4‬القنوات اإلذاعيــة ‪:‬‬


‫تضمن اإلذاعة البث اإلذاعي بثالث قنوات وطنية عامة ‪ ،‬قناة دولية و تسعة عشر محطة جهوية و ثالث‬
‫قنوات موضوعاتية ‪.‬‬
‫‪ -1-2-4‬القنـوات الوطنية ‪ :‬و هي ثالث قنوات‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬القناة األولى ‪:‬‬
‫هي القناة األم التي تعتبر امتدادا لإلذاعة الجزائرية‪ ،‬أثناء ثورة التحرير‪ ،‬ففي ‪ 28‬أكتوبر ‪، 1962‬‬
‫استرجعت اإلذاعة الجزائرية سيادتها‪ ،‬وانطلقت في مسايرة تشييد الدولة الجزائرية الفتية ‪.‬تبث القناة األولى‬
‫برامجها‪ ،‬باللغة العربية‪ ،‬وقد دخلت في سنة ‪ ،1975‬مرحلة جديدة‪ ،‬حيث أصبحت تبث بدون انقطاع‬

‫‪12‬محمد شلوش‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪20‬‬
‫على مدار ‪ 24‬ساعة ‪ ،‬من حيث التغطية‪ ،‬تحتل القناة األولى‪ ،‬موقع الصدارة‪ ،‬فهي تُسمع في جميع‬
‫أنحاء التراب الوطني‪ ،‬وشعارها « الصوت األقرب إليك «‪ ،‬يصل صوتها عبر ترددات هرتزية عددها‬
‫أربعة عشر (‪ ) 14‬ترددا‪ ،‬منها تسعة (‪ ) 09‬ترددات ضمنية ‪ ، FM‬ترددان اثنان (‪ ( 02‬عبر الموجات‬
‫الطويلة الموجهة نحو الجنوب‪ ،‬وثالث ‪ 3‬ترددات عبر الموجات المتوسطة‪ ،‬ومجمل هذه الترددات‪ ،‬موزع‬
‫على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪-1‬عبر الوطن‪ :‬موجات ‪ FM 0.91 :‬شرق العاصمة وبومرداس ‪ : 7.90 ..‬آفلو‪ ،‬البيض واألغواط ‪..‬‬
‫‪ : 9.91‬عنابة‪ ،‬قالمة‪ ،‬سوق أهراس و الطارف ‪ : 9.90 ..‬النعامة ‪ : 8.90‬الشلف و غليزان ‪.. 5.93‬‬
‫سطيف‪ ،‬ميلة‪ ،‬بجاية و برج بوعريريج ‪ .. 7.102 :‬سيدي بلعباس‪ ،‬معسكر‪ ،‬سعيدة‪ ،‬وهران ‪.‬تيارت ‪:‬‬
‫‪ .. 92.5‬الجلفة ‪ .. 88.0 :‬ومستغانم ‪.‬‬
‫‪-2‬الموجات المتوسطة عبر الوطن ‪ : 891 :‬وسط البالد ‪ : 549 ..‬شمال غربي الجزائر ‪.. 531 :‬‬
‫شمال شرقي البالد ‪.‬‬
‫‪-3‬الموجات الطويلة عبر الوطن ‪: 153 :‬جنوب غربي البالد ‪ : 198 ..‬جنوب شرقي البالد ‪.‬‬
‫تهتم القناة األولى بالقضايا السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية‪ ،‬إلى جانب المواضيع الرياضية‪،‬‬
‫كما تبث نشراتها اإلخبارية‪ ،‬عبر شبكة اإلذاعات الجهوية‪ ،‬بمجموع ‪ 47‬إذاعة جهوية‪ ،‬عدا إذاعة البهجة‬
‫بالعاصمة‪ ،‬للقناة األولى ‪ 06‬مواعيد إخبارية رئيسية‪ ،‬ومواجيز على رأس كل ساعة‪ ،‬أما شبكة البرامج‬
‫فتحتوي على حوالي ‪ 80‬برنامجا أسبوعيا‪ ،‬في مختلف المحاور ‪ :‬اإلخبارية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية التربوية‪،‬‬
‫الدينية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬الفنية والرياضية‪ ،‬وتتضمن أيضا العديد من البرامج المعتمدة في إطار التبادل البرامجي‬
‫مع إتحاد إذاعات الدول العربية‪ ،‬كما تساهم بشكل دوري‪ ،‬في تنشيط برامج التبادل مع األقسام العربية‪ ،‬في‬
‫العديد من اإلذاعات العالمية ‪.‬ولضمان إنجاز هذه المهام اإلذاعية على أحسن وجه‪ ،‬تتولى اإلشراف على‬
‫تنظيم وسير العمل‪ ،‬باإلضافة إلى مديرية القناة‪ ،‬نيابتا مديرية‪ ،‬وهما نيابة مديرية األخبار و نيابة مديرية‬
‫اإلنتاج‪ ،‬تقوم األولى‪ ،‬باإلشراف على كل الجوانب المرتبطة بتقديم األخبار الوطنية‪ ،‬الجهوية والدولية‪ ،‬في‬
‫مختلف المجاالت السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية والرياضية‪ ،‬وإنجاز روبورتاجات وحصص تواكب الحركة‬
‫التنموية بالواليات‪ ،‬سواء من خالل إيفاد صحفييها‪ ،‬أو باالستعانة بالزمالء الصحافيين العاملين بالمحطات‬
‫اإلذاعية التي أصبحت اليوم تغطي ‪ 48‬والية كاملة ‪ ،‬و تعمل نيابة مديرية اإلنتاج‪ ،‬على مسايرة و تغطية‬
‫كل الفعاليات الثقافية والفنية واالجتماعية‪ ،‬كما تكرس وقتا معتب ار للفضاءات المتصلة باألسرة و الشباب‪،‬‬
‫عمال بالشعار الذي رفعته القناة األولى‪ ،‬وهو «الصوت األقرب إليك »هذا و يتوزع العاملون على القناة‪،‬‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫اإلدارة ‪ ، 05 :‬نيابة مديرية اإلنتاج ‪، 95 :‬مديرية األخبار ‪، 115 :‬الرقابة ‪ 08 :‬والبرمجة ‪15 :‬‬
‫‪،‬والمجموع هو ‪.241 :‬‬

‫‪21‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬القناة الثانية ‪:‬‬
‫لقناة الثانية هي اإلذاعة الناطقة باللغة األمازيغية‪ ،‬وكانت من حيث المسار التاريخي تشكل ثنائية متالزمة‬
‫مع القناة الوطنية األولى الناطقة باللغة العربية‪ ،‬سواء أثناء مرحلة العمل النضالي إبان الثورة التحريرية‪،‬‬
‫مع صوت الجزائر الحرة المكافحة‪ ،‬أو بعد االستقالل‪ ،‬إلى غاية بداية التسعينيات التي شهدت إعادة‬
‫هيكلة‪ ،‬صارت فيها كل قناة قائمة بذاتها‪ ،‬بعدما كانتا تابعتين لمديرية واحدة‪ ،‬هي مديرية البرامج الوطنية‪.‬‬
‫وسمح هذا التقسيم للقناة الثانية‪ ،‬بأن تتوسع في الحجم الساعي للبث‪ ،‬إلى أن بلغت أقصاه ‪24/24‬‬
‫ساعة‪ ،‬منذ عام جانفي ‪ .2005‬تجتهد القناة الثانية باستمرار‪ ،‬من أجل تنويع عرضها البرامجي‪ ،‬بما‬
‫يعكس ميزتها في استهداف مختلف الشرائح االجتماعية الناطقة بمختلف مكونات اللغة األمازيغية‬
‫(القبائلية‪ ،‬الشاوية‪ ،‬الشنوية‪ ،‬الميزابية والتارقية)‪ ،‬وكذلك العمل على تعزيز ديناميكيتها من أجل تحقيق‬
‫البعد الوطني لها كقناة ذات خدمة عمومية منفتحة على التنوع الثقافي الهائل الذي تزخر به الجزائر‪،‬‬
‫ومنفتحة أيضا على الثقافة والتراث العالميين‪ ،‬وفي سياق هذه الديناميكية‪ ،‬تحرص القناة الثانية‪ ،‬على أن‬
‫تراعي في إعداد وتنفيذ شبكتها البرامجية‪ ،‬إقامة جسور مع مختلف اإلذاعات المحلية التي تستعمل اللسان‬
‫األمازيغي المحلي‪ ،‬إلى جانب اللسان العربي (‪ 27‬إذاعة محلية)‪ ،‬كما تحرص على أن تفتح فضاءاتها‬
‫للمواهب في مجال اإلبداع الفني‪.‬‬
‫تضم القناة الثانية ‪ 167‬عامال‪ ،‬من بينهم ‪ ُ73‬صحفيا‪ ،‬وتمثل حصة األخبار في شبكتها البرامجية‬
‫نسبة ‪ % 55.30‬ونسبة برامج المنوعات واأللعاب (ترفيه) ‪ %، 25.30‬في حين تمثل البرامج الثقافية‬
‫والدينية‪ ،‬نسبة ‪ % 40.24‬والبرامج االجتماعية ‪.% 14.80‬والتربويةً حاملة شعار « إشعاع ‪ ..‬دائما‬
‫نحو األمام» ‪ ،‬تتمتع القناة الثانية‪ ،‬بتغطية وطنية شبه كاملة‪ ،‬من حيث االنتشار األثيري‪،‬‬
‫‪-‬القناة الثالثـة ‪:‬‬
‫القناة الثالثة هي القناة الناطقة بالفرنسية‪ ،‬ضمن منظومة اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬دون أن تنسلخ على اإلطالق‬
‫من جزائريتها‪ ،‬تسعى هذه القناة‪ ،‬بكل اعتزاز‪ ،‬إلى أن تخدم مستمعيها‪ ،‬بأفضل ما يمكن بالمراهنة على‬
‫العمل الميداني الذي يقربها أكثرّ من جمهور المستمعين‪ ،‬ويمكنها من أداء دورها في مجال الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬بما يتجاوب ومهام ‪ :‬اإلعالم‪ ،‬التثقيف والترفيه‪.‬‬
‫‪ 140‬صحفيا‪ ،‬منشطا ومخرجا يشكلون مجموع عمال القناة الثالثة التي تبث برامجها على مدار ‪24/24‬‬
‫ساعة في اليوم ‪ 28 %‬من مجموع الوقت اإلجمالي للبث هي نسبة البرامج اإلخبارية بما فيها الرياضة‪ ،‬و‬
‫‪ % 25‬للبرامج الثقافية والفنية‪ ،‬في حين تمثل البرامج الموجهة للترفيه والتفاعلية‪ ،‬نسبة ‪ .%20‬وإذا كانت‬
‫القناة الثالثة تراهن على التفاعلية‪ ،‬وعلى العمل الجواري والتظاهرات الحدثية في الميدان‪ ،‬وعلى فضاءات‬
‫التعبير‪ ،‬من أجل الثبات عل النجاح‪ ،‬فإنها تُولي أهمية خاصة للبرامج التاريخية التي تسمح للشريحة‬
‫الواسعة من الشباب‪ ،‬بأن تكون مرتبطة بتاريخ الجزائر وماضيها المجيد‪ ،‬القناة الثالثة هي " صور تسمع"‪.‬‬

‫‪13‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.15-14‬‬

‫‪22‬‬
‫‪14‬‬
‫‪-2-2-4‬القناة الدوليـة ‪:‬‬
‫تأسست إذاعة الجزائر الدولية‪ ،‬في ‪ 19‬مارس ‪ ، 2007‬وهي أول قناة إذاعية متخصصة في األخبار‬
‫بحكم طبيعة شبكة برامجها التي تعتمد أساسا على الفضاء اإلخباري الذي يشمل المواجيز‪ ،‬النشرات‬
‫والحصص اإلخبارية‪ ،‬باللغات األربعة (العربية بنسبة ‪ ،%47.31‬الفرنسية بنسبة ‪ ،%38.04‬اإلنجليزية‬
‫بنسبة ‪ 3,9%‬واإلسبانية بنسبة ‪ ، % 3,9‬في حين تطغى ازدواجية اللغة (الفرنسية والعربية) على الغالب‬
‫من البرامج ‪.‬‬
‫تهتم إذاعة الجزائر الدولية خصوصا‪ ،‬بمتابعة األحداث الوطنية والدولية‪ ،‬عن طريق التقارير اإلخبارية‬
‫وتقارير الموفدين والمراسلين من قلب األحداث‪ ،‬وعن طريق اإلنارات التي يقدمها الخبراء والمحللون‬
‫وفضاءات النقاش حول مختلف الجوانب المرتبطة بكل حدث‪ ،‬مع إبراز الموقف الجزائري من التطورات‬
‫والسعي إلى إشراك الفاعلين في الساحة الوطنية بمختلف اختصاصاتهم وتوجهاتهم‪ ،‬فيما يخص التحوالت‬
‫التي تشهدها البالد‪ ،‬في مختلف المجاالت السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية والرياضية ‪.‬‬
‫تبث إذاعة الجزائر الدولية‪ ،‬أربع عشرة ساعة يوميا (‪14‬سا)‪ ،‬على موجات ال ‪ fm‬الملتقطة في الوسط‬
‫وبعض المناطق الحدودية والساتل واالنترنيت‪ ،‬من العاشرة صباحا إلى منتصف الليل‪ ،‬بتوقيت الجزائر ‪.‬‬
‫يبلغ عدد عمال إذاعة الجزائر الدولية‪ 119 ،‬عامال د ائما‪ ،‬وتعتمد هذه القناة في تنظيمها‪ ،‬على إحداث‬
‫أربعة أقسام للتحرير‪ ،‬يشتغل كل قسم حسب لغة البث‪ ،‬ويشرف عليه رئيس تحرير ومساعدان‪ ،‬بالتنسيق‬
‫مع مدير األخبار الذي يقوم بدور المنسق بين األقسام فيما يتصل بإدارة ومتابعة عمل الصحافيين‪.‬‬
‫تتولى مديرية األخبار‪ ،‬إعداد مادة إخبارية تغطي ‪15‬موعدا إخباريا ‪ :‬ثمان (‪ ) 08‬نشرات رئيسية باللغة‬
‫العربية‪ ،‬من بينها نشرة المغرب العربي والنشرة االقتصادية‪ ،‬خمس (‪ ) 05‬نشرات رئيسية باللغة الفرنسية‬
‫نشرة واحدة (‪ ) 01‬باللغة اإلنجليزية و نشرة واحدة (‪ ) 01‬باللغة اإلسبانية‪.‬‬
‫كما تبث القناة‪ ،‬يوميا‪ ،‬عشرة (‪ ) 10‬مواجيز إخبارية‪ ،‬باللغتين العربية والفرنسية‪ ،‬وأربعة (‪ ) 04‬مواجيز‬
‫باللغتين اإلنجليزية واإلسبانية‪ ،‬باإلضافة إلى عناوين إخبارية‪ ،‬باللغتين العربية والفرنسية‪ ،‬تبث بالتداول كل‬
‫ربع ساعة‪.‬‬
‫تعتمد إذاعة الجزائر الدولية‪ ،‬على مساهمة المراسلين من خارج الوطن‪ ،‬وعددهم ‪ 16‬متعاونا‪ ُ،‬يراسلون من‬
‫البلدان التالية ‪ :‬سوريا‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الصحراء الغربية‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬إيران‪ ،‬أمريكا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‬
‫إسبانيا بلجيكا واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وتستفيد القناة أيضا‪ ،‬من المساهمة النوعية التي يقدمها ‪06‬‬
‫محللين من األساتذة المتخصصين في المسائل الدولية‪ ،‬االقتصادية والثقافية‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تعتمد‬
‫إذاعة الجزائر الدولية‪ ،‬على عمل المديرية الفرعية المكلفة باإلنتاج والبرمجة ومراقبة البث‪ ،‬من خالل‬
‫إشرافها على كل المسائل المرتبطة بتزويد شبكة البرامج بالمادة المبرمجة‪ ،‬يوميا في ورقة الطريق‪ ،‬حتى‬
‫تضمن النوعية في بث برامج حوارية‪ ،‬تمس كافة المجاالت‪ ،‬السيما المرتبطة منها بالقضايا الدولية‬

‫‪14‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪,17‬‬

‫‪23‬‬
‫والوطنية والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى فضاء تفاعلي يسمح للجمهور بإبداء آرائه واستفساراته حول قضايا‬
‫الساعة‪.‬‬
‫‪ -3-2-4‬القنوات الموضوعاتيـة ‪ (Radio Thématique ) :‬و هي قنوات مخصصة لموضوع معين‬
‫كالقرآن الكريم ‪ ،‬الثقافة ‪ ،‬الموسيقى‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫أنشأت إذاعة القرآن الكريم‪ ،‬في ‪ 01‬محرم ‪ 1412‬أ الموافق ليوم‬ ‫‪-‬إذاعة القرآن الكـريم‪:‬‬
‫‪ 1991/07/12‬بـمجموع ‪ 06‬ساعات بث يوميا مسجلة تتمثل في تالوات قرآنية‪ ،‬حديث‪ ،‬تفسير‪ ،‬فقه‪،‬‬
‫شخصيات وأعالم‪ ...‬إلخ‪ .‬استمرت على هذا النحو‪ ،‬إلى غاية يوم ‪، 1992/03/06‬حيث بدأ بث بعض‬
‫الحصص ‪ .‬عرفت إذاعة القرآن الكريم‪ ،‬تذبذبا كبي ار في عدد ساعات وتوقيت البث‪ ،‬من حيث تقطع الفترات‬
‫وزيادة ونقصان عدد الساعات‪ ،‬إلى غاية يوم ‪ ، 05/07/2008‬أين استقر البث في حدود ‪ 10‬ساعات‬
‫بث مباشر يوميا‪ ،‬مقسمة على فترتين ‪ :‬من الساعة صفر (‪ ) 00.00‬إلى الساعة الثانية صباحا‬
‫(‪( 02:00‬ومن الساعة الخامسة صباحا (‪ )5:00‬إلى الساعة الواحدة زواال (‪ )13:00‬مع مالحظة أن‬
‫الفترة من الساعة الخامسة صباحا (‪ )5:00‬إلى السابعة صباحا( ‪ ) 7:00‬موجهة لدول الساحل اإلفريقي‪،‬‬
‫ويعاد بثها ليال‪ ،‬على الموجات القصيرة – ‪.‬‬
‫لغة البث ‪ :‬تبث إذاعة القرآن الكريم‪ ،‬برامجها‪ ،‬باللغة العربية المبسطة والمهذبة التي يمكن للجميع فهمها‬
‫كما تبث برامج أخرى باللغة األمازيغية‪ ،‬تلبية لجزء هام من المستمعين ‪.‬‬
‫مضمون الشبكة ‪ :‬تعتمد الشبكة‪ ،‬على المادة الدينية التي يراعى فيها البساطة واالعتدال والوسطية في‬
‫الطرح‪ ،‬وفق مرجعية المذهب المالكي‪ ،‬مع عمل جواري‪ ،‬و عدم الفصل بين الدين والوطنية‪ ،‬كوجهين‬
‫لعملة واحدة‪ ،‬وتنفذ على مدار عشر (‪ ) 10‬ساعات ليلية ونهارية‪.‬‬
‫‪-‬اإلذاعة الثقافية‪:‬‬
‫تأسست اإلذاعة الثقافية‪ ،‬في نهاية ‪ ، 1994‬وانطلقت في البث يوم ‪ 1995/02/01‬على الموجة‬
‫المتوسطة‪ ،‬و هي ثاني إذاعة موضوعاتية‪ ،‬بعد إذاعة القرآن الكريم‪.‬‬
‫و لقد أنشأت اإلذاعة الثقافية‪ ،‬في ظروف صعبة (سنوات الجمر)‪ ،‬حيث كانت أغلبية النشاطات الثقافية‬
‫مشلولة‪ ،‬و رغم ذلك استطاعت فرض وجودها‪ ،‬على المستويين الداخلي و الخارجي‪ ،‬وذلك بفضل جهود‬
‫و طموح طاقمها الشاب‪ ،‬وفي ‪ 15‬أكتوبر ‪ ، 2004‬توسعت ساعات البث‪ ،‬من ‪ 04‬إلى ‪ 06‬ساعات‪ ،‬أي‬
‫من الخامسة مساءا إلى الحادية عشر ليال‪ ،‬و تبث اإلذاعة الثقافية برامجها‪ ،‬على الموجة ‪ ،AM‬بذبذبة‬
‫مقدراها ‪ 1422‬كليو هرتز‪ ،‬كما يتم إرسال الثقافية على موجات ‪، FM‬عبر أغلب اإلذاعات الجهوية وذلك‬
‫لمدة ثالث (‪ ) 03‬ساعات‪ ،‬من الساعة الثامنة مساءا (‪ )20:00‬إلى غاية نهاية اإلرسال‪ ،‬في الساعة‬
‫الحادية عشرة ليال (‪.)23:00‬‬

‫‪15‬مرجع سﺎبق‪،‬ص‪.18‬‬

‫‪24‬‬
‫شبكة البرامج ‪ :‬في أعقاب تمديد الحجم الساعي للبث‪ ،‬على موجة ‪ ،FM‬كل يوم من الثامنة إلى الحادية‬
‫عشرة ليال‪ ،‬بعد أن كانت من الثامنة إلى التاسعة ليال‪ ،‬انقسمت فترات بث برامج اإلذاعة الثقافية‪ ،‬إلى‬
‫مرحلتين‪:‬‬
‫‪-1‬من الساعة الرابعة وخمس وخمسين دقيقة (‪ (16:55‬إلى حدود الساعة الثامنة مساءا (‪ ) 08:00‬و‬
‫هي فترة أولى تتضمن برامج ومواعيد إخبارية وروبورتاجات وبرامج علمية وحصصا قصيرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما الفترة الثانية‪ ،‬فتمتد من الساعة الثامنة مساءا (‪ )08:00‬إلى نهاية اإلرسال في الحادية عشرة ليال‬
‫وتشكل العمود الفقري للشبكة البرامجية‪ ،‬بحيث تحتوى على مادة دسمة‪ ،‬يغلب عليها الطابع الثقافي والفني‬
‫والتفاعلي ‪.‬‬
‫يشرف على القناة‪ ،‬مدير يساعده رئيس دائرة‪ ،‬مكلف باإلنتاج‪ ،‬و رئيس تحرير‪ ،‬لتأطير ‪ 40‬عامال في‬
‫مختلف التخصصات‪.‬‬
‫تنقسم برامج اإلذاعة الثقافية إلى قسمين‪:‬‬
‫إنتاج داخلي ‪ :‬يتكفل به الفريق الداخلي العامل باإلذاعة‪،‬‬
‫إنتاج خارجي ‪ :‬يعتمد على متعاونين من ذوي االختصاص (‪ 05‬متعاونين)‪.‬‬
‫الخطوط العامة لشبكة البرامج ‪ :‬تتوزع الشبكة البرامجية لإلذاعة الثقافية‪ ،‬على عدد من المحاور الكبرى‬
‫في سياق التنوع البرامجي الذي روعي فيه اإلشباع الفكري والقيمة الفنية واللمسة الجمالية‪ ،‬إلى جانب‬
‫مالمسة الواقع ومحاولة الغوص في أعماق المجتمع‪ ،‬من خالل برامج تفاعلية تشرك المستمع في العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وتمكنه من طرح انشغاالته بأريحية ‪ ،‬ويمكن إجماال التدليل على ذلك بمجموعة من اإلشارات‬
‫الكبرى‪ ،‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫برامج تفاعلية‪:‬‬
‫‪ -‬إيالء أهمية كبيرة للبرامج التاريخية والفكرية ‪.‬‬
‫‪-‬إبراز البعد اإلنساني في البرامج االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على أهمية الثقافة الوقائية‪ ،‬والمساهمة في محاربة اآلفات والظواهر التي قد تكون سببا في نخر‬
‫جسم المجتمع ‪.‬‬
‫‪-‬طرح اإلشكالية و تقديم الحلول بإشراك المختصين–‬
‫برامج فكرية ‪ :‬اإلحاطة بكل المدارس الحداثية‪ ،‬في األدب و الفكر وعلم االجتماع والفلسفة ‪.‬‬
‫‪-‬محاولة فهم اإلشكالية الثقافية العالمية ‪.‬‬
‫‪-‬إبراز إسهامات النخب الجزائرية‪ ،‬في الحقل المعرفي‪.‬‬
‫‪-‬برامج تاريخية ‪ :‬االهتمام بالتاريخ الوطني‪ ،‬قديمه وحديثه‪ ،‬وتقديمه بطريقة تكون قابلة لالستيعاب‬
‫والفهم‪ ،‬مساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية‪ ،‬وتحصين األجيال من االستالب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ب ارمج فنية ‪ :‬محاولة اإللمام بكل ماله صلة بالمنتوج الفني‪ ،‬بمختلف صوره ومدارسه من مسرح‪ ،‬سينما‬
‫معمار وفنون غنائية وتشكيلية‪ ،‬وتقديم األجود منه ‪.‬‬
‫التركيز على إبراز المنتوج الوطني‪ ،‬في هذا المجال‪..‬‬
‫‪ -‬إذاعة البهجة ‪ :‬و هي محطة إذاعية موسيقية ‪ ،‬برامجها تهتم بكل ما يتعلق بالموسيقى و الفن داخليـا‬
‫و خارجيا ‪ ،‬تبث برامجها على مدار العشرين ساعة ( ‪ 20‬سا ) يوميا ‪ ،‬ابتداءا من الساعة (‪06 . 00‬‬
‫سـا) إلى (‪ 02. 00‬سـا) ‪ ،‬و تبث برامجها عبر الساتيليت لتغطي شمال البالد و حوض البحر األبيض‬
‫‪.‬‬ ‫المتوسط‬
‫‪16‬‬
‫و هي محطات إذاعية منتشرة في كامل أرجاء الوطن ‪ ،‬منظمة في‬ ‫‪ -4-2-4‬المحطات الجهوية ‪:‬‬
‫شكل مندوبيات جهوية‪.‬‬
‫بجاية ‪.‬‬ ‫المندوبية الجهوية للوسط‪ :‬و تضم إذاعة متيجة ( الجزائر ) و إذاعة الصومام‬
‫مندوبية الشمال الشرقي ‪ :‬و تضم إذاعة سيرتا ( قسنطينة ) ‪ ،‬األوراس ( باتنة ) ‪ ،‬إذاعة الهضـاب‬
‫سطيف ‪ ،‬إذاعة عنابـة ‪ ،‬تبسـة‪.‬‬
‫مندوبية الشمال الغربي ‪ :‬و تضم إذاعة الباهية وهران ‪ ،‬إذاعة تلمسان ‪ ،‬و إذاعة تيارت التي أنجزت‬
‫‪.‬‬ ‫مؤخ ار‬
‫مندوبية الجنوب الشرقي ‪ :‬و تضم إذاعة األهقار بتمنراست ‪ ،‬و الطاسيلي و إذاعة سوف بالوادي ‪ ،‬و‬
‫السهوب األغواط و إذاعة أدرار‪.‬‬
‫مندوبية الجنوب الغربـي ‪ :‬و تضم إذاعة الواحات بورقلة ‪ ،‬و إذاعة الساورة ببشار ‪ ،‬و تم إنجاز مؤخ ار‬
‫إذاعة بسكرة ‪ ،‬نعامة ‪ ،‬تندوف ‪ ،‬أما إذاعة غرداية و شلف فهي قيد اإلنجاز‪.‬‬
‫والمندوبية هي التي تنظم نشاط اإلذاعات الخاصة بجهة معينة من الوطن‪ ،‬و تتولى تجسيد البرامج‬
‫المعتمدة في مجال الحصص اإلذاعية في إطار المخطط الجهوي و تحرير األخبار و اإلنتاج‪.‬‬
‫أما المحطة المحلية موجات بثها تغطي جزء معين من الوطن كوالية مثال من واليات الوطن و تتولى‬
‫تطبيق و بث برامج اإلذاعة المسطرة في إطار المخطط المحلي و في مجال البث اإلشهاري فإن المندوبية‬
‫الجهوية تقوم بمراقبة السير الحسن لتنفيذ الحمالت اإلشهارية و بثها على مستوى المحطات المحلية‪.‬‬
‫و تساعد المحطات المحلية البث اإلشهاري في توصيل الرسائل االشهارية إلى مناطق معينة من جهات‬
‫الوطن باللغة و اللهجة و العادات التي تعرفها تلك المناطق‬
‫‪ -3-4‬مهام المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة‪" EPRS " :‬‬
‫نصت المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ) 1( 102 – 91‬على مهام المؤسسة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعالم عن طريق بث و نقل كل التحقيقات و الحصص و البرامج اإلذاعية المتعلقة بالحياة الوطنية‬
‫أو الجهوية أو المحلية أو الدولية‬

‫‪ 16‬مجلﺔ اﻟشﺎشﺔ اﻟصغيرة‪ ،‬مرجع سﺎبق‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪-‬ضمان التعددية وفقا لألحكام الدستورية و النصوص الالحقة لها‪.‬‬
‫‪ -‬الوفاء في حدود إمكانياتها باحتياجات التربية و الترفيه و الثقافة لمختلف الفئات االجتماعية قصد إنهاء‬
‫معارفها و تطوير المبادرة لدى المواطنين‪.‬‬
‫‪-‬المساهمة في تنمية إنتاج األعمال الفكرية و بثها‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع التواصل االجتماعي في السياق التعددي و المساهمة بجميع السبل والوسائل في توسيع‬
‫التواصل‪.‬‬
‫‪-‬الدفاع عن اللغة الوطنية و تطويرها و النهوض بها‬
‫‪-‬تطوير الثقافة الوطنية بجميع مكوناتها و تنوعاتها و ترقيتها‪.‬‬
‫‪-‬القيام بحفظ المحفوظات اإلذاعية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باستغالل وسائلها اإلنتاجية و صيانتها و تنميتها ‪ ،‬و التكيف مع تطور التقنيات والتكنولوجيات‪.‬‬
‫‪-‬المساعدة في تكوين مستخدميها و تحسين مستواهم‪.‬‬
‫و منه يمكن القول أن المهمة األصلية لإلذاعة هو " الخدمة العمومية " عن طريق اإلعـالم و التربية ‪،‬‬
‫التثقيف و الترفيه ‪ ،‬لكن لإلذاعة مصالح تجارية كإنتاج و تسويق األشرطة و األسطوانات الموسيقية‪ ،‬بيع‬
‫خدمات أستوديو التسجيل الصوتي ‪،‬بيع المساحات االشهارية على أمواج قنواتها المختلفة‪.‬‬
‫و تشرف على تسير كل الشؤون المتعلقة باإلشهار " الوكالة االشهارية " و التي تكون محل الدراسة في‬
‫الجزء الموالي‪.‬‬
‫‪ ‬الدور الثقافي لالذاعة‪:‬‬
‫رأى بعض الجزائريين‪ ،‬مثل السيد حشالف‪ ،‬ان الفرنسيين اتخذوا ق ار ار سياسيا بمحاربة التأثير العربي‬
‫(المصري‪-‬المشرقي) بدعوى تشجيع االنتاج الجزائري من االغاني والموسيقى‪ ،‬وينسب السيد حشالف‬
‫فضال كبي ار الى اذاعة الجزائر في تجديد االغنية‪ ،‬وقال ان االذاعة كانتتستهلك أعدادا كبيرة من االشرطة‪،‬‬
‫وانه بفضل ذلك القرار السياسي احتفظت الجزائر بموسيقاها"العصرية الحقيقية"رغم التأثيرات التي خضعت‬
‫لها‪ ،‬والغريب أن حشالف لم يقل نفس الكالم عنالتأثيرات الفرنسية والغربيةعلى الموسيقى واالغنية‬
‫الجزائرية‪ ،‬وكأن التأثير الخارجياالجنبي الذي يخشى منه على الموسيقى الجزائرية هو فقط التأثير‬
‫المصري العربي‪.17‬‬
‫لقد أنشأت اذاعة الجزائر خمس جوقات للعناية بأنواع الفنون الغنائية‪:‬‬
‫‪ -1‬الكالسيكية تحت اشراف ‪ :‬محمد فخارجي‪ ،‬وكان يساعده أخوه عبد الرزاق فخارجي‪.‬‬
‫‪ -2‬الصحراوية بقيادة‪ :‬احمد خليفي‪.‬‬

‫‪17‬ابو اﻟﻘﺎسم سﻌد هللا‪:‬تﺎريخ اﻟجزائر اﻟثﻘﺎفﻲ‪ ،‬دار اﻟبصﺎئر‪ ،‬اﻟجزء اﻟخﺎمس‪ ،‬اﻟجزائر ‪ ،‬دسن ‪ ،‬ص‪.300‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -3‬العصرية بقيادة‪ :‬مصطفى اسكندراني‪ ،‬وظهر فيها عبد الرحمان عزيز‪.‬‬
‫‪ -4‬القبائلية بإشراف‪ :‬الشيخ نور الدين‪.‬‬
‫‪ -5‬الشعبية بإشراف‪ :‬محمد العنقاء‪ ،‬ونالحظ أن االذاعة الفرنسية لم تنشىء اية جوقة للموسيقى‬
‫الجزائرية أو الوطنية أو العربية‪ ،‬فالتقسيم العرقي والجهوي واضح حتى في هذه الفنون‪ ،‬ومن‬
‫االسف أن نفس التقسيم ظل موروثا حتى بعد سنوات من االستقالل‪.‬‬
‫ومع ذلك لم تتطور اذاعة الجزائر اال بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فقد توسعت وتقوت‪ ،‬وانشأت فرعا‬
‫للقبائلية أيضا‪ ،‬واصبح لها مجلة تسمى (هنا الجزائر) بالفرنسية والعربية‪ ،‬وكان يشرف على القسم العربي‬
‫الشاعر الطاهر بوشوشي‪ ،‬وكانت االذاعة تحتكر االنتاج االدبي وتدفع اجو ار مغرية للمساهمين معها‪،‬‬
‫وافسحت المجال لبعض الكتاب ل كي يخاطبوا الجمهور‪ ،‬واصبحت االذاعة تنافس الصحافة اليومية‪ ،‬سيما‬
‫بالعربية‪ ،‬الن االمية كانت تجبر معظم الجزائريين على سماع االخبار واالحاديث منها بدل قراءتها في‬
‫‪18‬‬
‫الصحف‪.‬‬
‫كما أن االذاعة فتحت عهدا جديدا للتمثيل‪ ،‬ففي كل اسبوع كانت تقدم مسرحيتين‪ ،‬احداهما بوليسية‪،‬‬
‫وكلتاهما بالعربية الدارجة‪ ،‬وكانت تقدم االغاني الفولكلورية‪ ،‬وبذلك ساهمت‪ ،‬مع المسرح في الدعاية‬
‫االستعمارية من جهة والتعريف بالفنون الشعبية من جهة اخرى‪ ،‬ذلك أن الفرنسيين لم يكونوا يمانعون في‬
‫البقاء على التراث المحلي بشرط أن يتطور الى وسيلة وطنية وان ال يخضع لتأثيرات غير فرنسية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1952‬انضم عبد الكريم دالي المولود في تلمسان سنة ‪ ،1914‬الى جوق االذاعة الذي كان‬
‫يشرف عليه محمد فخارجي‪ ،‬وكان دالي ماه ار في الموسيقى الغرناطية والحوزي‪ ،‬وكان معاص ار للعربي بن‬
‫صاري في تلمسان ومن المعجبين به‪ ،‬غير أن المشاركة في مؤتمر القاهرة سنة ‪ 1932‬سببت القطيعة‬
‫‪19‬‬
‫بينهما حين اختار ابن صاري ابنه للمشاركة فيه وأهمل دالي‪.‬‬

‫‪ 18‬سﻌد اﻟدين بن أبﻲ شنب‪ :‬مجلﺔ اﻻديب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ﻋدد ممتﺎز‪ ،‬ينﺎير‪.1954‬‬
‫‪19‬ابو اﻟﻘﺎسم سﻌد هللا‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.302‬‬

‫‪28‬‬
‫المحاضرة ‪:3‬‬
‫‪ -5‬اإلذاعات المحلية في الجزائر‪:‬‬
‫تعود تجربة البث اإلذاعي المحلي في الجزائر إلى األعوام القليلة الفارطة‪ ،‬حيث أنها حديثة العهد و‬
‫اقترنت بحداثة التجربة الديمقراطية ذاتها‪ ،‬وتمثلت هذه البداية في المشروع الوطني الذي سعت من خالله‬
‫الدولة إلى تطوير قطاع السمعي البصري بتمكينه من مواكبة الواقع بالموازنة مع ما ط أر على هذا األخير‬
‫من تغيرات وتحوالت‪،‬خاصة بعد أحداث أكتوبر ‪ 1988‬التي فرضت على السلطة ضرورة التخلي على‬
‫منطق الوحدة في التفكير‪ ،‬والتوجه في ظل الحرب الواحد في النظر بمنطق تعدد الرؤى واألفكار من‬
‫خالل التعددية السياسية والفكرية‪ ،‬وسعيا وراء تجسيد هذا التوجه الجديد في مجال اإلعالم‪ ،‬شرعت‬
‫المؤسسة الوطنية لإلذاعة في منتصف سنة ‪ 1991‬بإقامة عدة محطات إذاعية محلية في كافة المجاالت‪،‬‬
‫وقد سبق إنشاء هذه المحطات تأسيس مديرية تنمية اإلذاعات المحلية‪،‬التي حددت مهمتها في تسيير هذه‬
‫المحطات وتنسيق مهامها وتوجيه برامجها وذلك في سبتمبر ‪،1993‬هذه المديرية قامت بتقديم برنامج‬
‫حقيقي لرئاسة الحكومة يقضي بإنشاء المحطات المحلية‪ ،‬وكانت موزعة حسب المناطق الجغرافية‬
‫والكثافة السكانية والخصوصية المحلية‪ ،‬واإلمكانات المادية التقنية لإلذاعة الوطنية ‪.‬‬
‫وبذلك تكون شبكة اإلذاعات المحلية قد بلغت ‪ 36‬محطة عامة‪ ،‬وثالث محطات موضوعاتية وهي‪:‬‬
‫البهجة الموسيقية وإذاعة القران الكريم الدينية واإلذاعة الثقافية ‪.‬‬
‫وفيما يلي جدول يبين أهم اإلذاعات الجهوية في الجزائر‪:20‬‬
‫المحطة مقرها تاريخ شروعها في البث‬
‫الساورة بشار ‪ 20‬أفريل ‪1991‬‬
‫متيجة العاصمة ‪ 08‬أفريل ‪1991‬‬
‫الواحات ورقلة ‪ 09‬ماي ‪1991‬‬
‫السهوب األغواط ‪ 05‬نوفمبر ‪1991‬‬
‫األهقار تمنراست ‪ 16‬أفريل ‪1992‬‬
‫العالية تلمسان ‪ 07‬أكتوبر ‪1992‬‬
‫الهضاب سطيف ‪ 10‬أكتوبر ‪1992‬‬
‫األوراس باتنة ‪ 29‬ديسمبر ‪1994‬‬

‫‪ 20‬نوراﻟدين تواتﻲ‪،‬اﻟصحﺎفﺔ اﻟمكتوبﺔ واﻟسمﻌيﺔ اﻟبصريﺔ فﻲ اﻟجزائر‪ ،‬دار اﻟخلدونيﺔ ‪،‬اﻟجزائر ‪ ،2008،‬ص‪.140‬‬

‫‪29‬‬
‫الباهية وهران ‪ 26‬جانفي ‪1995‬‬
‫سيرتا قسنطينة ‪ 05‬فيفري ‪1995‬‬
‫تبسة تبسة ‪ 04‬أفريل ‪1995‬‬
‫توات أدرار ‪ 04‬جوان ‪1995‬‬
‫الصومام بجاية ‪ 20‬أوت ‪1995‬‬
‫سوف الواد ‪ 21‬نوفمبر ‪1996‬‬
‫عنابة عنابة ‪13‬جانفي ‪1997‬‬
‫التاسيلي إليزي ‪ 27‬جانفي ‪1997‬‬
‫تيارت تيارت ‪ 25‬أكتوبر ‪1998‬‬
‫تندوف تندوف ‪ 12‬مارس ‪1999‬‬
‫النعامة النعامة ‪ 25‬ماي ‪1999‬‬
‫الزيبان بسكرة ‪ 14‬جوان ‪1999‬‬
‫ميزاب غرداية ‪ 24‬فيفري ‪2001‬‬
‫بني شقران معسكر ‪ 27‬جويلية ‪2003‬‬
‫البيض البيض ‪ 08‬سبتمبر ‪2003‬‬
‫الحضنة المسيلة ‪ 10‬أكتوبر ‪2003‬‬
‫سكيكدة سكيكدة ‪ 15‬نوفمبر ‪2003‬‬
‫الشلف الشلف ‪ 26‬جانفي ‪2004‬‬
‫الظهرة مستغانم ‪ 11‬فيفري ‪2004‬‬
‫بلعباس سيدي بلعباس ‪ 17‬فيفري ‪2004‬‬
‫‪-1-5‬شبكة اإلذاعات الجهوية‪:‬‬
‫بدأ التأسيس لشبكة اإلذاعات الجهوية وكذا اإلذاعات الموضوعاتية‪ ،‬في سنة ‪، 1991‬تحت إشراف‬
‫المدير العام لإلذاعة الجزائرية آنذاك‪ ،‬المرحوم الطاهر وطار‪ ،‬الذي كان يولي أهمية كبيرة إلى هذا‬
‫الصرح اإلعالمي الكبير الذي صار يؤدي دو ار حيويا في مجال اإلعالمي الجواري‪ ،‬معز از بذلك‪ ،‬فضاء‬
‫الخدمة العمومية‪ ،‬بالنسبة لإلذاعة الجزائرية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أولى لبنات هذا المد اإلذاعي الجواري‪ ،‬كان إذاعة الساورة (بشار)‪ ،‬إذاعة البهجة (العاصمة) ثم إذاعة‬
‫متيجة (منطقة متيجة على امتدادها‪ ،‬في واليات البليدة‪ ،‬بومرداس وتيبازة)‪ ،‬ثم توالى مجهود بناء اإلذاعات‬
‫الجهوية‪ ،‬إلى أن اكتمل بالعدد ‪، 48‬مع تدشين إذاعة بومرداس‪ ،‬في ‪ 05‬جويلية ‪ . 2012‬اإلذاعات‬
‫الجهوية باألرقام عدد اإلذاعات الجهوية ‪ 48 :‬إذاعة الحجم الساعي اليومي للبث ‪ : 666‬ساعة ‪.‬كل‬
‫اإلذاعات الجهوية تبث ‪ 13‬ساعة و ‪ 05‬دقائق‪ ،‬من الساعة السادسة وخمس وخمسين دقيقة (صباحا إلى‬
‫الساعة الثامنة مساء (بينما تبث كل من إذاعة البهجة وإذاعة تمنراست‪ 24/24 ،‬ساعة‪ ،‬وإذاعتا أدرار‬
‫وإيليزي ‪ 18‬ساعة‪ ،‬عدد اإلذاعات التي تبث باألمازيغية إلى جانب العربية ‪ 27‬إذاعة‪ ،‬وفروع اللغة‬
‫األمازيغية المستعملة فيها هي ‪ :‬القبائلية‪ ،‬الشاوية‪ ،‬الميزابية‪ ،‬الزناتية‪ ،‬الحسانية‪ ،‬الورقلية‪ ،‬التارقية‬
‫والشنوية‪.‬‬
‫‪-2-5‬ميزة اإلذاعة الجهوية (المحلية) كوسيلة إعالمية جوارية‪:‬‬
‫‪ -‬تُعتبر اإلذاعة الجهوية (المحلية)‪ ،‬بال منازع‪ ،‬أقوى المؤسسات اإلعالمية تأثي ار في الجمهور‬
‫المتلقي‪ ،‬بحكم اآلنية التي تتميز بها في تقديم الخبر ونقل مجريات األحداث في حينها‪ ،‬وبحكم ميزة‬
‫التفاعلية التي تربطها بجمهور المستمعين‪ ،‬في الكثير من الفضاءات‪ ،‬وفي العديد من المجاالت‬
‫االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الخدماتية والترفيهية‪ ،‬وحتى السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬وتكمن أهمية هذا التأثير‪ ،‬في كونه تأثي ار مباش ار له وقع فوري وواسع االنتشار‪ ،‬بحكم عالقة‬
‫االرتباط الخاصة التي تنشأ بين المواطن (المستمع) وإذاعته المحلية التي تبث في محيطه الطبيعي الذي‬
‫ينتمي إليه‪ ،‬وتهتم بانشغاالته األساسية‪ ،‬على المستوى المحلي‪ ،‬وتوفر له فرصة المشاركة والتعبير وتسمع‬
‫له بإبراز مواهبه‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي اإلذاعة المحلية‪ ،‬دور الوسيط االجتماعي‪ ،‬بال منازع‪ ،‬بحيث تقوم من جهة‪ ،‬بنقل االنشغاالت‬
‫الحقيقية التي يعبر عنها المجتمع المحلي‪ ،‬يوميا‪ ،‬وفي شتى مناحي الحياة‪ ،‬إلى مصادر القرار‪ ،‬وتقوم من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬بإبراز المجهود الذي تقوم به السلطات العمومية‪ ،‬في سبيل النهوض بالتنمية المحلية ‪.21‬‬
‫‪-3-5‬مهام اإلذاعة الجهوية (المحلية)‪:‬‬
‫يعكس عمل اإلذاعة المحلية‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬مميزات وخصوصيات الوالية أو الواليات التي‬
‫يشملها مجال التغطية‪ ،‬وتعد مهامها متنوعة و متكاملة وهي كالتالي‪:‬‬
‫* مهمة إخبارية حول األحداث المحلية‪.‬‬

‫‪ 21‬محمد شلوش‪ :‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬

‫‪31‬‬
‫* مهمة وثائقية تدعيما وامتدادا للتناول اإلخباري لألحداث‪.‬‬
‫* مهمة تثقيفية ‪ ،‬تربوية وتشاركية‪ ،‬حول مختلف المواضيع التي تهم حياة المجتمع المحلي‪.‬‬
‫*مهمة خدماتية‪.‬‬
‫* مهمة ترفيهية ومسلية‪.‬‬
‫‪-4-5‬محتوى برامج اإلذاعة المحلية‪:‬‬
‫يعكس مضمون البث في اإلذاعة المحلية‪ ،‬حياة الجماعة المحلية‪ ،‬بكل أوجهها االجتماعية‬
‫االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الثقافية واإلبداعية‪ ،‬وينبغي أن تعكس الجوانب المرتبطة بتسيير المدينة‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫بالحياة اليومية للمواطن‪ ،‬وباألخص في مجاالت ‪ :‬السكن‪ ،‬الشغل‪ ،‬التربية‪ ،‬الصحة‪ ،‬النظافة‪ ،‬األمن‬
‫السياحة والترفيه‪.‬‬
‫* تحرص اإلذاعة الجهوية (المحلية) في إعداد برامجها‪ ،‬على مراعاة انشغال التجاوب مع حاجيات‬
‫كل فئات جمهور المستمعين في مجاالت اإلعالم‪ ،‬الترفيه واإلثراء الثقافي‪ ،‬بحكم المهام الثقافية‪،‬‬
‫االجتماعية والمهنية المنوطة بها‪.‬‬
‫* تضمن من خالل برامجها‪ ،‬إبراز التراث والمساهمة في إثرائه‪ ،‬بواسطة اإلبداع اإلذاعي الذي‬
‫تقترحه في برامجها‪.‬‬
‫* تساهم في ضمان الحق في اإلعالم والتعبير‪ ،‬لجميع المكونات الثقافية واالجتماعية والمهنية‬
‫للمجتمع المحلي‪ ،‬وتضمن التعبير التعددي لمختلف تيارات الفكر والرأي‪.‬‬
‫*تساهم اإلذاعة الجهوية‪ ،‬في إبراز اللغتين الوطنيتين وترقيتهما‪ ،‬في إطار احترام الدستور‪.‬‬
‫* تساهم في الحفاظ على خصوصيات المجتمع المحلي‪ ،‬في مجال التعبير‪ ،‬بمختلف مكونات اللغة‬
‫األمازيغية‪.22‬‬
‫‪ -6‬نماذج عن إذاعات محلية‪:‬‬
‫‪-1-6‬إذاعة المسيلة الجهوية (نموذج)‪:‬‬
‫يأتي إنشاء إذاعة المسيلة الجهوية ضمن مخطط وطني يهدف إلى إعالم جواري‪ ،‬يهتم ويتفاعل مع‬
‫انشغاالت المواطنين اليومية في مختلف مجاالت التنمية والحياة االجتماعية‪ ،‬والخدمة العمومية المنبثقة‬
‫من إرادة وطنية‪،‬جسدتها اإلذاعة الجزائرية من خالل تحويل مبدأ حق المواطن في اإلعالم إلى واقع‬
‫ملموس تأكده عشرات اإلذاعات الجهوية المنتشرة عبر ربوع الوطن‪.‬‬

‫‪ 22‬مرجع سﺎبق‪،‬ص‪.27‬‬

‫‪32‬‬
‫وقد بدأ التجسيد الميداني لمشروع إذاعة المسيلة الجهوية في بداية ‪ ،2002‬وذلك باستغالل مقر‬
‫المجلس الشعبي الوالئي سابقا وإعادة تهيئته‪ ،‬حيث أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز‬
‫بوتفليقة على انطالق بثها يوم الثالثاء‪10‬أكتوبر ‪ ،2003‬أين أمضى على أول ورقة طريق للبث اليومي ‪.‬‬
‫إن انطالق بث هذا الصرح اإلعالمي لم يكن عاديا بالنسبة لسكان والية المسيلة‪ ،‬إذ أصبح بإمكان‬
‫المواطن أن يتابع يوميا األخبار المحلية من مختلف ربوع الوالية‪ ،‬وأن يشارك ويتفاعل مع مختلف البرامج‬
‫القريبة من اهتماماته وقضاياه‪ ،‬وذلك على الموجة ‪ FM 104.5.‬لقد شهدت إذاعة المسيلة الجهوية منذ‬
‫انطالق بثها تطورات ومراحل عدة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتنوع الشبكات البرامجية‪ ،‬إضافة إلى الحجم‬
‫الساعي للبث‪ ،‬وهو ما توضحه النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬انطالق البث بشبكة برامجية على مدى أربعة ساعات يوميا‪ ،‬من التاسعة صباحا إلى الواحدة ظه ار‬
‫وذلك في سنة ‪ 2003‬و ‪2004‬‬
‫‪-‬ثم تطور الحجم الساعي للبث اليومي إلى ‪ 8‬ساعات‪ ،‬وبعدها إلى ‪ 12‬ساعة وذلك في جوان‬
‫‪.2006‬‬
‫‪-‬حاليا البث الساعي يقارب ‪ 13‬ساعة يوميا‪ ،‬من الساعة السادسة صباحا إلى السابعة و النصف مساءا‬
‫وفق شبكة برامجية متنوعة‪.‬‬
‫‪ -2-6‬إذاعة قسنطينة الجهوية‪:‬‬
‫أنشئت إذاعة قسنطينة بتاريخ ‪ 2‬فيفري ‪ 1995‬هذه اإلذاعة تابعة لإلذاعة الجزائرية وتبث على موجة‬
‫األف أم وتعد هذه اإلذاعة إذاعة محلية ذات طابع جواري حيث أعطى هذا لها في بداية األمر اسم إذاعة‬
‫سيرتا أف أم التي تهتم بمختلف ما يجري في الساحة السياسية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والرياضية‪ ،‬تعمل‬
‫إذاعة سيرتا على تقديم شبكة برامجية متنوعة موزعة على كامل أيام األسبوع يمكن تصنيف مادتها‬
‫اإلعالمي ة من خالل البث على مدار ثالث فترات متمثلة في الفترة الصباحية الممتدة من ‪ 6:55‬إلى‬
‫‪ 13:00‬حيث وفي تمام الساعة الواحدة زواال يتم الربط بالقناة األولى مباشرة لمتابعة النشرة اإلخبارية‬
‫والفترة المسائية الممتدة من الساعة ‪ 13:30‬إلى ‪ 18:00‬أما الفترة الليلية فهي تمتد من الساعة ‪18:00‬‬
‫إلى ‪ 19:30‬إذ يتم الربط بالقناة األولى إلى حدود الساعة الثامنة ليال لينتهي البث باإلذاعة الثقافية‪.‬‬
‫‪-‬طبيعة النشاط الذي تقوم به‪:‬‬
‫النشاط اإلعالمي‪ :‬من خالل تقديم المعلومات اليومية للمواطنين لساعات طويلة‪.‬‬
‫النشاط الخدماتي‪ :‬يتمثل في المواد اإلعالمية التي تصل إلى المستمعين مجانا ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫النشاط التجاري‪ :‬من خالل تصميم حمالت إعالنية واشهارات تتقاضى مقابلها مبالغ مالية محددة‬
‫حسب المدة التي يستغرقها اإلعالن‪.‬‬
‫النشاط الثقافي والترفيهي‪ :‬بغية كسر الملل لدى المستمع‪.‬‬
‫النشاط االجتماعي‪ :‬من خالل تنمية العالقات اإلنسانية وزيادة التماسك االجتماعي مع دعوتها‬
‫للحفاظ على العادات والتقاليد الحسنة‪.‬‬
‫النشاط التقني‪ :‬حيث تعتمد على طاقم بشري متخصص إداريين وصحفيين وتقنيين باإلضافة إلى‬
‫أجهزة وأدوات خاصة‪.23‬‬
‫‪-‬المكونات البشرية إلذاعة سيرتا‪:‬‬
‫هناك عدة أقسام نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المدير العام‪:‬وهو المشرف على كل أقسام ومصالح اإلذاعة ويسهر على توفير الجو المناسب‬
‫ماديا ومعنويا من أجل تأدية مهامهم في أحسن الظروف‪ ،‬كما يعمل أيضا على التسيير الحسن لكل‬
‫أقسامها‪.‬‬
‫‪-2‬السكرتارية‪ :‬تكون تابعة للمدير وعملها مرتبط أساسا به حيث تهتم بالرسائل الواردة والمرسلة عبر‬
‫الفاكس والبريد العادي أو اإللكتروني‪ ،‬وتعمل على تحرير الملفات اإلدارية المتعلقة بعمال اإلذاعة‪.‬‬
‫‪-3‬قسم األخبار‪:‬ويعتبر العمود الفقري لإلذاعة‪ ،‬يقوم الصحفيون من خالله بإعداد األخبار وتلقي‬
‫المعلومات بجميع أشكالها( فاكسات‪ ،‬اتصاالت من طرف هيئات لها عالقة باإلذاعة) ويقوم منسق‬
‫األخبار بتوزيع المهام‪ ،‬ضبط البرامج وتسيير ندوات العمل‪ ،‬إعطاء توجيهات العمل فيما يتعلق بالمواجيز‬
‫األخبار‪ ،‬المواعيد اليومية‪.‬‬
‫‪-4‬القسم اإلداري‪ :‬وهو القسم الذي يشرف على جميع األمور اإلدارية‪ ،‬ويعتني بجميع ملفات العمال‬
‫وينقسم بدوره إلى عدة أقسام‪:‬‬
‫‪-‬مكتب المالية‪-‬مصلحة اإلشهار‪ :‬واستحدثت في ‪ 1998‬من أجل إضافة مداخيل إلى الميزانية‪-‬‬
‫مكتب الموزع الهاتفي‪-‬خلية األمن والنظافة‪ -‬الحظيرة‪.‬‬
‫‪-5‬القسم التقني‪ :‬يهتم بصيانة مختلف األجهزة اإللكترونية والتكنولوجية المستخدمة‪ ،‬يعمل به حوالي‬
‫‪ 11‬تقني ويتكون من قسمين‪:‬‬
‫‪-‬قسم الصيانة و‪-‬قسم التسجيل ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وثﺎئق متحصل ﻋليهﺎ من مﻘر اذاﻋﺔ قسنطينﺔ اﻟجهويﺔ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-6‬قسم اإلنتاج‪ :‬ويعتبر الخلية األساسية في بلورة العمل اإلذاعي نهائيا‪ ،‬وهذا القسم يشرف على‬
‫إنتاج الحصص‪ ،‬األخبار‪ ،‬البرامج الترفيهية‪ ...‬ومختلف األعمال‪.24‬‬
‫‪-‬وظائف إذاعة سيرتا المحلية‪:‬‬
‫تقوم اإلذاعة المحلية بدور فعال وكبير في خدمة المجتمع المحلي القسنطيني ويظهر ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪-1‬إعالم وتثقيف جمهور والية قسنطينة والواليات المجاورة ممن يصلهم أثير اإلذاعة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمل على حل مشاكل المواطنين مع التركيز على المشاركة الجماهيرية التي تظهر من خالل‬
‫بعض الحصص‪.‬‬
‫‪-3‬تلعب دو ار هاما في التوعية‪.‬‬
‫‪ -4‬مواجهة المشاكل التي تقف في طريق التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪-5‬حث المواطن على ضرورة االشتراك في القضايا العامة عن طريق المساهمة بإبداء الرأي‪.‬‬
‫‪-3-6‬إذاعة ميلة الجهوية‪:‬‬
‫صدر مرسوم إنشاء إذاعة ميلة الجهوية بالجريدة الرسمية في شهر أكتوبر ‪ ،2008‬وقد بدأ عملها‬
‫وتنظيمها الرسمي في ‪ 4‬جانفي ‪ 2009‬قبل أن يبدأ بثها الفعلي بتدشين وزير اإلعالم واالتصال آنذاك عز‬
‫الدين ميهوبي والمدير العام لإلذاعة الوطنية يوسف خالدي والوالي‪.‬‬
‫بدأت بث برامجها في ‪9‬مارس ‪ 2009‬على أربع موجات وهي ‪ 89,9‬ميغا هرتز والثانية‪92,7‬‬
‫والثالثة‪93,00‬والرابعة ‪ 102,7‬بفترة بث ‪ 6‬ساعات يوميا‪ ،‬من السادسة وخمسة وأربعين دقيقة إلى غاية‬
‫‪12‬سا وقد تم تمديد البث إلى ‪ 10‬ساعات ثم إلى ‪ 13‬ساعة يعني إلى غاية ‪ 20‬ليال ولها موقع‬
‫الكتروني‪ ،‬أما بالنسبة لبثها فتغطي كافة الدوائر والبلديات ويمتد بثها لبعض الواليات المجاورة‪.25‬‬
‫‪-‬إذاعة ميلة الجهوية وعالقاتها‪:‬‬
‫تعتمد إذاعة ميلة الجهوية في عالقاتها على كل اإلذاعات المحلية المجاورة وحتى البعيدة منها لخلق‬
‫اتصال إعالمي هادف‪ ،‬كما تربطها العديد من العالقات اإلعالمية مع مختلف المؤسسات األخرى الفاعلة‬
‫في مختلف المجاالت‪ ،‬إلى جانب عالقاتها مع الحركة الجمعوية التي تنشط على مستوى تراب الوالية‬
‫أيضا تربطها عالقة إعالمية مميزة مع مختلف المؤسسات اإلعالمية األخرى‪.‬‬

‫‪ 24‬مﻘﺎبلﺔ مع رئيس قسم اﻻدارة‪ :‬اﻟسيد اﻟيﺎس بن حركو‪ ،‬يوم ‪.2107-3-25‬‬


‫‪ 25‬وثﺎئق قسم اﻻرشيف‪radiomila.pub@gmail.com :‬‬

‫‪35‬‬
‫وتكمن أساسا هذه العالقات في تغطية مختلف النشاطات والتظاهرات التي تنظمها القطاعات‬
‫المعنية‪ ،‬إلى جانب عالقتها التجارية مع المؤسسات االقتصادية من خالل اإلشهار واإلعالن‪ ،‬كما تشمل‬
‫أيضا الدعوات والعالقات الرسمية‪.‬‬
‫‪-4-6‬إذاعة جيجل الجهوية‪:‬‬
‫تأسست إذاعة جيل ‪ FM‬الموجهة للشباب‪ ،‬في ‪15‬جانفي ‪ ،2012‬بعد إعادة انتشار إذاعة متيجة‬
‫التي توّلدت عنها ‪ 03‬إذاعات جهوية هي إذاعة البليدة‪ ،‬إذاعة تيبازة وإذاعة بومرداس‪ .‬وبموجب هذا‬
‫التوسع األثيري‪ ،‬تحول مقر إذاعة متيجة إلى مقر إلذاعة جيل ‪ FM‬التي استفادت من الموجة الترددية‬
‫‪ 7.94‬ذات التغطية الواسعة في الجزائر الكبرى‪ ،‬كما ضمت إليها عددا هاما من عمال إذاعة متيجة ومن‬
‫قنوات أخرى‪ ،‬بمجموع ‪ 40‬عامال‪ ،‬مما مكنها من ضمان البث المتواصل ‪ ،24/24‬ظلت إذاعة جيل‬
‫‪FM‬تحافظ على عدد محدود من العمال بحيث ال يتجاوز (‪ ( 65 2014‬عامال‪ ،‬بمن فيهم ‪ 16‬عامال‬
‫كانت تربطهم بمؤسسة اإلذاعة‪ ،‬عقود مؤقتة‪ ،‬لمدة ‪ 9‬أشهر‪ ،‬يتكون اإلطار المسير إلذاعة جيل ‪ FM‬من‬
‫مدير‪ ،‬رئيس تحرير‪ ،‬أربعة (‪( 04‬رؤساء دوائر ورئيسي مصلحتين‪ ،‬ويقدر معدل السن بالنسبة لهؤالء‬
‫المؤطرين‪ 38 ،‬سنة‪ ،‬بينما ال يتعدى معدل سن باقي العمال ‪ 28‬سنة‪.‬‬
‫جيل ‪ FM‬هي أول إذاعة من حيث االستماع عبر اإلنترنيت بنسبة تفوق ‪ % 38‬من حصة السوق‬
‫وهي تتوفر على أحدث أجهزة البث الرقمي‪ ،‬تبث هذه اإلذاعة الموجهة للشباب‪ ،‬على موجة ‪FM‬في ‪15‬‬
‫والية هي ‪ :‬الجزائر العاصمة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيبازة‪ ،‬بويرة‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬وهران‪ ،‬سطيف‪ ،‬غرداية‪ ،‬ورقلة‬
‫تمنراست‪ ،‬البليدة‪ ،‬عين الدفلى‪ ،‬المدية‪ ،‬برج بوعريريج والوادي‪ .‬في باقي أنحاء الوطن‪ ،‬تبث إذاعة جيل‬
‫‪FM‬على الموجتين المتوسطتين ‪ 549 :‬بالنسبة للشرق و ‪ 531‬بالنسبة للغرب‪.‬‬
‫يتم استعمال اللغة العربية الفصحى‪ ،‬في مجمل البرامج اإلخبارية (‪ 07‬مواجيز‪ 01 ،‬نشرة إخبارية‬
‫و‪ 04‬حصص) بينما تُستعمل اللغة العامية‪ ،‬في برامج اإلنتاج‪ ،‬واللسان المحلي بما فيه مختلف فروع اللغة‬
‫األمازيغية‪ ،‬في مواعيد البث المشترك مع اإلذاعات الجهوية‪.26‬‬
‫األخبار * ‪ :‬األخبار بصفة عامة ‪ :‬رئيس تحرير و اثنا عشر (‪ ) 12‬صحفيا ‪.‬سبعة (‪ ) 07‬مواجيز‬
‫يومية ونشرة أخبار واحدة في فترة الظهيرة ‪.‬أربعة (‪ ) 04‬حصص أسبوعية مدة كل واحدة منها ساعة‬
‫واحدة وثالثون دقيقة من منتصف النهار إلى الواحدة والنصف زواال حول المواضيع التالية ‪:‬التشغيل‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫محمد شلوش‪ :‬اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ اﻟنشأة واﻟمسﺎر‪ ،‬كتيب من منشورات اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪36‬‬
‫التكوين‪ ،‬تسيير المؤسسات والحياة الطالبية‪ ،‬موجز واحد خاص باألخبار الجهوية في التاسعة والنصف‬
‫صباحا (‪.( * 30.9‬‬
‫الرياضة ‪ :‬رئيس مصلحة و أربعة (‪ (04‬صحفيين‪ ،‬موجز يومي خاص بالرياضة في الساعة الحادية‬
‫عشرة (‪ ) 00.11‬قبل الظهر وحصتان أسبوعيتان (‪ )02‬مدة كل واحدة منها ساعتان (‪ 02‬س ) ركن‬
‫يومي خاص بالرياضة‪ ،‬في الساعة الثامنة والنصف صباحا (‪ ( 30.08‬وقفة يومية خاصة بالرياضة‪ ،‬في‬
‫الساعة الخامسة والربع بعد الظهر (‪)15.17‬‬
‫اإلنتاج * ‪:‬‬
‫البرمجة ‪ :‬يتولى إدارة هذا القسم‪ ،‬مسؤول برتبة رئيس دائرة‪ ،‬لإلشراف على أربعة (‪) 04‬مبرمجين‬
‫على مدار ثماني (‪ ) 08‬ساعات في اليوم‪ ،‬يتم فيها أساسا‪ ،‬ضبط البرمجة الموسيقية التي تتوزع على‬
‫النسب التالية ‪ % 70 :‬برنامج موسيقي جزائري‪% 20 ،‬موسيقى غربية و‪ % 10‬موسيقى إفريقية‬
‫وشرقية‪ ،‬وضمن البرنامج الموسيقي الجزائري‪ ،‬تُخصص نسبة ‪ 60 %‬لأللوان الموسيقية الجديدة ‪.‬‬
‫اإلنتاج ‪ :‬يتولى إدارة هذا القسم مسؤول برتبة رئيس دائرة‪ ،‬لإلشراف على عمل أربعة (‪ ( 04‬منشطين‬
‫دائمين‪ ،‬وثمانية (‪ ) 08‬منشطين متعاونين‪ ،‬باإلضافة إلى ثالث (‪ ) 03‬مساعدات ‪ -‬فترة صباحية يومية‪،‬‬
‫لمدة ثالث (‪ ) 03‬ساعات‪ ،‬من السابعة (‪ )07:00‬إلى العاشرة (‪)10:00‬صباحا‪ ،‬مخصصة للثقافة وحياة‬
‫المجتمع ‪ -‬حصة يومية في نهاية النهار‪ ،‬من الساعة الرابعة ‪16:00‬إلى الساعة الخامسة والنصف بعد‬
‫الظهر‪ ،‬مخصصة للثقافة والحياة العملية ‪ -‬حصتان (‪ ) 02‬موضوعاتيتان‪ ،‬تُبثان مرتين في األسبوع‬
‫مخصصتان لموسيقى القناوي والموسيقى اإلفريقية‪ ،‬من الساعة الثامنة مساءا (‪)20:00‬إلى الساعة‬
‫العاشرة ليال ‪ 22:00‬موعدان (‪ ) 02‬حول المسائل الدينية‪ ،‬وحصة تفاعلية‪ ،‬لمدة ساعة ونصف الساعة‬
‫‪-‬بث مشترك يومي مع اإلذاعات الجهوية‪ ،‬لمدة ‪ 30‬دقيقة‪ ،‬من الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر‬
‫إلى الساعة السادسة مساءا (‪ ( 18:00‬حصة أسبوعية كل يوم خميس‪ ،‬مع إذاعة جهوية‪.27‬‬

‫‪ 27‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.24-23‬‬

‫‪37‬‬
‫المحاضرة‪:4‬‬
‫‪-7‬أسباب إنشاء اإلذاعات الجهوية في الجزائر‪:‬‬
‫‪ -‬التغيرات العديدة التي أفرزتها التعددية‪ ،‬حيث كان لزاما على القطاع السمعي البصري _خاصة اإلذاعة‬
‫التي ال تتطلب استثمارات كبرى _أن يقترب من المواطن‪ ،‬وهكذا أصبح من الضروري فتح قنوات إعالم‬
‫على مستوى أفقي‪ ،‬ومنح الواليات الداخلية إذاعات محلية تتجه بالدرجة األولى إلى سكان هذه المناطق‪.‬‬
‫‪-‬ظهور الثقافة المستقلة‪ ،‬فقد طبعت فترة التغيير السياسي لما بعد ‪ 1989‬بتحوالت جذرية في الميدان‬
‫اإلعالمي‪ ،‬وكانت أهم مظاهر هذا التحول التسريح القانوني بإمكانية إطالق صحافة خاصة‪ ،‬سواء كانت‬
‫معارضة أو مستقلة‪ ،‬واالستفادة الخاصة من الموجات‪.‬‬
‫‪-‬الرغبة في فك العمالة الثقافية واإلعالمية عن المناطق الداخلية النائية‪ ،‬حتى تكون حاف از جديدا في‬
‫التنمية المحلية في كافة المجاالت‪.‬‬
‫‪-‬الطلبات التي ميزت هذه الفترة من الجهات المعنية إلنشاء هياكل بث تسمح لها بإيصال صوتها عبر‬
‫القناة‪،‬وهذا يعني محاولة تبني صيغة "البرامج الجهوية" وذلك لملء الفراغ اإلعالمي الذي تعاني‬
‫منه مختلف المناطق البعيدة عن المركز‪.‬‬
‫كما صاحب ظهور اإلذاعة المحلية في الجزائر عدة ظروف أعطتها صبغة ومميزات خاصة‪ ،‬وطبعت‬
‫الجانب الشكلي والضمني لها‪ ،‬ومن بين سمات اإلذاعة الجهوية في الجزائر نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تجربة الجزائر في ميدان البث اإلذاعي الجهوي حديثة تقترن بالتجربة الديموقراطية نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬المحطات الجهوية مشروع من المشاريع التوسعية لإلذاعة الوطنية‪ ،‬وبالتالي فهي امتداد للمؤسسة‬
‫الوطنية لإلذاعة‪.‬‬
‫‪-‬اإلذاعة الجهوية قطاع عمومي مع أن قانون اإلعالم لعام ‪ 1990‬سمح بتحرير الموجات‪ ،‬وبإطالق‬
‫المشاريع الخاصة‪.‬‬
‫‪-‬سبقت المحطات الجهوية الهياكل المديرة لها من حيث النشأة‪ ،‬فكان إنشاء مديرية تنمية اإلذاعات‬
‫المحلية والتي مهمتها تسيير هذه المحطات وتنسيق مهامها وتوجيه برامجها في سبتمبر ‪ ،1993‬في حين‬
‫أن عدد المحطات في هذا التاريخ كان خمسة محطات‪.‬‬
‫‪-‬اإلطالق السريع والمفاجئ للمحطات كان يعبر عن مسايرة الوضع العام‪،‬أكثر منه عن الحاجة إلى‬
‫اإلذاعة المحلية‪.‬‬
‫‪-‬بعض اإلذاعات تتجاوز الحدود المحلية‪ ،‬لتغطي أكثر من والية مما يجعلها جهوية أكثر منها محلية( ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-8‬مسار الرقمنة‪:‬‬
‫على المستوى التقني‪ ،‬شهدت اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬عملية واسعة لتجديد وعصرنة وسائل العمل‬
‫واإلنتاج‪ ،‬بما يتالءم مع المقتضيات الحديثة لإلعالم اإلذاعي‪ ،‬وهكذا شرعت في مجهودها الرامي إلى‬
‫رقمنة إنتاجها من البرامج اإلذاعية‪ ،‬منذ منتصف التسعينيات‪ ،‬وتطّلب هذا المجهود في البداية‪ ،‬التكيف مع‬
‫التطور التكنولوجي الذي فرض عليها التخلص التدريجي من استعمال الشريط المغناطيسي‪ ،‬ثم الشروع في‬
‫المرحلة الثانية‪ ،‬بداية من عام ‪ ، 999‬في وضع واستعمال التجهيزات الرقمية‪ ،‬ثم مع ظهور برامج‬
‫المعالجة الرقمية للمادة اإلذاعية‪ ،‬وكذلك التركيب والمزج والمؤثرات الصوتية‪ ،‬بات لزاما اعتماد الرقمنة‬
‫الكاملة التي وضع من أجلها مخطط من ست (‪ ( 06‬مراحل هي ‪ :‬تعويض التجهيزات التماثلية‬
‫بالتجهيزات الرقمية؛ إقامة شبكة داخلية للربط الرقمي؛ إقامة نظام إذاعي رقمي؛ إقامة منصة إلكترونية‬
‫متعددة الوسائط؛ تكوين جميع العمال الذين يرتبط أداؤهم بمجال الرقمنة؛ البث الرقمي في اتجاه الجمهور ‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط ‪:Radio Algérie Multimédia‬‬
‫هي قطب إخباري متعدد الوسائط‪ ،‬ينقل من خالل الموقع االلكتروني لإلذاعة الجزائرية ‪.www‬‬
‫‪ dz.radioalgerie‬أخبار اإلذاعة والوطن واألحداث المحلية‪ ،‬الوطنية والدولية‪ ،‬هي أيضا صوت‬
‫الجزائر من خالل اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬في كل العالم عبر االنترنيت ‪ ،‬وفضاء للتفاعلية في عالم افتراضي‬
‫وحقيقي في آن واحد‪ .‬تعتبر اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط مصد ار حيويا لإلذاعة الجزائرية‪ ،‬فهي من‬
‫جهة‪ ،‬تفتح نافذة تفاعلية وآنية على عمل منظومة اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬بجميع قنواتها (لكل قناة موقع مع‬
‫البث الحي ‪ ،le streaming‬ومن جهة أخرى‪ ،‬توفر للزائر والمتصفح‪ ،‬سيال من المعلومات واألخبار‬
‫بالنص والصورة والفيديو أيضا‪.28‬‬
‫‪ -10‬األرشيف ومكتبة األغاني‪ :‬إدراكا بأهمية األرشيف اإلذاعي‪ ،‬وتثمينا لإلطار التنظيمي الذي‬
‫يحكمه‪ ،‬تم في سنة ‪ 2001‬استحداث مديرية األرشيف ومكتبة األغاني‪ ،‬تتفرع إلى قسمين‪:‬‬
‫‪-1‬قسم التسجيالت الموسيقية والغنائية بمختلف انواعها؛‬
‫‪ -2‬قسم الوثائق السمعية المتضمنة للبرامج والحصص التي تتنوع محتوياتها بتنوع المواضيع‬
‫المعالجة فيها (سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬ثقافية ‪ ..‬إلخ)‪ ،‬باإلضافة إلى الخطب التي ألقاها مختلف الرؤساء منذ‬
‫االستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬وحرصت اإلذاعة الجزائرية أيضا‪ ،‬على تعزيز هذا المكون الحيوي وتحسين‬
‫أدائه‪ ،‬فأفردت له مجهودا خاصا من خالل مسار الرقمنة الذي يجري منذ سنوات‪ ،‬كما أنشأت له مق ار‬

‫‪ 28‬محمد شلوش‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪39‬‬
‫جديدا بالكاليتوس ‪ ، Les Eucalyptus‬يتسم بشساعة فضائه وبامتالك المواصفات التي تسمح له بإيواء‬
‫األرشيف وحفظه من التلف‪ ،‬وقد انتقل الفريق العامل بمديرية األرشيف ومكتبة األغاني‪ ،‬بصفة نهائية إلى‬
‫المقر الجديد‪ ،‬مع مطلع السنة الجارية‪ ،‬تكتنز مكتبة األغاني‪ ،‬تسجيالت هي في غاية الثراء والتنوع بحيث‬
‫يشمل مضمونها‪ ،‬مختلف الطبوع واألنواع الموسيقية والغنائية‪ ،‬وتحتوي مديرية األرشيف ومكتبة األغاني‬
‫على مختلف الحاويات الخاصة باألغاني‪ ،‬وهي على الشكل التالي ‪:‬أقراص مضغوطة‪ ،‬أسطوانات‪ ،‬و‬
‫لفيف أو أشرطة سمعية‪ Bandes sonores .‬بالنسبة لقسم الوثائق السمعية ‪La phonothèque‬‬
‫‪،‬يتعلق األمر بالحصص بمختلف أنواعها‪ ،‬باإلنتاج المسرحي وبخطب الرؤساء‪ ،‬وتتضمن الحصص برامج‬
‫سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬تاريخية وفنية‪ ،‬مع العلم أن اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬تسعى دائما إلى استقطاب‬
‫المزيد من التسجيالت‪ ،‬حتى منها التي تُسجل بطريقة «هاوية»‪ ،‬ألن بعض الفنانين الكبار‪ ،‬لم يسجلوا‬
‫أعمالهم‪ ،‬إال في األعراس والجلسات العائلية‪ ،‬وتركوا رصيدا مهما للغاية ‪.‬‬
‫الرقمنة ‪ :‬شرعت اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬في نقل مخزونها من الوسائط التماثلية إلى‬
‫الوسائط الرقمية‪ ،‬ومازال هذا المجهود مستم ار إلى يومنا هذا‪ ،‬وقد قام المهندسون في المؤسسة‪ ،‬بربط‬
‫مكتبة األغاني‪ ،‬بشبكة رقمية مع مختلف القنوات التي تزود قسطا من برامجها مباشرة من هذه الشبكة ‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬هناك مشروع لربط مكتبة األغاني بجميع المحطات الجهوية المنتشرة في كامل القطر‬
‫الوطني ‪.‬‬
‫أماكن حفظ األرشيف‪ :‬وفيها مكتبة األغاني بالمقر المركزي لإلذاعة‪ 21 ،‬شارع الشهداء‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫نسخ من األغاني المتداولة ما بين القنوات؛‬
‫األرشيف األصلي‪ ،‬الكائن بالطابق األرضي‪ ،‬رقم ‪، 01‬بالمقر المركزي لإلذاعة‪ ،‬وفيه النسخ األصلية‬
‫لألغاني‪.‬‬
‫مركز الكاليتوس‪ ،‬وهو المبنى المنشأ حديثا‪ ،‬إليواء مديرية األرشيف ومكتبة األغاني‪ ،‬وهو المكان‬
‫الذي يحوي المخزون األصلي لمكتبة األغاني‪ ،‬وكذلك الفونوتاك التي تحتوي على الحصص والبرامج‪،‬‬
‫باإلضافة إلى خطب الرؤساء واإلنتاج المسرحي ‪.‬‬
‫جدير بالذكر‪ ،‬أن مسار الرقمنة‪ ،‬يتواصل بهذا المركز الجديد‪ ،‬كما أن عملية ترميم االسطوانات‬
‫والشريط اللفيف وبعض األقراص‪ ،‬قد تم التهيؤ لها‪ ،‬وقد ُروعي في هذا‪ ،‬تخصيص ثالثة أماكن ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ويمكن القول بأن المخزون األرشيفي لإلذاعة الجزائرية‪ ،‬محفوظ وفق المعايير الدولية‪ ،‬وتحرص‬
‫المؤسسة على تحسين الخدمة باستعمال التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬لتسهيل استعمال األرشيف اإلذاعي‪ ،‬من‬
‫طرف القنوات والمحطات الجهوية‪ ،‬وكذلك في خدمة الباحثين المتخصصين ‪.‬‬
‫‪-11‬مركز التدريب اإلذاعي‪:‬‬
‫وإدراكا منها بأن التطور الكمي والعرض المتنوع للبرامج‪ ،‬ال بد أن يصاحبه تحسين األداء والتميز من‬
‫حيث المحتوى‪ ،‬أنجزت اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬مرك از للتدريب اإلذاعي والتلفزي‪ ،‬بتيبازة‪ ،‬يسهر هذا المركز الذي‬
‫دشن في أفريل ‪، 2012‬على ضمان الرسكلة‪ ،‬التكوين و التأهيل في مختلف االختصاصات والمهن التي‬
‫يتطلبها العمل اإلذاعي‪ ،‬لفائدة جميع العمال‪ ،‬في مختلف المهن المرتبطة بالعمل اإلذاعي‪ ،‬وقد حرصت‬
‫اإلذاعة الجزائرية على تكوين مكونين من إطاراتها ومحترفيها‪ ،‬بعد ما كان التركيز في انطالقة المركز‬
‫على الخبراء األجانب ‪.29‬‬
‫‪-12‬المركز الثقافي نادي عيسى مسعود‪:‬‬
‫تتمتع اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬بمركز ثقافي دائم النشاط وذائع الصيت‪ ،‬يحمل تسمية الصوت اإلذاعي‬
‫المميز المناضل الراحل عيسى مسعودي ‪ ،‬يعتبر هذا المركز الذي فتح أبوابه في عام ‪ ، 2003‬فضاءا‬
‫ينبض بالحياة الثقافية والفنية‪ ،‬بحيث يحتضن مختلف األنشطة التي تنظمها اإلذاعة الجزائرية في هذا‬
‫المجال‪ ،‬باإلضافة إلى النشاطات والتظاهرات التي تقام في إطار الشراكة‪ ،‬كما يحتضن « فوروم اإلذاعة»‬
‫ومختلف المنتديات التي تنظمها القنوات‪ ،‬إلى جانب المحاضرات والندوات التاريخية والفكرية والندوات‬
‫الصحفية‪ ،‬فضال عن الحفالت الفنية التي تنظم بقاعة الحفالت التابعة للمركز والتي صارت المقصد‬
‫المفضل للسفارات األجنبية كلما استقبلت في الجزائر‪ ،‬فرقا فنية عالمية‪.30‬‬

‫‪ 29‬مرجع سﺎبق‪،‬ص‪ ،‬ص‪.30-29‬‬


‫‪ 30‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪41‬‬
‫المحور ‪ :2‬التلفزيون في الجزائر‪.‬‬
‫المحاضرة ‪:5‬‬
‫‪ -1‬لمحة عن تطور التلفزيون في الجزائر‪.‬‬
‫تعود نشأة التلفزيون في الجزائر إلى الفترة االستعمارية‪ ،‬وبالضبط في ‪ 24‬ديسمبر‪، 1956‬حيث أنشأت‬
‫السلطات االستعمارية محطة التلفزيون بالجزائر العاصمة‪ ،‬وذلك دعما لمحطة الراديو التي أنشأتها لتعبئة‬
‫الشعب الجزائري ضمن األطر التي يرغبها‪ ،‬وبث البرامج الفرنسية الكفيلة بانتزاع القيم الوطنية والدينية لدى‬
‫الشعب الجزائري‪ ،‬لذلك لم تكن المحطة إال مجرد محطة إرسال فرنسية تعتبر صدى لمحطات التلفزة‬
‫الفرنسية هناك في باريس‪ ،‬دوافعها االستجابة للحاجيات الثقافية والفنية والترفيهية لحشود المعمرين‪ ،‬في‬
‫حين يستعمل كعامل للقهر السيكولوجي واالجتماعي للشعب الجزائري ممن يستطيعون مشاهدة جهاز‬
‫التلفزيون آنذاك‪.‬‬
‫وبعد خروج االستعمار أصبحت السياسة الجزائرية مركزة أكثر في الميدان السمعي البصري‪ ،‬خاصة‬
‫الراديو والتلفزيون وذلك راجع إلى سببين هما‪:‬‬
‫السبب األول تقليدي أو تبعي ‪:‬فقد برزت الجزائر المستقلة في فترة عرفت ازدها ار للتلفزيون في أوروبا‬
‫والعالم الغربي‪ ،‬فانتشار أجهزة التلفزيون وتوسيع الشبكات التلفزيونية بدأ مع الستينيات من القرن العشرين‬
‫وهذا النمو واالنتشار أثر على السياسة الجزائرية في هذا الميدان ‪.‬السبب الثاني‪ :‬يرجع إلى الظروف‬
‫المحلية الوطنية وهي تمتاز بتفشي األمية من جهة‪ ،‬و بوضعية الراديو والتلفزيون و هي وسائل تسيطر‬
‫عليها السلطات بدون منازع‪ ،‬وهذه الوضعية شجعت السلطات على أن تركز اهتماماتها على تقوية شبكة‬
‫الراديو و التلفزيون‪ ،‬وقد أخذ هذا االهتمام يتبلور في ثالث اتجاهات‪:‬‬
‫‪-1‬اإلعانة الحكومية‬
‫‪-2‬توسيع الشبكات‬
‫‪-3‬انتشار أجهزة الراديو والتلفزيون ‪.‬‬
‫حيث احتلت القوات الجزائرية مبني اإلذاعة والتلفزيون وذلك في ‪ 28‬أكتوبر‪ 1962‬واسترجعت السيادة‬
‫عليها‪ ،‬ورغم الظروف الصعبة وقلة الكفاءات وضعف القدرات المالية فقد كان التحدي كبي ار أمام السلطة‬
‫الجزائرية‪ ،‬التي أدركت بصفة واضحة الدور االستراتيجي لهذه الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬وإلى ضرورة تطويرها‬
‫وتكييفها في الجزائر المستقلة‪.‬‬
‫هذه المرحلة هامة إذ تعتبر نقطة تحول جذرية من نظام استعماري كولونيالي غاشم و مستبد‪ ،‬إلى نظام‬
‫‪42‬‬
‫اشتراكي مستقل بعيد عن قيود التبعية واالستعمار في جميع الميادين‪ ،‬لذلك عمدت التلفزة على ج أزرة‬
‫التنظيمات الداخلية‪ ،‬ولقد كانت مهمة تجديد هياكل التلفزيون اإلدارية وإعادة تنظيمها من أدق المهام لذلك‬
‫كان من الطبيعي بعد االستقالل مباشرة أن تتغير األهداف وترسي قواعد وأرضيات لمنطق جديد يحقق‬
‫تحوال ذهنيا للجماهير‪ ،‬حتى تنبري لمهامها الجديدة عن طريق‪:‬‬
‫‪-‬إعادة تنظيم الهياكل اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬إتباع سياسة محكمة في مجال التكوين المهني‪.‬‬
‫وزيادة على هذا فالبد من اإلشارة إلى ظرفين كان لهما أثر في توجيه السياسة الجزائرية في توجيه اإلعالم‬
‫السمعي البصري هما‪:‬‬
‫‪-1‬صادف استقالل الجزائر انتشار التلفزيون في العالم الغربي من جهة فأصبح االهتمام بهذه التقنيات من‬
‫الضروريات الظرفية التي البد من االعتناء بها‪ ،‬وكان ذلك ما فعلته السلطات الجزائرية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪-2‬الظرف الثاني هو الواقع الجزائري الموروث والمتميز بوجود نسبة كبيرة من األمية‪ ،‬وال يمكن حينئذ‬
‫للسلطات االتصال بها إال بالوسائل الشفوية‪ ،‬يعني بالدرجة األولى اإلذاعة وخاصة التلفزيون ريثما يتيسر‬
‫التغلب على األمية‪.‬‬
‫وبدأ االهتمام بالتلفزيون سنة ‪ ،1968‬عندما أنشأت دار اإلذاعة والتلفزيون بقسنطينة‪ ،‬وأصبحت منطقة‬
‫هذه الناحية تستطيع رؤية التلفزيون ‪،‬وبعد ذلك أنشأت عدة محطات للربط والتوزيع‪،‬حيث أصبح شمال‬
‫البالد يستطيع مشاهدة التلفزيون سنة ‪ ،1970‬وفي ‪ 1972‬أنشأت محطتان بسوق أهراس ومغنية‪،‬وفي‬
‫سنة ‪ 1974‬محطة بباتنة وفي سنة ‪ 1975‬محطتان بالمدية والمشرية‪ ،‬بحيث أصبح سنة ‪%95 1976‬‬
‫من التراب الوطني يشاهد التلفزيون‪ ،‬كما أنشأت داران جامعتان للراديو والتلفزيون بقسنطينة و وهران‬
‫بحيث يمكن تبادل البرامج بينها وبين العاصمة‪.‬‬
‫وهكذا أنشأت مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي ‪ ART‬سابقا‪ ،‬والتي كانت ذات طابع صناعي وتجاري‬
‫وأعيدت هيكلتها بموجب المرسوم ‪ 86-146‬المؤرخ في ‪ 01‬جويلية ‪ 1986‬إلعطاء تاريخ ميالد أربع‬
‫مؤسسات عمومية حسب االختصاص التالي‪:31‬‬
‫‪-‬المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري‪ENTV.‬‬
‫‪-‬المؤسسة الوطنية لإلذاعة الصوتية‪.ENRS‬‬
‫‪-‬المؤسسة الوطنية للبث التلفزيوني‪ENTD.‬‬

‫‪ 31‬نور اﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.119‬‬

‫‪43‬‬
‫‪-‬المؤسسة الوطنية لإلنتاج السمعي البصري ‪ENPA.‬‬
‫إن إعادة هيكلة التلفزة الجزائرية جاء ضمن الالئحة السياسية اإلعالمية‪ ،‬التي نوهت بالدور الذي يمكن أن‬
‫يلعبه اإلعالم والتلفزة بصفة خاصة في بناء مجتمع عصري‪،‬كما أشادت الئحة إعادة الهيكلة باألهمية‬
‫اإلعالمية واعتبار موقع الجزائر الجيوسياسي يجعلها كمنطقة تأثير النعكاسات التقدم التكنولوجي في‬
‫ميدان اإلعالم واالتصال‪ ،‬وقد نصت الالئحة باإلسراع في توفير جميع الشروط الموضوعية التي تعمل‬
‫على تجسيد ما ورد في النصوص الرسمية المتعلقة بحق المواطن في إعالم موضوعي وشامل ومسؤول‬
‫إلى جانب تنويع وسائل اإلعالم وتوسيعها حتى تصبح في متناول كل الفئات في جميع أنحاء الوطن‪ ،‬وقد‬
‫نصت الالئحة في هذا المضمار على اإلسراع في إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات اإلعالمية وتطويرها (‪.‬‬
‫وبموجب المرسوم ‪ 147-86‬المؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪ 1986‬تأسست المؤسسة العمومية للتلفزيون‪ ،‬وهي‬
‫مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري لها شخصية معنوية واستقالل مالي تحت وصاية و ازرة االتصال‬
‫والثقافة‪ ،‬تمارس احتكار البث على البرامج التلفزيونية في كل التراب الوطني‪ ،‬مهمتها إعالم المشاهد‬
‫والترفيه عنه بإنتاج برامج متنوعة إضافة إلى صيانة وتطوير وسائلها وأجهزتها التقنية وتسيير أرشيفها‬
‫السمعي البصري‪،‬وهكذا تواصلت مسيرة التلفزيون بالحرص على مواكبة التطورات السريعة والمتواصلة في‬
‫مجال االختراعات واالبتكارات التكنولوجية الخاصة بعالم االتصال ليبدأ مشوار جديد للتلفزيون‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪-‬وفق المرسوم ‪ 147-86‬لسنة ‪ 1986‬اقتضى إنشاء مؤسسة التلفزة الوطنية وقد جاء في‬
‫المادة األولى‪" :‬تنشأ مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي وصبغة اجتماعية ثقافية تتمتع بشخصية‬
‫معنوية وباستقالل مالي تسمى مؤسسة التلفزة الوطنية‪".‬‬
‫المادة الثانية‪ :‬توضع المؤسسة تحت وصاية وزير اإلعالم‬
‫المادة الثالثة‪ :‬يكون مقر المؤسسة في مدينة الجزائر‬
‫المادة الرابعة‪:‬تتولى المؤسسة الخدمة العمومية للبث التلفزي وتمارس احتكار بث البرامج التلفزيونية في‬
‫كامل التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ 32‬نور اﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪44‬‬
‫المحاضرة‪:6‬‬
‫‪ -2‬الهيكل التنظيمي للتلفزيون الجزائري‪.‬‬
‫في عام ‪ 1986‬صدر قانون إعادة الهيكلة في مؤسسة اإلذاعة والتلفزة الجزائرية‪ ،‬والذي جاءت به‬
‫الالئحة السياسية اإلعالمية الصادرة من قبل مؤتمر الحرب‪ ،‬والذي صادقت عليه اللجنة المركزية للحرب‬
‫في دورتها السابعة من ‪15‬إلى‪ 17‬جوان ‪ ،1982‬وإعادة الهيكلة جاءت بالجديد عام ‪،1986‬ويتشكل‬
‫الهيكل التنظيمي للمؤسسة الوطنية للتلفزيون من‪:33‬‬
‫‪-1‬المديرية العامة‪:‬‬
‫وهي مكلفة بالسهر على السير الحسن لكل مؤسسات والتلفزة‪ ،‬وهي ممثلة بمدير عام ومساعد المدير‬
‫العام‪.‬‬
‫‪- 2‬المديرية الخاصة باإلعالم ‪:‬‬
‫وهي المكلفة باقتناء كل المعلومات الوطنية والدولية من أجل إقامة وإنجاز البرامج والحصص‪ ،‬التي‬
‫تغطي األحداث بغرض بثها يوميا للمشاهد‪ ،‬وتتفرع إلى مديريتين‪:‬‬
‫‪-‬مديرية األخبار المكلفة بالجرائد المصورة‬
‫‪-‬مديرية مكلفة بالحصص الخاصة‬
‫‪- 3‬مديرية إنتاج البرامج ‪ :‬مكلفة بإنجاز اإلنتاجات السمعية البصرية من كل نوع‪،‬خاصة البرامج‬
‫الفنية ذات الطابع التربوي و الثقافي و التسلية والتي لها عالقة مباشرة بمهمتها‪.‬‬
‫‪- 4‬مديرية البرمجة ‪ :‬هي المكلفة أساسا باقتناء و مراقبة وتنظيم البث لكل البرامج والحصص‪،‬‬
‫بغية بثها إلى الجمهور وفق التوجهات السياسية للبالد‪،‬والمبادئ األخالقية للمجتمع الجزائري‪.‬‬
‫‪- 5‬مديرية المصالح التقنية والتجهيزات‬
‫تسهر على استغالل وصيانة مجمل الهياكل الداخلية والتجهيزات الثابتة والمتنقلة‪،‬وهي مكلفة أيضا‬
‫بتطوير إمكانيات اإلنتاج في المؤسسة وذلك باالستغالل الحسن لكل التجهيزات والوسائل المتوفرة‪.‬‬
‫‪- 6‬مديرية اإلدارة العامة‬
‫تتمثل مهمة هذه المديرية في تسيير كافة الوسائل المادية والبشرية والمالية في المؤسسة‪ ،‬وهي وحدها‬
‫المخولة القتراح أي إجراء من شأنه المساهمة في تحسين التسيير والتنظيم العام في المؤسسة‪ ،‬وفي هذا‬

‫‪33‬نور اﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪123 ،.122‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار تسهر على السير الحسن لمختلف مصالح مؤسسة التلفزة اإلدارية والمالية الموجودة في كل مديرية‬
‫تحت أسم‪،SAF‬أي المصلحة اإلدارية المالية‪.‬‬
‫‪- 7‬مديرية العالقات الخارجية‪:‬‬
‫مكلفة باقتراح وتجسيد ميدانيا كل العقود واالتفاقيات والمعاهدات الثنائية المتعددة األطراف‪ ،‬التي تلتزم‬
‫المؤسسة بتنفيذها ومتابعتها باستمرار‪.‬‬
‫‪- 8‬المديرية التجارية‬
‫مكلفة بإقامة العالقات التجارية مع الخارج‪ ،‬إما مؤسسات اقتصادية عمومية أو خواص بهدف‬
‫المتاجرة وضمان التتبع الدائم والمنتظم لها‪ ،‬كما تسهر المديرية على إنتاج بعض الصور اإلشهارية‬
‫لوحدها أو بالتنسيق مع مؤسسات عمومية مثل‪ ANAF‬و ‪ ENPA‬بقسم البرمجة‪.‬‬

‫‪ -3‬تجربة البث الفضائي في الجزائر‪.‬‬


‫إن البث المباشر عبر األقمار الصناعية يعرف بأنه ذلك االتصال الذي يتم بصفة آنية من محطة‬
‫اإلرسال مباشرة إلى جهاز تلفزيون فردي‪ ،‬دون وسيط سوى ذلك الجهاز المسمى بالهوائية المقعرة ويتماثل‬
‫هذا اإلرسال باالتصال اإلذاعي الذي ال يقيد بحدود المكان والزمان‪.‬‬
‫ويقصد بالبث المباشر االستالم المباشر من القمر الصناعي إلى جهاز االستقبال‪ ،‬عبر الكابل‬
‫المرتبط بمحطة استقبال وتوزيع ترددات القمر‪.‬‬
‫و قد دخلت الجزائر ميدان البث التلفزيوني الفضائي منذ منتصف الثمانينيات‪ ،‬وذلك من جراء إطالق‬
‫فرنسا لقمرها الصناعي األول ‪ TDF1‬الخاص بالبث المباشر في أكتوبر ‪ ،1985‬فقد قدر المالحظون‬
‫آنذاك أن مساحة بث هذا القمر تمتد من إسبانيا والبرتغال غربا إلى مجتمعات أوربا الشرقية‪ ،‬ومن الدول‬
‫االسكندينافية شماال إلى مجتمعات المغرب العربي جنوبا‪.‬‬
‫من هنا كانت عملية االستقبال في الجزائر مقصورة ‪-‬في البداية‪ -‬على وضعيات معينة وأماكن‬
‫عمومية مثل دور السينما وقاعات الحفالت‪ ،‬وقد كان رياض الفتح في الجزائر العاصمة السباق لهذا النوع‬
‫من االتصال التلفزيوني حيث جهز بهوائي كبير مكنه من التقاط العديد من القنوات‪.‬‬
‫وقد بلغ ثمن الهوائي المقعر في فرنسا حوالي ‪ 15‬ألف فرنك فرنسي‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 12‬مليون سنتم‬
‫جزائري هذه الوضعية جعلت امتالك الهوائيات المقعرة في البداية وقف على المؤسسات العامة‪ ،‬وكذلك‬
‫الفئات الميسور اجتماعيا لينتشر فيما بعد بفضل االتجاه إلى إنتاج الهوائيات المقعرة الصغيرة ذات‬
‫االستعمال الفردي والجماعي‬

‫‪46‬‬
‫واليوم تأتي الجزائر في مقدمة بلدان العالم الثالث من حيث اقتناء الهوائيات المقعرة‪ ،‬وتعتبر سوقا‬
‫حقيقيا لترويج وسيلة االتصال هذه‪ ،‬كما أن سهولة تداول الهوائيات يعود في األساس إلى الفراغ القانوني‬
‫في هذا المجال‪ ،‬ومن الطبيعي أن تكون األرضية األساسية ونقطة االرتكاز المحورية هي التعرف على‬
‫واقع الجمهور الجزائري‪ ،‬الذي بات يتمتع بحرية التنقل بين عشرات القنوات الفضائية العامة والمتخصصة ‪.‬‬
‫ومن هنا جاء السعي إلطالق قناة تلفزيونية ثانية في الجزائر‪ ،‬وعلى األقل إيصال القناة المحلية بشكل أو‬
‫بآخر عبر الساتل خارج الحدود الوطنية‪ ،‬وبهذه األهداف شرعت التلفزة الوطنية في بث برامجها باتجاه‬
‫دول شمال إفريقيا و جنوب أوروبا بواسطة القمر الصناعي األوربي اوتل سات‪ ،‬الذي يشمل حقل تغطية‬
‫شمال الصحراء إبتداءا من ‪ 20‬أوت ‪ ،1994‬و هذه القفزة الفريدة من نوعها منذ االستقالل ستمكن الجالية‬
‫المقيمة بأوروبا والمغرب العربي من التقاط هذه البرامج التلفزيونية عن طريق الهوائيات المقعرة‪ ،‬وقد تم‬
‫اختيار تاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 1994‬النطالق البث التجريبي لقناتنا نحو الخارج‪.‬‬
‫وفي تصريح للصحافة الوطنية أشار المدير العام للمؤسسة الوطنية للتلفزيون آنذاك إلى أن هذا‬
‫المشروع ذو طابع سياسي و ثقافي واقتصادي‪ ،‬وأن التلفزة الوطنية عازمة على إطالق قناتها الثانية خالل‬
‫السداسي األول من سنة ‪،1995‬‬
‫ومن أهم اإلنجازات التي حققتها المؤسسة العمومة للتلفزيون مع بداية التسعينيات إنشاء قنوات تعبر‬
‫الحدود‪ ،‬وتكون أداة تواصل مع الجالية الجزائرية في الخارج و لهذا كان ميالد قناة الجزائر ‪canal‬‬
‫‪Algérie‬في أكتوبر ‪ ،1994‬وقد بدأت القناة ببث نشرة أخبار واحدة على السابعة مساءا عددها اليوم‬
‫ثالث نشرات‪ ،‬أما من الناحية التقنية فقد عرفت القناة تطو ار ملحوظا وأصبح بثها يتم عبر النظام التماثلي‬
‫في ‪ 28‬أوت ‪.2001‬‬
‫وما هي إال سنوات قليلة لتعرف الجزائر ميالد القناة التلفزيونية الثالثة عبر القمر الصناعي عرب‬
‫سات وهو مشروع يعود إلى نوفمبر ‪ ،1998‬تم تنفيذه في ديسمبر ‪ 1999‬لتعرف القناة ميالدها الفعلي في‬
‫‪ 05‬جويلية ‪.2001‬‬

‫‪47‬‬
‫المحاضرة‪:7‬‬
‫‪-4‬مصداقية التلفزيون الجزائري بين الشكوك والواقع‪:‬‬
‫‪-1-4‬التلفزة الجزائرية وحالة الطوارئ‪ :‬أصبحت التلفزة هنا في خدمة المصالح العليا لألمة‪ ،‬وكذا‬
‫في خدمة المصالح والمقتضيات األساسية وعلى رأسها إرجاع السلطة للدولة‪ ،‬إعادة الهيبة والكرامة‬
‫الوطنية‪ ،‬إعادة األمن العمومي وتحسيس المواطن وتعبئته للخروج من األزمة االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫تعاني منها البالد‪ ،‬ولم يقتصر االنحطاط على الحياة السياسية التي تميزت بالتوتر والحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية التي تميزت بالركود والتقلب‪ ،‬فالحياة الثقافية هي األخرى تدهورت جذريا من الناحية الكمية‬
‫والكيفية للنشاطات والمبادرات المبذولة‪.‬‬
‫لقد رأى المدير العام للتلفزة آنذاك أن الظرف يستدعي وضع شبكة برامج تطورية أي التزويد تدريجيا‬
‫باإلنتاج الجديد‪ ،‬ومن جهة أخرى أكد على ضرورة احترام المقاييس الثالثة التالية‪ :‬الجمهور‪ ،‬النوعية‬
‫والتنوع‪ ،‬للوصول إلى تلفزيون وطني وعام تتكيف برامجه مع الواقع الثقافي واالجتماعي المعاش‪.‬‬
‫ولقد كانت التلفزة الجزائرية تتجه نحو ج أزرة نفسها‪ ،‬والج أزرة ال تعني تعريب البرامج‪ ،‬إنما المقصود‬
‫ج أزرة المحتوى بضمان ‪ 4‬قيم أساسية هي‪ :‬األخوة‪ ،‬التضامن‪ ،‬التسامح والوطنية‪.‬‬
‫وقد عكفت التلفزة الجزائرية على تحضير شبكة برامج لعام ‪ 1994‬حيث أصبح حجم البث بموجبها‬
‫‪ 5278‬ساعة في السنة‪.‬‬
‫وبالتالي شهدت التلفزة في هذه المرحلة هروب بعض الصحفيين واإلطارات بفعل الحالة االستثنائية‬
‫للبالد‪ ،‬لكن رغم االنهيار االقتصادي إال أنه كان باعثا قويا على االجتهاد فقد أنتج التلفزيون الجزائري‬
‫الكثير من الحصص الجميلة والمفيدة‪.34‬‬
‫‪-2-4‬التلفزيون الجزائري والخدمة العمومية‪:‬‬
‫انتقل الكالم عن تحرير السمعي البصري من الخطاب إلى االنجاز‪ ،‬فقد بدأت لجنـة حكوميـة تدرس‬
‫أربعة نصوص تتعّلق بتنظيم اإلعالم السمعي البصري‪ ،‬ويسهر المجلس األعلـى علـى حسـن تطبيق‬
‫االتفاقيات المبرمة مع الفاعلين في القطاع الذين يلتزمون بتقديم خدمات عمومية للجمهور وفـق ضوابط‬
‫مضمنة في القانون مع صيانة الثقافية الوطنية‪ ،‬واحترام القيم السائدة في المجتمع وخاصة مـا يمس‬
‫باإلعالنات التي ستصبح الممول الرئيسي لقطاع اإلعالم‪ ،‬حيث تقوم المديرية الفرعية للمؤسسات السمعية‬

‫‪34‬نوراﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق ‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪138-137‬‬

‫‪48‬‬
‫البصرية تحت الوصاية بالسهر على ضمان ديمومة الخدمة العمومية في المؤسسات السمعية البصرية‪.35‬‬
‫وتؤدي الخدمة العمومية مهمتها المتعلقة بالخدمة العمومية بتطوير المنتـوج اإلعالمـي العـام والتخصص‬
‫ذي طابع سياسي واقتصادي وثقافي اجتماعي خاصة للتعريف بأعمال ومنجزات الج ازئـر إلى جانب‬
‫مراعاتها لبرامجها التربوية والتثقيفية والترفيهية ‪ ،‬كما أكد وزير االتّصال عبد الرشيد بوكرزازة على الجهود‬
‫التي تبذلها الدولة من أجـل إعـداد مشاريع لفتح إذاعات محلية وقنوات تلفزيونيه موضوعية إضافة إلى‬
‫تطوير شبكة االنترنت وعلى دور اإلذاعة والتلفزيون الذي سيبقى عنص ار أساسيا في مجتمع المعلومات‬
‫وذلك من خـالل إسـهامها فـي تحقيق االنسجام االجتماعي والتنمية في عالم الرقمنة مبر ار قناعة بأن أفضل‬
‫وسيلة لتمكين الجميع مـن الحصول بإنصاف على المعلومات تتمّثل في الخدمة العمومية ‪.36‬‬
‫‪.‬وفي سبيل تحقيق ذلك وضعت الجزائر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101 – 91‬مؤرخ في ‪ 5‬شـوال‬
‫‪1411‬الموافق لـ‪ 20‬أبريل ‪ 1991‬يتضمن منح امتياز عن األمالك الوطنية والصالحيات واألعمـال‬
‫المرتبطة بالخدمة العمومية للتلفزيون إلى المؤسسة العموميـة للتلفزيـون ‪ ،‬فـي مادتيهـا (‪ ) 2‬و(‪.( 3‬‬
‫وفصلت في الجزء الملحق بهذا المرسوم في دفتر الشروط كيفية تطبيق الخدمة العمومية فـي التلفـزة‬
‫العمومية الجزائرية ‪.37‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن للجزائر أيضا ميراثا ومن الواجب أخذه بعين االعتبار بـدل االعتمـاد على‬
‫الحلول الجاهزة‪ .‬فإذا صادق المجلس الوطني الشعبي على قانون يبقى المؤسسات اإلعالمية فـي قطاع‬
‫الدولة سيؤدي هذا دون شك إلى إثراء الساحة اإلعالمية من خالل إنشـاء صـحافة حزبيـة أو تجارية مما‬
‫يكون له انعكاسات ايجابية أقّلها على التشغيل واالنجاز المهني والثراء الفكري مـن خـالل التنافس لكن في‬
‫نفس الوقت مشاكل معقدة للغاية تتطلب إيجاد ضمانات كافية وضوابط صـارمة مـن خالل التشريع وقواعد‬
‫السلوك المهنية إنشاء مجلس الصحافة المكتوبة محايـدة عـن ك ّـل التيـارات السياسية وهذا ليمارس دور‬
‫الحارس يومي بخصوص التجاوزات‪.38‬‬
‫وعلى ضوء التجربة اإلعالمية في الجزائر‪ ،‬فإن صحافة القطاع العام تثير ردود فعـل كثيـرة بسبب‬
‫فشلها في أداء وظيفة الخدمة العامة النعدام توّفرها على أدنـى معـاير هـذه الوظيفـة أهمهـا االستقاللية عن‬
‫ألنها تبّلغ سياساتها وتدافع عنهـا بـدون أي نقـد معتبر‪ ،‬وهي ال تقوم‬
‫السلطة وعدم احترافية صحفييها ‪ ،‬و ّ‬
‫طالع على جميع التّيا ارت‬
‫بنقل األفكار واآلراء المناقضة لوجهات النظـر الرسـمية حتـى تسـمح للقـراء باإل ّ‬

‫‪ 35‬نور اﻟدين تواتﻲ‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫‪ 36‬ﻋبد اﻟرشيد بو كرزازة‪ ،‬اجتمﺎع بمتحف اﻟمجﺎﻫد حول "اﻟخدمﺔ اﻟﻌموميﺔ فﻲ ﻋصر اﻟتلفزة اﻟﻌصريﺔ اﻟرقميﺔ"‬
‫‪ 37‬اﻟجريدة اﻟرسميﺔ ﻟلجمهوريﺔ اﻟجزائريﺔ اﻟديمﻘراطيﺔ اﻟشﻌبيﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪، 19‬ص ‪621‬‬
‫‪ 38‬ا ﻟسﻌيد بومﻌيزة‪ ،‬دراسﺎت حول مفهوم اﻟخدمﺔ اﻟﻌﺎمﺔ واﻟصحﺎفﺔ اﻟمكتوبﺔ‪ ،‬اﻟمجلﺔ اﻟجزائريﺔ ﻟالتصﺎل‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪49‬‬
‫المتصارعة على السلطة ‪ .‬وال بد من التأكيد في هذا الصدد أن العيب ال يكمن في وجود إعالم سمعي‬
‫بصري حكومي – نظ ار لمستوى التطور الذي توجد فيه الجزائر – و ّإنما العيب يكمن في رفع شعار‬
‫بكل‬
‫الخدمة العمومية وعدم تطبيقه ‪ .‬فهناك مخاطر كثيرة وأمور عديدة يجب تحديدها والفصل فيها ّ‬
‫وضوح حتى تكون قواعـد اللعبة معروفة للجميع‪ ،‬ومن بين هذه األمور نذكر‪ :‬هل أن التلفزيون في‬
‫المستقبل مهمـا كـان قـرار المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬سيعكس ويدافع عن الثقافة الوطنية عن طريق الخلق‬
‫واإلبـداع أمسـي كرس الثنائية الثقافية ويزيد الهوة التي تفصل بين الصحافة العربية والمفرنسة والتي هي في‬

‫األخيـر لصـالح الصحافة المفرنسة على جميع المستويات ‪ .‬وحيث أصبح اإلعالم السمعي البصري ّ‬
‫محل‬
‫جدل‪ ،‬في نتظر من المجلس الشعبي الوطني أن يجد له حالّ توفيقيا يرضي جميع األطراف المتسابقة‬
‫وفي نفس الوقت يحمي المصلحة الوطنيـة وي ارعـي الخصوصيات والثوابت الوطنية ‪.‬ويرى األستاذ بومعيزة‬
‫السعيد أن في دراسة له حول الخدمة العمومية أن التعددية اإلعالمية في الجزائر‪ ،‬هي في الواقع األمر‬
‫فريدة من نوعها على مستوى العالم الثالث حسب علمنا‪ ،‬وهي مسـتلهمة في جوهرها من تجربة فرنسية‬
‫تختلف سياقا وهدفا وزمانا كما سبقت اإلشارة‪ ،‬مما جعلها تولد مشـوهة وتبدو غير طبيعية ‪.‬وبالتالي‪ ،‬بعد‬
‫إقرار التعددية اإلعالمية في ضل هيمنة قطاع عام في مجال اإلعـالم وغيـاب طبقة برجوازية بالمفهوم‬
‫المصطلح عليه أعطت الفرصة للصحفيين لكي يعوضوا هـذه الطبقـة عـن طريق خوصصة اإلعالم‪.‬‬

‫لقد أصبح اإلعالم السمعي البصري ّ‬


‫محل جدل‪ ،‬في انتظار من المجلس الشعبي الوطني أن يجد له‬
‫حالّ توفيقيا يرضي جميع األطراف المتسابقة وفي نفس الوقت يحمي المصلحة الوطنيـة وي ارعـي‬
‫الخصوصيات والثوابت الوطنية" ‪.‬يؤكـد األسـتاذ بومعيزة‪ ،‬أنه باإلمكان التنبؤ بمصير التلفزيون في حالة‬
‫فتحه أمـام الخـواص‪ ،‬فالتجربـة التعدديـة اإلعالمية القصيرة أبرزت بعض مظاهر الفشل في محاولة نقل‬
‫تجربة ومفاهيم أجنبية وتطبيقهـا فـي واقع غير الواقع الذي أنتجها‪ ،‬كما توضح أكثر التضمينات التي‬
‫ترتّبت عن هذا النقل بخصوص الخدمة العمومية والثقافة الوطنية واللغة واإلجماع الوطني واالحترافية‬
‫واإلعالم من خالل تعامله مع اآلراء واألفكار والمعلومات بصفة عامـة يعتبـر واحـد مـن القطاعات األكثر‬
‫ارتباطا بالنظام السياسي‪ ،‬وعلى هذا تبقى البنية اإلعالميـة دومـا انعكاسا للبنيـات السياسية القائمة‪ ،‬ومن‬
‫جهة ثانية يقترن اإلعالم عادة بطابع ومحتوى سياسي بالدرجة األولى‪ ،‬ويـرتبط بأهداف المنظومة السياسية‬
‫واالجتماعية السائدة‪ ،‬كما هو على عالقة وثيقة بمفاهيم الصراعات السياسية ومفاهيم الديمقراطية والحرية‬
‫وبالنسبة للجزائر‪ ،‬يمكن الوصول إلى نتيجة أنه مادامت البنيات السياسية في الجزائر لم تتحول بعد‬
‫وبشكل حاسم إلى نظام تعددي قائم على المنافسة السياسية الحرة‪ ،‬المبنية هي األخرى على أسـاس‬

‫‪50‬‬
‫الديمقراطية واالختيار الشعبي الحر ‪،‬فال يمكن لنا الحديث عن تعددية إعالمية حقيقية حتى ولو كانـت‬
‫‪39‬‬
‫هناك تعددية في أنماط الملكية للصحافة ومحتوياتها‪".‬‬
‫ظل غياب نظام‬
‫ويواصل األستاذ بومعيزة السعيد شرح مالحظاته المعرفية باإلشارة إلى أنه في ّ‬
‫سياسي ديمقراطي منبثق عن اختيار شعبي حر‪ ،‬يبقى اإلعالم موضوع جدال ووسـيلة للصـراع بـين السلطة‬
‫التي ستلجأ دوما إلى ميكانيزمات وطرائق مباشرة أو غيـر مباشـرة‪ ،‬كالتشـريع واإلعانـات واإلعالنات‬
‫وحجب المعلومات من أجل فرض رقابتها على اإلعالم باسم الصالح العام وأشياء أخـرى ‪ ،‬وبين من هم‬
‫خارج السلطة ويحاولون الوصول إليها كاألحزاب السياسية‪ ،‬أو الصحفيين الذين يطمحون إلى ممارسة‬
‫دور الحارس لرقابة أفعال السلطة‪ ،‬والتعددية اإلعالمية في مجال الصحافة المكتوبة سـاعدت علـى تفـوق‬
‫العنـاوين الصـادرة بالفرنسية من حيث العدد واإلمكانيات‪ ،‬وذلك بسبب قربها من مصادر القـرار‪ ،‬فهـذه‬
‫الثنائيـة غيـر المتكافئة والتي هي في غير صالح الصحافة الصادرة بالعربية نتيجة سياسـة سياسـوية مطبقـة‬
‫فـي مجالت الطباعة والسحب والتوزيع واإلعالنات واإلعانات والمعلومات‪ ،‬هي في الواقع تناقض صـارخ‬
‫مع الواقع‪ ،‬وحالة غير صحية‪ ،‬ولهذا ووفق هذا المنظور‪ ،‬ترغب السلطة في الحفاظ على القطاع العام–‬
‫في المجـال السـمعي البصري بصفة عامة والتلفزيون بصفة خاصة– ليكون وسيلة تأثير تحت مسمى‬
‫الخدمة العمومية‪ .‬أمـا الصحفيون الذين يطالبون بفتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص‪ ،‬فنواياهم‬
‫نابعة إما عن قناعـات إيديولوجية أو عن ارتباطهم العضوي بالسلطة أو حتى سعيا وراء تحقيق مصالح‬
‫شخصية‪ ،‬أما البعض اآلخر من الصحفيين فلربما كانوا يؤمنون عن حسن نية بإمكانية تطبيق مبدأ‬
‫الخدمة العموميـة حتـى يحققوا نوعا من االستقاللية اتجاه السلطة‪ ،‬فاالنتقال بالتلفزيون من األحادية إلى‬
‫التّعددية اإلعالمية المقرونة هي األخرى بطبيعـة النظـام السياسي (نظام ديمقراطي) والنظام االقتصادي‬
‫(سوق مزدهرة) واالستثمار (الخاص) والثقافة الوطنيـة (اللغة األصلية)‪ ،‬أما في القطاع العام فسيزول‬
‫بزوال الظروف التي أنشأته ‪.40‬‬
‫‪-5‬القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر‪:‬‬
‫‪ -1-5‬ظهورها ونشأتها‪ :‬بدأت الصحف اليومية بإطالق قنوات تلفزيونية خاصة ويعود تاريخ‬
‫ظهورها إلى سنة ‪ 2002‬بعد بث قناة الخليفة من باريس دون رخصة مسبقة من المصالح الفرنسية‬
‫المختصة‪ ،‬أسسها "عبد المؤمن خليفة" وقد أغلقت بعد ثمانية أشهر فقط من افتتاحها بعد إفالس‬

‫‪39‬‬
‫رمضﺎن بلﻌمري‪ ،‬اﻟﻘطﺎع اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ اﻟجزائر إشكﺎﻻت اﻻنفتﺎح‪ ،‬مذكرة ﻟنيل شهﺎدة اﻟمﺎجستير فﻲ تخصص تكنوﻟوجيﺎت واقتصﺎديﺎت‬
‫وسﺎئل اإلﻋالم‪ ،‬جﺎمﻌﺔ اﻟجزائر‪ ،2012-2011 ،3‬ص‪.46‬‬
‫‪ 40‬بوجمﻌﺔ (رضوان)‪ ،‬اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر اﻟتجﺎذب بين اﻟمهنﺔ واﻟتشريع‪ ،‬مركز اﻟﻘﺎﻫرة ﻟدراسﺎت حﻘوق اإلنسﺎن‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.2007، 44‬‬

‫‪51‬‬
‫صاحبها‪ .41‬باإلضافة إلى قناة ‪ Beur TV‬التي تحصلت على رخصة البث األول في عام ‪ 2001‬من‬
‫فرنسا بينما بدأ البث فعليا في ‪ 1‬أفريل ‪ 2003‬وقد شرعت في البث رسميا في حلتها الجديدة بعد فترات‬
‫توقف عديدة بتاريخ ‪ 1‬أوت ‪. 422011‬‬
‫بعد إعالن رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" عن إصالحات سياسية وإعالمية في ‪ 15‬أفريل‬
‫‪ 2011‬والذي خص القطاع السمعي البصري الخاص بمزاولة نشاطه في انتظار القانون الرامي الى رفع‬
‫احتكار الدولة لهذا القطاع‪ ،‬معربا في تصريحه"أن وسائل اإلعالم الثقيلة المتمثلة في التلفزيون واإلذاعة‬
‫هي صوت الجزائر المسموع في العالم‪ ،‬وذلك يلزمها اإلسهام في ترسيخ الهوية والوحدة الوطنية وفي اآلن‬
‫ذاته تعم الثقافة والترفيه‪ ،‬لكنها مطالبة فوق ذلك باالنفتاح على مختلف تيارات الفكر ومن أجل ترسيخ هذا‬
‫االنفتاح على المواطنين واألحزاب دعم الفضاء العمومي بقنوات موضوعاتية متخصصة لجميع اآلراء‬
‫المتعددة والمتنوعة‪."...‬‬
‫هذا وق د عرفت القنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة انطالقة رسمية بعد عدة أشهر فقط من تصريح‬
‫الرئيس‪.‬‬
‫‪ 2-5‬أسباب ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة‪:‬‬
‫السبب األول‪ :‬كان األزمة االقتصادية العالمية التي مست قمر النايل سات ففتح الباب أمام القنوات‬
‫بتسهيل الحصول على الترددات بأسعار منخفضة‪ ،‬حيث كانت هنا وساطة بين جزائريين ومنتجين باألردن‬
‫وعمان والبحرين وهذه الوساطة كانت لها الفضل في ظهور هذه القنوات على أرض الواقع‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬ثورات الربيع العربي وبفعل الضغط الذي نتج عن مطالبة الشعوب بالحرية‪ ،‬دفع هذا‬
‫السبب الى أن يشاهدها الجمهور الجزائري فصارت الدولة متخوفة من حدوث انقالب على السلطة فعززت‬
‫نشاط هذه القنوات حتى تجذب إليها الجمهور الجزائري عبر مواضيعها وتخفف من معدل مشاهدته‬
‫للقنوات الخارجية‪ ،‬وهذا ما يوحي بأن الدولة تعتبرها بديل وال تشكل المعارضة فهي تحت المراقبة‪.‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬وجد المستثمرين أن األزمة التي مست النايل سات هي فرصة جيدة لتوسيع نطاق‬
‫استثماراتهم خاصة منهم مستثمري الجرائد أصحاب الخبرة الطويلة الذين قرروا توسيع نشاطهم باالنفتاح‬
‫على القطاع السمعي البصري‪.‬‬

‫‪ 41‬اﻟفضﺎئيﺎت اﻟخﺎصﺔ بﺎﻟجزائر‪:‬اﻋتمﺎد ﻋلى اﻟدوﻟﺔ وتﻘليد ﻟلصحﺎفﺔ اﻟمكتوبﺔ‪ ،‬نشر بتﺎريخ‪ 2014-4-30‬ﻋلى اﻟسﺎﻋﺔ‪ ،16:39‬تم اﻻطالع ﻋليه‬
‫بتﺎريخ‪ 2016-1-28:‬ﻋبر اﻟرابط‪www.startimes.com/f.aspx :‬‬
‫‪ 42‬محمود أبو بكر‪ ،‬اﻟﻘنوات اﻟتلفزيونيﺔ اﻟخﺎصﺔ‪...‬ﻋندمﺎ تتحول اﻟصحف اﻟى ﻋلب فضﺎء‪ ،‬جريدة اﻟحيﺎة اﻻﻟكترونيﺔ‪ ،‬مﻘﺎل ‪ ،8462‬اﻟجزائر‪-24 ،‬‬
‫‪ ،2014- 9‬تﺎريخ اﻟزيﺎرة‪ 2017-2-13،‬متوفر ﻋبر اﻟرابط ‪www.elhayatonline.net/article8462.html‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ 3-5‬قانون السمعي البصري ‪ 2014‬والقنوات الخاصة‪:‬‬
‫بمجرد إطالق هذا القانون ظهرت عدة قنوات مع مطلع ‪ 2014‬مثل الخبر‪ ،‬الوطن‪ ،‬الطاسيلي‪....‬‬
‫وقد أعد هذا القانون حسب المختصين طبقا للممارسات والمعايير المعمول بها دوليا من أجل التسيير‬
‫األمثل لقطاع السمعي البصري الجزائري وهو يعكس االلتزام بترقية وسائل إعالم القطاع العام وكذا الخدمة‬
‫العمومية لهذا المجال‪.43‬‬
‫هذا القانون حصر النشاط اإلعالمي المرئي والمسموع في "القنوات الموضوعاتية" وذلك وفقا للمادة‬
‫‪ 17‬التي تنص على إنشاء قنوات موضوعاتية ومتخصصة فقط وال يسمح لها بإدراج برامج إخبارية إال‬
‫وفق حجم يحدد في رخصة االستغالل‪ ،‬وهو ما اعتبره البعض تقييدا لحرية التعبير ويتنافى مع روح‬
‫اإلصالحات الموعودة‪ ،‬كما نصت مواد أخرى على ضرورة أن تراعي المؤسسات االعالمية في عملها‬
‫المصالح العليا والسياسة الخارجية والنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 48‬على احترام‬
‫متطلبات الوحدة الوطنية واالمن والدفاع والمصالح االقتصادية‪ ...‬واحترام سرية التحقيق القضائي وااللتزام‬
‫بالمرجعية الدينية الوطنية واحترام المرجعيات الدينية االخرى‪ "...‬كما تم اقتراح عبر ‪ 113‬مادة تنظيم‬
‫المجال السمعي البصري وضبط سيره من خالل ادراج امكانيات ستتيح للمتعاملين الخواص الوطنيين‬
‫‪44‬‬
‫لالستثمار‬
‫ومن أجل الحفاظ على مهمة الخدمة العمومية تم بموجب هذا القانون وضع" سلطة ضبط السمعي‬
‫البصري " التي كان يترأسها ميلود شرفي سابقا وهي عبارة عن هيئة قانونية تواكب مرحلة اإلصالحات‬
‫التي قادها رئيس الجمهورية مجسدة لمرحلة التحول الديمقراطي الذي شهده مجتمعنا‪.‬‬
‫أما فيما يخص صالحيات هذه السلطة فهي موضحة في القانون خاصة المادتين ‪ 55-54‬من‬
‫القانون ‪ 04-14‬المؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬المتعلق بالنشاط السمعي البصري كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون والتشريع‬
‫والتنظيم الساري المفعول‪.‬‬
‫‪-‬السهر على عدم تحيز االشخاص المعنوية التي تستغل خدمات االتصال السمعي البصري التابعة‬
‫للقطاع العام‪.‬‬
‫‪-‬السهر على ضمان الموضوعية والشفافية‪.‬‬

‫‪43‬قطﺎع اﻻﻋالم يتﻌزز بﻘﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري من أجل تسيير أمثل‪ ،‬نشر يوم ‪ 2014-12-1‬ﻋلى موقع اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ ‪ ،‬تﺎريخ اﻻطالع‪-28:‬‬
‫‪ 2017- 1‬ﻋلى اﻟرابط‪www.radioalgerie.dz:‬‬
‫‪ 44‬اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ اﻟجزائر‪ ،‬نحو مشهد تﻌددي‪ ،‬نشر فﻲ موقع وكﺎﻟﺔ اﻻنبﺎء اﻟجزائريﺔ‪ ،‬تﺎريخ اﻻطالع‪ 2017-6-28:‬ﻋبر‬
‫اﻟرابط‪www.aps.dz:‬‬

‫‪53‬‬
‫‪45‬‬
‫‪-‬السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين والثقافة الوطنية ودعمها‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالقنوات التلفزيونية الجزائرية الحالية ذكر ميلود شرفي "أنها تسير وفقا لقوانين أجنبية من‬
‫خارج الوطن‪ ،‬وأن قانون السمعي البصري جاء ليكيفها وفق التنظيمات السارية ووفق القانون الجزائري‪،‬‬
‫مذك ار أن القنوات المعتمدة والمرخصة في الجزائر هي‪ :‬النهار‪ ،‬الشروق‪ ،‬الهقار‪ ،‬الجزائر تي في‬
‫والجزائرية‪.‬‬
‫كما استضافت سلطة الضبط السمعي البصري مسؤولي هذه القنوات المرخصة لتوضيح عدد من‬
‫األمور خاصة فيما يتعلق بالتطرف والعنف في الخطاب الديني‪ ،‬باإلضافة إلى البث السلبي الذي يطغى‬
‫على برامج بعض القنوات والذي يسيء إلى صورة الجزائر داخليا وخارجيا‪ ،‬مؤكدين على ضرورة تحقيق‬
‫التوازن في البرامج واألخبار واألمور التي تمس المواطن مباشرة وال بد من وصف األمور على حقيقتها‬
‫‪46‬‬
‫بايجابياتها وسلبياتها والمضي في االتجاه الذي يخدم المصالح العليا للبالد‪.‬‬

‫‪45‬محمد ﻫدير‪ ،‬سلطﺔ‪ ،‬سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري صالحيﺎتهﺎ ومهﺎمهﺎ‪ ،‬ندوة حول "واقع وآفﺎق اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري بﺎﻟجزائر فﻲ ظل اﻻصالحﺎت‬
‫اﻟجديدة‪ ،‬جﺎمﻌﺔ قسنطينﺔ‪ 3‬كليﺔ ﻋلوم اﻻﻋالم واﻻتصﺎل‪ ،‬يوم ‪ 18‬جﺎنفﻲ ‪.2016‬‬
‫‪46‬ﻻ رقﺎبﺔ وﻻ تضييق فﻲ قﺎموس سلطﺔ اﻟضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري‪ ،‬نشر يوم‪ 2015-5-3:‬فﻲ موقع اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ‪ ،‬تﺎريخ اﻻطالع‪-1-29:‬‬
‫‪ 2017‬ﻋلى اﻟرابط‪www.radioalgerie.dz:‬‬

‫‪54‬‬
‫المحاضرة ‪8‬‬

‫‪ 4-5‬نماذج عن قنوات تلفزيونية جزائرية خاصة‪:‬‬


‫أوال‪ :‬قناة النهار‪:‬‬
‫تعد أولى القنوات الجزائرية الخاصة‪ ،‬حيث انتقلت إلى البث الفضائي بعد أن ظلت تعمل كصحيفة‬
‫مطبوعة لسنوات لينطلق بثها التجريبي يوم ‪ 6‬مارس ‪ ،2012‬بأول نشرة إخبارية‪ ،‬مدشنة بذلك مسيرة‬
‫القنوات الجزائرية الخاص ة المؤسسة وفقا لقوانين المدينة اإلعالمية األردنية‪ ،‬والتي تعد أول منطقة إعالمية‬
‫حرة في الشرق األوسط‪.‬‬
‫ووفقا لهذا التكييف فان قناة النهار تعمل كقناة أجنبية تتخذ مقرها الرئيسي بالعاصمة األردنية عمان‬
‫وتبث برامجها على قمر نايل سات‪ ،‬وتهتم بالشأن اإلخباري والسياسي في الجزائر‪.‬‬
‫وقد شن بعض الناشطين السياسيين واإللكترونيين حملة مقاطعة ضد القناة والجريدة التابعة لها بسبب‬
‫ما وصفوه انحياز القناة للسلطة الحاكمة وللمرشح عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬واتهموا القناة بالتفاهة وتصغيرها‬
‫لعقول المشاهدين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قناة الشروق‪:‬‬
‫بعد أن حققت صحيفة الشروق اليومي نسبة مبيعات عالية‪ ،‬اعتبرت األكبر في تاريخ الصحافة‬
‫الجزائرية‪ ،‬خاصة أثناء األزمة الجزائرية‪-‬المصرية‪ ،‬على خلفية المباريات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا‬
‫‪ ، 2010‬وبعد الهجمة اإلعالمية الكبيرة التي تبنتها بعض القنوات الفضائية المصرية‪ ،‬أعلنت الشركة‬
‫المالكة للصحيفة نيتها في إطالق "شبكة تلفزيون جزائرية خاصة" في بدايات عام ‪ ،2011‬وذلك من خالل‬
‫استخدام وسائط االتصال الحديث كموقع اليوتيوب‪ ،‬إال أن إطالق القناة تأخر إلى غاية عام ‪2012‬‬
‫لتصبح بذلك ثاني القنوات الفضائية الخاصة بعد إطالق النهار‪ ،‬حيث انطلق بث قناة الشروق تي في من‬
‫العاصمة األردنية أسوة بمنافستها النهار‪ ،‬ثم توسعت الشبكة لتخلق قناة أخرى باسم الشروق اإلخبارية‪ ،‬في‬
‫مارس من العام الجاري ‪ ،2014‬كما تمتلك الشبكة مجموعة من المكاتب على المستوى الوطني ومكاتب‬
‫‪47‬‬
‫عالمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬قناة الجزائرية‪:‬‬

‫‪ 47‬محمود أبو بكر‪ ،‬اﻟﻘنوات اﻟتلفزيونيﺔ اﻟخﺎصﺔ‪...‬ﻋندمﺎ تتحول اﻟصحف اﻟى ﻋلب فضﺎء‪ ،‬مرجع سﺎبق‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫وهي قناة منوعة تهتم بقضايا المجتمع كافة‪ ،‬برامجها متنوعة‪ ،‬لتكون بذلك ثالث قناة خاصة تظهر‬
‫للوجود في الجزائر‪ ،‬من صنف القنوات الخاصة المؤسسة في الخارج‪ ،‬وانطلقت في ‪ 5‬جويلية ‪.2012‬‬
‫رابعا‪ :‬قناة نوميديا نيوز‪:‬‬
‫تأسست كوكالة إخبارية جزائرية الكترونية تملك ‪ 22‬مكتبا في العالم‪ ،‬حاملة اسم مملكة نوميديا‬
‫األمازيغية‪ ،‬وانطلقت كقناة فضائية في بثها التجريبي في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،2012‬وتبث القناة برنامجا إخباريا‬
‫تتخلله نشرات ومواجيز وبرامج وثائقية‪ ،‬وواجهت القناة انتقادات واسعة أثناء الحملة االنتخابية لرئاسيات‬
‫‪ 2014‬لجهة انحيازها‪ ،‬وتحقيرها لبعض المظاهرات االحتجاجية المعارضة‪ ،‬ويتواجد المقر المركزي للقناة‬
‫بجنيف سويس ار إلى جانب مقر فرعي بالجزائر‪.‬‬
‫خامسا‪:‬قناة بور تي في‪:‬‬
‫تخضع هذه القناة للقانون الفرنسي‪ ،‬ومقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬ومقرها الفرعي‬
‫بعنابة‪ ،‬وتمتلك مكاتب في الجزائر العاصمة وآخر في تيزي وزو‪ ،‬وعلى عكس القنوات األخرى فان هذه‬
‫الشاشة قد سطرت لنفسها هدف مخاطبة الجالية الجزائرية والمغاربية المقيمة في فرنسا وأوروبا عموما‪ ،‬وقد‬
‫حصلت على رخصة البث األول عام ‪ 2001‬من فرنسا بينما بدأت البث فعليا في الفاتح من أفريل‬
‫‪ ،2003‬وهي مملوكة لرجل األعمال الجزائري"رضا محقني" الذي يستحوذ على ‪ 80‬بالمائة من أسهمها‬
‫فيما تعود ملكية ‪ 20‬بالمائة المتبقية إلى مسير القناة "ناصر كتان"‪ ،‬وهو مؤسس القناة وصاحبها األول‬
‫قبل أن يتنازل عن أغلبية أسهمه فيها ألسباب مالية‪.‬‬
‫وقد شرعت في البث رسميا في حلتها الجديدة بعد فترات توقف عديدة نظ ار لألزمات المالية التي‬
‫‪48‬‬
‫عصفت بها بتاريخ ‪ 1‬أوت ‪.2011‬‬
‫سادسا‪:‬قناة الهقار‪:‬‬
‫هي شبكة مستقلة تم افتتاح بثها التجريبي في شهر ماي ‪ ،2012‬بعنوان الهقار‪ ، TV‬تتخذ من‬
‫العاصمة البريطانية لندن مق ار رئيسيا لها‪ ،‬وهي مملوكة لرجل األعمال الجزائري" حسان بومعراف" صاحب‬
‫شركة المشروبات "فالش" وشريكه "محمد مولودي " صاحب دار الوعي للنشر‪ ،‬وتعتزم القناة في الفترة‬
‫القريبة القادمة إطالق قناتها اإلخبارية المتخصصة‪ ،‬تحت اسم "الهقار نيوز"‪.‬‬

‫‪48‬محمود ابوبكر‪ ،‬مرجع سﺎبق‬

‫‪56‬‬
‫وفي الوقت الحالي‪ ،‬انخفض عدد القنوات التلفزيونية الخاصة‪ ،‬بسبب عدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها‬
‫المالية مع الشركات المؤجرة لترددات البث‪ ،‬فان ‪ 15‬قناة جزائرية توقفت عن البث بسبب "نقص األموال"‬
‫وقيام الشركات المؤجرة بوقف البث عن طريق حجم التردد‪.‬‬
‫كما يوجد عدد كبير من القنوات التجارية والدعائية الجزائرية‪ ،‬لكنها غير مسجلة لدى و ازرة االتصال‬
‫وهي مسجلة في الخارج‪ ،‬وقائمة على الترويج لمنتجات طبية والعالج بالرقية‪ ،‬وتوجد حاليا ‪ 45‬قناة‬
‫متخصصة وعامة مسجلة لدى و ازرة االتصال وسلطة ضبط السمعي البصري لكن خمسة منها فقط لديها‬
‫الترخيص بالعمل في الجزائر‪ ،‬أما البقية فتبث بدون ترخيص ومن المتوقع أن تتخذ في حقها بعض‬
‫اإلجراءات من طرف و ازرة االتصال بسبب مخالفتها للقانون‪.49‬‬
‫سابعا‪:‬قناة العصر ( ‪: ( tv Alasr‬‬
‫التابعة لمنظمة رشاد المعارضة‪ ،‬وهذه المنظمة أطلقت هي األخرى قناة خاصة بها تحت اسم "رشاد‬
‫تي في( ‪" (Tv Rachad‬لكن إدارة القمر الصناعي "أوتل سات" قطعت بثها في وقت الحق‪.‬‬

‫‪ 49‬مﻘﺎل بﻌنوان"انخفﺎض ﻋدد اﻟﻘنوات اﻟخﺎصﺔ فﻲ اﻟجزائر"‪ ،‬جريدة اﻟحيﺎة اﻻﻟكترونيﺔ‪ ،‬مﻘﺎل ‪ ،44960‬اﻟجزائر‪ ،‬تﺎريخ اﻟزيﺎرة‪،2017-2-14‬‬
‫متوفر ﻋبر اﻟرابط‪www.elhayatonline.net/article8462.html‬‬

‫‪57‬‬
‫المحاضرة‪:9‬‬

‫‪-6‬التطور التاريخي التشريعي للقطاع السمعي البصري الجزائري‪:‬‬

‫‪-1-6‬المرحلة األولى‪:)1965-1962( :‬‬


‫هذه المرحلة رغم قصرها‪ ،‬إال أنها كانت بمثابة اإلرهاصات األولية واللبنة األساسية إلقامة إعالم‬
‫وطني جاء ليستجيب لحاجيات المواطن والوطن‪ ،‬وفي ظل تبني فكرة استقاللية اإلعالم الجزائري وفصل‬
‫خضوعه من قيود التسيير والتنظيم التشريعي الفرنسي‪ ،‬وباعتبار أن الدولة الجزائرية حديثة العهد‬
‫باالستقالل إبان تلك الفترة‪ ،‬وسعيا منها إلى تكريس التنمية بجميع أبعادها‪ ،‬وحتى يساهم هذا القطاع‬
‫وكغيره من القطاعات األخرى في مسيرة التنمية‪ ،‬وأهم ما ميز هذه المرحلة هو العمل على تحرير مختلف‬
‫وسائل اإلعالم من السيطرة الفرنسية من حيث الملكية واإلدارة واإلشراف‪.50‬‬
‫‪ -2-6‬المرحلة الثانية‪:)1976-1965 ( :‬‬
‫إن أهم ما ميز هذه الفترة هو إلغاء العمل بالقوانين الفرنسية‪ ،‬التي كانت الجزائر قد عملت بها في‬
‫إطار ما عرف باالحتفاظ المؤقت بالتشريعات الفرنسية في فترة ما بعد االستقالل‪ ،‬ونظ ار ألنها كانت حديثة‬
‫العهد باالستقالل وكذا لوجود فراغ تشريعي آنذاك‪ ،‬ومن بينها تلك التشريعات التي كانت تنظم النشاطات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬والتي تم تمديد العمل بها هي أيضا على غرار القطاعات األخرى لفترة ما بعد االستقالل‬
‫ألسباب ظرفية‪ ،‬حيث تم في عام ‪ 1967‬إلغاء سريان النصوص الفرنسية في مجال اإلعالم التي مدد‬
‫سريان مفعولها بموجب القانون ‪ 157/62‬الصادر في ديسمبر ‪ ،1962‬وقد عبر رئيس مجلس‬
‫بومدين عن أسباب إلغاء القوانين الفرنسية الحقا في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،1973‬بمناسبة تنصيب‬
‫ّ‬ ‫الثورةّ هواري‬
‫اللجنة الوطنية للتشريع ومما جاء في خطابه بخصوص الموضوع ما يلي ‪:‬إنه لمن غير المعقول أن‬
‫تواصل الثورة مسيرتها بقوانين غير ثورية ‪ ،‬وأن يتم تشييد االشتراكية على أساس قوانين معدة أساسا‬
‫لحماية االقتصاد الرأسمالي‪ ،‬كما انه من غير المعقول أيضا أن نبقى مسيرين بقوانين أعدها أولئك الذين‬
‫كانوا يمارسون القمع ضدنا‪ ،‬وأن نلجأ لهذه القوانين التخاذ ق اررات وطنية‪.‬‬

‫‪ 50‬ﻋبد اﻟمومن بن صغير‪،‬التنظيم القانوني لنشاط قطاع السمعي البصري في ظل التشريع اإلعالمي الجزائري لما بعد اإلستقالل‪ ،‬كليﺔ اﻟحﻘوق‬
‫واﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ ‪ ,‬جﺎمﻌﺔ موﻻي اﻟطﺎﻫر سﻌيدة ‪ ،‬اﻟمركز اﻟديمﻘراطﻲ اﻟﻌربﻲ ﻟلدراسﺎت اﻻستراتيجيﺔ اﻻقتصﺎديﺔ واﻟسيﺎسيﺔتم اإلطالع ﻋليه‬
‫بتﺎريخ‪ 22:10 ،2018-2-11‬ﻋبر اﻟرابط‪http://democraticac.de/?p=38153 :‬‬

‫‪58‬‬
‫وعلى الرغم من المناداة بفكرة استقاللية اإلعالم الجزائري وفصل تبعية المؤسسة السمعية البصرية‬
‫عن التنظيم الفرنسي‪ ،‬إال أنه حتى سنة ‪ 1976‬لم يكن هناك قانونا لإلعالم ينظم ممارسة األنشطة‬
‫اإلعالمية بما في ذلك القطاع السمعي البصري‪ ،‬وهذا الفراغ القانوني كانت له انعكاسات سلبية من غير‬
‫شك على نشاط وسائل اإلعالم‪ ،‬باستثناء بعض المراسيم التنظيمية الجزئية التي تمس جميع القطاعات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬فإن السياسة اإلعالمية آنذاك التي اتبعت خالل هذه المرحلة ‪ ،‬تميزت بالكثير من الغموض‬
‫سواء على الصعيد القانوني أو على الصعيد الميداني األمر الذي جعل أحد المختصين في مجال اإلعالم‬
‫يصف هذه المرحلة بمرحلة البيات الشتوي‪.‬‬

‫‪ -3-6‬المرحلة الثالثة‪)1990-1976 ( :‬‬

‫بدأت معالم السياسة اإلعالمية لقطاع السمعي البصري تتضح مع صدور الميثاق الوطني عام‬
‫‪ 1976‬حيث شهدت هذه المرحلة بداية االهتمام الفعلي بقضايا اإلعالم ووسائله ومنها وسائل اإلعالم‬
‫السمعية البصرية‪ ،‬خصوصا في ظل استكمال بناء مختلف المؤسسات والهياكل السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫وقد جاء في الميثاق إلى التنويه بالدور االستراتيجي لوسائل اإلعالم في خدمة أهداف التنمية‪ ،‬كما‬
‫دعا إلى ضرورة استصدار قوانين وتشريعات تحدد تحديدا سليما لدور الصحافة واإلعالم والتلفزيون‬
‫والسينما في مختلف المشاريع الوطنية‪ ،‬واالهتمام بالتكوين في مجال اإلعالم‪ ،‬وتوفير اإلطارات اإلعالمية‬
‫الالزمة لمواكبة خطط التنمية‪ ،‬وإشباع حاجات ومتطلبات الجماهير في الحصول على إعالم متميز ويتسم‬
‫بالموضوعية والجودة‪.51‬‬
‫وباعتبار أن الجزائر قد انتهجت النظام االشتراكي‪ ،‬كان البد من أن تنعكس على السياسة اإلعالمية‬
‫وعرفت في بداية الثمانينات مناقشة أول مشروع لملف السياسة اإلعالمية في الجزائر منذ االستقالل‬
‫وكخيار اشتراكي انعكس على تلك السياسة اتضح للجزائر أن مفهوم اإلعالم يقوم على أساس الملكية‬
‫االجتماعية لوسائل اإلعالم‪ ،‬وأن اإلعالم هو جزء ال يتج أز من السلطة السياسية المتمثلة في حزب جبهة‬
‫التحرير الوطني‪ ،‬وأداة من أدواتها في أداء مهمات التوجيه والرقابة والتنشيط وتم تحديد وظائف اإلعالم‬
‫‪:‬‬
‫في المجتمع الجزائري على النحو اآلتي‬
‫التربية والتكوين والتوجيه‬ ‫‪‬‬

‫التوعية والتجنيد‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬مرجع سﺎبق‬

‫‪59‬‬
‫التعبئة‬ ‫‪‬‬

‫الرقابة الشعبية‬ ‫‪‬‬

‫التصدي للغزو الثقافي‬ ‫‪‬‬

‫وقد تم صدور في عهد الحزب الواحد أول قانون لإلعالم في الجزائر سنة ‪ 1982‬ضمن الخطوط‬
‫العامة للميثاق الوطني والدستور لعام ‪.1976‬‬
‫وقد تناول هذا القانون ألول مرة مختلف جوانب النشاط اإلعالمي‪ ،‬وحدد اإلطار العام لمفهوم اإلعالم‬
‫في الجزائر‪ ،‬إذ جاء في مادته األولى‪:‬اإلعالم قطاع من قطاعات السيادة الوطنية‪ ،‬يعبر اإلعالم بقيادة‬
‫حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬وفي إطار االختيارات االشتراكية المحددة في الميثاق عن إرادة الثورة‪،‬‬
‫وترجمة لمطامح الجماهير الشعبية يعمل اإلعالم على تعبئة كل القطاعات وتنظيمها لتحقيق األهداف‬
‫الوطنية وقد كشف هذا القانون في مادته األولى عن المصادر التي يستلهم منها مبادئه وهي الميثاق‬
‫الوطني ومختلف التوصيات الصادرة عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬كما اعتبر القانون أن‬
‫اإلعالم جزءا من السيادة الوطنية وهو إعالم ثوري يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة االشتراكية بقيادة حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد تناول القانون جملة من القضايا المتعلقة بالنشاط اإلعالمي وأهداف اإلعالم‪،‬‬
‫وأشار إلى حق المواطن في اإلعالم ‪ ،‬حيث جاء في المادة الثانية منه"على أن الحق في اإلعالم حق‬
‫أساسي لجميع المواطنين‪ ،‬تعمل الدولة على توفير إعالم كامل وموضوعي"‪.‬‬
‫وحدد الخطوط العامة لممارسة النشاط اإلعالمي ضمن السياسة العامة للدولة المنصوص عليها في‬
‫الدستور والميثاق‪ ،‬حيث جاء في المادة الثالثة على انه ‪:‬يمارس حق اإلعالم بكل حرية ضمن نطاق‬
‫االختيارات اإليديولوجية للبالد والقيم األخالقية لألمة وتوجيهات القيادة السياسية المنبثقة عن الميثاق‬
‫الوطني مع مراعاة األحكام التي يتضمنها الدستور خاصة في مادتيه ‪ 55‬و‪7352‬‬

‫وفي صدد حسم اللغة التي ستستعمل في وسائل اإلعالم الوطنية‪ ،‬أكدت هذه الوثيقة على لغة‬
‫اإلعالم الوطني مستقبال‪ ،‬وهي اللغة العربية‪ ،‬وهذا ما جاءت به المادة ‪ 4‬من القانون وأكدته بقولها ‪:‬مع‬
‫العمل دوما على استعمال اللغة الوطنية وتعميمها‪ ،‬يتم اإلعالم من خالل نشريات إخبارية ‪ ،‬ونشريات‬

‫‪52‬مرجع سﺎبق‬

‫‪60‬‬
‫إخبارية متخصصة ووسائل سمعية بصرية‪ ،‬غير أن هذا القانون لم يكن سوى حبر على ورق ‪،‬ألنه لم‬
‫يكرس مبادئه على أرض الواقع وقد عيب عليه من عدة نواحي وهي‪:‬‬
‫‪ ‬إن هذا القانون جاء لينظم قطاع المطبوعات والصحافة المكتوبة‪ ،‬ولم يتعرض إلى القطاع‬
‫السمعي البصري سوى ضمن إطار عام وفضفاض‪.‬‬
‫‪ ‬إن القطاع السمعي البصري ومنه التلفزيون ظل يسترشد في الممارسة فيما يتعلق بطبيعة‬
‫المهنة‪ ،‬وفي الجانب الجزائي ببعض مواد القانون‪ ،‬أما المجاالت األخرى مثل التوسع في الشبكات‬
‫والقنوات فظلت خاضعة للقانون الخاص بالوسيلة‪.‬‬
‫وتماشيا مع الدستور ‪ 1989‬الذي كرس مبدأ التعددية الحزبية في الجزائر‪ ،‬صدر قانون اإلعالم في‬
‫‪ 03‬أفريل ‪ ، 1990‬ونشر بالجريدة الرسمية في نفس السنة‪ ،‬والذي فتح مجاال واسعا للتعددية السياسية‬
‫التي تتضمن هي منطقيا التعددية اإلعالمية‪ ،‬حيث جاء في المادة الثانية منه والتي نصت على انه ‪:‬‬
‫الحق في اإلعالم يجسده حق المواطن في االطالع بكيفية كاملة وموضوعية على الوقائع واآلراء التي تهم‬
‫المجتمع على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬وحق مشاركته في اإلعالم بممارسة الحريات األساسية في‬
‫التفكير والرأي والتعبير طبقا للمواد ‪ 40-39-35‬من الدستور‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 03‬تحدثت الوثيقة عن حرية ممارسة الحق في اإلعالم‪ ،‬حيث نصت على انه ‪:‬يمارس‬
‫الحق في اإلعالم بحرية مع احترام كرامة الشخصية اإلنسانية ومقتضيات السياسة الخارجية والدفاع‬
‫الوطني‪.‬‬
‫أما المادة الرابعة فقد وضحت الوسائل التي من خاللها يمارس هذا الحق‪ ،‬حيث جاء فيها ‪:‬يمارس‬
‫الحق في اإلعالم خصوصا من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫عناوين اإلعالم وأجهزة في القطاع العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العناوين واألجهزة التي تمتلكها أو تنشئها الجمعيات ذات الطابع السياسي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العناوين واألجهزة التي ينشئها األشخاص الطبيعيون والمعنويون الخاضعون للقانون‬ ‫‪‬‬

‫الجزائري‪.‬‬
‫ويمارس من خالل أي سند كتابي أو إذاعي صوتي أو تلفزي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪61‬‬
‫غير أن القانون يكاد يستثني القطاع السمعي البصري‪ ،‬وهو ما جاء في المادة ‪ 56‬منه والتي نصت‬
‫على انه ‪:‬يخضع توزيع الحصص اإلذاعية الصوتية أو التلفزية واستخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية‬
‫‪53‬‬
‫لرخص ودفتر عام للشروط تعده اإلدارة بعد استشارة المجلس األعلى لإلعالم وهذا‬
‫إشارة واضحة على عدم اإلقبال على إنشاء قناة ثانية‪ ،‬رغم االتصاالت التي تمت مع القناة وقنوات‬
‫أخرى » ‪« canal plus‬الفرنسية‬
‫كذلك اشار القانون الصادر سنة ‪ 1990‬إلى إنشاء هيئة إعالمية جديدة هي ” المجلس األعلى‬
‫لإلعالم” أوكلت لها مهام تختلف عن مهام المجلس ‪ ،1984‬وقد حددت المادة ‪ 59‬من الوثيقة طبيعة‬
‫الهيئة‪ ،‬حيث نصت على انه ‪:‬يحدث مجلس أعلى لإلعالم ‪ ،‬وهو سلطة إدارية مستقلة ضابطة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي تتمثل مهمتها في السهر على احترام هذا القانون‪.‬‬
‫وقد منحت هذه الهيئة سلطات واسعة وحلت محل و ازرة اإلعالم (التي ألغيت في تشكيلة حكومة‬
‫‪:‬‬
‫‪ )1991‬ومن مهامها خاصة في مجال القطاع السمعي البصري‬
‫‪01‬ضمان استقاللية أجهزة القطاع العام للبث اإلذاعي الصوتي والتلفزي وحياده‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫واستقاللية كل مهنة من مهن القطاع‪.‬‬


‫‪02‬السهر على تشجيع وتدعيم النشر والبث باللغة العربية بكل الوسائل المالئمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪03‬السهر على نشر اإلعالم المكتوب والمنطوق والمتلفز‪،‬عبر مختلف جهات البالد‬ ‫‪‬‬

‫وعلى توزيعه‪.‬‬
‫‪ 04‬تسليم الرخص ‪ ،‬واعداد دفاتر الشروط المتعلقة باستعمال الترددات اإلذاعية الكهربائية‬ ‫‪‬‬

‫والتلفزية‪ ،‬كما تنص عليها المادة ‪ 56‬االنفة الذكر‪.‬‬

‫‪ -4-6‬المرحلة الرابعة‪)2003-1990 ( :‬‬

‫بدأت هذه المرحلة مند ‪ 1990‬بصدور الدستور الجديد‪ ،‬الذي نص في مادته ‪ 40‬على التعددية‬
‫الحزبية وحرية إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي (األحزاب)‪ ،‬وتميزت المرحلة بصدور العشرات من‬
‫الصحف ‪ ،‬خاصة بعد صدور قانون اإلعالم ‪ ،1990‬الذي أكد حرية إنشاء العناوين الصحفية المستقلة‬
‫إال أن القطاع السمعي البصري بقي تحت ملكية ووصاية الدولة‪.‬‬

‫‪53‬مرجع سﺎبق‬

‫‪62‬‬
‫وذلك راجع إلى نظرة الدولة اتجاه القطاع السمعي البصري وهو ما يشكل حساسية وخاصة التلفزيون‬
‫الذي جعل الدولة مترددة في مسألة تحريره وفتحه لالستثمارات الخاصة والمستقلة‪ ،‬إلى جانب التردد في‬
‫إصدار قانون جديد لإلعالم يحدد بوضوح وضعية قطاع السمعي البصري ضمن الخريطة اإلعالمية‪.‬‬
‫وقد صدر الحقا مشروعان تمهيديان لقانون اإلعالم لسنة ‪ ،1998‬وسنة ‪ ، 2002‬الذي تناوال القطاع‬
‫السمعي البصري ألول مرة بنوع من التفصيل‪.54‬‬
‫أ‪ -‬المشروع التمهيدي لقانون اإلعالم ‪:1998‬‬
‫إذا كان قانون اإلعالم لسنة ‪ 1990‬يؤكد في مادته األولى على أن هذه الوثيقة تحدد قواعد ومبادئ‬
‫ممارسة حق اإلعالم‪ ،‬فإن مشروع ‪ 1998‬كشف في مادته األولى على تحرير قطاع اإلعالم برمته‪ ،‬إذ‬
‫تنص المادة األولى منه على ما يلي‪ :‬يكفل القانون الحالي حرية الصحافة واالتصال السمعي البصري‬
‫كذلك عرفت الوثيقة ألول مرة منذ االستقالل المقصود بالسمعي البصري‪ ،‬بعد أن كانت القوانين‬
‫السابقة تدرجه ضمن عبارة غامضة وتعتبره” سندا إذاعيا أو صوتيا او تلفزيا” يمارس من خالله الحق في‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫حددت المادة الثانية من المشروع التمهيدي مفهوم االتصال السمعي البصري بما يلي‪:‬يقصد‬
‫باالتصال السمعي البصري كل ما يوضع في متناول الجمهور أو فئات منه بواسطة أحد األساليب‬
‫االتصال السلكي والالسلكي من رموز وإشارات وحروف خطية‪ ،‬صور وأصوات أو رسائل من مختلف‬
‫األنواع وعلى اختالف طبيعتها واال ليس لها طابع المراسلة الشخصية‬
‫وأفردت الوثيقة الباب الثالث للحديث عن القطاع لكن ضمن عبارة ” عمومي ”وهو أمر يشير إشارة‬
‫واضحة في عدم رغبة الدولة في فتح القطاع السمعي البصري لالستثمارات الخاصة إال في حدود ضيقة‬
‫ومعينة‪.‬‬
‫وهو مانصت عليه المادة ‪ 28‬من المشروع التمهيدي بقولها‪:‬يمكن للمؤسسات العمومية للبث اإلذاعي‬
‫المسموع والمرئي أن تفتح رأسمالها‪ ،‬في إطار الشراكة لمؤسسات متخصصة تابعة للقطاع الخاص وفقا‬
‫للتشريع المعمول به‪.‬‬
‫وتستثني المادة ‪ 29‬بعض األنشطة فتنص أن تمارس األنشطة ذات الصلة بالبث التلفزي للتغطية‬
‫الوطنية من قبل المؤسسات العمومية المختصة فقط ‪ ،‬وتضيف غير انه يمكن للمؤسسات المذكورة ‪ ،‬أن‬

‫‪54‬مرجع سﺎبق‬

‫‪63‬‬
‫تتخلى في إطار الشراكة‪ ،‬عن بعض األنشطة لمؤسسات تابعة للقطاع الخاص حسب الشروط التي‬
‫سيحددها القانون‬
‫ويتناول الفصل الثاني من نفس الباب ” خدمات البث اإلذاعي السمعي والتلفزي المرخص بها‪.‬‬
‫وتشير المادة ‪ 30‬من المشروع التمهيدي إلى انه ‪:‬يخضع توزيع حصص إذاعية مسموعة أو مرئية‬
‫عن طريق الكابل‪،‬كذلك استعمال الذبذبات اإلذاعية الكهربائية لترخيصات وأحكام القانون وألوامر دفتر‬
‫شروط تعده الو ازرة المكلفة باالتصال بعد استشارة المجلس األعلى لالتصال‪ ،‬ويشكل هذا العرف نمط من‬
‫أنماط استعمال القطاع الخاص لألمالك العمومية التابعة للدولة‪.‬‬
‫وفي نفس الترخيص تضيف المادة ‪ 31‬منه على أن‪:‬يخضع الترخيص بأية خدمة اتصال سمعي‬
‫‪55‬‬
‫بصري غير خدمات القطاع العمومي إلبرام اتفاقية بين المجلس األعلى لالتصال المتصرف باسم‬
‫الدولة والمستفيد من رخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي بصري‪.‬‬
‫ويشرح الفصل في المادة من ‪ 32‬إلى ‪ 46‬الطرق والكيفيات واإلجراءات التي تنظم النشاط في القطاع‬
‫السمعي البصري خاصة فيما يتعلق بمنح التراخيص أو سحبها‪ ،‬وشروط االتفاقيات وكذلك فسخها‪.‬‬
‫وفي الباب الثامن تتحدث الوثيقة عن ” المجلس األعلى لالتصال” باعتباره سلطة مستقلة لضبط‬
‫األمور وتتمتع باالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬وتضمن التعددية في اإلعالم وحرية الصحافة واالتصال‪.‬‬
‫ويمكن تعداد مهام هذا المجلس والموكلة له في مجال القطاع السمعي البصري على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ممارسة الرقابة بكل الوسائل المالئمة على موضوع الحصص اإلشهارية التي تبثها أجهزة‬ ‫‪‬‬

‫البث اإلذاعي والتلفزي ومحتواها وكيفيات برمجتها‪.‬‬


‫ضبط أحكام االتفاقيات الخاصة بخدمات االتصال السمعي البصري المسموح به ومراقبة‬ ‫‪‬‬

‫تنفيذها‪.‬‬
‫وتحدد المادة ‪ 94‬بان المجلس األعلى لالتصال هو الجهة التي تسلم الترخيصات بإنشاء‬ ‫‪‬‬

‫خدمات اتصال إذاعي وتلفزي تابع للقطاع الخاص‬


‫وعموما فإن المشروع التمهيدي تجاوز قانون ‪ 1990‬في مجال الحريات الصحفية‪ ،‬وتناول ألول مرة‬
‫بنوع من التفصيل القطاع السمعي البصري بتحديد طبيعته ووسائله وطرق النشاط أو االستثمار فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المشروع التمهيدي لقانون ‪:2002‬‬

‫‪55‬مرجع سﺎبق‬

‫‪64‬‬
‫جاء هذا المشروع على أنقاض المشروع التمهيدي لسنة ‪ 1998‬الذي لم ينجح الن يتحول إلى قانون‬
‫ويتميز هذا المشروع بكونه شرح األسباب والغاية من هذه الوثيقة‪ ،‬وذلك بان وضع األمور في إطارها‬
‫الوطني والدولي واستهل المشرع قبل عرض مواد المشروع بتقديم األسباب والدوافع وراء هذه المبادرة‬
‫وكذلك تميز ا لمشروع بعقد جلسات جهوية لمناقشته من قبل المهتمين والمنشغلين بقطاع اإلعالم‪ ،‬وأوكلت‬
‫مهمة اإلشراف على الجلسات إلى باحثين أكاديميين مهتمين ببحوث اإلعالم والتشريعات اإلعالمية‪ ،‬وهو‬
‫أمر جديد حيث جرت العادة في القوانين والمشاريع السابقة أن تكون المناقشات محدودة ومحصورة في‬
‫فئات بيروقراطية بعيدة عن واقع العمل اإلعالمي ومتطلباته‪.‬‬
‫ويمكن حصر أسباب ودوافع من وراء إصدار هذا المشروع‪ ،‬والتي نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫ضرورة تعديل القانون الساري المفعول على مستوى الشكل والمضمون ‪ ،‬حتى ينسجم‬ ‫‪‬‬

‫والمحيط القانوني والمؤسساتي مع المحافظة على مكاسب الصحافة خالل عشرية كاملة ودعمها‬
‫‪.56‬‬
‫وضع تعديالت تتماشى وتواكب السياسة التي تتبعها البالد من أجل االنضمام ومسايرة‬ ‫‪‬‬

‫مسار العولمة ال سيما المجتمع اإلعالمي والمتغيرات التي يفرضها المحيط الدولي‪.‬‬
‫ترتكز فلسفة المشروع الجديد على مبدأ حرية اإلعالم في إطار احت ارم األسس الدستورية‬ ‫‪‬‬

‫قوانين الجمهورية واحترام كرامة وشرف وكذا تقدير األشخاص‪.‬‬


‫يرسم المشروع إطار التنظيم المؤسساتي ويعطي تصو ار مسبقا للحقل اإلعالمي عن طريق‬ ‫‪‬‬

‫مبدأ التخطيط‬
‫إن هذا المشروع يتماشى واإلصالحات التي مست هيئات ومهام الدولة‪ ،‬وبالتالي فهو‬ ‫‪‬‬

‫يدخل نصوصا مؤسسا تية مالئمة لمختلف قطاعات أنشطة اإلعالم والمهام الدائمة للدولة من‬
‫خالل التصور والضبط والمراقبة‪.‬‬
‫يمكن المشروع الجديد مختلف الفئات المهنية لإلعالم لتمكين السلطات العمومية‬ ‫‪‬‬

‫لالضطالع بمهامها في إطار تشاوري ومن جهة ثانية المساعدة في تنظيم الممثليات المهنية‬
‫للقطاع‪.‬‬

‫‪56‬مرجع سﺎبق‬

‫‪65‬‬
‫في مجال السمعي البصري‪ ،‬يضع المشروع أسس تأسيس المجلس السمعي البصري‬ ‫‪‬‬

‫كهيئة للضبط تتكفل بالسهر على احترام التعددية والقيم الدستورية‪.‬‬


‫ينظم المشروع في خطوطه العريضة القانون األساسي للصحفي المحترف‪ ،‬بتوفير الحماية‬ ‫‪‬‬

‫له‪ ،‬وإخضاعه للمبادئ العامة العالمية التي تحكم مهنة الصحفي ‪.‬‬
‫المشروع الجديد ينص على ضرورة تكريس دعم الدولة للصحافة‬ ‫‪‬‬

‫حدد المشروع التمهيدي مفهوم النشاط اإلعالمي في المادة الثانية بقولها‪:‬يقصد بنشاط اإلعالم في‬
‫مفهوم هذا القانون‪ ،‬وضع معلومات تحت تصرف الجمهور أو فئات منه عبر كل الدعائم سواء كانت‬
‫مسموعة‪ ،‬مرئية أو إلكترونية وكذلك بصفة دورية‪.‬‬

‫وخصص المشرع الباب الثالث من المشروع ليتناول فيه ” النشاط اإلعالمي عن طريق االتصال‬
‫السمعي البصري ‪ ،‬إذ تناول في الفصل األول ممارسة االتصال السمعي البصري‪ ،‬وعلى هذا المنوال‬
‫حددت المادة ‪ 34‬من المشروع التمهيدي المقصود باالتصال السمعي البصري‪ ،‬على أنه‪ :‬يقصد باالتصال‬
‫السمعي البصري في مفهوم هذا القانون‪ ،‬وضع تحت تصرف الجمهور أو فئات منه‪ ،‬عالمات‪ ،‬صور‪،‬‬
‫إشارات‪ ،‬أصوات ‪ ،‬أو بالغات أيا كانت طبيعتها والتي ليس لها صفة المراسلة الشخصية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق المواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 35‬منه فقد حددت آليات وأدوات ممارسة النشاط السمعي البصري‪:‬‬

‫نشاط االتصال السمعي البصري حر يمارس من طرف‪:‬‬

‫مؤسسات وهيئات القطاع العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المؤسسات والشركات الخاضعة للقانون الجزائري الخاص‪.57‬‬ ‫‪‬‬

‫في حين حددت المادة ‪ 38‬للمشرع خضوع الممارسة اإلعالمية في القطاع السمعي البصري الخاص‬
‫لترخيص من قبل المجلس السمعي البصري‪ ،‬وخصص الفصل الثاني لهذه الهيئة الجديدة وهي ” المجلس‬
‫السمعي – البصري‪.‬‬

‫‪57‬مر جع سﺎبق‬

‫‪66‬‬
‫وتحدد المادة ‪ 42‬من المشروع التمهيدي لسنة ‪ 2002‬مهام هذا المجلس بعد تحديد طبيعته بكونه ”‬
‫سلطة مستقلة للضبط والمراقبة‪ ،‬تتمتع باالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬ضامنة للتعددية اإلعالمية وحرية‬
‫الصحافة في االتصال السمعي البصري‪ ،‬وهذه المهام هي‪:‬‬
‫*السهر على احترام أحكام هذا القانون‪،‬وأحكام النصوص الالحقة المتعلقة باالتصال السمعي‬
‫البصري‪.‬‬
‫*تشجيع شفافية أنشطة مصالح السمعي البصري المرخصة‪.‬‬
‫*الحيلولة دون تمركز االتصال السمعي البصري تحت تأثير مالي أو إيديولوجي‪.‬‬
‫*ممارسة الرقابة على الموضوع والمحتوى و كيفيات برمجة الحصص اإلشهارية التي تبثها مصالح‬
‫السمعي البصري‪.‬‬
‫*تحديد الكيفيات ل ممارسة حق التعبير التعددي للتيارات الفكرية والرأي في إطار احترام مبدأ المساواة‬
‫في المعاملة في مصالح االتصال السمعي البصري‪.‬‬
‫* تحديد عن طريق ق ارراته ‪ ،‬شروط إنتاج برمجة حصص التعبير المباشر خالل الحمالت االنتخابية‬
‫في وسائل اإلعالم السمعي البصري‪.‬‬
‫* السهر على جودة التبليغ وكذا الدفاع عن الثقافة الوطنية وترويجها‪ ،‬السيما في مجاالت إنتاج وبث‬
‫المؤلفات الوطنية من طرف وسائل اإلعالم السمعي البصري‪.‬‬
‫في باب ممارسة مهنة الصحفي‪ :‬تشير المادة ‪ 72‬إلى انه ‪:‬ال يجب في أي حال من األحوال‪ ،‬أن‬
‫تقدم األخبار التي تنشرها النشرية الدورية أو وكالة األنباء أو تبثها مصلحة االتصال السمعي البصري‬
‫بطريقة‪:‬‬
‫‪-‬تنوه فيها بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالجرائم أو الجنح‪.‬‬
‫‪-‬تشكل إهانة اتجاه رؤساء الدول‪.‬‬
‫‪-‬تشكل إهانة اتجاه أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫كل مخالفة لهذا القانون يعاقب عليها طبقا لقانون العقوبات‬

‫‪ -5-6‬المرحلة الخامسة (المرحلة االنتقالية)‪ :‬مرحلة إصدار القانون العضوي لإلعالم ‪ 2012‬إلى‬
‫غاية اليوم‪.‬‬

‫‪58‬مرجع سﺎبق‬

‫‪67‬‬
‫شهدت هذه المرحلة قفزت نوعية وانتقالية لقطاع السمعي البصري الذي أصبح يعد ضرورة حتمية‬
‫حيث عرف إرساء قاعدة قانونية تسمح بفتح هذا المجال الحساس الذي يعد من بين الرهانات االتصالية‬
‫في وقتنا الحالي بفع ل الثورة التكنولوجية و ما أفرزته من تحوالت جذرية على المجتمع إذ أصبح من‬
‫الجزئرية قامت بتقديم مبادرة من خالل‬
‫ا‬ ‫الصعب إرضاء الناس و إشباع رغباتهم لهذا نالحظ أن الدولة‬
‫الموافقة على فتحه و ذلك بعد المصادقة على القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ 15-12‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫الري و التعبير كما أنه حدد شروط‬
‫جانفي ‪ 2012‬و الذي ساهم من خالل مواده على ضمان حرية أ‬
‫‪59‬‬
‫إنشاء قنوات مع ضرورة احترام دفتر األعباء من قبل سلطة السمعي البصري‬

‫‪ ‬قطاع السمعي البصري في التشريع الجزائري‪:‬‬

‫‪1‬ـ قانون الصحافي ‪:1968‬‬


‫لقد عرفت الجزائر بعد ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬فراغا قانونيا ظل يمأله مجلس الثورة بالتعليمات واألوامر‬
‫لكن في هذه الفترة بدأت مرحلة بناء المؤسسات( ‪ :‬المجلس البلدي‪ ،‬المجلس الوالئي‪ ،‬و فيما بعد الميثاق‬
‫الوطني‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني)‪ .‬في هذا الظرف ظهر قانون الصحافي الذي أشتمل سبع فصول ‪:‬‬
‫تعريف الصحافي المحترف‪ ،‬واج باته‪ ،‬إجراءات التوظيف‪ ،‬الراتب والمكافأة‪ ،‬الترقية والترخيص‪ ،‬أخالقيات‬
‫المهنة‪ ،‬والبطاقة المهنية‪.‬‬
‫يعتبر هذا القانون من وجهة نظر الصحافيين وكذلك األكاديميين ناقصا في عدة جوانب‪ ،‬فقد أولى‬
‫الواجبات و العقوبات أهمية قصوى‪ ،‬بينما تغاضى عن الحقوق وحرية الصحافة‪ ،‬كما ظل محدودا في‬
‫حركته عبر ثالث هيئات رسمية‪ ،‬هي ‪ :‬الحزب والحكومة والنقابة‪.‬‬
‫ومن خالل هذا التنظيم كان يتم التحكم في مدخالت ومخرجات المؤسسات اإلعالمية‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الهيئات الرسمية مسئولة بشكل تام ومباشر على تعيين كبار المسؤولين ومديري األجهزة اإلعالمية‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪2‬ـ قطاع السمعي البصري من خالل قانون ‪: 1982‬‬
‫الجزئر‬
‫ا‬ ‫من خالل دارستنا لقانون اإلعالم‪ 1982‬نستنتج أنه قد حدد اإلطار العام لمفهوم اإلعالم في‬
‫‪60‬‬
‫من خالل مادته األولى كما أنه كشف عن المصادر التي يستلهم منها مبادئه و هي الميثاق الوطني و‬

‫‪ 59‬محرك اﻟبحث اإلخبﺎري جزايريس ‪،‬زوﻻ سومر ‪،‬اإلﻋالم فﻲ اﻟتشريع اﻟجزائري ‪2017-10-30، 2016-03-03،www.djazairess.com ،‬‬
‫‪. 21:41 ،‬‬
‫‪60‬أحمد حمدي‪,‬نظرات فﻲ قوانين اإلﻋالم اﻟجزائريﺔ ‪, http://www.ahmedhamdi.net/?p=15622:55 ,2017-10-30,‬‬

‫‪68‬‬
‫مختلف التوصيات الصادرة عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني و مختلف التوصيات الصادرة‬
‫عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني كما اعتبر قانون اإلعالم جزء ال يتج أز من السيادة الوطنية‬
‫باعتباره إعالم ثوري يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة االشتراكية بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫وقد اعتبر الصحافيون‪ ،‬قانون ‪ ،1982‬قانون عقوبات وال توجد فيه سوى مادة واحدة‪ ،‬المادة ‪45‬‬
‫التي تشير إلى حرية الصحافي في الوصول إلى مصادر المعلومات‪ ،‬رغم أن هذه المادة لم تعن الكثير‬
‫في أرض الواقع‪.‬‬
‫كما أنه تناول جملة من القضايا المتعلقة بالنشاط اإلعالمي و أهداف اإلعالم و أشار إلى حق‬
‫المواطن في اإلعالم كحق أساسي للجميع‪ ،‬كما أنه حدد الخطوط العامة لممارسة النشاط اإلعالمي ضمن‬
‫السياسة العامة للدولة المنصوص عليها في الدستور و هدا ما جاء به في المادة الثالثة‪.‬‬
‫وبإيجاز فان قانون ‪ 1982‬يبدو أنه قانون جاء لينضم قطاع المطبوعات والصحافة المكتوبة اذ أنه‬
‫لم يتعرض بالتفصيل إلى الوسائل السمعية البصرية سوى في إطار عام وكان المشرع يلحق مصطلح‬
‫السمعي البصري كلما كان الحديث عن الممارسة اإلعالمية وعليه فان قطاع السمعي البصري ومنه‬
‫التلفزيون الجزائري‪ ،‬ظل يسترشد في الممارسة ببعض مواد هذا القانون‪.‬‬
‫‪3‬ـ قطاع السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم ‪: 1990‬‬
‫المميز في هذا القانون هو تأكيده عن حرية إصدار المطبوعات لكنه استثنى نوعا ما قطاع‬
‫السمعي البصري الذي كان تحت احتكار الدولة حيث نصت أغلبية نصوصه و أخص بذكر المادة‪52‬‬
‫على أنه يخضع توزيع‪ ،‬الحصص اإلذاعية الصوتية أو التلفزيونية واستخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية‬
‫لرخص و دفتر الشروط تعده اإلدارة بعد استشارة المجلس األعلى لإلعالم أوكلت لها مهام تختلف عن‬
‫المهام الموكلة لمجلس‪.1984‬‬
‫*و من بين مهام هذه الهيئة الخاصة لقطاع السمعي البصري نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ضمان استقاللية أجهزة القطاع العام للبث اإلذاعي الصوتي والتلفزي وحياده واستقاللية‬
‫كل مهنة من مهن القطاع‪.‬‬
‫‪ .2‬يسهر على نشر اإلعالم المكتوب المنطوق والمتلفز عبر مختلف جهات الوطن و‬
‫توزيعه‪.‬‬
‫‪ .3‬يسلم المجلس األعلى الرخص‪ ،‬و يعيد دفاتر الشروط المتعلقة باستعمال الترددات‬
‫اإلذاعية الكهربائية و التلفزية كما نصت عليه المادة ‪. 52‬‬

‫‪69‬‬
‫أما بالنسبة للمواد التي خصصت للعقوبات فإنها جاءت قاسية على الصحافي خاصة منها التي‬
‫تتعلق بالسجن مثل‪:‬المادة ‪ 77‬التي تنص على سجن الصحافي من ستة شهور إلى ثالث سنوات لالعتداء‬
‫‪61‬‬
‫على الديانات‬
‫والمادة‪ 81 :‬التي تقرر عقوبة تتراوح من سنة إلى خمس سنوات للمدير الذي يتلقى أمواال من‬
‫الخارج‪.‬‬
‫والمادة ‪ 82‬التي تعاقب من شهر إلى سنتين كل من يبيع الجرائد األجنبية الممنوعة‪،‬‬
‫والمادة ‪ 86‬التي تتحدد عقوبتها من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سجنا سنوات لنشر معلومات تمس أمن الدولة والوحدة‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫وعلى العموم فهي مواد لم تطبق في الواقع اال ما ندر‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن قانون ‪1990‬شأنه شأن قانون ‪1982‬إذ أنه يتعامل بحذر مع‬
‫القطاع رغم أهمية و رغم تأثيره في حشد مختلف الطاقات الوطنية لتحقيق أهداف األمة و المجتمع‪.‬‬
‫كما ال بد أن نشير إلى أن إلغاء المجلس األعلى لإلعالم بمقتضى المرسوم ‪13-93‬لـ ‪1993‬يعد‬
‫أهم تناقض في هدا القانون في حد ذاته ‪ ،‬خاصة ادا ما أخدنا بعين االعتبار في المسؤوليات و المهام‬
‫الموكلة لهدا المجلس خصوصا في ما يتعلق بقطاع السمعي البصري‪.‬‬

‫‪4‬ـ التعددية اإلعالمية في قطاع السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم الجديد‪:‬‬
‫صدر هدا القانون الجديد رقم ‪ 05- 12‬المؤرخ في‪ 18‬صفر ‪1433‬الموافق لـ ‪12‬جانفي‪ 2012‬في‬
‫ظروف متسارعة‪ ،‬فرضتها وتيرة اإلصالحات السياسية والقطاعية التي أخذتها السلطة على عاتقها تحت‬
‫ضغط المطالب الداخلية و تطور األوضاع التي شهدتها بعض الدول العربية‪ ،‬و يتضمن القانون العضوي‬
‫‪133‬مادة مقسمة على ‪12‬باب‪،‬و هو بمثابة قانون إعالم جديد يساير جميع التطوارت المتعلقة‬ ‫الجديد‬
‫باإلعالم الحاصلة على جميع األصعدة‪.‬‬
‫ففي بابه األول جاء في شكل أحكام عامة تهدف إلى تحديد المبادئ و القواعد التي تحكم ممارسة‬
‫الحق في اإلعالم و الحرية‪.‬‬

‫‪61‬مرجع سﺎبق‬
‫‪62‬مرجع سﺎبق‬

‫‪70‬‬
‫أما في بابه الثاني جاء تحت عنوان"النشاط اإلعالمي عن طريق الصحافة المكتوبة" و هذا من‬
‫أجل تنظيم قطاع الصحافة المكتوبة‪.‬‬
‫أما الباب الثالث‪ :‬تم التحدث فيه عن سلطة الضبط الصحافة المكتوبة‪.‬‬
‫أما الباب ال اربع ‪:‬جاء تحت عنوان النشاط السمعي البصري إذ تم من خالله تقديم مفهوم النشاط‬
‫السمعي البصري على أنه كل ما يوضع تحت تصرف الجمهور أو فئة منه عن طريق االتصال‬

‫الالسلكي أو بث اإلشارات أو عالمات أو إشكال مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة كما‬
‫جاء في نفس الباب فصل لسلطة ضبط السمعي البصري باعتبارها سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي ‪ ،‬كما تحدد مهامها وصالحياتها أي صالحية سلطة الضبط السمعي البصري‬
‫بموجب القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري حسب المادة‪ 65‬من القانون‪.‬‬
‫أما الباب الخامس‪ :‬جاء مرسوم لوسائل اإلعالم االلكترونية و كيفية ممارستها هي والنشاط السمعي‬
‫البصري عبر االنترنت‪.‬‬
‫أما الباب السادس‪ :‬فخصص للحديث عن مهنة الصحافة و آداب أخالقيات المهنة‪.‬‬
‫اما الباب السابع ‪ :‬فخصص هو األخر للحديث عن حق الرد و التصحيح و كيفية ممارسته ‪.‬‬
‫أما الباب الثامن ‪ :‬خصص للتحدث عن المسؤولية‪.‬‬
‫اما الباب التاسع‪ :‬فتم الحديث فيه عن المخالفات المرتكبة في إطار النشاط اإلعالمي‪.‬‬
‫اما الباب العاشر‪ :‬فجاء مرسوما بعنوان دعم الصحافة و ترقيتها و ذلك من خالل منح الدولة‬
‫الجزائرية إلعانات و لترقية حرية التعبير ال سيما من خالل الصحافة الجوارية والصحافة المتخصصة‬
‫حسب المادة ‪.127‬‬
‫أما الباب الحادي عشر‪:‬فخصص للحديث عن نشاط وكاالت االستشارة في االتصال و كيفية‬
‫‪63‬‬
‫ممارسته‪.‬‬
‫‪-5‬الرقمنة الكلية للتلفزيون‪:‬‬
‫وبجانب "التذبذب" في المجال التشريعي حيال فتح القطاع السمعي البصري‪ ،‬ونقصد به التلفزيون‪،‬‬
‫بدأت المؤسسة العمومية للتلفزيون عملية مواكبة التطورات التقنية الحاصلة في عالم التلفزيون باستحداث‬

‫‪63‬مرجع سﺎبق‬

‫‪71‬‬
‫أنظمة البث الرقمية باإلضافة إلى اإلنتاج الرقمي لكل البرامج والنشرات اإلخبارية في االستوديوهات‬
‫المجهزة بأحدث التقنيات الرقمية‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪-1‬االستوديوهات الرقمية‪.‬‬
‫‪- 2‬مراكز األخبار الرقمية ‪.‬‬
‫‪-3‬البث الرقمي‪.‬‬
‫‪- 4‬تجهيز غرف التحرير اإلخبارية بأنظمة التحرير االلكتروني‪. base News‬‬
‫‪ -5‬تجهيز التلفزيون بأنظمة المونتاج الرقمي على مستوى التحرير وغرف التركيب‪.‬‬
‫‪-6‬أنظمة األرشيف الرقمي والتخزين اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -6‬مشروع البوابة التلفزيونية االلكترونية‪:‬‬
‫وانطالقا من أهمية البوابة اإللكترونية في العصر الحالي والمتميز بالتطورات التقنية المتالحقة بدأ‬
‫‪64‬‬
‫‪:‬‬ ‫التلفزيون الجزائري التفكير في إنشاء وإطالق البوابة اإللكترونية التلفزيونية الجزائرية التي‬
‫‪-‬تستفيد من الخبرات المتراكمة في عالم االنترنت بالجزائر ‪.‬‬
‫‪-‬تستفيد من التجارب المتاحة عربيا وعالميا خاصة المتميزة منها‪.‬‬
‫‪ -‬تستفيد من كل القفزات التكنولوجية التي تشهدها البالد ويشهدها اإلعالم عندنا خاصة التلفزيون‪.‬‬
‫فرغبة في تبوء مكانة مرموقة في هرم اإلعالم العربي الذي بدأ يجد له مكانة في ساحة اإلعالم العالمي‬
‫واستكماال للدور الذي يقوم به التلفزيون الجزائري في تطوير رسالته اإلعالمية‪ ،‬وتمكين الجماهير من‬
‫المتابعة التفاعلية المتواصلة لألخبار والبرامج وتحليالتها على شبكة االنترنت‪ ،‬وزيادة عدد متبعي أنشطة‬
‫القناة عبر موقعها على اإلنترنت إضافة لجمهور الشاشة يسعى مشروع القناة الرابعة على البث أو البوابة‬
‫االلكترونية إلى تحقيق هدف رئيسي هو إنشاء قناة معلوماتية متكاملة على الشبكة تحقق كل الوظائف‬
‫المتطورة لالنترنت وذلك وفق المبادئ اإلعالمية التالية ‪:‬‬
‫‪-‬اآلنية والسرعة في نقل وبث الخبر ‪.‬‬
‫‪-‬المعالجة اإلعالمية والمعلوماتية المتوازنة ‪.‬‬
‫‪-‬الدقة والموضوعية والحياد‬
‫‪-‬الشمولية في الطرح‬
‫‪-‬مساندة التوجهات الكبرى للبالد‬

‫‪64‬موقع اﻟتلفزيون اﻟجزائري‪DZ.ENTV .WWW‬‬

‫‪72‬‬
‫‪-‬إشاعة السلم وثقافة الحوار‬
‫‪-‬خلق مناخات التواصل بين الجزائريين في شتى أبقاع العالم‬
‫‪ -‬التفاعلية وخلق المشاهد المتجاوب وااليجابي وحسب القائمين على المشروع فالبوابة التلفزيونية‬
‫تجمع الخواص التالية ‪:‬تقوم في المقام األول مقام المتمم للقناة الرئيسية وبعرضها محتويات التلفزيون‬
‫الجزائري بقنواته الثالث على الشبكة عرضا معلوماتيا متكامال ‪.‬‬
‫تقوم في المقام الثاني مقام المفعل للعالقة بين الجمهور والتلفزيون وانتهاء بوضع نظام البريد‬
‫االلكتروني ومنتديات النقاش مقام الشارح واإلضافي على الشبكة لكل األخبار والقصص التي تبث على‬
‫القنوات التلفزية ‪.‬‬
‫تقوم في المقام األخير بتحقيق مبدأ البرمجة حسب الطلب وفق نظام التسجيل والبث الشبكي ‪.‬‬
‫وبرأي المالحظين‪ ،‬فهذه البوابة اإللكترونية لم تضف شيئا كثي ار لجمهور التلفزيون في الشبكة‬
‫العنكبوتية‪ ،‬ألن المحتوى المنشور في الموقع اإللكتروني للتلفزيون ال يقدم خدمة تفاعلية مع الجمهور كما‬
‫‪65‬‬
‫أنه ال يقدم خدمة إخبارية للمتلقي‪ ،‬كما تفعل القنوات التلفزيونية في العالم‪.‬‬

‫‪ 65‬رمضﺎن بلﻌمري‪ ،‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪73‬‬
‫المحاضرة ‪:10‬‬
‫‪ -7‬سلطة ضبط السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم الجزائري وصالحياتها‬
‫لقد آمنت الحكومات المتعاقبة منذ الحصول على االستقالل بدور اإلعالم وأهميته‪ ،‬وظل الجانب‬
‫ا لتشريعي يرتقي ويتطور تبعا لألحداث التي عرفتها البالد وتماشيا مع التطورات والتغيرات الحاصلة في‬
‫المجتمع على جميع األصعدة‪ ،‬وخص المشرع الجزائري قطاع السمعي البصري بتنظيمه في قانون اإلعالم‬
‫الصادر سنة ‪ 2012‬وقام بتفصيل نشاط المؤسسة السمعية البصرية عندما أصدر القانون رقم ‪04-14‬‬
‫المؤرخ في ‪ 24 :‬فبراير ‪.2014‬‬
‫وبهذا يكون قطاع السمعي البصري في الجزائر قد شهد عدة تغيرات و تطورات خالل السنوات‬
‫األخيرة بدء ا من التعددية اإلعالمية و فتح المجال أمام القنوات الخاصة وصوال إلى إنشاء سلطة ضبط‬
‫السمعي البصري‪ ،‬و ذلك لضمان استقاللية ا كبر لإلعالم و تكريس لمبدأ التخصص و الخبرة و كذا‬
‫الحياد ‪ .‬وجاءت هذه التطورات من اجل تصحيح النقائص في القطاع وإحداث التوازن المطلوب‪ ،‬وكذلك‬
‫ل لتكيف مع معطيات العولمة والشروط المفروضة من قبل الهيئات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬ونحاول من خالل هذه المحاضرة تسليط الضوء على سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر‬
‫وابرز مهامها وصالحياتها ومدى تطبيق قوانينها على ارض الواقع ونعرج بذلك على قانوني ‪2012‬‬
‫و‪ 2014‬هذا األخير الذي وصف بقانون النشاط السمعي البصري وفقا للخطة التالية‪:‬‬

‫‪ -8‬تعريف سلطة الضبط وأهدافها‪.‬‬


‫‪ -9‬مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬
‫هيكلة سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مهام الضبط في قانون اإلعالم ‪.2012‬‬ ‫‪-11‬‬
‫تأسيس سلطة الضبط السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم ‪ 2014‬وهيمنتها‬ ‫‪-12‬‬
‫على القطاع‪.‬‬
‫قراءة في المشهد اإلعالمي فيما يخص قطاع السمعي البصري منذ ‪. 2012‬‬ ‫‪-13‬‬
‫قانون النشاط السمعي البصري لسنة ‪. 2014‬‬ ‫‪-14‬‬

‫‪74‬‬
‫حقائق عن جدوى سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪.‬‬ ‫‪-15‬‬
‫قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري(دور المراقب‬ ‫‪-16‬‬
‫أم المرافق)‬

‫‪ -1-7‬تعريف سلطة الضبط ‪:‬‬


‫سلطة الضبط رغم انه ال يوجد تعريف متفق عليها إال أن مجلس الدولة الفرنسية يعرفها على أنها‬
‫هيئة مستقلة عن الدولة تتمتع بسلطة القرار و تعتمد على ثالث معايير وهي معيار السلطة واالستقاللية‬
‫‪66‬‬
‫والموضوعية‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف سلطة ضبط السمعي البصري ‪:‬‬
‫سلطة الضبط السمعي البصري هي هيئة مستقلة أنشأت بموجب القانون العضوي رقم ‪، 05-12‬‬
‫كفاعل جديد في الساحة اإلعالمية عقب صدور مجموعة من اإلصالحات التي باشرتها السلطة‬
‫السياسية في الجزائر‪ ،‬و التي كان من بينها قطاع السمعي البصري وهو ما مهد لميالد هذه الهيئة‬
‫التي تسعى إلى ضمان حرية اإلعالم و خلق بيئة ديمقراطية ‪.‬‬
‫و يحدد مقر سلطة ضبط السمعي البصري وفقا (للمادة ‪ )53‬بالجزائر العاصمة ‪.‬‬
‫‪-‬و حسب المادة (‪ )64‬هي سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬
‫‪-‬وقد خصص لها قانون اإلعالم ‪ 2014‬الباب الثالث يحتوي على فصلين و يضم ‪ 37‬مادة ‪،‬‬
‫الفصل األول يحمل عنوان مهام وصالحيات سلطة ضبط السمعي البصري ويضم ‪ 3‬مواد ‪ ،‬الفصل‬
‫الثاني يحمل عنوان تشكيل وتنظيم وسير سلطة ضبط السمعي البصري يضم ‪ 32‬مادة‪. 67‬‬
‫ب‪ -‬أهداف سلطة ضبط السمعي البصري ‪:‬‬
‫إن إنشاء سلطة الضبط في قطاع السمعي البصري جاء ألهداف معينة نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬عدم التحيز ‪:‬إن إنشاء هذه السلطة جاء كضمان الستقاللية المؤسسات اإلعالمية و إبعادها عن‬
‫الضغوطات السياسية وعدم تحيز لقضايا على حساب قضايا أخرى ‪.‬‬
‫‪-‬االحترافية ‪ :‬وذلك من خالل تعيين خبراء و محترفين في مجال وضع القوانين و كذا إدماج‬
‫مجموعة من الخبراء االقتصاديين و ذلك للتكيف مع التطور الحاصل في السوق ( اإلشهار و اإلعالن‬
‫‪ ...‬الخ )‪.‬‬

‫‪66‬طربﺎق محمد امين ‪:‬سلطﺔ ضبط مجﺎل اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر ‪ ,‬مذكرة ﻟنيل شهﺎدة مﺎستر تخصص قﺎنون اداري ‪ ,‬كليﺔ اﻟحﻘوق و اﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ ‪,‬‬
‫جﺎمﻌﺔ قﺎصدي مريﺎح ‪ ,‬ورقلﺔ ‪. 2017/2016 ,‬‬
‫‪67‬سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري‪. www.arav.dz 2017/12/08 ,19:12 ,‬‬

‫‪75‬‬
‫‪68‬‬
‫‪-‬الفعالية‪ :‬وذلك من خالل التدخل في حل النزاعات و كذا إصدار الق اررات بصفة سريعة‪.‬‬
‫‪-2-7‬مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري‪:‬‬
‫أ‪ -‬المهام‪ :‬تقوم سلطة ضبط السمعي البصري أساسا على المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في القانون والتشريع‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات االتصال السمعي البصري التابعة‬
‫للقطاع العام‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على ضمان الموضوعية والشفافية ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين والثقافة الوطنية ودعمها ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام التعبير التعددي لتيارات الفكر والرأي بكل الوسائل المالئمة في برامج خدمات‬
‫البث اإلذاعي والتلفزيوني ال سيما خالل حصص اإلعالم السياسي والعام ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على أصناف البرامج وخدمات االتصال السمعي البصري والتنوع الثقافي الوطني ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام الكرامة اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل وصول األشخاص ذوي العاهات البصرية أو العاهات السمعية إلى البرامج الموجهة‬
‫للجمهور من طرف كل شخص معنوي يستغل خدمة اتصال سمعي بصري ‪.‬‬
‫‪-‬السهر على أال يؤدي البث ألحصري لألحداث الوطنية ذات األهمية القصوى المحددة عن طريق‬
‫التنظيم إلى حرمان جزء معتبر من الجمهور من إمكانية متابعتها على المباشر أو غير المباشر عن‬
‫‪69‬‬
‫طريق خدمة تلفزيونية مجانية‪.‬‬
‫ب‪-‬صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري‪ :‬تتمتع سلطة ضبط السمعي البصري قصد أدائها‬
‫لمهامها بالصالحيات اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬في مجال الضبط ‪:‬‬
‫‪ -‬تدرس طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري وتبث فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص الترددات الموضوعية تحت تصرفها من طرف الهيئة العمومية المكلفة بالبث اإلذاعي‬
‫والتلفزي من اجل إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري األرضي في إطار اإلجراءات المحددة في هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪68‬طربﺎق محمد أمين ‪:‬سلطﺔ ضبط مجﺎل اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر ‪ ,‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬
‫‪69‬قﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري ‪ , 2014‬اﻟجريدة اﻟرسميﺔ ‪ , 2014/03/23 ,‬اﻟمﺎدة ‪ . 54‬ص ‪. 14‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-‬تطبيق القواعد المتعلقة بشروط اإلنتاج والبرمجة وبث الحصص‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق كيفيات بث البرامج المخصصة للتشكيالت السياسية والمنظمات الوطنية النقابية والمهنية‬
‫المتعددة ‪ -‬تحديد الشروط التي تسمح لبرامج االتصال السمعي البصري باستخدام اإلشهار المقنع‬
‫للمنتجات أو بث حصص االقتناء عبر التلفزيون‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد القواعد المتعلقة ببث البيانات ذات المنفعة العامة الصادرة عن السلطات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعد وتصادق على نظامها الداخلي‪.‬‬
‫‪-‬في مجال المراقبة ‪:‬‬
‫‪ -‬تسهر على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري كيفما كانت وسيلة بثه للقوانين والتنظيمات‬
‫سارية المفعول‪.‬‬
‫‪-‬تراقب بالتنسيق مع الهيئة العمومية المكلفة بتسيير طيف الترددات الراديوية‪.‬‬
‫‪-‬تتأكد من احترام الحصص الدنيا المتخصصة لإلنتاج السمعي البصري الوطني والتعبير باللغتين‬
‫الوطنيتين ‪.‬‬
‫‪ -‬تمارس الرقابة بكل الوسائل المناسبة على الموضوع المضمون وكيفيات برمجة الحصص‬
‫االشهارية‬
‫‪ -‬تسهر على احترام المبادئ والقواعد المطبقة على النشاط السمعي البصري وكذا تطبيق دفاتر‬
‫الشروط ‪.‬‬
‫‪ -‬تطلب عند الضرورة من ناشري و موزعي خدمات االتصال السمعي البصري أية معلومة مفيدة‬
‫‪70‬‬
‫ألداء مهامها‪.‬‬
‫‪-‬في المجال االستشاري ‪:‬‬
‫‪ /1‬تبدي اآلراء في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري ‪.‬‬
‫‪ /2‬تبدي رأيها في كل مشروع نص تشريعي أو تنظيمي يتعلق بالنشاط السمعي البصري‪.‬‬
‫‪ /3‬تقدم توصيات من اجل ترقية المنافسة في مجال األنشطة السمعية البصرية ‪.‬‬
‫‪ /4‬تشارك في االستشارات الوطنية وفي تحديد موقف الجزائر في المفاوضات الدولية حول خدمات‬
‫البث اإلذاعي والتلفزيوني المتعلقة خاصة بالقواعد العامة لمنح الترددات‪.‬‬
‫‪ /5‬تتعاون مع السلطات أو الهيئات الوطنية أو األجنبية التي تنشط في نفس المجال‪.‬‬

‫‪70‬قﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري ‪ ,2014‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬في مجال تسوية النزاعات‪:‬‬
‫‪ /1‬التحكم في النزاعات بين األشخاص المعنونين الذين يستغلون خدمة سمعي بصري سواء فيما‬
‫بينهم أو مع المستعملين‪.‬‬
‫‪ /2‬تحقق في الشكاوى الصادرة عن األحزاب السياسية أو التنظيمات النقابية‪.‬‬
‫‪-‬و تمتد مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري إلى النشاط السمعي البصري عبر‬
‫االنترنت‬
‫‪ -3-7‬هيكلة سلطة ضبط السمعي البصري ‪:‬‬
‫تتشكل سلطة ضبط السمعي البصري من تسعة ‪ 9‬أعضاء معينون بمرسوم رئاسي على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬خمسة ‪ 5‬أعضاء من بينهم الرئيس يختارهم رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان اثنان ‪ 2‬غير برلمانيان يقترحان من طرف رئيس مجلس األمة‪.‬‬
‫‪ -‬عضوان اثنان ‪ 2‬غير برلمانيان يقترحان من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫‪-‬ويتم اختيار أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بناءا على كفئاتهم وخبرتهم واهتمامهم بالنشاط‬
‫السمعي البصري‪.‬‬
‫وحددت عهدة أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بست (‪ )6‬سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬ال يفصل‬
‫‪71‬‬
‫أي عضو من أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري إال في الحاالت المنصوص عليها في القانون‬
‫‪-4-7‬مهام الضبط في القانون العضوي لإلعالم‪: 2012‬‬

‫إن النشاط السمعي البصري جاء في هذا القانون على أساس انه هو كل اتصال السلكي يتم فيه‬
‫نقل األخبار والرسائل بطريقة اإلشارات أو العالمات والرسومات واألشكال‪ ،‬فهو نشاط يقدم خدمة‬
‫عمومية تتمثل في اتصال جماهيري للجميع في آن واحد وتحوي الرسالة على صوت أو صورة أو‬
‫صوت وصورة معا‪ ،‬ويمارس نشاط السمعي البصري من قبل‪:‬‬
‫‪-‬هيئات القطاع العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات أو المؤسسات التي تخضع للقانون الجزائري‪.‬‬
‫ويجب أن يكون هناك تعاقد بين السلطة ومؤسسة على تخصيص ترددات الموجهة للسمعي أو‬
‫‪72‬‬
‫السمعي البصري وهذا التعاقد يعتبر بمثابة ترخيص للنشاط السمعي البصري‪.‬‬

‫‪71‬قﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري‪ , 2014‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫من خالل مجمل مواد القانون يمكننا حصر الجديد في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط قواعد ممارسة المهنة‪:‬حدد القانون بدقة المبادئ والقواعد التي تحكم ممارسة الحق في‬
‫اإلعالم وحرية الصحافة‪ ،‬وكذا المقصود بأنشطة اإلعالم حيث نصت المادة الثالثة على‪" :‬يقصد بأنشطة‬
‫اإلعالم في مفهوم هذا القانون العضوي كل نشر أو بث لوقائع أحداث أو رسائل أو آراء أو أفكار أو‬
‫معارف عبر أية وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو الكترونية وتكون موجهة للجمهور أو فئة منه"‪.‬‬
‫‪ -2‬تأسيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة‪ :‬نصت المادة ‪ 40‬من القانون على إنشاء سلطة ضبط‬
‫الصحافة المكتوبة وهي سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬تتولى مهمة القيام‬
‫بعدة وظائف تصبو كلها في سياق تشجيع وتدعيم وترقية وضمان الممارسة اإلعالمية على أسس تعددية‬
‫وهي الهيئة المخولة بمنح رخص إصدار النشريات الدورية إلى جانب الصحافة االلكترونية وهذا تماشيا‬
‫‪73‬‬
‫ومضمون المادتين ‪ 11‬و‪ 13‬من القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬إدراج مصطلح السمعي البصري‪ :‬بحيث ألول مرة يتضمن قانون متعلق باإلعالم هذا المصطلح‬
‫وذلك من خالل الباب الرابع منه الذي جاء تحت عنوان "النشاط السمعي البصري"‪ ،‬وحدد من خالل‬
‫المادتين ‪ 58‬و‪ 60‬المقصود بالنشاط السمعي البصري وكذا خدمة االتصال السمعي البصري‪.‬‬
‫‪-4‬تحرير قطاع السمعي البصري‪ :‬يستشف ذلك من خالل مضمون المادة ‪ 61‬التي حددت الهيئات‬
‫المخول لها ممارسة نشاط السمعي البصري والمتمثلة في‪:‬‬
‫هيئات عمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات وأجهزة القطاع العمومي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات أو الشركات التي تخضع للقانون الجزائري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -5‬تأسيس سلطة ضبط السمعي البصري‪ :‬من خالل المادتين ‪65، 64‬اكتفى القانون بالتأكيد على‬
‫تأسيس هذه السلطة دون أية تفاصيل حول مهامها أو تشكيلتها وأحال ذلك إلى القانون المتعلق بالسمعي‬
‫البصري‪.‬‬
‫‪ -6‬إدراج اإلعالم االلكتروني‪ :‬وهو ما تعرض له الباب الخامس تحت عنوان "وسائل اإلعالم‬
‫االلكترونية" موضحا من خالل ست مواد المقصود بالصحافة االلكترونية وضوابطها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫مزاري نصر اﻟدين‪ :‬اﻟوضﻌيﺔ اﻟﻘﺎنونيﺔ ﻟإلﻋالم اإلﻟكترونﻲ فﻲ اﻟجزائر فﻲظل اﻟتشريع اإلﻋالمﻲ اﻟجديد‪،‬مجلﺔ آفﺎق اﻟﻌلوم‪،‬اﻟﻌدد اﻟتﺎسع ‪،‬جﺎمﻌﺔ‬
‫اﻟجلفﺔ‪،‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص ‪.146‬‬
‫‪73‬صبيحﺔ بخوش ‪:‬تطور اﻟسيﺎسﺔ اإلﻋالميﺔ فﻲ اﻟجزائر فﻲ ظل اﻟتﻌدديﺔ اﻟسيﺎسيﺔ ‪ ،2015-1990‬مجلﺔ اﻟﻌلوم اﻻنسﺎنيﺔ واﻻجتمﺎﻋيﺔ‪،‬اﻟﻌدد‬
‫‪،23‬اﻟمدرسﺔ اﻟﻌليﺎ ﻟألسﺎتذة بوزريﻌﺔ‪،‬مﺎرس ‪ ،2016‬ص ص ‪.66-65‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -7‬إقرار حقوق الصحفي‪ :‬تعرض القانون لجملة من الحقوق نذكر منها حق الصحفي في عقد عمل‬
‫مكتوب يحدد حقوقه وواجباته(المادة ‪ ،)80‬وحق الملكية األدبية (المادة ‪ ،)88‬والحق في التأمين‬
‫‪ -8‬التأكيد على أخالقيات المهنة‬
‫‪ -9‬إلغاء عقوبة السجن‪ :‬ربما تعتبر أهم مكسب تحققه األسرة اإلعالمية حيث ألغى قانون اإلعالم‬
‫الجديد عقوبة السجن واكتفى بالغرامة المالية والتي قد تصل إلى غاية ‪ 200‬ألف دينار كأقصى حد‪.‬‬
‫االنتقادات الموجهة لهذا القانون ‪:‬‬
‫لم يعط للنشاط السمعي البصري حقه على غرار الصحافة المكتوبة‪ ،‬ففي الوقت الذي خصصت فيه‬
‫‪ 36‬مادة لهذه األخيرة لم يحض قطاع السمعي البصري بأكثر من ‪ 6‬مواد مع عدم التطرق تماما إلى‬
‫آليات الحصول على التراخيص إلنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية‪ ،‬وفسر ذلك بعدم جدية السلطة في‬
‫تحرير هذا القطاع االستراتيجي من قبضتها‪ ،‬األمر الذي دفع بأحد نواب المعارضة أثناء مناقشة‬
‫المشروع يوم ‪ 29‬نوفمبر ‪ 2011‬إلى القول‪" :‬إن السلطة اليوم من خالل هذا المشروع تؤكد أنها غير‬
‫مستعدة ولو بشبر واحد للتخلي عن ممارسة احتكارها لهذا القطاع والذي يتميز بصناعة النفوذ والثروة‬
‫بدل من تقديم الخدمة العمومية للمواطنين" ويضيف قائال‪ ..." :‬ماذا يعني لكم سيادة الوزير تقديم مثل‬
‫هذا المشروع وكأن اإلعالم اليوم هو الصحافة المكتوبة‪ ...‬فهل وصل الحد بالحكومة أنها تعيش‬
‫‪74‬‬
‫مرحلة ما قبل اكتشاف اإلذاعة والتلفزيون"‬
‫المواد الصادرة بالجريدة الرسمية لقانون اإلعالم ‪:2012‬‬

‫الفصل األول‪:‬ممارسة النشاط السمعي البصري‬

‫المادة ‪ : 58‬يقصد بالنشاط السمعي البصري في مفهوم هذا القانون العضوي‪ ،‬أنه ما يوضع تحت‬
‫تصرف الجمهور أو فئة منه عن طريق االتصال الالسلكي‪ ،‬أو بث إشارات أو عالمات أو أشكال‬
‫مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة ال يكون لها طابع الـمراسلة الخاصة ‪.‬‬
‫المادة ‪ : 59‬النشاط السمعي البصري مهمة ذات خدمة عمومية‪ ،‬تحدد الخدمة العمومية عن طريق‬
‫التنظيم‪.‬‬

‫‪74‬اﻟمرجع اﻟسﺎبق‪ :‬ص ص ‪.69-68‬‬

‫‪80‬‬
‫المادة ‪ : 60‬يقصد بخدمة االتصال السمعي البصري في مفهوم هذا القانون العضوي‪ ،‬خدمة اتصال‬
‫موجهة للجمهور الستقبالها في آن واحد من قبل الجمهور أو فئة منه‪ ،‬يتضمن برنامجها األساسي‬
‫حصصا متتابعة ومنتظمة تحتوي على صور و‪/‬أو أصوات ‪.‬‬
‫المادة ‪ : 61‬يمارس النشاط السمعي البصري من قبل ‪:‬‬
‫‪ -‬هيئات عمومية‬
‫‪ -‬مؤسسات وأجهزة القطاع العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬الـمؤسسات أو الشركات التي تخضع للقانون الجزائري ‪.‬‬
‫ويمارس هذا النشاط طبقا ألحكام هذا القانون العضوي والتشريع الـمعمول به‪.‬‬
‫المادة ‪ : 62‬يعهد إلى الهيئة المكلفة بالبث اإلذاعي والتلفزي تخصيص الترددات الموجهة لخدمات‬
‫االتصال السمعي البصري المرخص بها بعد أن يمنح خط الترددات من قبل الجهاز الوطني المكلف‬
‫بضمان تسيير استخدام مجال الترددات اإلذاعية الكهربائية ‪.‬‬
‫المادة ‪ : 63‬يخضع إنشاء خدمة موضوعاتية لالتصال السمعي البصري‪ ،‬والتوزيع عبر خط اإلرسال‬
‫اإلذاعي الـمسموع أو المرئي‪ ،‬وإذا استخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية إلى ترخيص يمنح بموجب‬
‫مرسوم‪ ،‬يجب إبرام اتفاقية بين سلطة ضبط السمعي البصري والـمستفيد من الترخيص‪ ،‬ويعد هذا‬
‫‪75‬‬
‫االستعمال طريقة شغل خاص للملكية العمومية للدولة‪.‬‬

‫القيود القانونية في القانون الجزائري‪:‬‬

‫في المادة الثانية لقانون اإلعالم تكرس ممارسة نشاط اإلعالم بحرية‪ ،‬غيـر أنـه يقيـد تلك الممارسة‬
‫باحترام متطلبات أمن الدولة والدفاع الوطني‪ ،‬ومتطلبات النظام العام‪.‬‬
‫يلـزم القـانون الج ازئـري هـذه الوسـائل عنـد ممارسـة نشـاطُ وعنـد تعرضـه لوسـائل اإلعـالم اإللكترونيـة‬
‫الصحافة اإللكترونية والنشاط السمعي البصري عبر اإلنترنت احترام أحكام المادة الثانية منه‪.‬‬
‫وتخضع كل خدمة للبـث التلفزيـوني أو البـث اإلذاعـي لـدفتر الشـروط العامـة الـذي يحـدد جملـة مـن‬
‫الشروط‪:‬‬
‫‪ -‬احتـرام متطلبـات الوحـدة الوطنيـة واألمـن والـدفاع الـوطنيين‪.‬‬
‫‪ -‬احتـرام متطلبـات اآلداب وااللت ازمـات مـن بينهـا العامة والنظام العـام‪.‬‬

‫‪75‬اﻟجريدة اﻟرسميﺔ ﻟلجمهوريﺔ اﻟجزائريﺔ‪:‬اﻟﻌدد ‪ 15 ,02‬جﺎنفﻲ ‪, 2012‬ص ص ‪.28-27‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬التـزام الحيـاد والموضـوعية واالمتنـاع عـن خدمـة مـآرب وأغـراض مجموعـات مصـلحية‬
‫سواء كانت سياسية أو عرقية أو اقتصادية أو ماليـة أو دينيـة أو إيديولوجيـة‪.‬‬
‫‪ -‬االمتنـاع عـن اإلشـادة بـالعنف أو التحريض على التمييز العنصري واإلرهاب أو العنف‬
‫ضد كل شخص بسبب أصله أو جنسه أو انتمائه لعرق أو جنس أو ديانة معينة‪.‬‬

‫ووفقا لمقتضيات النظام العام ولمسـتلزمات التحريـات والتحقيقـات القضـائية يسـمح القـانون الج ازئـري‬
‫بالدخول إلى األنظمة المعلوماتية ومراقبتها عن طريق وضـع ترتيبـات تقنيـة لمراقبـة االتصـاالت اإللكترونيـة‬
‫وتسجيل محتواها في حينها والقيام بعمليات التفتيش‪ ،‬وتتم هذه المراقبة للوقاية من جرائم اإلرهاب‬
‫ا لتخريـب أو الجرائم الماسة بأمن الدولة‪ ،‬أو عند توفر معلومـات عـن احتمـال اعتـداء علـى نظـام معلومـاتي‬
‫عـن نحـو يهدد النظام العام أو الدفاع الوطني أو مؤسسات الدولة أو االقتصاد الوطني‪.76‬‬

‫‪-5-7‬تأسيس سلطة الضبط السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم ‪ 2014‬وهيمنتها على‬
‫القطاع‪:‬‬
‫بعد عامين من صدور القانون العضوي المتعلق باإلعالم لسنة ‪ 2012‬صدر القانون المتعلق‬
‫بالسمعي البصري وهذا على الرغم من كل االنتقادات التي تعرض لها من قبل النواب أثناء مناقشة مشروع‬
‫القانون ومن خالل مضمون مواده ‪ 113‬يمكن إبراز المالمح الكبرى له‪:‬‬
‫أوال‪:‬تحرير القطاع‪:‬‬
‫بحيث ألول مرة يفتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص ويستشف ذلك من خالل مضمون المادة‬
‫الثالثة التي حددت األطراف التي يحق لها ممارسة هذا النشاط‬
‫ثانيا‪:‬تقييد القطاع الخاص‪:‬‬
‫في الوقت الذي نصت فيه المادة الرابعة على أن خدمات االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع‬
‫العمومي تنظم في شكل قنوات عامة وقنوات موضوعاتية‪ ،‬أشارت المادة الخامسة إلى أن خدمات‬
‫االتصال السمعي البصري المرخص لها تتشكل من القنوات الموضوعاتية فقط ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تأسيس سلطة ضبط السمعي البصري‪:‬‬
‫أشارت إليها المادة ‪ 64‬من القانون العضوي المتعلق باإلعالم ‪ ،2012‬وجاء قانون السمعي‬
‫البصري ليحدد مهام وصالحيات و تشكيلة هذه الهيئة‪ ،‬فحسب المادة ‪ 54‬فإن مهام سلطة الضبط‬

‫‪:76‬رضﺎ ﻫميسﻲ‪ :‬اإلﻋالم اﻟجديد بين حريﺔ اﻟتﻌبيروحمﺎيﺔ األمن اﻟوطنﻲ‪،‬رسﺎﻟﺔ دكتوراه‪،‬اﻟجزائر‪،‬كليﺔ اﻟحﻘوق اﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ‪،‬جﺎمﻌﺔ ورقلﺔ‪،‬ص‬
‫ص ‪pdf.30-29‬‬

‫‪82‬‬
‫تتمثل في السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون‬
‫والتشريع والتنظيم ساريي المفعول‪ ،‬والسهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات‬
‫االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العام‪ ،‬وكذا السهر على احترام التعبير التعددي لتيارات الفكر‬
‫والرأي بكل الوسائل المالئمة في برامج خدمات البث اإلذاعي والتلفزيوني السيما خالل حصص‬
‫‪77‬‬
‫اإلعالم السياسي والعام‪.‬‬
‫كما يعود لها صالحية دراسة طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري من دون الترخيص‬
‫والذي أوكل إلى هيئة أخرى أطلق عليها القانون تسمية السلطة المانحة وعرفتها المادة السابعة على‬
‫أنها السلطة التنفيذية الموقعة على المرسوم المتضمن رخصة إلنشاء خدمة اتصال سمعي بصري‬
‫لصالح شخص معنوي خاص يخضع للقانون الجزائري‪ ،‬وهذا األمر المستحدث غير معمول به في‬
‫مجال إصدار الجرائد الورقية بالنسبة إلى سلطة ضبط الصحافة المكتوبة‪ ،‬وكان يفترض أن تتولى‬
‫سلطة ضبط السمعي البصري دراسة الطلبات ومنح الرخصة أو االعتماد الخاص بإنشاء أي خدمة‬
‫لالتصال السمعي أو البصري أو إلغاء الرخصة وسحبها أو غلق النشاط السمعي أو البصري أو األمر‬
‫بوقف البث للقناة التلفزيونية أو اإلذاعية المعنية وفق ما ينص عليه القانون‪ ،‬وإذا ما أصبحت السلطة‬
‫المانحة هي التي تتولى ذلك يعني أن سلطة ضبط السمعي البصري يصبح ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬
‫‪-‬هيمنة السلطة على القطاع‪:‬‬
‫يتجلى ذلك بوضوح أوال من خالل تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري والتي أبعد عنها تماما‬
‫المهنيون عكس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي يشكل فيها الصحفيون نصف عدد األعضاء‪ ،‬وثانيا‬
‫من خالل احتكارها لمؤسسة البث اإلذاعي و التلفزيوني‪ ،‬إضافة إلى االحتفاظ بصالحية منح الرخص‬
‫للقنوات أو رفضها‪.‬‬
‫‪-6-7‬قراءة في المشهد اإلعالمي فيما يخص قطاع السمعي البصري منذ ‪:2012‬‬
‫على خالف المشهد اإلعالمي في مطلع التسعينات من القرن الماضي أين ظهر جليا التغيير‪،‬‬
‫فإنه ومنذ تجسيد اإلصالحات الجديدة في مجال اإلعالم ال نكاد نلمس التغيير خاصة في الصحافة‬
‫المكتوبة حيث أن قانون ‪ 2012‬لم يضف لها الكثير‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بقطاع السمعي البصري فإنه وعلى الرغم من تأخر صدور المراسيم التنفيذية التي‬
‫من شأنها السماح بإنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية وكذا عدم تنصيب سلطة ضبط السمعي البصري‬

‫‪77‬صبيحﺔ بخوش‪ :‬مرجع سﺎبق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪83‬‬
‫التي تعود لها صالحية وضع دفتر الشروط إال أنه سجل انفجار كبير في عدد القنوات التلفزيونية‬
‫والتي تبث برامجها من الخارج أو بصفة غير قانونية من الجزائر‪ ،‬وفي هذا الشأن أشار رئيس سلطة‬
‫ضبط السمعي البصري سابقا السيد ميلود شرفي إلى أن الو ازرة بالتعاون مع سلطة الضبط تعكف على‬
‫تحضير نصوص تطبيقية لتقنين القطاع السمعي البصري الذي يعرف فوضى وغموض في تسييره‪ ،‬إذ‬
‫مشير‬
‫ا‬ ‫شدد على ضرورة وضع حد للفوضى والغموض الذي يشهده تسيير القنوات التلفزيونية الخاصة‬
‫إلى أن ‪ 45‬قناة تلفزيونية خاصة تبث برامجها بالجزائر من بينها ‪ 5‬قنوات فقط تعمل بطريقة شرعية‬
‫ومرخصة أما البقية فتبث عبر منصات خارجية وال بد من تقنينها لوضعها تحت طائلة القانون‬
‫الجزائري‪ ،‬وأضاف قائال بأن هناك أكثر من ‪ 20‬قناة تبث برامجها وأكثر من ‪ 5‬في طريق التأسيس‬
‫تتسابق للظفر بحق البث من الجزائر عن طريق البث اإلذاعي والتلفزي‪ ،‬وهذه األخيرة ال تسمح طاقة‬
‫استيعابها إال ببث برامج ‪ 13‬قناة فقط حسب ما أعلنته و ازرة االتصال‪ ،‬وإذا استثنينا القنوات التلفزيونية‬
‫العمومية الخمس التي تبث بصفة رسمية من الجزائر‪ ،‬فإن التي قد يسمح لها بالبث من الداخل لن‬
‫يتجاوز عددها ثماني قنوات فقط‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن معظم القنوات السمعية البصرية الناشئة لم يبادر بها مهنيون من محترفي‬
‫النشاط السمعي البصري مثلما كان عليه األمر مع الصحافة المكتوبة مع بداية التعددية اإلعالمية‪،‬‬
‫حيث بادر رجال المهنة بإنشاء صحف مستقلة أو جرائد خاصة قادمين إليها من صحافة القطاع‬
‫العمومي بل أن المبادرين بالقنوات التلفزيونية الخاصة أو المستقلة قدموا إليها من الصحافة المكتوبة‪،‬‬
‫حيث نجد قنوات الشروق التلفزيونية واإلذاعية‪ ،‬قناة الخبر‪ ،‬قناة النهار‪ ،‬الج ازئر نيوز‪ ،‬والهداف‪ ،‬وكأن‬
‫الجرائد الورقية قد تطورت إلى قنوات تلفزيونية‪ ،‬إضافة إلى هيئات أخرى مستقلة ال عالقة لها تماما‬
‫بقطاع اإلعالم‪ ،‬وهذا يتعارض والمادة ‪ 19‬من القانون المتعلقة بالشروط الواجب توفرها في األشخاص‬
‫المؤهلين إلنشاء خدمات االتصال السمعي البصري وإن كانت موضوعاتية‪ ،‬والتي تنص على أن يكون‬
‫‪78‬‬
‫ضمن المساهمين صحافيون محترفون وأشخاص مهنيون‪.‬‬

‫‪ -7-7‬قانون النشاط السمعي البصري لسنة ‪:2014‬‬

‫يحتوي القانون الخاص بالنشاط السمعي البصري الذي صادق عليه البرلمان في نهاية شهر يناير‪،‬‬
‫والذي صدر في العدد ‪ 16‬من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لــ‪ 23 :‬مارس ‪ 2014‬على ‪113‬‬

‫‪:78‬صبيحﺔ بخوش‪ :‬مرجع سﺎبق‪ ,‬ص ص ‪.69-68‬‬

‫‪84‬‬
‫مادة تنظم القطاع السمعي البصري في الجزائر‪ ،‬وينص القانون اآلنف الذكر في مادته الخامسة‬
‫أن(خدمات االتصال السمعي البصري المرخص لها ” تتشكل من القنوات الموضوعاتية المنشاة من قبل‬
‫مؤسسات وهيئات وأجهزة القطاع العمومي أو أشخاص معنويين للقانون الجزائري ‪ ،‬ويمتلك رأسمالها‬
‫أشخاص طبيعيون أو معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية)‪.‬‬

‫في المادة ‪ 17‬أن(خدمة االتصال السمعي البصري المرخص لها هي كل خدمة‬ ‫ويوضح‬
‫موضوعاتية للبث التلفزيوني أو للبث اإلذاعي تنشأ بمرسوم وفق الشروط المنصوص عليها في أحكام‬
‫القانون)‪.79‬‬

‫أما المادة ‪ 18‬فتشير إلى انه ‪(:‬يمكن خدمات االتصال السمعي البصري المرخصة المذكورة في‬
‫المادة ‪ 17‬أن تدرج حصصا وبرامج إخبارية وفق حجم ساعي يحدد في رخصة االستغالل)‬

‫وبخصوص االستغالل تنص المادة ‪ 27‬من القانون على أن ‪ :‬مدة الرخصة المسلمة تحدد بـ ‪ 12‬سنة‬
‫الستغالل خدمة البث التلفزيوني وستة أشهر بالنسبة لخدمة البث اإلذاعي‪ ،‬في حين تؤكد المادة ‪: 28‬يتم‬
‫تجديد الرخصة خارج إطار اإلعالن عن الترشح من طرف السلطة المانحة بعد رأي معلل تبديه سلطة‬
‫ضبط السمعي البصري‪.‬‬

‫ويحدد اجل الشروع في استغالل خدمة االتصال السمعي البصري وفقا للمادة ‪ ،31‬سنة واحدة بالنسبة‬
‫لخدمة البث التلفزيوني وستة أشهر بالنسبة لخدمة البث اإلذاعي ومن جهة أخرى تطرق القانون إلى‬
‫األحكام المشتركة لكافة خدمات االتصال السمعي البصري ‪ ،‬حيث تشير المادة ‪ 47‬إلى انه ‪:‬يحدد دفتر‬
‫الشروط العامة الصادر بمرسوم بعد رأي سلطة الضبط السمعي البصري القواعد العامة المفروضة على‬
‫كل خدمة للبث التلفزيوني أو البث اإلذاعي‪.‬‬

‫كما توضح المادة ‪ 48‬أن دفتر الشروط يتضمن أساسا االلتزامات التي تسمح ب ”احترام متطلبات‬
‫الوحدة الوطنية واألمن والدفاع الوطنيين واحترام المصالح االقتصادية والدبلوماسية للبالد واحترام سرية‬
‫التحقيق القضائي وااللتزام بالمرجعية الدينية الوطنية واحترام المرجعيات الدينية األخرى وعدم المساس‬
‫بالمقدسات والديانات األخرى‬

‫‪79‬ﻋبد اﻟمومن بن صغير‪،‬مرجع سﺎبق‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫كما تفرض االلتزامات” احترام مقومات ومبادئ المجتمع واحترام القيم الوطنية ورموز الدولة كما هي‬
‫محددة في الدستور‪ ،‬وترقية روح المواطنة وثقافة الحوار واحترام متطلبات اآلداب العامة والنظام العام‬
‫وتقديم برامج متنوعة وذات جودة‪ ،‬وينص دفتر الشروط على ضرورة التأكد من احترام حصص البرامج‬
‫المحددة مع السهر على أن تكون نسبة ‪ 60‬بالمائة على األقل من البرامج التي تبث هي برامج وطنية‬
‫منتجة في الجزائر من بينها ‪ 20‬بالمائة على األقل مخصصة سنويا لبث األعمال السمعية البصرية‬
‫والسينمائية‪.‬‬

‫‪ ‬مهام و تشكيلة و سير سلطة ضبط السمعي البصري‪:‬‬

‫يحدد مقر سلطة ضبط السمعي البصري وفقا للمادة ‪ 53‬بالجزائر العاصمة و هي مكلفة وفقا للمادة‬
‫‪ 54‬ب”السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون و‬
‫التشريع و التنظيم ساريي المفعول و السهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات‬
‫االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العام و ضمان الموضوعية و الشفافية”‪ ،‬و هي مدعوة أيضا‬
‫إلى “السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين و الثقافة الوطنية”‪ ،‬و تتمتع سلطة ضبط السمعي البصري قصد‬
‫أداء مهامها بصالحيات في مجال الضبط والمراقبة واالستشارة وتسوية النزاعات حددها القانون في مادته‬
‫‪ ،55‬و تشير نفس المادة إلى أن السلطة مكلفة بدراسة طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري و‬
‫‪80‬‬
‫تحت تصرفها من طرف الهيئات العمومية‬ ‫تبث فيها عالوة على تخصيص الترددات الموضوعة‬
‫المكلفة بالبث اإلذاعي و التلفزي من أجل إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري األرضي في إطار‬
‫اإلجراءات المحددة في هذا القانون‪.‬‬

‫في مجال المراقبة تسهر سلطة ضبط السمعي البصري على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري‬
‫كيفما كانت وسيلة بثه للقوانين و التنظيمات سارية المفعول و ضمان احترام الحصص الدنيا المخصصة‬
‫لإلنتاج السمعي البصري الوطني و التعبير باللغتين الوطنيتين‪ ،‬و عليها أيضا أن تمارس الرقابة بكل‬
‫الوسائل المناسبة على موضوع و مضمون و كيفيات برمجة الحصص اإلشهارية‪ ،‬أما في المجال‬
‫االستشاري فالسلطة مدعوة إلى إبداء رأيها في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري و في‬
‫كل مشروع نص تشريعي أو تنظيمي يتعلق بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬كما يتعين على سلطة ضبط‬

‫‪80‬مرجع سﺎبق‬

‫‪86‬‬
‫السمعي البصري في مجال تسوية النزاعات التحكيم في النزاعات بين األشخاص المعنويين الذين يستغلون‬
‫خدمة اتصال سمعي بصري سواء فيما بينهم أو مع المستعملين والتحقق في الشكاوى الصادرة عن‬
‫األحزاب السياسية و التنظيمات النقابية و‪/‬أو الجمعيات و كل شخص طبيعي أو معنوي آخر يخطرها‬
‫بانتهاك القانون من طرف شخص معنوي يستغل خدمة لالتصال السمعي البصري‪.‬‬

‫و توضح المادة ‪ 57‬من القانون أن سلطة ضبط السمعي البصري تتشكل من ‪ 9‬أعضاء يعينون‬
‫بمرسوم رئاسي على النحو التالي‪ 5 :‬أعضاء من بينهم الرئيس يختارهم رئيس الجمهورية و عضوان اثنان‬
‫غير برلمانيين يقترحهما رئيس مجلس األمة و عضوان اثنان يقترحهما رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬و‬
‫تمارس سلطة ضبط السمعي البصري وفقا للمادة ‪ 58‬مهامها باستقاللية تامة بحيث يتم اختيار أعضائها‬
‫‪81‬‬
‫بناءا على كفاءتهم و خبرتهم و اهتمامهم بالنشاط السمعي البصري حسب المادة ‪59‬‬

‫‪-8-7‬حقائق عن جدوى سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر‪:‬‬

‫حدثت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر بعد االنفجار الهائل على مستوى القنوات اإلذاعية‬
‫ظمة لهذا القطاع والضامنة لحرية االتصال السمعي البصري‬
‫والتلفزية الخاصة‪ ،‬لتقوم بدور السلطة المن ّ‬
‫والحترام األخالقيات المهنية وكرامة األفراد‪.‬‬

‫لكن وبعد أكثر من ثالثة سنوات على انطالق عمل سلطة الضبط السمعي البصري عاد الجدل من‬
‫جديد حول جدوى هذه السلطة‪ ،‬خاصة عقب الوقفة االحتجاجية التي قام بها العشرات من المثقفين‬
‫والفنانين واإلعالميين واألكاديميين‪ ،‬أمام مقر سلطة الضبط‪ ،‬احتجاجا على “اإلساءة” التي تعرض لها‬
‫الكاتب رشيد بوجدرة في قناة النهار اإلخبارية في إطار مقلب تلفزيوني‪.‬‬

‫خّلفت هذه الحادثة تملمال في األوساط الثقافية الجزائرية بالخصوص‪ ،‬إذ أدان الكثير من الكتّاب‬
‫تعرض له الكاتب الكبير‪،‬‬
‫والمثقفين الجزائريين واجتمعوا ليوّقع عدد كبير منهم بياناً مفتوحًا يندد بما ّ‬
‫ضد مرتكبي هذا السلوك العنيف والمشين‪.‬‬
‫مطالبين باتخاذ إجراءات حازمة ّ‬

‫‪81‬مرجع سﺎبق‬

‫‪87‬‬
‫يتأخر كثي ار لكنه لم يتجاوز حدود إصدار مجلس السلطة بيانا أدان فيه‬
‫رد سلطة الضبط لم ّ‬
‫ّ‬
‫“التصرفات المنتهكة ألحكام مدونة أخالقيات المهنة” مبديا تعاطفه التام مع الكاتب رشيد بوجدرة بسبب ما‬
‫تعرض له في برنامج الكامي ار الخفية‪.82‬‬

‫كما شددت سلطة الضبط على “وجوب تفادي القذف والسب والعنف بشتى صفاته في برامج الكامي ار‬
‫الخفية (التي يقع أصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين الجمهورية “‪ ،‬مذكرة بتحذيرها عشية الشهر الفضيل‬
‫للقنوات بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات واحترام المواطن بالدرجة األولى‪.‬‬

‫في المقابل بدت سلطة الضبط عاجزة عن اتخاذ أية إجراءات تجاه القنوات المخالفة واكتفت بدعوة‬
‫المواطنين الذين قدموا شكاوى ضد بعض القنوات التي صورتهم دون دراية منهم بطريقة استهزاء بعيدة عن‬
‫روح الفكاهة بااللتجاء إلى القانون‪ ،‬حيث دعا رئيس سلطة الضبط زواوي بن حمادي “أنه على األشخاص‬
‫التقدم بشكوى والضغط على هذه القنوات من خالل‬
‫المتعرضين لإلساءة عبر القنوات التلفزيونية الخاصة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫اللجوء إلى العدالة”‪.‬‬

‫متضخم يتجاوز عدد قنواته‬


‫ّ‬ ‫عجز سلطة الضبط السمعي البصري في التحكم في مشهد إعالمي‬
‫التلفزية الخاصة الخمسين قناة دون احتساب القنوات العمومية دفع وزير االتصال جمال كعوان إلى‬
‫التصريح بأنه يتعين على السلطة تحمل مسؤولياتها التي أحدثت من اجلها وهي تنظيم القطاع والعمل‬
‫النص القانوني الذي أحدثت‬
‫الحد من التجاوزات الحاصلة فيه‪ ،‬وهو تصريح يتعارض مع مقتضيات ّ‬
‫على ّ‬
‫بموجبه الهيئة والذي جعلها محدودة الصالحيات حسب تصريح لرئيس سلطة الضبط الذي قال أن‬
‫تتدخل فقط في حال تسجيل «تجاوز خطير» يمس أساسًا برموز الدولة”‪.‬‬
‫إدارته “ ّ‬

‫تحد من عملها وذلك من‬


‫تعد تركيبة المجلس من العوامل التي ّ‬
‫بموجب النظام األساسي لهذه السلطة ّ‬
‫خالل محدودية االستقاللية الممنوحة لها على مستوى التعيين وعلى المستوى المالي واإلداري للسلطة‬
‫تضم تركيبتها تسعة أعضاء يتم تعيينهم بمرسوم رئاسي وينصب رئيسها من قبل الوزير‬
‫ّ‬ ‫التنفيذية حيث‬
‫األول وفقا للقانون ‪ 14-04‬الصادر يوم ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬المتعلق بالنشاط السمعي البصري‪.‬‬

‫‪82‬وداد حمدي‪ :‬الجزائر‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري بين طموحات النص ومحدودية الصالحيات‪ ،‬المرصد العربي للصحافة‪ 7 ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬تم‬
‫اإلطالع عليها بتاريخ‪ 2018-2-10:‬عبر الرابط التالي‪http://ajo-ar.org :‬‬

‫‪88‬‬
‫أما في مجال تسوية النزاعات أوكلت لسلطة الضبط مهمة التحقيق في الشكاوى الصادرة عن األحزاب‬
‫السياسية والتنظيمات النقابية و‪/‬أو الجمعيات وكل شخص طبيعي أو معنوي آخر يخطرها بانتهاك القانون‬
‫من طرف شخص معنوي يستغل خدمة االتصال السمعي البصري‪ ،‬لكن في المقابل فان مجلس السلطة ال‬
‫تخول له معاقبة وسائل اإلعالم المخالفة وال يحق له حتى إصدار لفت نظر في حال‬
‫يملك اآلليات التي ّ‬
‫وجود خلل ويكتفي المجلس فقط بإصدار بيانات وتوصيات تدعو إلى “وجوب تفادي القذف والسب‬
‫والعنف بشتى صفاته في برامج الكامي ار الخفية (التي يقع أصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين‬
‫الجمهورية” ‪ ،‬أو إصدار تحذير للقنوات التلفزية بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات واحترام المواطن‬
‫بالدرجة األولى‪.‬‬

‫أن الهيئات المكلفة بتنظيم قطاع اإلعالم هي الضامن لحق ممارسة اإلعالم دون ّ‬
‫تدخل من‬ ‫رغم ّ‬
‫حر يحترم الفرد وكرامته‪ ،‬فبوجود سلطة تضبط األمور‬
‫السلطة والضامن أيضا لحق المواطن في إعالم ّ‬
‫من شأنه أن يحمي قطاع اإلعالم من التجاوزات التي قد تحيد به عن هدفه لكن في الجزائر رغم وجود‬
‫للتدخل لحماية المهنة وحماية الصحافيين إلى جانب السهر على تقديم‬
‫ّ‬ ‫السلطة لكنها تفتقر لآلليات الكافية‬
‫مضمون إعالمي يحترم أخالقيات البرمجة التلفزية‪.83‬‬

‫‪ -9-7‬قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري (دور المراقب أم‬
‫المرافق) ‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫أوال‪-:‬تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري مؤشر على هيمنة السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫ترتبط تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري بنقطتين أساسيتين‪ ،‬النقطة األولى تتعلق بتحديد طبيعة‬
‫األشخاص المؤهلين ليكونوا أعضاء في هذه السلطة‪ ،‬وذلك بوضع النصوص المنشئة للشروط الواجبة‬
‫التوفر في األشخاص سواء من حيث التخصص أو الخبرة‪ ،‬التأهيل العلمي أو االقتصادي‪...‬حسب طبيعة‬
‫القطاع‪ ،‬على اعتبار أن وظيفة ضبط القطاعات تتطلب معارف وتخصصات محددة‪ ،‬أما النقطة الثانية‬
‫فتتعلق بتحديد الهيئات التي تملك الحق في تعيين األعضاء والتي تتمثل باألساس في السلطة التنفيذية‬
‫ممثلة في رئيس الجمهورية أو البرلمان وتنظيمات أخرى كالقضاء‪...‬وتتمثل الضمانات التي تعطي أكبر‬

‫‪ 83‬مرجع سﺎبق‪.‬‬
‫‪ 84‬خرشي‪ ,‬الهام‪ :‬سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ ظل اﻟﻘﺎنون رقم ‪ 04-14‬بين مﻘتضيﺎت اﻟضبط ومحدوديﺔ اﻟنص‪ ،‬مجلﺔ اﻟﻌلوم اإلجتمﺎﻋيﺔ‬
‫‪ ، dépôt dspace‬ﻋدد ‪ 22‬جوان ‪PDF 2016‬‬

‫‪89‬‬
‫قدر من االستقاللية فيتعدد األعضاء‪ ،‬التخصص وتعدد الهيئات المتمتعة بسلطة التعيين‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫تضعف من تبعية هذه الهيئات لسلطة واحدة‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫أ‪-‬تشكيلة جماعية مع ضمان التخصص على مستوى سلطة ضبط السمعي البصري‬

‫المبدأ الذي يحكم تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري هو التشكيلة الجماعية التي تفترض وجود‬
‫مجموعة من األشخاص من انتماءات وتخصصات ومؤهالت مختلفة‪ ،‬وفي ذلك ضمانة الستقاللية هؤالء‪،‬‬
‫حيث يصعب التأثير على مجموعة من األعضاء بينما يسهل ذلك في مواجهة شخص واحد‪.‬‬
‫وقد اعتبرت األستاذة‪M-J.Guédon‬أن التعدد في تشكيلة السلطات اإلدارية المستقلة واختالف‬
‫صفات وتخصصات األعضاء ومراكزهم هو عامل من عوامل تدعيم االستقاللية فهل تحقق ذلك على‬
‫مستوى تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري؟‬
‫حدد المشرع الجزائري عدد أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بتسعة أعضاء طبقا لنص المادة‬
‫‪75‬من القانون رقم‪04-14‬حيث اشترط أن يتم اختيار هؤالء األعضاء بناء على كفاءتهم وخبرتهم‬
‫واهتمامهم بالنشاط السمعي البصري طبقا لنص المادة ‪ 75‬من القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري‬
‫مما يخدم استقاللية هذه الهيئة‪ ،‬فمن شأن التخصص العلمي أن يضعف سلطة التأثير على األعضاء‬
‫وتمتعهم بحصانة ضد أي تبعية كانت ويساهم في تكوين مصداقية الهيئة‪.‬‬
‫يبدو أن المشرع قد سار على نهج المشرع الفرنسي الذي كرس عنصر التخصص في المجال‬
‫االقتصادي‪،‬القانوني أو التقني أو خبراتهم المهنية في مجال االتصال وبالخصوص في قطاع السمعي‬
‫البصري أو االتصاالت االلكترونية بموجب نص المادة‪ 1‬من القانون رقم‪ 1067-86‬المعدل والمتعلق‬
‫بحرية االتصال التي أضافت شرط التمثيل المتساوي بين الرجال والنساء وشرط السن الذي ال يجب أن‬
‫يتجاوز ‪ 65‬سنة‪.‬‬
‫ب‪-‬احتكار رئيس الجمهورية لسلطة تعيين أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري‪:‬‬
‫لن تكون للتشكيلة الجماعية معنى إذا لم توزع سلطة تعيين األعضاء على عدة هيئات ومنه لن‬
‫تضمن استقاللية حقيقية إال إذا تعددت الهيئات المتمتعة بسلطة التعيين‪ ،‬وذلك ما يقصي احتمال تبعية‬
‫األعضاء لتلك الهيئة‪.‬‬
‫وزع المشرع الجزائري سلطة تعيين أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بين رئيس الجمهورية‬
‫والبرلمان‪ ،‬ولكنه منح هذا األخير) ممثال في رئيسي الغرفتين(سلطة االقتراح فقط من دون التعيين بموجب‬

‫‪ 85‬مرجع سﺎبق‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫نص المادة ‪ 57‬المذكورة أعاله ‪ ،‬ولذلك يمكن أن نصل إلى نتيجة مفادها احتكار رئيس الجمهورية لسلطة‬
‫التعيين لالعتبارات التالية‪:86‬‬
‫‪-‬انفراده بتعيين رئيس الهيئة‪.‬‬
‫‪-‬تعيينه لخمسة أعضاء مقارنة بأربعة أعضاء الذين يقترحهم رئيسي الغرفتين‪.‬‬
‫‪-‬إمكانية رفض رئيس الجمهورية لألشخاص المقترحين من رئيسي الغرفتين‪ ،‬على اعتبار أن سلطة‬
‫التعيين النهائية تعود له بمرسوم رئاسي‪ ،‬لنصل في األخير إلى احتكاره لتعيين جميع أعضاء الهيئة‪ ،‬وذلك‬
‫مؤشر واضح على اتجاه إرادة المشرع إلى جعل الهيئة تابعة لرئيس الجمهورية‪ ،‬على خالف المشرع‬
‫الفرنسي الذي‪:‬‬
‫‪-‬منح رئيسي غرفتي البرلمان سلطة التحديد والتي يقابلها بالفرنسية ‪ désigné‬وليس اقتراح الواردة‬
‫في نص المادة ‪ 75‬والتي تقابل بالفرنسية ‪.proposé‬‬
‫‪-‬جعله عدد األعضاء المعينين من غرفتي البرلمان أكبر‪ ،‬حيث يكون العدد‪ 8‬مقابل العضو الذي‬
‫يعينه رئيس الجمهورية وهو رئيس الهيئة‬
‫‪-‬كما اشترط المشرع الفرنسي في تعيين األعضاء استشارة اللجنة الدائمة المتخصصة والمكلفة‬
‫بالشؤون الثقافية بأغلبية ثالثة أخماس من األصوات المعبر عنها‪ ،‬وفي ذلك تحقيقا للتوازن بين السلطتين‬
‫التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مالحظات حول صالحيات ومهام سلطة الضبط‪:‬‬
‫المالحظة األولى‪:‬‬

‫يقدم الفصل الثاني من مشروع القانون‪ ،‬بدءا من المادة‪ 07‬تعاريف ومفاهيم للمصطلحات التي‬
‫يتضمنها مشروع القانون ‪ ،‬بعضها تم إقحامه دون أن ترد أي إشارة إليه ‪ ،‬فمصطلح السلطة المانحة التي‬
‫تعرفها المادة ‪": 07‬هي السلطة التنفيذية الموقعة على المرسوم المتضمن رخصة إلنشاء قناة لصالح‬
‫شركة جزائرية خاصة " والتساؤالت التي يطرحها هذا المصطلح هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬من هي هذه السلطة المانحة ؟ هل هي الحكومة مثال ؟ وبالتالي فان األمر يتعلق برخصة تمنح‬
‫بموجب مرسوم تنفيذي‪ ،‬ألن طبيعة المرسوم غير محددة ‪ ،‬ما إن كان مرسوما تنفيذيا أو رئاسيا ‪ ،‬ما‬

‫‪ 86‬مرجع سﺎبق‬

‫‪91‬‬
‫يطرح تساؤالت حول مدى استقاللية سلطة الضبط التي يصفها القانون في ديباجته أنها سلطة مستقلة ‪،‬‬
‫مثلما ينص عليه قانون اإلعالم في المادة ‪. 64‬‬

‫ب‪-‬أال يكون اعتبار هذه السلطة المانحة هي السلطة الموازية لسلطة الضبط وتحد من استقالليتها ؟‬
‫ألن مهمة سلطة الضبط في نص القانون تتمثل في كونها تستقبل طلبات الترشح إلنشاء قنوات وتبث فيها‬
‫لكن وجود سلطة مانحة يعني أن هذه السلطة هي التي تبث في الطلبات بالقبول أو الرفض وليست سلطة‬
‫الضبط ‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة إلى أن هذا الفصل الذي يقدم التعريفات والمفاهيم ال يقدم تعريفا لسلطة الضبط وال‬
‫يعرفها ‪ ،‬ألن الباب الثالث الذي يتحدث الحقا عن سلطة الضبط ال‬
‫يشير إليها ‪ ،‬وكان من الواجب أن ّ‬
‫يقدم أي تعريف لها‪ ،‬بل يتحدث فقط عن مهامها وصالحياتها ‪.‬‬

‫وحتى ال نبتعد عن مهام سلطة الضبط ‪ ،‬فانه يجب التوقف عند صالحياتها في مجال الضبط ‪،‬‬
‫حيث نالحظ أنها تمنح مهلة ‪ 06‬أشهر للمشروع في بث القناة بعد الحصول على الرخصة‪ ،‬بينما ال‬
‫الرد على الطلبات‪،‬‬
‫تتحدث عن تحديد آجال للفصل في طلبات الترشح بالقبول أو الرفض أو حتى بإلزامية ّ‬
‫وعليه ينبغي تدارك هذه النقطة بتحديد أجل للبث في الطلب مع تعليل الرفض في حال وجوده ‪ ،‬طالما‬
‫أنها في المادة ‪ 28‬تتحدث عن تعليل الرفض في حال طلب تجديد الرخصة بعد انقضاء ‪ 10‬سنوات من‬
‫الحصول على الترخيص بالنسبة للقنوات التلفزيونية ‪.‬‬

‫والخالصة في هذا المحور أن قراءة في مهام سلطة الضبط – في مختلف المجاالت التي يحددها‬
‫‪87‬‬
‫المشروع – تعطي االنطباع بأنها تؤدي دور المراقب على حساب دور المرافق ‪.‬‬

‫وصحيح أن قانون السمعي البصري خطوة أولى تخطوها البالد باتجاه فتح فضاء واسع –مشوب بكل‬
‫االحتماالت – تتطلب آلية تتولى مهمة ضبط األمور كما هو معمول به ‪ ،‬إال أنه كان ينبغي أن تضع في‬
‫صدارة مهامها ‪ :‬مهمة مرافقة القنوات التي سيتم إنشاؤها ‪ ،‬مرافقة قانونية ومعنوية وحتى مادية ‪ ،‬ضمانا‬
‫إلنشاء قنوات ذات مصداقية تضيف قيمة أخرى للجزائر من جهة ‪،‬وتكريسا ألداء مهمة الضبط بما ينسجم‬
‫مع روح المادة ‪02‬من قانون اإلعالم ‪ ،‬والمادة نفسها من مشروع قانون السمعي البصري من جهة أخرى‬

‫‪87‬سليمﺎن بخيلﻲ ‪,‬قراءة فﻲ قﺎنون ‪, 2014‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫بحيث تؤدي سلطة ضبط السمعي البصري ما يمثل الدور الذي تؤديه سلطة ضبط االتصاالت السلكية‬
‫‪88‬‬
‫والالسلكية ‪.‬‬

‫المالحظة الثانية‪:‬‬

‫يتحدث المهنيون والمعنيون بقطاع السمعي البصري عن تشكيلة سلطة الضبط التي يتم تعيين‬
‫أعضائها من جهات مختلفة في الدولة دون أن يكون في صفوفها منتخبون من األوساط المهنية‪ ،‬والواقع‬
‫أنه من المستحيل إدراج هذه الرغبة المشروعة في نص القانون‪ ،‬ذلك أن الوسط المهني في السمعي‬
‫البصري وحتى في الصحافة المكتوبة غير محدد المعالم وغير منظم الصفوف‪ ،‬رغم وجود العديد من‬
‫المنتجين الخواص‪ ،‬وبعضهم ال عالقة له أصال بالمهنة ‪ ،‬فتأخر تشكيل سلطة ضبط الصحافة المكتوبة‬
‫بعد قرابة عامين من صدور قانون اإلعالم سببه هو عدم التمكن من انتخاب ممثلين من اإلعالميين‪،‬‬
‫بالنظر لعدم وجود نقابات تمثيلية شاملة أو واضحة األسس القانونية‪ ،‬ولذلك فان االقتراح الموضوعي‬
‫لتجسيد هذه "الرغبة المشروعة" هو أن يتم انتخاب رئيس سلطة الضبط من بين مجموع األعضاء التسعة‬
‫المعينين بعد إيجاد آلية لذلك بالتنسيق مع و ازرة االتصال‪ ،‬حتى يتمتع رئيس سلطة الضبط باالستقاللية‬
‫الالزمة –ولو شكليا – تجسيدا الستقاللية سلطة الضبط التي يترأسها ‪.‬‬

‫المالحظة الثالثة ‪:‬إن المادة األخيرة من مشروع القانون هي األخطر من كل المواد التي أشرنا إليها ‪،‬‬
‫حيث تتحدث المادة ‪ 106‬في الباب المتعلق باألحكام االنتقالية والنهائية عن إسناد مهام وصالحيات‬
‫سلطة الضبط لوزير االتصال إلى حين تنصيبها ‪ ،‬دون تحديد أي تاريخ للتنصيب ‪ ،‬رغم وجود عوائق‬
‫تؤخر تشكيلها مادام أعضائها كلهم معنيون ‪ ،‬وهو ما يتناقض تماما مع حرص القانون على الشفافية في‬
‫منح التراخيص ويتناقض أيضا مع مبدأ استقاللية سلطة الضبط‪ ،‬حيث يمكن –مثال‪ -‬أن يقع تعمد تأخير‬
‫تنصيب سلطة الضبط‪ ،‬ويتم بموجب هذه المادة منح الترخيص للقنوات الجديدة‪ ،‬ثم يغلق الباب بعد ذلك‬
‫بتنصيب سلطة الضبط التي تجد نفسها عندئذ تؤدي دور المراقب المتفرج فقط‪ ،‬بل يجب أن تنص المادة‬
‫بشكل صريح على تنصيب سلطة الضبط في أجل أقصاه شهرين من نشر قانوني السمعي البصري في‬
‫‪89‬‬
‫الجريدة الرسمية‬

‫‪88‬‬
‫دﻟيلﺔ بلخير ‪,‬دراجﻲ وبخليلﻲ ينتﻘدان اﻟﻘنوات اﻟموضوﻋﺎتيﺔ –غلق مﻘنع ﻟلمجﺎل اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري – جريدة اﻟشروق ‪ ,‬نشر يوم ‪, 2014-01- 05 :‬‬
‫اﻟﻌدد ‪(.4247‬بتصرف)‬
‫‪89‬دﻟيلﺔ بﺎﻟخير ‪ ,‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزيوني ‪:TDA‬‬
‫المحاضرة ‪:11‬‬
‫‪-1‬مدخل مفاهيمي‪:‬‬
‫‪-1-1‬البث‪:‬لغة‪ :‬بث‪ ،‬أبث‪ ،‬أو بث الرجل الحديث‪ ،‬أذاعه ونشره‪ ،‬وبث هللا تعالى الخلق‪ ،‬خلقهم‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬تستخدم كلمة البث بمعنى كلمة االذاعة والكلمتان مترادفتان في السياق التقني‪ ،‬ولكن‬
‫الفعل بث أقرب تعبي ار في اللغة العربية للفعل ‪ cast‬في اللغة االنجليزية والذي يعني "ألقى الشيء ونشره‬
‫‪90‬‬
‫في كل الجهات‪ ،‬أي بعثه عبر موجات وأنظمة ليتم استقبالها بفضل أجهزة"‬
‫‪-2-1‬اإلرسال‪ :‬هو عملية نقل االشارات الكهرومغناطيسية من محطة البث الى أجهزة االستقبال‪،‬‬
‫وذلك من خالل هوائي ارسال يقوم بنشر االشارات في الفضاء بغية استقبالها من خالل أجهزة محددة‪.91‬‬
‫‪ -3-1‬االستقبال‪ :‬هو عملية التقاط الموجات الكهرومغناطيسية بواسطة هوائيات استقبال تحول هذه‬
‫الموجات الملتقطة ألصوات وصور تقدمها للجمهور سواء عن طريق الصوت فقط‪ ،‬أو صوت وصورة‪.‬‬
‫‪ -4-1‬البث االذاعي‪ :‬هو نظام يبدأ من محطة البث وينتهي عند أجهزة االستقبال‪ ،‬حيث تضخم‬
‫االشارات الكهربائية الصادرة عن الميكروفونات وآالت قراءة االسطوانات واألقراص المغناطيسية أو‬
‫الليزرية‪ ،‬وتنقل الى المرسل الذي يقوم بتعديل موجة الراديو التي شيعها هوائي االرسال المنشورة في‬
‫‪92‬‬
‫الفضاء‪ ،‬حيث يتم التقاطها بواسطة هوائي استقبال والذي يوصلها الى مكبر الصوت‬
‫‪-5-1‬البث التلفزيوني‪ :‬إمكانية التقاط البرامج التلفزيونية في المنازل مباشرة عبر هوائي مخروطي‬
‫دون تدخل أي محطة وهو أيضا امكانية االتصال بين القطاع الفضائي وأجهزة االستقبال في البيوت‬
‫‪93‬‬
‫مباشرة دون المرور على محطات أرضية‬
‫‪-2‬نشأتها‪:‬‬
‫هي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري لها شخصية معنوية واستقالل مالي‪ ،‬تحت وصاية و ازرة‬
‫االتصال والثقافة‪ ،‬تأسست سنة‪ 1986‬بعد أن كانت مجرد مديرية تقنية في هيئة اإلذاعة والتلفزيون‬
‫الجزائري ‪ RTA‬التي أنشأت عقب رحيل ديوان الراديو والتلفزيون الفرنسي في ‪ 28‬أكتوبر ‪.1962‬‬
‫مقرها ببوزريعة في الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪www.wikipedia.org‬‬
‫‪91‬مرجع سﺎبق‪ ،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 92‬أمجد ﻋمر صفوري‪ :‬مدخل ﻟالذاﻋﺔ واﻟتلفزيون‪ ،‬كليﺔ اﻟصحﺎفﺔ واﻻﻋالم‪ ،‬جﺎمﻌﺔ اﻟزرقﺎء‪ ،‬دسن ‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪93‬ايمﺎن بهلول‪ ،‬اﻟتغطيﺔ اﻻخبﺎريﺔ ﻟالنتخﺎبﺎت اﻟمصريﺔ‪ ،2012‬رسﺎﻟﺔ مﺎجستير فﻲ ﻋلوم اﻻﻋالم واﻻتصﺎل‪ ،‬قسنطينﺔ‪2013 ،‬ص‪.36‬‬

‫‪94‬‬
‫تتكون من شبكة متمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬المديرية الجهوية للوسط"برج البحري" الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الجهوية للشرق قسنطينة‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الجهوية للغرب سيدي بلعباس‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الجهوية للجنوب الشرقي ورقلة‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية الجهوية للجنوب الغربي بشار‪.‬‬
‫تؤمن المؤسسة العمومية للبث اإلذاعي والتلفزي نقل وبث البرامج اإلذاعية والتلفزيونية على المستوى‬
‫الوطني ونحو الخارج‪.‬‬

‫‪-3‬الخدمات التي تقدمها مؤسسة البث‪:‬‬


‫‪-1-3‬المركز الوطني للتنسيق التقني ‪:CNCT‬‬
‫المركز الوطني للتنسيق التقني من هياكل مؤسسة البث التابعة لمديرية ترقية المنتوجات والخدمات‬
‫ويقوم بمهمتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫تقديم الخدمات للهيئات الخارجية وطلب الخدمات لمصلحة التلفزيون الجزائري‪ ،‬وسواء كان ممونا أو‬
‫زبونا يبقى المركز الوطني للتنسيق التقني الممثل الرسمي لمؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي الجزائري مع‬
‫الهيئات الخارجية‪.‬‬
‫أ‪-‬المركز كممون للخدمات‪:‬‬
‫ال تتوقف مهام المركز الوطني للتنسيق التقني على مجرد تلبية الطلبات وحاجيات اإلرسال التقني‬
‫انطالقا من الجزائر نحو العالمين العربي واألوربي‪ ،‬إرساال من طرف واحد بل تتعدى ذلك بربط العالمين‬
‫‪94‬‬
‫عن طريق عملية العبور المعروفة‪.Turnaround‬‬
‫كل أعضاء اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول األوربية يجدون في المركز‬
‫الوطني للتنسيق التقني خير وسيلة للعبور وربط اتصاالتهم‪ ،‬وهذا لما يتمتع به المركز من فعالية وجودة‬
‫عالية في تقديم خدماته‪.‬‬
‫ب‪-‬المركز كزبون‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫اﻻطالع ﻋليه بتﺎريخ‪2017-11-2:‬تم‪www.ministercommunication.gov.dz‬‬

‫‪95‬‬
‫يعتمد المركز الوطني للتنسيق التقني على معيارين أساسيين لتلبية حاجيات التلفزيون الجزائري فيما‬
‫يتعلق بالنقل التلفزي‪ ،‬أال وهما‪ :‬الفعالية واختيار الخدمة األقل تكلفة‪ ،‬وأهم الممونين لهذه الخدمة نجد‬
‫‪ UER‬و ‪ ASBU‬وبعض الهيئات الخاصة ك ‪ Globcast‬و ‪ PMP‬و ‪.Telecom Egypt‬‬
‫ج‪-‬التنسيق التقني‪:‬‬
‫باإلضافة إلى المهام الرئيسية المتعلقة بتسيير الطلبات من الناحية التجارية سواء كان المركز الوطني‬
‫للتنسيق زبونا أو ممونا نجده يتحمل تكاليف التنسيق التقني بصفة كاملة وهذا طيلة مدة اإلرسال وأيضا‬
‫فيما يتعلق بالمحاوالت الخاصة بكل إرسال‪.‬‬
‫وتنحصر عملية التبادل التي يقوم بها المركز مع الهيئات الخارجية على إرسال ثالث باقات يوميا‬
‫موجهة إلى اتحاد إذاعات الدول األوربية وباقة باتجاه اتحاد إذاعات الدول العربية‪.‬‬
‫لقد ازداد تعاظم دور المركز الوطني للتنسيق التقني أخي ار بشكل كبير فزيادة على حجم وتنوع‬
‫الخدمات المقدمة‪ ،‬نجده يضم سنويا أكثر من ‪ 200‬إرسال من طرف واحد عبر محطة بوشاوي ومئات‬
‫اإلرساليات بين اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات الدول األوربية ألن تبادل األخبار تضاعف‬
‫بشكل كبير بين الهيئتين‪.‬‬
‫‪-2-3‬مركز بوشاوي لالتصاالت الفضائية‪:‬‬
‫وهو عبارة عن مجموعة محطات أرضية ذات هوائيات موجهة نحو مختلف األقمار الصناعية‬
‫لضمان الربط تصاعديا وتنازليا بين المحطات التي يتعذر عليها االتصال المباشر‪.‬‬
‫‪-4‬اآلفاق المستقبلية فيما يخص البث اإلذاعي والتلفزيوني بالجزائر‪:‬‬
‫استفاد قطاع االتصال خالل السنوات األخيرة من برنامج تجهيزي هام ‪ُ ،‬خصص لخلق دينامكية‬
‫جديدة في القطاع ‪ ،‬هذا بمراعاة ما حصل حديثا من تحوالت سوسيو اقتصادية على المستوى الوطني‬
‫وكذا المحيط الجهوي و الدولي وما صاحبه من تطور تكنولوجي‪.‬‬
‫وقد أسفر هذا المجهود عن قفزة نوعية سواء على مستوى المخطط التنظيمي أو على مستوى التطور‬
‫الكمي والنوعي‪.‬‬
‫يسعى قطاع االتصال من خالل هذا البرنامج إلى تجسيد المحاور األساسية التالية‪:‬‬
‫فيما يخص البث اإلذاعي‪:‬‬
‫•تعزيز وسائل إنتاج البرامج اإلذاعية بتوجيه االستثمار نحو التكنولوجيا الرقمية‪.‬‬
‫•تعزيز الهياكل القاعدية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫•ضبط خارطة توزيع المحطات اإلذاعية الجهوية‪.‬‬
‫•تطوير و تنويع البرامج اإلذاعية‪.‬‬
‫•خلق قنوات إذاعية موضوعاتية‪.‬‬
‫•إنشاء مقر وكذا الحصول على تجهيزات لمصلحة اإلذاعة الدولية‪.‬‬
‫فيما يخص التلفزيون‪:‬‬
‫•تعزيز وسائل إنتاج البرامج التلفزيونية بتوجيه االستثمار نحو التكنولوجيا الرقمية‪.‬‬
‫•إنشاء وتجهيز دار التلفزيون‪.‬‬
‫•خلق قنوات تلفزيونية موضوعاتية‪.‬‬
‫•تطوير و تنويع البرامج التلفزيونية‪.‬‬
‫•إنشاء أو إعادة تهيئة مراكز التلفزيون الجهوية‪.‬‬
‫فيما يخص البث التلفزيوني‬
‫•توسيع وتحسين تغطية التراب الوطني بالبرامج اإلذاعية والتلفزيونية‪.‬‬
‫•تطوير شبكة اإلرس ال وكذا البرامج اإلذاعية و التلفزيونية الموجهة للخارج‪.‬‬
‫•إنشاء شبكة تلفزيونية رقمية أرضية)‪(TNT‬‬
‫•تطوير وتعزيز وسائل السالمة من أجل حماية التراث‪.‬‬
‫لإلشارة فقد أسفرت حركة قطاع االتصال عن‪:‬‬
‫إتمام خارطة إنشاء اإلذاعات الجهوية من خالل تشغيل محطة إذاعية لكل والية ‪‬إطالق خدمة اإلذاعة‬
‫الدولية ‪‬إنشاء قناتين تلفزيونيتين واحدة باألمازيغية وواحدة خاصة بالقرآن ‪‬تحسين وتوسيع تغطية‬
‫التراب الوطني بالبرامج اإلذاعية‪.‬‬
‫يرتكز البث اإلذاعي األرضي على دعامتين‪:‬‬
‫•التعديل التضخمي ‪ La Modulation d’Amplitude‬األمواج المتوسطة و األمواج الطويلة و األمواج‬
‫القصيرة‬
‫•التعديل الترددي‪La Modulation de Fréquence FM‬‬
‫في هذا المجال تم إنشاء مركزي بث جديدين ‪ ،‬كما تم تجديد تجهيزات محطات البث اإلذاعي )‪(FM‬‬
‫الرئيسية ‪ ،‬إضافة إلى اقتناء ونصب وتشغيل محطات البث وإعادة‪ -‬البث الموزعة عبر التراب الوطني‬
‫وهذا كله من أجل ضمان بث البرامج اإلذاعية المختلفة ‪ :‬اإلذاعة األولى ‪ ،‬اإلذاعة الثانية ‪ ،‬اإلذاعة‬

‫‪97‬‬
‫الثالثة ‪ ،‬جيل ‪ ، FM‬إذاعة القرآن ‪ ،‬إذاعة الثقافة ‪ ،‬إذاعة الجزائر الدولية ‪ ،‬واإلذاعات الجهوية المختلفة‪.‬‬
‫بالموازاة مع هذا تعهد قطاع االتصال بتجديد تجهيزات بث م اركز األمواج القصيرة و المتوسطة و الطويلة‪.‬‬
‫تتم التغطية اإلذاعية أيضا بواسطة الدعامة ‪ ، AM‬إما متزامنة أو مكملة لإلرسال ‪ ، FM‬وذلك لتحسين‬
‫التغطية‪.‬‬
‫إنشاء شبكة للبث التلفزيوني الرقمي األرضي‪(TNT)‬‬
‫التلفزيون الرقمي األرضي هو نوع من البث األرضي للتلفزيون أين تكون اإلشارات البصرية و السمعية و‬
‫المعلوماتية مشفرة ثم بعد ذلك مرتبة في تدفق ) ‪ ( flux‬وحيد )‪ (le multiplex‬قبل أن يتم بثها عبر‬
‫أمواج إلكترومغناطسية‪.‬‬
‫وفي إطار إنشاء الشبكة الوطنية للتلفزيون الرقمي األرضي وافق المؤتمر الجهوي لالتصال الالسلكي الذي‬
‫أقيم في جنيف سنة ‪ ، 2006‬على منح الجزائر من ‪ 06‬إلى ‪ multiplex 08‬اإلرسال المتعدد‬
‫المتقابل لكل موقع بث ‪ ،‬ويسمح كل‪ multiplex‬ببث من ‪ 06‬إلى ‪ 08‬قنوات تلفزيونية وهذا باحترام‬
‫اآلجال التقنية المحددة من طرف مؤتمر االتصال الالسلكي لالنتقال من البث التماثلي ‪Analogique‬‬
‫إلى البث الرقمي ‪ Numérique‬وللعلم سيكون عام ‪ 2015‬بالنسبة ‪ VHF‬و ‪ UHF‬في أوروبا ‪2015‬و‬
‫‪ 2020‬بالنسبة ‪ VHF‬في إفريقيا و الشرق األوسط‪.‬‬
‫مكنت هذه الندوة من تخصيص ‪ 2074‬تردد لمصلحة الجزائر‪ ،‬منها ‪ 439‬تردد لإلذاعة الرقمية‬
‫)‪(T-DAB‬على‪177 ، VHF‬تردد للتلفزيون الرقمي )‪ (DVB-T‬على ‪ VHF‬و ‪ 1458‬على‪UHF‬‬
‫إن وقف البث التماثلي و االنتقال إلى البث الرقمي الكلي في اآلجال المحددة هو قرار محتوم‪ ،‬يفرض‬
‫على كل الدول معرفة أنها ال تتوافر على أي حق حماية إذا هي لم تتبع توصيات االتحاد الدولي‬
‫لالتصال عن بعد لرقمنه البث األرضي التلفزيوني‪.‬‬
‫يمثل إنشاء شبكة التلفزيون الرقمي األرضي موضع مجموعة من العمليات التي تدخل في إطار برامج‬
‫االستثمارات ‪ 2009-2005‬و ‪ 2014- 2010‬والتي تقدر بستة عشر مليار و سبعمائة وثالثون مليون‬
‫و مائتين وواحد ألف دينار جزائري ‪.‬‬
‫قامت مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي من عام ‪ 2010‬إلى يومنا هذا بنشر ‪ُ 80‬مرسل‪TNT‬‬
‫‪ DVBT MPEG2‬تقوم ببث برامج المؤسسة العمومية للتلفزيون القناة الوطنية ‪ ،‬كنال ألجيري ‪Canal‬‬
‫‪ ،Algérie‬القناة الثالثة‪ ، A3‬قناة األمازيغية‪ ، TV4‬قناة القرآن ‪.TV5‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫أوال‪:‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو القاسم سعد هللا‪:‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬دار البصائر‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دسن‬

‫‪ -2‬محمد شلوش‪ :‬اإلذاعة الجزائرية النشأة والمسار‪ ،‬كتيب من منشورات االذاعة الجزائرية‬

‫‪-3‬فضيل دليو‪ :‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬لج ازئر‪. 1998 ،‬‬

‫‪ -4‬نورالدين تواتي‪ :‬الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية ‪،‬الجزائر ‪2008،‬‬

‫‪ -5‬زهير احدادن ‪ :‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪،‬الجزائر‪.1991 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪ -6‬طرباق محمد أمين ‪:‬سلطة ضبط مجال اإلعالم في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص‬
‫قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪. 2017/2016‬‬

‫‪ -7‬رمضان بلعمري‪ ،‬القطاع السمعي البصري في الجزائر إشكاالت االنفتاح‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في تخصص تكنولوجيات واقتصاديات وسائل اإلعالم‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012-2011 ،3‬‬

‫‪ -8‬رضا هميسي‪ :‬اإلعالم الجديد بين حرية التعبير وحماية األمن الوطني‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجزائر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬ص ص ‪pdf .30-29‬‬

‫ثالثا‪:‬الدوريات والمجالت‪:‬‬
‫‪-9‬السعيد بومعيزة‪ ،‬دراسات حول مفهوم الخدمة العامة والصحافة المكتوبة‪ ،‬المجلة الجزائرية لالتصال‪.‬‬

‫‪ -10‬بوجمعة (رضوان)‪ ،‬اإلعالم في الجزائر التجاذب بين المهنة والتشريع‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬العدد ‪2007، 44‬‬

‫‪ -11‬خرشي الهام‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري في ظل القانون رقم ‪ 04-14‬بين مقتضيات الضبط‬
‫ومحدودية النص‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ، dépôt dspace‬عدد ‪ 22‬جوان ‪PDF 2016‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -12‬صبيحة بخوش ‪:‬تطور السياسة اإلعالمية في الجزائر في ظل التعددية السياسية ‪2015-1990‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬العدد ‪،23‬المدرسة العليا لألساتذة بوزريعة‪ ،‬مارس ‪2016‬‬

‫‪ -13‬مزاري نصر الدين‪ :‬الوضعية القانونية لإلعالم اإللكتروني في الجزائر فيظل التشريع اإلعالمي‬
‫الجديد‪ ،‬مجلة آفاق العلوم‪،‬العدد التاسع ‪،‬جامعة الجلفة‪،‬سبتمبر ‪.2017‬‬

‫‪-14‬مجلة الشاشة الصغيرة الذكرى ‪ 39‬السترجاع اإلذاعة و التلفزيون‪ ،‬العدد ‪ ، 104‬من‪ 27‬أكتوبر إلى‬
‫‪ 02‬نوفمبر‪.2001‬‬

‫‪-15‬سعد الدين بن أبي شنب‪ :‬مجلة االديب‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد ممتاز‪ ،‬يناير‪.1954‬‬

‫رابعا‪ :‬المداخالت في الندوات والملتقيات‪:‬‬


‫‪ -16‬محمد هدير‪ ،‬سلطة ضبط السمعي البصري صالحياتها ومهامها‪ ،‬ندوة حول "واقع وآفاق‬
‫السمعي البصري بالجزائر في ظل اإلصالحات الجديدة‪ ،‬بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة‪ 3‬كلية علوم‬
‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬يوم ‪.2016-1-18‬‬

‫خامسا‪ :‬الجرائد‪:‬‬

‫‪ -17‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ :‬العدد ‪ 15 ,02‬جانفي ‪.2012‬‬

‫‪ -18‬دليلة بلخير‪ ،‬دراجي وبخليلي ينتقدان القنوات الموضوعاتية –غلق مقنع للمجال السمعي البصري –‬
‫جريدة الشروق ‪ ،‬نشر يوم ‪ ، 2014-01-05 :‬العدد ‪(.4247‬بتصرف)‬

‫‪ -19‬سليمان بخيلي ‪,‬قراءة في قانون ‪ ، 2014‬جريدة الخبر‪ ،‬تاريخ النشر ‪( 2014-02-11‬بتصرف)‬

‫‪-20‬قانون السمعي البصري ‪ ،2014‬الجريدة الرسمية ‪. 2014/03/23 ،‬‬

‫سادسا‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬


‫‪ -21‬السمعي البصري في الجزائر نحو مشهد تعددي‪ ،‬نشر في موقع وكالة األنباء الجزائرية بتاريخ ‪-28‬‬
‫‪ 2016-1‬عبر الرابط‪www.aps.dz/article:‬‬

‫‪-22‬عبد الرشيد بو كر اززة‪ ،‬اجتماع بمتحف المجاهد حول "الخدمة العمومية في عصر التلفزة العصرية‬
‫الرقمية" موقع التلفزيون الجزائري‪DZ.ENTV .WWW‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -23‬محمود أبو بكر‪ :‬القنوات التلفزيونية الخاصة عندما تتحول الصحف الى علب فضاء‪ ،‬نشر بتاريخ‬
‫‪ 2014-9-24‬عبر الرابط التالي‪www.elhayatonline.net:‬‬

‫‪ -24‬جريدة الحياة اإللكترونية‪ ،‬انخفاض عدد القنوات الخاصة في الجزائر ‪ ،‬الجزائر بتاريخ‪-2-14‬‬
‫‪ ،2016‬عبر الرابط ‪www.elhayatonline.net‬‬

‫‪ -25‬ال رقابة وال تضييق في قاموس سلطة الضبط السمعي البصري‪ ،‬نشر يوم ‪ 2015-5-3‬في موقع‬
‫اإلذاعة الجزائرية عبر الرابط‪www.radioalgeria.dz/news/article:‬‬

‫‪ -26‬سلطة ضبط السمعي البصري‪.www.arav.dz, 2017/12/08 ,19:12 ،‬‬

‫‪ -27‬عبد المؤمن بن صغير ‪ ,‬التنظيم القانوني لنشاط قطاع السمعي البصري في ظل التشريع اإلعالمي‬
‫الجزائري لما بعد االستقالل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة موالي الطاهر سعيدة ‪ ،‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية االقتصادية والسياسية تم اإلطالع عليه بتاريخ‪-2-11‬‬
‫‪ 22:10 ،2018‬عبر الرابط‪http://democraticac.de/?p=38153 :‬‬

‫‪ -28‬وداد حمدي‪ ،‬الجزائر‪ :‬سلطة ضبط السمعي البصري بين طموحات النص ومحدودية الصالحيات‪،‬‬
‫المرصد العربي للصحافة ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،2017‬تم اإلطالع عليها بتاريخ‪ 2018-2-10:‬عبر الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://ajo-ar.org‬‬

‫‪ -29‬سلطة ضبط السمعي البصري‪. www.arav.dz 2017/12/08 ,19:12 ,‬‬

‫‪-30‬الفضائيات الخاصة بالجزائر‪:‬اعتماد على الدولة وتقليد للصحافة المكتوبة‪ ،‬نشر بتاريخ‪-4-30‬‬
‫‪ 2014‬على الساعة‪ ،16:39‬تم االطالع عليه بتاريخ‪ 2016-1-28:‬عبر الرابط‪:‬‬
‫‪www.startimes.com/f.aspx‬‬

‫‪-31‬محرك البحث اإلخباري جزايريس ‪،‬زوال سومر ‪،‬اإلعالم في التشريع‬


‫الجزائري‪. 21:41 ، 2017-10-30، 2016-03-03،www.djazairess.com‬‬
‫‪-32‬أحمد حمدي‪,‬نظرات في قوانين اإلعالم الجزائرية ‪2017-10-30,‬‬
‫‪http://www.ahmedhamdi.net/?p=15622:55,‬‬

‫سابعا‪ :‬المقابالت‪-33 :‬مقابلة مع رئيس قسم االدارة‪ :‬السيد الياس بن حركو‪ ،‬يوم ‪.2107-3-25‬‬

‫‪101‬‬

You might also like