Professional Documents
Culture Documents
2
الفهرس:
محاضرة تمهيدية :نشأة اإلذاعة والتلفزيون عبر العالم.
-1نشأة اإلذاعة
-2نشأة التلفزيون
3
-2-6إذاعة قسنطينة الجهوية.
-3-6إذاعة ميلة الجهوية.
-4-6إذاعة جيجل الجهوية.
المحاضرة :4
-7أسباب إنشاء اإلذاعات الجهوية في الجزائر.
-8مسار الرقمنة:
-9اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط
-10األرشيف ومكتبة األغاني:
-11مركز التدريب اإلذاعي:
-12المركز الثقافي نادي عيسى مسعود.
المحاضرة :6
-2الهيكل التنظيمي للتلفزيون الجزائري.
-2تجربة البث الفضائي في الجزائر
المحاضرة :7
-4مصداقية التلفزيون الجزائري بين الشكوك والواقع.
-1-4التلفزة الجزائرية وحالة الطوارئ.
-2-4التلفزيون الجزائري والخدمة العمومية.
-5القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر.
-1-5ظهورها ونشأتها.
2-5أسباب ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة.
4
3-5قانون السمعي البصري 2014والقنوات الخاصة.
المحاضرة :8
5-5نماذج عن قنوات تلفزيونية جزائرية خاصة.
المحاضرة: 9
-6التطور التاريخي التشريعي للقطاع السمعي البصري الجزائري:
-1-6المرحلة األولى.)1965-1962( :
-2-6المرحلة الثانية.)1976-1965 ( :
-3-6المرحلة الثالثة.)1990-1976 ( :
-4-6المرحلة الرابعة)2003-1990 ( :
-5-6المرحلة الخامسة (المرحلة االنتقالية):
المحاضرة:10
-7سلطة ضبط السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم الجزائري وصالحياتها
-1-7تعريف سلطة الضبط وأهدافها.
-2-7مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر.
-3-7هيكلة سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر.
-4-7مهام الضبط في قانون اإلعالم .2012
5
-5-7تأسيس سلطة الضبط السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم 2014وهيمنتها على
القطاع.
-6-7قراءة في المشهد اإلعالمي فيما يخص قطاع السمعي البصري منذ . 2012
-7-7قانون النشاط السمعي البصري لسنة . 2014
-8-7حقائق عن جدوى سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر.
-9-7قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري(دور المراقب أم المرافق)
6
محاضرة تمهيدية :نشأة اإلذاعة والتلفزيون عبر العالم
-1نشأة اإلذاعة :يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:
-تم اكتشاف البطاريات التي تخزن وتولد الكهرباء.
-بعدها قام العالم األمريكي "صمويل موريس" باختراع جهاز التلغراف السلكي.
-بعدها تم نقل أول رسالة تلغرافية من أربع كلمات عام 1844بين مدينتي بالتيمور وواشنطن.
-تم نقل رسالة عبر الكابل البحري عام .1866
-وبعدها قام العالم األلماني "هرتز" باكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية عام .1888
-في حين قام العالم اإليطالي "ماركوني" ببناء جهاز إنتاج موجات الراديو عام .1895
-نقل عام 1901أول رسالة السلكلية عبر المحيط وعرف جهازه باسم الراديو.
-وفي عام 1906قام "دي فورست" بإدخال الصوت البشري بالتلغراف الالسلكي.
-وفي عام 1920ظهرت َأول محطة إذاعية في موسكو تبعتها في العام الموالي أول محطة إذاعية
تجارية ،ثم توالت محطات اإلرسال وتضاعف عددها حتى بلغ عام )578( 1925محطة وفاق عدد
أجهزة االستقبال ثالثة ماليين جهاز ليصل عام 1929عشرة ماليين جهاز استقبال.
-وبعد الحرب ع 2عمت المحطات اإلذاعية العديد من بلدان العالم ،ومن بينها العالم العربي.1
-2نشأة التلفزيون:
يرجع الفضل في تطور التلفزيون إلى جهود مجموعة من العلماء ،فهناك بعض االكتشافات الحيوية
التي ظهرت أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وأدت دو ار كبي ار في نقل الصورة وبداية هذه
االكتشافات هي مادة السيلينيوم عام 1817والتي اكتشفها العالم السويدي "بارون برز يوليوس" وفي عام
1884استطاع األلماني "بول نبكوف" أن ينقل الصورة بوساطة الالسلكي.
-في عام 1890بدأ فرنسيس جنكز إجراء تجاربه لما أطلق عليه فيما بعد (التلفزيون).
-وبعد عدة سنوات من التجارب استطاع فرنسيس جنكز في عام 1925أن يتوصل إلى اختراع
التلفزيون.
-وفي 7أبريل من عام 1927تم نقل أول صورة يصاحبها الصوت بين مدينتي واشنطن ونيويورك.
محطات تجريبية:
1فضيل دﻟﻴو ،ﻤﻘدﻤﺔ فﻲ وﺴﺎﺌل اﻻﺘﺼﺎل اﻟﺠﻤﺎﻫﻴري ،دﻴوان اﻟﻤطﺒوﻋﺎت اﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﻟﺠزاﺌر 1998،ص.141
7
شهدت سنة 1929ظهور بعض المحطات التلفزيونية التجريبية التي كانت منتشرة في أنحاء متفرقة
من الواليات المتحدة.
-ومنذ نهاية العشرينات بدا أنه يمكن استخدام التلفزيون في األغراض التجارية ففي يوليو 1930
أقامت شبكة NBCمحطة تلفزيوني تجريبية باسم W2 BSفي مدينة نيويورك بعدها بسنة أنشأت شبكة
.CBS
وفي عام 1932استطاعت محطة W2 ABالتابعة لشبكة CBSأن تنقل أول صوت إخباري في
التلفزيون حيث تابعت نتائج انتخابات الرئاسة األمريكية التي فاز بها "روزفلت" على "هربرت هوفر" ولكن
مثل هذه البرامج اإلخبارية كانت نا درة جدا ،ففي أول الثالثينات لم يكن هناك وجود للبرامج اإلخبارية
المنتظمة وإنما كانت هناك تغطية إخبارية لبعض األحداث الجارية.
وفي عام 1937استطاعت شركة التلغراف والتليفون األمريكية أن توصل مدينتي "فالديلفيا"
و"نيويورك" بكابل أرضي مما يسهل نقل برامج التلفزيون بين المدينتين وظل استخدام هذا الكابل محدودا
جدا حتى عام .1940
وفي أبريل سنة 1939استطاعت شبكة NBCمن خالل محطتها W2 BSأن تنقل خطابا للرئيس
األمريكي روزفلت وكانت هذه بداية ظهور أول رئيس دولة في التلفزيون وفي أول يوليو 1941منحت
لجنة االتصاالت الفيدرالية تصريح البدء في استخدام التلفزيون التجاري وكانت أول محطة تلفزيونية
تحصل على هذا الترخيص هي محطة W2 BSالتي أصبح اسمها فيما بعد WNBC.TVوبعدها
حصلت محطة W2 ABعلى ترخيص االستخدام التجاري وأصبحت معروفة اآلن باسم .WCBS.TV
التلفزيون التجاري
وفي نهاية عام 1942أصبح في الواليات المتحدة عشر محطات تلفزيونية تجارية وكان لكل محطة
برنامج يومي يستغرق ساعات قليلة على مدار األسبوع ،ولم يكن لألخبار المنتظمة وجود تقريبا في
التلفزيون التجاري.
وبانتهاء الحرب العالمية الثانية عادت الحياة مرة أخرى إلى التلفزيون وأعيد فتح المحطات التي سبق
أن أغلقت أبوابها ،كما زادت كل المحطات عدد ساعات إرسالها وبدأ تقديم الخدمة اإلخبارية.2
2زﻫير احدادن :مدخل ﻟﻌلوم اإلﻋالم واﻻتصﺎل ،ديوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎمﻌيﺔ،اﻟمؤسسﺔ اﻟوطنيﺔ ﻟلكتﺎب،اﻟجزائر ،1991 ،ص.120
8
محاضرة 1
و عرف الوطن العربي اإلذاعة منذ العشرينات من هذا القرن الماضي ،و لقد كان لها دور مؤثر ً
جدا في
تدعيم التواصل العربي على المستوى السياسي ،الثقافي و االجتماعي و منذ أن أنشأت اإلذاعات
خضعت سياسيا و ماليا للدولة ،فهي جهاز رسمي يقوم بعدة وظائف ،األخبار ،التثقيف و الترفيه
عرفت الجزائر اإلذاعة عام 1925م عندما قام أحد الفرنسيين بإنشاء محطة إرسال على الموجة
المتوسطة ،لم تتعد قوتها 100كيلووات ،ثم أقيمت محطتين لإلرسال في قسنطينة واحدة تذاع بالفرنسية
واألخرى بالعربية.
وعليه فاإلذاعة آنذاك كانت تحت سيطرة الحكومة الفرنسية ،وكانت تابعة لها ،حتى 1945م وفي هذا
الصدد يقول زهير إحدادن":أثناء هذه الفترة االستثنائية أصبح اإلشراف السياسي موزعا بين الحاكم العام
للجزائر وبين الحكومة الفرنسية ،من جهة أخرى قدمت للحاكم العام امتيازات خاصة ،إذ أصبح يترأس
9
مجلس أطلق عليه اسم اللجنة الجزائرية لإلذاعة ،ويتكون هذا المجلس من 6أعضاء 3مسلمين و3
أوربيين و 6ممثلين عن الموظفين والعمال التابعين لإلذاعة.
كانت اإلذاعة تبث برامجها باللغة الفرنسية مما أدى إلى ضعف اإلقبال عليها ،فلم يكن يسمعها إال
الفرنسيين أو عدد قليل من الجزائريين الذين يتقنون اللغة الفرنسية ولكن بعد ذلك بدلت السلطات الفرنسية
ذلك بجهاز كبير لالتصال بالجزائريين األميين ،وكانت مهمته نقل األخبار والمعلومات الخاصة
بالنشاطات السياسية للحكومة الفرنسية في الجزائر فخصصت أستوديو مستقل إلنجاز برامج باللغة
العربية ،ثم أنشأت قناة أخرى تبث باللهجة األمازيغية في كل من قسنطينة ،وهران ،بجاية ،كما أدخلت
أجهزة وإصالحات تقنية على محطات اإلرسال ومحطات الربط بين عدة مدن جزائرية وأصبحت قوة
اإلرسال تصل إلى 322كيلووات سنة ،1957أما عدد المستمعين فقد بلغ حوالي 358000عام
3
1956م.
من أهداف اإلذاعة الجزائرية آنذاك ،هو نشر الوعي بين صفوف الشعب الجزائري ،وإخبارهم بأهم
األحداث والتطورات والمعارف والمعلومات العسكرية ،وتمثلت هذه الخطة في اإلعالم المضاد للحمالت
اإلعالمية التي كانت تنشؤها اإلذاعة الفرنسية في الجزائر.
باندالع الثورة التحريرية عام 1954م ،أصبحت حاجة الجزائريين إلى اإلذاعة أكثر من ذي قبل
وبحلول 1956عرفت الجزائر منعرجا حاسما إن كان بالنسبة لإلذاعة أو الثورة ،حيث أصبحت تحت
سلطة مدير يتبع في نفس الوقت لسلطة المدير الجهوي الفرنسي بالجزائر ،والحكومة العامة هذه األخيرة
التي تهتم أكثر بالجانب اإلخباري ،وقد كانت نظرة الجزائريين لإلذاعة نظرة عدائية باعتبارها وسيلة دعائية
لنشر أفكار االستعمار ،ولم يبدأ اإلقبال عليها إال بعد ظهور إذاعة الثورة.
4
االذاعة السرية:
شهدت اإلذاعة الجزائرية ميالدها في وهج الثورة التحريرية ،و بالضبط في يوم 16ديسمبر 1956
حين شرعت اإلذاعة السرية «صوت الجزائر الحرة المكافحة» في بث برامجها بجهاز إرسال محمول فوق
10
شاحنة من نوع GMCتم اقتناؤه من القاعدة األمريكية بالقنيطرة في المغرب ،في طليعة من فكروا في
إنشاء إذاعة وطنية تقوم بهام التوعية والتنوير والتبليغ والتعريف بالقضية الجزائرية ومواجهة الدعاية
االستعمارية ،الشهيد القائد العربي بن مهيدي ونائبه على رأس المنطقة الخامسة (وهران) المرحوم عبد
الحفيظ بوصوف المدعو سي مبروك الذي توّلى فيما بعد قيادة المنطقة الخامسة يسانده في ذلك المجاهد
الطالب العائد من القاهرة محمد بوخروبة (هواري بومدين) .في بداية خريف عام 1956شرع سي مبروك
في اإلعداد العملي لتنفيذ مشروع اإلذاعة السرية ،فأسند للمناضل اإلطار المقتدر مسعود زقار ،مهمة
الحصول على أجهزة مناسبة لذلك ،فقام بمهمة شراء أول جهاز اتصال متوسط المدى بعد االتفاق مع
ضابط أمريكي من القاعدة البحرية األمريكية بالقنيطرة ،بالمغرب ،ليتم إرسال الجهاز المرفق بهوائي على
متن شاحنة من نوع GMCنحو منطقة الريف ،إلى جهة جبلية في شمال المغرب ،أين تم استقباله من
طرف بوصوف وبومدين معا ،وهكذا بدأت المرحلة األولى لهذه اإلذاعة التي توّقفت في نهاية عام 1957
قبل أن تستأنف البث في صائفة ، 1959بأجهزة بسيطة وبإمكانيات محدودة ،وانطلق صوتها مدويا من
على الشاحنة المتنقلة ،عبر الحدود الجزائرية المغربية ،باإلعالن واللحن المميز « :هنا صوت الجزائر
المكافحة ،صوت جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني يخاطبكم من قلب الجزائر».
وبانطالق هذا الصوت المدوي ،أضافت الثورة الجزائرية مكسبا آخر بمثابة سالح استراتيجي هام
جاء ليدعم مسيرة الكفاح المسلح ضد االستعمار الفرنسي ،وكان لهذا المكسب أثر عميق لدى عموم
الشعب الجزائري ،وصدمة عنيفة لدى العدو ووسائله اإلعالمية ،وكانت النواة األولى لهذه اإلذاعة التي
كانت تبث برامجها على الموجات القصيرة 25متر 31 ،متر و 49متر ،لمدة ساعتين كل يوم ،باللغات
العربية والقبائلية والفرنسية ،ابتداءا من الساعة الثامنة مساء مشكلة من المناضلين :عبد المجيد مزيان
عبد السالم بلعيد ،مدني حواس ،رشيد النجار ،الهاشمي التيجاني ،موسى صدار ،عيسى قوار ،لوصيف
بوغ اررة المدعو محمد القوردو ،عبد القادر معاشو ،بن عبد هللا حمود والشيخ رضا بن الشيخ الحسين
المدعو ميمون ،وكان وراء هذا الطاقم أعضاء « لجنة النظام المدني » التي كانت تسهر على إعداد
التقارير والتحاليل السياسية لإلذاعة السرية ،وكذا تحرير مقاالت لجريدة « المقاومة الجزائرية» التي كانت
تصدر في تطوان بالمغرب ،ويتعلق األمر بالسادة :حاج صالح ،زهير إحدادن ،عبد القادر بوسلهام،
يحيى رحال ،عبد المجيد مزيان ،عبد القادر معمري ،الهاشمي التيجاني ،الكروري ،قادوش ،حمادي ،ثم
التحق بهؤالء إسماعيل حمدانيُ ،قريصات و زروق موساوي ،في هذه األثناء ،كان مناضلون جزائريون
الجزئر في العديد من اإلذاعات العربية ،في تيطوان،
ا آخرون يصنعون الحدث أيضا ،من خالل صوت
11
الرباط وطنجة بالمغرب وفي تونس ،طرابلس و بنغازي في ليبيا ،وفي صوت العرب بالقاهرة ،وكان من
أبرز هؤالء المناضلين ،اسم ظل يشكل الصوت الرمز المؤثر في وجدان الشعب الجزائري طيلة مسيرة
الكفاح المسلح ،ويتعلق األمر بالمناضل واإلعالمي الكبير عيسى مسعودي الذي كان حينها في « صوت
الجزائر من تونس ».التحق عيسى مسعودي باإلذاعة السرية «صوت الجزائر الحرة المكافحة» عندما
استأنفت بث برامجها واستقرت في الناظور في صائفة عام ، 1959بمتابعة وحرص شخصي من وزير
األخبار في الحكومة ا لمؤقتة ،السيد امحمد يزيد ،ووزير التسليح واالتصاالت العامة ،السيد عبد الحفيظ
بوصوف.
انطلقت اإلذاعة السرية من جديد ،في 12جويلية ، 1959وهي تتمتع هذه المرة ،بتجهيزات ومكاتب
واستوديو وجهاز إرسال قوي ،قيل إنه كان شبيها بأجهزة اإلرسال المستعملة على ظهر البواخر الحربية
األمريكية ،وكان اقتناؤه ،كالعادة ،من تدبير رشيد كا از وعين على رأس اإلذاعة السرية ،هذه المرة المدير
هو المناضل محمد السوفي ،الذي كان عسكري التكوين ولكنه كان بارعا في كتابة النصوص بالفرنسية،
أما فريق اإلذاعة فتوسع ليضم األسماء اآلتية :محمد السوفي ،عيسى مسعودي ،مدني حواس ،محمد
بوزيدي ،محمد بومديني ،عبد العزيز شكيري ،محمد السعودي ،مصطفى التومي ،خالد سافر ،خالد
التيجيني ،دحو ولد قابلية ،عمر مرزوق ،موالي خروبي ،حمة ميسوم ،عاشور قدور ،طارق ،عبد المجيد
حومة ،محمد كسوري ،محفوظ مغربي ،عمار معمري ،قدور ريان ،عبد الرحمان لغواطي ،محمد مكيرش،
السعيد غماري ،يوسف مصطفى دالي ،عبد هللا دردك ،كمال بلحبيب ،لوصيف بوغ اررة المدعو محمد
القوردو ،علي جبار ،علي نساخ المدعو فريد ،كمال داودي و قدور أكتوف.5
من أهداف اإلذاعة في تلك الحقبة توجيه الرجال في معركة نضالية ضخمة ،رفع معنويات
المناضلين ،وزرع الثقة في نفوس أفراد الشعب وتزويده بطاقات معنوية جديدة.
وشهدت أوائل سنة 1958انطالق خمس إذاعات بعد اذاعة تونس والمغرب وهي :
12
-صوت الجزائر من الكويت.
6
صوت الجزائر من المغرب:
كان المغرب الشقيق من أولى البلدان العربية التي ساندت القضية الجزائرية ،وفتحت قنواتها اإلذاعية
لصوت الجزائر من الرباط ،طنجة و تطوان ،في هذه األخيرة ،كان صوت الجزائر ،يسير من طرف الفقيد
علي مرحوم ،بمساعدة زهير إحدادن الذي كان محر ار بجريدة المقاومة ،إلى جانب علي عسول ،وكان
لصوت الجزائر في تطوان ستثناءا ممي از عن باقي المحطات ،وهو مشاركة عنصر نسوي يتمثل في
شخص السيدة فاطمة الزهراء سلطان « فاطمة الجزائرية « التي كانت تقوم بتحرير وتقديم كلمة جبهة
التحرير الوطني من صوت الجزائر في تطوان.
بعد االستقالل ،اشتغلت السيدة فاطمة في القناة األولى في السبعينيات باسم « أم أسامة « ،وكانت لها
عدة برامج ،من بينها « ،سجى الليل « ،كما تعاونت مع إذاعة معسكر الجهوية ،بنفس التسمية " أم أسامة
" قبل أن يتوفاها األجل ،في شهر فيفري .2014
صوت الجزائر من تونس:
في ربيع عام ، 1957ازدانت إذاعة تونس ،ببرنامج عنوانه « :هنا صوت الجزائر المكافحة الشقيقة «
ومدته 20دقيقة ،يبث ثالث مرات في األسبوع ،يحتوي هذا البرنامج الذي يفتتح بالنشيد الوطني « قسما
» لشاعر الثورة مفدي زكرياء ،على أخبار عسكرية ،ثم يتبع بتعليق سياسي ،ويختتم كما بدأ ،بنشيد
قسما ،كان لهذا البرنامج ،وقع كبير في نفوس الجزائريين بفضل الصوت المؤثر للمناضل عيسى
مسعودي وبفضل العمل المميز الذي كان يقوم به زمالء عيسى مسعودي ،وهم :محمد بوزيدي ،األمين
بشيشي ،العربي سعدوني (بالقبائلية) ،سيرج ميشال (بالفرنسية) ،وكاتب النصوص والتعاليق السياسية عبد
هللا شريط.
7
صوت الجزائر من القاهرة:
تستحق القاهرة ،تبوأ المكانة األولى في قائمة العواصم العربية المساندة للثورة الجزائرية ،ألنها قامت قبل
غيرها بهذا الدور مع اندالع ثورة نوفمبر المجيد ة ،إذ كانت إذاعة صوت العرب ،أول من أذاع بيان أول
نوفمبر ،فور صدوره ،وكانت أول من رفع لواء جبهة التحرير الوطني ،خارج الجزائر ،مصطلح صوت
13
الجزائر ،لم يستعمل في إذاعة صوت العرب ،بل كان البرنامج عبارة عن تعليق يومي ،يبدأ بعبارة ":هنا
وفد جبهة التحرير الوطني يخاطبكم من لقاهرة" ،ولم يتغير هذا التعبير ،إال بعد تأسيس الحكومة المؤقتة
للجمهورية الجزائرية ،في سبتمبر من عام ، 1958فصار التعليق يبدأ بعبارة « هنا صوت الجمهورية
الجزائرية» كان الفريق المكلف بإنجاز هذا البرنامج يضم السادة :أحمد توفيق المدني ،رابح تركي
عمامرة ،محمد قسوري ،عبد القادر بن قاسي ،عبد القادر نور ،بمساهمة كل من علي مفتاحي ،عبد
المالك بن حبيلس (سقراط) ومحمد حربي .وفي عام ، 1956حل بالقاهرة ،ثالثة مناضلين من جبهة
التح رير الوطني ،قادمين من باريس ،وهم السادة :محمد حاج حمو (عين بعد االستقالل أول وزير
لألخبار) ،مبروك الحسين والمحامي ربعاني وألن هؤالء المناضلين كانوا يجيدون الفرنسية ،فقد خصصت
لهم فترة ربع ساعة يوميا ،على القناة الموجهة إلى أوروبا ،في صوت العرب ،تبدأ بعبارة « جزائري
يخاطب الفرنسيين ،لنفكر معا « Un Algérien parle au français, raisonnons ensemble ».
وكان المذيعون والمحررون المساهمون في هذا البرنامج ،إلى جانب محمد حاج حمو ،كل من :عدو بن
قطاط ،إبراهيم غافر ،مبروك نافع وعبد الرحمان كيوان ،وكان العديد من الطلبة الجزائريين ،يتوجهون إلى
ركن المغرب العربي في صوت العرب ،منذ سنة ، 1956للتعبير عن متطلبات الثورة الجزائرية ،في تلك
المرحلة ،ومن بينهم :الدكتور الراحل أبو القاسم سعد هللا (شيخ المؤرخين في الجزائر) ،الشاعر صالح
خرفي وشاعر الثورة وصاحب إلياذة الجزائر الراحل مفدي زكرياء ،وهناك أيضا أسماء المعة كانت لها
مساهمات نيرة ،سواء في شكل تنشيط ندوات أو نشر كتب أو في تحرير مقاالت صحفية أو نظم قصائد
شعرية في القاهرة ،حول الثورة الجزائرية ،ومن أبرزهم :عبد الحميد مهري ،العربي دماغ العتروس ،مالك
بن نبي ،األخضر اإلبراهيمي ،يحيى بوعزيز ،محمد حربي ،حسن الصايم ،مالك حداد ،عبد هللا الركيبي و
منور مروش ،باإلضافة إلى األسماء المذكورة أعاله :أبو القاسم سعد هللا ،صالح خرفي ومفدي زكرياء.
صوت الجزائر من ليبيا:
إن تضامن ليبيا مع كفاح الشعب الجزائري من أجل التحرر ،نادر المثال ،ومصدره الملك إدريس
السنوسي وزوجته علياء السنوسي التي تبنت يتيمة جزائرية من األبوين ،عاشت معهما في قمة العز ،وفي
الفاتح نوفمبر 1958سمع " صوت الجزائر " ألول مرة على أمواج إذاعة طرابلس وكان يشرف عليه
وينشطه المناضل محمد الصالح الصديق بمساعدة المسؤول عن المكتب ،الراحل بشير قاضي ،إلى جانب
القائم بأعمال القنصلية ،حسان يامي ،ثم التحق بهم عبد الحفيظ أمقران وأحمد بودة.
14
ومن جهتها ،فتحت إذاعة بنغازي ،في عام ، 1959أثيرها لصوت الجزائر ،من أجل تعميم بث
األخبار التي تتحدث عن الثورة الجزائرية ،وقد كان فريق صوت الجزائر من بنغازي يتكون من السادة :
محمد األخضر عبد القادر السائحي في البداية قبل التحاقه بتونس ،عبد الرحمان الشريف الموفد من
الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ،عبد الحق و المناضل الليبي عبد القادر غوقا.
صوت الجزائر من دمشق:
بدأ بث صوت الجزائر المكافحة من دمشق ،في عام ،1958مع قيام الوحدة بين مصر وسوريا
وتوقف إثر االنفصال بينهما أي بعد حوالي ثالث سنوات ،كان وراء المبادرة السيد محمد مهري ،األمين
العام لقسم االتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين الذي تقدم برفقة رئيس مكتب جبهة التحرير الوطني
بدمشق ،السيد بلقاسم خمار ،يعاتب مسؤولي اإلذاعة السورية على عدم السماح لممثلي الثورة الجزائرية
بالتحدث عبر األثير عن القضية الجزائرية ،فكان جوابهم أن ال أحد طلب منهم ذلك ،حينها ذهب االثنان
(مهري وخمار) إلى رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية ،الشيخ محمد الغسيري ،وخرجا من مكتبه بطلب
رسمي تمت الموافقة عليه بسرعة ،وبعد يومين دوى « صوت الجزائر » عبر إذاعة دمشق.
كان ينشط البرنامج في صوت الجزائر من دمشق ،مجموعة من الطلبة الجزائريين الذين كانوا
يدرسون في الجامعات السورية ،ويتعلق األمر بكل من :محمد أبو القاسم خمار ،محمد مهري ،محمد
بوعروج ،الهاشمي قدوري ،منور الصم و أبو عبد هللا غالم هللا.
8
صوت الجزائر من بغداد:
انطلق « صوت الجزائر من بغداد» بعد سقوط النظام الملكي في العراق ،في جويلية من عام 1958
وكان المناضل المرحوم أحمد بودة ،رئيس البعثة الجزائرية بالعراق آنذاك ،هو من طلب من السلطات
العراقية ،فتح باب اإلذاعة للثورة الجزائرية ،وهو الذي افتتحها بنفسه ،واستمر يذيع إلى أن خلفه المناضل
حامد روابحية ،الذي كان يتميز بمستواه المعرفي وسيطرته على لغة الضاد ،يساعده في التنشيط ،المجاهد
محمد الربعي ،الذي كان معروفا في األوراس ،باسم القائد يونس ،وكان هو أيضا متمكنا من اللغة العربية،
إلى جانب عبد الحميد قرميط ،صاحب الصوت اإلذاعي المميز.
صوت الجزائر من الكويت:
في العام نفسه ( )1958انطلق أيضا « صوت الجزائر» من الكويت ،وقد كان موجها إلى دول
الخليج العربي ،على الساعة الخامسة مساءا ولمدة ثالث ساعات في األسبوع .كان يعد التعاليق
15
السياسية ،المناضل عثمان سعدي ،بمساعد المذيع الكويتي موسى الدجاني ،وقد ساهم هذا البرنامج ،في
إذكاء الحماس لدى األوساط الكويتية ،لمد الثورة الجزائرية بالعون الالزم ماديا ومعنويا.
-3-2اإلذاعة الجزائرية في فترة ما بعد االستقالل والى غاية اليوم:
بعد االستقالل مباشرة كانت تسمى "راديو الجزائر" تحت اإلدارة المؤقتة للراديو والتلفزيون الفرنسي
بعدها لم تلبث الدولة الجزائرية أن اتخذت التدابير الالزمة لتعطي اإلذاعة والتلفزة دفعا وتجعل منها بذلك
وسائل إعالم جماهيرية ،وهي المطالبة بأن تكون أدوات نقل لسياسة جديدة في التربية والتكوين.
إلى غاية أكتوبر 1962احتلت القوات الجزائرية مباني اإلذاعة وانتهى األمر بتوقيع اتفاقية بين
الحكومتين الجزائرية والفرنسية في 23جانفي 1963والتي كانت تنص على التعاون في مجال الراديو
والتلفزيون.
وفي أوت 1963أصدر مرسوم ينظم "راديو وتلفزيون الج ازئر" حيث اعتبرها مؤسسة ذات طابع
تجاري وصناعي تتمتع بصالحية النشر الراديوغرافي المتلفزة.
وجاء مرسوم 2نوفمبر 1967ليعطي تنظيما وهيكال جديدا لإلذاعة والتلفزة الجزائرية والهدف من ذلك
التغطية الشاملة للبالد ليال ونها ار بدون انقطاع.
وبعد االستقالل ورثت الجزائر شبكة للراديو تسمع في المدن الكبرى والمتوسطة ،فقد بدأ اهتمام
السلطات بتوسيع شبكة الراديو بعد 1966فأنشأت في هذه السنة محطتان جديدتان لإلرسال األولى بعين
البيضاء قرب مدينة قسنطينة والثانية قرب وهران ،بحيث أصبح الراديو يسمع من جميع مناطق البالد
وأنشأت سنة 1970محطة على الموجة القصيرة المجهزة بأجهزة اإلرسال قوتها من 5إلى 100ك
هرتز ،زيادة على هذا أنشأت داران جامعتان للراديو والتلفزيون بقسنطينة ووهران ،هذا إلى جانب انتشار
استعمال أجهزة االستقبال.
في سنة 1986انفصلت اإلذاعة عن التلفزة ضمن عملية إعادة الهيكلة للمؤسسة الوطنية ،وإعادة
الهيكلة جاءت بالجديد عام 1987على المستوى اإلذاعي حيث أنها أصبحت تتمتع باالستقاللية المالية
واإلدارية.
16
بعدها مرت اإلذاعة بالعشرية السوداء وقدمت تضحيات كبيرة حيث طال عمالها الموت والتهديد،
بعدها تم إصدار المرسوم 108-91في 20أفريل 1991والذي تضمن تحويل المؤسسة الوطنية
لإلذاعة المسموعة إلى مؤسسة عمومية أي إعطائها الطابع العمومي ،وكذلك إعادة النظر في تنظيم
المؤسسة ،حيث أخذت شكل مديريات ووحدات يديرها مدير عام معين بمرسوم رآسي والذي يجب أن
يراعي في اإلدارة تسيير نوعية البرامج وكميتها إلى جانب احترام المقاييس المهنية ،والقواعد األخالقية
9
للمهنة وسيادة البالد ويساعده في ذلك مستشارون مكلفون بالتنسيق البرامجي والمراقبة واإلنتاج.
خضعت مؤسسة اإلذاعة و التلفزيون الجزائري " "RTAمباشرة بعد االستقالل للتسيير االشتراكي
متَّبعة سياسية ال مركزية البرامج و في إطار اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها الجزائر سنة 1986
تحولت اإلذاعة إلى مؤسسة مستقلة التسيير يحكمها القانون الخاص ،منبثقا عن اإلذاعـة و التلفزة
الجزائرية ،و طبقا للمرسوم رقم 186/86المتضمن إنشاء " مؤسسة اإلذاعة الوطنية"
أما في سنة ، 1991فقد تحولت مؤسسة اإلذاعة الوطنية إلى مؤسسة ذات طابع صناعـي و تجاري
تسمى المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة " تتمتع بالشخصية المعنوية من القانون العـام و باستقاللية
التـسيير و تخضع لقواعد القانون العام في عالقتها مع الدولة ،و تمارس المؤسسة مهمتها كإذاعة
مسموعة وفقا لمقتضيات دفتر الشروط العام ،كما تكون المؤسسة في نشاطها حسب الحالة محاسبة
عمومية و محاسبة تجارية و هذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،)3( 102-91و تتميز اإلذاعة
الجزائرية كهيئة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري EPICبخصائص عديدة من الناحية القانونية
أهمها:
-إلى جانب نشاطات الخدمات العمومية المقدمة من طرف المؤسسة تقوم بنشاطات أخرى تهدف من
خاللها إلى تحقيق الربح .
-ال تعتمد اإلذاعة الجزائرية في تمويل نفقاتها على ميزانية الدولة و إنما تعتمد على اإليرادات المحققة
من نشاطاتها التجارية في تمويل نفقاتها.
17
-تخضع اإلذاعة الجزائرية لقانون مختلط بين العام و الخاص ،و هذا حسب طبيعة النشاط المعني
فهي تخضع للقانون العام في عالقاتها مع الدولة ،حيث يطبق قانون الصفحات العمومية عند إبرامها
لعقود مع األشخاص المعنوية العامة (*) ،و بالتالي تكون لها محاسبة عمومية في هذا المجال ،كذلك
بالنسبة للمنازعات في اإلطار العام حيث يطبق القانون اإلداري ،أما بالنسبة للقانون الخاص فاإلذاعة
الجزائرية تخضع له في عالقاتها مع األشخاص المعنوية أو األشخاص المادية ،حيث تكون لها محاسبة
تجارية و ليس عمومية في هذا اإلطار كما أن عالقات العمل بالمؤسسة تخضع لقانون العمل و ليس
لقانون الوظيف العمومي .
18
المحاضرة :2
-4اإلطـار التنظـيمي لـ: " EPRS " 10
تعرف اإلذاعة المسموعة الجزائرية التنظيم الداخلي الذي نص عليه القرار الوزاري رقـم )1( 98-60
الصادر عن و ازرة االتصال و المؤرخ في 26أفريل ، 1998و قد جاء هذا التنظيم الداخلي بمنهجية
جديدة في هيكلة المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة " ، " EPRSمعتمدا على مبدأ التخصص
حسب طبيعة العمل ،فبعدما كانت القنوات اإلذاعية مستقلة عن بعضها البعض في مجال اإلنتاج ،
األخبار البث ،التسيير ، ...و لكل منها مدير على رأس المديرية ينظم شؤونها ،مديرية القناة
األولى ،مديرية القناة الثانية ، ...أصبحت اليوم توجد مديرية واحدة تتكفل باإلنتاج و مديرية واحدة
تتكفل باألخبار و مديرية أخرى للبث ...و لهذا أصبح مثال إعداد الجرائد اإلخبارية تحت وصاية
مدير األخبار لكن لكل قناة رئيس تحريرها و فريقها الصحفي الخاص ،ونفس الشيء بالنسبة لإلنتاج
الذي يشرف عليه مدير اإلنتاج.
11
: -1-4التنظيم الداخلي لإلذاعة
يمكن تمييز ثالث وحدات أساسية يقوم عليها الهيكل التنظيمي لإلذاعة :المديرية العامة ،المديريات
التقنية و اإلدارية و المحطات الجهوية
حيث تشرف على تسيير المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة" "EPRSمديرية عامة على رأسها
مدير عام يعين بموجب مرسوم رئاسي ،ثم نجد األمانة العامة مكلفة تحت وصاية المدير العام
بتنسيق الشؤون اإلدارية و التقنية للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة " ، "EPRSو تتبع المديرية
العامة مباشرة وحدات إدارية أخرى و هي:
-مركز استماع و استغالل البرامج.
-الوكالة اإلشهارية.
-الضبط العام.
-دائرة النظافة و األمن.
أما بقية المديريات و التي يبلغ عددها سبعة مديريات تتكفل بكل جوانب التسيير و تحقيق البث اإلذاعي
إداريا و تقنيا ،األخبار ،اإلنتاج ،المالية...الخ.
إضافة للمديريات و المديرية العامة نجد المحطات الجهوية ،و فيما يلي نتطرق بإيجاز لكل مديرية على
حدى:
10منتديﺎت فيض اﻟﻘلم اﻟتﻌليميﺔ ،نشأة اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ وتطورﻫﺎ ،مأخوذ بتﺎريخ 2017-3-4ﻋبر اﻟرابطwww.9alam.com:
11مجلﺔ اﻟشﺎشﺔ اﻟصغيرة اﻟذكرى 39ﻻسترجﺎع اإلذاﻋﺔ و اﻟتلفزيون ،اﻟﻌدد ، 104من 27أكتوبر إﻟى 02نوفمبر 2001ص 11
19
-مديرية األخبار :تتمثل مهمتها في إنتاج و توزيع كل البرامج اإلخبارية على المستوى المحلــي و
الجهوي و كذا بإعداد األخبار اليومية .
-مديرية اإلنتـاج :و هي مكلفة بإنتاج الحصص و البرامج اإلذاعية و التي تدعم بها شبكة البث
اإلذاعي لكل قناة .
-مديرية البـث :و هي مكلفة بالسهر على تحقيق البث اإلذاعي لكل الشبكات اإلذاعية لمختلف القنوات
و المحطات المحلية :
-مديرية المصـالح التقنية :مكلفة بتسيير و استغالل و صيانة العتاد التقني الثابت و المتنقل ،الموجه
إلنتاج و توزيع البرامج اإلذاعية.
-مديرية إدارة الوسائـل :مكلفة بتسيير و تطوير الموارد البشرية و المالية و المادية للمؤسسة.
-مديرية الد ارسـات و التطوير :مكلفة بالقيام بالبحوث و إيجاد و تحقيق الظروف المؤدية لرفع مستوى
التنظيم و األداء للمؤسسة.
-مديرية الشـراكة و التعاون الدولـي :مكلفة بتسيير و متابعة و تنسيق كل ما يتعلق باالتفاقيات التي
تبرمها المؤسسة.
و منه يمكن القول أن التنظيم الداخلي للمؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة وضع على أساس وظيفي
ألن أنشطة قنواتها الوطنية و الموضوعاتية تتم في نفس مقر اإلذاعة الوطنية من إنتـاج و بث ...الخ ،و
للمراقبة و ضمان التنسيق ما بين القنوات و الوظائف كان من األفضل توكيل كل مديرية بوظيفة معينة
لذلك فالتنظيم بالوظائف يتالءم مع طبيعة نشاط المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة.
و نجد أن التنظيم بالوظائف يالئمه هيكل تنظيمي رأسي و يتفرع حسب التخصص في الوظائف حتى
أسفل الهرم و هذا ما اتبعته المؤسسة العمومية في هيكلها التنظيمي و الذي يظهر في الشكل التالي:
20
على مدار 24ساعة ،من حيث التغطية ،تحتل القناة األولى ،موقع الصدارة ،فهي تُسمع في جميع
أنحاء التراب الوطني ،وشعارها « الصوت األقرب إليك « ،يصل صوتها عبر ترددات هرتزية عددها
أربعة عشر ( ) 14ترددا ،منها تسعة ( ) 09ترددات ضمنية ، FMترددان اثنان ( ( 02عبر الموجات
الطويلة الموجهة نحو الجنوب ،وثالث 3ترددات عبر الموجات المتوسطة ،ومجمل هذه الترددات ،موزع
على النحو اآلتي :
-1عبر الوطن :موجات FM 0.91 :شرق العاصمة وبومرداس : 7.90 ..آفلو ،البيض واألغواط ..
: 9.91عنابة ،قالمة ،سوق أهراس و الطارف : 9.90 ..النعامة : 8.90الشلف و غليزان .. 5.93
سطيف ،ميلة ،بجاية و برج بوعريريج .. 7.102 :سيدي بلعباس ،معسكر ،سعيدة ،وهران .تيارت :
.. 92.5الجلفة .. 88.0 :ومستغانم .
-2الموجات المتوسطة عبر الوطن : 891 :وسط البالد : 549 ..شمال غربي الجزائر .. 531 :
شمال شرقي البالد .
-3الموجات الطويلة عبر الوطن : 153 :جنوب غربي البالد : 198 ..جنوب شرقي البالد .
تهتم القناة األولى بالقضايا السياسية ،االقتصادية ،االجتماعية والثقافية ،إلى جانب المواضيع الرياضية،
كما تبث نشراتها اإلخبارية ،عبر شبكة اإلذاعات الجهوية ،بمجموع 47إذاعة جهوية ،عدا إذاعة البهجة
بالعاصمة ،للقناة األولى 06مواعيد إخبارية رئيسية ،ومواجيز على رأس كل ساعة ،أما شبكة البرامج
فتحتوي على حوالي 80برنامجا أسبوعيا ،في مختلف المحاور :اإلخبارية ،االجتماعية ،الثقافية التربوية،
الدينية ،التاريخية ،الفنية والرياضية ،وتتضمن أيضا العديد من البرامج المعتمدة في إطار التبادل البرامجي
مع إتحاد إذاعات الدول العربية ،كما تساهم بشكل دوري ،في تنشيط برامج التبادل مع األقسام العربية ،في
العديد من اإلذاعات العالمية .ولضمان إنجاز هذه المهام اإلذاعية على أحسن وجه ،تتولى اإلشراف على
تنظيم وسير العمل ،باإلضافة إلى مديرية القناة ،نيابتا مديرية ،وهما نيابة مديرية األخبار و نيابة مديرية
اإلنتاج ،تقوم األولى ،باإلشراف على كل الجوانب المرتبطة بتقديم األخبار الوطنية ،الجهوية والدولية ،في
مختلف المجاالت السياسية ،االقتصادية ،الثقافية والرياضية ،وإنجاز روبورتاجات وحصص تواكب الحركة
التنموية بالواليات ،سواء من خالل إيفاد صحفييها ،أو باالستعانة بالزمالء الصحافيين العاملين بالمحطات
اإلذاعية التي أصبحت اليوم تغطي 48والية كاملة ،و تعمل نيابة مديرية اإلنتاج ،على مسايرة و تغطية
كل الفعاليات الثقافية والفنية واالجتماعية ،كما تكرس وقتا معتب ار للفضاءات المتصلة باألسرة و الشباب،
عمال بالشعار الذي رفعته القناة األولى ،وهو «الصوت األقرب إليك »هذا و يتوزع العاملون على القناة،
كما يلي :
اإلدارة ، 05 :نيابة مديرية اإلنتاج ، 95 :مديرية األخبار ، 115 :الرقابة 08 :والبرمجة 15 :
،والمجموع هو .241 :
21
13
-القناة الثانية :
لقناة الثانية هي اإلذاعة الناطقة باللغة األمازيغية ،وكانت من حيث المسار التاريخي تشكل ثنائية متالزمة
مع القناة الوطنية األولى الناطقة باللغة العربية ،سواء أثناء مرحلة العمل النضالي إبان الثورة التحريرية،
مع صوت الجزائر الحرة المكافحة ،أو بعد االستقالل ،إلى غاية بداية التسعينيات التي شهدت إعادة
هيكلة ،صارت فيها كل قناة قائمة بذاتها ،بعدما كانتا تابعتين لمديرية واحدة ،هي مديرية البرامج الوطنية.
وسمح هذا التقسيم للقناة الثانية ،بأن تتوسع في الحجم الساعي للبث ،إلى أن بلغت أقصاه 24/24
ساعة ،منذ عام جانفي .2005تجتهد القناة الثانية باستمرار ،من أجل تنويع عرضها البرامجي ،بما
يعكس ميزتها في استهداف مختلف الشرائح االجتماعية الناطقة بمختلف مكونات اللغة األمازيغية
(القبائلية ،الشاوية ،الشنوية ،الميزابية والتارقية) ،وكذلك العمل على تعزيز ديناميكيتها من أجل تحقيق
البعد الوطني لها كقناة ذات خدمة عمومية منفتحة على التنوع الثقافي الهائل الذي تزخر به الجزائر،
ومنفتحة أيضا على الثقافة والتراث العالميين ،وفي سياق هذه الديناميكية ،تحرص القناة الثانية ،على أن
تراعي في إعداد وتنفيذ شبكتها البرامجية ،إقامة جسور مع مختلف اإلذاعات المحلية التي تستعمل اللسان
األمازيغي المحلي ،إلى جانب اللسان العربي ( 27إذاعة محلية) ،كما تحرص على أن تفتح فضاءاتها
للمواهب في مجال اإلبداع الفني.
تضم القناة الثانية 167عامال ،من بينهم ُ73صحفيا ،وتمثل حصة األخبار في شبكتها البرامجية
نسبة % 55.30ونسبة برامج المنوعات واأللعاب (ترفيه) %، 25.30في حين تمثل البرامج الثقافية
والدينية ،نسبة % 40.24والبرامج االجتماعية .% 14.80والتربويةً حاملة شعار « إشعاع ..دائما
نحو األمام» ،تتمتع القناة الثانية ،بتغطية وطنية شبه كاملة ،من حيث االنتشار األثيري،
-القناة الثالثـة :
القناة الثالثة هي القناة الناطقة بالفرنسية ،ضمن منظومة اإلذاعة الجزائرية ،دون أن تنسلخ على اإلطالق
من جزائريتها ،تسعى هذه القناة ،بكل اعتزاز ،إلى أن تخدم مستمعيها ،بأفضل ما يمكن بالمراهنة على
العمل الميداني الذي يقربها أكثرّ من جمهور المستمعين ،ويمكنها من أداء دورها في مجال الخدمة
العمومية ،بما يتجاوب ومهام :اإلعالم ،التثقيف والترفيه.
140صحفيا ،منشطا ومخرجا يشكلون مجموع عمال القناة الثالثة التي تبث برامجها على مدار 24/24
ساعة في اليوم 28 %من مجموع الوقت اإلجمالي للبث هي نسبة البرامج اإلخبارية بما فيها الرياضة ،و
% 25للبرامج الثقافية والفنية ،في حين تمثل البرامج الموجهة للترفيه والتفاعلية ،نسبة .%20وإذا كانت
القناة الثالثة تراهن على التفاعلية ،وعلى العمل الجواري والتظاهرات الحدثية في الميدان ،وعلى فضاءات
التعبير ،من أجل الثبات عل النجاح ،فإنها تُولي أهمية خاصة للبرامج التاريخية التي تسمح للشريحة
الواسعة من الشباب ،بأن تكون مرتبطة بتاريخ الجزائر وماضيها المجيد ،القناة الثالثة هي " صور تسمع".
22
14
-2-2-4القناة الدوليـة :
تأسست إذاعة الجزائر الدولية ،في 19مارس ، 2007وهي أول قناة إذاعية متخصصة في األخبار
بحكم طبيعة شبكة برامجها التي تعتمد أساسا على الفضاء اإلخباري الذي يشمل المواجيز ،النشرات
والحصص اإلخبارية ،باللغات األربعة (العربية بنسبة ،%47.31الفرنسية بنسبة ،%38.04اإلنجليزية
بنسبة 3,9%واإلسبانية بنسبة ، % 3,9في حين تطغى ازدواجية اللغة (الفرنسية والعربية) على الغالب
من البرامج .
تهتم إذاعة الجزائر الدولية خصوصا ،بمتابعة األحداث الوطنية والدولية ،عن طريق التقارير اإلخبارية
وتقارير الموفدين والمراسلين من قلب األحداث ،وعن طريق اإلنارات التي يقدمها الخبراء والمحللون
وفضاءات النقاش حول مختلف الجوانب المرتبطة بكل حدث ،مع إبراز الموقف الجزائري من التطورات
والسعي إلى إشراك الفاعلين في الساحة الوطنية بمختلف اختصاصاتهم وتوجهاتهم ،فيما يخص التحوالت
التي تشهدها البالد ،في مختلف المجاالت السياسية ،االجتماعية ،االقتصادية ،الثقافية والرياضية .
تبث إذاعة الجزائر الدولية ،أربع عشرة ساعة يوميا (14سا) ،على موجات ال fmالملتقطة في الوسط
وبعض المناطق الحدودية والساتل واالنترنيت ،من العاشرة صباحا إلى منتصف الليل ،بتوقيت الجزائر .
يبلغ عدد عمال إذاعة الجزائر الدولية 119 ،عامال د ائما ،وتعتمد هذه القناة في تنظيمها ،على إحداث
أربعة أقسام للتحرير ،يشتغل كل قسم حسب لغة البث ،ويشرف عليه رئيس تحرير ومساعدان ،بالتنسيق
مع مدير األخبار الذي يقوم بدور المنسق بين األقسام فيما يتصل بإدارة ومتابعة عمل الصحافيين.
تتولى مديرية األخبار ،إعداد مادة إخبارية تغطي 15موعدا إخباريا :ثمان ( ) 08نشرات رئيسية باللغة
العربية ،من بينها نشرة المغرب العربي والنشرة االقتصادية ،خمس ( ) 05نشرات رئيسية باللغة الفرنسية
نشرة واحدة ( ) 01باللغة اإلنجليزية و نشرة واحدة ( ) 01باللغة اإلسبانية.
كما تبث القناة ،يوميا ،عشرة ( ) 10مواجيز إخبارية ،باللغتين العربية والفرنسية ،وأربعة ( ) 04مواجيز
باللغتين اإلنجليزية واإلسبانية ،باإلضافة إلى عناوين إخبارية ،باللغتين العربية والفرنسية ،تبث بالتداول كل
ربع ساعة.
تعتمد إذاعة الجزائر الدولية ،على مساهمة المراسلين من خارج الوطن ،وعددهم 16متعاونا ُ،يراسلون من
البلدان التالية :سوريا ،فلسطين ،الصحراء الغربية ،تونس ،مصر ،إيران ،أمريكا ،بريطانيا ،فرنسا ،ألمانيا
إسبانيا بلجيكا واإلمارات العربية المتحدة ،وتستفيد القناة أيضا ،من المساهمة النوعية التي يقدمها 06
محللين من األساتذة المتخصصين في المسائل الدولية ،االقتصادية والثقافية ،إضافة إلى ذلك ،تعتمد
إذاعة الجزائر الدولية ،على عمل المديرية الفرعية المكلفة باإلنتاج والبرمجة ومراقبة البث ،من خالل
إشرافها على كل المسائل المرتبطة بتزويد شبكة البرامج بالمادة المبرمجة ،يوميا في ورقة الطريق ،حتى
تضمن النوعية في بث برامج حوارية ،تمس كافة المجاالت ،السيما المرتبطة منها بالقضايا الدولية
23
والوطنية والثقافية ،باإلضافة إلى فضاء تفاعلي يسمح للجمهور بإبداء آرائه واستفساراته حول قضايا
الساعة.
-3-2-4القنوات الموضوعاتيـة (Radio Thématique ) :و هي قنوات مخصصة لموضوع معين
كالقرآن الكريم ،الثقافة ،الموسيقى.
15
أنشأت إذاعة القرآن الكريم ،في 01محرم 1412أ الموافق ليوم -إذاعة القرآن الكـريم:
1991/07/12بـمجموع 06ساعات بث يوميا مسجلة تتمثل في تالوات قرآنية ،حديث ،تفسير ،فقه،
شخصيات وأعالم ...إلخ .استمرت على هذا النحو ،إلى غاية يوم ، 1992/03/06حيث بدأ بث بعض
الحصص .عرفت إذاعة القرآن الكريم ،تذبذبا كبي ار في عدد ساعات وتوقيت البث ،من حيث تقطع الفترات
وزيادة ونقصان عدد الساعات ،إلى غاية يوم ، 05/07/2008أين استقر البث في حدود 10ساعات
بث مباشر يوميا ،مقسمة على فترتين :من الساعة صفر ( ) 00.00إلى الساعة الثانية صباحا
(( 02:00ومن الساعة الخامسة صباحا ( )5:00إلى الساعة الواحدة زواال ( )13:00مع مالحظة أن
الفترة من الساعة الخامسة صباحا ( )5:00إلى السابعة صباحا( ) 7:00موجهة لدول الساحل اإلفريقي،
ويعاد بثها ليال ،على الموجات القصيرة – .
لغة البث :تبث إذاعة القرآن الكريم ،برامجها ،باللغة العربية المبسطة والمهذبة التي يمكن للجميع فهمها
كما تبث برامج أخرى باللغة األمازيغية ،تلبية لجزء هام من المستمعين .
مضمون الشبكة :تعتمد الشبكة ،على المادة الدينية التي يراعى فيها البساطة واالعتدال والوسطية في
الطرح ،وفق مرجعية المذهب المالكي ،مع عمل جواري ،و عدم الفصل بين الدين والوطنية ،كوجهين
لعملة واحدة ،وتنفذ على مدار عشر ( ) 10ساعات ليلية ونهارية.
-اإلذاعة الثقافية:
تأسست اإلذاعة الثقافية ،في نهاية ، 1994وانطلقت في البث يوم 1995/02/01على الموجة
المتوسطة ،و هي ثاني إذاعة موضوعاتية ،بعد إذاعة القرآن الكريم.
و لقد أنشأت اإلذاعة الثقافية ،في ظروف صعبة (سنوات الجمر) ،حيث كانت أغلبية النشاطات الثقافية
مشلولة ،و رغم ذلك استطاعت فرض وجودها ،على المستويين الداخلي و الخارجي ،وذلك بفضل جهود
و طموح طاقمها الشاب ،وفي 15أكتوبر ، 2004توسعت ساعات البث ،من 04إلى 06ساعات ،أي
من الخامسة مساءا إلى الحادية عشر ليال ،و تبث اإلذاعة الثقافية برامجها ،على الموجة ،AMبذبذبة
مقدراها 1422كليو هرتز ،كما يتم إرسال الثقافية على موجات ، FMعبر أغلب اإلذاعات الجهوية وذلك
لمدة ثالث ( ) 03ساعات ،من الساعة الثامنة مساءا ( )20:00إلى غاية نهاية اإلرسال ،في الساعة
الحادية عشرة ليال (.)23:00
15مرجع سﺎبق،ص.18
24
شبكة البرامج :في أعقاب تمديد الحجم الساعي للبث ،على موجة ،FMكل يوم من الثامنة إلى الحادية
عشرة ليال ،بعد أن كانت من الثامنة إلى التاسعة ليال ،انقسمت فترات بث برامج اإلذاعة الثقافية ،إلى
مرحلتين:
-1من الساعة الرابعة وخمس وخمسين دقيقة ( (16:55إلى حدود الساعة الثامنة مساءا ( ) 08:00و
هي فترة أولى تتضمن برامج ومواعيد إخبارية وروبورتاجات وبرامج علمية وحصصا قصيرة .
-2أما الفترة الثانية ،فتمتد من الساعة الثامنة مساءا ( )08:00إلى نهاية اإلرسال في الحادية عشرة ليال
وتشكل العمود الفقري للشبكة البرامجية ،بحيث تحتوى على مادة دسمة ،يغلب عليها الطابع الثقافي والفني
والتفاعلي .
يشرف على القناة ،مدير يساعده رئيس دائرة ،مكلف باإلنتاج ،و رئيس تحرير ،لتأطير 40عامال في
مختلف التخصصات.
تنقسم برامج اإلذاعة الثقافية إلى قسمين:
إنتاج داخلي :يتكفل به الفريق الداخلي العامل باإلذاعة،
إنتاج خارجي :يعتمد على متعاونين من ذوي االختصاص ( 05متعاونين).
الخطوط العامة لشبكة البرامج :تتوزع الشبكة البرامجية لإلذاعة الثقافية ،على عدد من المحاور الكبرى
في سياق التنوع البرامجي الذي روعي فيه اإلشباع الفكري والقيمة الفنية واللمسة الجمالية ،إلى جانب
مالمسة الواقع ومحاولة الغوص في أعماق المجتمع ،من خالل برامج تفاعلية تشرك المستمع في العملية
اإلنتاجية ،وتمكنه من طرح انشغاالته بأريحية ،ويمكن إجماال التدليل على ذلك بمجموعة من اإلشارات
الكبرى ،وهي على النحو التالي:
برامج تفاعلية:
-إيالء أهمية كبيرة للبرامج التاريخية والفكرية .
-إبراز البعد اإلنساني في البرامج االجتماعية.
-التركيز على أهمية الثقافة الوقائية ،والمساهمة في محاربة اآلفات والظواهر التي قد تكون سببا في نخر
جسم المجتمع .
-طرح اإلشكالية و تقديم الحلول بإشراك المختصين–
برامج فكرية :اإلحاطة بكل المدارس الحداثية ،في األدب و الفكر وعلم االجتماع والفلسفة .
-محاولة فهم اإلشكالية الثقافية العالمية .
-إبراز إسهامات النخب الجزائرية ،في الحقل المعرفي.
-برامج تاريخية :االهتمام بالتاريخ الوطني ،قديمه وحديثه ،وتقديمه بطريقة تكون قابلة لالستيعاب
والفهم ،مساهمة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية ،وتحصين األجيال من االستالب.
25
ب ارمج فنية :محاولة اإللمام بكل ماله صلة بالمنتوج الفني ،بمختلف صوره ومدارسه من مسرح ،سينما
معمار وفنون غنائية وتشكيلية ،وتقديم األجود منه .
التركيز على إبراز المنتوج الوطني ،في هذا المجال..
-إذاعة البهجة :و هي محطة إذاعية موسيقية ،برامجها تهتم بكل ما يتعلق بالموسيقى و الفن داخليـا
و خارجيا ،تبث برامجها على مدار العشرين ساعة ( 20سا ) يوميا ،ابتداءا من الساعة (06 . 00
سـا) إلى ( 02. 00سـا) ،و تبث برامجها عبر الساتيليت لتغطي شمال البالد و حوض البحر األبيض
. المتوسط
16
و هي محطات إذاعية منتشرة في كامل أرجاء الوطن ،منظمة في -4-2-4المحطات الجهوية :
شكل مندوبيات جهوية.
بجاية . المندوبية الجهوية للوسط :و تضم إذاعة متيجة ( الجزائر ) و إذاعة الصومام
مندوبية الشمال الشرقي :و تضم إذاعة سيرتا ( قسنطينة ) ،األوراس ( باتنة ) ،إذاعة الهضـاب
سطيف ،إذاعة عنابـة ،تبسـة.
مندوبية الشمال الغربي :و تضم إذاعة الباهية وهران ،إذاعة تلمسان ،و إذاعة تيارت التي أنجزت
. مؤخ ار
مندوبية الجنوب الشرقي :و تضم إذاعة األهقار بتمنراست ،و الطاسيلي و إذاعة سوف بالوادي ،و
السهوب األغواط و إذاعة أدرار.
مندوبية الجنوب الغربـي :و تضم إذاعة الواحات بورقلة ،و إذاعة الساورة ببشار ،و تم إنجاز مؤخ ار
إذاعة بسكرة ،نعامة ،تندوف ،أما إذاعة غرداية و شلف فهي قيد اإلنجاز.
والمندوبية هي التي تنظم نشاط اإلذاعات الخاصة بجهة معينة من الوطن ،و تتولى تجسيد البرامج
المعتمدة في مجال الحصص اإلذاعية في إطار المخطط الجهوي و تحرير األخبار و اإلنتاج.
أما المحطة المحلية موجات بثها تغطي جزء معين من الوطن كوالية مثال من واليات الوطن و تتولى
تطبيق و بث برامج اإلذاعة المسطرة في إطار المخطط المحلي و في مجال البث اإلشهاري فإن المندوبية
الجهوية تقوم بمراقبة السير الحسن لتنفيذ الحمالت اإلشهارية و بثها على مستوى المحطات المحلية.
و تساعد المحطات المحلية البث اإلشهاري في توصيل الرسائل االشهارية إلى مناطق معينة من جهات
الوطن باللغة و اللهجة و العادات التي تعرفها تلك المناطق
-3-4مهام المؤسسة العمومية لإلذاعة المسموعة" EPRS " :
نصت المادة 6من المرسوم التنفيذي رقم ) 1( 102 – 91على مهام المؤسسة كما يلي:
-اإلعالم عن طريق بث و نقل كل التحقيقات و الحصص و البرامج اإلذاعية المتعلقة بالحياة الوطنية
أو الجهوية أو المحلية أو الدولية
26
-ضمان التعددية وفقا لألحكام الدستورية و النصوص الالحقة لها.
-الوفاء في حدود إمكانياتها باحتياجات التربية و الترفيه و الثقافة لمختلف الفئات االجتماعية قصد إنهاء
معارفها و تطوير المبادرة لدى المواطنين.
-المساهمة في تنمية إنتاج األعمال الفكرية و بثها.
-تشجيع التواصل االجتماعي في السياق التعددي و المساهمة بجميع السبل والوسائل في توسيع
التواصل.
-الدفاع عن اللغة الوطنية و تطويرها و النهوض بها
-تطوير الثقافة الوطنية بجميع مكوناتها و تنوعاتها و ترقيتها.
-القيام بحفظ المحفوظات اإلذاعية.
-القيام باستغالل وسائلها اإلنتاجية و صيانتها و تنميتها ،و التكيف مع تطور التقنيات والتكنولوجيات.
-المساعدة في تكوين مستخدميها و تحسين مستواهم.
و منه يمكن القول أن المهمة األصلية لإلذاعة هو " الخدمة العمومية " عن طريق اإلعـالم و التربية ،
التثقيف و الترفيه ،لكن لإلذاعة مصالح تجارية كإنتاج و تسويق األشرطة و األسطوانات الموسيقية ،بيع
خدمات أستوديو التسجيل الصوتي ،بيع المساحات االشهارية على أمواج قنواتها المختلفة.
و تشرف على تسير كل الشؤون المتعلقة باإلشهار " الوكالة االشهارية " و التي تكون محل الدراسة في
الجزء الموالي.
الدور الثقافي لالذاعة:
رأى بعض الجزائريين ،مثل السيد حشالف ،ان الفرنسيين اتخذوا ق ار ار سياسيا بمحاربة التأثير العربي
(المصري-المشرقي) بدعوى تشجيع االنتاج الجزائري من االغاني والموسيقى ،وينسب السيد حشالف
فضال كبي ار الى اذاعة الجزائر في تجديد االغنية ،وقال ان االذاعة كانتتستهلك أعدادا كبيرة من االشرطة،
وانه بفضل ذلك القرار السياسي احتفظت الجزائر بموسيقاها"العصرية الحقيقية"رغم التأثيرات التي خضعت
لها ،والغريب أن حشالف لم يقل نفس الكالم عنالتأثيرات الفرنسية والغربيةعلى الموسيقى واالغنية
الجزائرية ،وكأن التأثير الخارجياالجنبي الذي يخشى منه على الموسيقى الجزائرية هو فقط التأثير
المصري العربي.17
لقد أنشأت اذاعة الجزائر خمس جوقات للعناية بأنواع الفنون الغنائية:
-1الكالسيكية تحت اشراف :محمد فخارجي ،وكان يساعده أخوه عبد الرزاق فخارجي.
-2الصحراوية بقيادة :احمد خليفي.
17ابو اﻟﻘﺎسم سﻌد هللا:تﺎريخ اﻟجزائر اﻟثﻘﺎفﻲ ،دار اﻟبصﺎئر ،اﻟجزء اﻟخﺎمس ،اﻟجزائر ،دسن ،ص.300
27
-3العصرية بقيادة :مصطفى اسكندراني ،وظهر فيها عبد الرحمان عزيز.
-4القبائلية بإشراف :الشيخ نور الدين.
-5الشعبية بإشراف :محمد العنقاء ،ونالحظ أن االذاعة الفرنسية لم تنشىء اية جوقة للموسيقى
الجزائرية أو الوطنية أو العربية ،فالتقسيم العرقي والجهوي واضح حتى في هذه الفنون ،ومن
االسف أن نفس التقسيم ظل موروثا حتى بعد سنوات من االستقالل.
ومع ذلك لم تتطور اذاعة الجزائر اال بعد الحرب العالمية الثانية ،فقد توسعت وتقوت ،وانشأت فرعا
للقبائلية أيضا ،واصبح لها مجلة تسمى (هنا الجزائر) بالفرنسية والعربية ،وكان يشرف على القسم العربي
الشاعر الطاهر بوشوشي ،وكانت االذاعة تحتكر االنتاج االدبي وتدفع اجو ار مغرية للمساهمين معها،
وافسحت المجال لبعض الكتاب ل كي يخاطبوا الجمهور ،واصبحت االذاعة تنافس الصحافة اليومية ،سيما
بالعربية ،الن االمية كانت تجبر معظم الجزائريين على سماع االخبار واالحاديث منها بدل قراءتها في
18
الصحف.
كما أن االذاعة فتحت عهدا جديدا للتمثيل ،ففي كل اسبوع كانت تقدم مسرحيتين ،احداهما بوليسية،
وكلتاهما بالعربية الدارجة ،وكانت تقدم االغاني الفولكلورية ،وبذلك ساهمت ،مع المسرح في الدعاية
االستعمارية من جهة والتعريف بالفنون الشعبية من جهة اخرى ،ذلك أن الفرنسيين لم يكونوا يمانعون في
البقاء على التراث المحلي بشرط أن يتطور الى وسيلة وطنية وان ال يخضع لتأثيرات غير فرنسية.
وفي سنة 1952انضم عبد الكريم دالي المولود في تلمسان سنة ،1914الى جوق االذاعة الذي كان
يشرف عليه محمد فخارجي ،وكان دالي ماه ار في الموسيقى الغرناطية والحوزي ،وكان معاص ار للعربي بن
صاري في تلمسان ومن المعجبين به ،غير أن المشاركة في مؤتمر القاهرة سنة 1932سببت القطيعة
19
بينهما حين اختار ابن صاري ابنه للمشاركة فيه وأهمل دالي.
18سﻌد اﻟدين بن أبﻲ شنب :مجلﺔ اﻻديب ،بيروت ،ﻋدد ممتﺎز ،ينﺎير.1954
19ابو اﻟﻘﺎسم سﻌد هللا ،مرجع سﺎبق ،ص.302
28
المحاضرة :3
-5اإلذاعات المحلية في الجزائر:
تعود تجربة البث اإلذاعي المحلي في الجزائر إلى األعوام القليلة الفارطة ،حيث أنها حديثة العهد و
اقترنت بحداثة التجربة الديمقراطية ذاتها ،وتمثلت هذه البداية في المشروع الوطني الذي سعت من خالله
الدولة إلى تطوير قطاع السمعي البصري بتمكينه من مواكبة الواقع بالموازنة مع ما ط أر على هذا األخير
من تغيرات وتحوالت،خاصة بعد أحداث أكتوبر 1988التي فرضت على السلطة ضرورة التخلي على
منطق الوحدة في التفكير ،والتوجه في ظل الحرب الواحد في النظر بمنطق تعدد الرؤى واألفكار من
خالل التعددية السياسية والفكرية ،وسعيا وراء تجسيد هذا التوجه الجديد في مجال اإلعالم ،شرعت
المؤسسة الوطنية لإلذاعة في منتصف سنة 1991بإقامة عدة محطات إذاعية محلية في كافة المجاالت،
وقد سبق إنشاء هذه المحطات تأسيس مديرية تنمية اإلذاعات المحلية،التي حددت مهمتها في تسيير هذه
المحطات وتنسيق مهامها وتوجيه برامجها وذلك في سبتمبر ،1993هذه المديرية قامت بتقديم برنامج
حقيقي لرئاسة الحكومة يقضي بإنشاء المحطات المحلية ،وكانت موزعة حسب المناطق الجغرافية
والكثافة السكانية والخصوصية المحلية ،واإلمكانات المادية التقنية لإلذاعة الوطنية .
وبذلك تكون شبكة اإلذاعات المحلية قد بلغت 36محطة عامة ،وثالث محطات موضوعاتية وهي:
البهجة الموسيقية وإذاعة القران الكريم الدينية واإلذاعة الثقافية .
وفيما يلي جدول يبين أهم اإلذاعات الجهوية في الجزائر:20
المحطة مقرها تاريخ شروعها في البث
الساورة بشار 20أفريل 1991
متيجة العاصمة 08أفريل 1991
الواحات ورقلة 09ماي 1991
السهوب األغواط 05نوفمبر 1991
األهقار تمنراست 16أفريل 1992
العالية تلمسان 07أكتوبر 1992
الهضاب سطيف 10أكتوبر 1992
األوراس باتنة 29ديسمبر 1994
20نوراﻟدين تواتﻲ،اﻟصحﺎفﺔ اﻟمكتوبﺔ واﻟسمﻌيﺔ اﻟبصريﺔ فﻲ اﻟجزائر ،دار اﻟخلدونيﺔ ،اﻟجزائر ،2008،ص.140
29
الباهية وهران 26جانفي 1995
سيرتا قسنطينة 05فيفري 1995
تبسة تبسة 04أفريل 1995
توات أدرار 04جوان 1995
الصومام بجاية 20أوت 1995
سوف الواد 21نوفمبر 1996
عنابة عنابة 13جانفي 1997
التاسيلي إليزي 27جانفي 1997
تيارت تيارت 25أكتوبر 1998
تندوف تندوف 12مارس 1999
النعامة النعامة 25ماي 1999
الزيبان بسكرة 14جوان 1999
ميزاب غرداية 24فيفري 2001
بني شقران معسكر 27جويلية 2003
البيض البيض 08سبتمبر 2003
الحضنة المسيلة 10أكتوبر 2003
سكيكدة سكيكدة 15نوفمبر 2003
الشلف الشلف 26جانفي 2004
الظهرة مستغانم 11فيفري 2004
بلعباس سيدي بلعباس 17فيفري 2004
-1-5شبكة اإلذاعات الجهوية:
بدأ التأسيس لشبكة اإلذاعات الجهوية وكذا اإلذاعات الموضوعاتية ،في سنة ، 1991تحت إشراف
المدير العام لإلذاعة الجزائرية آنذاك ،المرحوم الطاهر وطار ،الذي كان يولي أهمية كبيرة إلى هذا
الصرح اإلعالمي الكبير الذي صار يؤدي دو ار حيويا في مجال اإلعالمي الجواري ،معز از بذلك ،فضاء
الخدمة العمومية ،بالنسبة لإلذاعة الجزائرية.
30
أولى لبنات هذا المد اإلذاعي الجواري ،كان إذاعة الساورة (بشار) ،إذاعة البهجة (العاصمة) ثم إذاعة
متيجة (منطقة متيجة على امتدادها ،في واليات البليدة ،بومرداس وتيبازة) ،ثم توالى مجهود بناء اإلذاعات
الجهوية ،إلى أن اكتمل بالعدد ، 48مع تدشين إذاعة بومرداس ،في 05جويلية . 2012اإلذاعات
الجهوية باألرقام عدد اإلذاعات الجهوية 48 :إذاعة الحجم الساعي اليومي للبث : 666ساعة .كل
اإلذاعات الجهوية تبث 13ساعة و 05دقائق ،من الساعة السادسة وخمس وخمسين دقيقة (صباحا إلى
الساعة الثامنة مساء (بينما تبث كل من إذاعة البهجة وإذاعة تمنراست 24/24 ،ساعة ،وإذاعتا أدرار
وإيليزي 18ساعة ،عدد اإلذاعات التي تبث باألمازيغية إلى جانب العربية 27إذاعة ،وفروع اللغة
األمازيغية المستعملة فيها هي :القبائلية ،الشاوية ،الميزابية ،الزناتية ،الحسانية ،الورقلية ،التارقية
والشنوية.
-2-5ميزة اإلذاعة الجهوية (المحلية) كوسيلة إعالمية جوارية:
-تُعتبر اإلذاعة الجهوية (المحلية) ،بال منازع ،أقوى المؤسسات اإلعالمية تأثي ار في الجمهور
المتلقي ،بحكم اآلنية التي تتميز بها في تقديم الخبر ونقل مجريات األحداث في حينها ،وبحكم ميزة
التفاعلية التي تربطها بجمهور المستمعين ،في الكثير من الفضاءات ،وفي العديد من المجاالت
االجتماعية ،الثقافية ،الخدماتية والترفيهية ،وحتى السياسية.
-وتكمن أهمية هذا التأثير ،في كونه تأثي ار مباش ار له وقع فوري وواسع االنتشار ،بحكم عالقة
االرتباط الخاصة التي تنشأ بين المواطن (المستمع) وإذاعته المحلية التي تبث في محيطه الطبيعي الذي
ينتمي إليه ،وتهتم بانشغاالته األساسية ،على المستوى المحلي ،وتوفر له فرصة المشاركة والتعبير وتسمع
له بإبراز مواهبه.
-تؤدي اإلذاعة المحلية ،دور الوسيط االجتماعي ،بال منازع ،بحيث تقوم من جهة ،بنقل االنشغاالت
الحقيقية التي يعبر عنها المجتمع المحلي ،يوميا ،وفي شتى مناحي الحياة ،إلى مصادر القرار ،وتقوم من
جهة أخرى ،بإبراز المجهود الذي تقوم به السلطات العمومية ،في سبيل النهوض بالتنمية المحلية .21
-3-5مهام اإلذاعة الجهوية (المحلية):
يعكس عمل اإلذاعة المحلية ،بالدرجة األولى ،مميزات وخصوصيات الوالية أو الواليات التي
يشملها مجال التغطية ،وتعد مهامها متنوعة و متكاملة وهي كالتالي:
* مهمة إخبارية حول األحداث المحلية.
31
* مهمة وثائقية تدعيما وامتدادا للتناول اإلخباري لألحداث.
* مهمة تثقيفية ،تربوية وتشاركية ،حول مختلف المواضيع التي تهم حياة المجتمع المحلي.
*مهمة خدماتية.
* مهمة ترفيهية ومسلية.
-4-5محتوى برامج اإلذاعة المحلية:
يعكس مضمون البث في اإلذاعة المحلية ،حياة الجماعة المحلية ،بكل أوجهها االجتماعية
االقتصادية ،السياسية ،الثقافية واإلبداعية ،وينبغي أن تعكس الجوانب المرتبطة بتسيير المدينة ،فيما يتعلق
بالحياة اليومية للمواطن ،وباألخص في مجاالت :السكن ،الشغل ،التربية ،الصحة ،النظافة ،األمن
السياحة والترفيه.
* تحرص اإلذاعة الجهوية (المحلية) في إعداد برامجها ،على مراعاة انشغال التجاوب مع حاجيات
كل فئات جمهور المستمعين في مجاالت اإلعالم ،الترفيه واإلثراء الثقافي ،بحكم المهام الثقافية،
االجتماعية والمهنية المنوطة بها.
* تضمن من خالل برامجها ،إبراز التراث والمساهمة في إثرائه ،بواسطة اإلبداع اإلذاعي الذي
تقترحه في برامجها.
* تساهم في ضمان الحق في اإلعالم والتعبير ،لجميع المكونات الثقافية واالجتماعية والمهنية
للمجتمع المحلي ،وتضمن التعبير التعددي لمختلف تيارات الفكر والرأي.
*تساهم اإلذاعة الجهوية ،في إبراز اللغتين الوطنيتين وترقيتهما ،في إطار احترام الدستور.
* تساهم في الحفاظ على خصوصيات المجتمع المحلي ،في مجال التعبير ،بمختلف مكونات اللغة
األمازيغية.22
-6نماذج عن إذاعات محلية:
-1-6إذاعة المسيلة الجهوية (نموذج):
يأتي إنشاء إذاعة المسيلة الجهوية ضمن مخطط وطني يهدف إلى إعالم جواري ،يهتم ويتفاعل مع
انشغاالت المواطنين اليومية في مختلف مجاالت التنمية والحياة االجتماعية ،والخدمة العمومية المنبثقة
من إرادة وطنية،جسدتها اإلذاعة الجزائرية من خالل تحويل مبدأ حق المواطن في اإلعالم إلى واقع
ملموس تأكده عشرات اإلذاعات الجهوية المنتشرة عبر ربوع الوطن.
22مرجع سﺎبق،ص.27
32
وقد بدأ التجسيد الميداني لمشروع إذاعة المسيلة الجهوية في بداية ،2002وذلك باستغالل مقر
المجلس الشعبي الوالئي سابقا وإعادة تهيئته ،حيث أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز
بوتفليقة على انطالق بثها يوم الثالثاء10أكتوبر ،2003أين أمضى على أول ورقة طريق للبث اليومي .
إن انطالق بث هذا الصرح اإلعالمي لم يكن عاديا بالنسبة لسكان والية المسيلة ،إذ أصبح بإمكان
المواطن أن يتابع يوميا األخبار المحلية من مختلف ربوع الوالية ،وأن يشارك ويتفاعل مع مختلف البرامج
القريبة من اهتماماته وقضاياه ،وذلك على الموجة FM 104.5.لقد شهدت إذاعة المسيلة الجهوية منذ
انطالق بثها تطورات ومراحل عدة ،خاصة فيما يتعلق بتنوع الشبكات البرامجية ،إضافة إلى الحجم
الساعي للبث ،وهو ما توضحه النقاط التالية:
-انطالق البث بشبكة برامجية على مدى أربعة ساعات يوميا ،من التاسعة صباحا إلى الواحدة ظه ار
وذلك في سنة 2003و 2004
-ثم تطور الحجم الساعي للبث اليومي إلى 8ساعات ،وبعدها إلى 12ساعة وذلك في جوان
.2006
-حاليا البث الساعي يقارب 13ساعة يوميا ،من الساعة السادسة صباحا إلى السابعة و النصف مساءا
وفق شبكة برامجية متنوعة.
-2-6إذاعة قسنطينة الجهوية:
أنشئت إذاعة قسنطينة بتاريخ 2فيفري 1995هذه اإلذاعة تابعة لإلذاعة الجزائرية وتبث على موجة
األف أم وتعد هذه اإلذاعة إذاعة محلية ذات طابع جواري حيث أعطى هذا لها في بداية األمر اسم إذاعة
سيرتا أف أم التي تهتم بمختلف ما يجري في الساحة السياسية ،االقتصادية ،االجتماعية والرياضية ،تعمل
إذاعة سيرتا على تقديم شبكة برامجية متنوعة موزعة على كامل أيام األسبوع يمكن تصنيف مادتها
اإلعالمي ة من خالل البث على مدار ثالث فترات متمثلة في الفترة الصباحية الممتدة من 6:55إلى
13:00حيث وفي تمام الساعة الواحدة زواال يتم الربط بالقناة األولى مباشرة لمتابعة النشرة اإلخبارية
والفترة المسائية الممتدة من الساعة 13:30إلى 18:00أما الفترة الليلية فهي تمتد من الساعة 18:00
إلى 19:30إذ يتم الربط بالقناة األولى إلى حدود الساعة الثامنة ليال لينتهي البث باإلذاعة الثقافية.
-طبيعة النشاط الذي تقوم به:
النشاط اإلعالمي :من خالل تقديم المعلومات اليومية للمواطنين لساعات طويلة.
النشاط الخدماتي :يتمثل في المواد اإلعالمية التي تصل إلى المستمعين مجانا .
33
النشاط التجاري :من خالل تصميم حمالت إعالنية واشهارات تتقاضى مقابلها مبالغ مالية محددة
حسب المدة التي يستغرقها اإلعالن.
النشاط الثقافي والترفيهي :بغية كسر الملل لدى المستمع.
النشاط االجتماعي :من خالل تنمية العالقات اإلنسانية وزيادة التماسك االجتماعي مع دعوتها
للحفاظ على العادات والتقاليد الحسنة.
النشاط التقني :حيث تعتمد على طاقم بشري متخصص إداريين وصحفيين وتقنيين باإلضافة إلى
أجهزة وأدوات خاصة.23
-المكونات البشرية إلذاعة سيرتا:
هناك عدة أقسام نذكر منها:
-1المدير العام:وهو المشرف على كل أقسام ومصالح اإلذاعة ويسهر على توفير الجو المناسب
ماديا ومعنويا من أجل تأدية مهامهم في أحسن الظروف ،كما يعمل أيضا على التسيير الحسن لكل
أقسامها.
-2السكرتارية :تكون تابعة للمدير وعملها مرتبط أساسا به حيث تهتم بالرسائل الواردة والمرسلة عبر
الفاكس والبريد العادي أو اإللكتروني ،وتعمل على تحرير الملفات اإلدارية المتعلقة بعمال اإلذاعة.
-3قسم األخبار:ويعتبر العمود الفقري لإلذاعة ،يقوم الصحفيون من خالله بإعداد األخبار وتلقي
المعلومات بجميع أشكالها( فاكسات ،اتصاالت من طرف هيئات لها عالقة باإلذاعة) ويقوم منسق
األخبار بتوزيع المهام ،ضبط البرامج وتسيير ندوات العمل ،إعطاء توجيهات العمل فيما يتعلق بالمواجيز
األخبار ،المواعيد اليومية.
-4القسم اإلداري :وهو القسم الذي يشرف على جميع األمور اإلدارية ،ويعتني بجميع ملفات العمال
وينقسم بدوره إلى عدة أقسام:
-مكتب المالية-مصلحة اإلشهار :واستحدثت في 1998من أجل إضافة مداخيل إلى الميزانية-
مكتب الموزع الهاتفي-خلية األمن والنظافة -الحظيرة.
-5القسم التقني :يهتم بصيانة مختلف األجهزة اإللكترونية والتكنولوجية المستخدمة ،يعمل به حوالي
11تقني ويتكون من قسمين:
-قسم الصيانة و-قسم التسجيل .
23
وثﺎئق متحصل ﻋليهﺎ من مﻘر اذاﻋﺔ قسنطينﺔ اﻟجهويﺔ.
34
-6قسم اإلنتاج :ويعتبر الخلية األساسية في بلورة العمل اإلذاعي نهائيا ،وهذا القسم يشرف على
إنتاج الحصص ،األخبار ،البرامج الترفيهية ...ومختلف األعمال.24
-وظائف إذاعة سيرتا المحلية:
تقوم اإلذاعة المحلية بدور فعال وكبير في خدمة المجتمع المحلي القسنطيني ويظهر ذلك من خالل:
-1إعالم وتثقيف جمهور والية قسنطينة والواليات المجاورة ممن يصلهم أثير اإلذاعة.
-2تعمل على حل مشاكل المواطنين مع التركيز على المشاركة الجماهيرية التي تظهر من خالل
بعض الحصص.
-3تلعب دو ار هاما في التوعية.
-4مواجهة المشاكل التي تقف في طريق التنمية المحلية.
-5حث المواطن على ضرورة االشتراك في القضايا العامة عن طريق المساهمة بإبداء الرأي.
-3-6إذاعة ميلة الجهوية:
صدر مرسوم إنشاء إذاعة ميلة الجهوية بالجريدة الرسمية في شهر أكتوبر ،2008وقد بدأ عملها
وتنظيمها الرسمي في 4جانفي 2009قبل أن يبدأ بثها الفعلي بتدشين وزير اإلعالم واالتصال آنذاك عز
الدين ميهوبي والمدير العام لإلذاعة الوطنية يوسف خالدي والوالي.
بدأت بث برامجها في 9مارس 2009على أربع موجات وهي 89,9ميغا هرتز والثانية92,7
والثالثة93,00والرابعة 102,7بفترة بث 6ساعات يوميا ،من السادسة وخمسة وأربعين دقيقة إلى غاية
12سا وقد تم تمديد البث إلى 10ساعات ثم إلى 13ساعة يعني إلى غاية 20ليال ولها موقع
الكتروني ،أما بالنسبة لبثها فتغطي كافة الدوائر والبلديات ويمتد بثها لبعض الواليات المجاورة.25
-إذاعة ميلة الجهوية وعالقاتها:
تعتمد إذاعة ميلة الجهوية في عالقاتها على كل اإلذاعات المحلية المجاورة وحتى البعيدة منها لخلق
اتصال إعالمي هادف ،كما تربطها العديد من العالقات اإلعالمية مع مختلف المؤسسات األخرى الفاعلة
في مختلف المجاالت ،إلى جانب عالقاتها مع الحركة الجمعوية التي تنشط على مستوى تراب الوالية
أيضا تربطها عالقة إعالمية مميزة مع مختلف المؤسسات اإلعالمية األخرى.
35
وتكمن أساسا هذه العالقات في تغطية مختلف النشاطات والتظاهرات التي تنظمها القطاعات
المعنية ،إلى جانب عالقتها التجارية مع المؤسسات االقتصادية من خالل اإلشهار واإلعالن ،كما تشمل
أيضا الدعوات والعالقات الرسمية.
-4-6إذاعة جيجل الجهوية:
تأسست إذاعة جيل FMالموجهة للشباب ،في 15جانفي ،2012بعد إعادة انتشار إذاعة متيجة
التي توّلدت عنها 03إذاعات جهوية هي إذاعة البليدة ،إذاعة تيبازة وإذاعة بومرداس .وبموجب هذا
التوسع األثيري ،تحول مقر إذاعة متيجة إلى مقر إلذاعة جيل FMالتي استفادت من الموجة الترددية
7.94ذات التغطية الواسعة في الجزائر الكبرى ،كما ضمت إليها عددا هاما من عمال إذاعة متيجة ومن
قنوات أخرى ،بمجموع 40عامال ،مما مكنها من ضمان البث المتواصل ،24/24ظلت إذاعة جيل
FMتحافظ على عدد محدود من العمال بحيث ال يتجاوز ( ( 65 2014عامال ،بمن فيهم 16عامال
كانت تربطهم بمؤسسة اإلذاعة ،عقود مؤقتة ،لمدة 9أشهر ،يتكون اإلطار المسير إلذاعة جيل FMمن
مدير ،رئيس تحرير ،أربعة (( 04رؤساء دوائر ورئيسي مصلحتين ،ويقدر معدل السن بالنسبة لهؤالء
المؤطرين 38 ،سنة ،بينما ال يتعدى معدل سن باقي العمال 28سنة.
جيل FMهي أول إذاعة من حيث االستماع عبر اإلنترنيت بنسبة تفوق % 38من حصة السوق
وهي تتوفر على أحدث أجهزة البث الرقمي ،تبث هذه اإلذاعة الموجهة للشباب ،على موجة FMفي 15
والية هي :الجزائر العاصمة ،بومرداس ،تيبازة ،بويرة ،تيزي وزو ،وهران ،سطيف ،غرداية ،ورقلة
تمنراست ،البليدة ،عين الدفلى ،المدية ،برج بوعريريج والوادي .في باقي أنحاء الوطن ،تبث إذاعة جيل
FMعلى الموجتين المتوسطتين 549 :بالنسبة للشرق و 531بالنسبة للغرب.
يتم استعمال اللغة العربية الفصحى ،في مجمل البرامج اإلخبارية ( 07مواجيز 01 ،نشرة إخبارية
و 04حصص) بينما تُستعمل اللغة العامية ،في برامج اإلنتاج ،واللسان المحلي بما فيه مختلف فروع اللغة
األمازيغية ،في مواعيد البث المشترك مع اإلذاعات الجهوية.26
األخبار * :األخبار بصفة عامة :رئيس تحرير و اثنا عشر ( ) 12صحفيا .سبعة ( ) 07مواجيز
يومية ونشرة أخبار واحدة في فترة الظهيرة .أربعة ( ) 04حصص أسبوعية مدة كل واحدة منها ساعة
واحدة وثالثون دقيقة من منتصف النهار إلى الواحدة والنصف زواال حول المواضيع التالية :التشغيل،
26
محمد شلوش :اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ اﻟنشأة واﻟمسﺎر ،كتيب من منشورات اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ ،ص.22
36
التكوين ،تسيير المؤسسات والحياة الطالبية ،موجز واحد خاص باألخبار الجهوية في التاسعة والنصف
صباحا (.( * 30.9
الرياضة :رئيس مصلحة و أربعة ( (04صحفيين ،موجز يومي خاص بالرياضة في الساعة الحادية
عشرة ( ) 00.11قبل الظهر وحصتان أسبوعيتان ( )02مدة كل واحدة منها ساعتان ( 02س ) ركن
يومي خاص بالرياضة ،في الساعة الثامنة والنصف صباحا ( ( 30.08وقفة يومية خاصة بالرياضة ،في
الساعة الخامسة والربع بعد الظهر ()15.17
اإلنتاج * :
البرمجة :يتولى إدارة هذا القسم ،مسؤول برتبة رئيس دائرة ،لإلشراف على أربعة () 04مبرمجين
على مدار ثماني ( ) 08ساعات في اليوم ،يتم فيها أساسا ،ضبط البرمجة الموسيقية التي تتوزع على
النسب التالية % 70 :برنامج موسيقي جزائري% 20 ،موسيقى غربية و % 10موسيقى إفريقية
وشرقية ،وضمن البرنامج الموسيقي الجزائري ،تُخصص نسبة 60 %لأللوان الموسيقية الجديدة .
اإلنتاج :يتولى إدارة هذا القسم مسؤول برتبة رئيس دائرة ،لإلشراف على عمل أربعة ( ( 04منشطين
دائمين ،وثمانية ( ) 08منشطين متعاونين ،باإلضافة إلى ثالث ( ) 03مساعدات -فترة صباحية يومية،
لمدة ثالث ( ) 03ساعات ،من السابعة ( )07:00إلى العاشرة ()10:00صباحا ،مخصصة للثقافة وحياة
المجتمع -حصة يومية في نهاية النهار ،من الساعة الرابعة 16:00إلى الساعة الخامسة والنصف بعد
الظهر ،مخصصة للثقافة والحياة العملية -حصتان ( ) 02موضوعاتيتان ،تُبثان مرتين في األسبوع
مخصصتان لموسيقى القناوي والموسيقى اإلفريقية ،من الساعة الثامنة مساءا ()20:00إلى الساعة
العاشرة ليال 22:00موعدان ( ) 02حول المسائل الدينية ،وحصة تفاعلية ،لمدة ساعة ونصف الساعة
-بث مشترك يومي مع اإلذاعات الجهوية ،لمدة 30دقيقة ،من الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر
إلى الساعة السادسة مساءا ( ( 18:00حصة أسبوعية كل يوم خميس ،مع إذاعة جهوية.27
37
المحاضرة:4
-7أسباب إنشاء اإلذاعات الجهوية في الجزائر:
-التغيرات العديدة التي أفرزتها التعددية ،حيث كان لزاما على القطاع السمعي البصري _خاصة اإلذاعة
التي ال تتطلب استثمارات كبرى _أن يقترب من المواطن ،وهكذا أصبح من الضروري فتح قنوات إعالم
على مستوى أفقي ،ومنح الواليات الداخلية إذاعات محلية تتجه بالدرجة األولى إلى سكان هذه المناطق.
-ظهور الثقافة المستقلة ،فقد طبعت فترة التغيير السياسي لما بعد 1989بتحوالت جذرية في الميدان
اإلعالمي ،وكانت أهم مظاهر هذا التحول التسريح القانوني بإمكانية إطالق صحافة خاصة ،سواء كانت
معارضة أو مستقلة ،واالستفادة الخاصة من الموجات.
-الرغبة في فك العمالة الثقافية واإلعالمية عن المناطق الداخلية النائية ،حتى تكون حاف از جديدا في
التنمية المحلية في كافة المجاالت.
-الطلبات التي ميزت هذه الفترة من الجهات المعنية إلنشاء هياكل بث تسمح لها بإيصال صوتها عبر
القناة،وهذا يعني محاولة تبني صيغة "البرامج الجهوية" وذلك لملء الفراغ اإلعالمي الذي تعاني
منه مختلف المناطق البعيدة عن المركز.
كما صاحب ظهور اإلذاعة المحلية في الجزائر عدة ظروف أعطتها صبغة ومميزات خاصة ،وطبعت
الجانب الشكلي والضمني لها ،ومن بين سمات اإلذاعة الجهوية في الجزائر نذكر ما يلي:
-تجربة الجزائر في ميدان البث اإلذاعي الجهوي حديثة تقترن بالتجربة الديموقراطية نفسها.
-المحطات الجهوية مشروع من المشاريع التوسعية لإلذاعة الوطنية ،وبالتالي فهي امتداد للمؤسسة
الوطنية لإلذاعة.
-اإلذاعة الجهوية قطاع عمومي مع أن قانون اإلعالم لعام 1990سمح بتحرير الموجات ،وبإطالق
المشاريع الخاصة.
-سبقت المحطات الجهوية الهياكل المديرة لها من حيث النشأة ،فكان إنشاء مديرية تنمية اإلذاعات
المحلية والتي مهمتها تسيير هذه المحطات وتنسيق مهامها وتوجيه برامجها في سبتمبر ،1993في حين
أن عدد المحطات في هذا التاريخ كان خمسة محطات.
-اإلطالق السريع والمفاجئ للمحطات كان يعبر عن مسايرة الوضع العام،أكثر منه عن الحاجة إلى
اإلذاعة المحلية.
-بعض اإلذاعات تتجاوز الحدود المحلية ،لتغطي أكثر من والية مما يجعلها جهوية أكثر منها محلية( .
38
-8مسار الرقمنة:
على المستوى التقني ،شهدت اإلذاعة الجزائرية ،عملية واسعة لتجديد وعصرنة وسائل العمل
واإلنتاج ،بما يتالءم مع المقتضيات الحديثة لإلعالم اإلذاعي ،وهكذا شرعت في مجهودها الرامي إلى
رقمنة إنتاجها من البرامج اإلذاعية ،منذ منتصف التسعينيات ،وتطّلب هذا المجهود في البداية ،التكيف مع
التطور التكنولوجي الذي فرض عليها التخلص التدريجي من استعمال الشريط المغناطيسي ،ثم الشروع في
المرحلة الثانية ،بداية من عام ، 999في وضع واستعمال التجهيزات الرقمية ،ثم مع ظهور برامج
المعالجة الرقمية للمادة اإلذاعية ،وكذلك التركيب والمزج والمؤثرات الصوتية ،بات لزاما اعتماد الرقمنة
الكاملة التي وضع من أجلها مخطط من ست ( ( 06مراحل هي :تعويض التجهيزات التماثلية
بالتجهيزات الرقمية؛ إقامة شبكة داخلية للربط الرقمي؛ إقامة نظام إذاعي رقمي؛ إقامة منصة إلكترونية
متعددة الوسائط؛ تكوين جميع العمال الذين يرتبط أداؤهم بمجال الرقمنة؛ البث الرقمي في اتجاه الجمهور .
-9اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط :Radio Algérie Multimédia
هي قطب إخباري متعدد الوسائط ،ينقل من خالل الموقع االلكتروني لإلذاعة الجزائرية .www
dz.radioalgerieأخبار اإلذاعة والوطن واألحداث المحلية ،الوطنية والدولية ،هي أيضا صوت
الجزائر من خالل اإلذاعة الجزائرية ،في كل العالم عبر االنترنيت ،وفضاء للتفاعلية في عالم افتراضي
وحقيقي في آن واحد .تعتبر اإلذاعة الجزائرية متعددة الوسائط مصد ار حيويا لإلذاعة الجزائرية ،فهي من
جهة ،تفتح نافذة تفاعلية وآنية على عمل منظومة اإلذاعة الجزائرية ،بجميع قنواتها (لكل قناة موقع مع
البث الحي ،le streamingومن جهة أخرى ،توفر للزائر والمتصفح ،سيال من المعلومات واألخبار
بالنص والصورة والفيديو أيضا.28
-10األرشيف ومكتبة األغاني :إدراكا بأهمية األرشيف اإلذاعي ،وتثمينا لإلطار التنظيمي الذي
يحكمه ،تم في سنة 2001استحداث مديرية األرشيف ومكتبة األغاني ،تتفرع إلى قسمين:
-1قسم التسجيالت الموسيقية والغنائية بمختلف انواعها؛
-2قسم الوثائق السمعية المتضمنة للبرامج والحصص التي تتنوع محتوياتها بتنوع المواضيع
المعالجة فيها (سياسية ،اقتصادية ،ثقافية ..إلخ) ،باإلضافة إلى الخطب التي ألقاها مختلف الرؤساء منذ
االستقالل إلى يومنا هذا ،وحرصت اإلذاعة الجزائرية أيضا ،على تعزيز هذا المكون الحيوي وتحسين
أدائه ،فأفردت له مجهودا خاصا من خالل مسار الرقمنة الذي يجري منذ سنوات ،كما أنشأت له مق ار
39
جديدا بالكاليتوس ، Les Eucalyptusيتسم بشساعة فضائه وبامتالك المواصفات التي تسمح له بإيواء
األرشيف وحفظه من التلف ،وقد انتقل الفريق العامل بمديرية األرشيف ومكتبة األغاني ،بصفة نهائية إلى
المقر الجديد ،مع مطلع السنة الجارية ،تكتنز مكتبة األغاني ،تسجيالت هي في غاية الثراء والتنوع بحيث
يشمل مضمونها ،مختلف الطبوع واألنواع الموسيقية والغنائية ،وتحتوي مديرية األرشيف ومكتبة األغاني
على مختلف الحاويات الخاصة باألغاني ،وهي على الشكل التالي :أقراص مضغوطة ،أسطوانات ،و
لفيف أو أشرطة سمعية Bandes sonores .بالنسبة لقسم الوثائق السمعية La phonothèque
،يتعلق األمر بالحصص بمختلف أنواعها ،باإلنتاج المسرحي وبخطب الرؤساء ،وتتضمن الحصص برامج
سياسية ،اقتصادية ،ثقافية ،تاريخية وفنية ،مع العلم أن اإلذاعة الجزائرية ،تسعى دائما إلى استقطاب
المزيد من التسجيالت ،حتى منها التي تُسجل بطريقة «هاوية» ،ألن بعض الفنانين الكبار ،لم يسجلوا
أعمالهم ،إال في األعراس والجلسات العائلية ،وتركوا رصيدا مهما للغاية .
الرقمنة :شرعت اإلذاعة الجزائرية ،منذ بضع سنوات ،في نقل مخزونها من الوسائط التماثلية إلى
الوسائط الرقمية ،ومازال هذا المجهود مستم ار إلى يومنا هذا ،وقد قام المهندسون في المؤسسة ،بربط
مكتبة األغاني ،بشبكة رقمية مع مختلف القنوات التي تزود قسطا من برامجها مباشرة من هذه الشبكة .
عالوة على ذلك ،هناك مشروع لربط مكتبة األغاني بجميع المحطات الجهوية المنتشرة في كامل القطر
الوطني .
أماكن حفظ األرشيف :وفيها مكتبة األغاني بالمقر المركزي لإلذاعة 21 ،شارع الشهداء ،الجزائر،
نسخ من األغاني المتداولة ما بين القنوات؛
األرشيف األصلي ،الكائن بالطابق األرضي ،رقم ، 01بالمقر المركزي لإلذاعة ،وفيه النسخ األصلية
لألغاني.
مركز الكاليتوس ،وهو المبنى المنشأ حديثا ،إليواء مديرية األرشيف ومكتبة األغاني ،وهو المكان
الذي يحوي المخزون األصلي لمكتبة األغاني ،وكذلك الفونوتاك التي تحتوي على الحصص والبرامج،
باإلضافة إلى خطب الرؤساء واإلنتاج المسرحي .
جدير بالذكر ،أن مسار الرقمنة ،يتواصل بهذا المركز الجديد ،كما أن عملية ترميم االسطوانات
والشريط اللفيف وبعض األقراص ،قد تم التهيؤ لها ،وقد ُروعي في هذا ،تخصيص ثالثة أماكن .
40
ويمكن القول بأن المخزون األرشيفي لإلذاعة الجزائرية ،محفوظ وفق المعايير الدولية ،وتحرص
المؤسسة على تحسين الخدمة باستعمال التكنولوجيات الحديثة ،لتسهيل استعمال األرشيف اإلذاعي ،من
طرف القنوات والمحطات الجهوية ،وكذلك في خدمة الباحثين المتخصصين .
-11مركز التدريب اإلذاعي:
وإدراكا منها بأن التطور الكمي والعرض المتنوع للبرامج ،ال بد أن يصاحبه تحسين األداء والتميز من
حيث المحتوى ،أنجزت اإلذاعة الجزائرية ،مرك از للتدريب اإلذاعي والتلفزي ،بتيبازة ،يسهر هذا المركز الذي
دشن في أفريل ، 2012على ضمان الرسكلة ،التكوين و التأهيل في مختلف االختصاصات والمهن التي
يتطلبها العمل اإلذاعي ،لفائدة جميع العمال ،في مختلف المهن المرتبطة بالعمل اإلذاعي ،وقد حرصت
اإلذاعة الجزائرية على تكوين مكونين من إطاراتها ومحترفيها ،بعد ما كان التركيز في انطالقة المركز
على الخبراء األجانب .29
-12المركز الثقافي نادي عيسى مسعود:
تتمتع اإلذاعة الجزائرية ،بمركز ثقافي دائم النشاط وذائع الصيت ،يحمل تسمية الصوت اإلذاعي
المميز المناضل الراحل عيسى مسعودي ،يعتبر هذا المركز الذي فتح أبوابه في عام ، 2003فضاءا
ينبض بالحياة الثقافية والفنية ،بحيث يحتضن مختلف األنشطة التي تنظمها اإلذاعة الجزائرية في هذا
المجال ،باإلضافة إلى النشاطات والتظاهرات التي تقام في إطار الشراكة ،كما يحتضن « فوروم اإلذاعة»
ومختلف المنتديات التي تنظمها القنوات ،إلى جانب المحاضرات والندوات التاريخية والفكرية والندوات
الصحفية ،فضال عن الحفالت الفنية التي تنظم بقاعة الحفالت التابعة للمركز والتي صارت المقصد
المفضل للسفارات األجنبية كلما استقبلت في الجزائر ،فرقا فنية عالمية.30
41
المحور :2التلفزيون في الجزائر.
المحاضرة :5
-1لمحة عن تطور التلفزيون في الجزائر.
تعود نشأة التلفزيون في الجزائر إلى الفترة االستعمارية ،وبالضبط في 24ديسمبر، 1956حيث أنشأت
السلطات االستعمارية محطة التلفزيون بالجزائر العاصمة ،وذلك دعما لمحطة الراديو التي أنشأتها لتعبئة
الشعب الجزائري ضمن األطر التي يرغبها ،وبث البرامج الفرنسية الكفيلة بانتزاع القيم الوطنية والدينية لدى
الشعب الجزائري ،لذلك لم تكن المحطة إال مجرد محطة إرسال فرنسية تعتبر صدى لمحطات التلفزة
الفرنسية هناك في باريس ،دوافعها االستجابة للحاجيات الثقافية والفنية والترفيهية لحشود المعمرين ،في
حين يستعمل كعامل للقهر السيكولوجي واالجتماعي للشعب الجزائري ممن يستطيعون مشاهدة جهاز
التلفزيون آنذاك.
وبعد خروج االستعمار أصبحت السياسة الجزائرية مركزة أكثر في الميدان السمعي البصري ،خاصة
الراديو والتلفزيون وذلك راجع إلى سببين هما:
السبب األول تقليدي أو تبعي :فقد برزت الجزائر المستقلة في فترة عرفت ازدها ار للتلفزيون في أوروبا
والعالم الغربي ،فانتشار أجهزة التلفزيون وتوسيع الشبكات التلفزيونية بدأ مع الستينيات من القرن العشرين
وهذا النمو واالنتشار أثر على السياسة الجزائرية في هذا الميدان .السبب الثاني :يرجع إلى الظروف
المحلية الوطنية وهي تمتاز بتفشي األمية من جهة ،و بوضعية الراديو والتلفزيون و هي وسائل تسيطر
عليها السلطات بدون منازع ،وهذه الوضعية شجعت السلطات على أن تركز اهتماماتها على تقوية شبكة
الراديو و التلفزيون ،وقد أخذ هذا االهتمام يتبلور في ثالث اتجاهات:
-1اإلعانة الحكومية
-2توسيع الشبكات
-3انتشار أجهزة الراديو والتلفزيون .
حيث احتلت القوات الجزائرية مبني اإلذاعة والتلفزيون وذلك في 28أكتوبر 1962واسترجعت السيادة
عليها ،ورغم الظروف الصعبة وقلة الكفاءات وضعف القدرات المالية فقد كان التحدي كبي ار أمام السلطة
الجزائرية ،التي أدركت بصفة واضحة الدور االستراتيجي لهذه الوسيلة اإلعالمية ،وإلى ضرورة تطويرها
وتكييفها في الجزائر المستقلة.
هذه المرحلة هامة إذ تعتبر نقطة تحول جذرية من نظام استعماري كولونيالي غاشم و مستبد ،إلى نظام
42
اشتراكي مستقل بعيد عن قيود التبعية واالستعمار في جميع الميادين ،لذلك عمدت التلفزة على ج أزرة
التنظيمات الداخلية ،ولقد كانت مهمة تجديد هياكل التلفزيون اإلدارية وإعادة تنظيمها من أدق المهام لذلك
كان من الطبيعي بعد االستقالل مباشرة أن تتغير األهداف وترسي قواعد وأرضيات لمنطق جديد يحقق
تحوال ذهنيا للجماهير ،حتى تنبري لمهامها الجديدة عن طريق:
-إعادة تنظيم الهياكل اإلدارية.
-إتباع سياسة محكمة في مجال التكوين المهني.
وزيادة على هذا فالبد من اإلشارة إلى ظرفين كان لهما أثر في توجيه السياسة الجزائرية في توجيه اإلعالم
السمعي البصري هما:
-1صادف استقالل الجزائر انتشار التلفزيون في العالم الغربي من جهة فأصبح االهتمام بهذه التقنيات من
الضروريات الظرفية التي البد من االعتناء بها ،وكان ذلك ما فعلته السلطات الجزائرية من جهة أخرى.
-2الظرف الثاني هو الواقع الجزائري الموروث والمتميز بوجود نسبة كبيرة من األمية ،وال يمكن حينئذ
للسلطات االتصال بها إال بالوسائل الشفوية ،يعني بالدرجة األولى اإلذاعة وخاصة التلفزيون ريثما يتيسر
التغلب على األمية.
وبدأ االهتمام بالتلفزيون سنة ،1968عندما أنشأت دار اإلذاعة والتلفزيون بقسنطينة ،وأصبحت منطقة
هذه الناحية تستطيع رؤية التلفزيون ،وبعد ذلك أنشأت عدة محطات للربط والتوزيع،حيث أصبح شمال
البالد يستطيع مشاهدة التلفزيون سنة ،1970وفي 1972أنشأت محطتان بسوق أهراس ومغنية،وفي
سنة 1974محطة بباتنة وفي سنة 1975محطتان بالمدية والمشرية ،بحيث أصبح سنة %95 1976
من التراب الوطني يشاهد التلفزيون ،كما أنشأت داران جامعتان للراديو والتلفزيون بقسنطينة و وهران
بحيث يمكن تبادل البرامج بينها وبين العاصمة.
وهكذا أنشأت مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي ARTسابقا ،والتي كانت ذات طابع صناعي وتجاري
وأعيدت هيكلتها بموجب المرسوم 86-146المؤرخ في 01جويلية 1986إلعطاء تاريخ ميالد أربع
مؤسسات عمومية حسب االختصاص التالي:31
-المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائريENTV.
-المؤسسة الوطنية لإلذاعة الصوتية.ENRS
-المؤسسة الوطنية للبث التلفزيونيENTD.
43
-المؤسسة الوطنية لإلنتاج السمعي البصري ENPA.
إن إعادة هيكلة التلفزة الجزائرية جاء ضمن الالئحة السياسية اإلعالمية ،التي نوهت بالدور الذي يمكن أن
يلعبه اإلعالم والتلفزة بصفة خاصة في بناء مجتمع عصري،كما أشادت الئحة إعادة الهيكلة باألهمية
اإلعالمية واعتبار موقع الجزائر الجيوسياسي يجعلها كمنطقة تأثير النعكاسات التقدم التكنولوجي في
ميدان اإلعالم واالتصال ،وقد نصت الالئحة باإلسراع في توفير جميع الشروط الموضوعية التي تعمل
على تجسيد ما ورد في النصوص الرسمية المتعلقة بحق المواطن في إعالم موضوعي وشامل ومسؤول
إلى جانب تنويع وسائل اإلعالم وتوسيعها حتى تصبح في متناول كل الفئات في جميع أنحاء الوطن ،وقد
نصت الالئحة في هذا المضمار على اإلسراع في إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات اإلعالمية وتطويرها (.
وبموجب المرسوم 147-86المؤرخ في 1جويلية 1986تأسست المؤسسة العمومية للتلفزيون ،وهي
مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري لها شخصية معنوية واستقالل مالي تحت وصاية و ازرة االتصال
والثقافة ،تمارس احتكار البث على البرامج التلفزيونية في كل التراب الوطني ،مهمتها إعالم المشاهد
والترفيه عنه بإنتاج برامج متنوعة إضافة إلى صيانة وتطوير وسائلها وأجهزتها التقنية وتسيير أرشيفها
السمعي البصري،وهكذا تواصلت مسيرة التلفزيون بالحرص على مواكبة التطورات السريعة والمتواصلة في
مجال االختراعات واالبتكارات التكنولوجية الخاصة بعالم االتصال ليبدأ مشوار جديد للتلفزيون.
32
-وفق المرسوم 147-86لسنة 1986اقتضى إنشاء مؤسسة التلفزة الوطنية وقد جاء في
المادة األولى" :تنشأ مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي وصبغة اجتماعية ثقافية تتمتع بشخصية
معنوية وباستقالل مالي تسمى مؤسسة التلفزة الوطنية".
المادة الثانية :توضع المؤسسة تحت وصاية وزير اإلعالم
المادة الثالثة :يكون مقر المؤسسة في مدينة الجزائر
المادة الرابعة:تتولى المؤسسة الخدمة العمومية للبث التلفزي وتمارس احتكار بث البرامج التلفزيونية في
كامل التراب الوطني.
44
المحاضرة:6
-2الهيكل التنظيمي للتلفزيون الجزائري.
في عام 1986صدر قانون إعادة الهيكلة في مؤسسة اإلذاعة والتلفزة الجزائرية ،والذي جاءت به
الالئحة السياسية اإلعالمية الصادرة من قبل مؤتمر الحرب ،والذي صادقت عليه اللجنة المركزية للحرب
في دورتها السابعة من 15إلى 17جوان ،1982وإعادة الهيكلة جاءت بالجديد عام ،1986ويتشكل
الهيكل التنظيمي للمؤسسة الوطنية للتلفزيون من:33
-1المديرية العامة:
وهي مكلفة بالسهر على السير الحسن لكل مؤسسات والتلفزة ،وهي ممثلة بمدير عام ومساعد المدير
العام.
- 2المديرية الخاصة باإلعالم :
وهي المكلفة باقتناء كل المعلومات الوطنية والدولية من أجل إقامة وإنجاز البرامج والحصص ،التي
تغطي األحداث بغرض بثها يوميا للمشاهد ،وتتفرع إلى مديريتين:
-مديرية األخبار المكلفة بالجرائد المصورة
-مديرية مكلفة بالحصص الخاصة
- 3مديرية إنتاج البرامج :مكلفة بإنجاز اإلنتاجات السمعية البصرية من كل نوع،خاصة البرامج
الفنية ذات الطابع التربوي و الثقافي و التسلية والتي لها عالقة مباشرة بمهمتها.
- 4مديرية البرمجة :هي المكلفة أساسا باقتناء و مراقبة وتنظيم البث لكل البرامج والحصص،
بغية بثها إلى الجمهور وفق التوجهات السياسية للبالد،والمبادئ األخالقية للمجتمع الجزائري.
- 5مديرية المصالح التقنية والتجهيزات
تسهر على استغالل وصيانة مجمل الهياكل الداخلية والتجهيزات الثابتة والمتنقلة،وهي مكلفة أيضا
بتطوير إمكانيات اإلنتاج في المؤسسة وذلك باالستغالل الحسن لكل التجهيزات والوسائل المتوفرة.
- 6مديرية اإلدارة العامة
تتمثل مهمة هذه المديرية في تسيير كافة الوسائل المادية والبشرية والمالية في المؤسسة ،وهي وحدها
المخولة القتراح أي إجراء من شأنه المساهمة في تحسين التسيير والتنظيم العام في المؤسسة ،وفي هذا
45
اإلطار تسهر على السير الحسن لمختلف مصالح مؤسسة التلفزة اإلدارية والمالية الموجودة في كل مديرية
تحت أسم،SAFأي المصلحة اإلدارية المالية.
- 7مديرية العالقات الخارجية:
مكلفة باقتراح وتجسيد ميدانيا كل العقود واالتفاقيات والمعاهدات الثنائية المتعددة األطراف ،التي تلتزم
المؤسسة بتنفيذها ومتابعتها باستمرار.
- 8المديرية التجارية
مكلفة بإقامة العالقات التجارية مع الخارج ،إما مؤسسات اقتصادية عمومية أو خواص بهدف
المتاجرة وضمان التتبع الدائم والمنتظم لها ،كما تسهر المديرية على إنتاج بعض الصور اإلشهارية
لوحدها أو بالتنسيق مع مؤسسات عمومية مثل ANAFو ENPAبقسم البرمجة.
46
واليوم تأتي الجزائر في مقدمة بلدان العالم الثالث من حيث اقتناء الهوائيات المقعرة ،وتعتبر سوقا
حقيقيا لترويج وسيلة االتصال هذه ،كما أن سهولة تداول الهوائيات يعود في األساس إلى الفراغ القانوني
في هذا المجال ،ومن الطبيعي أن تكون األرضية األساسية ونقطة االرتكاز المحورية هي التعرف على
واقع الجمهور الجزائري ،الذي بات يتمتع بحرية التنقل بين عشرات القنوات الفضائية العامة والمتخصصة .
ومن هنا جاء السعي إلطالق قناة تلفزيونية ثانية في الجزائر ،وعلى األقل إيصال القناة المحلية بشكل أو
بآخر عبر الساتل خارج الحدود الوطنية ،وبهذه األهداف شرعت التلفزة الوطنية في بث برامجها باتجاه
دول شمال إفريقيا و جنوب أوروبا بواسطة القمر الصناعي األوربي اوتل سات ،الذي يشمل حقل تغطية
شمال الصحراء إبتداءا من 20أوت ،1994و هذه القفزة الفريدة من نوعها منذ االستقالل ستمكن الجالية
المقيمة بأوروبا والمغرب العربي من التقاط هذه البرامج التلفزيونية عن طريق الهوائيات المقعرة ،وقد تم
اختيار تاريخ 20أوت 1994النطالق البث التجريبي لقناتنا نحو الخارج.
وفي تصريح للصحافة الوطنية أشار المدير العام للمؤسسة الوطنية للتلفزيون آنذاك إلى أن هذا
المشروع ذو طابع سياسي و ثقافي واقتصادي ،وأن التلفزة الوطنية عازمة على إطالق قناتها الثانية خالل
السداسي األول من سنة ،1995
ومن أهم اإلنجازات التي حققتها المؤسسة العمومة للتلفزيون مع بداية التسعينيات إنشاء قنوات تعبر
الحدود ،وتكون أداة تواصل مع الجالية الجزائرية في الخارج و لهذا كان ميالد قناة الجزائر canal
Algérieفي أكتوبر ،1994وقد بدأت القناة ببث نشرة أخبار واحدة على السابعة مساءا عددها اليوم
ثالث نشرات ،أما من الناحية التقنية فقد عرفت القناة تطو ار ملحوظا وأصبح بثها يتم عبر النظام التماثلي
في 28أوت .2001
وما هي إال سنوات قليلة لتعرف الجزائر ميالد القناة التلفزيونية الثالثة عبر القمر الصناعي عرب
سات وهو مشروع يعود إلى نوفمبر ،1998تم تنفيذه في ديسمبر 1999لتعرف القناة ميالدها الفعلي في
05جويلية .2001
47
المحاضرة:7
-4مصداقية التلفزيون الجزائري بين الشكوك والواقع:
-1-4التلفزة الجزائرية وحالة الطوارئ :أصبحت التلفزة هنا في خدمة المصالح العليا لألمة ،وكذا
في خدمة المصالح والمقتضيات األساسية وعلى رأسها إرجاع السلطة للدولة ،إعادة الهيبة والكرامة
الوطنية ،إعادة األمن العمومي وتحسيس المواطن وتعبئته للخروج من األزمة االقتصادية واالجتماعية التي
تعاني منها البالد ،ولم يقتصر االنحطاط على الحياة السياسية التي تميزت بالتوتر والحياة االقتصادية
واالجتماعية التي تميزت بالركود والتقلب ،فالحياة الثقافية هي األخرى تدهورت جذريا من الناحية الكمية
والكيفية للنشاطات والمبادرات المبذولة.
لقد رأى المدير العام للتلفزة آنذاك أن الظرف يستدعي وضع شبكة برامج تطورية أي التزويد تدريجيا
باإلنتاج الجديد ،ومن جهة أخرى أكد على ضرورة احترام المقاييس الثالثة التالية :الجمهور ،النوعية
والتنوع ،للوصول إلى تلفزيون وطني وعام تتكيف برامجه مع الواقع الثقافي واالجتماعي المعاش.
ولقد كانت التلفزة الجزائرية تتجه نحو ج أزرة نفسها ،والج أزرة ال تعني تعريب البرامج ،إنما المقصود
ج أزرة المحتوى بضمان 4قيم أساسية هي :األخوة ،التضامن ،التسامح والوطنية.
وقد عكفت التلفزة الجزائرية على تحضير شبكة برامج لعام 1994حيث أصبح حجم البث بموجبها
5278ساعة في السنة.
وبالتالي شهدت التلفزة في هذه المرحلة هروب بعض الصحفيين واإلطارات بفعل الحالة االستثنائية
للبالد ،لكن رغم االنهيار االقتصادي إال أنه كان باعثا قويا على االجتهاد فقد أنتج التلفزيون الجزائري
الكثير من الحصص الجميلة والمفيدة.34
-2-4التلفزيون الجزائري والخدمة العمومية:
انتقل الكالم عن تحرير السمعي البصري من الخطاب إلى االنجاز ،فقد بدأت لجنـة حكوميـة تدرس
أربعة نصوص تتعّلق بتنظيم اإلعالم السمعي البصري ،ويسهر المجلس األعلـى علـى حسـن تطبيق
االتفاقيات المبرمة مع الفاعلين في القطاع الذين يلتزمون بتقديم خدمات عمومية للجمهور وفـق ضوابط
مضمنة في القانون مع صيانة الثقافية الوطنية ،واحترام القيم السائدة في المجتمع وخاصة مـا يمس
باإلعالنات التي ستصبح الممول الرئيسي لقطاع اإلعالم ،حيث تقوم المديرية الفرعية للمؤسسات السمعية
48
البصرية تحت الوصاية بالسهر على ضمان ديمومة الخدمة العمومية في المؤسسات السمعية البصرية.35
وتؤدي الخدمة العمومية مهمتها المتعلقة بالخدمة العمومية بتطوير المنتـوج اإلعالمـي العـام والتخصص
ذي طابع سياسي واقتصادي وثقافي اجتماعي خاصة للتعريف بأعمال ومنجزات الج ازئـر إلى جانب
مراعاتها لبرامجها التربوية والتثقيفية والترفيهية ،كما أكد وزير االتّصال عبد الرشيد بوكرزازة على الجهود
التي تبذلها الدولة من أجـل إعـداد مشاريع لفتح إذاعات محلية وقنوات تلفزيونيه موضوعية إضافة إلى
تطوير شبكة االنترنت وعلى دور اإلذاعة والتلفزيون الذي سيبقى عنص ار أساسيا في مجتمع المعلومات
وذلك من خـالل إسـهامها فـي تحقيق االنسجام االجتماعي والتنمية في عالم الرقمنة مبر ار قناعة بأن أفضل
وسيلة لتمكين الجميع مـن الحصول بإنصاف على المعلومات تتمّثل في الخدمة العمومية .36
.وفي سبيل تحقيق ذلك وضعت الجزائر المرسوم التنفيذي رقم 101 – 91مؤرخ في 5شـوال
1411الموافق لـ 20أبريل 1991يتضمن منح امتياز عن األمالك الوطنية والصالحيات واألعمـال
المرتبطة بالخدمة العمومية للتلفزيون إلى المؤسسة العموميـة للتلفزيـون ،فـي مادتيهـا ( ) 2و(.( 3
وفصلت في الجزء الملحق بهذا المرسوم في دفتر الشروط كيفية تطبيق الخدمة العمومية فـي التلفـزة
العمومية الجزائرية .37
وعلى هذا األساس ،فإن للجزائر أيضا ميراثا ومن الواجب أخذه بعين االعتبار بـدل االعتمـاد على
الحلول الجاهزة .فإذا صادق المجلس الوطني الشعبي على قانون يبقى المؤسسات اإلعالمية فـي قطاع
الدولة سيؤدي هذا دون شك إلى إثراء الساحة اإلعالمية من خالل إنشـاء صـحافة حزبيـة أو تجارية مما
يكون له انعكاسات ايجابية أقّلها على التشغيل واالنجاز المهني والثراء الفكري مـن خـالل التنافس لكن في
نفس الوقت مشاكل معقدة للغاية تتطلب إيجاد ضمانات كافية وضوابط صـارمة مـن خالل التشريع وقواعد
السلوك المهنية إنشاء مجلس الصحافة المكتوبة محايـدة عـن ك ّـل التيـارات السياسية وهذا ليمارس دور
الحارس يومي بخصوص التجاوزات.38
وعلى ضوء التجربة اإلعالمية في الجزائر ،فإن صحافة القطاع العام تثير ردود فعـل كثيـرة بسبب
فشلها في أداء وظيفة الخدمة العامة النعدام توّفرها على أدنـى معـاير هـذه الوظيفـة أهمهـا االستقاللية عن
ألنها تبّلغ سياساتها وتدافع عنهـا بـدون أي نقـد معتبر ،وهي ال تقوم
السلطة وعدم احترافية صحفييها ،و ّ
طالع على جميع التّيا ارت
بنقل األفكار واآلراء المناقضة لوجهات النظـر الرسـمية حتـى تسـمح للقـراء باإل ّ
49
المتصارعة على السلطة .وال بد من التأكيد في هذا الصدد أن العيب ال يكمن في وجود إعالم سمعي
بصري حكومي – نظ ار لمستوى التطور الذي توجد فيه الجزائر – و ّإنما العيب يكمن في رفع شعار
بكل
الخدمة العمومية وعدم تطبيقه .فهناك مخاطر كثيرة وأمور عديدة يجب تحديدها والفصل فيها ّ
وضوح حتى تكون قواعـد اللعبة معروفة للجميع ،ومن بين هذه األمور نذكر :هل أن التلفزيون في
المستقبل مهمـا كـان قـرار المجلس الشعبي الوطني ،سيعكس ويدافع عن الثقافة الوطنية عن طريق الخلق
واإلبـداع أمسـي كرس الثنائية الثقافية ويزيد الهوة التي تفصل بين الصحافة العربية والمفرنسة والتي هي في
األخيـر لصـالح الصحافة المفرنسة على جميع المستويات .وحيث أصبح اإلعالم السمعي البصري ّ
محل
جدل ،في نتظر من المجلس الشعبي الوطني أن يجد له حالّ توفيقيا يرضي جميع األطراف المتسابقة
وفي نفس الوقت يحمي المصلحة الوطنيـة وي ارعـي الخصوصيات والثوابت الوطنية .ويرى األستاذ بومعيزة
السعيد أن في دراسة له حول الخدمة العمومية أن التعددية اإلعالمية في الجزائر ،هي في الواقع األمر
فريدة من نوعها على مستوى العالم الثالث حسب علمنا ،وهي مسـتلهمة في جوهرها من تجربة فرنسية
تختلف سياقا وهدفا وزمانا كما سبقت اإلشارة ،مما جعلها تولد مشـوهة وتبدو غير طبيعية .وبالتالي ،بعد
إقرار التعددية اإلعالمية في ضل هيمنة قطاع عام في مجال اإلعـالم وغيـاب طبقة برجوازية بالمفهوم
المصطلح عليه أعطت الفرصة للصحفيين لكي يعوضوا هـذه الطبقـة عـن طريق خوصصة اإلعالم.
50
الديمقراطية واالختيار الشعبي الحر ،فال يمكن لنا الحديث عن تعددية إعالمية حقيقية حتى ولو كانـت
39
هناك تعددية في أنماط الملكية للصحافة ومحتوياتها".
ظل غياب نظام
ويواصل األستاذ بومعيزة السعيد شرح مالحظاته المعرفية باإلشارة إلى أنه في ّ
سياسي ديمقراطي منبثق عن اختيار شعبي حر ،يبقى اإلعالم موضوع جدال ووسـيلة للصـراع بـين السلطة
التي ستلجأ دوما إلى ميكانيزمات وطرائق مباشرة أو غيـر مباشـرة ،كالتشـريع واإلعانـات واإلعالنات
وحجب المعلومات من أجل فرض رقابتها على اإلعالم باسم الصالح العام وأشياء أخـرى ،وبين من هم
خارج السلطة ويحاولون الوصول إليها كاألحزاب السياسية ،أو الصحفيين الذين يطمحون إلى ممارسة
دور الحارس لرقابة أفعال السلطة ،والتعددية اإلعالمية في مجال الصحافة المكتوبة سـاعدت علـى تفـوق
العنـاوين الصـادرة بالفرنسية من حيث العدد واإلمكانيات ،وذلك بسبب قربها من مصادر القـرار ،فهـذه
الثنائيـة غيـر المتكافئة والتي هي في غير صالح الصحافة الصادرة بالعربية نتيجة سياسـة سياسـوية مطبقـة
فـي مجالت الطباعة والسحب والتوزيع واإلعالنات واإلعانات والمعلومات ،هي في الواقع تناقض صـارخ
مع الواقع ،وحالة غير صحية ،ولهذا ووفق هذا المنظور ،ترغب السلطة في الحفاظ على القطاع العام–
في المجـال السـمعي البصري بصفة عامة والتلفزيون بصفة خاصة– ليكون وسيلة تأثير تحت مسمى
الخدمة العمومية .أمـا الصحفيون الذين يطالبون بفتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص ،فنواياهم
نابعة إما عن قناعـات إيديولوجية أو عن ارتباطهم العضوي بالسلطة أو حتى سعيا وراء تحقيق مصالح
شخصية ،أما البعض اآلخر من الصحفيين فلربما كانوا يؤمنون عن حسن نية بإمكانية تطبيق مبدأ
الخدمة العموميـة حتـى يحققوا نوعا من االستقاللية اتجاه السلطة ،فاالنتقال بالتلفزيون من األحادية إلى
التّعددية اإلعالمية المقرونة هي األخرى بطبيعـة النظـام السياسي (نظام ديمقراطي) والنظام االقتصادي
(سوق مزدهرة) واالستثمار (الخاص) والثقافة الوطنيـة (اللغة األصلية) ،أما في القطاع العام فسيزول
بزوال الظروف التي أنشأته .40
-5القنوات التلفزيونية الخاصة في الجزائر:
-1-5ظهورها ونشأتها :بدأت الصحف اليومية بإطالق قنوات تلفزيونية خاصة ويعود تاريخ
ظهورها إلى سنة 2002بعد بث قناة الخليفة من باريس دون رخصة مسبقة من المصالح الفرنسية
المختصة ،أسسها "عبد المؤمن خليفة" وقد أغلقت بعد ثمانية أشهر فقط من افتتاحها بعد إفالس
39
رمضﺎن بلﻌمري ،اﻟﻘطﺎع اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ اﻟجزائر إشكﺎﻻت اﻻنفتﺎح ،مذكرة ﻟنيل شهﺎدة اﻟمﺎجستير فﻲ تخصص تكنوﻟوجيﺎت واقتصﺎديﺎت
وسﺎئل اإلﻋالم ،جﺎمﻌﺔ اﻟجزائر ،2012-2011 ،3ص.46
40بوجمﻌﺔ (رضوان) ،اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر اﻟتجﺎذب بين اﻟمهنﺔ واﻟتشريع ،مركز اﻟﻘﺎﻫرة ﻟدراسﺎت حﻘوق اإلنسﺎن ،اﻟﻌدد .2007، 44
51
صاحبها .41باإلضافة إلى قناة Beur TVالتي تحصلت على رخصة البث األول في عام 2001من
فرنسا بينما بدأ البث فعليا في 1أفريل 2003وقد شرعت في البث رسميا في حلتها الجديدة بعد فترات
توقف عديدة بتاريخ 1أوت . 422011
بعد إعالن رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" عن إصالحات سياسية وإعالمية في 15أفريل
2011والذي خص القطاع السمعي البصري الخاص بمزاولة نشاطه في انتظار القانون الرامي الى رفع
احتكار الدولة لهذا القطاع ،معربا في تصريحه"أن وسائل اإلعالم الثقيلة المتمثلة في التلفزيون واإلذاعة
هي صوت الجزائر المسموع في العالم ،وذلك يلزمها اإلسهام في ترسيخ الهوية والوحدة الوطنية وفي اآلن
ذاته تعم الثقافة والترفيه ،لكنها مطالبة فوق ذلك باالنفتاح على مختلف تيارات الفكر ومن أجل ترسيخ هذا
االنفتاح على المواطنين واألحزاب دعم الفضاء العمومي بقنوات موضوعاتية متخصصة لجميع اآلراء
المتعددة والمتنوعة."...
هذا وق د عرفت القنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة انطالقة رسمية بعد عدة أشهر فقط من تصريح
الرئيس.
2-5أسباب ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة:
السبب األول :كان األزمة االقتصادية العالمية التي مست قمر النايل سات ففتح الباب أمام القنوات
بتسهيل الحصول على الترددات بأسعار منخفضة ،حيث كانت هنا وساطة بين جزائريين ومنتجين باألردن
وعمان والبحرين وهذه الوساطة كانت لها الفضل في ظهور هذه القنوات على أرض الواقع.
السبب الثاني :ثورات الربيع العربي وبفعل الضغط الذي نتج عن مطالبة الشعوب بالحرية ،دفع هذا
السبب الى أن يشاهدها الجمهور الجزائري فصارت الدولة متخوفة من حدوث انقالب على السلطة فعززت
نشاط هذه القنوات حتى تجذب إليها الجمهور الجزائري عبر مواضيعها وتخفف من معدل مشاهدته
للقنوات الخارجية ،وهذا ما يوحي بأن الدولة تعتبرها بديل وال تشكل المعارضة فهي تحت المراقبة.
السبب الثالث :وجد المستثمرين أن األزمة التي مست النايل سات هي فرصة جيدة لتوسيع نطاق
استثماراتهم خاصة منهم مستثمري الجرائد أصحاب الخبرة الطويلة الذين قرروا توسيع نشاطهم باالنفتاح
على القطاع السمعي البصري.
41اﻟفضﺎئيﺎت اﻟخﺎصﺔ بﺎﻟجزائر:اﻋتمﺎد ﻋلى اﻟدوﻟﺔ وتﻘليد ﻟلصحﺎفﺔ اﻟمكتوبﺔ ،نشر بتﺎريخ 2014-4-30ﻋلى اﻟسﺎﻋﺔ ،16:39تم اﻻطالع ﻋليه
بتﺎريخ 2016-1-28:ﻋبر اﻟرابطwww.startimes.com/f.aspx :
42محمود أبو بكر ،اﻟﻘنوات اﻟتلفزيونيﺔ اﻟخﺎصﺔ...ﻋندمﺎ تتحول اﻟصحف اﻟى ﻋلب فضﺎء ،جريدة اﻟحيﺎة اﻻﻟكترونيﺔ ،مﻘﺎل ،8462اﻟجزائر-24 ،
،2014- 9تﺎريخ اﻟزيﺎرة 2017-2-13،متوفر ﻋبر اﻟرابط www.elhayatonline.net/article8462.html
52
3-5قانون السمعي البصري 2014والقنوات الخاصة:
بمجرد إطالق هذا القانون ظهرت عدة قنوات مع مطلع 2014مثل الخبر ،الوطن ،الطاسيلي....
وقد أعد هذا القانون حسب المختصين طبقا للممارسات والمعايير المعمول بها دوليا من أجل التسيير
األمثل لقطاع السمعي البصري الجزائري وهو يعكس االلتزام بترقية وسائل إعالم القطاع العام وكذا الخدمة
العمومية لهذا المجال.43
هذا القانون حصر النشاط اإلعالمي المرئي والمسموع في "القنوات الموضوعاتية" وذلك وفقا للمادة
17التي تنص على إنشاء قنوات موضوعاتية ومتخصصة فقط وال يسمح لها بإدراج برامج إخبارية إال
وفق حجم يحدد في رخصة االستغالل ،وهو ما اعتبره البعض تقييدا لحرية التعبير ويتنافى مع روح
اإلصالحات الموعودة ،كما نصت مواد أخرى على ضرورة أن تراعي المؤسسات االعالمية في عملها
المصالح العليا والسياسة الخارجية والنظام العام واآلداب العامة ،كما نصت المادة 48على احترام
متطلبات الوحدة الوطنية واالمن والدفاع والمصالح االقتصادية ...واحترام سرية التحقيق القضائي وااللتزام
بالمرجعية الدينية الوطنية واحترام المرجعيات الدينية االخرى "...كما تم اقتراح عبر 113مادة تنظيم
المجال السمعي البصري وضبط سيره من خالل ادراج امكانيات ستتيح للمتعاملين الخواص الوطنيين
44
لالستثمار
ومن أجل الحفاظ على مهمة الخدمة العمومية تم بموجب هذا القانون وضع" سلطة ضبط السمعي
البصري " التي كان يترأسها ميلود شرفي سابقا وهي عبارة عن هيئة قانونية تواكب مرحلة اإلصالحات
التي قادها رئيس الجمهورية مجسدة لمرحلة التحول الديمقراطي الذي شهده مجتمعنا.
أما فيما يخص صالحيات هذه السلطة فهي موضحة في القانون خاصة المادتين 55-54من
القانون 04-14المؤرخ في 24فيفري 2014المتعلق بالنشاط السمعي البصري كما يلي:
-السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون والتشريع
والتنظيم الساري المفعول.
-السهر على عدم تحيز االشخاص المعنوية التي تستغل خدمات االتصال السمعي البصري التابعة
للقطاع العام.
-السهر على ضمان الموضوعية والشفافية.
43قطﺎع اﻻﻋالم يتﻌزز بﻘﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري من أجل تسيير أمثل ،نشر يوم 2014-12-1ﻋلى موقع اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ ،تﺎريخ اﻻطالع-28:
2017- 1ﻋلى اﻟرابطwww.radioalgerie.dz:
44اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ اﻟجزائر ،نحو مشهد تﻌددي ،نشر فﻲ موقع وكﺎﻟﺔ اﻻنبﺎء اﻟجزائريﺔ ،تﺎريخ اﻻطالع 2017-6-28:ﻋبر
اﻟرابطwww.aps.dz:
53
45
-السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين والثقافة الوطنية ودعمها.
وفيما يتعلق بالقنوات التلفزيونية الجزائرية الحالية ذكر ميلود شرفي "أنها تسير وفقا لقوانين أجنبية من
خارج الوطن ،وأن قانون السمعي البصري جاء ليكيفها وفق التنظيمات السارية ووفق القانون الجزائري،
مذك ار أن القنوات المعتمدة والمرخصة في الجزائر هي :النهار ،الشروق ،الهقار ،الجزائر تي في
والجزائرية.
كما استضافت سلطة الضبط السمعي البصري مسؤولي هذه القنوات المرخصة لتوضيح عدد من
األمور خاصة فيما يتعلق بالتطرف والعنف في الخطاب الديني ،باإلضافة إلى البث السلبي الذي يطغى
على برامج بعض القنوات والذي يسيء إلى صورة الجزائر داخليا وخارجيا ،مؤكدين على ضرورة تحقيق
التوازن في البرامج واألخبار واألمور التي تمس المواطن مباشرة وال بد من وصف األمور على حقيقتها
46
بايجابياتها وسلبياتها والمضي في االتجاه الذي يخدم المصالح العليا للبالد.
45محمد ﻫدير ،سلطﺔ ،سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري صالحيﺎتهﺎ ومهﺎمهﺎ ،ندوة حول "واقع وآفﺎق اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري بﺎﻟجزائر فﻲ ظل اﻻصالحﺎت
اﻟجديدة ،جﺎمﻌﺔ قسنطينﺔ 3كليﺔ ﻋلوم اﻻﻋالم واﻻتصﺎل ،يوم 18جﺎنفﻲ .2016
46ﻻ رقﺎبﺔ وﻻ تضييق فﻲ قﺎموس سلطﺔ اﻟضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري ،نشر يوم 2015-5-3:فﻲ موقع اﻻذاﻋﺔ اﻟجزائريﺔ ،تﺎريخ اﻻطالع-1-29:
2017ﻋلى اﻟرابطwww.radioalgerie.dz:
54
المحاضرة 8
47محمود أبو بكر ،اﻟﻘنوات اﻟتلفزيونيﺔ اﻟخﺎصﺔ...ﻋندمﺎ تتحول اﻟصحف اﻟى ﻋلب فضﺎء ،مرجع سﺎبق.
55
وهي قناة منوعة تهتم بقضايا المجتمع كافة ،برامجها متنوعة ،لتكون بذلك ثالث قناة خاصة تظهر
للوجود في الجزائر ،من صنف القنوات الخاصة المؤسسة في الخارج ،وانطلقت في 5جويلية .2012
رابعا :قناة نوميديا نيوز:
تأسست كوكالة إخبارية جزائرية الكترونية تملك 22مكتبا في العالم ،حاملة اسم مملكة نوميديا
األمازيغية ،وانطلقت كقناة فضائية في بثها التجريبي في 11ديسمبر ،2012وتبث القناة برنامجا إخباريا
تتخلله نشرات ومواجيز وبرامج وثائقية ،وواجهت القناة انتقادات واسعة أثناء الحملة االنتخابية لرئاسيات
2014لجهة انحيازها ،وتحقيرها لبعض المظاهرات االحتجاجية المعارضة ،ويتواجد المقر المركزي للقناة
بجنيف سويس ار إلى جانب مقر فرعي بالجزائر.
خامسا:قناة بور تي في:
تخضع هذه القناة للقانون الفرنسي ،ومقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس ،ومقرها الفرعي
بعنابة ،وتمتلك مكاتب في الجزائر العاصمة وآخر في تيزي وزو ،وعلى عكس القنوات األخرى فان هذه
الشاشة قد سطرت لنفسها هدف مخاطبة الجالية الجزائرية والمغاربية المقيمة في فرنسا وأوروبا عموما ،وقد
حصلت على رخصة البث األول عام 2001من فرنسا بينما بدأت البث فعليا في الفاتح من أفريل
،2003وهي مملوكة لرجل األعمال الجزائري"رضا محقني" الذي يستحوذ على 80بالمائة من أسهمها
فيما تعود ملكية 20بالمائة المتبقية إلى مسير القناة "ناصر كتان" ،وهو مؤسس القناة وصاحبها األول
قبل أن يتنازل عن أغلبية أسهمه فيها ألسباب مالية.
وقد شرعت في البث رسميا في حلتها الجديدة بعد فترات توقف عديدة نظ ار لألزمات المالية التي
48
عصفت بها بتاريخ 1أوت .2011
سادسا:قناة الهقار:
هي شبكة مستقلة تم افتتاح بثها التجريبي في شهر ماي ،2012بعنوان الهقار ، TVتتخذ من
العاصمة البريطانية لندن مق ار رئيسيا لها ،وهي مملوكة لرجل األعمال الجزائري" حسان بومعراف" صاحب
شركة المشروبات "فالش" وشريكه "محمد مولودي " صاحب دار الوعي للنشر ،وتعتزم القناة في الفترة
القريبة القادمة إطالق قناتها اإلخبارية المتخصصة ،تحت اسم "الهقار نيوز".
56
وفي الوقت الحالي ،انخفض عدد القنوات التلفزيونية الخاصة ،بسبب عدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها
المالية مع الشركات المؤجرة لترددات البث ،فان 15قناة جزائرية توقفت عن البث بسبب "نقص األموال"
وقيام الشركات المؤجرة بوقف البث عن طريق حجم التردد.
كما يوجد عدد كبير من القنوات التجارية والدعائية الجزائرية ،لكنها غير مسجلة لدى و ازرة االتصال
وهي مسجلة في الخارج ،وقائمة على الترويج لمنتجات طبية والعالج بالرقية ،وتوجد حاليا 45قناة
متخصصة وعامة مسجلة لدى و ازرة االتصال وسلطة ضبط السمعي البصري لكن خمسة منها فقط لديها
الترخيص بالعمل في الجزائر ،أما البقية فتبث بدون ترخيص ومن المتوقع أن تتخذ في حقها بعض
اإلجراءات من طرف و ازرة االتصال بسبب مخالفتها للقانون.49
سابعا:قناة العصر ( : ( tv Alasr
التابعة لمنظمة رشاد المعارضة ،وهذه المنظمة أطلقت هي األخرى قناة خاصة بها تحت اسم "رشاد
تي في( " (Tv Rachadلكن إدارة القمر الصناعي "أوتل سات" قطعت بثها في وقت الحق.
49مﻘﺎل بﻌنوان"انخفﺎض ﻋدد اﻟﻘنوات اﻟخﺎصﺔ فﻲ اﻟجزائر" ،جريدة اﻟحيﺎة اﻻﻟكترونيﺔ ،مﻘﺎل ،44960اﻟجزائر ،تﺎريخ اﻟزيﺎرة،2017-2-14
متوفر ﻋبر اﻟرابطwww.elhayatonline.net/article8462.html
57
المحاضرة:9
50ﻋبد اﻟمومن بن صغير،التنظيم القانوني لنشاط قطاع السمعي البصري في ظل التشريع اإلعالمي الجزائري لما بعد اإلستقالل ،كليﺔ اﻟحﻘوق
واﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ ,جﺎمﻌﺔ موﻻي اﻟطﺎﻫر سﻌيدة ،اﻟمركز اﻟديمﻘراطﻲ اﻟﻌربﻲ ﻟلدراسﺎت اﻻستراتيجيﺔ اﻻقتصﺎديﺔ واﻟسيﺎسيﺔتم اإلطالع ﻋليه
بتﺎريخ 22:10 ،2018-2-11ﻋبر اﻟرابطhttp://democraticac.de/?p=38153 :
58
وعلى الرغم من المناداة بفكرة استقاللية اإلعالم الجزائري وفصل تبعية المؤسسة السمعية البصرية
عن التنظيم الفرنسي ،إال أنه حتى سنة 1976لم يكن هناك قانونا لإلعالم ينظم ممارسة األنشطة
اإلعالمية بما في ذلك القطاع السمعي البصري ،وهذا الفراغ القانوني كانت له انعكاسات سلبية من غير
شك على نشاط وسائل اإلعالم ،باستثناء بعض المراسيم التنظيمية الجزئية التي تمس جميع القطاعات
اإلعالمية ،فإن السياسة اإلعالمية آنذاك التي اتبعت خالل هذه المرحلة ،تميزت بالكثير من الغموض
سواء على الصعيد القانوني أو على الصعيد الميداني األمر الذي جعل أحد المختصين في مجال اإلعالم
يصف هذه المرحلة بمرحلة البيات الشتوي.
بدأت معالم السياسة اإلعالمية لقطاع السمعي البصري تتضح مع صدور الميثاق الوطني عام
1976حيث شهدت هذه المرحلة بداية االهتمام الفعلي بقضايا اإلعالم ووسائله ومنها وسائل اإلعالم
السمعية البصرية ،خصوصا في ظل استكمال بناء مختلف المؤسسات والهياكل السياسية واالقتصادية.
وقد جاء في الميثاق إلى التنويه بالدور االستراتيجي لوسائل اإلعالم في خدمة أهداف التنمية ،كما
دعا إلى ضرورة استصدار قوانين وتشريعات تحدد تحديدا سليما لدور الصحافة واإلعالم والتلفزيون
والسينما في مختلف المشاريع الوطنية ،واالهتمام بالتكوين في مجال اإلعالم ،وتوفير اإلطارات اإلعالمية
الالزمة لمواكبة خطط التنمية ،وإشباع حاجات ومتطلبات الجماهير في الحصول على إعالم متميز ويتسم
بالموضوعية والجودة.51
وباعتبار أن الجزائر قد انتهجت النظام االشتراكي ،كان البد من أن تنعكس على السياسة اإلعالمية
وعرفت في بداية الثمانينات مناقشة أول مشروع لملف السياسة اإلعالمية في الجزائر منذ االستقالل
وكخيار اشتراكي انعكس على تلك السياسة اتضح للجزائر أن مفهوم اإلعالم يقوم على أساس الملكية
االجتماعية لوسائل اإلعالم ،وأن اإلعالم هو جزء ال يتج أز من السلطة السياسية المتمثلة في حزب جبهة
التحرير الوطني ،وأداة من أدواتها في أداء مهمات التوجيه والرقابة والتنشيط وتم تحديد وظائف اإلعالم
:
في المجتمع الجزائري على النحو اآلتي
التربية والتكوين والتوجيه
51مرجع سﺎبق
59
التعبئة
وقد تم صدور في عهد الحزب الواحد أول قانون لإلعالم في الجزائر سنة 1982ضمن الخطوط
العامة للميثاق الوطني والدستور لعام .1976
وقد تناول هذا القانون ألول مرة مختلف جوانب النشاط اإلعالمي ،وحدد اإلطار العام لمفهوم اإلعالم
في الجزائر ،إذ جاء في مادته األولى:اإلعالم قطاع من قطاعات السيادة الوطنية ،يعبر اإلعالم بقيادة
حزب جبهة التحرير الوطني ،وفي إطار االختيارات االشتراكية المحددة في الميثاق عن إرادة الثورة،
وترجمة لمطامح الجماهير الشعبية يعمل اإلعالم على تعبئة كل القطاعات وتنظيمها لتحقيق األهداف
الوطنية وقد كشف هذا القانون في مادته األولى عن المصادر التي يستلهم منها مبادئه وهي الميثاق
الوطني ومختلف التوصيات الصادرة عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني ،كما اعتبر القانون أن
اإلعالم جزءا من السيادة الوطنية وهو إعالم ثوري يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة االشتراكية بقيادة حزب
جبهة التحرير الوطني.
إضافة إلى ذلك فقد تناول القانون جملة من القضايا المتعلقة بالنشاط اإلعالمي وأهداف اإلعالم،
وأشار إلى حق المواطن في اإلعالم ،حيث جاء في المادة الثانية منه"على أن الحق في اإلعالم حق
أساسي لجميع المواطنين ،تعمل الدولة على توفير إعالم كامل وموضوعي".
وحدد الخطوط العامة لممارسة النشاط اإلعالمي ضمن السياسة العامة للدولة المنصوص عليها في
الدستور والميثاق ،حيث جاء في المادة الثالثة على انه :يمارس حق اإلعالم بكل حرية ضمن نطاق
االختيارات اإليديولوجية للبالد والقيم األخالقية لألمة وتوجيهات القيادة السياسية المنبثقة عن الميثاق
الوطني مع مراعاة األحكام التي يتضمنها الدستور خاصة في مادتيه 55و7352
وفي صدد حسم اللغة التي ستستعمل في وسائل اإلعالم الوطنية ،أكدت هذه الوثيقة على لغة
اإلعالم الوطني مستقبال ،وهي اللغة العربية ،وهذا ما جاءت به المادة 4من القانون وأكدته بقولها :مع
العمل دوما على استعمال اللغة الوطنية وتعميمها ،يتم اإلعالم من خالل نشريات إخبارية ،ونشريات
52مرجع سﺎبق
60
إخبارية متخصصة ووسائل سمعية بصرية ،غير أن هذا القانون لم يكن سوى حبر على ورق ،ألنه لم
يكرس مبادئه على أرض الواقع وقد عيب عليه من عدة نواحي وهي:
إن هذا القانون جاء لينظم قطاع المطبوعات والصحافة المكتوبة ،ولم يتعرض إلى القطاع
السمعي البصري سوى ضمن إطار عام وفضفاض.
إن القطاع السمعي البصري ومنه التلفزيون ظل يسترشد في الممارسة فيما يتعلق بطبيعة
المهنة ،وفي الجانب الجزائي ببعض مواد القانون ،أما المجاالت األخرى مثل التوسع في الشبكات
والقنوات فظلت خاضعة للقانون الخاص بالوسيلة.
وتماشيا مع الدستور 1989الذي كرس مبدأ التعددية الحزبية في الجزائر ،صدر قانون اإلعالم في
03أفريل ، 1990ونشر بالجريدة الرسمية في نفس السنة ،والذي فتح مجاال واسعا للتعددية السياسية
التي تتضمن هي منطقيا التعددية اإلعالمية ،حيث جاء في المادة الثانية منه والتي نصت على انه :
الحق في اإلعالم يجسده حق المواطن في االطالع بكيفية كاملة وموضوعية على الوقائع واآلراء التي تهم
المجتمع على الصعيدين الوطني والدولي ،وحق مشاركته في اإلعالم بممارسة الحريات األساسية في
التفكير والرأي والتعبير طبقا للمواد 40-39-35من الدستور.
وفي المادة 03تحدثت الوثيقة عن حرية ممارسة الحق في اإلعالم ،حيث نصت على انه :يمارس
الحق في اإلعالم بحرية مع احترام كرامة الشخصية اإلنسانية ومقتضيات السياسة الخارجية والدفاع
الوطني.
أما المادة الرابعة فقد وضحت الوسائل التي من خاللها يمارس هذا الحق ،حيث جاء فيها :يمارس
الحق في اإلعالم خصوصا من خالل ما يأتي:
عناوين اإلعالم وأجهزة في القطاع العام.
العناوين واألجهزة التي تمتلكها أو تنشئها الجمعيات ذات الطابع السياسي.
العناوين واألجهزة التي ينشئها األشخاص الطبيعيون والمعنويون الخاضعون للقانون
الجزائري.
ويمارس من خالل أي سند كتابي أو إذاعي صوتي أو تلفزي.
61
غير أن القانون يكاد يستثني القطاع السمعي البصري ،وهو ما جاء في المادة 56منه والتي نصت
على انه :يخضع توزيع الحصص اإلذاعية الصوتية أو التلفزية واستخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية
53
لرخص ودفتر عام للشروط تعده اإلدارة بعد استشارة المجلس األعلى لإلعالم وهذا
إشارة واضحة على عدم اإلقبال على إنشاء قناة ثانية ،رغم االتصاالت التي تمت مع القناة وقنوات
أخرى » « canal plusالفرنسية
كذلك اشار القانون الصادر سنة 1990إلى إنشاء هيئة إعالمية جديدة هي ” المجلس األعلى
لإلعالم” أوكلت لها مهام تختلف عن مهام المجلس ،1984وقد حددت المادة 59من الوثيقة طبيعة
الهيئة ،حيث نصت على انه :يحدث مجلس أعلى لإلعالم ،وهو سلطة إدارية مستقلة ضابطة تتمتع
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي تتمثل مهمتها في السهر على احترام هذا القانون.
وقد منحت هذه الهيئة سلطات واسعة وحلت محل و ازرة اإلعالم (التي ألغيت في تشكيلة حكومة
:
)1991ومن مهامها خاصة في مجال القطاع السمعي البصري
01ضمان استقاللية أجهزة القطاع العام للبث اإلذاعي الصوتي والتلفزي وحياده،
03السهر على نشر اإلعالم المكتوب والمنطوق والمتلفز،عبر مختلف جهات البالد
وعلى توزيعه.
04تسليم الرخص ،واعداد دفاتر الشروط المتعلقة باستعمال الترددات اإلذاعية الكهربائية
بدأت هذه المرحلة مند 1990بصدور الدستور الجديد ،الذي نص في مادته 40على التعددية
الحزبية وحرية إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي (األحزاب) ،وتميزت المرحلة بصدور العشرات من
الصحف ،خاصة بعد صدور قانون اإلعالم ،1990الذي أكد حرية إنشاء العناوين الصحفية المستقلة
إال أن القطاع السمعي البصري بقي تحت ملكية ووصاية الدولة.
53مرجع سﺎبق
62
وذلك راجع إلى نظرة الدولة اتجاه القطاع السمعي البصري وهو ما يشكل حساسية وخاصة التلفزيون
الذي جعل الدولة مترددة في مسألة تحريره وفتحه لالستثمارات الخاصة والمستقلة ،إلى جانب التردد في
إصدار قانون جديد لإلعالم يحدد بوضوح وضعية قطاع السمعي البصري ضمن الخريطة اإلعالمية.
وقد صدر الحقا مشروعان تمهيديان لقانون اإلعالم لسنة ،1998وسنة ، 2002الذي تناوال القطاع
السمعي البصري ألول مرة بنوع من التفصيل.54
أ -المشروع التمهيدي لقانون اإلعالم :1998
إذا كان قانون اإلعالم لسنة 1990يؤكد في مادته األولى على أن هذه الوثيقة تحدد قواعد ومبادئ
ممارسة حق اإلعالم ،فإن مشروع 1998كشف في مادته األولى على تحرير قطاع اإلعالم برمته ،إذ
تنص المادة األولى منه على ما يلي :يكفل القانون الحالي حرية الصحافة واالتصال السمعي البصري
كذلك عرفت الوثيقة ألول مرة منذ االستقالل المقصود بالسمعي البصري ،بعد أن كانت القوانين
السابقة تدرجه ضمن عبارة غامضة وتعتبره” سندا إذاعيا أو صوتيا او تلفزيا” يمارس من خالله الحق في
اإلعالم.
حددت المادة الثانية من المشروع التمهيدي مفهوم االتصال السمعي البصري بما يلي:يقصد
باالتصال السمعي البصري كل ما يوضع في متناول الجمهور أو فئات منه بواسطة أحد األساليب
االتصال السلكي والالسلكي من رموز وإشارات وحروف خطية ،صور وأصوات أو رسائل من مختلف
األنواع وعلى اختالف طبيعتها واال ليس لها طابع المراسلة الشخصية
وأفردت الوثيقة الباب الثالث للحديث عن القطاع لكن ضمن عبارة ” عمومي ”وهو أمر يشير إشارة
واضحة في عدم رغبة الدولة في فتح القطاع السمعي البصري لالستثمارات الخاصة إال في حدود ضيقة
ومعينة.
وهو مانصت عليه المادة 28من المشروع التمهيدي بقولها:يمكن للمؤسسات العمومية للبث اإلذاعي
المسموع والمرئي أن تفتح رأسمالها ،في إطار الشراكة لمؤسسات متخصصة تابعة للقطاع الخاص وفقا
للتشريع المعمول به.
وتستثني المادة 29بعض األنشطة فتنص أن تمارس األنشطة ذات الصلة بالبث التلفزي للتغطية
الوطنية من قبل المؤسسات العمومية المختصة فقط ،وتضيف غير انه يمكن للمؤسسات المذكورة ،أن
54مرجع سﺎبق
63
تتخلى في إطار الشراكة ،عن بعض األنشطة لمؤسسات تابعة للقطاع الخاص حسب الشروط التي
سيحددها القانون
ويتناول الفصل الثاني من نفس الباب ” خدمات البث اإلذاعي السمعي والتلفزي المرخص بها.
وتشير المادة 30من المشروع التمهيدي إلى انه :يخضع توزيع حصص إذاعية مسموعة أو مرئية
عن طريق الكابل،كذلك استعمال الذبذبات اإلذاعية الكهربائية لترخيصات وأحكام القانون وألوامر دفتر
شروط تعده الو ازرة المكلفة باالتصال بعد استشارة المجلس األعلى لالتصال ،ويشكل هذا العرف نمط من
أنماط استعمال القطاع الخاص لألمالك العمومية التابعة للدولة.
وفي نفس الترخيص تضيف المادة 31منه على أن:يخضع الترخيص بأية خدمة اتصال سمعي
55
بصري غير خدمات القطاع العمومي إلبرام اتفاقية بين المجلس األعلى لالتصال المتصرف باسم
الدولة والمستفيد من رخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي بصري.
ويشرح الفصل في المادة من 32إلى 46الطرق والكيفيات واإلجراءات التي تنظم النشاط في القطاع
السمعي البصري خاصة فيما يتعلق بمنح التراخيص أو سحبها ،وشروط االتفاقيات وكذلك فسخها.
وفي الباب الثامن تتحدث الوثيقة عن ” المجلس األعلى لالتصال” باعتباره سلطة مستقلة لضبط
األمور وتتمتع باالستقالل اإلداري والمالي ،وتضمن التعددية في اإلعالم وحرية الصحافة واالتصال.
ويمكن تعداد مهام هذا المجلس والموكلة له في مجال القطاع السمعي البصري على النحو اآلتي:
ممارسة الرقابة بكل الوسائل المالئمة على موضوع الحصص اإلشهارية التي تبثها أجهزة
تنفيذها.
وتحدد المادة 94بان المجلس األعلى لالتصال هو الجهة التي تسلم الترخيصات بإنشاء
55مرجع سﺎبق
64
جاء هذا المشروع على أنقاض المشروع التمهيدي لسنة 1998الذي لم ينجح الن يتحول إلى قانون
ويتميز هذا المشروع بكونه شرح األسباب والغاية من هذه الوثيقة ،وذلك بان وضع األمور في إطارها
الوطني والدولي واستهل المشرع قبل عرض مواد المشروع بتقديم األسباب والدوافع وراء هذه المبادرة
وكذلك تميز ا لمشروع بعقد جلسات جهوية لمناقشته من قبل المهتمين والمنشغلين بقطاع اإلعالم ،وأوكلت
مهمة اإلشراف على الجلسات إلى باحثين أكاديميين مهتمين ببحوث اإلعالم والتشريعات اإلعالمية ،وهو
أمر جديد حيث جرت العادة في القوانين والمشاريع السابقة أن تكون المناقشات محدودة ومحصورة في
فئات بيروقراطية بعيدة عن واقع العمل اإلعالمي ومتطلباته.
ويمكن حصر أسباب ودوافع من وراء إصدار هذا المشروع ،والتي نجملها فيما يلي:
ضرورة تعديل القانون الساري المفعول على مستوى الشكل والمضمون ،حتى ينسجم
والمحيط القانوني والمؤسساتي مع المحافظة على مكاسب الصحافة خالل عشرية كاملة ودعمها
.56
وضع تعديالت تتماشى وتواكب السياسة التي تتبعها البالد من أجل االنضمام ومسايرة
مسار العولمة ال سيما المجتمع اإلعالمي والمتغيرات التي يفرضها المحيط الدولي.
ترتكز فلسفة المشروع الجديد على مبدأ حرية اإلعالم في إطار احت ارم األسس الدستورية
مبدأ التخطيط
إن هذا المشروع يتماشى واإلصالحات التي مست هيئات ومهام الدولة ،وبالتالي فهو
يدخل نصوصا مؤسسا تية مالئمة لمختلف قطاعات أنشطة اإلعالم والمهام الدائمة للدولة من
خالل التصور والضبط والمراقبة.
يمكن المشروع الجديد مختلف الفئات المهنية لإلعالم لتمكين السلطات العمومية
لالضطالع بمهامها في إطار تشاوري ومن جهة ثانية المساعدة في تنظيم الممثليات المهنية
للقطاع.
56مرجع سﺎبق
65
في مجال السمعي البصري ،يضع المشروع أسس تأسيس المجلس السمعي البصري
له ،وإخضاعه للمبادئ العامة العالمية التي تحكم مهنة الصحفي .
المشروع الجديد ينص على ضرورة تكريس دعم الدولة للصحافة
حدد المشروع التمهيدي مفهوم النشاط اإلعالمي في المادة الثانية بقولها:يقصد بنشاط اإلعالم في
مفهوم هذا القانون ،وضع معلومات تحت تصرف الجمهور أو فئات منه عبر كل الدعائم سواء كانت
مسموعة ،مرئية أو إلكترونية وكذلك بصفة دورية.
وخصص المشرع الباب الثالث من المشروع ليتناول فيه ” النشاط اإلعالمي عن طريق االتصال
السمعي البصري ،إذ تناول في الفصل األول ممارسة االتصال السمعي البصري ،وعلى هذا المنوال
حددت المادة 34من المشروع التمهيدي المقصود باالتصال السمعي البصري ،على أنه :يقصد باالتصال
السمعي البصري في مفهوم هذا القانون ،وضع تحت تصرف الجمهور أو فئات منه ،عالمات ،صور،
إشارات ،أصوات ،أو بالغات أيا كانت طبيعتها والتي ليس لها صفة المراسلة الشخصية ،وذلك عن
طريق المواصالت السلكية والالسلكية.
أما المادة 35منه فقد حددت آليات وأدوات ممارسة النشاط السمعي البصري:
في حين حددت المادة 38للمشرع خضوع الممارسة اإلعالمية في القطاع السمعي البصري الخاص
لترخيص من قبل المجلس السمعي البصري ،وخصص الفصل الثاني لهذه الهيئة الجديدة وهي ” المجلس
السمعي – البصري.
57مر جع سﺎبق
66
وتحدد المادة 42من المشروع التمهيدي لسنة 2002مهام هذا المجلس بعد تحديد طبيعته بكونه ”
سلطة مستقلة للضبط والمراقبة ،تتمتع باالستقالل اإلداري والمالي ،ضامنة للتعددية اإلعالمية وحرية
الصحافة في االتصال السمعي البصري ،وهذه المهام هي:
*السهر على احترام أحكام هذا القانون،وأحكام النصوص الالحقة المتعلقة باالتصال السمعي
البصري.
*تشجيع شفافية أنشطة مصالح السمعي البصري المرخصة.
*الحيلولة دون تمركز االتصال السمعي البصري تحت تأثير مالي أو إيديولوجي.
*ممارسة الرقابة على الموضوع والمحتوى و كيفيات برمجة الحصص اإلشهارية التي تبثها مصالح
السمعي البصري.
*تحديد الكيفيات ل ممارسة حق التعبير التعددي للتيارات الفكرية والرأي في إطار احترام مبدأ المساواة
في المعاملة في مصالح االتصال السمعي البصري.
* تحديد عن طريق ق ارراته ،شروط إنتاج برمجة حصص التعبير المباشر خالل الحمالت االنتخابية
في وسائل اإلعالم السمعي البصري.
* السهر على جودة التبليغ وكذا الدفاع عن الثقافة الوطنية وترويجها ،السيما في مجاالت إنتاج وبث
المؤلفات الوطنية من طرف وسائل اإلعالم السمعي البصري.
في باب ممارسة مهنة الصحفي :تشير المادة 72إلى انه :ال يجب في أي حال من األحوال ،أن
تقدم األخبار التي تنشرها النشرية الدورية أو وكالة األنباء أو تبثها مصلحة االتصال السمعي البصري
بطريقة:
-تنوه فيها بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالجرائم أو الجنح.
-تشكل إهانة اتجاه رؤساء الدول.
-تشكل إهانة اتجاه أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر.
58
كل مخالفة لهذا القانون يعاقب عليها طبقا لقانون العقوبات
-5-6المرحلة الخامسة (المرحلة االنتقالية) :مرحلة إصدار القانون العضوي لإلعالم 2012إلى
غاية اليوم.
58مرجع سﺎبق
67
شهدت هذه المرحلة قفزت نوعية وانتقالية لقطاع السمعي البصري الذي أصبح يعد ضرورة حتمية
حيث عرف إرساء قاعدة قانونية تسمح بفتح هذا المجال الحساس الذي يعد من بين الرهانات االتصالية
في وقتنا الحالي بفع ل الثورة التكنولوجية و ما أفرزته من تحوالت جذرية على المجتمع إذ أصبح من
الجزئرية قامت بتقديم مبادرة من خالل
ا الصعب إرضاء الناس و إشباع رغباتهم لهذا نالحظ أن الدولة
الموافقة على فتحه و ذلك بعد المصادقة على القانون العضوي لإلعالم رقم 15-12المؤرخ في 12
الري و التعبير كما أنه حدد شروط
جانفي 2012و الذي ساهم من خالل مواده على ضمان حرية أ
59
إنشاء قنوات مع ضرورة احترام دفتر األعباء من قبل سلطة السمعي البصري
59محرك اﻟبحث اإلخبﺎري جزايريس ،زوﻻ سومر ،اإلﻋالم فﻲ اﻟتشريع اﻟجزائري 2017-10-30، 2016-03-03،www.djazairess.com ،
. 21:41 ،
60أحمد حمدي,نظرات فﻲ قوانين اإلﻋالم اﻟجزائريﺔ , http://www.ahmedhamdi.net/?p=15622:55 ,2017-10-30,
68
مختلف التوصيات الصادرة عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني و مختلف التوصيات الصادرة
عن مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني كما اعتبر قانون اإلعالم جزء ال يتج أز من السيادة الوطنية
باعتباره إعالم ثوري يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة االشتراكية بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني.
وقد اعتبر الصحافيون ،قانون ،1982قانون عقوبات وال توجد فيه سوى مادة واحدة ،المادة 45
التي تشير إلى حرية الصحافي في الوصول إلى مصادر المعلومات ،رغم أن هذه المادة لم تعن الكثير
في أرض الواقع.
كما أنه تناول جملة من القضايا المتعلقة بالنشاط اإلعالمي و أهداف اإلعالم و أشار إلى حق
المواطن في اإلعالم كحق أساسي للجميع ،كما أنه حدد الخطوط العامة لممارسة النشاط اإلعالمي ضمن
السياسة العامة للدولة المنصوص عليها في الدستور و هدا ما جاء به في المادة الثالثة.
وبإيجاز فان قانون 1982يبدو أنه قانون جاء لينضم قطاع المطبوعات والصحافة المكتوبة اذ أنه
لم يتعرض بالتفصيل إلى الوسائل السمعية البصرية سوى في إطار عام وكان المشرع يلحق مصطلح
السمعي البصري كلما كان الحديث عن الممارسة اإلعالمية وعليه فان قطاع السمعي البصري ومنه
التلفزيون الجزائري ،ظل يسترشد في الممارسة ببعض مواد هذا القانون.
3ـ قطاع السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم : 1990
المميز في هذا القانون هو تأكيده عن حرية إصدار المطبوعات لكنه استثنى نوعا ما قطاع
السمعي البصري الذي كان تحت احتكار الدولة حيث نصت أغلبية نصوصه و أخص بذكر المادة52
على أنه يخضع توزيع ،الحصص اإلذاعية الصوتية أو التلفزيونية واستخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية
لرخص و دفتر الشروط تعده اإلدارة بعد استشارة المجلس األعلى لإلعالم أوكلت لها مهام تختلف عن
المهام الموكلة لمجلس.1984
*و من بين مهام هذه الهيئة الخاصة لقطاع السمعي البصري نذكر منها ما يلي :
.1ضمان استقاللية أجهزة القطاع العام للبث اإلذاعي الصوتي والتلفزي وحياده واستقاللية
كل مهنة من مهن القطاع.
.2يسهر على نشر اإلعالم المكتوب المنطوق والمتلفز عبر مختلف جهات الوطن و
توزيعه.
.3يسلم المجلس األعلى الرخص ،و يعيد دفاتر الشروط المتعلقة باستعمال الترددات
اإلذاعية الكهربائية و التلفزية كما نصت عليه المادة . 52
69
أما بالنسبة للمواد التي خصصت للعقوبات فإنها جاءت قاسية على الصحافي خاصة منها التي
تتعلق بالسجن مثل:المادة 77التي تنص على سجن الصحافي من ستة شهور إلى ثالث سنوات لالعتداء
61
على الديانات
والمادة 81 :التي تقرر عقوبة تتراوح من سنة إلى خمس سنوات للمدير الذي يتلقى أمواال من
الخارج.
والمادة 82التي تعاقب من شهر إلى سنتين كل من يبيع الجرائد األجنبية الممنوعة،
والمادة 86التي تتحدد عقوبتها من 5إلى 10سجنا سنوات لنشر معلومات تمس أمن الدولة والوحدة
الوطنية.
62
وعلى العموم فهي مواد لم تطبق في الواقع اال ما ندر
من خالل ما سبق نستنتج أن قانون 1990شأنه شأن قانون 1982إذ أنه يتعامل بحذر مع
القطاع رغم أهمية و رغم تأثيره في حشد مختلف الطاقات الوطنية لتحقيق أهداف األمة و المجتمع.
كما ال بد أن نشير إلى أن إلغاء المجلس األعلى لإلعالم بمقتضى المرسوم 13-93لـ 1993يعد
أهم تناقض في هدا القانون في حد ذاته ،خاصة ادا ما أخدنا بعين االعتبار في المسؤوليات و المهام
الموكلة لهدا المجلس خصوصا في ما يتعلق بقطاع السمعي البصري.
4ـ التعددية اإلعالمية في قطاع السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم الجديد:
صدر هدا القانون الجديد رقم 05- 12المؤرخ في 18صفر 1433الموافق لـ 12جانفي 2012في
ظروف متسارعة ،فرضتها وتيرة اإلصالحات السياسية والقطاعية التي أخذتها السلطة على عاتقها تحت
ضغط المطالب الداخلية و تطور األوضاع التي شهدتها بعض الدول العربية ،و يتضمن القانون العضوي
133مادة مقسمة على 12باب،و هو بمثابة قانون إعالم جديد يساير جميع التطوارت المتعلقة الجديد
باإلعالم الحاصلة على جميع األصعدة.
ففي بابه األول جاء في شكل أحكام عامة تهدف إلى تحديد المبادئ و القواعد التي تحكم ممارسة
الحق في اإلعالم و الحرية.
61مرجع سﺎبق
62مرجع سﺎبق
70
أما في بابه الثاني جاء تحت عنوان"النشاط اإلعالمي عن طريق الصحافة المكتوبة" و هذا من
أجل تنظيم قطاع الصحافة المكتوبة.
أما الباب الثالث :تم التحدث فيه عن سلطة الضبط الصحافة المكتوبة.
أما الباب ال اربع :جاء تحت عنوان النشاط السمعي البصري إذ تم من خالله تقديم مفهوم النشاط
السمعي البصري على أنه كل ما يوضع تحت تصرف الجمهور أو فئة منه عن طريق االتصال
الالسلكي أو بث اإلشارات أو عالمات أو إشكال مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة كما
جاء في نفس الباب فصل لسلطة ضبط السمعي البصري باعتبارها سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية
المعنوية واالستقالل المالي ،كما تحدد مهامها وصالحياتها أي صالحية سلطة الضبط السمعي البصري
بموجب القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري حسب المادة 65من القانون.
أما الباب الخامس :جاء مرسوم لوسائل اإلعالم االلكترونية و كيفية ممارستها هي والنشاط السمعي
البصري عبر االنترنت.
أما الباب السادس :فخصص للحديث عن مهنة الصحافة و آداب أخالقيات المهنة.
اما الباب السابع :فخصص هو األخر للحديث عن حق الرد و التصحيح و كيفية ممارسته .
أما الباب الثامن :خصص للتحدث عن المسؤولية.
اما الباب التاسع :فتم الحديث فيه عن المخالفات المرتكبة في إطار النشاط اإلعالمي.
اما الباب العاشر :فجاء مرسوما بعنوان دعم الصحافة و ترقيتها و ذلك من خالل منح الدولة
الجزائرية إلعانات و لترقية حرية التعبير ال سيما من خالل الصحافة الجوارية والصحافة المتخصصة
حسب المادة .127
أما الباب الحادي عشر:فخصص للحديث عن نشاط وكاالت االستشارة في االتصال و كيفية
63
ممارسته.
-5الرقمنة الكلية للتلفزيون:
وبجانب "التذبذب" في المجال التشريعي حيال فتح القطاع السمعي البصري ،ونقصد به التلفزيون،
بدأت المؤسسة العمومية للتلفزيون عملية مواكبة التطورات التقنية الحاصلة في عالم التلفزيون باستحداث
63مرجع سﺎبق
71
أنظمة البث الرقمية باإلضافة إلى اإلنتاج الرقمي لكل البرامج والنشرات اإلخبارية في االستوديوهات
المجهزة بأحدث التقنيات الرقمية ،وذلك من خالل:
-1االستوديوهات الرقمية.
- 2مراكز األخبار الرقمية .
-3البث الرقمي.
- 4تجهيز غرف التحرير اإلخبارية بأنظمة التحرير االلكتروني. base News
-5تجهيز التلفزيون بأنظمة المونتاج الرقمي على مستوى التحرير وغرف التركيب.
-6أنظمة األرشيف الرقمي والتخزين اإللكتروني.
-6مشروع البوابة التلفزيونية االلكترونية:
وانطالقا من أهمية البوابة اإللكترونية في العصر الحالي والمتميز بالتطورات التقنية المتالحقة بدأ
64
: التلفزيون الجزائري التفكير في إنشاء وإطالق البوابة اإللكترونية التلفزيونية الجزائرية التي
-تستفيد من الخبرات المتراكمة في عالم االنترنت بالجزائر .
-تستفيد من التجارب المتاحة عربيا وعالميا خاصة المتميزة منها.
-تستفيد من كل القفزات التكنولوجية التي تشهدها البالد ويشهدها اإلعالم عندنا خاصة التلفزيون.
فرغبة في تبوء مكانة مرموقة في هرم اإلعالم العربي الذي بدأ يجد له مكانة في ساحة اإلعالم العالمي
واستكماال للدور الذي يقوم به التلفزيون الجزائري في تطوير رسالته اإلعالمية ،وتمكين الجماهير من
المتابعة التفاعلية المتواصلة لألخبار والبرامج وتحليالتها على شبكة االنترنت ،وزيادة عدد متبعي أنشطة
القناة عبر موقعها على اإلنترنت إضافة لجمهور الشاشة يسعى مشروع القناة الرابعة على البث أو البوابة
االلكترونية إلى تحقيق هدف رئيسي هو إنشاء قناة معلوماتية متكاملة على الشبكة تحقق كل الوظائف
المتطورة لالنترنت وذلك وفق المبادئ اإلعالمية التالية :
-اآلنية والسرعة في نقل وبث الخبر .
-المعالجة اإلعالمية والمعلوماتية المتوازنة .
-الدقة والموضوعية والحياد
-الشمولية في الطرح
-مساندة التوجهات الكبرى للبالد
72
-إشاعة السلم وثقافة الحوار
-خلق مناخات التواصل بين الجزائريين في شتى أبقاع العالم
-التفاعلية وخلق المشاهد المتجاوب وااليجابي وحسب القائمين على المشروع فالبوابة التلفزيونية
تجمع الخواص التالية :تقوم في المقام األول مقام المتمم للقناة الرئيسية وبعرضها محتويات التلفزيون
الجزائري بقنواته الثالث على الشبكة عرضا معلوماتيا متكامال .
تقوم في المقام الثاني مقام المفعل للعالقة بين الجمهور والتلفزيون وانتهاء بوضع نظام البريد
االلكتروني ومنتديات النقاش مقام الشارح واإلضافي على الشبكة لكل األخبار والقصص التي تبث على
القنوات التلفزية .
تقوم في المقام األخير بتحقيق مبدأ البرمجة حسب الطلب وفق نظام التسجيل والبث الشبكي .
وبرأي المالحظين ،فهذه البوابة اإللكترونية لم تضف شيئا كثي ار لجمهور التلفزيون في الشبكة
العنكبوتية ،ألن المحتوى المنشور في الموقع اإللكتروني للتلفزيون ال يقدم خدمة تفاعلية مع الجمهور كما
65
أنه ال يقدم خدمة إخبارية للمتلقي ،كما تفعل القنوات التلفزيونية في العالم.
73
المحاضرة :10
-7سلطة ضبط السمعي البصري في ظل قانون اإلعالم الجزائري وصالحياتها
لقد آمنت الحكومات المتعاقبة منذ الحصول على االستقالل بدور اإلعالم وأهميته ،وظل الجانب
ا لتشريعي يرتقي ويتطور تبعا لألحداث التي عرفتها البالد وتماشيا مع التطورات والتغيرات الحاصلة في
المجتمع على جميع األصعدة ،وخص المشرع الجزائري قطاع السمعي البصري بتنظيمه في قانون اإلعالم
الصادر سنة 2012وقام بتفصيل نشاط المؤسسة السمعية البصرية عندما أصدر القانون رقم 04-14
المؤرخ في 24 :فبراير .2014
وبهذا يكون قطاع السمعي البصري في الجزائر قد شهد عدة تغيرات و تطورات خالل السنوات
األخيرة بدء ا من التعددية اإلعالمية و فتح المجال أمام القنوات الخاصة وصوال إلى إنشاء سلطة ضبط
السمعي البصري ،و ذلك لضمان استقاللية ا كبر لإلعالم و تكريس لمبدأ التخصص و الخبرة و كذا
الحياد .وجاءت هذه التطورات من اجل تصحيح النقائص في القطاع وإحداث التوازن المطلوب ،وكذلك
ل لتكيف مع معطيات العولمة والشروط المفروضة من قبل الهيئات الدولية.
-ونحاول من خالل هذه المحاضرة تسليط الضوء على سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر
وابرز مهامها وصالحياتها ومدى تطبيق قوانينها على ارض الواقع ونعرج بذلك على قانوني 2012
و 2014هذا األخير الذي وصف بقانون النشاط السمعي البصري وفقا للخطة التالية:
74
حقائق عن جدوى سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر. -15
قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري(دور المراقب -16
أم المرافق)
66طربﺎق محمد امين :سلطﺔ ضبط مجﺎل اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر ,مذكرة ﻟنيل شهﺎدة مﺎستر تخصص قﺎنون اداري ,كليﺔ اﻟحﻘوق و اﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ ,
جﺎمﻌﺔ قﺎصدي مريﺎح ,ورقلﺔ . 2017/2016 ,
67سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري. www.arav.dz 2017/12/08 ,19:12 ,
75
68
-الفعالية :وذلك من خالل التدخل في حل النزاعات و كذا إصدار الق اررات بصفة سريعة.
-2-7مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري:
أ -المهام :تقوم سلطة ضبط السمعي البصري أساسا على المهام التالية:
-السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في القانون والتشريع.
-السهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات االتصال السمعي البصري التابعة
للقطاع العام.
-السهر على ضمان الموضوعية والشفافية .
-السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين والثقافة الوطنية ودعمها .
-السهر على احترام التعبير التعددي لتيارات الفكر والرأي بكل الوسائل المالئمة في برامج خدمات
البث اإلذاعي والتلفزيوني ال سيما خالل حصص اإلعالم السياسي والعام .
-السهر على أصناف البرامج وخدمات االتصال السمعي البصري والتنوع الثقافي الوطني .
-السهر على احترام الكرامة اإلنسانية .
-تسهيل وصول األشخاص ذوي العاهات البصرية أو العاهات السمعية إلى البرامج الموجهة
للجمهور من طرف كل شخص معنوي يستغل خدمة اتصال سمعي بصري .
-السهر على أال يؤدي البث ألحصري لألحداث الوطنية ذات األهمية القصوى المحددة عن طريق
التنظيم إلى حرمان جزء معتبر من الجمهور من إمكانية متابعتها على المباشر أو غير المباشر عن
69
طريق خدمة تلفزيونية مجانية.
ب-صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري :تتمتع سلطة ضبط السمعي البصري قصد أدائها
لمهامها بالصالحيات اآلتية:
-في مجال الضبط :
-تدرس طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري وتبث فيها .
-تخصيص الترددات الموضوعية تحت تصرفها من طرف الهيئة العمومية المكلفة بالبث اإلذاعي
والتلفزي من اجل إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري األرضي في إطار اإلجراءات المحددة في هذا
القانون.
68طربﺎق محمد أمين :سلطﺔ ضبط مجﺎل اإلﻋالم فﻲ اﻟجزائر ,مرجع سبق ذكره .
69قﺎنون اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري , 2014اﻟجريدة اﻟرسميﺔ , 2014/03/23 ,اﻟمﺎدة . 54ص . 14
76
-تطبيق القواعد المتعلقة بشروط اإلنتاج والبرمجة وبث الحصص.
-تطبيق كيفيات بث البرامج المخصصة للتشكيالت السياسية والمنظمات الوطنية النقابية والمهنية
المتعددة -تحديد الشروط التي تسمح لبرامج االتصال السمعي البصري باستخدام اإلشهار المقنع
للمنتجات أو بث حصص االقتناء عبر التلفزيون.
-تحدد القواعد المتعلقة ببث البيانات ذات المنفعة العامة الصادرة عن السلطات العمومية .
-تعد وتصادق على نظامها الداخلي.
-في مجال المراقبة :
-تسهر على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري كيفما كانت وسيلة بثه للقوانين والتنظيمات
سارية المفعول.
-تراقب بالتنسيق مع الهيئة العمومية المكلفة بتسيير طيف الترددات الراديوية.
-تتأكد من احترام الحصص الدنيا المتخصصة لإلنتاج السمعي البصري الوطني والتعبير باللغتين
الوطنيتين .
-تمارس الرقابة بكل الوسائل المناسبة على الموضوع المضمون وكيفيات برمجة الحصص
االشهارية
-تسهر على احترام المبادئ والقواعد المطبقة على النشاط السمعي البصري وكذا تطبيق دفاتر
الشروط .
-تطلب عند الضرورة من ناشري و موزعي خدمات االتصال السمعي البصري أية معلومة مفيدة
70
ألداء مهامها.
-في المجال االستشاري :
/1تبدي اآلراء في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري .
/2تبدي رأيها في كل مشروع نص تشريعي أو تنظيمي يتعلق بالنشاط السمعي البصري.
/3تقدم توصيات من اجل ترقية المنافسة في مجال األنشطة السمعية البصرية .
/4تشارك في االستشارات الوطنية وفي تحديد موقف الجزائر في المفاوضات الدولية حول خدمات
البث اإلذاعي والتلفزيوني المتعلقة خاصة بالقواعد العامة لمنح الترددات.
/5تتعاون مع السلطات أو الهيئات الوطنية أو األجنبية التي تنشط في نفس المجال.
77
-في مجال تسوية النزاعات:
/1التحكم في النزاعات بين األشخاص المعنونين الذين يستغلون خدمة سمعي بصري سواء فيما
بينهم أو مع المستعملين.
/2تحقق في الشكاوى الصادرة عن األحزاب السياسية أو التنظيمات النقابية.
-و تمتد مهام و صالحيات سلطة ضبط السمعي البصري إلى النشاط السمعي البصري عبر
االنترنت
-3-7هيكلة سلطة ضبط السمعي البصري :
تتشكل سلطة ضبط السمعي البصري من تسعة 9أعضاء معينون بمرسوم رئاسي على النحو
التالي :
-خمسة 5أعضاء من بينهم الرئيس يختارهم رئيس الجمهورية.
-عضوان اثنان 2غير برلمانيان يقترحان من طرف رئيس مجلس األمة.
-عضوان اثنان 2غير برلمانيان يقترحان من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني.
-ويتم اختيار أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بناءا على كفئاتهم وخبرتهم واهتمامهم بالنشاط
السمعي البصري.
وحددت عهدة أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بست ( )6سنوات غير قابلة للتجديد ،ال يفصل
71
أي عضو من أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري إال في الحاالت المنصوص عليها في القانون
-4-7مهام الضبط في القانون العضوي لإلعالم: 2012
إن النشاط السمعي البصري جاء في هذا القانون على أساس انه هو كل اتصال السلكي يتم فيه
نقل األخبار والرسائل بطريقة اإلشارات أو العالمات والرسومات واألشكال ،فهو نشاط يقدم خدمة
عمومية تتمثل في اتصال جماهيري للجميع في آن واحد وتحوي الرسالة على صوت أو صورة أو
صوت وصورة معا ،ويمارس نشاط السمعي البصري من قبل:
-هيئات القطاع العمومي.
-الشركات أو المؤسسات التي تخضع للقانون الجزائري.
ويجب أن يكون هناك تعاقد بين السلطة ومؤسسة على تخصيص ترددات الموجهة للسمعي أو
72
السمعي البصري وهذا التعاقد يعتبر بمثابة ترخيص للنشاط السمعي البصري.
78
من خالل مجمل مواد القانون يمكننا حصر الجديد في النقاط التالية:
-1ضبط قواعد ممارسة المهنة:حدد القانون بدقة المبادئ والقواعد التي تحكم ممارسة الحق في
اإلعالم وحرية الصحافة ،وكذا المقصود بأنشطة اإلعالم حيث نصت المادة الثالثة على" :يقصد بأنشطة
اإلعالم في مفهوم هذا القانون العضوي كل نشر أو بث لوقائع أحداث أو رسائل أو آراء أو أفكار أو
معارف عبر أية وسيلة مكتوبة أو مسموعة أو متلفزة أو الكترونية وتكون موجهة للجمهور أو فئة منه".
-2تأسيس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة :نصت المادة 40من القانون على إنشاء سلطة ضبط
الصحافة المكتوبة وهي سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،تتولى مهمة القيام
بعدة وظائف تصبو كلها في سياق تشجيع وتدعيم وترقية وضمان الممارسة اإلعالمية على أسس تعددية
وهي الهيئة المخولة بمنح رخص إصدار النشريات الدورية إلى جانب الصحافة االلكترونية وهذا تماشيا
73
ومضمون المادتين 11و 13من القانون.
-3إدراج مصطلح السمعي البصري :بحيث ألول مرة يتضمن قانون متعلق باإلعالم هذا المصطلح
وذلك من خالل الباب الرابع منه الذي جاء تحت عنوان "النشاط السمعي البصري" ،وحدد من خالل
المادتين 58و 60المقصود بالنشاط السمعي البصري وكذا خدمة االتصال السمعي البصري.
-4تحرير قطاع السمعي البصري :يستشف ذلك من خالل مضمون المادة 61التي حددت الهيئات
المخول لها ممارسة نشاط السمعي البصري والمتمثلة في:
هيئات عمومية. -
مؤسسات وأجهزة القطاع العمومي. -
المؤسسات أو الشركات التي تخضع للقانون الجزائري. -
-5تأسيس سلطة ضبط السمعي البصري :من خالل المادتين 65، 64اكتفى القانون بالتأكيد على
تأسيس هذه السلطة دون أية تفاصيل حول مهامها أو تشكيلتها وأحال ذلك إلى القانون المتعلق بالسمعي
البصري.
-6إدراج اإلعالم االلكتروني :وهو ما تعرض له الباب الخامس تحت عنوان "وسائل اإلعالم
االلكترونية" موضحا من خالل ست مواد المقصود بالصحافة االلكترونية وضوابطها.
72
مزاري نصر اﻟدين :اﻟوضﻌيﺔ اﻟﻘﺎنونيﺔ ﻟإلﻋالم اإلﻟكترونﻲ فﻲ اﻟجزائر فﻲظل اﻟتشريع اإلﻋالمﻲ اﻟجديد،مجلﺔ آفﺎق اﻟﻌلوم،اﻟﻌدد اﻟتﺎسع ،جﺎمﻌﺔ
اﻟجلفﺔ،سبتمبر ،2017ص .146
73صبيحﺔ بخوش :تطور اﻟسيﺎسﺔ اإلﻋالميﺔ فﻲ اﻟجزائر فﻲ ظل اﻟتﻌدديﺔ اﻟسيﺎسيﺔ ،2015-1990مجلﺔ اﻟﻌلوم اﻻنسﺎنيﺔ واﻻجتمﺎﻋيﺔ،اﻟﻌدد
،23اﻟمدرسﺔ اﻟﻌليﺎ ﻟألسﺎتذة بوزريﻌﺔ،مﺎرس ،2016ص ص .66-65
79
-7إقرار حقوق الصحفي :تعرض القانون لجملة من الحقوق نذكر منها حق الصحفي في عقد عمل
مكتوب يحدد حقوقه وواجباته(المادة ،)80وحق الملكية األدبية (المادة ،)88والحق في التأمين
-8التأكيد على أخالقيات المهنة
-9إلغاء عقوبة السجن :ربما تعتبر أهم مكسب تحققه األسرة اإلعالمية حيث ألغى قانون اإلعالم
الجديد عقوبة السجن واكتفى بالغرامة المالية والتي قد تصل إلى غاية 200ألف دينار كأقصى حد.
االنتقادات الموجهة لهذا القانون :
لم يعط للنشاط السمعي البصري حقه على غرار الصحافة المكتوبة ،ففي الوقت الذي خصصت فيه
36مادة لهذه األخيرة لم يحض قطاع السمعي البصري بأكثر من 6مواد مع عدم التطرق تماما إلى
آليات الحصول على التراخيص إلنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية ،وفسر ذلك بعدم جدية السلطة في
تحرير هذا القطاع االستراتيجي من قبضتها ،األمر الذي دفع بأحد نواب المعارضة أثناء مناقشة
المشروع يوم 29نوفمبر 2011إلى القول" :إن السلطة اليوم من خالل هذا المشروع تؤكد أنها غير
مستعدة ولو بشبر واحد للتخلي عن ممارسة احتكارها لهذا القطاع والذي يتميز بصناعة النفوذ والثروة
بدل من تقديم الخدمة العمومية للمواطنين" ويضيف قائال ..." :ماذا يعني لكم سيادة الوزير تقديم مثل
هذا المشروع وكأن اإلعالم اليوم هو الصحافة المكتوبة ...فهل وصل الحد بالحكومة أنها تعيش
74
مرحلة ما قبل اكتشاف اإلذاعة والتلفزيون"
المواد الصادرة بالجريدة الرسمية لقانون اإلعالم :2012
المادة : 58يقصد بالنشاط السمعي البصري في مفهوم هذا القانون العضوي ،أنه ما يوضع تحت
تصرف الجمهور أو فئة منه عن طريق االتصال الالسلكي ،أو بث إشارات أو عالمات أو أشكال
مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة ال يكون لها طابع الـمراسلة الخاصة .
المادة : 59النشاط السمعي البصري مهمة ذات خدمة عمومية ،تحدد الخدمة العمومية عن طريق
التنظيم.
80
المادة : 60يقصد بخدمة االتصال السمعي البصري في مفهوم هذا القانون العضوي ،خدمة اتصال
موجهة للجمهور الستقبالها في آن واحد من قبل الجمهور أو فئة منه ،يتضمن برنامجها األساسي
حصصا متتابعة ومنتظمة تحتوي على صور و/أو أصوات .
المادة : 61يمارس النشاط السمعي البصري من قبل :
-هيئات عمومية
-مؤسسات وأجهزة القطاع العمومي.
-الـمؤسسات أو الشركات التي تخضع للقانون الجزائري .
ويمارس هذا النشاط طبقا ألحكام هذا القانون العضوي والتشريع الـمعمول به.
المادة : 62يعهد إلى الهيئة المكلفة بالبث اإلذاعي والتلفزي تخصيص الترددات الموجهة لخدمات
االتصال السمعي البصري المرخص بها بعد أن يمنح خط الترددات من قبل الجهاز الوطني المكلف
بضمان تسيير استخدام مجال الترددات اإلذاعية الكهربائية .
المادة : 63يخضع إنشاء خدمة موضوعاتية لالتصال السمعي البصري ،والتوزيع عبر خط اإلرسال
اإلذاعي الـمسموع أو المرئي ،وإذا استخدام الترددات اإلذاعية الكهربائية إلى ترخيص يمنح بموجب
مرسوم ،يجب إبرام اتفاقية بين سلطة ضبط السمعي البصري والـمستفيد من الترخيص ،ويعد هذا
75
االستعمال طريقة شغل خاص للملكية العمومية للدولة.
في المادة الثانية لقانون اإلعالم تكرس ممارسة نشاط اإلعالم بحرية ،غيـر أنـه يقيـد تلك الممارسة
باحترام متطلبات أمن الدولة والدفاع الوطني ،ومتطلبات النظام العام.
يلـزم القـانون الج ازئـري هـذه الوسـائل عنـد ممارسـة نشـاطُ وعنـد تعرضـه لوسـائل اإلعـالم اإللكترونيـة
الصحافة اإللكترونية والنشاط السمعي البصري عبر اإلنترنت احترام أحكام المادة الثانية منه.
وتخضع كل خدمة للبـث التلفزيـوني أو البـث اإلذاعـي لـدفتر الشـروط العامـة الـذي يحـدد جملـة مـن
الشروط:
-احتـرام متطلبـات الوحـدة الوطنيـة واألمـن والـدفاع الـوطنيين.
-احتـرام متطلبـات اآلداب وااللت ازمـات مـن بينهـا العامة والنظام العـام.
81
-التـزام الحيـاد والموضـوعية واالمتنـاع عـن خدمـة مـآرب وأغـراض مجموعـات مصـلحية
سواء كانت سياسية أو عرقية أو اقتصادية أو ماليـة أو دينيـة أو إيديولوجيـة.
-االمتنـاع عـن اإلشـادة بـالعنف أو التحريض على التمييز العنصري واإلرهاب أو العنف
ضد كل شخص بسبب أصله أو جنسه أو انتمائه لعرق أو جنس أو ديانة معينة.
ووفقا لمقتضيات النظام العام ولمسـتلزمات التحريـات والتحقيقـات القضـائية يسـمح القـانون الج ازئـري
بالدخول إلى األنظمة المعلوماتية ومراقبتها عن طريق وضـع ترتيبـات تقنيـة لمراقبـة االتصـاالت اإللكترونيـة
وتسجيل محتواها في حينها والقيام بعمليات التفتيش ،وتتم هذه المراقبة للوقاية من جرائم اإلرهاب
ا لتخريـب أو الجرائم الماسة بأمن الدولة ،أو عند توفر معلومـات عـن احتمـال اعتـداء علـى نظـام معلومـاتي
عـن نحـو يهدد النظام العام أو الدفاع الوطني أو مؤسسات الدولة أو االقتصاد الوطني.76
-5-7تأسيس سلطة الضبط السمعي البصري من خالل قانون اإلعالم 2014وهيمنتها على
القطاع:
بعد عامين من صدور القانون العضوي المتعلق باإلعالم لسنة 2012صدر القانون المتعلق
بالسمعي البصري وهذا على الرغم من كل االنتقادات التي تعرض لها من قبل النواب أثناء مناقشة مشروع
القانون ومن خالل مضمون مواده 113يمكن إبراز المالمح الكبرى له:
أوال:تحرير القطاع:
بحيث ألول مرة يفتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص ويستشف ذلك من خالل مضمون المادة
الثالثة التي حددت األطراف التي يحق لها ممارسة هذا النشاط
ثانيا:تقييد القطاع الخاص:
في الوقت الذي نصت فيه المادة الرابعة على أن خدمات االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع
العمومي تنظم في شكل قنوات عامة وقنوات موضوعاتية ،أشارت المادة الخامسة إلى أن خدمات
االتصال السمعي البصري المرخص لها تتشكل من القنوات الموضوعاتية فقط .
ثالثا :تأسيس سلطة ضبط السمعي البصري:
أشارت إليها المادة 64من القانون العضوي المتعلق باإلعالم ،2012وجاء قانون السمعي
البصري ليحدد مهام وصالحيات و تشكيلة هذه الهيئة ،فحسب المادة 54فإن مهام سلطة الضبط
:76رضﺎ ﻫميسﻲ :اإلﻋالم اﻟجديد بين حريﺔ اﻟتﻌبيروحمﺎيﺔ األمن اﻟوطنﻲ،رسﺎﻟﺔ دكتوراه،اﻟجزائر،كليﺔ اﻟحﻘوق اﻟﻌلوم اﻟسيﺎسيﺔ،جﺎمﻌﺔ ورقلﺔ،ص
ص pdf.30-29
82
تتمثل في السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون
والتشريع والتنظيم ساريي المفعول ،والسهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات
االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العام ،وكذا السهر على احترام التعبير التعددي لتيارات الفكر
والرأي بكل الوسائل المالئمة في برامج خدمات البث اإلذاعي والتلفزيوني السيما خالل حصص
77
اإلعالم السياسي والعام.
كما يعود لها صالحية دراسة طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري من دون الترخيص
والذي أوكل إلى هيئة أخرى أطلق عليها القانون تسمية السلطة المانحة وعرفتها المادة السابعة على
أنها السلطة التنفيذية الموقعة على المرسوم المتضمن رخصة إلنشاء خدمة اتصال سمعي بصري
لصالح شخص معنوي خاص يخضع للقانون الجزائري ،وهذا األمر المستحدث غير معمول به في
مجال إصدار الجرائد الورقية بالنسبة إلى سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ،وكان يفترض أن تتولى
سلطة ضبط السمعي البصري دراسة الطلبات ومنح الرخصة أو االعتماد الخاص بإنشاء أي خدمة
لالتصال السمعي أو البصري أو إلغاء الرخصة وسحبها أو غلق النشاط السمعي أو البصري أو األمر
بوقف البث للقناة التلفزيونية أو اإلذاعية المعنية وفق ما ينص عليه القانون ،وإذا ما أصبحت السلطة
المانحة هي التي تتولى ذلك يعني أن سلطة ضبط السمعي البصري يصبح ال محل لها من اإلعراب.
-هيمنة السلطة على القطاع:
يتجلى ذلك بوضوح أوال من خالل تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري والتي أبعد عنها تماما
المهنيون عكس سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي يشكل فيها الصحفيون نصف عدد األعضاء ،وثانيا
من خالل احتكارها لمؤسسة البث اإلذاعي و التلفزيوني ،إضافة إلى االحتفاظ بصالحية منح الرخص
للقنوات أو رفضها.
-6-7قراءة في المشهد اإلعالمي فيما يخص قطاع السمعي البصري منذ :2012
على خالف المشهد اإلعالمي في مطلع التسعينات من القرن الماضي أين ظهر جليا التغيير،
فإنه ومنذ تجسيد اإلصالحات الجديدة في مجال اإلعالم ال نكاد نلمس التغيير خاصة في الصحافة
المكتوبة حيث أن قانون 2012لم يضف لها الكثير.
أما فيما يتعلق بقطاع السمعي البصري فإنه وعلى الرغم من تأخر صدور المراسيم التنفيذية التي
من شأنها السماح بإنشاء قنوات تلفزيونية أو إذاعية وكذا عدم تنصيب سلطة ضبط السمعي البصري
83
التي تعود لها صالحية وضع دفتر الشروط إال أنه سجل انفجار كبير في عدد القنوات التلفزيونية
والتي تبث برامجها من الخارج أو بصفة غير قانونية من الجزائر ،وفي هذا الشأن أشار رئيس سلطة
ضبط السمعي البصري سابقا السيد ميلود شرفي إلى أن الو ازرة بالتعاون مع سلطة الضبط تعكف على
تحضير نصوص تطبيقية لتقنين القطاع السمعي البصري الذي يعرف فوضى وغموض في تسييره ،إذ
مشير
ا شدد على ضرورة وضع حد للفوضى والغموض الذي يشهده تسيير القنوات التلفزيونية الخاصة
إلى أن 45قناة تلفزيونية خاصة تبث برامجها بالجزائر من بينها 5قنوات فقط تعمل بطريقة شرعية
ومرخصة أما البقية فتبث عبر منصات خارجية وال بد من تقنينها لوضعها تحت طائلة القانون
الجزائري ،وأضاف قائال بأن هناك أكثر من 20قناة تبث برامجها وأكثر من 5في طريق التأسيس
تتسابق للظفر بحق البث من الجزائر عن طريق البث اإلذاعي والتلفزي ،وهذه األخيرة ال تسمح طاقة
استيعابها إال ببث برامج 13قناة فقط حسب ما أعلنته و ازرة االتصال ،وإذا استثنينا القنوات التلفزيونية
العمومية الخمس التي تبث بصفة رسمية من الجزائر ،فإن التي قد يسمح لها بالبث من الداخل لن
يتجاوز عددها ثماني قنوات فقط.
تجدر اإلشارة إلى أن معظم القنوات السمعية البصرية الناشئة لم يبادر بها مهنيون من محترفي
النشاط السمعي البصري مثلما كان عليه األمر مع الصحافة المكتوبة مع بداية التعددية اإلعالمية،
حيث بادر رجال المهنة بإنشاء صحف مستقلة أو جرائد خاصة قادمين إليها من صحافة القطاع
العمومي بل أن المبادرين بالقنوات التلفزيونية الخاصة أو المستقلة قدموا إليها من الصحافة المكتوبة،
حيث نجد قنوات الشروق التلفزيونية واإلذاعية ،قناة الخبر ،قناة النهار ،الج ازئر نيوز ،والهداف ،وكأن
الجرائد الورقية قد تطورت إلى قنوات تلفزيونية ،إضافة إلى هيئات أخرى مستقلة ال عالقة لها تماما
بقطاع اإلعالم ،وهذا يتعارض والمادة 19من القانون المتعلقة بالشروط الواجب توفرها في األشخاص
المؤهلين إلنشاء خدمات االتصال السمعي البصري وإن كانت موضوعاتية ،والتي تنص على أن يكون
78
ضمن المساهمين صحافيون محترفون وأشخاص مهنيون.
يحتوي القانون الخاص بالنشاط السمعي البصري الذي صادق عليه البرلمان في نهاية شهر يناير،
والذي صدر في العدد 16من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لــ 23 :مارس 2014على 113
84
مادة تنظم القطاع السمعي البصري في الجزائر ،وينص القانون اآلنف الذكر في مادته الخامسة
أن(خدمات االتصال السمعي البصري المرخص لها ” تتشكل من القنوات الموضوعاتية المنشاة من قبل
مؤسسات وهيئات وأجهزة القطاع العمومي أو أشخاص معنويين للقانون الجزائري ،ويمتلك رأسمالها
أشخاص طبيعيون أو معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية).
في المادة 17أن(خدمة االتصال السمعي البصري المرخص لها هي كل خدمة ويوضح
موضوعاتية للبث التلفزيوني أو للبث اإلذاعي تنشأ بمرسوم وفق الشروط المنصوص عليها في أحكام
القانون).79
أما المادة 18فتشير إلى انه (:يمكن خدمات االتصال السمعي البصري المرخصة المذكورة في
المادة 17أن تدرج حصصا وبرامج إخبارية وفق حجم ساعي يحدد في رخصة االستغالل)
وبخصوص االستغالل تنص المادة 27من القانون على أن :مدة الرخصة المسلمة تحدد بـ 12سنة
الستغالل خدمة البث التلفزيوني وستة أشهر بالنسبة لخدمة البث اإلذاعي ،في حين تؤكد المادة : 28يتم
تجديد الرخصة خارج إطار اإلعالن عن الترشح من طرف السلطة المانحة بعد رأي معلل تبديه سلطة
ضبط السمعي البصري.
ويحدد اجل الشروع في استغالل خدمة االتصال السمعي البصري وفقا للمادة ،31سنة واحدة بالنسبة
لخدمة البث التلفزيوني وستة أشهر بالنسبة لخدمة البث اإلذاعي ومن جهة أخرى تطرق القانون إلى
األحكام المشتركة لكافة خدمات االتصال السمعي البصري ،حيث تشير المادة 47إلى انه :يحدد دفتر
الشروط العامة الصادر بمرسوم بعد رأي سلطة الضبط السمعي البصري القواعد العامة المفروضة على
كل خدمة للبث التلفزيوني أو البث اإلذاعي.
كما توضح المادة 48أن دفتر الشروط يتضمن أساسا االلتزامات التي تسمح ب ”احترام متطلبات
الوحدة الوطنية واألمن والدفاع الوطنيين واحترام المصالح االقتصادية والدبلوماسية للبالد واحترام سرية
التحقيق القضائي وااللتزام بالمرجعية الدينية الوطنية واحترام المرجعيات الدينية األخرى وعدم المساس
بالمقدسات والديانات األخرى
85
كما تفرض االلتزامات” احترام مقومات ومبادئ المجتمع واحترام القيم الوطنية ورموز الدولة كما هي
محددة في الدستور ،وترقية روح المواطنة وثقافة الحوار واحترام متطلبات اآلداب العامة والنظام العام
وتقديم برامج متنوعة وذات جودة ،وينص دفتر الشروط على ضرورة التأكد من احترام حصص البرامج
المحددة مع السهر على أن تكون نسبة 60بالمائة على األقل من البرامج التي تبث هي برامج وطنية
منتجة في الجزائر من بينها 20بالمائة على األقل مخصصة سنويا لبث األعمال السمعية البصرية
والسينمائية.
يحدد مقر سلطة ضبط السمعي البصري وفقا للمادة 53بالجزائر العاصمة و هي مكلفة وفقا للمادة
54ب”السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن الشروط المحددة في هذا القانون و
التشريع و التنظيم ساريي المفعول و السهر على عدم تحيز األشخاص المعنوية التي تستغل خدمات
االتصال السمعي البصري التابعة للقطاع العام و ضمان الموضوعية و الشفافية” ،و هي مدعوة أيضا
إلى “السهر على ترقية اللغتين الوطنيتين و الثقافة الوطنية” ،و تتمتع سلطة ضبط السمعي البصري قصد
أداء مهامها بصالحيات في مجال الضبط والمراقبة واالستشارة وتسوية النزاعات حددها القانون في مادته
،55و تشير نفس المادة إلى أن السلطة مكلفة بدراسة طلبات إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري و
80
تحت تصرفها من طرف الهيئات العمومية تبث فيها عالوة على تخصيص الترددات الموضوعة
المكلفة بالبث اإلذاعي و التلفزي من أجل إنشاء خدمات االتصال السمعي البصري األرضي في إطار
اإلجراءات المحددة في هذا القانون.
في مجال المراقبة تسهر سلطة ضبط السمعي البصري على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري
كيفما كانت وسيلة بثه للقوانين و التنظيمات سارية المفعول و ضمان احترام الحصص الدنيا المخصصة
لإلنتاج السمعي البصري الوطني و التعبير باللغتين الوطنيتين ،و عليها أيضا أن تمارس الرقابة بكل
الوسائل المناسبة على موضوع و مضمون و كيفيات برمجة الحصص اإلشهارية ،أما في المجال
االستشاري فالسلطة مدعوة إلى إبداء رأيها في اإلستراتيجية الوطنية لتنمية النشاط السمعي البصري و في
كل مشروع نص تشريعي أو تنظيمي يتعلق بالنشاط السمعي البصري ،كما يتعين على سلطة ضبط
80مرجع سﺎبق
86
السمعي البصري في مجال تسوية النزاعات التحكيم في النزاعات بين األشخاص المعنويين الذين يستغلون
خدمة اتصال سمعي بصري سواء فيما بينهم أو مع المستعملين والتحقق في الشكاوى الصادرة عن
األحزاب السياسية و التنظيمات النقابية و/أو الجمعيات و كل شخص طبيعي أو معنوي آخر يخطرها
بانتهاك القانون من طرف شخص معنوي يستغل خدمة لالتصال السمعي البصري.
و توضح المادة 57من القانون أن سلطة ضبط السمعي البصري تتشكل من 9أعضاء يعينون
بمرسوم رئاسي على النحو التالي 5 :أعضاء من بينهم الرئيس يختارهم رئيس الجمهورية و عضوان اثنان
غير برلمانيين يقترحهما رئيس مجلس األمة و عضوان اثنان يقترحهما رئيس المجلس الشعبي الوطني ،و
تمارس سلطة ضبط السمعي البصري وفقا للمادة 58مهامها باستقاللية تامة بحيث يتم اختيار أعضائها
81
بناءا على كفاءتهم و خبرتهم و اهتمامهم بالنشاط السمعي البصري حسب المادة 59
حدثت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر بعد االنفجار الهائل على مستوى القنوات اإلذاعية
ظمة لهذا القطاع والضامنة لحرية االتصال السمعي البصري
والتلفزية الخاصة ،لتقوم بدور السلطة المن ّ
والحترام األخالقيات المهنية وكرامة األفراد.
لكن وبعد أكثر من ثالثة سنوات على انطالق عمل سلطة الضبط السمعي البصري عاد الجدل من
جديد حول جدوى هذه السلطة ،خاصة عقب الوقفة االحتجاجية التي قام بها العشرات من المثقفين
والفنانين واإلعالميين واألكاديميين ،أمام مقر سلطة الضبط ،احتجاجا على “اإلساءة” التي تعرض لها
الكاتب رشيد بوجدرة في قناة النهار اإلخبارية في إطار مقلب تلفزيوني.
خّلفت هذه الحادثة تملمال في األوساط الثقافية الجزائرية بالخصوص ،إذ أدان الكثير من الكتّاب
تعرض له الكاتب الكبير،
والمثقفين الجزائريين واجتمعوا ليوّقع عدد كبير منهم بياناً مفتوحًا يندد بما ّ
ضد مرتكبي هذا السلوك العنيف والمشين.
مطالبين باتخاذ إجراءات حازمة ّ
81مرجع سﺎبق
87
يتأخر كثي ار لكنه لم يتجاوز حدود إصدار مجلس السلطة بيانا أدان فيه
رد سلطة الضبط لم ّ
ّ
“التصرفات المنتهكة ألحكام مدونة أخالقيات المهنة” مبديا تعاطفه التام مع الكاتب رشيد بوجدرة بسبب ما
تعرض له في برنامج الكامي ار الخفية.82
كما شددت سلطة الضبط على “وجوب تفادي القذف والسب والعنف بشتى صفاته في برامج الكامي ار
الخفية (التي يقع أصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين الجمهورية “ ،مذكرة بتحذيرها عشية الشهر الفضيل
للقنوات بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات واحترام المواطن بالدرجة األولى.
في المقابل بدت سلطة الضبط عاجزة عن اتخاذ أية إجراءات تجاه القنوات المخالفة واكتفت بدعوة
المواطنين الذين قدموا شكاوى ضد بعض القنوات التي صورتهم دون دراية منهم بطريقة استهزاء بعيدة عن
روح الفكاهة بااللتجاء إلى القانون ،حيث دعا رئيس سلطة الضبط زواوي بن حمادي “أنه على األشخاص
التقدم بشكوى والضغط على هذه القنوات من خالل
المتعرضين لإلساءة عبر القنوات التلفزيونية الخاصةّ ،
ّ
اللجوء إلى العدالة”.
82وداد حمدي :الجزائر :سلطة ضبط السمعي البصري بين طموحات النص ومحدودية الصالحيات ،المرصد العربي للصحافة 7 ،سبتمبر ،2017تم
اإلطالع عليها بتاريخ 2018-2-10:عبر الرابط التاليhttp://ajo-ar.org :
88
أما في مجال تسوية النزاعات أوكلت لسلطة الضبط مهمة التحقيق في الشكاوى الصادرة عن األحزاب
السياسية والتنظيمات النقابية و/أو الجمعيات وكل شخص طبيعي أو معنوي آخر يخطرها بانتهاك القانون
من طرف شخص معنوي يستغل خدمة االتصال السمعي البصري ،لكن في المقابل فان مجلس السلطة ال
تخول له معاقبة وسائل اإلعالم المخالفة وال يحق له حتى إصدار لفت نظر في حال
يملك اآلليات التي ّ
وجود خلل ويكتفي المجلس فقط بإصدار بيانات وتوصيات تدعو إلى “وجوب تفادي القذف والسب
والعنف بشتى صفاته في برامج الكامي ار الخفية (التي يقع أصحابها) تحت طائلة تطبيق قوانين
الجمهورية” ،أو إصدار تحذير للقنوات التلفزية بضرورة تفادي مثل هذه الممارسات واحترام المواطن
بالدرجة األولى.
أن الهيئات المكلفة بتنظيم قطاع اإلعالم هي الضامن لحق ممارسة اإلعالم دون ّ
تدخل من رغم ّ
حر يحترم الفرد وكرامته ،فبوجود سلطة تضبط األمور
السلطة والضامن أيضا لحق المواطن في إعالم ّ
من شأنه أن يحمي قطاع اإلعالم من التجاوزات التي قد تحيد به عن هدفه لكن في الجزائر رغم وجود
للتدخل لحماية المهنة وحماية الصحافيين إلى جانب السهر على تقديم
ّ السلطة لكنها تفتقر لآلليات الكافية
مضمون إعالمي يحترم أخالقيات البرمجة التلفزية.83
-9-7قراءة في مهام سلطة الضبط المتضمنة في قانون السمعي البصري (دور المراقب أم
المرافق) :
84
أوال-:تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري مؤشر على هيمنة السلطة التنفيذية:
ترتبط تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري بنقطتين أساسيتين ،النقطة األولى تتعلق بتحديد طبيعة
األشخاص المؤهلين ليكونوا أعضاء في هذه السلطة ،وذلك بوضع النصوص المنشئة للشروط الواجبة
التوفر في األشخاص سواء من حيث التخصص أو الخبرة ،التأهيل العلمي أو االقتصادي...حسب طبيعة
القطاع ،على اعتبار أن وظيفة ضبط القطاعات تتطلب معارف وتخصصات محددة ،أما النقطة الثانية
فتتعلق بتحديد الهيئات التي تملك الحق في تعيين األعضاء والتي تتمثل باألساس في السلطة التنفيذية
ممثلة في رئيس الجمهورية أو البرلمان وتنظيمات أخرى كالقضاء...وتتمثل الضمانات التي تعطي أكبر
83مرجع سﺎبق.
84خرشي ,الهام :سلطﺔ ضبط اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري فﻲ ظل اﻟﻘﺎنون رقم 04-14بين مﻘتضيﺎت اﻟضبط ومحدوديﺔ اﻟنص ،مجلﺔ اﻟﻌلوم اإلجتمﺎﻋيﺔ
، dépôt dspaceﻋدد 22جوان PDF 2016
89
قدر من االستقاللية فيتعدد األعضاء ،التخصص وتعدد الهيئات المتمتعة بسلطة التعيين ،والتي يمكن أن
تضعف من تبعية هذه الهيئات لسلطة واحدة.
85
أ-تشكيلة جماعية مع ضمان التخصص على مستوى سلطة ضبط السمعي البصري
المبدأ الذي يحكم تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري هو التشكيلة الجماعية التي تفترض وجود
مجموعة من األشخاص من انتماءات وتخصصات ومؤهالت مختلفة ،وفي ذلك ضمانة الستقاللية هؤالء،
حيث يصعب التأثير على مجموعة من األعضاء بينما يسهل ذلك في مواجهة شخص واحد.
وقد اعتبرت األستاذةM-J.Guédonأن التعدد في تشكيلة السلطات اإلدارية المستقلة واختالف
صفات وتخصصات األعضاء ومراكزهم هو عامل من عوامل تدعيم االستقاللية فهل تحقق ذلك على
مستوى تشكيلة سلطة ضبط السمعي البصري؟
حدد المشرع الجزائري عدد أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بتسعة أعضاء طبقا لنص المادة
75من القانون رقم04-14حيث اشترط أن يتم اختيار هؤالء األعضاء بناء على كفاءتهم وخبرتهم
واهتمامهم بالنشاط السمعي البصري طبقا لنص المادة 75من القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري
مما يخدم استقاللية هذه الهيئة ،فمن شأن التخصص العلمي أن يضعف سلطة التأثير على األعضاء
وتمتعهم بحصانة ضد أي تبعية كانت ويساهم في تكوين مصداقية الهيئة.
يبدو أن المشرع قد سار على نهج المشرع الفرنسي الذي كرس عنصر التخصص في المجال
االقتصادي،القانوني أو التقني أو خبراتهم المهنية في مجال االتصال وبالخصوص في قطاع السمعي
البصري أو االتصاالت االلكترونية بموجب نص المادة 1من القانون رقم 1067-86المعدل والمتعلق
بحرية االتصال التي أضافت شرط التمثيل المتساوي بين الرجال والنساء وشرط السن الذي ال يجب أن
يتجاوز 65سنة.
ب-احتكار رئيس الجمهورية لسلطة تعيين أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري:
لن تكون للتشكيلة الجماعية معنى إذا لم توزع سلطة تعيين األعضاء على عدة هيئات ومنه لن
تضمن استقاللية حقيقية إال إذا تعددت الهيئات المتمتعة بسلطة التعيين ،وذلك ما يقصي احتمال تبعية
األعضاء لتلك الهيئة.
وزع المشرع الجزائري سلطة تعيين أعضاء سلطة ضبط السمعي البصري بين رئيس الجمهورية
والبرلمان ،ولكنه منح هذا األخير) ممثال في رئيسي الغرفتين(سلطة االقتراح فقط من دون التعيين بموجب
85مرجع سﺎبق.
90
نص المادة 57المذكورة أعاله ،ولذلك يمكن أن نصل إلى نتيجة مفادها احتكار رئيس الجمهورية لسلطة
التعيين لالعتبارات التالية:86
-انفراده بتعيين رئيس الهيئة.
-تعيينه لخمسة أعضاء مقارنة بأربعة أعضاء الذين يقترحهم رئيسي الغرفتين.
-إمكانية رفض رئيس الجمهورية لألشخاص المقترحين من رئيسي الغرفتين ،على اعتبار أن سلطة
التعيين النهائية تعود له بمرسوم رئاسي ،لنصل في األخير إلى احتكاره لتعيين جميع أعضاء الهيئة ،وذلك
مؤشر واضح على اتجاه إرادة المشرع إلى جعل الهيئة تابعة لرئيس الجمهورية ،على خالف المشرع
الفرنسي الذي:
-منح رئيسي غرفتي البرلمان سلطة التحديد والتي يقابلها بالفرنسية désignéوليس اقتراح الواردة
في نص المادة 75والتي تقابل بالفرنسية .proposé
-جعله عدد األعضاء المعينين من غرفتي البرلمان أكبر ،حيث يكون العدد 8مقابل العضو الذي
يعينه رئيس الجمهورية وهو رئيس الهيئة
-كما اشترط المشرع الفرنسي في تعيين األعضاء استشارة اللجنة الدائمة المتخصصة والمكلفة
بالشؤون الثقافية بأغلبية ثالثة أخماس من األصوات المعبر عنها ،وفي ذلك تحقيقا للتوازن بين السلطتين
التشريعية والتنفيذية.
ثانيا :مالحظات حول صالحيات ومهام سلطة الضبط:
المالحظة األولى:
يقدم الفصل الثاني من مشروع القانون ،بدءا من المادة 07تعاريف ومفاهيم للمصطلحات التي
يتضمنها مشروع القانون ،بعضها تم إقحامه دون أن ترد أي إشارة إليه ،فمصطلح السلطة المانحة التي
تعرفها المادة ": 07هي السلطة التنفيذية الموقعة على المرسوم المتضمن رخصة إلنشاء قناة لصالح
شركة جزائرية خاصة " والتساؤالت التي يطرحها هذا المصطلح هي :
أ -من هي هذه السلطة المانحة ؟ هل هي الحكومة مثال ؟ وبالتالي فان األمر يتعلق برخصة تمنح
بموجب مرسوم تنفيذي ،ألن طبيعة المرسوم غير محددة ،ما إن كان مرسوما تنفيذيا أو رئاسيا ،ما
86مرجع سﺎبق
91
يطرح تساؤالت حول مدى استقاللية سلطة الضبط التي يصفها القانون في ديباجته أنها سلطة مستقلة ،
مثلما ينص عليه قانون اإلعالم في المادة . 64
ب-أال يكون اعتبار هذه السلطة المانحة هي السلطة الموازية لسلطة الضبط وتحد من استقالليتها ؟
ألن مهمة سلطة الضبط في نص القانون تتمثل في كونها تستقبل طلبات الترشح إلنشاء قنوات وتبث فيها
لكن وجود سلطة مانحة يعني أن هذه السلطة هي التي تبث في الطلبات بالقبول أو الرفض وليست سلطة
الضبط .
والبد من اإلشارة إلى أن هذا الفصل الذي يقدم التعريفات والمفاهيم ال يقدم تعريفا لسلطة الضبط وال
يعرفها ،ألن الباب الثالث الذي يتحدث الحقا عن سلطة الضبط ال
يشير إليها ،وكان من الواجب أن ّ
يقدم أي تعريف لها ،بل يتحدث فقط عن مهامها وصالحياتها .
وحتى ال نبتعد عن مهام سلطة الضبط ،فانه يجب التوقف عند صالحياتها في مجال الضبط ،
حيث نالحظ أنها تمنح مهلة 06أشهر للمشروع في بث القناة بعد الحصول على الرخصة ،بينما ال
الرد على الطلبات،
تتحدث عن تحديد آجال للفصل في طلبات الترشح بالقبول أو الرفض أو حتى بإلزامية ّ
وعليه ينبغي تدارك هذه النقطة بتحديد أجل للبث في الطلب مع تعليل الرفض في حال وجوده ،طالما
أنها في المادة 28تتحدث عن تعليل الرفض في حال طلب تجديد الرخصة بعد انقضاء 10سنوات من
الحصول على الترخيص بالنسبة للقنوات التلفزيونية .
والخالصة في هذا المحور أن قراءة في مهام سلطة الضبط – في مختلف المجاالت التي يحددها
87
المشروع – تعطي االنطباع بأنها تؤدي دور المراقب على حساب دور المرافق .
وصحيح أن قانون السمعي البصري خطوة أولى تخطوها البالد باتجاه فتح فضاء واسع –مشوب بكل
االحتماالت – تتطلب آلية تتولى مهمة ضبط األمور كما هو معمول به ،إال أنه كان ينبغي أن تضع في
صدارة مهامها :مهمة مرافقة القنوات التي سيتم إنشاؤها ،مرافقة قانونية ومعنوية وحتى مادية ،ضمانا
إلنشاء قنوات ذات مصداقية تضيف قيمة أخرى للجزائر من جهة ،وتكريسا ألداء مهمة الضبط بما ينسجم
مع روح المادة 02من قانون اإلعالم ،والمادة نفسها من مشروع قانون السمعي البصري من جهة أخرى
92
بحيث تؤدي سلطة ضبط السمعي البصري ما يمثل الدور الذي تؤديه سلطة ضبط االتصاالت السلكية
88
والالسلكية .
المالحظة الثانية:
يتحدث المهنيون والمعنيون بقطاع السمعي البصري عن تشكيلة سلطة الضبط التي يتم تعيين
أعضائها من جهات مختلفة في الدولة دون أن يكون في صفوفها منتخبون من األوساط المهنية ،والواقع
أنه من المستحيل إدراج هذه الرغبة المشروعة في نص القانون ،ذلك أن الوسط المهني في السمعي
البصري وحتى في الصحافة المكتوبة غير محدد المعالم وغير منظم الصفوف ،رغم وجود العديد من
المنتجين الخواص ،وبعضهم ال عالقة له أصال بالمهنة ،فتأخر تشكيل سلطة ضبط الصحافة المكتوبة
بعد قرابة عامين من صدور قانون اإلعالم سببه هو عدم التمكن من انتخاب ممثلين من اإلعالميين،
بالنظر لعدم وجود نقابات تمثيلية شاملة أو واضحة األسس القانونية ،ولذلك فان االقتراح الموضوعي
لتجسيد هذه "الرغبة المشروعة" هو أن يتم انتخاب رئيس سلطة الضبط من بين مجموع األعضاء التسعة
المعينين بعد إيجاد آلية لذلك بالتنسيق مع و ازرة االتصال ،حتى يتمتع رئيس سلطة الضبط باالستقاللية
الالزمة –ولو شكليا – تجسيدا الستقاللية سلطة الضبط التي يترأسها .
المالحظة الثالثة :إن المادة األخيرة من مشروع القانون هي األخطر من كل المواد التي أشرنا إليها ،
حيث تتحدث المادة 106في الباب المتعلق باألحكام االنتقالية والنهائية عن إسناد مهام وصالحيات
سلطة الضبط لوزير االتصال إلى حين تنصيبها ،دون تحديد أي تاريخ للتنصيب ،رغم وجود عوائق
تؤخر تشكيلها مادام أعضائها كلهم معنيون ،وهو ما يتناقض تماما مع حرص القانون على الشفافية في
منح التراخيص ويتناقض أيضا مع مبدأ استقاللية سلطة الضبط ،حيث يمكن –مثال -أن يقع تعمد تأخير
تنصيب سلطة الضبط ،ويتم بموجب هذه المادة منح الترخيص للقنوات الجديدة ،ثم يغلق الباب بعد ذلك
بتنصيب سلطة الضبط التي تجد نفسها عندئذ تؤدي دور المراقب المتفرج فقط ،بل يجب أن تنص المادة
بشكل صريح على تنصيب سلطة الضبط في أجل أقصاه شهرين من نشر قانوني السمعي البصري في
89
الجريدة الرسمية
88
دﻟيلﺔ بلخير ,دراجﻲ وبخليلﻲ ينتﻘدان اﻟﻘنوات اﻟموضوﻋﺎتيﺔ –غلق مﻘنع ﻟلمجﺎل اﻟسمﻌﻲ اﻟبصري – جريدة اﻟشروق ,نشر يوم , 2014-01- 05 :
اﻟﻌدد (.4247بتصرف)
89دﻟيلﺔ بﺎﻟخير ,مرجع سبق ذكره .
93
المحور الثالث :مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزيوني :TDA
المحاضرة :11
-1مدخل مفاهيمي:
-1-1البث:لغة :بث ،أبث ،أو بث الرجل الحديث ،أذاعه ونشره ،وبث هللا تعالى الخلق ،خلقهم.
اصطالحا :تستخدم كلمة البث بمعنى كلمة االذاعة والكلمتان مترادفتان في السياق التقني ،ولكن
الفعل بث أقرب تعبي ار في اللغة العربية للفعل castفي اللغة االنجليزية والذي يعني "ألقى الشيء ونشره
90
في كل الجهات ،أي بعثه عبر موجات وأنظمة ليتم استقبالها بفضل أجهزة"
-2-1اإلرسال :هو عملية نقل االشارات الكهرومغناطيسية من محطة البث الى أجهزة االستقبال،
وذلك من خالل هوائي ارسال يقوم بنشر االشارات في الفضاء بغية استقبالها من خالل أجهزة محددة.91
-3-1االستقبال :هو عملية التقاط الموجات الكهرومغناطيسية بواسطة هوائيات استقبال تحول هذه
الموجات الملتقطة ألصوات وصور تقدمها للجمهور سواء عن طريق الصوت فقط ،أو صوت وصورة.
-4-1البث االذاعي :هو نظام يبدأ من محطة البث وينتهي عند أجهزة االستقبال ،حيث تضخم
االشارات الكهربائية الصادرة عن الميكروفونات وآالت قراءة االسطوانات واألقراص المغناطيسية أو
الليزرية ،وتنقل الى المرسل الذي يقوم بتعديل موجة الراديو التي شيعها هوائي االرسال المنشورة في
92
الفضاء ،حيث يتم التقاطها بواسطة هوائي استقبال والذي يوصلها الى مكبر الصوت
-5-1البث التلفزيوني :إمكانية التقاط البرامج التلفزيونية في المنازل مباشرة عبر هوائي مخروطي
دون تدخل أي محطة وهو أيضا امكانية االتصال بين القطاع الفضائي وأجهزة االستقبال في البيوت
93
مباشرة دون المرور على محطات أرضية
-2نشأتها:
هي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري لها شخصية معنوية واستقالل مالي ،تحت وصاية و ازرة
االتصال والثقافة ،تأسست سنة 1986بعد أن كانت مجرد مديرية تقنية في هيئة اإلذاعة والتلفزيون
الجزائري RTAالتي أنشأت عقب رحيل ديوان الراديو والتلفزيون الفرنسي في 28أكتوبر .1962
مقرها ببوزريعة في الجزائر العاصمة.
90
www.wikipedia.org
91مرجع سﺎبق ،بتصرف.
92أمجد ﻋمر صفوري :مدخل ﻟالذاﻋﺔ واﻟتلفزيون ،كليﺔ اﻟصحﺎفﺔ واﻻﻋالم ،جﺎمﻌﺔ اﻟزرقﺎء ،دسن ،ص.24
93ايمﺎن بهلول ،اﻟتغطيﺔ اﻻخبﺎريﺔ ﻟالنتخﺎبﺎت اﻟمصريﺔ ،2012رسﺎﻟﺔ مﺎجستير فﻲ ﻋلوم اﻻﻋالم واﻻتصﺎل ،قسنطينﺔ2013 ،ص.36
94
تتكون من شبكة متمثلة في:
-المديرية الجهوية للوسط"برج البحري" الجزائر العاصمة.
-المديرية الجهوية للشرق قسنطينة.
-المديرية الجهوية للغرب سيدي بلعباس.
-المديرية الجهوية للجنوب الشرقي ورقلة.
-المديرية الجهوية للجنوب الغربي بشار.
تؤمن المؤسسة العمومية للبث اإلذاعي والتلفزي نقل وبث البرامج اإلذاعية والتلفزيونية على المستوى
الوطني ونحو الخارج.
94
اﻻطالع ﻋليه بتﺎريخ2017-11-2:تمwww.ministercommunication.gov.dz
95
يعتمد المركز الوطني للتنسيق التقني على معيارين أساسيين لتلبية حاجيات التلفزيون الجزائري فيما
يتعلق بالنقل التلفزي ،أال وهما :الفعالية واختيار الخدمة األقل تكلفة ،وأهم الممونين لهذه الخدمة نجد
UERو ASBUوبعض الهيئات الخاصة ك Globcastو PMPو .Telecom Egypt
ج-التنسيق التقني:
باإلضافة إلى المهام الرئيسية المتعلقة بتسيير الطلبات من الناحية التجارية سواء كان المركز الوطني
للتنسيق زبونا أو ممونا نجده يتحمل تكاليف التنسيق التقني بصفة كاملة وهذا طيلة مدة اإلرسال وأيضا
فيما يتعلق بالمحاوالت الخاصة بكل إرسال.
وتنحصر عملية التبادل التي يقوم بها المركز مع الهيئات الخارجية على إرسال ثالث باقات يوميا
موجهة إلى اتحاد إذاعات الدول األوربية وباقة باتجاه اتحاد إذاعات الدول العربية.
لقد ازداد تعاظم دور المركز الوطني للتنسيق التقني أخي ار بشكل كبير فزيادة على حجم وتنوع
الخدمات المقدمة ،نجده يضم سنويا أكثر من 200إرسال من طرف واحد عبر محطة بوشاوي ومئات
اإلرساليات بين اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات الدول األوربية ألن تبادل األخبار تضاعف
بشكل كبير بين الهيئتين.
-2-3مركز بوشاوي لالتصاالت الفضائية:
وهو عبارة عن مجموعة محطات أرضية ذات هوائيات موجهة نحو مختلف األقمار الصناعية
لضمان الربط تصاعديا وتنازليا بين المحطات التي يتعذر عليها االتصال المباشر.
-4اآلفاق المستقبلية فيما يخص البث اإلذاعي والتلفزيوني بالجزائر:
استفاد قطاع االتصال خالل السنوات األخيرة من برنامج تجهيزي هام ُ ،خصص لخلق دينامكية
جديدة في القطاع ،هذا بمراعاة ما حصل حديثا من تحوالت سوسيو اقتصادية على المستوى الوطني
وكذا المحيط الجهوي و الدولي وما صاحبه من تطور تكنولوجي.
وقد أسفر هذا المجهود عن قفزة نوعية سواء على مستوى المخطط التنظيمي أو على مستوى التطور
الكمي والنوعي.
يسعى قطاع االتصال من خالل هذا البرنامج إلى تجسيد المحاور األساسية التالية:
فيما يخص البث اإلذاعي:
•تعزيز وسائل إنتاج البرامج اإلذاعية بتوجيه االستثمار نحو التكنولوجيا الرقمية.
•تعزيز الهياكل القاعدية.
96
•ضبط خارطة توزيع المحطات اإلذاعية الجهوية.
•تطوير و تنويع البرامج اإلذاعية.
•خلق قنوات إذاعية موضوعاتية.
•إنشاء مقر وكذا الحصول على تجهيزات لمصلحة اإلذاعة الدولية.
فيما يخص التلفزيون:
•تعزيز وسائل إنتاج البرامج التلفزيونية بتوجيه االستثمار نحو التكنولوجيا الرقمية.
•إنشاء وتجهيز دار التلفزيون.
•خلق قنوات تلفزيونية موضوعاتية.
•تطوير و تنويع البرامج التلفزيونية.
•إنشاء أو إعادة تهيئة مراكز التلفزيون الجهوية.
فيما يخص البث التلفزيوني
•توسيع وتحسين تغطية التراب الوطني بالبرامج اإلذاعية والتلفزيونية.
•تطوير شبكة اإلرس ال وكذا البرامج اإلذاعية و التلفزيونية الموجهة للخارج.
•إنشاء شبكة تلفزيونية رقمية أرضية)(TNT
•تطوير وتعزيز وسائل السالمة من أجل حماية التراث.
لإلشارة فقد أسفرت حركة قطاع االتصال عن:
إتمام خارطة إنشاء اإلذاعات الجهوية من خالل تشغيل محطة إذاعية لكل والية إطالق خدمة اإلذاعة
الدولية إنشاء قناتين تلفزيونيتين واحدة باألمازيغية وواحدة خاصة بالقرآن تحسين وتوسيع تغطية
التراب الوطني بالبرامج اإلذاعية.
يرتكز البث اإلذاعي األرضي على دعامتين:
•التعديل التضخمي La Modulation d’Amplitudeاألمواج المتوسطة و األمواج الطويلة و األمواج
القصيرة
•التعديل التردديLa Modulation de Fréquence FM
في هذا المجال تم إنشاء مركزي بث جديدين ،كما تم تجديد تجهيزات محطات البث اإلذاعي )(FM
الرئيسية ،إضافة إلى اقتناء ونصب وتشغيل محطات البث وإعادة -البث الموزعة عبر التراب الوطني
وهذا كله من أجل ضمان بث البرامج اإلذاعية المختلفة :اإلذاعة األولى ،اإلذاعة الثانية ،اإلذاعة
97
الثالثة ،جيل ، FMإذاعة القرآن ،إذاعة الثقافة ،إذاعة الجزائر الدولية ،واإلذاعات الجهوية المختلفة.
بالموازاة مع هذا تعهد قطاع االتصال بتجديد تجهيزات بث م اركز األمواج القصيرة و المتوسطة و الطويلة.
تتم التغطية اإلذاعية أيضا بواسطة الدعامة ، AMإما متزامنة أو مكملة لإلرسال ، FMوذلك لتحسين
التغطية.
إنشاء شبكة للبث التلفزيوني الرقمي األرضي(TNT)
التلفزيون الرقمي األرضي هو نوع من البث األرضي للتلفزيون أين تكون اإلشارات البصرية و السمعية و
المعلوماتية مشفرة ثم بعد ذلك مرتبة في تدفق ) ( fluxوحيد ) (le multiplexقبل أن يتم بثها عبر
أمواج إلكترومغناطسية.
وفي إطار إنشاء الشبكة الوطنية للتلفزيون الرقمي األرضي وافق المؤتمر الجهوي لالتصال الالسلكي الذي
أقيم في جنيف سنة ، 2006على منح الجزائر من 06إلى multiplex 08اإلرسال المتعدد
المتقابل لكل موقع بث ،ويسمح كل multiplexببث من 06إلى 08قنوات تلفزيونية وهذا باحترام
اآلجال التقنية المحددة من طرف مؤتمر االتصال الالسلكي لالنتقال من البث التماثلي Analogique
إلى البث الرقمي Numériqueوللعلم سيكون عام 2015بالنسبة VHFو UHFفي أوروبا 2015و
2020بالنسبة VHFفي إفريقيا و الشرق األوسط.
مكنت هذه الندوة من تخصيص 2074تردد لمصلحة الجزائر ،منها 439تردد لإلذاعة الرقمية
)(T-DABعلى177 ، VHFتردد للتلفزيون الرقمي ) (DVB-Tعلى VHFو 1458علىUHF
إن وقف البث التماثلي و االنتقال إلى البث الرقمي الكلي في اآلجال المحددة هو قرار محتوم ،يفرض
على كل الدول معرفة أنها ال تتوافر على أي حق حماية إذا هي لم تتبع توصيات االتحاد الدولي
لالتصال عن بعد لرقمنه البث األرضي التلفزيوني.
يمثل إنشاء شبكة التلفزيون الرقمي األرضي موضع مجموعة من العمليات التي تدخل في إطار برامج
االستثمارات 2009-2005و 2014- 2010والتي تقدر بستة عشر مليار و سبعمائة وثالثون مليون
و مائتين وواحد ألف دينار جزائري .
قامت مؤسسة البث اإلذاعي والتلفزي من عام 2010إلى يومنا هذا بنشر ُ 80مرسلTNT
DVBT MPEG2تقوم ببث برامج المؤسسة العمومية للتلفزيون القناة الوطنية ،كنال ألجيري Canal
،Algérieالقناة الثالثة ، A3قناة األمازيغية ، TV4قناة القرآن .TV5
قائمة المراجع:
98
أوال:الكتب:
-1أبو القاسم سعد هللا:تاريخ الجزائر الثقافي ،دار البصائر ،الجزء الخامس ،الجزائر ،دسن
-2محمد شلوش :اإلذاعة الجزائرية النشأة والمسار ،كتيب من منشورات االذاعة الجزائرية
-3فضيل دليو :مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،لج ازئر. 1998 ،
-4نورالدين تواتي :الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية في الجزائر ،دار الخلدونية ،الجزائر 2008،
-5زهير احدادن :مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية،المؤسسة الوطنية
للكتاب،الجزائر.1991 ،
-6طرباق محمد أمين :سلطة ضبط مجال اإلعالم في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص
قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة . 2017/2016
-7رمضان بلعمري ،القطاع السمعي البصري في الجزائر إشكاالت االنفتاح ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في تخصص تكنولوجيات واقتصاديات وسائل اإلعالم ،جامعة الجزائر.2012-2011 ،3
-8رضا هميسي :اإلعالم الجديد بين حرية التعبير وحماية األمن الوطني ،رسالة دكتوراه ،الجزائر ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ورقلة ،ص ص pdf .30-29
ثالثا:الدوريات والمجالت:
-9السعيد بومعيزة ،دراسات حول مفهوم الخدمة العامة والصحافة المكتوبة ،المجلة الجزائرية لالتصال.
-10بوجمعة (رضوان) ،اإلعالم في الجزائر التجاذب بين المهنة والتشريع ،مركز القاهرة لدراسات حقوق
اإلنسان ،العدد 2007، 44
-11خرشي الهام :سلطة ضبط السمعي البصري في ظل القانون رقم 04-14بين مقتضيات الضبط
ومحدودية النص ،مجلة العلوم االجتماعية ، dépôt dspaceعدد 22جوان PDF 2016
99
-12صبيحة بخوش :تطور السياسة اإلعالمية في الجزائر في ظل التعددية السياسية 2015-1990
مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية،العدد ،23المدرسة العليا لألساتذة بوزريعة ،مارس 2016
-13مزاري نصر الدين :الوضعية القانونية لإلعالم اإللكتروني في الجزائر فيظل التشريع اإلعالمي
الجديد ،مجلة آفاق العلوم،العدد التاسع ،جامعة الجلفة،سبتمبر .2017
-14مجلة الشاشة الصغيرة الذكرى 39السترجاع اإلذاعة و التلفزيون ،العدد ، 104من 27أكتوبر إلى
02نوفمبر.2001
-15سعد الدين بن أبي شنب :مجلة االديب ،بيروت ،عدد ممتاز ،يناير.1954
خامسا :الجرائد:
-18دليلة بلخير ،دراجي وبخليلي ينتقدان القنوات الموضوعاتية –غلق مقنع للمجال السمعي البصري –
جريدة الشروق ،نشر يوم ، 2014-01-05 :العدد (.4247بتصرف)
-22عبد الرشيد بو كر اززة ،اجتماع بمتحف المجاهد حول "الخدمة العمومية في عصر التلفزة العصرية
الرقمية" موقع التلفزيون الجزائريDZ.ENTV .WWW
100
-23محمود أبو بكر :القنوات التلفزيونية الخاصة عندما تتحول الصحف الى علب فضاء ،نشر بتاريخ
2014-9-24عبر الرابط التاليwww.elhayatonline.net:
-24جريدة الحياة اإللكترونية ،انخفاض عدد القنوات الخاصة في الجزائر ،الجزائر بتاريخ-2-14
،2016عبر الرابط www.elhayatonline.net
-25ال رقابة وال تضييق في قاموس سلطة الضبط السمعي البصري ،نشر يوم 2015-5-3في موقع
اإلذاعة الجزائرية عبر الرابطwww.radioalgeria.dz/news/article:
-27عبد المؤمن بن صغير ,التنظيم القانوني لنشاط قطاع السمعي البصري في ظل التشريع اإلعالمي
الجزائري لما بعد االستقالل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ,جامعة موالي الطاهر سعيدة ،المركز
الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية االقتصادية والسياسية تم اإلطالع عليه بتاريخ-2-11
22:10 ،2018عبر الرابطhttp://democraticac.de/?p=38153 :
-28وداد حمدي ،الجزائر :سلطة ضبط السمعي البصري بين طموحات النص ومحدودية الصالحيات،
المرصد العربي للصحافة 7سبتمبر ،2017تم اإلطالع عليها بتاريخ 2018-2-10:عبر الرابط التالي:
http://ajo-ar.org
-30الفضائيات الخاصة بالجزائر:اعتماد على الدولة وتقليد للصحافة المكتوبة ،نشر بتاريخ-4-30
2014على الساعة ،16:39تم االطالع عليه بتاريخ 2016-1-28:عبر الرابط:
www.startimes.com/f.aspx
سابعا :المقابالت-33 :مقابلة مع رئيس قسم االدارة :السيد الياس بن حركو ،يوم .2107-3-25
101