You are on page 1of 12

‫المبحث الثاني‪ :‬حق المطلقة الحاضنة بمسكن الحضانة في قانون األسرة الجزائري‬

‫اهتم المشرع الجزائري بحق المحضون في السكن مراعيا مصلحته‪ ،‬من خالل‬
‫استعمال صيغة الوجوب لتوفير السكن وفي حالة تعذر ذلك وجب عليه دفع بدل اإليجار مع‬
‫التأكيد على مالئمة سكن الحضانة لممارسة الحضانة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أحكام تمتع الحاضنة بمسكن الحضانة‬

‫ربط المشرع استحقاق سكن الحضانة بشروط البد من توفرها ولإللمام بما كان البد‬
‫من التعرض لما جاء من شروط في ظل قانون ‪ 11-48‬المؤرخ في ‪1984/06/09‬‬
‫المتضمن قانون األسرة وما جاء في التعديالت التي تضمنها األمر ‪ 50-50‬المؤرخ في‬
‫‪2005/02/27‬بخصوص هذه الشروط‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط تمتع الحاضنة بمسكن الحضانة‬

‫أوال‪ :‬قبل التعديل (قانون ‪)11-48‬‬

‫نظم المشرع الجزائري ما يتعلق بسكن المحضون قبل التعديل في المادتين ‪00‬و ‪20‬‬
‫من قانون األسرة ‪ 48-11‬فنصت المادة ‪ 00‬فقرة الثانية و ما يليها‪" :‬واذا كانت حاضنة ولم‬
‫يكن لها ولي يقبل إيواءها‪ ،‬يضمن حقها في السكن مع محضونيها حسب وسع الزوج‪،‬‬
‫ويستثنى من القرار بالسكن‪ ،‬مسكن الزوجية إذا كان وحيدا‪ ،‬تفقد المطلقة حقها في السكن في‬
‫حالة زواجها أو ثبوت انحرافها"‪ ،‬ونصت المادة ‪ 20‬منه‪ " :‬نفقة المحضون وسكناه من ماله‬
‫إذا كان له مال‪ ،‬واال فعلى والده أن يهيئ له سكن وان تعذر فعليه أجرته‪".‬‬

‫من خالل ما جاء في المادة ‪ 00‬من القانون ‪" 11-48‬يتضح أن الحاضنة التي‬
‫تستفيد من الحكم لها بحق البقاء في السكن‪ ،‬هي أم المحضون فقط دون غيرها من‬

‫‪1‬‬
‫الحاضنات اللواتي قد يتقرر طن الحق في الحضانة"‪ 1،‬فهذه المادة حصرت مفهوم الحاضنة‬
‫التي لها الحق في سكن الحضانة في األم المطلقة دون سواها من الحاضنات‪ ،‬و هذا يعد‬
‫مساسا بمصلحة المحضون بسقوط حقه في السكن ما لم تكن الحاضنة أما له‪ ،‬و كان‬
‫األجدر بالمشرع أال يغفل عن هذه النقطة الجوهرية لما لها من تأثير على مصلحة‬
‫المحضون‪ ،‬إال أن هذه المادة غير منسجمة مع نص المادة ‪ 20‬من قانون األسرة ‪11-48‬‬
‫التي جاءت على خالفها فهي تخاطب جميع الحاضنات‪.‬‬

‫يمكن حصر شروط استحقاق المطلقة الحاضنة لسكن الحضانة الواردة في نص‬
‫المادة ‪ 00‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تكون المطلقة محكوم لها بالحضانة‪:‬‬

‫ال بد أن تكون الحضانة مسندة للمطلقة بموجب حکم‪ ،‬فالمطلقة غير الحاضنة ليس‬
‫لها الحق في سكن الحضانة كونه مرتبط بمن أسندت له الحضانة‪ ،‬و "إن المبدأ الذي استقر‬
‫عليه االجتهاد القضائي‪ ،‬أن الحق في السكن يحكم به في الوقت الذي يحكم فيه بالطالق و‬
‫الحضانة‪ ،‬و هذا ما ذهبت إليه المحكمة العليا في قرارها المتعلق بالملف رقم ‪37325‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1741/51/13‬و قرارها المؤرخ في ‪ 02/12/1980‬ملف رقم ‪08184‬‬
‫‪2‬‬
‫الصادرين عن غرفة األحوال الشخصية "‪.‬‬

‫‪ .2‬أال يكون للمطلقة الحاضنة وليا يقبل إيوائها‪:‬‬

‫فقد أدرج هذا الشرط في الفقرة ‪ 0‬من المادة ‪ 00‬من قانون األسرة والتي جاء فيها "‬
‫واذا كانت حاضنة ولم يكن لها ولي يقبل إيوائها يضمن حقها في السكن مع محضونيها‬
‫حسب وسع الزوج"‪ ،‬جعل المشرع حق الحاضنة المطلقة في السكن مرتبطا بعدم وجود ولي‬

‫فاطمة حداد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلحاج العربي‪ ،‬قانون األسرة وفقا ألحدث التعديالت و معلقا عليه بق اررات المحكمة العليا المشهورة‪ ،‬ط‪ ،8‬ديوان‬ ‫‪2‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،0510 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.320‬‬


‫‪2‬‬
‫يقبل إيوائها‪ ،‬فإذا كان للحاضنة ولي يستقبلها ويؤويها سقط التزام توفير مسكن أو بدل‬
‫اإليجار عن من تقع عليه نفقة المحضون بمعنی سقط حقها في مسكن الحضانة‪ ،‬واإلشكال‬
‫المطروح يكون في حالة عدم وجود الولي الذي يأوي الحاضنة والذي يقع عبئ إثباته على‬
‫الحاضنة أمام القاضي ‪ ،‬وهذا اإلجراء يضر بمصلحة المحضون والحاضنة في وقت واحد‪،‬‬
‫ويطرح التساؤل حول ما مصير المحضون أثناء الفترة التي تسعى فيها الحاضنة األم إلثبات‬
‫عدم وجود ولي يقبل إيوائها ؟ فيكون هنا المحضون هو المتضرر من ذلك وقد اغفل المشرع‬
‫مصلحة المحضون بوضعه لهذا الشرط المجحف في حقه فاألولى بالمشرع أن يلزم األب‬
‫بتوفير سكن لالم الحاضنة مع محضونيها بدال من الولي‪ ،‬ألن السكن من مشتمالت النفقة‬
‫حسب المادة ‪ 24‬من قانون األسرة ‪ ":‬تشمل النفقة الغذاء والكسوة والعالج ‪ ،‬والسكن أو‬
‫أجرته وما يعتبر من الضروريات في العرف والعادة "‪ ،‬ونفقة المحضون تحب على األب‬
‫طبقا لما جاء في نص المادة ‪ 20‬من قانون األسرة " تحب نفقة الولد على األب ما لم يكن‬
‫له مال ‪ "...‬وعليه فمسكن الحضانة يقع على من تلزمه نفقة المحضون وهو األب كما هو‬
‫موضح في نص المادة ‪ 20‬من قانون األسرة‪.‬‬

‫‪ .3‬تعدد المحضونين‪:‬‬

‫"إن البعض فسر الفقرة ‪ 0‬من المادة ‪ 00‬من قانون األسرة‪ ،‬والمتعلقة بحق الحاضنة‬
‫في السكن‪ ،‬بان هذا الحق ال يثبت لها إال إذا كانت حاضنة ألكثر من طفل واحد ‪،...‬‬
‫فهؤالء يرون أن عبارة محضونيها تعني أنها حاضنة ألكثر من طفل واحد فهي جاءت‬
‫بصيغة الجمع‪ ،‬فان كانت حاضنة لطفل واحد فقط ال حق لها في المطالبة بسكن لممارسة‬
‫‪1‬‬
‫الحضانة "‪.‬‬

‫وهذا التفسير غير سليم لسببين‪:‬‬

‫الحسين بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المنتقى في االحوال الشخصية‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط‪ ،0‬دار هومة‪ ،0551 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪-883‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.888‬‬
‫‪3‬‬
‫السبب األول‪" :‬ويتمثل في كون نص المادة ‪ 00‬أعاله ذكر المحضونين بصيغة الجمع‪ ،‬ألنه‬
‫قل ما تتكون األسرة الجزائرية من طفل واحد‪ ،‬بل المتعارف عليه أن ينجب األبوان أكثر من‬
‫‪1‬‬
‫طفل‪".‬‬

‫السبب الثاني‪" :‬أن استعمال صيغة الجمع مفاده أن الحق في السكن يكون للزوجة سواء‬
‫كانت حاضنة لطفل واحد أو عدة أطفال‪ ،‬وفي التخاطب يقال للشخص (هل لديك أطفال؟)‬
‫وال يقال له "هل لديك طفل؟"‪ ،‬فقواعد القانون جاءت عامة ومحردة‪ ،‬وال تتعلق بشخص واحد‬
‫في المجتمع‪ ،‬بل بجميع الناس فالمشرع يحتاط لجميع الحاالت‪ ،‬سواء كنا بصدد طفل واحد‬
‫‪2‬‬
‫أو أكثر‪"..‬‬

‫‪ .8‬أال يكون مسكن الزوجية وحيدا‪:‬‬

‫نصت على هذا الشرط الفقرة الثالثة من المادة ‪ 00‬من قانون األسرة‪" :‬ويستثنى من‬
‫القرار بالسكن مسكن الزوجية إذا كان وحيدا‪".‬‬

‫من خالل ما جاء في الفقرة نجد أن المشرع أخل بدقة الصياغة التشريعية ومس‬
‫بسالمة الفكرة القانونية باستعماله عبارة مسكن الزوجية والتي ليست بمكانها المناسب وهذا‬
‫لعدة أسباب وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن مسكن الزوجية يطلق في حالة الحياة الزوجية القائمة بين الزوجين‪ ،‬غير أن المشرع‬
‫أوردها رغم أن الرابطة الزوجية انتهت بالطالق‪.‬‬

‫‪ -‬إن مسكن الزوجية يراعى فيه حالة الزوج أما مسكن الحضانة يراعى فيه حال المحضون‬
‫وحال الحاضنة‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.888‬‬ ‫‪1‬‬

‫الحسين بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.888‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬إن مسكن الزوجية مرتبط بالزوجة أما مسكن الحضانة فمرتبط بالمحضون و الحاضنة‬
‫سواءا كانت أما أو غيرها‪.‬‬

‫‪" -‬مسكن الزوجية قد يكون ملكا للزوجة أو ألقاربها أو ألقارب الزوج أو مشتركا بين‬
‫الزوجين"‪ 1،‬في حين أن مسكن الزوجية المشار إليه في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 00‬من‬
‫قانون األسرة يقصد به مسکن المطلق‪ ،‬و يستشف هذا من عبارة "مسكن الزوجية إذا كان‬
‫وحيدا"‪ ،‬فمسكن الحضانة الذي يوفره المطلق للحاضنة و محضونيها يعود للمطلق سواء‬
‫كمالك له أو مستأجر له‪ ،‬و لهذا نقترح ‪ ...‬استبدل هذا المصطلح بمسكن المطلق أو مسکن‬
‫‪2‬‬
‫والد المحضونين"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بعد التعديل (في ظل األمر ‪)52-50‬‬

‫تعزي از للحفاظ على حق المحضون في السكن وأمام القصور التشريعي الذي وقع فيه‬
‫المشرع في تنظيم حق المحضون في السكن في ظل القانون ‪ ،11-48‬قام المشرع بموجب‬
‫األمر ‪ 50-50‬المؤرخ في ‪ 02/50/0550‬بتعديل كل من نص المادتين ‪ 00‬و‪ 20‬من‬
‫قانون األسرة‪ ،‬فعدل المادة ‪ 00‬من خالل إلغاء الفقرات ‪0‬و‪3‬و‪ 8‬منها‪ ،‬و كذا تعديل المادة‬
‫‪ 20‬من خالل استبدالها‪ ،‬وجاء في نص المادة ‪ 20‬من قانون األسرة المعدلة بموجب األمر‬
‫‪ " :50-50‬في حالة الطالق‪ ،‬يجب على األب أن يوفر الممارسة الحضانة سكنا مالئما‬
‫للحاضنة‪ ،‬وان تعذر ذلك فعليه دفع بدل إيجار‪.‬‬

‫وتبقى الحاضنة في بيت الزوجية حتى تنفيذ األب للحكم القضائي المتعلق بالسكن"‪.‬‬

‫"المادة المعدلة جاءت أكثر وضوحا وصرامة من سابقتها التي وان نصت هي‬
‫األخرى على السكن لكن أسلوبها لم يكن صارما‪ ،‬إذ جاءت على النحو التالي‪( :‬نفقة‬

‫تشوار حميدو زكية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬ ‫‪1‬‬

‫تشوار حميدو زكية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪101‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫المحضون وسكناه من ماله إذا كان له مال واال فعلى والده أن يهيئ له سكنا وان تعذر فعليه‬
‫أجرته)‪ ،‬األلفاظ والمفردات التي خطت هذه المادة جعلت القضاة يحيدون عن مسالة إلزام‬
‫الزوج بتخصيص مسكن لممارسة الحضانة أو بدل إيجاره مستشهدين بكون المادة لم تحمل‬
‫‪1‬‬
‫إلزاما صريحا وواجبا على المعني القيام به‪".‬‬

‫ومن خالل هذه المادة نجد أن المشرع لم يربط استحقاق الحاضنة لسكن الحضانة‬
‫بشروط متعددة وانما اقتصر على توفر شرطين يمكن استخالصهما من نص المادة وهما‪:‬‬

‫‪ .1‬صدور حكم بالطالق‪:‬‬

‫فال يمكن التعرض إلى حق المحضون في السكن في حالة قيام العالقة الزوجية كون‬
‫الطفل يكون في حضانة والديه وال يطرح أي إشكال ولهذا البد ان يكون هناك طالق حتى‬
‫يثار مشکل استحقاق سكن الحضانة‪ ،‬ففي حالة الطالق يثار إشكال الحضانة وسكن‬
‫المحضونين فال بد من صدور حکم بالطالق‪.‬‬

‫‪ .2‬الحكم بإسناد الحضانة‪:‬‬

‫فالبد أن تكون الحضانة مسندة بحكم لمن يطالب بسكن الحضانة‪ ،‬فال يمكن لمن لم‬
‫تسند له الحضانة المطالبة بسكن المحضون‪ ،‬فالحاضنة هي من لها الحق في المطالبة‬
‫بسكن الحضانة‪ ،‬و "إن المبدأ الذي استقر عليه االجتهاد القضائي‪ ،‬أن الحق في السكن‬
‫‪2‬‬
‫يحكم به في الوقت الذي يحكم فيه بالطالق و الحضانة"‪.‬‬

‫فالمشرع في تعديله للمادة ألزم األب بان يوفر سکنا مالئما للمحضون و إن تعذر‬
‫ذلك يدفع بدل اإليجار‪ ،‬و كان صريحا باستعماله صيغة الوجوب "يجب" و التي تعني‬
‫اإللزام‪.‬‬

‫باديس ديابي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.320‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضمانات توفير مسكن الحضانة‬

‫لقد حرص المشرع على توفير سكن مالئم للحاضنة ألجل ممارسة حضانتها برعاية‬
‫المحضون و تربيته و تعليمه في ظروف مالئمة تسمح بتنشئته نشأة حسنة و ألجل حمايته‬
‫من الضياع و التشرد من خالل تعديله للمادة ‪ 20‬من قانون األسرة بموجب األمر ‪50-50‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2005/02/27‬أين ألزم األب بتوفير سكن للحاضنة و وضع ضمانات لتحقيق‬
‫ذلك‪ ،‬وسنتطرق لهاته الضمانات بتفصيل أكثر من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التزام األب بين ضرورة تهيئة سكن للمحضون أو دفع بدل اإليجار‬

‫بالرجوع لنص المادة ‪ 20‬من قانون األسرة المعدلة نجد أن المشرع ألزم األب بتوفير‬
‫سكن مالئم الممارسة الحضانة و في حالة تعذر ذلك ألزمه بدفع بدل اإليجار ولم يربط هذا‬
‫االلتزام بأي شرط عکس ما كان في المادة ‪ 20‬قبل التعديل حيث ربط التزام األب بتوفير‬
‫السكن أو بدل اإليجار بافتقار المحضون للمال‪"،‬و أوجب المشرع أن يكون السكن المهيأ من‬
‫األب لممارسة الحضانة مالئما للحاضنة و خفف من عبء األب في تنفيذ التزامه عينا‪ ،‬فان‬
‫‪1‬‬
‫كان في إعداده لمسكن الحضانة إرهاقا له‪ ،‬حكم عليه باجرة المسكن "‬

‫‪ .1‬االلتزام بتوفير المسكن المالئم للحضانة‪:‬‬

‫باستقراء المادة ‪ 20‬من قانون األسرة المعدلة نجد أن توفير األب المسكن المالئم ليس‬
‫إلزاميا إذ أن المشرع أقر بأنه في حالة تعذر توفير السكن التزم األب بدفع بدل اإليجار‪.‬‬

‫"إن تقدير مالئمة المسكن للحاضنة يخضع لتقدير قاضي الموضوع في حالة رفض‬
‫الحاضنة المسكن المهيأ‪ ،‬وال بد أن يكون لهذا الرفض ما يبرره ومصطلح المالئمة على رغم‬

‫عيسی طعيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫ما يحمله من معاني إنما قصد به أن يكون المسكن مناسبا للحضانة والمحضونين وفي‬
‫‪1‬‬
‫حدود يسر األب و وضعه االجتماعي‪ ،‬و أال يكون قصد اإلضرار بالحاضنة "‪.‬‬

‫‪ .2‬التزام األب بدفع بدل اإليجار‪:‬‬

‫و نصت المادة ‪ 20‬من قانون األسرة المعدلة ‪ ..." :‬يجب على األب أن يوفر‪،‬‬
‫لممارسة الحضانة سكنا مالئما للحاضنة‪ ،‬وان تعذر ذلك فعليه دفع بدل إيجار "‪ ،‬فمن نص‬
‫المادة يتبين أن دفع بدل اإليجار يكون في حالة عجز األب عن توفير مسكن مالئم لممارسة‬
‫الحضانة‪ ،‬وعبارة بدل اإليجار في هذه المادة يقصد بها أجرة المسكن فقط وهذا ما هو ثابت‬
‫في الواقع العملي‪ ،‬فال تشمل أجرة السكن فواتير المرافق الضرورية للسكن من ماء وغاز‬
‫وكهرباء وغيرها من المستلزمات الضرورية للعيش فيه‪.‬‬

‫أ‪ -‬معايير تقدير بدل اإليجار‪" :‬استقر القضاء على أن أجرة مسكن الحضانة مسألة من‬
‫مسائل الواقع‪ ،‬وبالتالي فهي تخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع‪ ،‬فالقاضي عندما‬
‫يطرح النزاع أمامه عليه وفي حالة التأكد من تعذر األب على توفير سكن مالئم لممارسة‬
‫الحضانة أن يحكم ببدل اإليجار‪ ،‬وان يحدده مراعيا في ذلك جملة من الظروف حسب تقديره‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل في الحالة المادية لألب وموقع السكن ‪،‬إضافة إلى األخذ بتعدد المحضونين "‪.‬‬

‫ب‪ -‬أطراف عقد اإليجار‪ :‬عرف المشرع عقد اإليجار في المادة ‪ 812‬من القانون المدني‬
‫المعدلة بالقانون رقم ‪ 50-52‬المؤرخ في ‪:" 2007/05/13‬اإليجار عقد يمكن المؤجر‬
‫بمقتضاه المستأجر من االنتفاع بشيء لمدة محددة مقابل بدل إيجار معلوم‪.‬‬

‫حداد فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬ ‫‪1‬‬

‫" فاطمة حداد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 0 .188‬قانون رقم ‪ 50-52‬المؤرخ في ‪ 13/50/0552‬يعدل ويتمم األمر رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 14-20‬المؤرخ في ‪ 01/57/1720‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر ع ‪ ،31‬بتاريخ ‪. 13/50/0552‬‬


‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫يجوز أن يحدد بدل اإليجار نقدا أو بتقديم أي عمل أخر"‬

‫فعقد اإليجار هو عقد بين طرفين هما المؤجر والمستأجر يترتب عليه نشوء التزامات‬
‫لكال طرفي العقد المؤجر والمستأجر‪ ،‬فيلتزم المؤجر بتسليم العين المؤجرة مقابل التزام‬
‫المستأجر بدفع بدل اإليجار‪ ،‬ويمكن أن يكون األب أو الحاضنة طرفا في عقد اإليجار‪.‬‬

‫يكون األب طرفا في عقد إيجار مسكن الحضانة في حالة ما إذا التزم عينا بتوفير‬
‫مسكن الحضانة فيصبح طرفا أصليا في العقد دون الحاضنة والمحضون وتكون العالقة‬
‫االيجارية قائمة بين األب والمؤجر طيلة مدة الحضانة‪ ،‬ويعد كل من الحاضنة والمحضونين‬
‫منتفعين بالتبعية‪.‬‬

‫وتكون الحاضنة طرفا في عقد اإليجار إذا حكم القاضي على األب بدفع مبلغ بدل‬
‫اإليجار فهي التي تقوم باستئجار مسكن لممارسة الحضانة بمبلغ بدل اإليجار‪ ،‬فتكون هنا‬
‫العالقة االيجارية بين الحاضنة والمؤجر مباشرة‪ ،‬وتتحمل االلتزامات التعاقدية المترتبة عن‬
‫هذا العقد‪ ،‬وفي حالة اإلخالل بما يجوز للمؤجر يطالب الحاضنة بفسخ العقد و إخالء‬
‫المسكن و هذا ما جاء في نص المادة ‪ 117‬من القانون المديني ‪" :‬في العقود الملزمة‬
‫للجانبين‪ ،‬إذا لم يوف أحد احد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد اعذراه المدين أن‬
‫يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه‪ ،‬مع التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك " ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬بقاء الحاضنة في مسكن الزوجية‬

‫يعد بقاء الحاضنة في مسكن الزوجية من بين ضمانات توفير مسكن الحضانة و قد‬
‫نصت المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 0‬المعدلة من قانون األسرة‪ ":‬و تبقى الحاضنة في بيت الزوجية حتى‬
‫تنفيذ األب للحكم القضائي المتعلق بالسكن"‪ ،‬و حسب ما ورد في نص هاته المادة فان‬

‫قانون رقم ‪ 50-52‬المؤرخ في ‪ 13/50/0552‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 14-20‬المؤرخ في ‪ 01/57/1720‬المتضمن‬ ‫‪1‬‬

‫القانون المدني‪ ،‬ج ر ع ‪ ،31‬بتاريخ ‪. 13/50/0552‬‬


‫امر رقم ‪ 04-20‬مؤرخ في ‪ 01/57/1720‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر ع ‪ ،24‬بتاريخ ‪. 35/57/1720‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫المشرع أوجب بقاء الحاضنة ببيت الزوجية و قيد خروجها منه بشرط التزام تنفيذ األب للحكم‬
‫القاضي بالسكن‪ ،‬إال أن هذا األمر يطرح إشكاال كونه يتعارض مع مبادئ الشريعة‬
‫النبِ ُّي إِ َذا‬
‫اإلسالمية‪ ،‬الن المطلقة تبقى ببيت الزوجية أثناء فترة العدة لقوله تعالى ‪َ" :‬يا أَُّيهَا َّ‬
‫وه َّن ِمن ُب ُيوتِ ِه َّن َوَال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫صوا ا ْلع َّدةَ َواتَّقُوا اللهَ َرَّب ُك ْم َال تُ ْخ ِر ُج ُ‬ ‫وه َّن لِ ِع َّدتِ ِه َّن َوأ ْ‬
‫َح ُ‬ ‫طلِّقُ ُ‬
‫اء فَ َ‬ ‫طلَّ ْقتُ ُم ِّ‬
‫الن َس َ‬ ‫َ‬
‫ود اللَّ ِه فَقَ ْد ظَلَ َم َن ْف َسهُ َال‬
‫ود اللَّ ِه َو َمن َيتَ َع َّد ُح ُد َ‬
‫ك ُح ُد ُ‬ ‫اح َشة ُّمَبيَِّنة َوتِْل َ‬ ‫ي ْخر ْجن إِ َّال أَن يأْتِين بِفَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫َٰ‬
‫ث َب ْع َد َذِل َ‬
‫ك أ َْم ًار "سورة الطالق اآلية ‪51‬‬ ‫تَ ْد ِري لَ َع َّل اللَّهَ ُي ْح ِد ُ‬

‫وقد أكد المشرع على أن المطلقة تعتد بالبيت العائلي في نص المادة ‪ 11‬من قانون‬
‫األسرة‪" :‬ال تخرج الزوجة المطلقة و ال المتوفى عنها زوجها من السكن العائلي مادامت في‬
‫عدة طالقها أو وفاة زوجها إال في حالة الفاحشة المبينة و لها الحق في النفقة في عدة‬
‫الطالق"‪ ،‬فالمطلقة تعتد ببيت الزوجية إال أنه بعد انتهاء مدة العدة تخرج من بيت الزوجية‬
‫فال يحل لها البقاء فيه مع مطلقها ألنهما أصبحا أجنبيين عن بعضهما وهنا يطرح اإلشكال‬
‫حول ما إذا انتهت العدة ولم ينفذ األب الحكم القضائي المتعلق بالسكن‪.‬‬

‫م ن بين االحتياجات المالية التي يتلقاها الطفل الصغير‪ ،‬هو السكن الذي يأويه‬
‫ويحتمي تحت سقفه من حر الصيف وبرد الشتاء‪ ،‬لكي يجد الدفء والحنان الذي يحتاجه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام تمتع الحاضنة بمسكن الحضانة في الفقه اإلسالمي‬

‫اختلف موقف الفقهاء حول أحقية وعدم أحقية المحضون في السكن لهذا البد من‬
‫التعرف على موقف كل منهم‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عند المالكية‬

‫اتفق المالكية على أن السكن واجب على األب فيما يخص المحضون‪ ،‬واختلفوا فيما‬
‫الحاضنة)‪ ،‬وورد في مذهب المدونة أنها واجبة فيما يخص الحاضنة‪ ،‬ومنهم من قال يخص‬

‫‪10‬‬
‫أنها على المعسر‪ ،‬بمعنى أن الحاضنة إذا أيسرت دون األب لم يكن على األب سكنه‪ ،‬وان‬
‫‪1‬‬
‫أيسر األب دون الحاضنة لم يكن على الحاضنة شيء‪.‬‬

‫وقيل أيضا إن األب إذا كان في مسكن يملكه أو يستأجره ولو كان ولده معه لم تزد‬
‫عليه في األجرة‪ ،‬فال شيء عليه ألنه ضرورة عن دفع األجرة في سكناه‪ ،‬وان كان يزداد عليه‬
‫‪2‬‬
‫في الكراء أو عليها هي ألجل الولد‪.‬‬

‫أما ب النسبة للحاضنة ففريق قال بأن سكناه أيضا على من عليه نفقة المحضون‪،‬‬
‫وفريق قال بل عليها هي سبب االجتهاد فيما تتحمله ويتحمله المحضون أو على قدر‬
‫‪3‬‬
‫الرؤوس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عند الحنفية‬

‫الفقهاء الحنفية خالف في وجوب توفير مسكن الحضانة للصغير على من تلزمه‬
‫النفقة‪ ،‬وقد أراد ابن ع ابدين أن يوفق بين القولين بالوجوب وعدمه‪ ،‬فرأى في رد المختار أنه‬
‫إن كان للحاضنة مسكن يمكنها أن تحضن فيه الولد ويسكن تبعا لها لم يلزم المسكن لعدم‬
‫احتياج الطفل‬

‫وردت عبارته في رسالة "اإلنابة" تنص على عدم اللزوم متى كان للحاضنة سكن دون‬
‫تقييد بإمكان سكناها مع الولد فيه‪ ،‬ويتمحيص نصوص الفقه يتبين أن األوجه فيه هو لزوم‬
‫أجرة مسكن الحضانة‪ ،‬ولو كانت الحاضنة تملك مسكنا تسكنه فعال هي والصغير‪ ،‬ألن‬
‫‪4‬‬
‫المسكن من أنواع النفقة الواجبة للصغير‪.‬‬

‫سهام کربال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫مبروك المصري‪ ،‬الطالق وأثره في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة‪ ،‬دط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0515 ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.014‬‬
‫نبيل صقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.010‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عند الشافعية والحنابلة‬

‫اتفق فقهاء الشافعية والحنابلة على حق الصغير الفقير في أجرة السكن على أبيه إن كان‬
‫موسرا‪ ،‬فكما تجب عليه أجرة الحضانة وأجرة الرضاع تجب عليه أجرة المسكن أو إعداده‪،‬‬
‫إذا لم يكن لألم مسكن مملوك لها تحضن فيه الصغير‪ ،‬وهذه األجرة تجب في حين قيام‬
‫الحاضنة بها وتكون دينا في ذمة األب ال يسقط إال باألداء المقرر شرعا ألن أجرة المسكن‬
‫‪1‬‬
‫من أجرة الصغير‪.‬‬

‫مبروك المصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.014‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬

You might also like