Professional Documents
Culture Documents
سكن المحضون في القانون الجزائري
سكن المحضون في القانون الجزائري
اهتم المشرع الجزائري بحق المحضون في السكن مراعيا مصلحته ،من خالل
استعمال صيغة الوجوب لتوفير السكن وفي حالة تعذر ذلك وجب عليه دفع بدل اإليجار مع
التأكيد على مالئمة سكن الحضانة لممارسة الحضانة.
ربط المشرع استحقاق سكن الحضانة بشروط البد من توفرها ولإللمام بما كان البد
من التعرض لما جاء من شروط في ظل قانون 11-48المؤرخ في 1984/06/09
المتضمن قانون األسرة وما جاء في التعديالت التي تضمنها األمر 50-50المؤرخ في
2005/02/27بخصوص هذه الشروط.
نظم المشرع الجزائري ما يتعلق بسكن المحضون قبل التعديل في المادتين 00و 20
من قانون األسرة 48-11فنصت المادة 00فقرة الثانية و ما يليها" :واذا كانت حاضنة ولم
يكن لها ولي يقبل إيواءها ،يضمن حقها في السكن مع محضونيها حسب وسع الزوج،
ويستثنى من القرار بالسكن ،مسكن الزوجية إذا كان وحيدا ،تفقد المطلقة حقها في السكن في
حالة زواجها أو ثبوت انحرافها" ،ونصت المادة 20منه " :نفقة المحضون وسكناه من ماله
إذا كان له مال ،واال فعلى والده أن يهيئ له سكن وان تعذر فعليه أجرته".
من خالل ما جاء في المادة 00من القانون " 11-48يتضح أن الحاضنة التي
تستفيد من الحكم لها بحق البقاء في السكن ،هي أم المحضون فقط دون غيرها من
1
الحاضنات اللواتي قد يتقرر طن الحق في الحضانة" 1،فهذه المادة حصرت مفهوم الحاضنة
التي لها الحق في سكن الحضانة في األم المطلقة دون سواها من الحاضنات ،و هذا يعد
مساسا بمصلحة المحضون بسقوط حقه في السكن ما لم تكن الحاضنة أما له ،و كان
األجدر بالمشرع أال يغفل عن هذه النقطة الجوهرية لما لها من تأثير على مصلحة
المحضون ،إال أن هذه المادة غير منسجمة مع نص المادة 20من قانون األسرة 11-48
التي جاءت على خالفها فهي تخاطب جميع الحاضنات.
يمكن حصر شروط استحقاق المطلقة الحاضنة لسكن الحضانة الواردة في نص
المادة 00فيما يلي:
ال بد أن تكون الحضانة مسندة للمطلقة بموجب حکم ،فالمطلقة غير الحاضنة ليس
لها الحق في سكن الحضانة كونه مرتبط بمن أسندت له الحضانة ،و "إن المبدأ الذي استقر
عليه االجتهاد القضائي ،أن الحق في السكن يحكم به في الوقت الذي يحكم فيه بالطالق و
الحضانة ،و هذا ما ذهبت إليه المحكمة العليا في قرارها المتعلق بالملف رقم 37325
المؤرخ في 1741/51/13و قرارها المؤرخ في 02/12/1980ملف رقم 08184
2
الصادرين عن غرفة األحوال الشخصية ".
فقد أدرج هذا الشرط في الفقرة 0من المادة 00من قانون األسرة والتي جاء فيها "
واذا كانت حاضنة ولم يكن لها ولي يقبل إيوائها يضمن حقها في السكن مع محضونيها
حسب وسع الزوج" ،جعل المشرع حق الحاضنة المطلقة في السكن مرتبطا بعدم وجود ولي
بلحاج العربي ،قانون األسرة وفقا ألحدث التعديالت و معلقا عليه بق اررات المحكمة العليا المشهورة ،ط ،8ديوان 2
.3تعدد المحضونين:
"إن البعض فسر الفقرة 0من المادة 00من قانون األسرة ،والمتعلقة بحق الحاضنة
في السكن ،بان هذا الحق ال يثبت لها إال إذا كانت حاضنة ألكثر من طفل واحد ،...
فهؤالء يرون أن عبارة محضونيها تعني أنها حاضنة ألكثر من طفل واحد فهي جاءت
بصيغة الجمع ،فان كانت حاضنة لطفل واحد فقط ال حق لها في المطالبة بسكن لممارسة
1
الحضانة ".
الحسين بن الشيخ أث ملويا ،المنتقى في االحوال الشخصية ،ج ،1ط ،0دار هومة ،0551 ،الجزائر ،ص -883 1
.888
3
السبب األول" :ويتمثل في كون نص المادة 00أعاله ذكر المحضونين بصيغة الجمع ،ألنه
قل ما تتكون األسرة الجزائرية من طفل واحد ،بل المتعارف عليه أن ينجب األبوان أكثر من
1
طفل".
السبب الثاني" :أن استعمال صيغة الجمع مفاده أن الحق في السكن يكون للزوجة سواء
كانت حاضنة لطفل واحد أو عدة أطفال ،وفي التخاطب يقال للشخص (هل لديك أطفال؟)
وال يقال له "هل لديك طفل؟" ،فقواعد القانون جاءت عامة ومحردة ،وال تتعلق بشخص واحد
في المجتمع ،بل بجميع الناس فالمشرع يحتاط لجميع الحاالت ،سواء كنا بصدد طفل واحد
2
أو أكثر"..
نصت على هذا الشرط الفقرة الثالثة من المادة 00من قانون األسرة" :ويستثنى من
القرار بالسكن مسكن الزوجية إذا كان وحيدا".
من خالل ما جاء في الفقرة نجد أن المشرع أخل بدقة الصياغة التشريعية ومس
بسالمة الفكرة القانونية باستعماله عبارة مسكن الزوجية والتي ليست بمكانها المناسب وهذا
لعدة أسباب وهي:
-أن مسكن الزوجية يطلق في حالة الحياة الزوجية القائمة بين الزوجين ،غير أن المشرع
أوردها رغم أن الرابطة الزوجية انتهت بالطالق.
-إن مسكن الزوجية يراعى فيه حالة الزوج أما مسكن الحضانة يراعى فيه حال المحضون
وحال الحاضنة.
4
-إن مسكن الزوجية مرتبط بالزوجة أما مسكن الحضانة فمرتبط بالمحضون و الحاضنة
سواءا كانت أما أو غيرها.
" -مسكن الزوجية قد يكون ملكا للزوجة أو ألقاربها أو ألقارب الزوج أو مشتركا بين
الزوجين" 1،في حين أن مسكن الزوجية المشار إليه في الفقرة الثالثة من المادة 00من
قانون األسرة يقصد به مسکن المطلق ،و يستشف هذا من عبارة "مسكن الزوجية إذا كان
وحيدا" ،فمسكن الحضانة الذي يوفره المطلق للحاضنة و محضونيها يعود للمطلق سواء
كمالك له أو مستأجر له ،و لهذا نقترح ...استبدل هذا المصطلح بمسكن المطلق أو مسکن
2
والد المحضونين".
تعزي از للحفاظ على حق المحضون في السكن وأمام القصور التشريعي الذي وقع فيه
المشرع في تنظيم حق المحضون في السكن في ظل القانون ،11-48قام المشرع بموجب
األمر 50-50المؤرخ في 02/50/0550بتعديل كل من نص المادتين 00و 20من
قانون األسرة ،فعدل المادة 00من خالل إلغاء الفقرات 0و3و 8منها ،و كذا تعديل المادة
20من خالل استبدالها ،وجاء في نص المادة 20من قانون األسرة المعدلة بموجب األمر
" :50-50في حالة الطالق ،يجب على األب أن يوفر الممارسة الحضانة سكنا مالئما
للحاضنة ،وان تعذر ذلك فعليه دفع بدل إيجار.
وتبقى الحاضنة في بيت الزوجية حتى تنفيذ األب للحكم القضائي المتعلق بالسكن".
"المادة المعدلة جاءت أكثر وضوحا وصرامة من سابقتها التي وان نصت هي
األخرى على السكن لكن أسلوبها لم يكن صارما ،إذ جاءت على النحو التالي( :نفقة
5
المحضون وسكناه من ماله إذا كان له مال واال فعلى والده أن يهيئ له سكنا وان تعذر فعليه
أجرته) ،األلفاظ والمفردات التي خطت هذه المادة جعلت القضاة يحيدون عن مسالة إلزام
الزوج بتخصيص مسكن لممارسة الحضانة أو بدل إيجاره مستشهدين بكون المادة لم تحمل
1
إلزاما صريحا وواجبا على المعني القيام به".
ومن خالل هذه المادة نجد أن المشرع لم يربط استحقاق الحاضنة لسكن الحضانة
بشروط متعددة وانما اقتصر على توفر شرطين يمكن استخالصهما من نص المادة وهما:
فال يمكن التعرض إلى حق المحضون في السكن في حالة قيام العالقة الزوجية كون
الطفل يكون في حضانة والديه وال يطرح أي إشكال ولهذا البد ان يكون هناك طالق حتى
يثار مشکل استحقاق سكن الحضانة ،ففي حالة الطالق يثار إشكال الحضانة وسكن
المحضونين فال بد من صدور حکم بالطالق.
فالبد أن تكون الحضانة مسندة بحكم لمن يطالب بسكن الحضانة ،فال يمكن لمن لم
تسند له الحضانة المطالبة بسكن المحضون ،فالحاضنة هي من لها الحق في المطالبة
بسكن الحضانة ،و "إن المبدأ الذي استقر عليه االجتهاد القضائي ،أن الحق في السكن
2
يحكم به في الوقت الذي يحكم فيه بالطالق و الحضانة".
فالمشرع في تعديله للمادة ألزم األب بان يوفر سکنا مالئما للمحضون و إن تعذر
ذلك يدفع بدل اإليجار ،و كان صريحا باستعماله صيغة الوجوب "يجب" و التي تعني
اإللزام.
6
الفرع الثاني :ضمانات توفير مسكن الحضانة
لقد حرص المشرع على توفير سكن مالئم للحاضنة ألجل ممارسة حضانتها برعاية
المحضون و تربيته و تعليمه في ظروف مالئمة تسمح بتنشئته نشأة حسنة و ألجل حمايته
من الضياع و التشرد من خالل تعديله للمادة 20من قانون األسرة بموجب األمر 50-50
المؤرخ في 2005/02/27أين ألزم األب بتوفير سكن للحاضنة و وضع ضمانات لتحقيق
ذلك ،وسنتطرق لهاته الضمانات بتفصيل أكثر من خالل ما يلي:
أوال :التزام األب بين ضرورة تهيئة سكن للمحضون أو دفع بدل اإليجار
بالرجوع لنص المادة 20من قانون األسرة المعدلة نجد أن المشرع ألزم األب بتوفير
سكن مالئم الممارسة الحضانة و في حالة تعذر ذلك ألزمه بدفع بدل اإليجار ولم يربط هذا
االلتزام بأي شرط عکس ما كان في المادة 20قبل التعديل حيث ربط التزام األب بتوفير
السكن أو بدل اإليجار بافتقار المحضون للمال"،و أوجب المشرع أن يكون السكن المهيأ من
األب لممارسة الحضانة مالئما للحاضنة و خفف من عبء األب في تنفيذ التزامه عينا ،فان
1
كان في إعداده لمسكن الحضانة إرهاقا له ،حكم عليه باجرة المسكن "
باستقراء المادة 20من قانون األسرة المعدلة نجد أن توفير األب المسكن المالئم ليس
إلزاميا إذ أن المشرع أقر بأنه في حالة تعذر توفير السكن التزم األب بدفع بدل اإليجار.
"إن تقدير مالئمة المسكن للحاضنة يخضع لتقدير قاضي الموضوع في حالة رفض
الحاضنة المسكن المهيأ ،وال بد أن يكون لهذا الرفض ما يبرره ومصطلح المالئمة على رغم
7
ما يحمله من معاني إنما قصد به أن يكون المسكن مناسبا للحضانة والمحضونين وفي
1
حدود يسر األب و وضعه االجتماعي ،و أال يكون قصد اإلضرار بالحاضنة ".
و نصت المادة 20من قانون األسرة المعدلة ..." :يجب على األب أن يوفر،
لممارسة الحضانة سكنا مالئما للحاضنة ،وان تعذر ذلك فعليه دفع بدل إيجار " ،فمن نص
المادة يتبين أن دفع بدل اإليجار يكون في حالة عجز األب عن توفير مسكن مالئم لممارسة
الحضانة ،وعبارة بدل اإليجار في هذه المادة يقصد بها أجرة المسكن فقط وهذا ما هو ثابت
في الواقع العملي ،فال تشمل أجرة السكن فواتير المرافق الضرورية للسكن من ماء وغاز
وكهرباء وغيرها من المستلزمات الضرورية للعيش فيه.
أ -معايير تقدير بدل اإليجار" :استقر القضاء على أن أجرة مسكن الحضانة مسألة من
مسائل الواقع ،وبالتالي فهي تخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع ،فالقاضي عندما
يطرح النزاع أمامه عليه وفي حالة التأكد من تعذر األب على توفير سكن مالئم لممارسة
الحضانة أن يحكم ببدل اإليجار ،وان يحدده مراعيا في ذلك جملة من الظروف حسب تقديره
2
تتمثل في الحالة المادية لألب وموقع السكن ،إضافة إلى األخذ بتعدد المحضونين ".
ب -أطراف عقد اإليجار :عرف المشرع عقد اإليجار في المادة 812من القانون المدني
المعدلة بالقانون رقم 50-52المؤرخ في :" 2007/05/13اإليجار عقد يمكن المؤجر
بمقتضاه المستأجر من االنتفاع بشيء لمدة محددة مقابل بدل إيجار معلوم.
" فاطمة حداد ،المرجع السابق ،ص 0 .188قانون رقم 50-52المؤرخ في 13/50/0552يعدل ويتمم األمر رقم 2
فعقد اإليجار هو عقد بين طرفين هما المؤجر والمستأجر يترتب عليه نشوء التزامات
لكال طرفي العقد المؤجر والمستأجر ،فيلتزم المؤجر بتسليم العين المؤجرة مقابل التزام
المستأجر بدفع بدل اإليجار ،ويمكن أن يكون األب أو الحاضنة طرفا في عقد اإليجار.
يكون األب طرفا في عقد إيجار مسكن الحضانة في حالة ما إذا التزم عينا بتوفير
مسكن الحضانة فيصبح طرفا أصليا في العقد دون الحاضنة والمحضون وتكون العالقة
االيجارية قائمة بين األب والمؤجر طيلة مدة الحضانة ،ويعد كل من الحاضنة والمحضونين
منتفعين بالتبعية.
وتكون الحاضنة طرفا في عقد اإليجار إذا حكم القاضي على األب بدفع مبلغ بدل
اإليجار فهي التي تقوم باستئجار مسكن لممارسة الحضانة بمبلغ بدل اإليجار ،فتكون هنا
العالقة االيجارية بين الحاضنة والمؤجر مباشرة ،وتتحمل االلتزامات التعاقدية المترتبة عن
هذا العقد ،وفي حالة اإلخالل بما يجوز للمؤجر يطالب الحاضنة بفسخ العقد و إخالء
المسكن و هذا ما جاء في نص المادة 117من القانون المديني " :في العقود الملزمة
للجانبين ،إذا لم يوف أحد احد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد اعذراه المدين أن
يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه ،مع التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك " .2
يعد بقاء الحاضنة في مسكن الزوجية من بين ضمانات توفير مسكن الحضانة و قد
نصت المادة 20فقرة 0المعدلة من قانون األسرة ":و تبقى الحاضنة في بيت الزوجية حتى
تنفيذ األب للحكم القضائي المتعلق بالسكن" ،و حسب ما ورد في نص هاته المادة فان
قانون رقم 50-52المؤرخ في 13/50/0552يعدل ويتمم األمر رقم 14-20المؤرخ في 01/57/1720المتضمن 1
9
المشرع أوجب بقاء الحاضنة ببيت الزوجية و قيد خروجها منه بشرط التزام تنفيذ األب للحكم
القاضي بالسكن ،إال أن هذا األمر يطرح إشكاال كونه يتعارض مع مبادئ الشريعة
النبِ ُّي إِ َذا
اإلسالمية ،الن المطلقة تبقى ببيت الزوجية أثناء فترة العدة لقوله تعالى َ" :يا أَُّيهَا َّ
وه َّن ِمن ُب ُيوتِ ِه َّن َوَال َّ ِ
صوا ا ْلع َّدةَ َواتَّقُوا اللهَ َرَّب ُك ْم َال تُ ْخ ِر ُج ُ وه َّن لِ ِع َّدتِ ِه َّن َوأ ْ
َح ُ طلِّقُ ُ
اء فَ َ طلَّ ْقتُ ُم ِّ
الن َس َ َ
ود اللَّ ِه فَقَ ْد ظَلَ َم َن ْف َسهُ َال
ود اللَّ ِه َو َمن َيتَ َع َّد ُح ُد َ
ك ُح ُد ُ اح َشة ُّمَبيَِّنة َوتِْل َ ي ْخر ْجن إِ َّال أَن يأْتِين بِفَ ِ
َ َ َ ُ َ
َٰ
ث َب ْع َد َذِل َ
ك أ َْم ًار "سورة الطالق اآلية 51 تَ ْد ِري لَ َع َّل اللَّهَ ُي ْح ِد ُ
وقد أكد المشرع على أن المطلقة تعتد بالبيت العائلي في نص المادة 11من قانون
األسرة" :ال تخرج الزوجة المطلقة و ال المتوفى عنها زوجها من السكن العائلي مادامت في
عدة طالقها أو وفاة زوجها إال في حالة الفاحشة المبينة و لها الحق في النفقة في عدة
الطالق" ،فالمطلقة تعتد ببيت الزوجية إال أنه بعد انتهاء مدة العدة تخرج من بيت الزوجية
فال يحل لها البقاء فيه مع مطلقها ألنهما أصبحا أجنبيين عن بعضهما وهنا يطرح اإلشكال
حول ما إذا انتهت العدة ولم ينفذ األب الحكم القضائي المتعلق بالسكن.
م ن بين االحتياجات المالية التي يتلقاها الطفل الصغير ،هو السكن الذي يأويه
ويحتمي تحت سقفه من حر الصيف وبرد الشتاء ،لكي يجد الدفء والحنان الذي يحتاجه.
اختلف موقف الفقهاء حول أحقية وعدم أحقية المحضون في السكن لهذا البد من
التعرف على موقف كل منهم:
اتفق المالكية على أن السكن واجب على األب فيما يخص المحضون ،واختلفوا فيما
الحاضنة) ،وورد في مذهب المدونة أنها واجبة فيما يخص الحاضنة ،ومنهم من قال يخص
10
أنها على المعسر ،بمعنى أن الحاضنة إذا أيسرت دون األب لم يكن على األب سكنه ،وان
1
أيسر األب دون الحاضنة لم يكن على الحاضنة شيء.
وقيل أيضا إن األب إذا كان في مسكن يملكه أو يستأجره ولو كان ولده معه لم تزد
عليه في األجرة ،فال شيء عليه ألنه ضرورة عن دفع األجرة في سكناه ،وان كان يزداد عليه
2
في الكراء أو عليها هي ألجل الولد.
أما ب النسبة للحاضنة ففريق قال بأن سكناه أيضا على من عليه نفقة المحضون،
وفريق قال بل عليها هي سبب االجتهاد فيما تتحمله ويتحمله المحضون أو على قدر
3
الرؤوس.
الفقهاء الحنفية خالف في وجوب توفير مسكن الحضانة للصغير على من تلزمه
النفقة ،وقد أراد ابن ع ابدين أن يوفق بين القولين بالوجوب وعدمه ،فرأى في رد المختار أنه
إن كان للحاضنة مسكن يمكنها أن تحضن فيه الولد ويسكن تبعا لها لم يلزم المسكن لعدم
احتياج الطفل
وردت عبارته في رسالة "اإلنابة" تنص على عدم اللزوم متى كان للحاضنة سكن دون
تقييد بإمكان سكناها مع الولد فيه ،ويتمحيص نصوص الفقه يتبين أن األوجه فيه هو لزوم
أجرة مسكن الحضانة ،ولو كانت الحاضنة تملك مسكنا تسكنه فعال هي والصغير ،ألن
4
المسكن من أنواع النفقة الواجبة للصغير.
مبروك المصري ،الطالق وأثره في قانون األسرة الجزائري ،دراسة فقهية مقارنة ،دط ،دار هومة ،الجزائر ،0515 ،ص 3
.014
نبيل صقر ،مرجع سابق ،ص.010 4
11
الفرع الثالث :عند الشافعية والحنابلة
اتفق فقهاء الشافعية والحنابلة على حق الصغير الفقير في أجرة السكن على أبيه إن كان
موسرا ،فكما تجب عليه أجرة الحضانة وأجرة الرضاع تجب عليه أجرة المسكن أو إعداده،
إذا لم يكن لألم مسكن مملوك لها تحضن فيه الصغير ،وهذه األجرة تجب في حين قيام
الحاضنة بها وتكون دينا في ذمة األب ال يسقط إال باألداء المقرر شرعا ألن أجرة المسكن
1
من أجرة الصغير.
12